صفحه اصلي مباحث لغت


الاسم

سمو
الاسم










بِسْمِ 


اللَّهِ 


الرَّحْمنِ 


الرَّحِيمِ











المخصص، ج‏17، ص: 134
اشتقاق أسماء اللّه عز و جل‏
أَبْدَأُ بشرح ما اسْتَفْتَحْتُ به ثم أُتْبِعُ ذلك سائرَ أسمائه الحُسْنَى و صفاتِه العُلَى قيل فى اشتقاق اسم قولان انه مشتق من السُّمُوِّ و الثانى من السِّمَة و الاول الصحيح من قِبَلِ أن جمعه أسماءٌ على رَدِّ لام الفعل و كذلك تصغيره سُمَىٌّ و لانه لا يُعْرَفُ شئٌ اذا حذفت فاؤه دخله ألف الوصل انما تدخله تاء التأنيث كالزِّنةِ و العِدَةِ و الصِّفةِ و ما أشبه ذلك و يقال سَمَا يَسْمُو سُمُوًّا اذ علا و منه السماءُ و السَّمَاوةُ و كانه قيل اسم أى ما علا و ظَهَر فصار عَلَما للدلالة على ما تحته من المعنى و نظير الأسْمِ السِّمةُ و العلامةُ و كل ما يصح أن يُذْكَر فله اسم فى الجملة لان لفظه شئٌ يلحقه و اما فى التفصيل كزيد و عمرو و منها ما لا اسم له فى التفصيل و هو بالجملة كل ما لم يكن له اسم عَلَمٌ يختص به كالهَواء و الماء و ما أشبه ذلك و الاسْمُ- كلمة تدل على المسمى دلالةَ الاشارِةُ دون الافادةِ و ذلك أنك اذا قلت زيد فكانك قلت هذا و اذا قلت الرجل فكانك قلت ذاك فأما دلالة الافادة فهو ما كان الغرض أن تفيد السامع به معنى أو أخرجته ذلك المخرج كقولك قام و ذهب فأما الاول فانما الغرض فيه أن تشير اليه ليتنبه عليه أو تُخْرجَه ذلك المخرج و أنا أكره أن أُطِيل الكتابَ بذكر ما قد أُولعَتْ به عامَّةُ المتكلمين من رسم الاسم أو حَدِّه و التكلم على المُسَمَّى هو الاسمُ أم غير الاسم و الفعلُ المُصَرَّفُ من الاسم قولُك أسْمَيْتُ و سَمَّيْتُ مُتَعَدٍّ بحرف الجر و بغير حرف جر تقول سَمَّيته زيدا
المخصص، ج‏17، ص: 135
و سميته بزيد* قال سيبويه* هو كما تقول عَرَّفْتُه بهذه العلامة و أوضحتُه بها و حكى أبو زيد إسْمٌ و اسْمٌ و سِمٌ و سُمٌ و أنشد
* بسْمِ الَّذِى فى كُلِّ سُورةٍ سُمُهْ*

و الاسمُ منقوصٌ قد حذفت منه لام الفعل و غُيِّر ليكونَ فيه بعضُ ما فى الفعل من التصرف اذ كان أَشْبَهَ به من الحرف و قيل ان ألف الوصل انما لحقتْهُ عِوَضًا من النَّقْصِ فاما الباء فى بسم اللّه فانما كسرت للفرق بين ما يَجُرُّ و هو حرف و بين ما يجر مما يجوز أن يكون اسما ككاف التشبيه و موضعُ بِسْمِ نصبٌ كانك قلت أبدأ بسم اللّه و لم يحتج الى ذكر أبدأ لان المُسْتَفْتحِ مُبْتَدِئُ فالحال المشاهَدةُ دالة على المحذوف و يصلح أن يكون موضُعه رفعا على ابتدائى بسم اللّهِ الفِعْلَ المتروك لان جميع حروف الجر لا بد أن تتصل بفعل اما مذكورٍ و اما محذوف و بسم اللّه يجوز أن يكون الفعلُ المحذوفُ العاملُ فى موضعه لفظًا صيغتُه صيغةُ الامر و لفظًا صيغتُه صيغةُ الخبر و اذا كان كذلك فمعناه معنى الامر و هم مما يَضَعُون الخبَر موضعَ الامر كقوله اتَّقَى اللّهَ امْرُؤٌ فَعَلَ خيرا يُثَبْ عليه و كذلك يضعون الامر موضع الخبر كقولهم أَكْرِمْ بزيد و الغَرَضُ فى بسم اللّه التعليمُ لما يُسْتَفْتَحُ به الامورُ للتبرك بذلك و التعظيم للّه عز و جل و هو تعليم و تأديبٌ و شِعارٌ و عَلَمٌ من أعلام الدين و على ذلك جرى فى شريعة المسلمين يقال عند المأكل و المَذْبَح و ابتداءِ كُلِّ فِعْلٍ خلافا لمن كان يذكر اسم اللاتِ و العُزَّى من المشركين*