بسم الله الرحمن الرحیم

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف


هم فاطمة و

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف

ولادت الامام الحجة بن الحسن المهدي عج(255 - 000 هـ = 868 - 000 م)

متن حدیث جزائر ششگانه

جزیرة خضراء-جزائر ششگانه

متن حدیث جزیرة خضراء

متن حدیث جزائر ششگانه

سفر علي بن فاضل مازندراني به جزیرة خضراء(690 - 1291)
سفر نصرانی به جزایر ششگانه نظیر جزیرة خضراء(522 - 1128)





السلطان المفرج، المتن، ص: 75
بهاء الدين نيلى نجفى، على بن عبد الكريم‏ --تاريخ وفات مؤلف: 803 ق‏
[القصة الخامسة عشر خبر الجزائر و صورته‏]
خبر الجزائر و صورته: حكى الأجل [العالم‏] «1» الحافظ حجة الإسلام سعيد بن رضي الدين «2» البغدادي «3»، عن الشيخ الأجل المقري خطير الدين حمزة بن المسيب ابن الحارث أنه حكى في داره «4» بالعصفرة «5» بمدينة السلام في ثامن عشر شعبان سنة أربع و أربعين و خمسمائة، عن الشيخ العالم أبي القاسم «6» [عثمان‏] «7» بن عبد الباقي [بن‏] «8» أحمد الدمشقي [في سابع عشر جمادى الآخرة من‏] «9» سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة، عن «10» الأجل العالم [الحجة] «11» كمال الدين أحمد بن محمد [بن‏] «12» يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام ليلة الخميس «13» عاشر شهر رمضان (بعد الفطور في السنة المذكورة) «14».
قال: كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في شهر رمضان (سنة اثنين‏
__________________________________________________
(1) عن جنة المأوى.
(2) في نسخة بدل من نسختنا: «سعيد بن أحمد الرضي». و في جنة المأوى: «سعيد بن أحمد بن الرضي».
(3) ليست في جنة المأوى.
(4) في جنة المأوى: في داري.
(5) في نسخة بدل بهامش نسختنا: بالظفرية. و هذا موافق لما في جنة المأوى.
(6) في جنة المأوى: «حدثني شيخي العالم ابن أبي القاسم». و كتب المحدث النوري عندها: «كذا في نسخة كشكول المحدث البحراني».
(7) عن جنة المأوى.
(8) عن جنة المأوى.
(9) عن جنة المأوى.
(10) في جنة المأوى: «قال حدثني» بدل «عن».
(11) عن جنة المأوى.
(12) عن جنة المأوى.
(13) ليست في جنة المأوى.
(14) في جنة المأوى: سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة.



السلطان المفرج، المتن، ص: 76
و أربعين و خمسمائة) «1» و نحن على طبقة «2»، و عنده جماعة، فلما أفطر من كان حاضرا و تقوض أكثر (الناس ممن كان جالسا) «3»، أردنا الانصراف، فأمرنا بالتمسي عنده، و كان في مجلسه تلك الليلة شخص «4» لا أعرفه و لم أكن قد رأيته من قبل، و رأيت الوزير يكثر إكرامه، و يقرب مجلسه، و يصغي إليه، و يستمع «5» قوله دون الحاضرين.
فتجارينا الحديث و المذاكرة حتى أمسينا و أردنا الانصراف، فعرفنا أصحاب الوزير «6» أن الغيث ينزل و أنه يمنع من يريد الخروج، فأشار الوزير بتمسينا «7» عنده.
فأخذنا نتحادث، فأفضى الحديث إلى حديث «8» في الأديان و المذاهب، و رجعنا إلى دين الإسلام و تفرق المذاهب فيه. فقال الوزير: أقل طائفة مذهب الشيعة، و ما «9» يمكن أن يكون «10» منهم في خطتنا هذه؟! (و هم الأقل من أهلها) «11»، و أخذ
__________________________________________________
(1) في جنة المأوى: «بالسنة المقدم ذكرها». و هذا يعني سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة.
(2) في نسخة بدل من نسختنا: ضيافة.
(3) في جنة المأوى: «من حضر حاضرا» و أصلحها المحقق «من حضر خاصرا» و شرحها بأن معناها «قام أكثر أهل المجلس و كل منهم وضع يده على خاصرته من طول الجلوس و كسالته». و لا يخفى ما فيه من بعد و تكلف.
(4) في نسخة بدل من نسختنا: «نصراني».
(5) في جنة المأوى: و يسمع.
(6) في نسخة بدل من نسختنا: «بعض الغلمان» بدل «أصحاب الوزير».
(7) في جنة المأوى: «أن نمسي» بدل «بتمسينا».
(8) في جنة المأوى: «حتى تحادثنا» بدل «إلى حديث».
(9) «ما» ادخلت عن نسخة بدل.
(10) في جنة المأوى: «يكون أكثر منهم».
(11) في نسخة بدل من نسختنا: «و هم قليلون في البلاد و في أقصى الأرض».



السلطان المفرج، المتن، ص: 77
يذم أحوالهم و يحمد الله على قلتهم في أقاصي الأرض.
فالتفت الشخص «1» الذي كان الوزير مقبلا عليه و مضيفا «2»، فقال: أيها الوزير «3» أدام الله أيامك، (أ تأذن لي أن) «4» احدث بما عندي فيما [قد] «5» تفاوضتم فيه أم أعرض عنه؟ فصمت الوزير هنيئة، ثم قال: قل ما عندك.
فقال الرجل «6»: خرجت مع والدي سنة اثنتين و عشرين و خمسمائة من مدينتنا و هي المعروفة بالباهلية «7» و لها رستاق عظيم «8» الذي يعرفه التجار، و عدة ضياعها ألف و مائتا ضيعة، في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، و هم قوم نصارى، و جميع (من في تلك) «9» الجزائر من حولها «10» على دينهم [و مذهبهم‏] «11»، و مسيرة بلادهم [و جزائرهم مدة شهرين، و بينهم و بين البر مسيرة] «12» عشرين «13» يوما، و كل من في البر من الأعراب و غيرهم نصارى،
__________________________________________________
(1) في نسخة بدل من نسختنا: النصراني.
(2) في جنة المأوى: «مصغيا إليه» بدل «و مضيفا».
(3) قوله «أيها الوزير» ليس في جنة المأوى.
(4) ليست في جنة المأوى.
(5) عن جنة المأوى.
(6) ليست في جنة المأوى.
(7) في النسخة: «بالباهية»، و المثبت عن جنة المأوى. و في نسخة بدل من نسختنا «بالراهبة»، و هي غير واضحة تماما و لعلها «بالزاهية».
(8) ادخلت في نسختنا عن نسخة بدل. و الذي في جنة المأوى «الرستاق الذي».
(9) ليست في جنة المأوى.
(10) في جنة المأوى: «التي كانت حولهم» بدل «من حولها».
(11) عن جنة المأوى.
(12) عن جنة المأوى.
(13) في النسخة: «عشرون». و ابدلناها بمقتضى الزيادة.



السلطان المفرج، المتن، ص: 78
و تتصل بالحبشة و النوبة، و جميعهم «1» نصارى و تتصل بالبربر «2» و هم على دينهم، فإن حد هذا كان بقدر كل من في الأرض و إن «3» لم نضف إليهم الافرنج و الروم، و غير خفي علم ما «4» بالشام و العراق (و غيرهما من بلاد المسلمين على كثرتها) «5» من النصارى.
و اتفق أننا سرنا في البحر «6» و أوغلنا فيه، (و حكم علينا الهول، فتعدينا جميع) «7» الجهات التي كنا نريد الوصول «8» إليها، و رغبنا في المكاسب (لأنا كلما بعدنا كان متاعنا أنفق و الحاصل أكثر، و وصلنا إلى مكان لم [نكن‏] «9» نريده) «10»، و لم نزل على المسير «11» حتى وصلنا «12» إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار مليحة الجدران، فيها المدن الجليلة «13» و الرساتيق الجميلة «14».
__________________________________________________
(1) في جنة المأوى: و كلهم.
(2) في النسخة: «بالبر»، و المثبت عن جنة المأوى.
(3) «إن» ليست في جنة المأوى، فالعبارة فيه: «و لم».
(4) في جنة المأوى: «عنكم من» بدل «علم ما».
(5) بدلها في جنة المأوى: «و الحجاز».
(6) في النسخة: الجزائر. و المثبت عن جنة المأوى.
(7) بدلها في جنة المأوى: «و تعدينا».
(8) في جنة المأوى: «نصل» بدل «نريد الوصول».
(9) من عندنا.
(10) ليست في جنة المأوى.
(11) في جنة المأوى: «ذلك» بدل «المسير».
(12) في نسخة بدل من نسختنا، و في جنة المأوى: صرنا.
(13) في جنة المأوى: الملدودة.
(14) ليست في جنة المأوى.



السلطان المفرج، المتن، ص: 79
فأول جزيرة «1» وصلنا إليها و أرسي المركب بها سألنا «2» عنها «3» الناخداه «4»: أي شي‏ء هذه الجزيرة؟ فقال: و الله [إن‏] «5» هذه جزيرة لم أصل إليها قط «6» و لا عرت فيها «7»، (و لا رسيت فيها عمري) «8»، و أنا و أنتم في معرفتها سواء. فلما قدمنا (و أرسينا بها المركب) «9» و صعدت التجار إلى مشرعة تلك المدينة، سألنا «10» ما اسمها؟ فقيل: هذه «11» المباركة، فسألنا عن سلطانها و [ما] «12» اسمه؟ فقالوا: اسمه الطاهر بن صاحب الأمر «13»، فقلنا: [و] «14» أين سرير ملكه؟ فقالوا «15»: بالزاهرة.
فقلنا: و أين الزاهرة؟ فقالوا: بينكم و بينها مسيرة عشر ليال في البحر و خمسة
__________________________________________________
(1) في جنة المأوى: مدينة.
(2) في جنة المأوى: «بها و قد سألنا». و قوله: «و قد» زائد.
(3) ليست في جنة المأوى.
(4) الناخداه: هو المتصرف في السفينة المتولي لأمرها، معربة. انظر تاج العروس 2: 581.
(5) عن جنة المأوى.
(6) ليست في جنة المأوى.
(7) في جنة المأوى: «و لا أعرفها» بدل «و لا عرت فيها». و كان في النسخة «و لا أعرى فيها» و المثبت بمقتضى ما في هامش النسخة حيث قال: «عار في الأرض أي ذهب».
(8) ليست في جنة المأوى.
(9) عن نسخة بدل من نسختنا. و في جنة المأوى: «فلما ارسينا بها».
(10) في جنة المأوى: و سألنا.
(11) في جنة المأوى: هي.
(12) عن جنة المأوى.
(13) قوله «بن صاحب الأمر» عن نسخة بدل من نسختنا. و هو ليس في جنة المأوى.
(14) عن جنة المأوى.
(15) في جنة المأوى: فقيل.



السلطان المفرج، المتن، ص: 80
و عشرين ليلة في البر، و هم قوم مسلمون مؤمنون «1».
فقلنا: و من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع و الابتياع؟ فقالوا:
تحضرون عند نائب السلطان. فقلنا: و أين أعوانه؟ فقالوا: لا أعوان له، بل هو في داره، و كل من عليه حق يحضر عنده و يسلمه إليه.
فتعجبنا من ذلك و قلنا: أ لا تدلونا عليه؟ فقالوا: بلى، و جاء معنا من أدخلنا داره، فرأيناه رجلا صالحا عليه عباءة و تحته عباءة و هو مفترشها، و بين يديه دواة يكتب منها من كتاب ينظر فيه «2»، فسلمنا عليه فرد علينا السلام و حيانا، و قال:
من أين أقبلتم؟ فقلنا: من [أرض‏] «3» كذا و كذا. فقال: كلكم مسلمون؟ فقلنا: لا، [بل‏] «4» فينا المسلم و اليهودي و النصراني. فقال: (هاتوا أموالكم، ثم أخذ مني و من أصحابي- من اليهودي و النصراني- المال و الجزية) «5»،- و يناظر المسلم عن مذهبه.
فوزن والدي عن خمسة نفر نصارى- عنه و عني و عن ثلاثة نفر كانوا معنا- ثم وزن سبعة «6» نفر كانوا يهودا، و قال للباقي: هاتوا مذاهبكم، فشرعوا معه في مذاهبهم. فقال: لستم مسلمين، بل «7» أنتم خوارج، و أموالكم تحل للمسلم المؤمن، و ليس بمسلم من لم يؤمن بالله و رسوله [و اليوم الآخر] «8» و بالوصي و بالأوصياء
__________________________________________________
(1) عن نسخة بدل من نسختنا. و هي ليست في جنة المأوى.
(2) في جنة المأوى: إليه.
(3) عن جنة المأوى.
(4) عن جنة المأوى.
(5) في جنة المأوى: «يزن اليهودي جزيته و النصراني جزيته».
(6) في جنة المأوى: تسعة.
(7) في جنة المأوى: «و إنما» بدل «بل».
(8) عن جنة المأوى.



