بسم الله الرحمن الرحیم

فهرست مباحث علوم قرآنی

خوانساري-صاحب روضات-نزل روح الأمين بجملة السّبعة عند قاطبة أهل الاسلام

تواتر قراءات سبع
التبیان-الشیخ الطوسی-وجوه القرئات-کلهاحق-کلهاصواب
معظم-جمهور-المجتهدین من اصحابنا-کل مما نزل به الروح الأمین
تاج الدین السبکي الشافعي-تواتر عشر ضروری دین است
شرح حال حمزة بن حبيب الزيات القراء السبعة(80 - 156 هـ = 700 - 773 م)
قراء اصحاب معصومین علیهم السلام





روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 253
280 «الشيخ الكامل المجرد ابو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفى» المعروف بالزّيات مولى آل عكرمة بن ربعى التّميمى، كان أحد القرّاء السبعة، و عنه أخذ أبو الحسن الكسائى القراءة، و اخذ هو عن الأعمش، و ....


روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 254
و أقول مرادهم بالقرّاء السّبعة فى كلّ موضع يذكرونه هو أئمّة القراءات السّبع المشهورة الّذى ينتهى إلى مذاهبهم المتفرّدة فى تنظيم كلام اللّه و تنقيط المصاحف، و تجويد القراءة من جهة الإعراب و مباني البناء و ملاحظة المدود و الإدغامات و الوقف و الوصل و أمثال ذلك من امر القراءة المعتبرة المتّفق على إجزائها و كفايتها بل نزول روح الأمين بجملتها و تواترها بوجوهها السّبعة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند قاطبة أهل الاسلام كما صرّح بذلك جماعة من الفقهاء الأعلام، معتضدا بغير واحد من النبوى الوارد فى هذا المعنى.



روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 255
...و امّا القراءات العشر فهى هذه السّبع المشهور مع زيادة قراءة أبى جعفر المعروف بالمدنى الأوّل، و يعقوب البصرى، و خلف، و قد اختلف الأصحاب فى جواز قراءة هذه الثّلاثة، فان ثبت الإجماع أو التّواتر الّذى ادّعاه الشّهيد الأوّل على ذلك الجواز الّذى هو من الحكم الشّرعى، كما ثبت على جواز السبع المشهورة، و إن نوقش فى تواترها عن صاحب الوحي فيتبعان لا محالة، و إن قلنا بانحصار الطّريق فى الظّنون المخصوصة الّتى قام على حجيّة كلّ منها بالخصوص دليل، لما قرّرناه فى الاصول من قيام الدّليل القاطع على حجيّة امثال ذلك فى الشّريعة، و إلّا فانت تعلم ان محض تحقّق الشّهرة على الجواز او التّواتر المنقول على محض القراءة دون حكمها لا يفيدان إلّا ظنّا بموضوع الحكم الشّرعى دون نفسه، و هو غير معتبر يقينا حتّى عند من يقول باصالة حجية الظّنون، و كون التّعبد بالظّن المطلق فى زمن غيبة امام العصر عليه السّلام فليتأمل.



روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 256
و قد يطلق على ما عد السّبع المذكورة، الشّواذ، و قد يقال: انّ المراد بالشّواذ المطروحة هى قراءة المطوعى، و الشنبوذى، و ابن المحيصن الكوفى، و سليمان الاعمش و الحسن البصرى، فانّ عدد قراءة الأصل بملاحظة هؤلاء يكون خمسة عشر لا خلاف فى حجيّة سبعة منهم مطلقا و لا فى الثّلاثة المكمّلة للعشر فى الجملة و امّا قراءة الخمسة الباقية المشار إليهم و كذا قراءة ابن مسعود المخالفة للجمهور فدون إثبات القرآنية بها فضلا عن الاجتراء بها فى مقام القراءة اشكال عظيم، لعدم دليل صالح على ذلك أصلا مضافا إلى انّ الاشتغال اليقينى بالقراءة مستدع للبراءة اليقينيّة و هى لا تحصل إلّا بما تحقّق القاطع على كفايته، فاذن الأحوط الاقتصار على القراءات السّبع المشهورة، بل على قراءة عاصم برواية البكر كما نقل عن العلّامة، أو برواية حفص كما هي المتداولة فى هذه الاعصار، فانّ سواد المصاحف يكتب عليها، و لا يكتب سائر القراءات إلّا بالحمرة، و امّا رموز القراءات السّبعة و رواتهم الأربعة عشر من طريق المصاحف الشّاطبية و القابهم المعينة مخصوصة بهم فهى بهذه الصورة:























****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Thursday - 19/9/2024 - 10:6

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 253

280 «الشيخ الكامل المجرد ابو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفى» «*»

