الأمالي( للصدوق) ؛ النص ؛ ص376
2- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: وقع الخبر إلى موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته بما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عن هذا الرجل و أن تغيب شخصك منه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال
زعمت سخينة أن ستغلب ربها و ليغلبن مغلب الغلاب
ثم رفع يده إلى السماء فقال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك عني بحولك و قوتك لا بحولي و لا بقوتي فألقيته في الحفير الذي احتفر لي خائبا مما أمله
الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 377
في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عمن يناويه اللهم و أعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكاتي [شكايتي] بالتغيير و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي.
3- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال سمعت رجلا من أصحابنا يقول لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر ع جن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدد موسى طهوره و استقبل بوجهه القبلة و صلى لله عز و جل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال يا سيدي نجني من حبس هارون و خلصني من يده يا مخلص الشجر من بين رمل و طين و ماء و يا مخلص اللبن من بين فرث و دم و يا مخلص الولد من بين مشيمة و رحم و يا مخلص النار من بين الحديد و الحجر و يا مخلص الروح من بين الأحشاء و الأمعاء خلصني من يدي هارون قال فلما دعا موسى ع بهذه الدعوات رأى هارون رجلا أسود في منامه و بيده سيف قد سله واقفا على رأس هارون و هو يقول يا هارون أطلق عن موسى بن جعفر و إلا ضربت علاوتك بسيفي هذا-
الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 378
فخاف هارون من هيبته ثم دعا لحاجبه فجاء الحاجب فقال له اذهب إلى السجن و أطلق عن موسى بن جعفر ع قال فخرج الحاجب فقرع باب السجن فأجابه صاحب السجن فقال من ذا قال إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر ع فأخرجه من سجنك و أطلق عنه فصاح السجان يا موسى إن الخليفة يدعوك فقام موسى ع مذعورا فزعا و هو يقول لا يدعوني في جوف هذه الليلة إلا لشر يريد بي فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى عند هارون و هو يرتعد فرائصه فقال سلام على هارون فرد عليه السلام ثم قال له هارون ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات فقال نعم قال و ما هن قال جددت طهورا و صليت لله عز و جل أربع ركعات و رفعت طرفي إلى السماء و قلت يا سيدي خلصني من يدي هارون و شره و ذكر له ما كان من دعائه فقال هارون قد استجاب الله دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثا و حمله على فرسه و أكرمه و صيره نديما لنفسه ثم قال هات الكلمات حتى أثبتها ثم دعا بدوات و قرطاس و كتب هذه الكلمات قال فأطلق عنه و سلمه إلى حاجبه ليسلمه إلى الدار فصار موسى بن جعفر ع كريما شريفا عند هارون و كان يدخل عليه في كل خميس.
________________________________________
ابن بابويه، محمد بن على، الأمالي (للصدوق)، 1جلد، كتابچى - تهران، چاپ: ششم، 1376ش.
عيون أخبار الرضا عليه السلام ؛ ج1 ؛ ص79
7- حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا علي بن هارون الحميري قال حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال حدثني 0 أبي عن علي بن يقطين قال: أنهي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم إليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته ما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عنه و أن تغيب شخصك فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال
زعمت سخينة «2» أن ستغلب ربها و ليغلبن مغالب «3» الغلاب
ثم قال رفع يده إلى السماء فقال اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته «4» و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح «5» و عجزي ذلك عن ملمات الحوائج «6» صرفت ذلك عني بذلك بحولك و قوتك لا بحولي و قوتي فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و أقلل [افلل] حده
______________________________
(1). الدامغة: شجة تبلغ الدماغ فتقتل لوقتها و يقال لها بالفارسية «شكننده». و لا يخفى ان في هذه الرواية «6» دلالة على نفى القياس في الدين و الاحكام، و ان دين الله لا يصاب بالعقول. اول من قاس هو إبليس «و ليس من مذهبنا القياس».
(2). سخينة: اسم قريش.
(3). خ ل «مغلب». الغلاب: كثير الغلبة.
(4). شحذ: حدد. ظبة السهم و السيف: طرفه «دم شمشير» المدية بالضم: الشفرة. ارهفت السيف:
حددته و رققته. شبا حده: طرف حدته. و في الصحاح: دفت الدواء و بماء و غيره: بللت بماء أو بغيره.
(5). قال في الصحاح: فدحه الدين اي اثقله.
(6). و في بعض النسخ الخطية المصححة القديمة: «و عجزت ذلك عن ملمات الجوانح» بدل «و عجزى ذلك عن ملمات الحوائج». و في بعض النسخ بدل «الحوائج» «الجوائح». الملمة: النازلة من نوازل الدنيا.
عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج1، ص: 80
عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عمن يناويه «1» اللهم و أعدني «2» عليه من عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي «3» عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين و عرفني ما وعدت «4» في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم* و المن الكريم قال «5» ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسى بن المهدي ففي ذلك يقول بعض من حضر موسى بن جعفر ع من أهل بيته شعرا
و سارية لم تسر في الأرض تبتغي محلا و لم تقطع بها البعد قاطع
سرت حيث لم تجد الركاب و لم تنخ لورد و لم يقصر لها العبد مانع «6»
تمر وراء الليل و الليل ضارب بجثمانه فيه سمير «7» و هاجع
تفتح أبواب السماء و دونها «8» إذا قرع الأبواب منهن قارع
إذا وردت «9» لم يرد الله وفدها على أهلها و الله راء و سامع
و إني لأرجو الله حتى كأنما أرى بجميل الظن ما الله صانع
«10».
8- حدثنا أبو أحمد هاني «11» بن محمد بن محمود العبدي رضي الله عنه قال حدثني «12»
______________________________
(1). أي يقصده.
(2). يعني أعنى عليه.
(3). خ ل «حنقى». الحنق: الفيض.
(4). خ ل «اوعدت».
(5). فاعله علي بن يقطين.
(6). خ ل «العبد صانع- العمر ضائع».
(7). خ ل «سهير». السهير اليقظان.
(8). خ ل «السموات وقتها».
(9). خ ل «وفدت».
(10) و في بعض النسخ بدل هذا المصراع «ارى بجميل الظن ما الله صانع» «ارجى جميل الظن بالله صانع».
(11). هكذا في أكثر النسخ و لكن في بعض النسخ الخطية العتيقة «هائى» بالهمزة بدل «هانى».
(12). خ ل «حدثنا».
________________________________________
ابن بابويه، محمد بن على، عيون أخبار الرضا عليه السلام، 2جلد، نشر جهان - تهران، چاپ: اول، 1378ق.
الأمالي (للطوسي) ؛ النص ؛ ص421
[15] المجلس الخامس عشر
فيه أحاديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (رحمه الله)، رواية الحسين بن عبيد الله الغضائري (رحمه الله). عنه بسم الله الرحمن الرحيم
944- 1- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، قال: أخبرني أبي علي بن الحسين بن بابويه (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن علي بن يقطين، قال: وقع الخبر إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره. فقال لأهل بيته: ما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عن هذا الرجل، و أن تغيب شخصك عنه، فإنه لا يؤمن شره، فتبسم أبو الحسن (عليه السلام) ثم قال:
زعمت سخينة «1» أن ستغلب ربها و ليغلبن مغالب الغلاب
ثم رفع يده (عليه السلام) و قال:" إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، و أرهف لي
______________________________
(1) البيت لكعب بن مالك الأنصاري، و قيل: لحسان، و مراده من سخينة قريش، لأنها كانت تعاب بأكل السخينة، و هي طعام يتخذ من الدقيق و السمن في شدة الدهر و غلاء السعر.
الأمالي (للطوسي)، النص، ص: 422
شبا حده، و داف لي قواتل سمومه، و لم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح، و عجزي عن ملمات الجوائح، صرفت ذلك عني بحولك و قوتك، لا بحولي و لا بقوتي، و ألقيته في الحفير الذي احتفر لي خائبا مما أمله في دنياه، متباعدا مما رجاه في آخرته، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك، سيدي إلهي، فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك، و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عما يناويه، إلهي فأعذني من عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء، و من حنقي عليه وقاء، و صل اللهم دعائي بالإجابة، و انظر شكايتي بالتغيير، و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين، و عرفني ما وعدت من إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل و المن الكريم".
قال: ثم تفرق القوم، فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهدي.
________________________________________
طوسى، محمد بن الحسن، الأمالي (للطوسي)، 1جلد، دار الثقافة - قم، چاپ: اول، 1414ق.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ؛ ج4 ؛ ص306
علي بن يقطين و عبد الله بن أحمد الوضاح قال لما حمل رأس صاحب فخ «3» إلى موسى بن المهدي أنشأ يقول
بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
فلسنا كمن كنتم تصيبون سلمه فيقبل قيلا أو يحكم قاضيا
و لكن حد السيف فيكم مسلط فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا
_____________________________
(1) العلاوة بالكسر: العنق.
(2) زامل الرفيق: عادله على البعير اي ركب هو في جانب من المحمل و رفيقه في الآخر.
(3) الفخ: واد بمكة و صاحب الفخ هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن على بن أبي طالب عليه السلام و كان خروجه في ذى القعدة سنة 169 بالمدينة و بايعه جماعة من العلويين بالخلافة و خرج الى مكة فلما كان بفخ لقيته جيوش بني العباس و عليهم العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس و غيره فالتقوا يوم التروية فبذلوا الأمان له فقال:
الامان اريد؛ فيقال ان رجلا يسمى بمبارك التركى رشقه بسهم فمات و حمل رأسه الى الهادى:
موسى بن المهدى. و قتلوا جماعة من عسكره و أهل بيته فبقى قتلاهم ثلاثة أيام حتى اكلتهم السباع؛ و لهذا يقال لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد و أفجع من فخ.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج4، ص: 307
فإن قلتم إنا ظلمنا فلم نكن ظلمنا و لكنا أسأنا التقاضيا
فقد ساءني ما جرت الحرب بيننا بني عمنا لو كان أمرا مدانيا
ثم أخذ في ذكر الطالبيين و جعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر و حلف الله بقتله فتكلم فيه القاضي أبو يوسف حتى سكن غضبه و أنهي الخبر إلى الإمام ع و عنده جماعة من أهل بيته فقال لهم ما تشيرون قالوا نشير عليك بالابتعاد عن هذا الرجل و أن تغيب شخصك عنه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع و تمثل
زعمت سخينة أن ستقتل ربها و ليغلبن مغالب الغلاب «1»
ثم أنشد
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
ثم رفع رأسه إلى السماء و قال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته «2» و أرهف لي شبا حده «3» دفع لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح «4» و عجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك بحولك و قوتك إلى آخر الدعاء ثم أقبل على أصحابه فقال لهم يفرج روعكم فإنه لا يأتي أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن المهدي قالوا و ما ذاك أصلحك الله قال و حرمة صاحب القبر قد مات من يومه هذا و الله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهدي
و قال بعض أهل بيته شعرا منه
يمر وراء الليل و الليل ضارب بجثمانه فيه سمير و هاجع «5»
تفتح أبواب السماء و دونها إذا قرع الأبواب منهن قارع
إذا وردت لم يردد الله وفدها على أهلها و الله راء و سامع
______________________________
(1) السخينة كسفينة: لقب قريش قال الجزري في وجهه: قيل هي طعام يتخذ من دقيق و سمن؛ و قيل: دقيق و تمر أغلظ من الحساء و أرق من العصيدة و كانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها حتى سموا سخينة.
(2) الظبة: حد السيف او السنان و نحوهما. و المدية: الشفرة الكبيرة.
(3) أرهف السيف: رقق حده. و الشبا من السيف: قدر ما يقطع به.
(4) الفوادح جمع الفادحة: النازلة.
(5) سمر سمرا: لم ينم و تحدث ليلا. هجع: نام.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج4، ص: 308
و إني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما هو صانع
-
و لما أمر هارون موسى بن جعفر ع أن يحمل إليه أدخل عليه و علي بن يقطين على رأسه متوكئ على سيفه فجعل يلاحظ موسى ع ليأمره فيضرب به هارون ففطن له هارون فقال قد رأيت ذلك فقال يا أمير المؤمنين سللت من سيفي شبرا رجاء أن تأمرني فيه بأمرك فنجا منه بهذه المقالة-
________________________________________
ابن شهر آشوب مازندرانى، محمد بن على، مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، 4جلد، علامه - قم، چاپ: اول، 1379 ق.
مهج الدعوات و منهج العبادات ؛ ؛ ص28
حرز آخر في معناه عنه ع
قال علي بن عبد الصمد أخبرني الشيخ جدي قراءة عليه و أنا أسمع في شوال سنة تسع و عشرين و خمسمائة قال حدثني الشيخ والدي الفقيه أبو الحسن رحمه الله قال حدثنا السيد أبو البركات رحمه الله في سنة أربع عشرة و أربعمائة قال حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال حدثنا الحسين بن علي بن يقطين قال حدثنا الحسين بن علي عن أبيه عن علي بن يقطين قال ابن بابويه و حدثنا أحمد بن يحيى الكاتب قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا علي بن هارون بن سليمان النوفلي قال حدثني أبي عن علي بن يقطين أنه قال أنمي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته ما ترون قالوا نرى أن تتباعد منه و أن تغيب شخصك عنه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال-
زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
ثم رفع يده إلى السماء و قال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك عني بحولك و قوتك لا بحول مني و لا قوة فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في الدنيا متباعدا مما رجاه في الآخرة فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه.
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 29
و عجزا عما يناويه اللهم و أعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حنقي عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما أوعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب بموت موسى بن المهدي
و بهذا الإسناد عن علي بن يقطين قال كنت واقفا على رأس هارون الرشيد إذا دعا موسى بن جعفر و هو يتلظى عليه فلما دخل حرك شفتيه بشيء فأقبل هارون عليه و لاطفه و بره و أذن له في الرجوع فقلت له يا ابن رسول الله جعلني الله فداك إنك دخلت على هارون و هو يتلظى عليك فلم أشك إلا أنه يأمر بقتلك فسلمك الله منه فما الذي كنت تتحرك به شفتيك فقال إني دعوت بدعاءين أحدهما خاص و الآخر عام فصرف الله شره عني فقلت ما هما يا ابن رسول الله فقال أما الخاص اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما فاحفظني لصلاح آبائي و أما العام اللهم إنك تكفي من كل أحد و لا يكفي منك أحد فاكفنيه بما شئت و أنى شئت فكفاني الله شره
و بهذا الإسناد عن علي بن إبراهيم بن هاشم بروايته قال إن الصادق ع أخرج آيات من القرآن و جعلها حرزا لابنه موسى الكاظم ع و كان يقرؤه و يعوذ نفسه به و هو هذا- بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و لا
________________________________________
ابن طاووس، على بن موسى، مهج الدعوات و منهج العبادات، 1جلد، دار الذخائر - قم، چاپ: اول، 1411 ق.
مهج الدعوات و منهج العبادات ؛ ؛ ص126
و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الشدائد و نزول الحوادث و هو سريع الإجابة من الله تعالى
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي الذنوب لا إله إلا أنت يا غفور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 127
وصل إلي من فضائل الصنائع و على ما أوليتني به و توليتني به من رضوانك و أملتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا و أدعوك مصافيا و حتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا و في أموري ناظرا و لذنوبي غافرا و لعورتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختيار لتنظر ما ذا أقدم لدار القرار فأنا عتيقك اللهم من جميع المصائب و اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض القضاء و مصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمك عندي متصلة سوابغ لم تحقق حذاري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت أحضاري و شفيت أمراضي و عافيت أوصابي و أحسنت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني شر من عاداني اللهم كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لقتلي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد لي صوائب سهامه و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير ممن ناواني و أرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله فأيدتني يا رب بعونك و شددت أيدي بنصرك ثم فللت لي حده و صيرته بعد جمع عديده وحده و أعليت كعبي عليه و رددته حسيرا لم تشف غليله و لم تبرد حرارات غيظه قد عض علي شواه و آب موليا قد أخلفت سراياه و أخلفت آماله- اللهم و كم من باغ بغى علي بمكايده و نصب لي شرك مصايده و ضبأ إلي ضبوء السبع لطريدته و انتهز فرصته و اللحاق بفريصته و هو مظهر بشاشة الملق و يبسط إلي وجها طلقا فلما رأيت يا إلهي دغل سريرته و قبح طويته أنكسته لأم رأسه في زبيته و أركسته في مهوى حفيرته و أنكصته على
م
________________________________________
ابن طاووس، على بن موسى، مهج الدعوات و منهج العبادات، 1جلد، دار الذخائر - قم، چاپ: اول، 1411 ق.