السلطان المفرج، المتن، ص: 81
من ذريته حتى مولانا صاحب الزمان ولي الأمر «1» صلوات الله عليه و سلامه.
فضاقت بهم الأرض بما رحبت «2» و لم يبق إلا أخذ أموالهم.
ثم قال لنا: يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم حيث اخذت منكم الجزية. فلما عرف أولئك [القوم‏] «3» أن أموالهم معرضة للنهب سألوه أن يحملهم إلى سلطانه «4» (الذي هو من قبله) «5»، فأجاب سؤالهم و تلا: ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة «6».
فقلنا للربان و الناخداه: هؤلاء قوم قد عاشرناهم و صاروا رفقاءنا «7»، و ما يحسن منا «8» أن نتخلف عنهم، بل «9» نكون معهم [أينما يكونون‏] «10» حتى نعلم ما تستقر عليه حالهم.
فقال الربان: و الله ما أعلم أين المسير في هذا البحر، فاستأجرنا ربانا و رجالا و قلعنا القلع «11»، و سرنا ثلاثة عشر يوما بلياليها حتى كان قبل طلوع الشمس «12»،
__________________________________________________
(1) قوله «ولي الأمر» ليس في جنة المأوى.
(2) قوله «بما رحبت» عن نسخة بدل من نسختنا. و هو ليس في جنة المأوى.
(3) عن جنة المأوى.
(4) في جنة المأوى: سلطانهم.
(5) عن نسخة بدل من نسختنا، و هو ليس في جنة المأوى.
(6) الأنفال: 42.
(7) في جنة المأوى: رفقة.
(8) في جنة المأوى: لنا.
(9) «بل» ليست في جنة المأوى.
(10) عن جنة المأوى.
(11) القلع: شراع السفينة. و قلعنا: أي رفعنا. أي رفعنا و أصلحنا الشراع لتسير السفينة.
(12) في جنة المأوى: الفجر.



السلطان المفرج، المتن، ص: 82
فكبر الربان و قال: هذه و الله أعلام الزاهرة و منائرها و جدرانها قد «1» بانت، ثم سرنا حتى تضاحى النهار.
فقدمنا (شريعة الزاهرة، فصعدنا فرأينا) «2» مدينة لم تر العيون أحسن منها، و لا أخف على القلب، و لا أرق من نسيمها، و لا أطيب من هوائها، و لا أعذب من مائها، و هي ساكتة «3» البحر، على جبل من صخر أبيض كأنه لون الفضة البيضاء «4»، و عليها سور مما «5» يلي البحر، [و البحر] «6» محيط بها «7»، و الأنهار مخترقة «8» في وسطها، يشرب منها أهل الدور و الأسواق و تأخذ منها الحمامات و الميض «9»، و فواضل الأنهار ترمي في البحر، و مدى الأنهار فرسخ و نصف (أو دونه، تجري من جبل هذا قدر ما بينه و بين المدينة) «10»، و في لخقوق «11» ذلك الجبل بساتين‏
__________________________________________________
(1) في جنة المأوى: «و جدرها إنها قد بانت».
(2) بدلها في جنة المأوى: إلى.
(3) في جنة المأوى: راكبة.
(4) ليست في جنة المأوى.
(5) في جنة المأوى: «إلى ما» بدل «مما».
(6) عن جنة المأوى.
(7) في جنة المأوى: «يحوط الذي يليه منها» بدل «محيط بها».
(8) في جنة المأوى: منحرفة. و كانت في النسخة «مخترقة تجري» لكن كتب فوق كلمة «تجري» «ز». و هي ليست في جنة المأوى.
(9) ليست في جنة المأوى. و الميض: جمع ميضاة. و لعلها مصحفة عن «مياضي».
(10) ليست في جنة المأوى.
(11) في جنة المأوى: «تحت»، و في النسخة: «لحق». و المثبت عن هامش النسخة، إذ كتب في الهامش:
«اللخقوق شق في الأرض كالوجار، و في الحديث: إن رجلا كان واقفا مع النبي صلى الله عليه و آله فوقصت ناقته في أخاقيق جرذان [قال الأصمعي: إنما هو لخاقيق‏] واحدها لخقوق و هي شقوق في الأرض». انظر لسان العرب 10: 328، و فيه: «و قيل: اللخقوق الوادي». و الظاهر أن هذا هو المراد.



السلطان المفرج، المتن، ص: 83
المدينة و الأشجار «1»، و مزارعها عند العيون، و ثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها و لا أعذب منها.
(ثم إنك ترى الذئب و النعجة يرعيان) «2»، و لو قصد قاصد لتخلية دابته «3» في زرع غيره لترعى فيه «4» ما رعته، و لا قطعت منه قطعة «5»، و لقد شاهدت السباع و الهوام رابضة في غيض تلك المدينة و بنو آدم يمرون عليها فلا تؤذيهم.
فلما قدمنا المدينة و أرسى المركب فيها- و ما كان صحيبنا من البواقي و الروائح «6» من المباركة بشريعة الزاهرة- صعدنا فرأينا مدينة عظيمة [عيناء] «7» كثيرة الخلق وسيعة الربقة، فيها الأسواق الكثيرة، و المعاش العظيم، يرد إليها الخلق من البر و البحر، و أهلها على أحسن الحال «8»، و لا يكون على وجه الأرض من (أهل الأديان من الامم مثلهم و لا أكثر من أمانتهم) «9»، حتى أن المتعيش بسوق المدينة «10» يرد إليه من يبتاع منه «11» الحاجة إما بالوزن أو بالذرع فيبايعه عليها، ثم يقول: يا هذا زن لنفسك و اذرع لنفسك، هذه صورة مبايعتهم، و لا يسمع بينهم لغو المقال‏
__________________________________________________
(1) في جنة المأوى: و أشجارها.
(2) في جنة المأوى: «و يرعى الذئب و النعجة عيانا».
(3) في جنة المأوى: دابة.
(4) في جنة المأوى: في زرع غيره لما رعته.
(5) في جنة المأوى: «و لا قطعت حمله» بدل «و لا قطعت منه قطعة».
(6) في جنة المأوى: و ما كان صحبنا من الشوابي و الذوابيح.
(7) عن جنة المأوى: و عيناء: خضراء.
(8) في جنة المأوى: القاعدة.
(9) في جنة المأوى: الأمم و الأديان مثلهم و أمانتهم.
(10) ليست في جنة المأوى.
(11) في النسخة: «ما به» بدل «منه»، و المثبت عن جنة المأوى.



السلطان المفرج، المتن، ص: 84
و لا السفه و لا التهمة «1»، و لا يسب بعضهم بعضا، و إذا أذن المؤذن للصلاة «2» لا يتخلف منهم متخلف- ذكرا كان أو انثى- إلا و يسعى إلى الصلاة، حتى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلى بيته حتى يكون وقت الصلاة الاخرى، فيكون الحال كما كان.
فلما دخلنا «3» المدينة «4» أمرنا «5» بالحضور عند السلطان، فحضرنا داره، (و هي دار عظيمة، و فيها عدة دور) «6»، و دخلنا إليه إلى بستان «7» في وسطه قبة من قصب، و السلطان في تلك القبة، و عنده جماعة، و في باب القبة ساقية تجري.
فوافينا القبة و قد أقام المؤذن للصلاة، فلم يكن أسرع من أن امتلأ ذلك «8» البستان بالناس، و قامت «9» الصلاة، فصلى بهم جماعة، فلا و الله لم تنظر عيني أخشع «10» لله منه، و لا ألين جانبا للرعية «11»، فصلى من صلى مؤتما «12».
__________________________________________________
(1) في نسخة بدل من نسختنا و في جنة المأوى: النميمة.
(2) في جنة المأوى: و إذا نادى المؤذن الأذان.
(3) في جنة المأوى: وصلنا.
(4) في جنة المأوى: دخلنا المدينة و أرسينا بمشرعتها. و لا داعي لهذه الزيادة، إذ تقدم أنهم قدموا المدينة و أرسي المركب فيها و أنهم دخلوها و رأوا وصفها و وصف أهلها.
(5) في جنة المأوى: أمرونا.
(6) ليست في جنة المأوى. و الظاهر أن الأصوب «و هي دار عظيمة و فيها عدة بيوت».
(7) في جنة المأوى: بستان صور في وسطه.
(8) ليست في جنة المأوى.
(9) في جنة المأوى: و أقيمت.
(10) في جنة المأوى: أخضع.
(11) في جنة المأوى: لرعيته.
(12) في جنة المأوى: مأموما.



السلطان المفرج، المتن، ص: 85
فلما قضيت الصلاة التفت إلينا و قال: هؤلاء القادمون؟ فقلنا: نعم- و كانت مخاطبة الناس له «1»: يا ابن صاحب الأمر- فقال: على خير مقدم.
ثم قال: أنتم تجار أم أضياف؟ فقلنا: تجار. فقال: من فيكم «2» المسلم و من فيكم من أهل الكتاب؟ (فقلنا: نحن من أهل الكتاب، و قال الذين زعموا الإسلام: نحن مسلمون) «3». فقال: (إن الإسلام فرق شعثا فصار شعبا) «4»، فمن أي قبيل أنتم؟
و كان معنا شخص يعرف بالمقري روزبهان «5» بن أحمد الأهوازي يزعم أنه على مذهب الشافعي، فقال [له‏] «6»: أنا رجل شافعي. قال: فمن على مذهبك من الجماعة؟ قال: كلنا (إلا هؤلاء الأرمن و) «7» إلا هذا- حسان بن غيث- فإنه رجل مالكي.
فقال: يا شافعي «8»، أنت تقول بالإجماع؟ قال: نعم. قال: إذن تعمل بالقياس؟
ثم قال: [بالله‏] «9» يا شافعي، هل تلوت ما أنزل الله يوم المباهلة؟ قال: نعم. قال: ما هو؟ قال: قوله تعالى: فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا
__________________________________________________
(1) في جنة المأوى: و كانت تحية الناس له أو مخاطبتهم له.
(2) في جنة المأوى: منكم. و كذا المورد التالي.
(3) في جنة المأوى: فعرفناه ذلك.
(4) في جنة المأوى: إن الإسلام تفرق شعبا.
(5) في جنة المأوى: «ابن دربهان»، و في كشكول البحراني: «اسمه دربهان».
(6) عن جنة المأوى.
(7) ليست في جنة المأوى، و كانت في النسخة: «كلنا لأهل الأرض الى»، و المثبت من عندنا لأنه أقرب ما يصح به المعنى.
(8) قوله «يا شافعي» ليس في جنة المأوى.
(9) عن جنة المأوى.



السلطان المفرج، المتن، ص: 86
و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين «1».
فقال: بالله عليك من أبناء الرسول؟ و من نساؤه؟ و من نفسه؟ فأمسك روزبهان «2». فقال: بالله عليك «3» هل بلغك و أتاك «4» أن غير الرسول و الوصي و البتول و السبطين دخل تحت الكساء؟ قال: لا، [فقال‏] «5»: و الله لم تنزل هذه الآية إلا فيهم، و لا خص بها سواهم.
ثم قال: بالله عليك يا شافعي ما تقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع، هل ينجسه المخلوقون «6»؟ قال: لا. قال: بالله عليك يا شافعي «7» هل تلوت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا «8»؟ قال: نعم. قال: بالله عليك من يعني بذلك؟ فأمسك. فقال: و الله ما عنى بها إلا أهلها.
ثم بسط لسانه و تحدث بحديث أمضى من السهام و أقطع من الحسام، فقطع الشافعي و وافقه، فقام عند ذلك و قال: عفوا عفوا «9» يا ابن صاحب الأمر، انسب إلي نفسك «10». فقال: أنا الطاهر بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى‏
__________________________________________________
(1) آل عمران: 61.
(2) في جنة المأوى: «يا ابن دربهان فأمسك» بدل «فأمسك روزبهان».
(3) ليست في جنة المأوى.
(4) قوله «و أتاك» ليس في جنة المأوى.
(5) عن جنة المأوى.
(6) في جنة المأوى: المختلفون.
(7) قوله «يا شافعي» ليس في جنة المأوى.
(8) الأحزاب: 33.
(9) «عفوا» الثانية ليست في جنة المأوى.
(10) في جنة المأوى: نسبك.



