بسم الله الرحمن الرحیم

عبارات کتب فلسفی و کلامی در مورد نفس الامر

فهرست علوم
علوم الحكمة
مباحث نفس الامر
عبارات کتب فلسفی و کلامی راجع به نفس الامر
رساله خواجه قده در نفس الأمر
رساله استاد حسن‌زاده در نفس الامر مشتمل بر رساله خواجه



کلمات شهید صدر-لوح الواقع اوسع من لوح الوجود




المبدأ و المعاد، ص: 57
و لقد أعجبني في هذا المقام كلام إمام الرازي في المباحث المشرقية:" الحق عندي أنه لا مانع من استناد كل الممكنات إلى الله تعالى لكنها على ضربين: منها، ما إمكانه اللازم لماهيته كاف في صدوره عن الباري تعالى فلا جرم يكون فائضا عنه تعالى من غير شرط.
و منها، ما لا يكفي إمكانه بل لا بد من حدوث أمر قبله ليكون الأمور السابقة مقربة للعلة الفائضة إلى الأمور اللاحقة، و ذلك إنما ينتظم بحركة دورية.
ثم إن تلك الممكنات متى استعدت استعدادا تاما، صدرت عن الباري تعالى بلا منع و بخل، و حدثت عنه، و لا تأثير للوسائط أصلا في الإيجاد بل في الإعداد ..." انتهى.
و صاحب التحصيل استدل على هذا المطلب بقوله:" و إن سألت الحق فلا تصح أن يكون علة الوجود إلا ما هو بري‏ء من كل وجه- من معنى ما بالقوة، و هذا هو صفة الأول لا غير إذ لو كان مفيدا لوجود ما فيه معنى ما هو بالقوة سواء كان عقلا، أو جسما، كان للعدم شركة في إفادة الوجود، و كان لما بالقوة شركة في إخراج الشي‏ء من القوة إلى الفعل" انتهى.
أقول: و هذا الكلام منه و إن استصوبه جماعة ممن تأخر عنه من المحققين لكن لنا فيه نظر من وجوه.
الأول، أن معنى الإمكان الذاتي و إن كان أمرا ثابتا للمفارقات باعتبار ذواتها من حيث هي هي، لكنه غير ثابت لها في نفس الأمر بل الثابت لها فيها- إنما هو الوجود و التحصل بسبب الفاعل (فحينئذ) إن أراد بالقوة في قوله: معنى ما بالقوة. معنى الإمكان الذاتي فلا نسلم الملازمة المذكورة مستندين بأن ليس للعدم أو القوة الذي ينسب العقل ذات الممكن إليه باعتبار ملاحظة ذاته من حيث هي هي، من دون استناده إلى الموجب التام، تحقق في نفس الأمر حتى يكون له شركة في إفادة الوجود.
لا يقال: اعتبار ذات الممكن من حيث (هي هي) أيضا إنما هو بحسب نفس الأمر لا بحسب تعمل العقل فقط، و إلا لكان الحكم بإمكان الممكن كاذبا.
لأنا نقول: هذا الاعتبار و إن كان من جملة أنحاء الواقع، لكن صدق الحكم على شي‏ء
المبدأ و المعاد، ص: 58
بحسب نحو من أنحاء الواقع- لا يوجب صدقه عليه في الواقع، (و هذا) كما أن سلب النقيضين عن الماهية بحسب ملاحظتها من حيث هي هي، و إن كان صادقا لكن لا يصدق بحسب الواقع، و إن كانت تلك الملاحظة من مراتب نفس الأمر، لأن نفس الأمر أوسع و أعم من تلك المرتبة و غيرها.
و السر في ذلك أن الإمكان و رفع النقيضين و أمثالهما أمور عدمية، هي سلوب تحصيلية، و اتصاف الشي‏ء بالسلوب و الأعدام في نحو من أنحاء الواقع، لا يوجب اتصافه بها في الواقع، بخلاف الأمور الوجودية فإن الاتصاف بشي‏ء منها في نحو من الأنحاء يوجب الاتصاف به في الواقع، كما أن زيدا مثلا إذا كان متحركا في مكان من الأمكنة، كالسوق- مثلا- يصدق عليه اتصافه بهذه الصفة، و إن لم يكن متحركا في سائر الأمكنة، لكونها أمرا وجوديا، و لا يصدق عليه مقابلها باعتبار عدم حركته في بعض الأمكنة كالبيت- مثلا- بل باعتبار عدم حركته مطلقا، لكونه عدميا.
و هذا نظير ما قالوه من- أن تحقق الطبيعة يكون بتحقق فرد (ما) من أفراد تلك الطبيعة، و عدمها إنما يكون بعدم جميع الأفراد.
و إن أراد بها القوة الاستعدادية التي هي صفة متحققة في الواقع، سلمنا الملازمة، لكن لا نسلم أن العقول متصفة بها، لما تقرر عندهم من أن العقول ليس لها حالة منتظرة، فلو كان شي‏ء منها مفيدا- لوجود بعض الممكنات لا يلزم منه أن يكون للعدم و القوة شركة في إفادة الوجود، و إخراج الشي‏ء من القوة إلى الفعل.
الثاني: هب أن الإمكان للممكن صفة ثابتة له في الواقع، لكن لا يلزم من ذلك أنه إذا كان فاعلا لشي‏ء يكون فاعلا له من حيث كونه ممكنا بل من حيث كونه موجودا.
كما أن اللونية مثلا و إن كانت حيثية ثابتة للحيوان في نفس الأمر، لكن لا مدخلية لها في تحريكه و إحساسه، و هو ظاهر.
الثالث: أن ما ذكره منقوض بقولهم: إيجاد العقل، الفلك بواسطة الإمكان، و الإمكان عدمي، فأين المخلص من وساطة الإمكان فتأمّل ففيه ما فيه.
طريقة أخرى‏
أشير إليها في الكتاب الإلهي و سلكها العظيم أرسطاطاليس، و هي الاستدلال بوحدة
المبدأ و المعاد، ص: 59
العالم على وحدة الإله.
تقريره: أنه قد استبان في الكتب الحكمية امتناع وجود عالم آخر غير هذا العالم سواء كانت فيه سماوات و أرضون، و أستقسات موافقة لما في هذا العالم بالنوع أولا، بأن يقال: لو فرض عالم آخر لكان شكله الطبيعي هو الكرة، و الكرتان إذا لم يكن إحداهما محيطة بالأخرى لزم الخلاء فيما بينهما، و الخلاء محال، فالقول بوجود عالم آخر أيضا محال.
فهذا هو البيان المطلق لامتناع وجود العالمين و أما البيان المختص بواحد واحد من الاحتمالين فالأول أعني ما يختص بكون كل عالم كالآخر في السماء و الأرض و غيرهما بالنوع- مما نقل عن المعلم الأول من أنه إذا كانت أسطقسات العوالم الكثيرة غير مخالفة بعضها مع بعض في الطبيعة، و الأشياء المتفقة في الطبيعة- متفقة في الحركة الطبيعة في الجهة التي يتحرك إليها، فالأسطقسات في العوالم الكثيرة متفقة في المواضع مختلفة فوق واحدة، فهي ساكنة فيها بالقسر، و الذي بالقسر بعد الذي بالطبع بالذ






هزار و يك كلمه، ج‏3، ص: 448
كلمه 347
اين كلمه وجيزه‏اى در اثبات عقل كل از خواجه طوسى است:
بسم اللّه الرحمن الرحيم‏
من فوائد المحقق الطوسى (ره) في اثبات العقل المجرد المسمّى بعقل الكل:
اعلم انا لانشك فى كون الاحكام اليقينية التى قد حكم بها اذهاننا مثلا- كالحكم‏
هزار و يك كلمه، ج‏3، ص: 449
بان الواحد نصف الاثنين و بأنّ قطر المربع لايشارك ضلعه- مطابقة لما في نفس الامر، و لاشك فى ان الاحكام التى يعتقدها الجهّال بخلاف ذلك غير مطابقة لما فى نفس الامر، و نعلم يقينا أنّ المطابقة لايمكن اين يتصوّر الا بين الشيئين المتغايرين بالشخص و متحدين فيما يقع به المطابقة و لاشك انّ الصنفين المذكورين فى الاحكام متشاركان في الثبوت الذهنى فاذا يجب ان يكون للصنف الاول منهما دون الثانى ثبوت خارج عن اذهاننا بغير المطابقة بين ما فى اذهاننا و بينه و هو الذى عبّر عنه بما فى نفس الامر.
فنقول ذلك الثابت الخارج اما ان يكون قائما بنفسه او متمثلا فى غيره و القائم بنفسه اما ذات وضع او غير ذى وضع و الاول محال.
اما اولا فلان تلك الاحكام غير متعلقة بجهة معينة فى جهات العالم و لازمان معين من الازمان و كل ذى وضع متعلق بها فلا شئ من تلك الاحكام بذى وضع.
لا يقال انها يطابق ذوات الاوضاع [كذا] بل من حيث هى معقولات ثم انها يقارن الاوضاع من حيثية اخرى كما يقال فى الصور المركبة فى الاذهان الجزئية انها كلية باعتبار و جزئية باعتبار.
لانا نقول الصور الخيالية بالمطابق بها اذا كانت كذلك و كانت قائمة بغيرها و فى هذا الفرض كان قائما بنفسه، هذا خلف.
و اما ثانيا فلان العلم بالمطابقة لايحصل الّا بعد الشعور بالمطابقين و نحن لانشكّ فى المطابقة مع الجهل بذلك الشى‏ء من حيث كونه ذاوضع.
و اما ثالثا فلان الذى فى اذهاننا من تلك الاحكام انما ندرك بعقولنا اما ذوات الاوضاع فلا ندركها بالحواس او ما يجرى مجراها و المطابقة بين المعقولات و المحسوسات فى جهة ما هى محسوسات محال و الثانى و هو ان يكون ذلك القائم بنفسه غير ذى وضع و هو ايضا محال لانه قول بالمثل الافلاطونية.
و اما ان كان ذلك الخارج المطابق به متمثلا فى غيره فينقسم ايضا الى قسمين و ذلك لان ذلك الغير اما ان يكون ذا وضع او غير ذى وضع فان كان ذا وضع كان المتمثل فيه مثله و عادا المحال فتعين القسم الآخر و هو ان يكون متمثلا فى شى‏ء غير ذي‏
هزار و يك كلمه، ج‏3، ص: 450
وضع ثم نقول ذلك المتثمل فيه لايمكن ان يكون بالقوة و ان كان بعض ما فى الاذهان بالقوة لامتناع المطابقة بالفعل بين ما هو بالفعل او يمكن ان يصير و قتاما بالفعل و بين ما بالقوة و ايضا لايمكن ان يزول ان يتغير او يخرج الى الفعل بعد ما كان بالقوة و لا فى وقت من الاوقات لان الاحكام المذكورة واجبة الثبوت ازلا و ابدا من غير تغير و استحالة و من غير تقييد بوقت و مكان فواجب ان يكون محلّها كذلك و الّا امكن ثبوت الحال دون المحل فان ثبت وجود موجود قائم بنفسه فى الخارج غير ذى وضع متمثل بالفعل على جميع المعقولات التى يمكن ان يخرج الى الفعل بحيث يستحيل عليه و عليها التغيير و الاستحالة و التجدد و الزمان و يكون هو و هى بهذه الصفات ازلا و ابدا و اذا يثبت ذلك فنقول لايجوز ان يكون الموجود هو اول الاوائل أعني واجب الوجود لذاته (عزت اسماؤه) و ذلك لوجوب اشتمال ذلك الموجود على الكثرة التى لانهاية لها بالفعل و اول الأوائل يمنع ان تكون فيه كثرة و ان يكون مبدء اولا لكثرة و ان يكون محلا قابلا لكثرة يتمثل فيه فاذن ثبت وجود موجود غير واجب الاول تقدس و يقال بهذه الصفة و نسميه بعقل الكل و هو عبّر فى القرآن المجيد تارة باللوح المحفوظ و تارة بالكتاب المبين المشتمل على رطب و يابس و ذلك ما اردناه و الله الموفق و المعين و صلى الله على محمد و آله و اصحابه و الحمد لله رب العالمين.
يقول العبد الراجى خادم الدين الحسن بن عبد الله الطبرى الآملى قد استنسخت الرسالة ليلة الاثنين 13 من ذى القعدة من سنة 1387 ه ق من نسخة خطّية كتبت فى 1277 ه ق.
ثم اعلم ان هذه الرسالة هى التى لخصها صاحب الاسفار و نقلها فى الفصل الثامن من الموقف التاسع من الهيات الاسفار (ج 3 ص 170 ط 1) و هو المنهج الحادى عشر من مناهج هذا الفصل فى اثبات ذلك المفارق القدسى.



كلمه 268
اعلم أن الإمكان المستعمل في القياس الخلفي هو الإمكان الوقوعي المفسّر بكون الشي‏ء بحيث لا يلزم من فرض وقوعه محال، لا الإمكان الوقوعي المرادف للاستعدادي؛ لأن الإمكان الاستعدادي جار في الماديات فقط، و الإمكان الوقوعي أعمّ موردا منه. و الإمكان الوقوعي هو فرض وقوع الماهية في كل عالم و نشأة على حسب ذلك العالم و تلك النشأة، فالإمكان الوقوعي هو نفسيّة الشي‏ء بحسب النشئات فيمكن أن يكون وقوع في نشأة ممكنة، و في اخرى ممتنعة.
و المراد من النفسية هو نفس الأمر فنفس الأمر لشي‏ء واحد له عوالم و نشئات عديدة؛ مثلا انّ الرؤية لها في هذه النشأة نفسية، و فى المنام لها نفسية، و فى البرازخ الاخرى لها نفسية، و فى المفارقات المرسلة لها نفسية، و في الوجود الواجب الصمدي لها نفسية. فالرؤية لها بحسب اعتبار ذاتها بذاتها ماهية، و لتلك الماهية في كل نشأة نفسية هي امكانها الوقوعي؛ فعلى هذا المعنى تراهم يقولون:
إن نفس الأمر أوسع من الواقع؛ و ذلك لأنّ الواقع ربما يكون واقعا في مرحلة من‏
هزار و يك كلمه، ج‏2، ص: 223
الوجود و الحال له إمكان الوقوع في المراحل التي قبلها و بعدها.
كلمه 269











بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏54 ؛ ص279
و هذه الشبهة بتلك التقريرات أقوى شكوكهم و للتفصي عنها طرق
الطريق الأول ما هو المشهور بين المتكلمين و هو أن يقال إنهم يقولون بقدم العالم لزعمهم لزوم توسط أمر ذي جهتي استمرار و تجدد بين الحادث اليومي و القديم لئلا يلزم التخلف عن العلة التامة و نحن نقول إنه الزمان و لا يلزم القدم لكونه أمرا اعتباريا انتزاعيا و أدلة وجوده مدخولة و لا نقول بانتزاعه من‏ موجود ممكن حتى يلزم القدم أيضا بل هو منتزع من بقائه تعالى فكما أنهم يصححون ربط الحادث بالقديم بالحركة و الزمان كذلك نصححه أيضا بالزمان و كون الزمان مقدار حركة الفلك ممنوع بل نعلم بديهة أنه إذا لم يتحرك الفلك مثلا يتوهم هذا الامتداد المسمى بالزمان و القول بأنه لعله من بديهة الوهم لا يصغى إليه‏ «1».
ثم إن الزمان و إن كان وهميا فمعلوم أنه ليس وهميا اختراعيا بل وهميا نفس أمري و مثل هذا الوهمي يصح أن يكون منشأ للأمور الموجودة في الخارج لا بأن يكون فاعلا لها بل دخيلا فيها مع أن محققي الفلاسفة وافقونا على كون الزمان الممتد المتصل أمرا انتزاعيا مرتسما في الخيال و خالفونا فيما هو منشأ لانتزاعه فقالوا بوجود أمر قديم سرمدي في الخارج لا امتداد له و لا تقدر و اعتقدوا أن له جهتي استمرار و تنقل كالحركة التوسطية و سموه بالآن السيال و زعموا أن ذلك الأمر يفعل باستمراره و سيلانه في الخيال أمرا ممتدا متصلا غير قار الأجزاء في الوجود الفرضي الخارجي أو في حدوث الارتسام كالحركة بمعنى القطع و سموه بالزمان بمعنى القطع كل ذلك من غير ضرورة و لا برهان يدل على ذلك الأمر البسيط في الخارج فإن الشيخ لم يزد في الشفاء على تحرير الدعوى و إعادته بعبارات متكررة في فصول شتى و لا نقل عن السابقين عليه دليل في هذا الباب و اقتفى المقلدون أثرهم بحسن الظن بهم و ليت شعري إذا قنعوا بالتقليد فلم لم يقلدوا من قلدهم الله تقليده و تصديقه على أن العقل المستقيم ينقبض عن وجود ذلك الأمر في الخارج بل يمكن إبطاله أيضا بوجوه ليس هذا مقام إيرادها مع أنه على هذا القول يرد عليهم ما يرد علينا.
و ما قيل من أن الزمان الموهوم لا تمايز بين أجزائه و طلب الترجيح فيما بينها غير معقول مدفوع بما مر من أنه و إن لم يكن موجودا لكنه من الأمور الواقعية التي يحكم العقل عليها بتلك الأحكام حكما واقعيا مع أنه لو كان وهميا محضا لا يترتب عليه حكم لا يتحقق التخلف أيضا إذا لم يتخلل زمان بين العلة و أول المعلولات أصلا حتى يسأل عن الترجيح بين أجزائه فيلزم الترجيح بلا مرجح و الامتداد المتوهم محض اختراع الوهم حينئذ.
و حاصل الجواب حينئذ أنا نختار أنه ليس في الأزل مستجمعا لشرائط التأثير قوله توقف على شرط حادث قلنا هو تمام قطعة من الزمان يتوقف عليها وجود العالم و يرتبط به الحادث بالقديم على نحو ما التزمه الفلاسفة في الحركة إلا أن توسيط الحركة يستدعي قدم الحركة التوسطية السرمدية بل قدم المتحرك بها بل سائر الأجسام على ما عرفت و في هذا المسلك لا يلزم شي‏ء من ذلك لأن الزمان و إن كان من الأمور المتحققة في نفس الأمر لكنه ليس من الموجودات الخارجية و لا مما ينتزع من حركة أو جسم حتى يلزم من تحققه في الأزل قدمه أو قدم منشإ انتزاعه بل إنما ينتزع من ذات الأول تعالى و ما قيل من أن حقيقة الزمان هي التقضي و الاستمرار الممتد فلو كان انتزاعيا لكان منتزعا مما يناسبه و يشابه مهيته كالحركة القطعية التي هي أمر تدريجي متصل غير قار


بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏54 ؛ ص287
و اعلم أن عقل العقلاء في هذه المسألة متحير فكثير من المحققين أثبتوا له سبحانه زمانا و قالوا إنه موهوم‏ «1» انتزاعي نفس أمري ينتزع من بقائه سبحانه كما عرفت و أكثر الحكماء و المحققين ذهبوا إلى استحالة عروض الزمان و متى للواجب تعالى و للعقول المجردة في الذات و الفعل التي كمالاتها بالفعل على زعم الحكماء و قال أرسطو في أثولوجيا الشي‏ء الزمان لا يكون إلا في الزمان الذي وافق أن يكون فيه فأما الفاعل الأول‏ «2» فقد كان لأنه ليس هناك زمان فإن الشي‏ء الملاقي في الزمان المستقبل قائم هناك فلا



















الفتوحات (14-ج)، جلد2، ص: 273
(المستحيل في دار الدنيا جائز واقع في أرض الحقيقة)
(418) قال:" و هكذا رأيت سيرتهم في كل أمر: لا يقوم به إلا واحد، لكن له وزعة.- و أهل هذه الأرض (أرض الحقيقة) أعرف الناس بالله.
و كل ما أحاله العقل، بدليله عندنا، وجدناه في هذه الأرض (أرض الحقيقة) ممكنا قد وقع. و" إن الله على كل شي‏ء قدير". فعلمنا أن العقول قاصرة، و أن الله قادر على جمع الضدين، و وجود الجسم في مكانين، و قيام العرض بنفسه، و انتقاله، و قيام المعنى بالمعنى. و كل حديث و آية وردت عندنا، مما صرفها العقل عن ظاهرها، وجدناها على ظاهرها في هذه الأرض. و كل جسد يتشكل فيه الروحاني- من ملك و جن-، و كل صورة يرى الإنسان فيها نفسه في النوم: فمن أجساد هذه الأرض (أرض الحقيقة). لها (أي للأرواح البشرية) من هذه الأرض، موضع مخصوص (في أرض الحقيقة). و لهم (أي لسكان أرض الحقيقة) رقائق ممتدة إلى جميع العالم، و على كل رقيقة أمين، فإذا عاين ذلك الأمين روحا من الأرواح قد استعد لصورة من هذه الصور التي بيده، كساها إياها: كصورة دحية لجبريل (419)" و سبب ذلك أن هذه الأرض مدها الحق- تعالى!- في البرزخ، و عين منها موضعا لهذه الأجساد التي تلبسها الروحانيات، و تنتقل إليها النفوس عند النوم و بعد الموت: فنحن من بعض عالمها. و من هذه الأرض طرف يدخل في الجنة يسمى السوق (- سوق الصور). و نحن نبين لك مثال صورة امتداد الطرف الذي يلي العالم من هذه الأرض: و ذلك أن الإنسان إذا نظر إلى السراج أو الشمس أو القمر، ثم حال باهداب أجفانه بين الناظر و الجسم المستنير،- يبصر من ذلك الجسم المستنير إلى عينيه شبه الخطوط من النور، تتصل من السراج إلى عينيه متعددة، فإذا رفع تلك الأهداب من مقابلة الناظر، قليلا قليلا، يرى تلك الخطوط الممتدة تنقبض إلى الجسم المستنير.
(420)" فالجسم المستنير، مثال للموضع المعين من هذه الأرض لتلك الصور، و الناظر، مثال العالم، و امتداد تلك الخطوط (هو) كصور الأجساد التي تنتقل إليها، في النوم، و بعد الموت، و في سوق الجنة (سوق الصور)، و التي تلبسها الأرواح. و قصدك إلى رؤية تلك الخطوط بذلك الفعل، من إرسال الأهداب الحائلة بين الناظر و الجسم النير، (هو) مثال الاستعداد. و انبعاث تلك الخطوط، عند هذه الحال، (هو) انبعاث الصور عند الاستعداد. و انقباض الخطوط إلى الجسم النير، عند رفع الحائل، (هو) رجوع الصور إلى تلك الأرض عند زوال الاستعداد".- و ليس بعد هذا البيان بيان! و قد بسطنا القول في عجائب هذه الأرض و ما يتعلق بها من المعارف، في كتاب كبير لنا فيها خاصة.-
انتهى الجزء الحادي عشر















الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏5، ص: 204
حكمة مشرقية.
كل هوية سواء كانت واجبة أو ممكنة فلا بد لها من لوازم عقلية و فروعات- هي معاليله كالشيئية و المعلولية و الموجودية و خصوصا الهوية التي أصل الهويات و منبع كل إنية و وجود و منشأ كل مفهوم و ماهية فإذا الذات الإلهية لها أشعة و أنوار و أضواء و آثار كيف و الوجود كله من شروق نوره و لمعان ظهوره.
و تلك الأضواء و الأنوار سماها جمهور الفلاسفة بالعقول الفعالة و المشاءون و هم أصحاب المعلم الأول سموها بالصور العلمية القائمة بذاته تعالى و الأفلاطونيون و شيعتهم بالمثل النورية و الصور الإلهية و جمهور المتكلمين بالصفات القديمة و المعتزلة بالأحوال و الصوفية بالأسماء أو بالأعيان الثابتة «1» و لكل وجهة هو موليها.
و تلك الأشعة كيف تفارق أصلها و منبعها و لو فارقته وجودا لم يكن أشعة و مثال هذا في الشاهد أشعة شمس عالم المحسوس و لله المثل الأعلى في السماوات إلا أن بين الأشعتين فرقا و هو أن أشعة شمس العقل أحياء ناطقة فعالة و أشعة شمس الحس أنوار لغيرها لا لذاتها و لهذا إنها غير أحياء و لا فاعلة.
و أيضا تلك الصور الإلهية لها اتصال عقلي لمبدئها و غايتها بخلاف هذه الأشعة- فإن لها نسبة وضعية بالشمس فأين هذا من تلك‏






الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏1، ص: 360
و ليس لأحد أن يقول إن الوجود الذهني للشي‏ء عند الفلاسفة بمنزلة ثبوت المعدومات عند المعتزلة في تصحيح الأحكام الثابتة للأشياء المعدومة فليكن هذا المقام من جملتها فالذات و إن عدمت في الخارج لكن يستحفظ وحدتها الشخصية بحسب الوجود الذهني في بعض المدارك المرتفعة عن التغير. «1»
لأنا نقول قد مر منا أن انحفاظ نحو الوجود و الوحدة الشخصية غير متصور مع تبدل الظروف و الأوعية «2» إنما ذلك شأن ماهيات كلية يكون أنحاء الوجودات و أطوار التشخصات من لواحقها الخارجة عن معناها و حقيقتها فالموجود في الذهن هوية مكتنفة بالمشخصات الذهنية و اتحادها مع الموجود الخارجي ليس في نحو وجوده و تشخصه بل معنى ذلك أن بعد تجريد الماهية المقرونة بالتشخص و لوازمه- إذا جردت عنها يكون عين ما يقترن بشخص آخر منها.



الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏1، ص: 363
و قسموا الباقية إلى ما يكون مقدورا للعبد و حكموا بأنه لا يجوز إعادتها لا للعبد و لا للرب «1» و إلى ما لا يكون مقدورا للعبد و جوزوا إعادتها و ذكروا في بيان كل واحد منها أدلة واهية شحنوا بها و بسائر هوساتهم الكتب و الدفاتر.
و أكثر آرائهم الفاسدة في الفضيحة و القباحة من هذا القبيل كتعدد القدماء و إثبات الإرادة الجزافية و نفي الداعي في فعله و إبطال الحكمة في خلقه و كونه تعالى محل الكلام النفسي و الحديث الخيالي و ثبوت المعدوم و الجوهر الفرد مع ما يستلزمه من سكون المتحرك و تفكك الرحى و الطفرة إلى غيرها من المموهات و المزخرفات.
كل ذلك لرفض الحكمة و معادا





الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏2، ص: 288
الوجود لا الماهيات فالماهيات على صرافة إمكانها الذاتي و سذاجة قوتها الفطرية و بطونها الجبلي من دون أن يخرج إلى فضاء الفعلية و الوجود و الظهور و القائلون بثبوت المعدومات الممكنة إنما غلطهم لأجل أنهم ذهبوا إلى انفكاك الثبوت من الوجود في تلك الماهيات و قد علمت أن هذا من فاسد القول إذ الماهيات قبل الوجود لا يمكن الحكم عليها بشي‏ء من الأشياء حتى الحكم عليها بثبوت نفسها لها- إذ لا ظهور لها و لا امتياز بينها قبل الوجود إذ الوجود نور يظهر به الماهيات المظلمة الذوات على البصائر و العقول كما يظهر بالنور المحسوس الأشجار و الأحجار- و سائر الأشخاص الكثيفة المظلمة الذوات المحجوبة لذواتها عن شهود الأبصار و العيون فكل مرتبة من الوجود يظهر بها ماهية من الماهيات لاتصافه بها و اتحاده معها فما لم يتحقق هذا النحو من الوجود لا يمكن الحكم على تلك الماهية المنسوبة إليه المتحدة به نحوا من الاتحاد بشي‏ء من الأشياء لكن بسبب ذلك الوجود المعقول أو المحسوس يمكن الحكم عليها أنها هي هي أو ليست إلا هي فليست هي لذاتها موجودة و لا معدومة و لا ظاهرة و لا باطنة و لا قديمة




الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 181
الخامس مذهب القائلين بثبوت المعدومات الممكنة قبل وجودها و هم المعتزلة
فعلم الباري تعالى عندهم بثبوت هذه الممكنات في الأزل و يقرب من هذا ما ذهب إليه الصوفية لأنهم قائلون بثبوت الأشياء قبل وجودها ثبوتا علميا لا عينيا كما قالته المعتزلة «1».
...
السابع القول بأن ذاته علم تفصيلي بالمعلول الأول‏
و إجمالي بما سواه و ذات المعلول الأول علم تفصيلي بالمعلول الثاني و إجمالي بما سواه و هكذا إلى أواخر الموجودات فهذا تفصيل المذاهب المشهورة بين الناس و ربما قيل في وجه الضبط- إن من أثبت علمه تعالى بالموجودات فهو إما أن يقول إنه منفصل عن ذاته أو لا- و القائل بانفصاله إما أن يقول بثبوت المعدومات سواء نسبها إلى الخارج كالمعتزلة- أو إلى الذهن كبعض مشايخ الصوفية مثل الشيخ العارف المحقق محيي الدين العربي- و الشيخ الكامل صدر الدين القونوي كما يستفاد من كتبهما المشهورة أم لا- و على الثاني إما أن يقول «2» بأن علمه تعالى بالأشياء الخارجية صور قائمة بذواتها
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 182
منفصلة عنه و عن الأشياء و هي المثل الأفلاطونية و الصور المفارقة أو يقول بأن علمه بالأشياء الخارجية نفس تلك الأشياء فهي علوم باعتبار و معلومات باعتبار آخر- لأنها من حيث حضورها جميعا عند الباري و وجودها له و ارتباطها إليه علوم و من حيث وجوداتها في أنفسها و لمادتها المتجددة المتعاقبة الغائبة بعضها عن بعض المتقدمة بعضها على بعض بحسب الزمان و المكان معلومات فلا تغير في علمه تعالى بل في معلوماته و هذا ما اختاره شيخ الإشراق و متابعوه و القائل بعدم انفصاله إما أن يقول إنه غير ذاته و هو مذهب الشيخين الفارابي و أبي علي أو يقول إنه عين ذاته فحينئذ إما أن يقول إن ذاته متحدة بالصورة العقلية كفرفوريوس و أتباعه من المشائين أو يقول إن ذاته بذاته علم إجمالي بجميع ما عداه أو بما سوى المعلول الأول على الوجه الذي أشرنا إليه فهذه ثمانية احتمالات ذهب إلى كل منها ذاهب- فنحن نتكلم في كل منها جرحا و تعديلا و نقضا و إبراما و نصلح ما أفسدوه بقدر الإمكان- ثم أعين ما هو أقرب إلى الصواب بل الحق الوارد من عند الله العزيز الوهاب‏
الفصل (5) في الإشارة إلى بطلان مذهب الاعتزال و مذهب ينسب إلى أهل التصوف‏
و أما مذهب المعتزلة
القائلين بأن المعدوم شي‏ء و أن المعدومات في حال عدمها منفكة عن الوجود متميزة بعضها عن بعض و أنه مناط علم الله تعالى بالحوادث في الأزل «1» فهو عند العقلاء من سخيف القول و باطل الرأي و الكتب الكلامية و الحكمية متكفلة بإبطال شيئية المعدوم و ما يجري مجراه من هوساتهم‏
و أما ما نقل عن هؤلاء الأعلام من الصوفية
فيرد على ظاهره ما يرد على مذهب المعتزلة فإن ثبوت المعدوم مجردا عن الوجود أمر واضح الفساد سواء نسب إلى الأعيان أو إلى‏
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 183
الأذهان «1» و سواء كان معدوما مطلقا أو صار موجودا بعد عدم ما في وقت من الأوقات و التفرقة تحكم محض لكن لحسن ظننا بهذه الأكابر لما نظرنا في كتبهم و وجدنا منهم تحقيقات شريفة و مكاشفات لطيفة و علوما غامضة مطابقة لما أفاضه الله على قلوبنا و ألهمنا به مما لا نشك فيه و نشك في وجود الشمس في رابعة النهار حملنا ما قالوه و وجهنا ما ذكروه حملا صحيحا و وجها وجيها في غاية الشرف و الأحكام كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى مع أن ظواهر أقوالهم بحسب النظر الجليل ليست في السخافة و البطلان و نبو «2» العقل عنها بأقل من كلام المعتزلة فيهما.
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 184
و من جملتها ما ذكره صاحب كتاب الفتوحات المكية في الباب السابع و الخمسين و ثلاثمائة منه و هو قوله إن أعيان الممكنات في حال عدمها رائية مرئية- و سامعة مسموعة برؤية ثبوتية و سمع ثبوتي فعين الحق سبحانه ما شاء من تلك الأعيان فوجه عليه دون غيره من أمثال قوله المعبر عنه في اللسان العربي المترجم بكن «1» فأسمعه أمره فبادر المأمور فيكون عن كلمته بل كان عين كلمته و لم يزل الممكنات في حال عدمها الأزلي لها تعرف الواجب الوجود لذاته «2» و تسبحه و تمجده بتسبيح أزلي و تمجيد قديم ذاتي و لا عين لها موجود انتهى و قال في الفصوص إن العلم تابع للمعلوم «3» فمن كان مؤمنا في ثبوت عينه‏
ال


الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 210
و المشاءون القائلون باتحاد العاقل و المعقول و المعتزلة القائلون بثبوت المعدومات- إنما ارتكبوا تلك المحالات حذرا من التزام هذه المعاني.





الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 261
و أما تحاشيه و تحاشي من تبعه من القول بالصور الإلهية لظنهم أنه يلزم حلول الأشياء في ذاته و في علمه الذي هو عين ذاته فقد علمت أن ذلك غير لازم إلا عند المحجوبين عن الحق الزاعمين أنها كانت غيره تعالى و كانت أعراضا حالة فيه و أما إذا كانت عينه من حيث الحقيقة و الوجود و غيره من حيث التعين و التقيد- فبالحقيقة ليس هناك حال و لا محل بل شي‏ء واحد متفاوت الوجود بالكمال و النقص- و البطون و الظهور و نفس الأمر «3» عند التحقيق عبارة عن هذا العلم الإلهي الحاوي‏
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 262
لصور الأشياء كلها كليها و جزئيها قديمها و حادثها فإنه يصدق عليه أنه وجود الأشياء على ما هي عليها فإن الأشياء موجودة بهذا الوجود الإلهي الحاوي لكل شي‏ء إذ الأشياء كما أن لها وجودا طبيعيا و وجودا مثاليا و وجودا عقليا فكذلك لها وجود إلهي عند العرفاء و هذا الوجود أولى بأن يكون عبارة عن نفس الأمر و لا يلزم من ذلك ثبوت المعدومات إذ ثبوت المعدوم الذي حكم عليه أنه محال عبارة عن انفكاك الشيئية عن الوجود مطلقا لا انفكاكها عن الثبوت الخارجي مع تحققها بالوجود الرباني و ظهورها فيه و سيأتيك زيادة إيضاح لهذا المطلب.
فإن قلت العلم تابع للمعلوم فكيف يكون هذا العلم الذي هو الذات الإلهية تابعا للأشياء.
قلنا هذا العلم الإلهي لكونه كالقدرة و الإرادة و نظائرهما من الصفات الإضافية
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 263
أي من الحقائق المضافة إلى الأشياء فله اعتباران أحدهما اعتبار عدم مغايرته «1» للذات الأحدية و هي بهذا الاعتبار من صفات الله و غير تابعة لشي‏ء بل الأشياء تابعة له إذ به صدرت وجودات الأشياء في الخارج و لهذه الجهة قيل علمه تعالى فعلي و ثانيهما اعتبار إضافته إلى الأشياء و هو بهذا الاعتبار تابع للأشياء متكثر بتكثرها و سنشبع القول في تحقيق هذا المقام عند بيان كيفية علمه بالأشياء على طريقة أصحاب المكاشفة الذوقية و نحن قد جعلنا مكاشفاتهم الذوقية مطابقة للقوانين البرهانية و الكلام في كون علمه تابعا للمعلوم أو المعلوم تابعا له الأليق بذكره أن يكون هناك من هاهنا
الفصل (12) في ذكر صريح الحق و
--------------
( 3) هاهنا سؤالان أحدهما أن الصور الإلهية عنده قده مؤولة بالمثل النورية الأفلاطونية كما مر غير مرة و سيجي‏ء أيضا أن العلم الإلهي قبل وجود ما عداه سواء كانت صورا متصلة أو منفصلة بل كفى شاهدا قوله متفاوت الوجود بالكمال و النقص فكيف جعلها الوجود الإلهي الحاوي لماهيات الأشياء اللازمة لأسمائه اللازمة لذاته لزوما غير متأخر في الوجود عن وجود المسمى في كلتيهما و ثانيهما أن نفس الأمر إما حد ذات الشي‏ء مع قطع النظر عن فرض الفارض و اعتبار المعتبر و إما عالم العقل و إما تفسيره بالوجود الإلهي و العلم الإلهي الذاتي فهل له وجه أم لا.
و الجواب إما عن السؤال الأول فهو أن في كلامه قدس سره إشارة إلى تأويل آخر للصور العلمية و هو أنها الماهيات و الأعيان الثابتة الموجودة بوجود الله تعالى أو إشارة إلى شدة الاتصال بين الوجود الجبروتي لكل شي‏ء و الوجود اللاهوتي لها فعبر عن الأول بالثاني.
و أما عن السؤال الثاني فنقول أما المراد بالأمر عالم الأمر و لا بأس بتفسيره بالوجود اللاهوتي للأشياء لأنه النحو الأعلى لوجودها الأمري و أما المراد به نفس الشي‏ء و لا بأس بالتفسير المذكور لأن شيئية الشي‏ء بتمامه و كماله و ذات الشي‏ء بباطن ذاته و نحو أعلاه و ما هو لم هو فبالحقيقة هذا التفسير داخل في تفسير نفس الأمر بحد ذات الشي‏ء و ما هو عليه الشي‏ء كما أشار قدس سره إليه، س قده‏





الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 273
مع وحدة الوجود فالسبب في جميع ذلك و ما أشبهه أن الوجود المختص بشي‏ء غير الوجود الذي يظهر فيه أو يصدق عليه ذلك فتلك الأنواع السوادية التي يتضمنها السواد الشديد و الحركة الاشتدادية لكل منها وجود خاص يتميز به عما عداه و كذلك الحال في اشتمال الحقيقة الإنسانية على كثير من الماهيات و ليس هذا من باب كون الشي‏ء موجودا بالقوة كما توهم فإن تلك المعاني ثابتة بالفعل على وجه أعلى و أتم من وجودها الخاص و معنى كون الشي‏ء بالقوة هو أن لا يكون موجودا بوجوده الخاص به- و لا بوجود ما هو تمامه و كماله بالفعل بل المادة قابلة له بواسطة هيئة قائمة بها مناسبة لوجوده مقربة لها إلى فاعله فكذلك حال المعلومات الإلهية في كونها ثابتة بالفعل لا بالقوة بالوجود الإلهي الأحدي.
فنقول التحقيق أن هذه الأنواع الممكنة أنما تباينت و تخالفت إذا صارت موجودة بالفعل بوجوداتها الخاصة بواحد واحد منها على وجه يصدق عليها أحكامها و يترتب عليها آثارها و أما قبل ذلك فلها الوجود الجمعي و هذا الوجود الجمعي نحو آخر من الوجود أرفع و أشرف من كل وجود عقلي أو مثالي أو خارجي و ليس هناك أمر بالقوة و لو استعمل لفظ القوة «1» في هذا المقام لم يكن المراد به ما هو من باب الإمكانات و الاستعدادات قريبة كانت أو بعيدة بل المراد من كونها بالقوة أنها غير موجودة بوجوداتها الخاصة بل بوجود جمعي هو وجود مبدئها و تمامها و لا يلزم من ذلك ثبوت المعدومات و انفكاك الشيئية عن الوجود لأن ذلك كما أشرنا إليه عبارة عن انفكاكها عن وجودها و عن وجود ما هو مبدؤها و تمامها.
فإن قلت فإذا ثبت كون الأشياء كلها معقولة له تعالى كما هي عليها بعقل واحد بسيط فما الحاجة في علمه إلى إثبات الصور العقلية الزائدة مقارنة كانت أو
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 274
مباينة «1» و أيضا إذا كان ذاته بحيث ينكشف له الحقائق المتخالفة في وجودها الخارجي- فما الحجة على إثبات العقل من طريق أحدية المبدإ الأعلى إذ مبناه على أنه واحد من كل وجه بلا اختلاف حيثية و أنتم أثبتم في ذاته معاني كثيرة.
قلت أما إثبات الصور فهو لازم من تعقله «2» لذاته المستلزم لتعقل ما هو معلوله‏
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏6، ص: 275
القريب و من تعقل معلوله القريب تعقل معلول معلوله و منه تعقل معلوله الثالث و هكذا الرابع و الخامس إلى آخر المعلولات على الترتيب العلي و المعلولي فإن ذاته لما كان علة للأشياء بحسب وجودها و العلم بالعلة يستلزم العلم بمعلولها على الوجه الذي هو معلولها فتعقلها من هذه الجهة لا بد أن يكون على ترتيب صدورها واحدا بعد واحد و هذا غير تعقلها على وجه لا يكون هي بحسبه معلولة «1» و أما وجوب كون المعلول الأول واحدا لا متعددا بسيطا لا مركبا مع كون المبدإ الأعلى مصداقا- و مظهرا لماهيات الممكنات كلها فذلك لأجل أن تكثر العنوانات لا يقدح في أحدية ذات الموضوع فإن الحيثيات المختلفة التي توجب كثرة في الذات هي الحيثيات التي اختلافها بحسب الوجود لا التي تعددها و اختلافها بحسب الآثار فمثال الأول كالاختلاف- في القوة و الفعل و التقدم و التأخر و العلية و المعلولية و التحريك و التحرك و مثال القسم الثاني كالعلم و القدرة و كالعاقلية و المعقولية و كالوجود و التشخص و كالوحدة و الوجود إلى غير ذلك من الحيثيات التي يجوز أن يكون ذات واحدة من جهة واحدة





الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏1، ص: 58
مجال للفرعية هاهنا و كان إطلاق «1» لفظ الاتصاف على الارتباط الذي يكون بين الماهية و الوجود من باب التوسع أو الاشتراك فإنه ليس كإطلاقه على الارتباط- الذي بين الموضوع و سائر الأعراض و الأحوال بل اتصافها بالوجود من قبيل اتصاف البسائط بالذاتيات لا اتحادها به.
و منها أن الوجود لو كان في الأعيان لكان قائما بالماهية
فقيامه إما بالماهية الموجودة فيلزم وجودها قبل وجودها أو بالماهية المعدومة فيلزم اجتماع النقيضين- أو بالماهية المجردة عن الوجود و العدم فيلزم ارتفاع النقيضين.
و أجيب عنه بأنه إن أريد بالموجودة و المعدومة ما يكون بحسب نفس الأمر- فنختار أن الوجود قائم بالماهية الموجودة و لكن بنفس ذلك الوجود لا بوجود سابق عليه كما أن البياض قائم بالجسم الأبيض بنفس ذلك البياض القائم به لا ببياض غيره و إن أريد بهما ما يكون مأخوذا في مرتبة الماهية من حيث هي هي على أن يكون شي‏ء منهما معتبرا في حد نفسها بكونه نفسها أو جزءها فنختار أنه قائم بالماهية من حيث هي بلا اعتبار شي‏ء من الوجود و العدم في حد نفسها و هذا ليس ارتفاع النقيضين عن الواقع لأن الواقع أوسع من تلك المرتبة فلا يخلو الماهية في الواقع عن أحدهما كما أن البياض قائم بالجسم لا بشرط البياض و اللابياض في حد ذاته و وجوده و هو في الواقع لا يخلو عن أحدهما و الفرق بين الموضعين بأن الجسم بهذه الحيثية له وجود سابق على وجود البياض و مقابله فيمكن اتصافه في الخارج بشي‏ء منهما بخلاف الماهية بالقياس إلى الوجود فإنها في الخارج عين الوجود فلا اتصاف لها بالوجود بحسبه إذ اتصافها به في ظرف ما يقتضي لا أقل المغايرة بينهما و إن لم يقتض الفرعية و كذا في العقل للخلط بينهما فيه كما في الخارج إلا في نحو ملاحظة عقلية مشتملة على مراعاة جانبي الخلط و التعرية فيصفها العقل به على الوجه الذي مر ذكره- و قد علمت أنا في متسع عن هذا الكلام فإنه لا يلزم من كون الوجود في الأعيان‏
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏1، ص: 59
قيامه بالماهية أو عروضه لها إذ هما شي‏ء واحد في نفس الأمر بلا امتياز بينهما- فإن الماهية متحدة مع الوجود الخارجي في الخارج و مع الوجود الذهني في الذهن- لكن العقل حيث يعقل الماهية مع عدم الالتفات إلى شي‏ء من أنحاء الوجود يحكم بالمغايرة بينهما بحسب العقل بمعنى أن «1» المفهوم من أحدهما غير المفهوم من الآخر كما يحكم بالمغايرة بين الجنس و الفصل في البسائط مع اتحادهما في الواقع جعلا و وجودا و قريب مما ذكرناه ببعض الوجوه ما ذهب إليه بعض أهل التدقيق من أنه لا يجوز عروض الوجود المصدري «2» أو مفهوم الموجود للماهية في نفس الأمر لأن عروض شي‏ء لآخر و ثبوته له فرع لوجود المعروض فيكون للماهية وجود قبل وجودها.
و أيضا مفهوم الموجود متحد مع الماهيات و المتحدان يمتنع عروض أحدهما للآخر حيث اتحدا و لا عروض للوجود بالمعنى المصدري لها بحسب الاعتبار الذهني أيضا لأن العقل و إن وجد الماهية خالية عنه إذا أخذها بذاتها بلا ضميمة لكنه لا يجدها بعد هذه المرتبة موصوفة به لأنه يجدها حينئذ موجودة و لا يلزم من ذلك قيام‏
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏1، ص: 60
الوجود بها فإن من صدق المشتق




على أن المختار عندنا أن وجود الجوهر جوهر بجوهرية ذلك الجوهر لا بجوهرية أخرى و كذا وجود العرض عرض بعرضية ذلك العرض لا بعرضية أخرى- لما مر أن الوجود لا عروض له للماهية في نفس الأمر بل في الاعتبار الذهني بحسب تحليل العقل‏



الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏1، ص: 65
المصدرية التي لا تحقق لها في نفس الأمر و يسمى بالوجود «1» الإثباتي و قد يطلق و يراد منه الأمر الحقيقي الذي يمنع طريان العدم و اللاشيئية عن ذاته بذاته و عن الماهية بانضمامه إليها و لا شبهة في أنه بملاحظة انضمام الوجود الانتزاعي الذي هو من



الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة، ج‏1، ص: 66
المبهمة الذوات التي ما شمت بذواتها و في حدود أنفسها رائحة الوجود كما سنحقق في مبحث الجعل من أن المجعول أي أثر الجاعل و ما يترتب عليه بالذات هو نحو من الوجود بالجعل البسيط دون الماهية و كذا الجاعل بما هو جاعل ليس إلا مرتبة من الوجود لا ماهية من الماهيات فالغرض أن الموجود في الخارج ليس مجرد الماهيات- من دون الوجودات العينية كما توهمه أكثر المتأخرين كيف و المعنى الذي حكموا بتقدمه على جميع الاتصافات و منعه لطريان العدم لا يجوز أن يكون أمرا عدميا- و منتزعا عقليا و الأمر العدمي الذهني الانتزاعي لا يصح أن يمنع الانعدام و يتقدم على الاتصاف بغيره فمن ذلك المنع و التقدم يعلم أن له حقيقة متحققة في نفس الأمر- و هذه الحقيقة هي التي يسمى بالوجودات الحقيقي و قد علمت أنها عين الحقيقة و التحقق لا أنها شي‏ء متحقق كما أشرنا إليه فما أكثر ذهول هؤلاء القوم حيث ذهبوا إلى أن الوجود لا معنى له إلا الأمر الانتزاعي العقلي دون الحقيقة العينية.
و قد اندفع «1» بما ذكرناه قول بعض المحققين من أن الحكم بتقدم الوجود على فعلية الماهيات غير صحيح لأنه ليس للوجود معنى حقيقي إلا الانتزاعي.
لأنا نقول ما حكم بتقدمه‏






كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‏2، ص: 1720
نفس الأمر:
[في الانكليزية] flesti gnihT، elle esohC- flesti tcejbo
[في الفرنسية] emem، emem tejbo
معناه نفس الشي‏ء في حدّ ذاته، فالمراد بالأمر هو الشي‏ء بنفسه فإذا قلت مثلا الشي‏ء موجود في نفس الأمر كان معناه أنّه موجود في حدّ ذاته. و معنى كونه موجودا في حدّ ذاته أنّ وجوده ليس باعتبار المعتبر و فرض الفارض سواء كان فرضا اختراعيا أو انتزاعيا، بل لو قطع النظر عن كلّ فرض و اعتبار كان هو موجودا، و ذلك الوجود إمّا وجود أصلي أي خارجي أو وجود ظلّي أي ذهني، فنفس الأمر يتناول الخارج و الذهن، لكنها أعمّ من الخارج مطلقا إذ كل ما هو موجود في الخارج فهو في نفس الأمر قطعا و من الذهن من وجه إذ ليس كلّ ما هو في الذهن يكون في نفس الأمر، فإنّه إذا اعتقد كون الخمسة زوجا كان كاذبا غير مطابق لنفس الأمر مع كونه ذهنيا لثبوته في الذهن. و قد يقال معنى كونه موجودا في نفس الأمر أنّ وجوده ليس متعلّقا بفرض اختراعي سواء كان متعلّقا بفرض انتزاعي أو لم يكن، فالعلوم الحقيقية موجودة في نفس الأمر بكلا المعنيين و العلوم الاصطلاحية المتعلّقة بالفرض الانتزاعي موجودة في نفس الأمر بالمعنى الثاني دون الأول، فالمعنى الثاني أعمّ مطلقا من الأول، هكذا يستفاد من بعض حواشي التجريد و العلمي و يجيئ ما يتعلّق بهذا في لفظ الوجود أيضا، و هو بهذا المعنى أيضا أعم مطلقا من الخارج و من وجه من الذهن كما لا يخفى.
و في شرح المطالع قدماء المنطقيين لم يفرقوا بين الخارج و نفس الأمر.





كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص: 70
و قد كان في بعض أوقات استفادتي منه- رحمه الله- جرت هذه النكتة و سألته عن معنى قولهم إن الصادق في الأحكام الذهنية هو باعتبار مطابقته لما في نفس الأمر و المعقول من نفس الأمر إما الثبوت الذهني أو الخارجي و قد منع كل منهما هاهنا.
فقال- رحمه الله- المراد بنفس الأمر هو العقل الفعال فكل صورة أو حكم ثابت في الذهن مطابق للصور المنتقشة في العقل الفعال فهو صادق و إلا فهو كاذب. فأوردت عليه أن الحكماء يلزمهم القول بانتقاش الصور الكاذبة في العقل الفعال لأنهم استدلوا على ثبوته بالفرق بين النسيان و السهو فإن السهو هو زوال الصورة المعقولة عن الجوهر العاقل و ارتسامها في الحافظ لها و النسيان هو زوالها عنهما معا و هذا يتأتى في الصور المحسوسة أما المعقولة فإن سبب النسيان هو زوال الاستعداد بزوال المفيد للعلم في باب التصورات و التصديقات و هاتان الحالتان قد تعرضان في الأحكام الكاذبة فلم يأت فيه بمقنع و هذا البحث ليس من هذا المقام و إنما انجر الكلام إليه و هو بحث شريف لا يوجد في الكتب.



كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص: 67
المسألة السابعة و الثلاثون في تصور العدم‏
قال: و للعقل أن يعتبر النقيضين و يحكم بينهما بالتناقض و لا استحالة فيه.
أقول: العقل يحكم بالمناقضة بين السلب و الإيجاب فلا بد و أن يعتبرهما معا لأن التناقض من قبيل النسب و الإضافات لا يمكن تصوره إلا بعد تصور معروضيه فيكون متصورا للسلب و الإيجاب معا و لا استحالة في اجتماعهما في الذهن دفعة لأن التناقض ليس بالقياس إلى الذهن بل بالقياس إلى ما في نفس الأمر فيتصور صورة ما و يحكم عليها بأنه ليس لها في الخارج ما يطابقها ثم يتصور صورة أخرى فيحكم عليها بأن لها في الخارج ما يطابقها ثم يحكم على إحداهما بمقابلة الأخرى لا من حيث إنهما حاضرتان في العقل بل من حيث إن إحداهما استندت إلى الخارج دون الأخرى و قد يتصور الذهن صورة ما



كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص: 68
و يتصور سلبها لأنه مميز على ما تقدم و يحكم على الصورتين بالتناقض لا باعتبار حضورهما في الذهن بل بالاعتبار الذي ذكرناه.
قال: و أن يتصور عدم جميع الأشياء حتى عدم نفسه و عدم العدم بأن يتمثل في الذهن و يرفعه و هو ثابت باعتبار، قسيم باعتبار و لا يصح الحكم عليه من حيث هو ليس بثابت و لا تناقض.
أقول: الذهن يمكنه أن يتصور جميع المعقولات وجودية كانت أو عدمية. و يمكنه أن يلحظ عدم جميع الأشياء لأنه يتصور العدم المطلق. و يمكنه أن ينسبه إلى جميع الماهيات فيمكنه أن يلحظه باعتبار نفسه فيتصور عدم الذهن نفسه، و كذلك يمكنه أن يلحقه نفس العدم بمعنى أن الذهن يتخيل للعدم صورة ما معقولة متميزة عن صورة الوجود و يتصور رفعها و يكون ثابتا باعتبار تصوره لأن رفع الثبوت الشامل للثبوت الخارجي و الذهني تصور ما ليس بثابت و لا متصور أصلا و هو ثابت باعتبار تصوره و قسيم لمطلق الثابت باعتبار أنه سلبه و لا استبعاد في ذلك فإنا نقول الموجود إما ثابت في الذهن أو غير ثابت في الذهن فاللاوجود قسيم للوجود و من حيث له مفهوم قسم من الثابت، و الحكم على رفع الثبوت المطلق من حيث إنه متصور لا من حيث إنه ليس بثابت و لا يكون تناقضا لاختلاف الموضوعين.
قال: و لهذا نقسم الموجود إلى ثابت في الذهن و غير ثابت فيه و نحكم بينهما بالتمايز و هو لا يستدعي الهوية لكل من المتمايزين و لو فرض له هوية لكان حكمها حكم الثابت.
أقول: هذا استدلال على أن الذهن له أن يتصور عدم جميع الأشياء و بيانه أنا نقسم الموجود إلى ثابت في الذهن و غير ثابت فيه و نحكم بامتياز أحدهما عن الآخر و مقابلته له و الحكم على شي‏ء يستدعي تصوره و ثبوته في الذهن فيجب أن يكون ما ليس بثابت في الذهن ثابتا فيه فقد تصور الذهن سلب ما وجد فيه باعتبارين على ما حققناه فإن ما ليس بثابت في الذهن ثابت فيه من حيث إنه متصور و غير ثابت فيه من حيث إنه سلب لما في الذهن‏



كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص: 69
لا يقال: امتياز أحد الشيئين عن الآخر يستدعي أن يكون لكل من الممتازين هوية مغايرة لهوية الآخر حتى يحكم بينهما بالامتياز فلو كان العدم ممتازا عن الوجود لكان له هوية متميزة عنه لكن ذلك محال لأن العقل يمكنه رفع كل هوية فيكون رفع هوية العدم قسيما للعدم و قسما منه و هذا محال.
لأنا نقول: لا نسلم وجوب الهوية لكل من الممتازين فإنا نحكم بامتياز الهوية عن اللاهوية و ليس اللاهوية هوية سلمنا ثبوت الهوية لكل ممتازين لكن هوية العدم داخلة باعتبار الهوية في قسم الهوية و باعتبار ما فرض أنها لا هوية يكون مقابلة للهوية و قسيما لها و لا امتناع في كون الشي‏ء قسما من الشي‏ء و قسيما له باعتبارين على ما تقدم تحقيقه في باب الثبوت.
قال: و إذا حكم الذهن على الأمور الخارجية بمثلها وجب التطابق في صحيحه و إلا فلا و يكون صحيحه باعتبار مطابقته لما في نفس الأمر لإمكان تصور الكواذب.
أقول: الأحكام الذهنية قد تؤخذ بالقياس إلى ما في الخارج، و قد تؤخذ لا بهذا الاعتبار فإذا حكم الذهن على الأشياء الخارجية بأشياء خارجية مثلها كقولنا الإنسان حيوان في الخارج وجب أن يكون مطابقا لما في الخارج حتى يكون حكم الذهن حقا و إلا لكان باطلا و إن حكم على أشياء خارجية بأمور معقولة كقولنا الإنسان ممكن أو حكم على الأمور الذهنية بأحكام ذهنية كقولنا الإمكان مقابل للامتناع لم تجب مطابقته لما في الخارج إذ ليس في الخارج إمكان و امتناع متقابلان و لا في الخارج إنسان ممكن.
إذا تقرر هذا (فنقول) الحكم الصحيح في هذين القسمين لا يمكن أن يكون باعتبار مطابقته لما في الخارج لما تقدم من أن الحكم ليس مأخوذا بالقياس إلى الخارج و لا باعتبار مطابقته لما في الذهن لأن الذهن قد يتصور الكواذب فإنا قد نتصور كون الإنسان واجبا مع أنه ممكن فلو كان صدق الحكم باعتبار مطابقته لما في الذهن لكان الحكم بوجوب الإنسان صادقا لأن له صورة ذهنية مطابقة لهذا الحكم بل يكون باعتبار مطابقته لما في نفس الأمر.



كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص: 70
و قد كان في بعض أوقات استفادتي منه- رحمه الله- جرت هذه النكتة و سألته عن معنى قولهم إن الصادق في الأحكام الذهنية هو باعتبار مطابقته لما في نفس الأمر و المعقول من نفس الأمر إما الثبوت الذهني أو الخارجي و قد منع كل منهما هاهنا.
فقال- رحمه الله- المراد بنفس الأمر هو العقل الفعال فكل صورة أو حكم ثابت في الذهن مطابق للصور المنتقشة في العقل الفعال فهو صادق و إلا فهو كاذب. فأوردت عليه أن الحكماء يلزمهم القول بانتقاش الصور الكاذبة في العقل الفعال لأنهم استدلوا على ثبوته بالفرق بين النسيان و السهو فإن السهو هو زوال الصورة المعقولة عن الجوهر العاقل و ارتسامها في الحافظ لها و النسيان هو زوالها عنهما معا و هذا يتأتى في الصور المحسوسة أما المعقولة فإن سبب النسيان هو زوال الاستعداد بزوال المفيد للعلم في باب التصورات و التصديقات و هاتان الحالتان قد تعرضان في الأحكام الكاذبة فلم يأت فيه بمقنع و هذا البحث ليس من هذا المقام و إنما انجر الكلام إليه و هو بحث شريف لا يوجد في الكتب.










مقصد اول امور عامّه
ملاک صدق در قضایا
نفس الامر و معنای آن

فهرست
فریده اول وجود و عدم / غرر فی بیان مَناط الصدق فی القضیة
نوع ماده: کتاب فارسی
پدیدآورنده : اردبیلی، سید عبدالغنی
محل نشر : تهران
ناشر: مؤسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی (س)
زمان (شمسی) : 1392
زبان اثر : فارسی
نفس الامر و معنای آن

‏‏بحدّ ذات الشیء نفس الأمر حُدّ‏ ‎ ‎‏و عالم الأمر و ذا عقل یُعَدّ‏

‏‏برای اینکه عالم امر و عالم عقل به ذهن تقریب گردد، و بتوان تصویر نمود‏‎ ‎‏که موجودات پیش از وجود در عالمی به طور لفّ و بساطت بوده اند، مثالی‏‎ ‎‏ذکر می کنیم:‏

‏تقریرات فلسفه امام خمینی (س)(ج. ۱)

صفحه 18

‎‏مثلاً مرحوم صاحب ‏‏جواهر‏‎[1]‎‏ قبل از آنکه کتاب ‏‏جواهر‏‏ را به رشتۀ تحریر درآورد،‏‎ ‎‏آیا می توان گفت که در نفس او هیچ سراغی از این مطالب نبوده است؟ یا می توان گفت‏‎ ‎‏به طور تفصیل دویست هزار مسأله با نقض و ابرام و دلیل و برهان در نفس او موجود‏‎ ‎‏بوده است؟ یا می توان گفت که استعدادی بوده همانند استعداد پسری پنج ساله که‏‎ ‎‏قابلیت و قوت عالم شدن را داراست؟‏

‏‏البته به حکم دو ضرورت: یکی اینکه نمی توان گفت هیچ اثری در نفس وی نبوده،‏‎ ‎‏و دیگر آنکه نمی توان گفت به طور تفصیل ادله و براهین موجود بوده است، ناچار‏‎ ‎‏حکم می شود که واجد یک ملکۀ علمیۀ متوسطۀ بین الامرین بوده که به این کثرات‏‎ ‎‏لباس وحدت پوشیده، تمام تعینات از اَعدام است، این اَعدام و لاشی ءها را سلب و‏‎ ‎‏شی ءها و وجودات را اخذ، و در نفس شریف او وحدتی در کثرت و کثرتی در وحدت‏‎ ‎‏موجود بوده است.‏

‏‏مثال دیگری ذکر می کنیم تا مطلب واضح تر شود ـ اگر چه مثال از جمیع جهات ‏‏عین‏‎ ‎‏ممثّل نخواهد بود ـ مثلاً در مورد آفتاب که این انوار را پخش نموده و امواج نوریه در‏‎ ‎‏این در و دیوار و دشت و هامون در تلاطم است، ما کثراتی را می بینیم، ولی نمی توان‏‎ ‎‏گفت این انوار در حال لفّ و بساطت و خم اندر خم، در خود آفتاب نبوده است.‏


صفحه 19

‎‏چنانکه گفته شد: مثال برای تقریب مطلب است والاّ مثالهایی که ذکر شد فرقهای‏‎ ‎‏بسیاری با هم دارند. مثلاً از علم صاحب ‏‏جواهر‏‏ بعد از تسلیم ‏‏جواهر‏‏ به جامعه، چیزی‏‎ ‎‏کم نشد اگر زیادتر نشده باشد، ولی خورشید فاقد این انوار گشته، چون جسمی را به‏‎ ‎‏بیرون تحویل داده است.‏

‏‏خلاصه باید برای موجودات این عالم تصویری کرد که در آن عقل اوّلی فرض‏‎ ‎‏شود که این موجودات در او در حال بساطت و لفّ و پیچیدگی وجود داشته باشند. هر‏‎ ‎‏وجودی و کمالی که هست در اوست، منتها این کثرات در عین وحدت است و آن‏‎ ‎‏وحدت است که باعث این کثرات است. البته اَعدام و ظلمات و تعینات بحت، خارج‏‎ ‎‏از اوست و هر کمال و نوری که موجود است در اوست به نحوی که از انفصال آن،‏‎ ‎‏نقص و کمالی برای او پیدا نمی شود، بلکه سایه ای از عالم اوست.‏

‏‏بعد از تصویر این معنی گوییم: مناط صدق قضایا، تصادق نسبت با واقعیت‏‎ ‎‏خارجیۀ اشیاء، و یا بگو با این عالم عقل است. و به این عالم اشاره شده است در ‏‏«‏‏وَلاَ‏‎ ‎‏رَطْبٍ وَلاَیَابِسٍ إلاَّ فِی کِتَابٍ مُبِینٍ‏‏»‏‎[2]‎‏ و پوشیده نیست که نظر اهل فلسفه و نظر اهل‏‎ ‎‏الله، هر کدام به معنایی است؛ اگر چه مرحوم حاجی هر دو نظر را به یک معنی‏‎ ‎‏برگردانده است.‏

‏‏مطلب دیگر آنکه اشراق وجود به موجودات دو گونه است: قسمی از موجودات‏‎ ‎‏است که در پیدایش منتظر امر «کُن» است؛ زیرا ماده ندارد و زمانی نیست و احتیاج به‏‎ ‎‏مکان ندارد، صرف الوجود است. این قسم در پیدایش با «کُن» موجود می شود.‏

‏‏و بعضی دیگر از موجودات مکانی و زمانی و صاحب ماده اند. این گونه اشیاء، در‏‎ ‎‏پیدایش اضافه بر لفظ امر «کُن» محتاج معدات و سیر تکاملی است، مانند انسان که‏‎ ‎‏چون مکانی و زمانی و صاحب ماده است، در پیدایش احتیاج به پدر و مادر دارد، و‏‎ ‎‏این پیدایش ومسیر تدریجی را نمی تواند با «کُن» سیر نماید.‏

‏‏برای توضیح و تقریب گوییم: آیات قرآنیه در افق فهم ما، مطالب را به ما رسانده‏


صفحه 20

‏‏والاّ اگر خداوند متعال با افق خدایی با ما تکلم می فرمود ما اصلاً نمی فهمیدیم. مثلاً اگر‏‎ ‎‏حکیم و عاقلی بخواهد با طفلی گفتگو نماید ناچار باید خود را تنزل داده و زبان در‏‎ ‎‏افق فهم او بگشاید.‏

‏‏و مخفی نماند: که وضع الفاظ بر اساس فهم ارباب معانی بوده والاّ دایرۀ وضع نزد‏‎ ‎‏حکما اعم از این است. مثلاً امر در نظر اهل بساطت همان فرمان قولی است، ولکن به‏‎ ‎‏نظر ارباب حکمت وسیع تر از آن است. و بالجمله: امر در نظر ما این است که در‏‎ ‎‏صورت اراده بر تحقق شی ء، غیر را تحریک نموده و به قول، او را به طرف تحقق شی ء‏‎ ‎‏منبعث دارد. چون امر در نظر ما کودکان این است لذا قرآن فرموده است: ‏‏«‏‏إنَّمَا أمْرُهُ‏‎ ‎‏إذَا أرَادَ شَیْئاً أنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ‏‏»‏‎[3]‎‏ کسی که در خواب است گمان می کند هنگامی‏‎ ‎‏که ذات احدیت خواست شیئی متحقق گردد با گفتار به او می فرماید: «باش» ولی به آن‏‎ ‎‏کسی که از خواب بیدار است و خواسته چشمان خواب آلوده را هم قدری بیدار کند،‏‎ ‎‏فرمود: ‏‏«أمر اللّٰه لا بلفظة و لا بقول و لا بتفکّر ...».‏‎[4]‎

‏‏برای آنکه امر خدا معلوم شود مثالی که تقریب به ذهن نماید ذکر می کنیم: اگر چه‏‎ ‎‏آن مرد گفت: «خاک بر فرق من و تمثیل من».‏‎[5]‎

‏‏مثلاً نوری که این فضا را گرفته، از حیث نور هیچ تحدیدی و تعینی ندارد، بعد از‏‎ ‎‏آنکه این نور به عالم طبیعت تابید، تعینات از این طبیعت حاصل گردیده و طبق این‏‎ ‎‏امکنه، انوار تعینات به خود گرفت؛ مربّع، مثلث، مدوّر شد. ولکن اگر نظر را از افق این‏‎ ‎‏تعینات بالا برده و از روزنه ای فوق این تعینات به نور نگاه کنیم، یک حقیقت می بینیم‏‎ ‎‏لاغیر. و تمام این تعینات از ذاتِ نور، خارج و این کثرات از او دور می باشد.‏

‏‏از این نور بگذریم و نور الوجود را در نظر بیاوریم، می بینیم یک حقیقت کاملۀ‏‎ ‎‏منبسطه در تمام عالم بوده و آن وجود است. افاضۀ حق و امر خداوند، افاضۀ این نور‏
‏‎

صفحه 21

‎‏وجود است که او را کلمة النور و کلمۀ نور الوجود خوانند. تعیناتِ وجود و نقص از‏‎ ‎‏این شجرۀ خبیثۀ ماهیات آمده است. اصل کلمۀ نور الوجود، همان تابش و اشراق نور‏‎ ‎‏الوجود است و آن افاضۀ از حق است.این معنای قول خدایی است. لذا گفته اند: ‏‏«وأنت‏‎ ‎‏الکتاب المبین»،‏‎[6]‎‏ «ونحن الکلمات التامّات»‏‎[7]‎‏ و عیسی را «کلمة الحق»‏‎[8]‎‏ گفته اند.‏

‏‏و اگر این افق تعینات را زیر پا گذارده و از کنگره و اوج نگاهی به عالم بیاندازیم،‏‎ ‎‏صرف الوجود را می بینیم، اگر چه این وجود دارای مراتب است ولکن این مراتب از‏‎ ‎‏خود وجود است و وجود دارای ماهیت نیست، صرف الکمال است. و این وجود‏‎ ‎‏کامل بدون ماهیت که عبارت از افاضات و اشراقات است در تمام عوالم منبسط است.‏‎ ‎‏و این حقیقة النوریه فی ء وجود حق است که از کنگرۀ شامخۀ حقیقت خود ظلّی به‏‎ ‎‏تمام عالم انداخته است، این است که آن مرد گفت: «لب بام آمدی و قالیچه تکاندی،‏‎ ‎‏قالیچه گرد نداشت خودت را نمایاندی».‏

‏‏خلاصه اینکه: از این نور محسوس بگذر و یک موجودی را فرض کن که قرب به‏‎ ‎‏حق دارد و صرف الکمال است که او در عالم به اذن الله فعال است و در تمام عالم‏‎ ‎‏منبسط است و تعینات را زیرپا گذار. این است که می توان به عالم جبروت در لسان‏‎ ‎‏الهی حق، عالم امر گفت؛ زیرا تمام نقص ها در آن جَبْر شده، و نقص از کثرات و‏‎ ‎‏تعینات است.‏

‏‏این ماده و طبیعت است که در اقصای وجود قرار گرفته، کثراتی و منیّتی پیدا شده‏‎ ‎‏است. می گویی: من اینجا و خواجه حافظ در شیراز. در این گوشۀ عالم که اشراق در‏‎ ‎‏ضعف قرار گرفته، ماهیات مختلفه و تعینات متعدده حاصل است و آتشهای افتراق‏‎ ‎‏زبانه می کشد. از این روست که اولیاء الله فرموده اند: ‏‏«جزنا و هی خامدة»‏‎[9]‎‏ آمدیم و‏‎ ‎
‏‎

صفحه 22

‎‏گذشتیم از عالم طبیعت در صورتی که خاموش بوده است. خود را به این کثافات و‏‎ ‎‏کثرات آلوده نکردند. و شیخ اشراق‏‎[10]‎‏ می گوید: «گاهی خود را می بینم که از ماهیت‏‎ ‎‏تجرید کرده ام».‏‎[11]‎

