باب انه لا یعرف الا به-اعرفوا الله بالله-بک عرفتک

سه برهان تنبیهی بر مبرهن البرهان
شواهد برهان مبدئیت مطلقة
التوحید الخالص-کمال الاخلاص
فطرهم علی التوحید-نبوت عامة
ذو العرش-عرش جمیع الحقائق-روایات مسبوقیت مطلقه حقائق-الیه یرجع الامر کله
برهان صدیقین
مباحث توحيد
روایت «الحمد لله الذی لا یحسّ و لا یجسّ و لا یمسّ»-ایجاد شده توسط: حسن خ




الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 85
باب أنه لا يعرف إلا به‏
1- علي بن محمد عمن ذكره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن حمران عن الفضل بن السكن عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع اعرفوا الله بالله و الرسول بالرسالة و أولي الأمر بالأمر بالمعروف و العدل و الإحسان.
و معنى قوله ع اعرفوا الله بالله «2» يعني أن الله خلق الأشخاص و الأنوار و الجواهر و الأعيان فالأعيان الأبدان و الجواهر الأرواح و هو جل و عز لا يشبه جسما و لا روحا و ليس لأحد في خلق الروح الحساس الدراك أمر و لا سبب هو المتفرد بخلق الأرواح و الأجسام فإذا نفى عنه الشبهين شبه الأبدان و شبه الأرواح فقد عرف الله بالله و إذا شبهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف الله بالله.
2- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن علي بن عقبة «3» بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله ص قال: سئل‏
__________________________________________________
(1) في التوحيد كذا: «اثبات ذات بلا كيفية».
(2) هذا من كلام الكليني كما أورده الصدوق (ره) بإسناده عن الدقاق قال: سمعت محمد بن يعقوب يقول: معنى قوله: اعرفوا الله بالله يعنى ان الله خلق الاشخاص ... الخ.
(3) بضم العين المهملة و سكون القاف و فتح الباء الموحدة و التاء. كذا قيل و يحتمل بالفتحات الثلاث و ربيحة بالراء المضمومة و الباء الموحدة ثم الياء المثناة من تحت ثم حاء مهملة، و في بعض النسخ بالزاى و الجيم.

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 86
أمير المؤمنين ع بم عرفت ربك قال بما عرفني نفسه قيل و كيف عرفك نفسه قال لا يشبهه صورة و لا يحس بالحواس و لا يقاس بالناس قريب في بعده بعيد في قربه فوق كل شي‏ء و لا يقال شي‏ء فوقه أمام كل شي‏ء و لا يقال له أمام داخل في الأشياء لا كشي‏ء داخل في شي‏ء و خارج من الأشياء لا كشي‏ء خارج من شي‏ء- سبحان من هو هكذا و لا هكذا غيره و لكل شي‏ء مبتدأ.
3- محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله ع إني ناظرت قوما فقلت لهم إن الله جل جلاله أجل و أعز و أكرم من أن يعرف بخلقه بل العباد يعرفون بالله فقال رحمك الله.


****************
التوحيد (للصدوق)، ص: 285
41 باب أنه عز و جل لا يعرف إلا به‏
1- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله ع إني ناظرت قوما فقلت لهم إن الله أجل و أكرم من أن يعرف بخلقه بل العباد يعرفون بالله «1» فقال رحمك الله.
2- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن علي بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله ص رفعه قال: سئل أمير المؤمنين ع بم عرفت ربك فقال بما عرفني نفسه قيل و كيف عرفك نفسه فقال لا تشبهه صورة و لا يحس بالحواس و لا يقاس بالناس قريب في بعده بعيد في قربه فوق كل شي‏ء و لا يقال شي‏ء فوقه أمام كل شي‏ء و لا يقال له أمام داخل في الأشياء لا كشي‏ء في شي‏ء داخل و خارج من الأشياء لا كشي‏ء من شي‏ء خارج سبحان من هو هكذا و لا هكذا غيره و لكل شي‏ء مبتدأ.
3- حدثني أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران «2» عن الفضل بن السكن عن أبي‏
__________________________________________________
(1). على صيغة المجهول كما هو الظاهر نظير ما في الحديث الرابع، و يحتمل معلوما كما في الحديث الثالث.
(2). في نسخة (ب) و (ج) و (د) «محمد بن عمران».

