بسم الله الرحمن الرحیم


الامام الرضا علیه السلام


شهادت امام رضا ع(153 - 203 هـ = 770 - 818 م)

هم فاطمة و
الامام الرضا علیه السلام
سلسلة الذهب
ابن تیمیه و انکار فضیلت آشکار
الرساله الذهبيه في اصول الطب وفروعه
ولایت عهد و مأمون
شهادة الامام الرضا علیه السلام بالسمّ
تاریخ حرم رضوي
توسل ابن خزيمة و ابن حبان



ولایت عهد و مأمون-الامام الرضا علیه السلام












المعارف (1/ 388)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
وبعث «المأمون» إلى «على بن موسى» - الّذي يدعى: «الرّضى» - فحمله إلى «خراسان» ، فبايع له بولاية العهد بعده. وأمر الناس بلباس الخضرة. وصار أهل «بغداد» إلى «إبراهيم ابن المهدي» فبايعوه بيعة الخلافة، فخرج إلى «الحسن بن سهل» فألحقه ب «واسط» وأقام «إبراهيم» ب «المدائن» . ثم وجه «الحسن بن سهل» «عليّ بن هشام» و «حميدا الطّوسي» فاقتتلوا، فهزمهم «حميد» وجلس «عليّ بن عيسى» مكان «سهل بن سلامة» وأمره بالمعروف، فاحتال حتى خذل من معه، وظفر به، ودفعه إلى «إبراهيم بن المهدي» ، فغيّبه عنده، ولم يعرف خبره، حتى قرب «المأمون» من «بغداد» . ووجّه «الحسن بن سهل» «هارون بن المسيّب» إلى «الحجاز» لقتال «العلوية» ، فاقتتلوا، فهزمهم/ 198/ «هارون بن المسيّب» ، وظفر ب «محمد بن جعفر» ، فحمله إلى «المأمون» مع عدة من أهل بيته، فلم يرجع أحد منهم. ومات «الرّضى» ب «خراسان» . ولما صار «هرثمة» إلى «خراسان» . جرى بينه وبين «الفضل بن سهل» كلام بين يدي «المأمون» ، فأمر بحبسه...








تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (8/ 546)
سنة إحدى ومائتين
...
تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (8/ 554)
. ذكر خبر البيعه لعلى بن موسى بولاية العهد
وفي هذه السنة جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده، وسماه الرضى من آل محمد ص، وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة، وكتب بذلك إلى الآفاق.
ذكر الخبر عن ذلك وعما كان سبب ذلك وما آل الأمر فيه إليه:
ذكر أن عيسى بن محمد بن أبي خالد، بينما هو فيما هو فيه من عرض أصحابه بعد منصرفه من عسكره إلى بغداد، إذ ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر بن محمد ولي عهده من بعده، وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي، فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضى من آل محمد، وأمره بطرح لبس الثياب السود ولبس ثياب الخضرة، وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، ويأمره أن يأمر من قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له، وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك.
فلما أتى عيسى الخبر دعا أهل بغداد إلى ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر، والباقي إذا أدركت الغلة، فقال بعضهم: نبايع ونلبس الخضرة، وقال بعضهم: لا نبايع ولا نلبس الخضرة، ولا نخرج هذا الأمر من ولد العباس، وإنما هذا دسيس من الفضل بن سهل، فمكثوا بذلك أياما وغضب ولد العباس من ذلك، واجتمع بعضهم إلى بعض، وتكلموا فيه، وقالوا: نولي بعضنا، ونخلع المأمون، وكان المتكلم في هذا والمختلف والمتقلد له إبراهيم ومنصور ابنا المهدى.









البدء والتاريخ (6/ 110)
المؤلف: المطهر بن طاهر المقدسي (المتوفى: نحو 355هـ)
وخلص الأمر للمأمون وبعث المأمون إلى علي بن موسى بن جعفر فأقدمه خراسان وعقد له العهد من بعده وسماه الرضا وزوجه ابنته أم حبيبة بنت المأمون وخضر الثياب واللباس والرايات وأمر بطرح السواد فشق ذلك على بني هاشم وغضب بنو العباس وقالوا يخرج الأمر منا إلى أعدائنا فخلعوا المأمون وبايعوا إبراهيم بن المهدي وسموه المبارك وتوجه المأمون نحو العراق فلما بلغ سرخس قتل الفضل بن سهل في الحمام غيلة ومات علي بن موسى الرضا بطوس ودفن عند قبر هارون واختلفوا في سبب موته فمن قائل أنه سم وآخر أنه أكل عنباً فمات وجاء المأمون حتى دخل بغداذ وعليه الخضرة فأمر بطرحها وأمر بإعادة السواد وخلع القاسم المؤتمن وقتل محمد الأمين سنة...








مقاتل الطالبيين (ص: 453)
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني الأموي القرشي، أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356هـ)
55- علي بن موسى بن جعفر
والرضا علي بن موسى بن جعفر» بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام ويكنى أبا الحسن [وقيل: يكنى أبا بكر] . وأمه أم ولد «5» .

قال أبو الفرج:
حدثني الحسن بن علي الخفاف، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي «6» ، قال:
سألني المأمون يوما عن مسألة فقلت: قال فيها أبو بكر كذا وكذا.
فقال: من [هو] أبو بكر؟ أبو بكرنا أو أبو بكر العامة؟.
قلت: أبو بكرنا.
قال عيسى: قلت لأبي الصلت: من أبو بكركم؟ فقال: علي بن موسى الرضا، كان يكنى بها، وأمه أم ولد.
كان المأمون عقد له على العهد من بعده، ثم دس إليه فيما ذكر بعد ذلك سما فمات منه.

ذكر الخبر في ذلك
أخبرني ببعضه علي بن الحسين بن علي بن حمزة، عن عمه محمد بن علي بن حمزة العلوي. وأخبرني بأشياء «1» منه أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن العلوي، وجمعت أخبارهم:
أن المأمون وجه إلى جماعة من آل أبي طالب فحملهم إليه من المدينة، وفيهم علي بن موسى الرضا، فأخذ بهم على طريق البصرة حتى جاءوه بهم، وكان المتولي لإشخاصهم المعروف بالجلودي من أهل خراسان، فقدم بهم على المأمون فأنزلهم دارا، وأنزل علي بن موسى الرضا دارا «2» .
ووجه إلى الفضل بن سهل فأعلمه أنه يريد العقد له، وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك، ففعل واجتمعا بحضرته، فجعل الحسن يعظم ذلك عليه، ويعرفه ما في إخراج الأمر من أهله عليه.
فقال له «3» : إني عاهدت الله أن أخرجها إلى أفضل آل أبي طالب إن ظفرت بالمخلوع، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل.
فاجتمعا معه على ما أراد، فأرسلهما إلى علي بن موسى فعرضا ذلك عليه فأبى، فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه، إلى أن قال له أحدهما: إن فعلت وإلّا فعلنا بك وصنعنا، وتهدده، ثم قال له أحدهما: والله أمرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد.

