بسم الله الرحمن الرحیم

شناسنامه حدیث-ثلاث مسائل-جناب خضر ع-این تذهب روحه

فهرست مباحث حدیث
فهرست شناسنامه حدیث
شناسنامه حدیث-عرفان المرء نفسه
شناسنامه حدیث-حدیث النفس جناب کمیل بن زیاد


تفسير القمي، ج‏2، ص: 44
و عنه قال أقبل أمير المؤمنين ع يوما و يده على عاتق سلمان و معه الحسن ع حتى دخل المسجد فلما جلس جاءه رجل عليه برد خز- فسلم و جلس بين يدي أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن مسائل- فإن أنت خرجت منها علمت أن القوم نالوا منك- و أنت أحق بهذا الأمر من غيرك- و إن أنت لم تخرج منها علمت أنك و القوم شرع سواء «1» فقال له أمير المؤمنين: سل ابني هذا يعني الحسن فأقبل الرجل بوجهه على الحسن ع فقال له: يا بني أخبرني عن الرجل إذا نام أين تكون روحه و عن الرجل يسمع الشي‏ء فيذكره دهرا- ثم ينساه في وقت الحاجة إليه كيف هذا و أخبرني عن الرجل يلد له الأولاد منهم‏
__________________________________________________
 (1). الشرع كالطفل و الشرع كالفرح: المثل. ج. ز.
                       

تفسير القمي، ج‏2، ص: 45
من يشبه أباه و أعمامه- و منهم من يشبه أمه و أخواله فكيف هذا فقال الحسن ع: نعم أما الرجل إذا نام- فإن روحه تخرج مثل شعاع الشمس- فتعلق بالريح و الريح بالهوى- فإذا أراد الله أن ترجع جذب الهوى الريح- و جذب الريح الروح فرجعت إلى البدن- و إذا أراد الله أن يقبضها جذب الهوى الريح- و جذبت الريح الروح فيقبضها إليه- و أما الرجل الذي ينسى الشي‏ء ثم يذكره- فما من أحد إلا على رأس فؤاده حقة مفتوحة الرأس- فإذا سمع الشي‏ء وقع فيها- فإذا أراد الله أن ينسيها أطبق عليها- و إذا أراد الله أن يذكره فتحها- و هذا دليل الإلهية، و أما الرجل الذي يلد له أولاد- فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة- فإن الولد يشبه أباه و عمومته- و إذا سبقت ماء المرأة ماء الرجل يشبه أمه و أخواله- فالتفت الرجل إلى أمير المؤمنين ع فقال: أشهد أن لا إله إلا الله- و لم أزل أقولها و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و لم أزل أقولها و أشهد أنك وصي محمد و خليفته في أمته- و أمير المؤمنين حقا حقا و أن الحسن القائم بأمرك من بعدك- و أن الحسين القائم من بعده بأمره- و أن علي بن الحسين القائم بأمره من بعده- و أن محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و وصي الحسن بن علي القائم بالقسط- المنتظر الذي يملؤها قسطا و عدلا- كما ملئت ظلما و جورا ثم قام و خرج من باب المسجد فقال أمير المؤمنين ع للحسن: هذا أخي الخضر

 

                       

تفسير القمي، ج‏2، ص: 249
و قوله: الله يتوفى الأنفس حين موتها- و التي لم تمت في منامها
قال فإنه حدثني أبي عن أبي هشام عن داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى ع قال كان أمير المؤمنين ع في المسجد و عنده الحسن بن علي ع و أمير المؤمنين ع متكئ على يد سلمان فأقبل رجل حسن اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه مثل سلامه و جلس، فقال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل- إن أخبرتني بها- علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما ليس لهم- و خرجوا من دينهم- و صاروا بذلك غير مؤمنين في الدنيا- و لا خلاق لهم في الآخرة، و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين ع سل عما بدا لك، فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن ع فقال: يا أبا محمد أجبه- فقال: أما ما سألت عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه- فإن الروح متعلقة بالريح- و الريح‏
                       

تفسير القمي، ج‏2، ص: 250
متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها، فإن أذن الله بالرد عليه- جذبت تلك الروح تلك الريح- و جذبت تلك الريح ذلك الهواء- فاستكنت الروح في بدن صاحبها و إن لم يؤذن برد تلك الروح على صاحبها- جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم يردها إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث‏
، و قد مضى ذكر السؤالات الثلاثة

