الواحد-الاحد

فهرست علوم
سه برهان تنبیهی بر مبرهن البرهان
شواهد برهان مبدئیت مطلقة
التوحید الخالص-کمال الاخلاص
مباحث توحيد
متن کتاب التوحید للصدوق


در لغت

الفروق فی اللغة، ج 1، ص 134
(الفرق) بين واحد و أحد
أن معنى الواحد أنه لا ثاني له فلذلك لا يقال في التثنية واحدان كما يقال رجل و رجلان ولكن قالوا اثنان حين أرادوا أن كل واحد منهما ثان للآخر، و أصل أحد أوحد مثل أكبر و إحدى مثل كبرى، فلما وقعا اسمين و كانا كثيري «1» الاستعمال، هربوا في احدى الى الكبرى ليخف و حذفوا الواو ليفرق بين الاسم و الصلة و ذلك أن أوحد اسم و أكبر صفة و الواحد فاعل من وحد يحد و هو واحد مثل وعد يعد و هو واعد و الواحد هو الذي لا ينقسم في وهم و لا وجود، و أصله الانفراد في الذات على ما ذكرنا، و قال صاحب العين: الواحد أول العدد، وحد الاثنين ما يبين أحدهما عن صاحبه بذكر أو عقد فيكون ثانيا له بعطفه عليه و يكون الأحد أولا له و لا يقال إن الله ثاني اثنين و لا ثالث ثلاثة لأن ذلك يوجب المشاركة في أمر تفرد به فقوله تعالى (ثاني اثنين إذ هما في الغار) معناه أنه ثاني اثنين في التناصر و قال تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) لانهم أوجبوا مشاركته فيما ينفرد به من القدم و الالهية فأما قوله تعالى (إلا هو رابعهم) فمعناه «2» أنه يشاهدهم كما تقول للغلام اذهب حيث شئت فأنا معك تريد أن خبره لا يخفى عليك.



مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏10، ص: 856
اللغة
أحد أصله وحد فقلبت الواو همزة و مثله أناة و أصله وناة و هو على ضربين (أحدهما) أن يكون اسما (و الآخر) أن يكون صفة فالاسم نحو أحد و عشرون يريد به الواحد و الصفة كما في قول النابغة:
كان رحلي و قد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏10، ص: 857
و كذلك قولهم واحد يكون اسما كالكاهل و الغارب و منه قولهم واحد اثنان ثلاثة و تكون صفة كما في قول الشاعر:
" فقد رجعوا كحي واحدينا"
و قد جمعوا أحدا الذي هو الصفة على أحد أن قالوا أحد و أحدان شبهوه بسلق و سلقان و نحوه قول الشاعر:
يحمي الصريمة أحدان الرجال له صيد و مجترئ بالليل هماس‏
فهذا جمع لأحد الذي يراد به الرفع من الموصوف و التعظيم له و أنه متفرد عن الشبه و المثل و قالوا هو أحد الأحد إذا رفع منه و عظم و قالوا أحد الأحدين و واحد الآحاد و حقيقة الواحد شي‏ء لا ينقسم في نفسه أو في معنى صفته فإذا أطلق واحد من غير تقدم موصوف فهو واحد في نفسه و إذا أجري على موصوف فهو واحد في معنى صفته فإذا قيل الجزء الذي لا يتجزأ واحد أريد أنه واحد في نفسه و إذا قيل هذا الرجل إنسان واحد فهو واحد في معنى صفته و إذا وصف الله تعالى بأنه واحد فمعناه أنه المختص بصفات لا يشاركه فيها أحد غيره نحو كونه قادرا لنفسه عالما حيا موجودا كذلك‏


التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 43
أحد
مصبا- أحد: أصله وحد فأبدلت الواو همزة، و يقع على الذكر و الأنثى-

التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 44
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء. و يكون مرادفا لواحد في موضعين سماعا:
أحدهما- وصف اسم الباري تعالى، فيقال هو الواحد و هو الأحد، لاختصاصه بالأحدية فلا يشركه فيها غيره، و لهذا لا ينعت به غير الله تعالى، فلا يقال رجل أحد و لا درهم أحد. و الثاني- أسماء العدد للغلبة و كثرة الاستعمال، فيقال أحد وعشرون و واحد و عشرون، و في غير هذين يقع الفرق بينهما في الاستعمال، بأن الأحد لنفى ما يذكر معه فلا يستعمل إلا في الجحد لما فيه من العموم، نحو ما قام أحد، أو مضافا نحو ما قام احد الثلاثة. و أما تأنيث الأحد: فلا يكون إلا بالألف لكن لا يقال إحدى إلا مع غيرها- إحدى و عشرون.
مقا- أحد فرع، و الأصل الواو- وحد. ما استأحدت بهذا الأمر: ما انفردت به.
صحا- يوم الأحد و يجمع على آحاد، و استأحد الرجل: انفرد. و جاءوا أحاد أحاد، غير مصروفين لأنهما معدولان. و احد جبل في المدينة. و أحدهن:
صيرهن أحد عشر.
و التحقيق‏
أن النسبة بين أحد و وحد: هي الاشتقاق الأكبر، كما في أمثالهما من الكلمات المتقاربة لفظا و معنى، و الحكم بأن واحدا منهما أصل و الآخر فرع: مشكل، و لا سيما مع استعمال الصيغ المشتقة من كل واحد من المادتين- راجع وحد.
و في الأحد دلالة زائدة من الواحد، على الانفراد و التجرد. و ما لأحد عنده من نعمة - 92/ 19. أستعمل في مقام النفي. هو الله أحد.
التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏1، ص: 45
اطلق على الله تعالى.
إحدى الطائفتين‏ ... إحداهن‏ ... إحدى ابنتي. صيغة تأنيث استعملت مضافة.
إذا حضر أحدكم الموت* ... أما أحدكما ... فخذ أحدنا مكانه‏ ... يود أحدهم لو يعمر ... قال أحدهما.
التعبير بهذه الكلمة إشارة الى عدم خصوصية فرد معين، و التوجه الى الحكم لا الى موضوع معين.


در روایات

التوحيد (للصدوق)، ص: 90
- قال الباقر ع الأحد الفرد المتفرد.
و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو المتفرد الذي لا نظير له و التوحيد الإقرار بالوحدة و هو الانفراد و الواحد المتباين الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء و من ثم قالوا إن بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله الله أحد المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه و الإحاطة بكيفيته فرد بإلهيته متعال عن صفات خلقه‏


المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى، ص: 53
الواحد الأحد

هما دالان على معنى الوحدانية و عدم التجزي قيل و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو الفرد الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء. و قيل الفرق بينهما من وجوه أ أن الواحد يدخل الحساب و يجوز أن يجعل له ثانيا لأنه لا يستوعب جنسه بخلاف الأحد أ لا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد من الناس جاز أن يقاومه اثنان و لو قلت لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه أكثر فهو أبلغ قاله الطبرسي «112». قلت لأن أحدا نفي عام للمذكر و المؤنث و الواحد و الجماعة قال تعالى لستن كأحد من النساء «113» و لم يقل كواحدة لما ذكرناه. ب قال الأزهري «114» الفرق بينهما أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد و الواحد اسم لمفتتح العدد. ج قال الشهيد الواحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الذات و الأحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الصفات «115».
__________________________________________________
(112) مجمع البيان 5: 564 باختلاف.
(113) الأحزاب 33: 32.
(114) أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح الأزهري الهروي، أحد الأئمة في اللغة و الأدب، روى عن أبي الفضل محمد بن أبي جعفر المنذري عن ثعلب و غيره، له عدة مصنفات، منها:
تفسير أسماء الله عز و جل، و الظاهر أن الكفعمي نقل قول الأزهري من هذا الكتاب، مات سنة (370 ه).
وفيات الأعيان 4: 334، معجم الأدباء 17: 164، أعلام الزركلي 5: 311.
(115) القواعد و الفوائد 2: 171، و فيه: «... و قيل الفرق بينهما: أن الواحد هو المنفرد بالذات لا يشابهه-

المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى، ص: 54
د قال صاحب العدة إن الواحد أعم موردا لكونه يطلق على من يعقل و غيره و لا يطلق الأحد إلا على من يعقل».



نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين (للفيض)، النص، ص: 75
قال الباقر عليه السلام. الأحد الفرد المتفرد، و الأحد و الواحد بمعنى واحد، و هو المتفرد الذي لا نظير له، و التوحيد الإقرار بالوحدة و هو الانفراد، و الواحد المتباين الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء، و من ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله: (الله أحد) أي «74» المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه و الإحاطة بكيفيته فرد بإلهيته، متعال عن صفات خلقه» «75».

الوافي، ج‏1، ص: 365
قال الباقر ع الأحد الفرد المتفرد و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو المتفرد الذي لا نظير له و التوحيد الإقرار بالوحدة و هو الانفراد و الواحد المتبائن الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء و من ثمة قالوا إن بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله الله أحد- أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه و الإحاطة بكيفيته فرد بإلهيته متعال عن صفات خلقه.


تفسير الصافي، ج‏5، ص: 391
قال عليه السلام الأحد الفرد المتفرد و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو المتفرد الذي لا نظير له و التوحيد و الإقرار بالوحدة و هو الانفراد و الواحد المباين الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء و من ثم قالوا ان بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع في الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله تعالى الله أحد أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه و الاحاطة بكيفيته فرد بالهيته متعال عن صفات خلقه.


الفصول المهمة في أصول الأئمة (تكملة الوسائل)، ج‏1، ص: 136
محمد بن يعقوب بن محمد الجعفري، عن محمد بن أحمد بن شجاع الفرغاني عن الحسن بن حماد العنبري عن إسماعيل بن عبد الجليل البرقي، عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي، عن الصادق عن آبائه عليهم السلام في حديث، أن عليا عليه السلام قال: رأيت الخضر في المنام قبل بدر « (1)» بليلة، فقلت له: علمني شيئا أنصر به على الأعداء، فقال: قل: يا هو، يا من لا هو إلا هو، فلما أصبحت قصصتها على رسول الله صلى الله عليه و آله فقال لي علمت الإسم الأعظم، إلى أن قال: قال الباقر عليه السلام: الأحد الفرد و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو المنفرد الذي لا نظير له و التوحيد الإقرار بالوحدة و هو الانفراد و الواحد المتباين الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء و من ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد، لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين.


البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 803
12029/ «11»- قال الباقر (عليه السلام): «الأحد: الفرد المتفرد، و الأحد و الواحد بمعنى واحد، و هو المتفرد الذي لا نظير له، و التوحيد: الإقرار بالوحدة و هو الانفراد، و الواحد: المتباين الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء، و من ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد، و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قول: الله أحد، أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه و الإحاطة بكيفيته، فرد بإلهيته، متعال عن صفات خلقه».


مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏12، ص: 370
و قال الباقر عليه السلام: الأحد الفرد المنفرد، و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو المتفرد الذي لا نظير له، و التوحيد الإقرار بالوحدة، و الواحد المبائن الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء، و من ثم قالوا إن بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله (الله أحد) أي المعبود الذي يا له الخلق عن إدراكه و الإحاطة بكيفيته فرد بإلهيته متعال عن صفات خلقه.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 222
قال الباقر ع الأحد الفرد المتفرد و الأحد و الواحد بمعنى واحد «5» و هو
__________________________________________________
(1) و في نسخة: و أنه تعالى عن ذلك.
(2) و في نسخة: قرأ يوم بدر قل هو الله أحد.
(3) طارد الاقران: حمل بعضهم على بعض.
(4) و في نسخة: تأله فيه الخلق.
(5) لعل المراد أن الاحد و الواحد اللذان يتصف بهما الله تعالى معناهما واحد، لا مطلقهما حيث يستعمل. أو أن الواحد الذي يستعمل في غير باب الاعداد و الاجناس مترادف مع الواحد في المعنى. كما تقدم تفصيل ذلك في الحديث الأول فتامل.

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 223
المتفرد الذي لا نظير له و التوحيد الإقرار بالوحدة و هو الانفراد و الواحد المتباين الذي لا ينبعث من شي‏ء و لا يتحد بشي‏ء و من ثم قالوا إن بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله الله أحد أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه و الإحاطة بكيفيته فرد بإلهيته متعال عن صفات خلقه.