ثم دعا به المأمون فخاطبه في ذلك فامتنع، فقال له قولا شبيها بالتهدد، ثم قال له:
إن عمر جعل الشورى في ستة أحدهم جدك، وقال: من خالف فاضربوا عنقه، ولا بد من قبول ذلك.

فأجابه علي بن موسى إلى ما التمس.

ثم جلس المأمون في يوم الخميس، وخرج الفضل بن سهل فأعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى، وأنه ولّاه عهده، وسمّاه الرضا. وأمرهم بلبس الخضرة، والعود لبيعته في الخميس الآخر على أن يأخذوا رزق سنة.

فلما كان ذلك اليوم ركب الناس من القواد والقضاة وغيرهم من الناس في الخضرة، وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفرشه. وأجلس الرضا عليهما في الحضرة، وعليه عمامة وسيف. ثم أمر ابنه العباس بن المأمون فبايع له أول الناس، فرفع الرضا يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم.

فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة.
فقال له: إن رسول الله (ص) هكذا كان يبايع، فبايعه الناس، ووضعت البدر، وقامت الخطباء والشعراء، فجعلوا يذكرون فضل علي بن موسى وما كان من المأمون في أمره.
ثم دعا أبو عبّاد بالعباس بن المأمون، فوثب، فدنا من أبيه فقبّل يده وأمره بالجلوس.
ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد، فقال له الفضل بن سهل: قم. فقام، فمشى حتى قرب من المأمون ولم يقبل يده، ثم مضى فأخذ جائزته وناداه المأمون:
ارجع يا أبا جعفر إلى مجلسك، فرجع.
ثم جعل أبو عبّاد يدعو بعلويّ وعباسيّ فيقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال.

ثم قال المأمون للرضا: قم فاخطب الناس وتكلم فيهم.
فقال بعد حمد الله والثناء عليه:
إن لنا عليكم حقا برسول الله (ص) ، ولكم علينا حق به، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم.
ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس.

وأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسمه.
وزوج إسحاق بن موسى بن جعفر بنت عمه إسحاق بن جعفر بن محمد، وأمره أن يحج بالناس، وخطب للرضا في كل بلد بولاية العهد.
فحدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن [العلوي] ، قال: حدثني من سمع عبد الجبار بن سعيد يخطب تلك السنة على منبر رسول الله بالمدينة فقال في الدعاء له:
اللهم وأصلح ولي عهد المسلمين، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، عليهم السلام:
ستة آباء هم ما هم ... هم خير من يشرب صوب الغمام «1»
حدثني الحسن بن الطبيب البلخي، قال: حدثني محمد بن أبي عمر العدني، قال: سمعت عبد الجبار يخطب، فذكر مثله.
رجع الحديث إلى نظام خبر علي بن موسى.
قال: وزوج المأمون ابنته أم الفضل محمد بن علي بن موسى على حلكة لونه وسواده، ونقلها إليه فلم تزل عنده «2» .
واعتل الرضا علته التي مات فيها «3» ، وكان قبل ذلك يذكر ابني سهل عند المأمون فيزري عليهما، وينهى المأمون عنهما، ويذكر له مساوئهما «4» .
ورآه يوما يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء فقال: يا أمير المؤمنين، لا تشرك بعبادة ربك أحدا «1» .
فجعل المأمون يدخل إليه، فلما ثقل تعالل المأمون وأظهر أنهما أكلا عنده جميعا طعاما ضارا فمرضا، ولم يزل الرضا عليلا حتى مات.

واختلف في أمر وفاته، وكيف كان سبب السم الذي سقيه.
فذكر محمد بن علي بن حمزة أن منصور بن بشير ذكر عن أخيه عبد الله بن بشير:
أن المأمون أمره أن يطوّل أظفاره ففعل، ثم أخرج إليه شيئا يشبه التمر الهندي، وقال له: افركه واعجنه بيديك جميعا، ففعل.
ثم دخل على الرضا فقال له: ما خبرك؟
قال: أرجو أن أكون صالحا.
فقال له: هل جاءك أحد من المترفّقين اليوم؟.
قال: لا، فغضب وصاح على غلمانه، وقال له: فخذ ماء الرمان اليوم فإنه ما لا يستغنى عنه. ثم دعا برمان فأعطاه عبد الله بن بشير وقال له: اعصر ماءه بيدك، ففعل وسقاه المأمون الرضا بيده فشربه، فكان ذلك سبب وفاته، ولم يلبث إلّا يومين حتى مات.

قال محمد بن علي بن حمزة، ويحيى: فبلغني عن أبي الصلت الهروي:
أنه دخل على الرضا بعد ذلك فقال له: يا أبا الصلت قد فعلوها: «أي قد سقوني السم» . [وجعل يوحد الله ويمجده] «2» .
قال محمد بن علي: وسمعت محمد بن الجهم يقول:
إن الرضا كان يعجبه العنب، فأخذ له عنب وجعل في موضع أقماعه الإبر، فتركت أياما فأكل منه في علته فقتله، وذكر أن ذلك من لطيف السموم.

