بسم الله الرحمن الرحیم

فهرست مباحث علوم قرآنی
فهرست القرائات
قراءات مخالف مصحف عثمان در صحیحین بخاری و مسلم
ابن شنبوذ
نظیر ابن شنبوذ
مصحف ابن مسعود-كفى اللّه المؤمنين القتال بعلىّ بن ابى طالب
صراط علي مستقيم

مخالفت با مصحف عثمان در صحیحین

١.والذکر و الانثی

صحیح بخاری

٤٩٤٤ - حدثنا ‌عمر، حدثنا ‌أبي ، حدثنا ‌الأعمش، عن ‌إبراهيم قال: «قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم يحفظ؟ وأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: {والليل إذا يغشى}؟ قال علقمة: (والذكر والأنثى)، قال: أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم[1]».

 

تعلیقه بغا:

(والذكر والأنثى) القراءة المتواترة {وما خلق الذكر والأنثى}. /الليل: ٣/[2].

 

٤٩٤٣ - حدثنا ‌قبيصة بن عقبة، حدثنا ‌سفيان، عن ‌الأعمش، عن ‌إبراهيم، عن ‌علقمة قال: «دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشأم، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا، فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم، قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي، فقال: اقرأ، فقرأت: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} (والذكر والأنثى) قال: آنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبون علينا[3]».

 

٣٧٦١ - حدثنا ‌موسى، عن ‌أبي عوانة، عن ‌مغيرة، عن ‌إبراهيم، عن ‌علقمة : «دخلت الشأم فصليت ركعتين، فقلت: اللهم يسر لي جليسا، فرأيت شيخا مقبلا، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب، قال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة، أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان، أولم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، كيف قرأ ابن أم عبد: {والليل} فقرأت: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} (والذكر والأنثى) قال أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم، فاه إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني[4]».

 

٣٥٥٠ - حدثنا موسى، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة:

دخلت الشأم فصليت ركعتين، فقلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فرأيت شيخا مقبلا، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب، قال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة، أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان، أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، كيف قرأ ابن أم عبد: {والليل إذا يغشى}. فقرأت: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى}. قال أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم، فاه إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني.

[ر: ٣١١٣][5]

 

وحدثنا ‌أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: «ذهب علقمة إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين، فقال: اللهم ارزقني جليسا، فقعد إلى أبي الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قال من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره؟ يعني: حذيفة، أليس فيكم أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان؟ يعني: عمارا، أوليس فيكم صاحب السواك والوساد؟ يعني: ابن مسعود، ٦٢٧٨ (م) - كيف كان عبد الله يقرأ {والليل إذا يغشى} قال: (والذكر والأنثى) فقال: ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم[6]

 

٣٧٤٣ - حدثنا ‌سليمان بن حرب: حدثنا ‌شعبة، عن ‌مغيرة، عن ‌إبراهيم قال «ذهب علقمة» إلى الشأم، فلما دخل المسجد قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فجلس إلى أبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، يعني حذيفة، قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، يعني من الشيطان، يعني عمارا، قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السواك أو السرار، قال: بلى، قال: كيف كان عبد الله يقرأ: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} قلت: (والذكر والأنثى) قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم[7].

 

٣٧٤٢ - حدثنا ‌مالك بن إسماعيل: حدثنا ‌إسرائيل، عن ‌المغيرة، عن ‌إبراهيم، عن ‌علقمة قال: «قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلم أحد غيره، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى} فقرأت عليه: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} (والذكر والأنثى) قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في[8]».

 

 

قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أو ليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان - يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم - أو ليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى}. فقرأت عليه: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى}. قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في.

(ابن أم عبد) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (صاحب النعلين) الذي كان يحمل نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعاهدهما. (الوساد) الوسادة والمخدة. (المطهرة) الإناء الذي يوضع فيه الماء ليطهر به، وكان ابن مسعود رضي الله عنه هو الذي يتولى هذه الأمور وتهيئتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (صاحب السر) أراد به حذيفة رضي الله عنه، وكان أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين وأحوالهم، وأطلعه على بعض ما يجري لهذه الأمة بعده، وجعل ذلك سرا بينه وبينه. (يغشى) يغطي كل شيء بظلمته. (تجلى) بان وظهر بزوال الظلمة. (والذكر والأنثى) أي بدون: {وما خلق}. وهذا خلاف القراءة المتواترة، والمشهور والمتواتر هو المتعمد. /الليل ١ - ٣/. (من فيه إلى في) أي مشافهة بدون واسطة، ويقصد أنه قرأها هكذا[9].

 

صحیح مسلم

٢٨٢ - (٨٢٤) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. (واللفظ لأبي بكر) قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة. قال:

قدمنا الشام. فأتانا أبو الدرداء فقال: أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله؟ فقلت: نعم. أنا. قال: فكيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية؟ {والليل إذا يغشى}. قال: سمعته يقرأ: والليل إذا يغشى والذكر والأنثى قال: وأنا والله! هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها. ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ: وما خلق. فلا أتابعهم[10].

 

فتح الباری

قوله باب والنهار إذا تجلى

ذكر فيه الحديث الآتي في الباب الذي بعده وسقطت الترجمة لأبي ذر والنسفي قوله باب وما خلق الذكر والأنثى حدثنا عمر هو بن حفص بن غياث ووقع لأبي ذر حدثنا عمر بن حفص

[٤٩٤٤] قوله قدم أصحاب عبد الله أي بن مسعود على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم يقرأ علي قراءة عبد الله قالوا كلنا قال فأيكم أحفظ وأشاروا إلى علقمة هذا صورته الإرسال لأن إبراهيم ما حضر القصة وقد وقع في رواية سفيان عن الأعمش في الباب الذي قبله عن إبراهيم عن علقمة فتبين أن الإرسال في هذا الحديث ووقع في رواية الباب عند أبي نعيم أيضا ما يقتضي أن إبراهيم سمعه من علقمة وقوله في آخره وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم ووقع في رواية داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة في هذا الحديث وإن هؤلاء يريدونني أن أزول عما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون لي اقرأ وما خلق الذكر والأنثى وإني والله لا أطيعهم أخرجه مسلم وبن مردويه وفي هذا بيان واضح أن قراءة بن مسعود كانت كذلك والذي وقع في غير هذه الطريق أنه قرأ والذي خلق الذكر والأنثى كذا في كثير من كتب القراءات الشاذة وهذه القراءة لم يذكرها أبو عبيد الا عن الحسن البصري وأما بن مسعود فهذا الإسناد المذكور في الصحيحين عنه من أصح الأسانيد يروي به الأحاديث قوله كيف سمعته أي بن مسعود يقرأ والليل إذ يغشى قال علقمة والذكر والأنثى في رواية سفيان فقرأت والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى وهذا صريح في أن بن مسعود كان يقرؤها كذلك وفي رواية إسرائيل عن مغيرة في المناقب والليل إذا يغشى والذكر والأنثى بحذف والنهار إذا تجلى كذا في رواية أبي ذر وأثبتها الباقون قوله وهؤلاء أي أهل الشام يريدونني على أن اقرأ وما خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم هذا أبين من الرواية التي قبلها حيث قال وهؤلاء يأبون علي ثم هذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر هنا ومن عداهم قرؤوا وما خلق الذكر والأنثى وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن بن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة ثم لم يقرأ بها أحد منهم وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت[11]

