فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [5525] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

74|30|عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ


تحدي قرآن کریم-رمز تحدي-محور تحدي-تدوین تکوین
قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (88)








معجزه بودن قرآن
اعجاز عددي قرآن
رشاد خلیفه(1354 - 1410 هـ = 1935 - 1990 م)
عدنان الرفاعي(1381 - 000 هـ = 1961 - 000 م)




متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 16
قوله سبحانه عليها تسعة عشر كلام مجمل لا يعرف تسعة عشر آحاد أم عشرات أم مئون أم ألوف و كذلك قوله و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ابن عباس و قتادة و الضحاك عدة الملائكة الموكلين بالنار في التوراة و الإنجيل تسعة عشر فكان ذكر هذا العدد تصديقا للنبي ع.
قوله سبحانه و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة أي خزنة.



مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام، ص: 291
الحادي عشر أن الصراط عليه ملائكة غلاظ شداد عدتهم تسعة عشر، كما قال الله عز اسمه: عليها تسعة عشر «8» فلا يجوز أحد منهم إلا من عرف الخمسة الأشباح و ذريتهم «9»، و أن حروف أسمائهم بعدد ملائكة الصراط.




تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 710
ثم قال الله سأصليه سقر و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر لواحة للبشر.
قال يراه أهل الشرق كما يراه أهل الغرب أنه إذا كان في سقر يراه أهل الشرق و الغرب و يتبين حاله و المعنى في هذه الآيات جميعها حبتر.
قال قوله عليها تسعة عشر.
أي تسعة عشر رجلا فيكونون من الناس كلهم في الشرق و الغرب.
و قوله تعالى و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة.
قال فالنار هو القائم ع الذي قد أنار ضوؤه و خروجه لأهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم آل محمد ع.
و قوله و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا.


تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 711
قال يعني المرجئة.
و قوله ليستيقن الذين أوتوا الكتاب.
قال هم الشيعة و هم أهل الكتاب و هم الذين أوتوا الكتاب و الحكم و النبوة.
و قوله و يزداد الذين آمنوا إيمانا و لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب .... أي لا يشك الشيعة في شي‏ء من أمر القائم ع.
و قوله و ليقول الذين في قلوبهم مرض.
يعني بذلك الشيعة و ضعفاءها و الكافرين- ما ذا أراد الله بهذا مثلا.
فقال الله عز و جل لهم كذلك يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء ....
فالمؤمن يسلم و الكافر يشك.
و قوله و ما يعلم جنود ربك إلا هو ....


تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 712
فجنود ربك هم الشيعة و هم شهداء الله في الأرض‏
و قوله و ما هي إلا ذكرى للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر.
قال اليوم قبل خروج القائم من شاء قبل الحق و تقدم إليه و من شاء تأخر عنه.







تفسير الصافي، ج‏5، ص: 249
عليها تسعة عشر ملكا يتولون أمرها القمي قال لكل رجل تسعة عشر من الملائكة يعذبونه.
و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ليخالفوا جنس المعذبين فلا يرقوا لهم و لا يستروحون اليهم و لأنهم أقوى الخلق بأسا و اشدهم غضبا لله روي أن أبا جهل لما سمع عليها تسعة عشر قال لقريش أ يعجز كل عشرة منكم ان يبطشوا برجل منهم فنزلت و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا و ما جعلنا عددهم الا العدد الذي اقتضى فتنتهم و هو التسعة عشر قيل افتتانهم به استقلالهم له و استهزاؤهم و استبعادهم ان يتولى هذا العدد القليل تعذيب اكثر الثقلين ليستيقن الذين أوتوا الكتاب اي ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه و آله و صدق القرآن لما رأوا ذلك موافقا لما في كتابهم.



البرهان:
قال: «قوله تعالى: عليها تسعة عشر أي تسعة عشر رجلا، فيكونون من الناس كلهم في المشرق و المغرب».
و قوله تعالى: و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، قال: «فالنار هو القائم (عليه السلام) الذي أنار ضوؤه و خروجه لأهل المشرق و المغرب، و الملائكة هم الذين يملكون علم آل محمد (صلى الله عليه و آله)».



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏8، ص: 271
عليها تسعة عشر من الملائكة هم خزنتها مالك و معه ثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف و أنيابهم كالصياصي يخرج لهب النار من أفواههم ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة تسع كف أحدهم مثل ربيعة و مضر نزعت منهم الرحمة يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم و قيل معناه على سقر تسعة عشر ملكا فهم خزان سقر و للنار و دركاتها الآخر خزان آخرون و قيل إنما خصوا بهذا العدد ليوافق الخبر لما جاء به الأنبياء قبله و ما كان في الكتب المتقدمة و يكون في ذلك مصلحة للمكلفين و قال بعضهم في تخصيص هذا العدد إن تسعة عشر يجمع أكثر القليل‏ من العدد و أقل الكثير منه لأن العدد آحاد و عشرات و مئون و ألوف فأقل العشرات عشرة و أكثر الآحاد تسعة قالوا و لما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أ تسمعون ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم «1» و الشجعان أ فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم قال أبو الأسد الجمحي أنا أكفيكم سبعة عشر عشرة على ظهري و سبعة على بطني فاكفوني أنتم اثنين فنزل و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة الآية عن ابن عباس و قتادة و الضحاك و معناه و ما جعلنا الموكلين بالنار المتولين تدبيرها إلا ملائكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل النار و لم نجعلهم من بني آدم كما تعهدون أنتم فتطيقونهم و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا أي لم نجعلهم على هذا العدد إلا محنة و تشديدا في التكليف للذين كفروا نعم الله و جحدوا وحدانيته حتى يتفكروا فيعلموا أن الله سبحانه حكيم لا يفعل إلا ما هو حكمه و يعلموا أنه قادر على أن يزيد في قواهم ما يقدرون به على تعذيب الخلائق و لو راجع الكفار عقولهم لعلموا أن من سلط ملكا واحدا على كافة بني آدم لقبض أرواحهم فلا يغلبونه قادر على سوق بعضهم إلى النار و جعلهم فيها بتسعة عشر من الملائكة ليستيقن الذين أوتوا الكتاب من اليهود و النصارى أنه حق و أن محمدا صادق من حيث أخبر بما هو في كتبهم من غير قراءة لها و لا تعلم منهم و يزداد الذين آمنوا إيمانا أي يقينا بهذا العدد و بصحة نبوة محمد ص إذا أخبرهم أهل الكتاب أنه مثل ما في كتابهم و لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنون أي و لئلا يشك هؤلاء في عدد الخزنة و المعنى ليستيقن من لم يؤمن بمحمد ص و من آمن بصحة نبوته إذا تدبروا و تفكروا




بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏18، ص: 168
ثم قال رحمه الله في قوله عليها تسعة عشر قالوا لما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أ ما تسمعون ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم و الشجعان «1» أ فيعجز كل عشرة منكم أن تبطشوا برجل من خزنة جهنم فقال أبو الأسد الجمحي أنا أكفيكم سبعة عشر عشرة على ظهري و سبعة على بطني فاكفوني أنتم اثنين فنزل تمام الآيات. «2» و قال رحمه الله‏






بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 166
عليها تسعة عشر قال الطبرسي رحمه الله أي من الملائكة و هم خزنتها مالك «1» و ثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف و أنيابهم كالصياصي «2» يخرج لهب النار من أفواههم ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة تسع كف أحدهم مثل ربيعة و مضر نزعت منهم الرحمة يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 200
72- و عن رجل من بني تميم قال: كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية عليها تسعة عشر «3» ألفا قلت لا بل تسعة عشر ملكا فقال و من أين أنت علمت ذلك قلت «4» لأن الله يقول و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا قال صدقت هم تسعة عشر ملكا بيد كل ملك منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضربة يهوي بها «5» سبعين ألفا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا و كذا «6».




تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏14، ص: 24
عليها تسعة عشر (30): ملكا، أو صنفا من الملائكة يلون «1» أمرها.
قيل «2»: المخصص لهذا العدد، أن اختلال النفوس البشرية في النظر و العمل بسبب القوى الحيوانية الاثني عشرة «3» و الطبيعية السبع «4».
أو أن لجهنم سبع دركات، ست منها لأصناف الكفار و كل صنف يعذب بترك الاعتقاد و الإقرار و العمل أنواعا [من العذاب‏] «5» يناسبها و على كل نوع ملك أو صنف يتولاه، و واحدة لعصاة الأمة يعذبون فيها بترك العمل نوعا يناسبه و يتولاه ملك أو صنف.
أو أن الساعات أربع «6» و عشرون، خمسة «7» منها مصروفة في الصلاة، فيبقى تسعة عشر «8» قد تصرف فيما يؤاخذ به بأنواع من العذاب يتولاها الزبانية.
و قرئ «9»: «تسعة عشر» «10» بسكون العين، كراهة توالي حركات فيما هو كاسم واحد. و «تسعة أعشر» جمع عشير، كيمين و أيمن، أي: تسعة كل عشير جمع، يعني نقيبهم، أو جمع عشر «11» فتكون تسعين.




لسان العرب، ج‏8، ص: 34
تسع:
التسع و التسعة من العدد: معروف تجري وجوهه على التأنيث و التذكير تسعة رجال و تسع نسوة. يقال: تسعون في موضع الرفع و تسعين في موضع النصب و الجر، و اليوم التاسع و الليلة التاسعة، و تسع عشرة مفتوحان على كل حال لأنهما اسمان جعلا اسما واحدا فأعطيا إعرابا واحدا غير أنك تقول تسع عشرة امرأة و تسعة عشر رجلا، قال الله تعالى: عليها تسعة عشر
أي تسعة عشر ملكا، و أكثر القراء على هذه القراءة، و قد قرئ: تسعة عشر، بسكون العين، و إنما أسكنها من أسكنها لكثرة الحركات و التفسير أن على سقر تسعة عشر ملكا، و قول العرب تسعة أكثر من ثمانية فلا تصرف إلا إذا أردت قدر العدد لا نفس المعدود، فإنما ذلك لأنها تصير هذا اللفظ علما لهذا المعنى كزوبر من قوله: عدت علي بزوبرا، و هو مذكور في موضعه.



مجمع البحرين، ج‏4، ص: 308
قوله: عليها تسعة عشر [74/ 30] يعني من الملائكة، و هم خزنتها، و قيل تسعة عشر صنفا. قال بعض المفسرين: و لهذا العدد الخاص حكمة لا يعلمها إلا هو.




التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج‏5، ص: 149
7- عليها تسعة عشر: الظاهر بقرينة ما بعده-. و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة: أن المراد الملائكة الموكلين عليها.
و أما عدد تسعة عشر: فهو حاصل جمع تسعة مع عشر، و التسعة مجموع أعداد الآحاد، فان آحاد الأعداد تسعة، و بعدها هو العاشر و هو أول عدد من العشرات، فيجمع التسعة مع العشرة. و لعل هذا إشارة الى كثرة الموكلين المحاسبين القائمين على السقر، و أن كلا منهم موظف على طرف و طريق و نوع خاص منها بتنوع أهاليها.








الخصال، ج‏2، ص: 510
أبواب التسعة عشر
تسعة عشر حرفا فيها فرج للداعي بهن من الآفات‏
1- حدثنا أبو أحمد هانئ بن محمود ...ابن عباس قال: أقبل علي بن أبي طالب ع إلى النبي ص فسأله شيئا فقال له النبي ص يا علي و الذي بعثني بالحق نبيا ما عندي قليل و لا كثير و لكني أعلمك شيئا أتاني به جبرئيل خليلي فقال يا محمد هذه هدية لك من عند الله عز و جل أكرمك الله بها لم يعطها أحدا قبلك من الأنبياء و هي تسعة عشر حرفا لا يدعو بهن ملهوف و لا مكروب و لا محزون و لا مغموم و لا عند سرق و لا حرق و لا يقولهن عبد يخاف سلطانا إلا فرج الله عنه و هي تسعة عشر حرفا أربعة منها مكتوبة على جبهة إسرافيل و أربعة منها مكتوبة على جبهة ميكائيل و أربعة منها مكتوبة حول العرش و أربعة منها مكتوبة على جبهة جبرئيل و ثلاثة منها حيث شاء الله فقال علي بن أبي طالب ع كيف ندعو بهن يا رسول الله قال قل يا عماد من لا عماد له




جامع الأخبار(للشعيري) 42 الفصل الثاني و العشرون
و عن ابن مسعود عن النبي ص من أراد أن ينجيه الله تعالى من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم- فإنها تسعة عشر حرفا ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم





إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات ج‏5 182 الفصل الثالث و الثلاثون ..... ص : 181
608- و عنه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال: قلت له: كم يقوم القائم في عالمه حتى يموت؟ قال: تسعة عشر سنة من يوم قيامه إلى يوم موته.