ولما توفي الرضا لم يظهر المأمون موته في وقته، وتركه يوما وليلة، ثم وجه إلى محمد بن جعفر بن محمد، وجماعة من آل أبي طالب. فلما أحضرهم وأراهم إيّاه صحيح الجسد لا أثر به، ثم بكى وقال: عزّ عليّ يا أخي أن أراك في هذه الحالة، وقد كنت أؤمل أن أقدّم قبلك، فأبى الله إلّا ما أراد. وأظهر جزعا شديدا وحزنا كثيرا.
وخرج مع جنازته يحملها حتى أتى الموضع الذي هو مدفون فيه الآن، فدفنه هناك إلى جانب هارون الرشيد «1» .
وقال أشجع بن عمرو السلمي «2» يرثيه، هكذا أنشدنيها علي بن الحسين بن علي بن حمزة، عن عمّه، وذكر أنها لمّا شاعت غيّر أشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد:
يا صاحب العيس يحدي في أزمّتها ... اسمع وأسمع غدا يا صاحب العيس
اقرأ السلام على قبر بطوس ولا ... تقرأ السلام ولا النعمى على طوس
فقد أصاب قلوب المسلمين بها ... روع وأفرخ فيها روع ابليس
وأخلست واحد الدنيا وسيدها ... فأيّ مختلس منا ومخلوس
ولو بدا الموت حتى يستدير به ... لاقى وجوه رجال دونه شوس
بؤسا لطوس فما كانت منازله ... مما تخوفه الأيام بالبوس
معرّس حيث لا تعريس ملتبس ... يا طول ذلك من نأى وتعريس
إن المنايا أنالته مخالبها ... ودونه عسكر جمّ الكراديس
أوفى عليه الرّدى في خيس أشبله ... والموت يلقى أبا الأشبال في الخيس
ما زال مقتبسا من نور والده ... إلى النبي ضياء غير مقبوس
في منبت نهضت فيه فروعهم ... بباسق في بطاح الملك مغروس
والفرع لا يرتقى إلّا على ثقة ... من القواعد والدنيا بتأسيس
لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا ... لطم الخدود ولا جدع المعاطيس
من يوم طوس الذي نادت بروعته ... لنا النعاة وأفواه القراطيس «1»
حقا بأن الرضا أودى الزمان به ... ما يطلب الموت إلّا كلّ منفوس
ذا اللحظتين وذا اليومين مفترش ... رمسا كآخر في يومين مرموس
بمطلع الشمس وافته منيّته ... ما كان يوم الردى عنه بمحبوس
يا نازلا جدثا في غير منزله ... ويا فريسة يوم غير مفروس
لبست ثوب البلى أعزز عليّ به ... لبسا جديدا وثوبا غير ملبوس
صلّى عليك الذي قد كنت تعبده ... تحت الهواجر في تلك الأماليس
لولا مناقضة الدنيا محاسنها ... لما تقايسها أهل المقاييس
أحلّك الله دارا غير زائلة ... في منزل برسول الله مأنوس

قال أبو الفرج:
هذه القصيدة ذكر محمد بن علي بن حمزة أنها في علي بن موسى الرضا.
قال أبو الفرج:
وأنشدني علي بن سليمان الأخفش «2» لدعبل بن علي الخزاعي «3» يذكر الرضا والسم الذي سقيه، ويرثي ابنا له، وينعى على الخلفاء من بني العباس:
على الكره ما فارقت أحمد وانطوى ... عليه بناء جندل ورزين «4»
وأسكنته بيتا خسيسا متاعه ... وإني على رغمي به لضنين
ولولا التأسي بالنبيّ وأهله ... لأسبل من عيني عليه شؤون
هو النفس إلّا أن آل محمد ... لهم دون نفسي في الفؤاد كمين
أضرّ بهم إرث النبيّ فأصبحوا ... يساهم فيه ميتة ومنون
دعتهم ذئاب من أميّة وانتحت ... عليهم دراكا أزمة وسنون
وعاثت بنو العباس في الدين عيثة ... تحكّم فيه ظالم وظنين
وسمّوا رشيدا ليس فيهم لرشده ... وها ذاك مأمون وذاك أمين
فما قبلت بالرشد منهم رعاية ... ولا لوليّ بالأمانة دين
رشيدهم غاو وطفلاه بعده ... لهذا رزايا دون ذاك مجون «1»
ألا أيها القبر الغريب محلّه ... بطوس عليك السّاريات هتون
شككت فما أدري أمسقى بشربة ... فأبكيك أم ريب الردى فيهون؟
وأيهما ما قلت إن قلت شربة ... وإن قلت موت إنه لقمين
أيا عجبا منهم يسمّونك الرضا ... ويلقاك منهم كلحة وغضون
أتعجب للأجلاف أن يتخيفوا ... معالم دين الله وهو مبين
لقد سبقت فيهم بفضلك آية ... لديّ ولكن ما هناك يقين

هذا آخر خبر عليّ بن موسى الرضا «2» .

أخبرنا أبو الفرج قال: حدثنا الحسن بن علي الخفاف، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، قال:
دخل المأمون إلى الرضا يعوده فوجده يجود بنفسه فبكى وقال: أعزز عليّ يا أخي بأن أعيش ليومك، وقد كان في بقائك أمل، وأغلظ عليّ من ذلك وأشد أن الناس يقولون: إني سقيتك سما، وأنا إلى الله من ذلك بريء.
فقال له الرضا: صدقت يا أمير المؤمنين، أنت والله بريء.
ثم خرج المأمون من عنده، ومات الرضا، فحضره المأمون قبل أن يحفر قبره وأمر أن يحفر إلى جانب أبيه، ثم أقبل علينا فقال: حدثني صاحب هذا النعش أنه يحفر له قبر فيظهر فيه ماء وسمك، احفروا، فحفروا فلما انتهوا إلى اللحد نبع ماء وظهر فيه سمك، ثم غاض الماء، فدفن فيه الرضا عليه السلام.




مقاتل الطالبيين (ص: 498)
63- عبد الله بن موسى
وعبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأمه أم سلمة بنت محمد بن طلحة «1» بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ولها يقول وحشي الرياحي:
.....
وأخبرني «1» جعفر بن محمد الوراق الكوفي، قال: حدثني عبد الله بن علي بن عبيد الله العلوي الحسيني، عن أبيه، قال:
كتب المأمون إلى عبد الله بن موسى وهو متوار منه يعطيه الأمان، ويضمن له أن يوليه العهد بعده، كما فعل بعلي بن موسى، ويقول: ما ظننت أن أحدا من آل أبي طالب يخافني بعد ما عملته بالرضا، وبعث الكتاب إليه.
فكتب إليه عبد الله بن موسى:
وصل كتابك وفهمته، تختلني فيه عن نفسي ختل القانص، وتحتال على حيلة المغتال القاصد لسفك دمي.
وعجبت من بذلك العهد وولايته لي بعدك، كأنك تظن أنه لم يبلغني ما فعلته بالرضا، ففي أي شيء ظننت أني أرغب من ذلك؟.
أفي الملك الذي قد غرتك نضرته وحلاوته؟ فو الله لأن أقذف وأنا حيّ في نار تتأجج أحب إليّ من أن ألي أمرا بين المسلمين أو أشرب شربة من غير حلها مع عطش شديد قاتل.
أم في العنب المسموم الذي قتلت به الرضا؟