مهج الدعوات و منهج العبادات ؛ ؛ ص217
ذكر ما نختاره من أدعية مولانا موسى بن جعفر الكاظم ص
فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء الجوشن
المروي عنه ع رويناه بعدة طرق إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه و نقلناه من نسخة ما هذا لفظها- بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن علي بن الطوسي رضي الله عنه في الطرز الكبير الذي عند رأس مولانا أمير المؤمنين ص قرأته عليه في شهر رمضان من سنة سبع و خمسمائة و حدثنا أيضا الشيخ المفيد شيخ الإسلام عز العلماء أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي في مدرسته بالري في شعبان في سنة ثلاث و خمسمائة و حدثنا أيضا السعيد العالم التقي نجم الدين كمال الشرف ذو الحسبين أبو الفضل المنتهى بن أبي زيد بن كاكا الحسيني في داره بجرجان في ذي الحجة من سنة ثلاث و خمسمائة و حدثنا أيضا الشيخ السعيد الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص إجازة في رجب من سنة أربع عشرة و خمسمائة قالوا كلهم حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله بالمشهد المقدس الغروي و على ساكنه أفضل الصلوات في شهر رمضان من سنة ثمان و خمسين و أربعمائة قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري و أحمد بن عبدون و أبو طالب بن الغرور و أبو الحسن الصفار و أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس قالوا
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 218
حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال حدثنا محمد بن يزيد بن أبي الأزهر البوشخي النحوي قال حدثنا أبو الوضاح محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي قال أخبرني أبي قال سمعت الإمام أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول التحدث بنعم الله شكر و ترك ذلك كفر فارتبطوا نعم ربكم تعالى بالشكر و حصنوا أموالكم بالزكاة و ادفعوا البلاء بالدعاء فإن الدنيا [الدعاء] جنة منجية ترد البلاء و قد أبرم إبراما
- قال أبو الوضاح و أخبرني أبي قال لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ و هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بفخ و تفرق الناس عنه حمل رأسه ع و الأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا-
بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله فنقبل ضيما أو نحكم قاضيا
و لكن حكم السيف فينا مسلط فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا
و قد ساءني ما جرت الحرب بيننا بني عمنا لو كان أمرا مدانيا
فإن قلتم إنا ظلمنا فلم نكن ظلمنا و لكن قد أسأنا التقاضيا
ثم أمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص و أخذ من الطالبين و جعل ليسأل منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر ص فسأل منه ثم قال و الله ما خرج حسين إلا عن أمره و لا اتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت قتلني الله إن أبقيت عليه فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي و كان جريا عليه يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت فقال قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر و لو لا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و عمله و فضله و ما بلغني من السفاح فيه من تعريضه و تفصيله لنبشت قبره و أحرقته بالنار إحراقا فقال أبو يوسف نساؤه طوالق و عتق جميع ما يملك من الرقيق و تصدق
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 219
بجميع ما يملك من المال و حبس دوابه و عليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر الخروج و لا يذهب إليه و لا مذهب أحد من ولده و لا ينبغي أن يكون هذا منهم ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون فقال و ما كان بقي من الزيدية إلا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أمير المؤمنين بهم و لم يزل يرفق به حتى سكن غضبه و قال و كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع بصورة الأمر فورد الكتاب فلما أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم أبو الحسن ع على ما ورد من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك الله و علينا معك أن نباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه فإنه لا يؤمن شره و عاديته و غشمه سيما و قد توعدك و إيانا معك فتبسم موسى ع ثم تمثل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة و هو-
زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
ثم أقبل على من حضره من مواليه و أهل بيته فقال ليفرح روعكم أنه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن مهدي و هلاكه فقالوا و ما ذاك أصلحك الله فقال قد و حرمة هذا القبر مات في يومه هذا و الله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون سأخبركم بذلك بين ما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي و قد تنومت عيناي إذ سنح لي جدي رسول الله ص في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي و ذكرت ما جرى منه في أهل بيته و أنا مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي و قال لي قد أهلك الله آنفا عدوك فلتحسن لله شكرك قال ثم استقبل أبو الحسن القبلة و رفع يديه إلى السماء يدعو فقال أبو الوضاح
فحدثني أبي قال كان جماعة من خاصة أبي الحسن ع من أهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 220
في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف و أميال فإذا نطق أبو الحسن ع بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك قال فسمعناه و هو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته الدعاء إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد نحوي صوائب سهامه و لم تنم عني عين حراسته و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير من ناواني و إرصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرك و فللت لي شبا حده و خذلته بعد جمع عديده و حشده و أعليت كعبي عليه و وجهت ما سدد إلي من مكايده إليه و رددته و لم يشف غليله و لم تبرد حرارات غيظه و قد عض علي أنامله و أدبر موليا قد أخفقت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من باغ بغاني بمكايده و نصب لي أشراك مصايده و وكل بي تفقد رعايته و أضبأ إلي إضباء السبع لطريدته انتظارا لانتهاز فرصته [الفرصة] و هو يظهر لي بشاشة الملق و يبسط لي وجها غير طلق فلما رأيت دغل سريرته و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملبه و أصبح مجلبا إلي في بغيه أركسته لأم رأسه و أتيت بنيانه من أساسه فصرعته في زبيته و أرديته في مهوى حفرته و رميته بحجره و خنقته بوتره و ذكيته بمشاقصه و كببته بمنخره و رددت كيده في نحره و وبقته بندامته و فتنته بحسرته فاستخذل و استخذأ و تضاءل بعد نخوته و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 221
حبائله التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته و قد كدت لو لا رحمتك يحل بي ما حل بساحته فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من حاسد شرق بحسده و شجي بغيظه و سلقني بحد لسانه و وخزني بمؤق عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم يزل فيه فناديتك يا رب مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عالما أنه لم يضطهد من أوى إلى ظل كنفك و أن لا تقرع الفوادح من لجأ إلى معقل الانتصار بك فحصنتني من بأسه بقدرتك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من سحائب مكروه قد جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أحداث طمستها و ناشئة رحمة نشرتها و جنة عافية ألبستها و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدرتها إذ لم يعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع عليك إذ أردتها فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من ظن حسن حققت و من عدم إملاق جبرت و من مسكنة قادحة حولت و من صرعة مهلكة أنعشت و من مشقة أزحت لا تسأل يا سيدي عما تفعل و هم يسئلون و لا ينقصك ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت و لم تسأل فابتدأت و استميح باب فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و إلا تطولا يا رب و إحسانا و أبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك و اجتراء على معاصيك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك-
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 222
و طاعة لعدوي و عدوك. لم يمنعك يا إلهي و ناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد و أقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عاداتك عنده و إحسانك إليه فهب لي يا إلهي و سيدي من فضلك ما أريده سببا إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من سخطك بعزتك و طولك و بحق محمد نبيك و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم أجمعين فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب الموت و حشرجة الصدر و النظر إلى ما تقشعر منه الجلود و تفزع إليه القلوب و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين و عويل يتقلب في غمه و لا يجد محيصا و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا و لا يستطيع ضرا و لا نفعا و هو في حسرة و ندامة و أنا في صحة من البدن و سلامة من العيش كل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهدا مشفقا وحيدا و جاهلا هاربا طريدا أو منحجزا في مضيق أو مخبأة من المخابئ قد ضاقت عليه الأرض برحبها و لا يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا و أنا في أمن و أمان و طمأنينة و عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل-
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 223
صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة و لا يرحمونه فقيدا من أهله و ولده منقطعا عن إخوانه و بلده يتوقع كل ساعة بأية قتلة يقتل و بأي مثلة يمثل و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كل جانب و السيوف و الرماح و آلة الحرب يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده و لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا و لا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات أو متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل يتمنى شربة من ماء أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر على حيلة أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو غرق أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح مسافرا شاحطا عن أهله و وطنه و ولده متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا أو متأذيا ببرد أو حر أو جوع أو عرى أو غيره من الشدائد مما أنا منه [فيه] خلو و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 224
ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد- و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح فقيرا عائلا عاريا مملقا مخفقا مهجورا جائعا خائفا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل أو عبد وجيه هو أوجه مني عندك أو أشد عبادة لك مغلولا مقهورا قد حمل ثقلا من تعب العناء و شدة العبودية و كلفة الرق و ثقل الضريبة أو مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به إلا بمنك عليه و أنا المخدوم المنعم المعافى المكرم في عافية مما هو فيه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل- صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح شريدا طريدا حيران متحيرا جائعا خائفا حاسرا في الصحاري و البراري أحرقه الحر و البرد و هو في ضر من العيش و ضنك من الحياة و ذل من المقام ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلة و في لباسها ينقلب يمينا و شمالا لا يعرف شيئا من لذة الطعام و لا من لذة الشراب ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد دنا يومه من حتفه و قد أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 225
الموت و حياضه تدور عيناه يمينا و شمالا ينظر إلى أحبائه و أودائه و أخلائه قد منع عن الكلام و حجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعا و لا ضرا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضايق الحبوس و السجون و كربها و ذلها و حديدها يتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أي حال يفعل به و أي مثلة يمثل به فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت- سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أوداءه و أحباءه و أخلاءه و أمسى حقيرا أسيرا ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء يتداولونه يمينا و شمالا قد حمل في المطامير و ثقل بالحديد لا يرى شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدنيا للرغبة فيها إلى أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها-
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 226
قد ركب الفلك و كسرت به و هو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفار و الأعداء و أخذته الرماح و السيوف و السهام و جدل صريعا و قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطيور من لحمه و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني يا لا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين و عزتك يا كريم لأطلبن مما لديك و لألحن عليك و لألجئن إليك و لأمدن يدي نحوك مع جرمها إليك فبمن أعوذ يا رب و بمن ألوذ لا أحد لي إلا أنت أ فتردني و أنت معولي و عليك معتمدي [متكلي] و أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلت و على الجبال فرست و على الأرض فاستقرت و على الليل فأظلم و على النهار فاستنار أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي جميع حوائجي و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين مولاي بك استعنت [استغثت] فصل على محمد و آل محمد و أعني [أغثني] و بك استجرت و أغنني بطاعتك عن طاعة عبادك و بمسألتك عن مسألة خلقك و انقلني من ذل الفقر إلى عز الغنى و من ذل المعاصي إلى عز الطاعة فقد فضلتني على كثير من خلقك جودا و كرما لا باستحقاق مني إلهي فلك
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 227
الحمد على ذلك كله صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين قال ثم أقبل علينا مولانا أبو الحسن ع و قال سمعت من أبي جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين ع أنه سمع رسول الله ص يقول اعترفوا بنعمة الله ربكم عز و جل و توبوا إليه من جميع ذنوبكم فإن الله يحب الشاكرين من عباده قال ثم قمنا إلى الصلاة و تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى المهدي و البيعة لهارون الرشيد
الشرح المعروف بشرح دعاء الجوشن يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود رحمة الله عليه يتضمن مهج الدعوات و غيره بغير هذه الرواية و الخبر متقدم على الدعاء المذكور فأحببت إثباته في هذا المكان ليعلم فضل الدعاء المذكور و هذا صفة ما وجدته بعينه
خبر دعاء الجوشن و فضله و ما لقارئه و لحامله من الثواب
________________________________________
ابن طاووس، على بن موسى، مهج الدعوات و منهج العبادات، 1جلد، دار الذخائر - قم، چاپ: اول، 1411 ق.
مهج الدعوات و منهج العبادات ؛ ؛ ص227
خبر دعاء الجوشن و فضله و ما لقارئه و لحامله من الثواب
بحذف الإسناد عن مولانا و سيدنا موسى بن جعفر ع عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال قال أبي أمير المؤمنين ع يا بني أ لا أعلمك سرا من أسرار الله عز و جل علمنيه رسول الله ص و كان من أسراره لم يطلع عليه أحد قلت بلى يا أباه جعلت فداك قال نزل على رسول الله ص الروح الأمين جبرئيل ع في يوم الأحد و يوم الأحد يوم مهول شديد الحر و كان على النبي ص جوشن لا يقدر حمله لشدة الحر و حرارة الجوشن قال النبي ص فرفعت رأسي نحو السماء فدعوت الله تعالى فرأيت أبواب
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 228
السماء قد فتحت و نزل علي الطوف [المطوق] بالنور جبرئيل ع و قال لي السلام عليك يا رسول الله فقلت و عليك السلام يا أخي جبرئيل فقال العلي الأعلى يقرئك السلام و يخصك بالتحية و الإكرام و يقول لك اخلع هذا الجوشن و اقرأ هذا الدعاء فإذا قرأته و حملته فهو مثل الجوشن الذي على جسدك فقلت يا أخي جبرئيل هذا الدعاء لي خاصة أو لي و لأمتي قال يا رسول الله هذا هدية من الله تعالى إليك و إلى أمتك قلت له يا أخي جبرئيل ما ثواب هذا الدعاء قال من قرأ هذا الدعاء وقت الصبح أو وقت العشاء لحقه [ألحقه] الله تعالى بصالح الأعمال و هو في التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و صحف إبراهيم قلت يا أخي جبرئيل كل من يقرأ هذا الدعاء يعطيه الله هذا الثواب قال نعم و يعطيه الله بكل حرف زوجتين من الحور العين فإذا فرغ من قراءته بنى الله له بيتا في الجنة و يعطيه من الثواب بعدد حروف التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان العظيم قلت كل هذا الثواب لمن قرأ هذا الدعاء قال نعم يا رسول الله و الذي بعثك بالحق نبيا و رسولا إن الله تعالى يعطيه مثل ثواب إبراهيم الخليل و موسى الكليم و عيسى الروح الأمين و محمد الحبيب قلت كل هذا الثواب لصاحب هذا الدعاء قال نعم يا رسول الله كل من قرأ هذا الدعاء و حمله كان له أكثر مما ذكرت و الذي بعثك بالحق نبيا إن خلف المغرب أرض بيضاء فيها خلق الله تعالى يعبدونه و لا يعصونه قد تمزقت لحومهم و وجوههم من البكاء فأوحى الله إليهم لم تبكون و لم تعصوني طرفة عين قالوا نخشى أن يغضب الله علينا و يعذبنا بالنار فقال علي ص قلت يا رسول الله ليس هناك إبليس أو واحد من بني آدم فقال و الذي بعثني بالحق نبيا ما يعلمون أن الله خلق آدم و لا إبليس و لا يحصي عددهم إلا الله و مسير الشمس في بلادهم أربعين يوما لا يأكلون و لا يشربون و إن الله تعالى يعطي ثواب هذا الدعاء ثواب عددهم و عبادتهم قال النبي ص يعطيهم الله ثواب هذا
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 229
كله قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن الله تعالى بنى في السماء الرابعة بيتا يقال له البيت المعمور يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك و يخرجون منه و لا يعودون إليه إلى يوم القيامة و إن الله عز و جل يعطيه ثواب هؤلاء الملائكة و يعطيه ثوابا بعدد المؤمنين و المؤمنات من الإنس و الجن من يوم خلقهم الله تعالى إلى يوم ينفخ في الصور و قال و الذي بعثك بالحق نبيا من كتب هذا الدعاء في إناء نظيف بماء مطر و زعفران ثم يغسله و يشربه حسب ما يقدر أن يشرب عافاه الله تعالى من كل داء في جسده و يشفيه من كل داء و سقم قلت يا أخي جبرئيل كل هذه الفضيلة لهذا الدعاء و كل هذا الثواب يعطيه الله لصاحبه قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن كل من قرأه مات موتة الشهداء فقلت من شهداء البحر أم من شهداء البر قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن الله تعالى يكتب له ثواب سبعمائة ألف شهيد من شهداء البر قلت يا أخي جبرئيل أ يعطيه الله كل هذا الثواب قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن ليلة يقرأ الإنسان هذا الدعاء فإن الله يقبل عليه و ينظر إليه و يعطيه جميع ما يسأله من حوائج الدنيا و الآخرة قلت يا أخي جبرئيل زدني قال و ليلة يقرأ هذا الدعاء يدفع الله عنه شر الشياطين و كيدهم و يقبل أعمالهم كلها و يطهر ماله و كذلك بأعمال المؤمنين و المؤمنات قلت يا أخي جبرئيل زدني قال يا رسول الله قال لي إسرافيل إن الله قال و عزتي و جلالي إنه من آمن بي و صدق بهذا الدعاء أعطيته ملكا و إني أنا الله لا ينقص خزائني و لا يفنى نائلي و لو جعلت الجنة لعبد من عبادي المؤمنين لم ينقص ذلك من خزائني قليلا و لا كثيرا يا محمد أنا الذي إذا أردت أمرا قلت له كن فيكون ما أريد إني إذا أعطيت عبدا أعطيه عطية على قدر عظمتي و سلطاني و قدرتي يا محمد لو أن عبدا من عبادي قرأه بنية خالصة و يقين صادق سبعين مرة على رءوس أهل البلاء في الدنيا من البرص و الجذام و الجنون لعافيتهم من ذلك و أخرجتها من أجسادهم طوبى لمن آمن بالله و صدق نبيه-
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 230
و صدق بهذا الدعاء و الثواب و الويل كل الويل لمن أنكره و جحده و لم يؤمن به يا نبي الله لو كتب إنسان هذا الدعاء في جام بكافور و مسك و غسله و رش ذلك على كفن ميت أنزل الله في قبره مائة ألف نور و يدفع الله عنه هول منكر و نكير و يأمن من عذاب القبر و يبعث الله إليه في قبره سبعين ألف ملك مع كل ملك طبق من نور ينثرونه عليه و يحملونه إلى الجنة و يقولون له إن الله تبارك و تعالى أمرنا بهذا و نؤنسك إلى يوم القيامة و يوسع الله عليه في قبره مد بصر و يفتح له بابا إلى الجنة و يوسدونه مثل العروس في حجلتها من حرمة هذا الدعاء و عظمته و يقول الله تعالى إنني أستحيي من عبد يكون هذا الدعاء على كفنه قال يا محمد سمعت الباري يقول كان هذا الدعاء مكتوبا على سرادق العرش قبل أن أخلق الدنيا بخمسة آلاف عام و أي عبد دعا بهذا الدعاء بنية صادقة خالصة لا يخالطها شك في أول شهر رمضان أعطاه الله ثواب ليلة القدر و يخلق الله في كل سماء سبعين ألف ملك و ببيت المقدس سبعين ألف ملك و بالمشرق سبعين ألف ملك و بالمغرب سبعين ألف ملك لكل ملك عشرون ألف رأس في كل رأس عشرون ألف فم و في كل فم عشرون ألف لسان يسبحون الله تعالى بلغات مختلفة و يجعلون ثواب تسبيحهم لمن يدعو بهذا الدعاء يا نبي الله لم يبق نبي إلا دعا بهذا الدعاء و ما من عبد دعا بهذا الدعاء إلا لم يبق بين الداعي و بين الله سوى حجاب واحد و لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه و كل من دعا بهذا الدعاء بعث الله تعالى إليه عند خروجه من القبر سبعين ألف ملك في يد كل ملك علم من نور و سبعين ألف غلام في يد كل غلام زمام نجيب بطنه من لؤلؤ و ظهره من زبرجد أخضر و قوائمه من ياقوت أحمر و على ظهر كل نجيب قبة و للقبة أربعمائة فراش من سندس و إستبرق على كل فراش أربعمائة حورية و أربعمائة وصيفة لكل حورية و وصيفة أربع مائة ذؤابة من المسك
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 231
الأذفر و على رأس كل وصيفة تاج من الذهب الأحمر يسبحون الله و يقدسونه و يجعلون ثوابهم لمن يدعو بهذا الدعاء و بعد ذلك يأتيه سبعون ألف ملك مع كل ملك كأس من لؤلؤ أبيض فيه أربعة ألوان من شراب و ماء غير آسن و لبن لم يتغير طعمه و خمر لذة للشاربين و عسل مصفى على رأس كل ملك طبق و منديل عليه مكتوب لا إله إلا الله لا شريك له و تحت هذه الكتابة مكتوب هذه هدية من الله تعالى إلى فلان بن فلان المواظب على قراءة هذا الدعاء في عرصات القيامة و الخلق كلهم ينظرون إليه و يقولون من هذا مما يكون حوله من الغلمان و الوصائف و هم على النجيب و الملائكة من بين يديه و من خلفه يسوقونه إلى تحت العرش فينادي مناد من قبل الرحمن يا عبدي ادخل الجنة بغير حساب يا رسول الله أي عبد دعا بهذا الدعاء يكون ملائكته في تعب مما يكتبون له من الحسنات و يمحون عنه السيئات قال رسول الله ص ما من عبد من أمتي دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان ثلاث مرات و إن قرأه مرة واحدة أجزأه إلا و قد حرم الله جسده على النار و وجبت له الجنة فقدره على الله عظيم و منزلته جليل و من دعا بهذا الدعاء وكل الله عز و جل به ملائكة يحفظونه من المعاصي و يسبحون و يقدسون الله و يحفظونه من البلايا كلها و يفتحون له أبواب الجنة و يغلقون عنه أبواب جهنم و ما دام حيا فهو في أمان الله و عند وفاته و قد أعد الله ما وصفت لك فقال النبي ص يا أخي جبرئيل شوقتني إلى هذا الدعاء فقال جبرئيل يا محمد لا تعلم هذا الدعاء إلا لمؤمن يستحقه لا يتوانى في حفظه و [لا] يستهزئ به و إذا قرأه يقرؤه بنية صادقة خالصة و إذا علقه عليه يكون على طهارة لأنه لا يمسه إلا المطهرون قال الحسين بن علي ص أوصاني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وصية عظيمة بهذا الدعاء و حفظه و قال لي يا بني اكتب هذا الدعاء على كفني و قال الحسين ع فعلت كما أمرني أبي به و هو
مهج الدعوات و منهج العبادات، ص: 232
سريع الإجابة خص الله به عباده المقربين و ما منعه عن الأولياء و الأصفياء و هو كنز من كنوز الله و هو المعروف بدعاء الجوشن أيها الحامل لهذا الدعاء المطلع عليه ناشدتك الله لا تسمح بهذا الدعاء إلا لمؤمن موال يستحقه حقي به و إن بذلته لغير مستحقه ممن لا يعرف حقه و من يستهزئ به فأسأل الله العظيم أن يحرمه ثوابه و أن يجعل النفع ضرا و هذه وصيتي إليك في الحرز و الدعاء المعروف بحرز الجوشن جعله الله حرزا و أمانا لمن يدعو به من آفات الدنيا و الآخرة و قال النبي ص لعلي بن أبي طالب ع يا علي علمه لأهلك و ولدك و حثهم على الدعاء و التوسل إلى الله تعالى و بالاعتراف بنعمته و قد حرمت عليهم ألا يعلموه مشركا فإنه لا يسأل الله حاجة إلا أعطاه و كفاه و وقاه و قال النبي ص يا علي قد عرفني جبرئيل ع من فضيلة هذا الدعاء ما لا أقدر أن أصفه و لا يحصيه إلا الله تعالى عز جلاله و تعالى شأنه- و الحمد لله رب العالمين
حرز لمولانا زين العابدين ع
________________________________________
ابن طاووس، على بن موسى، مهج الدعوات و منهج العبادات، 1جلد، دار الذخائر - قم، چاپ: اول، 1411 ق.
كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة) ؛ ج2 ؛ ص250
و قال الآبي في كتابه نثر الدرر موسى بن جعفر ذكر له أن الهادي قد هم به فقال لأهل بيته بما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عنه و أن تغيب شخصك فإنه لا يؤمن شره فتبسم ثم قال
زعمت سخينة أن ستغلب ربها و لتغلبن مغالب الغلاب «1»
ثم رفع يده إلى السماء فقال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته «2» و داف لي قواتل سمومه «3» و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن
______________________________
(1) البيت لكعب بن مالك و قيل انه لحسان و لم أجد في ديوانه و السخينة: لقب قريش لانها كانت تكثر من أكل السخينة فتعاب به و هى: طعام يتخذ من دقيق و سمن و قيل غير ذلك:
(2) الظبة: حد السيف و نحوه. و المدية: السكين العظيم.
(3) داف الشيء بالشيء! خلطه.
كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج2، ص: 251
احتمال الفوادح «1» و عجزي عن ملمات الحوائج صرفت ذلك عني بحولك و قوتك لا بحولي و قوتي فألقيته في الحفيرة التي احتفر لي خائفا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عمن يناويه اللهم و، أعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى الهادي
ففي ذلك يقول بعضهم في وصف دعائه
و سارية لم تسر في الأرض تبتغي محلا و لم يقطع بها السير قاطع
و هي أبيات مليحة ما قيل في وصف الدعاء المستجاب أحسن منها.
و سأله الرشيد فقال لم زعمتم أنكم أقرب إلى رسول الله ص منا فقال ع يا أمير المؤمنين لو أن رسول الله ص أنشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه فقال سبحان الله فكنت أفتخر بذلك على العرب و العجم فقال لكنه لا يخطب إلي و لا أزوجه لأنه ولدنا و لم يلدكم.
________________________________________
اربلى، على بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، 2جلد، بنى هاشمى - تبريز، چاپ: اول، 1381ق.
البلد الأمين و الدرع الحصين ؛ النص ؛ ص326
دعاء الجوشن المروي عن الصادق ع
و له أخبار مشهورة في سرعة الإجابة بسم الله الرحمن الرحيم إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد إلي صوائب [نحوي] سهامه و لم تنم عني عين حراسته و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف [ذعاق] مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير ممن ناوأني و إرصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرتك و فللت لي شبا حده و خذلته
البلد الأمين و الدرع الحصين، النص، ص: 327
بعد جمع عديده و حشده و أعليت كعبي عليه و وجهت ما سدد إلي من مكايده إليه و رددته عليه و لم تشف غليله و لم تبرد حزازات غيظه و قد عض علي أنامله و أدبر موليا قد أخفقت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من باغ بغاني بمكايده و نصب لي أشراك مصايده و وكل بي تفقد رعايته و ضبأ إلي ضبأ السبع لطريدته انتظارا لانتهاز فرصته و هو يظهر بشاشة الملق و يبسط لي وجها غير طلق فلما رأيت دغل سريرته و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملته و أصبح مجليا لي [إلي] في بغيه أركسته لأم رأسه و أتيت بنيانه من أساسه فصرعته في زبيته و أرديته في مهوى حفرته و جعلت خده طبقا لتراب رجله و شغلته في بدنه و رزقه و رميته بحجره و خنقته بوتره و ذكيته بمشاقصه و كببته لمنخره و رددت كيده في نحره و وثقته بندامته و فثأته [فتنته] بحسرته فاستخذأ و استخذل و تضاءل بعد نخوته و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته و قد كدت يا رب لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا تعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من حاسد شرق بحسده و عدو شجي بغيظه و سلقني بحد لسانه و وخزني بموق عينه و جعل عرضي غرضا [و جعلني عرضا] لمراميه و قلدني خلالا لم تزل فيه فناديتك يا رب مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أتعرفه من حسن دفاعك عالما أنه لا [لن] يضطهد من آوى إلى ظل كنفك و كفايتك و اعتضد بولايتك و لن تقرع الحوادث من لجأ إلى معقل الانتصار بك فحصنتني من بأسه بقدرتك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من سحائب مكروه جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أحداث طمستها و ناشئة رحمة نشرتها و جنة عافية ألبستها و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدرتها لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع عليك إذ أردتها فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من ظن حسن حققت و من كسر إملاق جبرت
البلد الأمين و الدرع الحصين، النص، ص: 328
و من مسكنة فادحة حولت و من صرعة مهلكة نعشت و من مشقة أزحت لا تسأل عما تفعل و هم يسئلون و لا ينقصك يا سيدي ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت و لم تسأل فابتدأت و استميح باب فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و إلا تطولا يا رب و إحسانا و أبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك [انتهاك حرماتك] و اجتراء على معاصيك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك و لم يمنعك يا إلهي و ناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم و هذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد و أقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عادتك عنده و إحسانك إليه فهب لي يا إلهي و سيدي من فضلك ما أريده إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من سخطك بعزتك و طولك و بحق نبيك محمد صلى الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب الموت و حشرجة الصدر و النظر إلى ما تقشعر منه الجلود و تفزع له القلوب و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين و عويل يتقلب في غمه و لا يجد محيصا و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا و أنا في صحة من البدن و سلامة في النفس من العيش كل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهدا مشفقا وحيدا وجلا هاربا طريدا منحجزا في مضيق أو مخبأة من المخابئ قد ضاقت عليه الأرض برحبها لا يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا و أنا في أمن و طمأنينة و عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح مغلولا مكبلا في الحديد [بالحديد] بأيدي العداة لا يرحمونه فقيدا [بعيدا] من أهله و ولده منقطعا عن إخوانه و بلده يتوقع كل ساعة
البلد الأمين و الدرع الحصين، النص، ص: 329
بأية قتلة يقتل به و بأية مثلة يمثل به و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كل جانب بالسيوف و الرماح و آلة الحرب يتقعقع في الحديد قد بلغ مجهوده لا يعرف حيلة و لا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات أو متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل يتمنى شربة من ماء عذب أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطير من لحمه و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر على حيلة أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح مسافرا شاخصا عن أهله و وطنه و ولده متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا أو متأذيا ببرد أو حر أو جوع أو عطش أو عرى أو غيره من الشدائد مما أنا منه خلو و في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح فقيرا عائلا عارفا مملقا مخفقا مهجورا خائفا جائعا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل أو عبد وجيه عندك هو أوجه مني عندك و أشد عبادة لك مغلولا مقهورا قد حمل ثقلا من تعب العناء و شدة العبودية و كلفة الرق و ثقل الضريبة أو مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به إلا بمنك عليه و أنا المخدوم المنعم المعافى المكرم في عافية مما هو فيه فلك الحمد على ذلك كله يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي
البلد الأمين و الدرع الحصين، النص، ص: 330
و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلة و في لباسها يتقلب يمينا و شمالا لا يعرف شيئا من لذة الطعام و لا من لذة الشراب ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح و قد دنا يومه من حتفه و قد أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات الموت و حياضه تدور عيناه يمينا و شمالا ينظر إلى أحبائه و أودائه و أخلائه قد منع من الكلام و حجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضايق الحبوس و السجون و كربها و ذلها و حديدها تتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أي حال يفعل به و أي مثلة يمثل به فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين سيدي و مولاي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أوداءه و أحباءه و أخلاءه و أمسى أسيرا حقيرا ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء يتداولونه يمينا و شمالا قد حصر في المطامير و ثقل في الحديد [بالحديد] لا يرى شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و سيدي و مولاي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدنيا للرغبة فيها إلى
البلد الأمين و الدرع الحصين، النص، ص: 331
أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها و قد ركب الفلك و كسرت به فهو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفار و الأعداء و أخذته الرماح و السيوف و السهام و جدل صريعا [سريعا] و قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطير من لحمه و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني لا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين و عزتك يا كريم لأطلبن مما لديك و لألحن عليك و لألجأن إليك و لأمدن يدي نحوك مع جرمها إليك يا رب فبمن أعوذ و بمن ألوذ لا أحد لي إلا أنت أ فتردني و أنت معولي و عليك متكلي أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلت و على الأرض فاستقرت و على الجبال فرست و على الليل فأظلم و على النهار فاستنار أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي جميع حوائجي كلها و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين مولاي بك استعنت [استغثت] فصل على محمد و آل محمد و أعني [أغثني] و بك استجرت فصل على محمد و آل محمد و أجرني و أغنني بطاعتك عن طاعة عبادك و بمسألتك عن مسألة خلقك و انقلني من ذل الفقر إلى عز الغنى و من ذل المعاصي إلى عز الطاعة فقد فضلتني على كثير من خلقك جودا منك و كرما لا باستحقاق مني إلهي فلك الحمد على ذلك كله صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين ثم اسجد و قل سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز الجليل سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي سجد وجهي الفقير لوجهك الغني الكبير سجد وجهي و سمعي و بصري و لحمي و دمي و جلدي و عظمي و ما أقلت الأرض مني لله رب العالمين اللهم عد على جهلي بحلمك و على فقري بغناك و على ذلي بعزك و سلطانك و على ضعفي بقوتك و على خوفي بأمنك و على ذنوبي و خطاياي بعفوك
البلد الأمين و الدرع الحصين، النص، ص: 332
و رحمتك يا رحمان يا رحيم اللهم إني أدرأ بك في نحر فلان بن فلان و أعوذ بك من شره فاكفنيه بما كفيت به أنبياءك و أولياءك من خلقك و صالحي عبادك من فراعنة خلقك و طغاة عداتك و شر جميع خلقك برحمتك يا أرحم الراحمين إنك على كل شيء قدير و حسبنا الله و نعم الوكيل
________________________________________
كفعمى، ابراهيم بن على عاملى، البلد الأمين و الدرع الحصين، 1جلد، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت، چاپ: اول، 1418 ق.
المصباح للكفعمي (جنة الأمان الواقية) ؛ ؛ ص207
و ذكر رحمه الله في كتابه مهج الدعوات عن علي بن يقطين أنه قال أنمي الخبر إلى الكاظم ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي من قتله ع فقال لأهل بيته ما ترون قالوا نرى أن تتباعد منه و أن يغيب شخصك عنه لتسلم من شره فتبسم أبو الحسن ع من كلامهم ثم قال شعرا
زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
ثم رفع يده إلى السماء و قال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الجوانح صرفت ذلك عني بحولك و قوتك لا بحول مني و لا قوة فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في الدنيا متباعدا مما رجاه في الآخرة فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عما يناويه اللهم و أعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حنقي عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل
المصباح للكفعمي (جنة الأمان الواقية)، ص: 208
ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب بموت موسى بن المهدي.
و في الصحيفة السجادية أنه كان من دعاء السجاد ع إذا اعتدي عليه أو رأى من الظالمين ما لا يحب يا من لا
________________________________________
كفعمى، ابراهيم بن على عاملى، المصباح للكفعمي (جنة الأمان الواقية و جنة الإيمان الباقية)، 1جلد، دار الرضي (زاهدي) - قم، چاپ: دوم، 1405 ق.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج48 ؛ ص217
17- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام يحيى بن المكتب عن الوراق عن علي بن هارون الحميري عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن أبيه عن علي بن يقطين قال: أنهي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته ما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عنه و أن تغيب شخصك منه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال
زعمت سخينة أن ستغلب ربها- و ليغلبن مغلب الغلاب-
ثم رفع ع يده إلى السماء فقال اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي من ملمات الجوائح صرفت عني ذلك بحولك و قوتك لا بحولي و قوتي فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عمن يناويه اللهم و أعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل
______________________________
(1) عيون أخبار الرضا «ع» ج 1 ص 76.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج48، ص: 218
العظيم و المن الكريم «1» قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسى بن المهدي ففي ذلك يقول بعض من حضر موسى ع من أهل بيته
و سارية لم تسر في الأرض تبتغي محلا و لم يقطع بها البعد قاطع
سرت حيث لم تحد الركاب و لم تنخ لورد و لم يقصر لها البعد مانع
تمر وراء الليل و الليل ضارب بجثمانه فيه سمير و هاجع
تفتح أبواب السماء و دونها إذا قرع الأبواب منهن قارع
إذا وردت لم يردد الله وفدها على أهلها و الله راء و سامع
و إني لأرجو الله حتى كأنما أرى بجميل الظن ما الله صانع
«2».
18- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الغضائري عن الصدوق عن ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الحسين بن علي بن يقطين قال: وقع الخبر إلى موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته إلى قوله فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهدي «3».