تفسير نور الثقلين، ج‏5، ص: 708
59- قال الباقر عليه السلام: الأحد الفرد المتفرد و الأحد و الواحد بمعنى واحد، و هو المتفرد الذي لا نظير له، و التوحيد الإقرار بالوحدة و هو الانفراد، و الواحد

تفسير نور الثقلين، ج‏5، ص: 709
المتباين الذي لا ينبعث من شي‏ء، و لا يتحد بشي‏ء، و من ثم قالوا: ان بناء العدد من الواحد و ليس الواحد من العدد، لان العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله: «الله أحد» اى المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه و الاحاطة بكيفيته. فرد بالالهية متعال عن صفات خلقه.








الكتاب: المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم (مؤصَّل ببيان العلاقات بين ألفاظ القرآن الكريم بأصواتها وبين معانيها)
المؤلف: د. محمد حسن حسن جبل
الناشر: مكتبة الآداب - القاهرة
الطبعة: الأولى، 2010 م.
عدد الأجزاء: 4 (في ترقيم واحد متسلسل).
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

الحاء والدال وما يثلثهما
• (حدد):
{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} [سبأ: 10]
"حدّ كل شيء: طَرفُ شَباته كحدّ السكينِ والسيف والسِنان والسَهم. وقيل الحدّ من كل ذلك: مارَقّ من شَفْرته. ومُنْتَهَى كلِّ شَيء حدُّه. ومنه أحد حدود الأَرَضِين وحدود الحرم. وحد كل شيء: منتهاه. حدَّ الشيءَ من غيره: ميّزه. الحدّ: الفصْل بين الشيئين لئلا يختلط أحدُهما بالآخر أو لئلا يتعدى أحدُهما على الآخر. وفَصْلُ ما بين كل شيئين حدٌّ بينِهما ".

° المعنى المحوري
إيقاف الامتداد والتخطى للشيء أي إنهاؤه أو منعه (1): كحد السكين والسيف في ذاتهما برقتهما إلى الانقطاع أو بعملهما وهو قطع الامتداد، وكحدود الأرضين وحدود الحرم.
__________
(1) (صوتيًّا): الحاء للاحتكاك بعرض وجفاف والدال للضغط الممتد والحبس، والفصل منهما يعبر عن نهاية الامتداد أي إيقافه وحبسه. وفي (حيد) تعبر الياء عن الاتصال فيعبر التركيب عن تباعدٍ (انتهاءٍ) عن الوجه مع الامتداد (= اتصال) فِى اتجاه آخر. وفي (وحد) تعبر الواو عن اشتمال ويعبر التركيب عن التفاف الشيء على ذاته كأنه طرف منقطع عن غيره فهو منفرد. وفي (أحد) تؤكد الهمزة (المبدلة من الواو) بضغطتها معنى الانتهاء فيتأكد معنى الانفراد. وفي (حدث) تعبر الثاء عن نفاذ دقاق بكثافة، ويعبر التركيب عن نوع من كشف الكثيف وإظهار ما تحته وهو معنى الجدة والاستحداث. وفي (حدق) تعبر القاف عن غلظ وتعقد في العمق، ويعبر التركيب عن نحو إحاطة (الحد) شيء ذي بال في عمقه كالحدقة بإنسان العين والحديقة بما فيها.
(1/384)