التوحيد (للصدوق)، ص: 286
عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع اعرفوا الله بالله و الرسول بالرسالة و أولي الأمر بالمعروف و العدل و الإحسان «1».
4- حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي قال حدثنا أحمد بن محمد أبو سعيد النسوي قال حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الصغدي بمرو «2» قال حدثنا محمد بن يعقوب بن الحكم العسكري و أخوه معاذ بن يعقوب قالا حدثنا محمد بن سنان الحنظلي قال حدثنا عبد الله بن عاصم قال حدثنا عبد الرحمن بن قيس عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى و ما سأل عنه أبا بكر فلم يجبه ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فسأله عن‏
__________________________________________________
(1). المعنى الظاهر لهذا الحديث: اعرفوا كل شي‏ء بما هو به هو كالعالم فانه يعرف بالعلم و الخياط يعرف بالخياطة و إلا فينكر أنه عالم أو خياط، فمن اردتم أن تعتقدوا أنه عالم أو خياط فانظروا الى علمه أو خياطته، فان كان له فهو هو و الا فلا، و كذلك الله و الرسول و أولى الامر، فاعرفوا من سميتموه بالله و عبدتموه و اعتقدتم أن الخلق و الامر له بالالوهية أي بأن يكون مبدئ العالم و خالقه و مدبره و بيده أموره و يكون واحدا لا شريك و لا شبيه له فالله هو ذلك لا من هو بمعزل عن ذلك، كما عرف هو نفسه بذلك في مواضع من كتابه، و اعرفوا من يدعى أنه رسول من الله و أردتم أن تعتقدوا أنه رسول من الله بالرسالة من الله و هي أن يخبر عن الله صدقا و صدقه يثبت بالمعجزات، و اعرفوا أولى الامر بعد الرسول بهذه الخصال فمن تمت و كملت فيه فهو ولى الامر بعده.
ثم انه عليه السلام قال: اعرفوا الله بالله و لم يقل بالالوهية كما قال: الرسول بالرسالة لان هذا التعبير يوهم زيادة الصفة على الموصوف، و في الكافي باب أنه لا يعرف الا به: «و أولى الامر بالامر بالمعروف و العدل و الاحسان». (2). صغد بضم الصاد المهملة و الغين المعجمة الساكنة آخره الدال المهملة موضع ببخارا و موضع بسمرقند، و هذا السند بعينه مذكور في الحديث السادس عشر من الباب الثامن و العشرين و الحديث الثالث من الباب الثامن و الأربعين.