السلطان المفرج، المتن، ص: 87
ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين «1»، الذي أنزل الله فيه و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين «2» هو و الله الإمام المبين، و نحن الذين أنزل الله فينا ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم «3».
يا شافعي، نحن أهل البيت، و نحن ذرية الرسول، و نحن اولوا الأمر «4». فخر الشافعي مغشيا عليه لما سمع منه ذلك المقال، ثم أفاق «5» و آمن به، و قال: الحمد لله الذي منحني بالإيمان و الإسلام «6» و نقلني من التقليد إلى اليقين.
ثم أمر لنا بإقامة الضيافة، فبقينا على ذلك ثمانية أيام، و لم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا [و حادثنا] «7»، فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا «8» لنا بالضيافة، ففسح «9» لنا «10» في ذلك، فكثرت علينا الأطعمة و الفاكهة، و عملت [لنا] «11» الولائم، فلبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.
و علمنا و تحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين [كاملين‏] «12» برا و بحرا. و بعدها
__________________________________________________
(1) قوله «بن أبي طالب أمير المؤمنين» ليس في جنة المأوى.
(2) يس: 12.
(3) آل عمران: 34.
(4) في نسخة بدل من نسختنا: أولى بالأمر.
(5) قوله «ذلك المقال ثم أفاق» ليس في جنة المأوى.
(6) في جنة المأوى: منحني بالإسلام. و الظاهر أن «منحني» في كليهما مصحفة عن «متعني».
(7) عن جنة المأوى.
(8) في النسخة: يقوم. و المثبت عن جنة المأوى.
(9) في جنة المأوى: ففتح.
(10) في جنة المأوى، و نسخة بدل من نسختنا: لهم.
(11) عن جنة المأوى.
(12) عن جنة المأوى، و فيه «كاملة»، و المثبت من عندنا.



السلطان المفرج، المتن، ص: 88
مدينة اخرى «1» اسمها الرائقة، سلطانها القاسم بن صاحب الأمر، مسيرة ملكها شهران، و هي على تلك القاعدة و لها دخل عظيم. و بعدها مدينة اخرى اسمها طلوم «2»، سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر، مسيرة رستاقها و ضياعها شهران. و بعدها مدينة اخرى «3» اسمها الصافية، سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر، (و هي على الصفة المذكورة) «4» بالحكاية «5». و بعدها مدينة اخرى اسمها عناطيس «6»، سلطانها هاشم بن صاحب الأمر، و هي أعظم المدن [كلها] «7» و أكبرها و أعظمها دخلا، و مسيرة ملكها أربعة أشهر.
فتكون مسيرة تلك «8» المدن الخمس (و ملكها و رستاقها مدة) «9» سنة، لا يوجد في [أهل‏] «10» تلك [الخطط و] «11» المدن و الضياع و الجزائر غير المؤمن الشيعي الاثنى‏
__________________________________________________
(1) ليست في جنة المأوى.
(2) في جنة المأوى: ظلوم. و في هامش نسختنا شرح «طلوم» بالطلمة، فقال: «الطلمة بالضم: الخبزة، و هي التي يسميها الناس الملة، و إنما الملة اسم الحفرة نفسها، فأما التي تمل فيها فهي الطلمة و الخبزة و المليل. و في الحديث أنه عليه السلام مر برجل يعالج طلمة لأصحابه في سفر و قد عرق، فقال: لا يصيبه حر جهنم أبدا، صحاح». و هو في الصحاح 5: 1976.
(3) ليست في جنة المأوى.
(4) ليست في جنة المأوى.
(5) في جنة المأوى: بالحكام. فالعبارة فيه «صاحب الأمر عليه السلام بالحكام». و هو تصحيف قطعا.
(6) يمكن قراءتها في نسختنا: «ضاطس». و المثبت عن جنة المأوى.
(7) عن جنة المأوى.
(8) ليست في جنة المأوى.
(9) في جنة المأوى: و المملكة مقدار.
(10) عن جنة المأوى.
(11) عن جنة المأوى.



السلطان المفرج، المتن، ص: 89
عشري «1» الموحد القائل بالولاية و البراءة، [و هم‏] «2» الذين يقيمون الصلاة، و يؤتون الزكاة، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، سلاطينهم أولاد إمامهم، يحكمون بالعدل و هم به يأمرون، ليس «3» على وجه الأرض مثلهم، و لو اجتمع «4» أهل (الدنيا بأسرهم) «5» لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف البلاد «6» و المذاهب.
و لقد أقمنا [عندهم‏] «7» سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم لأنهم يزعمون «8» أن هذه «9» سنة وروده، فلم يرد و لم «10» يوفقنا [الله‏] «11» للنظر إليه.
و أما روزبهان «12» و حسان فإنهما أقاما بالزاهرة، و شرفا برؤيته «13»، و قد كنا لما استكثرنا هذه المدن و أهلها و دخلها «14» سألنا عنها، فقيل: (إنها عكرة و أعمالها، و هي لصاحب الأمر و ما يليها من المدن و الضياع) «15».
__________________________________________________
(1) قوله «الاثنى عشري» ليس في جنة المأوى.
(2) من عندنا. و في جنة المأوى: الذي يقيم ... و يؤتي ... و يأمر ... و ينهى»، بصيغة المفرد.
(3) في جنة المأوى: و ليس.
(4) في جنة المأوى: جمع.
(5) في نسخة بدل من نسختنا: «الأرض على اختلاف مذاهبهم».
(6) في جنة المأوى: الأديان.
(7) عن جنة المأوى.
(8) في جنة المأوى: زعموا.
(9) في جنة المأوى: «أنها» بدل «أن هذه».
(10) قوله «يرد و لم» ليس في جنة المأوى.
(11) عن جنة المأوى.
(12) في جنة المأوى: ابن دربهان.
(13) في جنة المأوى: «يرقبان رؤيته» بدل «و شرفا برؤيته».
(14) قوله «و دخلها» ليس في جنة المأوى.
(15) في نسخة بدل من نسختنا، و في جنة المأوى: «عمارة صاحب الأمر و استخراجه».



السلطان المفرج، المتن، ص: 90
فلما سمع الوزير «1» عون الدين ابن هبيرة هذا الكلام «2» نهض فدخل حجرة لطيفة، و قد انقضى الليل، فأمر بإحضارنا واحدا واحدا، و قال: إياكم (و إذاعة هذا الحديث) «3» و لا ترجعوا فيه لأحد «4»، و شدد و أكد «5» علينا ذلك «6»، فخرجنا من عنده و لم يعد أحد منا مما سمعه و لا حرفا واحدا حتى هلك «7». و كنا إذا حضرنا في موضع و اجتمع أحد منا «8» بصاحبه يقول: أتذكر شهر رمضان كذا «9»؟ فيقول:
نعم، [سترا لحال الشرط] «10». «11»
__________________________________________________
(1) ليست في جنة المأوى.
(2) في جنة المأوى: «ذلك» بدل «هذا الكلام».
(3) في نسخة بدل من نسختنا، و في جنة المأوى: و إعادة ما سمعتم.
(4) في جنة المأوى: «أو إجراءه على ألفاظكم» بدل «و لا ترجعوا فيه لأحد».
(5) في نسختنا و جنة المأوى: و تأكد. و المثبت من عندنا.
(6) ليست في جنة المأوى.
(7) في نسخة بدل من نسختنا: «حتى أهلك الله تعالى ابن هبيرة و عجل الله بروحه إلى أسفل الجحيم، و الحمد لله رب العالمين».
(8) في جنة المأوى: «واحدنا» بدل «أحد منا».
(9) ليست في جنة المأوى.
(10) عن جنة المأوى. و بعده: «فهذا ما سمعته و رويته و الحمد لله وحده، و صلواته على خير خلقه محمد و آله الطاهرين، و الحمد لله رب العالمين».
(11) جنة المأوى المطبوع مع البحار 53: 213- 220 قال: في آخر كتاب في التعازي عن آل محمد عليهم السلام و وفاة النبي صلى الله عليه و آله تأليف الشريف الزاهد أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني رضي الله عنه، عن الأجل العالم الحافظ ... ثم قال: قلت: و روى هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي ... و قال السيد الأجل علي بن طاوس في آخر كتاب جمال الأسبوع ...
و وجدت رواية متصلة الاسناد بأن للمهدي صلوات الله عليه أولادا جماعة ولاة في أطراف بلاد البحر على غاية عظيمة من صفات الأبرار، و الظاهر، بل المقطوع به أنه إشارة إلى هذه الرواية ... و رواه أيضا



السلطان المفرج، المتن، ص: 91
فأسماء أولاد صاحب الأمر خمسة، و المدائن ست: المباركة و فيها نائب الطاهر، الزاهرة سلطانها الطاهر بن صاحب الأمر، الرائعة سلطانها القاسم بن صاحب الأمر، طلوم سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر، الصافية سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر، عناطيس «1» و سلطانها هاشم بن صاحب الأمر، فالبنون عليهم السلام خمسة و المدائن ست.
و أتى السيد بأشياء في آخر الحكاية حذفت لعدم الحاجة إليها. هذا آخر ما وجد منقولا من خط السيد علي بن عبد الحميد تغمده الله برحمته و أسكنه بحبوحة جنته، آمين، و الحمد لله وحده، و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين أجمعين.
__________________________________________________
- السيد الجليل علي بن عبد الحميد النيلي في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان عن الشيخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الإسلام سعيد الدين رضي البغدادي، عن الشيخ الأجل خطير الدين حمزة بن الحارث بمدينة السلام ... الخ، و رواه المحدث الجزائري في الأنوار عن المولى الفاضل الملقب بالرضا علي ابن فتح الله الكاشاني، قال: روى الشريف الزاهد.
انظر الصراط المستقيم 2: 264- 266 باختصار، و جمال الأسبوع: 310، و الأنوار النعمانية، و ما نقله الميرزا النوري موجود في مجموعة خطية في المكتبة الرضوية المقدسة برقم 1851 ذكرت باسم مصباح الأنظار، و هي في الواقع مجموعة رسائل و كتب و متفرقات.
(1) في النسخة: عناطس. و المثبت بمقتضى ما مر.








الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج‏2، ص: 264 --- عاملى نباطى، على من محمد بن على بن محمد بن يونس‏ --تاريخ وفات مؤلف: 877 ق‏
15 فصل‏
حدث كمال الدين الأنباري قال أمسينا عند عون الدين الوزير فرأينا يقرب شخصا لا نعرفه و نستمع كلامه فتجارينا المذاهب فقال الوزير أقل طائفة الشيعة فقال الرجل خرجت مع والدي في البحر من مدينتنا الزاهية فأوغل بنا المركب فجئنا جزيرة واسعة فسألنا أهلها عن اسمها و اسم سلطانها فقالوا المباركة و اسم السلطان‏
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج‏2، ص: 265
الطاهر قلنا فأين سرير ملكه قالوا بالمدينة الزاهرة فدخلنا عليه فإذا رجل عليه عباءة و تحته عباءة فأخذ منها الجزية و كان معنا مسلمون فناظرهم فقال أنتم خوارج و لستم مسلمين و تحل أموالكم فسألوه الحمل إلى سلطانه فأجابهم فأخذوا دليلا عارفا قال و خرجنا معهم في البحر ثلاثة عشر يوما بلياليها فأقبلنا على جزيرة و مدينة مليحة كثيرة الماء طيبة الهواء ترعى النعاج مع السباع و أهلها على أحسن قاعدة في ديانتهم و أمانتهم ليس فيهم لغو و لا تساب و لا نميمة و لا اغتياب.
فدخلنا على سلطانهم فإذا هو في قبة من قصب فلما أذن المؤذن اجتمعوا إليه في أسرع وقت فصلى بهم و انصرف فما رأت عيني أخضع لله منه و لا ألين جانبا للرعية ثم التفت إلينا و خاطبنا و كان معنا رجل يعرف بالمقري الشافعي فقال له أنت تقول بالقياس قال نعم قال هل تلوت آية المباهلة قال نعم قال و آية التطهير قال نعم قال فهل بلغك أن غير علي و زوجته و ولديه خرج إلى المباهلة و نزلت آية التطهير فيه و لف النبي ص الكساء عليه أ فمن طهره الله يقدر أحد ينجسه.
ثم بسط لسانا أمضى من السهام و أقطع من الحسام فقام الشافعي قائلا عفوا عفوا انسب لي نفسك فقال أنا الطاهر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي أنزل الله فيه و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين «1» و أنزل في حقنا ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم «2» فبكى الشافعي و آمن به و حمد الله على انتقاله من التقليد إلى اليقين و كان معنا رجل مالكي فأمن أيضا.
و أقمنا في تلك المدينة سنة كاملة و تحققنا أن ملك تلك مسيرة شهرين برا و بحرا و أن بعدها مدينة اسمها الرائقة سلطانها القاسم بن صاحب الأمر و بعدها مدينة اسمها طلوم سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر رستاقها و ضياعها شهران و بعدها مدينة اسمها عاطن سلطانها هاشم بن صاحب الأمر هي أعظم المدن مسيرة ملكها أربعة أشهر فهذه المدن على كبرها لم يوجد فيها سوى الشيعة الذين لو اجتمع أهل الدنيا لكانوا أكثر منهم فأقمنا سنة نتوقع ورود صاحب الأمر فلم يوفق لنا.
قال كمال الدين فلما سمعه الوزير شدد علينا في كتمان ذلك‏
تذنيب‏
إن قيل إذا كان في هذه الكثرة فلم لا يخرج و ينتصر بهم قلنا إن علام الغيوب قد يعلم عدم نصرتهم و إن كثروا و قد أخر الله إغراق فرعون و قوم نوح مع إمكان تقديمه و نصر نبيه بالملائكة في بدر مع إمكان تقديمه و لعل نصرته بهم كانت مشروطة باجتماع الأنصار من الناس و تكون نصرة المهدي موقوفة على اجتماع ثلاثمائة و ثلاثة عشر من غيرهم لاشتمالهم على صفات تختص بهم فلا اعتراض للفجار الأشرار على الحكيم المختار العالم بالأسرار






بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 213
جنة المأوی---محدث نوری قده
الحكاية الثالثة [قصة تشبه قصة الجزيرة الخضراء]
في آخر كتاب في التعازي عن آل محمد ع و وفاة النبي ص تأليف الشريف الزاهد أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني رضي الله عنه عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعيد بن أحمد بن الرضي عن الشيخ الأجل المقرئ خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث أنه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع و أربعين و خمسمائة قال حدثني شيخي العالم بن أبي القاسم «3» عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع عشر جمادى الآخرة من سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال حدثني الأجل‏
__________________________________________________
(1) ستانير، كذا في النسخ و الظاهر أنه مخفف «ستة دنانير» كذا بخط المؤلف رحمه الله، أقول: بل هو مقطوع لما يأتي بعده من التصريح بذلك، و هو مثل قولهم «ستى» مخفف «سيدتى».
(2) أي مثل مالى.
(3) كذا في نسخة كشكول المحدث البحراني، منه رحمه الله.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 214
العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام ليلة عاشر شهر رمضان سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة.
قال كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها و نحن على طبقة و عنده جماعة فلما أفطر من كان حاضرا و تقوض «1» أكثر من حضر خاصرا «2» أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسي عنده فكان في مجلسه في تلك الليلة شخص لا أعرفه و لم أكن رأيته من قبل و رأيت الوزير يكثر إكرامه و يقرب مجلسه و يصغي إليه و يسمع قوله دون الحاضرين.
فتجارينا الحديث و المذاكرة حتى أمسينا و أردنا الانصراف فعرفنا بعض أصحاب الوزير أن الغيث ينزل و أنه يمنع من يريد الخروج فأشار الوزير أن نمسي عنده فأخذنا نتحادث فأفضى الحديث حتى تحادثنا في الأديان و المذاهب و رجعنا إلى دين الإسلام و تفرق المذاهب فيه.
فقال الوزير أقل طائفة مذهب الشيعة و ما يمكن أن يكون أكثر منهم في خطتنا هذه و هم الأقل من أهلها و أخذ يذم أحوالهم و يحمد الله على قتلهم في أقاصي الأرض. فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبلا عليه مصغيا إليه فقال له أدام الله أيامك أحدث بما عندي فيما قد تفاوضتم فيه أو أعرض عنه فصمت الوزير ثم قال قل ما عندك.
فقال خرجت مع والدي سنة اثنتين و عشرين و خمسمائة من مدينتنا و هي المعروفة بالباهية و لها الرستاق الذي يعرفه التجار و عدة ضياعها ألف و مائتا ضيعة في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله و هم قوم نصارى و جميع‏
__________________________________________________
(1) يقال: تقوض الحلق و الصفوف: انتقضت و تفرقت.
(2) في الأصل المطبوع: «من حضر حاضرا» و هو تصحيف، و الصحيح ما في الصلب و معناه أنه: قام أكثر أهل المجلس و كل منهم وضع يده على خاصرته، من طول الجلوس و كسالته.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 215
الجزائر التي كانت حولهم على دينهم و مذهبهم و مسير بلادهم و جزائرهم مدة شهرين و بينهم و بين البر مسير عشرين يوما و كل من في البر من الأعراب و غيرهم نصارى و تتصل بالحبشة و النوبة و كلهم نصارى و يتصل بالبربر و هم على دينهم فإن حد هذا كان بقدر كل من في الأرض و لم نضف إليهم الإفرنج و الروم.
و غير خفي عنكم من بالشام و العراق و الحجاز من النصارى و اتفق أننا سرنا في البحر و أوغلنا و تعدينا الجهات التي كنا نصل إليها و رغبنا في المكاسب و لم نزل على ذلك حتى صرنا إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار مليحة الجدران فيها المدن الملدودة «1» و الرساتيق.
و أول مدينة وصلنا إليها و أرسي المراكب بها و قد سألنا الناخداه أي شي‏ء هذه الجزيرة قال و الله إن هذه جزيرة لم أصل إليها و لا أعرفها و أنا و أنتم في معرفتها سواء.
فلما أرسينا بها و صعد التجار إلى مشرعة تلك المدينة و سألنا ما اسمها فقيل هي المباركة فسألنا عن سلطانهم و ما اسمه فقالوا اسمه الطاهر فقلنا و أين سرير مملكته فقيل بالزاهرة فقلنا و أين الزاهرة فقالوا بينكم و بينها مسيرة عشر ليال في البحر و خمس و عشرين ليلة في البر و هم قوم مسلمون.
فقلنا من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع و الابتياع فقالوا تحضرون عند نائب السلطان فقلنا و أين أعوانه فقالوا لا أعوان له بل هو في داره و كل من عليه حق يحضر عنده فيسلمه إليه.
فتعجبنا من ذلك و قلنا أ لا تدلونا عليه فقالوا بلى و جاء معنا من أدخلنا داره فرأيناه رجلا صالحا عليه عباءة و تحته عباءة و هو مفترشها و بين يديه دواة يكتب منها من كتاب ينظر إليه فسلمنا عليه فرد علينا السلام و حيانا و قال من أين أقبلتم فقلنا من أرض كذا و كذا فقال كلكم فقلنا لا بل‏
__________________________________________________
(1) الملدودة: معناها أن تلك المدن قد جعلت فيها لديدة كثيرة: و هى الروضة الخضراء الزهراء.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 216
فينا المسلم و اليهودي و النصراني فقال يزن اليهودي جزيته و النصراني جزيته و يناظر المسلم عن مذهبه فوزن والدي عن خمس نفر نصارى عنه و عني و عن ثلاثة نفر كانوا معنا ثم وزن تسعة نفر كانوا يهودا و قال للباقين هاتوا مذاهبكم فشرعوا معه في مذاهبهم فقال لستم مسلمين و إنما أنتم خوارج و أموالكم محل للمسلم المؤمن و ليس بمسلم من لم يؤمن بالله و رسوله و اليوم الآخر و بالوصي و الأوصياء من ذريته حتى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليهم.
فضاقت بهم الأرض و لم يبق إلا أخذ أموالهم.
ثم قال لنا يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم حيث أخذت الجزية منكم فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب سألوه أن يحتملهم إلى سلطانهم فأجاب سؤالهم و تلا ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة فقلنا للناخداه و الربان «1» و هو الدليل هؤلاء قوم قد عاشرناهم و صاروا رفقة و ما يحسن لنا أن نتخلف عنهم أينما يكونوا نكون معهم حتى نعلم ما يستقر حالهم عليه فقال الربان و الله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه فاستأجرنا ربانا و رجالا و قلعنا القلع «2» و سرنا ثلاثة عشر يوما بلياليها حتى كان قبل طلوع الفجر فكبر الربان فقال هذه و الله أعلام الزاهرة و منائرها و جدرها أنها قد بانت فسرنا حتى تضاحى النهار.
فقدمنا إلى مدينة لم تر العيون أحسن منها و لا أحق «3» على القلب و لا أرق من نسيمها و لا أطيب من هوائها و لا أعذب من مائها و هي راكبة البحر على جبل من صخر أبيض كأنه لون الفضة و عليها سور إلى ما يلي البحر و البحر يحوط الذي يليه منها و الأنهار منحرفة في وسطها يشرب منها أهل الدور و الأسواق‏
__________________________________________________
(1) الناخدا، مأخوذ من الفارسية و معناه معروف و الربان كرمان: رئيس الملاحين.
(2) القلع: شراع السفينة، و قلعنا: أى رفعنا و أصلحنا الشراع لتسير السفينة.
(3) أخف، خ.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 217
و تأخذ منها الحمامات و فواضل الأنهار ترمى في البحر و مدى الأنهار فرسخ و نصف و في تحت ذلك الجبل بساتين المدينة و أشجارها و مزارعها عند العيون و أثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها و لا أعذب و يرعى الذئب و النعجة عيانا و لو قصد قاصد لتخلية دابة في زرع غيره لما رعته و لا قطعت قطعة حمله و لقد شاهدت السباع و الهوام رابضة في غيض تلك المدينة و بنو آدم يمرون عليها فلا تؤذيهم.
فلما قدمنا المدينة و أرسي المركب فيها و ما كان صحبنا من الشوابي و الذوابيح من المباركة بشريعة الزاهرة صعدنا فرأينا مدينة عظيمة عيناء كثيرة الخلق وسيعة الربقة و فيها الأسواق الكثيرة و المعاش العظيم و ترد إليها الخلق من البر و البحر و أهلها على أحسن قاعدة لا يكون على وجه الأرض من الأمم و الأديان مثلهم و أمانتهم حتى أن المتعيش بسوق يرده إليه من يبتاع منه حاجة إما بالوزن أو بالذراع فيبايعه عليها ثم يقول أيا هذا زن لنفسك و اذرع لنفسك.
فهذه صورة مبايعاتهم و لا يسمع بينهم لغو المقال و لا السفه و لا النميمة و لا يسب بعضهم بعضا و إذا نادى المؤذن الأذان لا يتخلف منهم متخلف ذكرا كان أو أنثى إلا و يسعى إلى الصلاة حتى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلى بيته حتى يكون وقت الصلاة الأخرى فيكون الحال كما كانت فلما وصلنا المدينة و أرسينا بمشرعتها أمرونا بالحضور إلى عند السلطان فحضرنا داره و دخلنا إليه إلى بستان صور في وسطه قبة من قصب و السلطان في تلك القبة و عنده جماعة و في باب القبة ساقية تجري.
فوافينا القبة و قد أقام المؤذن الصلاة فلم يكن أسرع من أن امتلأ البستان بالناس و أقيمت الصلاة فصلى بهم جماعة فلا و الله لم تنظر عيني أخضع منه لله و لا ألين جانبا لرعيته فصلى من صلى مأموما.
فلما قضيت الصلاة التفت إلينا و قال هؤلاء القادمون قلنا نعم و كانت تحية الناس له أو مخاطبتهم له يا ابن صاحب الأمر فقال على خير مقدم.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 218
ثم قال أنتم تجار أو ضياف فقلنا تجار فقال من منكم المسلم و من منكم أهل الكتاب فعرفناه ذلك فقال إن الإسلام تفرق شعبا فمن أي قبيل أنتم و كان معنا شخص يعرف بالمقري بن دربهان بن أحمد «1» الأهوازي يزعم أنه على مذهب الشافعي فقال له أنا رجل شافعي قال فمن على مذهبك من الجماعة قال كلنا إلا هذا حسان بن غيث فإنه رجل مالكي.
فقال أنت تقول بالإجماع قال نعم قال إذا تعمل بالقياس ثم قال بالله يا شافعي تلوت ما أنزل الله يوم المباهلة قال نعم قال ما هو قال قوله تعالى فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين «2».
فقال بالله عليك من أبناء الرسول و من نساؤه و من نفسه يا ابن دربهان فأمسك فقال بالله هل بلغك أن غير الرسول و الوصي و البتول و السبطين دخل تحت الكساء قال لا فقال و الله لم تنزل هذه الآية إلا فيهم و لا خص بها سواهم.
ثم قال بالله عليك يا شافعي ما تقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع هل ينجسه المختلفون قال لا قال بالله عليك هل تلوت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا «3» قال نعم قال بالله عليك من يعني بذلك فأمسك فقال و الله ما عنى بها إلا أهلها.
ثم بسط لسانه و تحدث بحديث أمضى من السهام و أقطع من الحسام فقطع الشافعي و وافقه فقام عند ذلك فقال عفوا يا ابن صاحب الأمر انسب إلي نسبك فقال أنا طاهر بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي الذي أنزل الله فيه و كل شي‏ء