المعروف بالزّيات مولى آل عكرمة بن ربعى التّميمى، كان أحد القرّاء السبعة، و عنه أخذ أبو الحسن الكسائى القراءة، و اخذ هو عن الأعمش، و إنّما قيل له الزّيات لأنّه كان يجلب الزّيت من الكوفة إلى حلوان، و يجلب من حلوان الجبن و الجوز الى الكوفة، فعرف به، و توفّى سنة ستّ و خمسين و مائة بحلوان، و حلوان بضمّ الحاء المهملة و سكون اللّام و فتح الواو و بعده الألف و النّون و هي مدينة فى آخر سواد العراق ممّا يلى بلاد الجبل، كذا ذكره ابن خلّكان.
__________________________________________________
 (*) له ترجمة فى: تأسيس الشيعة 347، تهذيب التهذيب 3: 27، شذرات الذهب 1: 240، العبر 1: 226، مرآة الجنان 1: 332. المعارف 230، النشر 166 نور القبس 268 وفيات الاعيان 1: 455.
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 254
و أقول مرادهم بالقرّاء السّبعة فى كلّ موضع يذكرونه هو أئمّة القراءات السّبع المشهورة الّذى ينتهى إلى مذاهبهم المتفرّدة فى تنظيم كلام اللّه و تنقيط المصاحف، و تجويد القراءة من جهة الإعراب و مباني البناء و ملاحظة المدود و الإدغامات و الوقف و الوصل و أمثال ذلك من امر القراءة المعتبرة المتّفق على إجزائها و كفايتها بل نزول روح الأمين بجملتها و تواترها بوجوهها السّبعة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند قاطبة أهل الاسلام كما صرّح بذلك جماعة من الفقهاء الأعلام، معتضدا بغير واحد من النبوى الوارد فى هذا المعنى.
مثل حديث الخصال الّذى فيه ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: أتاني آت من اللّه، فقال: انّ اللّه عزّ و جلّ يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: يا ربّ وسّع على امّتى فقال: إنّ اللّه يأمرك ان تقرأ القرآن على سبعة احرف «1» و قد أمرنا بطريق أهل بيت الوحي و التّنزيل أيضا ان نقرأ القرآن كما يقرأ النّاس، و أشهر ما استقرّت عليه قراءة النّاس هو هذه السّبع المستندة إلى اولئك السّبعة المشهورين المعتمد علي قراءاتهم و لكلّ منهم أيضا راويان يكون لأحدهما التّرجيح على صاحبه غالبا فمنهم ابو عمارة المذكور الّذى هو صاحب العنوان، و يروى عنه خلق، و خلاد بواسطة سليم على ما يظهر من الحرز اليمانى، و نقل عن خطّ الشّهيد الأوّل رحمه اللّه تعالى انّه كتب فى بعض إجازاته نقلا عن الشّيخ جمال الدّين أحمد بن محمّد بن الحدّاد الحلى انّ الكسائى قرأ القرآن المجيد على حمزة، و قرء حمزة على مولانا الصّادق عليه السّلام و قرأ على أبيه و قرأ على أبيه و قرأ على أبيه و قرأ على امير المؤمنين و قرأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و عليهم أجمعين.
و منهم: أبو بكر عاصم بن ابى النّجود بفتح النون و ضم الجيم و اسمه بهدلة الحنّاط الكوفى، أخذ القراءة عى أبى عبد الرّحمن السّلمى و زرّ بن حبيش، و يروى عنه رجلان أحدهما: شعبة المشهور بأبى بكر بن عيّاش، و ثانيهما حفص المكنّى بأبى عمر و البزّاز، و هو ابن سليمان بن المغيرة الكوفى الأسدى، و يظهر من «الشّاطبيّة»
__________________________________________________
 (1) الخصال 358.
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 255
و شرحها انّه أرجح من شعبة باتقانه و ضبطه القراءة على عاصم.
و منهم: الكسائى ابو الحسن علىّ بن حمزة بن عبد اللّه النّحوى و يروى عنه حفص الدّورى و أبو الحارث.
و منهم: نافع بن عبد الرّحمن بن أبى نعيم، و يروى عنه عيسى الملقّب ب قالون، و عثمان الملقّب ب ورش.
و منهم: عبد اللّه بن كثير و يروى عنه أحمد البزّى و محمّد الملقّب ب القنبل بالواسطة و منهم: أبو عمرو بن العلاء المازني النّحوى و يروى عنه يحيى السّوسى و كذلك ابن الدّورى الّذى روى عن الكسائى بعده.
و منهم: عبد اللّه بن عامر بن زيد بن تميم بن ربيعة الشّامى، و يروى عنه هشام و عبد اللّه ابن ذكوان مع الواسطة. و أضبط هذه القراءات السّبع عند أرباب البصيرة هو قراءة عاصم المذكور برواية أبي بكر بن عيّاش، كما ذكره العلّامة فى المنتهى حسب ما نقل عنه، فقال:
و احبّ القراءات إلىّ قراءة عاصم من طريق أبى بكر بن عيّاش، و قراءة أبي عمرو بن العلاء فانّهما أولى من قراءة حمزة و الكسائى لما فيها من الإدغام و الإمالة و زيادة و ذلك كلّه تكلّف و امّا القراءات العشر فهى هذه السّبع المشهور مع زيادة قراءة أبى جعفر المعروف بالمدنى الأوّل، و يعقوب البصرى، و خلف، و قد اختلف الأصحاب فى جواز قراءة هذه الثّلاثة، فان ثبت الإجماع أو التّواتر الّذى ادّعاه الشّهيد الأوّل على ذلك الجواز الّذى هو من الحكم الشّرعى، كما ثبت على جواز السبع المشهورة، و إن نوقش فى تواترها عن صاحب الوحي فيتبعان لا محالة، و إن قلنا بانحصار الطّريق فى الظّنون المخصوصة الّتى قام على حجيّة كلّ منها بالخصوص دليل، لما قرّرناه فى الاصول من قيام الدّليل القاطع على حجيّة امثال ذلك فى الشّريعة، و إلّا فانت تعلم ان محض تحقّق الشّهرة على الجواز او التّواتر المنقول على محض القراءة دون حكمها لا يفيدان إلّا ظنّا بموضوع الحكم الشّرعى دون نفسه، و هو غير معتبر يقينا حتّى عند من يقول باصالة حجية الظّنون، و كون التّعبد بالظّن المطلق فى زمن غيبة امام العصر عليه السّلام فليتأمل.
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 256
و قد يطلق على ما عد السّبع المذكورة، الشّواذ، و قد يقال: انّ المراد بالشّواذ المطروحة هى قراءة المطوعى، و الشنبوذى، و ابن المحيصن الكوفى، و سليمان الاعمش و الحسن البصرى، فانّ عدد قراءة الأصل بملاحظة هؤلاء يكون خمسة عشر لا خلاف فى حجيّة سبعة منهم مطلقا و لا فى الثّلاثة المكمّلة للعشر فى الجملة و امّا قراءة الخمسة الباقية المشار إليهم و كذا قراءة ابن مسعود المخالفة للجمهور فدون إثبات القرآنية بها فضلا عن الاجتراء بها فى مقام القراءة اشكال عظيم، لعدم دليل صالح على ذلك أصلا مضافا إلى انّ الاشتغال اليقينى بالقراءة مستدع للبراءة اليقينيّة و هى لا تحصل إلّا بما تحقّق القاطع على كفايته، فاذن الأحوط الاقتصار على القراءات السّبع المشهورة، بل على قراءة عاصم برواية البكر كما نقل عن العلّامة، أو برواية حفص كما هي المتداولة فى هذه الاعصار، فانّ سواد المصاحف يكتب عليها، و لا يكتب سائر القراءات إلّا بالحمرة، و امّا رموز القراءات السّبعة و رواتهم الأربعة عشر من طريق المصاحف الشّاطبية و القابهم المعينة مخصوصة بهم فهى بهذه الصورة:
امّا رواة الثّلاثة الباقية فهم ابن وردان، و ابن جمّاز، و رويس، و روح، و اسحاق الوراق، و إدريس الحدّاد، على ترتيب مشايخهم، و رموز الاوّل مع راوييه بالتّرتيب ثخذ و الثانى مع راويه بالترتيب «ظغش» و الثّالث لفظة الواو و يذكر راوياه بالاسم، و امّا الخمسة الشّواذ فرموزهم أواخر ألقابهم المذكورات سوى الحسن، فانّ رمزه‏
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 257
ثلثى اسمه، ثمّ ليعلم انّه كلّما اطلق المدنيان فى كتب القراءة، فالمراد به: نافع و أبو جعفر و البصريان: فابو عمرو و يعقوب و الكوفيّون: فعاصم و حمزة و الكسائى و يدخل معهم خلف لموافقته لهم، و المكّى فهو ابن كثير، و الحجازيّون فهو مع الاوّلين و الشّامى فهو ابن عامر، و العراقيّون فهم: البصريّون و الكوفيّون جميعا.
هذا و لسوف ياتى الاشارة الى ترجمة أبى عمرو بن العلاء فى باب الزاى المعجمة و كذلك إلى الكسائى فى أواسط باب العين لمزيد ما فيهما من الموجب لاختصاصهما بالذّكر على حسب التّفصيل، و عدم الاقتصار على الذّكر الإجمالى كما فعلناه بغيرهما من المذكورين فى هذه التّرجمة، و امّا الباقون فقد عرفت فى هذا المقام مضافا إلى سائر ما استفيد لك، أو يستفاد من تضاعيف أبواب هذه العجالة اقلّ ما يقنع به من الاشارة إلى اسمائهم و صفاتهم و ضروريات الطّالب لشى‏ء من ألقابهم و سماتهم، و الملتمس من الواقفين على لطائف فوائد نصبنا هذا الّذى لا يكاد يضيع عند أرباب المروّة دعاء بالخير يبلغنى نفعه العاجل و الآجل إنشاء اللّه تعالى.

