نظیر ابن شنبوذ

شرح حال محمد بن الحسن بن مقسم العطار أبو بكر(265 - 354 هـ = 878 - 965 م)

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (1/ 175)
2 هو محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر العطار المقرئ النحوي عالم بالعربية، حافظ للغة، حسن التصنيف، مشهور بالضبط والإتقان؛ إلا أنه سلك مسلك ابن شنبوذ، فاختار حروفًا خالف فيها أئمة العامة، ولد سنة 265، وتوفي سنة 355، وقيل: سنة 354. بغية الوعاة: 36.



النشر في القراءات العشر (1/ 123)
(وَتُوُفِّيَ) الشَّطَوِيُّ فِي صَفَرَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثِمِائَةٍ، وَكَانَ أُسْتَاذًا مُكْثِرًا مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ، جَالَ الْبِلَادَ وَلَقِيَ الشُّيُوخَ وَأَكْثَرَ عَنْهُمْ، وَلَكِنَّهُ اخْتَصَّ بِابْنِ شَنَبُوذَ وَحَمَلَ عَنْهُ وَضَبَطَ حَتَّى نُسِبَ إِلَيْهِ، وَقَدِ اشْتَهَرَ اسْمُهُ وَطَالَ عُمْرُهُ فَانْفَرَدَ بِالْعُلُوِّ مَعَ عِلْمِهِ بِالتَّفْسِيرِ وَعِلَلِ الْقِرَاءَاتِ كَانَ يَحْفَظُ خَمْسِينَ أَلْفَ بَيْتٍ شَاهِدًا لِلْقُرْآنِ، قَالَ الدَّانِيُّ: مَشْهُورٌ نَبِيلٌ حَافِظٌ مَاهِرٌ حَاذِقٌ.




صفحات في علوم القراءات (ص: 384)
1- الشنبوذي:
هو أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي البغدادي الشطوي.
والشنبوذي نسبة إلى "ابن شنبوذ" المقرئ المعروف؛ لكثرة ملازمته له بحيث كان يعتبر غلامًا له.
أخذ القراءة عرضًا عن: ابن مجاهد، وأبي بكر النقاش، وأبي الحسن بن الأخرم، وأبي الحسن بن شنبوذ -وإليه نُسب- وأبي بكر بن مقسم العطار، وأبي بكر محمد بن الحسن الأنصاري، وغيرهم.
وقرأ عليه: الأهوازي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن القاسم الخياط، وغيرهم.
وهو أستاذ من أئمة القراءات، رحل ولقي الشيوخ، وأكثر وتبحَّر في القراءات والتفسير، وقد اشتهر اسمه وطال عمره مع علمه بعلل القراءات، وكان يحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن الكريم.
قال الداني: هو إمام، نبيل، مشهور، حافظ، ماهر، حاذق.
ولد سنة 300هـ، وتوفي في صفر سنة 388هـ1.






إعجاز القرآن والبلاغة النبوية للرافعي (ص: 42)
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي (المتوفى: 1356هـ)
وأول من اشتهر من القراء بالشواذ؛ وعُني بجمع ذلك واستقصائه وإظهاره دون الصحيح؛ أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي في أواخر المائة الثانية، فقد جمع قراءة نسبها إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ومنها (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وقد أكذبوه في إسناده وجعلوه مثلاً بينهم في القراءات الموضوعة المردودة.
ثم اجترأ الناس على القرآن بما فشا من مقالات أهل الزيغ والإلحاد بعد المائة الثانية، ولكن ذلك لم يتناول قراءته، بل تناول مسائلَ من أمر الاعتقاد فيه؛ ثم ظهر ابن شُنبوذ المتوفى سنة 228 هـ، وكان رجلاً كثير اللحن قليلَ العلم، فيه سلامةَ وحمق وغفلة؛ فكان من أشهر القراء
بالشواذ، ثم أخذ في سبيله أبو بكر العطار النحوي المتوفى سنة 354 هـ، وكان من أعرَف الناس
بالقراءات، وإنما أفسد عليه أمره أنه من أئمة نحاة الكوفيين، فخالف الإجماع وصنع في ذلك
صنعاً كوفياً. . . فاستخرج لقراءته وجوهاً من اللغة والمعنى، ومن ذلك قراءته في قوله تعالى:
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) فإن هذا الأحمق قرأها (نُجُباً) فأزالها بذلك عن أحسن وجوه البيان العربي، ولم يبال ما صنع إذا هو قد انفرد بها على عادة الكوفيين في الرواية. . . كما مرَّ في
باب الرواية في الجزء الأول من تاريخ آداب العرب.
أما بعد هؤلاء الرؤوس. وبعد أن انطوت أيامهم، فإن القراءة قد استوثقَ أمرها ولم يعد للشاذ وجه ولا أقيم له وزن؛ إذ كانت قد دُونت العلوم في اللغة العربية وفي القراءات. وأخمَلَ الناسُ أهل الشواذ، والخلفاء والأمراء فمن دونهم، واعتدوا لهم السوء والإثمَ، ورأوا أمرهم الفتنة
التي لا يُستقالُ فيها البلاء؛ فما زالوا بهم حتى قطعَ الله دابرهم وغابرهم.
هذا، وقد أورد ابنُ النديم في كتابه (الفهرست) أسماء كثير من أهل الشواذ في كثير من الأمصار، فارجع إليه إن شئت تستقصي فيما لا يفيد.






مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح (ص: 251)
فلا غرابة إذا وقف القراء موقفا شديدا من أبي بكر بن مقسم4 الذي كان يختار من القراءات ما بدا له أصح في العربية ولو خالف النقل أو رسم المصاحف فعقدوا له مجلسا، وأجمعوا على منعه5، وعقدوا مجلسا آخر لابن شنبوذ6 لاستتابته مما كان آخذا فيه من كتابة القرآن على ما يعلمه من قراءتي أبي وأبو مسعود7.
وقد انعقد المجلسان بأمر شيخ القراء ابن مجاهد الذي عرفنا أنه أول من جمع القراءت السبع، وكان ابن مجاهد قد أخذ القراءة عن شاذان الرازي الذي عنه أخذ أيضا كل من ابن مقسم وابن شنبوذ، ولكن اشتراك الثلاثة في التلقي عن شيخ واحد لم يمنع ابن مجاهد من التشدد مع زميليه1 لإجماع القراء في عهده على الأخذ بالأثبت في الأثر والأصح في النقل, وليس الأفشى في اللغة والأقيس في العربية2، ومع ذلك عني بعض اللغويين والنحاة بتتبع القراءات الشاذة فألف ابن خالويه "ت سنة 370هـ" كتابا في هذه القراءات سماه "المختصر في شواذ القراءات"3 وصنف ابن جني4 كتابه "المحتسب في توجيه القراءات الشاذة"، ووضع أبو البقاء العكبري5 كتابا أوسع وأشمل سماه "إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن"، ولم يتردد بعض العلماء في إطلاق القول بأن "توجيه القراءة الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة6"، ووجدوا في توجيه الشاذ عونا على معرفة صحة التأويل, فقراءة ابن مسعود "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْمَانَهُمَا" بدلا من "أَيْدِيَهُمَا" ساعدت على فهم ما يقطع في حد السرقة، وقراءة سعد بن أبي وقاص "وله أخ أو أخت من أم فكل"1 ... صرحت بنوع الأخوة في هذه القضية التشريعية المتعلقة بالميراث، وقراءة عمر بن عبد العزيز التي تحكى أيضا عن الإمام أبي حنيفة "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءَ"2 برفع اسم الجلالة ونصب العلماء بينت أن الغرض من تخصيص العلماء بالخشية إظهار مكانتهم ودرجتهم عند الله، "وتأويله -كما يقول الزركشي- أن الخشية هنا بمعنى الإجلال والتعظيم، لا خوف"3 ويضيف الزركشي: "فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسرة للقرآن, وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك, فكيف إذا روي عن كبار الصحابة ثم صار في نفس القراءة! فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف صحة التأويل4، ومن هنا شاع على ألسنة العلماء: "اختلاف القراءات يظهر اختلاف الأحكام"5.





الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها (ص: 58)
ومنهم: إبراهيم بن أبي عبلة مقدم في الحديث والورع والقرآن والمعاني قرأ على أبو البرهسم عمران بن عثمان وعلي بن قطيب وغيرهما، اختار اختيارًا لم يعد الأثر ولكن ربما خالف مصحف عثمان تارة أخذًا بقراءة أبي الدرداء، فما كان من ذلك تركناه وما وافق الإمام فيه أخذناه إلا ما كان من حروف المد واللين الذي يجوز فيه البدل والحذف فإنا لم نعتبرها توفى ست وثلاثين ومائة.







الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها (ص: 527)
(عَقَدَتْ) بغير ألف كوفي غير قاسم ومحمد، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار؛ لأن الفعل للإيمان وشدده ابن كيسة، الباقون بالألف، وفي المائدة (عَقَّدْتُمُ) الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وكوفي غير حمصي، والمفضل، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار لما ذكرت، وأيضًا أن المعاقدة تجرى بين اثنين وقرأ دمشقي غير الوليد، والحلواني عن هشام، وابن الحارث بألف، ولم يستثن أبو الحسين بن شاكر، الباقون مشدد بغير ألف، قرأ الفياض عن طَلْحَة " لصوال قوانت حوافظ " بالواو ومن غير تنوين وهو خلاف المصحف، ولطَلْحَة عجائب تخالف المصحف مثل " أتموا الحج " في موضع " أتموا الحج " فما خالف مصحف عثمان رضي اللَّه عنه من قراءة طَلْحَة لا نقرئ به ولا نأخذه على أحد، ولا نأمر بقرأته، وإن كنا قرأنا به في وقت الصبى، نبهت على ذلك لأحذر. الناس إلا يخالفوا مصحف عثمان رضي اللَّه عنه، لأن الإجماع عليه وإن قرأ طَلْحَة على أصحاب عبد اللَّه، فإن مصحف عبد اللَّه أحرقه عثمان رضي اللَّه عنه ونحن إنما قرأنا هذه اقراءة في الابتداء إما لنحذر الناس عنها أو لأن الطالب في حالة الابتداء حريص على الجمع ولم يكن يعلم ما يؤول إليه الأمر فلما أحاط علمًا بأن الإجماع لا يخالف ألغى تلك اقراءة وأعلم الناس ما حا عليه إعلامه والله أعلم.