بسم الله الرحمن الرحیم

عمر باب من ابواب جهنم

فهرست مطالب راجع به عمر بن الخطاب
فهرست مباحث صحابة
فتنة-اخبار به فتنه وافتراق امت
سؤال عمر بن الخطاب از حذیفه راجع به اینکه آیا منافق هست؟
واقعه عقبة-سوء قصد شهادت ترور مسموميت پيامبر ص
عمر باب من ابواب جهنم
عمر باب مغلق مكسور شرح حال كعب الأحبار بن ماتع بن ذي هجن الحميري(000 - 32 هـ = 000 - 652 م)



سليم بن قيس الهلالي (10/ 15)
--- ... الصفحة 160 ... ---
فقلت: أشهد أني قد قرأت في بعض كتب الله المنزلة: (إنك - باسمك ونسبك وصفتك - باب من أبواب جهنم) فقالوا لي: قل ما شئت، أليس قد أزالها الله عن أهل هذا البيت الذين اتخذتموهم أربابا من دون الله؟
فقلت له: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول، وسألته عن هذه الآية: (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) (1)، فأخبرني بأنك أنت هو.
فقال عمر: أسكت، أسكت الله نامتك، أيها العبد، يا بن اللخناء!
فقال علي عليه السلام: أقسمت عليك يا سلمان لما سكت.
فقال سلمان: والله لو لم يأمرني علي عليه السلام بالسكوت لخبرته بكل شئ نزل فيه، وكل شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وفي صاحبه. فلما رآني عمر قد سكت قال لي: إنك له لمطيع مسلم.
كلمة أبي ذر بعد البيعة



الإحتجاج (9/ 21)
فقال سليم: فقلت يا سلمان بايعت أبا بكر ولم تقل شيئا؟ قال: قد قلت بعد ما بايعت: تبا لكم سائر الدهر، أو تدرون ماذا صنعتم بأناسكم، أصبتم وأخطأتم:
أصبتم سنة الأولين، وأخطأتم سنة نبيكم حتى أخرجتموها من معدنها وأهلها. فقال لي عمر: أما إذا بايع صاحبك وبايعت فقل ما بدا لك وليقل ما بدا له.
قال: قلت فإني أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن عليك وعلى صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم. وقال: قل ما شئت أليس قد بايع ولم يقر الله عينك بأن يليها صاحبك. قال، قلت فإني أشهد أني قرأت في بعض كتب الله المنزلة آية باسمك ونسبك وصفتك باب من أبواب جهنم.
قال: قل ما شئت أليس قد عزلها الله عن أهل البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا.



الشيعة وأهل البيت (ص: 183)
ولا هذا فحسب، بل يتقدم أكثر وأكثر في لومه ونجاسته، وخبثه ويهوديته ويقول: قلت لسلمان: أفبايعت أبا بكر يا سلمان! ولم تقل شيئاً، قال قد قلت بعد ما بايعت تباً لكم سائر الدهر أو تدرون ما صنعتم بأنفسكم أصبتم وأخطأتم ثم أصبتم سنة من كان قبلكم من الفرقة والاختلاف وأخطأتم سنة نبيكم حتى أخرجتموها من معدنها وأهلها، فقال عمر: يا سلمان أما إذ بايع صاحبك وبايعت فقل ما شئت وافعل ما بدا لك وليقل صاحبك ما بدا له قال سلمان: فقلت سمعت رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) يقول: إن عليك وعلى صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم جميعاً، فقال له: قل ما شئت أليس قد بايعت ولم يقر الله عينيك بأن يليها صاحبك، فقلت: أشهد أني قد قرأت في بعض كتب الله المنزلة أنك باسمك ونسبك وصفتك باب من أبواب جهنم فقال لي: قل ما شئت أليس قد أزالها الله عن أهل البيت الذين اتخذتموهم أرباباً من دون الله، فقلت له: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وسألته عن هذه الآية {يومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد} فأخبرني أنك أنت هو، فقال لي عمر: اسكت أسكت الله نامتك أيها العبد ابن اللخناء فقال لي عليه السلام: أقسمت عليك يا سلمان! لما سكت فقال سلمان والله! لو لم يأمرني علي (ع) بالسكوت لخبرته بكل شيء نزل فيه وكل شيء سمعته من رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) فيه وفي صاحبه. فلما رآني عمر قد سكت قال إنك له لمطيع مسلم، فلما أن بايع أبو ذر والمقداد ولم يقولا شيئاً قال عمر: يا سلمان ألا تكف كما كف صاحبك والله! ما أنت بأشد حباً لأهل هذا البيت منهما ولا أشد تعظيماً لحقهم منهما وقد كفا كما نرى وبايعا، وقال أبو ذر: يا عمر! أفتعيرنا بحب آل محمد وتعظيمهم، لعن الله - وقد فعل - من أبغضهم و....



الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 253)
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ)
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب أن عمر بن الخطاب دعا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. وكانت تحته. فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك؟ فقالت: يا أمير المؤمنين هذا اليهودي. تعني كعب الأحبار. يقول إنك على باب من أبواب جهنم. فقال عمر:
ما شاء الله. والله إني لأرجو أن يكون ربي خلقني سعيدا. ثم أرسل إلى كعب فدعاه.
فلما جاءه كعب قال: يا أمير المؤمنين لا تعجل علي. والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة. فقال عمر: أي شيء هذا؟ مرة في الجنة ومرة في النار.
فقال: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة.



أنساب الأشراف للبلاذري (10/ 409)
المؤلف: أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (المتوفى: 279هـ)
حدثني عبد الله بن أمية البصري، ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن سعد مولى عمر بن الخطاب أن كعب الأحبار قال لعمر بن الخطاب: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يقتحمونها إلى يوم القيامة.



أمالي ابن بشران - الجزء الثاني (ص: 248)
أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشْران بن محمد بن بشْران بن مهران البغدادي (المتوفى: 430هـ)
1441 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي، ثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني , بزنجان، ثنا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، ثنا محمد بن خالد، ثنا الوليد، أخبرني مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن سعد الخازن , مولى عمر بن الخطاب، قال: " دخل عمر بن الخطاب يوما على ابنة علي بن أبي طالب، وكانت تحته وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا أمير المؤمنين هذا اليهودي لكعب يزعم أنك باب من أبواب جهنم.
فقال عمر: ما شاء الله أرجو أن يكون ربي خلقني سعيدا.
وأرسل إلى كعب فدعاه فجاء فقال كعب: لا تعجل علي، فوالله لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة.
فقال عمر: أي شيء هذا , مرة في الجنة ومرة في النار.
فقال: والذي نفسي بيده إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم يمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يتقحمون فيها إلى يوم القيامة "



التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 1113)
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)
وخرج الخطيب أبو بكر بن أحمد بن علي من حديث مالك بن أنس أن عمر بن الخطاب دخل على بني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت هذا اليهودي لكعب الأحبار يقول إنك باب من أبواب جهنم فقال عمر: ما شاء الله إني لأرجو أن يكون الله خلقني سعيداً، قال ثم خرج فأرسل إلى كعب فدعاه فلما جاءه كعب قال يا أمير المؤمنين: والذي نفسي بيده لا تنسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة، فقال عمر: أي شيء هذا؟ مرة في الجنة ومرة في النار، قال: والذي نفسي بيده إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يتقحمون فيها إلى يوم القيامة.



فتح الباري لابن حجر (13/ 50)
وأخرج الخطيب في الرواة عن مالك أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي فوجدها تبكي فقال ما يبكيك قالت هذا اليهودي لكعب الأحبار يقول إنك باب من أبواب جهنم فقال عمر ما شاء الله ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه فقال يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة فقال ما هذا مرة في الجنة ومرة في النار فقال إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا



شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/ 46)
وأخرج الخطيب في الرواة عن مالك أن عمر -رضي الله عنه- دخل على أم كلثوم بنت علي فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: هذا اليهودي لكعب الأحبار يقول: إنك باب من أبواب جهنم. فقال عمر: ما شاء الله ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه فقال: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة. فقال: ما هذا؟ مرة في الجنة ومرة في النار.
فقال: إنّا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا انتهى.



كنز العمال (12/ 570)
35787- عن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب أنه دعا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وكانت تحته فوجدها تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: يا أمير المؤمنين! هذا اليهودي - تعني كعب الأحبار - يقول: إنك على باب من أبواب جهنم! فقال عمر: ما شاء الله! والله إني لأرجو أن يكون ربي خلقني سعيدا! ثم أرسل إلى كعب فدعاه، فلما جاءه كعب قال: يا أمير المؤمنين! لا تعجل علي، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة: فقال عمر: أي شيء هذا مرة في الجنة ومرة في النار؟ فقال: يا أمير المؤمنين! والذي نفسي بيده! إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة. "ابن سعد وأبو القاسم بن بشران في أماليه".