التوحيد (للصدوق)، ص: 287
مسائل فأجابه عنها و كان فيما سأله أن قال له أخبرني عرفت الله بمحمد أم عرفت محمدا بالله عز و جل فقال علي بن أبي طالب ع ما عرفت الله بمحمد ص و لكن عرفت محمدا بالله عز و جل حين خلقه و أحدث فيه الحدود من طول و عرض فعرفت أنه مدبر مصنوع باستدلال و إلهام منه و إرادة كما ألهم الملائكة طاعته و عرفهم نفسه بلا شبه و لا كيف «1».
__________________________________________________
(1). قيل هذا نظير دعاء مأمور بقراءته في أيام غيبة صاحب الامر عليه السلام: «اللهم عرفنى نفسك فانك ان لم تعرفنى نفسك لم أعرف رسولك- الخ»، و هذا ظاهر لان المضاف بما هو مضاف لا يعرف الا بعد معرفة المضاف إليه، أقول: هذا حق، و لكنه عليه السلام نهج هنا منهجا آخر مذكورا في كثير من أحاديث الكتاب، و مراده عليه السلام: انى ما عرفت ذاته تعالى بحدود ذات محمد صلى الله عليه و آله لان ذاته لا تدرك بذاته و لا بشي‏ء من الذوات، و لكن عرفت محمدا صلى الله عليه و آله بذاته و خصوصياته انه مصنوع مدبر له بالهامه تعالى و دلالته اياى.
و جملة الكلام في معرفته تعالى أنه لا يدرك ذاته و لا صفاته الذاتية لأنها عينها. و هذا ما نطق به كثير من أحاديث الكتاب من أنه تعالى لا يوصف و لا يدرك بعقل و لا بوهم، فالمدرك منه بحسب العقل و التصور هو العناوين الصادقة عليه ذاتا أو صفة كالشي‏ء و الموجود و الاله و العالم و الحى و القادر الى غير ذلك من أسمائه تعالى كما تبين في مواضع من الكتاب و أمر العباد بأن يدعوه بها، و بحسب الفطرة هو نوره و ظهوره لكل موجود على قدر نورانيته و صفاء فطرته، و هذا ما نطق به الآيات و الاخبار من لقائه و رؤيته بالقلب و شهوده و غير ذلك من التعبيرات، ثم ان معرفته كائنة ما كانت من حيث السبب بذاته لا بشي‏ء آخر لانه مبدأ الكل فاينما كانت فيه كانت سواء كان لها مبدأ وسطى أم لا و سواء كان لها شرط أم لا كسائر الأمور فما صدر عنهم عليهم السلام من أنه يعرف بذاته لا بخلقه و أنه دال على ذاته بذاته و أمثالهما ناظر الى هذه الحيثية، و هنا كلام آخر لا يسعنى ذكره، و أما من حيث الوجود فمتوقفة على الخلق اذ حيث لا خلق لا معرفة للخلق به، و هذا ما شاع في الآيات و الاخبار و ألسنة العلماء و المتكلمين من الاستدلال بالآثار على مبدإ الآثار، فاحتفظ على هذه الوجوه كى لا يشتبه عليك المراد في الأحاديث المختلفة التي كل منها ناظر الى كل منها.

التوحيد (للصدوق)، ص: 288
و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة و قد أخرجته بتمامه في آخر أجزاء كتاب النبوة
5- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال سمعت محمد بن يعقوب يقول معنى قوله اعرفوا الله بالله يعني أن الله عز و جل خلق الأشخاص و الألوان و الجواهر فالأعيان الأبدان و الجواهر الأرواح و هو عز و جل لا يشبه جسما و لا روحا و ليس لأحد في خلق الروح الحساس الدراك أثر و لا سبب هو المتفرد يخلق الأرواح و الأجسام فمن نفى عنه الشبهين شبه الأبدان و شبه الأرواح فقد عرف الله بالله و من شبهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف الله بالله.
6- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده ع أنه قال: إن رجلا قام إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين بما ذا عرفت ربك قال بفسخ العزم و نقض الهم لما هممت فحيل بيني و بين همي و عزمت فخالف القضاء عزمي علمت أن المدبر غيري قال فبما ذا شكرت نعماءه قال نظرت إلى بلاء قد صرفه عني و أبلى به غيري فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته قال فلما ذا أحببت لقاءه قال لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته و رسله و أنبيائه علمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه.
7- حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي المقري قال حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري قال حدثنا محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال حدثنا عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي «1» قال حدثني أبي قال حدثني موسى بن جعفر ع قال: قال‏
__________________________________________________
(1). هذا السند بعينه مذكور في الحديث الثاني في الباب الثاني و الثلاثين و الحديث الأول من الباب الرابع و الثلاثين، و في بعض النسخ في بعض هذه المواضع الثلاثة: «الضحاك» بدل «الكحال»، و لا يبعد أن يكون للرجل لقبان.