‏‏و بالجمله: اهل الله به این وجود منبسط قریب و اول مرتبۀ ظلّ احدیت که در کمال‏‎ ‎‏است و اظلال دیگر از او هستند، عالم امر گفته اند که از کثرت قرب، مندک ومستهلک‏‎ ‎‏در نور احدیت است. بلکه انوار اسفهبدیه‏‎[12]‎‏که منصب فعالیت دارند ـ می توان گفت این‏‎ ‎‏لفظ از عجم گرفته شده؛ زیرا آنها به صاحب منصب، سپهبد گویند ـ بدون ماهیت و‏‎ ‎‏دارای بسط و مرتبۀ عالی وجودند و از منشأ بینونت ندارند؛ زیرا مناط بینونت ماهیات‏‎ ‎‏که ماده است ـ اعم از اینکه ماده خارجیه باشد یا عقلیه ـ در آنها مفقود است. این است‏‎ ‎‏مجرد وجود که امر الله است «و کلمة کن الوجودیة النوریة».‏

‏‎

صفحه 23



)) فقیه بزرگ استاد العلماء و المجتهدین شیخ محمد حسن بن باقر نجفی، از ارکان علمای امامیه و اساطین فقهای اثنا عشریه که ریاست علمی و مذهبی شیعه در اواسط قرن سیزدهم بدو منتهی شد. وی از شاگردان شیخ جعفر کاشف الغطا، و فرزندش شیخ موسی، و سید محمد مجاهد و سید محمد جواد عاملی ـ صاحب مفتاح الکرامه ـ بود و پس از وفات استادش شیخ موسی و برادرش شیخ علی کاشف الغطا (1254 ق) به ریاست حوزۀ نجف رسید و در مجلس درسش صدها تن از فقهای امامیه را پرورش داد. کتاب فقهی اش «جواهر الکلام فی شرح شرائع الاسلام» مفصل ترین کتاب فقهی شیعه ـ از طهارت تا دیات ـ است که حاوی فروعات فقهی با کمال دقت و اوج استدلال و تطبیق احکام با ادلۀ شرعیه بوده، و مدت سی سال در تألیف آن متحمل رنج شده است. از دیگر آثار وی: نجاة العباد، هدایة الناسکین و رساله در مواریث است. ولادتش در 1202 ق. و درگذشت او در غرّه شعبان 1266 ق. رخ داد و در مقبره ای در محلۀ عمارۀ نجف مدفون شد و قبرش مزاری معروف است.
)) انعام (6): 59.
)) یس (36): 82.
)) اصول کافی، ج 1، ص 109، حدیث 3، با اندکی تفاوت.
)) مثنوی معنوی، ص 880، دفتر پنجم، بیت 3318.
)) و أنت الکتاب المبین الذی بأحـرفه یـظـهـر المـضمر از اشعار منسوب به امیرمؤمنان علی علیه السلام. رجوع کنید به: کلمات مکنونه، ص 124.
)) رجوع کنید به: بحار الانوار، ج 4، ص 151، حدیث 3.
)) اشاره است به سورۀ نساء (4): 171.
)) رجوع کنید به: علم الیقین، ج 2، ص 971.
)) ابوالفتح شهاب الدین یحیی بن حبش بن امیرک سهروردی، شافعی المذهب اشراقی المشرب از مشاهیر فلاسفه و حکمای اسلامی و در اصول فقه و حکمت و فلسفه و فقه و حدیث افضل اهل زمان خود بود، در مراتب عرفانی و در جدل و مناظره دستی توانا داشت. حکمت و اصول فقه را در مراغه از مجدالدین جیلی فرا گرفت و شالودۀ حکمت اشراق را ـ که طریقۀ قدمای حکمای یونان بوده ـ استوار ساخت. از تألیفات اوست: آواز پر جبرئیل، حکمة الاشراق، تلویحات، تنقیحات، شرح اشارات، صفیر سیمرغ، لمحات، مبدأ و معاد، المطارحات، هیاکل النور، یزدان شناخت. وی سرانجام در حلب، در عهد ملک ظاهر ـ پسر صلاح الدین ایّوبی ـ به فساد عقیده متهم شد و به فتوای علمای حلب در سال 587 ق. در سی و شش سالگی کشته شد.
)) تلویحات، در مجموعۀ مصنفات شیخ اشراق، ج 1، ص 115.
)) برای تفصیل و شرح بیشتر «انوار اسفهبدیه» رجوع کنید به: حکمة الاشراق، در مجموعۀ مصنفات شیخ اشراق، ج 2، ص 147 و 223ـ225.


‏‏نسبت بین نفس الامر، خارج و ذهن‏

‏‏من خارجٍ أعمّ إذ للذهن عمّ‏ ‎ ‎‏کما من الذهنی من وجهٍ أعمّ‏‏‏ ‏

‏‏نسب اربع مصطلح در منطق بین مفاهیم ملاحظه می گردد، مثلاً گویند: بین مفهوم‏‎ ‎‏حیوان و انسان، عموم مطلق است، یعنی بر هر فردی که انسان صدق نماید، حیوان بر‏


صفحه 23

‏‏همان فرد صادق است، ولکن این عموم و خصوص من وجه بین نفس الامر و ذهن‏‎ ‎‏شبیه به آن است و مانند عموم مطلقی است که بین قضایا گویند.‏

‏‏مثلاً معنای اینکه قضیۀ ضروریه اخص از مطلقه است این نیست که به عین قضیۀ‏‎ ‎‏ضروریه، مطلقه هم گویند، بلکه معنای آن این است که مطلقه از همان ماده ای که‏‎ ‎‏ضروریه متحقق می شود تشکیل می گردد.‏

‏‏از آنچه ذکر شد مطلب در ما نحن فیه واضح می شود؛ زیرا معنای عموم مطلق در‏‎ ‎‏نفس الامر آن است که اشیایی که از خارجیات نیستند و ذهنیات هستند، نفس الامر آنها‏‎ ‎‏همان حاقّ حقیقت آنهاست که حقیقتی از موجودات در عالم ذهن است، مانند کلیات‏‎ ‎‏با وصف کلیت. و بعضی چیزهاست که از عالم خارج و در منظرۀ خارجیات به عمل‏‎ ‎‏می آید، نه اینکه نفس الامر، مانند «حیوان عالم»، یک مفهوم باشد که بر هر فردی‏‎ ‎‏بالسویه صادق باشد و مفهومی که بر فردی صادق است عین آن مفهومی باشد که بر‏‎ ‎‏فرد دیگر صادق است، و الاّ اگر چنین باشد، لازم می آید یک شیئی که از خارجیات‏‎ ‎‏است از ذهنیات باشد، و حال آنکه باید نفس الامرِ هر چیزی را از حاقّ حقیقت آن‏‎ ‎‏ملاحظه نمود.‏

‏‏بنابراین معلوم شد که این عموم و خصوص، همان عموم و خصوص یا عموم من‏‎ ‎‏وجه بین مفاهیم نبوده، بلکه شبیه آن است به لحاظ اینکه از حاقّ حقیقت هر فردی‏‎ ‎‏ملاحظه می شود، نفس الامریت بعضی ذهن و بعضی خارج است. مناط این است که‏‎ ‎‏باید متن واقع را ملاحظه نمود که مثلاً آیا این سبزی از سبزیِ چمنِ خارج است یا از‏‎ ‎‏سبزیِ چمنِ ذهن؟‏

‏‏مثلاً کلیات با ملاحظۀ کلیت آنها از عالم ذهن و نفس الامر، در مورد آنها قیام در‏‎ ‎‏ذهن است. بنابراین اگر زیدی که در خارج ایستاده، تصور شود و به او حکم وجودی‏‎ ‎‏نشستن داده شود کذب است؛ چون مخالف متن واقعیت آن است.‏

‏‎



















کلمات شهید صدر

لوح الواقع اوسع من لوح الوجود

عنوان: جستجو - اوسع من لوح الوجود بحوث في شرح العروة الوثقى؛ ج‌1، ص: 477
و قد حققنا في الأصول جريان الاستصحاب في العدم الأزلي للوصف ما لم يكن الوصف من لوازم الشي‌ء في لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح الوجود كالإمكان للإنسان، فإذا شك في ثبوت صفة للشي‌ء على نحو ثبوت صفة الإمكان للإنسان، فلا يمكن استصحاب عدمها إذ ليس لعدمها حالة سابقة.
صدر، شهيد، سيد محمد باقر، بحوث في شرح العروة الوثقى، 4 جلد، مجمع الشهيد آية الله الصدر العلمي، قم - ايران، دوم، 1408 ه‍ ق


عنوان: جستجو - لوح&اوسع
فقه العقود؛ ج‌1، ص: 20
قال رحمه اللّه: قد حققنا في علم الاصول أنّ لوح الواقع أوسع من العالم الخارجي الذي انصبّت عليه مقولات أرسطو.
________________________________________
حائرى، سيد كاظم حسينى، فقه العقود، 2 جلد، مجمع انديشه اسلامى، قم - ايران، دوم، 1423 ه‍ ق




بحوث في علم الأصول / ج‏1 / 92 / 1 - التقسيم الأول بالنظر إلى المعنى الموضوع بإزائه اللفظ ..... ص : 87
لا سبيل إلى الثاني، لأن ما به امتياز أحدها على الآخر شي‏ء أيضا بلا إشكال. و عليه، فقيام حيثية مشتركة واحدة في لوح‏ الواقع بأمور كثيرة بما هي كثيرة و متمايزة ليس فيه محذور لأن لوح الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود ليس بابه باب التأثير و الإيجاد فليست ماهيات الإنسان و الحصان و الطير علل للإمكان على حد العلية في عالم الوجود لتطبق قاعدة ان الواحد لا يصدر إلا من واحد لاستكشاف قيام الإمكان بالجامع بين تلك الماهيات.



بحوث في علم الأصول / ج‏1 / 248 / توضيح المقصود من الوجود الرابط ..... ص : 247
و منه يظهر: انَّ الإشكال الثالث و هو إنكار الوجود الرابط الخارجي لا يضرّ بالمدعى علاوة على أنَّه خلاف التحقيق، إذ لو أريد إنكار ثبوت وجود ثالث خارجاً على وجود المنتسبين فهو صحيح لكنَّه ليس هو المراد بالوجود الرابط. و إن أريد إنكار ثبوت واقعية ثالثة في الخارج وراء واقعية المنتسبين فهو غير صحيح، لوضوح انَّ هناك أمراً واقعيّاً ثابتاً في لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود نفتقده عند ما نفترض ناراً و موقداً غير منتسبين و هذه الواقعية هي منشأ انتزاع مثل عنوان الظرفية أو المظروفية و هي منشأ واقعيتهما لو قيل بأنَّهما من الأمور الواقعية لا الاعتباريّة.



بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 398 / الثالث - الأعراض التي قال المشهور عنها بأنها وسط بين القسمين السابقين ..... ص : 395
و ثابتة حتى في عالم يفترض فيه عدم وجود الواجب و لو محالا، و لا ينيط عقلنا المدرك لصدقها واقعيتها و ثبوتها بوجود العقل الأول بوجه من الوجوه أصلا، إذن فلا محيص من الالتزام بأن هذه الأعراض و المعاني أمور من لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود.



بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 43 / الفصل الثاني اجتماع الأمر و النهي ..... ص : 25
ذهب الحكماء إلى انَّ هذه العناوين ظرف العروض فيها الذهن و ظرف اتصافها الخارج، و عليه فلا توجد في الخارج حيثية نستطيع أَنْ نشير إِليها بحمل مواطاة. و نحن قلنا مراراً انَّ هذا الكلام غير معقول و انَّ ظرف العروض لا بدَّ و أَنْ يكون هو ظرف الاتصاف و انَّ هذه الأمور واقعية ثابتة خارج الذهن في لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود، فهناك حيثية في خارج الذهن يحمل عليها عنوان الفوقية و يصدق عليها



بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 334 / «التعويض عن العام باستصحاب العدم الأزلي» ..... ص : 327
و لا يرد على هذا الوجه النقض بالاعراض الانتزاعية أو الاعتبارية، امّا الأول فلأنها أمور واقعية ثابتة في لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود فيكون الربط الواقعي بينهما ثابتاً أيضاً، و امّا الثاني فلأنَّ الأمر الاعتباري و إِنْ كان نفس المنشأ فيه كالطهارة و الطلاق اعتبارياً فرضياً إِلَّا انه في طول لحاظ هذا الاعتبار و لحاظ واقعيته وهماً يكون الربط بينه و بين الموضوع ثابتاً أيضاً من خلال منظار ذلك الاعتبار فيرى الجسم متصفاً بالطهارة و المرأة متصفة بأنها مطلّقة.



بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 337 / «التعويض عن العام باستصحاب العدم الأزلي» ..... ص : 327
كما يقول المناطقة لأنَّ ثبوت شي‏ء فرع ثبوت المثبت له، صحيحة إِلّا أن ثبوت شي‏ء لشي‏ء انَّما يكون بالنحو الّذي يفرض في جانب ما يثبت من اللوح‏ المناسب لذلك الثبوت و قد قلنا ان لوح الواقع أوسع‏ من لوح الوجود الخارجي، فلو كانت النعتية و النسبة بين عدم العرض و المحمل كالنسبة بين العرض و المحل ثابتاً فلا محالة ثابت في لوح أسبق من مرحلة الوجود لصدق عدم عدالة زيد قبل وجوده و هذا يعني انَّ عدم العدالة مضاف إلى ذات زيد لا زيد الموجود فلا يشترط إِلَّا ثبوت موضوعه في هذا الصقع و اللوح الّذي هو أسبق من مرحلة الوجود.



بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 398 / فصل: تعقب الاستثناء لجمل متعددة ..... ص : 394
و هذا الكلام أيضاً غير صحيح و قد وقع نظيره في جملة من الموارد فانَّ محذور الدور لا يندفع بالمنع عن وجود الشي‏ء الدائر خارجاً أعني بالمنع عن تحقق الموقوف و الموقوف عليه خارجاً و انما لا بدَّ من إبطال أحد التوقفين في نفسهما، فانَّ المستحيل هو علّيّة الشي‏ء لنفسه في عالم العلّية و الملازمات أعني في لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود الخارجي فليست استحالة الدور من شئون عالم الوجود الخارجي لكي يكفي في دفع غائلة الدور في المقام أَنْ يمنع عن انعقاد الإطلاقين خارجاً في مورد تصادمهما بل لا بدَّ من إبطال أحد التوقفين.



بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 45 / «قبح التجري» ..... ص : 36
و الجواب حينئذ ما تقدم مرارا من ان لوح‏ الواقع أوسع‏ من لوح الوجود.



بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 57 / 2 - التمسك بقاعدة الاستلزام العقلي لحرمة التجري: ..... ص : 57
و هذا الاستدلال مما لا يمكن المساعدة عليه لما تقدم من ان الحسن و القبح أمران واقعيان ثابتان في لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود و ليسا امرين تشريعيين و حكم العقلاء لا يراد به سوى إدراكهم لهذه القضايا نفس الأمرية لا تشريعهم لها.



بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 66 / الثاني ..... ص : 65
و الصحيح في الجواب ما تقدم من ان الحسن و القبح ليسا مجعولين من قبل العقلاء و بملاك حفظ المصلحة و دفع المفسدة بل هما بابان عقليان مستقلان عن المصلحة و المفسدة، فرب ما فيه مصلحة يكون اقدام المكلف عليه قبيحا و رب ما فيه المفسدة يكون الإقدام عليه حسنا، و البابان يختلفان موضوعا و محمولا، فان المصلحة و المفسدة امران واقعيان وجوديان بخلاف الحسن و القبح فانهما امران ذاتيان حقيقيان في لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود، كما ان المصلحة و المفسدة لا يشترط في تحققهما و موضوعهما العلم أو الالتفات بخلاف الحسن و القبح فانهما متقومان بذلك على ما تقدم مفصلا فلا ينبغي الخلط بينهما.



بحوث في علم الأصول / ج‏5 / 301 / الجهة السابعة حكم الشك في وجوب المقدمة: ..... ص : 283
و أمّا ما أثير من شبهة أنّ الماهية أمر اعتباري فكيف تكون موجدة للّازم؟، هذه الشبهة في غير محلها، لأنّ لازم الماهية، نسبته إلى الماهية، نسبة الصفة إلى الموضوع، لا نسبة المعلول إلى العلة، فإمكان الإنسان، موضوعه، الإنسان، و زوجية الأربعة، موضوعها الأربعة، و لكن ليست العلة هي الإنسان أو الأربعة، لأنّ لوازم الماهية ليس لها وجود أصلا، بل هي واقعيّة في نفسها غير موجودة، إذ إنّ لوح‏ الواقع أوسع‏ من لوح الوجود، فهناك أشياء واقعية بنفسها، لا علة لها كالواجب بالذات، غاية الأمر، أنّ الواجب بالذات، وجوده واجب، لأنّه محض الوجود، و أمّا الزوجية، فهي بنفسها واجبة بالذات، لا بوجودها، بمعنى أن ثبوتها للموجود الذي هو الأربعة واجب بالذات، بينما واجب الوجود بالذات، وجوده واجب بالذات لأنّه محض الوجود، فلا يلزم تعدّد واجب الوجود، إذن فالزوجية صفة ثابتة ذاتيا بنفسها، لا بوجودها فلا علة لها.



بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 171 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
و هذا معناه، أنّ الواقعيّة و الخارجيّة أوسع‏ من المادية، فلوح‏ الواقع أوسع‏ من لوح‏ الوجود.



بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 172 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
إذن فلا محيص عن الالتزام بلوح‏ الواقع، و كون هذا اللوح أوسع‏ من لوح الوجود، فضلا عن لوح المادة التي هي قطّاع من قطّاعات لوح الوجود.



بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 173 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
و قد عرفت بأنّ هذا معناه، أنّ الواقعيّة و الخارجية أوسع‏ من المادية، إذ لوح‏ الواقع أوسع‏ من لوح‏ الوجود، و كذلك عرفت بطلان مقالة المحقق الطوسي «قده» في دفع هذا الإشكال، من نقل القضيّة من الذهن بالمعنى المتقدم، إلى معنى آخر سمّاه بالعقل الأول- أي: الواجب، و أنّ هذه الأعراض ثبوتها و عروضها إنما تكون في العقل الأول، فهي ثابتة بثبوته، و ليس بوجود موضوعها في الخارج.



بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 174 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
إذن فلا محيص عن الالتزام بأنّ هذه الأعراض و المعاني، إنما هي أمور من لوح‏ الواقع الذي هو أوسع‏ من لوح الوجود، فضلا عن لوح المادة التي هي أحد قطاعات لوح الوجود.



بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 366 / 3 - التحفظ الثالث: العنوانان المتغايران المشتركان في ركن أساسي لهما و لكنهما مختلفان بالحيثية ..... ص : 355
و أمّا بناء على ما اخترناه من أنّ هذه العناوين لها واقع خارجي ثابت في لوح‏ الواقع خارج الذهن، و هو أوسع‏ من لوح الوجود بقطع النظر عن عالم الاعتبار و الذهن، فإنّ هناك حيثية في خارج الذهن يحمل عليها عنوان «الفوقية» و يصدق عليها، كصدق سائر المبادئ الذاتية على مصاديقها بحمل المواطاة، فإنّ السماء فوق الأرض، حتى لو لم يكن هناك ذهن.



بحوث في علم الأصول / ج‏7 / 251 / تحقيق في النعتية، في طرق الوجود و العدم ..... ص : 242
3- التقريب الثالث‏: هو أن يقال: بأنّ معنى النعتيّة هو، نسبة تحصيصيّة تتمثل في تضييق و تحصيص مفهوم بمفهوم آخر بنحو مباشر، و هذا التحصيص يكون حاكيا عن ربط واقعي ثابت بين المفهومين، لا مجرد اصطناع من قبل الذهن، و هذا الربط الواقعي محفوظ في تمام الأعراض و الصفات مع محالّها و موضوعاتها، سواء كانت هذه الصفات مقوليّة أو اعتباريّة أو انتزاعيّة، بحيث انّ كل صفة مع محلها يكون لها هذا الربط، و هذا الربط الواقعي مبني على ما أوضحناه سابقا، من أنّ لوح‏ الواقع عندنا أوسع‏ من لوح‏ الوجود، و حينئذ، فالصفة حتى لو كانت اعتباريّة أو انتزاعية، فما دامت ثابتة في الواقع لموصوفها، و ليست كذبا عليه، إذن فهناك ربط واقعي بين الصفة و الموصوف، مناسب مع مقدار واقعيّة هذه الصفة، و إن لم يكن هذا أمرا موجودا في الخارج، لأنّ لوح الواقع أوسع‏ من لوح الوجود، و لهذا أدخلنا كلّ الملازمات في لوح الواقع كالملازمة بين العلة و المعلول و نحوها مع انه ليس لها وجود في الخارج، لأنها لو كانت موجودة، فإمّا أن يكون وجودها واجبا فيلزم تعدّد الواجب، و إمّا أن يكون ممكنا، فيحتاج حينئذ إلى‏



بحوث في علم الأصول / ج‏7 / 405 / تعقب الاستثناء لجمل متعددة ..... ص : 393
و إن شئت قلت: إنّ محذور الدور لا يندفع بمنع وجود الموقوف و الموقوف عليه خارجا و إن كان دائرا، و إنّما يندفع بإبطال أحد التوقفين في نفسهما، فإنّ المستحيل هو عليّة الشي‏ء لنفسه في عالم العليّة و الملازمات، أي في لوح‏ الواقع الذي هو أوسع‏ من لوح الوجود الخارجي، فاستحالة الدور ليست من شئون عالم الوجود الخارجي لكي نكتفي في دفع عائلة الدور في المقام، بمنع انعقاد الإطلاقين خارجا في مورد تعارضهما، بل لا بدّ من إبطال أحد التوقفين، لأنّ المستحيل هو نفس توقف الشي‏ء على نفسه.



بحوث في علم الأصول / ج‏7 / 474 / الفصل الأول: في اسم الجنس ..... ص : 463
و تارة أخرى، يكون النظر الحملي إلى لوح‏ الواقع الذي هو أوسع‏ من مرتبة الذات، و في مثله يصح أن يحمل على الموضوع كل ما هو ثابت له في الواقع.



بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 85 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و حاصله: هو أنّ العقل يدرك الحسن و القبح على نحو الكشف و المرآتية، و يرى أنّ هناك للحسن و القبح واقع موضوعي مستقل عن إدراكه لهما، و إدراكه لهما ليس نسبته إليهما إلّا نسبة الكاشف إلى المنكشف، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّهما أمران واقعيان موضوعيان، بمعنى أنّ لهما وجود في الخارج على حدّ وجود البياض و الحركة، بل هما واقعيان فقط، و لكنّهما ليسا من الأمور الموجودة في الخارج، فإنّ الأمور الواقعية أوسع‏ من لوح‏ الوجود، فإنّ لوح‏ الوجود مختص بخصوص الجواهر و الأعراض المقولة، و أمّا لوح الواقع فهو أوسع‏ منه.



بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 85 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و هناك أمور خارجية واقعية بنفسها لا بوجودها، و بهذا كانت تنتسب إلى لوح‏ أوسع‏ من لوح الوجود نسميه بلوح‏ الواقع، و من هذا القبيل الملازمات الذاتية بين الأشياء، فالملازمة بين العلّة و المعلول، و استحالة اجتماع النقيضين، و نحوها، فهذه أمور واقعية، و لكنّها ليس لها وجود في الخارج، فإنّ استحالة اجتماع النقيضين ليس له وجود في الخارج نشير إليه، و يستحيل أن يكون له وجود في الخارج كما سنوضحه، فهذه الأمور واقعية و خارجية بنفسها، و من هنا كان لوح الواقع أوسع‏ من لوح الوجود، و حسن العدل، و قبح الظلم من هذا القبيل، فهما أمران واقعيان دون أن يكون لهما وجود في الخارج على حدّ وجود الحركة.



بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 85 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و هذا ما نريده من قولنا. «الحسن و القبح» أمران عقليان واقعيان، لأنّ لوح‏ الواقع أوسع‏ من لوح الوجود.



بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 97 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و جواب هذا التقريب هو أن يقال: إنّه لو كان المقصود من كونهما صفتين خارجيتين، يعني أنّهما صفتان موجودتان في الخارج على حدّ وجود البياض و نحوه، لكان البرهان المتقدّم برهانا على عدم الخارجية الوجودية، و إنّما خارجيتهما- كما ذكر المبرهن- خارجية ثابتة في لوح‏ الواقع الّذي هو أوسع‏ من لوح الوجود، إذن، فهما واقعان بأنفسهما لا بوجودهما، و حينئذ، لا يحتاجان في عالم الوجود الخارجي إلى فعليّة الموصوف، و إلّا فلو كان لهما وجود خارجي محتاج إلى فعليّة الموصوف، لكانت فعلية الموصوف هذا واجبة، و معها يتعدد الواجب، فإمكان الإنسان مثلا أمر واقعي، و لكن ليس معنى هذا أنّه موجود في الخارج، و إلّا لكان لا بدّ للإمكان هذا من إمكان آخر و هكذا يتسلسل، إذن فالأمور الواقعية لا تحتاج إلى فعلية موصوفها في الخارج، إذن، فالشبهة الثبوتية لا أساس لها.



اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 38 / حجية القطع ..... ص : 37
و لا إشكال في عدم كونه حكماً عقلياً بمعنى التشريع و الالزام إذ ليس للعقل ذلك و إنّما هو ادراك عقلي عملي، و نتيجة لذلك اختلف في أنّه من القضايا المشهورة كما هو أحد القولين في تفسير الأحكام العقلية العملية أو من مدركات العقل الاعتبارية بالمعنى الفلسفي أو الواقعية- و بناء العقلاء في هذه الموارد ليس إلّا بمعنى ادراك عقولهم لها لا تشريعها و وضعها- بناءً على ما هو الصحيح من انّ لوح‏ الواقع أوسع‏ من لوح الوجود حتى في الفلسفة النظرية و مدركات العقل النظري، و لا بد هنا من الإشارة إلى نكات:



اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 58 / التجري ..... ص : 50
و قد عبّر السيد الشهيد عن ذلك بأنّ لوح‏ الواقع و التصديق أوسع‏ من لوح الوجود كما في التصديق بالقضايا السالبة العدمية.



اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 58 / التجري ..... ص : 50
و نحن لا ندخل الآن في تحليل حقيقة تلك القضايا التي تسمّى بالمعقولات الثانوية في الفلسفة، و معنى كون لوح‏ الواقع أو التصديق أوسع‏ من لوح الوجود و إنّما الذي أدركه بوجداني هنا أنّ مدركات العقل العملي ليست من سنخ التصديقات أصلًا حتى نفس الأمرية، فإنّ التصديق هو الكشف عمّا هو خارج الذهن سواء كان أمراً وجودياً أم واقعياً نفس أمرياً بينما حسن العدل و قبح الظلم ليس إلّا عبارة عن انبغاء العدل و عدم انبغاء الظلم و الذي بالتحليل يرجع إلى ميل العقل و شوقه و رغبته و ارادته للعدل و كراهته و نفرته عن الظلم فطبيعة القضايا العقلية العملية طبيعة التحسين و الترغيب أو التقبيح و التنفر، و العقل ليس شأنه مجرّد الادراك بمعنى الكشف عن الواقع كما قالوا، بل له شأن آخر مهم جداً هو التقييم الذي يرجع إلى باب الابتهاج العقلي و البغض و النفرة و الاشمئزاز كذلك و لنعبر عنه بالعشق و الابتهاج و الكره و الاشمئزاز العقليين كما عبّر العرفاء.



اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 64 / التجري ..... ص : 50
و ظني انّ الذي اضطر سيدنا الشهيد قدس سره إلى اتخاذ هذا التفسير ما اعترف به في الجهة الثانية من كون الحسن و القبح مدركين عقليين تصديقيين ثابتين في لوح‏ الواقع الذي هو أوسع‏ من لوح الوجود حيث انّ هذا يستلزم لا محالة ثبوت أمر واقعي لا يمكن أن يكون الوصول و العلم به كبروياً مأخوذاً في موضوعه؛ لأنّه دور و تهافت، فكان لا بد من الاعتراف عندئذٍ بوجود قبح واقعي أولي و قبح بعنوان الاقدام و الالتزام بعدم ترتب الاستحقاق للعقوبة إلّا على قبح الاقدام لا القبح الواقعي- و هذا خلاف الوجدان كما تقدم- و ان يكون في موارد الاقدام المصيب كبروياً قبحان و في غيره قبح واحد و هو أيضاً خلاف وجدانية عدم الفرق بين التجري بلحاظ صغرى المولوية أو كبراها، فكل هذه لوازم خلاف الوجدان الفطري.



جواهر الأصول / 227 / المقام الاول فى تصوير المدعى و بيان مرجعه ..... ص : 227
و هذه الضرورة الاخلاقية امر واقعي، بمعنى انها ثابتة في لوح‏ الواقع الذي هو في مبانينا اوسع‏ من لوح الوجود، فكما ان النسبة بين الوجود و الماهية هي في لوح الواقع، اما بالضرورة او بالامكان مثلًا كذلك النسبة بين الفعل و السلطنة على ذلك الفعل، أو بين الترك و السلطنة على ذلك الترك.



دراسات الأصول في اصول الفقه / 456 / استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد ..... ص : 453
خلافه، و ذلك من جهة أنّ لحاظ المعنيين في استعمال واحد لا محذور فيه، لأنّ عالم النفس و التعقّل و التصوّر و اللحاظ له سعة أوسع‏ ممّا تخيّله هو قدّس سرّه، إذ لوح‏ النفس قابل لأن تنعكس فيه صور أشياء كثيرة من الموضوع و المحمول و النسبة في الاستعمال.



عمدة الأصول / ج‏4 / 421 / التنبيه التاسع: أنه ذهب في محكي الفصول إلى ما محصله: التفصيل في التجري بين القطع... ..... ص : 418
و قد أجاب الشهيد الصدر قدّس سرّه أيضا عن صاحب الفصول بأنّ الحسن و القبح ليسا مجعولين من قبل العقلاء و بملاك حفظ المصلحة و دفع المفسدة، بل هما بابان عقليّان مستقلّان عن المصلحة و المفسدة، فربّ ما فيه مصلحة يكون إقدام المكلف عليه قبيحا، و ربّ ما فيه المفسدة يكون الإقدام عليه حسنا، و البابان يختلفان موضوعا و محمولا؛ فإنّ المصلحة و المفسدة أمران واقعيّان وجوديّان، بخلاف الحسن و القبح فإنّهما أمران ذاتيّان حقيقيّان في لوح‏ الواقع الذي هو أوسع‏ من لوح الوجود، كما أنّ المصلحة و المفسدة لا يشترط في تحقّقهما و موضوعهما العلم أو الالتفات، بخلاف الحسن و القبح فإنّهما متقوّمان بذلك على ما تقدّم مفصّلا، فلا ينبغي الخلط بينهما نعم ربّما يكون إحراز المصلحة في مورد رافعا لموضوع القبح كما في ضرب اليتيم لمصلحة تأديبيّة.



عمدة الأصول / ج‏4 / 433 / تنبيهات: ..... ص : 426
الأمر و النهي في صقع النفس، و هو حاصل، و معه فاستناد القبح إلى التجرّي ذاتيّ، و لا تأثير لوجود المصالح في الواقع في رفع القبح، أو عدم فعليّته عن الهتك، إذ المصلحة و المفسدة أمران واقعيّان وجوديّان، بخلاف الحسن و القبح، فإنّهما أمران ذاتيّان حقيقيّان، في لوح‏ الواقع الذي هو أوسع‏ من لوح الوجود. و عليه فلا وجه للتفصيل المحكيّ عن صاحب الفصول في التجرّي بين القطع بحرمة شي‏ء غير واجب واقعا، و بين القطع بحرمة واجب غير مشروط بقصد القربة، فرجّح العقاب في الأوّل، و نفي العبد عن عدم العقاب في الثاني مطلقا، أو في بعض الموارد، نظرا إلى معارضة الجهة الواقعيّة للجهة الظاهريّة، مستدلا بأنّ قبح التجرّي عندنا ليس ذاتيّا، بل يختلف بالوجوه و الاعتبار.



مباحث الأصول / ج‏1 / 535 / حقيقة الحسن و القبح العقليين ..... ص : 527
و التفكيك بين الجعل و المجعول- بمعنى من المعاني- إنّما يمكن في الاعتباريّات، دون ما هو من الموجودات الخارجيّة، و لا ما هو من موجودات لوح‏ الواقع- حسب مصطلحنا، الذي هو أوسع‏ من لوح الخارج.



مباحث الأصول / ج‏1 / 539 / ما يستدل به على عدم الحقانية ..... ص : 536
و لكنّا نرى أن لوح‏ الواقع أوسع‏ من لوح‏ الخارج، و لذا نقول: إنّ الإنسان ممكن سواء وجد شخص ينتزع الإمكان من الإنسان أولا، و الخالق سبحانه واجب سواء تصوّر أحد وجوبه أولا، و كذلك نقول فيما نحن فيه: إنّ الحسن و القبح ليسا انتزاعيّين- بمعنى يقابل الوجود في لوح الواقع الذي هو أوسع‏ من لوح الخارج- حتّى يرد الإشكال الأوّل، و لا خارجيّين حتى يرد الإشكال الثّاني، بل هما من موجودات لوح الواقع.



مباحث الأصول / ج‏5 / 197 / التفصيل بين الشبهات الحكمية و الموضوعية: ..... ص : 187
و الصحيح: أنّ عالَم الواقع أوسع‏ من عالَم الذهن و الخارج، فقد يكون شي‏ء واقعياً قبل عالم الوجود، بلا حاجة إلى لَبس ثوب الوجود كالإمكان، فيكون عروضه- أي: وجوده- مع اتّصاف المعروض به كلاهما ثابتاً في لوح‏ الواقع قبل عالم الوجود، من قبيل الإمكان، و قد



مباحث الأصول / ج‏5 / 360 / الصورة الرابعة: صورة العلم بالجامع ضمن فرد و الشك في بقائه ضمن آخر ..... ص : 357
الواقع: أنّ الجزئية ليست من خصائص المفهوم و الصورة المنطبعة في الذهن، و إنّما هي من شئون نحو استعمال الذهن و ملاحظته للمفهوم و الصورة المنعكسة فيه، فإنّ الذهن البشري زوّد من الله تعالى بفعّالية يتمكّن على أساسها أن يلحظ الصورة و المفهوم بما هو هو و بالمعنى الاسمي، أي ينظر إلى نفس المفهوم مستقلًا، و هذا يكون كلّياً، أو أن يلحظه بنحو الإشارة به إلى الخارج و الحصّة في عالم تحقّقها- عالم الخارج أو عالم لوح‏ الحقيقة الذي هو أوسع‏ من عالم الخارج- فيأخذ الذهن المفهوم أداة إشارة و إضافة إلى الحصّة، كما يستعمل الإنسان‏



مباحث الأصول / ج‏5 / 387 / تمامية الأركان في الاستصحاب التعليقي ..... ص : 387
و من الواضح أنّ هذا الكلام باطل، فإنّه لا يشترط في الاستصحاب سوى حالة سابقة يتعقّل تعلّق اليقين بها، سواء كانت من لوح‏ الوجود أو من لوح الواقع الذي هو أوسع‏ من‏