 

                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏3، ص: 389
 [ابوعمرو بصری]

كان امام أهل البصرة فى القراءة و النّحو و اللّغة، أخذ عن جماعة من التّابعين، و قرأ القرآن على سعيد بن جبير و مجاهد، و روى عن أنس بن مالك، و أبى صالح السّمان و عطاء و طائفة قال أبو عبيدة: أبو عمرو أعلم النّاس بالقراءات و العربيّة و أيّام العرب و الشّعر، و كانت دفاتره مل‏ء بيته إلى السّقف، ثمّ تنسّك فاحرقها. و كان من أشراف العرب و وجهائها مدحه الفرزدق، و وثّقه يحيى بن معين و غيره.
و قال الذهبى قليل الرّواية للحديث، و هو صدوق حجّة فى القراءات و كان نقش خاتمه:
         و انّ امرءا دنياه اكبر همّه             لمستمسك منها بحبل غرور

و قيل و ليس له من الشّعر إلّا قوله:
         و انكرتنى و ما كان الّذى نكرت             من الحوادث إلّا الشيب و الصّلعا

قرأ عليه اليزيدىّ و عبد اللّه بن المبارك و خلق و أخذ عنه الادب و غيره أبو عبيدة و الاصمعى و خلق. و قال سفيان بن عيينة: رايت النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فى النّوم، فقلت يا- رسول اللّه قد اختلفت علىّ القراءات فبقراءة من تأمرنى! فقال عليه السّلام بقراءة أبى عمرو بن العلاء مات سنة اربع- و قيل تسع و خمسين و مائة، اسندنا حديثه فى الطّبقات الكبرى، و له ذكر فى جمع الجوامع «1» انتهى. و قد عرفت فيما سبق انّ الترجيح فى جميع القراءات السّبع مع قراءة عاصم بن أبى النّجود التى هى برواية أبى عمرو بن سليمان المدعوّ بحفص، كما عن شرح الشّاطبيّة، أو برواية أبى بكر المسمّى بشعبة كما عن تصريح العلّامة، و ان الاصحّ من القولين المذكورين هو الاوّل و عليه المعوّل‏

 

                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏5، ص: 4
426 العالم المحمود و العارم المنجود ابو بكر عاصم بن بهدلة الاشبيلى او عبد المنكر المفرد الاسدى الكوفى المكنى والده المذكور بابى النجود «*»