19- لي، الأمالي للصدوق ابن المتوكل عن علي عن أبيه مثله «4» بيان و سارية أي و رب سارية من السرى و هو السير بالليل أي رب دعوة لم تجر في الأرض تطلب محلا بل صعدت إلى السماء و لم يقطعها قاطع لبعد المسافة جرت حيث لم تحد الركاب من حدي الإبل و لم تنخ من إناخة الإبل لورد أي ورود على الماء قوله تمر وراء الليل أي تمر هذه الدعوة وراء ستر الليل بحيث لا يطلع عليها أحد.
قوله و الليل ضارب بجثمانه أي ضرب بجسده الأرض و سكن و استقر
______________________________
(1) هو الدعاء المعروف بالجوشن الصغير.
(2) عيون أخبار الرضا «ع» ج 1 ص 79.
(3) أمالي الطوسي ص 268.
(4) أمالي الصدوق ص 376.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج48، ص: 219
فيها و قال الجوهري «1» الضارب الليل الذي ذهبت يمينا و شمالا و ملأت الدنيا قوله لم يردد الله وفدها أي لم يرددها وافدة.
20- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ماجيلويه عن علي عن أبيه قال سمعت رجلا من أصحابنا يقول لما حبس الرشيد موسى بن جعفر ع جن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدد موسى ع طهوره و استقبل بوجهه القبلة و صلى لله عز و جل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال يا سيدي نجني من حبس هارون و خلصني من يده يا مخلص الشجر من بين رمل و طين و ماء و يا مخلص اللبن من بين فرث و دم و يا مخلص الولد من بين مشيمة و رحم و يا مخلص النار من بين الحديد و الحجر و يا مخلص الروح من بين الأحشاء و الأمعاء خلصني من يدي هارون قال فلما دعا موسى ع بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه و بيده سيف قد سله فوقف على رأس هارون و هو يقول يا هارون أطلق عن موسى بن جعفر و إلا ضربت علاوتك بسيفي هذا فخاف هارون من هيبته ثم دعا الحاجب فجاء الحاجب فقال له اذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر قال فخرج الحاجب فقرع باب السجن فأجابه صاحب السجن فقال من ذا قال إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك و أطلق عنه فصاح السجان يا موسى إن الخليفة يدعوك فقام موسى ع مذعورا فزعا و هو يقول لا يدعوني في جوف هذا الليل إلا لشر يريد بي فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى هارون و هو ترتعد فرائصه فقال سلام على هارون فرد عليه السلام ثم قال له هارون ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات فقال نعم قال و ما هن قال جددت طهورا و صليت لله عز و جل أربع ركعات و رفعت طرفي إلى السماء و قلت يا سيدي خلصني من يد هارون و ذكره و شره و ذكر له ما كان من دعائه فقال
______________________________
(1) الصحاح ج 1 ص 169.
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج78 ؛ ص331
32- جنة الأمان، للكفعمي عن السجاد زين العابدين عن أبيه عن جده عن النبي ص قال: نزل جبرئيل على النبي ص في بعض غزواته و عليه جوشن ثقيل آلمه ثقله فقال يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك اخلع هذا الجوشن و اقرأ هذا الدعاء فهو أمان لك و لأمتك و ساق الحديث إلى أن قال و من كتبه على كفنه استحيا الله أن يعذبه بالنار و ساق الحديث إلى أن قال قال الحسين ع أوصاني أبي ع بحفظ هذا الدعاء و تعظيمه و أن أكتبه على كفنه و أن أعلمه أهلي و أحثهم عليه ثم ذكر الجوشن الكبير كما سيأتي في كتاب الدعاء «2».
أقول
رواه في البلد الأمين «3» أيضا بهذا السند و زاد فيه و من كتب في جام بكافور أو مسك ثم غسله و رشه على كفن ميت أنزل الله تعالى في قبره ألف نور و آمنه من هول منكر و نكير و رفع عنه عذاب القبر و يدخل كل يوم سبعون ألف ملك إلى قبره يبشرونه بالجنة و يوسع عليه قبره مد بصره.
و من الغرائب أن السيد بن طاوس قدس الله روحه بعد ما أورد الجوشن الصغير المفتتح بقوله إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته
في كتاب مهج الدعوات «4»، قال خبر دعاء الجوشن و فضله و ما لقارئه و حامله من الثواب بحذف الإسناد عن مولانا و سيدنا موسى بن جعفر ع عن أبيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين و ذكر نحوا مما رواه الكفعمي في فضل
______________________________
(1) مكارم الأخلاق ص 119، و رواه في الكافي و لفظه «قال: لا يحرم في الثوب الأسود» الخ.
(2) راجع ج 94 ص 382- 384، و متن الدعاء من ص 384- 397.
(3) البلد الأمين ص 402- 411، متن الدعاء فقط، راجع شرح ذلك ج 94 ذيل الصفحة 384.
(4) مهج الدعوات ص 271- 281.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج78، ص: 332
الجوشن الكبير و ساق الحديث إلى أن قال قال جبرئيل ع يا نبي الله لو كتب إنسان هذا الدعاء في جام بكافور و مسك و غسله و رش ذلك على كفن ميت أنزل الله عليه في قبره مائة ألف نور و يدفع الله عنه هول منكر و نكير و يأمن من عذاب القبر و يبعث الله إليه في قبره سبعين ألف ملك مع كل ملك طبق من النور ينثرونه عليه و يحملونه إلى الجنة و يقولون له إن الله تبارك و تعالى أمرنا بهذا و نؤنسك إلى يوم القيامة و يوسع الله عليه قبره مد بصره و يفتح له بابا إلى الجنة و يوسدونه مثل العروس في حجلتها من حرمة هذا الدعاء و عظمته و يقول الله تعالى إنني أستحيي من عبد يكون هذا الدعاء على كفنه و ساقه إلى قوله قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما أوصاني أبي أمير المؤمنين ع وصية عظيمة بهذا الدعاء و قال لي يا بني اكتب هذا الدعاء على كفني و قال الحسين ع فعلت كما أمرني أبي ع «1».
أقول ظهر لي من بعض القرائن أن هذا ليس من السيد قدس الله روحه و ليس هذا إلا شرح الجوشن الكبير و كان كتب الشيخ أبو طالب بن رجب هذا الشرح من كتب جده السعيد تقي الدين الحسن بن داود لمناسبة لفظة الجوشن و اشتراكهما في هذا اللقب في حاشية الكتاب فأدخله النساخ في المتن و على أي حال الأحوط لمن عمل بذلك أن لا يتعدى عن الكافور لما عرفت من أن الأفضل أن لا يقرب الميت غير الكافور من الطيب.
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج91 ؛ ص317
فمنها الدعاء المعروف بالجوشن الصغير.
1- مهج، مهج الدعوات أبو علي الحسن بن محمد بن علي الطوسي و عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي و أبو الفضل منتهى بن أبي زيد الحسيني و محمد بن أحمد بن شهريار الخازن جميعا عن محمد بن الحسن الطوسي عن ابن الغضائري و أحمد
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 318
بن عبدون و أبي طالب بن الغرور و أبي الحسن الصفار و الحسن بن إسماعيل بن أشناس جميعا عن أبي المفضل الشيباني عن محمد بن يزيد بن أبي الأزهر عن محمد بن عبد الله النهشلي عن أبيه قال سمعت الإمام أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول التحدث بنعم الله شكر و ترك ذلك كفر فارتبطوا نعم ربكم تعالى بالشكر و حصنوا أموالكم بالزكاة و ادفعوا البلاء بالدعاء فإن الدعاء جنة منجية يرد البلاء و قد أبرم إبراما.
7، 14 قال أبو الوضاح و أخبرني أبي قال: لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ و هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بفخ و تفرق الناس عنه حمل رأسه و الأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا
بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله «1» فنقبل ضيما أو نحكم قاضيا
و لكن حكم السيف فينا مسلط فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا
و قد ساءني ما جرت الحرب بيننا بني عمنا لو كان أمرا مدانيا
فإن قلتم إنا ظلمنا فلم نكن ظلمنا و لكن قد أسأنا التقاضيا
ثم أمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و أخذ من الطالبيين و جعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر ع فنال منه ثم قال و الله ما خرج حسين إلا عن أمره لا اتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت قتلني الله إن أبقيت عليه فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي و كان جريا عليه يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت فقال قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر و لو لا ما سمعت من المهدي المنصور «2» فيما أخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و علمه و فضله و ما بلغني عن السفاح فيه من تقريضه [تقريظه] و تفضيله لنبشت قبره و أحرقته بالنار إحراقا
______________________________
(1) سلة خ ل.
(2) كذا و لعله وصف للمهدى.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 319
فقال أبو يوسف نساؤه طوالق و عتق جميع ما يملك من الرقيق و تصدق بجميع ما يملك من المال و حبس دوابه و عليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر ع الخروج و لا يذهب إليه و لا مذهب أحد من ولده و لا ينبغي أن يكون هذا منهم ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون فقال و ما كان بقي من الزيدية إلا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أمير المؤمنين بهم و لم يزل يرفق به حتى سكن غضبه قال و كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع بصورة الأمر فورد الكتاب فلما أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم أبو الحسن ع على ما ورد عليه من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك الله و علينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه فإنه لا يؤمن شره و عاديته و غشمه سيما و قد توعدك و إيانا معك فتبسم موسى ع ثم تمثل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة «1» و هو
زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
ثم أقبل على من حضره من مواليه و أهل بيته فقال ليفرخ روعكم «2» إنه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن المهدي و هلاكه فقالوا و ما ذاك أصلحك الله فقال قد و حرمة هذا القبر مات في يومه هذا و الله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون سأخبركم بذلك بينما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي و قد تنومت «3» عيناي إذ سنح جدي رسول الله ص في منامي فشكوت إليه موسى
______________________________
(1) هو كعب بن مالك بن أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة بن سعيد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمى يكنى أبا عبد الله كان أحد شعراء رسول الله الذين كانوا يردون عنه الاذى، و قوله: «زعمت سخينة» يعنى قريشا، و السخينة طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة و فوق الحساء لقبت به قريش لاتخاذها اياه.
(2) فرخ روعه: أى زال.
(3) و في بعض النسخ: هومت، و التهويم: النعاس.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 320
بن المهدي و ذكرت ما جرى منه في أهل بيته و أنا مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي و قال لي قد أهلك الله آنفا عدوك فليحسن لله شكرك قال ثم استقبل أبو الحسن القبلة و رفع يديه إلى السماء يدعو.
7، 14 فقال أبو الوضاح فحدثني أبي قال: كان جماعة من خاصة أبي الحسن ع من أهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف و أميال «1» فإذا نطق أبو الحسن ع بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك قال فسمعناه و هو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته الدعاء إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد نحوي صوائب «2» سهامه و لم تنم عني عين حراسته و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير من ناواني و إرصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرك و فللت شبا حده و خذلته بعد جمع عديده «3» و حشده و أعليت كعبي عليه و وجهت ما سدد إلي من مكائده إليه و رددته و لم يشف غليله و لم تبرد حزازات غيظه و قد عض علي أنامله و أدبر موليا قد أخفقت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من باغ بغاني بمكائده و نصب لي أشراك مصائده و وكل بي تفقد رعايته و أضبأ إلي إضباء السبع «4» لطريدته انتظارا لانتهاز فرصته و هو
______________________________
(1) جمع ميل: الملمول الذي يكتحل به، و كانوا يكتبون به على الالواح.
(2) انتضى سيفه: استله من غمده، و المدية: الشفرة: و الظبة بالضم و التخفيف:
حد السيف و السنان و مثله الشبا و الشحذ: التحديد كالتشحيذ و مثله الارهاف. و الدوف:
تخليط الدواء، و الصوائب جمع الصائب: و هو من السهام: الذي لا يخطئ.
(3) عدده خ ل.
(4) أضبأ الصائد: اختبأ و استتر ليختل.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 321
يظهر لي بشاشة الملق و يبسط لي وجها غير طلق فلما رأيت دغل سريرته و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملبه و أصبح مجلبا إلي في بغيه أركسته لأم رأسه و أتيت بنيانه من أساسه فصرعته في زبيته و أرديته في مهوى حفرته «1» و جعلت خده طبقا لتراب رجله و شغلته في بدنه و رزقه و رميته بحجره و خنقته بوتره و ذكيته بمشاقصه و كببته لمنخره و رددت كيده في نحره و وثقته بندامته و فنيته «2» بحسرته فاستخذل و استخذأ و تضاءل بعد نخوته و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته و قد كدت يا رب لو لا رحمتك يحل بي ما حل بساحته فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من حاسد شرق بحسده و شجي بغيظه و سلقني بحد لسانه و وخزني بموق عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم تزل فيه فناديت «3» يا رب مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عالما أنه لم يضطهد من أوى إلى ظل كنفك و أن لا تقرع الفوادح من لجأ إلى معقل الانتصار بك فحصنتني من بأسه بقدرتك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من سحائب مكروه قد جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أجداث طمستها و ناشئة رحمة نشرتها و جنة عافية ألبستها و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدرتها لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع عليك إذ أردتها فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين
______________________________
(1) حفيرته خ ل و هي بمعنى الزبية تحفر لصيد الفرس.
(2) و فتنته خ ل.
(3) فناديتك خ ل.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 322
إلهي و كم من ظن حسن حققت و من عدم إملاق جبرت و من مسكنة فادحة حولت و من صرعة مهلكة أنعشت و من مشقة أزحت لا تسأل يا سيدي عما تفعل و هم يسئلون و لا ينقصك ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت و لم تسأل فابتدأت و استميح باب فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و إلا تطولا يا رب و إحسانا و أبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك و اجتراء على معاصيك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك لم يمنعك يا إلهي و ناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد و أقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عاداتك «1» عنده و إحسانك إليه فهب لي يا إلهي و سيدي من فضلك ما أريده إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من سخطك بعزتك و طولك و بحق محمد نبيك و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب الموت و حشرجة الصدر و النظر إلى ما تقشعر منه الجلود و تفزع إليه القلوب و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين و عويل يتقلب في غمه و لا يجد محيصا و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا و لا يستطيع ضرا و لا نفعا و هو في حسرة و ندامة و أنا في صحة من البدن و سلامة من العيش كل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين
______________________________
(1) عادتك خ صح.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 323
إلهي و كم عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهدا مشفقا وحيدا وجلا هاربا طريدا و منحجزا في مضيق أو مخبأة من المخابي قد ضاقت عليه الأرض برحبها لا يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا و أنا في أمن و طمأنينة و عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين: إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة لا يرحمونه فقيدا من أهله و ولده منقطعا عن إخوانه و بلده يتوقع كل ساعة بأية قتلة يقتل و بأي مثلة يمثل به و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كل جانب و السيوف و الرماح و آلة الحرب يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده و لا يعرف حيلة و لا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات أو متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل يتمنى شربة من ماء أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر على حيلة أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو غرق أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح مسافرا شاخصا «1» عن أهله و وطنه و ولده متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي
______________________________
(1) شاحطا خ، كما في المصدر.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 324
سبيلا أو متأذيا ببرد أو حر أو جوع أو عري أو غيره من الشدائد مما أنا منه خلو و في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح فقيرا عائلا عاريا مملقا مخفقا مهجورا «1» خائفا جائعا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل أو عبد وجيه هو أوجه مني عندك و أشد عبادة لك مغلولا مقهورا قد حمل ثقلا من تعب العناء و شدة العبودية و كلفة الرق و ثقل الضريبة أو مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به إلا بمنك عليه و أنا المخدوم المنعم المعافى المكرم في عافية مما هو فيه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح شريدا طريدا حيران متحيرا جائعا خائفا خاسرا «2» في الصحاري و البراري قد أحرقه الحر و البرد و هو في ضر من العيش و ضنك من الحياة و ذل من المقام ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين «3» مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلة و في لباسها يتقلب يمينا و شمالا لا يعرف شيئا من لذة الطعام و لا من لذة الشراب ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين «4»
______________________________
(1) مجهودا خ ل.
(2) حاسرا خ ل.
(3) زاد في المصدر: يا مالك الراحمين.
(4) يا أرحم الراحمين خ ل.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 325
مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد دنا يومه من حتفه و قد أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات الموت و حياضه تدور عيناه يمينا و شمالا لا ينظر إلى أحبائه و أودائه و أخلائه قد منع من الكلام و حجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعا و لا ضرا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لأنعمك «1» من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين «2» مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضايق الحبوس و السجون و كربها «3» و ذلها و حديدها تتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أي حال يفعل به و أي مثلة يمثل به فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين «4» مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أوداءه و أحباءه و أخلاءه و أمسى حقيرا أسيرا ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء يتداولونه يمينا و شمالا قد حمل في المطامير و ثقل بالحديد لا يرى شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من
______________________________
(1) و لنعمائك خ ل كما في المصدر.
(2) يا أرحم الرحمين خ ل.
(3) و كرهها خ ل.
