اللَّه





صفحه اصلي مباحث لغت
العربية
أله





بِسْمِ 


اللَّهِ 


الرَّحْمنِ 


الرَّحِيمِ











المخصص، ج‏17، ص: 135
(اللّه) الاصل فى قولك اللّه الالَهُ حذفت الهمزة و جعلت الالف و اللام عوضا لازما و صار الاسم بذلك كالعَلَم هذا مذهب سيبويه و حُذَّاقِ النحويين و قيل الا له هو المستحق للعبادة و قيل هو القادر على ما تَحِقُّ به العبادةُ و من زعم أن معنى إله معنى معبود فقد أخطأ و شهد بخطئه القرآنُ و شريعةُ الاسلام لان جميع ذلك مُقِرٌّ بانْ لا اله الا اللّه وحده لا شريك له و لا شك أن الاصنام كانت معبودةً فى الجاهلية على الحقيقة اذ عبدوه و ليس بالهٍ لهم فقد تبين أن الالَهَ هو الذى تَحِقُّ له العبادةُ و تجب و قيل فى اسم اللّه انه علم ليس أصلُه الاله على ما بينا أوّلا و هو خطأ من وجهين أحدهما أن كُلَّ اسمٍ عَلَمٍ فلا بُدَّ من أن يكون له أصلٌ نُقِلَ‏
المخصص، ج‏17، ص: 136
منه أو غُيِّرَ عنه و الآخَرُ أن أسماءَ اللّهِ كُلَّها صفاتٌ الا شئٌ فانه صح له عز و جل من حيثُ كان أعَمَّ العمومِ لا يجوز أن يكون له اسم على جهة التلقيب و الاسماءُ الاعلامُ انما أجراها أهلُ اللغةِ على ذلك فَسَمَّوْا بكَلْبٍ و قِرْد و مازِنٍ و ظالم لانهم ذهبوا به مذهبَ التلقيب لا مذهبَ الوصفِ* قال أبو اسحق‏....




المخصص، ج‏17، ص: 143
ثم نعود اليها فأما القولُ الذى قاله سيبويه‏ فى اسم اللّه عز و جل فهو أن الاسم أصله لَاهٌ و وزنه على هذا فَعَلٌ اللام فاء الفعل و الالف منقلبة عن الحرف الذى هو العين و الهاء لام و الذى دلهم على ذلك أن بعضهم يقول لَهْىَ أبُوكَ* قال سيبويه* فقلب العين و جعل اللام ساكنة اذ صارت مكان العين كما كانت العين ساكنة و تركوا آخر الاسم مفتوحا كما تركوا آخر أَيْنَ مفتوحا و انما فعلوا ذلك حيث غيروه لكثرته فى كلامهم فغيروا اعرابه كما غيروه فالالفُ على هذا القول فى الاسم منقلبةٌ عن الياء لظهورها فى موضع اللام المقلوبة الى موضع العينِ و هى فى الوجهِ الاولِ زائدةٌ لفِعالٍ غيرُ منقلبة عن شئ و اللفظتانِ على هذا مختلفتانِ و ان كان فى كل واحدة منهما بعضُ حروفِ الاخرى* و ذكر أبو العباس هذه المسئلة فى كتابه المترجم بالغلط فقال* قال سيبويه فيه ان تقديره فِعَالٌ لانه الَهٌ و الالفُ و اللامُ فى اللّه بدلٌ من الهمزة فلذلك لزمتا الاسمَ مثل أُناسٍ و الناسِ* ثم قال* انهم يقولون لَهْىَ أبوك فى معنى لِلَّهِ أبوكَ فقال يُقَدِّمُون اللامَ و يؤخرون العينَ* قال أبو العباس* و هذا نَقْضٌ و ذلك لانه قال أوّلا ان الالف زائدةٌ لانها ألفُ فِعَالٍ ثم ذكر ثانية أنها عين الفعل و هذا الذى ذكره أبو العباس من أن هذا القولَ نَقْضٌ مُغالَطةٌ و انما كان يكون نَقْضا لو قال فى حرف واحد فى كلمة واحدة و تقدير واحدٍ انه زيادة ثم قال فيها نفسها انه أصلٌ فهذا لو قاله فى كلمة بهذه الصفة لكان لا محالة فاسدا كما أن قائلا لو قال فى تُرْتُبٍ ان التاء منه زائدة ثم قال فى تُرْتَب انها أصل و الكلمة بمعنى واحد من حروف بأعيانها فى الكلمة الاولى لكان فاسدا منتقضا لانه جعل حرفا واحدا من كلمة واحدة فى تقدير واحد فلا يستقيم لذلك أن يحكم بهما عليه فأما اذا قدّر الكلمة مشتقة من أصلين مختلفين لم يمتنع أن يحكم بحرف فيها أنه أصل و يحكم على ذلك الحرف انه زائد لان التقدير فيهما مختلف و ان كان اللفظ فيهما متفقا ألا ترى أنك تقول مَصِيرٌ و مُصْرانٌ و مَصارِينُ و مَصِيرٌ من صَارَ يَصِيرُ فتكون الياء من الاولى زائدة و من الثانية أصلا فلا يمتنع لاتفاقهما فى اللفظ أن يحكم على هذا بالزيادة و كذلك مَسِيلٌ ان أخذته من سَال يَسِيل أو أخذته من مَسَلَ كان فَعِيلًا و كذلك مَوْأَلَةٌ ان جعلته مَفْعَلَة من وَأَلَ و ان‏
المخصص، ج‏17، ص: 144
جعلته من قولهم رجل مَأْلٌ أى خفيف و امرأة مَأْلةٌ ....





