بسم الله الرحمن الرحیم

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف


هم فاطمة و

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف

ولادت الامام الحجة بن الحسن المهدي عج(255 - 000 هـ = 868 - 000 م)

متن حدیث جزیرة خضراء

جزیرة خضراء-جزائر ششگانه

متن حدیث جزیرة خضراء

متن حدیث جزائر ششگانه

سفر علي بن فاضل مازندراني به جزیرة خضراء(690 - 1291)
سفر نصرانی به جزایر ششگانه نظیر جزیرة خضراء(522 - 1128)
فالجمیع قرائة أمیرالمؤمنین-سید شمس الدین-جزیره خضراء-با ترجمه النجم الثاقب صاحب فصل الخطاب





ریاض العلماء راجع به جزیره خضراء:
http://lib.eshia.ir/10380/4/175

نام کتاب : ریاض العلماء و حیاض الفضلاء نویسنده : جمعی از نویسندگان جلد : 4 صفحه : 175

الشيخ الفاضل الورع الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني

صاحب قصة الجزيرة الخضراء، كان تاريخ نقلها لتلك القصة في حدود سنة تسع و تسعين و ستمائة، فكان من المعاصرين للعلامة الحلي «قده» و أضرابه أيضا.

و قد رأى في تلك الجزائر السيد شمس الدين محمد العالم الذي كان من أولاد القائم عليه السلام، و كان الناس يقرءون عليه القرآن و الفقه و العربية و اللغة و كان الفقه الذي يقرءون عليه أحاديث عن الامام القائم عليه السلام مسألة مسألة.

ثم انه قد صلّى خلف السيد شمس الدين محمد العالم المذكور صلاة الجمعة ركعتين، فلما صلّى سأل عنه و قال: يا مولاي قد رأيتكم صليتم صلاة الجمعة واجبة. فقال: نعم لان شروطها قد حضرت فوجبت. قال: فقلت في نفسي: ربما كان الامام عليه السلام حاضرا قال: ثم في وقت آخر سألته هل كان الامام حاضرا. قال: لا. فقلت: و هل رأيت الامام. قال: لا و لكن ابي رآه -و ساق الحديث بطوله الى أن قال: و نقلت عنه يعني عن السيد شمس الدين محمد العالم المذكور أحاديث كثيرة جمعتها في مجلد و لا أطلع عليه الا الاعزاء من المؤمنين و سميته بالفوائد الشمسية.

ثم قال الشيخ زين الدين علي هذا: ما رأيت أحدا من علماء الشيعة الامامية عندهم-الى آخر ما سبق في ترجمة الشيخ جعفر بن إسماعيل الحلي.

ثم قال: و رأيت السيد شمس الدين محمدا يفرق بين الظهر و العصر، فقلت له: هل تقدم لكم الفرق من صاحب الامر. قال: لا و لكن الجمع للمضطر و الفرق لغيره و كلاهما جائزان.

و ذكر الشيخ زين الدين علي هذا أن لي بهذه السنة ثمان سنوات و نصفا مفارق تلك البلاد، و قال كان اجتماعي بالسيد شمس الدين محمد في تلك الجزيرة في سنة تسعين و ستمائة-انتهى.









بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 159
باب 24 نادر في ذكر من رآه ع في الغيبة الكبرى قريبا من زماننا
أقول: وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت إيرادها لاشتمالها على ذكر من رآه و لما فيه من الغرائب و إنما أفردت لها بابا لأني لم أظفر به في الأصول المعتبرة و لنذكرها بعينها كما وجدتها. «1» بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لمعرفته و الشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيد بريته محمد الذي اصطفاه من بين خليقته و خصنا بمحبة علي و الأئمة المعصومين من ذريته صلى الله عليهم أجمعين الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا.
و بعد فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين ع و سيد الوصيين و حجة رب العالمين و إمام المتقين علي بن أبي طالب ع بخط الشيخ الفاضل و العالم العامل الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الكوفي قدس الله روحه ما هذا صورته الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله و سلم.
و بعد فيقول الفقير إلى عفو الله سبحانه و تعالى الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الإمامي الكوفي عفا الله عنه قد كنت سمعت من الشيخين الفاضلين العالمين الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلي و الشيخ جلال الدين عبد الله بن الحرام الحلي قدس الله روحيهما و نور ضريحهما في مشهد سيد الشهداء و خامس أصحاب الكساء مولانا و إمامنا أبي عبد الله الحسين ع في النصف من شهر شعبان سنة تسع و تسعين و ستمائة من‏
__________________________________________________
(1) هذه قصة مصنوعة تخيلية، قد سردها كاتبها على رسم القصاصين، و هذا الرسم معهود في هذا الزمان أيضا يسمونه «رمانتيك» و له تأثير عظيم في نفوس القارئين لانجذاب النفوس إليه. فلا بأس به، اذا عرف الناس أنها قصة تخيلية.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 160
الهجرة النبوية على مشرفها محمد و آله أفضل الصلاة و أتم التحية حكاية ما سمعاه من الشيخ الصالح التقي و الفاضل الورع الزكي زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري على مشرفيه السلام حيث اجتمعا به في مشهد الإمامين الزكيين الطاهرين المعصومين السعيدين ع بسرمن‏رأى و حكى لهما حكاية ما شاهده و رآه في البحر الأبيض و الجزيرة الخضراء من العجائب فمر بي باعث الشوق إلى رؤياه و سألت تيسير لقياه و الاستماع لهذا الخبر من لقلقة فيه بإسقاط رواته و عزمت على الانتقال إلى سرمن‏رأى للاجتماع.
فاتفق أن الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني انحدر من سرمن‏رأى إلى الحلة في أوائل شهر شوال من السنة المذكورة ليمضي على جاري عادته و يقيم في المشهد الغروي على مشرفيه السلام.
فلما سمعت بدخوله إلى الحلة و كنت يومئذ بها قد أنتظر قدومه فإذا أنا به و قد أقبل راكبا يريد دار السيد الحسيب ذي النسب الرفيع و الحسب المنيع السيد فخر الدين الحسن بن علي الموسوي المازندراني نزيل الحلة أطال الله بقاه و لم أكن إذ ذاك الوقت أعرف الشيخ الصالح المذكور لكن خلج في خاطري أنه هو.
فلما غاب عن عيني تبعته إلى دار السيد المذكور فلما وصلت إلى باب الدار رأيت السيد فخر الدين واقفا على باب داره مستبشرا فلما رآني مقبلا ضحك في وجهي و عرفني بحضوره فاستطار قلبي فرحا و سرورا و لم أملك نفسي على الصبر على الدخول إليه في غير ذلك الوقت.
فدخلت الدار مع السيد فخر الدين فسلمت عليه و قبلت يديه فسأل السيد عن حالي فقال له هو الشيخ فضل بن الشيخ يحيى الطيبي صديقكم فنهض واقفا و أقعدني في مجلسه و رحب بي و أحفى السؤال عن حال أبي و أخي الشيخ صلاح الدين لأنه كان عارفا بهما سابقا و لم أكن في تلك الأوقات حاضرا بل كنت في بلدة واسط أشتغل في طلب العلم عند الشيخ العالم العامل الشيخ أبي إسحاق‏



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 161
إبراهيم بن محمد الواسطي الإمامي تغمده الله برحمته و حشره في زمرة أئمته ع.
فتحادثت مع الشيخ الصالح المذكور متع الله المؤمنين بطول بقائه فرأيت في كلامه أمارات تدل على الفضل في أغلب العلوم من الفقه و الحديث و العربية بأقسامها و طلبت منه شرح ما حدث به الرجلان الفاضلان العالمان العاملان الشيخ شمس الدين و الشيخ جلال الدين الحليان المذكوران سابقا عفا الله عنهما فقص لي القصة من أولها إلى آخرها بحضور السيد الجليل السيد فخر الدين نزيل الحلة صاحب الدار و حضور جماعة من علماء الحلة و الأطراف قد كانوا أتوا لزيارة الشيخ المذكور وفقه الله و كان ذلك في اليوم الحادي عشر من شهر شوال سنة تسع و تسعين و ستمائة و هذه صورة ما سمعته من لفظه أطال الله بقاءه و ربما وقع في الألفاظ التي نقلتها من لفظه تغيير لكن المعاني واحدة قال حفظه الله تعالى قد كنت مقيما في دمشق الشام منذ سنين مشتغلا بطلب العلم عند الشيخ الفاضل الشيخ عبد الرحيم الحنفي وفقه الله لنور الهداية في علمي الأصول و العربية و عند الشيخ زين الدين علي المغربي الأندلسي المالكي في علم القراءة لأنه كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع و كان له معرفة في أغلب العلوم من الصرف و النحو و المنطق و المعاني و البيان و الأصولين «1» و كان لين الطبع لم يكن عنده معاندة في البحث و لا في المذهب لحسن ذاته.
فكان إذا جرى ذكر الشيعة يقول قال علماء الإمامية بخلاف من المدرسين فإنهم كانوا يقولون عند ذكر الشيعة قال علماء الرافضة فاختصصت به و تركت التردد إلى غيره فأقمنا على ذلك برهة من الزمان أقرأ عليه في العلوم المذكورة.
فاتفق أنه عزم على السفر من دمشق الشام يريد الديار المصرية فلكثرة
__________________________________________________
(1) كانه يريد أصول الفقه و أصول الدين، و اماما في الأصل المطبوع: الأصوليين.
فهو تصحيف.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 162
المحبة التي كانت بيننا عز علي مفارقته و هو أيضا كذلك فآل «1» الأمر إلى أنه هداه الله صمم العزم على صحبتي له إلى مصر و كان عنده جماعة من الغرباء مثلي يقرءون عليه فصحبه أكثرهم.
فسرنا في صحبته إلى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالفاخرة و هي أكبر من مدائن مصر كلها فأقام بالمسجد الأزهر مدة يدرس فتسامع فضلاء مصر بقدومه فوردوا كلهم لزيارته و للانتفاع بعلومه فأقام في قاهرة مصر مدة تسعة أشهر و نحن معه على أحسن حال و إذا بقافلة قد وردت من الأندلس و مع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرفه فيه بمرض شديد قد عرض له و أنه يتمنى الاجتماع به قبل الممات و يحثه فيه على عدم التأخير.
فرق الشيخ من كتاب أبيه و بكى و صمم العزم على المسير إلى جزيرة الأندلس فعزم بعض التلامذة على صحبته و من الجملة أنا لأنه هداه الله قد كان أحبني محبة شديدة و حسن لي المسير معه فسافرت إلى الأندلس في صحبته فحيث وصلنا إلى أول قرية من الجزيرة المذكورة عرضت لي حمى منعتني عن الحركة.
فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رق لي و بكى و قال يعز علي مفارقتك فأعطى خطيب تلك القرية التي وصلنا إليها عشرة دراهم و أمره أن يتعاهدني حتى يكون مني أحد الأمرين و إن من الله بالعافية أتبعه إلى بلده هكذا عهد إلي بذلك وفقه الله بنور الهداية إلى طريق الحق المستقيم ثم مضى إلى بلد الأندلس و مسافة الطريق من ساحل البحر إلى بلده خمسة أيام.
فبقيت في تلك القرية ثلاثة أيام لا أستطيع الحركة لشدة ما أصابني من الحمى ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمى و خرجت أدور في سكك تلك القرية فرأيت قفلا قد وصل من جبال قريبة من شاطئ البحر الغربي يجلبون الصوف و السمن و الأمتعة فسألت عن حالهم فقيل إن هؤلاء يجيئون من جهة قريبة من‏
__________________________________________________
(1) في المطبوعة: قال. و هو تصحيف.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 163
أرض البربر و هي قريبة من جزائر الرافضة.
فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت إليهم و جذبني باعث الشوق إلى أرضهم فقيل لي إن المسافة خمسة و عشرون يوما منها يومان بغير عمارة و لا ماء و بعد ذلك فالقرى متصلة فاكتريت معهم من رجل حمارا بمبلغ ثلاثة دراهم لقطع تلك المسافة التي لا عمارة فيها فلما قطعنا معهم تلك المسافة و وصلنا أرضهم العامرة تمشيت راجلا و تنقلت على اختياري من قرية إلى أخرى إلى أن وصلت إلى أول تلك الأماكن فقيل لي إن جزيرة الروافض قد بقي بينك و بينها ثلاثة أيام فمضيت و لم أتأخر.
فوصلت إلى جزيرة ذات أسوار أربعة و لها أبراج محكمات شاهقات و تلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطئ البحر فدخلت من باب كبيرة يقال لها باب البربر فدرت في سككها أسأل عن مسجد البلد فهديت عليه و دخلت إليه فرأيته جامعا كبيرا معظما واقعا على البحر من الجانب الغربي من البلد فجلست في جانب المسجد لأستريح و إذا بالمؤذن يؤذن للظهر و نادى بحي على خير العمل و لما فرغ دعا بتعجيل الفرج للإمام صاحب الزمان ع.
فأخذتني العبرة بالبكاء فدخلت جماعة بعد جماعة إلى المسجد و شرعوا في الوضوء على عين ماء تحت شجرة في الجانب الشرقي من المسجد و أنا أنظر إليهم فرحا مسرورا لما رأيته من وضوئهم المنقول عن أئمة الهدى ع.
فلما فرغوا من وضوئهم و إذا برجل قد برز من بينهم بهي الصورة عليه السكينة و الوقار فتقدم إلى المحراب و أقام الصلاة فاعتدلت الصفوف وراءه و صلى بهم إماما و هم به مأمومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن أئمتنا ع على الوجه المرضي فرضا و نفلا و كذا التعقيب و التسبيح و من شدة ما لقيته من وعثاء السفر و تعبي في الطريق لم يمكني أن أصلي معهم الظهر.
فلما فرغوا و رأوني أنكروا علي عدم اقتدائي بهم فتوجهوا نحوي بأجمعهم و سألوني عن حالي و من أين أصلي و ما مذهبي فشرحت لهم أحوالي و أني‏
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 164
عراقي الأصل و أما مذهبي فإنني رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الأديان كلها و لو كره المشركون فقالوا لي لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك في دار الدنيا لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنة بغير حساب فقلت لهم و ما تلك الشهادة الأخرى اهدوني إليها يرحمكم الله فقال لي إمامهم الشهادة الثالثة هي أن تشهد أن أمير المؤمنين و يعسوب المتقين و قائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب و الأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول الله و خلفاؤه من بعده بلا فاصلة قد أوجب الله عز و جل طاعتهم على عباده و جعلهم أولياء أمره و نهيه و حججا على خلقه في أرضه و أمانا لبريته لأن الصادق الأمين محمدا رسول رب العالمين ص أخبر بهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عز و جل له ع في ليلة معراجه إلى السماوات السبع و قد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى و سماهم له واحدا بعد واحد صلوات الله و سلامه عليه و عليهم أجمعين.
فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك و حصل عندي أكمل السرور و ذهب عني تعب الطريق من الفرح و عرفتهم أني على مذهبهم فتوجهوا إلي توجه إشفاق و عينوا لي مكانا في زوايا المسجد و ما زالوا يتعاهدوني بالعزة و الإكرام مدة إقامتي عندهم و صار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلا و لا نهارا.
فسألته عن ميرة أهل بلده «1» من أين تأتي إليهم فإني لا أرى لهم أرضا مزروعة فقال تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض من جزائر أولاد الإمام صاحب الأمر ع فقلت له كم تأتيكم ميرتكم في السنة فقال مرتين و قد أتت مرة و بقيت الأخرى فقلت كم بقي حتى تأتيكم قال أربعة أشهر.
__________________________________________________
(1) الميرة: الطعام و الأرزاق.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 165
فتأثرت لطول المدة و مكثت عندهم مقدار أربعين يوما أدعو الله ليلا و نهارا بتعجيل مجيئها و أنا عندهم في غاية الإعزاز و الإكرام ففي آخر يوم من الأربعين ضاق صدري لطول المدة فخرجت إلى شاطئ البحر أنظر إلى جهة المغرب التي ذكروا أهل البلد أن ميرتهم تأتي إليهم من تلك الجهة.
فرأيت شبحا من بعيد يتحرك فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد و قلت لهم هل يكون في البحر طيرا أبيض فقالوا لي لا فهل رأيت شيئا قلت نعم فاستبشروا و قالوا هذه المراكب التي تأتي إلينا في كل سنة من بلاد أولاد الإمام عليه السلام.
فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب و على قولهم إن مجيئها كان في غير الميعاد فقدم مركب كبير و تبعه آخر و آخر حتى كملت سبعا فصعد «1» من المركب الكبير شيخ مربوع القامة بهي المنظر حسن الزي و دخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن أئمة الهدى ع و صلى الظهرين فلما فرغ من صلاته التفت نحوي مسلما علي فرددت عليه السلام فقال ما اسمك و أظن أن اسمك علي قلت صدقت فحادثني بالسر محادثة من يعرفني فقال ما اسم أبيك و يوشك أن يكون فاضلا قلت نعم و لم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق.
فقلت أيها الشيخ ما أعرفك بي و بأبي هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام إلى مصر فقال لا قلت و لا من مصر إلى الأندلس قال لا و مولاي صاحب العصر قلت له فمن أين تعرفني باسمي و اسم أبي.
قال اعلم أنه قد تقدم إلي وصفك و أصلك و معرفة اسمك و شخصك و هيئتك و اسم أبيك و أنا أصحبك معي إلى الجزيرة الخضراء.
فسررت بذلك حيث قد ذكرت و لي عندهم اسم و كان من عادته أنه لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام فأقام أسبوعا و أوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم فلما
__________________________________________________
(1) أي صعد على الساحل.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 166
أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم و عزم على السفر و حملني معه و سرنا في البحر.
فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماء أبيض فجعلت أطيل النظر إليه فقال لي الشيخ و اسمه محمد ما لي أراك تطيل النظر إلى هذا الماء فقلت له إني أراه على غير لون ماء البحر.
فقال لي هذا هو البحر الأبيض و تلك الجزيرة الخضراء و هذا الماء مستدير حولها مثل السور من أي الجهات أتيته وجدته و بحكمة الله تعالى أن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت و إن كانت محكمة ببركة مولانا و إمامنا صاحب العصر ع فاستعملته و شربت منه فإذا هو كماء الفرات.
ثم إنا لما قطعنا ذلك الماء الأبيض وصلنا إلى الجزيرة الخضراء لا زالت عامرة أهله ثم صعدنا من المركب الكبير إلى الجزيرة و دخلنا البلد فرأيته محصنا بقلاع و أبراج و أسوار سبعة واقعة على شاطئ البحر ذات أنهار و أشجار مشتملة على أنواع الفواكه و الأثمار المنوعة و فيها أسواق كثيرة و حمامات عديدة و أكثر عمارتها برخام شفاف و أهلها في أحسن الزي و البهاء فاستطار قلبي سرورا لما رأيته.
ثم مضى بي رفيقي محمد بعد ما استرحنا في منزله إلى الجامع المعظم فرأيت فيه جماعة كثيرة و في وسطهم شخص جالس عليه من المهابة و السكينة و الوقار ما لا أقدر أن أصفه و الناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم و يقرءون عليه القرآن و الفقه و العربية بأقسامها و أصول الدين و الفقه الذي يقرءونه عن صاحب الأمر ع مسألة مسألة و قضية قضية و حكما حكما.
فلما مثلت بين يديه رحب بي و أجلسني في القرب منه و أحفى السؤال عن تعبي في الطريق و عرفني أنه تقدم إليه كل أحوالي و أن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمره من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه.
ثم أمر لي بتخلية موضع منفرد في زاوية من زوايا المسجد و قال لي هذا



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 167
يكون لك إذا أردت الخلوة و الراحة فنهضت و مضيت إلى ذلك الموضع فاسترحت فيه إلى وقت العصر و إذا أنا بالموكل بي قد أتى إلي و قال لي لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد و أصحابه لأجل العشاء معك فقلت سمعا و طاعة.
فما كان إلا قليل و إذا بالسيد سلمه الله قد أقبل و معه أصحابه فجلسوا و مدت المائدة فأكلنا و نهضنا إلى المسجد مع السيد لأجل صلاة المغرب و العشاء فلما فرغنا من الصلاتين ذهب السيد إلى منزله و رجعت إلى مكاني و أقمت على هذه الحال مدة ثمانية عشر يوما و نحن في صحبته أطال الله بقاءه.
فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة فلما انقضت الصلاة قلت يا سيدي قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة قال نعم لأن شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت فقلت في نفسي ربما كان الإمام ع حاضرا.
ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة هل كان الإمام حاضرا فقال لا و لكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه ع فقلت يا سيدي و هل رأيت الإمام عليه السلام قال لا و لكني حدثني أبي رحمه الله أنه سمع حديثه و لم ير شخصه و أن جدي رحمه الله سمع حديثه و رأى شخصه.
فقلت له و لم ذاك يا سيدي يختص بذلك رجل دون آخر فقال لي يا أخي إن الله سبحانه و تعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده و ذلك لحكمة بالغة و عظمة قاهرة كما أن الله تعالى اختص من عباده الأنبياء و المرسلين و الأوصياء المنتجبين و جعلهم أعلاما لخلقه و حججا على بريته و وسيلة بينهم و بينه ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة و لم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم و لا بد لكل حجة من سفير يبلغ عنه.
ثم إن السيد سلمه الله أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم و جعل يسير معي نحو البساتين فرأيت فيها أنهارا جارية و بساتين كثيرة مشتملة على أنواع الفواكه عظيمة الحسن و الحلاوة من العنب و الرمان و الكمثرى و غيرها