بحوث في علم الأصول / ج‏1 / 92 / 1 - التقسيم الأول بالنظر إلى المعنى الموضوع بإزائه اللفظ ..... ص : 87
لا سبيل إلى الثاني، لأن ما به امتياز أحدها على الآخر شي‏ء أيضا بلا إشكال. و عليه، فقيام حيثية مشتركة واحدة في لوح الواقع بأمور كثيرة بما هي كثيرة و متمايزة ليس فيه محذور لأن لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود ليس بابه باب التأثير و الإيجاد فليست ماهيات الإنسان و الحصان و الطير علل للإمكان على حد العلية في عالم الوجود لتطبق قاعدة ان الواحد لا يصدر إلا من واحد لاستكشاف قيام الإمكان بالجامع بين تلك الماهيات.
بحوث في علم الأصول / ج‏1 / 248 / توضيح المقصود من الوجود الرابط ..... ص : 247
و منه يظهر: انَّ الإشكال الثالث و هو إنكار الوجود الرابط الخارجي لا يضرّ بالمدعى علاوة على أنَّه خلاف التحقيق، إذ لو أريد إنكار ثبوت وجود ثالث خارجاً على وجود المنتسبين فهو صحيح لكنَّه ليس هو المراد بالوجود الرابط. و إن أريد إنكار ثبوت واقعية ثالثة في الخارج وراء واقعية المنتسبين فهو غير صحيح، لوضوح انَّ هناك أمراً واقعيّاً ثابتاً في لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود نفتقده عند ما نفترض ناراً و موقداً غير منتسبين و هذه الواقعية هي منشأ انتزاع مثل عنوان الظرفية أو المظروفية و هي منشأ واقعيتهما لو قيل بأنَّهما من الأمور الواقعية لا الاعتباريّة.
بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 398 / الثالث - الأعراض التي قال المشهور عنها بأنها وسط بين القسمين السابقين ..... ص : 395
و ثابتة حتى في عالم يفترض فيه عدم وجود الواجب و لو محالا، و لا ينيط عقلنا المدرك لصدقها واقعيتها و ثبوتها بوجود العقل الأول بوجه من الوجوه أصلا، إذن فلا محيص من الالتزام بأن هذه الأعراض و المعاني أمور من لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود.
بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 43 / الفصل الثاني اجتماع الأمر و النهي ..... ص : 25
ذهب الحكماء إلى انَّ هذه العناوين ظرف العروض فيها الذهن و ظرف اتصافها الخارج، و عليه فلا توجد في الخارج حيثية نستطيع أَنْ نشير إِليها بحمل مواطاة. و نحن قلنا مراراً انَّ هذا الكلام غير معقول و انَّ ظرف العروض لا بدَّ و أَنْ يكون هو ظرف الاتصاف و انَّ هذه الأمور واقعية ثابتة خارج الذهن في لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود، فهناك حيثية في خارج الذهن يحمل عليها عنوان الفوقية و يصدق عليها
بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 334 / «التعويض عن العام باستصحاب العدم الأزلي» ..... ص : 327
و محله، كما في قولنا عدالة العالم المنتزعة بلحاظ الاتصاف و الربط الواقعي الثابت بينهما في لوح الواقع قبل لوح‏ الوجود و انما يعرض الوجود على المتصف و مفهوم النعتية و الصفتية مفاهيم اسمية منتزعة عن تلك المعاني النسبية بحسب الحقيقة شأنه في ذلك شأن سائر المفاهيم الاسمية المنتزعة عن النسب الخارجية كمفهوم الظرفية و الابتدائية و المعيّة و التقارن و غيرها، فأخذ أحد جزئي الموضوع نعتاً للآخر يعني أخذ هذه النسبة بينهما في موضوع الحكم لا أخذ كل منهما بحياله.
بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 334 / «التعويض عن العام باستصحاب العدم الأزلي» ..... ص : 327
و لا يرد على هذا الوجه النقض بالاعراض الانتزاعية أو الاعتبارية، امّا الأول فلأنها أمور واقعية ثابتة في لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود فيكون الربط الواقعي بينهما ثابتاً أيضاً، و امّا الثاني فلأنَّ الأمر الاعتباري و إِنْ كان نفس المنشأ فيه كالطهارة و الطلاق اعتبارياً فرضياً إِلَّا انه في طول لحاظ هذا الاعتبار و لحاظ واقعيته وهماً يكون الربط بينه و بين الموضوع ثابتاً أيضاً من خلال منظار ذلك الاعتبار فيرى الجسم متصفاً بالطهارة و المرأة متصفة بأنها مطلّقة.
بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 336 / «التعويض عن العام باستصحاب العدم الأزلي» ..... ص : 327
المطلب الثاني- لو تنزلنا و تصورنا النعتية بين عدم العرض و الموضوع قلنا مع ذلك انَّه لا يمنع عن جريان استصحاب العدم الأزلي بنحو يثبت العدم النعتيّ فيما إذا كان عدم العرض مضافاً إلى ذات الموضوع لا إلى الموضوع الموجود في الخارج بما هو موجود، و ذلك لأنَّ هذا العدم النعتيّ يكون ثابتاً في الأزل أيضاً بثبوت العدم المحمولي فانَّ ذات هذه المرأة لا المرأة الموجودة بما هي موجودة- كما انها في الأزل لم تكن بقرشية و هذه سالبة محصلة- كانت لا محالة متصفة بعدم القرشية اتصافاً ثابتاً في لوح الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود. و دعوى: انَّ العدم النعتيّ قضية موجبة معدولة فيستدعي وجود موضوعها
بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 337 / «التعويض عن العام باستصحاب العدم الأزلي» ..... ص : 327
كما يقول المناطقة لأنَّ ثبوت شي‏ء فرع ثبوت المثبت له، صحيحة إِلّا أن ثبوت شي‏ء لشي‏ء انَّما يكون بالنحو الّذي يفرض في جانب ما يثبت من اللوح المناسب لذلك الثبوت و قد قلنا ان لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود الخارجي، فلو كانت النعتية و النسبة بين عدم العرض و المحمل كالنسبة بين العرض و المحل ثابتاً فلا محالة ثابت في لوح أسبق من مرحلة الوجود لصدق عدم عدالة زيد قبل وجوده و هذا يعني انَّ عدم العدالة مضاف إلى ذات زيد لا زيد الموجود فلا يشترط إِلَّا ثبوت موضوعه في هذا الصقع و اللوح الّذي هو أسبق من مرحلة الوجود.
بحوث في علم الأصول / ج‏3 / 398 / فصل: تعقب الاستثناء لجمل متعددة ..... ص : 394
و هذا الكلام أيضاً غير صحيح و قد وقع نظيره في جملة من الموارد فانَّ محذور الدور لا يندفع بالمنع عن وجود الشي‏ء الدائر خارجاً أعني بالمنع عن تحقق الموقوف و الموقوف عليه خارجاً و انما لا بدَّ من إبطال أحد التوقفين في نفسهما، فانَّ المستحيل هو علّيّة الشي‏ء لنفسه في عالم العلّية و الملازمات أعني في لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود الخارجي فليست استحالة الدور من شئون عالم الوجود الخارجي لكي يكفي في دفع غائلة الدور في المقام أَنْ يمنع عن انعقاد الإطلاقين خارجاً في مورد تصادمهما بل لا بدَّ من إبطال أحد التوقفين.
بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 45 / «قبح التجري» ..... ص : 36
و الجواب حينئذ ما تقدم مرارا من ان لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود.
بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 57 / 2 - التمسك بقاعدة الاستلزام العقلي لحرمة التجري: ..... ص : 57
و هذا الاستدلال مما لا يمكن المساعدة عليه لما تقدم من ان الحسن و القبح أمران واقعيان ثابتان في لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود و ليسا امرين تشريعيين و حكم العقلاء لا يراد به سوى إدراكهم لهذه القضايا نفس الأمرية لا تشريعهم لها.
بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 66 / الثاني ..... ص : 65
و الصحيح في الجواب ما تقدم من ان الحسن و القبح ليسا مجعولين من قبل العقلاء و بملاك حفظ المصلحة و دفع المفسدة بل هما بابان عقليان مستقلان عن المصلحة و المفسدة، فرب ما فيه مصلحة يكون اقدام المكلف عليه قبيحا و رب ما فيه المفسدة يكون الإقدام عليه حسنا، و البابان يختلفان موضوعا و محمولا، فان المصلحة و المفسدة امران واقعيان وجوديان بخلاف الحسن و القبح فانهما امران ذاتيان حقيقيان في لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود، كما ان المصلحة و المفسدة لا يشترط في تحققهما و موضوعهما العلم أو الالتفات بخلاف الحسن و القبح فانهما متقومان بذلك على ما تقدم مفصلا فلا ينبغي الخلط بينهما.
بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 120 / حجية الدليل العقلي ..... ص : 119
ان العقل النظريّ إدراك لما هو واقع و العقل العملي إدراك لما ينبغي أن يقع. و لعل الأحسن تغيير التعبير لأن العقل العملي أيضا إدراك لما هو واقع فان العقل ليس له شأن إلا الإدراك لما هو واقع و ثابت في لوح الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود و الحسن و القبح أيضا امران ثابتان في لوح الواقع، و انما الفرق ان الأمر الواقعي المدرك للعقل إن كان لا يستدعي بذاته موقفا عمليا و سلوكا معينا على طبقه فهو مدرك نظري و إن استدعى ذلك فهو مدرك عملي.
بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 138 / المقام الثاني - مدركات العقل العملي ..... ص : 135
و هذا مما لا يمكن المساعدة عليه لما تقدم مرارا من ان الحسن و القبح أمران واقعيان ثابتان في لوح الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود و ليسا امرين تشريعيين، فحكم العقلاء في المقام يراد به إدراكهم لا تشريعهم أو بنائهم، ثم لو فرض ذلك جريا مع مشرب‏
بحوث في علم الأصول / ج‏4 / 277 / التفصيل في حجية الظهور: ..... ص : 273
و هذا الحوار إشكالًا و جواباً كأنَّه يفترض انَّ المحذور المذكور انَّما هو في وقوع شي‏ء يلزم من وجوده عدمه، و لهذا يحاول في الإشكال المنع عن وقوعه مع انَّ المحذور في نفس استلزام الشي‏ء لعدم نفسه كقضية واقعية ثابتة في لوح الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود و ليس المحذور بلحاظ عالم الوجود و الوقوع الخارجي لكي يكتفى في التخلّص عن المحذور بالالتزام بعدم وقوع اللازم و الملزوم خارجاً، فانَّ عالم الاستلزامات و الملازمات على ما تقدّم مراراً عالم واقعي و ليس خيالياً و ثبوت الاستلزام المذكور في نفسه محال.
بحوث في علم الأصول / ج‏5 / 311 / 12 - ملاقي أحد طرفي العلم الإجمالي: ..... ص : 299
______________________________
[1]- لا يقال- انما يتم هذا لو كانت منجزية العلم حكما شرعيا و ليس كذلك لأنها حكم عقلي عملي يدركه العقل على حد إدراك الواقعيات الأخرى- بناء على الصحيح و المختار في مدركات العقل العملي- فيكون أمرا رتبيا فانه يقال- ان حكم العقل بالمنجزية و إن كان امرا واقعيا إلّا انه ليس من لوح‏ الوجود ليقال بان الموجود في رتبة سابقة لا يعقل ان يوجد من جديد، بل روحه عبارة عن إدراك العقل لقبح المخالفة و استحقاق العقوبة و لا محذور في ان يكون فعل قبيحا في المرتبة السابقة بعنوان و قبيحا في مرتبة لاحقة بعنوان آخر أيضا فتجتمع حيثيتان طوليتان للقبح فيه.
بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 153 / 2 - التفصيل بين المستصحب الثابت بالدليل الشرعي أو بحكم العقل ..... ص : 151
المبنى الثالث- ان الحسن و القبح واقعان موضوعيان يدركهما العقل كما يدرك الواقعيات الأخرى غاية الأمر ليس عالم تحققهما عالم الوجود بل عالم الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود، و بناء على هذا المبنى يعقل الشك في الحسن و القبح فضلا عن الحكم الشرعي المستكشف بهما.
بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 115 / المسلك الثالث - مسلك التباين: ..... ص : 107
أما في المفاهيم الحرفية: فالنسبة بين النسبة الموجودة في ذهن المتكلم، و النسبة الموجودة في الخارج، هي دائما نسبة المماثل إلى المماثل، و ليست نسبة الكلي إلى الفرد، و ذلك لأنه إن أخذت بما هي موجودة في لوح‏ الوجود، إذن هي فرد و ذاك فرد آخر، و إن التفت إليها بقطع النظر عن الوجود، فهذا خلف، لأنه ليس لها حينئذ تقرّر ماهوي.
بحوث في علم الأصول / ج‏5 / 301 / الجهة السابعة حكم الشك في وجوب المقدمة: ..... ص : 283
و أمّا ما أثير من شبهة أنّ الماهية أمر اعتباري فكيف تكون موجدة للّازم؟، هذه الشبهة في غير محلها، لأنّ لازم الماهية، نسبته إلى الماهية، نسبة الصفة إلى الموضوع، لا نسبة المعلول إلى العلة، فإمكان الإنسان، موضوعه، الإنسان، و زوجية الأربعة، موضوعها الأربعة، و لكن ليست العلة هي الإنسان أو الأربعة، لأنّ لوازم الماهية ليس لها وجود أصلا، بل هي واقعيّة في نفسها غير موجودة، إذ إنّ لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود، فهناك أشياء واقعية بنفسها، لا علة لها كالواجب بالذات، غاية الأمر، أنّ الواجب بالذات، وجوده واجب، لأنّه محض الوجود، و أمّا الزوجية، فهي بنفسها واجبة بالذات، لا بوجودها، بمعنى أن ثبوتها للموجود الذي هو الأربعة واجب بالذات، بينما واجب الوجود بالذات، وجوده واجب بالذات لأنّه محض الوجود، فلا يلزم تعدّد واجب الوجود، إذن فالزوجية صفة ثابتة ذاتيا بنفسها، لا بوجودها فلا علة لها.
بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 171 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
و هذا معناه، أنّ الواقعيّة و الخارجيّة أوسع من المادية، فلوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود.
بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 172 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
إذن فلا محيص عن الالتزام بلوح الواقع، و كون هذا اللوح أوسع من لوح‏ الوجود، فضلا عن لوح المادة التي هي قطّاع من قطّاعات لوح‏ الوجود.
بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 173 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
و قد عرفت بأنّ هذا معناه، أنّ الواقعيّة و الخارجية أوسع من المادية، إذ لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود، و كذلك عرفت بطلان مقالة المحقق الطوسي «قده» في دفع هذا الإشكال، من نقل القضيّة من الذهن بالمعنى المتقدم، إلى معنى آخر سمّاه بالعقل الأول- أي: الواجب، و أنّ هذه الأعراض ثبوتها و عروضها إنما تكون في العقل الأول، فهي ثابتة بثبوته، و ليس بوجود موضوعها في الخارج.
بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 174 / تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد ..... ص : 167
إذن فلا محيص عن الالتزام بأنّ هذه الأعراض و المعاني، إنما هي أمور من لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح‏ الوجود، فضلا عن لوح المادة التي هي أحد قطاعات لوح‏ الوجود.
بحوث في علم الأصول / ج‏6 / 366 / 3 - التحفظ الثالث: العنوانان المتغايران المشتركان في ركن أساسي لهما و لكنهما مختلفان بالحيثية ..... ص : 355
و أمّا بناء على ما اخترناه من أنّ هذه العناوين لها واقع خارجي ثابت في لوح الواقع خارج الذهن، و هو أوسع من لوح‏ الوجود بقطع النظر عن عالم الاعتبار و الذهن، فإنّ هناك حيثية في خارج الذهن يحمل عليها عنوان «الفوقية» و يصدق عليها، كصدق سائر المبادئ الذاتية على مصاديقها بحمل المواطاة، فإنّ السماء فوق الأرض، حتى لو لم يكن هناك ذهن.
بحوث في علم الأصول / ج‏7 / 251 / تحقيق في النعتية، في طرق الوجود و العدم ..... ص : 242
3- التقريب الثالث‏: هو أن يقال: بأنّ معنى النعتيّة هو، نسبة تحصيصيّة تتمثل في تضييق و تحصيص مفهوم بمفهوم آخر بنحو مباشر، و هذا التحصيص يكون حاكيا عن ربط واقعي ثابت بين المفهومين، لا مجرد اصطناع من قبل الذهن، و هذا الربط الواقعي محفوظ في تمام الأعراض و الصفات مع محالّها و موضوعاتها، سواء كانت هذه الصفات مقوليّة أو اعتباريّة أو انتزاعيّة، بحيث انّ كل صفة مع محلها يكون لها هذا الربط، و هذا الربط الواقعي مبني على ما أوضحناه سابقا، من أنّ لوح الواقع عندنا أوسع من لوح‏ الوجود، و حينئذ، فالصفة حتى لو كانت اعتباريّة أو انتزاعية، فما دامت ثابتة في الواقع لموصوفها، و ليست كذبا عليه، إذن فهناك ربط واقعي بين الصفة و الموصوف، مناسب مع مقدار واقعيّة هذه الصفة، و إن لم يكن هذا أمرا موجودا في الخارج، لأنّ لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود، و لهذا أدخلنا كلّ الملازمات في لوح الواقع كالملازمة بين العلة و المعلول و نحوها مع انه ليس لها وجود في الخارج، لأنها لو كانت موجودة، فإمّا أن يكون وجودها واجبا فيلزم تعدّد الواجب، و إمّا أن يكون ممكنا، فيحتاج حينئذ إلى‏
بحوث في علم الأصول / ج‏7 / 257 / تحقيق في النعتية، في طرق الوجود و العدم ..... ص : 242
و كون القضية بحسب صورتها موجبة، و أنّ المناطقة ذكروا، إنّ هذه القضية يشترط فيها وجود الموضوع، غير وارد في المقام، فإنّ هذه و إن كانت موجبة صورة، إلّا انه بحسب الحقيقة غير موجبة، لأنّ الاتصاف بعدم القرشية لا يحتاج إلى وجود المرأة لكي تتصف بالقرشية، بل هي قبل وجودها موصوفة بذلك، لأنّ الربط بين عدم القرشيّة و بين هذه المرأة- على فرض تعقله- فهو ربط في لوح الواقع، لا ربط في لوح‏ الوجود، و الربط في لوح الواقع لا يحتاج إلى وجود طرفيه أصلا، كالربط بين العلة و المعلول، مع انّه لا علة و لا معلول، و عليه: فهذا الربط و النعتيّة ليس مساوقا للمنع عن جريان الاستصحاب.
بحوث في علم الأصول / ج‏7 / 405 / تعقب الاستثناء لجمل متعددة ..... ص : 393
و إن شئت قلت: إنّ محذور الدور لا يندفع بمنع وجود الموقوف و الموقوف عليه خارجا و إن كان دائرا، و إنّما يندفع بإبطال أحد التوقفين في نفسهما، فإنّ المستحيل هو عليّة الشي‏ء لنفسه في عالم العليّة و الملازمات، أي في لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح‏ الوجود الخارجي، فاستحالة الدور ليست من شئون عالم الوجود الخارجي لكي نكتفي في دفع عائلة الدور في المقام، بمنع انعقاد الإطلاقين خارجا في مورد تعارضهما، بل لا بدّ من إبطال أحد التوقفين، لأنّ المستحيل هو نفس توقف الشي‏ء على نفسه.
بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 85 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و حاصله: هو أنّ العقل يدرك الحسن و القبح على نحو الكشف و المرآتية، و يرى أنّ هناك للحسن و القبح واقع موضوعي مستقل عن إدراكه لهما، و إدراكه لهما ليس نسبته إليهما إلّا نسبة الكاشف إلى المنكشف، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّهما أمران واقعيان موضوعيان، بمعنى أنّ لهما وجود في الخارج على حدّ وجود البياض و الحركة، بل هما واقعيان فقط، و لكنّهما ليسا من الأمور الموجودة في الخارج، فإنّ الأمور الواقعية أوسع من لوح‏ الوجود، فإنّ لوح‏ الوجود مختص بخصوص الجواهر و الأعراض المقولة، و أمّا لوح الواقع فهو أوسع منه.
بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 85 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و هناك أمور خارجية واقعية بنفسها لا بوجودها، و بهذا كانت تنتسب إلى لوح أوسع من لوح‏ الوجود نسميه بلوح الواقع، و من هذا القبيل الملازمات الذاتية بين الأشياء، فالملازمة بين العلّة و المعلول، و استحالة اجتماع النقيضين، و نحوها، فهذه أمور واقعية، و لكنّها ليس لها وجود في الخارج، فإنّ استحالة اجتماع النقيضين ليس له وجود في الخارج نشير إليه، و يستحيل أن يكون له وجود في الخارج كما سنوضحه، فهذه الأمور واقعية و خارجية بنفسها، و من هنا كان لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود، و حسن العدل، و قبح الظلم من هذا القبيل، فهما أمران واقعيان دون أن يكون لهما وجود في الخارج على حدّ وجود الحركة.
بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 85 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و هذا ما نريده من قولنا. «الحسن و القبح» أمران عقليان واقعيان، لأنّ لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود.
بحوث في علم الأصول / ج‏8 / 97 / المقام الأول: في تحقيق الكلام في قبح الفعل المتجرى به و عدم قبحه عقلا ..... ص : 68
و جواب هذا التقريب هو أن يقال: إنّه لو كان المقصود من كونهما صفتين خارجيتين، يعني أنّهما صفتان موجودتان في الخارج على حدّ وجود البياض و نحوه، لكان البرهان المتقدّم برهانا على عدم الخارجية الوجودية، و إنّما خارجيتهما- كما ذكر المبرهن- خارجية ثابتة في لوح الواقع الّذي هو أوسع من لوح‏ الوجود، إذن، فهما واقعان بأنفسهما لا بوجودهما، و حينئذ، لا يحتاجان في عالم الوجود الخارجي إلى فعليّة الموصوف، و إلّا فلو كان لهما وجود خارجي محتاج إلى فعليّة الموصوف، لكانت فعلية الموصوف هذا واجبة، و معها يتعدد الواجب، فإمكان الإنسان مثلا أمر واقعي، و لكن ليس معنى هذا أنّه موجود في الخارج، و إلّا لكان لا بدّ للإمكان هذا من إمكان آخر و هكذا يتسلسل، إذن فالأمور الواقعية لا تحتاج إلى فعلية موصوفها في الخارج، إذن، فالشبهة الثبوتية لا أساس لها.
اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏1 / 603 / العام و الخاص ..... ص : 537
و ثانياً: انّ العدم النعتي للعرض و المحل في نفسه و ثبوتاً غير معقول، امّا إذا قيل بكون النعتية تساوق الوجود الرابط- كما هو ظاهر كلام السيد الخوئي قدس سره في رسالته في اللباس المشكوك- أو الوجود الرابطي- كما ذكره النائيني في رسالته في اللباس المشكوك- فواضح لأنّ الوجود الرابط أو الرابطي لا يكون إلّا بين وجودين لا بين عدم و وجود، و أمّا بناءً على ما هو الصحيح من انّه يعني التحصيص المنتزع من النسب الواقعية في لوح الواقع الاوسع من لوح‏ الوجود
اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 38 / حجية القطع ..... ص : 37
و لا إشكال في عدم كونه حكماً عقلياً بمعنى التشريع و الالزام إذ ليس للعقل ذلك و إنّما هو ادراك عقلي عملي، و نتيجة لذلك اختلف في أنّه من القضايا المشهورة كما هو أحد القولين في تفسير الأحكام العقلية العملية أو من مدركات العقل الاعتبارية بالمعنى الفلسفي أو الواقعية- و بناء العقلاء في هذه الموارد ليس إلّا بمعنى ادراك عقولهم لها لا تشريعها و وضعها- بناءً على ما هو الصحيح من انّ لوح الواقع أوسع من لوح‏ الوجود حتى في الفلسفة النظرية و مدركات العقل النظري، و لا بد هنا من الإشارة إلى نكات:
اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 58 / التجري ..... ص : 50
و قد عبّر السيد الشهيد عن ذلك بأنّ لوح الواقع و التصديق أوسع من لوح‏ الوجود كما في التصديق بالقضايا السالبة العدمية.
اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 58 / التجري ..... ص : 50
و نحن لا ندخل الآن في تحليل حقيقة تلك القضايا التي تسمّى بالمعقولات الثانوية في الفلسفة، و معنى كون لوح الواقع أو التصديق أوسع من لوح‏ الوجود و إنّما الذي أدركه بوجداني هنا أنّ مدركات العقل العملي ليست من سنخ التصديقات أصلًا حتى نفس الأمرية، فإنّ التصديق هو الكشف عمّا هو خارج الذهن سواء كان أمراً وجودياً أم واقعياً نفس أمرياً بينما حسن العدل و قبح الظلم ليس إلّا عبارة عن انبغاء العدل و عدم انبغاء الظلم و الذي بالتحليل يرجع إلى ميل العقل و شوقه و رغبته و ارادته للعدل و كراهته و نفرته عن الظلم فطبيعة القضايا العقلية العملية طبيعة التحسين و الترغيب أو التقبيح و التنفر، و العقل ليس شأنه مجرّد الادراك بمعنى الكشف عن الواقع كما قالوا، بل له شأن آخر مهم جداً هو التقييم الذي يرجع إلى باب الابتهاج العقلي و البغض و النفرة و الاشمئزاز كذلك و لنعبر عنه بالعشق و الابتهاج و الكره و الاشمئزاز العقليين كما عبّر العرفاء.
اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 64 / التجري ..... ص : 50
و ظني انّ الذي اضطر سيدنا الشهيد قدس سره إلى اتخاذ هذا التفسير ما اعترف به في الجهة الثانية من كون الحسن و القبح مدركين عقليين تصديقيين ثابتين في لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح‏ الوجود حيث انّ هذا يستلزم لا محالة ثبوت أمر واقعي لا يمكن أن يكون الوصول و العلم به كبروياً مأخوذاً في موضوعه؛ لأنّه دور و تهافت، فكان لا بد من الاعتراف عندئذٍ بوجود قبح واقعي أولي و قبح بعنوان الاقدام و الالتزام بعدم ترتب الاستحقاق للعقوبة إلّا على قبح الاقدام لا القبح الواقعي- و هذا خلاف الوجدان كما تقدم- و ان يكون في موارد الاقدام المصيب كبروياً قبحان و في غيره قبح واحد و هو أيضاً خلاف وجدانية عدم الفرق بين التجري بلحاظ صغرى المولوية أو كبراها، فكل هذه لوازم خلاف الوجدان الفطري.
اضواء و آراء ؛ تعليقات على كتابنا بحوث في علم الأصول / ج‏2 / 159 / حجية الدليل العقلي ..... ص : 149
3- أنّهما راجعان إلى لوح الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود نظير الامكان و الامتناع و الضرورة في مدركات العقل النظري. فكأنّ هناك ضرورة يدركها العقل النظري و هي ضرورة وجودية و ضرورة يدركها العقل العملي و هي ضرورة خلقية عملية و كلاهما من المعقولات الفلسفية الثانوية التي لها ثبوت في لوح الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود.
جواهر الأصول / 227 / المقام الاول فى تصوير المدعى و بيان مرجعه ..... ص : 227
و هذه الضرورة الاخلاقية امر واقعي، بمعنى انها ثابتة في لوح الواقع الذي هو في مبانينا اوسع من لوح‏ الوجود، فكما ان النسبة بين الوجود و الماهية هي في لوح الواقع، اما بالضرورة او بالامكان مثلًا كذلك النسبة بين الفعل و السلطنة على ذلك الفعل، أو بين الترك و السلطنة على ذلك الترك.
جواهر الأصول / 237 / المقام الثاني ما يبرهن به على بطلان ..... ص : 236
و يرد عليه مضافاً الى ما حققناه في بحوث سابقة من أوسعية لوح الواقع من لوح‏ الوجود الخارجي، و الانتزاع من الوجود الخارجي، انا نختار الشق الاول و لا يلزم المحذور؛ لأن ما به الاشتراك بين مناشئ انتزاع الحسن و الضرورة الخلقية محفوظ، و هو نفس السلطنة، و تحصصات هذه الضرورة بكونها ضرورة الصدق أو الوفاء أو ترك الانتقام تابعة لتحصصات نفس السلطنة، و اضافاتها الى متعلقاتها باعتبارها صفة ذات اضافة، فاندفع المحذور.
البيان المفيد في شرح الحلقة الثالثة من حلقات علم الأصول / ج‏3 / 553 / تحقيق الحال في هذا النحو من التفريق: ..... ص : 553
و لكن هذا التفريق بهذا النحو ليس بتام؛ و ذلك لأن حكم العقل العملي أيضاً هو إدراك لما هو واقع؛ إذ العقل ليس له شأن إلا الإدراك لما هو واقع و ثابت في لوح‏ الوجود، و من المعلوم أن الحسن و القبح أيضاً أمران ثابتان في لوح الواقع؛ إذ هما ليسا من الأمور الاعتبارية و التشريعية للعقلاء، بل هما ثابتان بقطع النظر عن دور العقلاء، فدور العقلاء دور الكشف لما هو واقع، أي: إدراك لصفة الحسن أو القبح.
عمدة الأصول / ج‏4 / 421 / التنبيه التاسع: أنه ذهب في محكي الفصول إلى ما محصله: التفصيل في التجري بين القطع... ..... ص : 418
و قد أجاب الشهيد الصدر قدّس سرّه أيضا عن صاحب الفصول بأنّ الحسن و القبح ليسا مجعولين من قبل العقلاء و بملاك حفظ المصلحة و دفع المفسدة، بل هما بابان عقليّان مستقلّان عن المصلحة و المفسدة، فربّ ما فيه مصلحة يكون إقدام المكلف عليه قبيحا، و ربّ ما فيه المفسدة يكون الإقدام عليه حسنا، و البابان يختلفان موضوعا و محمولا؛ فإنّ المصلحة و المفسدة أمران واقعيّان وجوديّان، بخلاف الحسن و القبح فإنّهما أمران ذاتيّان حقيقيّان في لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح‏ الوجود، كما أنّ المصلحة و المفسدة لا يشترط في تحقّقهما و موضوعهما العلم أو الالتفات، بخلاف الحسن و القبح فإنّهما متقوّمان بذلك على ما تقدّم مفصّلا، فلا ينبغي الخلط بينهما نعم ربّما يكون إحراز المصلحة في مورد رافعا لموضوع القبح كما في ضرب اليتيم لمصلحة تأديبيّة.
عمدة الأصول / ج‏4 / 433 / تنبيهات: ..... ص : 426
الأمر و النهي في صقع النفس، و هو حاصل، و معه فاستناد القبح إلى التجرّي ذاتيّ، و لا تأثير لوجود المصالح في الواقع في رفع القبح، أو عدم فعليّته عن الهتك، إذ المصلحة و المفسدة أمران واقعيّان وجوديّان، بخلاف الحسن و القبح، فإنّهما أمران ذاتيّان حقيقيّان، في لوح الواقع الذي هو أوسع من لوح‏ الوجود. و عليه فلا وجه للتفصيل المحكيّ عن صاحب الفصول في التجرّي بين القطع بحرمة شي‏ء غير واجب واقعا، و بين القطع بحرمة واجب غير مشروط بقصد القربة، فرجّح العقاب في الأوّل، و نفي العبد عن عدم العقاب في الثاني مطلقا، أو في بعض الموارد، نظرا إلى معارضة الجهة الواقعيّة للجهة الظاهريّة، مستدلا بأنّ قبح التجرّي عندنا ليس ذاتيّا، بل يختلف بالوجوه و الاعتبار.
تمهيد الوسائل في شرح الرسائل / ج‏9 / 420 / «التحقيق» ..... ص : 416
و منها: أنّ الحسن و القبح واقعان موضوعيّان يدركهما العقل كما يدرك الواقعيّات الاخرى، غاية الأمر ليس عالم تحقّقهما عالم الوجود، بل عالم الواقع الأوسع من لوح‏ الوجود، و بناء على هذا يمكن أن يأخذ العقل قيدا في موضوع حكمه من باب القدر المتيقّن، فبارتفاعه لا يحكم العقل به، إلّا أنّه يشكّ في بقاء الحكم الشرعي المستكشف منه؛ لاحتمال أن لا يكون القيد المرتفع مقوّما
مباحث الأصول / ج‏5 / 387 / تمامية الأركان في الاستصحاب التعليقي ..... ص : 387
و من الواضح أنّ هذا الكلام باطل، فإنّه لا يشترط في الاستصحاب سوى حالة سابقة يتعقّل تعلّق اليقين بها، سواء كانت من لوح‏ الوجود أو من لوح الواقع الذي هو أوسع من‏