 

                       

المحاسن، ج‏2، ص: 332».
99 عنه عن أبيه عن أبي هاشم الجعفري رفع الحديث قال قال أبو عبد الله ع دخل أمير المؤمنين ص المسجد و معه الحسن ع فدخل رجل فسلم عليه فرد عليه شبيها بسلامه فقال يا أمير المؤمنين جئت أسألك فقال سل قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تكون روحه و عن المولود الذي يشبه أباه كيف يكون و عن الذكر و النسيان كيف يكونان قال فنظر أمير المؤمنين ع إلى الحسن ع فقال‏
__________________________________________________
 «بقية الحاشية من الصفحة الماضية»
عباءة بيضاء قصيرة الخمل، و النون زائدة» و قال: «تنكب القوس- علقها في منكبه» و كنانة السهم (بالكسر) جعبة من جلد لا خشب فيها أو بالعكس» و «البيعتان» بيعة العقبة و الرضوان، و «الهجرتان» الى الشعب و المدينة، و «الرايتان» راية بدر و أحد أو حنين، أو حمل رايتين في غزوة واحدة، أو المراد بالتثنية مطلق الرايات».
 (1 و 2)- ج 9، «باب ما وصف إبليس و الجن من مناقبه (ع)»، (ص 382، س 34 و 37).
                       

المحاسن، ج‏2، ص: 333
أجبه فقال الحسن إن الرجل إذا نام فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء فإذا أراد الله أن يقبض روحه جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح و إذا أراد الله أن يردها في مكانها جذبت الروح الريح و جذبت الريح الهواء فعادت إلى مكانها و أما المولود الذي يشبه أباه فإن الرجل إذا واقع أهله بقلب ساكن و بدن غير مضطرب وقعت النطفة في الرحم فيشبه الولد أباه و إذا واقعها بقلب شاغل و بدن مضطرب فوقعت النطفة في الرحم فإن وقعت على عرق من عروق أعمامه يشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق أخواله يشبه الولد أخواله و أما الذكر و النسيان فإن القلب في حق و الحق مطبق عليه فإذا أراد الله أن يذكر القلب سقط الطبق فذكر فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أشهد أن أباك أمير المؤمنين وصي محمد حقا حقا و لم أزل أقوله و أشهد أنك وصيه و أشهد أن الحسين وصيك حتى أتى على آخرهم فقال قلت لأبي عبد الله ع فمن كان الرجل قال الخضر ع «1».

 

                       

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 525
باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم ع‏
1- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع و معه الحسن بن علي ع و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين- فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن‏
__________________________________________________
 (1) أي لا أنقص، من الرزء بتقديم المهملة
 (2) كأنه كان واليا بالعسكر و في بعض النسخ. [بدر حسنى‏]
 (3) في بعض النسخ [الحائر] و في بعضها [الحيرة].
 (4) البرس بلدة بين الكوفة و الحلة.
                       

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 526
ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضي عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن فقال يا أبا محمد أجبه قال فأجابه الحسن ع فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله ص و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم قال هو الخضر ع.

 

                       

كافي (ط - دار الحديث)، ج‏2، ص: 677
 ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام «10»

1388/ 1. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري:

__________________________________________________
 (1). في «بح»: «يقدم».
 (2). الوافي، ج 3، ص 880، ح 1510؛ البحار، ج 51، ص 310، ح 30.
 (3). في «ب، ض، بح، بس»: «و الحيرة». و في «بر، بف» و حاشية «ض، بح»: «و الحائر». و في الإرشاد: «و الحائر على ساكنيها السلام» بدل «و الحير». و في الوافي: «الحير و الحائر مدفن الحسين عليه السلام بكربلاء و يقالان لكربلاء كلها».
 (4). في «بف»:-/ «له».
 (5). في الوافي: «و لعل المراد ببني الفرات من كان بحواليه. و قيل: هم قوم من رهط أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات من و زراء بني العباس مشهورين بمحبة أهل البيت عليهم السلام. و «البرس» بلدة بين الكوفة و الحلة، و كأنهم يجعلون زيارة الحسين عليه السلام و زيارة مقابر قريش من علامة التشيع و الرفض».
 (6). في «ب، ج، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد: «لا تزوروا».
 (7). في الإرشاد: «زاره».
 (8). الإرشاد، ج 2، ص 367 بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 284، ح 244، عن الكليني الوافي، ج 3، ص 881، ح 1511.
 (9). في «ج»:-/ «باب».
 (10). في «ب، ج»: «عليهم رحمة من الله و سلام».
                       