 

2. من نبی و لا محدث

قرائت ولامحدث از ابی بن کعب به نقل بیهقی و از ابن مسعود به نقل فتح البیان قنوجی و از ابن عباس به نقل کثیرین، و بخاری برای دفاع از محدث بودن عمر این قرائت ابن عباس را نقل کرده است:

 

3689 - حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد، فإنه عمر» زاد زكرياء بن أبي زائدة، عن سعد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال، يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر» قال ابن عباس رضي الله عنهما: «من نبي ولا محدث[12]»

__________

[تعليق مصطفى البغا]

3486 (3/1349) -[ ر 3282]

3. و رهطک منهم المخلصین

صحیح بخاری

٤٦٨٧ - حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمرو ابن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: (يا صباحاه). فقالوا: من هذا، فاجتمعوا إليه، فقال: (أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي). قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). قال أبو لهب: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام. فنزلت: {تبت يدا أبي لهب وتب}. وقد تب. هكذا قرأها الأعمش يومئذ.

[ر: ١٣٣٠]

(ورهطك مهم المخلصين) تفسير لقوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} أو: هي قراءة شاذة، وقيل: كانت قراءة ثم نسخت. (هكذا قرأها) أي زاد: وقد تب[13].

 

صحیح مسلم

٣٥٥ - (٢٠٨) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. حدثنا أبو أسامة عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [٢٦/الشعراء/ الآية-٢١٤] ورهطك منهم المخلصين. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا. فهتف "يا صباحاه! " فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد. فاجتمعوا إليه، فقال "يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني عبد مناف! يا بني عبد المطلب! " فاجتمعوا إليه فقال "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ " قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". قال فقال أبو لهب: تبا لك! أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام. فنزلت هذه السورة: {تبت يدا أبي لهب و قد تب} [١١١/المسد/ الآية-١]. كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة.

(ورهطك منهم المخلصين) قال الإمام النووي: الظاهر أن هذا كان قرآنا أنزل ثم نسخت تلاوته. ولم تقع هذه الزيادة في روايات البخاري. (بسفح) سفح الجبل هو أسفله، وقيل: عرضه. (تبت يدا أبي لهب) قال الراغب: التب والتباب الاستمرار في الخسران. وتبت يدا أبي لهب أي استمرت في خسرانه. (تب) قال النووي: معنى تب خسر. (كذا قرأ الأعمش) معناه أن الأعمش زاد لفظه قد بخلاف القراءة المشهورة[14].

 

فتح الباری

[٤٧٧٠] قوله عن بن عباس قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين هذا من مراسيل الصحابة وبذلك جزم الإسماعيلي لأن أبا هريرة إنما أسلم بالمدينة وهذه القصة وقعت بمكة وبن عباس كان حينئذ إما لم يولد وإما طفلا ويؤيد الثاني نداء فاطمة فإنه يشعر بأنها كانت حينئذ بحيث تخاطب بالأحكام وقد قدمت في باب من انتسب إلى آبائه في أوائل السيرة النبوية احتمال أن تكون هذه القصة وقعت مرتين لكن الأصل عدم تكرار النزول وقد صرح في هذه الرواية بأن ذلك وقع حين نزلت نعم وقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال لما نزلت وأنذر عشيرتك جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم ونساءه وأهله فقال يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم يا عائشة بنت أبي بكر يا حفصة بنت عمر يا أم سلمة فذكر حديثا طويلا فهذا إن ثبت دل على تعدد القصة لأن القصة الأولى وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب أنه صعد الصفا ولم تكن عائشة وحفصة وأم سلمة عنده ومن أزواجه إلا بالمدينة فيجوز أن تكون متأخرة عن الأولى فيمكن أن يحضرها أبو هريرة وبن عباس أيضا ويحمل قوله لما نزلت جمع أي بعد ذلك لا أن الجمع وقع على الفور ولعله كان نزل أولا وأنذر عشيرتك الأقربين فجمع قريشا فعم ثم خص كما سيأتي ثم نزل ثانيا ورهطك منهم المخلصين فخص بذلك بني هاشم ونساءه والله أعلم وفي هذه الزيادة تعقب على النووي حيث قال في شرح مسلم إن البخاري لم يخرجها أعني ورهطك منهم المخلصين اعتمادا على ما في هذه السورة وأغفل كونها موجودة عند البخاري في سورة تبت قوله لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين زاد في تفسير تبت من رواية أبي أسامة عن الأعمش بهذا السند ورهطك منهم المخلصين وهذه الزيادة وصلها الطبري من وجه آخر عن عمرو بن مرة أنه كان يقرؤها كذلك قال القرطبي لعل هذه الزيادة كانت قرآنا فنسخت تلاوتها ثم استشكل ذلك بأن المراد إنذار الكفار والمخلص صفة المؤمن والجواب عن ذلك أنه لا يمتنع عطف الخاص على العام فقوله وأنذر عشيرتك عام فيمن آمن منهم ومن لم يؤمن ثم عطف عليه الرهط المخلصين تنويها بهم وتأكيدا[15]

۴. تبّت یدا ابی لهب و قد تب

صحیح بخاری

٤٦٨٧ - حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمرو ابن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: (يا صباحاه). فقالوا: من هذا، فاجتمعوا إليه، فقال: (أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي). قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). قال أبو لهب: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام. فنزلت: {تبت يدا أبي لهب وتب}. وقد تب. هكذا قرأها الأعمش يومئذ.

[ر: ١٣٣٠]

(ورهطك مهم المخلصين) تفسير لقوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} أو: هي قراءة شاذة، وقيل: كانت قراءة ثم نسخت. (هكذا قرأها) أي زاد: وقد تب[16].

