بسم الله الرحمن الرحیم
فهرست مطالب راجع به عمر بن الخطاب
واقعه عقبة-سوء قصد شهادت ترور مسموميت پيامبر ص
جامع معمر بن راشد (11/ 238)
معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن (المتوفى: 153هـ)
20424 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: سمعته يقول: إن حذيفة بن اليمان كان أحد بني عبس، وكان أنصاريا، وإنه قاتل مع أبيه اليمان يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالا شديدا، وإن المسلمين أحاطوا باليمان يضربونه بأسيافهم، فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فزادته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، قال: فبينا النبي صلى الله عليه وسلم سائر إلى تبوك نزل عن راحلته ليوحى إليه، وأناخها النبي صلى الله عليه وسلم، فنهضت الناقة تجر زمامها مطلقة، فتلقاها حذيفة، فأخذ بزمامها يقودها حتى أناخها وقعد عندها، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فأقبل يريد ناقته، فقال: «من هذا؟» ، فقال: حذيفة [ص:239] بن اليمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإني أسر إليك سرا لا تحدث به أحدا أبدا، إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان» رهط ذوي عدد من المنافقين، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف عمر، فكان إذا مات الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن يظن عمر أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة، فقاده، فإن مشى معه صلى عليه، وإن انتزع منه لم يصل عليه، وأمر من يصلي عليه
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 481)
أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)
حدثنا 37390 - أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة , فقال له عمر: أمن القوم هو؟ قال: «نعم» , فقال له عمر: بالله، منهم أنا؟ قال: «لا , ولن أخبر به أحدا بعدك»
صحيح البخاري (6/ 49)
4602 - حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، قال: حدثني إبراهيم، عن الأسود، قال: كنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم، ثم قال: «لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم»، قال الأسود: سبحان الله إن الله يقول: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)، فتبسم عبد الله، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: «عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قلت، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا، فتاب الله عليهم»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4326 (4/1680) -[ ش (أنزل النفاق) أي ابتلي به واختبر والمنافق من أبطن الكفر وأظهر الإسلام. (خير منكم) أي لأنهم كانوا في طبقة الصحابة رضي الله عنهم
والمقصود جماعة نافقوا ثم صلحوا واستقاموا
(الدرك) الدرج الأسفل وللنار دركات كما أن للجنة درجات / 145 /
(فتبسم) تعجبا من حذيفة رضي الله عنه وسرورا بما قام به من قوله الحق وتحذيره من الباطل. (فرماني) القائل الأسود والرامي حذيفة رضي الله عنه. (وقد عرف ما قلت) عرف ما أقصد بقولي
تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (14/ 443)
17130- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: (سنعذبهم مرتين) ، عذاب الدنيا، وعذاب القبر، (ثم يردون إلى عذاب عظيم) ، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أسر إلى حذيفة باثني عشر رجلا من المنافقين، فقال: "ستة منهم تكفيكهم الدبيلة، (2) سراج من نار جهنم، يأخذ في كتف أحدهم حتى تفضي إلى صدره، وستة يموتون موتا. ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رحمه الله، كان إذا مات رجل يرى أنه منهم، نظر إلى حذيفة، فإن صلى عليه، وإلا تركه. وذكر لنا أن عمر قال لحذيفة: أنشدك الله، أمنهم أنا؟ قال: لا والله، ولا أومن منها أحدا بعدك!
السنة لأبي بكر بن الخلال (4/ 111)
أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال البغدادي الحنبلي (المتوفى: 311هـ)
1288 - حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: " مات رجل من المنافقين، فلم يصل عليه حذيفة، فقال له عمر: أمن القوم هو؟ قال: نعم. قال: " بالله، أنا منهم؟ قال: لا، ولن أخبر أحدا بعدك "
السنة لأبي بكر بن الخلال (5/ 67)
أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال البغدادي الحنبلي (المتوفى: 311هـ)
1630 - قال: حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: مات رجل من المنافقين، فلم يصل عليه حذيفة، فقال له عمر: " أمن القوم هو؟، فقال: نعم. قال: فقال: بالله، فمنهم أنا؟ قال: لا، ولن أخبر أحدا بعدك "
بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص: 129)
المؤلف: أبو بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري الحنفي (المتوفى: 380هـ)
قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: ح محمد بن إبراهيم البكري قال: ح محمد بن إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن سلمة، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى لحذيفة المنافقين، وقال له: «إياك أن تخبر أحدا منهم، حتى آذن لك» ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يأذن لحذيفة في ذكرهم بذلك، فلبث حتى كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لي عمر: أنشدك الله عز وجل أنا فيمن سمى لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا والله، والله لا أبرئ منها رجلا بعدك " قال الشيخ الإمام الزاهد المصنف رحمه الله: يجوز أن يكون معنى قوله سمى لك، أي: وصف لك صفتهم، فأكون فيمن وصف، أي هل في من أوصافهم شيء، وقد يجوز أن يراد بالاسم الصفة؛ لأن الاسم يدل على المسمى، وكذلك الصفة وقد يعرف الشيء باسمه وصفته، فلما كان كذلك جاز أن يوضع أحدهما موضع الآخر، فكان عمر رضي الله عنه إنما استخبر حذيفة عن صفة المنافقين ليتوقيها، وإن كانت فيه أزالها عن نفسه، فأما النفاق فإنه قد كان متحققا متيقنا أنه ليس فيه في الوقت، ولا يجوز أن يكون منافقا فيما بعد بشارة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة، فكيف يكون من بشر بالجنة منافقا، والمنافق في الدرك الأسفل من النار. وخبر النبي صلى الله عليه وسلم يوجب التصديق، والشك فيه كفر، وقد يجوز أن يكون في المؤمن بعض أوصاف المنافقين وإن لم يكن منافقا، وإنما أراد عمر رضي الله عنه أن يعرف صفة من أوصاف المنافقين التي أسرها النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين إلى حذيفة، أو صفة علم حذيفة ممن سمى له النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين، فإن كانت فيه أزالها عن نفسه، وتحرز منها إن لم تكن فيه، وهذا كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي , أي: يخبرني عيوبي فأتركها، معنى هذا معنى الحديث
تاريخ دمشق لابن عساكر (12/ 276)
اخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا (2) طاهر بن محمد قالا أنبأنا أبو ناصر (3) عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى أنبأنا أبو زكريا بن حرب أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي نبأنا وكيع نبأنا ابن أبي خالد قال سمعت زيد بن وهب الجهني يحدث عن حذيفة قال مر بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد فقال يا حذيفة إن فلانا قد مات فاشهده قال ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت الي فرآني وأنا جالس فعرف فرجع الي فقال يا حذيفة انشدك الله امن القوم أنا قال قلت اللهم لا ولا لن ابرئ احدا بعدك قال فرأيت عيني عمر (4) جاءتا
مسند الربيع (ص: 361)
929 جابر بن زيد عن حذيفة بن اليماني إنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصادف جنازة فلم يحضرها فقال عمر يا حذيفة يموت رجل من المسلمين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا تشهد جنازته فقال حذيفة يا أمير المؤمنين أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر لي سرا فقال عمر أنشدك الله أمنهم كان قال اللهم نعم فقال أنشدك الله أمنهم أنا فقال لا والله يا أمير المؤمنين ولا أؤمن بها أحدا أبدا وقيل لجابر بن زيد أتخاف النفاق فقال وكيف لا أخافه وقد خافه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
المعجم الكبير للطبراني (3/ 165)
3015 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا مصرف بن عمرو اليامي، ثنا أبو أسامة، ثنا مجالد، عن عامر، عن صلة بن زفر، قال: قلنا لحذيفة: كيف عرفت أمر المنافقين، ولم يعرفه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهم؟ قال: إني كنت أسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنام على راحلته، فسمعت ناسا منهم يقولون: لو طرحناه عن راحلته فاندقت عنقه، فاسترحنا منه. فسرت بينهم وبينه، وجعلت أقرأ وأرفع صوتي، فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «من هذا؟» فقلت: حذيفة. قال: «من هؤلاء؟» قلت: فلان وفلان، حتى عددتهم. قال: «أوسمعت ما قالوا؟» قلت: نعم؛ ولذلك سرت بينك وبينهم. قال: «فإن هؤلاء فلانا وفلانا - حتى عد أسماءهم - منافقون، لا تخبرن أحدا»
المختصر المفيد في عقائد أئمة التوحيد (ص: 116)
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: يا حذيفة ناشدتك الله، هل سمَّاني لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع القوم؟ فيقول: لا، ولا أزكي بعدك أحدًا، يعني: لا أفتح هذا الباب في تزكية الناس، ليس معناه: أنه لم يبرئ من النفاق غيره.
دروس في العقيدة - الراجحي (15/ 11، بترقيم الشاملة آليا)
وهذا النفاق الذي خشيه الصحابة على أنفسهم هو النفاق العملي؛ لأن الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون أنهم مؤمنون بالله ورسوله، ولا يخشون من الكفر، وإنما يخشون من النفاق أن يكون في الأعمال، ومثله قول عمر رضي الله عنه لـ حذيفة: هل تعلم فيَّ شيئاً من النفاق؟ وفي رواية: هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ قال: لا، ولا أزكي بعدك أحداً أبداً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والمراد بالنفاق النفاق العملي.
شرح فتح المجيد للغنيمان (113/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
حتى إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل حذيفة بن اليمان الذي قيل له: أنت صاحب السر، يقول: أسألك بالله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ فيقول: لا، ولا أزكي بعدك أحداً، يعني: لو سألني أحد أن أخبره أنه سماه أو ما سماه لما أعلمته.