*************
ومن ذلك "الحدود: النهايات، والعقوبات الي تَحُدّ أي تمنع من ارتكاب الكبائر وتُوقِف عن ارتكابها. "قال الأزهري: فحدود الله عز وجل ضَرْبان ضرب منها حدود حدّها للناس في مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وغيرها مما أحلَّ وحرّم وأمر بالانتهاء عما نَهَى عنه منها ونَهَى عن تعديها. والضرب الثاني عقوبات جُعِلَت لمن رَكِب ما نُهِى عنه كحد السارق، وهو قطع يمينه في ربع دينار فصاعدًا .. سميت حدودًا لأنها تَحُدّ أي تمنع من إتيان ما جُعِلت عقوبات له. وسميت الأولى حدودًا لأنها نهاياتٌ نَهَى الله عن تعديها {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] والانتهاء توقف عن التخطي والامتداد. ومن هذا كل كلمة (حدود) في القرآن الكريم.
ووقف الامتداد والتخطي منعٌ منه. قالوا "حَدّ الرجلَ عن الأمر: منعه وحبسه، والحدّاد: البواب، والسجّان يمنعان، وهذا أمر حَدَد -محركة أي منيعٌ حرام لا يحل ارتكابه. وحُدّ الإنسان- للمفعول: حُرِم الظفر. وحَدَّ الله عنا شرَّ فلان: كفه وصرفه. وحَدّهْ صرفه عن أمر أراده ". ومن هذا حِداد المرأة "المُحِدّ هي المرأة التي تترك الزينة والطيب بعد زوجها للعدة ". أي هي ممنوعة منها.
وقولهم "مالك عن ذلك حَدَد أي مصرَف ومَعْدل "، الأصل لا انقطاع ولا انتهاء عنه، كما قيل (لابُدّ) وأصلها (لا فراق).
والحديد: الجوهر المعروف سمي بذلك "لأنه منيع "أي صُلْب. وتأويل هذا اشتقاقيًّا أنه لا يقبل الانشقاق أو التفتت بالضغط المعتاد. أي بما ينشق ويتفتت به غيرُه. والتفتت والتشقق تسيب وانتشار، فهو من امتناع الانتشار الذي هو من جنس الامتداد {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25]
(1/385)

*************
{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} [سبأ: 10] [انظر (بأس) هنا].
و"إحداد السكين ونحوها " (: جعلها حادّة، ويكون ذلك بترقيق حدها أي طرَفها بشحذها ومسحها بحجر أو مبرد فتكون ذات حد يقطع وُينْهي).
ومن معنوى هذا: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب: 19] تؤذي فتمنع التواصل. ومن هذا: الفعلُ حادّ {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] وكذلك مضارعه (أي حارب الله ورسوله برفض الإيمان، والصد عن سبيل الله، وتعذيب من آمن) إلخ.
وقد فُسِّرَت المحادّة بأنها مفاعلة من الحَدّ كأن كل واحد منهما يجاوز حَلَّه إلى الآخر فهي معاداة ومخالفة ومنازعة. ويمكن أن تكون من الحِدّة السابقة {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [المجادلة: 5].
ولنفاذ الحادّ في الأشياء واختراقه إياها (وهو من صور قطع امتداها) وُصِفَت به قوة البصر {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22] والرائحة الحادّة: ذكية (نفاذة أيضًا) ومن هذا أيضًا "الحِدّة (المعنوية): النشاط والسرعة في الأمور والمضاءُ فيها ". وليس في القرآن من التركيب إلا (الحدود) و (الحديد) والحدّة والمحادّة وقد ذكر ناهن.

• (حيد):
{ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]
"الحَيْد -بالفتح: حرفٌ شاخص يخرج من الجبل فيتقدم كأنه جَناح. وجَبل ذو حُيُود وأحياد. وحُيود العُودِ: عُجَره. وحُيود القَرن: ما تلَوَّى منه- وحَيْد الرأس: ما شخص من نواحيه ".
(1/386)
*************

° المعنى المحوري
شخوص متباعد عن الاتجاه الأصلي: كحُيود الجبل والعود والقرن. ومنه "حادَ عن الطريق والشيء يَحُود ويَحِيد: عَدَل (شخص عنه جانبًا) {ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} و "حايَده: جانَبه ".

• (وحد):
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]
"الواحد أولُ عدد الحساب بُني على انقطاع النظير وعوز المثل. صلينا وُحدانًا أي منفردين جمع واحد. فجعله في قبر على حدة أي منفردًا وحدَه. رأيته وحده، جلس وحدَه أي منفردًا. توحّد برأيه: تفرد. ورجل وَحَد -محركة مُتَوحد منفرد لا أحد معه يؤنسه، وأَوْحَدَت الشاةُ: وضعت واحدًا "، ورجل واحدٌ: متقدم في بأس أو علم ".