 

صحیح مسلم

5٣٥٥ - (٢٠٨) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. حدثنا أبو أسامة عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: لما نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [٢٦/الشعراء/ الآية-٢١٤] ورهطك منهم المخلصين. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا. فهتف "يا صباحاه! " فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد. فاجتمعوا إليه، فقال "يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني عبد مناف! يا بني عبد المطلب! " فاجتمعوا إليه فقال "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ " قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". قال فقال أبو لهب: تبا لك! أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام. فنزلت هذه السورة: {تبت يدا أبي لهب و قد تب} [١١١/المسد/ الآية-١]. كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة.

(ورهطك منهم المخلصين) قال الإمام النووي: الظاهر أن هذا كان قرآنا أنزل ثم نسخت تلاوته. ولم تقع هذه الزيادة في روايات البخاري. (بسفح) سفح الجبل هو أسفله، وقيل: عرضه. (تبت يدا أبي لهب) قال الراغب: التب والتباب الاستمرار في الخسران. وتبت يدا أبي لهب أي استمرت في خسرانه. (تب) قال النووي: معنى تب خسر. (كذا قرأ الأعمش) معناه أن الأعمش زاد لفظه قد بخلاف القراءة المشهورة[17].

۵. و تجعلون شکرکم انکم تکذبون

صحیح بخاری

٢٧ - باب: قول الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} / الواقعة: ٨٢/.

قال ابن عباس: شكركم[18].

 

فتح الباری

قال بن عباس شكركم يحتمل أن يكون مراده أن بن عباس قرأها كذلك ويشهد له ما رواه سعيد بن منصور عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه كان يقرأ وتجعلون شكركم أنكم تكذبون وهذا إسناد صحيح ومن هذا الوجه أخرجه بن مردويه في التفسير المسند وروى مسلم من طريق أبي زميل عن بن عباس قال مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث زيد بن خالد في الباب وفي آخره فأنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم إلى قوله تكذبون وعرف بهذا مناسبة الترجمة وأثر بن عباس لحديث زيد بن خالد وقد روي نحو أثر بن عباس المعلق مرفوعا من حديث علي لكن سياقه يدل على التفسير لا على القراءة أخرجه عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي مرفوعا وتجعلون رزقكم قال تجعلون شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا وقد قيل في القراءة المشهورة حذف تقديره وتجعلون شكر رزقكم وقال الطبري المعنى وتجعلون الرزق الذي وجب عليكم به الشكر تكذيبكم به وقيل بل الرزق بمعنى الشكر في لغة أزد شنوءة نقله الطبري عن الهيثم بن عدي[19]

 

6. تبتغوا فضلا من ربکم فی مواسم الحج

١٧٧٠ - حدثنا ‌عثمان بن الهيثم: أخبرنا ‌ابن جريج: قال ‌عمرو بن دينار : قال ‌ابن عباس رضي الله عنهما: «كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك، حتى نزلت: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} في مواسم الحج[20]».

 

٢٠٩٨ - حدثنا ‌علي بن عبد الله : حدثنا ‌سفيان، عن ‌عمرو ، عن ‌ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها، فأنزل الله: {ليس عليكم جناح} في مواسم الحج، قرأ ابن عباس كذا[21]

 

٢٠٥٠ - حدثنا ‌عبد الله بن محمد: حدثنا ‌سفيان، عن ‌عمرو ، عن ‌ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فلما كان الإسلام فكأنهم تأثموا فيه، فنزلت: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} في مواسم الحج، قرأها ابن عباس[22]

 

١٦٨١ - حدثنا عثمان بن الهيثم: أخبرنا ابن جريج: قال عمرو بن دينار: قال ابن عباس رضي الله عنهما:

كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك، حتى نزلت: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}. في مواسم الحج.

[١٩٤٦، ١٩٩٢، ٤٢٤٧]

(ذو المجاز) اسم سوق للعرب في الجاهلية، كان إلى جانب عرفة، وقيل في منى. (عكاظ) اسم سوق كان بناحية مكة. (متجر) مكان تجارتهم. (جناح) إثم. (تبتغوا) تطلبوا. (فضلا) رزقا منه وعطاء وربحا في التجارة. /البقرة: ١٩٨/. (في مواسم الحج) هذه الجملة ليست من القراءة المتواترة، بل هي قراءة ابن عباس رضي الله عنهما، وهي تفسير منه للآية على ما يبدو[23].

 

١٩٤٥ - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فلما كان الإسلام فكأنهم تأثموا فيه، فنزلت: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج}. قرأها ابن عباس.

[ر: ١٦٨١]

(أسواقا) يتاجرون فيها في موسم الحج. (تأثموا فيه) اجتنبوا التجارة في موسم الحج احترازا عن الإثم، وخشية أن يذهب الأجر. (مواسم) جمع موسم، وهو وقت الاجتماع للتجارة ونحوها، سمي بذلك لأنه معلم يجتمع الناس إليه. (قرأها .. ) أي قرأ هذه اللفظة "في مواسم الحج" في جملة القرآن، وهو خلاف المشهور، فهي قراءة شاذة ولها حكم حديث الآحاد، فتكون تفسيرا للآية، وليست بقرآن[24].

٧. کان امامهم ملک

صحیح بخاری

٢٥٧٨ - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبره قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، يزيد أحدهما على صاحبه، وغيرهما، قد سمعته يحدثه، عن سعيد بن جبير قال: إنا لعند ابن عباس رضي الله عنهما، قال: حدثني أبي بن كعب قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (موسى رسول الله). فذكر الحديث. قال: (ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، كانت الأولى نسيانا، والوسطى شرطا، والثالثة عمدا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، لقيا غلاما فقتله، فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه). قرأها ابن عباس: أمامهم ملك.

[ر: ٧٤]

(الأولى) اعتراضه على خرق السفينة. (نسيانا) للشرط عليه أن لا يسأله عن شيء حتى يخبره عنه. (الوسطى) اعتراضه على قتل الصبي. (شرطا) سببا للشرط الذي شرطه على نفسه وهو قوله: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني}. /الكهف: ٧٦/. وكان ذلك من موسى عليه السلام شرطا بالقول، لم يقع عليه إشهاد ولا كتابة، وهذه مناسبة إيراد الحديث في الباب. (الثالثة) اعتراضه على بناء الجدار دون أخذ أجرة عليه. (عمدا) قصدا. (ترهقني) تحملني ما فيه مشقة علي. (عسرا) صعوبة شديدة. (أمامهم ملك) قدامهم، وهي قراءة شاذة، لا تصح بها الصلاة، ولا تعتبر قرآنا، وتصلح حجة في التفسير واستنباط الأحكام، إذا وصلتنا بسند صحيح. والقراءة المتواترة: {وراءهم}[25].