هو أحد القرّاء السّبعة المشهورين المعتقد اجماع الأمّة على حجّية قراءتهم، و صحّة روايتهم، و آرائهم. و هم: نافع بن عبد الرحمن المدنى، و عبد اللّه بن كثير المكّى، و أبو عمرو بن علاء البصرى، و عبد اللّه بن عامر الشّامى، و حمزة بن حبيب الكوفى، و على بن حمزة النّحوى المشهور بالكسائى، و عاصم بن أبى النّجود المذكور.
و كان اتّفاق أهل هذه الصّناعة على كون هذا الرّجل أصوب كلّ أولئك المذكورين رأيا، و أجملهم سعيا و رعيا، و أحسنهم استنباطا لسياق القرآن، و أكثرهم استيناسا بجواهر كلمات الرّحمن، و لذا أوقعوا رسم جميع المصاحف المجيدة بالسّواد الّذى هو الأصل فى الكتابة على قراءته، و إن كانت رواية أحد من الرّاويين له المخصوصين بنقل القراءة عن حضرته، و أمّا قراءة الباقين فيرسمونها بالحمرة؛ و يشيرون إلى صاحبيها فى حواشى الصّفحة.
ثمّ انّ لهذا الرّجل الأمين، مثل سائر سهمائه المذكورين، راويين مشهورين لا تسند قراءته المشهورة إلّا إلى أحد هذين، أحدهما أبو عمرو البزاز حفص بن سليمان بن المغيرة الكوفى الواقع على روايته الرّسم بالسّواد، و ثانيهما أبو بكر بن عيّاش المسمّى بشعبة، الّذى رمزه فى المصاحف المجيدة حرف الصّاد.
__________________________________________________
 (*) له ترجمة فى تأسيس الشيعة، تهذيب ابن عساكر 7: 219، تهذيب التهذيب، 5: 38، ريحانة الادب 4: 336، غاية النهاية 1: 347، الفهرست 49، مجالس المؤمنين ميزان الاعتدال 2: 187 وفيات الاعيان 2: 127
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏5، ص: 5
و قال إمامنا العلّامة اعلى اللّه مقامه فيما نقل عن كتابه «المنتهى»: و أحبّ القراءة إلىّ قراءة عاصم المذكور من طريق أبى بكر بن عيّاش، و لكنّه مناف لما يظهر من «الشّاطبيّة» و شرحها انّ حفصا أرجح من شعبة باتقانه و ضبطه القراءة على عاصم المذكور، و ما نقل أيضا عن ابن معيّتهم الفقيه المعروف انّه قال: هو أقرأ من أبى بكر هذا و قد تقدّمت الإشارة إلى اسماء ساير الأربعة عشر الرّاوين عن هؤلاء السّبعة فى ذيل ترجمة حمزة بن حبيب الكوفى فليراجع ثمّ انّ لكلّ من أولئك السّبعة مشايخ كابرين معتمدين، قد أخذ القراءة عنهم حتّى انتهوا إلى رسول اللّه حسب ما ضبطوها فى كتب القراءة و غيرها.
فأمّا العاصم الكوفى الّذى هو صاحب العنوان و قد قرء القراءة بمقتضى ضبطهم المذكور على أبى عبد الرّحمن السّلمى، و زر بن حبيش، و سعد بن أياس الشّيبانى، و أخذها أبو عبد الرّحمن المذكور عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام، و هو من النبى صلّى اللّه عليه و آله.
و امّا النّافع المدنى فقد أخذ القراءة من خمسة منهم: أبو جعفر يزيد القعقاع القارى، و هم أخذوها من أبى هريرة، و هو من ابن عبّاس، و هو من رسول اللّه.
و امّا ابن كثير المكى فقد أخذها من ثلاثة منهم: عبد اللّه بن السائب، و هم يوصلون سندهم إلى النبىّ صلّى اللّه عليه و آله.
و امّا ابن عامر الشّامى، فقد أخذها من أبى دردا و غيره، و أبو دردا أخذها منه.
و أمّا أبو عمرو البصرى، فقد أخذها من جماعة من أهل الحجاز و البصرة، و هم يوصلون سندهم إليه و أمّا حمزة الكوفى، فقد أخذها من جماعة منهم: مولانا الصّادق عليه السّلام، و هم فى الإيصال إلى النّبى صلّى اللّه عليه و آله كالسّابق.
و امّا الكسائى الكوفى فقد أخذها من جماعة منهم: حمزة، و هو فى الإيصال إلى النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله كما تقدّم، و يأتى أيضا فى آخر باب المحامدة صورة اتّصال القراءة من ابن الجزرى المتأخّر المقرى، إلى عاصم المذكور، ثمّ منه الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله‏
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏5، ص: 6
فليلاحظ انشاء اللّه.
ثمّ انّ بعض افاضل مشايخنا الاسمياء بعد ذكره لهذه المشايخ من هؤلاء القرّاء و نقله لما ذكره السيّد نعمة اللّه الجزائرى رحمه اللّه فى رسالة «منبع الحياة» فى سبب استقرار أمر القراءة على أولئك السّبعة مع اختلافهم الشّديد فى الأداء بما يكون لفظه هكذا: لما وقعت المصاحف إلى القراءة تصرّفوا فى إعرابها و نقطها و ادغامها و إمالتها و نحو ذلك على ما يوافق مذاهبهم فى اللّغة و العربيّة و يظهر من الفاضل السّيوطى فى كتابه الموسوم ب «المطالع السعيدة» انّ أوّل مصحف أعرب هو ما أعربه أبو الأسود الدّؤلي فى خلافة معاوية، و يظهر من جماعة انّ أصحاب الآراء فى القراءة كانوا كثيرة و كان دأب النّاس انّه إذا جاء قار جديد، أخذوا بقوله و تركوا قراءة من تقدّمه، نظرا الى ان كلّ قار لاحق كان ينكر سابقه، ثمّ بعد مدّة رجعوا عن هذه الطّريقة، فبعضهم يأخذ قول بعض المتقدّمين، و بعضهم يأخذ قول الآخر، فحصل بينهم اختلاف شديد ثمّ عادوا و اتّفقوا على الأخذ بقول السّبعة، و تصدّى بعض العلماء لبيان المدّعى، بالتّمسك بما روى عنه صلّى اللّه عليه و آله نزل «القرآن» على سبعة أحرف كلّها كاف شاف إلى أن قال: و فيه تأمّل سندا و دلالة، أمّا الأوّل فلانّه عامىّ و دعوى تواتره ممنوعة، و أمّا الثّانى فلانّ حمل الأحرف على ما ذكر ممّا لا خفاء من بعده مع شدّة اختلافهم فى تفسيره بما يقرب من أربعين قولا.