التوحيد (للصدوق)، ص: 289
قوم للصادق ع ندعو فلا يستجاب لنا قال لأنكم تدعون من لا تعرفونه.
8- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال حدثنا أبي قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم قال: سئل أبو عبد الله ع فقيل له بما عرفت ربك قال بفسخ العزم و نقض الهم عزمت ففسخ عزمي و هممت فنقض همي.
9- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الخزاز الكوفي قال حدثنا سليمان بن جعفر قال حدثنا علي بن الحكم قال حدثنا هشام بن سالم قال: حضرت محمد بن النعمان الأحول فقام إليه رجل فقال له بم عرفت ربك قال بتوفيقه و إرشاده و تعريفه و هدايته قال فخرجت من عنده فلقيت هشام بن الحكم فقلت له ما أقول لمن يسألني فيقول لي بم عرفت ربك فقال إن سأل سائل فقال بم عرفت ربك قلت عرفت الله جل جلاله بنفسي «1» لأنها أقرب الأشياء إلي و ذلك أني أجدها أبعاضا مجتمعة و أجزاء مؤتلفة ظاهرة التركيب متبينة الصنعة مبنية على ضروب من التخطيط و التصوير زائدة من بعد نقصان و ناقصة من بعد زيادة قد أنشئ لها حواس مختلفة و جوارح متباينة من بصر و سمع و شام و ذائق و لامس مجبولة على الضعف و النقص و المهانة لا تدرك واحدة منها مدرك صاحبتها و لا تقوى على ذلك عاجزة عند اجتلاب المنافع إليها و دفع المضار عنها و استحال في العقول وجود تأليف لا مؤلف له و ثبات صورة لا مصور لها فعلمت أن لها خالقا خلقها و مصورا صورها مخالفا لها على جميع جهاتها «2» قال الله عز و جل و في أنفسكم أ فلا تبصرون «3».
__________________________________________________
(1). في نسخة (ج) «فقل عرفت الله- الخ».
(2). في نسخة (و) «من جميع جهاتها». و في نسخة (ب) و (ج) و (د) «فى جميع جهاتها».
(3). الذاريات: 21.

التوحيد (للصدوق)، ص: 290
10- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال حدثنا الحسين بن المأمون القرشي «1» عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو شاكر الديصاني إن لي مسألة تستأذن لي على صاحبك فإني قد سألت عنها جماعة من العلماء فما أجابوني بجواب مشبع فقلت هل لك أن تخبرني بها فلعل عندي جوابا ترتضيه فقال إني أحب أن ألقى بها أبا عبد الله ع فاستأذنت له فدخل فقال له أ تأذن لي في السؤال فقال له سل عما بدا لك فقال له ما الدليل على أن لك صانعا فقال وجدت نفسي لا تخلو من إحدى جهتين إما أن أكون صنعتها أنا أو صنعها غيري فإن كنت صنعتها أنا فلا أخلو من أحد معنيين إما أن أكون صنعتها و كانت موجودة أو صنعتها و كانت معدومة فإن كنت صنعتها و كانت موجودة فقد استغنت بوجودها عن صنعتها و إن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا يحدث شيئا فقد ثبت المعنى الثالث أن لي صانعا و هو الله رب العالمين فقام و ما أحار جوابا.
قال مصنف هذا الكتاب القول الصواب في هذا الباب هو أن يقال عرفنا الله بالله لأنا إن عرفناه بعقولنا فهو عز و جل واهبها و إن عرفناه عز و جل بأنبيائه و رسله و حججه ع فهو عز و جل باعثهم و مرسلهم و متخذهم حججا و إن عرفناه بأنفسنا فهو عز و جل محدثها فبه عرفناه‏ و قد قال الصادق ع لو لا الله ما عرفنا «2» و لو لا نحن ما عرف الله. و معناه لو لا الحجج ما عرف الله حق معرفته و لو لا الله ما عرف الحجج و قد سمعت بعض أهل الكلام يقول لو أن رجلا ولد في فلاة من الأرض و لم ير أحدا يهديه و يرشده حتى كبر و عقل و نظر إلى السماء و الأرض لدله ذلك على أن لهما صانعا و محدثا فقلت إن هذا شي‏ء لم يكن و هو إخبار بما لم يكن أن لو كان كيف كان يكون و لو كان ذلك لكان لا يكون‏
__________________________________________________
(1). في حاشية نسخة (ب) «الحسن بن المأمون القرشي».
(2). أي لو لا تعريف الله إيانا لخلقه ما عرفنا أحد منهم، و ما في بعض النسخ من زيادة ضمير المفعول الراجع إلى الله هنا خطأ.

