فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [196] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

2|189|يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ



مباحث رؤیت هلال-كتاب الصوم

مباحث تقويم
تقويم عبري









(2:189:1:1) yaso_#alu V STEM|POS:V|IMPF|LEM:sa>ala|ROOT:sAl|3MP -5949-@@@@(2:189:1:2) wna PRON SUFFIX|PRON:3MP -5950-@@@@(2:189:1:3) ka PRON SUFFIX|PRON:2MS -5951-@@@@(2:189:2:1) Eani P STEM|POS:P|LEM:Ean -5952-@@@@(2:189:3:1) {lo DET PREFIX|Al+ -5953-@@@@(2:189:3:2) >ahil~api N STEM|POS:N|LEM:>ahil~ap|ROOT:hll|MP|GEN -5954-@@@@(2:189:4:1) qulo V STEM|POS:V|IMPV|LEM:qaAla|ROOT:qwl|2MS -5955-@@@@(2:189:5:1) hiYa PRON STEM|POS:PRON|3FS -5956-@@@@(2:189:6:1) mawa`qiytu N STEM|POS:N|LEM:miyqa`t|ROOT:wqt|MP|NOM -5957-@@@@(2:189:7:1) li P PREFIX|l:P+ -5958-@@@@(2:189:7:2) l DET PREFIX|Al+ -5959-@@@@(2:189:7:3) n~aAsi N STEM|POS:N|LEM:n~aAs|ROOT:nws|MP|GEN -5960-@@@@(2:189:8:1) wa CONJ PREFIX|w:CONJ+ -5961-@@@@(2:189:8:2) {lo DET PREFIX|Al+ -5962-@@@@(2:189:8:3) Haj~i N STEM|POS:N|LEM:Haj~|ROOT:Hjj|M|GEN -5963-@@@@(2:189:9:1) wa REM PREFIX|w:REM+ -5964-@@@@(2:189:9:2) layosa V STEM|POS:V|PERF|LEM:l~ayosa|ROOT:lys|SP:kaAn|3MS -5965-@@@@(2:189:10:1) {lo DET PREFIX|Al+ -5966-@@@@(2:189:10:2) bir~u N STEM|POS:N|LEM:bir~|ROOT:brr|M|NOM -5967-@@@@(2:189:11:1) bi P PREFIX|bi+ -5968-@@@@(2:189:11:2) >an SUB STEM|POS:SUB|LEM:>an -5969-@@@@(2:189:12:1) ta>otu V STEM|POS:V|IMPF|LEM:>ataY|ROOT:Aty|2MP|MOOD:SUBJ -5970-@@@@(2:189:12:2) wA@ PRON SUFFIX|PRON:2MP -5971-@@@@(2:189:13:1) {lo DET PREFIX|Al+ -5972-@@@@(2:189:13:2) buyuwta N STEM|POS:N|LEM:bayot|ROOT:byt|MP|ACC -5973-@@@@(2:189:14:1) min P STEM|POS:P|LEM:min -5974-@@@@(2:189:15:1) Zuhuwri N STEM|POS:N|LEM:Zahor|ROOT:Zhr|MP|GEN -5975-@@@@(2:189:15:2) haA PRON SUFFIX|PRON:3FS -5976-@@@@(2:189:16:1) wa REM PREFIX|w:REM+ -5977-@@@@(2:189:16:2) la`kin~a ACC STEM|POS:ACC|LEM:la`kin~|SP:otu V STEM|POS:V|IMPV|LEM:>ataY|ROOT:Aty|2MP -5984-@@@@(2:189:20:3) wA@ PRON SUFFIX|PRON:2MP -5985-@@@@(2:189:21:1) {lo DET PREFIX|Al+ -5986-@@@@(2:189:21:2) buyuwta N STEM|POS:N|LEM:bayot|ROOT:byt|MP|ACC -5987-@@@@(2:189:22:1) mino P STEM|POS:P|LEM:min -5988-@@@@(2:189:23:1) >abowa`bi N STEM|POS:N|LEM:baAb|ROOT:bwb|MP|GEN -5989-@@@@(2:189:23:2) haA PRON SUFFIX|PRON:3FS -5990-@@@@(2:189:24:1) wa CONJ PREFIX|w:CONJ+ -5991-@@@@(2:189:24:2) {t~aqu V STEM|POS:V|IMPV|(VIII)|LEM:{t~aqaY`|ROOT:wqy|2MP -5992-@@@@(2:189:24:3) wA@ PRON SUFFIX|PRON:2MP -5993-@@@@(2:189:25:1) {ll~aha PN STEM|POS:PN|LEM:{ll~ah|ROOT:Alh|ACC -5994-@@@@(2:189:26:1) laEal~a ACC STEM|POS:ACC|LEM:laEal~|SP:afolaHa|ROOT:flH|2MP -5997-@@@@(2:189:27:2) wna PRON SUFFIX|PRON:2MP -5998-@@@@





دیتای صرفی-کامپیوتر نور





























































































****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 3/3/2024 - 13:59

در روایات

                        تفسير العياشي، ج‏1، ص: 85
208 عن زيد أبي أسامة قال سئل أبو عبد الله ع عن الأهلة قال: هي الشهور فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر، قلت: أ رأيت إن كان الشهر تسعة و عشرين أ يقضي ذلك اليوم قال: لا إلا أن تشهد ثلاثة عدول- فإنهم إن شهدوا أنهم رأوا الهلال قبل ذلك‏
__________________________________________________
 (1)- البحار ج 16 (م): 34. البرهان ج 1: 187.
 (2)- كنية أخرى لأبي بصير.
 (3)- البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 187- 188. الصافي ج 1: 171.
 (4)- البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 187- 188. الصافي ج 1: 171.
 (5)- تبلغ بكذا: اكتفى به.
 (6)- البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 188. الصافي ج 1: 171.


                        تفسير العياشي، ج‏1، ص: 86
فإنه يقضي ذلك اليوم «1»

209 عن زياد بن المنذر قال: سمعت أبا جعفر ع يقول صم حين يصوم الناس، و أفطر حين يفطر الناس فإن الله جعل الأهلة مواقيت «2».

 

                        تفسير العياشي، ج‏1، ص: 94
253 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع في قوله: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج» قال: الأهلة «9».

 

                        الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏4، ص: 76
باب الأهلة و الشهادة عليها
1- علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال: إنه سئل عن الأهلة فقال هي أهلة الشهور فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر.

 

                        تحف العقول، النص، ص: 125
رسول الله ص بالحسن و الحسين إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فلا يعاجلنها و ليمكث يكن منها مثل الذي يكون منه إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليلق أهله فإن عندها مثل الذي رأى و لا يجعل للشيطان على قلبه سبيلا و ليصرف بصره عنها فإن لم تكن له زوجة فليصل ركعتين و يحمد الله كثيرا إذا أراد أحدكم غشيان زوجته فليقل الكلام فإن الكلام عند ذلك يورث الخرس «1» لا ينظرن أحدكم إلى باطن فرج المرأة فإنه يورث البرص و إذا أتى أحدكم زوجته فليقل اللهم إني استحللت فرجها بأمرك و قبلتها بأمانك فإن قضيت منها ولدا فاجعله ذكرا سويا و لا تجعل للشيطان فيه شركا و نصيبا الحقنة من الأربعة التي قال رسول الله ص فيها ما قال و أفضل ما تداويتم به الحقنة و هي تعظم البطن و تنقي داء الجوف و تقوي الجسد استعطوا بالبنفسج فإن رسول الله ص قال لو يعلم الناس ما في البنفسج لحسوه حسوا «2» إذا أراد أحدكم إتيان أهله فليتوق الأهلة و أنصاف الشهور فإن الشيطان يطلب الولد في هذين الوقتين توقوا الحجامة يوم الأربعاء و يوم الجمعة فإن الأربعاء نحس مستمر و فيه خلقت جهنم و في يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيه أحد إلا مات.