تجارب الأمم وتعاقب الهمم (4/ 131)
المؤلف: أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه (المتوفى: 421هـ)
المأمون يجعل علىّ بن موسى (ع) ولىّ عهد المسلمين
وفى هذه السنة جعل المأمون علىّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب [1] ولىّ عهد المسلمين، والخليفة من بعده، وسمّاه: الرضا من آل محمد، وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة، وكتب بذلك إلى الآفاق.
ذكر الخبر عن ذلك وسببه وما آل إليه الأمر
بينا عيسى بن محمد بن أبى خالد يعرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد، إذ ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل، يعلمه أنّ أمير المؤمنين المأمون قد جعل علىّ بن موسى ولىّ عهده من بعده، وأنّه نظر فى بنى العباس وبنى علىّ فلم يجد أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنّه سمّاه: الرضا من آل محمد، وأمره بطرح السواد، ولبس ثياب الخضرة، [152] وذلك فى شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، ويأمره أن يأمر من قبله من أصحابه والجند وبنى هاشم بالبيعة له، وأن يأخذهم بلبس الخضرة فى أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم ويأخذ أهل بغداد بذلك.
فلمّا أتى عيسى ذلك دعا أهل بغداد إلى ذلك، على أن يعجّل لهم رزق شهر، والباقي إذا أدركت الغلّة.
فقال بعضهم:
- «نبايع ونلبس الخضرة.» وقال بعضهم:
- «لا نبايع ولا نخرج هذا الأمر من ولد العبّاس، وإنّما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل.» وغضب بنو العبّاس، ومشى بعضهم إلى بعض وقالوا:
- «نولّى بعضنا ونخلع المأمون.» وكان المتكلّم فى هذا والساعي له منصور وإبراهيم ابنا المهدى.








التدوين في أخبار قزوين (3/ 425)
المؤلف: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، أبو القاسم الرافعي القزويني (المتوفى: 623هـ)
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الرضاء من أئمة أهل البيت وأعاظم ساداتهم وأكابر وبائع له أمير المؤمنين المأمون وجعله ولي عهده سنة إحدى ومائتين ثم مات قبل المأمون ولما عزم المأمون على تفويض العهد إليه بسعي ذي الرياستين الفضل بن سهل كتب إليه ذو الرياستين.

بسم الله الرحمن الرحيم لعلي بن موسى الرضا وإبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المصطفى المهتدى بهديه المقتدي بفعله الحافظ لدين الله الخازن لوحي الله من وليه الفضل بن سهل الذي بذل في رد حقه إليه مهجه ووصل ليله فيه بنهاره سلام عليك أيها المهتدي ورحمة الله وبركاته فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا الله وأساله أن يصلي على محمد عبده ورسوله.
أما بعد فإني أرجو أن الله قد أدا لك وإذن لك في ارتجاع حقك ممن استضعفك وأن يعظم منه عليك وأن يجعلك الإمام الوارث ويرى أعداءك ومن رغب عنك منك ما كانوا يحذرون وأن كتابي هذا عن إزماع من أمير المؤمنين عبد الله الإمام المأمون ومني على رد مضلمتك عليك وإثبات حقوقك في يديك والتخلي منها إليك.
على ما أسأل الذي وفق عليه أن يبلغني ما أكون به أسعد العالمين وعند الله من الفائزين ولحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المؤدين ولك عليه من المعاونين حتى أبلغ في توليتك ودولتك كلمتي الحسنتين فإذا أتاك كتابي جعلت فداك وأمكنه أن لا تضعه من يدك حتى تسير إلى باب أمير المؤمنين الذي يراك شريكا في أمره وشقيقا في نسبه وأولى الناس بما تحت يده فعلت ما بخيرة الله محفوفا وبملائكته محفوظا وبكلائته محروسا وأن الله كفيل لك بكل ما يجمع حسن العائذة عليك وصلاح الأمة وحسبنا الله ونعم الوكيل والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وكتبت بخطي.

لما جعل المأمون العهد إلى الرضى كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وصلاته على نبيه محمد في الأولين والآخرين وآله الطيبين أقول وأنا علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت وآمن أنفسنا فزعت بل أحياها وقد تلفت وأغناها إذا صفرت مبتغيا رضا رب العالمين لا يريد جزاء إلا من عنده وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين.
أنه جعل إلي عهده والامرءة الكبرى إن بقيت بعده ممن حل عقدة أمر الله بشدها وفصم عروة أحب الله إثباتها فقد أباح حريمه وأحل محرمه إذ كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام وقد جعلت لله على نفسي أن أسترعاني أمر المسلمين وقلدني خلافته العمل فيهم بطاعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا أسفك دما حراما ولا أبيح فرجا إلا ما سفكه حدوده وأباحته قرائضه وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي وجعلت بذلك على نفسي عهدا موكدا يسألني عنه فاءنه يقول أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا.
فإن حدث أو غيرت أو بدلت كنت للعن مستحقا وللنكال متعرضا.
أعوذ بالله من سخطه وإليه أرغب في تسهيل سبلي إلى طاعته والحول بيني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين إن الله على كل شيء قدير والجفر يدل على الضد من ذلك وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقضي الحق وهو خير الفاصلين لكني امتثلت أمير المؤمنين وأثرت رضاه والله يعصمني وإياه وهو حسبي وحسبه ونعم الوكيل وكتبت بخطى في محرم سنة اثنتين ومائتين.

كان أمير المؤمنين المأمون قد زوجه بنته زينب قال الخليل الحافظ حدثني أبو الحسين أحمد بن محمد بن المرزبان الزاهد ثنا أحمد بن الفضل ابن خزيمة ببغداد ثنا إبراهيم بن حامد بن شبيب الأصبهاني ثنا أحمد ابن محمد سمعت يحيى بن أكثم يقول لما أراد المأمون أن يزوج ابنته من الرضا قال لي يا يحيى تكلم قال فأجللته أن أقول له انكحت قال فقلت له يا أمير المؤمنين أنت الحاكم الأكبر وأنت أولى بالكلام.