كافي (ط - دار الحديث)، ج‏2، ص: 678
عن أبي جعفر الثاني عليه السلام «1»، قال: «أقبل أمير المؤمنين عليه السلام «2» و معه الحسن بن علي عليه السلام و هو متكئ «3» على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، فجلس «4»، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلم على أمير المؤمنين، فرد عليه السلام، فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن، علمت أن القوم ركبوا «5» من أمرك ما قضي عليهم «6»، و أن «7» ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم؛ و إن تكن الأخرى، علمت أنك و هم شرع «8» سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما «9» بدا لك.
قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب «10» روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه و لده الأعمام و الأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن، فقال: يا أبا محمد، أجبه».
__________________________________________________
 (1). و رد الخبر في عيون الأخبار، ج 1، ص 65، ح 35، بسنده عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن‏أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام. و الظاهر إما زيادة «الباقر» في عنوان الإمام عليه السلام أو كونه محرفا من «الثاني»؛ فإن أبا هاشم الجعفري من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام. راجع: رجال البرقي، ص 56؛ رجال الطوسي، ص 375، الرقم 5553؛ الفهرست للطوسي، ص 181، الرقم 277.
 (2). في العيون و كمال الدين:+/ «ذات يوم».
 (3). في «ج، ف» و حاشية «بر» و الوافي: «متك». أصله متكئ، قلبت الهمزة ياء فحذفت. و في كمال الدين‏والعيون: «و سلمان الفارسي رضى الله عنه و أمير المؤمنين عليه السلام متكئ» بدل «و هو متكئ».
 (4). في العيون و الغيبة:-/ «فجلس».
 (5). في العيون و الغيبة: «قد ركبوا».
 (6). في مرآة العقول: «ما قضي عليهم، على بناء المجهول، أي حكم عليهم بالبطلان، أو بأنهم أصحاب النار بسببهم. أو على بناء المعلوم، و الضمير للموصول توسعا».
 (7). في العيون و كمال الدين و العلل: «ما أقضي عليهم أنهم».
 (8). «شرع»: أي متساوون لا فضل لأحد فيه على الآخر. و هو مصدر بفتح الراء و سكونها يستوي فيه الواحدوالاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث. النهاية، ج 2، ص 461 (شرع).
 (9). في «بر»: «ما».
 (10). في «ف، بف» و الوافي: «يذهب».
                       

كافي (ط - دار الحديث)، ج‏2، ص: 679
قال «1»: «فأجابه الحسن عليه السلام، فقال الرجل: أشهد أن لاإله إلا الله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول الله، و لم أزل أشهد بذلك، و أشهد أنك و صي رسول الله صلى الله عليه و آله و القائم بحجته- و أشار إلى أمير المؤمنين عليه السلام- و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته «2»- و أشار إلى الحسن عليه السلام- و أشهد أن الحسين بن علي و صي «3» أخيه «4» و القائم بحجته بعده «5»، و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمد بأنه «6» القائم بأمر محمد «7»، و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمد بأنه «8» القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على الحسن بن علي بأنه «9» القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد على رجل من ولد الحسن «10» لايكنى و لايسمى حتى يظهر أمره، فيملأها «11» عدلا، كما ملئت «12» جورا، و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته.
ثم قام فمضى «13»، فقال أمير المؤمنين «14»: يا أبا محمد، اتبعه، فانظر أين يقصد،
__________________________________________________
 (1). في الغيبة:-/ «قال».
 (2). في العيون:+/ «بعدك».
 (3). في «بح، بس»:+/ «أبيه و».
 (4). في «ف، بف» و حاشية «ج» و العلل و الغيبة: «أبيه». و في العيون و كمال الدين: «أبيك».
 (5). في «ف، بر، بس، بف» و العلل و العيون و كمال الدين و الغيبة: «بعدك».
 (6). في «ب» و العلل و العيون و كمال الدين و الغيبة: «أنه».
 (7). في «ج» و الوافي و العلل و العيون و كمال الدين و الغيبة:+/ «بن علي». و في «ف»:+/ «بعده».
 (8). في «ب» و العلل و العيون و كمال الدين: «أنه».
 (9). في «بر» و العلل و العيون و كمال الدين: «أنه».
 (10). في العلل: «الحسين». و في العيون و كمال الدين:+/ «بن علي».
 (11). في «بس»:+/ «قسطا و». و في كمال الدين: «فيملأ الأرض».
 (12). في الغيبة:+/ «ظلما و».
 (13). في العيون: «و مضى».
 (14). في العلل:+/ «للحسن عليه السلام».
                       