و فسّرها ابن اثير فى النّهاية بسبع لغات، حيث قال المراد بالحرف اللّغة، يعنى سبع لغات من لغات العرب متفرّقة فى «القرآن»، فبعضه بلغة قريش، و بعضه بلغة هذيل، و بعضه بلغة الهوازن، و بعضه بلغة اليمن و ربّما أيّد ذلك بما روى عنه صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال لجبرئيل انّى بعثت إلى امّة أميّين فيهم الشّيخ الفانى، و العجوز الكبيرة، و الغلام، قال فمرهم فليقرءوا «القرآن» على سبعة أحرف، ثمّ إلى أن قال بعد ذكر جملة من الرّوايات و الأقوال المنافية لهذا الحمل، و بالجملة انّ حمل سبعة أحرف على قراءة القرّاء السّبعة، ممّا لا وجه له، و نزيدك بيانا انّه لو كان مراده صلّى اللّه عليه و آله ذلك،
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏5، ص: 7
كيف لم يتبيّن الأمر فى تلك القراءات، و لم تشتهر إلى زمن القرّاء، و كيف اختصّ كلّ واحد منهم بقراءة، مع أنّ نزول «القرآن» كان على جميعها فتامّل، و كفاك فى هذا المقام النّصوص المرويّة فى «الكافى» فى باب النّوادر من كتاب فضل «القرآن» ثمّ إلى أن قال فعلى هذا لا يمكن الحكم بأنّ جميع القراءات متعلّقات من الشّرع إن قلت كيف يمنع ذلك مع انّ القرّاء السّبعة يسندون قراءتهم إلى النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله قلنا اتّصال سندهم إليه غير ثابت و يؤمى إليه اختلافهم و اعتقاد كلّ واحد منهم صحّة قراءة نفسه دون غيرها، فالظّاهر أن يكون الاختلاف من أنفسهم و مقتضى فهمهم سلمنا لكن الجهل بكثير من الوسائط بل العلم بفسقهم يقدح الرّكون إلى ما ذكروا، سيّما بيد ما دلّت الاخبار الصّحيحة على نزول القرآن على نهج واحد، إلى آخر ما ذكره قال: و أمّا الثّانى أى كون الاعراب المثبت فى المصاحف بأسره بل كون القراءات السّبع متواترة، فعن جماعة من أصحابنا دعوى الاجماع عليه، و أنكر ذلك جماعة من الأصحاب، منهم السيّد الفاضل المتقدّم ذكره قال بعد حكمه بعدم التواتر و قد وافقنا عليه السيّد الأجل علىّ بن طاوس فى مواضع من كتاب «سعد السّعود» و غيره؛ و نجم الائمّة الرّضى فى موضعين من شرح الرسالة و استدل عليه بانّهم صرّحوا فى كتب القراءة بأنّ لكلّ قار راويين، فيكون الرّاوى فى كلّ ما وقع فيه الاختلاف واحدا، فمن أين يثبت التّواتر، نعم المحكى عن شيخنا الشّهيد الثّانى أنّه نقل عن بعض محقّقى القراءة انّه أفرد كتابا فى اسماء الرّجال الّذين نقلوا هذه القراءات فى كل طبقة و هم يزيدون عمّا يعتبر فى التّواتر، لكنّ الموجود فى جملة من كتبهم ما قدّمناه، و إذا كان حال التّواتر بالإضافة إلى السّبعة كذلك، فما ظنّك بالإضافة إلى تمام العشرة و هو خلف و يعقوب و أبو جعفر و لذا منع بعض الأصحاب عن قراءة الثّلاثة و هو فى محلّه، لكن لا ثمرة مهمّة فى الفحص عن تواتر السّبعة و عدمه بعد اتّفاقهم على جواز الأخذ بقراءة أيّهم كان، و انّما الكلام فى قراءة الثّلاثة.
أقول و الاتّفاق المذكور منصوص عليه فى كلمات جماعة من العلماء الصّدور،
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏5، ص: 8
فهو الحجّة على جواز الاخذ المذبور، مضافا إلى السّيرة الإسلاميّة القاطعة المنتهية الى زمان الحضور، و عمل المسلمين بجميع هذه القراءات، و صدق القرآن العربى على المضبوطة بكلّ هذه الرّوايات، مع أنّ اليقين حاصل بعدم خروج القرآن عنها و لا دليل على تعيين العمل بواحدة منها، و لا قائل بوجوب الاحتياط برعاية الجمع بينها، و ليس هنا مرجّح منصوص يجب اتّباعه. و لا نصّ بالخصوص فيما يمتنع عليها ايقاعه، و يرتفع عنّا اتّساعه بل الأوامر المتضافرة عنهم واردة: بالقراءة، كما يقرأ النّاس، فزال بذلك كلّه عن وجه جواز العمل بالجميع الالباس. و الحمد للّه على نفى البأس و لنعم ما قيل فى مثل هذا المقيل.
بقى هنا شى‏ء و هو انّه قد ثبت بالدّليل عدم جواز الاخلال بحرف و لا إعراب، و انّه يجب الإتيان بكلّ من الحروف و الإعرابات صحيحا، فهل الصّحيح المجزى قراءته هو ما وافق العربيّة مطلقا، أو إحدى القراءات كذلك، و لو كانت شاذّة أو العشرة أو السّبع او الجميع عند الاختلاف ليس الاوّل و لا الأخير بالاجماع القطعى، و أمرهم عليهم السلام بالقراءة كما يقرأ النّاس؛ و كما تعلموا و لا شكّ انّ النّاس لا يتجاوزون القراءات و منه يظهر بطلان الثّانى أيضا، و الحقّ جواز القراءة بإحدى العشر، و التّخصيص بالسّبع لتواترها أو إجماعيتها غير جيّد، لمنع التّواتر و عدم دلالة الإجماعيّة على التعيّن لما عرفت انتهى.
و توفّى عاصم المذكور بالكوفة سنة ثمان، و قيل سنة سبع و عشرين و مائة، كما انّ نافعا المدنى توفّى بالمدينة سنة تسع و ستّين و مائة، و توفى ابن كثير المكى بمكة سنة عشرين و مائة و توفى ابو عمرو بن علاء بن عمار و اسمه ريان و قيل عريان و قيل غير ذلك بالكوفة سنة اربع و خمسين و مائة و توفّى ابن عامر الشّامى و اسمه عبد اللّه بدمشق الشّام سنة ثمان عشر و مائة، قيل و ليس فى القرّاء السّبعة من العرب غيره و غير ابى عمرو، و الباقون هم الموالى و المتعلّقون بالعرب و المعتقون و قد تقدّم ذكر حمزة الكوفى فى بابه باتمّ تفصيل و سيأتى ترجمة الكسائى فى أواسط هذا الباب إنشاء اللّه.