 

٤٤٥٠ - حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس:

إن نوفا البالكي يزعم: أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: كذب عدو الله. حدثنا أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فقيل له: أي الناس أعلم؟ قال: أنا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى إليه: بلى، عبد من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: أي رب، كيف السبيل إليه؟ قال: تأخذ حوتا في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فاتبعه، قال: فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون، ومعهما الحوت، حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها، قال: فوضع موسى رأسه فنام. قال سفيان: وفي حديث غير عمرو قال: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة، لا يصيب من مائها شيء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين، قال: فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر، فلما استيقظ موسى قال لفتاه: {آتنا غداءنا}. الآية، قال: ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به، قال له فتاه يوشع بن نون: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}. الآية، قال: فرجعا يقصان في آثارهما، فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا، قال: فلما انتهيا إلى الصخرة، إذ هما برجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى، قال: وأنى بأرضك السلام، فقال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا. قال له الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه. قال: بل أتبعك؟ قال: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرت بهما سفينة فعرف الخضر، فحملوهم في سفينتهم بغير نول، يقول: بغير أجر، فركبا السفينة. قال: ووقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله، إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره، قال: فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها: {لقد جئت} الآية، فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فقطعه، قال له موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا - إلى قوله - فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، فقال بيده: هكذا فأقامه، فقال له موسى: إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لا تخذت عليه أجر، قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما). قال: وكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وأما الغلام فكان كافرا[26].

[ر: ٧٤]

 

وقرأ ابن عباس: "أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا". "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين".

ثم قال سفيان: سمعته منه مرتين، وحفظته منه، قيل لسفيان: حفظته قبل أن تسمعه من عمرو، أو تحفظه من إنسان؟ فقال: ممن أتحفظه؟ ورواه أحد عن عمرو غيري، سمعته منه مرتين، أو ثلاثا، وحفظته منه.

[ر: ٧٤[27]]

 

٤٧٢٥ - حدثنا ‌الحميدي، حدثنا ‌سفيان، حدثنا ‌عمرو بن دينار قال: أخبرني ‌سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله، حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، {فاتخذ سبيله في البحر سربا}، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى {لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا} قال: فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا، فقال موسى: {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا} قال: رجعا يقصان آثارهما حتى

٨٩

انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا، قال: {إنك لن تستطيع معي صبرا} يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه، فقال موسى: {ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا}، فقال له الخضر: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول، فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها {لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وكانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: {أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} قال: وهذه أشد من الأولى، {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} قال: مائل، فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، {لو شئت لاتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك} إلى قوله: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا). وكان يقرأ: (وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين[28]).»

 

 

قال: نعم، لا نحمله بأجر، فخرقها ووتد فيها وتدا، قال موسى: {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا} قال مجاهد: منكرا، {قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا} كانت الأولى نسيانا، والوسطى شرطا، والثالثة عمدا، {قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} لقيا غلاما فقتله، قال يعلى: قال سعيد: وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، {قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس} لم تعمل بالحنث، وكان ابن عباس قرأها: زكية {زاكية} مسلمة، كقولك غلاما زكيا، فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه، قال سعيد بيده هكذا، ورفع يده فاستقام، قال يعلى: حسبت أن سعيدا قال: فمسحه بيده فاستقام، {لو شئت لاتخذت عليه أجرا}، قال سعيد: أجرا نأكله، {وكان وراءهم} (وكان أمامهم) قرأها ابن عباس: أمامهم ملك. يزعمون عن غير سعيد: أنه هدد بن بدد، والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور، {ملك يأخذ كل سفينة غصبا}، فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها، ومنهم من يقول: سدوها بقارورة، ومنهم من يقول: بالقار، كان أبواه مؤمنين وكان كافرا، {فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة} لقوله: {أقتلت نفسا زكية}، {وأقرب رحما} هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر». وزعم غير سعيد: أنهما أبدلا جارية، وأما داود بن أبي عاصم فقال عن غير واحد: إنها جارية[29].

صحیح مسلم

٤٦ - باب من فضائل الخضر، عليه السلام

١٧٠ - (٢٣٨٠) حدثنا عمرو بن محمد الناقد وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعبيد الله بن سعيد ومحمد بن أبي عمر المكي. كلهم عن ابن عيينة (واللفظ لابن أبي عمر). حدثنا سفيان بن عيينة. حدثنا عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير. قال: قلت لابن عباس:

إن نوفا البكالي يزعم أن موسى، عليه السلام، صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر، عليه السلام. فقال: كذب عدو الله. سمعت أبي بن كعب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل. فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه. فأوحى الله إليه: أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال موسى: أي رب! كيف لي به فقيل له: احمل حوتا في مكتل. فحيث تفقد الحوت فهو ثم. فانطلق وانطلق معه فتاه. وهو يوشع بن نون. فحمل موسى، عليه السلام، حوتا في مكتل. وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة. فرقد موسى، عليه السلام، وفتاه. فاضطرب الحوت في المكتل، حتى خرج من المكتل، فسقط في البحر. قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق. فكان للحوت سربا. وكان لموسى وفتاه عجبا. فانطلقا بقية يومهما وليلتهما. ونسي صاحب موسى أن يخبره. فلما أصبح موسى، عليه السلام، قال لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به. قال: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا. قال موسى: ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا. قال يقصان آثارهما. حتى أتيا الصخرة فرأى رجلا مسجى عليه بثوب. فسلم عليه موسى. فقال له الخضر: أنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه. قال له موسى، عليه السلام: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا؟ قال: إنك لن تستطيع معي صبرا. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا. قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا. قال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. قال: نعم. فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر. فمرت بهما سفينة. فكلماهم أن يحملوهما. فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول. فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه. فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها. لقد جئت شيئا إمرا. قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا. قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا. ثم خرجا من السفينة. فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان. فأخذ الخضر برأسه، فاقتلعه بيده، فقتله. فقال موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس؟ لقد جئت شيئا نكرا. قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: وهذه أشد من الأولى. قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني. قد بلغت من لدني عذرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما. فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه. يقول مائل. قال الخضر بيده هكذا فأقامه. قال له موسى: قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لتخذت عليه أجرا. قال هذا فراق بيني وبينك. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحم الله موسى. لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما". قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانت الأولى من موسى نسيانا". قال "وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة. ثم نقر في البحر. فقال له الخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر".