 

                        الغيبة للنعماني، النص، ص: 248
يدخل الجند ذليلا «1» و يخرج منه عزيزا يكتنفه جبرئيل و ميكائيل ثم التفت إلى العباس فقال يا عم النبي أ لا أخبرك بما أخبرني به جبرئيل ع فقال بلى يا رسول الله قال قال لي جبرئيل ويل لذريتك من ولد العباس فقال يا رسول الله أ فلا أجتنب النساء فقال له قد فرغ الله مما هو كائن.
2- أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد الله بن موسى العلوي عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد بن المستنير عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه «2» عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله ص لأبي يا عباس ويل لذريتي من ولدك و ويل لولدك من ولدي فقال يا رسول الله أ فلا أجتنب النساء أو قال أ فلا أجب نفسي «3» قال إن علم الله عز و جل قد مضى و الأمور بيده و إن الأمر سيكون في ولدي.
3- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال حدثني علي بن الصباح المعروف بابن الضحاك قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي قال حدثنا جعفر بن محمد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع أنه قال: يأتيكم بعد الخمسين و المائة أمراء كفرة و أمناء خونة و عرفاء فسقة فتكثر التجار و تقل الأرباح و يفشو الربا و تكثر أولاد الزنا و تغمر السفاح «4» و تتناكر المعارف و تعظم الأهلة «5» و تكتفي النساء بالنساء و الرجال بالرجال-
__________________________________________________
 (1). في بعض النسخ «يدخل الجيل ذليلا» و في البحار «يدخل الجبل ذليلا».
 (2). يعني القاسم بن محمد بن أبي بكر، و ما في بعض النسخ من «عبد الله بن القاسم» تصحيف.
 (3). أي أجعل نفسى مقطوعة النسل، و منه المجبوب.
 (4). «تغمر» أي تكثر، و السفاح: مراودة الرجل المرأة بدون نكاح، و الزنا، أو اراقة الدم، و في الحديث «أوله سفاح و آخره نكاح» أراد به ان المرأة تسافح الرجل مدة ثم يتزوجها.
 (5). كذا، و لعله جمع هلال بمعنى الغلام الجميل، و يمكن أن يكون الأصل «تغطى الاهلة» أي يستر عن الناس هلال كل شهر. و الأول بالسياق أنسب.

 

                        الغيبة للنعماني / ترجمه فهرى، متن، ص: 291
هلال‏ها بزرگ شود و زنان بزنان اكتفا كنند و مردان بمردان.
مردى از على بن ابى طالب نقل ميكند: هنگامى كه امير المؤمنين اين حديث را ميفرمود مردى برخاست و عرض كرد: يا امير المؤمنين در چنين روزگار ما چه بايد بكنيم؟ فرمود: فرار، فرار كه دامن عدالت خداوند بر اين امت گسترده خواهد بود مادامى كه گويندگان بسوى فرمانروايانشان مايل نشوند، و مادامى كه نيكوكارانشان بدكارانشان را باز ميدارند كه اگر چنين نكنند و آنگاه از بدكاران اظهار نفرت بكنند و بزبان «
لا اله الا الله‏
» گويند خداوند در عرش خود ميفرمايد دروغ گفتيد و شما اين كلمه را از روى صدق و راستى نميگوئيد.
 [مترجم گويد: معناى هلال‏ها بزرگ شود شايد آن باشد كه پسران زيبا روى در نظر مردم عظمت يابند چون هلال بمعناى پسر زيبا آمده است و يا آنكه مقصود آنست كه هلال اول ماه از نظر مردم پوشيده گردد و در شبهاى بعد كه بزرگ است ديده مى‏شود و بنا بر اين آنچه بعضى از فضلا احتمال داده است كه تعظم الاهله غلط باشد و صحيحش (تغطى الاهله) باشد وجهى ندارد زيرا معناى مورد نظر ايشان با كلمه (تعظم) نيز درست است چنانچه گفته شد].

 

 


                        الخصال، ج‏2، ص: 637
ليطهركم به و يذهب عنكم رجز الشيطان و ليربط على قلوبكم و يثبت به الأقدام «1» ما من داء إلا و في الحبة السوداء منه شفاء إلا السام لحوم البقر داء و ألبانها دواء و أسمانها شفاء ما تأكل الحامل من شي‏ء و لا تتداوى به أفضل من الرطب قال الله عز و جل لمريم ع و هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي و اشربي و قري عينا «2» حنكوا أولادكم بالتمر فهكذا فعل رسول الله ص بالحسن و الحسين إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجلها فإن للنساء حوائج إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن عند أهله مثل ما رأى و لا يجعلن للشيطان إلى قلبه سبيلا و ليصرف بصره عنها فإن لم تكن له زوجة فليصل ركعتين و يحمد الله كثيرا و يصلي على النبي و آله ص ثم ليسأل الله من فضله فإنه يبيح له برأفته ما يغنيه إذا أتى أحدكم زوجته فليقل الكلام فإن الكلام عند ذلك يورث الخرس لا ينظرن أحدكم إلى باطن فرج امرأته فلعله يرى ما يكره و يورث العمى «3» إذا أراد أحدكم مجامعة زوجته فليقل اللهم إني استحللت فرجها بأمرك و قبلتها بأمانتك فإن قضيت لي منها ولدا فاجعله ذكرا سويا و لا تجعل للشيطان فيه نصيبا و لا شريكا الحقنة من الأربع قال رسول الله ص إن أفضل ما تداويتم به الحقنة و هي تعظم البطن و تنقي داء الجوف و تقوي البدن استعطوا بالبنفسج و عليكم بالحجامة إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فليتوق أول الأهلة و أنصاف الشهور فإن الشيطان يطلب الولد في هذين الوقتين و الشياطين يطلبون الشرك فيهما فيجيئون و يحبلون توقوا الحجامة و النورة يوم الأربعاء فإن يوم الأربعاء يوم نحس مستمر و فيه خلقت جهنم و في يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات.

 

 

                        تحف العقول، النص، ص: 125
رسول الله ص بالحسن و الحسين إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فلا يعاجلنها و ليمكث يكن منها مثل الذي يكون منه إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليلق أهله فإن عندها مثل الذي رأى و لا يجعل للشيطان على قلبه سبيلا و ليصرف بصره عنها فإن لم تكن له زوجة فليصل ركعتين و يحمد الله كثيرا إذا أراد أحدكم غشيان زوجته فليقل الكلام فإن الكلام عند ذلك يورث الخرس «1» لا ينظرن أحدكم إلى باطن فرج المرأة فإنه يورث البرص و إذا أتى أحدكم زوجته فليقل اللهم إني استحللت فرجها بأمرك و قبلتها بأمانك فإن قضيت منها ولدا فاجعله ذكرا سويا و لا تجعل للشيطان فيه شركا و نصيبا الحقنة من الأربعة التي قال رسول الله ص فيها ما قال و أفضل ما تداويتم به الحقنة و هي تعظم البطن و تنقي داء الجوف و تقوي الجسد استعطوا بالبنفسج فإن رسول الله ص قال لو يعلم الناس ما في البنفسج لحسوه حسوا «2» إذا أراد أحدكم إتيان أهله فليتوق الأهلة و أنصاف الشهور فإن الشيطان يطلب الولد في هذين الوقتين توقوا الحجامة يوم الأربعاء و يوم الجمعة فإن الأربعاء نحس مستمر و فيه خلقت جهنم و في يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيه أحد إلا مات.

 

                        فضائل الأشهر الثلاثة، ص: 91
70- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أبو الجوزاء المنبه بن عبد الله قال حدثنا الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت بن هرمز الحداد عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يأتي على الناس زمان يرتفع فيه الفاحشة و لتصنع «1» و تنهتك فيه المحارم و يعلن فيه الزنا و يستحل فيه أموال اليتامى و يؤكل فيه الربا و يطفف في المكاييل و الموازين و يستحل الخمر بالنبيذ و الرشوة بالهدية و الخيانة بالأمانة و يشتبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و يستخف بحدود الصلاة و يحج فيه لغير الله فإذا كان ذلك الزمان انتفخت الأهلة تارة حتى يرى الهلال ليلتين و خفيت تارة حتى يفطر شهر رمضان في أوله‏

 

                        جوابات أهل الموصل فى العدد و الرؤية، ص: 31
يصيب الشهور من النقصان يكون ثلاثين يوما و يكون تسعة و عشرون يوما.
و روى الحسن بن [الحسين بن‏] «1» أبان «2» عن أبي أحمد عمر بن الربيع «3» قال سئل جعفر بن محمد ع عن الأهلة فقال هي أهلة الشهور فإذا عاينت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر قلت أ رأيت إن كان الشهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلا أن يشهد لك [عدول أنهم رأوه فإن شهدوا] «4» فاقض ذلك اليوم «5».

 

                        المقنعة، ص: 295
2 باب علامة أول شهر رمضان و آخره و دليل دخول شهر الإفطار
قال الله عز و جل يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون‏
 «5» فجعل تعالى الأهلة علامات الشهور و دلائل أزمان الفروض و مواقيت للناس في الحج و الصوم و حلول آجال‏

                        تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان)، ج‏4، ص: 161
 «455»- 27- علي بن الحسن بن فضال قال حدثني محمد بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن علي الحلبي عن أبي‏
                        تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان)، ج‏4، ص: 162
عبد الله ع قال: سألته عن الأهلة قال هي أهلة الشهور فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر قال قلت أ رأيت إن كان الشهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلا أن تشهد بذلك بينة عدول فإن شهدوا أنهم رأوا الهلال قبل ذلك فاقض ذلك اليوم.