 

 

                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏5، ص: 181
478 الشيخ الجليل و العالم النبيل امام المقرين فخر المغربيين عثمان بن سعيد بن عثمان القرطبى الاندلسى ابو عمرو الدانى «*»

المقرى المشهور صاحب «التّيسير فى القراءات السبع» السّاطعة النّور فى جميع الدّهور، كان من أعاظم علماء الجمهور، و فى طبقة شيخ طائفتنا المرحوم المبرور، اسناد القراءة إليه و عنه فى اغلب كتب إجازاتنا مذكور، و فى مسند معظم رواياتنا مسطور، قال الشّيخ حسن بن شيخنا الشّهيد الثانى، فى إجازته الكبيرة المشهورة الّتى كتبها للسيّد نجم الدّين بن السيّد محمّد الحسينى، فى ضمن ذكره لطرق مولانا الإمام العلّامة، أعلى اللّه مقامها و مقامه، إلى مصنّفات علماء العامّة، و يروي جميع تصانيف أبى عمرو عثمان بن سعيد القرطبى الدّانى، الّذى من جملتها كتاب «التّيسير» عن السيّد محيى الدّين بن زهرة الحلبى، عن الشّيخ الإمام المقرى، أبى الفتح محمّد بن يوسف بن محمّد العليمى قراءة عليه، فى مدّة آخرها النّصف من شهر رمضان، سنة سبع و تسعين و ستّ مائة، عن الشّيخ المقرئ أبى عبد اللّه محمّد بن عبد الرحمن ابن اقبال؛ عن الشّيخ الفقيه المقرى الخضر بن عبد الرحمن بن سعيد القيسى عن الشيخ المقرى أبى داود سليمان بن نجاح، عن أبى عمرو الدّانى مصنّف كتاب «التّيسر» و قال أيضا فى موضع آخر من اجازته المذكورة، و ذكر والدى رحمه اللّه أنّه يروى كتاب «التّيسير» فى القراءات السّبع للشّيخ أبى عمرو الدّانى بطرقه السّالفة، عن الشّهيد الأوّل رحمه اللّه، عن السيّد تاج الدّين ابن معية، عن الشّيخ جمال الدّين يوسف بن حماد، عن السيّد رضى الدّين ابن قتادة، عن الشّيخ‏
__________________________________________________
 (*) له ترجمة فى: بغية الملتمس 399، جذوة المقتبس 305؛ الديباج المذهب 188، ريحانة الادب 8: 71؛ شذرات الذهب 3: 272، الصلة لابن بشكوال 2: 405، العبر 3: 207، غاية النهاية 1: 503، الكنى و الالقاب 1: 126، مفتاح السعادة 1: 386، نامه دانشوران 6: 393 النجوم الزاهرة 5: 54، نفح الطيب 3: 135.
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏5، ص: 182
أبى حفص عمر بن معن الزبرى الضّرير إمام مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عن الشّيخ أبى عبد اللّه محمّد بن عمر بن يوسف القرطبى، عن الشّيخ أبى الحسن علىّ بن محمّد بن احمد الحذامى الضرير المالقى عن الشّيخ ابى محمد عبد اللّه بن سهل، عن الشّيخ أبى عمرو الدّانى إلى أن قال: و ذكر والدى رحمه اللّه انّه يروى أيضا كتاب «الموجز فى القراءات» و «الرّعاية فى التّجويد» و باقى كتب مكّى ابن أبى طالب المقرى، باسناده عن أبى حفص الزبرى، عن القاضى بهاء الدّين ابن رافع، عن يحيى بن سعدون القرطبى، عن عبد الرّحمن بن عتاب، عن الإمام أبى محمّد مكّى بن أبى طالب المقرئ انتهى.
و من جملة من كتب منهم أيضا فى القراءات السّبع: هو الشّيخ جمال الدّين أحمد بن موسى بن مجاهد، و منهم الشّيخ مكّى بن محمّد بن مختار القيسى القيروانى بكتاب سمّاه «التّبصرة فيما اختلف فيه القرّاء السّبعة» و منهم الشّيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الواحد القنشرينى، بكتاب سمّاه «التّهذيب» و منهم: الشّيخ أبو الحسن علىّ بن أحمد بن عبد اللّه المقرئ بكتاب سمّاه «التّذكار فى قراءة ائمّة الامصار» و منهم:
الشّيخ أبو عبد اللّه بن شريح بكتاب سمّاه «التذكير» و كتب الشّيخ أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصّمد المقرئ كتابا سمّاه «التّلخيص فى القراءات الثّمان» و الشّيخ أبو محمّد عبد اللّه بن علىّ بن أحمد المقرئ كتابا سمّاه «المنهاج فى القراءات السّبع المكملة بقراءات ابن محيصن و الأعمش و خلف و يعقوب، ثمّ إنّ لأبى عمر و الدّانى المذكور كتابا آخر فى «الوقف و الابتداء» نظير كتاب الشّيخ شمس الدّين محمّد بن بشار الأنبارى، فى خصوص هذا المعنى، و له أيضا كتاب «طبقات القرّاء و المقرين» فى تراجم أحوالهم و تاريخ مواليدهم و آجالهم، و قد ذكر فيه أحوال كلّ من قصد للإقراء من عند رسول اللّه إلى سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة، فظهر منه أيضا تاريخ زمن نفس الرّجل كما لا يخفى.