قال سعيد بن جبير: وكان يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا[30].

 

٨. و اما الغلام فکان کافراً

صحیح بخاری

٤٤٥٠ - حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس:

إن نوفا البالكي يزعم: أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: كذب عدو الله. حدثنا أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فقيل له: أي الناس أعلم؟ قال: أنا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى إليه: بلى، عبد من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: أي رب، كيف السبيل إليه؟ قال: تأخذ حوتا في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فاتبعه، قال: فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون، ومعهما الحوت، حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها، قال: فوضع موسى رأسه فنام. قال سفيان: وفي حديث غير عمرو قال: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة، لا يصيب من مائها شيء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين، قال: فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر، فلما استيقظ موسى قال لفتاه: {آتنا غداءنا}. الآية، قال: ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به، قال له فتاه يوشع بن نون: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}. الآية، قال: فرجعا يقصان في آثارهما، فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا، قال: فلما انتهيا إلى الصخرة، إذ هما برجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى، قال: وأنى بأرضك السلام، فقال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا. قال له الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه. قال: بل أتبعك؟ قال: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرت بهما سفينة فعرف الخضر، فحملوهم في سفينتهم بغير نول، يقول: بغير أجر، فركبا السفينة. قال: ووقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله، إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره، قال: فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها: {لقد جئت} الآية، فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فقطعه، قال له موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا - إلى قوله - فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، فقال بيده: هكذا فأقامه، فقال له موسى: إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لا تخذت عليه أجر، قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما). قال: وكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وأما الغلام فكان كافرا[31].

[ر: ٧٤]

 

وقرأ ابن عباس: "أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا". "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين".

ثم قال سفيان: سمعته منه مرتين، وحفظته منه، قيل لسفيان: حفظته قبل أن تسمعه من عمرو، أو تحفظه من إنسان؟ فقال: ممن أتحفظه؟ ورواه أحد عن عمرو غيري، سمعته منه مرتين، أو ثلاثا، وحفظته منه.

[ر: ٧٤[32]]

 

٤٧٢٥ - حدثنا ‌الحميدي، حدثنا ‌سفيان، حدثنا ‌عمرو بن دينار قال: أخبرني ‌سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله، حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، {فاتخذ سبيله في البحر سربا}، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى {لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا} قال: فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا، فقال موسى: {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا} قال: رجعا يقصان آثارهما حتى

٨٩

انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا، قال: {إنك لن تستطيع معي صبرا} يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه، فقال موسى: {ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا}، فقال له الخضر: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول، فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها {لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وكانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: {أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} قال: وهذه أشد من الأولى، {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} قال: مائل، فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، {لو شئت لاتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك} إلى قوله: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا). وكان يقرأ: (وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين[33]).»

 

صحیح مسلم

٤٦ - باب من فضائل الخضر، عليه السلام

١٧٠ - (٢٣٨٠) حدثنا عمرو بن محمد الناقد وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعبيد الله بن سعيد ومحمد بن أبي عمر المكي. كلهم عن ابن عيينة (واللفظ لابن أبي عمر). حدثنا سفيان بن عيينة. حدثنا عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير. قال: قلت لابن عباس:

إن نوفا البكالي يزعم أن موسى، عليه السلام، صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر، عليه السلام. فقال: كذب عدو الله. سمعت أبي بن كعب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل. فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه. فأوحى الله إليه: أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال موسى: أي رب! كيف لي به فقيل له: احمل حوتا في مكتل. فحيث تفقد الحوت فهو ثم. فانطلق وانطلق معه فتاه. وهو يوشع بن نون. فحمل موسى، عليه السلام، حوتا في مكتل. وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة. فرقد موسى، عليه السلام، وفتاه. فاضطرب الحوت في المكتل، حتى خرج من المكتل، فسقط في البحر. قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق. فكان للحوت سربا. وكان لموسى وفتاه عجبا. فانطلقا بقية يومهما وليلتهما. ونسي صاحب موسى أن يخبره. فلما أصبح موسى، عليه السلام، قال لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به. قال: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا. قال موسى: ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا. قال يقصان آثارهما. حتى أتيا الصخرة فرأى رجلا مسجى عليه بثوب. فسلم عليه موسى. فقال له الخضر: أنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه. قال له موسى، عليه السلام: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا؟ قال: إنك لن تستطيع معي صبرا. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا. قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا. قال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. قال: نعم. فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر. فمرت بهما سفينة. فكلماهم أن يحملوهما. فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول. فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه. فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها. لقد جئت شيئا إمرا. قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا. قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا. ثم خرجا من السفينة. فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان. فأخذ الخضر برأسه، فاقتلعه بيده، فقتله. فقال موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس؟ لقد جئت شيئا نكرا. قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: وهذه أشد من الأولى. قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني. قد بلغت من لدني عذرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما. فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه. يقول مائل. قال الخضر بيده هكذا فأقامه. قال له موسى: قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لتخذت عليه أجرا. قال هذا فراق بيني وبينك. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحم الله موسى. لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما". قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانت الأولى من موسى نسيانا". قال "وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة. ثم نقر في البحر. فقال له الخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر".

قال سعيد بن جبير: وكان يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا[34].

 

٩. و ما اوتوا من العلم الا قلیلا

١٢٥ - حدثنا قيس بن حفص قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا الأعمش سليمان،

٥٩

عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة، وهو يتوكأ على عسيب معه، فمر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح؟ وقال بعضهم: لا تسألوه، لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقال بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم، ما الروح؟ فسكت، فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه، فقال: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلا}. قال الأعمش: هكذا في قراءتنا.

[٤٤٤٤، ٦٨٦٧، ٧٠١٨، ٧٠٢٤].

أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم، باب: سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، رقم: ٢٧٩٤.

(خرب المدينة) أماكن خربة منها، والخرب ضد العامر. (يتوكأ) يعتمد. (عسيب) عصا من جريد النخل. (تكرهونه) خشية أن يوحى إليه بشيء تكرهونه فيجبيكم به. (ما الروح) ما حقيقتها. (فقمت) حائلا بينه وبينهم. (انجلى) ذهب عنه ما يصيبه من حال الوحي. (من أمر ربي) مما استأثر الله تعالى بعلمه. (هكذا في قراءتنا) أي (أوتوا) وهي قراءة شاذة، والمتواترة (أوتيتم) /الإسراء: ٨٥/[35].