 

                        تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان)، ج‏4، ص: 163
الشهور ثم قال إن عليا ع صام عندكم تسعة و عشرين يوما فأتوه فقالوا يا أمير المؤمنين قد رأينا الهلال فقال أفطروا.
 «459»- 31- محمد بن أحمد بن داود القمي قال أخبرنا محمد بن علي بن الفضل عن علي بن محمد بن يعقوب الكسائي عن علي بن الحسن بن فضال عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله ع عن الأهلة فقال هي أهلة الشهور فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر قلت إن كان الشهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلا أن تشهد بينة عدول فإن شهدوا أنهم رأوا الهلال قبل ذلك فاقض ذلك اليوم.
460- 32- محمد بن أحمد بن داود عن عبد الله بن علي بن القاسم البزاز قال حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال حدثنا الحسن بن الحسين قال حدثنا أبو أحمد عمر بن الربيع البصري قال: سئل الصادق جعفر بن محمد ع عن الأهلة قال هي أهلة الشهور فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر فقلت أ رأيت إن كان الشهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلا أن يشهد لك عدول أنهم رأوه فإن شهدوا فاقض ذلك اليوم.





*****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 30/1/2022 - 10:49

کلام مفسرین

                        تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏1، ص: 165
قوله- سبحانه-: يسئلونك عن الأهلة نزلت فى معاذ بن جبل، و ثعلبة بن غنمة و هما من الأنصار فقال معاذ: يا رسول الله، ما بال الهلال‏
__________________________________________________
 (1) فى أ: هكذا
 (2) سورة آل عمران: 77.
 (3) فى أ: يحلفه، ل: يحلف. و فى أسباب النزول للواحدي: ص 28، قال مقاتل بن حيان نزلت آية و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل فى امرئ القيس بن عابس الكندي و فى عبدان ابن أشوع الحضرمي و ذلك أنهما اختصما إلى النبي- صلى الله عليه و سلم- فى أرض و كان امرؤ القيس المطلوب و عبدان الطالب فأنزل الله- تعالى- هذه الآية فحكم عبدان فى أرضه و لم يخاصمه.
                       

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏1، ص: 166
يبدو مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ فيستوى ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ «1» فأنزل الله- عز و جل- يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس فى أجل دينهم و صومهم و فطرهم و عدة نسائهم و الشروط التي بينهم إلى أجل. ثم قال- عز و جل-: و الحج يقول وقت حجهم و الأهلة مواقيت لهم. و ذلك قوله- سبحانه-: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و ذلك أن الأنصار فى الجاهلية و فى الإسلام كانوا إذا [30 أ] أحرم أحدهم بالحج أو بالعمرة، و هو من أهل المدن و هو مقيم فى أهله لم يدخل منزله من باب الدار، و لكن يوضع له سلم إلى ظهر البيت فيصعد فيه، و ينحدر منه أو يتسور من الجدار، و ينقب بعض بيوته، فيدخل منه و يخرج منه، فلا يزال كذلك حتى يتوجه إلى مكة محرما. و إذا كان من أهل الوبر دخل و خرج من وراء بيته و
أن النبي- صلى الله عليه و سلم- دخل يوما نخلا لبنى النجار، و دخل معه قطبة بن عامر ابن حديدة «2» الأنصارى من بنى سلمة «3» بن جشم من قبل الجدار، و هو محرم فلما خرج النبي- صلى الله عليه و سلم- من الباب و هو محرم خرج قطبة من الباب. فقال رجل هذا قطبة خرج من الباب و هو محرم فقال النبي- صلى الله عليه و سلم-:
ما حملك أن تخرج من الباب و أنت محرم. قال: يا نبى رأيتك خرجت من الباب و أنت محرم فخرجت معك، و ديني دينك. فقال النبي- صلى الله عليه و سلم-:
__________________________________________________
 (1) فى أ: بدأه. و فى أسباب النزول للواحدي قال معاذ بن جبل: يا رسول الله، إن اليهود تغشانا و يكثرون مساءلتنا عن الأهلة فأنزل الله الآية.
 (2) كتب التفسير و أسباب النزول ذكرت أن اسمه قطبة بن عامر بيد أن مقاتل يزيد فى ذكر جدود الشخص. و ما يتفرد به مقاتل من الجدود يحصل فيه التصحيف عادة. و فى أ: حديد بدون إعجام فى الياء. و كذلك ل.
 (3) فى أ: سامه، ل: سلمة.
                       

تفسير مقاتل بن سليمان، ج‏1، ص: 167
خرجت لأنى من أحمس. فقال قطبة للنبي- صلى الله عليه و سلم-: إن كنت أحمسيا فإنى أحمسى «1»، و قد رضيت بهديك «2» و دينك، فاستننت بسنتك.
فأنزل الله فى قول قطبة بن عامر للنبي- صلى الله عليه و سلم- ليس البر يعنى التقوى بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى الله و اتبع أمره ثم قال- عز و جل-: و أتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله و لا تعصوه يحذركم (لعلكم). يقول لكي تفلحون- 189- و الحمس قريش، و كنانة، و خزاعة و عامر بن صعصعة، الذين لا يسلون السمن «3» و لا يأكلون الأقط و لا يبنون الشعر و الوبر.

 

تفسير القمي، ج‏1، ص: 67                       

و قوله يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج فإن المواقيت منها معروفة مشهورة في أوقات معروفة، و منها مبهمة- فأما المواقيت المعروفة المشهورة فأربعة، الأشهر الحرم التي ذكرها الله في قوله «منها أربعة حرم» و الاثنا عشر شهرا التي خلقها الله تعرف بالهلال، أولها المحرم و آخرها ذو الحجة، و الأربعة الحرم رجب مفرد- و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم متصلة، حرم الله فيها القتال، و يضاعف فيها الذنوب و كذلك الحسنات، و أشهر السياحة معروفة- و هي عشرون من شهر ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر [ون‏] من شهر ربيع الآخر، و هي التي أحل الله فيها قتال المشركين في قوله «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» و أشهر الحج معروفة، و هي شوال و ذو القعدة و ذو الحجة و إنما صارت أشهر الحج لأنه من اعتمر في هذه الأشهر- في شوال أو في ذي القعدة أو في ذي الحجة و نوى أن يقيم بمكة حتى يحج- فقد تمتع بالعمرة إلى الحج،
                       

تفسير القمي، ج‏1، ص: 68
و من اعتمر في غير هذه الأشهر- ثم نوى أن يقيم إلى الحج أو لم ينو- فليس هو ممن تمتع بالعمرة إلى الحج لأنه لم يدخل مكة في أشهر الحج فسمى هذه أشهر الحج فقال الله تبارك و تعالى «الحج أشهر معلومات» و شهر رمضان معروف، و أما المواقيت المبهمة التي إذا حدث الأمر- وجب فيها انتظار تلك الأشهر- فعدة النساء في الطلاق، و المتوفى عنها زوجها، فإذا طلقها زوجها فإن كانت تحيض تعتد الأقراء التي قال الله عز و جل، و إن كانت لا تحيض تعتد بثلاثة أشهر بيض لا دم فيها، و عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر و عشرا، و عدة المطلقة الحبلى أن تضع ما في بطنها- و عدة الإيلاء أربعة أشهر، و كذلك في الديون إلى الأجل الذي يكون بينهم [و شهرين متتابعين في الظهار] و صيام شهرين متتابعين في كفارة قتل الخطإ- و عشرة أيام للصوم في الحج لمن لم يجد الهدي، و صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب، فهذه المواقيت المعروفة و المبهمة- التي ذكرها الله عز و جل في كتابه «يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج».
و أما قوله ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها- و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها قال نزلت في أمير المؤمنين ع‏
لقول رسول الله ص «أنا مدينة العلم و علي ع بابها- و لا تدخلوا المدينة إلا من بابها.

