بودن ابوبكر وعمر در جيش اسامة

سقيفه

جيش اسامة


لعن از تخلف از جيش اسامة
بودن ابوبكر وعمر در جيش اسامة

تجاهل الباني در شناخت جوهري

حذف لفظ ابوبکر از مغازی واقدی

أسامة بن زيد بن حارثة(7 ق هـ - 54 هـ = 615 - 674 م)


الأعلام للزركلي (1/ 291)
أُسَامَة بن زَيْد
(7 ق هـ - 54 هـ = 615 - 674 م)
أسامة بن زيد بن حارثة، من كنانة عوف، أبو محمد: ..... إلى أن مات بالجرف، في آخر خلافة معاوية. له في كتب الحديث 128 حديثا.
وفي تاريخ ابن عساكر إن رسول الله استعمل أسامة على جيش فيه أبو بكر وعمر (1) .
__________
(1) طبقات ابن سعد 4: 42 وتهذيب ابن عساكر 2: 391 - 399 والإصابة 1: 29.






أنساب الأشراف للبلاذري (1/ 474)
955- حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصبا رأسه، / 229/ حتى جلس على المنبر، وكان الناس قد تكلموا في أمره حين أراد توجيههم إلى مؤتة، فكان أشدهم قولا في ذلك عياش بن أبي ربيعة. فقال: أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في إمرته، لقد قلتم في إمرة أبيه من قبله، ولقد كان أبوه للإمارة خليقا، وإنه لخليق بها. وكان في جيش أسامة: أبو بكر، وعمر، ووجوه من المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم. وخرج، فعسكر بالجرف. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، أتى أسامة فقال له: قد ترى موضعي من خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا إلى حضور عمر ورأيه محتاج، فأنا أسألك تخليفه. ففعل، ومضى أسامة حتى قدم سالما غانما، فسر الناس بذلك.







تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 46) 596 - أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى ابن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ود بن كنانة بن عوف ابن عذرة بن عدي بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب أبو زيد ويقال أبو محمد ويقال أبو حارثة ويقال أبو يزيد (1) حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وابن حبه استعمله رسول الله على جيش فهي أبو بكر وعمر فلم ينفذ حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبعثه أبو بكر إلى الشام فأغار على أبنى (2) من ناحية البقاء (3) وشهد مع أبيه عزوة مؤتة وقدم دمشق وسكن المزة مدة ثم انتقل إلى المدينة فمات بها ويقال بوادي القرى (5) روى عن النبي (صلى







تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 60)
[2091] أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي أنا المؤمل بن الحسن نا أحمد بن منصور نا أبو النضر هاشم بن القاسم نا عاصم بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استعمل أسامة بن زيد على جيش فيهم أبو بكر وعمر فطعن الناس في عمله فخطب النبي (صلى الله عليه وسلم) الناس ثم قال قد بلغني أنكم قد طعنتم في عمل أسامة وفي عمل أبيه قبله وإن أباه لخليق للإمارة وإنه لخليق للأمرة يعني أسامة وإنه لمن أحب الناس إلي فأوصيكم به





تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 62)
فخرج معه سروات الناس وخيارهم ومعه عمر قال فطعن الناس في تأمير أسامة



تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 63)
قال ونا محمد بن سعد (3) نا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه بنحو حديث أبي (4) أسامة عن هشام وزاد وفي الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح




تاريخ دمشق لابن عساكر (10/ 139)
وقال الفقيه فيهم أبو بكر وعمر فقال إلى أين يا رسول قال عليك بأبنى (1) فصبحها صباحا فقطع وحرق وضع سيفك وخذ بثأر أبيك واعتل النبي (صلى الله عليه وسلم) فبعث إلى أسامة فقال جهزوا جهزوا جيش أسامة أنفذوا جيش أسامة فجهز إلى أن صار إلى الجرف




تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (4 / 176)
وفي المغازي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسامة على جيش، فيهم أبو بكر، وله ثمان عشرة سنة.




تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (4 / 177)
وعن عبد الله بن دينار، وغيره قال: لم يلق عمر أسامة قط إلا قال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته، أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات وأنت علي أمير.




الوافي بالوفيات - الصفدي - (3 / 157)
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة في جيش فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فطعن الناس فيه لأنّه كان ابن مولى ولم يبلغ عشرين سنة وبلغ رسول الله صلى الله عليه وهو في مرضه وصعد المنبر الحديث.




الطبقات الكبرى - ابن سعد - (4 / 66)
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا العمري عن نافع عن ابن عمر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد، وكان الناس طعنوا فيه، أي في صغره، فبلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله، وإنهما لخليقان لها، أو كانا خليقين لذلك، فإنه لمن أحب الناس إلي وكان أبوه من أحب الناس إلي إلا فاطمة، فأوصيكم بأسامة خيرا.




الطبقات الكبرى - ابن سعد - (4 / 67)
قال: هشام وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا أمر الرجل أعلمه وندب الناس معه. قال فخرج معه سروات الناس وخيارهم ومعه عمر، قال: فطعن الناس في تأمير أسامة.



الطبقات الكبرى - ابن سعد - (4 / 67)
قال فبعثه أبو بكر إلى آبل واستأذن لعمر أن يتركه عنده، قال فأذن أسامة لعمر، قال فأمره أبو بكر أن يجزر في القوم،




الطبقات الكبرى - ابن سعد - (4 / 68)
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن أبيه بنحو حديث أبي أسامة عن هشام وزاد في الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح.




شبهات الرافضة حول الصحابة رضي الله عنهم وردها - (1 / 56)
فجعل يقول أرسلوا بعث أسامة أي واستثنى صلى الله عليه وسلم أبابكر وأمره بالصلاة بالناس أي فلا منافاة بين القول بأن أبابكر رضي الله عنه كان من جملة الجيش وبين القول بأنه تخلف عنه لأنه كان من جملة الجيش أولاً وتخلف لما أمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وبهذا يُرَدُّ قول (الرافضة) ! طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنه تخلف عن جيش أسامة رضي الله عنه لما علمت أن تخلفه كان بأمر منه صلى الله عليه وسلم لأجل صلاته بالناس








تجاهل الباني در شناخت جوهري


السقيفة و فدك، ص: 74
و حدثنا أحمد بن اسحاق بن صالح «3»، عن أحمد بن سيار، عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، أن رسول الله صلى الله عليه و آله، في مرض موته أمر اسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاجرين و الأنصار منهم أبو بكر، عمر، و أبو عبيدة بن الجراح، و عبد الرحمن بن عوف، و طلحة، و الزبير، و أمره أن يغير على مؤتة «4» حيث قتل أبوه زيد، و أن يغزو داري فلسطين، فتثاقل اسامة و تثاقل الجيش بتثاقله و جعل رسول الله صلى الله عليه و آله في مرضه يثقل و يخف، و يؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث، حتى قال له اسامة: بأبي انت و أمي، ا تأذن لي أن امكث أياما حتى يشفيك الله تعالى، فقال: اخرج‏ و سر على بركة الله، فقال: يا رسول الله، إن أنا خرجت و انت على هذه الحال خرجت و في قلبي قرحة منك، فقال: سر على النصر و العافية فقال: يا رسول الله إني اكره أن اسأل عنك الركبان، فقال: انفذ لما أمرتك به، ثم اغمي على رسول الله صلى الله عليه و آله، و قام اسامة فتجهز للخروج، فلما أفاق رسول الله صلى الله عليه و آله، سأل عن اسامة و البعث، فأخبر انهم يتجهزون، فجعل يقول: انفذوا بعث اسامة، لعن الله من تخلف عنه، و كرر ذلك، فخرج اسامة و اللواء على رأسه، و الصحابة بين يديه حتى اذا كان بالجرف «1» نزل و معه أبو بكر و عمر و اكثر المهاجرين، و من الانصار اسير بن حضير، و بشير بن سعد و غيرهم من الوجوه، فجاءه رسول ام أيمن يقول له: ادخل فإن رسول الله يموت، فقام من فوره فدخل المدينة و اللواء معه، فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله. و رسول الله قد مات في تلك الساعة. قال: فما كان أبي بكر و عمر يخاطبان أسامة الى أن ماتا إلا بالأمير «2»..







كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 683
و تخلفه «49» و صاحبه عن جيش أسامة بن زيد مع تسليمهما عليه بالإمرة








كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 905
الحديث الحادي و الستون [1]
سليم: قال: قلت لعبد الله بن العباس- و جابر بن عبد الله الأنصاري إلى جنبه-: شهدت النبي صلى الله عليه و آله عند موته قال نعم، لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و آله جمع كل محتلم من بني عبد المطلب و امرأة و صبي قد عقل، فجمعهم جميعا فلم يدخل معهم غيرهم إلا الزبير فإنما أدخله لمكان صفية، و عمر بن أبي سلمة و أسامة بن زيد. ثم قال: «إن هؤلاء الثلاثة منا أهل البيت» و قال: «أسامة مولانا و منا»، و قد كان رسول الله صلى الله عليه و آله استعمله على جيش و عقد له و في ذلك الجيش أبو بكر و عمر، فقال كل واحد منهما: «لا ينتهي يستعمل علينا هذا الصبي العبد» فاستأذن «1» رسول الله صلى الله عليه و آله ليودعه و يسلم عليه فوافق ذلك اجتماع بني هاشم فدخل معهم و استأذن أبو بكر و عمر أسامة ليسلما على النبي صلى الله عليه و آله فأذن لهما.
فلما دخل أسامة معنا- و هو من أوسط بني هاشم «2» و كان شديد الحب له- قال رسول الله صلى الله عليه و آله لنسائه: «قمن عني فأخلينني و أهل بيتي». فقمن كلهن‏ غير عائشة و حفصة فنظر إليهما رسول الله صلى الله عليه و آله و قال: «أخلياني و أهل بيتي». فقامت عائشة آخذة بيد حفصة و هي تدمر غضبا و تقول: «قد أخليناك و إياهم» فدخلتا بيتا من خشب.
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام: «يا أخي، أقعدني»، فأقعده علي عليه السلام و أسنده إلى نحره، فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: يا بني عبد المطلب، اتقوا الله و اعبدوه، و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و لا تختلفوا.
إن الإسلام بني على خمسة: على الولاية و الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج.
فأما الولاية فلله و لرسوله و للمؤمنين الذين يؤتون الزكاة و هم راكعون «3»، و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون








بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 122
المسلمين بعضهم على بعض.
و قال- أيضا-: أتوب إلى الله من ثلاث: من ردي رقيق اليمن، و من رجوعي عن جيش أسامة بعد أن «1» أمره رسول الله صلى الله عليه [و آله‏] علينا، و من تعاقدنا على أهل البيت إن قبض رسول الله أن لا نولي منهم أحدا.






بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 428
نقول: لا خلاف في أن عمر منهم، و قد منعه أبو بكر من النفوذ معهم، و هذا كالأول في كونه معصية و مخالفة للرسول صلى الله عليه و آله.
أما أنهم كانوا من جيش أسامة، فلما ذكره السيد الأجل رضي الله عنه في الشافي «1» من: أن كون أبي بكر في جيش أسامة، قد «2» ذكره أصحاب السير و التواريخ «3»: قال روى البلاذري في تاريخه «4»- و هو معروف ثقة كثير الضبط و بري‏ء «5» من ممالأة الشيعة-: أن أبا بكر و عمر كانا معا في جيش أسامة.
------
(3) نص على ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1- 159، تاريخ الطبري 3- 186، تاريخ ابن عساكر- في ترجمة أسامة- 2- 391، طبقات ابن سعد 2- 41، حياة محمد (ص) ل: محمد حسنين هيكل: 483، سيرة ابن هشام 2- 650، كنز العمال 5- 312، تاريخ اليعقوبي 3- 93، تاريخ الخميس 2- 172.
(4) لم نجده في المقدار المطبوع من تاريخ البلاذري، و حكاه في الشافي و تلخيصه.






بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 432
و قال «1»: حدث الواقدي، عن ابن أبي الزياد «2»، عن هشام بن عروة أن أباه قال: كان فيهم أبو بكر.
- قال: و حدث- أيضا- مثله، عن محمد بن عبد الله بن عمر.
- و ذكره البلاذري في تاريخه، و الزهري، و هلال بن عامر، و محمد بن إسحاق، و جابر، عن الباقر عليه السلام. و- محمد بن أسامة، عن أمية «3». و نقلت الرواة أنهما كانا في حال خلافتهما يسلمان على أسامة بالإمرة.
و في كتاب العقد «4»: اختصم أسامة و ابن عثمان في حائط، فافتخر ابن عثمان، فقال أسامة: أنا أمير على أبيك و صاحبيه «5»، أ فإياي تفاخر؟!، و لما بعث أبو بكر إلى أسامة يخبره بخلافته «6»، قال: أنا و من معي ما وليناك أمرنا، و لم يعزلني رسول الله صلى الله عليه و آله عنكما، و أنت و صاحبك بغير إذني رجعتما، و ما خفي على النبي صلى الله عليه و آله موضع، و قد ولاني عليكما و لم يولكما، فهم الأول أن يخلع نفسه فنهاه الثاني، فرجع أسامة و وقف بباب المسجد و صاح: يا معاشر المسلمين! عجبا لرجل استعملني رسول الله صلى الله عليه و آله فعزلني و تأمر علي «7»، انتهى كلامه.
و قال






و أجاب قاضي القضاة في المغني: بأنا لا نسلم أن أبا بكر كان في جيش‏ أسامة «1»، و لم يسند منعه إلى رواية و خبر، و ذكر له بعض المتعصبين «2» خبرا ضعيفا يدل بزعمه على أنه لم يكن فيه.
و قال ابن أبي الحديد «3»: كثير من المحدثين يقولون كان أبو بكر من الجيش، و الأمر عندي في هذا الموضع مشتبه، و التواريخ مختلفة «4».
و الجواب أن وروده في رواياتهم- سيما إذا كان جلهم قائلين به مع اتفاق رواياتنا عليه- يكفينا في الاحتجاج و لا يضرنا خلاف بعضهم.
و أما استناد صاحب المغني «5» في عدم كونه من الجيش بما حكاه عن أبي علي من أنه لو كان أبو بكر من الجيش لما ولاه رسول الله صلى الله عليه و آله أمر الصلاة في مرضه مع تكريره أمر الجيش بالخروج و النفوذ «6»، فقد عرفت ما في حكاية الصلاة من وجوه الفساد، مع أنه لم يظهر من رواياتهم ترتيب بين الأمر بالتجهيز و الأمر بالصلاة، فلعل الأمر بالصلاة كان قبل الأمر بالخروج، أو كان في أثناء تلك الحال، فلم يدل على عدم كون أبي بكر من الجيش.
و يؤيده ما رواه ابن أبي الحديد «7» من أنه لم يجاوز آخر القوم الخندق حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و آله.
و لو بني الكلام على ما رويناه، فبعد تسليم الدلالة على التأخر ينهدم به بنيان ما أسسه، إذ يظهر منها أن رسول الله صلى الله عليه و آله لما سمع صوت أبي بكر، و علم أنه تأخر عن أمره و لم يخرج، خرج متحاملا و أخره عن المحراب و ابتدأ بالصلاة.
__________________________________________________
(1) المغني، الجزء المتمم للعشرين: 344.
(2) كما حكاه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 17- 182- 183.
(3) قاله في شرحه 17- 183.
(4) ذكره في شرح النهج 17- 182.
(5) المغني، الجزء المتمم للعشرين: 346.
(6) و قد حكاه عنه في الشافي 4- 154، و شرح النهج لابن أبي الحديد 17- 176.
(7) في شرحه على النهج 17- 183 بتصرف.








بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 125
الطائي، عن زياد بن المنذر، عن عطية- فيما يظن-، عن جابر بن عبد الله، قال: شهدت عمر عند موته يقول: أتوب إلى الله من ثلاث: من ردي رقيق اليمن، و من رجوعي عن جيش أسامة بعد أن أمره رسول الله صلى الله عليه و آله علينا، و من تعاقدنا على أهل هذا البيت إن قبض الله رسوله لا نولي منهم أحدا.
5- ل «1»: بالإسناد إلى الثقفي، عن محمد بن علي، عن الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن فضل بن الزبير، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما حضر عمر الموت قال: أتوب إلى الله من رجوعي من جيش أسامة، و أتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن، و أتوب إلى الله من شي‏ء كنا أشعرناه قلوبنا نسأل الله أن يكفينا ضره، و أن بيعة أبي بكر كانت فلتة.
بيان:








دعائم الإسلام ج‏1 41 ذكر البيان بالتوقيف على الأئمة من آل محمد صلى الله عليه و عليهم أجمعين ..... ص : 38
نص على عمر و أن عمر جعل الأمر شورى بين ستة و قدم صهيبا على الصلاة و هذا خلاف لفعل رسول الله ص في دين الله و قد أمر الله عز و جل باتباعه و نهى عن مخالفته بقوله تعالى- و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و فعل عمر خلاف لفعل أبي بكر و قد غيرا بإقرارهم دين الله و بدلا حكمه و خالفا رسوله و صهيب على قولهم أحق من عثمان بالإمامة إذ كان عمر قد قدمه على الصلاة و هم يزعمون أن رسول الله ص قدم أبا بكر على الصلاة فبذلك استحق عندهم الإمامة و لم يكن ذلك و لكنا نقول لمن ادعى الإشارة بالصلاة أنتم أحرى بأن لا تحتجوا بهذا لأنكم تزعمون أن الصلاة جائزة خلف كل بر و فاجر و تروون في ذلك أخبارا تحتجون بها على من خالفكم في ذلك و أنتم مقرون أن رسول الله ص استعمل عمرو بن العاص على غزوة ذات السلاسل و معه أبو بكر و عمر و كان يؤمهما في الصلاة و غيرهما و هما تحت رايته و مقرون بأنه لم يستعمل أحدا على علي ص قط و لا أمره بالصلاة خلفه و أن هذه الصلاة التي تدعون أن رسول الله أمر أبا بكر بها لم يكن علي حضرها و كان علي على قولكم مع رسول الله ص و صلى بصلاته فهو على دعواكم أولى بالفضل ممن قدمتموه و كذلك تقرون أن رسول الله أمر على أبي بكر و عمر أسامة بن زيد و قبض ص و هما تحت رايته و هو أمير عليهما و إمامهما في صلاتهما و كان آخر ما أوصى به ص أنه قال نفذوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه و أسامة يومئذ قد برز فقعدا عنه فيمن قعد و أسامة و عمرو بن العاص على قولكم أولى بالإمامة منهما إذ قدما في الصلاة عليهما و تقرون أن عمر لما جعل الأمر شورى بين ستة أقام صهيبا للصلاة فلم يستحق بذلك الإمامة عندكم مع أن أمر الصلاة التي ادعيتموها لم يثبت عندكم لما جاء فيها من الاضطراب-







