محمد بن جعفر الرزّاز(236 - 316 هـ = 850 - 929 م)
محمد بن جعفر الرزّاز(236 - 316 هـ = 850 - 929 م)
روایت محمد بن عیسی بن عبید یقطینی-تتم إلى الليل فإنه إن كان تاما رئي قبل الزوال
شرح حال محمد بن جعفر بن أحمد بن بطّة المؤدّب(000 - نحو 320 هـ = 000 - نحو 932 م)
شرح حال محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي أبو الحسين الكوفي(000 - 312 هـ = 000 - 924 م)
شرح حال علي بن حاتم أبو الحسن القزويني(000 - 350 هـ = 000 - 961 م)
شرح حال محمد بن أحمد بن يحيی-نوادر الحكمة(000 - 280 هـ = 000 - 893 م)
شرح حال احمد بن محمد بن محمد ابوغالب الزراری(285 - 368 هـ = 898 - 979 م)
شرح حال محمد بن جعفر الرزّاز(236 - 316 هـ = 850 - 929 م)
موسوعةطبقاتالفقهاء، ج4، ص: 382
1571 محمد بن جعفر الرزّاز «1»
(236- 316 ه) محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي، المخزومي بالولاء، أبو العباس الكوفي، الرزّاز «2» خال والد أبي غالب الزُّراري.
ولد سنة ست و ثلاثين و مائتين.
و روى عن: أيّوب بن نوح بن درّاج النخعي، و محمد بن عيسى بن عبيد، و محمد بن عبد الحميد، و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، و يحيى بن زكريا اللؤلؤيّ.
روى عنه: أبو غالب الزراري، و الفقيه الكبير محمد بن يعقوب الكليني، و جعفر بن محمد بن قولويه، و غيرهم.
و كان أحد رواة الحديث، و مشايخ الشيعة، و كان من محلِّه في الشيعة أنّه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغَيبة سنة ستين و مائتين، و أقام بها سنة.
موسوعةطبقاتالفقهاء، ج4، ص: 383
روى عنه أبو غالب الزراري كتب عدّة من كبار العلماء منها: كتاب جابر الجعفي، و كتاب أبان بن عثمان الاحمر، و «الجامع» ليونس بن عبد الرحمن، و «جامع» البزنطي، و مسائل معمر بن خلّاد، و غيرها.
و وقع المترجم في اسناد جملة من الروايات عن أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام في الفقه و الحديث، تبلغ أكثر من أربعة و ستين مورداً «1».
توفّي سنة ست عشرة و ثلاثمائة.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ؛ الخاتمةج6 ؛ ص345
[753] و إلى يحيى بن زكريا اللؤلؤي:
فيه: محمد بن جعفر الرزاز في الفهرست «3».
و قد بينا في ترجمة محمد بن جعفر الأسدي «4» و غيره، أنه متحد معه، فعلى هذا يكون الطريق إليه صحيحا و الله أعلم.
(قلت:) هنا موضع المثل المعروف: «الجواد قد يكبو، و السيف قد ينبو» «5».
______________________________
(3) فهرست الشيخ: 179/ 802.
(4) جامع الرواة 2: 85.
(5) أصل المثل هكذا: «لكل صارم نبوة، و لكل جواد كبوة، و لكل عالم هفوة».
و نبا السيف: إذا تجافى عن الضريبة، و كبا الفرس: عثر، و هفوة العالم: زلته.
انظر: مجمع الأمثال للميداني 3: 103/ 3297.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج6، ص: 346
فإن بين الأسدي و الرازي اختلافا من جهات و تغايرا بأمور، لا يمكن معها الحكم بالاتحاد، و لم يأت في ترجمة الأسدي بقرينة واضحة سوى الاشتراك في بعض المشايخ و بعض الرواة عنهما، و الذي زله في هذا المزلق عدم ذكر البزاز في كتب التراجم المعروفة، و إنما يوجد في جملة من الأسانيد من غير ضبط صحيح، و لذا يوجد في بعضها: البزاز، و في بعضها: الرزاز، و في ثالث: الرازي، و نحن بعون الله نوضح عدم الاتحاد، و يستكشف من خلاله أنه من المشايخ الأجلاء، و أدلاء الرشاد.
فنقول: قال الشيخ الجليل أبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزراري لكون أم الحسن ابن الجهم بنت عبيد بن زرارة.
