فهرست مباحث علوم قرآنی

ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب نحو قولك تعال وأقبل

قراءة القرآن بالمعنى
تلاش طحاوی در مشکل الآثار که مورد قبول علمای اهل سنت شده است
۳- وجوه و اقوال در سبعة أحرف
۳.۱ سبعة أحرف به معنای جواز تبدیل به مترادف
۳- ترداف تسهیلي، تلقي اشتباه از سبعة أحرف، که معادل نزول قرآن من عند غیر واحد است




روایات توسعه، یک باطنی دارد و یک ظاهری، باطنش تعبیر ابن عباس است که به توسعه که یعنی امت من از تمام بطون هفتگانه قرآن بهره مند شوند و وسیع شود حوزه وجودی و عقلانی و نفس الامری انها، و ظاهرش جواز ترادف گویی طبق وحی نیست، بلکه عدم معاتبه در هنگام قرائت است، و قرائت غیر از نزول است، قرائت تکرار و حکایت ما نزل است، یعنی نزول علی سبعة احرف با قرائت علی سبعة احرف دو وادی جداگانه است، و تخفیف بر امت در قرائت به ترادف گویی به جهت نسیان یا تردد و قلت حافظه، سبب بقاء و توسعه کلام وحی بین توده مردم میشود، که سخت برآنها گرفته نشود که میخواهند روزی چند مرتبه نماز بخوانند، و لذا وقتی مجرّدین للقرائه امر قرائت دقیق را سامان دادند و از بچگی آموزش تلامیذ دادند، این تخفیف عملا از بین مسلمین رفت
بعد از تحقق و تحصل یک کلام در یک لسان(گفتار در زبان)، طبیعت شخصیه پیدا میکند، لذا هر قرائت بعدی ان یا ترجمه آن به زیبان دیگر، طبیعت شخصیه اصلی کلام، مرجع هر حکایت کننده و پویینتر به آنست. فتدبر







مصنف ابن أبي شيبة (6/ 138)
30122 - حدثنا زيد بن حباب، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه: " أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن على حرف، فقال له ميكائيل: استزده، فقال: حرفين، ثم قال: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف كلها شاف كاف كقولك: هلم وتعال، ما لم يختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب برحمة "






مسند أحمد ط الرسالة (14/ 120)
8390 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنزل القرآن على سبعة أحرف، عليما، حكيما، غفورا، رحيما " (3)
__________
(3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/11-12 و12 من طريق أسباط بن محمد وعبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 1/19، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/288، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3101) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولفظه عند الطبري وابن عبد البر: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر== عذاب برحمة"، ولفظه عند الطحاوي: " ... فاقرؤوا ولا حرج، غير أن لا تجمعوا بين ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة".
وسيأتي من طريق ابن نمير، عن محمد بن عمرو برقم (9678) . وانظر ما سلف برقم (7989) .
قوله: "عليما حكيما، غفورا رحيما"، أي: كان من الجائز أن يقول في موضع "عليما حكيما": "غفورا رحيما"، وبالعكس، والله تعالى أعلم. قاله السندي.





مسند أحمد ط الرسالة (26/ 285)
16366 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب بن ثابت كان يسكن بني سليم، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده قال: قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي، قال: فاجتمعنا (1) عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " قد أحسنت "، قال: فكأن عمر وجد من ذلك، (2) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عمر، إن القرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا "، وقال عبد الصمد مرة أخرى أبو (3) ثابت من كتابه (4)
__________
(1) في (م) : فاجتمعنا، وفي (ق) : فاجتمع.
(2) في (ظ12) و (ص) ، وهامش (س) : ذاك.
(3) ضبب فوق لفظ "أبو" في (س) . قلنا: هي كنية حرب بن ثابت.
(4) إسناده حسن، حرب بن ثابت هو أبو ثابت المنقري، ويقال: ابن أبي حرب، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 3/62، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/252 وفرق بين حرب بن أبي حرب وبين حرب بن ثابت، ولكنه قال في ترجمة الأخير: كأنه حرب بن أبي حرب الذي ذكرناه،
وفرق بينهما كذلك ابن حبان في "الثقات" 6/231 وقال مثل قول ابن أبي حاتم، وجزم الحافظ في "التعجيل" 1/439 أنهما واحد، ورد على ابن حبان تفريقه بينهما، وقال: جعله اثنين، ثم شك فيه. وقد اشتبه الأمر على الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري، فقال: إنهما اثنان يقينا. وكان قد اختلط عليه حرب بن أبي حرب براو آخر يروي عن شريح، والصواب أنهما واحد كما جزم بذلك الحافظ في "التعجيل"، وهو ما ذهب إليه البخاري في ترجمته، فقال: حرب بن أبي حرب أبو ثابت، عن إسحاق بن عبد الله بن== أبي طلحة الأنصاري، قاله عبد الصمد، وقال موسى: حدثنا حرب بن ثابت المنقري، يعد في البصرين.
ثم إن هناك من وهم عبد الصمد في قوله بالإسناد: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فقال البخاري في "تاريخه الكبير" 1/382: وقال بعضهم: لقن عبد الصمد، فقالوا: ابن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يكن في كتابه ابن عبد الله، وقال كذلك 3/62: ويقال: إن هذا إسحاق ليس بابن أبي طلحة، وهم فيه
عبد الصمد من حفظه، وأصله صحيح.
قلنا: أتى البخاري بهذا القول مجهلا من قال ذلك في المرة الأولى، وممرضا لقول في المرة الثانية، وهذا إشارة منه إلى رده، ثم إن الإمام أحمد أثبت هذا الحديث في مسند أبي طلحة دون شك، وعقب الحديث بقول عبد الصمد: أبو ثابت من كتابه، مستبعدا التلقين أو الوهم من الحفظ، وهو الموافق " يقول به الحفاظ فيما نقله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/239-240 بقوله: سمعت أبي يقول: يرون أنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري.
قلنا: وهذا إثبات لا يزول بصيغة تمريض أو جهالة قائل. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (16) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/151، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وذكره الحافظ في "الفتح" 9/26، ونسبه إلى الطبري، وفاته أن ينسبه لأحمد.
وذكره كذلك الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" ص21، وقال: وهذا إسناد حسن، وحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت، لا نعرف أحدا جرحه.
قلنا: وأصله الصحيح الذي أشار إليه البخاري، سلف من حديث عمر برقم== (277) وهو عند البخاري (2419) ، ومسلم (818) .
قال السندي: قوله: فغير، أي: عمر.
قوله: عليه: أي: على ذلك الرجل، أي: رد عليه.
قوله: وجد من ذلك: وكان عمر أخذ من النبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، فتعجب من ذلك.
قوله: "ما لم يجعل عذاب مغفرة": بأن يقرأ بعد: (إن الذين كفروا) : (أولئك أصحاب الجنة) أو بالعكس، والحاصل أن القراءة غير المغيرة لأصل المعنى على الوجوه السبعة المنزلة جائزة، وخفي ذلك على عمر، ثم ظهر له.
قلنا: وانظر لزاما ما جاء في "شرح مشكل الآثار" 8/108-134 حول موضوع القراءة بالمعنى، فقد قال: إنما كان ذلك في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد.