القبسات النص 4 ومضة ..... ص : 3
فالحدوث بالمعنى الّذي لا يستوجب الزّمان، و هو وجود الشى‏ء بعد صرف العدم البحت، على نوعين، لانّه لا يخلو امّا ان يكون هو وجود الشّى‏ء بعد صرف ليسيّته المطلقة، بعديّة بالذّات، بان تكون مرتبة وجوده الحاصل بالفعل بعد مرتبة ليسيّته المطلقة، من حيث نفس ذاته الغير المنافية لفعليّة الذّات من تلقاء الجاعل، و تحقّق الوجود بالفعل بافاضة الفاعل ايّاه. و هذا النّوع هو المسمّى «حدوثا ذاتيا» و الافاضة على الدّوم على هذا السّبيل تسمّى عندهم «ابداعا» و لا تصادم بين الفعليّة و الوجود فى نفس‏ الامر، من جهة الاستناد الى افاضة الفاعل، و البطلان و اللّيسيّة، بحسب نفس جوهر الماهيّة. أ ليس من المستبين انّ نفس الامر اوسع‏ من مرتبة نفس الماهيّة بما هى هى؟
القبسات النص 7 ومضة ..... ص : 6
فاذن، تتحصّل للحصول فى نفس‏ الامر، اوعية ثلاثة. فوعاء الوجود المتقدّر السيّال، او العدم المتقدّر المستمرّ للمتغيّرات الكيانيّة بما هى متغيّرة، زمان. و وعاء صريح الوجود المسبوق بالعدم الصّريح، المرتفع عن افق التقدّر و اللّاتقدّر، للثّابتات بما هى ثابتات، و هو حاقّ متن الواقع، دهر. و وعاء بحت الوجود الثّابت الحق المتقدّس عن عروض التغيّر مطلقا، و المتعالى عن سبق العدم على الاطلاق، و هو صرف الفعليّة المحضة الحقّة من كلّ جهة، سرمد. و كما الدهر ارفع و اوسع‏ من الزّمان، فكذلك السّرمد اعلى و اجلّ و اقدس و اكبر من الدّهر. فالحدوث بحسب سبق العدم الصّريح، احقّ الاسماء و اجدرها به الحدوث الدّهرى.
القبسات النص 16 ومضة ..... ص : 15
و نظير ذلك مرتبة نفس الماهيّة بما هى هى، بالقياس الى حاقّ الاعيان، و متن نفس‏ الامر. فكما العدم فى مرتبة جوهر الماهيّة بما هى هى، ليس يستلزم العدم فى حاقّ نفس الامر و لا يصادم الوجود فى متن الواقع، و ان كانت تلك المرتبة من انحاء نفس الامر، لا من اللحاظات التعمّليّة، لان نفس الامر اوسع‏ و اعمّ من تلك المرتبة و من متن الواقع. فيصحّ ان يرتفع الوجود فى تلك المرتبة بخصوصها، و لا يرتفع فى متن الواقع.
القبسات النص 48 وميض ..... ص : 47
فأما وعاء الحصول المعبّر عنه ب «نفس‏ الأمر» فالامر فيه على نمط آخر، اذ الذات المرسلة الملزومة، للعقل ان يلحظها بما هى هى، من غير ان يدخل فى ذلك اللحاظ شى‏ء من العوارض اللازمة المكتنفة ايّاها. فهى فى هذا اللحاظ بمعزل عن جميع العوارض التي من جملتها هذا اللحاظ. و اذ هذا اللحاظ نحو من انحاء الوجود، و ليس هو من اللحاظات التعمّلية، بل هو من مراتب نفس‏ الامر، اذ الماهية من حيث هى، ليست إلا هي فى نفس الامر، فالذات المرسلة الملحوظة بما هى هى مخلوطة بهذا اللحاظ، بحسب حاق نفس الامر، و منسلخة عنه بحسب خصوص هذه المرتبة. فاذن، نفس الامر أوسع‏ من هذه المرتبة، كما البلدة مثلا أوسع‏ من دار من دورها. فنفس الامر بمنزلة المدينة، و هذه المرتبة بمنزلة دار من دورها. فاذن، نفس هذه المرتبة وعاء الخلط و التعرية باعتبارين.
مصنفات مير داماد النص 8 إيماض ( 3 - الوجود في الزمان أخص من الموجود في الدهر ) ..... ص : 8
لحاظ مرتبة الماهيّة من حيث هي هي، ليس فيه استيجاب ارتفاعهما في نفس‏ الأمر، لأنّها أوسع‏ منه، كما ليس [6 ب‏] الخروج من دار من دور البلد مستوجب الخروج منه، لكونه أوسع منها. فهذا القول ليس يتعدّى الحقّ من هذا النّمط. و لكنّي إنّما أسوّغ إيراده على سنّة التّنظير، و لست أنصّ عليه نصّ المستصحّ اياه، لتجاوزه الصّحّة من سبيل آخر.
مصنفات مير داماد النص 354 [22] و هم و إزاحة ..... ص : 354
فيقال لك: هذا النظر و إن كان من أنحاء نفس‏ الأمر، لكن تلك أوسع‏ من هذا، و اللازم تحقيق للفرد دون الطبيعة في هذا، لا بحسب تلك، و الخرق في ارتكاب ذاك دون ذا؛ أو يقال: هذا إنّما يكون من أنحاء نفس الأمر من حيث إنّه وجود لا بتعمّل العقل اتفق أن صار [49 ظ] ذلك عينه، لا من حيث خصوصيّة الاعتبار، على ما سيقرع سمعك. و ذلك التّحقق فيه من حيث خصوص الاعتبار، لا بالاعتبار الأوّل.
مصنفات مير داماد النص 33 ( 6 ) قسطاس عقلى ..... ص : 33
قيل لك: ألست فى مندوحة من ذلك بلحاظ أنّ هذا النّظر و إن كان من أنحاء نفس‏ الأمر، لكن تلك أوسع‏ من هذا. و اللّازم تحقّق الفرد دون الطّبيعة فى هذا لا بحسب تلك، و الخرق فى ارتكاب ذاك دون ذا أو بتذكّر ما سلف.
مصنفات مير داماد النص 146 ( 4 ) هداية تنبيهية ..... ص : 145
و يذهلون عن أنّ نفس‏ الأمر أوسع‏ من لحاظة الذّات من حيث هى، و أنّ انتفاء شى‏ء فى خصوص نحو من أنحاء نفس الأمر بخصوصه لا يستلزم انتفاءه فى نفس الأمر، فلم لا تكون حقيقة الإمكان اقتضاء ذات الممكن تساوي الطرفين بالنّظر إلى ذاته من حيث هى هى، لا اقتضاء الذّات تساوى الطرفين فى نفس الأمر، فيكون الّذى ينافى مقتضى الذّات الممكن ترجّح أحد الطرفين بالنّظر إلى ذاته من حيث هى، لا ترجّحه بالنّظر إليه فى نفس الأمر من جهة تأثير العلّة.
مصنفات مير داماد النص 150 ( 6 ) شكوك امتحانية و حلول برهانية ..... ص : 148
و أمّا التّفصّى بانسلاخ الماهيّة عن الإمكان من حيث هى هى لا يستلزم صحّة انسلاخها عنه فى نفس‏ الأمر؛ لأنّها أوسع‏ من هذه اللّحاظة على سياق ما يقال فى عامّة العرضيّات الثّبوتيّة المخلوط بها الشّى‏ء فى نفس الأمر، لا بما هو هو، فكاد يكون ههنا قياسا بلا جامع.
شرح كتاب القبسات متن 141 القبس الأول ..... ص : 93
فاذا عرفت هذا فنقول: انّ هذه المرتبة العقلية، و كذا العقل و الخارج أوعية نفس‏ الأمر، فيكون أوسع‏ منها كالدهر، و تلك المرتبة و العقل و الخارج بمنزلة الموجودات في‏
مفاتيح الغيب 176 المشهد السابع في أن أي حقيقة إلهية أوجبت وجود إبليس و جنوده أجمعين و أي اسم إلهي أنشأه و أبداه و مكنه و رباه و قواه ..... ص : 172
حيثياته و الواقع أوسع‏ من تلك الحيثية و الشي‏ء الوجودي إذا تحقق في مرتبة من الواقع فقد تحقق في الواقع و لكن تحقق العدم في المرتبة لا يستلزم تحققه في نفس‏ الأمر و هذا الإمكان المعبر عنه بالكفر أمر عدمي لأن معناه سلب ضرورة الوجود و مقابله فرفع ضرورة الوجود عن المرتبة لا يوجب رفعه عن الواقع فهذا الكفر و هذه الظلمة الثابتة للشي‏ء في ظرف التحليل العقلي للموجود إلى الماهية و الوجود غير ثابت في الواقع للملائكة المهيمين و عباد الله المقربين و لا يحزنهم الفزع الأكبر لانجباره بالإشراق الدائم من نور الأول على ذواتهم فافهم و اغتنم‏
الحاشية على الهيات الشفاء 182 في بيان أنه يجوزارتفاع النقيضين في المرتبة ..... ص : 181
يعرضها بشرط الوجود كالكتابة و الحركة و غيرهما و الأخرى الاتصاف بها حين أخذت كذلك و هي بالقياس إلى العوارض التي يعرضها مع الوجود لا بشرط الوجود كالوجود و الوحدة و الإمكان و الشيئية و غيرها فالماهية بالقياس إلى عوارض الوجود لا يخلو عن الطرفين في مرتبة من نفس‏ الأمر و هي مرتبة ذاتها قبل الوجود و أما بالقياس إلى عوارض نفسها فإنها و إن لم يخل عن أحد الطرفين لكن ليست حيثية نفسها حيثية ذلك العارض فالذي شرط الشيخ من أن لا يكون السلب بعد من حيث إنما هو بالقياس إلى العوارض التي لا يخلو الماهية من حيث هي من أحد طرفيها و أما حالها بالقياس إلى العوارض الخارجية فالخلو عنها و عن مقابلها في تلك المرتبة جائز إذ ليس إذا لم يكن للإنسان حركة في مرتبة ذاته كان له مقابل الحركة لأن خلو الشي‏ء في الواقع عن النقيضين و إن كان مستحيلا لكن خلوه عنها في مرتبة من الواقع غير مستحيل لأن الواقع أوسع‏ من تلك المرتبة على أن نقيض حصول الشي‏ء في مرتبة هو سلب حصوله في تلك المرتبة بأن يكون المرتبة قيدا للمنفي لا للنفي أعني رفع المقيد لا الرفع المقيد و لهذا لو سئل بطرفي النقيض في شي‏ء من هذه العوارض كان الجواب الصحيح سلب كل منهما و لو سئل بالطرفين في شي‏ء من عوارض الماهية كان الجواب السلب المذكور بتقديمه على الحيثية و لا يراد من تقديم السلب على الحيثية أن ذلك العارض ليس من مقتضيات الماهية حتى صح الجواب في لوازم الماهية كما فهمه صاحب المواقف حيث قال تقديم الحيثية على السلب معناه اقتضاؤها للسلب لظهور فساده و لا الغرض أيضا من تقديمه عليها أن لا يكون الجواب بالإيجاب العدولي المقتضي لوجود الموضوع لأن مناط الفرق بين العدول و التحصيل في السلب تقديم الرابطة عليه و تأخيرها عنه‏ قوله و بهذا يفترق بين حكم الموجب و السالب إلى آخره‏ يعني بوقوع الجواب بأحد الطرفين و بعدم لزوم الجواب بأحدهما يحصل الفرق بين ما إذا كان السؤال واقعا عن طرفين أحدهما موجب و الآخر سالب و بين ما إذا كان عن طرفين هما موجبتان في قوة الموجبة و السالبة فإنك إذا سألت هل الإنسان من حيث هو إنسان موجود أو ليس بموجود و سألت أيضا هل الإنسان من حيث هو إنسان موجود أو لا موجود و لا شك أن الأولين موجب و سالب و أن الأخيرين موجبان و أنهما في قوة الأولين في أن صدق كل من طرفيهما يوجب كذب الآخر في الواقع و بالعكس كما في الأولين و في المساوقة بينهما و بين الموجب و السالب في اقتضاء وجود الموضوع لأن الإنسان من الأمور الموجودة فإنما يتحقق الفرق بين ذين و ذين بأنك تجيب عن السؤال الأول بطريق السلب بشرط تقديمه على الحيثية و لا يلزمك الجواب عن السؤال الثاني بأحد الطرفين لجواز خلو المرتبة عنهما جميعا و ذلك لأن السؤال الثاني يقتضي أن الموجب منهما الذي هو مساوق للسالب إذا لم يكن مقابله و هو الموجب الآخر متحققا صادقا كان هذا الموجب صادقا و لكن معنى صدقه هاهنا مع هذه الحيثية يقتضي أن معنى الإنسانية بعينه معنى اللاموجود و هو فاسد فلو أجيب كان جوابا فاسدا و كذا الجواب بالموجب الآخر و هو أفسد و أكذب و ذلك لأنه ليس إذا كان الإنسان موجودا في الواقع أو واحدا أو أبيض كان معناه بعينه معنى الوجود و الوحدة و ماهيته بعينها ماهية شي‏ء مما اتصف به فظهر الفرق بين السؤال المردد بين الموجب و السالب و بين السؤال المردد بين الموجبين إذا قيد الموضوع بحيثية ذاته في استحقاق الجواب و عدمه لكن بالشرط المذكور و فائدة تقديم السلب في الجواب ليكون مدخوله و ما أضيف هو إليه من الحيثية هو الماهية و لا يكون السلب في تلك المرتبة لئلا يكون عينها و محمولا فإن نقيض وجود الصفة في تلك المرتبة أي صفة كانت سلب تلك الصفة المقيدة بأنها في تلك المرتبة و لا يلزم من ذلك أن يكون السلب في تلك المرتبة فإن تلك المرتبة كما أنها خالية عن الصفات الزائدة خالية عن سلبها أيضا قوله و أما أنه هل يوصف بأنه واحد أو كثير يعني إذا قال قائل إن الماهية الإنسانية مثلا من حيث إنها هي هل يكون موصوفة بلحوق هذه الصفات التي هي بعد الذات أم لا لا سبيل إلى الثاني لضرورة اتصافها بلحوقها إياها و على الأول يلزم أن يكون معنى الإنسانية معنى الموصوفية و الملحوقية و نحوهما فيقال نعم هي موصوفة و لكن لا يلزم أن يكون تلك الماهية
الحاشية على الهيات الشفاء 231 في بيان أن العلة شكل البنا هي إجتماع الاجزاء لا البنا ..... ص : 229
دائما ما دامت ذاته موجودة فإن كان شي‏ء من الأشياء الذي هو سبب لوجود شي‏ء آخر دائم الوجود غير منقطع أزلا و أبدا كان معلوله أيضا دائما غير منقطع و مثل هذا السبب من العلل الذاتية أولى بمفهوم العلية و اسمها لأنه أزال عن ماهية الشي‏ء مطلق العدم و إفادة الوجود الدائم فهو المبدع عند الحكماء و إفادته الوجود يسمى عندهم إبداعا كما أن إفادة الوجود بعد العدم يسمى تكوينا فالإبداع هو تأييس الشي‏ء بعد ليس مطلق أي إيجاده بعد عدم مطلق بوجه من الوجوه بعدية ذاتية لا بعد عدم صريح خارجي بعدية زمانية فالمبدعات ليست لها بحسب إمكانها الذاتي أعدام خارجية بخلاف المكونات بحيث لها أعدام خارجية قبل كونها و ربما كانت بعد كونها أيضا فالمبدع لم يكن لها عدم في نفس‏ الأمر بل بحيثية من الحيثيات و مرتبة من المراتب و الذي في الواقع هو الوجود لا غير لأنه أوسع‏ من تلك المرتبة فتأمّل فيه فإن هاهنا شبها مشهورة يندفع به و هي أن إمكان العدم للمعلول الأول مع امتناعه على الواجب ينافي التلازم بينهما إذ إمكان اللازم يقتضي إمكان الملزوم فيلزم إمكان الواجب و هو محال و لا يجدي ما ذكره بعض المتأخرين بأن الذي يلزم حينئذ إمكانه بالقياس إلى الغير و ذلك لا ينافي الوجوب الذاتي إنما المنافي له الإمكان الذاتي لأن الإمكان الذي بالقياس إلى الغير إنما يتحقق بين الأشياء التي لا يكون بينها علاقة العلية و المعلولية و الواجب و معلوله الأول بينهما علاقة ذاتية و كذا بين نقيضيهما فالحق أن يقال للمعلول وجودا و ماهية فالذي منه متصف بالإمكان هو ماهية و هي مما لا علاقة لها لذاتها مع الواجب و لا لزوم و الذي منه متصف باللزوم هو الوجود و هو واجب بوجوب سببه الذاتي و لا مكان له من هذه الجهة بل من جهة الماهية فبالحقيقة الممكن غير لازم و اللازم غير ممكن‏
الحاشية على الهيات الشفاء 233 في بيان معنى الابداع ..... ص : 231
في مرتبة ذاته بموجود صادقة البتة و نقيضها التي هي مفاد قولنا هو موجود فيها كاذبة البتة فلم يلزم ارتفاع النقيضين لا في المفردات و لا في القضايا و هاهنا نكتة يجب التنبيه عليها و هي أنه قد تقرر أن تحقق الطبيعة إنما هو بتحقق فرد ما و سلبها بسلب جميع الأفراد فوجود الشي‏ء في مرتبة من الواقع يوجب وجوده في الواقع و لكن سلبه عنها لا يوجب سلبه مطلقا فسلب الوجود عن الإنسانية مثلا في تلك المرتبة السابقة لا ينافي تحققه في نفس‏ الأمر مطلقا لأن نفس الأمر أعم و أوسع‏ من تلك المرتبة فثبت أن للمعلول في مرتبة نفسه أن يكون ليس أي صدق عليها في تلك المرتبة أن يكون ليس قانط كيف حقق الشيخ ما ادعيناه و راعى المقام بأن عبر عن صدق السلب المذكور الواقع في المرتبة بلفظ القضية لا بلفظ المفرد فلم يقل للمعلول في نفسه العدم و اللاكون و له عن علته الوجود أو الكون بل قال له في نفسه أن يكون ليس و له عن علته أن يكون أيس أي صدق عليه ليس بموجود في تلك المرتبة و صدق عليه أنه موجود في الواقع من العلة و كلا القولين صدق لاختلاف الحيثية قوله فإن أطلق اسم الحدوث على كل ما له أيس بعد ليس و إن لم يكن بعدية بالزمان كان كل معلول مجديا إلى قوله و من الناس‏ معناه واضح مكشوف غني عن الشرح‏
المبدأ و المعاد 58 فصل إله العالم واحد لا شريك له في الإيجاد ..... ص : 55
بحسب نحو من أنحاء الواقع- لا يوجب صدقه عليه في الواقع، (و هذا) كما أن سلب النقيضين عن الماهية بحسب ملاحظتها من حيث هي هي، و إن كان صادقا لكن لا يصدق بحسب الواقع، و إن كانت تلك الملاحظة من مراتب نفس‏ الأمر، لأن نفس الأمر أوسع‏ و أعم من تلك المرتبة و غيرها.
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة ج‏1 58 و منها أن الوجود لو كان في الأعيان لكان قائما بالماهية ..... ص : 58
و أجيب عنه بأنه إن أريد بالموجودة و المعدومة ما يكون بحسب نفس‏ الأمر- فنختار أن الوجود قائم بالماهية الموجودة و لكن بنفس ذلك الوجود لا بوجود سابق عليه كما أن البياض قائم بالجسم الأبيض بنفس ذلك البياض القائم به لا ببياض غيره و إن أريد بهما ما يكون مأخوذا في مرتبة الماهية من حيث هي هي على أن يكون شي‏ء منهما معتبرا في حد نفسها بكونه نفسها أو جزءها فنختار أنه قائم بالماهية من حيث هي بلا اعتبار شي‏ء من الوجود و العدم في حد نفسها و هذا ليس ارتفاع النقيضين عن الواقع لأن الواقع أوسع‏ من تلك المرتبة فلا يخلو الماهية في الواقع عن أحدهما كما أن البياض قائم بالجسم لا بشرط البياض و اللابياض في حد ذاته و وجوده و هو في الواقع لا يخلو عن أحدهما و الفرق بين الموضعين بأن الجسم بهذه الحيثية له وجود سابق على وجود البياض و مقابله فيمكن اتصافه في الخارج بشي‏ء منهما بخلاف الماهية بالقياس إلى الوجود فإنها في الخارج عين الوجود فلا اتصاف لها بالوجود بحسبه إذ اتصافها به في ظرف ما يقتضي لا أقل المغايرة بينهما و إن لم يقتض الفرعية و كذا في العقل للخلط بينهما فيه كما في الخارج إلا في نحو ملاحظة عقلية مشتملة على مراعاة جانبي الخلط و التعرية فيصفها العقل به على الوجه الذي مر ذكره- و قد علمت أنا في متسع عن هذا الكلام فإنه لا يلزم من كون الوجود في الأعيان‏
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة ج‏1 164 فصل(9) في أن الإمكان يستحيل أن يكون بالغير ..... ص : 161
من لوازم الماهيات على المعنى المصطلح الشائع في اللوازم بل على مجرد كون الماهية- كافية لصدقه عليها لا بمقتض و لا باقتضاء نعم تساوي طرفي الوجود و العدم نظرا إلى نفس الذات الإمكانية حين ما هو موجود أو معدوم في الخارج و ثابت في العقل أو صحة إيجاب سلب الضرورتين لماهيتها بحسب حكم العقل من لوازم الماهيات على المعنى الشائع فيها لكن ليس شي‏ء منهما حقيقة الإمكان كما يسوق إليه البرهان بل أشد محوضة في عدم التحصل و أوكد صرافة في القوة و الفاقة و منهم من يجعل الإمكان بمعنى تساوي الطرفين نظرا إلى الذات أو بمعنى السلب العدولي أو التحصيلي لكن يجعله من اللوازم الاصطلاحية للذات المحوجة إلى اقتضاء من قبلها ثم يعتذر من لزوم الانقلاب عند فعلية أحد الطرفين أو تخلف مقتضى الذات عند ترجح أحد الطرفين المتساويين أن الأمر أوسع‏ من مرتبة الذات من حيث هي هي و أن انتفاء شي‏ء في خصوص نحو من أنحاء نفس‏ الأمر بخصوصه لا يستلزم انتفاءه‏
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة ج‏1 169 إزالة ريب: ..... ص : 167
الماهية من حيث هي عن الإمكان لا يستلزم جواز انفكاكها في نفس‏ الأمر لأنها أوسع‏ من تلك المرتبة قياسا على عوارضها الوجودية التي يكون القضايا المعقودة بها وصفية و هي العوارض التي تلحق الماهية لا بما هي هي بل بشرط الوجود و لا حاجة أيضا إلى ما ذكره بعض الأماجد أن الإمكان لما لم يكن حقيقتها إلا سلب ضرورة الطرفين سلبا بسيطا تحصيليا فيكون صادقا في مرتبة الماهية من حيث هي و إن كان خارجا عن جوهرها فإن مجرد كون الشي‏ء سلبا تحصيليا لا يوجب صدقه في مرتبة الماهية المأخوذة بنفسها و إلا لصدق سلب الإمكان أيضا.
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة ج‏2 217 ذكر و تلويح: ..... ص : 216
و هذه الحجة و إن استحسنها الجمهور لكن يرد عليه أن الإمكان المعبر عنه بالقوة و إن كان أمرا ثابتا للممكن الوجود باعتبار ذاته من حيث هو لكنه غير ثابت له في نفس‏ الأمر بل الثابت له فيها إنما هو الفعلية و الوجوب بتحصيل الفاعل إياه و ذلك الاعتبار أيضا و إن كان في مرتبة من مراتب الواقع لكن لا يوجب اتصاف الموجود به في الواقع لأن الواقع أوسع‏ من تلك المرتبة و السر فيه أن الإمكان أمر عدمي هو سلب ضرورة الطرفين عن نفس الذات الموصوفة بضرورة أحدهما في الواقع و اتصاف الشي‏ء بأمر عدمي في نحو من أنحاء الواقع لا يوجب اتصافه بذلك الأمر في الواقع هذا بخلاف الأمر الوجودي فإن الاتصاف به في مرتبة يوجب الاتصاف به في الواقع فإن زيدا مثلا إذا كان متحركا في مكان من الأمكنة كالسوق مثلا يصدق عليه أنه ساكن باعتبار عدم حركته في البيت بل إذا لم يكن متحركا أصلا نظير هذا ما قالوه من أن تحقق الطبيعة بتحقق فرد ما و عدمها بعدم جميع الأفراد فحينئذ لم يظهر مما ذكره امتناع كون بعض الممكنات كالعقل مفيدا للوجود و لا يلزم منه شركة العدم و القوة و إفادة الوجود و التحصيل أيضا
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة ج‏4 241 و منهم من فسر العرض بما يتقوم بشي‏ء متقوم بنفسه ..... ص : 237
و الثاني أن الترديد غير حاصر لجواز أن لا يكون الجسم متحركا في الآن و لا ساكنا في الآن لأن ارتفاع النقيضين أو ما يساوقهما و إن استحال عن نفس‏ الأمر لكن لا استحالة في ارتفاعهما عن مرتبة من مراتب نفس الأمر و حيثية من حيثيات الواقع و حد من حدود الأمر الواقعي فكما أن زيدا الموجود مثلا في الأرض لا يكون في السماء متحركا و لا ساكنا و مع ذلك فهو إما متحرك أو ساكن في الواقع إذ الواقع أوسع‏ و أشمل مما ذكر.
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين 322 11 شواهد الربوبية
و قد وقع منّا دفع هذا الاعتراض في سالف الاوقات، بان الفصل في ذاته امر بسيط يلزمه مفهوم الجنس، ففصل السواد و ان كان في اعتبار ذاته من حيث هى هى غير معنى السواد الّا انه بنفسه مصداق حمل السواد عليه، لان السواد يلزم ذاته في الواقع و ان لم يلزمه في مرتبة من مراتب الواقع، و الواقع اوسع‏ من هذه المرتبة. و نقول بلسان هذا الوقت: ان فصل الشى‏ء هو بعينه نحو وجوده- كما الهمنا اللّه به- فالوجود و ان كان غير الماهية بوجه الّا انه عينها في نفس‏ الامر، و اليه يرجع‏
شرح الهداية الاثيرية 301 المبحث الرابع: في غاية الكائنات المتعاقبة لا إلى نهاية: ..... ص : 288
قلت: أما في الأول: فلأن معنى الإمكان الذاتي ليس تساوي نسبتي الوجود و العدم في الواقع لامتناع ارتفاع النقيضين أو اجتماعهما في نفس‏ الأمر، بل الممكن لا يكون فيها إلا مع أحد الطرفين، و الإمكان كما أشرنا إليه اعتبار عقلي بحسب بعض مراتب المهية الإمكانية، أي اعتبارها من حيث هي من دون اعتبار أمر معها. و هذه الحالة للمهية أي لاستحقاقيتها للوجود و العدم التي يعبر عنها بالإمكان ليست صفة ثابتة لها في نفس الأمر بل في مرتبة الماهية الملحوظة بذاتها مع قطع النظر عن علتها. و إن كانت هذه المرتبة أيضا من مراتب نفس الأمر لكن الواقع أوسع‏ من تلك المرتبة.
فرهنگ اصطلاحات فلسفى ملاصدرا 436 ماهيت - ..... ص : 434
شى‏ء از هر دو امر نقيض، هر چند در جميع مراتب واقع و نفس‏ الامر محال است (و ماهيت در واقع و نفس الامر متصف به يكى از آن دو امر است) لكن خلو ماهيت از هر دو نقيض، در مرتبه ذات كه يكى از مراتب واقع و نفس الامر است جايز است. زيرا واقع و نفس الامر، اوسع‏ از مرتبه ذات است. (پس ممكن است كه ماهيت در يكى از مراتب نفس الامر كه مرتبه ذات ماهيت است از هر دو نقيض عارى و خالى بوده و متصف به هيچ كدام نباشد ولى در مراتب ديگر نفس الامر، متصف به يكى از آن دو نقيض باشد). علاوه بر اين‏كه نقيض وجود شى‏ء، در مرتبه ذات، رفع وجود او است در مرتبه ذات به طورى كه كلمه «در مرتبه»، ظرف و قيد شى‏ء مرفوع باشد نه ظرف و قيد رفع، يعنى رفع شى‏ء مقيد، نه رفعى كه مقيد است. (مثلا نقيض اثبات وجود كتابت در مرتبه ذات انسان، نفى وجود كتاب در مرتبه ذات انسان است. بدين‏گونه كه همان‏طور كه قيد در مرتبه ذات، در قضيه موجبه، قيد براى كتابت است، همين‏طور در قضيه سالبه نيز قيد براى كتابت باشد نه قيد براى سلب).