البرهان في تفسير القرآن ج‏1 99 ثواب فاتحة الكتاب و فضلها، و البسملة آية منها، و فضلها ..... ص : 95
249/- (جامع الأخبار): عن ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه و آله): «من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر، فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فإنها تسعة عشر حرفا، ليجعل الله كل حرف منها عن واحد منهم».




بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏89، ص: 257
و عن ابن مسعود عن النبي ص من أراد أن ينجيه الله من الزبانية فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم- تسعة عشر حرفا ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم.






مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ج‏4 387 45 باب نوادر ما يتعلق بأبواب قراءة القرآن ..... ص : 371
4989-، و عن ابن مسعود عن النبي ص: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فإنها تسعة عشر حرفا ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم



لسان العرب ج‏2 200 ورث: ..... ص : 199
قال الزجاج: جاء في التفسير أنه ورثه نبوته و ملكه. و روي أنه كان لداود، عليه السلام، تسعة عشر ولدا، فورثه سليمان، عليه السلام، من بينهم، النبوة و الملك.



لسان العرب ج‏3 142 حدد: ..... ص : 140
في حديث أبي جهل لما قال في خزنة النار و هم تسعة عشر ما قال، قال له الصحابة: تقيس الملائكة بالحدادين








البحر المحيط في التفسير، ج‏5، ص: 23
أو من الملائكة بإخبار اللّه لهم أو بقولهم أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها «3» أو بإغواء آدم و ذريته أضعف منه أو يكون قوى ابن آدم تسعة عشر قوة و هي خمس حواس ظاهرة و خمس باطنة و الشهوة و الغضب، و سبع سابقة و هي الجاذبة و الممسكة و الهاضمة و الدّافعة و القاذفة و النامية و المولدة و كلها تدعو إلى عالم الجسم إلى اللذات البدنية، و العقل قوة واحدة تدعو إلى عبادة اللّه و تلك في أول الخلق و العقل إذ ذاك ضعيف أقوال ستة.



البحر المحيط في التفسير، ج‏10، ص: 332
عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ
: التمييز محذوف، و المتبادر إلى الذهن أنه ملك. ألا ترى العرب و هم الفصحاء كيف فهموا منه أن المراد ملك حين سمعوا ذلك؟ فقال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أمّهاتكم، أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم، أ يعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم؟ فقال أبو الأشد بن أسيد بن كلدة الجمحي، و كان شديد البطش: أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين، فأنزل اللّه تعالى: وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً أي ما جعلناهم رجالا من جنسكم يطاقون، و أنزل اللّه تعالى في أبي جهل أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ «3». و قيل: التمييز المحذوف صنفا من الملائكة، و قيل: نقيبا، و معنى عليها يتولون أمرها و إليهم جماع زبانيتها، فالذي يظهر من العدد و من الآية بعد ذلك و من الحديث أن هؤلاء هم النقباء. ألا ترى إلى قوله تعالى:
وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ، و
قوله عليه الصلاة و السلام: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها»؟
و قد ذكر المفسرون من نعوت هؤلاء الملائكة و خلقهم و قوتهم، و ما أقدرهم اللّه تعالى عليه من الأفعال ما اللّه أعلم بصحته، و كذلك ذكر أبو عبد اللّه الرازي حكما على زعمه في كون هؤلاء الملائكة على هذا العدد المخصوص يوقف عليها في تفسيره.
و قرأ الجمهور: تِسْعَةَ عَشَرَ مبنيين على الفتح على مشهور اللغة في هذا العدد.
و قرأ أبو جعفر و طلحة بن سليمان: بإسكان العين، كراهة توالي الحركات. و قرأ أنس بن مالك و ابن عباس و ابن قطيب و إبراهيم بن قنة: بضم التاء، و هي حركة بناء عدل إليها عن الفتح لتوالي خمس فتحات، و لا يتوهم أنها حركة إعراب، لأنها لو كانت حركة إعراب لأعرب عشر. و قرأ أنس أيضا: تسعة بالضم، أعشر بالفتح. و قال صاحب اللوامح: فيجوز أنه جمع العشرة على أعشر ثم أجراه مجرى تسعة عشر، و عنه أيضا تسعة و عشر بالضم، و قلب الهمزة من أعشر واوا خالصة تخفيفا، و الباء فيهما مضمومة ضمة بناء لأنها معاقبة للفتحة، فرارا من الجمع بين خمس حركات على جهة واحدة. و عن سليمان بن قنة، و هو أخو إبراهيم: أنه قرأ تسعة أعشر بضم التاء ضمة إعراب و إضافته إلى أعشر، و أعشر مجرور منون و ذلك على فك التركيب. قال صاحب اللوامح: و يجي‏ء على هذه القراءة، و هي قراءة من قرأ أعشر مبنيا أو معربا من حيث هو جمع، أن الملائكة الذين هم على النار تسعون ملكا. انتهى، و فيه بعض تلخيص. قال الزمخشري: و قرى‏ء تسعة أعشر جمع عشير، مثل يمين و أيمن. انتهى. و سليمان بن قنة هذا هو الذي مدح أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و هو القائل:
مررت على أبيات آل محمد فلم أر أمثالا لها يوم حلت‏