شرح رياض الصالحين (2/ 472)
وكان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - لشدة خوفه من الله، يلتقى بحذيفة فيقول: أنشدك الله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمى من المنافقين؟ هذا وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي هو أفضل هذه الأمة بعد نبيها وأبي بكر بضي الله عنهم أجمعين، فهو الثاني بعد الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الأمة، وله من اليقين والمقامات العظيمة ما هو معلوم، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام: " إن يكن فيكم محدثون فعمر" يعني إن كان فيكم أحد ملهم للصواب فهو عمر، يمدحه ويثني عليه لموافقته للصواب، وإيمانه رضي الله عنه معروف مشهور ومع ذلك يقول: " أنشدك الله هل سماني لك رسول الله مع من سماهم من المنافقين؟ فيقول حذيفة: لا. ولا أزكي بعدك أحداً.
شرح سنن النسائي المسمى شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية (1/ 82)
ويقال: إن عمر سأله هل سمّاني لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا، ولا أزكي بعدك أحدًا.
كنز العمال (13/ 344)
36962- عن زيد بن وهب قال: مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة، فقال له عمر: أمن القوم هذا؟ قال: نعم، قال: بالله أمنهم أنا؟ قال: لا، ولن أخبر به بعدك أحدا."رستة".
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (9/ 104)
وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه خاف على نفسه النفاق؛ فقال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي أسر إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسماء أناس من المنافقين فقال له عمر رضي الله عنه: (أنشدك الله؛ هل سماني لك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع من سمى من المنافقين؟ . فقال حذيفة رضي الله عنه: لا، ولا أزكي بعدك أحدا) (1) أراد عمر بذلك زيادة الطمأنينة، وإلا؛ فقد شهد له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة.
الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/ 557)
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " يا حذيفة: ناشدتك الله، هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم؟ فيقول: لا، ولا أزكي بعدك أحدا"، يعني: لا أفتح هذا الباب، في تزكية الناس، ليس معناه: أنه لم يبرئ من النفاق غيره، وكيف يكون ما هو من صفات السابقين الأولين، شكا في الدين؟ وعن الحسن البصري - في النفاق -: " ما أمنه إلا منافق، ولا خافه إلا مؤمن ".
السيرة النبوية لابن كثير (4/ 35)
وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لحذيفه: أقسمت عليك بالله أأنا منهم؟ قال: لا ولا أبرى بعدك أحدا.
يعني حتى لا يكون مفشيا سر النبي صلى الله عليه وسلم.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (5/ 25)
وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لحذيفة: أقسمت عليك بالله أنا منهم؟ قال لا ولا أبرئ بعدك أحدا - يعني حتى لا يكون مفشيا سر النبي صلى الله عليه وسلم -.
قلت: وقد كانوا أربعة عشر رجلا، وقيل كانوا اثني عشر رجلا، وذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم حذيفة بن اليمان فجمعهم له فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرهم وبما تمالاوا عليه.
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 156)
(س) وفي حديث أم سلمة «إن من أصحابي من لا يراني بعد أن فارقني. فقال لها عمر رضي الله عنهما: بالله أمنهم أنا؟ قالت: لا، ولن أبلي أحدا بعدك» أي لا أخبر بعدك أحدا.
وأصله من قولهم أبليت فلانا يمينا، إذا حلفت له بيمين طيبت بها نفسه. وقال ابن الأعرابي:
أبلى بمعنى أخبر.
صفات المنافقين (ص: 20)
سمع حذيفة رضي الله عنه رجلًا يقول: اللهم أهلك المنافقين. فقال: " يا ابن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك ".
تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين. لعلمهم بدقّه وجلّه، وتفاصيله وجمله. ساءت ظنونهم بنفوسهم، حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين. قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما: " يا حذيفة، نشدتك بالله، هل سماني لك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم منهم؟ قال: لا. ولا أزكي بعدك أحدا "
فتح الباري لابن حجر (1/ 404)
وشذ يعقوب بن سفيان الفسوي فقال في حديثه خلل كثير ثم ساق من روايته قول عمر في حديثه يا حذيفة بالله أنا من المنافقين قال الفسوي وهذا محال قلت هذا تعنت زائد وما بمثل هذا تضعف الإثبات ولا ترد الأحاديث الصحيحة فهذا صدر من عمر عند غلبة الخوف وعدم أمن المكر فلا يلتفت إلى هذه الوساوس الفاسدة في تضعيف الثقات والله أعلم
المحلى بالآثار (12/ 161)
وفي بعضها أن عمر سأله: أنا منهم؟ فقال له: لا، ولا أخبر أحدا غيرك بعدك - وهذا باطل كما ترى، لأن من الكذب المحض أن يكون عمر يشك في معتقد نفسه حتى لا يدري أمنافق هو أم لا؟ وكذلك أيضا لم يختلف اثنان من أهل الإسلام في أن جميع المهاجرين قبل فتح مكة لم يكن فيهم منافق، إنما كان النفاق في قوم من الأوس والخزرج فقط - فظهر بطلان هذا الخبر.
تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 206)
وذكر لنا أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كان إذا مات رجل ممن يرى أنه منهم، نظر إلى حذيفة، فإن صلى عليه وإلا تركه. وذكر لنا أن عمر قال لحذيفة: أنشدك بالله، أمنهم أنا؟ قال: لا. ولا أومن منها أحدا بعدك. (1)