نامه اميرالمومنين ع:
كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 240
فأتاني رهط يعرضون علي النصر، منهم ابنا (منهم أبناء «خ») سعيد «1» و المقداد بن الأسود، و أبو ذر الغفاري، و عمار بن ياسر، و سلمان الفارسي، و الزبير بن العوام، و البراء بن عازب، فقلت لهم: إن عندي من النبي صلى الله عليه و آله عهدا، و له إلي وصية لست أخالفه عما أمرني به «2» فو الله لو خزموني‏ بأنفي لأقررت لله تعالى سمعا و طاعة «1» فلما رأيت الناس قد انثالوا على أبي بكر للبيعة، (بالبيعة «خ م») أمسكت يدي و ظننت أني أولى و أحق بمقام رسول الله صلى الله عليه و آله منه و من غيره «2» و قد كان نبي الله أمر أسامة بن زيد على جيش و جعلهما في جيشه «3» و ما زال النبي إلى أن فاضت نفسه يقول: «أنفذوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة» فمضى جيشه إلى الشام حتى انتهوا إلى أذرعات فلقي جيشا (جمعا «خ ل») من الروم فهزموهم (فهزمهم «خ ل») و غنمهم الله أموالهم.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 10
و قد كان نبي الله أمر أسامة بن زيد على جيش و جعلهما في جيشه، و ما زال النبي صلى الله عليه‏


بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏28 109 باب 3 تمهيد غصب الخلافة و قصة الصحيفة الملعونة ..... ص : 85
....فدخل أبو بكر و عمر و أبو عبيدة ليلا المدينة و رسول الله ص قد ثقل فأفاق بعض الإفاقة فقال لقد طرق ليلتنا هذه المدينة شر عظيم فقيل له و ما هو يا رسول الله فقال إن الذين كانوا في جيش أسامة قد رجع منهم نفر يخالفون عن أمري ....



إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 338
قال فخلا أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بأسامة و جماعة من أصحابه فقالوا إلى أين ننطلق و نخلي المدينة و نحن أحوج ما كنا إليها و إلى المقام بها فقال لهم و ما ذلك قالوا إن رسول الله قد نزل به الموت و و الله لئن خلينا المدينة ليحدثن بها أمور لا يمكن إصلاحها ننظر ما يكون من أمر رسول الله ص ثم المسير بين أيدينا قال فرجع القوم إلى المعسكر الأول فأقاموا به فبعثوا رسولا يتعرف لهم بالخبر من أمر رسول الله فأتى الرسول عائشة فسألها عن ذلك سرا فقالت امض إلى أبي بكر و عمر و من معهما فقل لهما إن رسول الله قد ثقل و لا يبرحن أحد منكم و أنا أعلمكم بالخبر وقتا بعد وقت و اشتدت علة رسول الله ص فدعت عائشة صهيبا فقالت امض إلى أبي بكر و أعلمه أن محمدا في حال لا ترجى فهلموا إلينا أنت و عمر و أبو عبيدة و من رأيتم أن يدخل معكم و ليكن دخولكم المدينة بالليل سرا قال فأتيتم [فأتاهم‏] بالخبر فأخذوا بيد صهيب فأدخلوه إلى أسامة بن زيد فأخبروه الخبر و قالوا له كيف ينبغي لنا أن نتخلف عن مشاهدة رسول الله و استأذنوه للدخول فأذن لهم بالدخول‏ و أمرهم أن لا يعلم أحد بدخولهم و قال إن عوفي رسول الله ص رجعتم إلى عسكركم و إن حدث حادث الموت عرفونا ذلك لنكون في جماعة الناس فدخل أبو بكر و عمر و أبو عبيدة ليلا المدينة و رسول الله ص قد ثقل قال فأفاق بعض الإفاقة فقال لقد طرق ليلتنا هذه المدينة شر عظيم فقيل له و ما هو يا رسول الله قال فقال إن الذين كانوا في جيش أسامة قد رجع منهم نفر يخالفون أمري ألا إني إلى الله منهم بري‏ء ويحكم نفذوا جيش أسامة فلم يزل يقول ذلك حتى قالها مرات كثيرة قال و كان بلال مؤذن رسول الله ص يؤذن بالصلاة في كل وقت صلاة فإن قدر على الخروج تحامل و خرج و صلى بالناس و إن هو لم يقدر على الخروج أمر علي بن أبي طالب فصلى بالناس و كان علي ع و الفضل بن العباس لا يزايلانه في مرضه ذلك فلما أصبح رسول الله من ليلته تلك التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت يدي أسامة أذن بلال ثم أتاه يخبره كعادته فوجد قد ثقل فمنع من الدخول إليه فأمرت عائشة صهيبا أن يمضي إلى أبيها فيعلمه أن رسول الله قد ثقل و ليس يطيق النهوض إلى المسجد و علي بن أبي طالب قد شغل به و بمشاهدته عن الصلاة بالناس فاخرج أنت إلى المسجد و صل بالناس فإنها حالة تهيئك و حجة لك بعد اليوم قال و لم يشعر الناس و هم في المسجد ينتظرون رسول الله أو عليا ع يصلي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه إذ دخل أبو بكر المسجد و قال إن رسول الله قد ثقل و قد أمرني أن أصلي بالناس فقال له رجل من أصحاب رسول الله و أنى لك ذلك و أنت في جيش أسامة لا و الله ما أعلم أحدا بعث إليك و لا أمرك بالصلاة ثم نادى الناس بلالا فقال على رسلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله ص في ذلك ثم أسرع حتى أتى الباب فدقه دقا شديدا فسمعه رسول الله فقال ما هذا الدق العنيف فانظروا ما هو قال فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا ببلال فقال ما وراءك يا بلال فقال إن أبا بكر دخل المسجد و تقدم حتى‏ وقف في مقام رسول الله و زعم أن رسول الله أمره بذلك فقال أ و ليس أبو بكر مع أسامة في الجيش هذا و الله هو الشر العظيم الذي طرق البارحة المدينة لقد أخبرنا رسول الله ص بذلك و دخل الفضل و أدخل بلالا معه فقال ما وراءك يا بلال و أخبر رسول الله ص الخبر فقال أقيموني أخرجوني إلى المسجد و الذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة و فتنة عظيمة من الفتن ثم خرج ص معصوب الرأس يتهادى بين علي ع و الفضل بن عباس و رجلاه تجران في الأرض حتى دخل المسجد و أبو بكر قائم في مقام رسول الله و قد طاف به عمر و أبو عبيدة و سالم و صهيب و النفر الذين دخلوا و أكثر الناس قد وقفوا عن الصلاة ينتظرون ما يأتي به بلال فلما رأى الناس رسول الله قد دخل المسجد و هو بتلك الحالة العظيمة من المرض أعظموا ذلك و تقدم رسول الله فجذب أبا بكر من ردائه فنحاه عن المحراب و أقبل أبو بكر و النفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله و أقبل الناس فصلوا خلف رسول الله و هو جالس و بلال يسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته ثم التفت فلم ير أبا بكر فقال أيها الناس لا تعجبون من ابن أبي قحافة و أصحابه الذين أنفذتهم و جعلتهم تحت يدي أسامة و أمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجهوا إليه فخالفوا ذلك و رجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة ألا و إن الله قد أركسهم فيها اعرجوا بي إلى المنبر فقام و هو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه قد جاءني من أمر ربي ما الناس صائرون إليه و إني قد تركتكم على الحجة الواضحة ليلها كنهارها فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل أيها الناس إني لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن و لا أحرم عليكم إلا ما حرمه القرآن و إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي هما الخليفتان فيكم و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألكم بما ذا خلفتموني فيهما و ليذادون يومئذ رجال من حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل فيقول رجال أنا فلان و أنا فلان فأقول أما الأسماء فقد عرفت- و لكنكم ارتددتم من بعدي فسحقا لكم سحقا ثم نزل من المنبر و عاد إلى حجرته و لم يظهر أبو بكر و لا أصحابه حتى قبض رسول الله ص و كان من الأنصار سعد و غيرهم من السقيفة ما كان فمنعوا أهل بيت نبيهم حقوقهم التي جعلها الله عز و جل لهم و أما كتاب الله فمزقوه كل ممزق و فيما أخبرتك يا أخا الأنصار من خطب معتبر لمن أحب الله هدايته. قال الفتى سم لي‏....







السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (3/ 292)
ثم نزل صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وذلك في يوم السبت لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخرجون إلى العسكر بالجرف، وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: أرسلوا بعث أسامة، أي واستثنى صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره بالصلاة بالناس.
أي فلا منافاة بين القول بأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه كان من جملة الجيش وبين القول بأنه تخلف عنه، لأنه كان من جملة الجيش أوّلا، وتخلف لما أمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس.
وبهذا يرد قول الرافضة طعنا في أبي بكر رضي الله تعالى عنه أنه تخلف عن جيش أسامة رضي الله تعالى عنه، لما علمت أن تخلفه عنه كان بأمر منه صلى الله عليه وسلم لأجل صلاته بالناس، وقول هذا الرافضي مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن المتخلف عن جيش أسامة مردود، لأنه لم يرد اللعن في حديث أصلا.