° المعنى المحوري
انفراد الشيء فلا يكون معه مثله: {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]، {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} [النساء: 11]، {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر: 11]. هذه حال من الخالق سبحانه وتعالى أو من المخلوق. وكل ما في القرآن من التركيب هو بمعنى الانفراد الصريح هذا عدا {وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ} [العنكبوت: 40، وكذلك ما في البقرة 33] فالمقصود أنه هو هو عينه، فالاختلاف درجة من التعدد. وذلك أرادوا في قولهم "أصحابي وأصحابك واحد، الجلوس والقعود واحد "وكذلك {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} [الرعد: 4] فالمقصود بنفس نوع الماء. وكذلك كل {أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة 213] وسائرها. على نفس الملة والمعتقد لا على ملل مختلفة.
(1/387)
*************
• (أحد):
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]
[في ل (أحد) أن (أَحَدًا) هنا أصلُها (وَحَد) أُبدلت الهمزة من الواو. وقال في معنى اسم الله الأحد: إنه هو "الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر "اه وفيه "استأخذ الرجل: انفرد ". وقد جاء في شعر النابغة في وصف ثور {بذي الجليل على مُسْتأْنِسٍ وَحَد} ومعنى الوَحَد هنا المنفرد] وأقول إنهم جعلو هنا تركيبين (وحد) و (أحد) وجعلوا لكلٍّ أحكامًا [ينظر حاشية الشهاب 2/ 246] وخلاصة ما أرى أنه تركيب واحد معناه الانفراد، لكنه انفراد مقترن بشيوع، فإذا وقع في غير سياق الإيجاب بأن كان في سياق نفي أو نهي أو استفهام أو شرط فإن معناه (أيّ واحد) ولمعنى الشيوع هذا جاز {بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} [البقرة 136 ومثلها ما فيها 185، 285] آل عمران 84، النساء 152]. وإذا وقع في سياق إيجاب وكان مضافًا ظل معناه (أيّ واحد)، لكن من أفراد المضاف إليه. والشيوع يتحقق بعدم قصد التعيين وهو بذلك المعنى في القرآن كله في الحالتين. وإن وقع في سياق إيجاب وهو غير مضاف تحول معنى الشيوع إلى إطلاق، وعبّر لفظ (أحد) عن الانفراد المطلق، كما في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. وما أورده [ل] يعني أن المبالغة في تعبير (أحد) هنا عن الوحدانية تتمثل في أنها أزلية. وهذا وجه جيد، لكن هناك وجهًا آخر لهذه المبالغة يؤخذ من تفسير الأحد بالمنفرد هو التفرد أي تفرده سبحانه بالتصرف في كل أمور ملكه ومخلوقاته، كما قال سبحانه {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]. وذلك بالإضافة إلى التفرد الذاتي. {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [التوبة: 6] (أي واحد)، {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب: 32] أى ليست
(1/388)
*************
أي واحدة منكن كأي واحدة من النساء من حيث إن الواحدة منكن أم للمؤمنين، وزوجة لخير المرسلين، ونزل القرآن فيها وفي بيوتكن [ينظر بحر 7/ 221]. {لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} [فاطر: 42] أي ليكونن أكثر اهتداء من أي أمة ممن كذب الرسل من أهل الكتاب [ينظر قر 14/ 358] والذي في [بحر 7/ 304] غريب. {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} [يوسف: 4] [ينظر حاشية الشهاب 2/ 246 و 8/ 411، ومواضع لفظ أحد في فهرس الدر المصون، والآلوسي 30/ 271 - 272].

• (حدب):
{وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]
"الحَدَب -محركة: خروج الظهر ودخول البطن والصدر. موضع الحدب في الظهر الناتي. وقد حَدِبَ ظهره واحدَوْدب وتحادب. الحَدَبة: ما أشرف من الأرض وغلظ وارتفع، ولا تكون الحدَبة إلا في قُفٍّ أو غِلظ أرضٍ. حَدَبُ الماء: موجُه. الأَحْدب: النُؤْي لِاحْدِيدابه ".