و كانوا ثمالا ثم عادوا رزية لقد عظمت تلك الرزايا و جلت‏
وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً: أي جعلناهم خلقا لا قبل لأحد من الناس بهم، وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا: أي سبب فتنة، و فتنة مفعول ثان لجعلنا، أي جعلنا تلك العدّة، و هي تسعة عشر، سببا لفتنة الكفار، فليس فتنة مفعولا من أجله، و فتنتهم هي كونهم أظهروا مقاومتهم في مغالبتهم، و ذلك على سبيل الاستهزاء. فإنهم يكذبون بالبعث و بالنار و بخزنتها. لِيَسْتَيْقِنَ: هذا مفعول من أجله، و هو متعلق بجعلنا لا بفتنة. فليست الفتنة معلولة للاستيقان، بل المعلول جعل العدّة سببا لفتنة الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ، و هم اليهود و النصارى. إنّ هذا القرآن هو من عند اللّه، إذ هم يجدون هذه العدّة في كتبهم المنزلة، و يعلمون أن الرسول لم يقرأها و لا قرأها عليه أحد، و لكن كتابة يصدّق كتب الأنبياء، إذ كل ذلك حق يتعاضد من عند اللّه تعالى. قال هذا المعنى ابن عباس و مجاهد، و بورود الحقائق من عند اللّه تعالى يزداد كل ذي إيمان إيمانا، و يزول الريب عن المصدّقين من أهل الكتاب و عن المؤمنين. و قيل: إنما صار جعلها فتنة لأنهم يستهزئون و يقولون: لم لم يكونوا عشرين؟ و ما المقتضى لتخصيص هذا العدد بالوجود؟
و يقولون هذا العدد القليل، يقوون بتعذيب أكثر العالم من الجن و الإنس من أول ما خلق اللّه تعالى إلى قيام الساعة.
و قال الزمخشري: فإن قلت: قد جعل افتتان الكافرين بعدّة الزبانية سببا لاستيقان أهل الكتاب و زيادة إيمان المؤمنين و استهزاء الكافرين و المنافقين، فما وجه صحة ذلك؟
قلت: ما جعل افتتانهم بالعدّة سببا لذلك، و إنما العدّة نفسها هي التي جعلت سببا، و ذلك أن المراد بقوله: وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا: و ما جعلنا عدّتهم إلا تسعة عشر فوضع فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا موضع تِسْعَةَ عَشَرَ، لأن حال هذه العدّة الناقصة واحدا من عقد العشرين، أن يفتتن بها من لا يؤمن باللّه و بحكمته و يعترض و يستهزى‏ء و لا يذعن إذعان المؤمن، و إن خفي عليه وجه الحكمة، كأنه قيل: و لقد جعلنا عدّتهم عدّة من شأنها أن يفتتن بها لأجل استيقان المؤمنين و حيرة الكافرين. انتهى، و هو سؤال عجيب و جواب فيه تحريف كتاب اللّه تعالى، إذ زعم أن معنى إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا: إلا تسعة عشر، و هذا لا يذهب إليه عاقل و لا من له أدنى ذكاء و كفى ردّا عليه تحريف كتاب اللّه و وضع ألفاظ مخالفة لألفاظ و معنى مخالف لمعنى. و قيل: لِيَسْتَيْقِنَ متعلق بفعل مضمر، أي فعلنا ذلك ليستيقن. وَ لا يَرْتابَ: توكيد لقوله لِيَسْتَيْقِنَ، إذ إثبات اليقين و نفي الارتياب أبلغ و آكد في الوصف لسكون النفس السكون التام.
و الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، قال الحسين بن الفضل: السورة مكية، و لم يكن بمكة نفاق، و إنما المرض في الآية: الاضطراب و ضعف الإيمان. و قيل: هو إخبار بالغيب، أي و ليقول المنافقون الذين ينجمون في مستقبل الزمان بالمدينة بعد الهجرة:
ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا. لما سمعوا هذا العدد لم يهتدوا و حاروا، فاستفهم بعضهم بعضا عن ذلك استبعادا أن يكون هذا من عند اللّه، و سموه مثلا استعارة من المثل المضروب استغرابا منهم لهذا العدد، و المعنى: أي شي‏ء أراد اللّه بهذا العدد العجيب؟ و مرادهم إنكار أصله و أنه ليس من عند اللّه، و تقدّم إعراب مثل هذه الجملة في أوائل البقرة.









التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 290
و قوله: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ
خبر رابع عن سَقَرُ من قوله: وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ.
و معنى عَلَيْها على حراستها، ف (على) للاستعلاء المجازي بتشبيه التصرف و الولاية بالاستعلاء كما يقال: فلان على الشرطة، أو على بيت المال، أي يلي ذلك و المعنى: أن خزنة سقر تسعة عشر ملكا.
و قال جمع: إن عدد تسعة عشر: هم نقباء الملائكة الموكلين بجهنم.
و قيل: تسعة عشر صنفا من الملائكة و قيل تسعة عشر صفّا. و في «تفسير الفخر»:
ذكر أرباب المعاني في تقدير هذا العدد وجوها: أحدها قول أهل الحكمة: إن سبب فساد النفس هو القوى الحيوانية و الطبيعية أما الحيوانية فهي الخمس الظاهرة و الخمس الباطنة، و الشهوة و الغضب، فمجموعها اثنتا عشرة. و أما القوى الطبيعية فهي: الجاذبة، و الماسكة، و الهاضمة، و الدافعة، و الغاذية، و النامية، و المولّدة، فهذه سبعة، فتلك تسع عشرة. فلما كان منشأ الآفات هو هذه التسع عشرة كان عدد الزبانية كذلك ا ه.
و الذي أراه أن الملائكة التسعة عشر موزّعون على دركات سقر أو جهنم لكل درك التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 291
ملك فلعل هذه الدركات معيّن كل درك منها لأهل شعبة من شعب الكفر، و منها الدرك الأسفل الذي ذكره اللّه تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ في سورة النساء [145] فإن الكفر أصناف منها إنكار وجود اللّه، و منها الوثنية، و منها الشرك بتعدد الإله، و منها عبادة الكواكب، و منها عبادة الشيطان و الجن، و منها عبادة الحيوان، و منها إنكار رسالة الرسل، و منها المجوسية المانوية و المزدكية و الزندقة، و عبادة البشر مثل الملوك، و الإباحية و لو مع إثبات الإله الواحد.
و في ذكر هذا العدد تحدّ لأهل الكتابين يبعثهم على تصديق القرآن إذ كان ذلك مما استأثر به علماؤهم كما سيأتي قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ [المدثر: 31].
و قرأ الجمهور تِسْعَةَ عَشَرَ بفتح العين من عَشَرَ. و قرأ أبو جعفر تسعة عشر بسكون العين من عَشَرَ تخفيفا لتوالي الحركات فيما هو كالاسم الواحد، و لا التفات إلى إنكار أبي حاتم هذه القراءة فإنها متواترة.








التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 291
[31]
[سورة المدثر (74): آية 31]
وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَ ما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى‏ لِلْبَشَرِ (31)
وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا.
روى الطبري عن ابن عباس و جابر بن زيد: «أن أبا جهل لما سمع قوله تعالى:
عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر: 30] قال لقريش: ثكلتكم أمهاتكم إن ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدّهم «1» أ فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم؟ فقال اللّه تعالى: وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً، أي ما جعلناهم رجالا فيأخذ كل رجل رجلا، فمن ذا يغلب الملائكة ا ه.
و في «تفسير القرطبي» عن السدي: أن أبا الأشدّ بن كلدة الجمحي قال مستهزئا: لا
__________________________________________________
(1) الدّهم بفتح الدال و سكون الهاء: الجماعة الكثيرة، و يقال: الدهماء.


التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 292
يهولنّكم التسعة عشر، أنا أدفع بمنكبي الأيمن عشرة و بمنكبي الأيسر تسعة ثم تمرون إلى الجنة، و قيل: قال الحارث بن كلدة: أنا أكفيكم سبعة عشر و اكفوني أنتم اثنين، يريد التهكم مع إظهار فرط قوته بين قومه.
فالمراد من أَصْحابَ النَّارِ خزنتها، و هم المتقدم ذكرهم بقوله: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر: 30].
و الاستثناء من عموم الأنواع، أي ما جعلنا خزنة النار من نوع إلّا من نوع الملائكة.
و صيغة القصر تفيد قلب اعتقاد أبي جهل و غيره ما توهموه أو تظاهروا بتوهمه أن المراد تسعة عشر رجلا فطمع أن يخلص منهم هو و أصحابه بالقوة فقد قال أبو الأشدّ بن أسيد الجمحي: لا يبلغون ثوبي حتى أجهضهم عن جهنم، أي أنحّيهم.
و قوله تعالى: وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا تتميم في إبطال توهم المشركين حقارة عدد خزنة النار، و هو كلام جار على تقدير الأسلوب الحكيم إذ الكلام قد أثار في النفوس تساؤلا عن فائدة جعل خزنة جهنم تسعة عشر و هلّا كانوا آلافا ليكون مرآهم أشد هولا على أهل النار، أو هلّا كانوا ملكا واحدا فإن قوى الملائكة تأتي كل عمل يسخرها اللّه له، فكان جواب هذا السؤال: أن هذا العدد قد أظهر لأصناف الناس مبلغ فهم الكفار للقرآن. و إنما حصلت الفتنة من ذكر عددهم في الآية السابقة. فقوله:
وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ تقديره: و ما جعلنا ذكر عدتهم إلّا فتنة، و لاستيقان الذين أوتوا الكتاب، و ازدياد الذين آمنوا إيمانا، و اضطراب الذين في قلوبهم مرض فيظهر ضلال الضالين و اهتداء المهتدين. فاللّه جعل عدة خزنة النار تسعة عشر لحكمة أخرى غير ما ذكر هنا اقتضت ذلك الجعل يعلمها اللّه.
و الاستثناء مفرغ لمفعول ثان لفعل جَعَلْنا تقديره جعلنا عدتهم فتنة لا غير، و لما كانت الفتنة حالا من أحوال الذين كفروا لم تكن مرادا منها ذاتها بل عروضها للذين كفروا فكانت حالا لهم.
و التقدير: ما جعلنا ذكر عدتهم لعلة و غرض إلّا لغرض فتنة الذين كفروا فانتصب فِتْنَةً على أنه مفعول ثان لفعل جَعَلْنا على الاستثناء المفرغ، و هو قصر قلب للردّ على الذين كفروا إذ اعتقدوا أن عدتهم أمر هيّن.
و قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إلخ. علة ثانية لفعل وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً.

التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 293
و لو لا أن كلمة فِتْنَةً منصوبة على المفعول به لفعل جَعَلْنا. لكان حق لِيَسْتَيْقِنَ أن يعطف على فِتْنَةً و لكنه جاء في نظم الكلام متعلقا بفعل: وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً.
و يجوز أن يكون لِلَّذِينَ كَفَرُوا متعلقا بفعل جَعَلْنا و ب فِتْنَةً، على وجه التنازع فيه، أي ما جعلنا عدتهم للذين كفروا إلّا فتنة لهم إذ لم يحصل لهم من ذكرها إلّا فساد التأويل، و تلك العدة مجعولة لفوائد أخرى لغير الذين كفروا الذين يفوضون معرفة ذلك إلى علم اللّه و إلى تدبر مفيد.
و الاستيقان: قوة اليقين، فالسين و التاء فيه للمبالغة. و المعنى: ليستيقنوا صدق القرآن حيث يجدون هذا العدد مصدقا لما في كتبهم.
و المراد ب الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ اليهود حين يبلغهم ما في القرآن من مثل ما في كتبهم أو أخبارهم. و كان اليهود يترددون على مكة في التجارة و يتردد عليهم أهل مكة للميرة في خيبر و قريظة و يثرب فيسأل بعضهم بعضا عما يقوله محمد صلى اللّه عليه و سلم و يودّ المشركون لو يجدون عند اليهود ما يكذبون به أخبار القرآن و لكن ذلك لم يجدوه و لو وجدوه لكان أيسر ما يطعنون به في القرآن.
و الاستيقان من شأنه أن يعقبه الإيمان إذا صادف عقلا بريئا من عوارض الكفر كما وقع لعبد اللّه بن سلام و قد لا يعقبه الإيمان لمكابرة أو حسد أو إشفاق من فوات جاه أو مال كما كان شأن كثير من اليهود الذي قال اللّه فيهم يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة: 146] و لذلك اقتصرت الآية على حصول الاستيقان لهم.
روى الترمذي بسنده إلى جابر بن عبد اللّه قال: قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم: هل يعلم نبيئكم عدد خزنة النار؟، قالوا: لا ندري حتى نسأل نبيئنا.
فجاء رجل إلى النبي‏ء فقال: يا محمد غلب أصحابكم اليوم، قال: و بم غلبوا قال: سألهم يهود: هل يعلم نبيئكم عدد خزنة النار، قال: فما قالوا؟ قال: قالوا لا ندري حتى نسأل نبيئنا، قال: أ فغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون؟ فقالوا: لا نعلم حتى نسأل نبيئنا إلى أن قال جابر: فلما جاءوا قالوا: يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم؟ قال. هكذا و هكذا في مرة عشرة و في مرة عشرة و في مرة تسع (بإشارة الأصابع) قالوا: نعم
إلخ. و ليس في هذا ما يلجى‏ء إلى اعتبار هذه الآية نازلة بالمدينة كما روي عن قتادة لأن المراجعة بين

التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 294
المشركين و اليهود في أخبار القرآن مألوفة من وقت كون النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم في مكة.
قال أبو بكر ابن العربي في «العارضة»: حديث جابر صحيح و الآية التي فيها عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر: 30] مكية بإجماع، فكيف تقول اليهود هذا و يدعوهم النبي‏ء للجواب و ذلك كان بالمدينة، فيحتمل أن الصحابة قالوا: لا نعلم، لأنهم لم يكونوا قرأوا الآية و لا كانت انتشرت عندهم (أي لأنهم كانوا من الأنصار الذين لم يتلقوا هذه الآية من سورة المدثر لبعد عهد نزولها بمكة و كان الذين يجتمعون باليهود و يسألهم اليهود هم الأنصار.
قال: و يحتمل أن الصحابة لم يمكنهم أن يعينوا أن التسعة عشر هم الخزنة دون أن يعيّنهم اللّه حتى صرح به النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم ا ه. فقد ظهر مصداق قوله تعالى: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بعد سنين من وقت نزوله.
و معنى وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً أنهم يؤمنون به في جملة ما يؤمنون به من الغيب فيزداد في عقولهم جزئيّ في جزئيات حقيقة إيمانهم بالغيب، فهي زيادة كمية لا كيفية لأن حقيقة الإيمان التصديق و الجزم و ذلك لا يقبل الزيادة، و بمثل هذا يكون تأويل كل ما ورد في زيادة الإيمان من أقوال الكتاب و السنة و أقوال سلف الأمة.
و قوله: وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ عطف على لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ، أي لينتفي عنهم الريب فلا تعتورهم شبهة من بعد علمه لأنه إيقان عن دليل. و إن كان الفريقان في العمل بعلمهم متفاوتين، فالمؤمنون علموا و عملوا، و الذين أوتوا الكتاب علموا و عاندوا فكان علمهم حجة عليهم و حسرة في نفوسهم.
و المقصود من ذكره التمهيد لذكر مكابرة الذين في قلوبهم مرض و الكافرين في سوء فهمهم لهذه العدة تمهيدا بالتعريض قبل التصريح، لأنه إذا قيل وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ شعر الذين في قلوبهم مرض و الكافرون بأنهم لما ارتابوا في ذلك فقد كانوا دون مرتبة الذين أوتوا الكتاب لأنهم لا ينازعون في أن الذين أوتوا الكتاب أرجح منهم عقولا و أسد قولا، و لذلك عطف عليه وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا، أي ليقولوا هذا القول إعرابا عما في نفوسهم من الطعن في القرآن غير عالمين بتصديق الذين أوتوا الكتاب.
و اللام لام العاقبة مثل التي في قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً [القصص: 8].

التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 295
و المرض في القلوب: هو سوء النية في القرآن و الرسول صلى اللّه عليه و سلم، و هؤلاء هم الذين لم يزالوا في تردد بين أن يسلموا و أن يبقوا على الشرك مثل الأخنس بن شريق و الوليد بن المغيرة، و ليس المراد بالذين في قلوبهم مرض المنافقون لأن المنافقين ما ظهروا إلّا في المدينة بعد الهجرة و الآية مكية.
و ما ذا أَرادَ اللَّهُ استفهام إنكاري فإن (ما) استفهامية، و (ذا) أصله اسم إشارة فإذا وقع بعد (ما) أو (من) الاستفهاميتين أفاد معنى الذي، فيكون تقديره: ما الأمر الذي أراده اللّه بهذا الكلام في حال أنه مثل، و المعنى: لم يرد اللّه هذا العدد الممثل به، و قد كنّي بنفي إرادة اللّه العدد عن إنكار أن يكون اللّه قال ذلك، و المعنى: لم يرد اللّه العدد الممثل به فكنّوا بنفي إرادة اللّه وصف هذا العدد عن تكذيبهم أن يكون هذا العدد موافقا للواقع لأنهم ينفون فائدته، و إنما أرادوا تكذيب أن يكون هذا وحيا من عند اللّه.
و الإشارة بهذا إلى قوله: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر: 30].
و مَثَلًا منصوب على الحال من هذا، و المثل: الوصف، أي بهذا العدد و هو تسعة عشر، أي ما الفائدة في هذا العدد دون غيره مثل عشرين.
و المثل: وصف الحالة العجيبة، أي ما وصفه من عدد خزنة النار كقوله تعالى:
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ [محمد: 15] الآية.
و تقدم نظير هذا عند قوله تعالى: وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا في سورة البقرة [26].
كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ.
اسم الإشارة عائد إلى ما تضمنه الكلام المتقدم من قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إلى قوله: مَثَلًا بتأويل ما تضمنه الكلام، بالمذكور، أي مثل ذلك الضلال الحاصل للذين في قلوبهم مرض و للكافرين، و الحاصل للذين أوتوا الكتاب بعد أن استيقنوا فلم يؤمنوا يضل اللّه من يشاء أن يضله من عباده، و مثل ذلك الهدى الذي اهتداه المؤمنون فزادهم إيمانا مع إيمانهم يهدي اللّه من يشاء.
و الغرض من هذا التشبيه تقريب المعنى المعقول و هو تصرف اللّه تعالى بخلق أسباب الأحوال العارضة للبشر، إلى المعنى المحسوس المعروف في واقعة الحال، تعليما

التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 296
للمسلمين و تنبيها للنّظر في تحصيل ما ينفع نفوسهم.
و وجه الشبه هو السببية في اهتداء من يهتدي و ضلال من يضل، في أن كلّا من المشبّه و المشبه به جعله اللّه سببا و إرادة لحكمة اقتضاها علمه تعالى فتفاوت الناس في مدى إفهامهم فيه بين مهتد و مرتاب مختلف المرتبة في ريبه، و مكابر كافر و سيّى‏ء فهم كافر.
و هذه كلمة عظيمة في اختلاف تلقي العقول للحقائق و انتفاعهم بها أو ضده بحسب اختلاف قرائحهم و فهومهم و تراكيب جبلاتهم المتسلسلة من صواب إلى مثله، أو من تردد و اضطراب إلى مثله، أو من حنق و عناد إلى مثله، فانطوى التشبيه من قوله: كَذلِكَ على أحوال و صور كثيرة تظهر في الخارج.
و إسناد الإضلال إلى اللّه تعالى باعتبار أنه موجد الأسباب الأصلية في الجبلات، و اقتباس الأهواء و ارتباط أحوال العالم بعضها ببعض، و دعوة الأنبياء و الصلحاء إلى الخير، و مقاومة أيمة الضلال لتلك الدعوات. تلك الأسباب التي أدت بالضالين إلى ضلالهم و بالمهتدين إلى هداهم. و كلّ من خلق اللّه. فما على الأنفس المريدة الخير و النجاة إلّا التعرض لأحد المهيعين بعد التجرد و التدبر لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة: 286].
و مشيئة اللّه ذلك تعلق علمه بسلوك المهتدين و الضالّين.
و محل كَذلِكَ نصب بالنيابة عن المفعول المطلق لأن الجار و المجرور هنا صفة لمصدر محذوف دلّت عليه الصفة، و التقدير: يضل اللّه من يشاء و يهدي من يشاء إضلالا و هديا كذلك الإضلال و الهدي. و ليس هذا من قبيل قوله تعالى: وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً [البقرة: 143].
و قدم وصف المفعول المطلق للاهتمام بهذا التشبيه لما يرشد إليه من تفصيل عند التدبر فيه، و حصل من تقديمه محسّن الجمع ثم التقسيم إذ جاء تقسيمه بقوله يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ.
وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ.
كلمة جامعة لإبطال التخرصات التي يتخرصها الضالون و مرضى القلوب عند سماع