 

                        معانى القرآن، ج‏1، ص: 115
و قوله: يسئلونك عن الأهلة ... (189) سئل النبى صلى الله عليه و سلم عن نقصان القمر و زيادته ما هو؟ فأنزل «4» الله تبارك و تعالى: ذلك لمواقيت حجكم و عمرتكم و حل ديونكم و انقضاء عدد نسائكم.
و قوله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها ... (189) و ذلك أن أهل الجاهلية- إلا قريشا و من ولدته قريش من العرب- كان الرجل منهم إذا أحرم «5» فى غير أشهر الحج فى بيت مدر أو شعر أو خباء نقب فى بيته‏
__________________________________________________
 (1) هو عدى بن حاتم. و انظر البخاري فى الصوم، و فى تفسير سورة البقرة.
 (2) آية 42 فى هذه السورة.
 (3) انظر 34 من هذا الجزء.
 (4) أي أنزل معنى هذا الكلام، لا لفظه كما لا يخفى.
 (5) أي بالعمرة. و كان ذلك زمن الحديبية. و هذا أحد ما جاء فى سبب نزول الآية. انظر تفسير الطبري 2/ 109
                       

معانى القرآن، ج‏1، ص: 116
نقبا من مؤخره فخرج منه و دخل و لم يخرج من الباب، و إن كان من أهل الأخبية و الفساطيط خرج من مؤخره و دخل منه. فبينما رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو محرم و رجل محرم يراه، دخل من باب حائط فاتبعه ذلك الرجل، فقال له: تنح عنى. قال: و لم؟ قال دخلت من الباب و أنت محرم. قال: إنى قد رضيت بسنتك و هديك. قال له النبى صلى الله عليه و سلم: (إنى أحمس) «1» قال: فإذا كنت أحمس فإنى أحمس. فوفق الله الرجل، فأنزل الله تبارك و تعالى و أتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون.

 

                        تفسير غريب القرآن، ص: 70
189- و قوله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها «1» قال الزهري: كان أناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم و بين السماء شي‏ء، يتحرجون من ذلك. و كان الرجل يخرج مهلا بها فتبدو له الحاجة فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل السقف و لكنه يقتحم الجدار من وراء. ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته. و كانت قريش و حلفاؤها الحمس لا يبالون ذلك. فأنزل الله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى أي بر من اتقى. كما قال: و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر [سورة البقرة آية: 177] أي بر من آمن بالله.

 

                        تفسير القرآن العزيز المسمى تفسير عبدالرزاق، ج‏1، ص: 89
193- عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: مواقيت للناس: [الآية: 189]، قال: هي مواقيت لهم «1» في حجهم، و صومهم، و فطرهم، و نسكهم «2».
194- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، قال: كان أناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم و بين السماء شي‏ء فيخرجون من ذلك، فكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدو له الحاجة بعد ما يخرج من بيته، فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت لا يحول بينه و بين السماء، فيقتحم الجدار من ورائه ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته. فتخرج إليه من بيته، حتى بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم أهل زمان الحديبية بالعمرة فدخل إلى حجرته، فدخل على أثره رجل من الأنصار «3» من بني سلمة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: إني أحمس.
195- عبد الرزاق، قال معمر، و قال الزهري: و كانت قريش و حلفاؤها الحمس لا يبالون ذلك، فقال الأنصاري و أنا أحمس، يقول: و أنا على دينك. فأنزل الله تعالى «4»: ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها: [الآية: 189].

 

                        مجاز القرآن، ج‏1، ص: 68
 «و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها» (189): البر هنا: فى موضع البار، و مجازها: اى اطلبوا البر من أهلهو وجهه و لا تطلبوه عند الجهلة المشركين. «1»

 

                        جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 107
         يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج ذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن زيادة الأهلة و نقصانها و اختلاف أحوالها، فأنزل الله تعالى ذكره هذه الآية
                       

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 108
جوابا لهم فيما سألوا عنه. ذكر الأخبار بذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتاده قوله:
يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس قال قتادة: سألوا نبي الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك: لم جعلت هذه الأهلة؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون: هي مواقيت للناس فجعلها لصوم المسلمين و لإفطارهم و لمناسكهم و حجهم و لعدة نسائهم و محل دينهم في أشياء، و الله أعلم بما يصلح خلقه. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه أبو جعفر، عن الربيع، قال: ذكر لنا أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: لم خلقت الأهلة؟ فأنزل الله تعالى:
يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين و إفطارهم و لحجهم و مناسكهم و عدة نسائهم وحل ديونهم. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: مواقيت للناس و الحج قال: هي مواقيت للناس في حجهم و صومهم و فطرهم و نسكهم. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال الناس: لم خلقت الأهلة؟ فنزلت: يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس لصومهم و إفطارهم و حجهم و مناسكهم. قال: قال ابن عباس: و وقت حجهم، و عدة نسائهم، وحل دينهم. حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس فهي مواقيت الطلاق و الحيض و الحج. حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: ثنا الفضل بن خالد، قال: ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك: يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس يعني حل دينهم، و وقت حجهم، و عدة نسائهم. حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الأهلة، فنزلت هذه الآية: يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس يعلمون بها حل دينهم، و عدة نسائهم، و وقت حجهم. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد عن شريك، عن جابر، عن عبد الله بن يحيى، عن علي أنه سئل عن قوله: مواقيت للناس قال: هي مواقيت الشهر هكذا و هكذا و هكذا و قبض إبهامه فإذا رأيتموه فصوموا، و إذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين. فتأويل الآية إذا كان الأمر على ما ذكرنا عمن ذكرنا عنه قوله في ذلك: يسألونك يا محمد عن الأهلة و محاقها و سرارها و تمامها و استوائها و تغير أحوالها بزيادة و نقصان و محاق و استسرار، و ما المعنى الذي خالف بينه و بين الشمس التي هي دائمة أبدا على حال واحدة لا تتغير بزيادة و لا نقصان، فقل يا محمد خالف بين ذلك ربكم لتصييره الأهلة التي سألتم عن أمرها و مخالفة ما بينها و بين غيرها فيما خالف بينها و بينه مواقيت لكم و لغيركم من بني آدم في معايشهم، ترقبون بزيادتها و نقصانها و محاقها و استسرارها و إهلالكم إياها أوقات حل ديونكم، و انقضاء مدة إجارة من استأجرتموه، و تصرم عدة نسائكم، و وقت صومكم و إفطاركم، فجعلها مواقيت للناس. و أما قوله: و الحج فإنه يعني و للحج، يقول: و جعلها أيضا ميقاتا لحجكم تعرفون بها وقت مناسككم و حجكم. القول في تأويل قوله تعالى: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها قيل: نزلت هذه الآية في قوم كانوا لا يدخلون إذا أحزموا بيوتهم من قبل أبوابها. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: كانت الأنصار إذا حجوا و رجعوا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها. قال: فجاء رجل من الأنصار فدخل من بابه، فقيل له في ذلك، فنزلت هذه الآية: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها حدثني سفيان بن وكيع، قال: حدثني أبي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كانوا في الجاهلية إذا أحرموا أتوا البيوت من ظهورها، و لم يأتوا من أبوابها، فنزلت: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها الآية. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت داود، عن قيس بن حبتر: أن ناسا كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطا من بابه و لا دارا من بابها أو بيتا، فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه دارا. و كان رجل من الأنصار يقال له رفاعة بن تابوت، فجاء فتسور الحائط، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلما خرج من باب الدار أو قال من باب البيت خرج معه رفاعة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما حملك على ذلك؟" قال:
                       

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 109
يا رسول الله رأيتك خرجت منه، فخرجت منه. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إني رجل أحمس"، فقال: إن تكن رجلا أحمس فإن ديننا واحد. فأنزل الله تعالى ذكره: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها يقول: ليس البر بأن تأتوا البيوت من كوات في ظهور البيوت و أبواب في جنوبها تجعلها أهل الجاهلية. فنهوا أن يدخلوا منها و أمروا أن يدخلوا من أبوابها. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كان ناس من أهل الحجاز إذا أحرموا لم يدخلوا من أبواب بيوتهم و دخلوا من ظهورها، فنزلت: و لكن البر من اتقى الآية. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها قال:
كان المشركون إذا أحرم الرجل منهم نقب كوة في ظهر بيته فجعل سلما فجعل يدخل منها. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم و معه رجل من المشركين، قال: فأتى الباب ليدخل، فدخل منه. قال: فانطلق الرجل ليدخل من الكوة. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما شأنك؟" فقال: إني أحمس، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" و أنا أحمس". حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال:
كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم و بين السماء شي‏ء يتحرجون من ذلك، و كان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدو له الحاجة بعد ما يخرج من بيته فيرجع و لا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف الباب أن يحول بينه و بين السماء، فيفتح الجدار من ورائه، ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته فتخرج إليه من بيته. حتى بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل زمن الحديبية بالعمرة، فدخل حجرة، فدخل رجل على أثره من الأنصار من بني سلمة، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم:" إني أحمس". قال الزهري: و كانت الحمس لا يبالون ذلك. فقال الأنصاري: و أنا أحمس، يقول: و أنا على دينك. فأنزل الله تعالى ذكره: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت الآية كلها.
قال قتادة: كان هذا الحي من الأنصار في الجاهلية إذا أهل أحدهم بحج أو عمرة لا يدخل دارا من بابها إلا أن يتسور حائطا تسورا، و أسلموا و هم كذلك. فأنزل الله تعالى ذكره في ذلك ما تسمعون، و نهاهم عن صنيعهم ذلك، و أخبرهم أنه ليس من البر صنيعهم ذلك، و أمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها. حدثني موسى بن هارون، قال:
ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي قوله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها فإن ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها كانوا ينقبون في أدبارها، فلما حج رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة الوداع أقبل يمشي و معه رجل من أولئك و هو مسلم. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم باب البيت احتبس الرجل خلفه و أبى أن يدخل قال: يا رسول الله إني أحمس يقول: إني محرم و كان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" و أنا أيضا أحمس فادخل" فدخل الرجل، فأنزل الله تعالى ذكره: و أتوا البيوت من أبوابها حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه أب جد سعد، عن ابن عباس: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها و إن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن، فإذا أحرم لم يلج من باب بيته و اتخذ نقبا من ظهر بيته. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة كان بها رجل محرك كذلك، و أن أهل المدينة كانوا يسمون البستان: الحش. و إن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل بستانا، فدخله من بابه، و دخل معه ذلك المحرم، فناداه رجل من ورائه: يا فلان إنك محرم و قد دخلت فقال:" أنا أحمس"، فقال: يا رسول الله إن كنت محرما فأنا محرم، و إن كنت أحمس فأنا أحمس. فأنزل الله تعالى ذكره: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها إلى آخر الآية. فأحل الله للمؤمنين أن يدخلوا البيوت من أبوابها. حدثت عن عمار بن الحسن، قال ثنا عبد الله بن أبي جعفر،
                       