 

١٢٥ - حدثنا ‌قيس بن حفص قال: حدثنا ‌عبد الواحد قال: حدثنا ‌الأعمش سليمان، عن ‌إبراهيم، عن ‌علقمة، عن ‌عبد الله قال: «بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه، فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه؛ لا يجيء فيه بشيء تكرهونه. فقال بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم، ما الروح؟ فسكت. فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه قال: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلا).» قال الأعمش: هكذا في قراءتنا[36].

١٠. اموالکم التی جعل الله لکم فیها قواما

٧٩ - باب: تفسير سورة النساء.

قال ابن عباس: {يستنكف} /١٧٢/: يستكبر. قواما: قوامكم من معايشكم. {لهن سبيلا} /١٥/: يعني الرجم للثيب والجلد للبكر.

وقال غيره: {مثنى وثلاث} /٣/: يعني اثنتين وثلاثا وأربعا، ولا تجاوز العرب رباع.

(قواما) أشار بهذا إلى قراءة ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما .. }. /النساء: ٥/. وقيل هي أيضا قراءة ابن عمر رضي الله عنهما، وهي قراءة شاذة

والقراءة المتواترة: {قياما} و "قيما" والمعنى واحد في الثلاثة[37].

 

. ذلک مستقرّ لها

٧٤٢٤ - حدثنا ‌يحيى بن جعفر، حدثنا ‌أبو معاوية، عن ‌الأعمش، عن ‌إبراهيم هو التيمي، عن ‌أبيه، عن ‌أبي ذر قال: «دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فلما غربت الشمس قال: يا أبا ذر، هل تدري أين تذهب هذه. قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، ثم قرأ: (ذلك مستقر لها) في قراءة عبد الله[38]»

--------

در تعلیقه بغا چنین آمده است: (قراءة عبد الله) وهي قراءة شاذة، والتواترة: {تجري لمستقر لها}.

 

الاساس فی السنه

٢٨١٨ - * روى الشيخان عن أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، عند غروب الشمس، فقال: "يا أبا ذر، أتدري أين تذهب هذه الشمس؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تذهب تسجد تحت العرش؛ فتستأذن، فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله عز وجل: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} (٢).

وفي رواية (٣): ثم قرأ: (ذلك مستقر لها) في قراءة عبد الله بن مسعود.

وقرأها كذلك عكرمة، وعلي بن الحسين، والشيزري عن الكسائي كما في (زاد الميسر: ٧/ ١٩) لابن الجوزي[39].

 

زاد المسیر ابن جوزی

(١١٩٨) سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: لمستقر لها قال: «مستقرها تحت العرش» .

وقال: «إنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها، فتستأذن في الطلوع، فيؤذن لها» .

والثاني: أن مستقرها مغربها لا تجاوزه ولا تقصر عنه، قاله مجاهد. والثالث: لوقت واحد لا تعدوه، قاله قتاده. وقال مقاتل: لوقت لها إلى يوم القيامة. والرابع: تسير في منازلها حتى تنتهي إلى مستقرها الذي لا تجاوزه، ثم ترجع إلى أول منازلها، قاله ابن السائب. وقال ابن قتيبة: إلى مستقر لها، ومستقرها: أقصى منازلها في الغروب، وذلك لأنها لا تزال تتقدم إلى أقصى مغاربها ثم ترجع. وقرأ ابن مسعود وعكرمة وعلي بن الحسين والشيزري عن الكسائي «لا مستقر لها» والمعنى أنها تجري أبدا لا تثبت في مكان واحد. قوله تعالى: ذلك الذي ذكر من أمر الليل والنهار والشمس والقمر تقدير العزيز في ملكه العليم بما يقدر[40].

 

. و نادوا یا مالِ

٣٠٥٨ - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه رضي الله عنه قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك}. قال سفيان: في قراءة عبد الله: ونادوا يا مال.

[٣٠٩٣، ٤٥٤٢]

أخرجه مسلم في الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، رقم: ٨٧١. (يا مال) بحذف الكاف منه ترخيما، وهي قراءة شاذة، تعتبر كحديث من حيث الاحتجاج في الفقه واللغة، ولكن لا يقرأ بها في الصلاة، ولا يتعبد بتلاوتها. والقراءة المتواترة: {يا مالك} ومالك اسم أحد الملائكة /الزخرف: ٧٧/[41].

 

 

١٣. اننی بریء مما تعبدون

وقال مجاهد: {على أمة} على إمام، {وقيله} يا رب تفسيره {يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} ولا نسمع قيلهم. وقال ابن عباس: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} لولا أن جعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ومعارج من فضة، وهي درج وسرر فضة {مقرنين} مطيقين، {آسفونا} أسخطونا، {يعش} يعمى. وقال مجاهد: {أفنضرب عنكم الذكر} أي تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه، {ومضى مثل الأولين} سنة الأولين {مقرنين} يعني الإبل والخيل والبغال والحمير، {ينشأ في الحلية} الجواري، جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون {لو شاء الرحمن ما عبدناهم} يعنون الأوثان، يقول الله تعالى: {ما لهم بذلك من علم} الأوثان إنهم لا يعلمون، {في عقبه} ولده، {مقترنين} يمشون معا، {سلفا} قوم فرعون سلفا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم، {ومثلا} عبرة، {يصدون} يضجون، {مبرمون} مجمعون، {أول العابدين} أول المؤمنين {إنني براء مما تعبدون} العرب تقول: نحن منك البراء والخلاء، والواحد والاثنان والجميع من المذكر والمؤنث يقال فيه: براء؛ لأنه مصدر، ولو قال: بريء لقيل في الاثنين بريئان، وفي الجميع بريئون، وقرأ عبد الله: (إنني بريء) بالياء، والزخرف الذهب {ملائكة في الأرض يخلفون} يخلف بعضهم بعضا[42]

 

٣٠٦ - باب: تفسير سورة حم الزخرف.

وقال مجاهد: {على أمة} /٢٢، ٢٣/: على إمام. {وقيله يا رب} /٨٨/: تفسيره: أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، ولا نسمع قيلهم.

وقال ابن عباس: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} /٣٣/: لولا أن يجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار {سقفا من فضة ومعارج} من فضة، وهي درج، وسرر فضة. {مقرنين} /١٣/: مطيقين. {آسفونا} /٥٥/: أسخطونا. {يعش} /٣٦/: يعمى.