تفسير مجمع البيان - الطبرسي (1/ 53،)
اللغة
الاسم مشتق من السمو و هو الرفعة أصله سمو بالواو لأن جمعه أسماء مثل قنو و أقناء .
و حنو و أحناء و تصغيره سمي قال الراجز :
باسم الذي في كل سورة سمه ) و سمه أيضا ذكره أبو زيد و غيره و قيل إنه مشتق من الوسم و السمة و الأول أصح لأن المحذوف الفاء نحو صلة و وصل و عدة و وعد لا تدخله همزة الوصل و لأنه كان يجب أن يقال في تصغيره وسيم ، كما يقال وعيدة و وصيلة في تصغير عدة و صلة و الأمر بخلافه ( الله ) اسم لا يطلق إلا عليه سبحانه و تعالى و ذكر سيبويه في أصله قولين ( أحدهما ) أنه إلاه على وزن فعال فحذفت الفاء التي هي الهمزة و جعلت الألف و اللام عوضا لازما عنها بدلالة استجازتهم قطع هذه الهمزة الداخلة على لام التعريف في القسم و النداء في نحو قوله ( أ فالله لتفعلن و يا الله اغفر لي ) و لو كانت غير عوض لم تثبت الهمزة في الوصل كما لم تثبت في غير هذا الاسم و القول الآخر أن أصله لاه و وزنه فعل فالحق به الألف و اللام .
يدل عليه قول الأعشى :
كحلفة من أبي رباح
يسمعها لاهه الكبار و إنما أدخلت عليه الألف و اللام للتفخيم و التعظيم فقط و من زعم أنها للتعريف فقد أخطأ لأن أسماء الله تعالى معارف و الألف من لاه منقلبة عن ياء فأصله إليه كقولهم في معناه لهي أبوك قال سيبويه نقلت العين إلى موضع اللام و جعلت اللام ساكنة إذ صارت في مكان العين كما كانت العين ساكنة و تركوا آخر الاسم الذي هو لهي مفتوحا كما تركوا آخر أن مفتوحا و إنما فعلوا ذلك حيث غيروه لكثرته في كلامهم فغيروا إعرابه كما غيروا بناءه و هذه دلالة قاطعة لظهور الياء في لهي و الألف على هذا القول منقلبة كما ترى و في القول الأول زائدة لأنها ألف فعال و تقول العرب أيضا لاه أبوك تريد لله أبوك قال ذو الإصبع العدواني :
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب
عني و لا أنت دياني فتخزوني أي تسوسني قال سيبويه حذفوا لام الإضافة و اللام الأخرى و لم ينكر بقاء عمل اللام بعد حذفها فقد حكى سيبويه من قولهم الله لأخرجن يريدون و الله و مثل ذلك كثير يطول الكلام بذكره فأما الكلام في اشتقاقه فمنهم من قال إنه اسم موضع غير مشتق إذ ليس يجب في كل لفظ أن يكون مشتقا لأنه لو وجب ذلك لتسلسل هذا قول الخليل و منهم من قال إنه مشتق ثم اختلفوا في اشتقاقه على وجوه : فمنها أنه مشتق من الألوهية التي هي العبادة و التأله التعبد قال رؤبة :
لله در الغانيات المده
سبحن و استرجعن من تألهي أي تعبدي و قرأ ابن عباس و يذرك و إلاهتك أي عبادتك و يقال أله الله فلان إلاهة كما يقال عبده عبادة فعلى هذا يكون معناه الذي يحق له العبادة و لذلك لا يسمى به غيره و يوصف فيما لم يزل بأنه إله ( و منها ) أنه مشتق من الوله و هو التحير يقال أله يأله إذا تحير - عن أبي عمرو - فمعناه أنه الذي تتحير العقول في كنه عظمته ( و منها ) أنه مشتق من قولهم ألهت إلى فلان أي فزعت إليه لأن الخلق يألهون إليه أي يفزعون إليه في حوائجهم فقيل للمألوه آله كما يقال للمؤتم به إمام ( و منها ) أنه مشتق من ألهت إليه أي سكنت إليه عن المبرد و معناه أن الخلق يسكنون إلى ذكره و منها أنه من لاه أي احتجب فمعناه أنه المحتجب بالكيفية عن الأوهام ، الظاهر بالدلائل و الأعلام