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 110
عن أبيه أبو جعفر، عن الربيع قوله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها قال: كان أهل المدينة و غيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها، و ذلك أن يتسوروها، فكان إذا أحرم أحدهم لا يدخل البيت إلا أن يتسوره من قبل ظهره. و إن النبي صلى الله عليه و سلم دخل ذات يوم بيتا ل بعض الأنصار، فدخل رجل على أثره ممن قد أحرم، فأنكروا ذلك عليه، و قالوا: هذا رجل فاجر فقال له النبي صلى الله عليه و سلم:" لم دخلت من الباب و قد أحرمت؟" فقال: رأيتك يا رسول الله دخلت فدخلت على أثرك. فقال النبي صلى الله عليه و سلم:" إني أحمس" و قريش يومئذ تدعي الحمس؛ فلما أن قال ذلك النبي صلى الله عليه و سلم قال الأنصاري: إن ديني دينك. فأنزل الله تعالى ذكره: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها الآية. حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قلت ل‏عطاء قوله: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها قال: كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من ظهورها و يرونه برا، فقال" البر"، لم نعت البر، و أمر بأن يأتوا البيوت من أبوابها. قال ابن جريج: و أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهد ا يقول: كانت هذه الآية في الأنصار يأتون البيوت من ظهورها يتبررون بذلك. فتأويل الآية إذا: و ليس البر أيها الناس بأن تأتوا البيوت في حال إحرامكم من ظهورها، و لكن البر من اتقى الله فخافه، و تجنب محارمه، و أطاعه بأداء فرائضه التي أمره بها، فأما إتيان البيوت من ظهورها فلا بر لله فيه، فأتوها من حيث شئتم من أبوابها و غير أبوابها، ما لم تعتقدوا تحريم إتيانها من أبوابها في حال من الأحوال، فإن ذلك غير جائز لكم اعتقاده، لأنه مما لم أحرمه عليكم. القول في تأويل قوله تعالى: و اتقوا الله لعلكم تفلحون يعني تعالى ذكره بذلك: و اتقوا الله أيها الناس فاحذروه و ارهبوه بطاعته فيما أمركم من فرائضه و اجتناب ما نهاكم عنه لتفلحوا فتنجحوا في طلباتكم لديه و تدركوا به البقاء في جناته و الخلود في نعيمه. و قد بينا معنى الفلاح فيما مضى قبل بما يدل عليه. القول في تأويل قوله تعالى:

 

...

                        بحر العلوم، ج‏1، ص: 126
 [سورة البقرة (2): آية 189]
يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون (189)
قوله تعالى: يسئلونك عن الأهلة. الأهلة: جمع هلال و اشتقاقه من قولهم: استهل الصبي إذا صاح؛ و أهل بالحج: أي رفع صوته بالتلبية. و كذلك الهلال يسمى هلالا، لأنه يهل الناس بذكره أي يرفعون الصوت عند رؤيته؛ و إنما سمي الشهر شهرا لشهرته. و قال الضحاك في معنى الآية: إن المسلمين سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن خرص النخيل و التصرف في زيادة الشهر و نقصانه، فنزلت هذه الآية: يسئلونك عن الأهلة.
قل هي مواقيت للناس و الحج، أي التصرف في حال زيادته و نقصانه سواء. قال ابن عباس في رواية أبي صالح: نزلت هذه الآية في شأن معاذ بن جبل، و ثعلبة بن عنمة الأنصاري، لأنهما قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم و يستوي و يستدير، ثم ينقص؟! فنزلت هذه الآية: يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج أي هي: علامات للناس في حل ديونهم و صومهم و فطرهم وعدة نسائهم و وقت الحج.
ثم قال تعالى: و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى؛ قال‏
                       

بحر العلوم، ج‏1، ص: 127
الضحاك: و ذلك أن الكفار كانوا لا يدخلون البيت في أشهر الحج من بابه، و كانوا يدخلونه من أعلاه، فنزلت هذه الآية. و قال ابن عباس في رواية أبي صالح: و ذلك أن الناس كانوا في الجاهلية و في أول الإسلام، إذا أحرم رجل منهم قبل الحج، فإن كان من أهل المدن يعني من أهل البيوت، ثقب في ظهر بيته فمنه يدخل و منه يخرج، أو يضع سلما فيصعد منه و ينحدر عليه؛ و إن كان من أهل الوبر يعني من أهل الخيام، يدخل من خلف الخيمة إلا من الحمس.
و إنما سموا الحمس، لأنهم يحمسون في دينهم، أي شددوا على أنفسهم، فحرموا أشياء أحلها الله لهم، و حللوا أشياء كانت حراما على غيرهم و هو الدخول من الباب. فنزلت هذه الآية:
و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها، يعني ليس التقوى بأن تأتوا البيوت من خلفها إذا أحرمتم. و لكن البر، يعني التقوى من اتقى، أي أطاع الله و اتبع أمره. و يقال: و لكن ذو البر من اتقى الشرك و المعاصي.
ثم قال تعالى: و أتوا البيوت من أبوابها، يعني ادخلوها محلين و محرمين. و اتقوا الله و لا تقتلوا الصيد في إحرامكم؛ و هذا قول الكلبي. و قال مقاتل: و اتقوا الله و لا تعصوه.
لعلكم تفلحون، أي تنجون من العقوبة.

 

                        احكام القرآن، ج‏1، ص: 249
باب كيفية شهود الشهر
قال الله تعالى [فمن شهد منكم الشهر فليصمه‏]
و قال تعالى [يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج‏] و
حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا سليمان ابن داود قال حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (الشهر تسع و عشرون و لا تصوموا حتى تروه و لا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأقدروا له)
قال و كان ابن عمر إذا كان شعبان تسع و عشرين نظر له فإن رأى فذلك و إن لم يرو لم يحل دون منظره سحاب أو قتره أصبح مفطرا و إن حال دون منظره سحاب أو قترة أصبح صائما قال و كان ابن عمر يفطر مع الناس و لا يأخذ بهذا الحساب* قال أبو بكر
قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (صوموا لرؤيته)
موافق لقوله تعالى [يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج‏] و اتفق المسلمون على معنى الآية و الخبر في اعتبار رؤية الهلال في إيجاب صوم رمضان فدل ذلك على أن رؤية الهلال هي شهود الشهر* و قد دل قوله [يسئلونك عن الأهلة] على أن الليلة التي يرى فيها الهلال من الشهر المستقبل دون الماضي و قد اختلف في معنى‏
قول النبي صلى الله عليه و سلم (فإن غم عليكم فأقدروا له)
فقال قائلون أراد به اعتبار منازل‏
                       