مسند أحمد ط الرسالة (34/ 146)
20514 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، " أن جبريل عليه السلام قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف، قال ميكائيل عليه السلام: استزده، فاستزاده، قال: فاقرأ على حرفين، قال ميكائيل: استزده، فاستزاده (1) حتى بلغ سبعة أحرف، قال: كل (2) شاف كاف (3) ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب نحو قولك تعال وأقبل، وهلم واذهب، وأسرع وأعجل (4) " (5)
__________
(1) قوله: "فاستزاده" لم يرد في (ظ 10) .
(2) في (ظ 10) ونسخة في (س) : فإن كلا.
(3) لفظة "كاف" سقطت من (ظ 10) .
(4) في (ظ 10) : عجل.
(5) صحيح لغيره دون قوله في آخره: "نحو قولك: تعال، وأقبل، وهلم ... إلخ "، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3118) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/290 من طريق عفان بن مسلم، به.
وقد سلف مرفوعا برقم (20425) .
قوله: "نحو قولك: تعال وأقبل ... " قال السندي: هو تفسير للحروف السبعة، بأن يقرأ موضع حرف مرادفه وما يفيد معناه. قلنا: وهذا الحرف "نحو قولك ... " لم يرد بإسناد صحيح مرفوعا، وقد روي عن ابن مسعود موقوفا من قوله: إني سمعت القراء فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، وإياكم
والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال. أخرجه الطبري في مقدمة "تفسيره" 1/22، والطبراني في "الكبير" (8680) ، وإسناده صحيح.





مسند أحمد ط الرسالة (35/ 84)
حديث سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب
21149 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا همام، عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب، قال: قرأت آية، وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: "بلى " فقال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ فقال: "بلى، كلاكما محسن مجمل " قال: فقلت له: فضرب صدري، فقال: "يا أبي بن كعب، إني أقرئت القرآن، فقلت: على حرفين، فقال: على حرفين، أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: غفورا رحيما، أو قلت: سميعا عليما، أو عليما سميعا فالله كذلك، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب " (1)

21150 - حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد الخزاعي، عن أبي بن كعب، قال: قرأت آية، وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث. (2)

• 21151 - حدثنا عبد الله، حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد،
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي البصري.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1173) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1477) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3112) ، والبيهقي 2/384 من طرق عن همام بن يحيى، به. ورواية أبي داود أخصر مما هنا.
وسيأتي الحديث بالأرقام (21150) و (21151) و (21152) و (21153) . وانظر ما سلف برقم (21091) .
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، بهز: هو ابن أسد العمي البصري.
وانظر ما قبله.





سنن أبي داود (2/ 76)
1477 - حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد الخزاعي، عن أبي بن كعب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف، أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين، أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف "، ثم قال: " ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: سميعا عليما عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب "
__________
[حكم الألباني] : صحيح




سنن أبي داود ت الأرنؤوط (2/ 600)
355 - باب "أنزل القرآن على سبعة أحرف"
1475 - حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال:
سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام
يقرأ (سورة الفرقان) على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأنيها،
فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه، فجئت
به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ" فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هكذا أنزلت" ثم قال لي: "اقرأ" فقرأت، فقال: "هكذا أنزلت" ثم قال: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه" (1).
__________
(1) إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة، وابن شهاب: هو الزهري.== وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 201، ومن طريقه أخرجه البخاري (2419)، ومسلم (818)، والنسائى في "الكبرى" (1011) و (7931) و (11302).
وهو في "مسند أحمد" (277)، و"صحيح ابن حبان" (741).
وأخرجه البخاري (4992) و (5041) و (6936) و (7550)، ومسلم (818)، والترمذي (3173)، والنسائي (1010) و (1012) من طرق عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر بن الخطاب، به. ولم يذكر النسائى (1010) عبد الرحمن بن عبد القاري في إسناده في الموضع الأول واقتصر على ذكر المسور.
وهو في "مسند أحمد" (158) و (277)، و"صحيح ابن حبان " (741).
قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" كان الصحابة يحتاجون إلى حفظ ما قد تلاه عليهم - صلى الله عليه وسلم - مما أنزله الله عز وجل عليه من القرآن ليقرؤوه في صلاتهم، وليعلموا به شرائع دينهم، فوسع عليهم في ذلك أن يتلوه بمعانيه وإن خالفت ألفاظهم التي يتلونه بها ألفاظ نبيهم - صلى الله عليه وسلم - التي قرأه بها عليهم فوسع لهم في ذلك بما ذكر ثم احتج بحديث عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم هذا ... ثم قال: فقلنا بذلك أن اختلاف عمر وهشام في قراءة هذه السورة حتى قال لهما رسول الله من أجل اختلافهما ما قاله لهما مما ذكر في هذا الحديث، وأن ذلك إنما كان من الألفاظ التى قرأها بها كل واحد منهما مما يخالف الألفاظ التي قرأها بها الآخر منهما وعقلنا بذلك أن السبعة الأحرف التي أعلمهما أن القرآن نزل بها هي الأحرف التي لا تختلف في أمر ولا نهي، ولا في حلال ولا حرام، كمثل قول الرجل للرجل: أقبل، وقوله له: تعال، وقوله له: ادن ... ثم أورد حديث أبي بن كعب ... ثم قال: وكانت هذه السبعة للناس في هذه الحروف في عجزهم عن أخذ القرآن على غيرها مما لا يقدرون عليه، لما قد تقدم ذكرنا له في هذا الباب، وكانرا على ذلك حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقووا بذلك على تحفظ القرآن بألفاظه التي نزل بها، فلم يسعهم حينئذ أن يقرؤوه بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف أنها كانت في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد.
وانظر لزاما "الرسالة" ص 273 للإمام الشافعي، و"جامع البيان" 1/ 41 - 76 للطبري، و"التمهيد" 8/ 293 - 294، لابن عبد البر.






سنن أبي داود ت الأرنؤوط (2/ 602)
1476 - حدثنا محمد بن يحيي بن فارس، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال:
قال الزهري: إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد، ليس تختلف في حلال ولا حرام (1).
1477 - حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن يحيي بن يعمر، عن سليمان بن صرد الخزاعي
عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: سميعا عليما عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب" (2).
__________
(1) إسناده صحيح من قول الزهري. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم.
وأخرجه مسلم بإثر الحديث (819) من طريق يونس، عن ابن شهاب قال: بلغني أن تلك الأحرف ...
(2) إسناده صحيح. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسى.
وأخرجه بنحوه مسلم (820) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، والنسائي في "الكبرى" (1014) من طريق ابن عباس، والنسائي (1015) من طريق أنس، ثلاثتهم عن أبي، به.
وهو في "مسند أحمد" (21149) و (21152) و (21171)، و"صحيح ابن حبان" (738) و (740).
وانظر ما بعده.