فقال الحمد لله الذي تصاغرت الأمور بمشيته ولا إله إلا الله إقرارا بربوبيته وصلى الله على محمد عند ذكره أما بعد فإن الله تعالى جعل النكاح الذي رضيه حكما وأنزله وحيا سببا للمناسبة إلا وإني قد زوجت ابنتي من علي بن موسى الرضا ومهرتها والسلام.

سمع علي بن موسى أباه وعمومته عبد الله وإسحاق وعليا بني جعفر وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي وسمع منه المعلى بن منصور الرازي وآدم بن أبي إياس ومحمد بن رافع ونصر بن علي الجهضمي وغيرهم وحدث الخليل الحافظ عن محمد بن إسحاق الكيسائي قال ثنا أبي وعلي بن مهرويه ثنا داود بن سليمان ثنا علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسن عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلم خزائن ومفتاحه السؤال فسلوا يرحمكم الله فاءنه تؤجر فيه أربعة السائل والمعلم والمستمع والمحب له".

قد اشتهر اجتياز علي بن موسى الرضا بقزوين1 ويقال إنه كان مستخفيا في دار داود بن سليمان الغازي روى عنه النسخة المعروفة روى عنه إسحاق بن محمد وعلي بن محمد بن مهرويه وغيرهما قال الخليل وابنه المدفون في مقبرة قزوين يقال إنه كان ابن ستين أو أصغر وتوفي الرضا رضي الله عنه سنة ثلاث ومائتين.
علي بن موسى بن هارون بن حيان أبو الحسن روى عن علي ابن الحسن بن سلم ومحمد بن موسى الحلواني.
__________
1 اجتياز الإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام ونزوله قزوين أو اختفاءه فيه غريب جدا وليس له سند راجع التعليقة.









الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية (ص: 214)
المؤلف: محمد بن علي بن طباطبا المعروف بابن الطقطقي (المتوفى: 709هـ)
ومن اختراعاته: نقل الدولة من بني العبّاس إلى بني عليّ- عليه السّلام- وتغيير الناس السّواد بلباس الخضرة، وقالوا: هو لباس أهل الجنّة.

شرح الحال في ذلك

كان المأمون قد فكّر في حال الخلافة بعده، وأراد أن يجعلها في رجل يصلح لها لتبرأ ذمّته- كذا زعم- فذكر أنّه اعتبر أحوال أعيان البيتين: البيت العبّاسيّ، والبيت العلويّ، فلم ير فيهما أصلح ولا أفضل، ولا أورع ولا أدين، من عليّ بن موسى الرّضا- عليهما السّلام- فعهد إليه، وكتب بذلك كتابا بخطّه، وألزم الرّضا- عليه السّلام- بذلك، فامتنع ثمّ أجاب، ووضع خطّه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه: إني قد أجبت امتثالا للأمر، وإن كان الجفر والجامعة يدلان على ضدّ ذلك، وشهد عليهما بذلك الشّهود.

وكان الفضل بن سهل وزير المأمون هو القائم بهذا الأمر والمحسّن له، فبايع الناس لعلي بن موسى من بعد المأمون، وسمّي الرّضا من آل محمّد (صلوات الله عليه) .

وأمر المأمون الناس بخلع لباس السّواد ولبس الخضرة، وكان هذا في خراسان فلمّا سمع العبّاسيّون ببغداد فعل المأمون، من نقل الخلافة عن البيت العبّاسي إلى البيت العلويّ، وتغيير لباس آبائه وأجداده بلباس الخضرة- أنكروا ذلك وخلعوا المأمون من الخلافة غضبا من فعله، وبايعوا عمّه إبراهيم بن المهديّ وكان فاضلا شاعرا، فصيحا أديبا، مغنيا حاذقا، وإليه أشار أبو فراس بن حمدان في ميميّته بقوله:
منكم عليّة أم منهم وكان لكم ... شيخ المغنّين إبراهيم أم لهم؟ [1]

(بسيط) وكانت تلك الأيام أيام فتن وحروب، فلمّا بلغ المأمون ذلك قام وقعد، فقتل الفضل بن سهل، ومات بعده عليّ بن موسى من أكل عنب، فقيل: إنّ المأمون لما رأى إنكار الناس ببغداد لما فعله، من نقل الخلافة إلى بني علي، وأنهم نسبوا ذلك إلى الفضل بن سهل، ورأى الفتنة قائمة- دسّ جماعة على الفضل بن سهل فقتلوه في الحمام، ثم أخذهم وقدّمهم ليضرب أعناقهم، فقالوا له: أنت أمرتنا بذلك ثمّ تقتلنا! فقال لهم: أنا أقتلكم بإقراركم، وأما ما ادّعيتموه عليّ من أنّي أمرتكم بذلك فدعوى ليس لها بيّنة. ثم ضرب أعناقهم وحمل رءوسهم إلى الحسن بن سهل، وكتب يعزّيه ويوليه مكانه وانضمّ إلى ذلك أمور أخرى سنذكرها عند ذكر وزارة الفضل.

ثمّ دسّ إلى عليّ بن موسى الرّضا- عليه السّلام- سمّا في عنب- وكان يحبّ العنب- فأكل منه واستكثر فمات من ساعته، ثم كتب إلى بني العبّاس ببغداد يقول لهم: إنّ الّذي أنكرتموه من أمر عليّ بن موسى قد زال، وإنّ الرجل مات، فأجابوه أغلظ جواب، وكان الفضل بن سهل قد استولى على المأمون، ومتّ أمتانا [1] كثيرة بقيامه في أمره، واجتهاده في أخذ الخلافة له، فكان قد قطع الأخبار عنه ومتى علم أنّ أحدا قد دخل عليه أو أعلمه بخبر سعى في مكروهة، فامتنع الناس من كلام المأمون فانطوت الأخبار عنه، فلما ثارت الفتنة ببغداد وخلع المأمون، وبويع إبراهيم بن المهديّ وأنكر العباسيّون على المأمون فعله كتم الفضل بن سهل عن المأمون مدّة،

فدخل عليه عليّ بن موسى الرّضا- عليهما السّلام- وقال له:
يا أمير المؤمنين: إنّ الناس ببغداد قد أنكروا عليك مبايعتي بولاية العهد، وتغيير لباس السّواد، وقد خلعوك، وبايعوا عمّك إبراهيم بن المهديّ، وأحضر إليه جماعة من القوّاد ليخبروه بذلك، فلما سألهم المأمون أمسكوا وقالوا: نخاف من الفضل، فإن كنت تؤمننا من شرّه أخبرناك، فأمّنهم وكتب لهم خطّه، فأخبروه بصورة الحال وعرّفوه خيانة الفضل وتعمية الأمور عليه، وستره الأخبار عنه، وقالوا له: الرأي أن تسير بنفسك إلى بغداد وتستدرك أمرك، وإلا خرجت الخلافة من يدك، فكان بعد هذا بقليل قتل الفضل، وموت الرّضا على ما تقدّم شرحه.