و أول من نسب منهم إلى زرارة سليمان، نسبه إليه أبو الحسن علي الهادي (عليه السلام) في توقيعاته، و كانوا قبل ذلك يعرفون: بولد الجهم.
فقال (رحمه الله) في رسالته إلى ابن ابنه عبد الله بن محمد بن أحمد في ذكر آل أعين ما لفظه: وجدتي أم أبي فاطمة بنت جعفر بن محمد بن الحسن القرشي البزاز مولى [ل] بني مخزوم.
و قد روى محمد بن الحسن الحديث، و كان أحد حفاظ القرآن، و قد نقلت عنه قراءته و كبرت منزلته فيها.
و أخوها: أبو العباس، محمد بن جعفر البزاز «1»، و هو أحد رواة الحديث، و مشايخ الشيعة.
______________________________
(1) البزاز: كذا، و الصحيح الرزاز، و سيأتي بعد قليل مثله، و قد نبه عليه محقق رسالة أبي غالب الزراري؛ السيد الجلالي.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج6، ص: 347
و كان له أخ، اسمه: الحسن بن جعفر، قد روى أيضا الحديث، إلا أن عمره لم يطل فينقل عنه.
و كان مولد محمد بن جعفر سنة ثلاث «1» و ثلاثين و مائتين، و مات سنة ست عشرة و ثلاثمائة، و سنه ثمانون سنة.
و كان من محله في الشيعة أنه كان الوافد عنهم إلى المدينة، عند وقوع الغيبة سنة ستين و مائتين، و أقام بها سنة، و عاد، و قد ظهر له من أمر الصاحب (عليه السلام) ما (احتاج) «2» إليه.
و أمه، و أم أخته: فاطمة جدتي بنت محمد بن عيسى القيسي إلى أن قال-: و كان محمد بن عيسى أحد مشايخ الشيعة و [م] من كان يكاتب، و كان خرج توقيع إليه، جواب كتاب كتبه على يدي أيوب بن نوح (رضى الله عنه)، في أمر «3» عبد الله بن جعفر حدثني بذلك خال أبي أبو العباس الرزاز، إلى أن قال أيضا-: و كان محمد بن عيسى أحد رواة الحديث.
حدثني عنه خال أبي؛ محمد بن جعفر الرزاز و هو جده: أبو امه عن الحسن بن علي بن فضال.
قال: و حدثني عنه بكتاب عيسى بن عبد الله العلوي، و هو كتاب معروف إلى أن قال في ذكر مشايخه-: و سمعت أنا بعد ذلك من عم أبي: علي بن سليمان، و من خال أبي: محمد بن جعفر الرزاز. إلى آخره «4».
______________________________
(1) الصحيح: سنة ست و ثلاثين، و هو الموافق لما سيأتي من مدة عمره، كما نبه عليه محقق الرسالة، و هو الصواب.
(2) في الأصل: أضاح بالضاد المعجمة و ما أثبتناه فمن المصدر.
(3) في الأصل: أم، و ما أثبتناه فمن المصدر.
(4) رسالة أبي غالب الزراري: 140 و 141 و 145 و 146 و 149.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج6، ص: 348
ثم روى عنه في ذكر طرقه إلى أصحاب الكتب التي كانت عنده كثيرا منها، و وصفه بالبزاز تارة، و أخرى بالرزاز «1».
إذا عرفت ذلك، فنقول: تشهد على انه غير محمد بن جعفر الأسدي الذي صرحوا بأنه بعينه محمد بن أبي عبد الله؛ أمور:
أ ان كنية البزاز؛ أبو العباس «2»، و كنية الأسدي؛ أبو الحسين «3».
ب ان البزاز؛ محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن «4»، و الأسدي؛ محمد بن جعفر بن محمد بن عون «5».
ج ان الأول؛ قرشي مخزومي «6»، و الثاني؛ أسدي كوفي «7».
د ان الأول؛ مات في سنة [ست] عشرة و ثلاثمائة «8»، و الثاني؛ في ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، كما في النجاشي «9».
ه ان الأسدي كان ساكنا في الري «10»، و لذا يوصف بالرازي كثيرا، و يروي غالبا عن الرواة الذين كانوا بالري مثل: سهل بن زياد، و محمد بن
______________________________
(1) رسالة أبي غالب الزراري: 56، 140، 141، 146.
(2) رسالة أبي غالب الزراري: 146.