سنن أبي داود ت الأرنؤوط (2/ 603)
1478 - حدثنا ابن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى
عن أبي بن كعب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل، فقال: إن الله يامرك أن تقرئ أمتك على حرف، قال: "أسال الله معافاته ومغفرته؛ إن أمتي لا تطيق ذلك" ثم أتاه ثانية، فذكر نحو هذا، حتى بلغ سبعة أحرف، قال: إن الله يامرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا عليه، فقد أصابوا (1).
__________
(1) إسناده صحيح. ابن المثنى: هو محمد، والحكم: هو ابن عتبة الكندي، ومجاهد: هو ابن جبر المخزومي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (821)، والنساثي في "الكبرى" (1513) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (21172)، و"صحيح ابن حبان" (738).
وانظر ما سلف قبله.
والأضاة بوزن الحصاة: الماء المستنقع من سيل أو غيره، ويقال: هو غدير صير.
وبنو غفار: قبيلة من كنانة، وأضاة بني غفار: موضع قريب من مكة فوق سرف
قرب التناضب.






مسند الروياني (2/ 471)
المؤلف: أبو بكر محمد بن هارون الرُّوياني (المتوفى: 307هـ)
1492 - نا عمرو بن علي، نا معاذ بن هانئ، نا حرب بن ثابت، نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه عن جده، وكان جده له صحبة أنه قرأ بين يدي عمر، فأخذ عليه عمر، فقال الرجل [ص:472]: والله لقد قرأت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما غير علي، فقضى لهم أنهم اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ الرجل، فقال نبي الله: «قد أحسنت» ، وكان عمر وجد في نفسه، قال: وعرف نبي الله ذاك منه؛ فأهوى بيده إلى صدر عمر فقال: «ليقر الشيطان، ثلاث مرات يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم يجعل العذاب مغفرة، والمغفرة عذابا»








تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (1/ 43)
40- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال جبريل: اقرأوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم يختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب. كقولك: هلم وتعال (2) .
__________
(2) الحديث 40- سيأتي مرة أخرى، بهذا الإسناد واللفظ، برقم: 47.
ورواه أحمد في المسند 5: 51 طبعة الحلبي، عن عفان عن حماد بن سلمة، بنحوه. ورواه أيضا 5: 41 عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة، بشيء من الاختصار.
ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 151، وقال: "رواه أحمد، والطبراني بنحوه، إلا أنه قال: واذهب وأدبر. وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو سيء الحفظ، وقد توبع، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح".
ونقله ابن كثير في الفضائل: 62-63 عن الرواية المختصرة من المسند، ثم قال: "وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة، به. وزاد في آخره: كقولك هلم وتعال". وهذه الزيادة ثابتة في الرواية المطولة في المسند 5: 51 بلفظ: "نحو قولك: تعال، وأقبل، وهلم، واذهب، وأسرع، واعجل".







شرح مشكل الآثار (8/ 108)
أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى: 321هـ)
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: " نزل القرآن على سبعة أحرف "




شرح مشكل الآثار (8/ 113)
3101 - وحدثنا فهد بن سليمان قال: ثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنزل القرآن على سبعة أحرف، فاقرءوا ولا حرج، غير أن لا تجمعوا بين ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة ". [ص:114] قال أبو جعفر: فذهب قوم إلى أن هذه السبعة الأحرف المذكورة في هذه الآثار هي سبعة أنحاء، كل نحو منها جزء من أجزاء القرآن خلاف المنحى الآخر منه، وذهبوا إلى أن كل حرف من هذه الأحرف هو صنف من الأصناف،.... وسمعت أحمد بن أبي عمران يقول: هذا التأويل عندي فاسد؛ وذلك أن .... قال أبو جعفر: وهذا كما قال ابن أبي عمران. ومما احتج به أهل هذه المقالة لقولهم هذا.





در این متن تجویز قرائت به فارسی را هم صادر میکند:

شرح مشكل الآثار (8/ 116-117)
وذهب آخرون فيما ذكر لنا ابن أبي عمران إلى أن معنى سبعة أحرف سبع لغات ; لأنه قد ذكر في القرآن غير شيء بلغات مختلفة من لغات العرب , ومنه ما ذكر بما ليس من لغاتهم غير أنه عرب فدخل في لغتهم، مثل {طور سينين} [التين: 2] ، فأنزل القرآن على تلك الأحرف كلها، بعضه على هذا الحرف، وبعضه على الحرف الآخر، فقيل: أنزل القرآن على سبعة أحرف، أي أنزل القرآن كله على تلك السبعة الأحرف. قال أبو جعفر: فتأملنا نحن هذا الباب لنقف على حقيقة الأمر [ص:117] فيه إن شاء الله، فوجدنا الله عز وجل قد قال في كتابه: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [إبراهيم: 4] . فأعلمنا الله أن الرسل إنما تبعث بألسن قومها، لا بألسن سواها، وعقلنا بذلك أن اللسان الذي بعث .... فعقلنا بذلك أن قومه الذين بعثه الله عز وجل بلسانهم هم قريش دون من سواهم، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ ما ينزل عليه من القرآن باللسان الذي ذكرنا على أهل ذلك اللسان وعلى من سواهم من الناس من أهل الألسن العربية التي تخالف ذلك اللسان وعلى من سواهم ممن ليس من العرب ممن دخل في دينه كسلمان الفارسي، وكمن سواه ممن صحبه وآمن به وصدقه، وكان أهل لسانه أميين لا يكتبون إلا القليل [ص:118] منهم كتابا ضعيفا , وكان يشق عليهم حفظ ما يقرؤه عليهم بحروفه التي يقرؤه بها عليهم، ولا يتهيأ لهم كتاب ذلك وتحفظهم إياه ; لما عليهم في ذلك من المشقة. وإذا كان أهل لسانه في ذلك كما ذكرنا كان من ليس من أهل لسانه من بعد أخذ ذلك عنه بحروفه أوكد , وكان عذرهم في ذلك أبسط ; لأن من كان على لغة من اللغات ثم أراد أن يتحول عنها إلى غيرها من اللغات لم يتهيأ ذلك له إلا بالرياضة الشديدة والمشقة الغليظة، وكانوا يحتاجون إلى حفظ ما قد تلاه عليهم صلى الله عليه وسلم مما أنزله الله عز وجل عليه من القرآن ; ليقرءوه في صلاتهم، وليعلموا به شرائع دينهم، فوسع عليهم في ذلك أن يتلوه بمعانيه , وإن خالفت ألفاظهم التي يتلونه بها ألفاظ نبيهم صلى الله عليه وسلم التي قرأه بها عليهم، فوسع لهم في ذلك بما ذكرنا، والدليل على ما وصفنا من ذلك أن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما، وهما قرشيان، لسانهما لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي به نزل القرآن عليه، قد كانا اختلفا فيما قرأ به سورة الفرقان حتى قرآها على رسول النبي الله عليه وسلم، فكان من قوله لهما ما قد روي في حديث يعود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.