وقال مجاهد: {أفنضرب عنكم الذكر} /٥/: أي تكذبون بالقرآن، ثم لا تعاقبون عليه؟ {ومضى مثل الأولين} /٨/: سنة الأولين. {وما كنا له مقرنين} /١٣/: يعني الإبل والخيل والبغال والحمير. {ينشأ في الحلية} /١٨/: الجواري، يقول: جعلتموهن للرحمن ولدا،

١٨٢١

فكيف تحكمون؟ {لو شاء الرحمن ما عبدناهم} /٢٠/: يعنون الأوثان، يقول الله تعالى: {ما لهم بذلك من علم} أي الأوثان، إنهم لا يعلمون. {في عقبه} /٢٨/: ولده. {مقترنين} /٥٣/: يمشون معا. {سلفا} /٥٦/: قوم فرعون سابقا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم. {ومثلا} عبرة. {يصدون} /٥٧/: يضجون. {مبرمون} /٧٩/: مجمعون. {أول العابدين} /٨١/: أول المؤمنين.

وقال غيره: {إنني براء مما تعبدون} /٢٦/: العرب تقول: نحن منك البراء والخلاء، والواحد والاثنان والجميع، من المذكر والمؤنث، يقال فيه: براء، لأنه مصدر، ولو قال: بريء، لقيل في الاثنين: بريئان، وفي الجميع: بريئون، وقرأ عبد الله: {إنني بريء} بالياء. والزخرف: الذهب. {ملائكة يخلفون} /٦٠/: يخلف بعضهم بعضا[43].

 

 

١۴. و قال الرسول یا رب ان هولاء قوم لا یومنون

٤٨١٩ - حدثنا ‌حجاج بن منهال، حدثنا ‌سفيان بن عيينة، عن ‌عمرو، عن ‌عطاء، عن ‌صفوان بن يعلى، عن ‌أبيه قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}». وقال قتادة: مثلا للآخرين عظة. وقال غيره: {مقرنين} ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان ضابط له، والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها. {أول العابدين} أي: ما كان، فأنا أول الآنفين، وهما لغتان: رجل عابد وعبد. وقرأ عبد الله: {وقال الرسول يا رب}. ويقال: {أول العابدين} الجاحدين، من عبد يعبد. وقال قتادة: {في أم الكتاب} جملة الكتاب، أصل الكتاب[44].

--------

در تعلیقه بغا چنین آمده است: (وقال الرسول) أي بدل: {وقيله} وهي قراءة شاذة.

 

١۵. اذا السماء قشطت

١٠ - باب: السعوط بالقسط الهندي والبحري.

وهو الكست، مثل الكافور والقافور، مثل (كشطت) /التكوير: ١١/ وقشطت: نزعت، وقرأ عبد الله: قشطت.

(القسط) هو جزر البحر، قال أبو بكر بن العربي: القسط نوعان: هندي وهو أسود، وبحري وهو أبيض، والهندي أشدهما حرارة. [عيني]. (الكافور) زهر النخيل. (وقرأ عبد الله) هو ابن مسعود رضي الله عنه، والقراءة المتواترة (كشطت)[45]].

 

١۶. کالصوف المنفوش

٤٥٤ - باب: تفسير سورة: {القارعة}.

{كالفراش المبثوث} /٤/: كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يجول بعضهم في بعض. {كالعهن} /٨/: كألوان العهن، وقرأ عبد الله: كالصوف.

(القارعة) القيامة، سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بالفزع والشدائد، وأصل القرع الصوت الشديد. (الفراش) حشرات طائرة تتهافت في النار، شبه حال الناس يوم القيامة بها لأنها إذا ثارت لم تتجه لجهة واحدة، بل كل واحدة منها تذهب إلى جهة الأخرى. (المبثوث) المتفرق المنتشر. (كغوغاء الجراد) أي كحالة الجراد حين يخف للطيران، والغوغاء الصوت والجلبة. (كالعهن) هو الصوف كما قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقراءته غير مشهورة، بل هي شاذة، فتعتبر تفسيرا لا قرآنا[46].

 

قرائات شاذه

ما ودعک ربک و ما قلی

٤٩٥٠ - حدثنا ‌أحمد بن يونس، حدثنا ‌زهير ، حدثنا ‌الأسود بن قيس قال: سمعت ‌جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: «اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث. فأنزل الله عز وجل: {والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى}» قوله: {ما ودعك ربك وما قلى} تقرأ بالتشديد والتخفيف، بمعنى واحد، ما تركك ربك، وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك[47].

--------

در تعلیقه بغا چنین آمده است:

(بالتشديد .. ) هي قراءة الجمهور المتواترة، والتخفيف قراءة شاذة قرأ بها ابن أبي عبلة.

حتی اذا فرغ عن قلوبهم

«إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كالسلسلة على صفوان، قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك، فإذا {فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا} للذي قال: {الحق وهو العلي الكبير} فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا، واحد فوق آخر، ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض، وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق، فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدناه حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء».

حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة: إذا قضى الله الأمر، وزاد: الكاهن.

وحدثنا سفيان فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة، حدثنا أبو هريرة قال: إذا قضى الله الأمر، وقال: على فم الساحر، قلت لسفيان قال: سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك: عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، ويرفعه: أنه قرأ: فرغ. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري: سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا[48].

 

در تعلیقه بغا چنین آمده است: (فرغ) من قولهم: فرغ الزاد، إذا لم يبق منه شيء. (قراءتنا) وهي قراءة شاذة.

٧٤٨١ - حدثنا ‌علي بن عبد الله، حدثنا ‌سفيان، عن ‌عمرو، عن ‌عكرمة، عن ‌أبي هريرة : يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان قال علي: وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك فإذا {فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}» قال علي: وحدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة بهذا. قال سفيان: قال عمرو: سمعت عكرمة، حدثنا أبو هريرة قال علي: قلت لسفيان: قال سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم، قلت لسفيان: إن إنسانا روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة يرفعه: أنه قرأ: فزع. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا؟ قال سفيان: وهي قراءتنا[49].

--------

 

لباساً یواری سوءاتکم و ریاشا

[٢ - باب: قول الله تعالى]

{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} /البقرة: ٣٠/.