احكام القرآن، ج‏1، ص: 250
القمر فإن كان في موضع القمر لو لم يحل دونه سحاب و قترة و رؤي يحكم له بحكم الرؤية في الصوم و الإفطار و إن كان على غير ذلك لم يحكم له بحكم الرؤية و قال آخرون فعدوا شعبان ثلاثين يوما أما التأويل الأول فساقط الاعتبار لا محالة لإيجابه الرجوع إلى قول المنجمين و من تعاطى معرفة منازل القمر و مواضعه و هو خلاف قول الله تعالى [يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس‏] فعلق الحكم فيه برؤية الأهلة و لما كانت هذه عبادة تلزم الكافة لم يجز أن يكون الحكم فيه متعلقا بما لا يعرفه إلا خواص من الناس ممن عسى لا يسكن إلى قولهم و التأويل الثاني هو الصحيح و هو قول عامة الفقهاء و ابن عمر راوي الخبر و قد ذكر عنه في الحديث أنه لم يكن يأخذ بهذا الحساب و قد بين في حديث آخر معنى قوله فأقدروا له بنص لا تأويل فيه و هو ما
حدثنا عبد الباقي بن قانع قال حدثنا محمد بن العباس المؤدب قال حدثنا شريح بن النعمان قال حدثنا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر عنده شهر رمضان فقال (لا تصوموا حتى تروا الهلال فإن غم عليكم فأقدروا ثلاثين)
فأوضح هذا الخبر معنى قوله فأقدروا بما سقط به تأويل المتأولين و يدل على بطلان تأويلهم أيضا ما
رواه حماد بن سلمة عن سماك ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن حال بينكم و بين منظره سحاب أو قترة فعدوا ثلاثين) فأمر صلى الله عليه و سلم بعد ثلاثين‏
مع جواز الرؤية لو لم يحل بيننا و بينه سحاب أو قترة و لم يوجب الرجوع إلى قول من يقول لو لم يحل بيننا و بينه حائل من سحاب أو غيره لرأيناه و قد روى في ذلك أيضا ما هو أوضح من هذا و هو ما
حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صوموا رمضان لرؤيته فإن حال بينكم غمامة أو ضبابة فأكملوا عدة شهر شعبان ثلاثين و لا تستقبلوا رمضان بصوم يوم من شعبان‏
فأوجب عد شعبان ثلاثين عند حدوث الحائل بيننا و بين رؤيته من سحاب أو نحوه فالقائل باعتبار منازل القمر و حساب المنجمين خارج عن حكم الشريعة* و ليس هذا القول مما يسوغ الاجتهاد فيه لدلالة الكتاب و نص السنة و إجماع الفقهاء بخلافه و
قوله صلى الله عليه و سلم (صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين)
هو أصل في اعتبار الشهر ثلاثين‏
                        احكام القرآن، ج‏1، ص: 251
ثلاثين إلا أن يرى قبل ذلك الهلال فإن كل شهر غم علينا هلاله فعلينا أن نعده ثلاثين هذا في سائر الشهور التي يتعلق بها الأحكام و إنما يصير إلى أقل من ثلاثين برؤية الهلال و لذلك قال أصحابنا من أجر داره عشرة أشهر و هو في بعض الشهر أنه يكون تسعة أشهر بالأهلة و شهر ثلاثين يوما يكمل الشهر الأول من آخر شهر بمقدار نقصانه لأن الشهر الأول ابتداؤه بغير هلال فاستوفى له ثلاثين يوما و سائر الشهور بالأهلة فلم يعتبر غيرها و قالوا لو أجره في أول الشهر لكانت كلها بالأهلة* و قد اختلف في الشهادة على رؤية الهلال فقال أصحابنا جميعا تقبل في رؤية هلال رمضان شهادة رجل عدل إذا كان في السماء علة و إن لم تكن في السماء علة لم يقبل إلا شهادة الجماعة الكثيرة التي يوجب خبرها العلم و قد حكى عن أبى يوسف أنه حد في ذلك خمسين رجلا و كذلك هلال شوال و ذي الحجة إذا لم يكن بالسماء علة فإن كان بالسماء علة لم يقبل فيها إلا شاهد عدلين يقبل مثلهما في الحقوق و قال مالك و الثوري و الأوزاعى و الليث و الحسن بن حي و عبيد الله لا يقبل في هلال رمضان و شوال إلا شهادة عدلين و قال المزني عن الشافعى إن شهد على رؤية هلال رمضان عدل واحد رأيت أن أقبله للأثر فيه و الاحتياط و القياس في ذلك أن لا يقبل إلا شاهدان و لا أقبل على رؤية هلال الفطر إلا عدلين* قال أبو بكر إنما اعتبر أصحابنا إذا لم يكن بالسماء علة شهادة الجمع الكثير الذين يقع العلم بخبرهم لأن ذلك فرض قد عمت الحاجة إليه و الناس مأمورون بطلب الهلال فغير جائز أن يطلبه الجمع الكثير و لا علة بالسماء مع توافي هممهم و حرصهم على رؤيته ثم يراه النفر اليسير منهم و لا يراه الباقون مع صحة أبصارهم و ارتفاع الموانع عنهم فإذا أخبر بذلك النفر اليسير منهم دون كافتهم علمنا أنهم غالطون غير مصيبين فإما أن يكونوا رأوا خيالا فظنوه هلالا أو تعمدوا الكذب إذ جواز ذلك عليهم غير ممتنع و هذا أصل صحيح تقتضي العقول بصحته و عليه مبنى أمر الشريعة و الخطأ فيه يعظم ضرره و يتوصل به الملحدون إلى إدخال الشبهة على الأغمار و الحشو و على من لم يتيقن ما ذكرنا من الأصل* و لذلك قال أصحابنا ما كان من أحكام الشريعة بالناس حاجة إلى معرفته فسبيل ثبوته الاستفاضة و الخبر الموجب للعلم و غير جائز إثبات مثله بأخبار الآحاد نحو إيجاب الوضوء من مس الذكر و مس المرأة و الوضوء مما مست النار و الوضوء مع عدم تسمية الله عليه فقالوا لما كانت البلوى‏
                       

احكام القرآن، ج‏1، ص: 252
عامة من كافة الناس بهذه الأمور و نظائرها فغير جائز أن يكون فيه حكم الله تعالى من طريق التوقيف إلا و قد بلغ النبي صلى الله عليه و سلم ذلك و وقف الكافة عليه و إذا عرفته الكافة فغير جائز عليها ترك النقل و الاقتصار على ما ينقله الواحد منهم بعد الواحد لأنهم مأمورون بنقله و هم الحجة على ذلك المنقول إليهم و غير جائز لها تضييع موضع الحجة فعلمنا بذلك أنه لم يكن من النبي صلى الله عليه و سلم توقيف في هذه الأمور و نظائرها و جائز أن يكون كان منه قول يحتمل المعاني فحمله الناقلون الأفراد على الوجه الذي ظنوه دون الوجه الآخر نحو الوضوء من مس الذكر يحتمل غسل اليد على نحو

 

                        التبيان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 141
المعنى:
فان قيل عما كان وقع السؤال من حال الأهلة قيل عن زيادتها و نقصانها، و ما وجه الحكمة في ذلك، فأجيب بأن مقاديرها تحتاج إليه الناس في صومهم، و فطرهم، و حجهم و عدد نسائهم، و محل ذنوبهم، و غير ذلك. و فيها دلالة واضحة على أن الصوم لا يثبت بالعدد، و أنه يثبت بالهلال، لأن العدد لو كان مراعى، لما أحيل في مواقيت الناس في الحج على ذلك بل أحيل على العدد.

 

                        نفائس التأويل، ج‏1، ص: 501
- يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون [البقرة: 189].
 [فيها أمور:
الأول: استدل السيد بهذه الآية على اعتبار الاهلة في المواقيت دون العدد، قال:] و هذا نص صريح كما ترى بأن الأهلة هي المعتبرة في المواقيت و الدالة على الشهور؛ لأنه علق بها التوقيت.
فلو كان العدد هو الذي يعرف به التوقيت، محض العدد بالتوقيت دون رؤية الأهلة
، إذ لا معتبر برؤية الأهلة في المواقيت على قول أصحاب العدد «3».
 [ثم نقل رحمه الله كلاما عن صاحب الكتاب «4» يناقش فيه القول باعتبار الرؤية و أجاب عنه، و هو كما يلي:]
__________________________________________________
 (1) صحيح البخاري، 3: 62.
 (2) الانتصار: 73.
 (3) الرسائل، 2: 20.
 (4) أي الذي كتب السيد هذه الرسالة ردا عليه.
                       