شرح مشكل الآثار (8/ 121)
قال أبو جعفر: فعقلنا بذلك أن اختلاف عمر، وهشام في قراءة هذه السورة حتى قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل اختلافهما ما قاله لهما مما ذكر في هذا الحديث , وأن ذلك إنما كان من الألفاظ التي قرأها بها كل واحد منهما، مما يخالف الألفاظ التي قرأها بها الآخر منهما، وعقلنا بذلك أن السبعة الأحرف التي أعلمهما أن القرآن نزل بها هي الأحرف التي لا تختلف في أمر ولا في نهي، ولا في حلال ولا في حرام، كمثل قول الرجل للرجل: أقبل، وقوله له: تعال، وقوله له: ادن , وانتفى بذلك القولان اللذان بدأنا بذكرهما في هذا الباب. ومثل ذلك ما قد روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى.




شرح مشكل الآثار (8/ 122)
3113 - وكما حدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب قال: " قرأ أبي آية، وقرأ ابن مسعود خلافها، وقرأ رجل آخر خلافها، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت له: ألم تقرأ آية كذا وكذا , كذا وكذا؟ وقال ابن مسعود: ألم تقرأ آية كذا وكذا , كذا وكذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلكم محسن مجمل "، قال: قلنا: ما كلنا أحسن ولا أجمل، قال: فضرب صدري وقال: " يا أبي، أقرأت القرآن، فقلت: على حرف أو على حرفين؟ فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين , فقلت: على حرفين؟ فقال لي: على حرفين أو على ثلاثة , فقال لي الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف، ليس منها إلا شاف كاف قلت: غفورا رحيما، أو قلت: سميعا حكيما، أو قلت: عليما حكيما، أو قلت عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك ". [ص:123] وزاد سليمان في حديثه " ما لم يختم عذاب برحمة، أو رحمة بعذاب "





در این متن خلاف آشکار با حدیث عمر و هشام میگوید اقراء خود حضرت ص یکی بیشتر نبود:

شرح مشكل الآثار (8/ 124)
قال أبو جعفر: فكان في هذا الحديث ما قد دل على أن السبعة الأحرف هي السبعة التي ذكرنا , وأنها مما لا يختلف معانيها , وإن اختلفت الألفاظ التي يتلفظ بها وأن ذلك كان توسعة من الله عز وجل عليهم لضرورتهم إلى ذلك وحاجتهم إليه , وإن كان الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم إنما نزل بألفاظ واحدة. ومن ذلك ما قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، مما قد حمله ابن شهاب على المعنى الذي حملناه نحن عليه
3116 - حدثنا يونس قال: أنبأنا ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس رضي الله عنهما حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل صلى الله عليه وسلم على حرف واحد، فراجعته، فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ".
قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما تكون في [ص:125] الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام. قال أبو جعفر: وكانت هذه السبعة للناس في هذه الحروف في عجزهم عن أخذ القرآن على غيرها مما لا يقدرون عليه، لما قد تقدم ذكرنا له في هذا الباب، وكانوا على ذلك حتى كثر من يكتب منهم , وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرءوا بذلك على تحفظ القرآن بألفاظه التي نزل بها، فلم يسعهم حينئذ أن يقرأوه بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد. وقد روي من حديث أبي في المعنى الذي ذكرنا ما فيه زيادة على حديثه الذي رويناه قبل هذا

حسین گوید:

اگر حکم بعد از عرضه اخیره مرتفع شده بود پس چرا زهری و واصل و مالک و سفیان بن عیینه و... تجویز میکردند؟ چرا سعید بن جبیر و ابن معتمر در نماز قرائت ابن مسعود میکردند؟ آیا آنها سالها پس از مصحف عثمانی نبودند؟ بلکه اساسا خود کار عثمان دال بر عدم هجر و عدم ممنوعیت سایر قرائات بعد از عرضه اخیره بود تا زمان جمع مصحف توسط عثمان و امر او و مخالفت ابن مسعود با او، چرا عمر آشکارا فامضوا میخواند؟ و سایر قرائات شاذه از صحابه؟
علاوه مهمترین رد این است که قرائات کثیره است که از حیث معنا متباین است هر چند متناقض نیست، مثل یطهرن و یطهرن، و نیز کلمات مترادف عمر را آشفته نمیکرد، و...




شرح مشكل الآثار (8/ 126)
3118 - وما قد حدثنا بكار بن قتيبة قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد قال: أنبأنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة قال: جاء جبريل صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اقرأ [ص:127] على حرف "، قال: فقال ميكائيل: " استزده "، فقال: " اقرأ على حرفين " , فقال ميكائيل: " استزده "، حتى بلغ إلى سبعة أحرف، فقال: " اقرأه، فكل كاف شاف، إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو: هلم وتعال، وأقبل واذهب، وأسرع وعجل ". فدل ما في هذين الحديثين أيضا على ما قد ذكرناه مما حملنا وجوه هذه الآثار عليه، ومما يدل على عود التلاوة إلى حرف قبلهما واحد بعدما كانت قبل ذلك على الأحرف السبعة التي ذكرنا ما قد كان من أبي بكر الصديق رضي الله عنه من جمعه القرآن واكتتابه فيما كان اكتتبه فيه.
حدثنا يونس، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن سالم وخارجة: " [ص:128] أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك، فأبى عليه حتى استعان عليه بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ففعل، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفي، ثم كانت عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخها عثمان رضي الله عنه هذه المصاحف ثم ردها إليها، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها "



شرح مشكل الآثار (8/ 129)
قال الشيخ: يعني الجريد، فلما هلك أبو بكر وكان عمر قد كتب ذلك كله في صحيفة واحدة فكانت عنده فلما هلك كانت عند حفصة، [ص:130] ثم إن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة غزاها فرج أرمينية، فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان، فقال:


شرح مشكل الآثار (8/ 131)
قال أبو جعفر: فوقفنا بذلك على أن جمع القرآن كان من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهما راشدان مهديان , وقد تقدم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدوة بهما، وقد روينا ذلك فيما تقدم منا في كتابنا هذا، وتابعهما عثمان رضي الله عنه على ذلك وهو إمام راشد مهدي، وتابعهم عليه أيضا زيد بن ثابت وهو كاتب الوحي لرسول الله، فكتب المصحف لعثمان بيده، وتابعهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، فصار إجماعا، والنقل بالإجماع هو الحجة التي بمثلها نقل الإسلام إلينا حتى علمنا شرائعه، وحتى وقفنا على عدد الصلوات وعلى ما سواها مما هو من شرائع الإسلام , [ص:132] وعاد ذلك إلى أن من كفر بحرف منه كان كافرا حلال الدم إن لم يرجع إلى ما عليه أهل الجماعة، وفارق ذلك حكم الأخبار التي يرويها الآحاد بما يخالف شيئا مما في المصحف الذي ذكرنا ; لأنه لا يكون كافرا من كفر بما جاءت به أخبار الآحاد كما يكون كافرا من كفر بما جاءت به الجماعة مما ذكرنا , وكان فيما ذكرنا ما قد دل أن من أضاف شيئا مما يخالف ما في مصحفنا هذا إلى أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير متلفت إلى ما حكى ; لأنه حكى ما لا تقوم به الحجة مما يخالفه مما قد قامت به الحجة، وبالله التوفيق. وفيما ذكرنا مما قد رويناه في حديث يونس عن نعيم مما عاد إلى خارجة بن زيد أن كاتب المصحف المكتوب في زمن عثمان كان زيد بن ثابت بمحضر أبان بن سعيد بامتثال ما كانا يفعلان في ذلك عند اجتماعهما وما كانا يفعلان في اختلافهما. وقد روي عن غير خارجة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم كانوا كاتبي ذلك المصحف بأمر عثمان كما حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: حدثنا أبو عمر الحوضي قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة قال: حدثني رجل من بني عامر يقال له أنس بن مالك قال: " اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون، فبلغ عثمان فقال: " عندي تكذبون به وتختلفون فيه فمن نأى عني كان أشد تكذيبا , وأكثر لحنا "، وقال لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: " اجتمعوا فاكتبوا للناس "، قال: فكتبوا، قال: فحدثني أنهم إذا [ص:133] تدارءوا في آية قالوا: " هذه أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا، فيرسل إليه وهو على رأس ثلاث من المدينة، فيقال: " كيف أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا؟، فيقول " كذا وكذا "، فيكتبونها، وقد تركوا لها مكانا ". [ص:134] فهذا في التوكيد فوق ما في حديث خارجة، والله نسأله التوفيق.




المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (1/ 296)
المؤلف: أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ)
ومن ذلك ما رواه الأعمش قال: سمعت أنَسًا2 يقرأ: "لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمِزون"، قيل له: وما يجمزون؟ إنما هي "يجمحون"، فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد.
قال أبو الفتح: ظاهر هذا أن السلف كانوا يقرءون الحرف مكان نظيره من غير أن تتقدم القراءة بذلك؛ لكنه لموافقته صاحبه في المعنى. وهذا موضع يجد الطاعن به إذا كان هكذا على القراءة مطعنًا، فيقول: ليست هذه الحروف كلها عن النبي -صلى الله عليه سلم- ولو كانت عنه لما ساغ إبدال لفظ مكان لفظ؛ إذ لم يثبت التخيير في ذلك عنه، ولما أنكر أيضًا عليه: "يجمزون"، إلا أن حُسْنَ الظن بأَنَس يدعو إلى اعتقاد تقدم القراءة بهذه الأحرف الثلاثة التي هي: "يجمحون" و"يجمزون" و"يشتدون"، فيقول: اقرأ بأيها شئت، فجميعها قراءة مسموعة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقوله عليه السلام: نزل القرآن بسبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ.
فإن قيل: لو كانت هذه الأحرف مقروءًا بجميعها لكان النقل بذلك قد وصل إلينا، وقيل: أَوَلَا يكفيك أنس موصِّلًا لها إلينا؟ فإن قيل: ان أنسًا لم يحكها قراءة؛ وإنما جمع بينها في المعنى، واعتل في جواز القراءة بذلك لا بأنه رواها قراءة متقدمة. قيل: قد سبق من ذكر حسن الظن ما هو جواب عن هذا.



المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (2/ 336)
ومن ذلك حدثنا عباس الدوري [161ظ] عن أبي يحيى الحماني3 عن الأعمش عن أنس أنه قرأ: "وَأَقْوَمُ قِيلًا"، و"وأَصْوَبُ4". فقيل له: يا أبا حمزة، إنما هي: "وَأَقْوَمُ قِيلًا"، فقال أنس: إن أقوم أصوب وأهيأ واحد.
قال أبو الفتح: هذا يؤنس بأن القوم كانوا يعتبرون المعاني، ويخلدون إليها، فإذا حصلوها وحصنوها سامحوا أنفسهم في العبارات عنها5.
ومن ذلك ما رؤينا عن أبي زيد أن أبا سرار الغنوي كان يقرأ: "فَحاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ6"، والحاء غير معجمة. فقيل له: إنما هو "جاسوا"، فقال: حاسوا، وجاسوا واحد7.
ومن ذلك حكاية ذي الرمة في قوله:
وظاهر لها من يابس الشخت8
فقيل له" أنشدتنا بائس السخت فقال: بائس، ويابس واحد.



المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (2/ 367)
وقرأ أنس فيما رواه أبان عنه: "وحططنا عَنْكَ وِزْرَكَ2"، قال: قلت يا أبا حمزة! "ووضعنا"، قال: وضعنا وحللنا وحططنا عنك وزرك سواء. إن جبريل أتى النبي "صلى الله عليه وسلم" فقال: اقرأ على سبعة أحرف، ما لم تخلط مغفرة بعذاب، أو عذابا بمغفرة.
قال أبو الفتح: قد سبقت مثل هذه الحكاية سواء عن أنس3، وهذا ونحوه هو الذي سوغ انتشار هذه القراءات4، ونسأل الله توفيقا.






الاستذكار (2/ 483)
وروى الأعمش عن أبي وائل عن بن مسعود قال إني سمعت القرأة فرأيتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف فإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال
وروى ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ (للذين ءامنوا انظرونا) الحديد 13 (للذين آمنوا أمهلونا للذين آمنوا أخرونا للذين آمنوا ارقبونا)
وبهذا الإسناد عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ (كلما أضاء لهم مشوا فيه) البقرة 20 (مروا فيه سعوا فيه)
كل هذه الحروف كان يقرؤها أبي بن كعب
فهذا معنى السبعة الأحرف المذكورة في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث ومصحف عثمان (رضي الله عنه) الذي بأيدي الناس هو منها حرف واحد
ذكر بن أبي داود قال حدثنا أبو الطاهر قال سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءات المدنيين والعراقيين اليوم هل تدخل في الأحرف السبعة فقال لا إنما السبعة الأحرف كقولك أقبل هلم تعالى أي ذلك قلت أجزأك
قال أبو الطاهر وقاله بن وهب وبه قال محمد بن جرير الطبري
قال أبو جعفر الطحاوي في ذلك كلاما ذكرته عنه في التمهيد مختصره أن الأحرف السبعة إنما كانت في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك لأن كل ذي لغة كان يشق عليه أن يتحول عن لغته ثم لما كثر الناس والكتاب ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم الأحرف السبعة وعاد ما يقرأ به إلا حرف واحد
واحتج بحديث أبي بن كعب وحديث عمر مع هشام بن حكيم وما يشبهها قد ذكرتها وأمثالها في التمهيد














السنن الصغير للبيهقي (1/ 354)
باب ما جاء في قوله: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» على طريق الاختصار
1001 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل عليه السلام - يعني القرآن على حرف - فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» قال الزهري: «وإنما هذه الأحرف في الأمر الواحد ليس يختلف في حلال ولا حرام».