فتح الباري لابن حجر (8/ 152)
(قوله باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه)
إنما أخر المصنف هذه الترجمة لما جاء أنه كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بيومين وكان ابتداء ذلك قبل مرض النبي صلى الله عليه وسلم فندب الناس لغزو الروم في آخر صفر ودعا أسامة فقال سر الىموضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش وأغر صباحا على أبنى وحرق عليهم وأسرع المسير تسبق الخبر فإن ظفرك الله بهم فأقل الليث فيهم فبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه في اليوم الثالث فعقد لأسامة لواء بيده فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم فتكلم في ذلك قوم منهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي فرد عليه عمر وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فخطب بما ذكر في هذا الحديث ثم اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال أنفذوا بعث أسامة فجهزه أبو بكر بعد أن استخلف فسار عشرين ليلة إلى الجهة التي أمر بها وقتل قاتل أبيه ورجع بالجيش سالما وقد غنموا وقد قص أصحاب المغازي قصة مطولة فلخصتها



العثمانية (ص: 166)
المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)
فهذا دليل على أن أبا بكر لم يخالف أمر الله بتخلفه عن جيش أسامة إن كان أبو بكر ممن كان في ذلك الجيش قبل شكاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره له بالصلاة.
ووجه آخر يدل على ما قلنا. وهو أنا لم نجد أحدا من المسلمين ولا من الأنصار والمهاجرين ذكروا عنه في ذلك الدهر حرفا واحدا من ذكر تخلف أبي بكر، لا عاتبا زاريا، ولا مستفهما مسترشدا، ولا متعجبا ناقما، ولا مصوبا عاذرا. ولم يذكر أحد حديثا - ضعف إسناده أم قوي - أن أحدا احتج لأبي بكر ولا عليه.




سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (6/ 250)
المؤلف: محمد بن يوسف الصالحي الشامي (المتوفى: 942هـ)
تنبيهان
الأول: ذكر محمد بن عمر، وابن سعد أن أبا بكر رضي الله عنه كان ممّن أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم- بالخروج مع أسامة إلى أبنى، وجرى عليه في المورد وجزم به في العيون، والإشارة، والفتح في مناقب زيد بن حارثة. وأنكر ذلك الحافظ أبو العباس بن تيمية فقال في كتابه الذي ردّ فيه على ابن المطهّر الرافضي: «لم ينقل أحد من أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم- أرسل أبا بكر وعثمان في جيش أسامة، فقد استخلفه يصلّي بالمسلمين مدة مرضه إلى أن مات وكيف يتصوّر أن يأمره بالخروج في الغزاة وهو يأمره بالصلاة بالناس؟» وبسط الكلام على ذلك. فقلت: وفيما ذكره نظر من وجهين أولهما قوله: لم ينقل أحد من أهل العلم إلخ فقد ذكره محمد بن عمر، وابن سعد وهما من أئمة المغازي: ثانيهما قوله: وكيف يرسل أبا بكر في جيش أسامة؟ إلخ ليس بلازم، فإن إرادة النبي صلى الله عليه وسلم- بعث جيش أسامة كان قبل ابتداء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم- فلما اشتد به المرض استثنى أبا بكر وأمره بالصلاة بالناس. وقال ابن سعد:
حدثنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال حدثنا المعمري عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- بعث سريّة فيها أبو بكر وعمرو استعمل عليهم أسامة بن زيد، وكان الناس طعنوا فيه أي في صغره، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم- إلخ فذكر الحديث.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
أبنى: بضم الهمزة وسكون الموحدة وفتح النون فألف مقصورة.
الشّراة: بفتح الشين المعجمة والراء المخففة: جبل.
البلقاء: بفتح الموحدة وسكون اللام وبالقاف والمدّ.
أغر: بقطع الهمزة وكسر الغين المعجمة وبالراء: فعل أمر.
تسبق: بالجزم جواب شرط محذوف وحرّك بالكسر طلبا للخفّة.
اللّبث: بفتح اللام وسكون الموحدة الإقامة.
العيون: جمع عين وهو الجاسوس.
الأربعاء: بتثليث الموحدة والأفصح الكسر.
بدئ: بالبناء للمفعول وهمز آخره أي ابتدئ.
حمّ: بتشديد الميم والبناء للمفعول.
صدّع: بضم الصاد وكسر الدال المشددة وبالعين المهملات أي حصل له صداع في رأسه أي وجع ما.
فلما أصبح يوم الخميس: يجوز في «يوم» النّصب على الظرفية والرفع على أنه فاعل أصبح.
عسكر: جمع عسكره أي جيشه.
الجرف: بضم الجميم والراء وبالفاء موضع على ثلاثة أميال من المدينة.
انتدب: أسرع الخروج.
بريدة: بضم الموحدة وفتح الراء.
الحصيب: بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين وبالموحدة.
حريش: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وسكون التحتية وبالشين المعجمة.
عصّب: بتشديد الصاد المهملة.
المقالة: بتخفيف اللام.
القطيفة: كساء له خمل.
وأيم الله: من ألفاظ القسم كقولك لعمرو الله، وفيها لغات كثيرة وتفتح همزتها وتكسر، وهمزتها همزة وصل وقد تقطع.
الخليق: بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وسكون التحتية وبالقاف أي حقيق وجدير.
لمخيلان: بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة وسكون التحتية أي لمظنة كل خير.
أنفذوا: بقطع الهمزة. وكسر الفاء.
المعسكر: بفتح الكاف: الموضع الذي فيه العسكر.
لدّوه: بفتح اللام- الدّواء- الذي يصبّ من أحد جانبي الفم وهما لديداه ولددته فعلت به ذلك.
طأطأ: بهمزة ساكنة بعد الطاء الأولى وهمزة مفتوحة بعد الطاء الثانية.
وأمر النّاس بالرحيل: الناس منصوب مفعول أمر وفاعله عائد على أسامة.
كلم أبو بكر: بالبناء للمفعول.
شنّ عليهم الغارة: فرّق عليهم الرجال من كل وجه.
حرّق: بتشديد الراء.
أعاصير: جمع إعصار وهو ريح يثير الغبار ويرتفع إلى السماء كأنه عمود.
التّعبئة: بفتح الفوقية وسكون العين المهملة وكسر الموحدة وفتح الهمزة فتاء تأنيث.
سبحة: بفتح السين المهملة وسكون الموحدة.
أغذّ السّير: بفتح الهمزة والغين والذال المعجمتين: أسرع.
وادي القرى: بضم القاف وفتح الراء والقصر.
حمص: مدينة معروفة من مشارق الشام لا تنصرف للعجمية والتأنيث والعلمية.
الرابطة: براء فألف فموحدة فطاء مهملة فتاء تأنيث: الجماعة الذين يحفظون من وراءهم من العدو.




شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (4/ 148)
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن شهاب الدين بن محمد الزرقاني المالكي (المتوفى: 1122هـ)
فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة الأسلمي، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب.فيهم أبو بكر وعمر.
__________
وعسكر بالجرف" بضمتين وبضم فسكون، "فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب" أي قام بسرعة والمراد سرعة الخروج "فيهم أبو بكر، وعمر" وأبو عبيدة، وسعد، وسعيد، وسلمة بن أسلم وقتادة بن النعمان، كما ذكره الواقدي وأخرجه ابن عساكر من طريقه وابن سعد، وأنكر ابن تيمية كون الصديق في السرية واستبعده بأنه استخلف أبا بكر على الصلاة، فكيف يأمره الخروج مع السرية ولا بعد فيه، فإنه أمره قبل مرضه، فلما اشتد مرضه استثناه واستخلفه على الصلاة، ثم الإنكار مكابرة فقد أتته أئمة المغازي وهم المرجوع إليهم في هذا. ومن ثم جزم به الحفاظ كاليعمري ومغلطاي والحافظ في المناقب، وقال هنا وقد ذكر إنكار ابن تيمية مستند من ذكره ما أخرجه الواقدي بأسانيده في المغازي وذكره ابن سعد في أواخر الترجمة النبوية بغير إسناد، وذكره ابن إسحاق في آخر السيرة المشهورة ولفظه: فلم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة، فمنهم أبو بكر وعمر ذكر ذلك كله ابن الجوزي في المنتظم جازما به انتهى. "فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين" الأولين، وعند ابن إسحاق، من مرسل عروة وغيره أمر غلاما حدثا على جلة المهاجرين والأنصار.






شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (4/ 150)
وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة.


شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (4/ 152)
فأقبل هو وعمر وأبو عبيدة فتوفي عليه الصلاة والسلام حين زاغت الشمس. لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.


شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (4/ 152)
فأقبل هو وعمر وأبو عبيدة" فانتهوا إليه وهو يموت "فتوفي عليه الصلاة والسلام حين زاغت" مالت "الشمس" وذلك عند الزوال. وفي الصحيح: وتوفي في آخر ذلك اليوم
قال الحافظ: وهو يخدش في جزام ابن إسحاق، بأنه مات حين اشتد الضحى، ويجمع بأن إطلاق الآخر بمعنى ابتداء الدخول في أول النصف الثاني من النهار، وذلك عند الزوال، واشتداد الضحى يقع قبل الزوال ويستمر حتى يتحقق زوال الشمس. وقد جزم ابن عقبة، عن الزهري وأبو الأسود، عن عروة بأنه مات حين زاغت الشمس، فهذا يؤيد الجمع، ثم الذي عند ابن إسحاق والجمهور وأبو الأسود، عن عروة بأنه مات حين زاغت الشمس، فهذا يؤيد الجمع، ثم الذي عند ابن إسحاق والجمهور أنه مات "لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول" وعند ابن عقبة والليث والخوارزمي وابن زير مات لهلال ربيع الأول، وعند أبي مخنف والكلبي في ثانيه، ورجحه في الروض "واستشكله" أي قوله: لاثنتي عشرة ليلة "السهيلي ومن تبعه. و" قال في بيان "ذلك" ما حاصله: "أنهم انفقوا على أن ذا الحجة كان أوله يوم الخميس" للإجما أن وقفة عرفة كانت الجمعة، "فمهما فرضت الشهور الثلاثة" الحجة ومحرم وصفر "توام أو نواقص" كلها "أو" فرضت بعضها تاما وبعضها ناقصا "لم يصح" أن الثاني عشر من ربيع الأول يوم الاثنين.




غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية (ص: 475)
المؤلف: بريك بن محمد بريك أبو مايلة العمري
هذه وقد اختلف أهل العلم في كون أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنه قد انتدب في جيش أُسامة رضي الله عنه أم لا؟
قال الشامي: "ذكر محمّد بن عمر، وابن سعد، أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان مِمَّ أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج مع أُسامة إلى أُبنى، وجرى عليه في المورد، وجزم به في العيون، والإشارة، والفتح في مناقب زيد بن حارثة، وأنكر ذلك الحافظ أبو العباس بن تيمية"2.
__________
1 البنا (الفتح الرباني 21/222) ، الزرقاني (إرشاد 6/127، شرح المواهب 3/109) .
2 الشامي: سبل الهدى 6/382.


غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية (ص: 476)
وقال ابن تيمية: "ولم ينقل أحد من أهل العلم أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أرسل أبا بكر، أو عثمان في جيش أُسامة، وإنّما روى ذلك في عمر، وكيف يُرسل أبو بكر في جيش أُسامة، وقد استخلفه يُصلِّي بالمسلمين مُدَّة مرضه، فكيف يُتَصَوَّر أن يأمره بالخروج في الغزاة وهو يأمره بالصلاة بالناس؟!. وأيضاً فإنّه جهَّز جيش أُسامة قبل أن يمرض، فإنّه أمَّره على جيش عامّتهم المهاجرون، منهم عمر بن الخطّاب في آخر عهده صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بأيام، فلمّا جلس أبو بكر للخلافة أنفذه مع ذلك الجيش، غير أنّه استأذنه في أن يأذن لعمر بن الخطاب في الإقامة، لأنّه ذو رأيٍ ناصحٍ للإسلام، فَأَذَن له، وإنّما أنفذ جيشَ أُسامة أبو بكر الصّدِّيق بعد موت النّبيّ صلى الله عليه وسلم "1.
قال الشامي: "وفيما ذكر نظر من وجهين: أوّلهما قوله: "لم ينقل أحد من أهل العلم ... " الخ. فقد ذكره محمّد بن عمر، وابن سعد، وهما من أئمة المغازي. ثانيهما: قوله: "وكيف يُرْسَلُ أبو بكر في جيش أُسامة؟ ... " الخ. ليس بلازم، فإنّ إرادة النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث جيش أُسامة كان قبل ابتداء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا اشتدّ به المرض استثنى أبا بكر وأمره بالصلاة بالناس"2. وذكر مثل الزرقاني في شرحه على المواهب3.
__________
1 شيخ الإسلام ابن تيميم: منهاج السنة 1/411-412.
2 سبل الهدى والرشاد 6/382.
3 شرح المواهب اللدنية 3/108.


غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية (ص: 477)
وقال الحلبي: "فلا منافاة بين القول بأنّ أبا بكر رضي الله عنه كان من جملة الجيش وبين القول بأنّه تخلَّف عنه، لأنّه كان من جملة الجيش أوّلاً، وتخلَّف لما أمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس، وبهذا يُردّ قول الرافضة طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنّه تخلّف عن جيش أُسامة رضي الله عنه، لما علمت أنّ تَخَلُّفه عنه كان بأمر منه صلى الله عليه وسلم لأجل صلاته بالناس، وقول هذا الرافضي مع أنّه صلى الله عليه وسلم لعن المتخلِّفَ عن جيش أسامة مردودٌ، لأنّه لم يرد اللعن في حديث أصلاً"1.
قلت: لكن شيخ الإسلام - رحمه الله - ردّ بقوّةٍ على هذا البهتان الذي ذكره الرافضي، حول تخلُّف أبي بكر رضي الله عنه عن جيش أُسامة، وفنَّد ذلك الاتهام الباطل، وقد أحسن جدّاً - رحمه الله تعالى - في ذلك، فالصّدِّيق رضي الله عنه فوق أن يُظَنَّ به أن يتخلّف عن جيشٍ أعدَّه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يلعنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو أن يذكر كلاماً أو حديثاً فيه إشارة إلى ذلك، لأنّ الصّدِّيق رضي الله عنه مِمَّن أنعم الله عليه فجعله من الصّدِّيقين والشهداء والصالحين، وهو صاحب المواقف المشهورة في الثبات على الحقّ، والذّود عن حياض الإسلام، حتّى قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متّخذاً خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً".
ولكنهم الرافضة الذين امتلأت قلوبهم حقداً وبُغْضاً على من عدّلهم الله عز وجل واختارهم لصحبة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
__________
1 الحلبي: سيرة 3/228.



غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية (ص: 478)
ويُلاحظ في ردّ شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - إنكارٌ للقِصَّة من أساسها، بينما الذي لم يصحّ هو حديث اللّعن الذي ذكره الرافضيّ، أمّا انتداب أبي بكر رضي الله عنه في جيش أُسامة بن زيد - رضي الله تعالى عنهما، فقد ذكره غير واحد من أهل العلم.
فقد أخرج ابن سعد بسنده عن نافع، عن ابن عمر:
[21] "أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم أبوبكر، وعمر، فاستعمل عليهم أُسامة ابن زيد، وكان الناس طعنوا فيه - أي في صغره ... ".الحديث1.
وأخرج ابن أبي شيبة بسنده عن هشام بن عروة عن أبيه:
[22] "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قطع بعثاً قبل مؤتة، وأمَّر عليهم أُسامة بن زيد، وفي ذلك البعث: أبو بكر، وعمر ... ". الحديث2.
وأخرج ابن سعد، وابن خياط من حديث حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه نحوه، إلاّ أنّه قال فيه:
[23] "في الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن
__________
1 أخرجه ابن سعد (طبقات 4/67) ، من حديث العمري، عن نافع، عن ابن عمر.
قلت: سنده ضعيف. العمري هو: عبد الله بن عمر بن حفص. قال عنه ابن حجر (تقريب 314) : "ضعيفٌ عابدٌ".
2 أخرجه ابن أبي شيبة (المصنف 12/139) . من حديث عبد الرحمن بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
قلت: سنده رجاله رجال الصحيح، غير أنّه مرسل.



غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية (ص: 479)
الجرّاح"1.
ولعلّ شيخ الإسلام نظر في رواية عروة، والزهري، وموسى بن عقبة عند البيهقي، وذلك واضح، للتشابه الكبير بينها وبين ما ذكره بصدد الردّ على ابن المطهر، وهذه الرواية لم يرد فيها ذكر أبي بكر رضي الله عنه، وكذلك رواية ابن إسحاق، وما رواه الطبري بسنده عن الحسن البصري، أما الواقدي فإنّه لم يرد ذكر أبي بكر في روايته في كتاب المغازي المتداول، فلعلّ الشامي، والزرقاني، اطّلعا على نسخةٍ أخرى. والله تعالى أعلم.
هذا وقد اختلفت الروايات في تحديد عدد الجيش، ففي رواية عروة، والزهري، وابن عقبة ذكروا:
[24] "أنّهم جيش عامّتهم المهاجرون"2.
وقال ابن إسحاق في روايته:
[25] "وأوعب3 مع أُسامة المهاجرون الأوّلون"4.
وقال ابن سعد:
[26] "فخرج معه سروات الناس وخيارهم"5.
__________
1 أخرجه ابن سعد (طبقات 4/68) ، وابن خياط (تاريخ 100) ، من حديث حماد بن سلمة عن هشام بن عروة، عن أبيه، وسنده صحيح لكنه مرسل.
2 سبق تخريجها برقم: [1] .
3 أوعب: جمع، ومعناه هنا: ذهب الجمع الكثير منهم معه.
4 سبق تخريجها برقم: [8] .
5 سروات الناس: أشراف الناس وفضلاؤهم.



غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية (ص: 480)
وقال في مكانٍ آخر:
[27] "فلم يبق أحدٌ من وجوه المهاجرين الأوّلين، والأنصار، إلاّ انتدب في تلك الغزوة"1.
وأخرج الطبري بسنده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:
[28] "وخرج أهل المدينة في جند أُسامة"2.
ولم يرد تفصيل لعدد الجيش إلاّ في روايتين: الأولى عزاها ابن كثير للبيهقي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
[29] "إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجّه أُسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام "3.
__________
1 سبق تخريجها برقم: [10] .
2 أخرجه الطبري (تاريخ 3/225) ، من حديث سيف وشعيب بسنديهما عن ابن عباس.
قلت: سنداه أحدهما فيه شعيب لا يُعرف، وسيف ضعيف، وفيه عطية، أبو أيوب لم أعثر على ترجمتهما.
والآخر فيه سيف ضعيف في الحديث، عُمدة في التاريخ. والضَّحَّاك بن مزاحم كثير الإرسال، ولم يثبت التقائه بابن عباس. والله تعالى أعلم.
3 عزاه ابن كثير (بداية 6/309) ، للبيهقي من حديث عبّاد بن كثير، عن أبي الأعرج، عن أبي هريرة. وقال ابن كثير: عبّاد هذا أظنّه البرمكي، لرواية الفريابي عنه. وهو متقارب الحديث فأمّا البصري الثقفي فمتروك الحديث. والله أعلم.
قلت: تصحّف اسم عبّاد بن كثير من (الرملي) إلى (البرمكي) ، وهو ضعيف أيضاً يُحَدِّث بمناكير. (التقريب ص 290) ، وأبو الأعرج المذكور في السند لعلّه الأعرج، وهو: عبد الرحمن بن هرمز، من تلاميذ أبي هريرة رضي الله عنه كما في التهذيب (6/480) . والله تعالى أعلم.



غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية (ص: 481)
والثانية: هي رواية الواقدي التي ذكر فيها:
[30] "أنّهم كانوا ثلاثة آلاف رجل، وفيهم ألف فرس"1. وتابعه في ذلك الشامي، والحلبي2.
وذكر ابن حجر، والزرقاني، عن الواقدي:
[31] "أنّهم كانوا ثلاثة آلاف، فيهم سبعمائة من قريش"3.
كما نسبا إليه إخراجه لرواية أبي هريرة رضي الله عنه السابقة4، التي ذكر فيها أنّهم كانوا سبعمائة فقط5.
وقال الزرقاني مُعَلِّقاً: "ولا تنافي، فلعلّه اقتصر على القرشيين"6.
قلت: ما وقع في بعض الروايات من محاولة الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثََنْيَ أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنه مِن إنفاذ الجيش، وتركه في المدينة
لمواجهة احتمال هجوم المرتدّين عليها، يؤيّد ما ذكره الواقدي، لأنّهم لو كانوا سبعمائة فقط، كما وقع في رواية أبي هريرة رضي الله عنه لما كان في فعل الصحابة من محاولة إقناع أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنه لإبقاء الجيش في المدينة فائدة، لأنّه سيكون هنالك العدد الوفير من المسلمين مِمَّن بقي في المدينة للدفاع عنها، وهم أكثر بكثير من عدد الجيش المنطلق، والمسلمون في ذلك الوقت كانوا جميعاً جنوداً في سبيل الله وقت الحرب، حيث لم يكن للجيش مؤسسة عسكرية خاصّة به، فيقول قائل: إنّه ربّما يكون السبعمائة هم الجيش النظامي، لذلك رأى الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - بقاءه لمواجهة حرب المرتدّين باعتباره المهيأ عسكرياً بذلك. والله تعالى أعلم.
__________
1 المغازي 3/1119.
2 الشامي: سبل لاهدى 6/381، الحلبي: سيرة3/230.
3 ابن حجر: فتح الباري 8/152، الزرقاني: شرح 3/111.
ولم أجد هذا القول في كتاب المغازي المتداول.
4 لم أجد ما قالاه في كتاب المغازي المتداول، فربما اطّلعا على نسخةٍ أخرى فيها هذا القول، ونسخة المغازي المتداولة فيها سقط كثير. والله تعالى أعلم.
5 فتح الباري 8/152، وشرح المواهب 3/109.
6 شرح المواهب 3/109.



نامه اميرالمومنين ع:
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 10
و قد كان نبي الله أمر أسامة بن زيد على جيش و جعلهما في جيشه، و ما زال النبي صلى الله عليه‏














منهاج السنة النبوية (6/ 318)
[الرد على زعم الرافضي عن الخلاف في تجهيز جيش أسامة]
وأما قوله (3) : " الخلاف الثاني: الواقع في مرضه (4) : أنه قال جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه. فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره وأسامة قد برز (5) ، وقال قوم: قد اشتد مرضه، ولا يسع (6) قلوبنا المفارقة ".
فالجواب (7) : " أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالنقل ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل: " «لعن الله من تخلف عنه» " ولا نقل هذا بإسناد ثبت، بل ليس له إسناد في كتب أهل الحديث أصلا، ولا امتنع أحد من أصحاب أسامة من الخروج معه لو خرج، بل كان أسامة هو الذي توقف في الخروج، لما خاف أن يموت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيف أذهب وأنت هكذا، أسأل عنك الركبان؟ فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - في المقام. ولو عزم على أسامة في الذهاب لأطاعه، ولو ذهب أسامة لم يتخلف عنه أحد ممن كان معه، وقد ذهبوا جميعهم معه بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه.
وأبو بكر - رضي الله عنه - لم يكن في جيش أسامة باتفاق أهل العلم، لكن روي أن عمر كان فيهم، وكان عمر خارجا مع أسامة لكن طلب منه أبو بكر أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه، فأذن له، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات كان أحرص الناس على تجهيز أسامة هو وأبو بكر وجمهور الصحابة أشاروا عليه بأن لا يجهزه خوفا عليهم من العدو، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: والله لا أحل راية عقدها النبي - صلى الله عليه وسلم -. وكان إنفاذه من أعظم المصالح التي فعلها أبو بكر - رضي الله عنه - في أول خلافته ولم يكن في شيء من ذلك نزاع مستقر أصلا (1) .
والشهرستاني لا خبرة له بالحديث وآثار الصحابة والتابعين. ولهذا نقل في كتابه هذا ما ينقله من اختلاف غير المسلمين واختلاف المسلمين، ولم ينقل مع هذا مذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في الأصول الكبار، لأنه لم يكن يعرف هذا هو وأمثاله من أهل الكلام، وإنما ينقلون ما يحدثونه في كتب المقالات، وتلك فيها أكاذيب كثيرة (1) من جنس ما في التواريخ.
ولكن أهل الفرية يزعمون أن الجيش كان فيه أبو بكر وعمر، وأن مقصود الرسول كان إخراجهما لئلا ينازعا عليا. وهذا إنما يكذبه ويفتريه من هو من أجهل الناس بأحوال الرسول والصحابة، وأعظم الناس تعمدا للكذب، وإلا فالرسول - صلى الله عليه وسلم - طول مرضه يأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، والناس كلهم حاضرون، ولو ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس من ولاه لأطاعوه، وكان المهاجرون والأنصار يحاربون من نازع أمر الله ورسوله، وهم الذين نصروا دينه أولا وآخرا.
ولو أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستخلف عليا في الصلاة: هل كان يمكن أحدا أن يرده؟ ولو أراد تأميره على الحج على أبي بكر ومن معه هل كان ينازعه أحد؟ ولو قال لأصحابه: هذا هو الأمير عليكم والإمام بعدي، هل كان يقدر أحد أن يمنعه ذلك؟ .
ومعه جماهير المسلمين من المهاجرين والأنصار كلهم مطيعون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليس فيهم من يبغض عليا، ولا من قتل علي أحدا من أقاربه.
وقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة عام الفتح في عشرة آلاف: سليم ألف، ومزينة ألف، وجهينة ألف، وغفار ألف، ونحو ذلك. والنبي -صلى الله عليه وسلم - يقول: " «أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها» " (1) ، ويقول: " «قريش والأنصار وأسلم وغفار وجهينة موالي دون الناس، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» " (2) .
وهؤلاء لم يقتل علي أحدا منهم، ولا أحدا من الأنصار. وقد كان عمر - رضي الله عنه - أشد عداوة منذ أسلم للمشركين من علي، فكانوا يبغضونه أعظم من بغضهم لسائر الصحابة. وكان الناس ينفرون عن عمر لغلظته وشدته، أعظم من نفورهم عن علي، حتى كره بعضهم تولية أبي بكر له، وراجعوه لبغض النفوس للحق، لأنه كان لا تأخذه في الله لومة لائم، فلم يكن قط سبب يدعو المسلمين إلى تأخير من قدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - ونص عليه، وتقديم من يريد تأخيره وحرمانه.
ولو أراد إخراجهما في جيش أسامة خوفا منهما، لقال للناس: لا تبايعوهما. فيا ليت شعري ممن كان يخاف الرسول؟ فقد نصره الله وأعزه، وحوله المهاجرون والأنصار الذين لو أمرهم بقتل آبائهم وأبنائهم لفعلوا.
وقد أنزل الله سورة براءة، وكشف فيها حال المنافقين، وعرفهم المسلمين، وكانوا مدحوضين مذمومين عند الرسول وأمته.
وأبو بكر وعمر كانا (1) أقرب الناس عنده، وأكرم الناس عليه، وأحبهم إليه، وأخصهم به، وأكثر الناس له صحبة ليلا ونهارا، وأعظمهم موافقة له ومحبة له، وأحرص الناس على امتثال أمره وإعلاء دينه. فكيف يجوز عاقل أن يكون هؤلاء عند الرسول من جنس المنافقين؟ ، الذين كان أصحابه قد عرفوا إعراضه عنهم وإهانته لهم ولم يكن يقرب أحدا منهم بعد سورة براءة.
بل قال الله تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا - ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} [سورة الأحزاب: 60، 61] فانتهوا عن إظهار النفاق وانقمعوا.
هذا وأبو بكر عنده أعز الناس وأكرمهم وأحبهم إليه.
_________
(1) سبق الكلام على سرية أسامة بن زيد - رضي الله عنه - وما حدث فيها فيما مضى 4/276 - 280







مغازي الواقدي (3/ 1118)
المؤلف: محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء، المدني، أبو عبد الله، الواقدي (المتوفى: 207هـ)
ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فى رجال من المهاجرين والأنصار عدة: قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش.