كافي (ط - دار الحديث)، ج‏2، ص: 680
فخرج الحسن بن علي عليهما السلام، فقال «1»: ما كان إلا أن و ضع رجله خارجا من المسجد، فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته، فقال: يا أبا محمد، أ تعرفه؟ قلت «2»: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم.
قال «3»: هو الخضر عليه السلام». «4»

 

 

الإمامة و التبصرة من الحيرة، النص، ص: 106
93 سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر الحميري، و محمد بن يحيى العطار، و أحمد بن إدريس، جميعا قالوا:
حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم و معه الحسن بن علي و سلمان الفارسي رضي الله عنه، و أمير المؤمنين متكئ، على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك؟ فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال: يا با محمد أجبه.
فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه، فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح، و جذبت تلك‏
__________________________________________________
 (5). آية 157 سورة البقرة 2.
 (6). رواه الصدوق في الاكمال: 1/ 308 ح 1 و العيون: 1/ 34 ح 2 عن أبيه و عنهما في البحار: 36/ 195 ح 3 و عن الاحتجاج: 1/ 84 و الاختصاص: 205 و غيبة الطوسي: 93 و غيبة النعماني: 29، و أورده في الكافي: 1/ 527 ح 3 و إعلام الورى: 392، و جامع الأخبار، 21، و قد تقدمت الإشارة الى هذا الحديث في المقدمة تحت عنوان حديث اللوح.
                       

الإمامة و التبصرة من الحيرة، النص، ص: 107
الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح، و جذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان: فإن قلب الرجل في حق، على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسيه، و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكر.
و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله، فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول الله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته بعده- و أشار بيده إلى أمير المؤمنين عليه السلام- و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته- و أشار إلى الحسن عليه السلام- و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و القائم بحجته بعدك، و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،
                       

الإمامة و التبصرة من الحيرة، النص، ص: 108
و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته، ثم قام فمضى.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السلام في أثره، قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فأعلمته.
فقال: يا أبا محمد أ تعرفه؟ فقلت: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر عليه السلام «7».
__________________________________________________
 (7). رواه الصدوق في الاكمال: 1/ 313 ح 1 و العيون: 1/ 53 ح 35 و العلل: 1/ 96 ح 6 عن أبيه و عنهم في البحار: 36/ 414 ح 1 و عن غيبة الطوسي: 98 و الاحتجاج: 1/ 395 و المحاسن: 2/ 332 ح 99 و غيبة النعماني: 27 و تفسير القمي: 578 و 405، و اعلام الورى: 404 عن ابن بابويه و دلائل الامامة: 68.

 

 

                       

اثبات الوصية، ص: 160
و يروى عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي الرضا عليه السلام انه قال عن آبائه (صلوات الله عليهم) .. قال: أقبل أمير المؤمنين و معه أبو محمد عليهم السلام و سلمان الفارسي فدخل المسجد و جلس فيه فاجتمع الناس حوله إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام و جلس ثم قال: يا أمير المؤمنين اني قصدت أن اسألك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني بهن علمت انك وصي رسول الله حقا، و ان لم تخبرني بهن علمت انك و هم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سل عما بدا لك.
فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه، و عن الرجل كيف يذكر و ينسى، و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال.
فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام الى أبي محمد عليه السلام فقال: يا أبا محمد أجبه.
فقال أبو محمد: أما الانسان اذا نام فان روحه معلقة بالريح، و الريح متعلقة بالهواء الى وقت يتحرك صاحبها الى اليقظة، فاذا أذن الله برد الروح، جذبت تلك الروح الريح،
                       