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 168
ما لم أرها في العراقين و لا في الشامات كلها.
فبينما نحن نسير من بستان إلى آخر إذ مر بنا رجل بهي الصورة مشتمل ببردتين من صوف أبيض فلما قرب منا سلم علينا و انصرف عنا فأعجبتني هيئته فقلت للسيد سلمه الله من هذا الرجل قال لي أ تنظر إلى هذا الجبل الشاهق قلت نعم قال إن في وسطه لمكانا حسنا و فيه عين جارية تحت شجرة ذات أغصان كثيرة و عندها قبة مبنية بالآجر و إن هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبة و أنا أمضي إلى هناك في كل صباح جمعة و أزور الإمام ع منها و أصلي ركعتين و أجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين فمهما تضمنته الورقة أعمل به فينبغي لك أن تذهب إلى هناك و تزور الإمام ع من القبة.
فذهبت إلى الجبل فرأيت القبة على ما وصف لي سلمه الله و وجدت هناك خادمين فرحب بي الذي مر علينا و أنكرني الآخر فقال له لا تنكره فإني رأيته في صحبة السيد شمس الدين العالم فتوجه إلي و رحب بي و حادثاني و أتيا لي بخبز و عنب فأكلت و شربت من ماء تلك العين التي عند تلك القبة و توضأت و صليت ركعتين.
و سألت الخادمين عن رؤية الإمام ع فقالا لي الرؤية غير ممكنة و ليس معنا إذن في إخبار أحد فطلبت منهم الدعاء فدعيا لي و انصرفت عنهما و نزلت من ذلك الجبل إلى أن وصلت إلى المدينة.
فلما وصلت إليها ذهبت إلى دار السيد شمس الدين العالم فقيل لي إنه خرج في حاجة له فذهبت إلى دار الشيخ محمد الذي جئت معه في المركب فاجتمعت به و حكيت له عن مسيري إلى الجبل و اجتماعي بالخادمين و إنكار الخادم علي فقال لي ليس لأحد رخصة في الصعود إلى ذلك المكان سوى السيد شمس الدين و أمثاله فلهذا وقع الإنكار منه لك فسألته عن أحوال السيد شمس الدين أدام الله إفضاله فقال إنه من أولاد أولاد الإمام و إن بينه و بين الإمام ع خمسة آباء



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 169
و إنه النائب الخاص عن أمر صدر منه ع.
قال الشيخ الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري على مشرفه السلام و استأذنت السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه في نقل بعض المسائل التي يحتاج إليها عنه و قراءة القرآن المجيد و مقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدينية و غيرها فأجاب إلى ذلك و قال إذا كان و لا بد من ذلك فابدأ أولا بقراءة القرآن العظيم.
فكان كلما قرأت شيئا فيه خلاف بين القراء أقول له قرأ حمزة كذا و قرأ الكسائي كذا و قرأ عاصم كذا و أبو عمرو بن كثير كذا.
فقال السيد سلمه الله نحن لا نعرف هؤلاء و إنما القرآن نزل على سبعة أحرف قبل الهجرة من مكة إلى المدينة و بعدها
لما حج رسول الله ص حجة الوداع نزل عليه الروح الأمين جبرئيل ع فقال يا محمد اتل علي القرآن حتى أعرفك أوائل السور و أواخرها و شأن نزولها «1» فاجتمع إليه علي بن أبي طالب و ولداه الحسن و الحسين ع و أبي بن كعب و عبد الله بن مسعود و حذيفة بن اليمان و جابر بن عبد الله الأنصاري و أبو سعيد الخدري و حسان بن ثابت و جماعة من الصحابة رضي الله عن المنتجبين منهم فقرأ النبي ص القرآن من أوله إلى آخره فكان كلما مر بموضع فيه اختلاف بينه له جبرئيل ع و أمير المؤمنين ع يكتب ذاك في درج من أدم فالجميع قراءة أمير المؤمنين و وصي رسول رب العالمين..
فقلت له يا سيدي أرى بعض الآيات غير مرتبطة بما قبلها و بما بعدها كأن فهمي القاصر لم يصر إلى غورية «2» ذلك.
__________________________________________________
(1) هذا وجه جمع بين الروايات الدالة على أن «القرآن نزل على سبعة أحرف» و الروايات النافية لذلك المصرحة بأن «القرآن واحد، نزل من عند الواحد، و انما الاختلاف يجى‏ء من قبل الرواة».
(2) كذا في الأصل المطبوع و القياس «غور ذلك» يقال غار في الامر غورا: اي دقق النظر فيه.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 170
فقال نعم الأمر كما رأيته و ذلك أنه لما انتقل سيد البشر محمد بن عبد الله من دار الفناء إلى دار البقاء و فعل صنما قريش ما فعلاه من غصب الخلافة الظاهرية جمع أمير المؤمنين ع القرآن كله و وضعه في إزار و أتى به إليهم و هم في المسجد.
فقال لهم هذا كتاب الله سبحانه أمرني رسول الله ص أن أعرضه إليكم لقيام الحجة عليكم يوم العرض بين يدي الله تعالى فقال له فرعون هذه الأمة و نمرودها لسنا محتاجين إلى قرآنك فقال ع لقد أخبرني حبيبي محمد ص بقولك هذا و إنما أردت بذلك إلقاء الحجة عليكم.
فرجع أمير المؤمنين ع به إلى منزله و هو يقول لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لا راد لما سبق في علمك و لا مانع لما اقتضته حكمتك فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك.
فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين و قال لهم كل من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها فجاءه أبو عبيدة بن الجراح و عثمان و سعد بن أبي وقاص و معاوية بن أبي سفيان و عبد الرحمن بن عوف و طلحة بن عبيد الله و أبو سعيد الخدري و حسان بن ثابت و جماعات المسلمين و جمعوا هذا القرآن و أسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم بعد وفاة سيد المرسلين ص. «1» فلهذا ترى الآيات غير مرتبطة و القرآن الذي جمعه أمير المؤمنين ع بخطه محفوظ عند صاحب الأمر ع فيه كل شي‏ء حتى أرش الخدش و أما هذا القرآن فلا شك و لا شبهة في صحته و إنما كلام الله سبحانه هكذا صدر عن صاحب الأمر ع.
قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل و نقلت عن السيد شمس الدين حفظه الله مسائل كثيرة تنوف على تسعين مسألة و هي عندي جمعتها في مجلد و سميتها بالفوائد الشمسية و لا أطلع عليها إلا الخاص من المؤمنين و ستراه إن شاء الله تعالى.
__________________________________________________
(1) يظهر من كلامه ذلك أن منشئ هذه القصة، كان من الحشوية الذين يقولون بتحريف القرآن لفظا، فسرد القصة على معتقداته.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 171
فلما كانت الجمعة الثانية و هي الوسطى من جمع الشهر و فرغنا من الصلاة و جلس السيد سلمه الله في مجلس الإفادة للمؤمنين و إذا أنا أسمع هرجا و مرجا و جزلة «1» عظيمة خارج المسجد فسألت من السيد عما سمعته فقال لي إن أمراء عسكرنا يركبون في كل جمعة من وسط كل شهر و ينتظرون الفرج فاستأذنته في النظر إليهم فأذن لي فخرجت لرؤيتهم و إذا هم جمع كثير يسبحون الله و يحمدونه و يهللونه جل و عز و يدعون بالفرج للإمام القائم بأمر الله و الناصح لدين الله م‏ح‏م‏د بن الحسن المهدي الخلف الصالح صاحب الزمان ع ثم عدت إلى مسجد السيد سلمه الله فقال لي رأيت العسكر فقلت نعم قال فهل عددت أمراءهم قلت لا قال عدتهم ثلاث مائة ناصر و بقي ثلاثة عشر ناصرا و يعجل الله لوليه الفرج بمشيته إنه جواد كريم.
قلت يا سيدي و متى يكون الفرج قال يا أخي إنما العلم عند الله و الأمر متعلق بمشيته سبحانه و تعالى حتى إنه ربما كان الإمام ع لا يعرف ذلك بل له علامات و أمارات تدل على خروجه.
من جملتها أن ينطق ذو الفقار بأن يخرج من غلافه و يتكلم بلسان عربي مبين قم يا ولي الله على اسم الله فاقتل بي أعداء الله.
و منها ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلهم الصوت الأول أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين و الصوت الثاني ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد ع و الثالث بدن يظهر فيرى في قرن الشمس يقول إن الله بعث صاحب الأمر م‏ح‏م‏د بن الحسن المهدي ع فاسمعوا له و أطيعوا.
فقلت يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الأمر ع أنه قال لما أمر بالغيبة الكبرى من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف فيكم من يراه فقال صدقت إنه ع إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته و غيرهم من فراعنة بني العباس حتى إن الشيعة يمنع بعضها
__________________________________________________
(1) من قولهم: «جزل الحمام: صاح» فالمراد بالجزلة صياح الناس و لغتهم.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 172
بعضا عن التحدث بذكره و في هذا الزمان تطاولت المدة و أيس منه الأعداء و بلادنا نائية عنهم و عن ظلمهم و عنائهم و ببركته ع لا يقدر أحد من الأعداء على الوصول إلينا.
قلت يا سيدي قد روت علماء الشيعة حديثا عن الإمام ع أنه أباح الخمس لشيعته فهل رويتم عنه ذلك قال نعم إنه ع رخص و أباح الخمس لشيعته من ولد علي ع و قال هم في حل من ذلك قلت و هل رخص للشيعة أن يشتروا الإماء و العبيد من سبي العامة قال نعم و من سبي غيرهم لأنه ع قال عاملوهم بما عاملوا به أنفسهم و هاتان المسألتان زائدتان على المسائل التي سميتها لك.
و قال السيد سلمه الله أنه يخرج من مكة بين الركن و المقام في سنة وتر فليرتقبها المؤمنون.
فقلت يا سيدي قد أحببت المجاورة عندكم إلى أن يأذن الله بالفرج فقال لي اعلم يا أخي أنه تقدم إلي كلام بعودك إلى وطنك و لا يمكنني و إياك المخالفة لأنك ذو عيال و غبت عنهم مدة مديدة و لا يجوز لك التخلف عنهم أكثر من هذا فتأثرت من ذلك و بكيت.
و قلت يا مولاي و هل تجوز المراجعة في أمري قال لا قلت يا مولاي و هل تأذن لي في أن أحكي كلما قد رأيته و سمعته قال لا بأس أن تحكي للمؤمنين لتطمئن قلوبهم إلا كيت و كيت و عين ما لا أقوله.
فقلت يا سيدي أ ما يمكن النظر إلى جماله و بهائه ع قال لا و لكن اعلم يا أخي أن كل مؤمن مخلص يمكن أن يرى الإمام و لا يعرفه فقلت يا سيدي أنا من جملة عبيده المخلصين و لا رأيته.
فقال لي بل رأيته مرتين مرة منها لما أتيت إلى سرمن‏رأى و هي أول مرة جئتها و سبقك أصحابك و تخلفت عنهم حتى وصلت إلى نهر لا ماء فيه فحضر عندك فارس على فرس شهباء و بيده رمح طويل و له سنان دمشقي فلما رأيته خفت‏



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 173
على ثيابك فلما وصل إليك قال لك لا تخف اذهب إلى أصحابك فإنهم ينتظرونك تحت تلك الشجرة فأذكرني و الله ما كان فقلت قد كان ذلك يا سيدي.
قال و المرة الأخرى حين خرجت من دمشق تريد مصرا مع شيخك الأندلسي و انقطعت عن القافلة و خفت خوفا شديدا فعارضك فارس على فرس غراء محجلة و بيده رمح أيضا و قال لك سر و لا تخف إلى قرية على يمينك و نم عند أهلها الليلة و أخبرهم بمذهبك الذي ولدت عليه و لا تتق منهم فإنهم مع قرى عديدة جنوبي دمشق مؤمنون مخلصون يدينون بدين علي بن أبي طالب و الأئمة المعصومين من ذريته ع.
أ كان ذلك يا ابن فاضل قلت نعم و ذهبت إلى عند أهل القرية و نمت عندهم فأعزوني و سألتهم عن مذهبهم فقالوا لي من غير تقية مني نحن على مذهب أمير المؤمنين و وصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب و الأئمة المعصومين من ذريته ع فقلت لهم من أين لكم هذا المذهب و من أوصله إليكم قالوا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه حين نفاه عثمان إلى الشام و نفاه معاوية إلى أرضنا هذه فعمتنا بركته فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة فجهزوا معي رجلين ألحقاني بها بعد أن صرحت لهم بمذهبي.
فقلت له يا سيدي هل يحج الإمام ع في كل مدة بعد مدة قال لي يا ابن فاضل الدنيا خطوة مؤمن فكيف بمن لم تقم الدنيا إلا بوجوده و وجود آبائه ع نعم يحج في كل عام و يزور آباءه في المدينة و العراق و طوس على مشرفيها السلام و يرجع إلى أرضنا هذه.
ثم إن السيد شمس الدين حث علي بعدم التأخير بالرجوع إلى العراق و عدم الإقامة في بلاد المغرب و ذكر لي أن دراهمهم مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله محمد بن الحسن القائم بأمر الله و أعطاني السيد منها خمسة دراهم و هي محفوظة عندي للبركة.
ثم إنه سلمه الله وجهني المراكب مع التي أتيت معها إلى أن وصلنا إلى‏



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 174
تلك البلدة التي أول ما دخلتها من أرض البربر و كان قد أعطاني حنطة و شعيرا فبعتها في تلك البلدة بمائة و أربعين دينارا ذهبا من معاملة «1» بلاد المغرب و لم أجعل طريقي على الأندلس امتثالا لأمر السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه و سافرت منها مع الحجج المغربي «2» إلى مكة شرفها الله تعالى و حججت و جئت إلى العراق و أريد المجاورة في الغري على مشرفيها السلام حتى الممات.
قال الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني لم أر لعلماء الإمامية عندهم ذكرا سوى خمسة السيد المرتضى الموسوي و الشيخ أبو جعفر الطوسي و محمد بن يعقوب الكليني و ابن بابويه و الشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلي هذا آخر ما سمعته من الشيخ الصالح التقي و الفاضل الزكي علي بن فاضل المذكور أدام الله إفضاله و أكثر من علماء الدهر و أتقيائه أمثاله و الحمد لله أولا و آخرا ظاهرا و باطنا و صلى الله على خير خلقه سيد البرية محمد و على آله الطاهرين المعصومين و سلم تسليما كثيرا.
بيان اللقلقة بفتح اللامين الصوت و القفل بالتحريك اسم جمع للقافل و هو الراجع من السفر و به سمي القافلة قوله تنوف أي تشرف و ترتفع و تزيد.
أقول و لنلحق بتلك الحكاية بعض الحكايات التي سمعتها عمن قرب من زماننا.
فمنها ما أخبرني جماعة عن السيد الفاضل أمير علام قال كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدسة بالغري على مشرفها السلام و قد ذهب كثير من الليل فبينا أنا أجول فيها إذ رأيت شخصا مقبلا نحو الروضة المقدسة فأقبلت إليه فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي الذكي مولانا أحمد الأردبيلي قدس الله روحه....
__________________________________________________
(1) المعاملة: قد يطلق و يراد به ما يتعامل به من الدينار و الدرهم.
(2) الحجج بضمتين: جمع للحجاج شاذ- اللسان-.














نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 300
2- و في رواية علي بن فاضل المازندراني: إنه وصل في بعض أسفاره إلى بلد الأندلس فرأى قافلة، قد وصل من جبال قرينة من شاطئ البحر الغربي يجلبون الصوف و السمن و الأمتعة، فسأل عن حالهم، فقيل: إن هؤلاء يجيئون من جهه قريبة من أرض البربر، و هى قريبة من جزائر الرافضة، فحيث سمع ذلك منهم ارتاح إليهم، و جذبه باعث الشوق إلى أرضهم فقيل: إن المسافة خمسة و عشرون يوما.
قال: فمضيت فوصلت إلى جزيرة ذات أسوار أربعة، و لها أبراج محكمات شاهقات، و تلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطئ البحر، فدخلت من باب كبير يقال له: باب البربر، فدرت في سككها أسأل عن مسجد البلد، فهديت عليه، و دخلت إليه فرأيته جامعا كبيرا معظما واقعا على البحر من الجانب الغربي من البلد، فجلست في جانب المسجد لأستريح و اذا بالمؤذن يؤذن للظهر و نادى بحي على خير العمل و لما فزع دعا بتعجيل الفرج للإمام صاحب الزمان عليه السلام فأخذتنى العبرة بالبكاء.
فدخلت جماعة بعد جماعة إلى المسجد، فشرعوا في الوضوء، على عين ماء تحت شجرة في الجانب الشرقي من المسجد، و أنا أنظر إليهم فرحا مسرورا لما رأيته من وضوئهم المنقول عن أئمه الهدى عليهم السلام، فلما فرغوا من وضوئهم، فاذا برجل قد برز من بيتهم بهي الصورة، عليه السكينة و الوقار، فتقدم إلى المحراب، و أقام الصلاة، فاعتدلت الصفوف وراءه.
و صلى بهم إماما و هم به مأمومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن أئمتنا عليهم السلام على الوجه المرضي فرضا و نفلا و كذا التعقيب و التسبيح و من شدة ما لقيته من و عثاء السفر، و تعبى في الطريق لم يمكني أن أصلي معهم الظهر، فلما فرغوا و رأوني أنكروا علي عدم اقتدائي بهم.
فتوجهوا نحوي بأجمعهم و سألونى عن حالي و من أين أصلي و ما مذهبى؟ فشرحت لهم أحوالى و أني عراقي الأصل، و أما مذهبى فإني رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا


. نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 301
شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كلها و لو كره المشركون.
فقالوا لى: لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك فى دار الدنيا، لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنة بغير حساب؟ فقلت: و ما تلك الشهادة الأخرى؟ اهدوني إليها يرحمكم الله.
فقال لي إمامهم: الشهادة الثالثة أن تشهد أن أمير المؤمنين، و يعسوب المتقين، و قائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب و الأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول الله و خلفاؤه من بعده بلا فاصلة، قد أوجب الله عز و جل طاعتهم على عباده، و جعلهم أولياء أمره و نهيه، و حججا على خلقه في أرضه، و أمناء لبريته، لأن الصادق الأمين محمدا رسول رب العالمين صلى الله عليه و آله أخبرهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عز و جل له صلى الله عليه و آله في ليلة معراجه صلى الله عليه و آله إلى السماوات السبع، و قد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى، و سماهم له واحدا بعد واحد، صلوات الله و سلامه عليه و عليهم أجمعين.
فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك، و حصل عندي أكمل السرور، و ذهب عني تعب الطريق من الفرح، و عرفتهم أني على مذهبهم، فتوجهوا إلي توجه إشفاق، و عينوا لي مكانا في زوايا المسجد، و ما زالوا يتعاهدوني بالعزة و الإكرام مدة إقامتي عندهم، و صار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلا و لا نهارا، فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي إليهم فإني لا أرى لهم أرضا مزروعة، فقال: تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض، من جزائر أولاد الإمام صاحب الأمر عليه السلام.
فقلت له: كم تأتيكم ميرتكم في السنة مرة؟ فقال: مرتين، و قد أتت مرة و بقي الأخرى. فقلت: كم بقي حتى تأتيكم؟ قال: أربعة أشهر، فتأثرت لطول المدة، و مكثت عندهم أربعين يوما أدعوا الله ليلا و نهارا بتعجيل مجيئها، و أنا عندهم في غاية الإعزاز و الإكرام، ففي آخر من يوم الأربعين ضاق صدرى لطول المدة فخرجت إلى شاطئ البحر، أنظر إلى جهة المغرب التي ذكروا أهل البلد أن ميرتهم تأتي إليهم مت تلك الجهة.
فرأيت شبحا من بعيد يتحرك، فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد و قلت لهم: هل‏



نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 302
يكون في البحر طير أبيض؟ فقالوا لى: لا فهل رأيت شيئا؟ قلت: نعم فاستبشروا و قالوا: هذه المراكب التي تأتي إلينا في كل سنة من بلاد أولاد الإمام عليه السلام.
فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب، و على قولهم إن مجيئها كان في غير الميعاد، فقدم مركب كبير و تبعه آخر و آخر حتى كملت سبعا، فصعد من المركب الكبير شيخ مربوع القامة، بهي المنظر، حسن الزي و دخل المسجد فتوضأ وضوء الكامل على الوجه المنقول عن أئمة الهدى عليهم السلام، و صلى الظهرين، فلما فرغ من صلاته التفت نحوي مسلما علي فرددت عليه السلام.
فقال: ما اسمك و أظن أن اسمك علي؟ قلت: صدقت فحادثنى بأنس محادثة من يعرفنى، فقال: ما اسم أبيك و يوشك أن يكون فاضلا؟ قلت: نعم، و لم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق الشام إلى مصر فقلت: أيها الشيخ ما أعرفك بى و بأبى؟ هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق إلى مصر؟
فقال: لا، قلت: و لا من مصر إلى الأندلس؟ قال: لا و مولاي صاحب الأمر، قلت له: و من أين تعرفنى باسمى و اسم أبى؟ قال: اعلم أنه قد تقدم إلي. وصفك، و أصلك، و معرفة اسمك و شخصك و هيئتك و اسم أبيك رحمه الله، و أنا أصحبك معي إلى الجزيرة الخضراء.
فسررت بذلك قد ذكرت ولي عندهم اسم، و كان من عادته أنه لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام فأقام أسبوعا و أوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم، فلما أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم، عزم على السفر، و حملنى معه، و سرنا في البحر، فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماء أبيض فجعلت أطيل النظر إليه.
فقال لي الشيخ و اسمه محمد: ما لي أراك تطيل النظر إلى هذا الماء؟ فقلت له: إني أراه على غير لون ماء البحر، فقال لى: هذا هو البحر الأبيض، و تلك الجزيرة الخضراء، و هذا الماء مستدير حولها مثل السور من أي الجهات أتيته وجدته، و بحكمة الله تعالى إن مراكب أعدائنا اذا دخلته غرقت و إن كانت محكمة ببركة مولانا و إمامنا صاحب الأمر عليه السلام فاستعملته و شربت منه، فاذا هو كماء الفرات.



نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 303
ثم إنا لما قطعنا ذلك الماء الأبيض، وصلنا إلى الجزيرة الخضراء لا زالت عامرة أهله، ثم صعدنا من المركب الكبير إلى الجزيرة و دخلنا البلد، فرأيته محصنا بقلاع و أبراج و أسوار سبعة واقعة على شاطئ البحر، ذات أنهار و أشجار مشتمله على أنواع الفواكه و الأثمار المنوعة، و فيها أسواق كثيرة، و حمامات عديدة و أكثر عماراتها برخام شفاف و أهلها فى أحسن الزي و البهاء فاستطار قلبى سرورا لما رأيته.
ثم مضى بي محمد رفيقي بعد ما استرحنا في منزله إلى الجامع المعظم، فرأيت فيه جماعة كثيرة و في وسطهم شخص جالس عليه من المهابة و السكينة و الوقار ما لا أقدر (أن) أصفه، و الناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم، و يقرءون عليه القرآن وافقه، و العربية بأقسامها، و أصول الدين و الفقه الذي يقرءونه عن صاحب الأمر عليه السلام مسألة مسألة، و قضية قضية و حكما حكما فلما مثلث بين يديه، رحب بي و أجلسنى في القرب منه، و أحفى السؤال عن تعبي في الطريق و عرفنى أنه تقدم إليه كل احوالي، و أن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه.
ثم أمر لي بتخلية موضع منفرد في زاوية من زوايا المسجد، و قال لي: هذا يكون لك إذا أردت الخلوة و الراحة، فنهضت و مضيت إلى ذلك الموضع، فاسترحت فيه إلى وقت العمر، و إذا أنا بالموكل بي قد أتى إلي و قال: لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد و أصحابه لأجل العشاء معك، فقلت: سمعا و طاعة، فما كان إلا قليل و إذا بالسيد سلمه الله قد أقبل و معه أصحابه.
فجلسوا و مدت المائدة فأكلنا و نهضنا إلى المسجد مع السيد لأجل صلاة المغرب و العشاء، فلما فرغنا من الصلاتين ذهب السيد إلى منزله، و رجعت إلى مكاني و أقمت على هذه الحالة مدة ثمانية عشر يوما و نحن في صحبته أطال الله بقاءه، فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة.
فلما انقضت الصلاة قلت: يا سيدى قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبه؟ قال: نعم لأن شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت، فقلت فى نفسي: ربما كان الإمام‏



نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 304
حاضرا، ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة هل كان الإمام حاضرا؟
فقال: لا و لكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه عليه السلام فقلت: يا سيدي و هل رأيت الإمام عليه السلام؟ قال لا، و لكني حدثني أبي رحمه الله أنه سمع حديثه و لم ير شخصه و أن جدي رحمه الله سمع حديثه و رأى شخصه. فقلت له: و لم ذاك يا سيدي يختص بذلك رجل دون آخر؟
فقال لي: يا أخي إن الله سبحانه و تعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده ذلك لحكمة بالغه و عظمة قاهره، كما أن الله اختص من عباده الأنبياء و المرسلين، و أوصياء المنتجبين، و جعلهم أعلاما لخلقه، و حججا على بريته، و وسيلة بينهم و بينه، ليهلك من هلك عن بينة، و يحي من حيي عن بينة، و لم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم، و لا بد لكل حجة من سفير يبلغ عنه.
ثم إن السيد رحمه الله أخذ بيدى إلى خارج مدينتهم، و جعل يسير معي نحو البساتين، فرأيت فيها أنهارا جارية، و بساتين كثيرة، مشتملة على أنواع الفواكه، عظيمة الحسن و الحلاوة، من العنب و الرمان، و الكمثرى و غيرها ما لم أرها في العراقين و لا في الشامات كلها.
قال: و سألت رفيقي الشيخ محمد عن أحوال السيد شمس الدين فقال: إنه من أولاد الامام عليه السلام و إن بينه و بين الإمام خمسة آباء و إنه النائب الخاص عن أمر صدر منه عليه السلام» «453».
و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
__________________________________________________
(453) ذكره المجلس في البحار: ج 52/ ص 159/ ب 24. تحت عنوان «باب نادر في ذكر من رآه عليه السلام في الغيبة الكبرى قريبا من زماننا» و يقول فيه: وجدت رسالة مشهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت ايرادها لاشتمالها على ذكره من رآه، و لما فيه من الضرائب. و إنما أفردت لها بابا لأني لم أظفر به في الاصول المعتبرة و لنذكرها بعينها كما وجدتها و نقلت في:
الامالي: للشهيد الاول محمد بن مكى المستشهد سنة 786 ه باسناده عن على بن فاضل كما ذكر هذا القاضى الشهيد نور الله في مجالسه، و ترجمة الجزيرة الخضراء للمحقق الثاني المتوفى سنة 940 ه، و رسالة الغيبة



نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 305
__________________________________________________
و اثبات وجود صاحب الزمان، للسيد شمس الدين محمد بن مير أسد الله التسترى المتوفى سنة 984 ه، و مجالس المؤمنين، للسيد الشهيد السعيد قاضي نور الله المرعشي التستري المستشهد عام 1019 ه، و كفاية المهتدي في معرفة المهدي، للعلامة السيد مير محمد لوحي المتوفى بعد سنة 1083 ه و تفسير الائمة لهداية الأمة، للعلامة الميرزا محمد رضا منشئ الممالك بن العلامة عبد الحسين النصيري الطوسي الاصفهاني المتوفى في حدود سنة 1100 ه، و اثبات الهداة بالنصوص و المعجزات، للحدث الخبير الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملى المتوفى عام 1104 ه، و تبصرة الولي فيمن راى القائم المهدى (ع)، للعلامة المحدث السيد هاشم البحراني المتوفى سنة 1107 ه، و رياض الابرار في مناقب الائمة الأطهار، للمحدث الفقيه السيد نعمة الله الجزائرى المتوفى عام 11112 ه، و ارشاد الجهلة المصرين على انكار الغيبة و الرجعة، للمولى محمد هاشم الهروي الخراساني، و رياض العلماء و حياض الفضلاء، للحجة الميرزا عبد الله بن الميرزا عيسى بيك الشهيد بالافندى المتوفى عام 1130 ه، و ضياء العالمين، للعلامة الشريف المولى ابي الحسن بن الشيخ محمد ظاهر الفتوني العاملي المتوفي 1140 ه و عوالم العلوم و المعارف، للعلامة الخبير الشيخ عبد الله بن نور الله البحرانى، رسالة الجزيرة الخضراء، للعلامة السيد شبر بن محمد بن ثنوان الموسوي الحويزى المتوفى بعد سنة 1186 ه، و الحاشية على مدارك الاحكام، للاستاذ الاكبر الوحيد البهبهاني المتوفى 1206 ه و قد استشهد بهذه القصة بالنسبة الى حكم شرعي عن أدلة وجوب صلاة الجمعة في زمن الغيبة ص 221، و الكتاب المبين و النهج المستبين، للعلامة الميرزا محمد بن عبد النبي الاخباري النيسابوري المقتول عام 1232 ه، و مقابس الأنوار و نفائس الأسرار، للفقيه الأصولي البارع الشيخ أسد الله الكاظميني المتوفى سنة 1237 ه، و كتاب المناقب، للمولى محمد كاظم الهزارجريبى المتوفى 1238 ه، و جلاء العيون، للعلامة الخبير السيد عبد الله الشبر المتوفى سنة 1242، و الامام الثاني عشر القائم المهدي (ع)، للحجة السيد أسد الله الجيلاني الأصفهانى المتوفى 1290 ه، و نسيم الصبا في قصة جزيرة الخضراء، للفقيه الخبير السيد مير محمد عباس الموسوي اللكهنوي المتوفى 1306 ه، و النجم الثاقب، لخاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري ص 296، و كفاية الموحدين في عقائد الدين، للسيد اسماعيل النوري الطبرستاني المتوفى 1321 ه، و الزام الناصب في اثبات الحجة الغائب، للحدث الشيخ على بن زين العابدين المتوفى سنة 1323 ه ص 156، و بشارة الاسلام في ظهور صاحب الزمان، للعالم الجليل السيد مصطفى الحيدري الكاظمي المتوفى 1336 ه ص 175، و مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم، للعالم الحجة السيد محمد تقى الموسوي الاصفهاني المتوفى سنة 1348 ص 102، و العبقري الحسان في تواريخ صاحب الزمان، للعالم الشيخ على اكبر النهاوندي المتوفى 1366 ه، و تحفة العالم في شرح خطبة العالم للسيد جعفر بحر العلوم المتوفى 1377 ص 190، و الذريعة الى تصانيف الشيعة لشيخ المحققين الشيخ آغا بزرگ الطهراني المتوفى 1389 ج 20 المقدمة،.
«من فصل الجزيرة الخضراء عند أهل الحديث و الفقه و التراجم من كتاب (الجزيرة الخضراء و قضية مثلث برمودا) للشيخ الفاضل ناجي النجار»






رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 135
جزائرى، نعمت الله بن عبد الله‏ تاريخ وفات مؤلف: 1112 ق‏
[قصة الجزيرة الخضراء]
فأئدة جليلة:.
[185] قال صاحب كتاب بحار الأنوار: وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض، و أورد الرسالة بعينها و لفظها، و نحن نذكرها على طريق التلخيص و الاختصار:
قال صاحب الرسالة بعد الحمد و الصلاة:
و بعد، فقد وجدت في خزانة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بخط الشيخ الفاضل الفضل بن يحيى الكوفي: الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله و سلم و بعد، فيقول الفقير إلى عفو الله الفضل بن يحيى الإمامي الكوفي: قد كنت سمعت من الشيخين الفاضلين، الشيخ شمس الدين الحلي و الشيخ جلال الدين الحلي في مشهد أبي عبد الله الحسين عليه السلام سنة تسع و تسعين و ستمائة، حكاية ما سمعاه من الشيخ الفاضل التقي زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري، حيث اجتمعا به في مشهد الإمامين بسر من رأى و حكى لهما ما شاهده في البحر الأبيض و الجزيرة الخضراء من الغرائب، فمر بي باعث الشوق إلى رؤياه في الاستماع لهذا الخبر منه، فاتفق أن الشيخ زين الدين انحدر إلى الحلة من سر من رأى ليمضي إلى المشهد الغروي، فلما سمعت بدخوله إلى الحلة قصدته فوجدته راكبا يريد دار السيد فخر الدين الحسن بن علي الموسوي، فاتبعته إلى دار السيد فدخلت عليه و طلبت منه شرح ما حدث به الرجلان الفاضلان الشيخ شمس الدين و الشيخ جلال الدين الحليان، فقص لي القصة بحضور السيد فخر الدين و جماعة من علماء الحلة، و هذا صورة ما سمعته من لفظه:
قال: قد كنت مقيما في دمشق الشام منذ سنين مشتغلا بطلب العلم عند الشيخ زين الدين الأندلسي المالكي، و كان لين الطبع لم يكن عنده معاندة في البحث و لا في المذهب، فاتفق أنه عزم على السفر من دمشق إلى الديار المصرية فصحبني معه إلى مصر، فلما وصلنا مدينة مصر المعروفة بالفاخرة أقام بالمسجد الأزهر يدرس مدة تسعة أشهر، و إذا بقافلة من الأندلس و مع‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 136
رجل منها كتاب من والده يعرفه فيه بمرض شديد قد عرض له و أنه يتمنى الاجتماع به قبل الممات.
فرق الشيخ من كتاب أبيه و بكى، و صمم العزم على المسير إلى جزيرة الأندلس، فأخذني معه فحين وصلنا إلى أول قرية من الجزيرة المذكورة عرضت لي حمى منعتني عن الحركة، فرق لي الشيخ و أعطى خطيب تلك القرية عشرة دراهم و أمره أن يتعاهدني حتى إذا من الله بالعافية اتبعه إلى بلده، ثم مضى إلى بلاد الأندلس، و مسافة الطريق من ساحل البحر إلى بلده خمسة أيام، فبقيت في تلك القرية ثلاثة أيام و في اليوم الثالث فارقتني الحمى و خرجت أدور في القرية، و رأيت قفلا قد وصل إليها، فسألت عن حالهم.
فقيل: إنهم يجيئون من قريب أرض البربر و هي قريبة من جزائر الرافضة.
فحين سمعت بذلك جذبني باعث الشوق إلى أرضهم.
و قيل لي: إن المسافة خمسة و عشرون يوما و القرى متصلة.
فاكتريت معهم من رجل حمارا، فلما وصلنا أرضهم العامرة قيل لي: إن جزيرة الروافض قد بقي بينك و بينها ثلاثة أيام.
فمضيت و وصلت إلى جزيرة ذات أسوار أربعة و لها أبراج محكمات شاهقات، و تلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطى‏ء البحر، فدخلت من باب كبيرة يقال لها: باب البربر، و سألت عن المسجد فهديت إليه، و دخلته و جلست لاستريح و إذا بالمؤذن يؤذن للظهر و نادى بحي على خير العمل و دعى بالفرج للإمام صاحب الزمان عليه السلام.
فأخذتني العبرة بالبكاء، فدخلت جماعة بعد جماعة إلى المسجد و شرعوا في الوضوء، و إذا برجل قد برز من بينهم بهي الصورة عليه السكينة و الوقار، فتقدم إلى المحراب و أقام الصلاة و صلى بهم إماما صلاة كاملة بالأركان المنقولة عن أئمتنا عليهم السلام، و من شدة ما لقيت من تعب السفر لم يمكني أن أصلي معهم الظهر، فلما فرغوا و رأوني أنكروا علي عدم اقتدائي بهم.
فتوجهوا نحوي بأجمعهم و سألوني عن حالي و عن مذهبي.
فشرحت لهم حالي و أني عراقي الأصل، و أما مذهبي فإني رجل مسلم أقول‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 137
بالشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله.
فقالوا لي: لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك في دار الدنيا، لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنة؟
فقلت لهم: و ما تلك الشهادة اهدوني إليها؟
فقال لي إمامهم: هي أن تشهد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الأئمة الأحد عشر من ولده عليهم السلام أوصياء رسول الله صلى الله عليه و آله و خلفاؤه من بعده بلا فاصلة.
فلما سمعت مقالتهم، حمدت الله سبحانه على ذلك و عرفتهم أني على مذهبهم، فتوجهوا إلي توجه إشفاق و عينوا لي مكانا في زوايا المسجد، و ما زالوا يتعاهدوني بالعزة و الإكرام و صار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلا و لا نهارا، فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي إليهم، فإني لا أرى لهم أرضا مزروعة؟
فقال: تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض، من جزائر أولاد الإمام صاحب الأمر عليه السلام.
فقلت له: كم تأتيكم ميرتكم في السنة مرة؟
فقال: مرتين، و قد أتت مرة و بقى الأخرى.
فقلت: كم بقى حتى تأتيكم؟
قال: أربعة أشهر.
فتأثرت لطول المدة و مكثت عندهم مقدار أربعين يوما أدعوا الله بتعجيل مجيئها، ففي آخر يوم من الأربعين خرجت إلى شاطى‏ء البحر أنظر إلى الجهة التي تأتي منها ميرتهم، فرأيت شبحا من بعيد يتحرك، فسألت عن ذلك الشبح و قلت: هل يكون في البحر طير أبيض؟
فقالوا لي: لا، فهل رأيت شيئا؟
قلت: نعم.
فاستبشروا و قالوا: هذه المراكب التي تأتي إلينا في كل سنة من بلاد أولاد الإمام عليه السلام.
فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب، و كان مجيئها في غير الميعاد، فقدم مركب كبير و تبعه آخر حتى صارت سبعة، فصعد من المركب الكبير شيخ بهي المنظر حسن الزي‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 138
و دخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل و صلى الظهرين، فلما فرغ من صلاته التفت إلي مسلما، فرددت عليه فقال: ما اسمك؟ و أظن أن اسمك علي؟
فقلت: صدقت.
فحادثني محادثة من يعرفني فقال: ما اسم أبيك؟ و يوشك أن يكون فاضلا؟
قلت: نعم.
و لم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق الشام إلى مصر.
فقلت: أيها الشيخ ما أعرفك بي و بأبي؟ هل كنت معنا حين سافرنا من الشام إلى مصر و من مصر إلى الأندلس؟
قال: لا و مولاي صاحب العصر عليه السلام.
قلت له: و من أين تعرفني باسمي و اسم أبي؟
قال: اعلم أنه قد تقدم إلي وصفك و أصلك و معرفة اسمك و شخصك و هيئتك و اسم أبيك رحمه الله و أنا أصحبك معي إلى الجزيرة الخضراء.
فسررت بذلك حيث قد ذكرت ولي عندهم اسم، و كان من عادته أن لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام، فأقام أسبوعا و أوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم، فلما أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم عزم على السفر و حملني معه و سرنا في البحر، فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماءا أبيضا فنظرت إليه، فقال لي الشيخ و أسمه محمد: مالك تنظر إلى هذا الماء؟
فقلت: إنه على غير لون ماء البحر.
فقال لي: هذا هو البحر الأبيض و تلك الجزيرة الخضراء، و هذا الماء يدور حولها مثل السور، و بحكمة الله تعالى أن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت ببركة إمامنا صاحب الزمان عليه السلام.
فشربت منه فإذا هو كماء الفرات، فوصلنا إلى الجزيرة الخضراء و صعدنا إليها و دخلنا البلد، فرأيته محصنا بقلاع و أبراج و أسوار سبعة واقعة على شاطى‏ء البحر، ذات أنهار و أشجار مشتملة على أنواع الفواكه، و فيها أسواق كثيرة و حمامات عديدة، و أكثر عمارتها برخام شفاف، و أهلها في أحسن الزي و البهاء، فاستطار قلبي سرورا.



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 139
ثم مضى بي محمد إلى الجامع الأعظم، فرأيت فيه جماعة كثيرة و في وسطهم شخص جالس عليه من المهابة و السكينة و الوقار ما لا يوصف، و الناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم، و يقرؤون عليه في القرآن و الفقه و العربية بأقسامها و أصول الدين، و الفقه الذي يقرؤونه عن صاحب الأمر عليه السلام مسألة مسألة و قضية قضية و حكما حكما، فلما مثلت بين يديه رحب بي و أجلسني في القرب منه، و أحفى السؤال عن تعبي في الطريق، و عرفني أنه تقدم إليه كل أحوالي و أن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاه، ثم أمر لي بتخلية بيت في المسجد، فمضيت إلى ذلك الموضع و استرحت فيه إلى وقت العصر، و إذا أنا بالموكل بي أتى إلى و قال لي: لا تبرح حتى يأتيك السيد و أصحابه لأجل العشاء معك.
فأقبل مع أصحابه و مدت المائدة فأكلنا و نهضنا إلى المسجد لأجل صلاة المغرب و العشاء، فلما فرغنا من الصلاة ذهبت إلى مكاني و أقمت في صحبته سلمه الله ثمانية عشر يوما، فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد صلى ركعتين فريضة واجبة، فلما فرغت قلت: يا سيدي قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة.
قال: نعم لأن شروطها المعلومة قد حضرت لأني النائب الخاص بأمر الإمام عليه السلام.
فقلت: يا سيدي هل رأيت الإمام؟
قال: لا، و لكن حدثني أبي أنه سمع حديثه و لم ير شخصه، و أن جدي رحمه الله سمع حديثه و رأى شخصه.
فقلت له: و لم ذاك يا سيدي يختص بذلك رجل دون آخر؟
فقال: إن الله سبحانه يؤتي الفضل من يشاء من عباده، كما اختص جماعة بالنبوة و الإمامة.
ثم إن السيد سلمه الله أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم و سار معي نحو البساتين، فرأيت فيها أنهارا جارية و بساتين كثيرة فيها أنواع الفواكه، فبينما نحن في البساتين إذ رأينا رجلا بهي الصورة مشتمل ببردتين من صوف أبيض فسلم علينا، فقلت للسيد: من هذا الرجل؟
فقال: انظر إلى هذا الجبل الشاهق إن في وسطه لمكانا حسنا و فيه عين جارية تحت‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 140
شجرة و عندها قبة مبنية، و إن هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبة، و أنا أمضي إلى هناك في كل صباح جمعة و أزور الإمام عليه السلام منها و أصلي ركعتين، و أجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين فأعمل به، فينبغي لك أن تذهب إلى هناك و تزور الإمام عليه السلام من القبة.
فذهبت إلى الجبل فرأيت القبة على ما وصف لي، و وجدت هناك خادمين فرحب بي الذي مر علينا و أنكرني الآخر و قال له: لا تنكره فإني رأيته في صحبة السيد شمس الدين العالم.
فرحب بي، و حادثاني فسألتهما عن رؤية الإمام عليه السلام.
فقالا لي: الرؤية غير ممكنة و ليس معنا أذن في إخبار أحد.
فنزلت من ذلك الجبل إلى دار الشيخ محمد الذي جئت معه في المركب، فحكيت له مسيري إلى الجبل و إنكار الخادم علي.
فقال لي: ليس لأحد رخصة في الصعود إلى ذلك المكان سوى السيد شمس الدين و أمثاله.
فسألته عن أحوال السيد شمس الدين.
فقال: إنه من أولاد الإمام عليه السلام و أن بينه و بين الإمام عليه السلام خمسة آباء، و أنه النائب الخاص عن أمر صدر من الإمام عليه السلام.
فاستأذنت السيد شمس الدين في نقل بعض المسائل و قراءة القرآن المجيد.
فقال: ابدأ أولا بقراءة القرآن.
فكلما قرأت شيئا فيه خلاف بين القراء أقول له: قرأ حمزة كذا و قرأ الكسائي كذا و قرأ أبو عاصم كذا و أبو عمرو بن كثير كذا.
فقال السيد سلمه الله: نحن لا نعرف هؤلاء و إنما القرآن نزل على سبعة أحرف قبل الهجرة من مكة إلى المدينة، و بعدها لما حج رسول الله صلى الله عليه و آله حجة الوداع نزل عليه الروح الأمين جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد أتل علي القرآن حتى أعرفك أوائل السور و أواخرها و شأن نزولها.
فاجتمع إليه علي بن أبي طالب و ولده الحسن و الحسين عليهم السلام و أبي بن كعب و عبد الله‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 141
ابن مسعود و حذيفة بن اليمان و جابر بن عبد الله الأنصاري و أبو سعيد الخدري و حسان بن ثابت، و جماعة من الصحابة من المنتجبين منهم، فقرأ النبي صلى الله عليه و آله القرآن من أوله إلى آخره، و كلما مر بموضع فيه اختلاف بينه له جبرائيل عليه السلام و أمير المؤمنين عليه السلام يكتب ذاك في درج من أدم، فالجميع قراءة أمير المؤمنين عليه السلام.
فقلت له: يا سيدي أرى بعض الآيات غير مرتبطة بما قبلها و بما بعدها، و كان فهمي القاصر لم يصل إلى غورية ذلك.
فقال: نعم، الأمر كما رأيته، و ذلك لما انتقل سيد البشر صلى الله عليه و آله من دار الفناء إلى دار البقاء و فعل صنما قريش ما فعلاه من غصب الخلافة الظاهرية، جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن كله و وضعه في إزاره و أتى به إليهم و هم في المسجد، فقال لهم: «هذا كتاب الله سبحانه أمرني رسول الله صلى الله عليه و آله أن أعرضه عليكم لقيام الحجة عليكم يوم العرض بين يدي الله تعالى».
فقال له فرعون هذه الأمة و نمرودها: لسنا محتاجين إلى قرآنك.
فقال عليه السلام: «قد أخبرني حبيبي بقولك هذا، و إنما أردت بهذا إلقاء الحجة عليكم».
فرجع أمير المؤمنين عليه السلام به إلى منزله و هو يقول: «لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لا راد لما سبق في علمك و لا مانع لما أقبضته حكمتك، فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك».
فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين و قال لهم: كل من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها.
فجاءه أبو عبيدة بن الجراح و عثمان و سعد بن أبي وقاص و معاوية بن أبي سفيان و عبد الرحمن بن عوف و طلحة بن عبد الله و أبو سعيد الخدري و حسان بن ثابت و جماعات من المسلمين، و جمعوا هذا القرآن و أسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم بعد وفاة سيد المرسلين صلى الله عليه و آله، فلهذا ترى الآيات غير مرتبطة، و القرآن الذي جمعه أمير المؤمنين عليه السلام بخطه محفوظ عند صاحب الأمر عليه السلام فيه كل شي‏ء حتى أرش الخدس، و أما هذا القران فلا شك و لا شبهة في صحته و أنه كلام الله سبحانه، هكذا صدر عن صاحب الأمر عليه السلام.
و نقلت عن السيد شمس الدين مسائل كثيرة تنوف على تسعين مسألة، و هي عندي‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 142
جمعتها في مجلد سميتها بالفوائد الشمسية.
فلما كانت الجمعة الثانية و فرغنا من الصلاة و جلس السيد في مجلس الإفادة، و إذا أنا أسمع هرجا و جزلة عظيمة خارج المسجد، فقال لي السيد: إن أمراء عسكرنا يركبون كل جمعة من وسط كل شهر و ينتظرون الفرج.
فخرجت لرؤيتهم، فإذا هم جمع كثير يسبحون الله و يحمدونه و يهللونه جل و عز و يدعون بالفرج للإمام عليه السلام م ح م د صاحب الزمان عليه السلام، فعدت إلى المسجد، فقال لي السيد: هل رأيت العسكر؟
قلت: نعم.
قال: فهل عددت أمراءهم؟
فقلت: لا.
قال: عدتهم ثلاثمائة ناصر و بقي ثلاثة عشر ناصرا و يعجل الله الفرج.
قلت: يا سيدي و متى يكون الفرج؟
قال: يا أخي إنما العلم عند الله، و الأمر متعلق بمشيئته سبحانه و تعالى، حتى أنه ربما كان الإمام عليه السلام لا يعرف ذلك، بل له علامات و إمارات تدل على خروجه من جملتها:
أن ينطق ذو الفقار، بأن يخرج من غلافه و يتكلم بلسان عربي مبين: قم يا ولي الله على اسم الله، فاقتل بي أعداء الله.
و منها: ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلهم، الصوت الأول: أزفة الأزفة يا معشر المؤمنين.
و الصوت الثاني: ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد عليهم السلام، و الثالثة: بدن يظهر فيرى في قرن الشمس يقول: إن الله بعث صاحب الأمر م ح م د بن الحسن المهدي فاسمعوا له و اطيعوا.
فقلت: يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديثا رويت عن صاحب الأمر عليه السلام أنه قال: لما أمر بالغيبة الكبرى: «من رآني بعد غيبتي فقد كذب».
فكيف من يراه؟