مغازي الواقدي (3/ 1119)
. وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنفذوا بعث أسامة! ودخلت أم أيمن [ (3) ] ، فقالت:






الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال (ص: 217)
المؤلف: إبراهيم بن عامر بن عليّ الرّحيلي
وأما أبو بكر فالذي عليه أكثر المؤرخين: أنه لم يكن في جيش أسامة أصلاً، فإنهم سموا من التحق بجيش أسامة من كبار الصحابة، ولم يذكروا فيهم أبا بكر.
قال الواقدي ضمن حديثه عن غزوة أسامة: «فلم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص،
وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ... » . (1)
وقال الطبري: «ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بعثاً على أهل المدينة ومن حولهم، وفيهم عمر بن الخطاب، وأمر عليهم أسامة بن زيد» . (2)
وقال الذهبي ضمن ترجمة أسامة: «استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على جيش لغزو الشام، وفي الجيش عمر والكبار» . (3)
فلم يذكر هؤلاء المؤرخون أبا بكر في جيش أسامة، وذكروا بعض كبار الصحابة كعمر، وأبي عبيدة، وسعد وغيرهم، ولو كان أبو بكر في الجيش لكان ذكره أولى وأشهر.
وإنما عدّ أبا بكر في جيش أسامة: ابن سعد قال: «فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة ... » . (4)
وإلى هذا ذهب ابن حجر في الفتح. (5)
_________
(1) المغازي 3/1118.
(2) تاريخ الطبري 3/226.
(3) سير اعلام النبلاء 2/497.
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد 2/190.
(5) انظر: فتح الباري 8/152.


الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال (ص: 218)
وقال ابن كثير في سياق الموضوع: «وكان بينهم:
عمر بن الخطاب، ويقال: أبوبكر فاستثناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة» . (1)
وقد جزم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بأن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة ونقل اتفاق أهل العلم عليه.
قال: «وأبوبكر - رضي الله عنه - لم يكن في جيش أسامة باتفاق أهل العلم، لكن روي أن عمر كان فيهم، وكان عمر خارجاً مع أسامة، لكن طلب منه أبو بكر أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه، فأذن له» . (2)
وقال في موضع آخر في الرد على الرافضي: «وأما قوله إنه أمّر أسامة على الجيش الذي فيهم: أبو بكر، وعمر، فمن الكذب الذي يعرفه من له أدنى معرفة بالحديث، فإن أبا بكر لم يكن في ذلك الجيش، بل كان - صلى الله عليه وسلم - يستخلفه في الصلاة من حين مرضه إلى أن مات. وأسامة قد روى أنه عقد له الراية قبل مرضه، ثم لما مرض أمر أبا بكر أن يصلي بالناس فصلى بهم إلى أن مات النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلو قُدر أنه أُمر بالخروج مع أسامة قبل المرض، لكان أمره بالصلاة تلك المدة، مع إذنه لأسامة أن يسافر في مرضه، موجباً لنسخ إمرة أسامة عنه، فكيف إذا لم يُؤمر عليه أسامة بحال» . (3)
وبهذا يظهر أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة. وهو قول عامة المؤرخين إلا من شذ منهم، بل نقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- اتفاق أهل العلم والحديث على هذا، لاشتغال أبي بكر - رضي الله عنه - بالصلاة بالناس في مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -.
على أن من قال بالقول الآخر، لم يقل: إن أبا بكر بقي في جيش أسامة بعد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - له بالصلاة، فهذا لم يقل به أحد من أهل العلم، لما هو معلوم عندهم بالتواتر من اشتغال أبي بكر بإمامة الناس في مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى مات، في حين أن الجيش كان معسكراً بالجرف، استعداداً للخروج. ولهذا ذكر ابن كثير أن من قال بدخول أبي بكر في جيش أسامة، ذكر أنه مستثني بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - له بالصلاة.
فثبت بهذا بطلان ما ادعاه الرافضي: من كون الشيخين في جيش أسامة وأنهما تثاقلا عن الخروج معه.
_________
(1) البداية والنهاية لابن كثير 6/308.
(2) منهاج السنة 6/319.
(3) المصدر نفسه 4/276-277.

>






تاريخ الإسلام ت بشار (1/ 477)
-سنة إحدى عشرة
-سرية أسامة
في يوم الإثنين؛ لأربع بقين من صفر.
ذكر الواقدي أنهم قالوا: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتهيؤ لغزو الروم. ودعا أسامة بن زيد، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش. فأغر صباحا على أهل أبنى، وأسرع السير، تسبق الأخبار. فإن ظفرت فأقلل اللبث فيهم، وقدم العيون والطلائع أمامك.
فلما كان يوم الأربعاء، بدئ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه. فحم وصدع. فلما أصبح يوم الخميس، عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا؛ يعني أسامة. فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة؛ فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة.
فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على هؤلاء؟ فقال ابن عيينة، وغيره، عن عبد الله بن دينار، سمع ابن عمر يقول: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة، فطعن الناس في إمارته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه. وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي. وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده ". متفق على صحته.
قال شيبان، عن قتادة: جميع غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - وسراياه: ثلاث وأربعون.
ثم دخل شهر ربيع الأول. وبدخوله تكملت عشر سنين من التاريخ للهجرة النبوية. والحمد لله وحده.



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (سيرة 2/ 299)
سنة إحدى عشرة:
سرية أسامة:
في يوم الاثنين لأربع بقين من صفر.
ذكر الواقدي أنهم قالوا: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزو الروم، ودعا أسامة بن زيد، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحا على أهل أبنى، وأسرع السير، تسبق الأخبار. فإن ظفرت فأقلل اللبث فيهم، وقدم العيون والطلائع أمامك.
فلما كان يوم الأربعاء، بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع. فلما أصبح يوم الخميس، عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا؛ يعني أسامة. فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة؛ فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة.
فتكلم قوم، وقالوا: يستعمل هذا الغلام على هؤلاء؟ فقال ابن عيينة، وغيره، عن عبد الله بن دينار، سمع ابن عمر يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة، فطعن الناس في إمارته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن




الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 145)
سرية أسامة بن زيد بن حارثة «2»
ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أبنى. وهي أرض السراة ناحية البلقاء.
قالوا: لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس بالتهيؤ لغزو الروم. فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد [فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار. فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك] . فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحم وصدع. فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم [قال: اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله!] فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش. فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين! فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة. ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله! وايم الله إن كان للإمارة لخليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي. وإنهما لمخيلان لكل خير. واستوصوا به خيرا فإنه من خياركم! ثم نزل فدخل بيته. وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول.
وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويمضون إلى العسكر بالجرف. [وثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة!] فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه فدخل أسامة من معسكره والنبي مغمور. وهو اليوم الذي لدوه فيه. فطأطأ أسامة فقبله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة. قال: فعرفت أنه يدعو لي.
ورجع أسامة إلى معسكره ثم دخل يوم الاثنين وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفيقا.
صلوات الله عليه وبركاته. [فقال له: اغد على بركة الله!] فودعه أسامة وخرج إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل. فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن قد جاءه يقول: إن رسول الله يموت! فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله.
ص. وهو يموت فتوفي. صلى الله عليه صلاة يحبها ويرضاها. حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول. ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغرزه عنده. فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة بن الحصيب








تاريخ دمشق لابن عساكر (2/ 55)
[447] وأخبرنا أبو بكر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الوهاب نا محمد نا الواقدي قال (1) فحدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمره أن يغير على أبنى صباحا وأن يحرق قالوا ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأسامة امض على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره في موضع سقاية سليمان اليوم وجعل الناس يجدون (2) بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال من المهاجرين والأنصار عدة قتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بقول من قال فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضبا شديدا فخرج وقد (3) عصب على رأسه
عصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا (4) وأن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي
_________
(1) مغازي الواقدي 3 / 1118
(2) عن الواقدي وبالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 175 " يؤخذون "
(3) بالاصل " قد " والمثبت عن الواقدي (4) بالاصل: لخليق




تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 46) 596 - أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى ابن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ود بن كنانة بن عوف ابن عذرة بن عدي بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب أبو زيد ويقال أبو محمد ويقال أبو حارثة ويقال أبو يزيد (1) حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وابن حبه استعمله رسول الله على جيش فهي أبو بكر وعمر فلم ينفذ حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبعثه أبو بكر إلى الشام فأغار على أبنى (2) من ناحية البقاء (3) وشهد مع أبيه عزوة مؤتة وقدم دمشق وسكن المزة مدة ثم انتقل إلى المدينة فمات بها ويقال بوادي القرى (5) روى عن النبي (صلى