(4) يا أرحم الراحمين خ ل. و هكذا في كل المواضع.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 326
العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدنيا للرغبة فيها إلى أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها قد ركب الفلك و كسرت به و هو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفار و الأعداء و أخذته الرماح و السيوف و السهام و جدل صريعا و قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطير من لحمه و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني يا لا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين و عزتك يا كريم لأطلبن مما لديك و لألحن عليك و لألجن «1» [لألجئن] إليك و لأمدن يدي نحوك مع جرمها إليك فبمن أعوذ يا رب و بمن ألوذ لا أحد لي إلا أنت أ فتردني و أنت معولي و عليك متكلي و أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلت و على الجبال فرست و على الأرض فاستقرت و على الليل فأظلم و على النهار فاستنار أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي جميع حوائجي و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين مولاي بك استعنت «2» فصل على محمد و آل محمد و أعني «3» و بك استجرت
______________________________
(1) و لألجئن، خ كما في المصدر.
(2) استغثت خ ل.
(3) و أغثنى خ ل.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 327
فصل على محمد و آل محمد و أجرني و أغنني بطاعتك عن طاعة عبادك و بمسألتك عن مسألة خلقك و انقلني من ذل الفقر إلى عز الغنى و من ذل المعاصي إلى عز الطاعة فقد فضلتني على كثير من خلقك جودا منك و كرما لا باستحقاق مني إلهي فلك الحمد على ذلك كله صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين قال ثم أقبل علينا مولانا أبو الحسن ع ثم قال سمعت من أبي جعفر بن محمد يحدث عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليه و عليهم السلام أنه سمع رسول الله ص يقول اعترفوا بنعمة الله ربكم عز و جل و توبوا إليه من جميع ذنوبكم فإن الله يحب الشاكرين من عباده قال ثم قمنا إلى الصلاة و تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى المهدي و البيعة لهارون الرشيد «1».
ق، الكتاب العتيق الغروي أبو المفضل الشيباني بالإسناد المذكور مثله أقول وجدت في نسخ المهج بعد إتمام شرح الجوشن ما هذا لفظه و من ذلك الشرح المعروف بدعاء الجوشن يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود بغير هذه الرواية فأحببت إثباته في هذا المكان «2» ثم ذكر الخبر الذي أوردناه في شرح دعاء الجوشن الصغير «3» و هذا ليس من كلام السيد ابن طاوس و إنما زاده ابن الشيخ رجب و لعله روي في كليهما و إن كان الظاهر أنه اشتبه على هذا الشيخ.
3- مهج، مهج الدعوات عوذة مولانا الكاظم صلوات الله عليه لما ألقي في بركة السباع بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده و الحمد لله رب العالمين
______________________________
(1) مهج الدعوات ص 268- 281.
(2) مهج الدعوات ص 281.
(3) بل سيأتي في شرح دعاء الجوشن الكبير.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 328
أصبحت و أمسيت في حمى الله
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج91 ؛ ص337
6- مهج، مهج الدعوات حرز آخر في معناه عنه ع قال علي بن عبد الصمد أخبرني الشيخ جدي قراءة عليه و أنا أسمع في شوال سنة تسع و عشرين و خمسمائة قال الشيخ حدثني الشيخ والدي الفقيه أبو الحسن رحمه الله قال حدثني السيد أبو البركات رحمه الله في سنة أربع عشرة و أربعمائة قال حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال حدثنا الحسن بن علي بن يقطين قال حدثنا الحسين بن علي عن أبيه علي بن يقطين قال ابن بابويه و حدثنا أحمد بن يحيى الكاتب قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا علي بن هارون بن سليمان النوفلي قال حدثني أبي
______________________________
(1) مهج الدعوات ص 29- 34.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 338
عن علي بن يقطين أنه قال: أنمي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته ما ترون قالوا نرى أن تتباعد منه و أن تغيب شخصك عنه فإنه لا يؤمن من شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال
زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
ثم رفع يده إلى السماء و قال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك عني بحولك و قوتك لا بحول مني و لا بقوة فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في الدنيا متباعدا مما رجاه في الآخرة فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عما يناويه اللهم و أعذني [أعدني] عليه عدوى «1» حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حنقي عليه وفاء «2» و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما أوعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب بموت موسى بن المهدي «3».
______________________________
(1) العدوى: استغاثتك و طلبك الى زعيم أو وال ليعديك و يعينك على من ظلمك فينتقم لك منه، يقال: أعداه على فلان: اي نصره و أعانه و قواه.
(2) وقاء خ ل.
(3) مهج الدعوات 34- 35، و قد مر مثله ص 317- 327 مع دعاء طويل و في أمالي الطوسي ج 2 ص 35 مثل ما في المتن و تراه في أمالي الصدوق ص 226، عيون الأخبار ج 1 ص 76 و بعدها ستة أبيات لبعض أهل البيت في هذه القصة.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج91، ص: 339
7 و بهذا الإسناد عن علي بن يقطين قال: كنت واقفا على رأس هارون الرشيد إذ دعا موسى بن جعفر و هو
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج92 ؛ ص209
باب 107 الأدعية و الأحراز لدفع كيد الأعداء زائدا على ما سبق و ما يناسب هذا المعنى و فيه دعاء الحرز اليماني المعروف بالدعاء السيفي أيضا و دعاء العلوي المصري و نحوهما
1- لي، الأمالي للصدوق ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه قال: وقع الخبر إلى موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته بما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عن هذا الرجل و أن تغيب شخصك منه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال
زعمت سخينة أن ستغلب ربها و ليغلبن مغلب [مغالب] الغلاب
ثم رفع ع يده إلى السماء فقال إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي سنان «1» حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك عني بحولك و قوتك لا بحولي و لا بقوتي فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم
______________________________
(1) شبا حده خ ل في سائر النسخ.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 210
فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عمن «1» يناويه اللهم و أعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي «2» عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكاتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي «3».
ما، الأمالي للشيخ الطوسي الغضائري عن الصدوق مثله «4» ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام المكتب عن أحمد بن محمد الوراق عن علي بن هارون الحميري عن علي بن محمد بن سليمان عن أبيه عن علي بن يقطين مثله و قد أوردناه في باب أحواله ع «5».
2- ن «6»، عيون أخبار الرضا عليه السلام لي، الأمالي للصدوق ماجيلويه عن علي بن إبراهيم قال سمعت رجلا من أصحابنا يقول لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر ع جن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدد موسى ع طهوره و استقبل بوجهه القبلة و صلى لله عز و جل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال يا سيدي نجني من حبس هارون و خلصني من يده يا مخلص الشجر من
______________________________
(1) عما خ ل.
(2) حتفى خ ل و في بعض النسخ حنقى و هو الظاهر.
(3) أمالي الصدوق: 226 و قد مر في ج 94 ص 317- 327 نقلا عن كتاب مهج الدعوات ص 268، برواية طويلة، و هكذا في ج 94 ص 337 نقلا عن المهج ص 36 برواية اخرى مثل ما في المتن، و مر شرح بعض لغاتها فراجع ان شئت، و تراه في المناقب ج 4 ص 306.
(4) أمالي الطوسي ج 2 ص 35.
(5) عيون الأخبار ج 1 ص 76 و تراه في ج 48 ص 151 و 217 من تاريخ الامام موسى بن جعفر عليه السلام.
(6) عيون الأخبار ج 1 ص 93.
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج92 ؛ ص259
34- مهج، مهج الدعوات دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين ع في الشدائد و نزول الحوادث و هو سريع الإجابة من الله تعالى اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي الذنوب لا إله إلا أنت يا غفور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و وصل «2» إلي من فضائل الصنائع و على ما أوليتني به و توليتني به من رضوانك و أنلتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا و أدعوك مصافيا و حتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا «3» و في أموري ناظرا و لذنوبي غافرا و لعوراتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ما ذا أقدم لدار القرار فأنا عتيقك اللهم من جميع المصائب و اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض القضاء و مصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمك عندي متصلة سوابغ لم تحقق حذاري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت أحضاري
______________________________
(1) تيسيرك خ ل.
(2) و وصلت خ ل.
(3) جارا خ.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 260
و شفيت أمراضي و عافيت أوصابي و أحسنت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني شر من عاداني اللهم كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لقتلي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد لي صوائب سهامه و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير من ناواني و أرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله فأيدتني يا رب بعونك و شددت أيدي بنصرك ثم فللت لي حده و صيرته بعد جمع عديده وحده و أعليت كعبي عليه و رددته حسيرا لم يشف غليله و لم تبرد حزازات غيظه و قد غض [عض] علي شواه و آب موليا قد أخلفت سراياه و أخلفت آماله اللهم و كم من باغ بغى علي بمكايده و نصب لي شرك مصايده و أضبأ إلي ضبوء السبع لطريدته و انتهز فرصته و اللحاق لفريسته و هو مظهر بشاشة الملق و يبسط إلي وجها طلقا فلما رأيت يا إلهي دغل سريرته و قبح طويته أنكسته لأم رأسه في زبيته و أركسته في مهوى حفيرته «1» و أنكصته على عقبه و رميته بحجره و نكأته بمشقصه و خنقته بوتره و رددت كيده في نحره و ربقته بندامته و استخذل و تضاءل بعد نخوته و بخع و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في حبائله التي كان يحب أن يراني فيها و قد كدت لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته فالحمد لرب مقتدر لا ينازع و لولي ذي أناة لا يعجل و قيوم لا يغفل و حليم لا يجهل ناديتك يا إلهي مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني عالما أنه لم يضطهد من أوى إلى ظل كفايتك و لا تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك فخلصتني يا رب بقدرتك و نجيتني من بأسه بتطولك و منك
______________________________
(1) قد مر شرح هذه العبارات مرارا.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 261
اللهم و كم من سحائب مكروه جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أجداث طمستها و ناشي رحمة نشرتها و غواشي كرب فرجتها و غمم بلاء كشفتها و جنة عافية ألبستها و أمور حادثة قدرتها لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع منك إذ أردتها اللهم و كم من حاسد سوء تولني «1» بحسده و سلقني بحد لسانه «2» و وخزني بغرب عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم تزل فيه كفيتني أمره اللهم و كم من ظن حسن حققت و عدم إملاق ضرني جبرت و أوسعت و من صرعة أقمت و من كربة نفست و من مسكنة حولت و من نعمة خولت لا تسأل عما تفعل و لا بما أعطيت تبخل و لقد سئلت فبذلت و لم تسأل فابتدأت و استميح فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و تطولا و أبيت إلا تقحما على معاصيك و انتهاكا لحرماتك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك لم تمتنع عن إتمام إحسانك و تتابع امتنانك و لم يحجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم فهذا مقام المعترف لك بالتقصير عن أداء حقك الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك و حسن كفايتك فهب لي اللهم يا إلهي ما أصل به إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من عقابك فإنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أنت على كل شيء قدير اللهم حمدي لك متواصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح و فنون التقديس خالصا لذكرك و مرضيا لك بناصع التوحيد و محض التحميد و طول التعديد في إكذاب أهل التنديد «3»
______________________________
(1) ثولنى ظ، أي أصابنى.
(2) يقال: سلقه بالكلام سلقا: آذاه، و هو شدة القول باللسان، و في القرآن الكريم «سلقوكم بألسنة حداد». و الحديد: الحاد، و الغرب حدة الغضب، و اسم لمقدم العين و مؤخرها، و النظر بغرب العين كناية عن الغضب و التهديد، و الوخز: الطعن.
(3) يقال: ندد بفلان: إذا صرح بعيوبه و أسمعه القبيح و شهره و شيعه بين الناس.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 262
لم تعن في شيء من قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات و فطرت الخلائق على صنوف الهيئات و لا خرقت الأوهام حجب الغيوب إليك فاعتقدت منك محمودا في عظمتك و لا كيفية في أزليتك و لا ممكنا في قدمك و لا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفطن و لا ينتهي إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك و عظيم قدرتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك و لا ينتقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينتقص و لا أحد شهدك حين فطرت الخلق و لا ضد حضرك حين برأت النفوس كلت الألسن عن تبيين صفتك و انحسرت العقول عن كنه معرفتك و كيف تدركك الصفات أو تحويك الجهات و أنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها سواك حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير و حسر عن إدراكك بصر البصير و تواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذل الاستكانة لعزتك و انقاد كل شيء لعظمتك و استسلم كل شيء لقدرتك و خضعت الرقاب لسلطانك فضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات لك فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهوتا مبهورا و فكره متحيرا اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا متسقا مستوسقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في العالم و لا منتقص في العرفان فلك الحمد حمدا لا تحصى مكارمه في الليل إذ أدبر و في الصبح إذا أسفر و في البر و البحر و بالغدو و الآصال و العشي و الإبكار و الظهيرة و الأسحار اللهم بتوفيقك أحضرتني النجاة و جعلتني منك في ولاية العصمة لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا بطاعتي فليس شكري و إن دأبت منه في المقال و بالغت منه في الفعال ببالغ أداء حقك و لا مكاف فضلك لأنك
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 263
أنت الله لا إله إلا أنت لم تغب عنك غائبة و لا تخفى عليك خافية و لا تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و حمدك به الحامدون و مجدك به الممجدون و كبرك به المكبرون و عظمك به المعظمون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين و أقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين و توحيد أصناف المخلصين و تقديس أحبائك العارفين و ثناء جميع المهللين و مثل ما أنت عارف به و محمود به من جميع خلقك من الحيوان و الجماد و أرغب إليك اللهم في شكر ما أنطقتني به من حمدك فما أيسر ما كلفتني من ذلك و أعظم ما وعدتني على شكرك ابتدأتني بالنعم فضلا و طولا و أمرتني بالشكر حقا و عدلا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و أعطيتني من رزقك اعتبارا و امتحانا و سألتني منه قرضا يسيرا صغيرا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و عطاء كثيرا و عافيتني من جهد البلاء و لم تسلمني للسوء من بلائك و منحتني العافية و أوليتني بالبسطة و الرخاء و ضاعفت لي الفضل مع ما وعدتني به من المحلة الشريفة و بشرتني به من الدرجة الرفيعة المنيعة و اصطفيتني بأعظم النبيين دعوة و أفضلهم شفاعة محمد ص اللهم اغفر لي ما لا يسعه إلا مغفرتك و لا يمحقه إلا عفوك و هب لي في يومي هذا و ساعتي هذه يقينا يهون علي مصيبات الدنيا و أحزانها و يشوقني إليك و يرغبني فيما عندك و اكتب لي المغفرة و بلغني الكرامة و ارزقني شكر ما أنعمت به علي فإنك أنت الله الواحد الرفيع البديء البديع السميع العليم الذي ليس لأمرك مدفع و لا عن قضائك ممتنع و أشهد أنك ربي و رب كل شيء فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة العلي الكبير المتعال اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة في الرشد و إلهام الشكر على نعمتك و أعوذ بك من جور كل جائر و بغي كل باغ و حسد كل حاسد اللهم بك أصول على الأعداء و إياك أرجو ولاية الأحباء و مع ما لا أستطيع
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 264
إحصاءه من فوائد فضلك و أصناف رفدك و أنواع رزقك فإنك أنت الله لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالحق يدك لا تضاد في حكمك و لا تنازع في ملكك و لا تراجع في أمرك تملك من الأنام ما شئت و لا يملكون إلا ما تريد اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت بالعزة و المجد و تعظمت بالقدرة و الكبرياء و غشيت النور بالبهاء و جللت البهاء بالمهابة اللهم لك الحمد العظيم و المن القديم و السلطان الشامخ و الحول الواسع و القدرة المقتدرة و الحمد المتتابع الذي لا ينفد بالشكر سرمدا و لا ينقضي أبدا إذ جعلتني من أفاضل بني آدم و جعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافى لم تشغلني بنقصان في بدني و لا بآفة في جوارحي و لا عاهة في نفسي و لا في عقلي و لم يمنعك كرامتك إياي و حسن صنعك عندي و فضل نعمائك علي إذ وسعت علي في الدنيا و فضلتني على كثير من أهلها تفضيلا و جعلتني سميعا أعي ما كلفتني بصيرا أرى قدرتك فيما ظهر لي و استرعيتني و استودعتني قلبا يشهد لعظمتك و لسانا ناطقا بتوحيدك فإني لفضلك علي حامد و لتوفيقك إياي بحمدك شاكر و بحقك شاهد و إليك في ملمي و مهمي ضارع لأنك حي قبل كل حي و حي بعد كل ميت و حي ترث الأرض و من عليها و أنت خير الوارثين اللهم لا تقطع عني خيرك في كل وقت و لم تنزل بي عقوبات النقم و لم تغير ما بي من النعم و لا أخليتني من وثيق العصم فلو لم أذكر من إحسانك إلي و إنعامك علي إلا عفوك عني و الاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي بتحميدك و تمجيدك لا في تقديرك جزيل حظي حين وفرته انتقص ملكك و لا في قسمة الأرزاق حين قترت علي توفير ملكك
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 265
اللهم لك الحمد عدد ما أحاط به علمك و عدد ما أدركته قدرتك و عدد ما وسعته رحمتك و أضعاف ذلك كله حمدا واصلا متواترا متوازيا لآلائك و أسمائك اللهم فتمم إحسانك إلي فيما بقي من عمري كما أحسنت إلي منه فيما مضى فإني أتوسل إليك بتوحيدك و تهليلك و تمجيدك و تكبيرك و تعظيمك و أسألك باسمك الذي خلقته من ذلك فلا يخرج منك إلا إليك و أسألك باسمك الروح المكنون الحي الحي الحي و به و به و به و بك و بك و بك ألا تحرمني رفدك و فوائد كرامتك و لا تولني غيرك و لا تسلمني إلى عدوي و لا تكلني إلى نفسي و أحسن إلي أتم الإحسان عاجلا و آجلا و حسن في العاجلة عملي و بلغني فيها أملي و في الآجلة و الخير في منقلبي فإنه لا تفقرك كثرة ما يندفق به فضلك و سيب العطايا من منك و لا ينقص جودك تقصيري في شكر نعمتك و لا تجم خزائن نعمتك النعم و لا ينقص عظيم مواهبك من سعتك الإعطاء و لا يؤثر في جودك العظيم الفاضل الجليل منحك و لا تخاف ضيم إملاق فتكدي و لا يلحقك خوف عدم فينقص فيض ملكك و فضلك اللهم ارزقني قلبا خاشعا و يقينا صادقا و بالحق صادعا و لا تؤمني مكرك و لا تنسني ذكرك و لا تهتك عني سترك و لا تولني غيرك و لا تقنطني من رحمتك بل تغمدني بفوائدك و لا تمنعني جميل عوائدك و كن لي في كل وحشة أنيسا و في كل جزع حصينا و من كل هلكة غياثا و نجني من كل بلاء و اعصمني من كل زلل و خطاء و تمم لي فوائدك و قني وعيدك و اصرف عني أليم عذابك و تدمير تنكيلك و شرفني بحفظ كتابك و أصلح لي ديني و دنياي و آخرتي و أهلي و ولدي و وسع رزقي و أدره علي و أقبل علي و لا تعرض عني اللهم ارفعني و لا تضعني و ارحمني و لا تعذبني و انصرني و لا تخذلني و آثرني و لا تؤثر علي و اجعل لي من أمري يسرا و فرجا و عجل إجابتي و استنقذني مما قد نزل بي إنك على كل شيء قدير و ذلك عليك يسير و أنت
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 266
الجواد الكريم «1».