1002 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصغاني، نا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق، فذكره بإسناد مثله
1002 - وقد اختلف أهل العلم في معنى هذه الحروف التي أنزل عليها القرآن. فذهب أبو عبيد القاسم بن سلام إلى ما

1003 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي، أنا علي بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبيد: قوله: " سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب. وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه هذا ما لم نسمع به قط. ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن فبعضه أنزل بلغة قريش وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة أهل اليمن وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحدة " ومما يبين لك ذلك قول ابن مسعود
1003 - قال أبو عبيد: حدثني أبو معاوية عن الأعمش عن [ص:355] أبي وائل، عن عبد الله قال: " إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم. وإنما هو كقول أحدكم: هلم، وتعال ". قال أبو عبيد: وكذلك قال ابن سيرين إنما هو كقولك: هلم وتعال وأقبل، ثم فسره ابن سيرين وقال في قراءة ابن مسعود: (إن كانت إلا زقية واحدة) وفي قراءتنا {صيحة واحدة} [يس: 29] والمعنى فيهما واحد وعلى هذا سائر اللغات أخبرنا بحديث ابن مسعود

1004 - أبو عبد الله الحافظ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا ابن نمير، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، فذكره
1006 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو بكر بن دارم، بالكوفة، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق، ثنا عبيد يعيش، ثنا أبو بكر بن عياش، عن هشام، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: " نزل القرآن على سبعة أحرف فهو كقولك: أعجل أسرع "، ورواه سفيان، وشعبة، عن الأعمش، وزاد فيه: وأقبل، وذهب جماعة من أهل العلم منهم من المتأخرين أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إلى أن المراد بذلك أن يقول: «عليما حكيما»، «غفورا رحيما»، «سميعا بصيرا» ما هو من أسامي الرب عز وجل فلا بأس أن يقول أحدهما بدل الآخر ما لم يختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، واحتج من قال هذا بما
1007 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، نا سعدان بن نصر، نا أبو بدر، نا محمد بن عمرو، نا أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف [ص:356] عليما حكيما غفورا رحيما»
1008 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي، ح وأخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا أيوب، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة»
1009 - أنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمد الزعفراني، نا عفان، نا همام، نا قتادة، حدثني يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب، قال: قرأت آية وقرأ ابن مسعود قراءة خلافها فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: «بلى» قال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ قال: «بلى، كلاكما محسن مجمل»، فقلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل قال: فضرب صدري وقال: " يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي أعلى حرف أم على حرفين؟ فقال الملك الذي معي على حرفين، فقلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أم ثلاثة؟، فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف قال: ليس فيها إلا شاف كاف قلت: غفور رحيم، عليم حكيم، سميع عليم، عزيز حكيم نحو هذا ما لم يختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب "
1010 - أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه، أنا أبو طاهر بن الحسن المحمداباذي، نا إبراهيم بن عبد الله السعدي، أنا يزيد بن [ص:357] هارون، أنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة، وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة، وآل عمران جد فيهما فكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه {غفورا رحيما} [النساء: 23] فيقول: أكتب {عليما حكيما} [النساء: 11] فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: " اكتب كيف شئت ويملي عليه {عليما حكيما} [النساء: 11] فيقول: أكتب {سميعا بصيرا} [النساء: 58] فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اكتب كيف شئت» قال: فارتد ذلك الرجل عن الإسلام ولحق بالمشركين وقال: أنا أعلمكم لمحمد، إن كنت لأكتب كيف شئت فمات ذلك الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الأرض لا تقبله» قال أنس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: دفناه مرارا فلم تقبله الأرض
1011 - ورواه أيضا ثابت، عن أنس،

1012 - قلت: «ويحتمل أنه إنما جاز قراءة بعضها بدل بعض لأن كل ذلك منزل، فإذا أبدل بعضها ببعض فكأنه قرأ من ههنا ومن ههنا وكل قرآن وأطلق للكاتب كتابة ما شاء من ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين فكان الاعتبار بما يقع عليه القراء عند إكمال الدين، وتناهي الفرائض فكان لا يبالي بما يكتب قبل العرض من اسم من أسماء الله مكان اسم، فلما استقرت القراءة على ما اجتمعت عليه الصحابة وأثبتوه في المصاحف على اللغات التي قرءوه عليها صار ذلك إماما يقتدى به لا يجوز مفارقته بالقصد إلا أن يزل الحفظ فيبدل اسما باسم من غير قصد فلا يحرج ذلك إن شاء الله تعالى» انتهى هذا الجزء من الكتاب ويليه كتاب الجنائز إن شاء الله تعالى.




السنن الكبرى للبيهقي (2/ 539)
وأما الأخبار التي وردت في إجازة قراءة: {غفور رحيم} [البقرة: 173]، بدل {عليم حكيم} [النساء: 26]؛ فلأن جميع ذلك مما نزل به الوحي، فإذا قرأ ذلك في غير موضعه ما لم يختم به آية عذاب بآية رحمة أو رحمة بعذاب فكأنه قرأ آية من سورة وآية من سورة أخرى فلا يأثم بقراءتها كذلك، والأصل ما استقرت عليه القراءة في السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما عارضه به جبرائيل عليه السلام في تلك السنة مرتين، ثم اجتمعت الصحابة على إثباته بين الدفتين




تفسير القرطبي (1/ 42)
وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، نذكر منها في هذا الكتاب خمسة أقوال: الأول وهو الذي عليه أكثر أهل العلم كسفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب والطبري والطحاوي وغيرهم: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو أقبل وتعال وهلم. قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استرده، فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استرده، حتى بلغ إلى سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل. وروى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب ان كان يقرأ" للذين آمنوا انظرونا" «1»: للذين آمنوا أمهلونا، للذين آمنوا أخرونا، للذين آمنوا ارقبونا. وبهذا الإسناد عن أبي أنه كان يقرأ" كلما أضاء لهم مشوا فيه" «2»: مروا فيه، سعوا فيه. وفي البخاري ومسلم قال الزهري: إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد ليس يختلف في حلال ولا حرام. قال الطحاوي: إنما كانت السعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، لأنهم كانوا أميين لا يكتب إلا القليل منهم، فلما كان يشق على كل ذي لغة أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له الا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذ كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك حتى كثر منهم من يكتب وعادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدروا بذلك على تحفظ ألفاظه، فلم يسعهم حينئذ أن يقرءوا بخلافها. قال ابن عبد البر: فبان بهذا أن تلك السبعة الأحرف إنما كان في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن على حرف واحد. روى أبو داود عن أبي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أبي إني أقرئت القرآن فقيل لي على حرف أو حرفين فقال الملك الذي معي قل على حرفين فقيل لي على حرفين أو ثلاثة فقال الملك الذي معي قل على ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال ليس منها إلا شاف كاف إن قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تخلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب". وأسند ثابت بن قاسم نحو هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر من كلام ابن مسعود نحوه. قال القاضي ابن الطيب «1»: وإذا ثبت هذه الرواية يريد حديث أبي حمل على ان هذه كان مطلقا ثم نسخ، فلا يجوز للناس ان يبدلوا اسما الله تعالى في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالف. القول الثاني قال قوم: هي سبع لغات في القران على لغات العرب كلها، يمنها ونزارها،





تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 38)
وفي لفظ لأبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب" (2) .




تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 40)
فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن أبي بن كعب، والظاهر أن سليمان بن صرد الخزاعي شاهد على ذلك، والله أعلم.
حديث آخر عن أبي بكرة: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني جبريل وميكائيل، عليهما السلام، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقال ميكائيل: استزده، فقال: اقرأ على سبعة أحرف، كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب (1) أو آية عذاب برحمة " (2) .
وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: هلم وتعال (3) .







تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 44)
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب بن ثابت، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده قال: " قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال: فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "قد أحسنت". قال: فكأن عمر وجد من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا " (6) .
وهذا إسناد حسن. وحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت، لا نعرف أحدا جرحه.







شرح أبي داود للعيني (5/ 392)
قوله: " إن قلت: سميعا عليما " واصل بقوله " كاف "، يعني: إن قلت: سميعا عليما موضع عزيزٍ حكيم، أو بالعكس" فهو كاف ما لم تَختم آية عذاب برحمة، مثلا تكون الآية في العذاب ثم يَخْتمها بقوله " غفور رحيم، أو تكون في رَحْمة ثم يختمها بقوله: " تشديد العقاب "
ونحوه- , وهذا الحكمُ إنما كان قبل الإجماع على ترتيب القرآن في المصحف العثماني، فلما وقع الإجماع على منع تغيير الناس القرآن لم يجُز لأحد أن يجْعل موضع " سميع عليم " مثلا " عزيزا حكيما."، ونحو ذلك قصدا وعمدا , ولكن إذا جرى على لسانه من غير قصدٍ إلى التغيير فلا بأس بذلك، حتى لو كان في الصلاة لا تفسدُ صلاته.



عون المعبود وحاشية ابن القيم (4/ 244)
وتفخيم وترقيق وإمالة ومد وقصر وتليين لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذه الوجوه فيسر الله عليهم ليقرأ كل بما يوافق لغته ويسهل على لسانه
انتهى كلام النووي
قال القارىء وفيه أن هذا ليس على إطلاقه فإن الإدغام مثلا في مواضع لا يجوز الإظهار فيها وفي مواضع لا يجوز الإدغام فيها وكذلك البواقي
وفيه أيضا أن اختلاف اللغات ليس منحصرا في هذه الوجوه لوجوه إشباع ميم الجمع وقصره وإشباع هاء الضمير وتركه مما هو متفق على بعضه ومختلف في بعضه وقال بن عبد البر إن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة نحو أقبل وتعال وعجل وهلم وأسرع فيجوز إبدال اللفظ بمرادفه أو ما يقرب منه لا بضده وحديث أحمد بإسناد جيد صريح فيه وعنده بإسناد جيد أيضا من حديث أبي هريرة أنزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما وفي حديث عنده بسند جيد أيضا القرآن كله صواب ما لم يجعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة ولهذا كان أبي يقرأ كلما أضاء لهم سعوا فيه بدل مشوا فيه وبن مسعود أمهلونا أخرونا بدل أنظرونا
قال القارىء إنه مستبعد جدا من الصحابة خصوصا من أبي وبن مسعود أنهما يبدلان لفظا من عندهما بدلا مما سمعاه من لفظ النبوة وأقاماه مقامه من التلاوة فالصواب أنه تفسير منهما أو سمعا منه صلى الله عليه وسلم الوجوه فقرأ مرة كذا ومرة كذا كما هو الآن في القرآن من الاختلافات المتنوعة المعروفة عند أرباب الشأن وكذا قال الطحاوي
وإنما كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الكتابة والحفظ قاله في المرقاة
وقال الحافظ الإمام الخطابي قال بعضهم معنى الحروف اللغات يريد أنه أنزل على سبع لغات من لغات العرب هي أفصح اللغات وأعلاها في كلامهم
قالوا وهذه اللغات متفرقة في القرآن غير مجتمعة في الكلمة الواحدة وإلى نحو من هذا أشار أبو عبيد وقال القتيبي لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف
قال بن الأنباري هذا غلط وقد جاء في القرآن حروف يصح أن تقرأ على سبعة أحرف منها قوله تعالى وعبد الطاغوت وقوله تعالى أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وذكر وجوها كأنه يذهب في تأويل الأحاديث إلى أن بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف لا كله
وذكر بعضهم وجوها أخر قال وهو أن القرآن أنزل مرخصا للقارىء وموسعا عليه أن يقرأ على سبعة أحرف أي يقرأ على أي حرف شاء منها على البدل من صاحبه ولو كان معنى ما قاله بن الأنباري لقيل أنزل القرآن بسبعة أحرف وإنما قيل على سبعة أحرف ليعلم أنه أريد به هذا المعنى أي كأنه أنزل على هذا من الشرط أو على هذا من الرخصة والتوسعة وذلك لتسهيل قراءته على الناس
ولو أخذوا بأن يقرؤوه على حرف واحد لشق عليهم ولكان ذلك داعيا إلى الزهادة فيه وسببا للفتور عنه
وقيل فيه وجه آخر وهو أن المراد به التوسعة ليس حصر العدد انتهى
وقال السندي على سبعة أحرف أي على سبع لغات مشهورة بالفصاحة وكان ذاك رخصة أولا تسهيلا عليهم ثم جمعه عثمان رضي الله عنه حين خاف الاختلاف عليهم في القرآن وتكذيب بعضهم بعضا على لغة قريش التي أنزل عليها أولا انتهى




عون المعبود وحاشية ابن القيم (4/ 246)
(قلت) يامحمد صلى الله عليه وسلم (سميعا عليما) مكان قوله (عزيزا حكيما) يكفيك ولا يضرك (ما لا تختم) يامحمد صلى الله عليه وسلم (آية عذاب برحمة) أي مكان آية رحمة (آية رحمة بعذاب) فلا يجوز لك
وهذا يفيد أنه كما رخص للنبي صلى الله عليه وسلم في اللغات السبع كذلك رخص له صلى الله عليه وسلم في رؤوس الآيات بما يناسب المقام من أسماء الله تعالى من غير تقييد ببعض ولكن لا يجوز هذا التغير والتبدل لكل أحد ولم يرخص في ذلك عموما بل لا بد أن يقتصر في القراءة على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أكثر الأئمة من السلف والخلف والله أعلم
كذا في غاية المقصود









سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (2/ 499)
843 - " أتاني جبرئيل وميكائيل، فجلس جبرئيل عن يميني وجلس ميكائيل عن يساري،
فقال: اقرأ على حرف، فقال: ميكائيل: استزده، فقال: اقرأ القرآن على حرفين
، (قال: استزده) حتى بلغ سبعة أحرف، (قال:) وكل كاف شاف ".