 

 

                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏7، ص: 333
655 الشيخ الامام الفاضل البارع محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن، ابو بكر العطار المقرى النحوى المشتهر بابن مقسم نسبة الى جده الاقدم الافخم «*»

قال ياقوت الحموى فيما نقل عن كتابه «معجم الادباء»: ولد هذا الرّجل سنة خمس و ستين و مأتين، و سمع أبا مسلم الكجى؛ و ثعلب، و يحيى بن محمد بن صاعد.
و روى عنه ابن شاذان؛ و ابن زرقويه، و كان ثقة من أعرف النّاس بالقراءات و أحفظهم لنحو الكوفيين، و لم يكن فيه عيب إلّا انّه قرء بحروف يخالف الإجماع؛ و استخرج لها وجوها من اللّغة و المعنى، كقوله:
فلمّا استيأسوا منه خلصوا نجيّا، قال: نجبا بالباء، فشاع أمره، فاحضر إلى السّلطان و استتابه، فأذعن بالتّوبة، و كتب محضرا بتوبته و قيل: انّه لم ينزع عنها و كان يقرأ بها إلى أن مات و روى الخطيب عن بعضهم قال: رأيت فى النّوم انّى اصلّى‏
__________________________________________________
 (*) له ترجمة فى: انباه الرواة 3: 100، البداية و النهاية 11: 259، بغية الوعاة 1:
89، تاريخ بغداد 2: 206، شذرات الذهب 3: 16، طبقات القراء للجزرى 2: 123، العبر 2: 301، لسان الميزان 5: 130، معجم الادباء 7: 498، المنتظم، ميزان الاعتدال 3: 519 النجوم الزاهرة 3: 343؛ الوافى 2: 337.
                       

روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج‏7، ص: 334
مع النّاس و ابن مقسم يصلّى مستدبر القبلة، فأوّلته بمخالفة الائمة فيما اختاره من القراءات.
و له من التّصانيف «الأنوار فى تفسير القرآن» «المدخل إلى الشعر» «الاحتجاج فى القراءات» «كتاب فى النحو» كبير»، المقصور و الممدود» «المذكّر و المؤنّث» «الوقف و الابتداء» «المصاحف» «عدد التمام» «اخبار نفسه» «مجالسات ثعلب» «مفرداته» «الموضح» «الرد على المعتزلة» «الانتصار لقراء الامصار» «اللّطائف فى جمع هجاء المصاحف» انتهى «1» و قيل: كان يذهب إلى انّ كلّ قراءة توافق خط المصحف فالقراءة بها جائزة مات سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة كما فى «طبقات النحاة».