° المعنى المحوري
انحناء الشيء بنتوء وسطه عن سائره. كنتوء الظهر عن جانبى البدن ونتوء النؤى والحُدوب الموصوفه. وقوله تعالى {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} أي من كل أَكَمة وكل موضع مرتفع ".
ومن معنويه: "حَدِب فلان على فلان وتحّدب: تعطف وحنا عليه يقال هو له كالوالد الجَدِب. والمتحدِّب: المتعلق بالشيء الملازم له ". فهذا من الانحناء كما يقال حنا عليه وتعطف عليه وجنأَ عليه ".
(1/389)
*************
• (حدث):
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]
"شابٌّ حَدَث -محركة: فتِيّ السنّ. والحَدَثانُ- محركة: الفأس التي لها رأس واحدة. ومُحادَثة السيوف: جِلاؤها. وأحدث الرجل سيفَه وحادثه: جلاه ".

° المعنى المحوري
الكشف عن الشيء وإظهاره بالنحت أو الكشط أو ما إليهما من القطع: كالسيوف التي تُجْلَى، والفأس تكشف وجه الأرض، والشاب الفتى: ناشئ (مستجد) كأنما كُشِف عنه وظهر الآن (وكذا الشيء الحديث ضد القديم) ناشئ الآن.
ومن الكشف يأتي "الحديث: الخبر (يكشف عما في النفس) {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} {حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام: 68] {وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} [المؤمنون: 44] {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23] {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] في [بحر 8] حديث حسن صحيح غريب أخرجه الترمذي أن أخبارها أن تَشهدَ على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول عمل كذا يوم كذا وكذا. قال - صلى الله عليه وسلم - فهذه أخبارها "ومنه يُعْلم أن التحديث حقيقي، أما الكيفية فالله أعلم بها. وما في القرآن من الفعل (تُحدّث) المضارع، وأمره، و (حديث) وجمعه (أحاديث) فهو بمعنى الإخبار هذا. جاء في [قر 9/ 129] {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 6] أي أحاديث الأمم والكتب ودلائل التوحيد "اه وفي [بحر 5/ 282] أنها أو منها عبارة الرؤيا.
ومن إظهار الأمر يتأتى الإيجاد: "حَدَث أمر أي وقع. والحدَث -محركة: الأمر الحادث. وأحدثه الله: أوقعه وأظهره. {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}
(1/390)
*************
[الطلاق: 1]، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ..} [الأنبياء: 2]، (أتاهم بعد ما سبق من ذِكْر) وكل ما لم نذكره من التركيب فهو من الإحداث الإنشاء أو الجِدّة. و (محدَث) في هذه الآية، وكذلك [الشعراء: 5] يراد: في النزول وتلاوة جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة، وآية بعد آية، لا أن القرآن مخلوق [قر 11/ 267].

• (حدق):
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا} [النبأ: 32]
"حَدَقة العين: سَوادُها الأعظم. والحديقةُ من الرياض: كلُّ أرضٍ استدارت وأَحْدقَ بها حاجزٌ أو أرضٌ مرتفعة. وكلُّ بستانٍ عليه حائطٌ فهو حديقة، وما لم يكن عليه حائط لم يُقَل له حديقة ".

° المعنى المحوري
الإحاطة بشيء في الوسط أو العمق: كسواد العين يحيط بإنسانها في وسطه وجوفه، وكالحاجز بالحديقة وسطه {وَحَدَائِقَ غُلْبًا} [عبس: 30] ومثلها ما في [النمل: 60] ومنه "حَدَق بالشيء وأحدق به: استدار وأحاط به ". ومن حدقة العين: "حَدَقُوه بأبصارهم: رَمَوْهُ بها. والتحديق شدة النظر بالحَدَقَة " (من باب الإصابة بالشيء).

° معنى الفصل المعجمي (حد): قطع ومنع لما شأنه الامتداد كعمل حدّ السكين -في (حدد)، والشخوص من أثناء الشيء خلوص كالانقطاع مع الامتداد- في (حيد)، والانفراد -في (وحد)، والتفرد- في (أحد) دقة كالانقطاع، والوجود امتداد. والكشط ونحوه الذي في (حدث) قطع، وتجلي الشيء بلا صدأ ثبوت وامتداد. والإطار الخارجي للشيء يمتد حوله في الحدقة والحديقة وهو دقيق السمك أو القيمة بالنسبة لما في وسطه.
(1/391)
*************





































فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است