ثمّ جدّ المأمون في المسير إلى بغداد، فوصلها وقد هرب إبراهيم بن المهديّ والفضل بن الربيع، فلمّا دخل البلد تلقّاه العبّاسيون وكلّموه في ترك لباس الخضرة والعود إلى السّواد واجتمعت به زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس- وكانت في طبقة المنصور، وكان بنو العبّاس يعظّمونها، وإليها ينسب الزينبيّون- فقالت له: يا أمير المؤمنين: ما الّذي دعاك إلى نقل الخلافة من بيتك إلى بيت عليّ قال: يا عمّة: إني رأيت عليّا حين ولي الخلافة أحسن إلى بني العبّاس، فولّى عبد الله البصرة، وعبيد الله اليمن، وقثم سمرقند [1] ، وما رأيت أحدا من أهل بيتي حين افضى الأمر إليهم، كافئوه على فعله في ولده، فأحببت أن أكافئه على إحسانه فقالت له: يا أمير المؤمنين: إنّك على برّ بني عليّ والأمر فيك، أقدر منك على برّهم والأمر فيهم، ثمّ سألته تغيير لباس الخضرة فأجابها إلى ذلك، وأمر الناس بتغييره والعود إلى لباس السّواد،

ثمّ إنّ المأمون عفا عن عمّه إبراهيم بن المهدي، ولم يؤاخذه، وأحسن إليه وصار من ندمائه، وكذلك فعل مع الفضل بن الرّبيع، وكان حليما، كان يقول: لو عرف الناس حبّي للعفو لتقرّبوا إليّ بالذّنوب.
في أيامه خرج محمّد بن جعفر الصادق عليهما السّلام بمكّة، وبويع ....








البداية والنهاية ط هجر (14/ 119)
وفيها بايع المأمون لعلي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، أن يكون ولي العهد من بعده، وسماه الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم، وطرح لبس السواد ولبس الخضرة، وألزم جنده بذلك، وكتب بذلك إلى الآفاق والأقاليم. وكانت مبايعته له يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، وذلك أن المأمون رأى أن عليا الرضا خير أهل البيت، وليس في بني العباس مثله في علمه ودينه، فجعله ولي عهده من بعده.
[بيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي]
ذكر بيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي
لما جاء الخبر إلى بغداد أن المأمون بايع لعلي بن موسى بولاية العهد من بعده، اختلفوا فيما بينهم؛ فمن مجيب مبايع، ومن آب مانع، وجمهور العباسيين على الامتناع، وكان الباعث لهم والقائم في ذلك إبراهيم ومنصور ابنا المهدي، فلما كان يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة، أظهر العباسيون البيعة لإبراهيم بن المهدي ولقبوه المبارك وكان أسود اللون ومن بعده لابن أخيه إسحاق بن موسى بن المهدي، وخلعوا المأمون فلما كان يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة، أرادوا أن يدعوا للمأمون، ثم من بعده لإبراهيم، فقالت العامة: لا نرضى إلا بإبراهيم فقط، واختلف الناس واضطربوا فيما بينهم، ولم يصلوا الجمعة وصلى الناس فرادى أربع ركعات.







سير أعلام النبلاء ط الرسالة (9/ 388)
يقال: أفتى وهو شاب في أيام مالك.
استدعاه المأمون إليه إلى خراسان، وبالغ في إعظامه، وصيره ولي عهده، فقامت قيامة آل المنصور، فلم تطل أيامه، وتوفي (1) .



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (9/ 389)
قال أحمد بن خالد الذهلي الأمير: صليت خلف علي الرضى بنيسابور، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة.







تاريخ الخلفاء (ص: 226)
استقل المأمون بالأمر بعد قتل أخيه سنة ثمانٍ وتسعين وهو بخراسان، واكتنى بأبي جعفر.
قال الصولي: وكانوا يحبون هذه الكنية؛ لأنها كنية المنصور، وكان لها في نفوسهم جلالة وتفاؤل بطول عمر من كنى بها كالمنصور والرشيد.
وفي سنة إحدى ومائتين خلع أخاه المؤتمن من العهد، وجعل ولي العهد من بعده علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، حمله على ذلك إفراطه في التشيع حتى قيل: إنه هم أن يخلع نفسه ويفوض الأمر إليه، وهو الذي لقبه الرضا، وضرب الدراهم باسمه، وزوجه ابنته، وكتب إلى الآفاق بذلك، وأمر بترك السواد ولبس الخضرة، فاشتد ذلك على بني العباس جدًّا، وخرجوا عليه وبايعوا إبراهيم بن المهدي، ولقب: المبارك، فجهز المأمون لقتاله، وجرت أمور وحروب، وسار المأمون إلى نحو العراق، فلم ينشب علي الرضا أن مات في سنة ثلاث، فكتب المأمون إلى أهل بغداد يعلمهم أنهم ما نقموا عليه إلا ببيعته لعلي، وقد مات، فردوا جوابه أغلظ جواب، فسار المأمون، وبلغ إبراهيم بن المهدي تسلل الناس من عهده، فاختفى في ذي الحجة، فكانت أيامه سنتين إلا أيامًا، وبقي في اختفائه مدة ثماني سنين.
ووصل المأمون إلى بغداد في صفر سنة أربع، فكلمه العباسيون وغيرهم في العود إلى لبس السواد وترك الخضرة، فتوقف، ثم أجاب إلى ذلك.
وأسند الصولي أن بعض آل بيته قالت: إنك على بر أولاد علي بن أبي طالب والأمر فيك أقدر منك على برهم والأمر فيهم، فقال: إنما فعلت ما فعلت لأن أبا بكر لما ولى لم يولِ أحدًا من بني هاشم شيئًا، ثم عمر ثم عثمان كذلك، ثم ولي علي فولّى عبد الله بن عباس البصرة، وعبيد الله اليمن، ومعبدًا مكة، وقثم البحرين، وما ترك أحدًا منهم حتى ولاه شيئًا؛ فكانت هذه منّة في أعناقنا حتى كافأته في ولده بما فعلت.