الخصائص الكبرى (2/ 230)
المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
وأخرج ابن سعد عن كعب أنه قال لعمر والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة وإنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة



تاريخ الخلفاء (ص: 112)
وأخرج ابن سعد عن زاذان عن سلمان أن عمر قال له: أملك أنا أم خليفة؟ فقال له سلمان: إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهَمًا أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة، فاستعبر عمر1.
وأخرج عن سفيان بن أبي العرجاء قال: قال عمر بن الخطاب: والله ما أدري أخليفة أنا أم ملك؟ فإن كنت ملكًا فهذا أمر عظيم، فقال قائل: يا أمير المؤمنين إن بينهما فرقًا، قال: ما هو؟ قال: الخليفة لا يأخذ إلا حقًّا ولا يضعه إلا في الحق، وأنت بحمد الله كذلك، والملك يعسف الناس، فيأخذ من هذا ويعطي هذا، فسكت عمر2.
وأخرج عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: ركب عمر فرسًا، فانكشف ثوبه عن فخذه، فرأى أهل نجران بفخذه شامة سوداء، فقالوا: هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا.
وأخرج عن سعد الجاري: أن كعب الأحبار قال لعمر إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يقحمون فيها إلى يوم القيامة.
__________
1 أخرجه ابن سعد " 2/ 262".
2 أخرجه ابن سعد "263،262/2".




إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (1/ 149)
المؤلف: حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ)
وروي: "أن عمر رضي الله عنه دخل على أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما، فوجدها تبكي، فقال: ما يبكيك؟ ! قالت: هذا اليهودي - لكعب الأحبار - يقول: إنك باب من أبواب جهنم. فقال عمر: ما شاء الله! ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه، فقال: يا أمير المؤمنين! والذي نفسي بيده؛ لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة. فقال: ما هذا؟ مرة في الجنة ومرة في النار؟ ! فقال: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم؛ تمنع الناس أن يقتحموا فيها، فإذا مت اقتحموا".
رواه الخطيب في "الرواة عن مالك ".




الإشاعة لأشراط الساعة (ص: 32)
المؤلف: محمد بن رسول البرزنجي الحسيني (1040 هـ - 1103 هـ)
ومنها: قتل أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه -:
ففي "صحيح البخاري": أنَّ عمر سأل حذيفة رضي الله عنهما عن الفتنة التي تَمُوج كموج البحر، فقال: يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها، إنَّ بينك وبينها بابًا مُغلقًا. قال: أَيُفتح الباب أو يُكسر؟ قال: لا، بل يُكسر. قال: ذاك أحرى أن لا يُغلق. وفيه أنَّ الباب هو عمر - رضي الله عنه -.
وَروى الطبراني بسندٍ رجاله ثقات: أنَّ أبا ذر لقي عمر رضي الله عنهما، فأخذ عمر بيده فغمزها، فقال له أبو ذر: أَرسل يدي يا قُفل الفتنة. الحديث.
وفيه: أنَّ أبا ذر - رضي الله عنه - قال: لا تصيبكم فتنة ما دام فيكم هذا. وأشار إلى عمر - رضي الله عنه -.
وَروى البزار من حديث قدامة بن مظعون، عن أخيه عثمان؛ أنه قال لعمر رضي الله عنهما: يا غُلق الفتنة. فسأله عن ذلك -أي فسأل عمر عثمان بن مظعون رضي الله عنهما عن سبب تسميته بذلك- فقال: مَرَرت أنت يومًا ونحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هذا غُلق الفتنة، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شَديدُ الغَلْق ما عاش".
وَروى الخطيب في "الرواة عن مالك": أنَّ عمر - رضي الله عنه - دخل على امرأته أم كُلثُوم بنت علي رضي الله عنهما فوجدها تبكي، فقال: ما يُبكيك، قالت: هذا اليهودي -لكعب الأحبار- يقول: إنك بابٌ من أبواب جَهنم. فقال عمر - رضي الله عنه - ما شاء الله. ثم خرج فأرسل إلى كعب، فجاءه، فسأله عن قوله، فقال: يا أمير المؤمنين؛ والذي نفسي بيده لا يَنسلخُ ذو الحجة حتى تدخل الجنة. فقال: ما هذا؟ مرةً في الجنة، ومرةً في النار! فقال: إنا لنَجِدكُ في كتابنا على بابٍ من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها، فإذا مِتَّ اقتحموا.





الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (1/ 300)
وقال له كعب الأحبار إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة




دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (2/ 1128)
المؤلف: عبد السلام بن محسن آل عيسى
والأثر السابق استدل به على مشاركة الهرمزان وجفينة النصراني في التآمر على قتل عمر رضي الله عنه. وقد أضاف إليهم البعض3 كعب الأخبار4 لإخباره عمر رضي الله عنه بيوم وفاته.
____________________
1 أي أخذ كل واحد منهما بناصية صاحبه. المصدر السابق 14/170.
2 رواه عبد الرزاق/ المصنف5/474-480، ابن سعد/ الطبقات3/355-357، 5/17/18، ابن أبي عاصم/ الآحاد والمثاني1/110، البيهقي/ السنن الكبرى 7/47، 48. صحيح من طريق عبد الرزاق.
قال: عن معمر عن الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر ولم نجرب عليه كذبة قط، قال: حين قتل عمر ... الأثر.
3 انظر: علي الطنطاوي / أخبار عمر، ص: 396.
4 تقدمت ترجمته في ص: (317) .



دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (2/ 1129)
فقد ورد أن عمر رضي الله عنه دعا أم كلثوم1 بنت علي بن أبي طالب وكانت تحته فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا أمير المؤمنين هذا اليهودي2 - تعني كعب الأخبار - يقول: إنك على باب من أبواب جهنم. فقال عمر: ما شاء، والله إني لأرجوا أن يكون ربي خلقني سعيدا ثم أرسل إلى كعب فدعاه، فلما جاءه كعب، قال: يا أمير المؤمنين لا تعجل علي، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة، فقال عمر: أي شيء هذا، مرة في الجنة ومرة في النار؟ فقال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة3.
____________________
1 تقدمت ترجمتها في ص: (229، 244) .
2 لعل أم كلثوم قالت ذلك باعتبار ما كان عليه كعب من اليهودية أو لعلها لم تعلم بإسلامه.
3 رواه ابن سعد/ الطبقات 3/332، والبلاذري/ أنساب الأشراف/ الشيخان، ص: 334، 335، أبو نعيم/ حلية الأولياء 6/23.
وإسناده عند ابن سعد متصل ورجاله ثقات. قال: أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب أن عمر ... الأثر.
وسعد الجاري قال عنه ابن حجر: "اختلف في صحبته". الإصابة 2/112. وذكره في تعجيل المنفعة ص: 150، وذكره ابن حبان في الثقات 4/296، وابن حاتم/ الجرح والتعديل 4/96 باسم سعد بن يربوع الجاري.
ورواه البلاذري من طريق مالك بن أنس، ولفظه مختصر حيث إنه فيه قول كعب لعمر فقط: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا لم يزالوا يقتحمونها إلى يوم القيامة.
وفي إسناده عند أبي نعيم شيخه إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني. ذكره الخطيب البغدادي ولم يذكر في جرحا ولا تعديلا. تاريخ بغداد 6/127.




النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد (1/ 465)
المؤلف: أبو أنس إبراهيم بن سعيد الصبيحي
[483] عبد الوهاب بن موسى أبو العباس الزهري.
عن مالك بن أنس.
في "الأنوار الكاشفة" (ص 112 - 114) خبر أخرجه الخطيب عن مالك: "أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي وهى زوجته فوجدها تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: هذا اليهودي -أي كعب الأحبار- يقول إنك من أبواب جهنم فقال عمر: ما شاء الله، ثم خرج فأرسل إلى كعب، فجاءه فقال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة، فقال عمر: ما هذا؟ مرّة في الجنة ومرّة في النار؟ قال كعب: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها، فإذا متّ اقتحموا. وقد صدقت يمينه .. فقد قتل عمر في ذي الحجة سنة (23 هـ) " (3).
__________
(1) "تهذيب التهذيب" (6/ 453)، وفي "ضعفائه الصغير" (ت 233): "ليس بالقوي عندهم، وهو يحتمل".
(2) وانظر ترجمة سعيد مع التعليق عليها.
(3) قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (4/ 91): قد ذكر الخطيب عبد الوهاب بن موسى صاحب الترجمة في "الرواة عن مالك"، وكناه: أبو العباس، ونسبه زهريًا، وأورد له من طريق سعيد بن أبي مريم، عنه، عن مالك، عن عبد الله بن دينار أثرًا موقوفًا على عمر في قصة له مع كعب الأحبار، وقال: إنه تفرد به، ولم يذكر فيه جرحًا. =



النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد (1/ 466)
تناول الشيخ المعلمي ما في هذه الحكاية مما يُستنكر؛ من بيان وقت موت عمر على التحديد، فقد كان عمر في شهر ذي الحجة سنة (23) حاجًا. . إلى آخر ما قال رحمه الله، ثم قال:
"وبعْدُ فسند الحكاية غير صحيح، تفرد بها عن مالك رجل يقال له "عبد الوهاب ابن موسى" لا يكاد يعرف، وليس من رجال شيء من كتب الحديث المشهورة، ولا ذكر في تاريخ البخاري ولا كتاب ابن أبي حاتم، بل قال الذهبي في "الميزان": "لا يُدرى من ذا الحيوان الكذاب" (1).
وفي مقدمة "صحيح مسلم": "الذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئًا ليس عند أصحابه قُبل منه .. " (2).
وهذا الرجل لم يمعن في المشاركة فضلًا عن أن يكون ذلك على الموافقة.
لكن هذا الشرط لا يتقيّد به بعض المتأخرين كابن حبان والدارقطني (3). ومن ثمّ -والله أعلم- وثّق الدارقطني عبد الوهاب هذا وزعم أن الخبر صحيح عن مالك.
أما بقية سنده عن مالك فهو عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري، وسعد الجاري غير مشهور ولا موثق، ولا يدرى أدركه عبد الله بن دينار أم لا؟. اهـ.
__________
= وأورده الدارقطني في "الغرائب" من هذا الوجه، وقال: هذا صحيح عن مالك، وعبد الوهاب ابن موسى ثقة، ومن دونه كذلك" اهـ. كلام الحافظ.
(1) قال الذهبي في "الميزان" (2/ 684): عبد الوهاب بن موسى. عن عبد الرحمن بن أبي الزناد بحديث: إن الله أحيا لي أمي فآمنت بي" الحديث. لا يُدرى مَنْ ذا الحيوان الكذاب؛ فإن هذا الحديث كذب مخالف لما صَحَّ أنه -صلى الله عليه وسلم- استأذن ربه في الاستغفار لها فلم يؤذن له. اهـ.
(2) (ص 7) من "مقدمة مسلم"، وبقيته، فأما من تراه -يعني من الرواة- يَعْمد لمثل الزهري -أو مالك كما في مثالنا- في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، وحديثه عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابه عنه حديثه على الاتفاق منهم في أكثره، فيروي عنه -يعني ذاك الراوي- العددَ من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابه، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبولُ حديث هذا الضرب من الناس، والله أعلم. اهـ. بتصرف.
(3) انظر مزيدًا من البيان: القسم الخاص بمناهج أئمة النقد والمصنِّفين، من كتابنا هذا.



النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد (2/ 277)
قال أبو أنس:
قد قطع شيخنا العلامة المعلمي بمخالفة ابن حبان -ومثله الدارقطني- للمتقدمين في هذا.
ففي كتاب "الأنوار الكاشفة" (ص 112) من قول أبي رية: "أخرج الخطيب عن مالك أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي وهي زوجته فوجدها تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: هذا اليهودي -أي كعب الأحبار- يقول: إنك من أبواب جهنم. فقال عمر: ما شاء الله، ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه، فقال: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتَّى تدخل الجنة، فقال عمر: ما هذا؟ مرة في الجنة ومرة في النار! قال كعب: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا، وقد صدقت يمينه ... فقد قتل عمر في ذي الحجة سنة 23 هـ".
فنظر الشيخ المعلمي في متن هذه الحكاية، وخلص إلى تجويز -إن صحت الحكاية- أن يكون كعب استند إلى بعض العلامات المنقولة عن عمر، ويكون مع ذلك وجد في صحفه إشارةً فَهِمَ منها بطريق الرمز مع النظر في القرائن وتلك العلامات أن عمر لا يعيش بعد تلك السنة.
ثم قال:
"وبعدُ، فسند الحكاية غير صحيح، تفرد بها عن مالك رجلٌ يقال له: "عبد الوهاب ابن موسى" لا يكاد يعرف، وليس من رجال شيء من كتب الحديث المشهورة، ولا ذُكر في تاريخ البخاري ولا كتاب ابن أبي حاتم، بل قال الذهبي في "الميزان": "لا يُدرى مَنْ ذا الحيوان الكذاب".
وفي مقدمة "صحيح" مسلم: "الذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وُجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئًا ليس عند أصحابه قُبل منه ... ".
وهذا الرجل لم يمعن في المشاركة، فضلا عن أن يكون ذلك على الموافقة، لكن هذا الشرط لا يتقيَّدُ به بعض المتأخرين كابن حبان والدارقطني، ومِنْ ثَمَّ -والله أعلم- وَثَّق الدارقطني عبد الوهاب هذا، وزعم أن الخبر صحيح عن مالك". اهـ.
قال أبو أنس:
قد اتَّسعَ الخَرْقُ على مَنْ جاء بعد هؤلاء مِمّن نَحَا هذا النَّحْوَ؛ بسبب عدم التَقَيُّدِ بانتفاء الشذوذ والعلَّة، فكان من لازم ذلك: التصحيحُ بظواهر الأسانيد، دون اعتبارٍ لتفردات الرواة ومخالفاتهم لمن هم أوثق منهم، ولا التفتيش عن العلل الخفية في الأخبار، ومداخل الخلل في المرويات، والأسباب المتباينة للتعليل عند أئمة هذا الشأن، والله تعالى المستعان (1).
* * *
__________
(1) وسيأتي مزيدُ بيانٍ لهذه المسائل عند الحديث عن أسباب التعليل وغيرها في قسم القواعد من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.




النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد (2/ 407)
يشتمل هذا الموضع على:
التنبيه على منهج الدارقطني في عدم تقيّده بمذاهب المتقدمين في اشتراط إمعان الراوي في موافقة الثقات من أجل توثيقه، وقبول تفرداته.
في "الأنوار الكاشفة" (ص 112 - 114) خبرٌ أخرجه الخطيب عن مالك: "أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي وهي زوجته فوجدها تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: هذا اليهودي -أي كعب الأحبار- يقول إنك من أبواب جهنم، فقال عمر: ما شاء الله, ثم خرج فأرسل إلى كعب، فجاءه فقال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة، فقال عمر: ما هذا؟ مرّة في الجنة ومرّة في النار! قال كعب: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم، تمنع الناس أن يقتحموا فيها، فإذا متّ اقتحموا. وقد صدقت يمينه ... فقد قتل عمر في ذي الحجة سنة 23 هـ" (1).
تناول الشيخ المعلمي ما في هذه الحكاية مما يُستنكر من بيان وقت موت عمر على التحديد، فقد كان عمر في شهر ذي الحجة سنة 23 حاجًّا ... إلى آخر ما قال رحمه الله، ثم قال:
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (4/ 91): "قد ذكر الخطيب عبد الوهاب بن موسى صاحب الترجمة في "الرواة عن مالك"، وكناه: أبو العباس، ونسبه زهريًّا، وأورد له من طريق سعيد بن أبي مريم، عنه, عن مالك، عن عبد الله بن دينار أثرًا موقوفا على عمر في قصةٍ له مع كعب الأحبار، وقال: إنه تفرد به، ولم يذكر فيه جرحًا.
وأورده الدارقطني في "الغرائب" من هذا الوجه, وقال: هذا صحيح عن مالك، وعبد الوهاب بن موسى ثقة، ومن دونه كذلك". اهـ. كلام الحافظ.


النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد (2/ 408)
"وبَعْدُ فسند الحكاية غير صحيح، تفرد بها عن مالك رجل يقال له: "عبد الوهاب ابن موسى" لا يكاد يعرف، وليس من رجال شيء من كتب الحديث المشهورة، ولا ذُكر في تاريخ البخاري، ولا كتاب ابن أبي حاتم، بل قال الذهبي في "الميزان": "لا يُدرى من ذا الحيوان الكذاب" (1).
وفي مقدمة "صحيح مسلم": "الذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شارك الثقاتِ من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك، ثم زاد بعد ذلك شيئًا ليس عند أصحابه، قُبل منه ... " (2).
وهذا الرجل لم يُمعن في المشاركة، فضلا عن أن يكون ذلك على الموافقة.
لكن هذا الشرط لا يتَقَيَّدُ به بعض المتأخرين كابن حبان والدارقطني، ومن ثَمَّ -والله أعلم- وَثَّق الدارقطني عبد الوهاب هذا، وزعم أن الخبر صحيح عن مالك.
أما بقية سنده عن مالك فهو عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري، وسعد الجاري غير مشهور ولا موثق، ولا يُدرى أدركه عبد الله بن دينار أم لا؟
__________
(1) قال الذهبي في "الميزان" (2/ 684): "عبد الوهاب بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد بحديث: إن الله أحيا لي أمي فآمنت بي" الحديث. لا يُدرى مَنْ ذا الحيوان الكذاب؛ فإن هذا الحديث كذب مخالف لما صَحَّ أنه -صلى الله عليه وسلم- استأذن ربه في الاستغفار لها فلم يؤذن له. اهـ.
(2) (ص 7) من "مقدمة مسلم"، وبقيته: فأما من تراه -يعني من الرواة - يَعْمد لمثل الزهري أو مالك كما في مثالنا- في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره, وحديثه عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابه عنه حديثه على الاتفاق منهم في أكثره, فيروي عنه -يعني ذاك الراوي- العددَ من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابه, وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبولُ حديث هذا الضرب من الناس، والله أعلم. اهـ. بتصرف.


النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد (2/ 409)
ومقطع الحق أن ليس بيد من يتهم كعبًا بالمؤامرة غير كلمات يروى أن كعبًا قالها لعمر، وقد كان عمر والصحابة أعلم بالله ورسوله وكتبه منا، وأعلم بعد أن طعن عمر بالمؤامرة وقد انكشفت وهو حي، وأعلم بحال كعب لأنه صحبهم وجالسهم.
والمعقول أنه لو كان فيما خطب به عمر ما يوجب اتهامه لاتهموه، وقد علمنا أنهم لم يتهموه، لا قبل انكشاف المؤامرة ولا بعده، فوجب الجزم بأنه لم يقع منه ما يقتضي اتهامه. اهـ.
قال أبو أنس:
يؤيد ما ذكره المعلمي ما ذُكر في مذهب الدارقطني في رفع الجهالة وإثبات العدالة:
قال السخاوي في "فتح المغيث":
"عبارة الدارقطني: من روى عنه ثقتان، فقد ارتفعت جهالته وثبتت عدالته، وقال أيضًا في الديات نحوه.
وكذا اكتفى بمجرد روايتهما ابنُ حبان، بل توسع كما تقدم في مجهول العين، وقيل: يفصل، فإن كانا لا يرويان إلا عن عَدْلٍ قُبِلَ، وإلا فلا". اهـ.
* * *




مجلة الرسالة (665/ 29، بترقيم الشاملة آليا)
أصدرها: أحمد حسن الزيات باشا (المتوفى: 1388هـ)
كعب الأحبار هو الصهيوني الأول
للأستاذ محمود أبو ريه
(نشر الأستاذ سعيد الأفغاني أن الصهيوني الأول هو عبد الله
بن سبأ الذي تظاهر بالإسلام على عهد عثمان. وأنا على
احترامنا لما نشر الأستاذ الأفغاني نبين أن الصهيوني الأول
فيما حققناه هو (كعب الأحبار) ذلك الكاهن اليهودي الذي اسلم
على عهد عمر خداعاً ونفاقاً، وكان أول من أرسل الصيحة
(بالصهيونية) في بيت المقدس، ولكن الفاروق فطن لهذه
الدعوة الخبيثة وقضى عليها. ولما وجد أن عمر صخرة عاتية
تحول بينه وبين ما يريد بالإسلام من كيد، أخذ مع جماعة من
فارس يأتمرون به ليقتلوه. ولما اندك حصن الإسلام بقتل عمر
أرصد مكره ودهاءه لما أسلم من أجله، فأنشأ يبث من إفكه -
ما شاء أن يبث - في تفسير كتاب الله وأحاديث رسوله. وأنا
نكشف هنا عن حقيقة هذا الحبر الذي لا يزال يظفر بثقة
المسلمين، ويعتبرونه من خيار التابعين، حتى يكون الناس
على بينة من أمره، ويعرفوا مبلغ ضرر هؤلاء اليهود الذين
تظاهروا بالإسلام وانطوت قلوبهم على غيره)
لما قويت شوكة الدعوة الإسلامية واشتد ساعدهم لم يرى الذين كانوا يقفون أمامهم، ويصدون عن سبيلها، إلا أن يكيدوا لها عن طريق الحيلة والخداع، وبعد أن عجزوا عن



مجلة الرسالة (665/ 32، بترقيم الشاملة آليا)
قتل عمر:
ذكر المسور بن مخرمة أن عمر لما أنصرف إلى منزله بعد أن أوعد أبو لؤلؤة جاءه كعب الأحبار فقال يا أمير المؤمنين (أعهد) فأنت ميت في ثلاث ليال (رواية الطبري في ثلاث أيام) قال وما يدريك؟ قال أجده في كتاب التوراة! قال عمر: أتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال الهم لا، ولكن أجد حليتك وصفتك، وأنت قد فني أجلك! قال ذلك وعمر لا يحس وجعاً، فلما كان الغد جاءه كعب، فقال بقي يومان! فلما كان الغد جاءه وقال: مضى يومان وبقي يوم! وهي لك إلى صبيحتها، فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالاً فإذا استوت كّبر، ودخل أبو لؤلؤة في الناس وبيده خنجره فضرب عمر ست ضربات إحداهن تحت سرته وهي التي قتلته. ودخل عليه كعب وقال له: ألم أقل لك أنك لا تموت ألا شهيداً وأنك تقول من أين وإني في جزيرة العرب؟ وفي رواية أخرى: لما دخل كعب على عمر قال له: (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)
ومما يملخ عرق الشك في آمر تأمر كعب بعمر ما أخرجه الخطيب عن مالك، أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي وهي زوجته فوجدها تبكي، فقال ما يبكيك؟ قالت هذا (اليهودي) أي كعب يقول أنك باب من أبواب جهنم! فقال عمر ما شاء الله! ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه فقال يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة! فقال ما هذا! مرة في الجنة! ومرة في النار! فقال: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا!!
وقد برت يمينه فقد قُتل عمر في ذي الحجة سنة 23هـ
فهل بعد ذلك يتمري أحد أن كعباً هو رأس مؤامرة قتل عمر!
ولعل المسلمين قد ازدادوا ثقة بكعب بعد مقتل عمر إذ حسبوا أن التوراة كما يزعم فيها علم ما كان وما سيكون وما هو كائن! ولكن لما كثر كذبه وفشا بهتانه أخذ بعضهم يقابل ما يرويه بالشك فقد روى البخاري أن معاوية قال فيه (إنا كنا لنبلو عليه الكذب، وقال عنه علي (إنه لكذاب) وكذبه كذلك عبد الملك بن مروان.
قصة الصخرة بين عمر وكعب:
لما افتتحت إيلياء وأرضها على يد عمر في ربيع الآخر سنة 16هـ ودخل عمر