اثبات الوصية، ص: 161
و جذبت الريح الهواء فرجعت الروح الى مسكنها في البدن. و اذا لم يأذن الله برد الروح الى صاحبها، جذبت الهواء الريح، و جذبت الريح الروح فلم ترجع الى صاحبها الى أن يبعثه الله تبارك و تعالى. و اما الذكر و النسيان فان قلب الرجل في مثل حق و عليه طبق فان سمى الله و ذكره و صلى- عند نسيانه- على محمد و آله انكشف ذلك الطبق و هو غشاوة عن ذلك الحق و أضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي. و ان هو لم يصل على محمد و آله بعد ذكر الله عز و جل انطبقت تلك الغشاوة على ذلك الحق فأظلم القلب فنسي الرجل ما ذكر. و أما المولود الذي يشبه الأعمام و الأخوال فان الرجل إذا أتى أهله فواطأها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب، استكنت تلك النطفة في جوف الرحم و خرج الرجل يشبه أباه و أمه. و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في اضطرابها على بعض العروق، فان وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و ان وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا صلى الله عليه و آله رسول الله و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و خليفته و القائم بحجته- و أشار الى أمير المؤمنين عليه السلام- و أشهد انك وصيه و القائم بحجته- و أشار الى الحسن- و أشهد أن أخاك الحسين وصي أبيك و وصيك و القائم بحجته بعدك، و أشهد أن علي بن الحسين القائم بأمر الحسين و أشهد أن محمد بن علي القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد أن جعفر بن محمد بن علي القائم بأمر الله بعد أبيه و حجته، و أشهد أن موسى بن جعفر القائم بأمر الله بعد أبيه جعفر، و أشهد أن علي بن موسى القائم بأمر الله بعد أبيه، و أشهد أن محمد بن علي القائم بأمر الله بعد أبيه، و أشهد أن علي بن محمد القائم بأمر الله بعد أبيه محمد بن علي، و أشهد أن الحسن بن علي القائم بأمر أبيه علي بن محمد، و أشهد أن رجلا من ولد الحسين بن علي لا يسمى و لكن يكنى حتى يظهر الله أمره يملأها عدلا كما ملئت جورا، و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته.
و مضى، فقال أمير المؤمنين: اتبعه يا أبا محمد فانظر أين يقصد؟
                       

اثبات الوصية، ص: 162
قال: فخرج الحسن بن علي عليه السلام في أثره، فلما وضع الرجل رجله خارج المسجد لم يدر كيف أخذ من أرض الله.
فرجع إليه فأعلمه فقال: يا أبا محمد أ تعرفه؟
قال: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم به.
قال: ذاك الخضر عليه السلام.

 

                       

الغيبة للنعماني، النص، ص: 58
2- أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي «1» قال حدثنا محمد بن جعفر «2» قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد قال حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي ع «3» عن آبائه ع قال: أقبل أمير المؤمنين ص ذات يوم و معه الحسن بن علي و سلمان الفارسي و أمير المؤمنين متكئ على يد سلمان رضي الله عنه فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين و جلس بين يديه و قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل قال أمير المؤمنين سلني عما بدا لك فقال الرجل أخبرني عن الإنسان إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن و قال أجبه يا أبا محمد فقال أبو محمد ع للرجل أما ما سألت عنه عن أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه معلقة بالريح و الريح بالهواء معلقة إلى وقت ما يتحرك صاحبها باليقظة «4» فإن أذن الله تعالى برد تلك الروح على ذلك البدن «5» جذبت تلك الروح الريح و جذبت الريح الهواء فاستكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله برد تلك الروح على ذلك البدن جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلا ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث-
__________________________________________________
 (1). عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلى أخو عبد العزيز، يكنى أبا القاسم كان ثقة، يروى عنه التلعكبرى سنة ست و عشرين و ثلاثمائة كما في الخلاصة.
 (2). محمد بن جعفر القرشي كما صرح به المؤلف في باب من ادعى الإمامة هو محمد ابن جعفر الأسدى أبو الحسين الرزاز، كان أحد الأبواب، و الظاهر كونه ابن جعفر بن محمد ابن عون كما استقربه الميرزا في المنهج.
 (3). يعني به ابا جعفر الثاني الجواد عليه السلام.
 (4). في بعض النسخ «لليقظة».
 (5). في بعض النسخ «على بدن صاحبها».
                       