تاريخ الخلفاء (ص: 243)
وفي أيامه مات من الأعلام: سفيان بن عيينة، والإمام الشافعي، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ويونس بن بكير راوي المغازي، وأبو مطيع البلخي صاحب أبي حنيفة -رحمه الله- ومعروف الكرخي الزاهد، وإسحاق بن بشر صاحب كتاب المبتدأ، وإسحاق بن الفرات قاضي مصر، ومن أجلة أصحاب مالك، وأبو عمرو الشيباني اللغوي، وأشهب صاحب مالك، والحسن بن زياد اللؤلؤي صاحب أبي حنيفة، وحماد بن أسامة الحافظ، وروح بن عبادة، وزيد بن الحباب، وأبو داود الطيالسي، والغازي بن قيس من أصحاب مالك، وأبو سليمان الداراني الزاهد المشهور، وعلي الرضا بن موسى الكاظم، والفراء إمام العربية، وقتيبة بن مهران صاحب الإمالة، وقطرب النحوي، والواقدي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، والنضر بن شميل، والسيدة نفسية، وهشام أحد النحاة الكوفيين، واليزيدي، واليزيد بن هارون، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي قارئ البصرة، وعبد الرزاق، وأبو العتاهية الشاعر، وأسد السنة، وأبو عاصم النبيل، والفريابي، وعبد الملك بن الماجشون، وعبد الله بن الحكم، وأبو زيد الأنصاري صاحب العربية، والأصمعي وخلائق آخرون.








كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 591)
نقل أن الخليفة المأمون لما عهد بالخلافة من بعده إلى علي بن موسى الرضا، وكتب إليه كتاب عهده.
كتب هو في آخر هذا الكتاب: نعم إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أن هذا الأمر لا يتم، وكان كما قال، لأن المأمون استشعر فتنة من بني هاشم فسمه كذا في (مفتاح السعادة) .







أبجد العلوم (ص: 359)
وورد هذا في كتب الأنبياء السالفة كما نقل عن عيسى بن مريم - عليهما الصلاة والسلام -: نحن معاشر الأنبياء نأتيكم بالتنزيل وأما التأويل فسيأتيكم به البارقليط الذي سيأتيكم بعدي.
نقل أن الخليفة المأمون لما عهد بالخلافة من بعده إلى علي بن موسى الرضا وكتب إليه كتابه عهده كتب هو في آخر ذلك الكتاب: نعم إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أن هذا الأمر لا يتم وكان كما قال لأن: المأمون استشعر لأجل ذلك فتنة من طرف ابن العباس فسم الإمام علي بن موسى الرضا في عنب على ما هو المسطور في كتب التواريخ كذا في: مفتاح السعادة ومدينة العلوم.








موجز دائرة المعارف الإسلامية (10/ 3126)
على أنه لا شك في أن الجفر يدخل في كتب الملاحم، ومع ذلك فإن الشيعة جميعًا يؤكدون وجود هذا الكتاب الخفى المنزه عن الخطأ. وإذا تحدث كاتب شيعى عن كيفية اختيار المأمون العلوى علي بن موسى الرضى (وهو الإمام الثامن من الأئمة الأثنى عشرة) خليفة له فإنه يزيد على ذلك دائمًا أن عليًّا لما قبل ذلك كتب إلى المأمون قائلا: وإن كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك (انظر على سبيل المثال الفخرى؛ ص 198، طبعة القاهرة سنة 1317 هـ) والجامعة كتاب آخر مماثل للجفر يتردد ذكره في هذه المناسبة، ويمكن الرجوع في شأن هذا الكتاب إلى كولدتسيهر







دستور العلماء = جامع العلوم في اصطلاحات الفنون (1/ 261)
المؤلف: القاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمد نكري (المتوفى: ق 12هـ)
الجامعة: والجفر كتابان لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم وكانت الأئمة المعروفون من أولاده الكرام كرم الله وجهه يعرفونهما ويحكمون بهما. وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه الإمام الهمام علي بن موسى الرضا رضي الله تعالى عنهما إلى المأمون أنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباءك فقبلت منك عهدك إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم. ولمشائخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه إلى أهل البيت.








المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (10/ 127)
وروى الصولي: أن زينب بنت سليمان بن علي كلمت المأمون في ترك لباس الخضرة، والإضراب عما فعل من تولية أولاد علي عليه السلام فقال [لها] [9] : إن أبا بكر تولى فما ولى أحدا من بني هاشم، ثم عمر كذلك، ثم عثمان، فأقبل على بني عبد شمس وترك غيرهم، ثم ولي علي بن أبي طالب، فولى عبد الله بن العباس البصرة، وعبيد الله اليمن ومعبدا مكة، وقثما البحرين ما ترك منا أحدا إلا ولاه، وكانت هذه/ في أعناقنا فكافئيه بما فعل قال: وقال المأمون:
ألام على شكر الوصي أبي الحسن ... وذلك عندي من عجائب ذا الزمن
خليفة خير الناس والأول الذي ... أعان رسول الله في السر والعلن
ولولاه ما عدت لهاشم إمرة ... وكانت على الأيام تعصى وتمتهن
فولى بني العباس ما اختص غيرهم ... ومن منه أولى بالتكرم والمنن
فأوضح عبد الله بالبصرة الهدى ... وفاض عبيد الله جودا على اليمن
وقسم عمال الخلافة بينهم ... فلا زلت مربوطا [1] بذا الشكر مرتهن





تاريخ الخلفاء (ص: 226)
وأسند الصولي أن بعض آل بيته قالت: إنك على بر أولاد علي بن أبي طالب والأمر فيك أقدر منك على برهم والأمر فيهم، فقال: إنما فعلت ما فعلت لأن أبا بكر لما ولى لم يولِ أحدًا من بني هاشم شيئًا، ثم عمر ثم عثمان كذلك، ثم ولي علي فولّى عبد الله بن عباس البصرة، وعبيد الله اليمن، ومعبدًا مكة، وقثم البحرين، وما ترك أحدًا منهم حتى ولاه شيئًا؛ فكانت هذه منّة في أعناقنا حتى كافأته في ولده بما فعلت.







مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (13/ 392)
شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قِزْأُوغلي بن عبد الله المعروف بـ «سبط ابن الجوزي» (581 - 654 هـ)
والثالث [حكاه الصُّولي] (1): أن المأمون لمَّا دخل بغدادَ وعليه الخضرة، عزَّ على بني العباس، فاجتمع وجوهُهم إلى بنت سليمانَ بن علي بن عبد اللهِ بن عباس، وكانت في القُعْدُد (2) مثلَ المنصور، وسألوها أن تدخلَ على المأمون وتسألَه الإضرابَ عن لبس الخُضرة، وعزل من ولَّاه مَن ولد عليٍّ - عليه السلام -، وأن يعودَ إلى لُبس السواد، وكان قد عزم على تولية العهدِ لمحمد بن عليِّ بن موسى بعد أبيه، وإنما شغله شغبُ بني العباسِ عليه وولايةُ إبراهيمَ بن المهدي، وأقام ينتظر الفرصةَ في البَيعة لمحمد بنِ علي، فدخلت عليه زينبُ بنت سليمان، فقام لها وأَكرمها واحترمها، فقالت له: يا أميرَ المؤمنين، إنَّك على بِرِّ أهلك من آل أبي طالبٍ والأمرُ في يدك أَقدرُ منك على برِّهم والأمرُ في يد غيرك، فعُدْ إلى شعار آبائك ولا تُطمعنَّ أحدًا فيما كان منك.
فعجب المأمونُ من كلامها وقال: يا عمَّة، ما كلَّمني أحدٌ بكلام هو أوقعُ من كلامكِ في قلبي، ولا أقصد لِمَا أردت، ولكن أنا أحاكم أهلَ بيتي إليك، قالت: وما ذاك؟ قال: ألست تعلمين أن أبا بكرٍ - رضي الله عنه - لمَّا ولي الخلافةَ لم يولِّ الخلافةَ أحدًا من بني هاشم؟ قالت: بلى، قال: ثم وَلِي عمرُ رضي الله عنه فكان على ذلك، ثم ولي عثمانُ فأقبل على أهله من بني عبد شمسٍ فولَّاهم الأمصارَ ولم يولِّ أحدًا من بني هاشم، ثم ولي أميرُ المؤمنين عليٌّ كرَّم الله وجهه فأقبل علي بني هاشم، فولَّى عبدَ الله بنَ عباس البصرة، وعبيدَ الله بنِ عباس اليمن، ومعبدًا مكَّة، وقُثَمًا البحرين، ولم يتركْ أحدًا من بني العباسِ إلا ولَّاه ولاية؟ فكانت [له] هذه في أعناقنا، فكافأتُه في ولده على ما فعل [معنا].
[قال الصولي: ] وأنشد المأمونُ لنفسه: [من الطويل]
أُلام على شكر الوصيِّ أبي الحسنِ ... وذلك عندي من عجائب ذا الزَّمنْ
ولولاه ما عُدَّت لهاشم إمرةٌ ... وكانت على الأيام تُقضى وتُمتهن
فولَّى بني العباسِ ما اختصَّ غيرهمْ ... ومَن منه أَولى بالتكرُّم والمِنَن
فأوضح عبدُ الله بالبَصرة الهدى ... وفاض عبيدُ الله جُودًا على اليمن
وقسَّم أعمال الخلافةِ بينهمْ ... وها أنا مربوطٌ (1) بذا الشُّكر مرتهن
فقالت له زينب: فلله دَرُّك يا بُنيَّ ممَّا فعلتَ! ولكن المصلحةَ لبني عمِّك من ولد أبي طالبٍ ما ذكرته لك، قال: ما يكون إلَّا ما تحبيِّن ويحبُّون. ثم فكَّر في عاقبة الأمر، فرأى أن القواعدَ تنخرم عليه، وربَّما خرج الأمرُ من يد بني العباسِ وآل أبي طالب؛ لاختلافهم، وفي الأرض بقايا من بني أميَّة، فربما وجدوا الفرصةَ في تفريق الكلمة [وإثارةِ الفتن وسفكِ الدماء] (2) فجلس للناس جلوسًا عاما، ودعا وجوهَ بني هاشم (3)، واستحضر حُلَّةً سوداء، فلبسها ورمى الخُضرة، وخلع على طاهرٍ مثلَها، وعلى وجوه بني هاشم، ورمى الناسُ الخضرةَ ولبسوا السواد، وطابت قلوبُهم.
وأقام المأمونُ ببغدادَ وعليه الخضرةُ تسعةً وعشرين يومًا، وقيل: ثمانيةَ أيام.
و[قال الصولي: ] (4) لمَّا رأى المأمون كراهيةَ الناس الخضرةَ قال: واللهِ ما دخلت بغدادَ وهي عليَّ إلا ليعلمَ بنو العباسِ أنني ما انزعجت لقولهم، ولولا سؤالُ زينبَ لما خلعتها.




سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - العصامي (2/ 214، بترقيم الشاملة آليا)
ثم أجاب إلى ذلك لما قال له يعض أهل بيته: إنك على أثر أولاد علي بن أبي طالب، والأمر فيك أقدر منك على برهم والأمر فيهم. قال: إنما فعلت ما فعلت لأن أبا بكر لما ولي لم يول أحداً من بني هاشم شيئاً ثم عمر ثم عثمان كذلك، ثم لما ولي علي ولي عبد اللّه بن عباس البصرة، وعبيد اللّه اليمن، ومعبداً مكة، وقثم البحرين، وما ترك أحداً منهم إلا ولاه شيئاً، وكانت هذه في أعناقنا حتى كافأته في ولده بما فعلت.






شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏15، ص: 98
و قد روي أنه قال لما ولى علي ع بني العباس على الحجاز و اليمن و العراق فلما ذا قتلنا الشيخ بالأمس و إن عليا ع لما بلغته هذه الكلمة أحضره و لاطفه و اعتذر إليه و قال له فهل وليت حسنا أو حسينا أو أحدا من ولد جعفر أخي أو عقيلا أو واحدا من ولده و إنما وليت ولد عمي العباس لأني سمعت العباس يطلب من رسول الله ص الإمارة مرارا فقال له رسول الله ص يا عم إن الإمارة إن طلبتها وكلت «1» إليها و إن طلبتك أعنت عليها و رأيت بنيه في أيام عمر و عثمان يجدون في أنفسهم إذ ولى غيرهم من أبناء الطلقاء و لم يول أحدا منهم فأحببت أن أصل رحمهم و أزيل ما كان في أنفسهم و بعد فإن علمت أحدا من أبناء الطلقاء هو خير منهم فأتني به فخرج الأشتر و قد زال ما في نفسه‏