مجلة الرسالة (944/ 9، بترقيم الشاملة آليا)
ولم يكن قتل عمر على يدي أبي لؤلؤة تنفيذاً لتلك المؤامرة التي دبرها الهرمزان لما كان يكنه من الحقد والموجدة للعرب بعد أن نالوا عرش الفرس ومزقوا دولتهم وأعانه عليها كعب لأن عمر هو الذي أجلى اليهود عن جزيرة العرب. ومما يمتلخ عرق الشك من أن كعباً له يد في قتل عمر والتآمر به ما أخرجه الخطيب عن مالك أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي (وهي زوجته) فوجدها تبكي فقال ما يبكيك؟ قالت هذا اليهودي - أي كعب يقول إنك من باب من أبواب جهنم. . . فقال عمر ما شاء الله! ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه فقال يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة، فقال ما هذا!؟ مرة في الجنة ومرة في النار! قال: أنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا! وقد برت يمينه لعنه الله فقد قتل عمر في ذي الحجة سنة 23هـ



مختصر سيرة الرسول (ص: 228)
وقال عبد الله بن سلام لعمر رضي الله عنهما : إني أرى في التوراة : أنك باب من أبواب جهنم قال : فسر لي قال : أنت باب من أبوابها مغلقا لئلا يقتحمها الناس فإذا مت انفتح



شرح حال كعب الأحبار بن ماتع بن ذي هجن الحميري(000 - 32 هـ = 000 - 652 م)
كعب الأحبار هل له ضلع في حادثة مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (ص: 44)
طارق محمد سكلوع العمودي
رابعًا : ما جاء عن كعب بلفظ القَسَم بأنه لا ينسلخ ذو الحجة حتى يدخل عمر الجنة
روى ابن سعد في ( الطبقات )(1) ، والخطيب في ( الرواة عن مالك )(2) ، والدارقطني في ( غرائب مالك )(3) من طريق مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب أنَّ عمر بن الخطاب دعا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وكانت تحته ، فوجدها تبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين هذا اليهودي تعني كعب الأحبار ، يقول إنك على باب من أبواب جهنم ، فقال عمر : ما شاء الله ، والله إني لأرجو أن يكون ربي خلقني سعيداً . ثم أرسل إلى كعب فدعاه ، فلما جاء كعب قال : يا أمير المؤمنين لا تعجل عليّ ، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة . فقال عمر : أي شيء هذا ؟ مرة في الجنة ومرة في النار ، فقال : يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا متّ لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة .
قلت : في إسناده سعد الجاري ، قد اختلف في اسمه واسم أبيه ونسبه ، وهل هو مولى عمر أم ابن عمر .
وتوصل الحافظ ابن حجر(1) ومن قبله ابن حبان(2) إلى أنه : سعد بن نوفل الجاري مولى عمر بن الخطاب ، وهو عامله على الجار وهو ساحل المدينة المنورة .
وسعد هذا ذكره البخاري(3) وابن أبي حاتم(4) من غير جرح ولا تعديل ، وذكره ابن حبان في ( الثقات ) كعادته .
وقال فيه الحسيني : مجهول(5) .
وردّ عليه الحافظ بأنه : معروف(6) .
قلت : قول الحافظ أنه معروف أخرجه بذلك من جهالة العين ولكن بقيت جهالة حاله .
وعلى فرض صحة القصة فهي خارجة عن محل النزاع كما لا يخفى .