(3) رجال النجاشي: 373/ 1020، رجال الشيخ: 496/ 28، فهرست الشيخ: 151/ 656.
(4) رسالة أبي غالب الزراري: 140.
(5) رجال النجاشي: 373/ 1020.
(6) رسالة أبي غالب الزراري: 140.
(7) رجال النجاشي: 373/ 1020.
(8) رسالة أبي غالب الزراري: 141، و ما بين المعقوفتين منه، و هو الصحيح الموافق لمدة عمرة كما مر و يأتي.
(9) رجال النجاشي: 373/ 1020.
(10) رجال النجاشي: 373/ 1020.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج6، ص: 349
إسماعيل البرمكي كما يظهر من الكافي «1» و غيره، و الرزاز كان بالكوفة إلى أن مات كما يظهر من الرسالة «2».
و ان الأسدي صاحب كتاب في الجبر و الاستطاعة و غيره «3»، و لو كان هو البزاز لأشار إليه أبو غالب.
ز ان النجاشي ذكر في طريقه إلى كثير من المشايخ؛ المفيد، عن أبي غالب، عن محمد بن جعفر الرزاز «4». إلى آخره.
و قال في ترجمة الأسدي: أخبرنا أبو العباس بن نوح، قال: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن جعفر الأسدي بجميع كتبه، قال: و قال ابن نوح: حدثنا أبو الحسن بن داود، قال: حدثنا أحمد بن حمدان القزويني، عنه بجميع كتبه «5».
و لو كان هو الرزاز لذكر الطريق الأول، و هو أجلها و آثرها عنده و عند غيره، و مثله الشيخ في الفهرست، فإنه يروى كتبه، عن جماعة، عن التلعكبري، عنه «6».
ح ان النجاشي ذكر في ترجمة الأسدي: أن أباه جعفر بن محمد كان وجها، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى «7»، و لو كان هو الرزاز لذكره
______________________________
(1) أصول الكافي 1: 188/ 1، و فروع الكافي 7: 431/ 18.
(2) لم يصرح الزراري بذلك، و لكنه لم يذكر انه انتقل من الكوفة إلى مكان آخر، أو أنه اتخذ غير الكوفة موطنا له، و لهذا استظهر المصنف من الرسالة بقاءه فيها إلى آخر عمره.
(3) فهرست الشيخ: 151/ 656.
(4) رجال النجاشي: 359/ 964، في ترجمة محمد بن يحيى الخزاز.
(5) رجال النجاشي: 373/ 1020.
(6) فهرست الشيخ: 151/ 646.
(7) رجال النجاشي: 373/ 1020.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج6، ص: 350
أبو غالب لشدة حرصه على ضبط فضائل قبيلته اما و أبا.
ط ان أبا علي الأسدي ابن محمد بن أبي عبد الله كان من الرواة، يروي عنه الصدوق في كمال الدين بتوسط شيخه محمد بن محمد بن الخزاعي، عن أبيه الأسدي «1»، و لو كان هو البزاز لذكره في الرسالة قطعا.
ى ان الشيخ في باب من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) و غيره ذكروا أن الأسدي كان من الأبواب في الغيبة «2»، و لو كان هو البزاز لأشار إليه فيها يقينا.
يا ان الرزاز من أجل مشايخ الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه، فروى عنه أخبارا كثيرة في أكثر أبواب كتابه كامل الزيارة، و هو الواسطة غالبا بينه و بين خال الرزاز محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات، و يعبر عنه تارة: بمحمد بن جعفر الرزاز «3»، و ثانية: بمحمد بن جعفر القرشي الرزاز «4»، و ثالثة: بأبي العباس الرزاز «5»، و رابعة: بأبي العباس القرشي «6»، و غيرها، و لم يكنه بأبي الحسين أبدا، و لا أباه بأبي عبد الله، و لم يصفه بالأسدي، بل يروي عنه بتوسط الحميري. فقال في الباب التاسع: حدثني محمد بن عبد الله، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي. إلى آخره «7»، و بعد ثلاثة أحاديث قال: و حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات. إلى آخره «8».
______________________________
(1) كمال الدين 2: 442/ 16.
(2) رجال الشيخ: 496/ 28.
(3) كامل الزيارات: 14/ 19، باب/ 2.
(4) كامل الزيارات: 51/ 5، باب/ 14.