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 143
فقال: صدقت إنه عليه السلام إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته و غيرهم من فراعنة بني العباس، حتى أن الشيعة يمنع بعضهم بعضا عن التحدث بذكره، و في هذا الزمان تطاولت المدة و أيس منه الأعداء و بلادنا بعيد عنهم و عن ظلمهم و عنادهم، و ببركته عليه السلام لا يقدر أحد من الأعداء [على‏] الوصول إلينا.
قلت: يا سيدي قد روت علماء الشيعة حديثا عن الإمام عليه السلام أنه عليه السلام أباح الخمس لشيعته.
قال: نعم أباح الخمس لشيعته من ولد علي عليه السلام و قال: «هم في حل من ذلك».
قلت: و هل رخص للشيعة أن يشتروا الإماء و العبيد من سبي العامة؟
قال: نعم و من سبي غيرهم لأنه عليه السلام قال: «عاملوهم بما عاملوا به أنفسهم».
و قال السيد سلمه الله: إنه يخرج من مكة بين الركن و المقام في سنة وتر، فليرتقبها المؤمنون.
فقلت: يا سيدي قد أحببت المجاورة عندكم إلى أن يأذن الله بالفرج.
قال: يا أخي تقدم إلي كلام تعود إلى وطنك و لا يمكنني و إياك المخالفة، لأنك ذو عيال و قد غبت عنهم مدة مديدة، و لا يجوز لك التخلف عنهم أكثر من هذا.
فتأثرت من ذلك و بكيت و قلت: يا مولاي، و هل تجوز المراجعة في أمري؟
قال: لا.
قلت: يا مولاي، و هل تأذن لي في أن أحكي كلما قد رأيته و سمعته؟
قال: لا بأس أن تحكي للمؤمنين لتطمئن قلوبهم إلا كيت و كيت، و عين ما لا أقوله.
فقلت: يا سيدي ما يمكن النظر إلى جماله و إلى بهائه عليه السلام.
قال: لا، و لكن كل مؤمن مخلص يمكن أن يرى الإمام و لا يعرفه.
فقلت: يا سيدي أنا من جملة عبيده المخلصين و لا رأيته.
فقال لي: بل رأيته مرتين، مرة منها لما أتيت إلى سر من رأى و هي أول مرة جئتها و سبقك أصحابك و تخلفت عنهم حتى وصلت إلى نهر لا ماء فيه، فحضر عندك فارس على فرس شهباء و بيده رمح طويل و له سنان دمشقي، فلما رأيته خفت على ثيابك، فلما وصل إليك قال‏



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 144
لك: «لا تخف اذهب إلى أصحابك، فإنهم ينتظرونك تحت تلك الشجرة».
فأذكرني و الله ما كان فقلت: قد كان ذلك يا سيدي.
قال: و المرة الأخرى حين خرجت من دمشق تريد مصرا مع شيخك الأندلسي و انقطعت عن القافلة و خفت خوفا شديدا، فعارضك فارس على فرس غراء محجلة و بيده رمح أيضا و قال لك: «سر و لا تخف إلى قرية على يمينك و نم عند أهلها الليلة و أخبرهم بمذهبك الذي ولدت عليه و لا تتق منهم، فإنهم مع قرى عديدة جنوبي دمشق مخلصون يدينون بدين علي بن أبي طالب و الأئمة المعصومين من ذريته عليه السلام».
كان ذلك يابن فاضل؟
قلت: نعم، و ذهبت إلى أهل تلك القرية و نمت عندهم فأعزوني، و سألتهم عن مذهبهم فقالوا من غير تقية: نحن على مذهب أمير المؤمنين عليه السلام و الأئمة المعصومين.
فقلت لهم: من أين لكم هذا المذهب؟
قالوا: أبو ذر الغفاري رضى الله عنه حين نفاه عثمان إلى الشام و نفاه معاوية إلى أرضنا هذه فعمتنا بركته.
فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة، فجهزوا معي رجلين الحقاني بها بعد أن صرحت لهم بمذهبي.
فقلت له: يا سيدي هل يحج الإمام عليه السلام في كل مدة؟
قال لي: يا بن فاضل الدنيا خطوة مؤمن، فكيف بمن لم تقم الدنيا إلا بوجوده و وجود آبائه عليهم السلام؟ نعم يحج في كل عام و يزور آباءه بالمدينة و العراق و طوس على مشرفيها السلام، و يرجع إلى أرضنا هذه.
ثم إن السيد شمس الدين حث علي بعدم التأخير بالرجوع إلى العراق و عدم الاقامة في بلاد المغرب، و ذكر لي أن دراهمهم مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله محمد بن الحسن قائم بأمر الله.
و أعطاني السيد منها خمسة دراهم- و هي محفوظة عندي للبركة- ثم إنه وجهني مع المراكب التي أتيت معها إلى أن وصلنا تلك البلدة، التي أول ما دخلتها من أرض البربر، و كان قد



رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج‏3، ص: 145
أعطاني حنطة و شعيرا فبعتها في تلك البلدة بمائة و أربعين دينارا، فتوجهت إلى طرابلس من أرض المغرب و سافرت منها إلى الحج و حججت و جئت إلى العراق و أريد المجاورة في الغري إلى الممات، و لم أر لعلماء الإمامية عندهم ذكرا سوى خمسة: السيد المرتضى الموسوي، و الشيخ أبو جعفر الطوسي، و محمد بن يعقوب الكليني، و ابن بابويه، و الشيخ أبو القاسم جعفر بن [إسماعيل‏] «1» الحلي قدس الله أرواحهم.
و هذا آخر ما سمعته من الشيخ الفاضل التقي علي بن فاضل أدام الله أفضاله و كثر من علماء الدهر و أتقيائه أمثاله.
الحمد لله أولا و آخرا و ظاهرا و باطنا و صلى الله على خير خلقه سيد البرية محمد و على آله الطاهرين المعصومين و سلم تسليما كثيرا «2».
جوهرة عالية:
[186] وجدت في بعض كتب علمائنا قدس الله أرواحهم حكاية مسندة بهذه الألفاظ: عن المولى الفاضل الملقب بالرضا علي بن فتح الله القاشاني رحمه الله قال: روى الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي الحسيني في كتابه [التعازي‏] «3»، بإسناده عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعيد بن أحمد بن الرضي، عن الشيخ الأجل المقري‏ء خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث، أنه حكى في داري بالظفريه بمدينة السلام في ثامن عشر شعبان سنة أربع و أربعين و خمسمائة قال: حدثني شيخي العالم أبو القاسم عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع عشر جمادي الآخر سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال: حدثني الأجل العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام ليلة الخميس عاشر شهر رمضان سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال: كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها و عنده جماعة، فلما أفطر من كان‏
__________________________________________________
(1)- زيادة عن نسخة أخرى.
(2)- البحار: 52/ 173.











الذريعة إلى‏ تصانيف ‏الشيعة، ج‏5، ص: 105
444: الجزيرة الخضراء
رسالة فيما يتعلق بحكاية تلك الجزيرة، للسيد شبر بن محمد بن ثنوان الموسوي الحويزي من أحفاد السيد محمد بن فلاح المشعشعي، و صاحب رسالة في ترجمه جده، كما مر في (ج 4- ص 165) كذا ذكر «1». في رسالة ترجمه السيد شبر الذي مر في (ج 4- ص 158).
445: الجزيرة الخضراء
رسالة مبسوطة تقرب من ثلاثمائة و خمسين بيتا، أوردها العلامة المجلسي بتمامها في مجلد الثالث عشر من البحار في باب من رآه في الغيبة الكبرى، و هي تأليف الشيخ مجد الدين الفضل بن يحيى بن علي بن مظفر الطيبي‏ الكوفي الكاتب بواسط، الذي ترجمه الشيخ الحر في أمل الآمل و كان هو من تلاميذ الوزير علي بن عيسى الإربلي قرأ عليه مع جمع آخر كتابه كشف الغمة عن معرفة أحوال الأئمة قد وجدت هذه الرسالة في الخزانة الغروية بخط مؤلفها الطيبي و عن خطه استنسخت، و قد أورد الطيبي في رسالته هذه تمام ما حكاه له الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري مؤلف الفوائد الشمسية الآتي و ما أخبره به مما شاهده من الجزيرة الخضراء الواقعة في البحر الأبيض، و كانت حكايته للطيبي شفاها في الحلة في حادي عشر شوال (699)، و كان قد حكاه قبل ذلك في سامراء للشيخين الفاضلين الشيخ شمس الدين محمد بن نجيح الحلي، و الشيخ جلال الدين عبد الله بن حوام الحلي، و سمعه الطيبي منهما أولا في كربلاء، في (15 شعبان- 699) ثم سمعه من الشيخ زين الدين بغير واسطة ثانيا، كما ذكرناه و قد ذكر هو هذه التفاصيل في أول الرسالة المدرجة بعينها في البحار، و ذكر القاضي نور الله في المجالس أن شيخنا السعيد محمد بن مكي الشهيد في (786) رواه بإسناده عن الشيخ زين الدين علي المذكور، و قد كتبه بخطه الشريف، و ذكر أيضا أن السيد الأمير شمس الدين محمد بن أسد الله التستري. أورد حكاية الجزيرة الخضراء. في طي رسالة فارسية كتبها في إثبات وجود صاحب الزمان ع، و بيان مصالح غيبته و حكمها، قال و هي رسالة جليلة يجب على المؤمنين محافظتها، و قد ألفها بأمر المغفور له السلطان صاحب قران- يعني به الشاه طهماسب الأول- و قد مر في (ج 4- ص 93) ترجمه الجزيرة الخضراء للمحقق الكركي المطبوع بالهند، و المصدر باسم الشاه طهماسب و لعل هذه الترجمة هي التي أدرجت في طي رسالة شمس الدين محمد بن أسد الله، أو إنها ترجمه للسيد شمس الدين محمد نفسه أدرجها في رسالته «1».
---------------
الذي يظهر من مجموع هذه الحكاية الطويلة أن الجزيرة الخضراء هي غير( جزيرة صاحب الزمان) كما يصرح به في آخر الحكاية، و قد حكى خصوصيات تلك الجزيرة من ادعى أنه رآها بعينه، و هو الرجل الجليل الذي لم يعلم اسمه و لم يعرف شخصه قبل مجلس نقله و كان ضيف الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة الذي مات في( 560) و مكرما عنده، و كانت ضيافة الوزير له مع جمع آخرين في إحدى ليالي شهر الصيام قبل وفاه الوزير بسنين، و كان الوزير يكثر إكرامه في تلك الليلة و يقرب مجلسه و يصغي إليه. و يسمع قوله دون سائر الحاضرين، فحكى الرجل كيفية وصوله إلى الجزيرة مع أبيه و جمع آخرين من تجار النصارى و المسلمين مفصلا، فسمعه منه الجماعة و لما تم كلامه خرج الوزير إلى خلوة، و طلب واحدا واحدا من الجماعة و أخذ منهم العهد و الميثاق بعدم نقل الحكاية لأحد ما دام حيا، فكان إذا اجتمع أحد الجماعة مع صاحبه يشير إليه بليلة شهر رمضان، و لم يعد أحد منهم حرفا من الحكاية حتى هلك الوزير، و قد حكى هذه الخصوصيات أحد حضار المجلس. السامعين للحكاية و المتعهدين بعدم نقلها في حياة الوزير، و هو الشيخ العالم كمال الدين أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري، حكاها في داره بمدينة السلام بغداد للشيخ العالم أبي القاسم بن أبي عمرو عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي، و هذا الشيخ أبو القاسم رواه للشيخ المقري خطير الدين حمزة بن المسبب بن الحارث. و رواه خطير الدين في داره في الظفرية بمدينة السلام أيضا للعالم الحافظ حجة الإسلام سعيد بن أحمد بن الرحني، و قد وجدت هذه الحكاية بهذا الإسناد يعني برواية سعيد بن أحمد عن خطير الدين عن الشيخ أبي القاسم عن كمال الدين الأنباري. أنه قال كنت في مجلس الوزير يحيى بن هبيرة إلى آخر القضية، و قد كانت الحكاية بإسنادها المذكور مكتوبة في آخر نسخه من كتاب التعازي تأليف الشريف الزاهد محمد بن علي العلوي الشجري. الذي يروي في أول أحاديث كتابه التعازي عن أبي الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المعاني- و المعاني هذا هو من مشايخ أبي الفرج الأصفهاني الذي توفي( 356) و من مشايخ أبي المفضل الشيباني الذي توفي( 385)، فظهر أن عصر مؤلف التعازي المعاصر لأبي الفرج و أبي المفضل مقدم على عصر الوزير ابن هبيرة) بما يقرب من مائتي سنة، فليست هذه الحكاية جزء من كتاب التعازي كما يفصح عن جزئيتها له قول شيخنا في خاتمة المستدرك ص 370 فإنه قال إن الخبر الذي يذكر فيه بلاد أولاد الحجة ع من خواص هذا الكتاب. الا أن يكون مراده أنه من مختصات هذه النسخة التي وجدها و هو خلاف الظاهر و قد جاء في ج 4- ص 205 أن ذكر البلاد خاتمة الكتاب التعازي، مع أنه ليس كذلك لأن الحكاية وقعت بعد مضي مائتي سنة تقريبا من تأليف كتاب التعازي فلتصحح العبارة بتبديل جملة( و مختتما له بذكر) بجملة( و ألحق بآخره ذكر) و كذلك اشتبه مؤلف الأربعين الذي هو من أصحابنا المجتهدين- كما وصفه المقدس الأردبيلي في آخر حديقة الشيعة قبل الخاتمة- فنسب في أربعينه هذا الخبر إلى محمد بن علي العلوي الحسيني( يعني به الشريف الزاهد العلوي الشجري مؤلف التعازي) و كان منشأ النسبة أنه رأى هذه النسخة من التعازي المكتوب في آخرها هذه الحكاية، فحسب إنها جزء الكتاب، و لهذا المنشا ذكر أيضا المولى الفاضل الملقب بالرضا علي بن فتح الله الكاشاني ما نقله عنه المحدث الجزائري في الأنوار النعمانية في( النور- 44- ص 148) في بلاده ع من طبع( تبريز- 1301) فقال الجزائري إنه ذكر الفاضل المذكور أنه روى الشريف الزاهد، و ساق الحكاية إلى آخرها فإن الظاهر أن الفاضل رآها مكتوبة في آخر النسخة فنسبها إلى الشريف الزاهد، غفلة عن عدم ملائمة الطبقة). و بالجملة هذه الحكاية المكتوبة في آخر كتاب التعازي المشتملة على السند المذكور قد نقلها شيخنا العلامة النوري في الجنة المأوى و هي الحكاية الثالثة منه، و قد وقع في سندها أغلاط في تواريخ رواياته لأن المقتفي لأمر الله استوزر الوزير ابن هبيرة في( 544) فثبت في وزارته إلى موته، و بعده استوزره المستنجد إلى أن توفي الوزير في( 560)، و حدث كمال الدين الأنباري بهذه الحكاية بعد وفاه الوزير خوفا من توعيده كما صرح به في آخر الحكاية فيكون تواريخ رواياته بعد وفاه الوزير لا محالة. مع أن الموجود من تواريخ الروايات كلها في حياة الوزير، قال شيخنا في الجنة المأوى بعد ذكر الحكاية إنه ذكرها بهذا الإسناد السيد علي بن عبد الحميد النيلي في كتابه السلطان المفرج عن أهل الإيمان و لم أظفر بنسخته فلعل التواريخ فيها صحيحة، و كذلك ذكر أن البياضي أورد مختصر الحكاية في كتابه الصراط المستقيم فليرجع إليهما، و بالجملة لم تصل هذه الحكاية إلينا الا بالوجادة، و لم نعرف من أحوال الحاكي لها الا أنه كان رجلا محترما في ذلك المجلس، و قد اشتمل سندها على عدة تواريخ تناقض ما في متنها، و اشتمل متنها على أمور عجيبة قابله للإنكار، و ما هذا شأنه لا يمكن أن يكون داعي العلماء من إدراجه في كتبهم المعتمدة. بيان لزوم الاعتماد عليها أو الحكم بصحتها مثلا أو جعل الاعتقاد بصدقها واجبا حاشا هم عن ذلك بل انما غرضهم من نقل هذه الحكايات مجرد الاستيناس بذكر الحبيب و ذكر دياره، و الاستماع لآثاره مع ما فيها من رفع الاستبعاد عن حياته في دار الدنيا، و بقائه متنعما فيها في أحسن عيش و أفره حال، بل مع السلطنة و الملك له و لأولاده، و استقرارهم في ممالك واسعة هيأ الله لهم لا يصل إليها من لم يرد الله وصوله و قد احتفظ العلماء بتلك الحكايات في قبال المستهزءين بالدين بقولهم( لم لا يخرج جليس السرداب بعد ألف سنة و كيف تمتعه بالدنيا و ما أكله و شربه و لبسه و غيرها من لوازم حياته) و هم بذلك القول يبرهنون على ضعف عقولهم، فمن كان عاقلا مؤمنا بالله و رسوله و كتابه يكفيه في إثبات قدرة الله تعالى على تهيئة جميع الأسباب المعيشة في حياة الدنيا له ع قوله تعالى في الصافات( آية- 141)( و لو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه( الحوت) إلى يوم يبعثون) الصريح في أن يونس لو لم يكن من المسبحين لكان يلبث في بطن الحوت على حاله إلى يوم يبعث سائر البشر. فأخبر الله تعالى بقدرته على إبقاء الحوت الذي التقم يونس، و على إبقاء يونس على حاله في بطنه، و لبثه فيه كذلك إلى يوم بعث الناس، و احتمال إرادة موت يونس بإرهاق روحه و لبث جسده في بطن الحوت إلى يوم بعثه و إحيائه مخالف للظاهر من جهات كما لا يخفي‏






الذريعة إلى ‏تصانيف ‏الشيعة، ج‏4، ص: 93
428: ترجمة الجزيرة الخضراء
للشيخ نور الدين علي بن حسين بن عبد العالي المحقق الكركي (المتوفى 940) كما حكى عن صاحب الرياض، و هو مطبوع بالهند و مصدر باسم السلطان شاه طهماسب الصفوي الذي تولى السلطنة من (930) إلى أن مات (984) و الجزيرة الخضراء هو تأليف فضل بن يحيى الطيبي كتب فيه ما رواه له الشيخ‏ زين الدين علي بن فاضل المازندراني في سنة (699) مما شاهد في تلك الجزيرة، و أورد ترجمته السيد مير شمس الدين محمد بن مير أسد الله التستري فيما كتبه بالفارسية في إثبات وجود صاحب الزمان ع الذي مر ذكره (في ج 1- ص- 109).