__________________________________________________
(1) اسمه دربهان بن أحمد، كذا في كشكول الشيخ يوسف البحرينى، منه رحمه الله.
(2) آل عمران: 61.
(3) الأحزاب: 33.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 219
أحصيناه في إمام مبين «1» هو و الله الإمام المبين و نحن الذين أنزل الله في حقنا ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم «2».
يا شافعي نحن أهل البيت نحن ذرية الرسول و نحن أولو الأمر فخر الشافعي مغشيا عليه لما سمع منه ثم أفاق من غشيته و آمن به و قال الحمد لله الذي منحني بالإسلام و نقلني من التقليد إلى اليقين.
ثم أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا على ذلك ثمانية أيام و لم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا و حادثنا فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة ففتح لهم في ذلك فكثرت علينا الأطعمة و الفواكه و عملت لنا الولائم و لبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.
فعلمنا و تحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة برا و بحرا و بعدها مدينة اسمها الرائقة سلطانها القاسم بن صاحب الأمر ع مسيرة ملكها شهرين و هي على تلك القاعدة و لها دخل عظيم و بعدها مدينة اسمها الصافية سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر ع بالحكام و بعدها مدينة أخرى اسمها ظلوم سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر ع مسيرة رستاقها و ضياعها شهران و بعدها مدينة أخرى اسمها عناطيس سلطانها هاشم بن صاحب الأمر ع و هي أعظم المدن كلها و أكبرها و أعظم دخلا و مسيرة ملكها أربعة أشهر.
فيكون مسيرة المدن الخمس و المملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط و المدن و الضياع و الجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبراءة و الولاية الذي يقيم الصلاة و يؤتي الزكاة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر سلاطينهم أولاد إمامهم يحكمون بالعدل و به يأمرون و ليس على وجه الأرض مثلهم و لو جمع أهل الدنيا لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف الأديان و المذاهب.
و لقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم لأنهم زعموا
__________________________________________________
(1) يس: 12.
(2) آل عمران: 34.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 220
أنها سنة وروده فلم يوفقنا الله تعالى للنظر إليه فأما ابن دربهان و حسان فإنهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته و قد كنا لما استكثرنا هذه المدن و أهلها سألنا عنها فقيل إنها عمارة صاحب الأمر ع و استخراجه.
فلما سمع عون الدين ذلك نهض و دخل حجرة لطيفة و قد تقضي الليل فأمر بإحضارنا واحدا واحدا و قال إياكم إعادة ما سمعتم أو إجراء على ألفاظكم و شدده و تأكد علينا فخرجنا من عنده و لم يعد أحد منا مما سمعه حرفا واحدا حتى هلك.
و كنا إذا حضرنا موضعا و اجتمع واحدنا بصاحبه قال أ تذكر شهر رمضان فيقول نعم سترا لحال الشرط.
فهذا ما سمعته و رويته و الحمد لله وحده و صلواته على خير خلقه محمد و آله الطاهرين و الحمد لله رب العالمين قلت و روى هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي عشر من كتاب الصراط المستقيم و هو أحسن كتاب صنف في الإمامة عن كمال الدين الأنباري إلخ و هو صاحب رسالة الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس و الروح التي نقلها العلامة المجلسي بتمامها في السماء و العالم.
و قال السيد الأجل علي بن طاوس في أواخر كتاب جمال الأسبوع و هو الجزء الرابع من السمات و المهمات بعد سوقه الصلوات المهدوية المعروفة التي أولها اللهم صل على محمد المنتجب في الميثاق و في آخرها و صل على وليك و ولاة عهدك و الأئمة من ولده و زد في أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة إلخ.
- و الدعاء الآخر مروي عن الرضا ع يدعى به في الغيبة أوله اللهم ادفع عن وليك و في آخره اللهم صل على ولاة عهدك في الأئمة من بعده إلخ قال بعد كلام له في شرح هذه الفقرة ما لفظه و وجدت رواية متصلة الإسناد



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 221
بأن للمهدي صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة في أطراف بلاد البحر على غاية عظيمة من صفات الأبرار و الظاهر بل المقطوع أنه إشارة إلى هذه الرواية و الله العالم.
و- رواه أيضا السيد الجليل علي بن عبد الحميد النيلي في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان عن الشيخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الإسلام سعيد الدين رضي البغدادي عن الشيخ الأجل خطير الدين حمزة بن الحارث بمدينة السلام إلخ.
و- رواه المحدث الجزائري في الأنوار عن المولى الفاضل الملقب بالرضا علي بن فتح الله الكاشاني قال روى الشريف الزاهد.










نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 295 باب مقام أولاد القائم عليه السلام في غيبته الكبرى‏
1- روى بعض من يوثق به قال: خرجت مع والدي سنة اثنتين و عشرين و خمسمائة، من مدينتنا و هي المعروفة بالباهلية «434»، و لها الرستاق الذي يعرفه التجار، و عدة ضياعها ألف و مائتا ضيعة، في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله، و هم قوم نصارى، و جميع الجزائر التي كانت حولهم، على دينهم (و مذهبهم) و مسير بلادهم (و جزائرهم مدة شهرين، و بينهم و بين البر مسير) «435» عشرون يوما و كل من في البر من الأعراب و غيرهم نصارى و يتصل بالحبشة و النوبة، و كلهم نصارى و يتصل بالبربر، و هم على دينهم.
فان حد هذا كان بعدد «436» من في الأرض، و لم يضف إليهم إلا فرنج و الروم، و غير خفي عنكم من بالشام و العراق و الحجاز من النصارى، و اتفق أننا سرنا في البحر، و أوغلنا، و تعدينا الجهات التي ما كنا نصل إليها، و رغبنا في المكاسب و لم نزل على ذلك حتى صرنا إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار، مليحة الجدر (ان) فيها المدن الممدوة «437» و الرساتيق.
فأول مدينة و صلنا إليها و أرسى المركب بها، قد سألنا الناخداه أي شي‏ء هذه الجزيرة؟ فقال: و الله إن هذه جزيرة لم أصل إليها و لا أعرفها، و أنا و أنتم في معرفتها سواء. فلما أرسينا بها، و صعد التجار إلى مشرعة تلك المدينة، و سألنا ما اسمها؟ فقيل: هي المباركة، فسألنا عن سلطانهم و ما اسمه؟
فقالوا: اسمه الطاهر، فقلنا و أين سرير ملكه «438»؟ فقيل: بالزاهرة، فقلنا و أين الزاهرة؟ فقالوا: بينكم و بينها مسيرة عشر ليال في البحر، و خمس و عشرين ليلة في البر، و هم قوم مسلمون. فقلنا: و من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع و الابتياع؟ قالوا: تحضرون عند نائب السلطان فقلنا: و أين أعوانه؟ فقالوا: لا أعوان له، بل هو في داره و كل من عليه حق‏
__________________________________________________
(434) في البحار: «المعروفة بالباهية».
(435)- هكذا زيادة في البحار.
(436)- في البحار: «بقدر كل».
(437)- في البحار: «المدن الملدودة» و معناها أن تلك المدن قد جعلت فيها لديدة كثيرة: و هى الروضة الخضراء الزهراء.
(438)- في البحار: «و أين سرير مملكته»



. نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 296
يحضر عنده، فيسلمه إليه، فتعجبنا من ذلك، و قلنا: ألا تدلونا عليه؟ فقالوا: بلى، و جاء معنا من أدخلنا داره.
فرأينا (ه) رجلا صالحا عليه عباءة، و تحته عباءة و هو مفتر شها، و بين يديه دواة يكتب فيها من كتاب ينظر إليه، فسلمنا عليه فرد علينا السلام و حيانا و قال: من أين أقبلتم؟
فقلنا: من (أرض) كذا و كذا، فقال: كلكم مسلمون؟ فقلنا: لا. بل فينا المسلم و اليهود و النصارى، فقال: يزن اليهودي جزيته و النصراني جزيته، و يناظر المسلم عن مذهبه، فوزن والدي عن خمسة نفر نصارى: عنه و عني و عن ثلاثة نفر كانوا معنا.
ثم وزن تسعة نفر كانوا يهودا و قال للمسلمين: هاتوا مذاهبكم، فشرعوا معه في مذاهبهم. فقال: لستم مسلمين و إنما أنتم خوارج و أموالكم تحل للمسلم المؤمن، و ليس بمسلم من لم يؤمن بالله و رسوله (و اليوم الآخر) و بالوصي و الأوصياء من ذريته حتى مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه و عليهم أجمعين، فضاقت بهم الأرض و لم يبق إلا أخذ أموالهم.
ثم قال لنا: يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم، حيث أخذت الجزية منكم، فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب، سألوه أن يحملهم إلى سلطانه، فأجاب سؤالهم، و تلا: «ليهلك من هلك عن بينة» «439» فقلنا للريان و الناخداه «440» هؤلاء قوم قد عاشرناهم و صاروا رفقة، و ما يحسن بنا أن نتخلف عنهم إنما نكون معهم، حتى نعلم ما يسفر حالهم عنه.
فقال الريان: و الله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه، فاستأجرنا ريانا و رجالا، و قلعنا القلع و سرنا ثلاثة عشر يوما بلياليها حتى كان قبل طلوع الشمس، كبر الريان و قال: هذه و الله أعلام الزاهرة و منارها و جدرها قد بانت.
فسرنا حتى تضاحي النهار، فقدمنا إلى مدينة لم تر العيون أحسن منها، و لا أحب «441» على القلوب، و لا أرق من نسيمها و لا أطيب من هوائها، و لا أعذب من مائها، و هى راكبة البحر، على جبل من صخر أبيض، كأنه لون الفضة و عليها سور مما يلى البحر، و البر «442» محيط
__________________________________________________
(439)- الانفال 8: 42.
(440)- الناخدا: مأخوذ من الفارسية و معناه معروف و الريان كرمان: رئيس الملاحين.
(441)- في البحار: «أحق» و في هامشه: «أخف».
(442)- في البحار: «و البحر»



. نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 297
بها و الذي يليه منها، و الأنهار منخرقه «443» في وسطها يشرب منها أهل الدور و الأسواق.
و تأخذ منها الحمامات و الميضاة و فواضل الأنهار ترمى في البحر، و مدى الأنهار فرسخ و نصف أو دونه يجري من جبل، هذا قدر ما بينه و بين المدينة، و في تحت ذلك الجبل بساتين المدينة و أشجارها، و مزارعها عند العيون و ثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها و لا أعذب، و يرعى الذئب و النعجة عيانا و لو قصد قاصد لتخلية دابته في زرع غيره لما رعته، و لا قطعت منه قطعة واحدة.
و لقد شاهدت السباع و الهوام رابضة في غيض تلك المدينة، و بنو آدم يمرون عليها فلا تؤذيهم، فلما قدمنا المدينة و أرسى المراكب فيها، و ما كان صحبنا من الشوابى «444» و الذبابيح من المباركة بشريعة الزاهرة، صعدنا فرأينا مدينة عظيمة البناء كثيرة الخلق، وسيعة الربعة، فيها الأسواق الكثيرة، و المعاش العظيم، و ترد إليها الخلق من البر و البحر، و أهلها على أحسن قاعدة، لا يكون على وجه الأرض من الأمم و أهل الأديان كأمنهم و أمانتهم، حتى أن المتعيش لسوق المدينة يرد إليها من يبتاع منه حاجته إما بالوزن أو بالذراع فيبايعه عليها.
ثم يقول: يا هذا زن لنفسك و اتزن «445» لنفسك، فهذه صورة مبايعاتهم، لا يسمع منهم لغو المقال، و لا السفه و لا النميمة، و لا يسب بعضهم بعضا، و إذا نادى المؤذن الأذان، لا يتخلف منهم متخلف ذكرا كان أو أنثى، إلا و يسعى إلى الصلاة، حتى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض، رجع كل منهم إلى بيته حتى يكون وقت صلاة أخرى فيكون الحال كما كانت، فلما دخلنا المدينة، و أرسينا بمشرعتها، أمرنا بحضورنا عند السلطان.
فحضرنا داره، و دخلنا إليه إلى بستان في وسطه قبة من قصب و السلطان في تلك القبة و عنده جماعه و في باب القبة ساقية تجرى، فوافينا القبة، و قد أقام المؤذن الصلاة، فلم يكن بأسرع من امتلاء ذلك البستان بالناس، و أقيمت الصلاة، فصلى بهم جماعة، فلا و الله لم ينظر عيني أخضع لله منه، و لا ألين جانبا لرعيته، فصلى من صلى مأموما، فلما قضيت الصلاة التفت إلينا و قال: هؤلاء القادمون؟ قلنا: نعم، و كانت تحية الناس له و مخاطبتهم إياه «يا ابن‏
__________________________________________________
(443)- في البحار: «مخرفة».
(444)- الشوب: الخلط، الذوب؛ ما شبته به من ماء أو لبن.
(445)- في البحار: «و اذرع لنفسك»



. نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 298
صاحب الأمر» فقال: على خير مقدم.
ثم قال: أنتم تجار أم أضياف؟ فقلنا: تجار، فقال: من فيكم المسلم، و من فيكم من أهل الكتاب؟ فعرفناه ذلك، فقال: إن الإسلام فرق و صار شعبا عن أي قبيل أنتم؟ و كان فينا شخص يعرف بالمقرى اسمه روزبهان بن احمد «446» الأهوازي، يزعم أنه على مذهب الشافعي. فقال له: أنا رجل شافعي فمن على مذهبك من الجماعة؟ قال: كلنا إلا هذا حسان بن غيث فإنه رجل ما لكي، فقال: يا شافعي أنت تقول بالاجماع؟ قال: نعم قال: إذا تعمل بالقياس؟.
ثم قال: بالله يا شافعي تلوت ما أنزل يوم المباهلة؟ قال: نعم قال: ما هو؟ قال: قوله تعالى: «فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين» «447» فقال: بالله عليك من أبناء الرسول و من نساؤه و من نفسه فأمسك روزبهان. فقال: بالله هل بلغك و أتاك أن غير الرسول و الوصي و البتول و السبطين دخل تحت الكساء؟ قال: لا: فقال: و الله لم تنزل هذه الآية إلا فيهم و لا خص بها سواهم.
ثم قال: بالله عليك يا شافعي ما تقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع، هل ينجسه المخالفون؟ قال: لا، فقال: بالله عليك هل تلوت قوله تعالى: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» «448» قال: نعم فقال: بالله عليك يا شافعي من عني بذلك؟ فأمسك فقال: و الله ما عني بها إلا أهلها.
ثم بسط لسانه و تحدث بحديث أمضى من السهام، و أقطع من الحسام، فقطع الشافعي و وافقه، فقام عند ذلك و قال: عفوا عفوا يا ابن صاحب الأمر أنسب لى نسبك فقال:
أنا طاهر بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب الذي أنزل الله فيه: «و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين» «449» هو
__________________________________________________
(446)- اسمه دربهان بن أحمد، كذا في كشكول الشيخ يوسف البحرينى.
(447)- آل عمران: 61.
(448)- الأحزاب: 33.
(449)- يس: 12



. نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 299
و الله الإمام المبين، و نحن الذين أنزل في حقنا «ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم» «450».
يا شافعي نحن أهل البيت و نحن ذرية الرسول، و نحن أولو الأمر، فخر الشافعي مغشيا عليه، لما سمع منه، ثم أفاق (من غشيته) و آمن به، و قال: الحمد لله الذي منحني بالإسلام و الإيمان و نقلني من التقليد إلى اليقين.
ثم أمر لنا بإقامة الضيافة، فبقينا على ذلك ثمانية أيام، و لم يبق في المدينة أحد إلا جاء إلينا، و حادثنا، فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة، ففسح لهم في ذلك، فكثرت الأطعمة و الفواكه، و عملت لنا الولايم، و لبثنا في تلك المدينة سنة كاملة، فعلمنا و تحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين برا و بحرا، و بعدها مدينة اسمها الرائعة «451» سلطانها القاسم ابن صاحب الأمر.
مسيرة ملكها شهران و هي على تلك القاعدة و لها دخل عظيم و بعدها مدينة اسمها الصافية، سلطانها إبراهيم ابن صاحب الأمر بالحكام و بعدها مدينة أخرى اسمها طلوم (ظلوم) سلطانها عبد الرحمن ابن صاحب الأمر، مسيرة رستاقها و ضياعها شهران.
و بعدها مدينة أخرى اسمها عناطيس، سلطانها هاشم ابن صاحب الأمر، و هى أعظم المدن و أكبرها. و أعظم دخلا، و مسيرة ملكها أربعة أشهر فتكون مسيرة هذه المدن الخمس و الملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط و الضياع و الجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالولاية و البراءة الذي يقيم الصلاة و يؤتي الزكاة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، سلاطينهم أولاد إمامهم، يحكمون بالعدل و به يأمرون.
و ليس على وجه الأرض مثلهم و لو جمع أهل الدنيا، لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف الأديان و المذاهب و لقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم، لأنهم زعموا انها سنة وروده، فلم يوفقنا الله للنظر إليه، فأما روزبهان و حسان فانهما أقاما بالزاهرة ترقبا رؤيته، و قد كنا لما استكثرنا هذه المدن و أهلها، و دخلنا سألنا عنها، فقيل: إنها عمارة صاحب الأمر عليه السلام و استخراجه «452».
__________________________________________________
(450)- آل عمران: 34.
(451)- في البحار: «الوائقة».
(452)- نقله بلفظه المحدث النورى في كتابه «جنة المأوى» من ملحقات بحار الأنوار: ج 53 ص 213- 220 عن كتاب «الصراط المستقيم»، و ما وجدناه في ص 264 منه مضمونه، و هكذا في مجموعة ابن العودي ص 109 نحوه، و كتاب (السلطان المفرج عن أهل الايمان) للنيلي و هو شيخ الشيخ ابن فهد الحلي، و حديقة الشيعة: ص 765، و الانوار النعمانية: ج 2 ص 58، و جنة المأوى: الحكاية 3، و مخطوطة الشهرزوري‏ ‏



نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 300
2- و في رواية علي بن فاضل المازندراني: إنه وصل في بعض أسفاره إلى بلد الأندلس فرأى قافلة، قد وصل من جبال قرينة من شاطئ البحر الغربي يجلبون الصوف و السمن و الأمتعة، فسأل عن حالهم، فقيل: إن هؤلاء يجيئون من جهه قريبة من أرض البربر، و هى قريبة من جزائر الرافضة، فحيث سمع ذلك منهم ارتاح إليهم، و جذبه باعث الشوق إلى أرضهم فقيل: إن المسافة خمسة و عشرون يوما.
قال: فمضيت فوصلت إلى جزيرة ذات أسوار أربعة، ...







رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 145
جزائرى، نعمت الله بن عبد الله‏ تاريخ وفات مؤلف: 1112 ق‏
جوهرة عالية:
[186] وجدت في بعض كتب علمائنا قدس الله أرواحهم حكاية مسندة بهذه الألفاظ: عن المولى الفاضل الملقب بالرضا علي بن فتح الله القاشاني رحمه الله قال: روى الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي الحسيني في كتابه [التعازي‏] «3»، بإسناده عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعيد بن أحمد بن الرضي، عن الشيخ الأجل المقري‏ء خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث، أنه حكى في داري بالظفريه بمدينة السلام في ثامن عشر شعبان سنة أربع و أربعين و خمسمائة قال: حدثني شيخي العالم أبو القاسم عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع عشر جمادي الآخر سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال: حدثني الأجل العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام ليلة الخميس عاشر شهر رمضان سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال: كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها و عنده جماعة، فلما أفطر من كان‏
__________________________________________________
(1)- زيادة عن نسخة أخرى.
(2)- البحار: 52/ 173.
(3)- زيادة عن نسخة أخرى.



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 146
حاضرا أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسي عنده، و كان في مجلسه تلك الليلة شخص لا أعرفه، و رأيت الوزير يكثر إكرامه و يصغي إليه و يسمع قوله دون الحاضرين، فتجارينا الحديث و المذاكرة فتحادثنا في الأديان و المذاهب و رجعنا إلى دين الإسلام و تفرق المذاهب فيه، فقال الوزير: أقل طائفة مذهب الشيعة.
و أخذ يذم أحوالهم و يحمد الله على قلتهم في أقاصي الأرض.
فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبلا عليه، فقال: أدام الله أيامك أحدث بما عندي؟
فقال: قل ما عندك.
قال: خرجت مع والدي سنة اثنين و عشرين و خمسمائة من مدينتا و هي المعروفة بالباهية و فيها ضياع كثيرة و كلهم نصارى، و اتفق أننا سرنا في البحر و تعدينا الجهات التي كنا نصل إليها، و وصلنا إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار، فأول مدينة وصلنا إليها سألنا الناخذاه: أي شي‏ء هذه الجزيرة؟
فقال: لم أصل إليها و لا أعرفها.
فلما أرسينا بها و صعد التجار، سألنا ما اسمها؟
فقيل: هي المباركة، و سلطانها اسمه الطاهر، و سرير ملكه بالزاهرة، و بينكم و بينها مسيرة عشرة ليال في البحر، و هم قوم مسلمون.
فقلنا: من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع و الابتياع؟
قالوا: تحضرون عند نائب السلطان.
فجاء معنا من أدخلنا داره، فرأينا رجلا صالحا عليه عباءة و تحته عباءة مفترشها، فسلمنا ورد علينا السلام، فقال: من أين أقبلتم؟
فقلنا: من كذا و كذا.
فقال: كلكم مسلمون؟
فقلنا: لا، بل فينا المسلم و اليهودي و النصراني.
قال: يزن اليهودي جزيته و النصراني جزيته و يناظر المسلم عن مذهبه.
فوزن والدي عن خمسة نفر نصارى عنه و عني و عن ثلاثة نفر كانوا معه، ثم وزن تسعة