نفائس التأويل، ج‏1، ص: 502
ثم قال صاحب الكتاب: مسألة أخرى لهم و جوابها ثم قال: و سئلوا عن قول الله تعالى: يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج.
و أجمع الكافة على أنها شهور قمرية، قالوا: فما الذي أجاز لكم الاعتبار بغير القمر، و هل انصرافكم إلى العدد إلا خلاف الإجماع.
ثم قال: الجواب يقال لهم: ما ورد به النص و تقرر عليه الاجماع، فهو مسلم على كل حال، لكن وجود الاتفاق على أن الهلال ميقات لا يحيل الاختلاف فيما يعرف به الميقات، و حصول الموافقة على أنها شهور قمرية لا تضاد الممانعة في الاستدلال عليها بالرؤية.
إذ ليس من شرط المواقيت اختصاص العلم من جهة مشاهدتها، و لا لأن الشهور العربية قمرية، وجب الاستدلال لأوائلها برؤية أهلتها. و لو كان ذلك واجبا لدلت العقول عليه و شهدت بقبح الاختلاف فيه.
و بعد فلا يخلو الطريق إلى معرفة هذا الميقات من أن تكون المشاهدة له و العيان، أو العدد الدال عليه، و الحساب.
و محال أن تكون الرؤية هي أولى بالاستدلال لما يقع فيها من الاختلاف و الشك، و ذلك أن رؤية الهلال لو كانت تفيد معرفة له من الليالي و الأيام، لم يختلف فيه عند رؤيته اثنان.
و في إمكان وجود الاختلاف في حال ظهوره، دلالة على أن الرؤية لا يصح بها الاستدلال، و أن العدد هو الدال على الميقات، لسلامته مما يلحق الرؤية من الاختلاف.
يقال له: هذه الآية التي ذكرتها دليل واضح على صحة القول بالرؤية و بطلان العدد، و قد بينا في صدر كتابنا هذا كيفية الاستدلال بها، و أن تعليق المواقيت بالأهلة دليل على أنها لا تتعلق بالعدد و لا بغير الأهلة.
و قوله: «إن وجود الاتفاق على أن الأهلة ميقات لا يحيل الاختلاف مما يعرف به الميقات».
                       

نفائس التأويل، ج‏1، ص: 503
ليس بالصحيح؛ لأن المواقيت إذا توقف على الأهلة فمعلوم أن الهلال لا طريق إلى معرفته و طلوعه أو عدم طلوعه إلا الرؤية في النفي و الاثبات، فيعلم من رأى طلوعه بالمشاهدة، أو بالخبر المبني على المشاهدة، و يعلم أنه ما طلع بفقد المشاهدة و فقده الخبر عنها.
و لا يخفى على محصل أن إثبات الأهلة في طلوع أو أفول، مبني على المشاهدات و وصف، و لو كانت عددية لأضيفت إلى العدد لا القمر و كيف يكون قمرية؟ و لا اعتبار بالقمر فيها و لا له حظ في تميزها و تعيينها.
فأما قوله: «و محال أن يكون الرؤية هي أولى بالاستدلال لما يقع فيها من الشك و الاختلاف».
فقد بينا أنه لا شك في ذلك و لا إشكال، و أن التكليف صحيح مع القول بالرؤية غير مشتبه و لا متناقض، و أن من ظن خلاف ذلك فهو قليل التأمل، و فيما ذكرناه كفاية «1».
 [الثاني:] ان سأل سائل عن شعبان و شهر رمضان هل تلحقها الزيادة و النقصان، فيكون أحدهما تارة ثلاثين و تارة تسعة و عشرين؟
الجواب و بالله التوفيق:
ان الصحيح من المذهب اعتبار الرؤية في الشهور كلها دون العدد، و أن شهر رمضان كغيره من الشهور في أنه يجوز أن يكون تاما و ناقصا.
و لم يقل بخلاف ذلك من أصحابنا إلا شذاذ خالفوا الأصول، و قلدوا قوما من الغلاة، تمسكوا بأخبار رويت عن أئمتنا عليهم السلام غير صحيحة. و لا معتمدة، و لا ثابتة، و لأكثرها- إن صح- وجه يمكن تخرجه عليه.
و الذي يبين عما ذكرناه و يوضحه: أنه لا خلاف بين المسلمين في أن رؤية الأهلة معتبرة، و أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يطلب الأهلة، و أن المسلمين في ابتداء الإسلام إلى وقتنا هذا يطلبون رؤية الهلال و يعتمدونها، و لو كان العدد معتبرا
__________________________________________________
 (1) الرسائل، 2: 47.
                       

نفائس التأويل، ج‏1، ص: 504
معتمدا، لكان هذا من فعل صلى الله عليه و آله و سلم و فعل المؤمنين عبثا لا طائل فيه و لا حكم يتعلق به.
و قد روي عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم من عدة طرق ما هو شائع ذائع: «صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما» «1».
فجعل الرؤية المقدمة، و جعل العدد مرجوعا بعد تعذر الرؤية. و هذا تصريح بخلاف من يذهب على العدد و لا يعتبر الرؤية.
و قال الله تعالى: يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج و ليس يكون ميقاتا الا بأن تكون الرؤية معتبرة، و لو كان مذهب أهل العدد صحيحا لسقط حكم المواقيت بالاهلة.
و روى الحلبي عن الصادق عليه السلام أنه قال: «إذا رأيت الهلال فصم، فإذا رأيته فأفطره» «2».
و روى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «إذا رأيتم الهلال فصوموا فإذا رأيتموه فأفطروا، و ليس بالظن و لا بالظن» «3».
و روى الفضيل بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «ليس على أهل القبلة إلا الرؤية، و ليس على المسلمين إلا الرؤية» «4».
و كتب أصحابنا و أصولهم مشحونة بالأخبار الدالة على اعتبار الرؤية دون غيرها.
فأما تعلق المخالف في هذا الباب بما يروى عن أبي عبد الله عليه السلام من أنه:
 «ما تم شعبان قط و لا نقص رمضان قط» «5». و هذا شاذ ضعيف لا يلتفت إلى مثله.
و يمكن إن- صح- أن يكون له وجه يطابق الحق: و هو أن يكون المراد بنفي النقصان عن شهر رمضان نقصان الفضيلة و الكمال و ثواب الأعمال الصالحة فيه.
__________________________________________________
 (1) وسائل الشيعة 7/ 185.
 (2) وسائل الشيعة 7/ 182 ح 1.
 (3) وسائل الشيعة 7/ 182 ح 2 و فيه: ليس بالرأى و لا بالتظنى و لكن بالرؤية.
 (4) وسائل الشيعة 7/ 184 ح 12.
 (5) وسائل الشيعة 7/ 95.
                       

نفائس التأويل، ج‏1، ص: 505
و معلوم أنه أفضل الشهور و أشرفها، و أن الأعمال فيه أكثر ثوابا و أجمل موقعا.
و نفي التمام عن شعبان أيضا يكون محمولا على هذا المعنى؛ لأنه بالاضافة إلى شهر رمضان أنقص و أخفض بالتفسير الذي قدمناه «1».
 [الثالث: إن سأل سائل‏] فقال: أي معنى لذكر البيوت و ظهورها و أبوابها؟
و هل المراد بذلك البيوت المسكونة على الحقيقة، أو كنى بهذه اللفظة عن غيرها؟ فإن كان الأول فما الفائدة في إتيانها من أبوابها دون ظهورها؟ و إن كانت كناية فبينوا وجهها و معناها.
الجواب: قيل له في الآية وجوه:
أولها: ما ذكر من أن الرجل من العرب كان إذا قصد حاجة فلم تقض له، و لم ينجح فيها رجع فدخل من مؤخر البيت، و لم يدخل من بابه تطيرا، فدلهم الله تعالى على أن هذا من فعلهم لا بر فيه، و أمرهم من التقى بما ينفعهم و يقربهم إليه، و قد نهى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن التطير و قال: «لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر»؛ أي لا يعدي شي‏ء شيئا. و قال صلى الله عليه و آله و سلم: «لا يورد ذو عاهة على مصح»؛ و معنى هذا الكلام أن من لحقت إبله آفة أو مرض فلا ينبغي أن يوردها على إبل لغيره صحاح، لأنه متى لحق الصحاح مثل هذه العاهة إتفاقا، لا لأجل العدوي و لم يؤمن من صاحب الصحاح أن يقول إنما لحق إبلي هذه الآفة من تلك الإبل، و هي أعدت إبلي، فنهى النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن هذا، ليزول المأثم بين الفريقين و الظن القبيح.
و ثانيها: أن العرب إلا قريشا و من ولدته قريش كانوا إذا أحرموا في غير الأشهر الحرم لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها، و دخلوها من ظهورها إذا كانوا من أهل الوبر، و إذا كانوا من أهل المدر نقبوا في بيوتهم ما يدخلون و يخرجون منه، و لم يدخلوا و لم يخرجوا من أبواب البيوت؛ فنهاهم الله تعالى، عن ذلك و أعلمهم أنه لا معنى له، و أنه ليس من البر و أن البر غيره.
__________________________________________________
 (1) الرسائل، 1: 157.