الذريعةإلى‏تصانيف‏الشيعة، ج‏1، ص: 513
2513: إرشاد الجهلة
المصرين على إنكار الغيبة و الرجعة لم يذكر فيه اسم المؤلف الا أني رأيت النسخة بخط المولى محمد هاشم الهروي الخراساني الفاضل العالم الذي دون مجموعة في سنين فرغ من كتاباتها سنة 1126 و سنة 1127 و سنة 1128 و فيها ما انتخبه من كتاب غرر الحكم للآمدي و رسائل عديدة و فوائد كثيره أخرى، و الظاهر أنه هو المؤلف للإرشاد هذا رأيته في مكتبة السادة آل خرسان في النجف، أوله (الحمد لله الذي قبل عنا الإيمان بالغيب- إلى قوله- فقد سألني بعض الإخوان، عن سبع عشرة غيبة للأنبياء و الأوصياء ع، و عن الرجعة الواقعة قبل قيام القيامة من الإمام المهدي ع) ثم شرع في بيان إثبات كل واحدة من الغيبات و بدأ بغيبة إدريس النبي ع و ينقل في الأثناء عن كتاب إثبات الغيبة و كشف الحيرة لمولانا علي كما ذكرناه، و أورد قصة الجزيرة الخضراء مرسلا عن الشيخ علي بن فاضل المازندراني الذي روى عنه فضل بن يحيى الطيبي الكوفي سنة 699، و حكى عن بعض العلماء دلالة عشر آيات من القرآن الكريم على الرجعة، و أورد جملة من الأحاديث الدالة على بعض الخصوصيات في الرجعة، و قال في آخرها (إن أمثال هذه الأحاديث الشاذة ليست بمذكورة في ستتهم و لا في أربعتهم فالسكوت في أمثالها أولى و أحسن).



الذريعةإلى‏تصانيف‏الشيعة، ج‏5، ص: 157
663: جنة البرية
في أحكام التقية، للسيد شبر بن محمد بن ثنوان الموسوي الحويزي النجفي المتوفى (بعد 1186) بشهادة خطوطه في هذا التاريخ، أوله (الحمد لله الذي أكرمنا بالتقوى و وفقنا للتمسك بالسبب الأقوى) مرتب على مقدمه و اثنتي عشرة جنة و اثني عشر ترسا و خاتمة، و فرغ منه في ثامن شعبان (1165) و وصف نفسه في أوله بالمحمدي العلوي الحسني الحسيني الصديقي الصادقي الموسوي الفخاري كما أنه سمى الكتاب بالعنوان المذكور، لكن عبر عنه بعض معاصريه ب جنة الإمامية في رسالته التي ألفها في ترجمه السيد شبر و ذكر فيها تصانيفه و منها الجزيرة الخضراء المذكور آنفا و قد رأيت النسخة كذلك في بغداد في الخزانة الموقوفة لآل السيد عيسى العطار البغدادي، في زمن تولية السيد حسين المتوفى في طريق الحج، لكن بعد وفاته تفرقت الكتب الموقوفة.



الذريعةإلى‏تصانيف‏الشيعة، ج‏16، ص: 343
1595: الفوائد الشمسية
للشيخ الورع زين الدين علي بن الفاضل المازندراني، صاحب قصة الجزيرة الخضراء في 699 و هي مجموعة أخبار رواها له السيد شمس الدين محمد، الذي لاقاه و صلى خلفه و رأى الناس يقرءون عليه القرآن و العربية و الفقه، و هم يقولون إنه ولد الحجة صاحب الزمان ص و من أخبارها: أنه سئل الشمس الدين المذكور عن تفريقه بين الظهرين أنه بأمر الحجة ع فقال السيد لا و لكن الجمع للمضطر و التفريق لغيره و كلاهما جائزان انتهى و هذا الكتاب كان مخزونا عنده لم يطلع عليها الا الأخصاء من المؤمنين‏ كما هو مذكور في الرسالة، الموردة بعينها في الثالث عشر من البحار




الذريعةإلى‏تصانيف‏الشيعة، ج‏25، ص: 88
484: وسيلة النجاة
شرح لأربعين حديثا بالفارسية لملا علي رضا بن ملا فتح الله الشريف المفسر الكاشاني نقل عنه السيد الجزائري في النور 14 من الأنوار النعمانية حكاية الجزيرة الخضراء القصة الرمزية المذكورة في 5: 107 الذي جعلها متمما للأربعين و قد ذكرنا مؤلف القصة في الحقائق الراهنة ص 145




الذريعةإلى‏تصانيف‏الشيعة، ج‏25، ص: 296
189: يوحنا
أو رسالة يوحنا الذمي قصة خيالية مثل قصة الجزيرة الخضراء ذ 5: 105- 108 و الحقائق الراهنة ص 145 و 161، و الطرائف ذ 15: 154 و هي مثل الحسنية (7: 20) تنسب إلى أبي الفتوح الرازي صاحب تفسير روض الجنان (ذ 11: 274) كما عن رياض العلماء و لكن أقدم نسخه من الحسنية هي التي‏...










النجم الثاقب-ص ۵۹۷

حکایت سی و هفتم: قصه جزیره خضراء
قصه جزیره خضراء1(1)

قصّه جزیره خضرا و بحر ابیض به نحوی که در رساله مخصوصه ثبت شده و در خزانه امیرالمؤمنین علیه السلام یافت شده به خطّ عامل فاضل، فضل بن یحیی بن علی مؤلّف آن رساله.

ما اول آن حکایت را به نحوی که علّامه مجلسی رحمه الله و غیره از آن رساله نقل کردند، ذکر کنیم. پس از آن شواهد و قراین بر صدق آن و تصریحات علمای اعلام را بر اعتبار آن بیان کنیم.

صورت رساله مذکوره: و بعد، پس به تحقیق که یافتم در خزانه امیرالمؤمنین علیه السلام به خطّ شیخ امام فاضل و عالم عامل، فضل بن شیخ یحیی بن علی الطبسی(1) کوفی - قدس اللَّه روحه - حکایتی که صورت آن چنین است:

و بعد چنین می گوید بنده نیازمند به سوی عفو خداوند سبحانه، فضل بن یحیی بن علی طبسی کوفی امامی - عفی اللَّه عنه - که من شنیده بودم از دو شیخ فاضلان عالمان عاملان، شیخ شمس الدین بن نجیح حلّی و شیخ جلال الدین عبداللَّه ابن حوام حلّی - قدس اللَّه روحهما و نوّر ضریحهما - در مشهد منوّر حسین علیه السلام در نیمه ماه شعبان سنه شش صد و نود و نه از هجرت که روایت کرده اند از شیخ صالح با ورع، شیخ زین الدین علی بن فاضل مازندرانی، مجاور نجف اشرف که حکایت کرد برای ایشان این قصّه را، آن گاه که مجتمع شده بودند با او در مشهد امامین هم امین علیهما السلام در سرّ من رأی. پس نقل کرد برای ایشان، آن چه دیده بود در بحر ابیض و جزیره خضرا.

پس شوق تمامی در من پیدا شد برای دیدن شیخ زین الدین مذکور و از خداوند تبارک و تعالی سؤال کردم که ملاقات او راس برای من آسان گرداند که این خبر را بشنوم از دهان او و

ص:597
1- 1240. از حال ایشان پرسیدم. گفتند که این ها می آیند از طرف قریب به ارض بربر که نزدیک است به جزایر رافضه. نسخه بحار مرحوم مؤلّف

واسطه از میان ساقط شود و عزم نمودم بر حرکت کردن به سوی سرّ من رأی که در آن جا او را ملاقات کنم.

پس اتّفاق افتاد که شیخ مذکور به طرف حلّه آمد در ماه شوّال سال مذکور به مشهد مقدّس غروی یعنی مشهد حضرت امیرالمؤمنین علیه السلام رود، به قاعده معهوده در آن جا اقامت نماید.(1)

یکی از متوطّنان حلّه که او سیّد فخرالدّین حسن بن علی بن موسوی مازندرانی بود که به دیدن من آمده بود، در اثنای سخن فرمود: شیخ زین الدین علی بن فاضل مشارالیه، در خانه او که در آخر بلده حلّه واقع است، نازل شده است. پس از استماع این خبر مسرّت اثر، چندان شادی و فرح، رخ نمود که گویا می پریدم و اصلاً توقّف ننمودم و در خدمت سیّد فخرالدین مذکور و مصاحبت او روانه شدم.

پس با سیّد داخل خانه شدم و به خدمت شیخ علی بن فاضل رسیدم و بر او سلام کردم و دست او را بوسیدم. او حال مرا از سیّد سؤال کرد. سیّد به او گفت: این شیخ، فضل بن شیخ یحیی طبسی کوفی است. صدیق و دوست شماست.

پس او از جا برخاست و مرا در مجلس خود نشانید و مرا ترحیب کرد و از احوال پدر و برادر من، صلاح الدین، پرسید؛ زیرا که او، ایشان را پیش تر می شناخت و من در آن اوقات نبودم، بلکه در بلده واسط بودم و در آن جا مشغول طلب علم بودم در پیش شیخ عالم کامل، ابواسحاق ابراهیم بن محمّد واسطی امامی مذهب، که خدا او را با ائمّه طاهرین محشور

ص:598
1- 1241. خ.ل: سوّم.

گرداند و به نزد او درس می خواندم.

با شیخ علی مذکور سخن گفتم و از سخنان او، مطّلع بر فضل او گردیدم و دانستم که در بسیاری علوم اطّلاع دارد، از علوم فقه و حدیث و عربیّت. از او پرسیدم آن چه را از دو مرد فاضل عالم عامل، شیخ شمس الدین و شیخ جلال الدین حلّی از اهل حلّه شنیده بودم.

پس شیخ علی مذکور، مجموع قصّه را از اول تا آخر در حضور سیّد حسن مازندرانی صاحب خانه و در حضور جماعتی از علمای حلّه و اطراف که به دیدن شیخ علی مذکور آمده بودند، در روز پانزدهم ماه شوال در سال شش صد و نود و نه نقل کرد و این صورت چیزی است که از لفظ او شنیدم - اطال اللَّه بقائه - و بسا می شود که در آن الفاظی که نقل کردم، تغییری حاصل شود، لکن معنی یکی است.

فرمود - حفظه اللَّه تعالی -: من چند سال در دمشق به طلب علم مشغول بودم در نزد شیخ عبدالرحیم حنفی، خدا او را هدایت کند در پیش او علم اصول و عربیّت را می خواندم و علم قرائت را پیش شیخ زین الدین علی مغربی اندلسی مالکی می خواندم؛ زیرا که او عالم فاضل و عارف بود به قواعد قرّای سبعه و در بسیاری از علوم مانند علم صرف و نحو و منطق و معانی و کلام و اصول، معرفت داشت و نرم طبیعت بود. در بحث کردن معانده نمی نمود. و تعصّب مذهب نمی کشید، از نیک ذاتی که داشت و هر وقت که ذکر شیعه جاری می شد، می گفت: علمای امامیّه چنین گفته اند، به خلاف سایر مدرّسین، وقتی که ذکر شیعه می شد، می گفتند: علمای رافضه چنین گفته اند. من به جهت عدم تعصّب شیخ اندلسی مالکی، تردّد نزد غیر او را قطع کردم. و مدّتی نزد او آن علوم مذکوره را می خواندم.

پس اتّفاق افتاد که شیخ مذکور از دمشق شام عازم سفر مصر شد. از بسیاری محبّتی که با من داشت، بر من گران شد مفارقت او و بر او نیز چنین حالتی طاری گردید. پس قصد کرد که مرا با خود ببرد و نزد او جماعتی از غربا مثل من بودند که نزد او تحصیل علوم می کردند و اکثر ایشان همراه او روانه شدند، تا آن که به مصر رسیدیم و وارد شهری از شهرهای مصر گردیدیم که آن را قاهره می گویند و از بزرگترین شهرهای مصر است.

پس در مسجد ازهر آن ساکن و مدّتی در آن جا درس می گفت. چون فضلای مصر از

ص:599

قدوم او مطلّع گردیدند، همه ایشان به دیدن او آمدند، از برای منتفع گردیدن ایشان به علوم او، نزد او می آمدند، تا نُه ماه در آن جا ماند و ما با او بودیم به احسن حال. ناگاه قافله ای از اندلس وارد شدند و با مردی از ایشان، نامه ای از والد شیخ ما بود.

او در آن نامه نوشته بود: او مریض است به مرض شدید! آرزو دارد که فرزند خود را ببیند پیش از آن که از دنیا برود.» و او را تحریص به رفتن و ترک تأخیر فرمود. چون آن نامه به شیخ رسید، از آن بلیّه گریست و عازم سفر جزیره اندلس گردید. پس بعضی از شاگردان او به رفاقت او عازم اندلس گردیدند که من یکی از آنها بودم؛ زیرا که او - خدا او را هدایت کند - با من دوستی شدید داشت.

پس روانه شدیم و چون به اول قریه آن جزیره رسیدیم، تب شدیدی عارض من شد و مانع حرکت من گردید. چون شیخ آن حالت را در من مشاهده نمود، به حال من رقّت کرد و گریست و گفت: بر من گران است مفارقت تو. پس به خطیب آن قریه که رسیدیم به او ده درهم داد و به او امر فرمود که متوجّه احوال من باشد و اگر خدا مرا از آن مرض عافیت بخشید، به او ملحق شوم و چنین معاهده نمود که خدا او را به نور هدایت راهنمایی فرماید و خود، متوجّه اندلس شد و از آن جا تا بلد او، از راه ساحل دریا مسافت پنج روز راه بود.

و من تا سه روز در آن قریه بیمار بودم و از شدّت تب، قدرت بر حرکت نداشتم. پس در آخر روز سوم، تب من قطع شد و از منزل بیرون رفتم و در کوچه های آن قریه می گشتم. ناگاه قافله ای را دیدم که از بعضی از کوه های کنار دریای غربی آمدند و پشم و روغن و سایر امتعه با خود آوردند.(1) پس دیدم که کسی می گفت: این ها از زمین بربر از نزدیکی جزیره رافضه آمدند. چون این را شنیدم شوق رافضیان، مرا باعث شد که به سوی ایشان بروم. پس به من گفتند: این جا تا آن قریه، مسافت بیست و پنج روز است و از این جا تا مسافت دو روز آب و آبادانی ندارد و بعد از آن دیگر قریه ها به یکدیگر متّصل است.

پس از مردی از ایشان، حماری به سه درهم کرایه کردم و از برای قطع آن مسافت غیر

ص:600
1- 1242. سوره نجم، آیه 9.

معموره و چون به قریه های معموره رسیدم، پیاده راه می رفتم از قریه ای به قریه دیگر به اختیار خود تا آن که به اول آن اماکن رسیدم.

به من گفتند: از این جا تا جزیره روافض، مسافت سه روز است. پس مکث نکردم و رفتم تا آن که به آن جزیره رسیدم که دیدم شهری است که در چهار جانب آن دیوار است و برج های محکم و بلند دارد و با این، در کنار دریاست.

پس از در بزرگ آن که آن را دروازه بربر می گفتند، داخل شدم و در کوچه های آن مرور می کردم و از مسجد قریه سؤال می کردم. مرا نشان دادند و داخل مسجد شدم.

آن را مسجد بزرگی یافتم که در جانب غربی آن بلاد بود. در یک جانب مسجد نشستم تا آن که قدری استراحت کنم؛ ناگاه دیدم مؤذّن اذان ظهر می گوید. به صدای بلند: «حیّ علی خیرالعمل» را گفت و چون از اذان فارغ شد، دعای تعجیل فرج از برای حضرت صاحب الامر و الزمان علیه السلام کرد؛ پس مرا گریه دست داد.

آن گاه مردم فوج فوج داخل شدند و به سوی چشمه آبی که در زیر درختِ جانب شرقی مسجد بود، می رفتند و وضو می ساختند. من به ایشان نگاه می کردم و شاد می شدم به سبب آن که می دیدم وضو را به نحوی می ساختند که از ائمّه علیهم السلام نقل شده است.

چون از وضو فارغ گردیدند، مرد خوشرویی که صاحب سکینه و وقار بود، پیش رفت و داخل محراب شد و اقامه نماز فرمود و مردم در عقب او به استقامت صف بسته و او پیش نمازی ایشان کرد و نماز کاملی با ارکان منقوله از ائمّه علیهم السلام بر وجه نیکو به عمل آوردند، فریضه و نافله و تعقیب و تسبیح؛ و من از شدّت تعب سفر نتوانستم که نماز ظهر را با ایشان به جا آورم.

و چون از نماز فارغ شدند، مرا دیدند که نماز نکردم با جماعت؛ ایشان این را بر من انکار کردند و همه ایشان متوجّه من شدند و از حال من سؤال کردند که از اهل کجایی؟ و چه مذهب داری؟

من احوال خود را به ایشان خبر دادم و گفتم: اهل عراقم و مذهب آن است که من مردی ام از مسلمانان و می گویم: «اشهد ان لااله الاّ اللَّه وحده لاشریک له و اشهد ان

ص:601

محمّداً عبده و رسوله ارسله بالهدی و دین الحق لیظهره علی الدین کلّه ولو کره المشرکون.»

ایشان به من گفتند: این دو شهادت به تو فایده ندارد، مگر نگاه داشتن خون تو؛ چرا آن شهادت دیگر را نمی گویی؟ تا آن که داخل بهشت گردی بی حساب.

گفتم: کدام است آن شهادت دیگر؟ مرا راهنمایی نمایید. خدا شما را رحمت کند!

پیش نماز ایشان گفت: شهادت دیگر(1) آن است که گواهی دهی که حضرت امیرالمؤمنین و پادشاه متّقیان و قاید و پیشوای دست و پا سفیدان، علی بن ابی طالب علیه السلام با یازده فرزند امام از فرزندان آن حضرت علیهم السلام اوصیای رسول خدای عزّ و عَلا و خلفای آن جناب، بعد از او، بلافصل که خداوند طاعت ایشان را بر بندگان خود واجب کرده است و ایشان را صاحب امر و نهی قرار داده است و حجّت های خود گردانیده است بر خلق در زمین خود و امان از برای آفریده های خود.

زیرا که صادق امین، محمّدصلی الله علیه وآله وسلم رسول ربّ العالمین، خبر داده است خلق را به امامت ایشان از جانب حقّ سبحانه و تعالی. و در شب معراج ندای عزّوعلا را مشافهتاً شنیده است که تصریح به امامت ایشان فرموده است، در شبی که او را از آسمان های هفت گانه بالا برده است و به مرتبه قرب «قابَ قَوْسَیْنِ اَوْ اَدْنی (2) رسانده است و هر یک از امامان را بعد از دیگری در آن جا نام برده است که صلوات و سلام خدا بر همه ایشان باد!

پس چون این کلام را از ایشان شنیدم، حمد خداوند سبحانه را به جای آوردم و شادی بسیار برای من حاصل شد و از شادی، تعب سفر از من زایل شد و من به ایشان خبر دادم که من بر مذهب ایشانم. پس از روی مهربانی متوجّه من گردیدند و در جانب مسجد برای من جایی تعیین نمودند و پیوسته متوجّه احوال من بودند و در عزّت و احترام من می کوشیدند تا مادامی که نزد ایشان بودم. پیش نماز ایشان شب و روز از من مفارقت نمی کرد. پس من کیفیت معاش اهل آن بلد را از ایشان سؤال کردم و پرسیدم: روزی ایشان از کجا می آید؛

ص:602
1- 1243. طعام ایشان؛ نسخه بحار
2- 1244. چنان که حق تعالی مخصوص فرموده از بندگان خود انبیا و مرسلین و اوصیای منتجبین را و ایشان را علامت ها. نسخه بحار.

زیرا که من مزرعه از برای ایشان ندیده بودم.

او گفت: روزی اهل این بلد از جانب جزیره خضرا و بحر ابیض که از جزیره های اولاد حضرت صاحب الامرعلیه السلام است، می آید.

گفتم: در هر چند مدّت می آید؟

گفت: در سال، دو مرتبه. یک مرتبه این سال آمده، مرتبه دیگرش باقی است.

گفتم: چقدر باقی است تا وقت آمدن ایشان؟

گفت: چهار ماه.

من به سبب طول آن مدّت، محزون شدم و چهل روز نزد ایشان ماندم و شب و روز خدا را می خواندم که ایشان را زودتر بیاورد، با آن که نزد ایشان معزّز و محترم بودم.

در روز چهلم، سینه من تنگ شد و به سمت کنار دریا بیرون رفتم و به سمت غربی که گفتند از آن جانب می آید کشتی،(1) نظر می کردم. پس از دور شبحی دیدم که حرکت می کرد و از بزرگ اهل بلد سؤال کردم: آیا در این دریا مرغ سفیدی هست؟

گفتند: نه، آیا چیزی دیدی؟

گفتم: بلی.

پس ایشان شاد شدند و گفتند که: این کشتی ها از بلاد فرزند امام است که در هر سال می آید.

پس بعد از اندک زمانی کشتی ها آمدند و بر حرف ایشان، این وقت آمدن ایشان نبود. پس کشتی بزرگ ایشان پیشتر آمد و آن کشتی های دیگر نیز آمدند و همه آن ها هفت کشتی بودند. پس از کشتی بزرگ مرد معتدل القامت خوشروی نیکو هیأتی بیرون آمد و داخل مسجد شد و وضوی کامل که از اهل بیت علیهم السلام منقول است ساخت و نماز ظهر و عصر به جا آورد. چون از نماز فارغ شد به سوی من التفات کرد و مرا سلام کرد و من جواب سلام او را گفتم. به من گفت که چه چیز است اسم تو؟ گمان می کنم که اسم تو علی است.»

قصه جزیره خضراء (2)

ص:603
1- 1245. امرود: گلابی.

گفتم: راست گفتی.

به من به نحوی سخن می گفت که گویا مرا می شناسد.