قال ابن عباس: {لما عليها حافظ} /الطارق: ٤/: إلا عليها حافظ. {في كبد} /البلد: ٦/: في شدة خلق. {ورياشا} /الأعراف: ٢٦/: المال. وقال غيره: الرياش والريش واحد، وهو ما ظهر من اللباس. {ما تمنون} /الواقعة: ٥٨/: النطفة في أرحام النساء.

(رياشا) قرأ بهذا الحسن البصري وغيره، وهي قراءة غير متواترة، فلا تقرأ قرآنا ولا تصح بها الصلاة، ويحتج بها في اللغة والأحكام. والقراءة المتواترة: {ريشا} والريش والرياش: اللباس الفاخر، والأثاث، والمال، والخصب، والحالة الجميلة. والريش أيضا: كسوة الطائر[50].

 

 

١٣٣ - باب: تفسير سورة الأعراف.

قال ابن عباس: {ورياشا} /٢٦/: المال. {أنه لا يحب المعتدين} /٥٥/: في الدعاء وفي غيره. {عفوا} /٩٥/: كثروا وكثرت أموالهم. {الفتاح} /سبأ: ٢٦/: القاضي. {افتح بيننا} /٨٩/: اقض بيننا. {نتقنا} /١٧١/: رفعنا. {انبجست} /١٦٠/: انفجرت. {متبر} /١٣٩/: خسران. {آسى} /٩٣/: أحزن. {تأس} /المائدة: ٢٦ - ٦٨/: تحزن.

(ورياشا) هذه قراءة الحسن البصري، وهي قراءة شاذة، وقراءة الجمهور المتواترة: {وريشا} ومعناهما متقارب، وهو: اللباس الفاخر، والأثاث، والخصب، والحالة الجميلة، والعيش، والنعيم. والريش كسوة الطائر، الواحدة ريشة[51].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶،‌ ص ١٧٠

[2] صحیح البخاری ت بغا، ج ۴،‌ص ١٨٨٩

[3] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶،‌ص ١٧٠

[4] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۵، ص ٢٨

[5] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ،٣ ص1372

[6] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ٨ ، ص ۶٢

[7] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۵، ص ٢۵

[8] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۵،‌ ص ٢۵

[9] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٣،‌ص ١٣۶٨

[10] كتاب صحيح مسلم ت عبد الباقي، ج ١، ص ۵۶۵

[11] كتاب فتح الباري لابن حجر، ج ٨، ص ٧٠٧

[12] صحيح البخاري، ج ۵،‌ ص ١٢ ط دار النجاة مصر

عبارت قال ابن عباس: من نبی و لا محدث در برخی از طبع های صحیح بخاری (مثلا دو طبعی که در المکتبه الشامله الحدیثه موجود است) یافت نشد.

https://shamela.ws/book/735/5676#p1

https://shamela.ws/book/1681/5597#p1

اما در طبع دار طوق النجاه مصر و ط ابن کثیر موجود است:

https://lib.efatwa.ir/42174/5/12

سرّ مطلب را شاید بتوان در طبع امیریه و نسخه حافظ یونینی یافت. یکی از بهترین نسخ بخاری،‌ نسخه به روایت یونینی است. در این کتاب عبارت قال ابن عباس در هامش کتاب آمده است(و دو علامت در آن به کار رفته است که ظاهراً‌ صحـ و لا باشد. در مورد رمز صحـ آمده است: اشاره الی صحه هذه الکلمه الی المرموز له او عند الحافظ الیونینی و مقصود از لا ابوذر هروی است:

https://pdf.lib.efatwa.ir/90784/0/45)

https://pdf.lib.efatwa.ir/90784/5/12

این در حالی است که هم ارشاد القاری و هم فتح الباری این اضافه را در متن ذکر کرده اند:

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما من نبي ولا محدث

أشار بهذا إلى قراءة ابن عباس في قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ... } (الحج: ٢٥) . الآية فإنه زاد فيها: ولا محدث، وأخرجه عبد بن حميد من حديث عمرو بن دينار، قال: كان ابن عباس يقرأ: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.( كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج ١۶، ص ١٩٩ )

قوله قال بن عباس من نبي ولا محدث أي في قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى الآية كان بن عباس زاد فيها ولا محدث أخرجه سفيان بن عيينة في أواخر جامعه وأخرجه عبد بن حميد من طريقه وإسناده إلى بن عباس صحيح ولفظه عن عمرو بن دينار قال كان بن عباس يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث  كتاب فتح الباري لابن حجر، ج ٧، ص ٧١)

[13] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴، ص ١٩٠٢

[14] كتاب صحيح مسلم ت عبد الباقي، ج ١، ص ١٩٣

[15] كتاب فتح الباري لابن حجر، ج ٨، ص ۵٠٢

[16] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴، ص ١٩٠٢

[17] كتاب صحيح مسلم ت عبد الباقي، ج ١، ص ١٩٣

[18] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ١، ص ٣۵١

[19] كتاب فتح الباري لابن حجر ، ج ٢، ص ۵٢٢-۵٢٣

[20] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ٢، ص ١٨١

[21] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية ، ج ٣، ص ۶٢

[22] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ٣، ص ۵٣

[23] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٢،‌ص ۶٢٨

[24] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٢، ص ٧٢٣

[25] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٢، ص ٩٧٢

[26] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴، ص ١٧۵٧

[27] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٣،  ص1246

[28] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶، ص ٨٨-٨٩

[29] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶، ص ٨٩

[30] كتاب صحيح مسلم ت عبد الباقي، ج ۴، ص1847 -١٨۵٠

[31] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴، ص ١٧۵٧

[32] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٣،  ص1246

[33] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶، ص ٨٨-٨٩

[34] كتاب صحيح مسلم ت عبد الباقي، ج ۴، ص1847 -١٨۵٠

[35] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ١، ص ۵٨ -۵٩

[36] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية ، ج ١، ص ٣٧

[37] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴،  ص1668

[38] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ٩، ص ١٢۵

[39] كتاب الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام، ج ۴، ص1952

[40] كتاب زاد المسير في علم التفسير، ج ٣، ص ۵٢۴

[41] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٣،  ص 1180

[42] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية ، ج ۶، ص ١٣٠

[43] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴، ص1820-١٨٢١

[44] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶، ص ١٣٠

[45] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۵،  ص2155

[46] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴، ص1898

[47] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶،‌ ص ١٧٢

[48] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶، ص ٨٠

[49] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ٩، ص ١۴١

[50] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٣،  ص1209

[51] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ۴،  ص1697








فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است



****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 28/9/2022 - 5:39

 

١٧. فامضوا الی ذکر الله

قوله: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} وقرأ عمر (فامضوا إلى ذكر الله[1])

 

[1] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶، ص ١۵١