تاريخ دمشق لابن عساكر (22/ 4)
قال الواقدي (1) : قالوا ولم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجدا شديدا فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين مصفر سنة إحدى عشرة (2) أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس بالتهيؤ لغزو الروم وأمرهم بالانكماش (3) في غزوهم فتفرق المسلمون من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم مجدون في الجهاد فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4) من الغد يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من صفر دعا أسامة بن زيد فقال يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى (5) وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الخبر فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصدع وحم فلما أصبح يوم الخميس لليلة (6) بقيت من صفر عقد له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده لواء ثم قال امض (7) على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسامة فعسكر بالجرف وجعل الناس يؤخذون (9) بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن





فتح الباري لابن حجر (8/ 152)
(قوله باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه)
إنما أخر المصنف هذه الترجمة لما جاء أنه كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بيومين وكان ابتداء ذلك قبل مرض النبي صلى الله عليه وسلم فندب الناس لغزو الروم في آخر صفر ودعا أسامة فقال سر الىموضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش وأغر صباحا على أبنى وحرق عليهم وأسرع المسير تسبق الخبر فإن ظفرك الله بهم فأقل الليث فيهم فبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه في اليوم الثالث فعقد لأسامة لواء بيده فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم فتكلم في ذلك قوم منهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي فرد عليه عمر وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فخطب بما ذكر في هذا الحديث ثم اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال أنفذوا بعث أسامة فجهزه أبو بكر بعد أن استخلف فسار عشرين ليلة إلى الجهة التي أمر بها وقتل قاتل أبيه ورجع بالجيش سالما وقد غنموا وقد قص أصحاب المغازي قصة مطولة فلخصتها وكانت آخر سرية جهزها النبي صلى الله عليه وسلم وأول شيء جهزه أبو بكر رضي الله عنه وقد أنكر بن تيمية في كتاب الرد على بن المطهر أن يكون أبو بكر وعمر كانا في بعث أسامة ومستند ما ذكره ما أخرجه الواقدي بأسانيده في المغازي وذكره بن سعد أواخر الترجمة النبوية بغير إسناد وذكره بن إسحاق في السيرة المشهورة ولفظه بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الأربعاء فأصبح يوم الخميس فعقد لأسامة فقال اغز في سبيل الله وسر إلى موضع مقتل أبيك فقد وليتك هذا الجيش فذكر القصة وفيها لم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر وعمر ولما جهزه أبو بكر بعد أن استخلف سأله أبو بكر أن يأذن لعمر بالإقامة فأذن ذكر ذلك كله بن الجوزي في المنتظم جازما به وذكر الواقدي وأخرجه بن عساكر من طريقه مع أبي بكر وعمر أبا عبيدة وسعدا وسعيدا وسلمة بن أسلم وقتادة بن النعمان والذي باشر القول ممن نسب إليهم الطعن في إمارته عياش بن أبي ربيعة وعند الواقدي أيضا أن عدة ذلك الجيش كانت ثلاثة آلاف فيهم سبعمائة من قريش وفيه عن أبي هريرة كانت عدة الجيش سبعمائة




عمدة القاري شرح صحيح البخاري (18/ 76)
88 - (باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الذي توفي فيه)
أي: هذا باب في بيان بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم من أبويه، وكان تجهيزه أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بيومين، لأنه مات يوم الإثنين، وكان بعثه إلى الشام، وقال ابن إسحاق: لما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدىء برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فحم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده، ثم قال: أغز باسم الله، فقاتل من كفر بالله وسر إلى موضع مقتل أبيك فقد وليتك على هذا الجيش فاغز صباحا على أهل أبنى، وهي أرض لسراه ناحية البلقاء، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة، منهم: أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم، وغيرهم، فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة قطيفة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس! فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة؟ وإن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله إن كان خليقا بالإمارة وإن ابنه بعده لخليق للإمارة، ثم نزل فدخل




كنز العمال (10/ 572)
30266- "مسند الصديق" الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يغير على أهل أبني صباحا، وأن يحرق قالوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة: امض على اسم الله، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، فخرج به إلى أسامة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره في موضع سقاية سليمان اليوم، وجعل الناس يأخذون بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره، ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال من المهاجرين والأنصار وكان أشدهم في ذلك عدة قتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول من قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه بعصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه




جامع الأحاديث (24/ 420، بترقيم الشاملة آليا)
27417- الواقدى حدثنى عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهرى عن عروة عن أسامة بن زيد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يغير على أهل أبنى صباحا وأن يحرق قالوا ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسامة امض على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمى فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره فى موضع سقاية سليمان اليوم وجعل الناس يأخذون بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب فى تلك الغزوة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبى وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى رجال من المهاجرين والأنصار فى ذلك عدة قتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم





عيون الأثر (2/ 350)
المؤلف: محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، ابن سيد الناس، اليعمري الربعي، أبو الفتح، فتح الدين (المتوفى: 734هـ)
سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أبنى وهي أرض الشراة ناحية البلقاء
قالوا: لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من مهاجره، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال: «سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحا على أهل أبنى، وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الأخبار، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم، وهذ معك الأدلاء، وقدم العيون والطلائع معك، فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال: «اغز بسم الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله» فخرج بلوائه معقودا، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار، إلا انتدب في تلك الغزوة، منهم أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريس، فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام، على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة، فصعد المنبر





إمتاع الأسماع (14/ 518)
المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ)
وقال الواقدي في (مغازيه) : قالوا: لم يزل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه..........

إمتاع الأسماع (14/ 519)
ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن




سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (6/ 248)
المؤلف: محمد بن يوسف الصالحي الشامي (المتوفى: 942هـ)
الباب الثمانون في سرية أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهم إلى أبني وهي بأرض الشرّاة بناحية البلقاء.
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بعد حجته بالمدينة بقية ذي الحجة، والمحرّم، وما زال يذكر مقتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله تعالى عنهم، ووجد عليهم وجدا شديدا.
فلما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتّهيّؤ لغزو الروم وأمرهم بالجدّ، ثم دعا من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر أسامة بن زيد
فقال: «يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى [موضع] مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد ولّيتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى وحرّق عليهم وأسرع السّير تسبق الأخبار فإن أظفرك الله فأقلل اللّبث فيهم وخذ معك الأدلّاء وقدّم العيون والطلائع أمامك» .
فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فحمّ وصدّع.
فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده.
ثم قال: «اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تتمنّوا لقاء العدوّ فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم ولكن قولوا اللهم أكفناهم بما شئت واكفف بأسهم عنّا، فإن لقوكم قد جلبوا وضجّوا فعليكم بالسّكينة والصّمت ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وقولوا اللهم إنا نحن عبيدك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تغنيهم أنت واعلموا أن الجنة تحت البارقة» .
فخرج أسامة رضي الله تعالى عنه بلوائه [معقودا] ، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من [وجوه] المهاجرين الأوّلين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله تعالى عنهم في رجال آخرين من الأنصار، عدّة مثل قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش. فاشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ذلك، ثم وجد من نفسه راحة فخرج عاصبا رأسه
فقال: «أيها الناس أنفذوا بعث أسامة»
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم.





تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (2/ 154)
المؤلف: حسين بن محمد بن الحسن الدِّيار بَكْري (المتوفى: 966هـ)
سرية أسامة بن زيد الى أهل ابنى
وفى هذه السنة كانت سرية أسامة بن زيد الى أهل أبنى بضم الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح النون على وزن فعلى موضع بناحية البلقاء كانت يوم الاثنين لاربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشرة كما مرّ وهى آخر سرية جهزها النبىّ صلى الله عليه وسلم وأوّل شئ جهزه أبو بكر لغزو الروم الى مكان قتل أبيه زيد* قال الواقدى قبض النبىّ صلى الله عليه وسلم وأسامة ابن عشرين سنة كذا فى الصفوة* روى ان رسول الله أمر بالتهيؤ لغزو الروم يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشرة من الهجرة فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال سر الى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فاغز صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم فان أظفرك الله فاقلل اللبث فيهم وخذ معك الادلاء وقدّم العيون والطلائع أمامك فلما كان يوم الاربعاء بدأ مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمّ وصدع فلما أصح يوم الخميس عقد لا سامة لواء بيده ثم قال اغز بسم الله فى سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج وعسكر بالجرف على فرسخ من المدينة فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والانصار الا انتدب فى تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبى وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة وقتادة بن النعمان فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الاوّلين فغضب رسول الله غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتنى عن بعضكم فى تأمير أسامة ولئن طعنتم فى تأميرى أسامة لقد طعنتم فى تأميرى أباه من قبله وأيم الله ان كان للامارة لخنيقا وان ابنه بعده




تاريخ الإسلام ت تدمري (2/ 713)
في يوم الإثنين، لأربع بقين من صفر. ذكر الواقدي [1] أنهم قالوا:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزو الروم. ودعا أسامة بن زيد، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش. فأغر صباحا على أهل أبنى [2] ، وأسرع السير، تسبق الأخبار. فإن ظفرت فأقلل اللبث فيهم، وقدم العيون والطلائع أمامك. فلما كان يوم الأربعاء، بدئ برسول [3] الله صلى الله عليه وسلم وجعه. فحم وصدع.
فلما أصبح يوم الخميس، عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا، [131 ب] يعني أسامة. فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي،
__________
[1] في المغازي (3/ 117- 119) .