التوحيد (للصدوق)، ص: 291
ذلك الرجل إلا حجة الله تعالى ذكره على نفسه كما في الأنبياء ع منهم من بعث إلى نفسه و منهم من بعث إلى أهله و ولده و منهم من بعث إلى أهل محلته و منهم من بعث إلى أهل بلده و منهم من بعث إلى الناس كافة و أما استدلال إبراهيم الخليل ع بنظره إلى الزهرة ثم إلى القمر ثم إلى الشمس و قوله فلما أفلت قال يا قوم إني بري‏ء مما تشركون فإنه ع كان نبيا ملهما مبعوثا مرسلا و كان جميع قوله بإلهام الله عز و جل إياه و ذلك قوله عز و جل- و تلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه «1» و ليس كل أحد كإبراهيم ع و لو استغنى في معرفة التوحيد بالنظر عن تعليم الله عز و جل و تعريفه لما أنزل الله عز و جل ما أنزل من قوله فاعلم أنه لا إله إلا الله «2» و من قوله قل هو الله أحد إلى آخرها و من قوله بديع السماوات و الأرض أنى يكون له ولد و لم تكن له صاحبة إلى قوله و هو اللطيف الخبير «3» و آخر الحشر و غيرها من آيات التوحيد «4».
__________________________________________________
(1). الأنعام: 83.
(2). محمد: 19.
(3). الأنعام: 103.
(4). حاصل كلامه- رحمه الله- أن معنى قوله عليه السلام في الخبر الثالث: اعرفوا الله بالله أي اعرفوا الله بتعليمه تعالى و تعريفه، و لا تكتفوا لمعرفته بالنظر و الاستدلال ببعض خلقه من وجود الأنبياء أو وجود أنفسنا و عقولنا أو غير ذلك من دون تعليمه تعالى، و تعليمه تعالى اما بالوحى كما للأنبياء عليهم السلام، أو بسمع الكلام من الأنبياء و الأوصياء كمالنا، فليس في كلامه تشويش و لا تناقض كما نسب إليه العلامة المجلسي- رحمه الله- فلذا قال: ان المولود في فلاة ان كان نبيا يوحى إليه فهو و الا فلا يكفى نظره بل لا بد من تعلم من نبى، أو ممن تعلم من نبى، و استدلال إبراهيم عليه السلام ليس مجرد استدلال لنفسه بل تعلم من الله بالوحى، ثم استدل لغيره بما تعلم منه تعالى فتعلم غيره منه، و هذا ما في بعض الأخبار من قولهم عليهم السلام: «ان الله تعالى أرسل رسله الى عباده ليعقلوا عنه ما جهلوه».


****************
مصباح المتهجد و سلاح المتعبد، ج‏2، ص: 582
دعاء السحر في شهر رمضان‏
روى أبو حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين سيد العابدين ص يصلي عامة الليل في شهر رمضان فإذا كان السحر «195» دعا بهذا الدعاء- إلهي لا تؤدبني بعقوبتك و لا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير يا رب و لا يوجد إلا من عندك و من أين لي النجاة و لا تستطاع إلا بك لا الذي أحسن استغنى عن عونك و رحمتك و لا الذي أساء و اجترأ عليك و لم يرضك خرج عن قدرتك يا رب يا رب يا رب حتى ينقطع النفس عرفتك «196» و أنت دللتني عليك و دعوتني إليك و لو لا أنت لم أدر ما أنت الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يستقرضني و الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي «197» و أخلو به حيث شئت لسري بغير شفيع فيقضي لي حاجتي الحمد لله الذي لا أدعو غيره و لو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي و الحمد لله الذي لا أرجو غيره و لو رجوت غيره لأخلف رجائي و الحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني و لم يكلني إلى الناس فيهينوني «198» و الحمد لله الذي تحبب إلي و هو غني عني و الحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لا ذنب لي فربي أحمد شي‏ء عندي و أحق بحمدي اللهم إني‏
__________________________________________________
(195)- في السحر: ب و هامش ج.
(196)- بك عرفتك ب.