التحرير و التنوير، ج‏29، ص: 297
الأخبار عن عالم الغيب و أمور الآخرة من نحو: ما هذا به أبو جهل في أمر خزنة جهنم يشمل ذلك و غيره، فلذلك كان لهذه الجملة حكم التذييل.
و الجنود: جمع جند و هو اسم لجماعة الجيش و استعير هنا للمخلوقات التي جعلها اللّه لتنفيذ أمره لمشابهتها الجنود في تنفيذ المراد.
و إضافة رب إلى ضمير النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم إضافة تشريف، و تعريض بأن من شأن تلك الجنود أن بعضها يكون به نصر النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم. و نفي العلم هنا نفي للعلم التفصيلي بأعدادها و صفاتها و خصائصها بقرينة المقام، فإن العلم بعدد خزنة جهنم قد حصل للناس بإعلام من اللّه لكنهم لا يعلمون ما وراء ذلك.
وَ ما هِيَ إِلَّا ذِكْرى‏ لِلْبَشَرِ.








جامع البيان في تفسير القرآن، ج‏29، ص: 101
في قوله لقريش: أما يستطيع كل عشرة منكم أن تغلب منها واحدا؟ فمن ذا يغلب خزنة النار و هم الملائكة. و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال:
أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا ابن زيد، في قوله: وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً قال: ما جعلناهم رجالا، فيأخذ كل رجل رجلا كما قال هذا. و قوله: وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا يقول: و ما جعلنا عدة هؤلاء الخزنة إلا فتنة للذين كفروا بالله من مشركي قريش. و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا إلا بلاء. و إنما جعل الله الخبر عن عدة خزنة جهنم فتنة للذين كفروا، لتكذيبهم بذلك، و قول بعضهم لأصحابه: أنا أكفيكموهم. ذكر الخبر عمن قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى و حدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: تِسْعَةَ عَشَرَ قال: جعلوا فتنة، قال أبو الأشد بن الجمحي:
لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم. و قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يقول تعالى ذكره:
ليستيقن أهل التوراة و الإنجيل حقيقة ما في كتبهم من الخبر عن عدة خزنة جهنم، إذ وافق ذلك ما أنزل الله في كتابه على محمد صلى الله عليه و سلم. و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه أب جد سعد، عن ابن عباس، قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً قال: و إنها في التوراة و الإنجيل تسعة عشرة، فأراد الله أن يستيقن أهل الكتاب، و يزداد الذين آمنوا إيمانا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى و حدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال: يجدونه مكتوبا عندهم عدة خزنة أهل النار. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يصدق القرآن الكتب التي كانت قبله فيها كلها، التوراة و الإنجيل أن خزنة النار تسعة عشر. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال: ليستيقن أهل الكتاب حين وافق عدة خزنة النار ما فى كتبهم. حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال: عدة خزنة جهنم تسعة عشر في التوراة و الإنجيل. و كان ابن زيد يقول في ذلك ما: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ أنك رسول الله. و قوله: وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً يقول تعالى ذكره: و ليزداد الذين آمنوا بالله تصديقا إلى تصديقهم بالله و برسوله بتصديقهم بعدة خزنة جهنم. و قوله: وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ يقول: و لا يشك أهل التوراة و الإنجيل في حقيقة ذلك و المؤمنون بالله من أمة محمد صلى الله عليه و سلم. و قوله: وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ يقول تعالى ذكره: و ليقول الذين في قلوبهم مرض النفاق، و الكافرون بالله من مشركي قريش ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا، كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي نفاق. حدثني








الدر المنثور في تفسير المأثور، ج‏6، ص: 284
و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقي في البعث عن البراء ان رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عن خزنة جهنم فقال الله و رسوله أعلم فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم فنزل عليه ساعتئذ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ

و أخرج الترمذي و ابن مردويه عن جابر قال قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قال هكذا و هكذا في مرة عشرة و في مرة تسعة
و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال لما نزلت عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قال رجل من قريش يدعى أبا الأشدين يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة و بمنكبي الأيسر التسعة فانزل الله وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً

و أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما سمع أبو جهل عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قال لقريش ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن أبى كبشة يخبركم ان خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم أ فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فأوحى الله إلى نبيه أن يأتي أبا جهل فيأخذ بيده في بطحاء مكة فيقول له أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ ثُمَّ أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏

و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قال ذكر لنا ان أبا جهل حين أنزلت هذه الآية قال يا معشر قريش ما يستطيع كل عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزنة النار و أتم الدهم
و أخرج ابن المبارك و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر و البيهقي في البعث من طريق الأزرق بن قيس عن رجل من بنى تميم قال كنا عند أبى العوام فقرأ هذه الآية عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ فقال ما تقولون أ تسعة عشر ملكا أو تسعة عشر ألفا قلت لا بل تسعة عشر ملكا فقال و من أين علمت ذلك قلنا لان الله يقول وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا قال صدقت هم تسعة عشر ملكا بيد كل ملك منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضربة يهوى بها في جهنم سبعين ألفا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا و كذا
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قال جعلوا فتنة قال قال أبو الأشدين الجمحي لا يبلغون رتوتى حتى أجهضهم عن جهنم
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا قال قال أبو الأشدين خلوا بيني و بين خزنة جهنم أنا أكفيكم مؤنتهم قال و حدثت ان النبي صلى الله عليه و سلم وصف خزان جهنم فقال كان أعينهم البرق و كان أفواههم الصياصي يجرون أشفارهم لهم مثل قوة الثقلين يقبل أحدهم بالأمة من الناس يسوقهم على رقبته جبل حتى يرمى بهم في النار فيرمى بالجبل عليهم
و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ انهم يجدون عدتهم في كتابهم تسعة عشر وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً فيؤمنوا بما في كتابهم من عدتهم فيزدادوا بذلك ايمانا
و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن قتادة في قوله لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال يستقين أهل الكتاب حين وافق عدد خزنة النار ما في كتابهم
و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال يجدونه مكتوبا عندهم عدة خزنة النار
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً قال صدق القرآن الكتب التي خلت قبله التوراة و الإنجيل ان خزنة جهنم تسعة عشر وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ قال الذين في قلوبهم النفاق
و الله أعلم








مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏10، ص: 58
«عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ» من الملائكة هم خزنتها مالك و معه ثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف و أنيابهم كالصياصي يخرج لهب النار من أفواههم ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة تسع كف أحدهم مثل ربيعة و مضر نزعت منهم الرحمة يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم و قيل معناه على سقر تسعة عشر ملكا و هم خزان سقر و للنار و دركاتها الآخر خزان آخرون و قيل إنما خصوا بهذا العدد ليوافق المخبر الخبر لما جاء به الأنبياء قبله و ما كان من الكتب المتقدمة و يكون في ذلك مصلحة للمكلفين و قال بعضهم في تخصيص هذا العدد أن تسعة عشر يجمع أكثر القليل من العدد و أقل الكثير منه لأن العدد آحاد و عشرات و مئات و ألوف فأقل العشرات عشرة و أكثر الآحاد تسعة قالوا و لما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أ تسمعون ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم الشجعان أ فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فقال أبو الأسد الجمحي أنا أكفيكم سبعة عشر عشرة على ظهري و سبعة على بطني فاكفوني أنتم اثنين فنزل «وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً» الآية عن ابن عباس و قتادة و الضحاك و معناه و ما جعلنا الموكلين بالنار المتولين تدبيرها إلا ملائكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل النار و لم نجعلهم من بني آدم كما تعهدون أنتم فتطيقونهم «وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا» أي لم نجعلهم على هذا العدد إلا محنة و تشديدا في التكليف للذين كفروا نعم الله و جحدوا وحدانيته حتى يتفكروا فيعلموا أن الله سبحانه حكيم لا يفعل إلا ما هو حكمة و يعلموا أنه قادر على أن يزيد في قواهم ما يقدرون به على تعذيب الخلائق و لو راجع الكفار عقولهم لعلموا أن من سلط ملكا واحدا على كافة بني آدم لقبض أرواحهم فلا يغلبونه قادر على سوق بعضهم إلى النار و جعلهم فيها بتسعة عشر من الملائكة «لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» من اليهود و النصارى أنه حق و إن محمدا ص صادق من حيث أخبر بما هو في كتبهم من غير قراءة لها و لا تعلم منهم «وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً» أي يقينا بهذا العدد و بصحة نبوة محمد ص إذا أخبرهم أهل الكتاب أنه مثل ما في كتابهم «وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ» أي و لئلا يشك هؤلاء في عدد الخزنة و المعنى و ليستيقن من لم يؤمن بمحمد ص و من آمن به صحة نبوته إذا تدبروا و تفكروا «وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا» اللام هنا لام العاقبة أي عاقبة أمر هؤلاء أن يقولوا هذا يعني المنافقين و الكافرين و قيل معناه و لأن يقولوا ما ذا أراد الله بهذا الوصف و العدد و يتدبروه فيؤدي بهم التدبر في ذلك إلى الإيمان «كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ» أي مثل ما جعلنا خزنة أصحاب النار ملائكة ذوي عدد محنة و اختبارا تكلف الخلق ليظهر الضلال و الهدى و أضافهما إلى نفسه لأن سبب ذلك التكليف و هو من جهته و قيل يضل عن طريق الجنة و الثواب من يشاء و يهدي من يشاء إليه











تفسير نمونه، ج‏25، ص: 237
نكته: عدد نوزده، عدد فرشتگان عذاب است.
در آيات فوق به روشنى عدد خازنان دوزخ را نوزده نفر، يا نوزده گروه و لشكر معرفى مى‏كند، و در آيات بعد نيز روى همين مطلب تكيه شده است، ولى عجب اين است كه بعضى از فرق انحرافى اصرارى بر مقدس بودن اين عدد دارند، و حتى سعى دارند عدد ماههاى سال، و عدد روزهاى ماه را بر خلاف تمام موازين طبيعى و فلكى بر همين محور نوزده تنظيم كنند! و احكام عملى خود را نيز بر طبق آن قرار داده‏اند.
و عجبتر اينكه نويسنده‏اى كه شايد بى‏ارتباط با تشكيلات آنها نباشد، اصرار عجيب و مضحكى دارد كه همه چيز قرآن را بر همين اساس نوزده توجيه كند، و در بسيارى از موارد كه اين عدد دلخواه او با واقعيات موجود آيات قرآن هماهنگ نيست به ميل خود چيزى كم يا اضافه مى‏كند تا بر عدد نوزده، و يا مضربهاى عدد نوزده هماهنگ گردد كه صرف وقت به ذكر مطالب آنها و پاسخگويى از آن شايد از قبيل اتلاف وقت باشد.
آرى يك" مذهب دوزخى" بايد بر محور" عدد دوزخى" دور زند، و يك جمعيت دوزخى بايد خود را هماهنگ با عدد فرشتگان عذاب كنند!.





















(74:30:1:1) Ealayo P STEM|POS:P|LEM:EalaY` -123303-@@@@(74:30:1:2) haA PRON SUFFIX|PRON:3FS -123304-@@@@(74:30:2:1) tisoEapa N STEM|POS:N|LEM:tisoEap|ROOT:tsE|F|ACC -123305-@@@@(74:30:3:1) Ea$ara N STEM|POS:N|LEM:Ea$ar|ROOT:E$r|M|ACC -123306-@@@@





دیتای صرفی-کامپیوتر نور
<Word entry="عَلَيْهَا" sureh="74" aye="31" id="84829">
<Subword subEntry="عَلَيْ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="هَا" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="تِسْعَةَ" root="تسع" sureh="74" aye="31" id="84830">
<Subword subEntry="تِسْعَةَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="عَشَرَ" root="عشر" sureh="74" aye="31" id="84831">
<Subword subEntry="عَشَرَ" IsBase="1" /></Word>




آية بعدالفهرستآية قبل