شرح المنظومة، ج‏2، ص: 214
و الذاتي إما جنس و إما فصل. و قد تؤخذ حقيقية و هي التي حكم فيها على الأفراد الموجودة في الخارج محققة كانت أو مقدرة كقولنا كل جسم متناه أو متحيز أو منقسم إلى غير النهاية إلى غير ذلك من القضايا المستعملة في العلوم.
إذا عرفت هذا فنقول الصدق في الخارجية باعتبار مطابقة نسبتها لما في الخارج و كذا في الحقيقية إذ فيها أيضا حكم على الموجودات الخارجية و لكن محققة أو مقدرة. و أما الصدق في الذهنية فباعتبار مطابقة نسبتها لما في نفس الأمر إذ لا خارج لها تطابقه.
و أما نفس الأمر فقد أشرنا إلى تعريفه بقولنا بحد ذات الشي‏ء نفس الأمر حد
شرح المنظومة، ج‏2، ص: 215
أي حد و عرف نفس الأمر بحد ذات الشي‏ء. و المراد الذات هنا مقابل فرض الفارض. و يشمل مرتبة الماهية و الوجودين الخارجي و الذهني. فكون الإنسان حيوانا في المرتبة و موجودا في الخارج أو الكلي موجودا في الذهن كلها من الأمور النفس الأمرية إذ ليست بمجرد فرض الفارض كالإنسان جماد. فالمراد بالأمر هو الشي‏ء نفسه. فإذا قيل الأربعة في نفس الأمر كذا معناه أن الأربعة في حد ذاتها كذا. فلفظ الأمر هنا من باب وضع المظهر موضع المضمر. ثم أشرنا إلى ما قيل إن نفس الأمر هو العقل الفعال بقولنا و عالم الأمر و ذا أي ذلك العالم عقل كلي يعد أي و يعد نفس الأمر عند البعض عالم الأمر و ذلك العالم عقل كل صغير و كبير
شرح المنظومة، ج‏2، ص: 216
و بسيط و مركب فيه مستطر.
و التعبير بالعبارتين للإشارة إلى الاصطلاحين أحدهما اصطلاح أهل الله حيث يعبرون عن عالم العقل بعالم الأمر مقتبسين من الكتاب الإلهي أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ. و هذا التعبير أنسب لنفس الأمر. و إنما عبر تعالى عنه بالأمر لوجهين أحدهما من جهة اندكاك إنيته و استهلاكه في نور الأحدية إذ العقول مطلقا من صقع الربوبية. بل الأنوار الأسفهبدية لا ماهية لها على التحقيق.












****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 15/11/2023 - 13:12

اختلاف حاجی سبزواری و آخوند در مورد معنای قضیه ممکنه

آخوند: لیس معناه انه یمکن لنا ان نحکم علی زید بانه کاتب بالامکان من غیر ان یکون موجوداً

و أما رابعا فلأن عدم اقتضاء الممكنة وجود الموضوع بالفعل(٣) ليس معناه أنه يمكن لنا أن نحكم على زيد بأنه كاتب بالإمكان من غير أن يكون موجودا في الأعيان كيف و الكتابة بالإمكان حال خارجي لزيد و الحال الخارجي لشيء لا ينفك عن وجوده الخارجي بل معناه أن القضية الممكنة من جهة إمكان الاتصاف بالمحمول لا يستدعي وجود الموضوع أي كيفية الرابطة إذا كانت إمكانا فالقضية من حيث كون جهة الرابطة فيها إمكانا لا تستدعي الوجود للموضوع بخلاف الضرورة و الدوام و غيرهما و هذا لا يستلزم عدم اقتضائها له من حيثية أخرى كما باعتبار أصل الحكم الخارجي مع قطع النظر عن جهاته و عدم اقتضاء بعض الجهات لوجود الموضوع - لا يستلزم عدم اقتضاء نفس الحكم له و الكلام في نفس الأحكام لا في جهاتها على أن الجهة فيما نحن فيه هي الضرورة

حاجی: بل معناه هذا


(٣)بل معناه هذا كما نحكم على زيد الذي ليس موجودا بعد بأنه كاتب بالإمكان - و ما ذكره من أنه كيف و الكتابة بالإمكان حال خارجي لزيد إن أراد به أن الكتابة حال خارجي فهو مسلم لكن لا يستدعي وجودا في الأعيان للموضوع لأنا لم نثبتها له بالفعل بل بالإمكان و هذا صحيح و إن كان لا يصير موجودا أصلا و إن أراد به أن إمكان الكتابة حال خارجي فالإمكان عدمي و لو أريد به الإمكان الاستعدادي كان محمولا لا جهة و الكلام فيها مع أنه يناقض قوله فالقضية من حيث كون جهة الرابطة فيها إمكانا لا تستدعي الوجود للموضوع مع أن ذلك القول أعني فالقضية من حيث إلخ التزام بمطلوب ذلك المحقق لأنها إذا لم تستدع من حيث الجهة تم كلامه و صح مرامه لأن الكلام في الموجهة لا المطلقة هذا ما يتوجه على ظاهر كلام المصنف و لكن نظره إلى ما سيحقق في المرحلة الثانية في الفصل التالي لبحث إعادة المعدوم أن السالبة كالموجبة في استدعاء وجود الموضوع بلا تفاوت إلا أن اعتبار السلب بما هو سلب لا يستدعيه و الأعمية المشهورة بحسب الاعتبار فهاهنا أيضا نقول إن اعتبار إمكان بما هو إمكان لا يستدعيه و لكن الممكنات كالفعليات بلا تفاوت فتفطن، س ره

 

تفصیل مطلب:

الحکمة المتعالیة، ج 1، ص 143-149

قاعدة:

و إذا تحققت الأمر في هذه المعاني و معنى انقطاع سلسلتها بانقطاع اعتبار العقل فاجعله أسلوبا مطردا في جميع الطبائع العامة المتكررة كالوحدة  و الوجود و اللزوم و مضاهياتها سواء كان بإزائها في الأعيان شيء أم لا فإن الوجود و الوحدة مع أن حقيقتهما واقعة في الأعيان بل حقيقة الوجود هي أحق الأشياء بالوقوع العيني لكن مفهوماهما من المعاني المتكررة في العقل فإن لحقيقة الوجود موجودية و لموجوديتها موجودية أخرى و هكذا إلى أن يعتبرها العقل - لكن مصداق هذه الاتصافات الغير المتناهية بحسب اعتبار العقل حقيقة الوجود التي هي بنفسها موجودة و كذا الكلام في الوحدة. فإن رجع أحد و قال إن العقل يجد أن شيئا من اللزومات الصحيحة الانتزاع إلى لا نهاية لو لم يكن محكوما عليه بامتناع الانفكاك عن اللزوم الأول لانفسدت الملازمة الأولى فيجب أن يصدق الحكم الإيجابي الاستغراقي باللزوم على كل لزوم لزوم إلى لا نهاية و الموجبة تستدعي وجود الموضوع فيلزم تحقق اللزومات لكونها موضوعات لإيجابات صادقة. قلنا له أ لم تتذكر ما بيناه لك و سقنا إليه فطانتك كيلا تعمل رويتك من أن اللزوم إنما يكون لزوما إذا اعتبر رابطة لا مفهوما ما من المفهومات فإذن هو بما هو لزوم ليس بشيء من الأشياء حتى يحكم عليه بلزوم أو عدم لزوم. ثم إذا لوحظ بما هو مفهوم من المفهومات و وصف ما من الأوصاف - استؤنف النظر في لزومه أو لا لزومه فالموصوف بامتناع الانفكاك عن الملزوم - ليس إلا اللزوم الملتفت إليه و المنظور فيه بالذات لا بما هو لزوم و لا ضرورة في كون كل لزوم ملتفتا إليه منظورا فيه بالذات فلا محالة تنقطع خطرات الأوهام في مرتبة من المراتب،

و هذا أولى مما تجشمه صاحب حواشي التجريد في فك هذه العقدة - أن تلك اللزومات موجودة في نفس الأمر بوجود ما ينتزع هي منه و ليست موجودة بصور متغايرة و الوجود الذي هو مقتضى صدق الموجبة أعم من الثاني فإن الموجبة إذا كانت خارجية اقتضى صدقها وجود موضوعها في الخارج أعم من أن يكون بصورة يخصه كوجود الجسم أو لا كوجود الجزء المتصل الواحد بوجود كله فإن هذا الجزء قد يصير موضوع الموجبة الصادقة كما إذا كان أحد قسمي المتصل حارا و الآخر باردا فيصدق الإيجاب الخارجي عليه و إن كانت ذهنية اقتضى صدقها وجود الموضوع في الذهن على أحد الأنحاء و كما أن خصوص القضية الخارجية - قد يقتضي نحوا خاصا من الوجود كالحكم بالتحيز فإنه يقتضي الوجود المستقل - و صدق الحكم على الجوهر بخواصه فإنه يقتضي النحو الخاص به كذلك خصوصيات الأحكام الذهنية قد يقتضي خصوصيات الوجود و كما أن المطلقة تقتضي وجود الموضوع بالفعل و الممكنة بالإمكان و الدائمة بالدوام نقول أيضا لزوم شيء لآخر قد يكون بحسب الوجود بالفعل من كلا طرفي الملزوم و اللازم - بأن يمتنع انفكاك الملزوم في وجوده بالفعل عن وجود اللازم بالفعل و قد يكون بحسب الوجود بالفعل من أحد الطرفين بخصوصه دون الآخر كلزوم انقطاع الامتداد للجسم فإن معناه أنه يمتنع وجود الجسم بدون كونه بحيث يصح أن ينتزع منه انقطاع الامتداد فانقطاع الامتداد بحسب كونه صحيح الانتزاع منه لازم لوجود الجسم بالفعل و قد يكون من كلا الطرفين بحسب حيثية صحة الانتزاع و من هذا القبيل لزوم اللزوم فإن مرجعه أن اللزوم لا يمكن صحة انتزاعية من شيء إلا و هو بحيث يصح منه انتزاع اللزوم و هكذا فيكفي في صدق الحكم عليه صحة انتزاع اللزوم منه في هذا النحو من الوجود أي صحة انتزاعه عن موجود بالفعل كما أن القضية الممكنة يكفي في صدقها إمكان وجود الموضوع انتهى كلامه.

و ذلك لأنه مع كونه قد عنى نفسه و بالغ في التدقيق لم يبلغ كلامه حد الإجداء - لأن اللزوم بمجرد كونه صحيح الانتزاع عن شيء بالقوة من غير أن يصير منتزعا بالفعل - لا يصح أن يقع موضوعا للإيجاب و يحكم عليه باللزوم أو اللالزوم لأنه بهذا الاعتبار من الروابط الغير المستقلة في الملحوظية و إذا لوحظ بالفعل و حكم عليه باللزوم  صار مفهوما من المفهومات الموجودة في العقل الملحوظة بالقصد فله بهذا الاعتبار وجود في نفسه و إن كان في النفس و ليس بهذا الاعتبار موجودا بالعرض انتزاعيا بل حقيقيا ذهنيا فموجوديتها بوجود ما ينتزع منه من قبيل الأول الذي يمتنع أن يكون موضوعا لحكم إيجابي بل و لا سلبي أيضا و وجود الموصوف لا يمكن أن يكون بعينه وجود الصفة سواء كانت حقيقية أو انتزاعية و إلا لبطل الفرق بين الذاتي و العرضي فإن وجود السماء مثلا في ذاتها غير وجود الفوقية الثابتة إذ السماء في مرتبة وجود ذاتها سماء لا غير و إنما  الفوقية تعرضها بحسب وجود ثان لها يكون متأخرا عن وجود ذاتها لذاتها فالحق ما مر من أن اللزوم له تحقق رابطي يكفي في كون أحد الشيئين لازما و الآخر ملزوما و هذا النحو من الوجود الرابطي و إن كان منسوبا إلى الخارج إذا كان اتصاف الملزوم بالأمر اللازم في الخارج لكن ليس هو نحو وجود الملزوم في نفسه لأن نحو وجوده في نفسه و الحصول الذي يليق به حين تحققه مع قطع النظر عن كونه رابطا بين شيئين بل عند ملاحظة ماهيته و حقيقته في نفسه ليس إلا في ظرف الذهن و إن كانت ملاحظته في نفسه لا ينفك عن اتصافه بكونه رابطة بين شيئين و هذا كما في ملاحظة السلوب و الأعدام فإنها و إن كانت حقيقتها سلوب الأشياء و أعدامها لكن للعقل أن يلحظها كذلك و إذا صارت معقولة قد عرض لها نحو من الوجود ثم مع ذلك لا ينسلخ عن كونها سلوبا و أعداما - لأن ماهيتها كذلك و قد مر أن الوجود مما وقع ظله العمومي الانبساطي على جميع الماهيات و المفهومات حتى على مفهوم العدم و شريك الباري و اجتماع النقيضين - فمفهوم المعنى الرابطي معنى رابطي بحسب الحمل الذاتي الأولي لا بحسب الحمل الشائع الصناعي فتدبر فيه 

ثم إن في كلامه بعضا من مواضع الأنظار(١) أما أولا فلأن أبعاض المتصل الواحد قبل أن يقع فيه كثرة و اثنينية بنحو من أنحاء القسمة الخارجية و لو بحسب اختلاف عرضين قارين لا يمكن (٢)الحكم الإيجابي عليهما بشيء حكما صادقا بحسب الخارج فإذا حدثت الاثنينية الخارجية - صار كل واحد منهما مما له وجود في الخارج و قبل القسمة ليس شيء منهما موجودا أصلا إنما الموجود هو المادة القابلة لهما بعد وجودهما المستعدة لهما قبل حدوثهما ثم الوجود على رأيه أمر عقلي انتزاعي نسبي لا تحصل له إلا بما ينتزع منه - فيكون واحدا بوحدة ما ينتزع منه كثيرا بكثرته فكيف يكون الأشياء المتعددة - من حيث تعددها موجودة بوجود واحد.


(١)غير مخفي أن هذه الأنظار سقيمة غير واردة، ط

(٢)و الجواب أما أولا فبالنقض لأنا نحكم حكما إيجابيا صادقا بحسب الخارج - أن كل جزء من أجزاء الجسم المتصل الواحد الذي لم يحل فيه العرضان المختلفان - جوهر و قابل للقسمة و نحو ذلك مع أنه لم يحدث شيء من أنحاء القسمة و الخارجية فيه. و أما ثانيا فبالحل و هو أن ذات الجزء موجودة في الخارج بوجود الكل و إن لم يكن وصف الجزئية الخارجية موجودة كما أن ذات الكل موجودة و إن لم يكن وصف الكلية الخارجية أيضا موجودة لمكان التضايف بين الوصفين فهذا مغالطة من باب أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات فقوله و قبل القسمة ليس شيء منها موجودا أصلا قلنا بل هما موجودان في الخارج بحسب ذاتهما و كون موضوع الحكم الخارجي إنما هو الأبعاض فيما ذكر لا يستلزم القسمة الخارجية بل يكفي الوهمية لأن ما في الذهن عين ما في الخارج و لا سيما إن الأجزاء التي في الذهن إنما ينظر بها لا ينظر فيها - و قوله إنما الموجود هو المادة القابلة لهما قلنا المادة مادة للقسمة و أما المقسوم فهو من أجزاء المادة و ليس صورة لها على أن وجود مادة الشيء قد يكون مصححا للحكم الإيجابي الخارجي عليه لأن خصوصيات الأحكام يقتضي خصوصيات الوجود لموضوعاتها بحسبها، س ره

 

 

و أما ثانيا فلأن خصوصيات الأحكام و إن اقتضت خصوصيات الوجود لموضوعاتها لكن ليس يكفي في الحكم على شيء بحال خارجي وجود الانتزاعي(١) بل نقول ما ذكره من أن خصوصيات الأحكام مما يقتضي خصوصيات الوجود للموضوعات - ينافي ما فرعه عليه من الاكتفاء في الحكم على شيء بحال واقعي بالفعل بوجوده الانتزاعي الذي هو بالقوة و بعد أن يخرج من القوة إلى الفعل يكون ظرف تحققه و وعاء ثبوته الذهن فقط دون الخارج .


(٣)أقول لم يجعل المحقق مناط الحكم الإيجابي بحال خارجي الوجود الانتزاعي - الذي هو بالقوة قبل الانتزاع و يصير بالفعل بعده بل مناطه وجود ذلك الانتزاعي بوجود منشإ انتزاعه و لا شك أن وجود منشإ الانتزاع بالفعل هو مناط الحكم الإيجابي فإنه يتصور تلك اللزومات بوجود الملزوم بما هو مصحح انتزاعها و يحكم عليها. فإن قلت وجود الملزوم وجود ذاته لا وجود تلك اللزومات العرضية. قلت أما أولا فلا يرد على هذا المحقق سوى بطلان الفرق بين الذاتي و العرضي فلم يكن هذا بحثا آخر. و أما ثانيا فقد مر أن وجود الملزومات ذلك التصحح و التهيؤ الذي في الملزوم - و هذا بوجه نظير العلم الإجمالي و التفصيلي القائل بهما المشاءون لذاته تعالى إذ بمجرد عدم الصور العلمية المرتسمة في مقام الذات ليس العلم صحيح السلب لكونها موجودة بوجود واحد إجمالي و هو مناط العلم الكمالي عندهم فكذا هاهنا تلك الملزومات و إن لم تكن موجودة بصور متمايزة و وجودات مفصلة لكنها موجودة بوجود واحد في منشإ انتزاعها، س ره

 

و أما ثالثا فلأن طبيعة القضية الممكنة و إن لم يقتض صدقها الوجود بالفعل للموضوع في الأعيان لكنها اقتضت الوجود في الذهن على وفاق سائر القضايا و لا شك أن القضايا التي كلامنا فيها أشد استدعاء لوجود الموضوع من الممكنات - فكيف(٢) يتصور الاكتفاء في وجود موضوعها بنحو من الثبوت الانتزاعي الذي مرجعه إلى عدم الثبوت لا خارجا و لا ذهنا إلا بعد أن يصير منظورا إليه.


(١)ليس كذلك بل هنا شق ثالث هو وجودها الذي هو بالفعل الإجمالي لا الذي هو بالفعل التفصيلي و لا الذي هو بالقوة، س ره

(٢)مع أنها قضايا فعلية فيكون أدون منزلة من الممكنة و الجواب عنه أيضا يظهر مما مر إذ عند هذا المحقق وجود موضوعها وجود منشإ انتزاعه و هو في الخارج - فموضوعها و إن لم يكن له وجود استقلالي إلا أن وجودا تبعيا بالفعل في الخارج - فلهذا كانت أرفع منزلة، س ره

و أما رابعا فلأن عدم اقتضاء الممكنة وجود الموضوع بالفعل(٣) ليس معناه أنه يمكن لنا أن نحكم على زيد بأنه كاتب بالإمكان من غير أن يكون موجودا في الأعيان كيف و الكتابة بالإمكان حال خارجي لزيد و الحال الخارجي لشيء لا ينفك عن وجوده الخارجي بل معناه أن القضية الممكنة من جهة إمكان الاتصاف بالمحمول لا يستدعي وجود الموضوع أي كيفية الرابطة إذا كانت إمكانا فالقضية من حيث كون جهة الرابطة فيها إمكانا لا تستدعي الوجود للموضوع بخلاف الضرورة و الدوام و غيرهما و هذا لا يستلزم عدم اقتضائها له من حيثية أخرى كما باعتبار أصل الحكم الخارجي مع قطع النظر عن جهاته و عدم اقتضاء بعض الجهات لوجود الموضوع - لا يستلزم عدم اقتضاء نفس الحكم له و الكلام في نفس الأحكام لا في جهاتها على أن الجهة فيما نحن فيه هي الضرورة


(٣)بل معناه هذا كما نحكم على زيد الذي ليس موجودا بعد بأنه كاتب بالإمكان - و ما ذكره من أنه كيف و الكتابة بالإمكان حال خارجي لزيد إن أراد به أن الكتابة حال خارجي فهو مسلم لكن لا يستدعي وجودا في الأعيان للموضوع لأنا لم نثبتها له بالفعل بل بالإمكان و هذا صحيح و إن كان لا يصير موجودا أصلا و إن أراد به أن إمكان الكتابة حال خارجي فالإمكان عدمي و لو أريد به الإمكان الاستعدادي كان محمولا لا جهة و الكلام فيها مع أنه يناقض قوله فالقضية من حيث كون جهة الرابطة فيها إمكانا لا تستدعي الوجود للموضوع مع أن ذلك القول أعني فالقضية من حيث إلخ التزام بمطلوب ذلك المحقق لأنها إذا لم تستدع من حيث الجهة تم كلامه و صح مرامه لأن الكلام في الموجهة لا المطلقة هذا ما يتوجه على ظاهر كلام المصنف و لكن نظره إلى ما سيحقق في المرحلة الثانية في الفصل التالي لبحث إعادة المعدوم أن السالبة كالموجبة في استدعاء وجود الموضوع بلا تفاوت إلا أن اعتبار السلب بما هو سلب لا يستدعيه و الأعمية المشهورة بحسب الاعتبار فهاهنا أيضا نقول إن اعتبار إمكان بما هو إمكان لا يستدعيه و لكن الممكنات كالفعليات بلا تفاوت فتفطن، س ره