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 147
نفر كانوا يهودا.
و قال للمسلمين: هاتوا مذاهبكم.
فشرعوا معه في مذاهبهم، فقال: لستم مسلمين و إنما أنتم خوارج و أموالكم تحل للمسلم المؤمن، و ليس بمسلم من لم يؤمن بالله و رسوله و بالوصي و الأوصياء من ذريته حتى مولانا صاحب الزمان عليه السلام.
فضاقت بهم الأرض و لم يبق إلا أخذ أموالهم، ثم قال لنا: يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم حيث أخذت منكم الجزية.
فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب، سألوه أن يحملهم إلى سلطانهم، فأجاب سؤالهم و تلى: ليهلك من هلك عن بينة.
فقلنا للربان- أي الدليل- و الناخذاه: هؤلاء قوم عاشرناهم و ما نحب أن نتخلف عنهم، إنما يجب أن نكون معهم حتى نعلم ما يستقر حالهم.
فقال الربان: و الله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه.
فأستأجرنا ربانا و رجالا، و سرنا ثلاثة عشر يوما حتى كان قبل طلوع الشمس قال الربان: هذه و الله أعلام الزاهرة و منائرها و جدرها قد بانت.
فقدمنا إلى مدينة لم تر العيون أحسن منها، و لا أخف على القلب، و لا أطيب من هواها، و لا أعذب من مائها، و هي راكبة البحر على جبل من صخر أبيض كأنه لون الفضة، و عليها سور إلى ما يلي البحر، و الأنهار منحرفة في وسطها، يشرب منها أهل الدور و الأسواق و تأخذ منها الحمامات، و مدى الأنهار فرسخ و نصف، و تحت ذلك الجبل بساتين المدينة و أشجارها و مزارعها عند العيون، و ثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها، و يرعى الذئب و النعجة عيانا، و لو قصد قاصد إلى تخلية دابته في زرع غيره لما رعته و لا قطعت منه، و لقد شاهدت السباع و الهوام رابضة في جنب تلك المدينة و بنو آدم يمرون عليها، فلما قدمنا المدينة صعدنا فرأينا مدينة عظيمة كثيرة الخلق فيها الأسواق الكثيرة، و يرد إليها الخلق من البر و البحر و أهلها على أحسن الوجوه، و لا يوجد على وجه الأرض من الأمم و الأديان مثلهم و أمانتهم، حتى أن المشتري و البائع يزن لنفسه المتاع و الثمن، لا يسمع منهم لغو المقال‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 148
و لا النميمة و لا الغيبة، و إذا نادى المؤذن للأذان لا يتخلف منهم أحد ذكر أو أنثى إلا سعى إلى الصلاة، يصلون كل صلاة في وقتها، فلما دخلنا المدينة أمر بحضورنا عند السلطان فدخلنا إلى بستان في وسطه قبة من فضة و السلطان في تلك القبة و عنده جماعة، فلم تنظر عيني أخضع منه لله و لا ألين جانبا لرعيته، فلما قضيت الصلاة التفت و قال: هؤلاء القادمون؟
قلنا: نعم.
و كانت تحية الناس له و مخاطبتهم: يابن صاحب الأمر، فقال: أنتم تجار أم أضياف؟
فقلنا: تجار.
فقال: من فيكم المسلم و من فيكم من أهل الكتاب؟
فعرفناه ذلك، فقال: إن الإسلام فرقا و شعبا، فمن أي قبيل أنتم؟
و كان معنا شخص يعرف بالمقري اسمه آذربهان بن أحمد الأهوازي يزعم أنه على مذهب الشافعي، فقال: أنا رجل شافعي.
قال: فمن على مذهبك في الجماعة؟
قال: كلنا إلا هذا حسان بن غيث فإنه رجل مالكي.
فقال: أنت تقول بالاجماع و تعمل بالقياس.
قال: نعم.
قال: يا شافعي بالله عليك تلوت ما أنزل يوم المباهلة؟
قال: نعم.
قال: ما هو؟
قال: قوله تعالى: تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين «1».
فقال: بالله عليك من أبناء الرسول و من نساؤه و من نفسه؟
فأمسك آذربهان.
فقال: بالله هل بلغك أن غير الرسول و الوصي و البتول و السبطين دخل تحت الكساء.
__________________________________________________
(1)- سورة آل عمران: 61.



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 149
قال: لا.
قال: و الله لم تنزل هذه الآية إلا فيهم و لا خص بها سواهم.
ثم قال: بالله عليك هل تلوت قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا «1».
قال: نعم.
قال: من عنى بذلك؟
فأمسك.
فقال: و الله ما عنى بها إلا أهلها، ثم بسط لسانه و تحدث بحديث أمضى من السهام و أقطع من الحسام، فقطع الشافعي و وافقه عند ذلك فقال: عفوا عفوا يابن صاحب الأمر أنسب لي نفسك.
فقال: أنا طاهر بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الذي أنزل فيه: و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين.
و نحن الذي أنزل الله في حقنا: ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم «2».
يا شافعي نحن ذرية الرسول نحن أولوا الأمر.
فخر الشافعي مغشيا عليه ثم أفاق و آمن به و قال: الحمد لله الذي منحني الإسلام و الإيمان و نقلني من التقليد إلى اليقين.
ثم أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا على ذلك ثمانية أيام، و لم يبق في المدينة أحد إلا جاء إلينا و حدثنا، فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة، ففتح لهم في ذلك فكثرت الأطعمة و الفواكه و عملت لنا الولائم و بقينا في تلك المدينة سنة كاملة، فعلمنا و تحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين، و بعدها مدينة أسمها الرائقة سلطانها القاسم ابن صاحب الأمر مسيرة ملكها شهرين و هي على تلك القاعدة و لها دخل عظيم، و بعدها مدينة أسمها الصافية
__________________________________________________
(1)- سورة الأحزاب: 33.
(2)- سورة آل عمران: 34.



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 150
سلطانها إبراهيم ابن صاحب الأمر، و بعدها مدينة أخرى أسمها ظلوم سلطانها عبد الرحمن ابن صاحب الأمر مسيرة رستاقها و ضياعها شهران، و بعدها مدينة أخرى أسمها عناطيس سلطانها هاشم ابن صاحب الأمر و هي أعظم المدائن و أكبرها و مسير ملكها أربعة أشهر، فيكون مسيرة هذه المدن الخمس و المملكة مقدار سنة، لا يوجد في أهل تلك الخطط و الضياع و الجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبرائة و الولاية، الذي يقيم الصلاة و يؤتي الزكاة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، سلاطينهم أولاد إمامهم يحكمون بالعدل و به يأمرون، و لو جمع أهل الدنيا لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف الأديان و المذاهب، و لقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم، لأنهم زعموا أنها سنة وروده، فلم يوفقنا الله للنظر إليه.
فأما آذربهان و حسان، فإنهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته، و قد كنا لما استكثرنا هذه المدن و أهلها و دخلها سألنا عنها، فقيل: إنها عمارة صاحب الأمر و استخراجه.
فلما سمع عون الدين نهض و دخل حجرة لطيفة، فأمر باحضارنا واحدا واحدا و قال: إياكم إعادة ما سمعتم و التكلم به، و تأكد علينا فخرجنا من عنده و لم يعد أحد منا مما سمعه حرفا واحدا حتى هلك، و كنا إذا حضرنا موضعا و أجتمع أحدنا بصاحبه قال: أتذكر شهر رمضان؟
فيقول: نعم.
فيقول: [سترا لحال شرط] «1».
فهذا ما سمعته و رويته، و الحمد لله رب العالمين «2».
__________________________________________________
(1)- ظاهر المخطوط: ستر الحلال، و ما أثبتناه من البحار.
(2)- البحار: 53/ 220.






























حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1007
و اگر چه وجود و بقاى صاحب الامر عليه السّلام نزد شيعيان و محبان آن حضرت اظهر من الشّمس است و به گواه و بيّنه حاجتى ندارد و ليكن چون حكايت غريب و روايت عجيب است و به گوشها كم خورده و در كتاب اربعين، كه يكى از اكابر مصنفين و اعاظم مجتهدين از علماى ملت سيد المرسلين و غلامان حضرات ائمه- صلوات اللّه عليهم اجمعين- تصنيف كرده «2»، به نظر اين كمترين رسيد با آنكه طولى دارد به نقل آن مزين اين اوراق مى‏گردد و چشم تحسين از ساير مؤمنين دارد. عالم و عامل متقى و فاضل محمد بن على العلوى الحسينى به سندى كه آن را به احمد بن يحيى الانبارى مى‏رساند، روايت نموده كه او گفت: در سال پانصد و چهل و سه در ماه مبارك رمضان در بلده مدينه وزير سعيد عالى‏شأن عون الدين يحيى بن هبيره مرا با جمعى كثير به ضيافت طلبيد و بعد از افطار، جمعى از خواص را امر به توقف فرمود و مشغول به صحبت شدند و آمدن باران نيز ياران را مانع آمد كه از آنجا حركت كنند از هر جا سخنى مى‏گفتند و از هر باب حكايتى در ميان بود تا سر رشته كلام به مذاهب و اديان كشيد و به حسب اتفاق از اول مجلس تا آخر در پهلوى وزير،
__________________________________________________
(1). شرح عقايد (ملا سعد الدين تفتازانى) ص 232 و 235؛ مطالب السئول ص 91.
(2). «كتاب صراط المستقيم علامه بياضى (وفات 877 ق) 2/ 264- 266 با مختصر تفاوت.
حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1008
مردى عزيز با وقار و تمكين نشسته بود كه در اين مدت او را نديده بوديم و به صحبت او نرسيده و وزير با او در كمال ادب سلوك مى‏كرد و با او در مقام توقير و احترام بود و چون حرف مذهب در ميان بود وزير گفت: شيعه جمعى قليل‏اند و در نظر ديگران خوار و ذليل‏اند و اهل سنت جماعت بسيارند و عزيز و صاحب اعتبارند، آن مرد عزيز خواست كه بر او ظاهر سازد كه كثرت دليل حقّيّت و قلّت سبب بطلان نمى‏شود. به وزير گفت: اطال اللّه بقاك! اگر رخصت باشد حكايتى كه بر من واقع شده و به راى العين مشاهده نموده‏ام معروض دارم و الا ساكت باشم؟
وزير تأملى كرده گفت: بفرمائيد تا منتفع شويم. گفت: بدانيد كه نشو و نماى من در شهر باهيه بود كه آن شهر عظيم است در غايت عظمت چنانچه هزار و دويست ضياع و قريه دارد و كثرت مردم شهر و نواحى را حصرى نيست و همه نصرانى‏اند و در آن حدود جزاير بسيار است و عدد خلقى را كه در صحارى آن، كه منتهى به نوبيه و حبشه مى‏شود، ساكن‏اند بغير از حق تعالى كسى نمى‏داند و همه نصرانى‏اند و سكّان حبشه و نوبيه كه آن نيز حدى ندارد همه نصارايند و بر ملت عيسى‏اند و گمان دارم كه عدد مسلمانان در پيش ايشان همچو عدد بهشتيان است به دوزخيان و اينها كه گفتم غير از اهل فرنگ و روم و عراق و حجازند چنانچه بر شما ظاهر است و بعد از آن خواست كه به وزير ظاهر شود كه اگر كثرت دليل حقّيّت است، حقيقت شيعه از سنى بيشتر است گفت: قبل از اين بيست و يك سال با پدرم به عزم تجارت از مدينه بيرون رفته سفر پرخطر دريا اختيار كرديم و قائد تقدير، كشتى ما را كشيده به جزيره‏اى رسانيد و از آنجا گذشته كشتى ما را به رساتيق و مدائن عظيمه پراشجار و انهار رسانيد.
چون از ناخدا استفسار كرديم گفت: و اللّه كه من هم چون شما اينجا را نديده‏ام و نه از كسى شنيده‏ام و چون به شهر اول رسيديم شهرى ديديم در غايت نزاكت و آب و هوايى دارد در كمال لطافت و مردمى در نهايت پاكيزگى، نام آن شهر
حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1009
پرسيديم، گفتند: مدينه مباركه و از والى آن پرسيديم؟ گفتند: فلان و از تخت سلطنت و مستقر حكومت و ملكش پرسيديم، گفتند: شهرى است «زاهره» نام و از اينجا تا به آنجا از راه دريا، ده روز راه است و از راه صحرا، يك ماه، پايتخت سلطان آنجاست. گفتيم: گماشتگان و عمّال حاكم كجايند كه اموال ما را ببينند و عشر و خراج خود را بگيرند تا مشغول خريد و فروخت شويم. گفتند: حاكم اين شهر را ملازم نمى‏باشد. تجّار خراج خود را برداشته به خانه حاكم مى‏برند و ما را به خانه دلالت كردند. چون در آمديم مردى ديديم در زى صلحا جامه‏اى از پشم پوشيده «1» و عبائى در زير پا انداخته و دوات و قلمى پيش خود نهاده كتابت مى‏كرد. سلام كرديم، جواب داد و مرحبا گفت و اعزاز و اكرام نمود. صورت حال خود را تقرير كرديم گفت: به شرف اسلام رسيده‏ايد يا نه؟ گفتيم: بعضى مسلمانيم و بعضى از ما بر دين موسى عليه السّلام‏اند. گفت: اهل ذمه جزيه بدهند و مسلمانان باشند تا مذهب ايشان را تحقيق كنيم.
پس پدرم جزيه خود را و مرا و سه نفر ديگر را داد كه نصرانى بوديم و يهود نه نفر بودند جزيه خود را دادند. پس استكشاف حال مسلمانان كرد چون بيان عقيده خود كردند نقد معرفت ايشان بر محك امتحان تمام عيار نيامد فرمود كه شما در زمره اهل اسلام نيستيد، بلكه در سلك خوارج منتظم‏ايد و مال شما بر مؤمنان حلال است و هر كه به خدا و رسول مجتبى و وصى او على المرتضى و ساير اوصيا تا صاحب الامر كه مولاى ماست اقرار ندارد و او از زمره مسلمين نيست و داخل خوارج است.
مسلمانان كه اين سخن شنيدند و اموال خود را در معرض تلف ديدند سر به جيب تفكر فرو برده بعد از تأمل استدعا نمودند كه احوال به سلطان نوشته آن جماعت را به «زاهره» فرستد شايد آنجا فرجى روى نمايد، قبول نموده فرمود كه به زاهره روند و اين آيه را خواند كه لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‏ مَنْ حَيَّ عَنْ‏
__________________________________________________
(1). عبارت مقدارى در كاشف الحق متفاوت است (ص 515).
حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1010
بَيِّنَةٍ «1» و ما ايشان را بجهت مصاحبت گذشته تنها نتوانستيم گذاشت و كشتيبان سابق علمى به حال اين راه نداشته و از آن شهر كشتيبان و معلم «2» گرفته روانه شده روز چهاردهم به «زاهره» رسيديم، عرصه‏اى ديديم كه چشمها بدان خوبى شهرى نديده بود و گوشها مانندش نشنيده بود و آبش چون آب زندگانى «3» و هوايش فرح‏افزا چون ايام جوانى و آن شهر در كنار دريا واقع شده بود و آبهاى بسيار در او جارى و آبهايش در غايت خوش‏گوارى، گرگان و گوسفندان با هم در دشت و صحرايش بسيار و سباع و هوامش به حال خود و بى‏آزار، نه از كسى رميدندى و نه ضرر بر كسى رسانيدندى، شهرى عظيم در وسعت و فراخى چون جنّات و بازار داران بسيار و امتعه داران بيشمار، مردمش بهترين خلايق روى زمين و همه به راستى و امانت و ديانت قرين، اگر كسى به ذرع يا كيل چيزى خريدى خود متعرض آن شده حق خود را برداشتى و وجه آن گذاشتى. دروغ و لغو و عبث در ميان ايشان ناياب و همه كارشان محض قربت و از براى ثواب. چون مؤذن بانگ گفتى همه در مسجد حاضر و بعد از فراغ به كار و كسب خود ناظر. ما جمع غريبان را چنان تعجبى از آن وضع غريب روى داده بود كه تمام در حيرت بوديم. جمعى ما را به خانه سلطان راهنمون شدند و به قصرى كه در ميان باغى پراشجار و انهار بود در آوردند. جوانى ديديم با لباس درويشان در مسندى نشسته و جمعى به ادب در خدمتش كمر بسته، تا رسيدن وقت نماز، مؤذن بانگ نماز گفت و آن باغ پر از مردم شد و سلطان امامت كرد و بعد از اداى نماز در كمال خضوع و خشوع بود، مردم متفرق شدند، پس به جانب ما ملتفت شده فرمود كه تازه به اين مقام وارد شده‏ايد؟ گفتيم: بلى. ما را دلدارى نموده مرحبا گفت و از سبب ورود ما پرسيد. احوال گذشته را عرض نموديم.
__________________________________________________
(1). سوره انفال، آيه 42.
(2). معلم- راهنما
(3). مقدمه‏اى عبارت متفاوت است (كاشف الحق، ص 515).
حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1011
چون بر حال ما مطلع شد خطاب به مسلمانان ما كرده فرمود كه مسلمانان چند فرقه‏اند، شما از كدام گروهيد؟ در ميان ما شخصى كه روزبهان نام داشت و بر مذهب شافعى بود متكلم شده عقيده خود را نمود. آن جوان گفت: با تو كدامها متفق‏اند؟
گفت: همه شافعى‏اند الا يك تن كه حسام بن قيس نام دارد و مالكى مذهب است.
سلطان خواست كه روزبهان را به راه نجات دلالت كند گفت: اى شافعى! به اجماع قايلى و عمل به قياس مى‏كنى؟ گفت: بلى، يا بن صاحب الامر! چون مردم او را اين چنين نام مى‏بردند.
فرمود: اى شافعى! آيه مباهله را خوانده و مى‏دانى؟ گفت: بلى. فرمود: كدام است؟ خواند كه فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ «1»، تا آخر آيه. فرمود كه ترا به خدا قسم مى‏دهم و به قرآن كه مراد پروردگار ازين آيه چه كسانند؟ روزبهان خاموش شد! فرمود: ترا به خدا قسم مى‏دهم كه در سلك اصحاب بغير از مصطفى و مرتضى و حسن مجتبى و حسين سيد الشهداء و بتول عذرا فاطمه زهرا، ديگرى بود؟ روزبهان گفت: لا، يا بن صاحب الامر! فرمود كه و اللّه نازل شد اين آيه در شأن ايشان و به اين آيه مخصوص نبوده كسى بغير از ايشان و بعضى ديگر از آيات و احاديث را به نوعى با فصاحت زبان و طلاقت لسان ادا كرد كه حضار مجلس را ديده‏ها گريان و سينه‏ها بريان شده، شافعى برخاسته گفت: غفرا غفرا يا بن صاحب الامر! نسب خود را بيان فرما و اين سرگشته وادى ضلالت را راه هدايت بنما.
فرمود: طاهر بن مهدى بن حسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب كه در شأن او نازل است كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ «2» كه مراد حضرت رب العالمين از امام مبين‏
__________________________________________________
(1). سوره آل عمران، آيه 61.
(2). سوره يس، آيه 12.
حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1012
نيست الا حضرت امير المؤمنين و قائد الغر المحجّلين كه خليفه بى‏فاصله خاتم النبيّين است و هيچ كس را نمى‏رسد كه بعد از آن حضرت مرتكب امر خلافت شود و بغير از شاه ولايت و سلطان خطه هدايت و آيه كريمه ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ «1» در شأن ماست و حق تعالى ما را به اين مرتبه عالى اختصاص داده، پس فرمود. اى شافعى! ما از اهل رسوليم و مراد از «اولى الامر» مائيم.
و روزبهان چون اين سخنان را از آن شاهزاده عالميان شنيد بى‏هوش شد و بعد از ساعتى كه به هوش بازآمد گفت: «الحمد للّه الذي نهجنى بالاسلام و نقلنى من التقليد الى اليقين بالاكرام و الانعام»؛ يعنى حمد مر خداى را كه مرا دولت عرفان نصيب كرد و خلعت ايمان به من پوشانيد و از تاريكى تقليد به فضاى فرح‏فزاى ايقان رسانيد و رفقاى روزبهان به تمامى از كافران و مسلمانان، آن دولت نصيب شد.
آن سرور اهل دين و مركز دايره يقين فرمود كه ما را به دار الضيافة بردند و كمال اعزاز و اكرام رعايت نمودند تا هشت روز بر خوان احسان شاهزاده مهمان بوديم و مردم به ديدن ما مى‏آمدند و مهربانى مى‏كردند و غريب‏نوازى مى‏نمودند و بعد از هشت روز رخصت گرفتند كه ما را ضيافت كنند و شرف قبول ارزانى داشته تا يك سال، هر روز يكى از اهل شهر ما را به ضيافت مى‏بردند و نهايت گرمى مى‏كردند و اطعمه لذيذه و ملابس مشبهه به التماس به ما مى‏دادند و طول و عرض آن شهر دوماهه راه بود و سكنه آن شهر باز نمودند كه ازين گذشته مدينه‏اى است كه آن را «ربقه» نام است و حاكم آن قاسم بن صاحب الامر است و طول و عرضش برابر به اين شهر و مردمش در خلق و خلق و صلاح و سداد و رفاهيت و فراغ بال مانند مردم اين شهرند و چون از آن شهر بگذرند به شهر ديگر مى‏رسند مثل اين شهر آن را «ضيافة» نام است و سلطان آن ابراهيم بن صاحب الامر است و بعد از آن شهرى است به همه زيب و زينت دينى و دنيوى آراسته نام آن «ظلوم» و متولى آن عبد الرحمن بن‏
__________________________________________________
(1). سوره آل عمران، آيه 34.
حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1013
صاحب الامر است و در حوالى آن رساتيق عظيم و ضياع كثير و طول و عرض آن دوماهه راه است و منتهى مى‏شود به شهرى كه «قناطيس» نام دارد و حاكم آن هاشم بن صاحب الامر است و مسافت آن شهر چهارماهه راه است مزين به كثرت اشجار و بسيارى انهار و نمونه‏اى است از جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ «1» هر كه بدان خطه دلگشاى برآيد در باقى عمر از دل كه فرمان فرماى ملك بدن است رخصت بيرون آمدن نمى‏يابد. القصه، طول و عرض ممالك مذكور يك ساله راه بيشتر است و سكنه آن ممالك نامحدود بالتمام شيعه اثنى عشرى و مؤمن و متقى‏اند و همه تولى به ائمه معصومين و تبرا از مشايخ ثلاثه مى‏نمايند و مجموع به خضوع و خشوع نماز مى‏گزارند و روزه مى‏دارند و زكاة و خمس اموال را به مصرف مى‏رسانند و از مناهى دور مى‏باشند و مدار ايشان ترويج احكام دين و پيروى رسول رب العالمين است و امر به معروف و نهى از منكر مى‏كنند و هر كه مستطيع شود به زيارت بيت اللّه مى‏آيد و به يقين كه در عدد و عدت زياده از كافه مردمان عالم‏اند و اين ممالك همه نسبت به صاحب الامر دارد و حكّامش اولاد آن حضرت‏اند.
چون گمان مردم آن بود كه در آن ايام به قدوم بهجت لزوم آن خطه را منور خواهد ساخت انتظار برديم و ما را آن دولت ميسر نشد پس روانه ديار خود شديم و اما حسام و روزبهان ماندند به اميد آنكه آن دولت را دريابند و چون آن مرد عزيز حكايت را تمام كرد، وزير برخاسته به حجره خاص رفت و يك يك از حضار را طلبيده ازيشان عهد و پيمان گرفت كه آن حكايت را به كسى و جائى اظهار ننمايند و مبالغه و الحاح بلكه وعيد و تهديد هم نمود كه حاضران افشاى راز نكنند و ما چون به هم مى‏رسيديم به رمز و به ايما ياد آن شب و آن قصه مى‏كرديم و ازين قسم حكايت و مانند اين چند روايت ديگر هست و ليكن از ملال خواننده و كلال شنونده و شكوه نويسنده خايف گشته به همين اكتفا نمود.
__________________________________________________
(1). سوره توبه، آيه 72.
حديقة الشيعة، ج‏2، ص: 1014
و نصوص وارده از رسول رب العالمين و ائمه معصومين- صلوات اللّه عليهم اجمعين- آن قدر در شأن حضرت خاتم الوصيين در كتاب اكمال الدين و اتمام النعمه و فصول المهمه و كشف الغمه و ديگر كتب مخالف و مؤالف هست كه اگر همه نوشته شود مثل اين كتاب، كتابى مى‏گردد و اگر اخبار و احاديث وارده در باب علامات ظهور صاحب الامر عليه السّلام و وقايع زمان حكومت و معجزات آن حضرت كه از ايام تولد تاكنون به شهور آمده كسى خواهد بنويسد دفترها مى‏شود. قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً «1».
__________________________________________________
(1). سوره كهف، آيه 109.