 

                        المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 261
و قوله تعالى: يسئلونك عن الأهلة الآية، قال ابن عباس و قتادة و الربيع و غيرهم: نزلت على سؤال قوم من المسلمين النبي صلى الله عليه و سلم عن الهلال و ما فائدة محاقه و كماله و مخالفته لحال الشمس؟، و جمع الأهلة و هو واحد في الحقيقة من حيث كونه هلالا في شهر غير كونه هلالا في الآخر، فإنما جمع أحواله من الهلالية، و الهلال ليلتان بلا خلاف ثم يقمر، و قيل ثلاث.
و قال الأصمعي: هو هلال حتى يحجر و يستدير له كالخيط الرقيق، و قيل هو هلال حتى يبهر بضوئه السماء و ذلك ليلة سبع.
و قوله: مواقيت معناه لمحل الديون و انقضاء العدد و الأكرية و ما أشبه هذا من مصالح العباد، و مواقيت الحج أيضا يعرف بها وقته و أشهره، و مواقيت لا ينصرف لأنه جمع لا نظير له في الآحاد، فهو جمع و نهاية إذ ليس يجمع، و قرأ ابن أبي إسحاق «و الحج» بكسر الحاء في جميع القرآن، و في قوله «حج البيت» في آل عمران.




مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 508

النزول‏
روي إن معاذ بن جبل قال يا رسول الله إن اليهود يكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله هذه الآية و قال قتادة ذكر لنا أنهم سألوا رسول الله لم خلقت هذه الأهلة فأنزل الله هذه الآية.
المعنى‏
ثم بين شريعة أخرى فقال «يسئلونك عن الأهلة» أي أحوال الأهلة في زيادتها و نقصانها و وجه الحكمة في ذلك «قل» يا محمد «هي مواقيت للناس و الحج» أي هي مواقيت يحتاج الناس إلى مقاديرها في صومهم و فطرهم و عدد نسائهم و محل ديونهم و حجهم فبين سبحانه أن وجه الحكمة في زيادة القمر و نقصانه ما تعلق بذلك من مصالح الدين و الدنيا لأن الهلال لو كان مدورا أبدا مثل الشمس لم يمكن التوقيت به و فيه أوضح دلالة على أن الصوم لا يثبت بالعدد و أنه يثبت بالهلال لأنه سبحانه نص على أن الأهلة هي المعتبرة في المواقيت و الدلالة على الشهور فلو كانت الشهور إنما تعرف بطريق العدد لخص التوقيت بالعدد دون رؤية الأهلة لأن عند أصحاب العدد لا عبرة برؤية الأهلة في معرفة المواقيت‏

 و قوله «و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها» فيه وجوه (أحدها)
أنه كان المحرمون لا يدخلون بيوتهم من أبوابها و لكنهم كانوا ينقبون في ظهر بيوتهم أي في مؤخرها نقبا يدخلون و يخرجون منه فنهوا عن التدين بذلك عن ابن عباس و قتادة و عطا
                       

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 509
و رواه أبو الجارود عن أبي جعفر (ع)
و قيل إلا أن الحمس و هو قريش و كنانة و خزاعة و ثقيف و جشم و بنو عامر بن صعصعة كانوا لا يفعلون ذلك و إنما سموا حمسا لتشددهم في دينهم و الحماسة الشدة و قيل بل كانت الحمس تفعل ذلك و إنما فعلوا ذلك حتى لا يحول بينهم و بين السماء شي‏ء (و ثانيها)
إن معناه ليس البر أن تأتوا البيوت من غير جهاتها و ينبغي أن تأتوا الأمور من جهاتها أي الأمور كان و هو المروي عن جابر عن أبي جعفر
 (و ثالثها) إن معناه ليس البر طلب المعروف من غير أهله و إنما البر طلب المعروف من أهله «و لكن البر من اتقى» قد مر معناه «و أتوا البيوت من أبوابها» قد مضى معناه و
قال أبو جعفر آل محمد أبواب الله و سبله و الدعاة إلى الجنة و القادة إليها و الأدلاء عليها إلى يوم القيامة
و
قال النبي (ص) أنا مدينة العلم و علي بابها و لا تؤتى المدينة إلا من بابها و يروى أنا مدينة الحكمة
 «و اتقوا الله لعلكم تفلحون» معناه و اتقوا ما نهاكم الله عنه و زهدكم فيه لكي تفلحوا بالوصول إلى ثوابه الذي ضمنه للمتقين.

النظم‏
و وجه اتصال قوله «ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها» بقوله «يسئلونك عن الأهلة» أنه لما بين أن الأهلة مواقيت للناس و الحج و كانوا إذا أحرموا يدخلون البيوت من ورائها عطف عليها قوله «و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها» و قيل أنه لما بين أن أمورنا مقدرة بأوقات قرن به قوله «و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها» أي فكما أن أموركم مقدرة بأوقات فلتكن أفعالكم جارية على الاستقامة باتباع ما أمر الله به و الانتهاء عما نهى عنه لأن اتباع ما أمر به خير من اتباع ما لم يأمر به.

 

 

 

 

 

الميزان في تفسير القرآن، ج‏2، ص:55- 56

قوله تعالى: يسئلونك إلى قوله: و الحج، الأهلة جمع هلال و يسمى القمر هلالا أول الشهر القمري إذا خرج من تحت شعاع الشمس الليلة الأولى و الثانية كما قيل، و قال بعضهم الليالي الثلاثة الأول، و قال بعضهم حتى يتحجر، و التحجر أن يستدير بخطة دقيقة، و قال بعضهم: حتى يبهر نوره ظلمة الليل و ذلك في الليلة السابعة ثم يسمى قمرا و يسمى في الرابعة عشر بدرا، و اسمه العام عند العرب الزبرقان.
و الهلال مأخوذ من استهل الصبي إذا بكى عند الولادة أو صاح، و من قولهم:
أهل القوم بالحج إذا رفعوا أصواتهم بالتلبية، سمي به لأن الناس يهلون بذكره إذا رأوا.
و المواقيت جمع ميقات و هو الوقت المضروب للفعل، و يطلق أيضا: على المكان المعين للفعل كميقات أهل الشام و ميقات أهل اليمن، و المراد هاهنا الأول.
و في قوله تعالى: يسئلونك عن الأهلة، و إن لم يشرح أن السؤال في أمرها عما ذا؟
عن حقيقة القمر و سبب تشكلاتها المختلفة في صور الهلال و القمر و البدر كما قيل، أو عن حقيقة الهلال فقط، الظاهر بعد المحاق في أول الشهر القمري كما ذكره بعضهم، أو عن غير ذلك.
و لكن إتيان الهلال في السؤال بصورة الجمع حيث قيل: يسئلونك عن الأهلة دليل على أن السؤال لم يكن عن ماهية القمر و اختلاف تشكلاته إذ لو كان كذلك لكان الأنسب أن يقال: يسألونك عن القمر لا عن الأهلة، و أيضا لو كان السؤال عن حقيقة الهلال و سبب تشكله الخاص كان الأنسب أن يقال: يسألونك عن الهلال إذ لا غرض‏                     
حينئذ يتعلق بالجمع، ففي إتيان الأهلة بصيغة الجمع دلالة على أن السؤال إنما كان عن السبب أو الفائدة في ظهور القمر هلالا بعد هلال و رسمه الشهور القمرية، و عبر عن ذلك بالأهلة لأنها هي المحققة لذلك فأجيب بالفائدة.

و يستفاد ذلك من خصوص الجواب: قل هي مواقيت للناس و الحج، فإن المواقيت و هي الأزمان المضروبة للأفعال، و الأعمال إنما هي الشهور دون الأهلة التي ليست بأزمنة و إنما هي أشكال و صور في القمر.
و بالجملة قد تحصل أن الغرض في السؤال إنما كان متعلقا بشأن الشهور القمرية من حيث السبب أو الفائدة فأجيب ببيان الفائدة و أنها أزمان و أوقات مضروبة للناس في أمور معاشهم و معادهم فإن الإنسان لا بد له من حيث الخلقة من أن يقدر أفعاله و أعماله التي جميعها من سنخ الحركة بالزمان، و لازم ذلك أن يتقطع الزمان الممتد الذي ينطبق عليه أمورهم قطعا صغارا و كبارا مثل الليل و النهار و اليوم و الشهر و الفصول و السنين بالعناية الإلهية التي تدبر أمور خلقه و تهديهم إلى صلاح حياتهم، و التقطيع الظاهر الذي يستفيد منه العالم و الجاهل و البدوي و الحضري و يسهل حفظه على الجميع إنما هو تقطيع الأيام بالشهور القمرية التي يدركه كل صحيح الإدراك مستقيم الحواس من الناس دون الشهور الشمسية التي ما تنبه لشأنها و لم ينل دقيق حسابها الإنسان إلا بعد قرون و أحقاب من بدء حياته في الأرض و هو مع ذلك ليس في وسع جميع الناس دائما.
فالشهور القمرية أوقات مضروبة معينة للناس في أمور دينهم و دنياهم و للحج خاصة فإنه أشهر معلومات، و كان اختصاص الحج بالذكر ثانيا تمهيد لما سيذكر في الآيات التالية من اختصاصه ببعض الشهور.











آية بعدالفهرستآية قبل