گفت: «چه چیز است اسم پدر تو؟ گویا که فاضل باشد.»

گفتم: بلی و من شک نداشتم که او از شام تا مصر رفیق ما بود.

گفتم: ای شیخ چه می دانستی اسم مرا و اسم پدر مرا؟ آیا با ما بودی از وقتی که از شام به مصر می رفتیم؟

گفت: «نه.»

گفتم: از مصر تا اندلس با ما رفیق بودی؟

گفت: «نه، به حقّ مولای من صاحب الامرعلیه السلام با تو نبودم.»

گفتم: از کجا دانستی اسم مرا و پدر مرا؟

گفت: «بدان که در شهر صاحب الامر - صلوات اللَّه و سلامه علیه - مرا خبر دادند به صفت و اصل تو و اسم و هیأت تو و اسم پدر تو و من رفیق توام و مأمورم که تو را با خود به جزیره خضرا برم.»

من از این سخن او شاد گردیدم که اسم من در میان ایشان مذکور است و عادت او چنین بود که هر وقتی که می آمد در نزد ایشان زیاده از سه روز نمی ماند و در این مرتبه یک هفته در میان ایشان مکث نمود و آن اجناسی را که آورده بود، تحویل اهل آنها نمود و خطوط از ایشان گرفت، چنان چه عادت او بود. آن گاه عازم سفر گردید و مرا با خود برداشت و تا شانزده روز به دریا سیر نمودیم.

در روز شانزدهم دیدم که آب دریا سفید است و من بسیار بر آن آب نظر می کردم و شیخ محمّد، صاحب کشتی به من گفت: می بینم بر این آب بسیار نظر می کنی.

گفتم: به جهت آن نظر می کنم که این آب، به رنگ آب دریا نیست.

گفت: این است بحر ابیض، یعنی دریای سفید و در این جاست جزیره خضرا و این آب، اطراف جزیره را مانند سور و دیوار احاطه کرده است از هر جانب آن و به حکم خدای تبارک و تعالی، کشتی دشمنان و سنّیان، چون داخل این آب شود، غرق گردد، هر چند که آن

ص:604

کشتی ها در نهایت استحکام باشند و این به برکت مولا و امام ما حضرت صاحب الامر و الزمان علیه السلام است.

من از آن آب آشامیدم و آن را مانند آب فرات یافتم. پس، از آن آب سفید گذشتیم و به جزیره خضرا رسیدیم که خدا همیشه آن را آبادان دارد به اهلش. پس از کشتی بزرگ بیرون آمدیم و داخل جزیره شدیم و در آن جزیره، قلعه ها و دیوارها و برج های واسعه دیدیم که در کنار آن، دریا بود. نهرها و درختان بسیار در آن بود بر انواع فواکه و اثمار و در آن بازارها و حمام های متعدّده بود و اهل آن در نیکوترین زی و بها بودند. پس دل من از شادی پرواز می کرد.

شیخ محمّد مرا به منزل خود برد و استراحت کردیم و از آن جا مرا به مسجد جامع بزرگ برد و در آن مسجد، جماعت بسیار دیدم. در وسط ایشان شخصی را دیدم که نشسته بود با سکینه و وقاری که وصف نتوانم نمود و مردم او را سیّد شمس الدین محمّد عالم می گفتند و قرآن و فقه و اقسام علوم عربیّت و اصول دین را نزد او فرا می گرفتند و فروع را، او از جانب حضرت صاحب الامر - صلوات اللَّه و سلامه علیه - مسأله، مسأله و قضیّه، قضیّه و حکم، حکم به ایشان خبر می داد.

چون من در حضور او رسیدم، برای من جا گشود و مرا در حوالی خود جای فرمود. از احوال من سؤال فرمود و گزارش راه را از من پرسید و به من فهمانید که همه احوال مرا به او خبر دادند و این که شیخ محمّد، رفیق من که مرا آورده است، به امر سیّد شمس الدین عالم - که خدا عمر او را طولانی گرداند - بود. پس در یکی از زاویه های مسجد جای برای من مقرّر نمود و فرمود: این جای تو است، هر وقت که راحت و خلوت خواسته باشی.

من برخاستم و به آن موضع رفتم و تا عصر در آن جا راحت کردم و آن کسی که موکّل من بود، به سوی من آمد و گفت: از جای خود حرکت مکن تا آن که سیّد و اصحاب او نزد تو آیند؛ برای آن که با تو شام خورند.

گفتم: شنیدم و اطاعت کردم.

پس اندک زمانی گذشت. سیّد - سلّمه اللَّه - با اصحابش آمدند و نشستند و سفره و زاد

ص:605

حاضر کردند. چون از خوردن فارغ شدیم، با سیّد به مسجد رفتیم برای نماز مغرب و عشا. چون از هر دو نماز فارغ شدیم، سیّد به منزل خود رفت و من به جای خود برگشتم و تا هیجده روز در آن جا ماندم.

پس در اول جمعه ای که با او نماز کردم، دیدم که سیّد دو رکعت نماز جمعه را به نیّت وجوب کرد و چون از نماز فارغ شد، گفتم: ای سیّد من! دیدم که نماز جمعه را دو رکعت کردی به نیّت وجوب.

فرمود: بلی، برای آن که شرطهای آن همه موجود است.

پس با خود گفتم: شاید که امام علیه السلام حاضر باشد.

پس در وقت دیگر در خلوت از او سؤال کردم: آیا امام علیه السلام حاضر بود؟ فرمود: نه، ولکن من نایب خاصّ آن حضرتم و به امر آن حضرت کردم.

عرض کردم: ای سیّد من. آیا امام را دیده ای؟

فرمود: نه، ولکن پدرم مرا حدیث کرد که او سخن امام علیه السلام را می شنید و شخص او را نمی دید و جدّ من سخن امام می شنید و شخص او را می دید.

عرض کردم: ای سیّد من! به چه سبب بعضی می بینند و بعضی نمی بینند؟

فرمود: ای برادر! حقّ - سبحانه و تعالی - فضل خود را به هر یک از بندگان خود که می خواهد می دهد و این از حکمت های بالغه و عظمت های قاهره حقّ - سبحانه و تعالی - است.

چنان که حق تعالی جمعی از خلق خود را برگزیده است و ایشان را به نبوّت و رسالت و وصایت، مخصوص گردانیده است و ایشان را علامت ها از برای خلق خود قرار داده(1) و حجّت ها از برای برایای خود گردانیده و ایشان را وسیله قرار داده است بین ایشان و بین خود، تا آن که هر که هلاک گردد، با بیّنه و دلیل هلاک گردد و هر که زنده گردد و هدایت یابد، به دلیل و بیّنه زنده گردد و زمین را از حجّت خالی نمی گرداند، از برای لطفی که

ص:606
1- 1246. جهت اطلاعات بیشتر درباره این مبحث: رک: آشنایی با تفاسیر، آیهاللَّه رضا استادی؛ نزاهت قرآن از تحریف، آیه اللَّه جوادی آملی، نشر اسراء، مصونیت قرآن از تحریف، آیه اللَّه معرفت، ترجمه محمد شهرابی، نشر دفتر تبلیغات اسلامی.

نسبت به بندگان خود دارد و ناچار است از برای هر حجّت از سفیر و واسطه که از جانب او به خلق رساند.

پس سیّد - سلّمه اللَّه تعالی - دست مرا گرفت و به خارج شهر برد و به جانب باغستان ها روانه شد و چون نظر کردم، نهرهای جاری و بساتین کثیره دیدم که مشتمل بود به انواع فواکه و میوه های نیکو و شیرین از انگور و انارو امرود(1) و غیر آنها که در عراق عجم و عرب و شامات به آن خوبی، میوه ندیده بودم.

در بین آن که سیر می کردم از باغی به باغی دیگر، ناگاه مرد خوشرویی که دو برد سفید از پشم در بر داشت به ما مرور نمود و چون نزدیک رسید، بر ما سلام کرد و برگشت و مرا از هیأت او خوش آمد و به سیّد - سلّمه اللَّه تعالی - گفتم: کیست این مرد؟

سیّد به من گفت: این کوه بلند را می بینی؟

گفتم: بلی.

گفت: در بالای آن، جای نیکویی هست و چشمه ای در آن جا از زیر درخت جاری می شود و از برای آن درخت شاخه های بسیار هست و در پیش آن درخت، قبّه ای هست که به آجر بنا کرده اند و این مرد با رفیق دیگر، خادم آن قبّه اند و من در هر بامداد روز جمعه به آن مکان می روم و در آن جا امام علیه السلام را زیارت می کنم و دو رکعت نماز به جا می آورم و ورقه ای در آن جا می یابم که در آن ورقه نوشته است، آن چه را که به آن محتاجم از محاکمه میان مؤمنان. پس هر چه در آن ورقه هست به آن عمل می کنم، از جمعه تا جمعه دیگر و سزاوار است از برای تو که به آن مکان روی و امام علیه السلام را زیارت کنی.

پس من به آن مکان رفتم و آن قبّه را به آن نحو دیدم که وصف کرده بود و دو خادم را در آن جا دیدم و آن که مرا با سیّد دیده بود، تکریم نمود و آن دیگری مرا انکار نمود.

آن رفیق گفت: من این را با سیّد شمس الدین عالم دیدم. پس او نیز به من التفات کرد و هر دوی ایشان با من سخن گفتند و از برای من نان و انگور آوردند و من از آن غذا خوردم و

ص:607
1- 1247. سوره نجم، آیه 57.

از آب آن چشمه آشامیدم و وضو ساختم و دو رکعت نماز به جا آوردم.

از آن دو خادم، سؤال کردم: شما امام علیه السلام را دیده اید؟

گفتند: دیدن آن حضرت ممکن نیست و ما اذن نداریم که خبر دهیم به احدی.

پس از ایشان طلب کردم که از برای من دعا کنند و ایشان از برای من دعا کردند. از نزد ایشان برگشتم و از کوه فرود آمدم و داخل شهر شدم و به دَرِ خانه سیّد شمس الدین عالم رفتم.

به من گفتند: سیّد به خانه شیخ محمّدی رفته است که تو با او آمدی در کشتی. من به نزد شیخ محمّد رفتم و رفتن خود را به آن کوه و انکار احد خادمین و سایر گذشته ها را برای او نقل کردم.

او فرمود: انکار آن خادم، تو را برای آن بود که از برای احدی غیر سیّد شمس الدین و امثال او رخصت نیست که به آن کوه بالا روند.

پس من احوال سیّد شمس الدین - سلّمه اللَّه - را از او پرسیدم.

او گفت: سیّد از فرزندان فرزند امام علیه السلام است و میان سیّد و میان امام علیه السلام پنج پدر، فاصله است و او نایب خاصّ آن حضرت است به امری که از حضرت صاحب الامر - صلوات اللَّه و سلامه علیه - رسیده است.

شیخ صالح، زین الدین علی ابن فاضل مازندرانی، مجاور غروی یعنی نجف اشرف، - که بر مشرّف او باد سلام - گفت: من از سیّد شمس الدین عالم - که خدا طولانی گرداند بقای او را - اذن گرفتم که بعضی از مسایل را که محتاجم، از او فراگیرم و قرآن مجید را نزد او بخوانم و بعضی از علوم مشکله دینیّه و غیر آن را از او بشنوم.

گفت: هر گاه تو را ناچار است به این؛ اول ابتدا به خواندن قرآن عظیم نما و چون می خواندم به مواضع مختلفه آن می رسیدم، می گفتم که: حمزه در این جا چنین گفته است و کسایی چنین خوانده است و عاصم به این نحو قایل شده است و ابوعمرو بن کثیر چنین گفته است.

سیّد - سلّمه اللَّه - فرموده است: ما اینها را نمی شناسیم. به درستی که قرآن بر هفت

ص:608

حرف نازل شده است، پیش از هجرت از مکّه تا مدینه.

بعد از آن چون رسول خداصلی الله علیه وآله وسلم حجّه الوداع را به جای آورد، روح الامین جبرییل علیه السلام نازل شد و گفت: یا محمّد! قرآن را بخوان بر من تا آن که به تو بشناسانم اوایل سوره و اواخر آن را و شأن نزول آن را.

پس حاضر شد نزد آن حضرت، امیرالمؤمنین علی ابن ابی طالب علیه السلام و فرزندان او، حضرت امام حسن و امام حسین علیهما السلام و ابی بن کعب و عبد اللَّه بن مسعود و حذیفه بن الیمان و جابر بن عبداللَّه انصاری و ابو سعید خدری و حسّان بن ثابت و جماعت دیگر از صحابه.

پس حضرت رسالت صلی الله علیه وآله وسلم قرآن را از اول تا آخر خواند و هر جای آن که اختلاف بود، جبرییل برای حضرت رسول صلی الله علیه وآله وسلم بیان می کرد و حضرت امیر المؤمنین - صلوات اللَّه علیه - آنها را در پوستی نوشت. پس جمیع قرآن به قرائت حضرت امیرالمؤمنین و وصیّ رسول ربّ العالمین است.

من گفتم: ای سیّد من! می بینم بعض آیات با بعض دیگر، مربوط به ما قبل و مابعد آن نیست و فهم من از آن قاصر است.

گفت: بلی، امر چنین است که می گویی و باعث این امر است که چون سیّد بشیر محمّد بن عبداللَّه صلی الله علیه وآله وسلم از دار فانی به دار باقی رحلت فرمود، کردند آن دو بت قریش، آن چه را که کردند، از غصب خلافت ظاهریّه.

حضرت امیرالمؤمنین - صلوات اللَّه و سلامه علیه - همه قرآن را جمع کرد و در میان جامه ای گذاشته و به سوی ایشان آورد در مسجد و به ایشان فرمود: این است کتاب خداوند سبحانه که رسول خداصلی الله علیه وآله وسلم مرا امر کرده است که آن را بر شما عرض کنم و حجّت را بر شما تمام کنم که در روز قیامت در وقتی که من و شما را بر خدا عرض کنند برای شما عذری نباشد. پس فرعون این امّت و نمرود این امّت گفتند: ما محتاج به قرآن تو نیستیم.

حضرت امیرالمؤمنین علیه السلام به او فرمود: «به تحقیق که حبیب من محمّدصلی الله علیه وآله وسلم مرا به این سخن تو خبر داده است که تو خواهی چنین گفت و من خواستم حجّت را بر شما تمام کنم.»

ص:609

پس حضرت امیرالمؤمنین علیه السلام با آن قرآن به سوی منزل خود برگشت و می گفت: «خداوندا که خداوندی غیر تو نیست و تویی خداوند یکتا که شریک از برای تو نیست و ردّ کننده ای نیست از آن چه در سابق علم تو بود و مانعی از برای حکمت تو نیست و تو شاهد من باشی بر ایشان در روزی که بر تو عرض کرده می شویم.»

پس پسر ابوقحافه در میان مردم ندا کرد که هر که در نزد او آیه ای از قرآن یا سوره ای باشد، باید آن را نزد ما آورد.

پس ابو عبیده بن الجرّاح و عثمان و سعد بن ابی وقّاص و معاویه بن ابی سفیان و عبدالرحمن بن عوف و طلحه بن عبداللَّه - لعنه اللَّه علیهم - و ابو سعید خدری و حسّان بن ثابت و جماعت مسلمانان به نزد او آمدند و این قرآن را جمع کردند.

آن چه از مثالب و مطاعن و اعمال شنیعه که بعد از حضرت رسول صلی الله علیه وآله وسلم از ایشان صادر شد و آن اعمال قبیح در قرآن بود، آنها را انداختند و از قرآن بیرون کردند و از این جهت، این آیات با هم مربوط نیستند.(1)

قرآنی که حضرت امیرالمؤمنین - صلوات اللَّه علیه - جمع کرد به خطّ خود محفوظ است نزد صاحب الامرعلیه السلام. در آن قرآن هر چیزی است، حتّی ارش خراشی که در بدن کنند.

و امّا این قرآن، پس شکّ و شبهه ای نیست که این کلام الهی است و چنین به ما رسیده است از حضرت صاحب الامرعلیه السلام.

شیخ فاضل علی بن فاضل گفت: از سیّد شمس الدین - سلّمه اللَّه - مسایل بسیار فرا گرفتم که آنها زیاده از نود مسأله است و من آنها را در مجلّدی جمع کردم و آن را فواید شمسیّه نامیدم و مطّلع نمی گردانم بر آنها، مگر مؤمنان خالص را و تو زود است که آن را ببینی.

در جمعه دوم که جمعه وسط ماه بوده است از نماز فارغ شدیم و سیّد - سلّمه اللَّه - در

ص:610
1- 1248. این جمله از بحار است.

مجلس نشست که از برای مؤمنان افاده نماید. ناگاه صدای هرج و مرج و غوغای عظیمی از خارج مسجد به گوشم رسید و سیّد را از آن امر سؤال کردم.

فرمود: اینها امرای عسکر ما هستند که در هر جمعه وسط ماه سوار می شوند و منتظر فرج اند. من اذن گرفتم که بیرون روم و به ایشان نظر نمایم.

مرا اذن داد. بیرون آمدم و به ایشان نظر کردم. دیدم که ایشان جماعت بسیارند و همه ایشان تسبیح و تحمید و تهلیل می گویند و دعا می کنند از برای حضرت قائم - صلوات اللَّه علیه - به امر خدا و نصیحت کننده از برای خدا، یعنی حضرت م ح م د بن الحسن مهدی خلف صالح حضرت صاحب الزمان - صلوات اللَّه علیه -.

پس به مسجد برگشتم به نزد سیّد - سلّمه اللَّه - او به من فرمود: دیدی عسکر را؟

گفتم: بلی.

فرمود: آیا شمردی ایشان را؟

گفتم: نه.

فرمود: عدد ایشان سیصد ناصر است و سیزده ناصر دیگر باقی است و خدا تعجیل نماید فرج را از برای ولیّ خود به مشیّت خود؛ به درستی که او جواد و کریم است.

گفتم: ای سیّد من! کی فرج خواهد شد؟

گفت: ای برادر! علم این نزد خدای تعالی است و این معلّق به مشیّت حق - سبحانه و تعالی - است و گاه است که خود امام علیه السلام این را نمی داند و از برای این، آیات و علامات چند هست که دلالت بر خروج آن جناب می کند.
قصه جزیره خضراء (3)

از جمله آنها، سخن گفتن ذوالفقار است و از غلاف بیرون آید و سخن گوید به زبان عربی ظاهر و گوید: برخیز ای ولیّ خدا به اسم خدا! بکش به من دشمنان خدا را و دیگر از علامات سه نداست که همه خلق آن را خواهند شنید.

ندای اول آن است که گوید: «أَزِفَتْ الْآزِفَهُ»(1) ای گروه مؤمنان.

و ندای دوم: «الا لعنه اللَّه علی الظالمین لآل محمّدعلیهم السلام» آن ظالمانی که ظلم به

ص:611
1- 1249. در نسخه موجود از بحارالانوار «جعفر بن سعید» ذکر شده است؛ ر. ک: بحارالانوار، ج 52، ص 174.

آل محمّد کردند.

و علامت سوم آن است که بدنی در پیش چشمه آفتاب ظاهر می شود و می گوید: خداوند عالم حضرت صاحب الامر، م ح م د بن الحسن مهدی را فرستاده است و اوست مهدی. پس سخن او را بشنوید و امر او را اطاعت کنید.

گفتم: ای سیّد من! مشایخ ما حدیثی از حضرت صاحب الامرعلیه السلام روایت کرده اند که آن حضرت فرمود: هر که در غیبت کبری گوید که من آن حضرت را دیدم، به تحقیق که دروغ گفته است. پس با این چگونه در میان شما کسی است که می گوید که من آن حضرت را دیدم.

گفت: راست می گویی. آن حضرت این سخن را فرمود در آن زمان به سبب بسیاری دشمنان از اهل بیت و خویشان خود و غیر ایشان از فراعنه زمان از خلفای بنی عباس؛ حتّی آن که شیعیان در آن زمان یکدیگر را منع می کردند از ذکر کردن احوال او و اکنون زمان، طولانی گردیده است و دشمنان از او مأیوس گردیدند و بلاد ما از آن ظالمان و ظلم ایشان دور است و به برکت آن حضرت، دشمنان نمی توانند که به ما برسند.

- از سخن سیّد شمس الدین چنین مفهوم می شود که بعضی از اهل آن ولایت در غیبت کبری امام علیه السلام را گاهی می بینند.-(1)

گفتم: ای سیّد من! علمای شیعه حدیثی از امام علیه السلام روایت کرده اند که آن حضرت خمس را بر شیعیان خود مباح فرموده، آیا شما در این باب روایتی از او ذکر کرده اید؟

فرمود: بلی، آن حضرت رخصت داده است و خمس را مباح کرده است از برای شیعیان خود از فرزند علی علیه السلام و فرمود که بر ایشان حلال است.

عرض کردم: آیا شیعیان از آن، کنیز و غلام بخرند از سنّی عامّه؟

گفت: از سنّی عامّه و غیر عامّه. زیرا که آن حضرت علیه السلام فرمود: با ایشان معامله کنید با آن چیزی که ایشان معامله می کنند و این دو مسأله، زیاده بر آن نود مسأله است.

سیّد - سلّمه اللَّه - فرمود: حضرت قائم علیه السلام از مکّه بیرون می آید، در ما بین رکن و مقام

ص:612
1- 1250. و آخر این حکایت در بحار چنین است، بعد از ذکر اسامی علما،این آخر چیزی است که شنیدم آن را از شیخ صالح تقی و فاضل زکی علی بن فاضل مذکور دام الله علی افضاله و کثر من علماء الدهر و اتقیانه امثاله و الحمدلله اولاً و آخراً و ظاهراً و باطناً و صلی الله علی خیر خلقه سید البریه محمد و علی آله الطاهرین المعصومین و سلم تسلیماً کثیراً. منه. نور الله قلبه مرحوم مؤلف

در سال طاق، پس باید که مؤمنان انتظار برند.

عرض کردم: ای سیّد من! دوست دارم که در جوار شما باشم تا آن که خدا آن حضرت را اذن دهد بر ظاهر شدن.

گفت: ای برادر! حضرت، پیشتر مرا امر کرده است که تو را برگردانم به سوی وطن تو و ممکن نیست از برای من و تو، مخالفت آن حضرت؛ به درستی که تو صاحب عیالی و مدت مدیدی هست که از ایشان غایب گردیده ای و جایز نیست از برای تو زیاده از این، از ایشان دوری کنی.