الغيبة للنعماني، النص، ص: 59
و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الإنسان في حق «1» و على الحق طبق فإذا هو صلى على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما نسي و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد أو انتقص من الصلاة عليهم و أغضى عن بعضها «2» انطبق ذلك الطبق على الحق فأظلم القلب و سها الرجل و نسي ما كان يذكره و أما ما ذكرت من أمر المولود يشبه الأعمام و الأخوال فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة «3» و بدن غير مضطرب استكنت تلك النطفة في جوف الرحم فخرج المولود يشبه أباه و أمه و إن هو أتى زوجته بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه المولود أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله ص و لم أزل أشهد بها و أقولها و أشهد أنك وصي رسول الله ص و القائم بحجته و لم أزل أشهد بها و أقولها و أشار بيده إلى أمير المؤمنين ع و قال أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و لم أزل أقولها و أشار بيده إلى الحسن ع و أشهد على الحسين بن علي أنه وصيه و القائم بحجته و لم أزل أقولها و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي و أشهد على جعفر أنه القائم بأمر محمد و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر و أشهد على علي‏
__________________________________________________
 (1). حق الطيب- بضم الحاء المهملة-: وعاؤه.
 (2). أي سكت عن «و آله» من الاغضاء و هو صرف النظر عن الامر.
 (3). الهادئة: الساكنة غير المضطربة. يقال: هدأ هدءا و هدوءا: سكن. و للعلامة المجلسي بيان شاف كاف للخبر في البحار جزء السماء و العالم، و مرآة العقول باب ما جاء في الاثنى عشر، فمن أراد الاطلاع فليراجع.
                       

الغيبة للنعماني، النص، ص: 60
أنه ولي موسى «1» و أشهد على محمد أنه القائم بأمر علي و أشهد على علي أنه القائم بأمر محمد و أشهد على الحسن أنه القائم بأمر علي و أشهد على رجل من ولد الحسين لا يسمى و لا يكنى حتى يظهر الله أمره يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين للحسن ع يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد قال فخرجت في أثره فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد حتى ما دريت أين أخذ من الأرض فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد تعرفه قلت لا و الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر ع.

 

 

عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 65
35- حدثنا أبي و محمد بن الحسن «5» بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس جميعا قالوا حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبي [أبو] هاشم «6» داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع ذات يوم و معه الحسن بن علي ع و سلمان الفارسي رضي الله عنه و أمير المؤمنين ع متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام إذ أقبل رجل‏
__________________________________________________
 (1). أي لم تنل شفاعتى بهم: اللهم ارزقني شفاعته في الدنيا و الآخرة.
 (2). خ ل «عيسى».
 (3). و في بعض النسخ الخطية «الادمى» بدل «الأزدي». و هو أبو سهل بن زياد الأدمي، و لكن الوثوق بقول محمد بن زياد أكثر من قول أخيه سهل بن زياد بل السهل عند أكثر الفقهاء سهل غير موثق.
 (4). خ ل «جل ذكره».
 (5). خ ل «الحسين».
 (6). ثقة جليل من أصحاب أبى جعفر الثاني و أبى الحسن الثالث و أبى محمد عليهم السلام.
                       

عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 66
حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين ع أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن «1» علمت أن القوم قد ركبوا «2» من أمرك ما أقضي «3» عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع «4» سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى أبي محمد الحسن بن علي ع فقال يا أبا محمد أجبه فقال ع أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله تعالى برد تلك الروح على «5» صاحبها جذبت تلك الريح الروح «6» و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح «7» فأسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق «8» و على الحق طبق فإن صلى الرجل على [عند] ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي فإن هو «9» لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك‏
__________________________________________________
 (1). خ ل «عنهن».
 (2). أي مالوا من الميل.
 (3). خ ل «قضى».
 (4). شرع بفتح الراء و سكونها ايضا، قال في الصحاح: و قولهم «فى هذا الامر شرع» أي سواء يحرك و يسكن يستوى فيه الواحد و الجمع و المؤنث.
 (5). خ ل «الى».
 (6). هكذا في أكثر النسخ، و لكن في بعضها الآخر لفظة «الروح» مقدم على «الريح».
 (7). كذا في أكثر النسخ، و لكن في النسخة العتيقة المصححة بدل «الروح» «الريح» و الظاهر أنه مصحف.
 (8). يعني حقة.
 (9). خ ل «و ان هو».
                       

عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 67
الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة «1» و بدن غير مضطرب فاستكنت «2» تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد «3» أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها «4» و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك «5» و أشهد أنك وصي رسوله و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته بعدك و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين بعده و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن «6» بن علي لا يكنى و لا يسمى‏
__________________________________________________
 (1). أي ساكنة.
 (2). خ ل «و اسكنت».
 (3). خ ل «الرجل».
 (4). أي بهذه الشهادة.
 (5). أي بذلك القول.
 (6). خ ل «الحسين» و المراد من الحسن العسكري عليه السلام. قوله: لا يكنى يعنى بأبي القاسم و في هذا الحديث دلالة على استمرار تحريم التسمية الى وقت ظهوره عليه السلام. و به قال أكثر علمائنا سيما أرباب الحديث منهم، لان في الاخبار لا يسميه باسمه الا كافر حتى يظهر، و ذهب صاحب كشف الغمة و نصير الدين الطوسي و بهاء الملة و الدين الى جوازه في هذه الاعصار لعدم التقية و حملوا اخبار النهى على اعصار الخوف و التقية و الأول هو الأظهر من الأحاديث و موافق للاولى و الأحوط. ن.
                       

عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 68
حتى يظهر في الأرض أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا أنه القائم بأمر الحسن بن علي و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام و مضى «1» فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد «2» اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن ع في «3» أثره قال فما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت «4» أين أخذ من أرض الله عز و جل فرجعت إلى أمير المؤمنين ع «5» فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه فقلت الله تعالى و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو «6» الخضر ع.

 

                       

كمال الدين و تمام النعمة، ج‏1، ص: 313
29 باب ما أخبر به الحسن بن علي بن أبي طالب ع من وقوع الغيبة بالقائم ع و أنه الثاني عشر من الأئمة ع‏
1- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس جميعا قالوا حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع ذات يوم و معه الحسن بن علي و سلمان الفارسي رضي الله عنه و أمير المؤمنين ع متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث‏
                       

كمال الدين و تمام النعمة، ج‏1، ص: 314
مسائل إن أخبرتني بهن «1» علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال يا أبا محمد أجبه فقال أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء «2» إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها «3» جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب «4» و ذكر الرجل ما كان نسيه و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكر و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف «5» الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و
__________________________________________________
 (1). في بعض النسخ «ان أجبتنى فيهن».
 (2). في بعض النسخ «معلقة في الهواء».
 (3). في بعض النسخ «على صاحبها».
 (4). في بعض النسخ «مما يلي القلب» مكان «فأضاء القلب».
 (5). في بعض النسخ «و انسكبت تلك النطفة فوقعت في جوف الرحم».
                       

كمال الدين و تمام النعمة، ج‏1، ص: 315
عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها «1» على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته بعده و أشار بيده إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض «2» عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن ع في أثره قال فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله «3» فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه فقلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر ع.

 

 

علل الشرائع، ج‏1، ص: 96
6 حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن ابن خالد البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع و معه الحسن بن علي ع و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك قال أخبرني عن الرجل‏
                       

علل الشرائع، ج‏1، ص: 97
إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن بن علي ع فقال يا أبا محمد أجبه فقال الحسن ع أما ما سألت عنه من أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه معلقة بالريح و الريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإذا أذن الله عز و جل برد تلك الروح على صاحبها جذبت الروح الريح و جذبت الريح الهواء فأسكنت الروح في بدن صاحبها و إذا لم يأذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما سألت عنه من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن هو صلى على النبي صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فذكر الرجل ما كان نسي و أما ما ذكرت من أمر الرجل يشبه ولده أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب استكنت تلك النطفة في تلك الرحم فخرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم فوقعت على عرق من العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله و القائم بحجته بعده و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن و أشهد أن الحسين وصي أبيه و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد
                       