أخرجه النسائي (1 / 50) والطحاوي في " المشكل " (4 / 189) وأحمد (5 /
114، 122) من طريق حميد الطويل عن أنس بن مالك عن أبي بن كعب قال:
" ما حك في نفسي شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية، وقرأها آخر غير قراءتي،
فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال صاحبي: أقرأينها رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فأتيناه، فقلت: يا رسول الله أقرأتني آية كذا؟
قال: نعم، وقال صاحبي: أقرأتينها كذا؟ قال: نعم، أتاني جبرئيل ... "
الحديث.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. وقد أدخل بعض الرواة عبادة بن الصمت
بين أنس وأبي. وله طرق أخرى عن أبي. فرواه سليمان بن صرد الخزاعي عنه به
نحوه، وزاد في آخره: " إن قلت: (غفورا رحيما) أو قلت: (سميعا عليما)
أو (عليما سميعا) ، فالله كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب
". أخرجه أبو داود في " سننه " (1 / 232) والطحاوي وأحمد (5 / 125) .
قلت: وهذا إسناد صحيح أيضا، والخزاعي هذا صحابي معروف، فهو من رواية
الصحابي عن الصحابي، كالذى قبله.
وقد رواه ابن عباس أيضا عن أبي. أخرجه
النسائي.
قلت: وإسناده حسن. وله شاهد من حديث أبي بكرة الثقفي نحوه. أخرجه أحمد (5/ 41، 51) وابن أبي شيبة (12 / 68 / 1) . وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو
ضعيف. وللجملة الأخيرة منه شاهد من حديث ابن مسعود بلفظ: (أمرت أن أقرأ
القرآن على سبعة أحرف. كل كاف شاف) . رواه الطبري (ج 1 رقم 43 صفحة 45) .
قال حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن أبي عيسى بن عبد
الله بن مسعود عن أبيه عن جده عبد الله بن مسعود. أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: " فذكره ".
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي عيسى بن عبد الله بن مسعود فلم أعرفه
وهو إسناد مشكل حقا كما قال المحقق أحمد شاكر في تعليقه على الطبري، فإن قوله
" عن جده " معناه أن راوي الحديث هو مسعود والد عبد الله وليس عبد الله بن
مسعود وهذا مما لا وجود له في كتب السنة، فالظاهر أن أبا عيسى فيه نسب إلى
جده عبد الله بن مسعود وهذا أمر معروف أن ينسب الراوي إلى جده ولكن من هو
والد أبي عيسى هذا؟ بل من هو أبو عيسى نفسه؟ هذا ما لم يتبين لنا. ومن
المحتمل أن يكون هو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أو أخاه معن ابن
عبد الرحمن، فإن كلا منهما يروي عن أبيه عن جده ولكن يبعد هذا الاحتمال أن
الأول كنيته أبو عبد الرحمن، والآخر كنيته أبو القاسم، فالله أعلم.






سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 279)
1287 - " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر
رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة ".

رواه الطبراني في " التفسير " (ج 1 صفحة 45 رقم 45) وأبو الفضل الرازي في
" معاني أنزل القرآن على سبعة أحرف " (ق 68 / 2) عن إسماعيل بن أبي أويس قال
: حدثنا أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة
رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن، ورجاله كلهم ثقات رجال الصحيح وفي بعضهم كلام لا
ينزل حديثهم من مرتبة الحسن.




سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/ 162)
2581 - " اقرأ القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف ".

رواه الحربي في " غريب الحديث " (5 / 142 / 2) : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
حميد عن أنس مرفوعا. قلت: وهذا سند صحيح على شرط البخاري، ومسدد هو
ابن مسرهد، وقد خولف في إسناده بحيث يتبين أنه من مراسيل أنس رضي الله عنه،
لكن مراسيل الصحابة صحيحة كما هو مقرر في علم المصطلح، وبخاصة أنه قد ثبت أنه
تلقاه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الإمام أحمد (5 / 114
) : حدثنا يحيى بن سعيد به.. عن أنس أن أبيا قال: " ما حك في صدري شيء منذ
أسلمت إلا أني قرأت آية.. " فذكر الحديث.
قلت: وتمامه كما في النسائي (1 /
150) من طريق آخر عن يحيى: وقرأها آخر غير قراءتي، فقلت: أقرأنيها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه
وسلم! فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله! أقرأتني آية كذا
وكذا؟ قال: نعم، وقال الآخر: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: " نعم، إن
جبريل وميكائيل عليهما السلام أتياني، فقعد جبريل عن يميني، وميكائيل عن
يساري، فقال جبريل عليه السلام: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده
استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فكل حرف شاف كاف ". وقد سبق تخريجه برقم (843
) ، وقد رواه الإمام ابن جرير الطبري أيضا في مقدمة " تفسيره " (رقم 26 و 27
) من طرق أخرى عن حميد الطويل به. ورواه هو وأحمد من طريق حماد بن سلمة عن
حميد به، إلا أنه أدخل بين أنس وأبي عبادة بن الصامت! وأظن أن ذلك من أوهام
ابن سلمة لمخالفته لرواية الثقات المتقدمة عن حميد. وله شاهد من رواية علي بن
زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه نحوه، وزاد: " ما لم يختم آية عذاب
برحمة، أو آية رحمة بعذاب، كقولك: (هلم) و (تعال) ". أخرجه ابن جرير (
40) والطحاوي في " المشكل " (4 / 191) وأحمد (5 / 51) وعلي بن زيد -
وهو ابن جدعان - ضعيف من قبل حفظه، لكن هذه الزيادة صحيحة، لأن لها شاهدا من
طريق أخرى عن أبي صحيحة، سبق ذكرها وتخريجها في الموضع المشار إليه آنفا.
وفي ذلك بيان أن المراد بالسبعة أحرف سبع لغات في حرف واحد وكلمة واحدة باختلاف
الألفاظ واتفاق المعاني، كما شرحه وبينه بيانا شافيا الإمام الطبري في مقدمة
تفسيره، كما أوضح أن الأمة ثبتت على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية،
وأنه ليس هناك نسخ ولا ضياع، وأن القراءة اليوم على المصحف الذي كان عثمان
رضي الله عنه جمع الناس عليه، في كلام رصين متين، فراجعه، فإنه مفيد جدا.