پس من از این سخن متأثر گردیدم و گریستم و گفتم: ای مولای من! آیا جایز است که در امر من رجوع به آن حضرت نمایی و التماس کنی، شاید که مرا رخصت ماندن دهد؟

فرمود: مراجعه در امر تو جایز نیست.

گفتم: مرا اذن می دهی که آن چه را دیدم، حکایت کنم؟

گفت: باکی نیست! این که حکایت کنی از برای مؤمنان تا آن که مطمئن گردد دل های ایشان، مگر فلان و فلان امر، و تعیین نمود چند چیز را که آنها را نگویم. عرض کردم: ای سیّد من! آیا ممکن است نظر کردن به سوی جمال و بهای آن حضرت در این زمان؟

فرمود: نه، بدان ای برادر که هر مؤمن مخلص را ممکن است که امام علیه السلام را ببیند و نشناسد.

گفتم: ای سیّد من! من از جمله بندگان مخلص آن حضرت هستم و آن جناب را ندیده ام.

فرمود: تو دیدی آن حضرت را دو مرتبه. یک مرتبه وقتی که به سرّ من رأی می رفتی و آن اول مرتبه رفتن تو بود به سوی سرّ من رأی و رفیقان تو پیش رفتند و تو در عقب ماندی. پس به نهری رسید که آب در آن نبود. در آن وقت سواری را دیدی، بر اسب شهبا سوار بود و در دست او نیزه بلندی بود که سر آن، آهن دمشقی بود. چون او را دیدی ؛ ترسیدی از برای رخت خود. چون به نزدیک تو رسید، فرمود: مترس! برو که رفیقان تو انتظار تو می برند در زیر درخت. پس مرا به خاطر آورده است، و اللَّه به آن چه بوده است.

عرض کردم: ای سیّد من! چنین بود که فرمودی.

ص:613

فرمود: مرتبه دیگر، وقتی بود که از دمشق بیرون آمده بودی و به سوی مصر می رفتی با شیخ اندلسی خود و از قافله باز ماندی و در آن وقت بسیار ترسیدی. پس به سواره ای برخوردی که بر اسبی سوار بود که پیشانی و دست و پای آن اسب، سفید بود و در دست آن سوار، نیزه ای بود و به تو فرمود: برو و مترس و برو به سوی قریه ای که به جانب راست تو است. امشب نزد ایشان بخواب و ایشان را به مذهب خود خبر ده و از ایشان تقیّه مکن که ایشان با اهل قریه ای چند که در جنوب دمشق است، همه مؤمنان مخلص اند و دوست، دوستان علی بن ابی طالب و ائمّه معصومین علیهم السلام از ذرّیه اویند. ای پسر فاضل، آیا چنین بود؟

عرض کردم: بلی، من به نزد اهل قریه رفتم و شب نزد ایشان خوابیدم. مرا عزّت نمودند و ایشان را از مذهب ایشان سؤال کردم. بی تقیّه گفتند: ما بر مذهب امیرالمؤمنین و وصیّ رسول رب العالمین علی بن ابی طالب و ائمّه طاهرین علیهم السلام از ذرّیه اوییم.

به ایشان گفتم: شما از کجا این مذهب را قایل شده اید؟ و کی به شما رسانده است؟

گفتند: ابوذر غفاری - رضی اللَّه عنه - در وقتی که عثمان، او را از مدینه دور کرده بود و به شام فرستاده بود، معاویه او را به زمین ما فرستاده، پس این برکت از او به ما رسید. چون صبح شد، خواستم که به قافله رفقای خود ملحق گردم، دو نفر همراه من کردند و مرا به قافله رسانیدند بعد از آن که مذهب خود را به ایشان خبر دادم.

پس عرض کردم: ای سیّد من! آیا امام علیه السلام حجّ می کند در هر مدّتی بعد از مدّتی؟

گفت: ای پسر فاضل! تمام دنیا از برای مؤمن یک گام است. پس چگونه خواهد بود از برای کسی که دنیا به پا نمی شود، مگر به برکت وجود او و وجود آبای اوعلیهم السلام؟

بلی! حج می کند در هر سال و زیارت می کند پدران بزرگوار را در عراق و مدینه و طوس - علی مشرفها السلام - و به زمین ما برمی گردد.

پس سیّد شمس الدین مرا تحریص کرد که زود برگردم به سوی عراق و در بلاد مغرب اقامت ننمایم و به من گفته است که بر دراهم ایشان این کلمات نوشته است:

«لا اله الاّ اللَّه، محمّد رسول اللَّه، علی ولی اللَّه، محمّد بن الحسن قائم به امر اللَّه.» یعنی: نیست خدایی مگر خدای یگانه و محمّدصلی الله علیه وآله وسلم رسول و فرستاده خداست و علی، ولی و

ص:614

دوستدار خداست و محمّد بن الحسن علیه السلام به پا دارنده امر خداست.

سیّد پنج درهم از آن دراهم را به من عطا نمود و من از برای برکت، آنها را نگاه داشتم. سیّد، - سلّمه اللَّه - مرا با آن کشتی هایی که آمده بودم، برگردانید تا آن که رسیدم به آن بلده از بربر که اول مرتبه به آن جا داخل شده بودم و گندم و جویی به من داده بود و من آنها را در آن بلد به صد و چهل اشرفی فروختم و متوجّه طرابلس که یکی از شهرهای مغرب بود، گردیدم و از راه اندلس نرفتم؛ برای امتثال امر سیّد شمس الدین عالم - که خدا عمر او را طولانی گرداند. و از آن جا با حاجِّ مغربی به مکّه رفتم و حجّ کردم و به عراق برگشتم و می خواهم که در مدّت عمر خود، در نجف بمانم تا آن که مرگ، مرا در رسد.

شیخ زین الدین علی بن فاضل مازندرانی گفت: من ندیدم که در آن جا احدی از علمای امامیّه را نام برند، مگر پنج نفر که ایشان سیّد مرتضی موسوی و شیخ ابو جعفر طوسی و محمّد بن یعقوب کلینی و ابن بابویه و شیخ ابوالقاسم جعفر بن اسماعیل(1) یعنی محقق حلّی - رحمه اللَّه علیهم - را.

ایضاً شیخ مذکور، شیخ علی بن فاضل گفت: از آن وقتی که در آن بقعه مقدّسه بودم تا این وقت که در حلّه برای شما نقل می کنم، مدّت هشت سال و نیم شد و چون شیخ علی بن فاضل از حلّه بیرون رفت، شنیدم که چند وقتی در مسجد سهله اقامت نمود، به سبب وعده ای که به او شده بود و مولد و موطن شیخ علی بن فاضل از اقلیم مازندران از بلده ای بود که او را بریم می گویند. و اللَّه الهادی.(2)

ص:615
1- 1251. کفایه المهتدی گزیده ص 318.
2- 1252. محال: محل ها، جمع محل.
در بیان اعتبار حکایت جزیره خضرا

مؤلّف گوید: علّامه مجلسی در بحار و فاضل خبیر میرزا عبداللَّه اصفهانی در ریاض العلما نقل نمودند از رساله جزیره خضرا که صاحب رساله گفت: یافتم به خطّ شیخ فاضل، فضل بن یحیی در خزانه حضرت امیرالمؤمنین علیه السلام و اشاره نکردند به اسم یابنده و جامع حکایت و به همین قدر اکتفا نمودند در اعتبار.

لکن فاضل صالح، آخوند ملّا کاظم هزار جریبی، تلمیذ استاد اکبر علّامه بهبهانی در کتاب مناقب خود گفته: این حکایت منقول است از خطّ شیخ اجلّ افضل، اعلم اعمل، عمده الفقهاء و المجتهدین مجدّد مراسم ائمّه طاهرین علیهم السلام محمّد بن مکّی مشهور به شهید، به نقل جمعی از مؤمنان تقیِ ثقه معتمد به لفظ عربی و ترجمه آن به فارسی چنین است:

شیخ بزرگوار، شهید سعید، مشار الیه می فرماید: به خطّ پیشوای دانا، فضل بن یحیی، الی آخره.

از این معلوم می شود که صاحب رساله، شهید است و مؤیّد این کلام که باید مؤلّف آن شهید باشد یا نظیر آن از کسانی که در نقل ایشان مجال سخنی نباشد، آن که میر محمّد لوحی معاصر علّامه مجلسی در کتاب کفایه المهتدی فی معرفه المهدی علیه السلام با آن که در نقل علّامه مذکور و فهم آن جناب طعن بسیاری زده و ایراد کرده، با این حال می گوید: در موضعی از کتاب که این کمترین، خبر معتبر مدینه الشیعه و جزیره اخضر و بحر ابیض را که در آن مذکور است که حضرت صاحب الزمان علیه السلام را چند فرزند است، با این حدیث صحیح در کتاب ریاض المؤمنین توفیق دادم. الخ.(1)

اگر اعتبار صاحب آن رساله مبیّن و معلوم نبود و راه طعنی، هر چند جزئی، باشد، داشت، برای او میدان وسیعی بود در طعن و ایراد بر علّامه مذکور که چنین قصّه طولانی بی پا را در کتابی که مجمع اخبار معتبره است، نقل کرده است.

عالم جلیل و حبر نبیل شیخ اسد اللَّه کاظمینی در اول مقابیس، در ضمن مناقب محقّق

ص:616
1- 1253. امل الآمل، ج 2، ص 217 - 218.

صاحب شرایع، می فرماید: رییس العلما، حکیم الفقها، شمس الفضلا، بدر العرفا، المنوه باسمه و علمه فی قصّه جزیره الخضراء. الخ.

در کشف القناع، در ضمن شواهد بر امکان رؤیت در غیبت کبری و تلقّی حکمی از آن جناب، می فرماید: از آن جمله است، قصّه جزیره خضرا معروفه که مذکور است در بحار و تفسیر الائمّه علیهم السلام و غیر آن.

شهید ثالث، قاضی نور اللَّه رحمه الله در کتاب مجالس المؤمنین فرموده: مخالف و مؤالف، بنا بر روایات صحیحه صریحه متّفق اند بر آن که در زمان ظهور، تمام دفاین و گنج ها که از نظر مستور و در تحت زمین ها مدفون است، بر روی زمین می آید و بر صاحب الامرعلیه السلام ظاهر خواهد شد.

ظلمه و جبابره روی زمین، مقهور او خواهند گردید و ملک عالم به قبضه اقتدار و حوزه اختیار آن حضرت در خواهد آمد و جهان به نور عدل و داد آن حضرت، منوّر خواهد شد و جمیع این امور به تمکین و قدرتی است که حضرت ربّ العزّه آن قدرت به آن حضرت ارزانی فرموده که به آن تواند جایی چند، به تصرّف خود در آورد که احدی را بی اشاره علیّه آن حضرت به آن راه نباشد.

مَحال(1) مناسب حال در آن جا به جهت خود و ملازمان خاصّ و محرمان سراپرده اختصاص، ترتیب فرماید و به لوازم مراسم هر امری چنان که مقتضای مصلحت دینی و صواب دید یقینی آن حضرت باشد، در آن جا قیام و اقدام نماید؛ چنان که از قصّه مشهور بحر ابیض و جزیره اخضر مستفاد می شود. انتهی.

از این کلام شریف، معلوم می شود که این قصّه در آن طبقه، معروف و مشهور بوده و محتمل است که به سند دیگر نیز به دست ایشان آمده باشد و در تاریخ جهان آرا که از تواریخ معتبره است و در ریاض العلما و غیره، از آن نقل می کنند، مذکور است: جزیره اخضر و بحر ابیض جزیره ای است در سرزمین ولایت بربر، میان دریای اندلس که آن حضرت و اولاد و اصحاب او در آن جا می باشند و معمور و آبادان است و در ساحل آن

ص:617
1- 1254. ریاض العلماء و حیاض الفضلاء، ج 4، ص 375 - 376.

دریا، موضعی است به شکل جزیره که اندلسیان، آن را جزیره رفضه می گویند. ساکنان آن ساحل، همگی شیعه امامیّه اند و مایحتاج ایشان را از راه جزیره اخضر، که مقام آن حضرت است در سالی دوبار، دلیل ناحیه، به کشتی ها از راه بحر ابیض که محیط به آن ناحیه مقدّسه است، می آورد و بر اهل آن جزیره قسمت می کند و مراجعت می نماید.
احوال فضل بن یحیی راوی قصه جزیره خضرا

پوشیده نماند که اسم والد محقّق، حسن است. او پسر یحیی بن سعید هذلی حلّی است و در قصّه مذکوره تحریف شده یا آن که اسماعیل نام شخص جلیلی باشد از اجداد او که در آن جا او را به این جدّش نسبت می دهند. امّا فضل بن یحیی، راوی اصل حکایت، پس او از معروفین علماست.

شیخ حرّ در امل الآمل(1) می فرماید: شیخ مجدالدین، فضل بن یحیی بن المظفر الطبیبی کاتب، در واسط، فاضل و عالم و جلیل است؛ روایت می کند کتاب کشف الغمّه را از مؤلّفش علی بن عیسی اربلی و آن را به خط خود نوشته و با او مقابله کرده و از او شنیده و از علی بن عیسی برای او اجازه ای است به سنه شش صد و نود و یک. و از او سماع کردند، یعنی آن کتاب را از او شنیدند جماعتی که ذکر کردیم ایشان را در محلّ خود و ایشان دوازده نفرند.

فاضل میرزا عبداللَّه اصفهانی در ریاض العلما(2) می فرماید: من نسخه کهنه ای از کشف الغمّه دیدم که فضل مذکور مقابله کرده با شیخ مذکور در سنه شش صد و نود و نه در واسط، صورت خط مأمون را در ولایت عهد خود از برای حضرت رضاعلیه السلام و آن چه حضرت در پشت آن نوشته بود با خط خود مأمون و خط حضرت علیه السلام.

مخفی نماند که کلام در این حکایت و شبهه استبعاد چنین بلاد عظیمه در سطح زمین و عدم اطّلاع احدی بر آن، با این همه تردّد و سیر، گذشت در ذیل حکایت دوم که بودن آنها و

ص618:
1- 1255. ر.ک: بحارالانوار، ج 57، ص 229.
2- 1256. مقتضب الاثر فی النص علی الائمه الاثنی عشر، ص 43 - 45.

محجوب بودنش از انظار خلایق با عموم قدرت خدای تعالی بعدی ندارد اعجب نیست از، سدّ اسکندر ذوالقرنین و کهف اصحاب کهف که موجود است در زمین به صریح قرآن و کسی خبر ندارد.
مدینه مهدی فاطمی

در مجلّد سما و عالم بحار نقل کرده از کتاب قسمت اقالیم ارض و بلدان آن، که تألیف یکی از علمای اهل سنّت است که او گفته: بلد مهدی، شهری است نیکو و محکم بنا کرده آن را، مهدی فاطمی و برای آن قلعه ای قرار داد و از برای آن، درهایی از آهن قرار داد که آهن هر دری زیاده است از صد قنطار و چون آن را بنا نمود و محکم کرد، گفت: الآن ایمن شدم بر فاطمیّین.(1)
ذکر مدینه عجیبه در بریّه مملکت اندلس

شیخ مقدم احمد بن محمّد بن عیاش در اول جزو کتاب مقتضب الاثر(2) روایت کرده به اسناد خود از شعبی که او گفت: به درستی که عبدالملک بن مروان مرا خواست و گفت: ای ابوعمر و! به درستی که موسی بن نصر عبدی - و او عامل عبدالملک بود در مغرب - نوشت به من که به من رسیده که شهری است از مس که بنا کرده آن را نبی اللَّه، سلیمان بن داودعلیهما السلام. امر فرمود جنّ را که بنا کنند آن را. پس جمع شدند عفریته هایی از جنّ در بنای آن و آن شهر از چشمه مسی است که نرم کرد آن را خدای تعالی از برای سلیمان بن داود و رسیده به من که آن شهر در بیابان اندلس ست و به درستی که در او است از گنج هایی که پنهان نموده آنها را در آن جا سلیمان و به تحقیق که من اراده کرده ام که به دست آورم مسافرت به سوی آن را پس خبر داد مرا دانای خبیر به آن راه، که آن مشکل است و مسافت آن طی نمی شود، مگر به استعدادی از مرکوب و توشه بسیار با دوری راه و صعوبت آن و این که احدی در هّم

ص:619
1- 1257. ر.ک: بصائر الدرجات، ص 510-512؛ مدینه المعاجز، ج 6، ص 27؛ بحارالانوار، ج 27، ص 43، ج 30، ص 195؛ ج 54، ص 329و333.
2- 1258. ر.ک: روضه الواعظین، ص 166؛ الارشاد، ج 2، ص 29.

آن مدینه نیفتاد، مگر آن که واماند از رسیدن به آن جا، مگر دارا پسر دارا.

چون اسکندر او را کشت، گفت: واللَّه که من طی نمودم زمین و همه اقالیم او را و به زیر فرمان من درآمدند اهل آنها و هیچ موضعی از زمین نماند، مگر آن که آن را به زیر قدم خود درآوردم. مگر این زمین از اندلس را که دارا پسر دارا به آن جا رسید و به درستی که من سزاوارترم به توجه به سوی آن مکان تا آن که مانده نشوم از مقصدی که او به آن جا رسیده. پس اسکندر مشغول تهیه شد و مهیّا شد برای خروج یک سال.

پس چون گمان کرد که مستعد شده برای این سفر و چند نفر پیش فرستاده بود که تحقیق کنند و آنها به او خبر دادند که پیش از رسیدن به آن جا موانعی است.

پس عبدالملک نوشت به موسی بن نصر و امر نمود او را به استعداد و گذاشتن کسی به جای خود، برای عملی که داشت. پس مستعد شد و بیرون رفت و به آن جا رسید و آن را دید و احوال آن جا را ذکر نمود و پس از مراجعت، کیفیّت آن جا را به عبدالملک نوشت و در آخر مکتوب، نوشت که چون روزها گذشت و توشه ها تمام شد، رسیدیم به دریاچه ای که اشجار داشت و آبش مشروب. و به قلعه آن شهر رسیدیم. پس در محلّی از آن قلعه کتابتی دیدیم که به عربی نوشته بود. پس آن را خواندم و امر کردم که آن را نسخه کردند و آن کتابت این بود:

لیعلم المرء ذوالعزّ المنیع ومن یرجو الخلود وما حیّ بمخلود

لو ان خلقاً ینال الخلد فی مهل

لنال ذاک سلیمان بن داود

سألت له القطر عین القطر فائضه

بالقطر منه عطاء غیر مصدود

فقال للجنّ ابنوا لی به اثراً

یبقی الی الحشر لایبلی و لایؤدی

فصیروه صفاحاً ثمّ هیل له

الی السماء باحکام و تجوید

وافرغ القطر فوق السور منصلتا

فصار اصلب من صماء صیخود

وبث فیه کنوز الارض قاطبه

وسوف یظهر یوماً غیر محدود

وصار فی بطن قعر الارض مضطجعاً

مصمداً بطوابیق الجلامید

لم یبق من بعده للملک سابقه

حتی یضمن رمسآغیر اخدود

ص:620

هذا الیعلم ان الملک منقطع

الا من اللَّه ذی النعماء والجود

حتّی اذا ولدت عدنان صاحبها

من هاشم کان منها خیر مولود

وخصّه اللَّه بالایات منبعثا

الی الخلیقه منها البیض والسود

له مقالید اهل الارض قاطبه

والاوصیاء له اهل المقالید

هم الخلائف اثنا عشره حججا

من بعده الاوصیاء الساده الصید

حتّی یقوم بامر اللَّه قائمهم

من السماء اذا ما باسمه نودی

چون عبدالملک آن مکتوب را خواند و خبر داد او را طالب بن مدرک، که رسول او بود، به سوی عامل مغرب به آن چه خود مشاهده کرده بود از این قصّه و در نزد عبدالملک بود محمّد بن شهاب زهری.

پس به او گفت: چه می بینی در این امر عجیب؟

زهری گفت: می بینم و گمان می کنم که جنّیانی موکّل بودند بر آن چه در آن مدینه است که حافظ باشند برای آنها و به خیال هر که خواست، به آن جا بالا رود تصرف می کنند. یعنی این مکتوب و ابیات از تخیّلات بود و واقعیّتی نداشت.

عبدالملک گفت: آیا از امر آن که به اسم او ندا کنند از آسمان، چیزی می دانی؟

گفت: باز دار خود را از این، ای امیرالمؤمنین!

عبدالملک گفت: چگونه خود را باز دارم از این و این بزرگ ترین مقصود من است. هر آینه بگو، البتّه سخت تر چیزی که نزد تو است، مرا بد آید یا خوش آید.

زهری گفت: خبر داد مرا علی بن الحسین که این مهدی علیه السلام از فرزندان فاطمه، دختر رسول خداست صلی الله علیه وآله وسلم.

عبدالملک گفت: هر دو شما دروغ گفتید و پیوسته می لغزید در سخنان خود، این مهدی مردی است از ما.

زهری گفت: امّا من، پس روایت کردم آن را برای تو، از علی بن الحسین علیهما السلام. پس اگر خواستی، سؤال کن از او و بر من ملامتی نیست در آن چه برای تو گفتم. اگر او دروغ گفت، ضرر آن بر خود اوست و اگر راست گفت، خواهد رسید به شما، پاره ای از آن چه به شما

ص:621

وعده دادند.

عبدالملک گفت: مرا حاجتی نیست به سوی سؤال از پسر ابی تراب، ای زهری! آهسته کن بعضی از این سخنان را که نشنود آن را از تو احدی.

زهری گفت: برای تو باد بر من این معاهده، یعنی عهد کردم به کسی نگویم.

سال های طولانی است که اندلس در دست فرنگیان است و با آن همه اهتمام بر اطّلاع بر اوضاع ارض و تمکّن بر آن، خبری از این مدینه ندارند و ملّیّین، خصوصاً اهل اسلام، که به برکت وجود خاتم النّبیّین صلی الله علیه وآله وسلم و تزکیه و تکمیل آن جناب، عباد را در مراتب توحید ذات و صفات و افعال حضرت باری و نمایاندن صنایع عجیبه و آثار غریبه حقّ - جلّ و علا - از همه امم، اکمل و اعلم شده اند، راه استبعادی ندارند، بلکه اهل سنّت و مخالفین ما که امثال حکایات سابقه را، اسباب طعن و سخریّه جماعت امامیّه قرار دادند، سزاوارترند به قبول کردن این رقم اخبار که مؤیّد است صحت بعضی از امثله که برای دعاوی خود آرند، اگرچه تأییدی نکنند اصل مذهب ایشان را.