****************
إقبال الأعمال (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 67
فمن الدعاء في سحر كل ليلة من شهر رمضان-: ما رويناه بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله تعالى عنه بإسناده إلى الحسن بن محبوب الزراد عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: كان علي بن الحسين سيد العابدين صلوات الله عليه يصلي عامة ليله في شهر رمضان فإذا كان في السحر دعا بهذا الدعاء إلهي لا تؤدبني بعقوبتك و لا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير يا رب و لا يوجد إلا من عندك و من أين لي النجاة و لا تستطاع إلا بك لا الذي أحسن استغنى عن عونك و رحمتك و لا الذي أساء و اجترأ عليك و لم يرضك خرج عن قدرتك يا رب يا رب يا رب حتى ينقطع النفس بك عرفتك و أنت دللتني عليك و دعوتني إليك و لو لا أنت لم أدر ما أنت‏


****************
إقبال الأعمال (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 148
فصل فيما نذكره مما يختص باليوم الرابع عشر من دعاء غير متكرر
اللهم لا تؤدبني بعقوبتك و لا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير و لا يوجد إلا من عندك و من أين لي النجاة و لا تستطاع إلا بك لا الذي أحسن استغنى عنك و لا الذي أساء و اجترأ عليك‏

إقبال الأعمال (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 149
خرج من قدرتك يا رب بك عرفتك و أنت دللتني عليك و لو لا أنت ما دريت من‏ انت.

دعاء آخر في اليوم الرابع عشر من مجموعة مولانا زين العابدين ص‏
إلهي و سيدي بك عرفتك و بك اهتديت إلى سبيلك و أنت دليل على معرفتك و لو لا أنت ما عرفت توحيدك و لا عرفت و لا اهتديت إلى عبادتك فلك الحمد على ما هديت و علمت و بصرت و فهمت و أوضحت من الصراط المستقيم‏

****************
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 144
و من ذلك دعاء آخر لمولانا و مقتدانا الحسن بن علي بن أبي طالب ع‏
اللهم إنك الخلف من جميع خلقك- و ليس في خلقك خلف منك إلهي من أحسن فبرحمتك و من أساء فبخطيئته فلا الذي أحسن استغنى عن رفدك و معونتك و لا الذي أساء استبدل بك و خرج من قدرتك إلهي بك عرفتك و بك اهتديت إلى أمرك و لو لا أنت لم أدر ما أنت فيا من هو هكذا و لا هكذا غيره صل على محمد و آل محمد و ارزقني الإخلاص في عملي و السعة في رزقي اللهم اجعل خير عمري آخره و خير عملي خواتمه و خير أيامي يوم ألقاك إلهي أطعتك و لك المنة علي في أحب الأشياء إليك الإيمان بك و التصديق برسولك و لم أعصك في أبغض الأشياء إليك الشرك بك و التكذيب برسولك فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين.


****************
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏84، ص: 339
19- الإختيار، كان أمير المؤمنين ع يدعو بعد ركعتي الفجر بهذا الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه و سرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه و أتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه و شعشع ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل على ذاته بذاته و تنزه عن مجانسة مخلوقاته و جل عن ملائمة كيفياته


****************
‏ بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏91، ص: 242
11- إختيار السيد بن الباقي دعاء الصباح لمولانا أمير المؤمنين ع‏


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏91، ص: 243
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه و سرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه و أتقن صنع الفلك الدوار في مقادير «1» تبرجه و شعشع ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل على ذاته بذاته و تنزه عن مجانسة مخلوقاته و جل عن ملائمة كيفياته‏


****************








































فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است