35 أقول و لنا سند آخر عال جدا لهذا الدعاء و لا يخلو من غرابة فإني أرويه عن والدي عن بعض الصالحين عن مولانا القائم ع بلا واسطة و شرح ذلك أن .... «2».
36- ق، الكتاب العتيق الغروي مهج، مهج الدعوات ذكر ما نختاره لمولانا المهدي ع و عنه صلوات الله عليه برواية أخرى «3» فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي المصري لكل شديدة و عظيمة أخبرهم أبو الحسن علي بن حماد المصري قال أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي قال حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني المصري قال: أصابني غم شديد و دهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه فخشيته خشية لم أرج لنفسي منها مخلصا فقصدت مشهد ساداتي و آبائي صلوات الله عليهم بالحائر لائذا بهم و عائذا بقبورهم و مستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه و أقمت بها خمسة عشر يوما أدعو و أتضرع ليلا و نهارا فتراءى لي قائم الزمان و ولي الرحمن عليه و على آبائه أفضل التحية و السلام فأتاني و أنا بين النائم و اليقظان فقال لي يا بني خفت فلانا فقلت نعم أرادني بكيت و كيت فالتجأت إلى ساداتي ع أشكو إليهم ليخلصوني منه فقال لي هلا دعوت الله ربك و رب آبائك بالأدعية التي دعا بها أجدادي الأنبياء صلوات الله عليهم حيث كانوا في الشدة فكشف الله عز و جل عنهم ذلك قلت و بما ذا دعوه لأدعوه به قال ع إذا كان ليلة الجمعة فقم و اغتسل و صل صلاتك فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل و أنت بارك على ركبتيك و ادع
______________________________
(1) مهج الدعوات ص 158- 166.
(2) هاهنا بياض في نسخة الأصل، و في هامشه: لا بد أن يكتب الباقي من هذه القصة من النسخة التي هي الآن عند الامير محمد صالح أو يؤخذ من ملا ذو الفقار أو ملا محمد رضا إنشاء الله.
(3) نقل السيد قدس سره قبل هذا رواية للدعاء وجدها في مجلد عتيق. و قد ذكرها المؤلف العلامة في تاريخ الإمام الثاني عشر ج 51 ص 307.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 267
بهذا الدعاء مبتهلا قال و كان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي القول و هذا الدعاء حتى حفظته و انقطع مجيئه ليلة الجمعة فقمت و اغتسلت و غيرت ثيابي «1» و تطيبت و صليت ما وجب علي من صلاة الليل و جثوت على ركبتي فدعوت الله تعالى بهذا الدعاء فأتاني ع ليلة السبت كهيئته التي يأتيني فيها فقال لي قد أجيبت دعوتك يا محمد و قتل عدوك و أهلكه الله عز و جل عند فراغك من الدعاء قال فلما أصبحت لم يكن لي همة غير وداع ساداتي صلوات الله عليهم و الرحلة نحو المنزل الذي هربت منه فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي و كتبهم بأن الرجل الذي هربت منه جمع قوما و اتخذ لهم دعوة فأكلوا و شربوا و تفرق القوم و نام هو و غلمانه في المكان فأصبح الناس و لم يسمع له حس فكشف عنه الغطاء فإذا هو مذبوح من قفاه و دماه تسيل و ذلك في ليلة الجمعة و لا يدرون من فعل به ذلك و يأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى المنزل و سألت عنه و في أي وقت كان قتله فإذا هو عند فراغي من الدعاء و هذا الدعاء رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه و من ذا الذي سألك فلم تعطه و من ذا الذي ناجاك فخيبته أو تقرب إليك فأبعدته رب هذا فرعون ذو الأوتاد مع عناده و كفره و عتوه و ادعائه الربوبية لنفسه و علمك بأنه لا يتوب و لا يرجع و لا يئوب و لا يؤمن و لا يخشع استجبت له دعاءه و أعطيته سؤله كرما منك و جودا و قلة مقدار لما سألك عندك مع عظمه عنده أخذا بحجتك عليه و تأكيدا لها حين فجر و كفر و استطال على قومه و تجبر و بكفره عليهم افتخر و بظلمه لنفسه تكبر و بحلمك عنه استكبر فكتب و حكم على نفسه جرأة منه أن جزاء مثله أن يغرق في البحر فجزيته بما حكم به على نفسه إلهي و أنا عبدك ابن عبدك و ابن أمتك معترف لك بالعبودية مقر
______________________________
(1) غيرت ثيابى بالياء المثناة: أى بدلت ثيابى و لبست ثيابى الطاهرة المطهرة، و غبرت ثيابى بالباء الموحدة: أى آثرت الغبار عنها.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 268
بأنك أنت الله خالقي لا إله لي غيرك و لا رب لي سواك مقر «1» بأنك ربي و إليك إيابي عالم بأنك على كل شيء قدير تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد لا معقب لحكمك و لا راد لقضائك و أنك الأول و الآخر و الظاهر و الباطن لم تكن من شيء و لم تبن عن شيء كنت قبل كل شيء و أنت الكائن بعد كل شيء و المكون لكل شيء خلقت كل شيء بتقدير و أنت السميع البصير و أشهد أنك كذلك كنت و تكون و أنت حي قيوم لا تأخذك سنة و لا نوم و لا توصف بالأوهام و لا تدرك بالحواس و لا تقاس بالمقياس و لا تشبه بالناس و إن الخلق كلهم عبيدك و إماؤك و أنت الرب و نحن المربوبون و أنت الخالق و نحن المخلوقون و أنت الرازق و نحن المرزوقون فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا و جعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا تقوتني من الثدي لبنا مريئا و غذيتني غذاء طيبا هنيئا و جعلتني ذكرا مثالا سويا فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص و إن وضع لم يتسع له شيء حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين و يعلو على حمد كل شيء «2» و يفخم و يعظم على ذلك كله و كلما حمد الله شيء و الحمد لله كما يحب الله أن يحمد و الحمد لله عدد ما خلق و زنة ما خلق و زنة أجل ما خلق و بوزنة [بزنة] أخف ما خلق و بعدد أصغر ما خلق و الحمد لله حتى يرضى ربنا و بعد الرضا و أسأله أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يغفر لي ربي «3» و أن يحمد لي أمري و يتوب علي إنه هو التواب الرحيم إلهي و إني أنا أدعوك و أسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم ع و هو مسيء ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته و تبت عليه و استجبت دعوته و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي خطيئتي و ترضى عني فإن لم ترض عني فاعف عني فإني مسيء ظالم خاطئ عاص و قد يعفو
______________________________
(1) في المصدر: موقن بأنك أنت الله ربى.
(2) سقط عن الأصل.
(3) سقط عن الأصل.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 269
السيد عن عبده و ليس براض عنه و أن ترضي عني خلقك و تميط عني حقك إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به إدريس فجعلته صديقا نبيا و رفعته مكانا عليا و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل مآبي إلى جنتك و محلي في رحمتك و تسكنني فيها بعفوك و تزوجني من حورها بقدرتك يا قدير إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى ربه و هو أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر و فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و حملناه و نجيناه على ذات ألواح و دسر فاستجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي و تكف عني شر كل سلطان جائر و عدو قاهر و مستخف قادر و جبار عنيد و كل شيطان مريد و إنسي شديد و كيد كل مكيد يا حليم يا ودود إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك صالح ع فنجيته من الخسف و أعليته على عدوه و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تخلصني من شر ما يريد بي أعدائي به و يبغي لي حسادي و تكفينيهم بكفايتك و تتولاني بولايتك و تهدي قلبي بهداك و تؤيدني بتقواك و تبصرني بما فيه رضاك و تغنيني بغناك يا حليم إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك و خليلك إبراهيم ع حين أراد نمرود إلقاءه في النار فجعلت النار عليه بردا و سلاما و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبرد عني حر نارك و تطفئ عني لهيبها و تكفيني حرها و تجعل نائرة أعدائي في شعارهم و دثارهم و ترد كيدهم في نحرهم و تبارك لي فيما أعطيتنيه كما باركت عليه و على آله إنك أنت الوهاب الحميد المجيد إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به إسماعيل ع فجعلته نبيا و رسولا و جعلت له حرمك منسكا و مسكنا و مأوى و استجبت له دعاءه رحمة منك و كنت
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 270
منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفسح لي في قبري و تحط عني وزري و تشد لي أزري و تغفر لي ذنبي و ترزقني التوبة بحط السيئات و تضاعف الحسنات و كشف البليات و ربح التجارات و دفع معرة السعايات إنك مجيب الدعوات و منزل البركات و قاضي الحاجات و معطي الخيرات و جبار السماوات إلهي و أسألك بما سألك به ابن خليلك الذي نجيته من الذبح و فديته بذبح عظيم و قلبت له المشقص حتى ناجاك موقنا بذبحه راضيا بأمر والده و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجيني من كل سوء و بلية و تصرف عني كل ظلمة وخيمة و تكفيني ما أهمني من أمور دنياي و آخرتي و ما أحاذره و أخشاه و من شر خلقك أجمعين بحق آل يس إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به لوط فنجيته و أهله من الخسف و الهدم و المثل و الشدة و الجهد و أخرجته «1» و أهله من الكرب العظيم و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تأذن بجمع ما شتت من شملي و تقر عيني بولدي و أهلي و مالي و تصلح لي أموري و تبارك لي في جميع أحوالي و تبلغني في نفسي آمالي و «2» تجيرني من النار و تكفيني شر الأشرار بالمصطفين الأخيار الأئمة الأبرار و نور الأنوار محمد و آله الطيبين الطاهرين الأخيار الأئمة المهديين و الصفوة المنتجبين صلوات الله عليهم أجمعين و ترزقني مجالستهم و تمن علي بمرافقتهم و توفق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين و ملائكتك المقربين و عبادك الصالحين و أهل طاعتك أجمعين و حملة عرشك و الكروبيين إلهي و أسألك باسمك الذي سألك به يعقوب و قد كف بصره و شتت
______________________________
(1) ساقط عن الأصل.
(2) لا يوجد في المصدر و هو الظاهر كما سيأتي في ذكر يعقوب عليه السلام.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 271
جمعه و فقد قرة عينه ابنه فاستجبت له دعاءه و جمعت شمله و أقررت عينه و كشفت ضره و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تأذن لي بجمع ما تبدد من أمري و تقر عيني بولدي و أهلي و مالي و تصلح لي شأني كله و تبارك لي في جميع أحوالي و تبلغني في نفسي آمالي و تصلح لي أفعالي و تمن علي يا كريم يا ذا المعالي برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك يوسف ع فنجيته من غيابت الجب و كشفت ضره و كفيته كيد إخوته و جعلته بعد العبودية ملكا و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تدفع عني كيد كل كائد و شر كل حاسد إنك على كل شيء قدير إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك موسى بن عمران إذ قلت تباركت و تعاليت و ناديناه من جانب الطور الأيمن و قربناه نجيا و ضربت له طريقا في البحر يبسا و نجيته و من تبعه من بني إسرائيل و أغرقت فرعون و هامان و جنودهما و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعيذني من شر خلقك و تقربني من عفوك و تنشر علي من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك و يكون لي بلاغا أنال به مغفرتك و رضوانك يا وليي و ولي المؤمنين إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك و نبيك داود فاستجبت له دعاءه و سخرت له الجبال يسبحن معه بالعشي و الإبكار و الطير محشورة كل له أواب و شددت ملكه و آتيته الحكمة و فصل الخطاب و ألنت له الحديد و علمته صنعة لبوس لهم و غفرت ذنبه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تسخر لي جميع أموري و تسهل لي تقديري و ترزقني مغفرتك و عبادتك و تدفع عني ظلم الظالمين و كيد المعاندين و مكر الماكرين و سطوات الفراعنة الجبارين و حسد الحاسدين يا أمان الخائفين و جار المستجيرين و ثقة الواثقين و ذريعة المؤمنين و رجاء المتوكلين و معتمد الصالحين يا أرحم الراحمين
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 272
إلهي و أسألك اللهم بالاسم الذي سألك به عبدك و نبيك سليمان بن داود ع إذ قال رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب فاستجبت له دعاءه و أطعت له الخلق و حملته على الريح و علمته منطق الطير و سخرت له الشياطين من كل بناء و غواص و آخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤك لا عطاء غيرك و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تهدي لي قلبي و تجمع لي لبي «1» و تكفيني همي و تؤمن خوفي و تفك أسري و تشد أزري و تمهلني و تنفسني و تستجيب دعائي و تسمع ندائي و لا تجعل في النار مأواي و لا الدنيا أكبر همي و أن توسع علي رزقي و تحسن خلقي و تعتق رقبتي فإنك سيدي و مولاي و مؤملي إلهي و أسألك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل به البلاء بعد الصحة و نزل السقم منه منزل العافية و الضيق بعد السعة فكشفت ضره و رددت عليه أهله و مثلهم معهم حين ناداك داعيا لك راغبا إليك راجيا لفضلك شاكيا إليك رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين فاستجبت له دعاءه و كشفت ضره و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف ضري و تعافيني في نفسي و أهلي و مالي و ولدي و إخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية مستغنية عن الأطباء و الأدوية و تجعلها شعاري و دثاري و تمتعني بسمعي و بصري و تجعلهما الوارثين مني إنك على كل شيء قدير إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى في بطن الحوت حين ناداك في ظلمات ثلاث أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و أنت أرحم الراحمين فاستجبت له دعاءه و أنبت عليه شجرة من يقطين و أرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تستجيب دعائي و تداركني بعفوك فقد غرقت في بحر الظلم لنفسي و ركبتني مظالم كثيرة لخلقك علي و صل على محمد و آل محمد و استرني منهم و أعتقني من النار و
______________________________
(1) شملى خ ل.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 273
اجعلني من عتقائك و طلقائك من النار في مقامي هذا بمنك يا منان إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به عبدك و نبيك عيسى ابن مريم إذ أيدته بروح القدس و أنطقته في المهد فأحيا به الموتى و أبرأ به الأكمه و الأبرص بإذنك و خلق من الطين كهيئة الطير فصار طائرا بإذنك و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفرغني لما خلقت له و لا تشغلني بما تكفلته لي و تجعلني من عبادك و زهادك في الدنيا و ممن خلقته للعافية و هنأته بها مع كرامتك يا كريم يا علي يا عظيم إلهي و أسألك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبإ فكان أقل من لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه فلما رأته قيل أ هكذا عرشك قالت كأنه هو فاستجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكفر عني سيئاتي و تقبل مني حسناتي و تقبل توبتي و تتوب علي و تغني فقري و تجبر كسري و تحيي فؤادي بذكرك و تحييني في عافية و تميتني في عافية إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك و نبيك زكريا حين سألك داعيا راجيا لفضلك فقام في المحراب ينادي نداء خفيا فقال رب هب لي من لدنك وليا يرثني و يرث من آل يعقوب و اجعله رب رضيا فوهبت له يحيى و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبقي لي أولادي و أن تمتعني بهم و تجعلني و إياهم مؤمنين لك راغبين في ثوابك خائفين من عقابك راجين لما عندك آيسين مما عند غيرك حتى تحيينا حياة طيبة و تميتنا ميتة طيبة إنك فعال لما تريد إلهي و أسألك بالاسم الذي سألتك به امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين فاستجبت لها دعاءها و كنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقر عيني بالنظر إلى جنتك و أوليائك و تفرحني بمحمد و آله و تؤنسني به و بآله و بمصاحبتهم
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 274