(5) كامل الزيارات: 148/ 4، باب/ 59.
(6) كامل الزيارات: 164/ 2، باب/ 67.
(7) كامل الزيارات: 35/ 7، باب/ 9.
(8) كامل الزيارات: 37/ 11، باب/ 11.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج6، ص: 351
يب ان صاحب الجامع، جمع في ترجمة محمد بن أبي عبد الله الكوفي «1»، و محمد بن جعفر الأسدي «2»، و محمد بن جعفر بن عون «3» مع حكمه كالأكثر باتحاد الثلاثة طرق المشايخ إليه في أسانيد الأحاديث، و لم نجد في جميعها اتصاف الأسدي: بالرزاز، أو البزاز، و لا التعبير في المواضع الثلاثة: بأبي العباس، و لا في موضع وصف بالرزاز أباه بأبي عبد الله، و لا نفسه بالأسدي، و لا بأبي الحسين. و مع ذلك كله قال في ترجمة الأخير:
أقول: قد ظهر لنا من رواية محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، و روايته عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، و روايته عن موسى بن عمران النخعي و غيرهم في ترجمة [محمد بن] أبي عبد الله. و رواية أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي، عن موسى بن عمران النخعي، و رواية محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب في هذه الترجمة، و القرائن الأخر التي في هذه الترجمة، و ترجمة محمد بن أبي عبد الله، و ترجمة محمد بن إسماعيل البرمكي، و ترجمة محمد بن خالد الطيالسي، اتحاد محمد بن أبي عبد الله، و محمد بن جعفر أبي الحسين الأسدي، و محمد بن جعفر أبي العباس الرزاز «4»، انتهى.
و القرائن التي أشار إليها هي أيضا الاشتراك في الراوي و المروي عنه،
______________________________
(1) جامع الرواة 2: 49.
(2) جامع الرواة 2: 83.
(3) جامع الرواة 2: 86.
(4) جامع الرواة 2: 85، باختلاف يسير، و ما أثبتناه بين المعقوفتين منه.
و قريب من النص ما ذكره في جامع الرواة أيضا 2: 50، و أعاده في 2: 86، و الظاهر عدم التقيد بأخذ هذا النص من موضع معين من المواضع المذكورة؛ و إن كان أكثره مأخوذا من الأول، فلاحظ.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج6، ص: 352
و هي في غاية الوهن بعد التأمل فيما ذكرنا.
و من هنا قال المحقق البحراني في البلغة في ترجمة الأسدي كما نقله أبو علي-: و بعض مشايخنا توهم اتحاده مع الرزاز، و التوهم سخيف «1»، انتهى.
ثم اني لم أجد من ترجم الرزاز مع كثرة روايته سوى المحقق المذكور، فإنه ذكره فيه و جعله ممدوحا «2»، لكنه قال في المعراج في شرح طريق فيه أبو غالب عنه ما لفظه: أما الطريق الأول، ففيه أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الزراري، و هو أبو غالب الثقة الجليل القدر، و خال أبيه محمد بن جعفر، و هو الرزاز بالراء المهملة و الزائين المعجمتين قبل الألف و بعدها و هو جليل القدر، عظيم الشأن، خال محمد بن محمد بن سليمان أبي أحمد المذكور.
قال أبو غالب:. و نقل بعض ما نقلنا عن رسالته، ثم قال: و هذا كما ترى يدل على جلالة قدره، و علو شأنه، و قد ذكر السيد «3» محمد (رحمه الله) في شرح النافع: أنه مجهول الحال، و هو مدفوع بما نقلنا عن رسالة أبي غالب المذكور، انتهى «4».
(قلت:) و يشير إلى وثاقته، بل يدل عليها كونه من مشايخ الشيخ جعفر ابن قولويه، و قد أكثر من الرواية عنه في كامله مع تصريحه في أوله بأنه لا يروي فيه إلا عن ثقات مشايخه «5»، كما نقلنا عنه في ترجمته في الفائدة الثانية «6». [ (انتهى)].
______________________________
(1) منتهى المقال: 270.
(2) البلغة: يلاحظ
(3) في حاشية (الأصل) أشير إلى أنه: صاحب المدارك.
(4) معراج الكمال: 159 و 160.
(5) كامل الزيارات: 4. يلاحظ
(6) راجع الفائدة الثالثة في ذكر المشايخ العظام، ص 523.