اشعریّه - که حال مستقر شده مذهب اهل سنّت در آنها - می گویند در مقام بیان عموم قدرت خداوند عزّوجل و تأثیر نداشتن هیچ سببی و مؤثری جز اراده و مشیّت از حضرت باری تعالی: که جایز است در پیش روی ما کوه های بلندی باشد که ارتفاع آن از زمین باشد تا آسمان و آن متلألأ باشد به رنگ های گوناگون و حاجبی نباشد میان ما و آنها و نور خورشید بر آنها تابیده باشد و آنها به سبب تابش شعاع آفتاب، درخشنده باشند و چشمِ صاحب چشم هم سالم و در آن عیبی و آفتی نباشد و میان او و آن کوه ها کمتر از یک وجب باشد و با این حال آن کوه ها را نمی بیند.

و می گویند: جایز است در بیابانی که خالی باشد از آدمی که طول و عرض آن صد فرسخ باشد در صد فرسخ و آن بیابان پر باشد از خلایقی که ندانند شمارش را احدی و ایشان مشغول باشند به محاربه و مجادله و مسابقه و تیراندازی و حمله کردن بر یکدیگر به شمشیرها و اسبانی که سوارند بر آنها که حصر ندارند و انسانی سیر کند در طول و عرض آن بیابان با استقامت یا اعوجاج و بر خط راست یا مستدیر به نحوی که سیر او احاطه کند بر

ص:622

تمام قطعات آن بیابان و اسب خود را بتازد در آن جا با این حال نشنود هیچ حسّی و حرکتی از آن جماعت و نبینند صورت احدی از ایشان را و در سیرش برنخورد و مصادم نشود یکی از ایشان را و نه اسب ایشان را، بلکه در جمیع حالات سیر، آنها منحرف شوند از او به طرف راست یا چپ و از او کناره کنند و دور شوند و نظایر این مثال ها که مضمون و محصّل آن، عقاید تمام اشعریّه است.
در اجمالی از حال اصحاب قائم علیه السلام در شهر جابلسا و جابلقا و غیر آن

امّا امامیّه، پس ایشان در باب معاجز رسول خدا و ائمّه هدی - صلوات اللَّه علیهم - نظیر حکایت مزبوره از این جهت، اخبار بسیاری نقل نمودند؛ چنان چه سابقاً اشاره شد، بلکه اخبار بسیاری که متواتر است، به حسب معنی نقل نموده اند در طرف مشرق و مغرب دو شهر عظیم است که یکی را جابلسا گویند و دیگری جابلقا، بلکه شهرهای متعدّده و این که اهل آن شهرها از انصار قائم علیه السلام اند و با آن جناب خروج می کنند و بر اصحاب سلاح، سبقت می جویند و پیوسته از خدای تعالی مسألت می کنند که ایشان را از انصار دین خود قرار دهد و این که ائمّه علیهم السلام در اوقات معیّنه نزد ایشان می رفتند و معالم دین به آنها می آموختند و علوم و حکمت حقّه الهیّه به ایشان تعلیم می کردند.

ایشان از عبادت، کلال و ملال نگیرند و تلاوت می کنند کتاب خداوند را به همان نحوی که نازل شده و به ایشان تعلیم نمودند که اگر بر مردم بخوانند، هر آینه کافر شوند به آن و انکار کنند آن را و این که ایشان سؤال می کنند از ائمّه علیهم السلام از چیزی از مطالب قرآن که نفهمیدند آن را.

پس چون خبر دهند ایشان را به آن مطلب، منشرح می شود سینه های ایشان، به جهت آن چه می شنوند از ایشان و آنها اصحاب اسرارند و پرهیزکاران و نیکان.

هرگاه ببینی ایشان را، می بینی خشوع و استکانت و طلب آن چه نزدیک می کند ایشان را به خداوند عزّوجل و عمر ایشان هزار سال است و در ایشانند پیران و جوانان، چون جوانی از ایشان پیری را ببیند می نشیند در نزد او، مثل نشستن بنده و برنمی خیزد، مگر به

ص:623

اذن او. انتظار می کشند قائم علیه السلام را و از خدای تعالی می خواهند که آن حضرت را به ایشان بنماید و برای ایشان راهی است که به سبب آن راه داناترند از جمیع خلایق به مرادات امام علیه السلام.

هرگاه امر فرماید امام، ایشان را به امری، پیوسته ایستادگی دارند در عمل به آن، تا آن گاه که ایشان را به غیر آن امر فرماید و ایشان اگر حمله آورند بر مابین مشرق و مغرب، از خلایق در یک ساعت ایشان را فنا می کنند. آهن در بدن ایشان کار نمی کند. برای ایشان شمشیری است از آهن غیر این آهن، که اگر بزند یکی از ایشان شمشیر خود را بر کوهی، آن را قطع کند و از هم جدا نماید.

با ایشان، امام علیه السلام جهاد کند با هند و دیلم و ترک و کرد و روم و بربر و فارس و مابین جابلسا و جابلقا؛ و وارد نمی شوند بر اهل دینی، مگر آن که می خوانند ایشان را به سوی خدای عزّوجلّ و به سوی اسلام و اقرار به محمّدصلی الله علیه وآله وسلم و توحید و ولایت اهل بیت علیه السلام.

پس هرکه از ایشان که اجابت نمود و داخل شد در اسلام، او را به حالش می گذارند و امیری از ایشان بر ایشان مقرّر می نمایند و آن که اجابت ننمود و اقرار نکرد به محمّدصلی الله علیه وآله وسلم و دین اسلام، او را می کشند.

در میان ایشان جماعتی هستند که سلاح را از خود نینداختند از آن وقت و انتظار می کشند ظهور قائم علیه السلام را و فرمودند چون امام نزد ایشان نرود، گمان می کنند که این از روی سخط و غضبی است مراقب اند آن وقتی را که امام نزد ایشان می رود.

هرگز شرک به خدای نیاوردند و معصیت نکردند و از فلان و فلان بیزاری می جویند و بر ایشان لعنت می کنند. (1)

و غیر این ها از حالات و صفات و کردار آن جماعت و صفات و اوضاع شهر ایشان که در اخبار مشروح شده و به حسب ظاهر شرع مطهّر و طریقه اهل شریعت، نتوان حمل نمود آن

ص:624
1- 1259. القاموس المحیط، ج 2، ص 297.

همه تفاصیل را بر عالم مثال یا منازل قلبیّه اهل حال؛ چنان چه اهل تأویل می کنند.

وضوح وجود این دو شهر، در ارض یا در قطعات منفصله از آن، چنان چه بعضی از محققین احتمال دادند در عصر سابق، به مثابه ای بود که حضرت سیّدالشّهداعلیه السلام در روز عاشورا در میان میدان، در جمله ای از کلمات شریفه، در مقام اتمام حجّت، می فرماید: واللَّه! مابین جابلسا و جابلقا، پسر پیغمبری نیست غیر از من (1) چنان چه در خبری دیدم که حال، محلّ آن در نظرم نیست.

فیروزآبادی در قاموس می گوید: جابلس به فتح با و لام یا سکون آن، شهری است در مغرب. نیست ورای آن آدمیزادی. و جابلق شهری است در مشرق. (2)

شیخ حسن بن سلیمان حلّی، تلمیذ شهید اول، در کتاب 3 تضر، 2محتضر (3) خبر شریفی روایت کرده در کیفیّت اتّهام منافقی، حضرت امیرالمؤمنین علیه السلام را که گاهی شب ها از مدینه بیرون تشریف می برد و مراقبت او، آن جناب را در شبی و بردن حضرت او را به یکی از آن شهرها که مسافت آن تا مدینه یک سال بود و گذاردن آن منافق را در آن جا و دیدن او اوضاع آن بلاد را که از آن جمله بود اتّکال اهل آن جا بر لعن آن منافق در ذرع و غیره به نحوی که به سبب لعن او، تخم می افشاندند. پس فوراً سبز می شد و خوشه می آورد و می رسید. پس درو می کردند و در هفته دیگر حضرت به آن جا تشریف برد، با آن جناب برگشت، خبر طولانی است. غرض، اجمال مضمون آن بود و در این مقدار که گفتیم کفایت است از برای رفع شبهه اهل دین بلکه قاطبه ملّیّین.
در حکم خمس و سهم امام علیه السلام

تنبیه شریف: مخفی نماند که حدیثی که شیخ زین الدین علی بن فاضل از سیّد شمس

ص:625
1- 1260. المحتضر، ص 65 به بعد.
2- 1261. ر.ک: مستدرک الوسائل، ج 7، ص 302-303؛ الکافی، ج 1 ،ص 546؛ من لا یحضره الفقیه، ج 2، ص 43؛ کمال الدین و تمام النعمه، ص 485؛ الاستبصار، ج 2، ص 57؛ تهذیب الاحکام، ج 4، ص 136، ص 143؛ وسائل الشیعه، ج 9، ص 545.
3- 1262. کمال الدین و تمام النعمه، ص 520 - 521.

الدین سؤال کرد در حلال کردن آن حضرت، خمس را بر شیعیان، در ایّام غیبت و تصدیق سیّد، آن خبر را.

مراد، ظاهر آن نیست، چه آن که مراد سقوط مطلق خمس باشد از سهم امام علیه السلام و سهم سادات؛ چنان چه از سلار و محقّق سبزواری و صاحب حدائق و بعضی از معاصرین او، نقل شده یا مراد سقوط سهم امام علیه السلام باشد در ایام غیبت؛ چنان چه صاحب مدارک و محدّث کاشانی گفته اند.

نظر به ظاهر، جمله ای از اخبار که فرمودند: ما حلال کردیم خمس را بر شیعیان، تا آن که نطفه ایشان پاک باشد(1) بر این مضمون و قریب به آن، اخبار بسیار است.

امّا چون مخالف ظاهر کتاب و اخبار معتبره صریحه است بر بقای هر دو صنف آن، بلکه تشدید و تأکید در امر آن و تهدید و توعید در مسامحه در آن بسیار شده است.

کافی است در این مقام، توقیع شریف که وارد شده از امام عصرعلیه السلام بر دست ابی جعفر محمّد بن عثمان، نایب دوم؛ چنان چه صدوق در کمال الدین(2) روایت نموده و آن توقیع مشتمل بود بر جواب جمله ای از مسایل که یکی از آنهاست: امّا آن چه سؤال کردی از آن از امر خمس. کسی که حلال می داند آن چه در دست او است از اموال ما و تصرف می کند در آنها، مانند تصرف کردنش در مال خود بدون امر ما.

پس هرکه چنین کند، پس او ملعون است و ماییم خصمای او.

به تحقیق فرموده است پیغمبرصلی الله علیه وآله وسلم: کسی که حلال دانسته از عترت من چیزی را که حرام کرده خداوند؛ ملعون است بر زبان من و بر زبان هر پیغمبر اجابت کرده شده. پس هر کس ظلم کند ما را، او از جمله ظالمین است و هست لعنت خداوند بر او و می فرماید خداوند:«أَلَا لَعْنَهُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ»(3).

ص:626
1- 1263. سوره هود: آیه 18.
2- 1264. کمال الدین و تمام النعمه، ص 233.
3- 1265. کمال الدین و تمام النعمه، ص 234.

در موضعی از این توقیع است: هرکسی که بخورد از مال ما چیزی را. پس به درستی که می خورد در شکم خود، آتش را و زود باشد که درآیند در آتش افروخته.

و در توقیع دیگر آن جناب است: بسم اللَّه الرحمن الرحیم لعنت خداوند و ملایکه و جمیع مردم بر کسی که حلال دانسته از مال ما، یک درهم را. الخ.

راوی توقیع، ابوالحسین اسدی، می گوید: من در نفس خود گفتم که این عذاب یا تهدید، در حقّ هر کسی است که حلال داند و شمرد حرامی را. پس چه فضیلتی است در این، از برای حجّت علیه السلام؟

قسم به خداوند به تحقیق که نظر کردم پس از آن در توقیع. پس یافتم آن را که منقلب شده به آن چه در دلم افتاده بود.

بسم اللَّه الرحمن الرحیم

لعنت خدا و ملایکه و جمیع مردم بر کسی که بخورد از مال ما درهمی.

در بعضی اخبار قسم خوردند که هر آینه سؤال می کنیم روز قیامت از آنها که خمس را می خورند. سؤال با اصرار و مداقه و غیر اینها.

لهذا محققین فقها - رضوان اللَّه علیهم - از ظاهر آن دسته از اخبار دست کشیده و حمل آنها را بر محاملی که برای هر یک شواهدی است از اخبار، مثل حمل کردن بعضی بر اقسامی از زمین که بعضی به عنوان خمس و بعضی به عنوان انفال مال امام علیه السلام است و حلال است برای شیعیان، تصرف در آنها در ایّام غیبت، مثل خمس زمین ها که مسلمانان از کفّار، به قهر و غلبه گرفتند به اذن پیغمبر یا امام - صلوات اللَّه علیهما - و تمام زمین اموات از آن و تمام آن چه بدون اذن گرفتند، یا اهلش هلاک یا متواری شدند و بالای کوه ها و میان درّه ها و نیزارها و غیر آن، و بعضی را بر حلال بودن آن مقدار از خمس که تعلق گرفته به مالی که در دست کافر یا مخالفین است و به نحو معامله یا هبّه و امثال آن در دست شیعه می افتد.

چون که خمس، متعلّق است به عین مال، پس بر ایشان حلال است خریدن از تجّار آن طوایف که هرگز خمس ربح تجارت را نمی دهند و خریدن از غنایمی که مخالفین از کفّار

ص:627

در جنگ ها می گیرند که همه آنها مال امام علیه السلام است و بر شیعه حلال کردند و بعضی را بر جواز تصرف در مالی که تعلّق گرفته خمس به عین آن، پیش از بیرون کردن خمس به این که ضامن شود خمس را و بر ذمّه بگیرد و تصرف کند در آن مال.
در اجمالی از کیفیت صرف سهم امام علیه السلام

بالجمله بر متأمّل در اخبار پوشیده نیست که امر در خمس و خصوص سهم امام علیه السلام شدید است، بلکه در کیفیّت صرف قسم ثانی به مستحقین نهایت احتیاط را باید رعایت نمود. چه آن که صاحب آن به اذن فقیه مأمون، صرف کند یا به حاکم مطاع در دینِ مأمونِ امینِ دهد که به اهلش برساند؛ چه راهی در تصرّف در مال آن جناب - عجل اللَّه فرجه - نیست، مگر به شاهد حال قطعی که آن جناب را ذرّه ای علقه و علاقه نیست به آن مال، بلکه به تمام دنیا و ما فیها تا لازم باشد حفظ آن، مثل حفظ اموال غایبین به دفن کردن و دست به دست وصیّت نمودن به آن تا ظهور موفور السّرور، چنان چه بعضی از علما فرموده اند.

بلکه با وجود ضعفا و عاجزین و ارامل و ایتام از سادات و غیرهم و شدّت احتیاج این ها و تمام استغنای آن جناب، البتّه راضی است به صرف آن اموال در ایشان ولکن در تشخیص محلّ آن که به کدام صنف و طبقه از شیعیان باید داد از مطیع و عاصی و مقصّر و عارف به حقّ ایشان و مستضعف و مستبصر و امثال ایشان و مقدار آن که به هر کس چه باید داد، کار مشکل است.

چه متیقّن رضایت آن جناب در دادن به اهل احتیاج به نحوی که خود می دهند در ایّام سلطنت ظاهره وسیره وسلوک آن حضرت واصحابش مانند سیره جدّش امیرالمؤمنین علیه السلام است در اعراض تمام از فضول معاش و قناعت کردن به لباس های درشت و طعام های خشن بی خورش.

شیخ مقدّم، محمّد بن ابراهیم نعمانی، در کتاب غیبت(1) به چند سند از جناب صادق علیه السلام

ص:628
1- 1266. همان، ص 285.

روایت کرده که فرمود: چه تعجیل می کنند در خروج قائم علیه السلام پس قسم به خدا که نیست لباس او، مگر غلیظ و نه طعام او، مگر درشت یا بی خورش و نیست کار، مگر شمشیر و مردن زیر سایه شمشیر.

در خبر دیگر فرمود: نیست طعام او مگر جُوی زبر.(1)

نیز روایت کرده از خلاد که گفت: ذکر شد قائم علیه السلام در نزد حضرت رضاعلیه السلام، پس فرمود: «شما امروز فارغ البال ترید از خودتان در آن روز؟» گفت: چگونه است؟

فرمود:« هرگاه قائم ما خروج کند، نیست مگر علقه یعنی خون و عرق - یعنی از کثرت کشتار و کُشش - و قوم بر روی زین های خودند و نیست لباس قائم علیه السلام مگر غلیظ و طعام او مگر خشن».(2)

در دعوات(3) راوندی مروی است که معلی بن خمیس به حضرت صادق علیه السلام عرض کرد: این امر اگر در شما می شد، هر آینه زندگی می کردیم با شما؟

فرمود: «واللَّه! اگر این امر برگردد به سوی ما، هر آینه نیست، مگر اکل درشت و لبس خشن». و به مفضل بن عمر فرمود که: «اگر این امر با ما شود، هر آینه نیست مگر عیش رسول خداصلی الله علیه وآله وسلم و سیره امیرالمؤمنین علیه السلام.»

گذشت در باب شمایل که آن حضرت شبیه ترین خلق است به رسول خدا در شمایل و رفتار و گفتار.

نیز شیخ نعمانی روایت کرده از مفضل که گفت: بودم نزد حضرت صادق علیه السلام در طواف. پس نظر کرد به سوی من و فرمود به من: «ای مفضل! چه شده که تو را مهموم می بینم؟ و رنگت متغیّر شده؟»

گفت: گفتم فدای تو شوم! نظر کردم به سوی بنی عباس و آن چه در دست ایشان است از این ملک و سلطنت و جبروت. پس اگر اینها برای شما بود، هر آینه ما هم با شما بودیم. پس

ص:629
1- 1267. الدعوات، ص 296.
2- 1268. الغیبه (محمد بن ابراهیم نعمانی)، ص 287.
3- 1269. جشب: بدخورش و درشت خوار، طعام درشت و خشن، ر.ک: لغتنامه دهخدا.

فرمود: «ای مفضل! آگاه باش که اگر چنین شد یعنی سلطنت به ما برگشت، نیست مگر تعب در شب و سیاحت در روز - یعنی برای عبادت و جهاد - و خوردن طعام درشت و پوشیدن خشن شبه امیرالمؤمنین علیه السلام و الّا پس آتش جهنم است. پس آن سلطنت از ما گرفته شد و می خوریم و می آشامیم، آیا دیدی ظلمی را که خداوند آن را نعمت قرار داده باشد مثل این؟»(1)

نیز روایت نموده از عمرو بن شمر گفت: بودم در نزد آن جناب در خانه او و خانه پر بود از متعلّقان آن جناب و مردم رو به آن جناب کرده سؤال می کردند و از چیزی نمی پرسیدند، مگر آن که جواب می داد از آن. پس من از گوشه خانه گریستم. فرمود: «چه تو را به گریه آورده، ای عمرو!؟»

گفتم: فدای تو شوم! چگونه گریه نکنم و آیا در این امت مثل تو هست و حال آن که در، بر روی تو بسته است و پرده بر روی جنابت آویخته.

فرمود: «گریه مکن، ای عمرو! می خوری بیشتر غذای پاکیزه را و می پوشی جامه نرم را و اگر بشود آن که تو می گویی، نیست مگر اکل جشب(2) و لبس خشن، مثل امیرالمؤمنین علیه السلام و الّا پس معالجه اغلال است در آتش جهنّم».(3)

شیخ روایت کرده از حماد بن عثمان که حضرت ابی عبداللَّه علیه السلام فرمود: «هرگاه قائم اهل بیت خروج کند، می پوشد جامه علی علیه السلام و رفتار می کند به سیره امیرالمؤمنین علی علیه السلام.»(4)

بر این مضمون اخبار بسیار است و شاید به جهت این قناعت و ترک دنیا و اقتصار بر مقدار ضروری معاش از مأکول و ملبوس و مشروب و مسکن و نکاح و عدم احتیاج به چیزی زاید بر آن مقدار که رفع حاجت کند، ایشان را غنی و بی نیاز فرمودند.

چنان چه رسیده که در دولت حقّه، زکات و غیر آن از حقوق را صاحبش، بر سر گیرد و

ص:630
1- 1270. الغیبه (محمد بن ابراهیم نعمانی)، ص 287 - 288.
2- 1271. ر.ک: الکافی، ج 1، ص 411؛ حلیه الابرار، ج 2، ص 216؛ بحارالانوار، ج 40، ص 336، ج 47، ص 55.
3- 1272. بحارالانوار، ج 53، ص 259 - 260.
4- 1273. ر. ک: بحارالانوار، ج 53، ص 261.

در بلاد سیر کند و طالب مستحق شود. کسی را پیدا نکند. نه آن که مراد از غنای ایشان، کثرت مال و منال و ضیاع و عقار باشد که منافی است با غرض از بعثت آن جناب، که خلق را بکشاند به سوی درگاه خداوند تبارک و تعالی و ایشان را در علم و عمل کامل نماید.

پس اگر خود آن جناب در رفتارش چنین باشد، چگونه راضی خواهد بود صرف کردن مالش را در فضول معاش و زخارف دنیا و امتعه نفیسه و اطعمه لذیذه و البسه فاخره و مساکن عالیه؟ حاشا که بتوان چنین رضایتی از آن جناب تحصیل نمود.

پس دهنده و گیرنده سهم امام علیه السلام باید سیره و سلوک آن جناب و جدّش امیرالمؤمنین علیه السلام را نصب العین خود قرار داده، از آن تخطی نکنند و گرنه مهیّای جواب باشند. و اللَّه العاصم.

ص:631
حکایت سی و هشتم: نقل میرزا محمّد تقی مجلسی