و مرافقتهم و تمكن لي فيها و تنجيني من النار و ما أعد لأهلها من السلاسل و الأغلال و الشدائد و الأنكال و أنواع العذاب بعفوك إلهي و أسألك باسمك الذي دعتك عبدتك و صديقتك مريم البتول و أم المسيح الرسول ع إذ قلت- و مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين فاستجبت دعاءها و كنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تحصنني بحصنك الحصين و تحجبني بحجابك المنيع و تحرزني بحرزك الوثيق و تكفيني بكفايتك الكافية من شر كل طاغ و ظلم كل باغ و مكر كل ماكر و غدر كل غادر و سحر كل ساحر و جور كل سلطان فاجر بمنعك يا منيع إلهي و أسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك و نبيك و صفيك و خيرتك من خلقك و أمينك على وحيك و بعيثك إلى بريتك و رسولك إلى خلقك محمد خاصتك و خالصتك ص فاستجبت دعاءه و أيدته بجنود لم يروها و جعلت كلمتك العليا و كلمة الذين كفروا السفلى و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد و آل محمد صلاة زاكية طيبة نامية باقية مباركة كما صليت على أبيهم إبراهيم و آل إبراهيم و بارك عليهم كما باركت عليهم و سلم عليهم كما سلمت عليهم و زدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك و اخلطني بهم و اجعلني منهم و احشرني معهم و في زمرتهم حتى تسقيني من حوضهم و تدخلني في جملتهم و تجمعني و إياهم و تقر عيني بهم و تعطيني سؤلي و تبلغني آمالي في ديني و دنياي و آخرتي و محياي و مماتي و تبلغهم سلامي و ترد علي منهم السلام و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة هل من سائل فأعطيه أم هل من داع فأجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له أم هل من راج فأبلغه رجاءه أم هل من مؤمل فأبلغه أمله ها أنا سائلك بفنائك و مسكينك ببابك و ضعيفك ببابك و فقيرك ببابك و مؤملك بفنائك أسألك نائلك و أرجو رحمتك و أؤمل
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 275
عفوك و ألتمس غفرانك فصل على محمد و آل محمد و أعطني سؤلي و بلغني أملي و اجبر فقري و ارحم عصياني و اعف عن ذنوبي و فك رقبتي من مظالم لعبادك ركبتني و قو ضعفي و أعز مسكنتي و ثبت وطأتي و اغفر جرمي و أنعم بالي و أكثر من الحلال مالي و خر لي في جميع أموري و أفعالي و رضني بها و ارحمني و والدي و ما ولدا من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات إنك سميع الدعوات و ألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك و الجنة و تقبل حسناتهما و اغفر سيئاتهما و اجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك و الجنة إلهي و قد علمت يقينا أنك لا تأمر بالظلم و لا ترضاه و لا تميل إليه و لا تهواه و لا تحبه و لا تغشاه و تعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك و بغيهم علينا و تعديهم بغير حق و لا معروف بل ظلما و عدوانا و زورا و بهتانا فإن كنت جعلت لهم مدة لا بد من بلوغها أو كتبت لهم آجالا ينالونها فقد قلت و قولك الحق و وعدك الصدق يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب فأنا أسألك بكل ما سألك به أنبياؤك و رسلك و أسألك بما سألك به عبادك الصالحون و ملائكتك المقربون أن تمحو من أم الكتاب ذلك و تكتب لهم الاضمحلال و المحق حتى تقرب آجالهم و تقضي مدتهم و تذهب أيامهم و تبتر أعمارهم و تهلك فجارهم و تسلط بعضهم على بعض حتى لا تبقي منهم أحدا و لا تنجي منهم أحدا و تفرق جموعهم و تكل سلاحهم و تبدد شملهم و تقطع آجالهم و تقصر أعمارهم و تزلزل أقدامهم و تطهر بلادك منهم و تظهر عبادك عليهم فقد غيروا سنتك و نقضوا عهدك و هتكوا حريمك و أتوا ما نهيتهم عنه و عتوا عتوا كبيرا و ضلوا ضلالا بعيدا فصل على محمد و آل محمد و آذن لجمعهم بالشتات و لحيهم بالممات و لأزواجهم بالنهبات و خلص عبادك من ظلمهم و اقبض أيديهم عن هضمهم و طهر أرضك منهم و آذن بحصد نباتهم و استئصال شأفتهم و شتات شملهم و هدم بنيانهم يا ذا الجلال و الإكرام
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 276
و أسألك يا إلهي و إله كل شيء و ربي و رب كل شيء و أدعوك بما دعاك به عبداك و رسولاك و نبياك و صفياك موسى و هارون ع حين قالا داعيين لك راجيين لفضلك ربنا إنك آتيت فرعون و ملأه زينة و أموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم و اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم فمننت و أنعمت عليهما بالإجابة لهما إلى أن قرعت سمعهما بأمرك اللهم رب قد أجيبت دعوتكما فاستقيما و لا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة و أن تشدد على قلوبهم و أن تخسف بهم برك و أن تغرقهم في بحرك فإن السماوات و الأرض و ما فيهما لك و أر الخلق قدرتك فيهم و بطشك عليهم فافعل ذلك بهم و عجل ذلك لهم يا خير من سئل و خير من دعي و خير من تذللت له الوجوه و رفعت إليه الأيدي و دعي بالألسن و شخصت إليه الأبصار و أمت إليه القلوب و نقلت إليه الأقدام و تحوكم إليه في الأعمال إلهي و أنا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها و كل أسمائك بهي بل أسألك بأسمائك كلها أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تركسهم على أم رءوسهم في زبيتهم و ترديهم في مهوى حفرتهم و ارمهم بحجرهم و ذكهم بمشاقصهم و اكببهم على مناخرهم و اخنقهم بوترهم و اردد كيدهم في نحورهم و أوبقهم بندامتهم حتى يستخذلوا و يتضاءلوا بعد نخوتهم و ينقمعوا و يخشعوا بعد استطالتهم أذلاء مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها و ترينا قدرتك فيهم و سلطانك عليهم و تأخذهم أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذك الأليم الشديد أخذ عزيز مقتدر فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب شديد المحال اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل إيرادهم عذابك الذي أعددته للظالمين من أمثالهم و الطاغين من نظرائهم و ارفع حلمك عنهم و احلل عليهم غضبك الذي لا يقوم له شيء و أمر في تعجيل ذلك بأمرك الذي لا يرد و لا يؤخر فإنك شاهد كل نجوى و عالم كل فحوى و لا تخفى عليك من أعمالهم خافية و لا يذهب
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 277
عنك من أعمالهم خائنة و أنت علام الغيوب عالم ما في الضمائر و القلوب اللهم و أسألك و أناديك بما ناداك به سيدي و سألك به نوح إذ قلت تباركت و تعاليت و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون أجل اللهم يا رب أنت نعم المجيب و نعم المدعو و نعم المسئول و نعم المعطي أنت الذي لا تخيب سائلك و لا تمل دعاء من أملك و لا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك و لا بقضائها لهم فإن قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف و أخف عليك و أهون من جناح بعوضة و حاجتي يا سيدي و مولاي و معتمدي و رجائي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي ذنبي فقد جئتك ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي و ركبني من مظالم عبادك ما لا يكفيني و لا يخلصني منه غيرك و لا يقدر عليه و لا يملكه سواك فامح يا سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي بل بقساوة قلبي و جمود عيني لا بل برحمتك التي وسعت كل شيء و أنا شيء فلتسعني رحمتك يا رحمان يا رحيم يا أرحم الراحمين لا تمتحني في هذه الدنيا بشيء من المحن و لا تسلط علي من لا يرحمني و لا تهلكني بذنوبي و عجل خلاصي من كل مكروه و ادفع عني كل ظلم و لا تهتك ستري و لا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب يا جزيل العطاء و الثواب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تحييني حياة السعداء و تميتني ميتة الشهداء و تقبلني قبول الأوداء و تحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلاطينها و فجارها و شرارها و محبيها و العاملين لها فيها و قني شر طغاتها و حسادها و باغي الشرك فيها حتى تكفيني مكر المكرة و تفقأ عني أعين الكفرة و تفحم عني ألسن الفجرة و تقبض لي على أيدي الظلمة و تؤمن لي كيدهم و تميتهم بغيظهم و تشغلهم بأسماعهم و أبصارهم و أفئدتهم و تجعلني من ذلك كله في أمنك و أمانك و حرزك و سلطانك و حجابك و كنفك و عياذك و جارك إن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 278
اللهم بك أعوذ و بك ألوذ و لك أعبد و إياك أرجو و بك أستعين و بك أستكفي و بك أستغيث و بك أستقدر و منك أسأل أن تصلي على محمد و آل محمد و لا تردني إلا بذنب مغفور و سعي مشكور و تجارة لن تبور و أن تفعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله فإنك أهل التقوى و أهل المغفرة و أهل الفضل و الرحمة إلهي و قد أطلت دعائي و أكثرت خطابي و ضيق صدري حداني على ذلك كله و حملني عليه علما مني بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين بل يكفيك عزم إرادة و أن يقول العبد بنية صادقة و لسان صادق يا رب فتكون عند ظن عبدك بك و قد ناجاك بعزم الإرادة قلبي فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقرن دعائي بالإجابة منك و تبلغني ما أملته فيك منة منك و طولا و قوة و حولا و لا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضائك جميع ما سألتك فإنه عليك يسير و خطره عندي جليل كثير و أنت عليه قدير يا سميع يا بصير إلهي و هذا مقام العائذ بك من النار و الهارب منك إليك من ذنوب تهجمته و عيوب فضحته فصل على محمد و آل محمد و انظر إلي نظرة رحمة أفوز بها إلى جنتك و اعطف علي عطفة أنجو بها من عقابك فإن الجنة و النار لك و بيدك و مفاتيحهما و مغاليقهما إليك و أنت على ذلك قادر و هو عليك هين يسير و افعل بي ما سألتك يا قدير و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حسبنا الله و نعم الوكيل.
قال علي بن حماد أخذت هذا الدعاء من أبي الحسن بن علي العلوي العريضي و اشترط علي أن لا أبذله لمخالف و لا أعطيه إلا لمن أعلم مذهبه و أنه من أولياء آل محمد ع و كان عندي أدعو به و إخواني ثم قدم علي إلى البصرة بعض قضاة الأهواز كان مخالفا و له علي أياد و كنت أحتاج إليه في بلده و أنزل عليه فقبض عليه السلطان فصادر و أخذ حظه بعشرين ألف درهم فرققت له و رحمته و دفعت إليه هذا الدعاء فدعا به فما استتم أسبوعا حتى أطلقه السلطان ابتداء و لم يلزمه شيئا مما أخذ به حظه و رده إلى بلده مكرما و شيعته إلى الأبلة «1»
______________________________
(1) الابلة- كعتلة- موضع بالبصرة، أحد جنان الدنيا. قاله الفيروزآبادي.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 279
و عدت إلى البصرة.
فلما كان بعد أيام طلبت الدعاء فلم أجده و فتشت كتبي كلها فلم أر له أثرا فطلبته من أبي المختار الحسيني و كانت عنده نسخة بها فلم يجده في كتبه فلم نزل نطلبه في كتبنا فلا نجده عشرين سنة فعلمت أن ذلك عقوبة من الله جل و عز لما بذلته لمخالف فلما كان بعد العشرين سنة وجدناه في كتبنا و قد فتشناها مرارا لا تحصى فآليت على نفسي ألا أعطيه إلا لمن أثق بدينه ممن يعتقد ولاية آل الرسول صلى الله عليه و عليهم بعد أن آخذ عليه العهد ألا يبذله إلا لمن يستحقه و بالله نستعين و عليه نتوكل «1».
باب 108 أدعية رفع الهموم و الأحزان و المخاوف و كشف الشدائد و ما يناسب ذلك و هو قريب من الباب السابق
1- دعوات الراوندي، قال النبي ص ما أصاب أحدا هم و لا حزن فقال اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم سميت به نفسك و أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي إلا أذهب الله همه و أنزل مكانه فرحا.
و عن زين العابدين ع قال: دخل رسول الله ص على نفر من أهله فقال أ لا أحدثكم بما يكون لكم خيرا من الدنيا و الآخرة و إذا كربتم و اغتممتم دعوتم الله عز و جل ففرج عنكم قالوا بلى يا رسول الله قال قولوا الله الله الله
______________________________
(1) مهج الدعوات ص 347- 366.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج92، ص: 280
ربنا ربنا لا نشرك به شيئا ثم ادعوا بما بدا لكم.
و عن أبي عبد الله ع قال: الأحزان أسقام القلوب كما أن الأمراض أسقام الأبدان فمن أصابه حزن أو بلاء فليقل اللهم إني أسألك يا مفجر الأنهار و مطعم الثمار يا من تسبح له ظلمة الليل و ضوء النهار و ما على الأرض و قعر البحار افتح لنا في ه
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.
زاد المعاد - مفتاح الجنان ؛ ؛ ص442
[دعاء الجوشن الصغير المبارك]
دعاء الجوشن الصغير المبارك بسم الله الرحمن الرحيم إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبة مديته، و أرهف لي شبا حده، و داف لي قواتل سمومه، و سدد نحوي صوائب سهامه و لم تنم عني عين حراسته، و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني زعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الحوائج و قصوري عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، و وحدتي في كثير ممن ناوأني و أرصد لي فيما لم أعمل فكري في الإرصاد لهم بمثله، فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرتك، و فللت لي شبا حده و خذلته بعد جمع عديده و حشده،
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 443
و أعليت كعبي عليه و وجهت ما سدد إلي من مكائده إليه، و رددته و لم يشف غليله و لم تبرد حزازات غيظه، و قد عض على أنامله و أدبر موليا قد أخفقت سراياه، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي أناة لا يعجل، صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من باغ بغاني بمكائده، و نصب لي أشراك مصائده، و وكل بي تفقد رعايته و أضبأ إلي إضباء السبع لطريدته، انتظارا لانتهاز فرصته، و هو يظهر لي بشاشة الملق و يبسط لي وجها غير طلق، فلما رأيت دغل سريرته و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملته، و أصبح مجلبا لي في بغيه أركسته لأم رأسه و أبنت بنيانه من أساسه، فصرعته في زبيته و رديته في مهوى حفرته، و جعلت خده طبقا لتراب رجله و شغلته في بدنه و رزقه و رميته بحجره و خنقته بوتره، و ذكيته بمشاقصه و كببته لمنخره، و رددت كيده في نحره و ربقته بندامته، و فتنته بحسرته، فاستخذأ و تضاءل بعد نخوته، و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته، و قد كدت يا رب لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين، إلهي و كم من حاسد شرق بحسرته، و شجى بغيظه، و سلقني بحد لسانه، و وخزني بموق عينه، و جعل عرضي غرضا لمراميه، و قلدني خلالا لم تزل فيه، فناديتك يا رب مستجيرا بك، واثقا بسرعة إجابتك، متوكلا على ما لم أزل أتعرفه من حسن دفاعك، عالما أنه لا يضطهد من أوى إلى ظل كنفك، و لن تقرع الحوادث من لجأ إلى معقل الانتصار بك، فحصنتني من بأسه بقدرتك، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل، صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين، إلهي و كم من سحائب مكروه جليتها و سماء نعمة مطرتها و جداول كرامة أجريتها، و أعين أحداث
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 444
طمستها، و ناشئة رحمة نشرتها، و جنة عافية ألبستها، و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدرتها، لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع منك إذ أردتها، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي أناة لا يعجل، صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين، و لآلائك من الذاكرين. إلهي و كم من ظن حسن حققت و من كسر إملاق جبرت، و من مسكنة فادحة حولت و من صرعة مهلكة نعشت و من مشقة أزحت لا تسأل يا سيدي عما تفعل و هم يسألون و لا ينقصك ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت، و لم تسأل فابتدأت، و استميح باب فضلك فما أكديت، أبيت إلا إنعاما و امتنانا، و إلا تطولا يا رب و إحسانا، و أبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك و اجتراء على معاصيك، و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك، لم يمنعك يا إلهي و ناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك، و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك. اللهم و هذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد و أقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عادتك عنده و إحسانك إليه فهب لي يا إلهي و سيدي من فضلك ما أريده سببا إلى رحمتك، و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك، و آمن به من سخطك، بعزتك و طولك و بحق نبيك محمد و الأئمة المعصومين صلواتك عليه و عليهم أجمعين فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين. إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب الموت، و حشرجة الصدر، و النظر إلى ما تقشعر منه الجلود، و تفزع له القلوب، و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنة و عويل، يتقلب في غمه لا يجد محيصا و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا و لا يستطيع ضرا و لا
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 445
نفعا و هو في حسرة و ندامة و أنا في صحة من البدن و سلامة من العيش كل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين. إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهدا مشفقا وجلا هاربا طريدا منحجزا في مضيق و مخبأة من المخابئ قد ضاقت عليه الأرض برحبها، و لا يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا، و أنا في أمن و أمان و طمأنينة و عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين. إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة لا يرحمونه، فقيدا من أهله و ولده منقطعا عن إخوانه و بلده، يتوقع كل ساعة بأي قتلة يقتل، و بأي مثلة يمثل به، و أنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين.
إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كل جانب بالسيوف و الرماح و آلة الحرب، يتقعقع في الحديد قد بلغ مجهوده و لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا و لا يجد مهربا، قد أدنف بالجراحات أو متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل، يتمنى شربة من ماء أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها و أنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل، صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين، إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج، يتوقع الغرق و الهلاك، لا يقدر على حيلة أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف، و أنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 446
على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين، إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح مسافرا شاخصا عن أهله و ولده و وطنه و بلده، متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام، وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا، أو متأذيا ببرد أو حر أو جوع أو عطش أو عري أو غيره من الشدائد مما أنا منه خلو و أنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين، إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح فقيرا عائلا عاريا مملقا مخفقا مجهودا مهجورا خائفا جائعا ظمآن، ينتظر من يعود عليه بفضل، أو عبد وجيه عندك هو أوجه مني عندك أو أشد عبادة لك، مغلولا مقهورا قد حمل ثقلا من تعب العناء و شدة العبودية و كلفة الرق و ثقل الضريبة، أو مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به إلا بمنك عليه، و أنا المخدوم المنعم المعافى المكرم في عافية مما هو فيه، فلك الحمد يا رب على ذلك كله من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين، إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح طريدا شريدا حيرانا متحيرا جائعا خائفا خاسرا في الصحاري و البراري قد أحرقه الحر و البرد و هو في ضر من العيش و ضنك من الحياة و ذل من المقام ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني يا أرحم الراحمين إلهي و مولاي و سيدي، و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلة و في لباسها يتقلب يمينا و شمالا، لا يعرف شيئا من لذة الطعام و لا من لذة الشراب، ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 447
و كرمك، فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل، صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين، و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح و قد دنا يومه من حتفه، و أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات الموت و حياضه، تدور عيناه يمينا و شمالا ينظر إلى أحبائه و أودائه و أخلائه قد منع من الكلام و حجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين. إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضائق الحبوس و السجون و كربها و ذلها و حديدها تتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أي حال يفعل به و أي مثلة يمثل به فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي أناة لا يعجل، صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين. إلهي و مولاي و سيدي كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أحباءه و أوداءه و أخلاءه و أمسى أسيرا حقيرا ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء يتداولونه يمينا و شمالا قد حصر في المطامير و ثقل بالحديد، لا يرى شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها، ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 448
برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدنيا للرغبة فيها إلى أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها فقد ركب الفلك و كسرت به و هو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفار و الأعداء و أخذته الرماح و السيوف و السهام و جدل صريعا و قد شربت الأرض من دمه و أكلت السباع و الطير من لحمه و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني يا لا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي و عزتك يا كريم لأطلبن مما لديك، و لألحن عليك و لألجأن إليك و لأمدن يدي نحوك مع جرمها إليك فبمن أعوذ يا رب و بمن ألوذ، لا أحد لي إلا أنت، أ فتردني و أنت معولي و عليك متكلي، أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلت، و على الأرض فاستقرت، و على الجبال فرست، و على الليل فأظلم، و على النهار فاستنار، أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي حوائجي كلها و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها، و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين. مولاي بك استعنت فصل على محمد و آل محمد و أعني، و بك استجرت فصل على محمد و آل محمد و أجرني، و أغنني بطاعتك عن طاعة عبادك، و بمسألتك عن مسألة خلقك و انقلني من ذل الفقر إلى عز الغنى، و من ذل المعاصي إلى عز
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 449
الطاعة، فقد فضلتني على كثير من خلقك جودا منك و كرما، لا باستحقاق مني.
إلهي فلك الحمد على ذلك كله صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين (ثم تسجد و تقول): سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز الجليل، سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي، سجد وجهي الفقير لوجهك الغني الكبير، سجد وجهي و سمعي و بصري و لحمي و دمي و جلدي و عظمي و ما أقلت الأرض مني لله رب العالمين، اللهم عد على جهلي بحلمك، و على فقري بغناك، و على ذلي بعزك و سلطانك، و على ضعفي بقوتك، و على خوفي بأمنك و على ذنوبي و خطاياي بعفوك و رحمتك يا رحمن يا رحيم، اللهم إني أدرأ بك في نحر (فلان ابن فلان) و أعوذ بك من شره فاكفنيه بما كفيت به أنبياءك و أولياءك و صالحي عبادك من فراعنة خلقك و طغاة عداتك و شر جميع خلقك برحمتك يا أرحم الراحمين، إنك على كل شيء قدير و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين و الحمد لله رب العالمين ..
[دعاء اعتصام القاموس]
دعاء اعتصام القاموس بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم اللهم طهر قلبي من الشك و الرياء و زين لساني بالشكر و الثناء يا قمطائيل يا عمطائيل يا طمطائيل يا طلمطائيل يا طنقائيل يا عطفيائيل يا سمطائيل يا مصلليائيل أ فحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون اللهم افتح أبواب السماء بأبدال الروحانيات الموكلات على قراءة الأسماء و الدعوات السائلات مع البركات يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات يا عالم الخفيات يا منزل البركات يا رفيع الدرجات يا غافر الخطيئات ربنا عليك توكلنا و إليك المصير.
زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص: 450
[دعاء القاموس الكبير]
دعاء القاموس الكبي
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، زاد المعاد - مفتاح الجنان، 1جلد، موسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت، چاپ: اول، 1423 ق.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ؛ ج2 ؛ ص232
«» 28 باب نوادر ما يتعلق بأبواب الكفن
1876- «1» الشيخ إبراهيم الكفعمي رحمه الله في جنة الأمان، عن السجاد زين العابدين عن أبيه عن جده ع عن النبي ص قال: نزل جبرئيل على النبي ص في بعض غزواته و عليه جوشن « (1)» ثقيل آلمه ثقله فقال يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك اخلع هذا الجوشن و اقرأ هذا الدعاء فهو أمان لك و لأمتك إلى أن قال و من كتبه على كفنه استحى الله أن يعذبه بالنار إلى أن قال قال الحسين
______________________________
الباب- 27
1- المقنع ص 18.
(1) الذريرة بفتح الذال: هو فتات قصب الطيب (مجمع البحرين ج 3 ص 306).
(2) تقدم في الحديث 4 من الباب 12 من هذه الأبواب.
الباب- 28
1- جنة الأمان (المصباح) هامش ص 246، و عنه في البحار ج 81 ص 331 ح 32.
(1) الجوشن: الدرع، و الحديد الذي يلبس من السلاح على الصدر (لسان العرب- جشن- ج 13 ص 88).
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج2، ص: 233
ع أوصاني أبي ع بحفظ هذا الدعاء و تعظيمه و أن أكتبه على كفنه و أن أعلمه أهلي و أحثهم عليه ثم ذكر الجوشن الكبير:
و رواه في البلد الأمين، « (2)» بهذا السند: و زاد فيه و من كتب في جام بكافور أو مسك ثم غسله و رشه على كفن ميت أنزل الله تعالى في قبره ألف نور و آمنه من هول منكر و نكير و رفع عنه عذاب القبر و يدخل كل يوم سبعون ألف ملك إلى قبره يبشرونه بالجنة و يوسع عليه قبره مد بصره
قال المجلسي رحمه الله في البحار « (3)» بعد نقل ما نقلنا و من الغريب أن السيد بن طاوس رحمه الله بعد ما أورد الجوشن الصغير المفتتح
بقوله ع إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته
في كتاب مهج الدعوات « (4)» قال خبر دعاء الجوشن و فضله و ما لقارئه و حامله من الثواب بحذف الإسناد عن مولانا و سيدنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين و ذكر نحوا مما رواه الكفعمي في فضل الجوشن الكبير و ساق الحديث إلى أن قال
قال جبرئيل يا نبي الله لو كتب إنسان هذا الدعاء في جام بكافور و مسك و غسله و رش ذلك على كفن ميت أنزل الله عليه في قبره مائة ألف نور و يدفع الله عنه هول منكر و نكير و يأمن من عذاب القبر و يبعث الله إليه في قبره سبعين ألف ملك مع كل ملك
______________________________
(2) البلد الأمين ص 326 و قد نقل الدعاء دون السند، و لعله كان في نسختي المصنف و المجلسي (رحمهما الله)، فتأمل.
(3) البحار ج 81 ص 331 ح 32.
(4) مهج الدعوات ص 227.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج2، ص: 234
طبق من النور ينثرونه عليه و يحملونه إلى الجنة و يقولون له إن الله تبارك و تعالى أمرنا بهذا و نؤنسك إلى يوم القيامة و يوسع الله عليه في قبره مد بصره و يفتح له بابا إلى الجنة و يوسدونه مثل العروس في حجلتها « (5)» من حرمة هذا الدعاء و عظمته و يقول الله تعالى إنني أستحي من عبد يكون هذا الدعاء على كفنه و ساقه إلى قوله قال الحسين بن علي ص أوصاني أبي أمير المؤمنين ع وصية عظيمة بهذا الدعاء و قال لي يا بني اكتب هذا الدعاء على كفني و قال الحسين ع فعملت كما أمرني أبي
. أقول ظهر لي من بعض القرائن أن هذا ليس من السيد رحمه الله و ليس هذا إلا شرح الجوشن الكبير و كان كتب الشيخ أبو طالب بن رجب هذا الشرح من كتب جده السعيد تقي الدين الحسن بن داود لمناسبة لفظ الجوشن و اشتراكهما في هذا اللقب في حاشية الكتاب فأدخله النساخ في المتن. قلت الموجود فيما حضرنا من نسخ المهج بعد ذكر الجوشن الصغير ما لفظه يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود رحمه الله يتضمن مهج الدعوات و غيره بغير هذه الرواية و الخبر متقدم على الدعاء المذكور فأحببت إثباته في هذا المكان ليعلم فضل الدعاء المذكور و هذا صفة ما وجدته بعينه دعاء الجوشن و فضله .. إلخ. و صريحه أن الجوشن الصغير كان مكتوبا في الموضع الذي أشار
______________________________
(5) الحجلة: بيت يزين بالثياب و الاسرة و الستور. (لسان العرب- حجل- ج 11 ص 144).
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج2، ص: 235
إليه بعد هذا الشرح فلا اشتباه للناسخ و لا للشيخ المذكور و إن كان و لا بد فهو من صاحب الكتاب المذكور و لا أظن المجلسي رحمه الله وجد قرينة غير ما ذكرنا فالاحتياط يقتضي التوسل بكليهما
________________________________________
نورى، حسين بن محمد تقى، مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، 28جلد، مؤسسة آل البيت عليهم السلام - قم، چاپ: اول، 1408ق.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ؛ ج5 ؛ ص260
5824- «5» الصدوق في العيون، عن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد الوراق عن علي بن هارون عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن أبيه عن علي بن يقطين قال: أنهي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره إلى أن قال فمد « (1)» ع يده إلى السماء فقال- إلهي « (2)» كم من عدو شحذ لي ظبة مديته « (3)» الدعاء قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد [عليه] « (4)» بموت موسى بن المهدي الخبر
________________________________________
نورى، حسين بن محمد تقى، مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، 28جلد، مؤسسة آل البيت عليهم السلام - قم، چاپ: اول، 1408ق.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة) ؛ ج1 ؛ ص376
«و يكتب (إلى قوله) إلا الله» الموجود عندنا في الأخبار أن الصادق عليه السلام كتب على حاشية كفن ابنه إسماعيل: إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله، و يمكن إطلاق الكفن على الثلاثة، لكن الجريدة التي ذكرها الصدوق و تبعه الأصحاب و غيرها من العمامة، و كتابة شهادة الرسالة و الإمامة و غيرها و كونها بالتربة و غير ذلك مما هو مذكور في الكتب لم نطلع على مستندها و لعله يكون لهم، و روى الكفعمي كتابة الجوشن الكبير، و السيد ابن طاوس كتابة الجوشن الصغير على الكفن «و يلفها جميعا» حتى يفرغ من الغسل
________________________________________
مجلسى، محمدتقى بن مقصودعلى، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة)، 14جلد، مؤسسه فرهنگى اسلامى كوشانبور - قم، چاپ: دوم، 1406 ق.
بحار الأنوار (ط - بيروت) المدخل 47 (مؤلفاته بالفارسية) ..... ص : 46
29- في البداء 30- رسالة في الجبر و التفويض 31- رسالة في النكاح 32- رسالة صواعق اليهود في الجزية و أحكام الدية 33- رسالة في السهام 34- رسالة في زيارة أهل القبور 35- مناجاتنامه 36- شرح دعاء الجوشن الكبير 37- إنشاءات كتبها بعد المراجعة من المشهد الغري في الشوق إليه 38- كتاب مشكاة الأنوار في آداب قراءة القرآن و الدعاء و شروطهما 39- ترجمة عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى مالك الأشتر 40- ترجمة فرحة الغري لابن طاوس 41- ترجمة توحيد المفضل 42- ترجمة توحيد الرضا عليه السلام 43- ترجمة حديث رجاء بن أبي الضحاك، ألفهما في طريق خراسان 44- ترجمة زيارة الجامعة 45- ترجمة دعاء كميل 46- ترجمة دعاء المباهلة 47- ترجمة دعاء السمات 48- ترجمة دعاء الجوشن الصغير 49- ترجمة حديث عبد الله بن جندب 50- ترجمة قصيدة دعبل 51- ترجمة حديث ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع:
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج78 331 باب 9 التكفين و آدابه و أحكامه ..... ص : 311
و من الغرائب أن السيد بن طاوس قدس الله روحه بعد ما أورد الجوشن الصغير المفتتح بقوله إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج91 327 باب 45 بعض أدعية موسى بن جعفر صلوات الله عليه و أحرازه و عوذاته ..... ص : 317
ق، الكتاب العتيق الغروي أبو المفضل الشيباني بالإسناد المذكور مثله أقول وجدت في نسخ المهج بعد إتمام شرح الجوشن ما هذا لفظه و من ذلك الشرح المعروف بدعاء الجوشن يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود بغير هذه الرواية فأحببت إثباته في هذا المكان ثم ذكر الخبر الذي أوردناه في شرح دعاء الجوشن الصغير و هذا ليس من كلام السيد ابن طاوس و إنما زاده ابن الشيخ رجب و لعله روي في كليهما و إن كان الظاهر أنه اشتبه على هذا الشيخ.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج91 397 باب 52 الاحتجابات المروية عن الرسول و الأئمة صلوات الله و سلامه عليه و عليهم أجمعين و ما يناسب ذلك من الأدعية المعروفة و الأحراز المشهورة و فيه ذكر دعاء الجوشن الكبير و الصغير و ما شاكلهما أيضا ..... ص : 372
(2) قد مر الإشارة الى ذلك في ص 327 و أنه قد اشتبه عليه دعاء الجوشن الصغير بالكبير و دعاء الجوشن الكبير غير مذكور في المهج.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج102 52 الصنف الثاني مؤلفاته بالفارسية. ..... ص : 48
ترجمة دعاء الجوشن الصغير مائة بيت.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج110 292 الباب الخامس و الأربعون بعض أدعية موسى بن جعفر صلوات الله عليهما و أحرازه و عوذاته 317 ..... ص : 292
دعاء الجوشن الصغير 320
زاد المعاد - مفتاح الجنان 442 دعاء الجوشن الصغير المبارك ..... ص : 442
[دعاء الجوشن الصغير المبارك]
زاد المعاد - مفتاح الجنان 442 دعاء الجوشن الصغير المبارك ..... ص : 442
دعاء الجوشن الصغير المبارك بسم الله الرحمن الرحيم إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبة مديته، و أرهف لي شبا حده، و داف لي قواتل سمومه، و سدد نحوي صوائب سهامه و لم تنم عني عين حراسته، و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني زعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الحوائج و قصوري عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، و وحدتي في كثير ممن ناوأني و أرصد لي فيما لم أعمل فكري في الإرصاد لهم بمثله، فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرتك، و فللت لي شبا حده و خذلته بعد جمع عديده و حشده،
زاد المعاد - مفتاح الجنان 590 فهرس كتاب مفتاح الجنان ..... ص : 590
دعاء الجوشن الصغير 442
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ج2 233 28 باب نوادر ما يتعلق بأبواب الكفن ..... ص : 232
قال المجلسي رحمه الله في البحار بعد نقل ما نقلنا و من الغريب أن السيد بن طاوس رحمه الله بعد ما أورد الجوشن الصغير المفتتح
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ج2 234 28 باب نوادر ما يتعلق بأبواب الكفن ..... ص : 232
. أقول ظهر لي من بعض القرائن أن هذا ليس من السيد رحمه الله و ليس هذا إلا شرح الجوشن الكبير و كان كتب الشيخ أبو طالب بن رجب هذا الشرح من كتب جده السعيد تقي الدين الحسن بن داود لمناسبة لفظ الجوشن و اشتراكهما في هذا اللقب في حاشية الكتاب فأدخله النساخ في المتن. قلت الموجود فيما حضرنا من نسخ المهج بعد ذكر الجوشن الصغير ما لفظه يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود رحمه الله يتضمن مهج الدعوات و غيره بغير هذه الرواية و الخبر متقدم على الدعاء المذكور فأحببت إثباته في هذا المكان ليعلم فضل الدعاء المذكور و هذا صفة ما وجدته بعينه دعاء الجوشن و فضله .. إلخ. و صريحه أن الجوشن الصغير كان مكتوبا في الموضع الذي أشار
الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول المقدمة 328 الأثر ..... ص : 319
هي موضع الخبء، كمدرسة و مدارس. و هذا النص مأخوذ من دعاء الجوشن الصغير الذي دعا به الإمام موسى الكاظم حين اهلك الله موسى الهادي العباسي حين أراد بالإمام شرا.
الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول المقدمة 328 الأثر ..... ص : 319
(4) مهج الدعوات: 222 «دعاء الجوشن الصغير».
الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول ج1 66 خجأ ..... ص : 66
(2) مهج الدعوات: 222 «دعاء الجوشن الصغير».
الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول ج1 130 الأثر ..... ص : 130
و انظر شرح هذه الفقرة في رياض السالكين 7: 271، مهج الدعوات 220، دعاء الجوشن الصغير.