علل الشرائع، ج‏1، ص: 98
بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسين لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين للحسن ع يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله عز و جل فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر ع‏

 

 

دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 174
من عجائب أبيك التي كان يريناها. قال: و تؤمنون بذلك؟ قالوا كلهم: نعم، نؤمن به و الله.
قال: فأحيا لهم ميتا بإذن الله (تعالى)، فقالوا بأجمعهم: نشهد أنك ابن أمير المؤمنين حقا، و أنه كان يرينا مثل هذا كثيرا «1».
95/ 26- و حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثني أبو النجم بدر ابن الطبرستاني «2» قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: روي عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أنه قال: أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) و معه أبو محمد الحسن و سلمان الفارسي، فدخل المسجد، فجلس و اجتمع الناس حوله، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلم على أمير المؤمنين و جلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل، إن أجبتني عنهن علمت أن القوم «3» ركبوا منك ما حظر عليهم، و ارتكبوا إثما يوبقهم في دنياهم و آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع «4».
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): سلني عما بدا لك.
قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد (عليهما السلام) فقال: يا أبا محمد، أجبه.
فقال (عليه السلام): أما ما سألت من أمر الرجل «5» أين تذهب روحه إذا نام «6»، فإن روحه معلقة بالريح، و الريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة،
__________________________________________________
 (1) نوادر المعجزات 106/ 16، الثاقب في المناقب: 305/ 256، إثبات الهداة 5: 161/ 39.
 (2) في «ع، م»: الطوستاني.
 (3) أراد المخالفين لأمير المؤمنين (عليه السلام).
 (4) أي متساوون، لا فضل لأحدكم على الآخر «لسان العرب- شرع- 8: 178».
 (5) في «ع، م»: الانسان.
 (6) (إذا نام) ليس في «ع، م».
                       

دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 175
فإن أذن الله برد الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح «1» الريح، و جذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها؛ و إن لم يأذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، فجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث.
و أما ما ذكرت «2» من أمر الذكر و النسيان، فإن قلب الرجل في حق، و على الحق طبق، فإن صلى عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق، فانفتح القلب و ذكر الرجل ما كان نسي؛ و إن لم يصل على محمد و على آل محمد، أو انتقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق فأظلم القلب، و نسي الرجل ما كان ذكر.
و أما ما ذكرت من أمر المولود يشبه أعمامه و أخواله، فإن الرجل إذا أتى أهله يجامعها بقلب ساكن، و عروق هادئة، و بدن غير مضطرب، أسكنت تلك النطفة في جوف الرحم و خرج الولد يشبه أباه و أمه؛ و إن هو أتاها بقلب غير ساكن، و عروق غير هادئة، و بدن مضطرب، اضطربت النطفة، و وقعت في اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله. فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا (صلى الله عليه و آله) رسوله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصي رسوله «3»، القائم بحجته (و أشار إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)) و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه، القائم بحجته (و أشار إلى الحسن (عليه السلام)) و أشهد أن الحسين بن علي ابنك، القائم بحجته بعد أخيه، و أشهد أن علي بن الحسين القائم بأمر الحسين، و أن محمد بن علي القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد أن جعفر بن محمد القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد أن موسى بن جعفر القائم بأمر جعفر بن محمد، و أشهد أن علي‏
__________________________________________________
 (1) في «ط» زيادة: إلى صاحبها.
 (2) في «ط»: سألت.
 (3) في «ع»: وصيه.
                       

دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 176
ابن موسى القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد أن محمد بن علي القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد أن علي بن محمد القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد أن الحسن بن علي القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد أن رجلا من ولد الحسن بن علي لا يسمى و لا يكنى حتى يظهر أمره، فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا، و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته.
و قام فمضى، فقال: أمير المؤمنين (عليه السلام): اتبعه فانظر أين يقصد؟
قال: فخرج الحسن في أثره.
قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد، فما أدري أين أخذ من الأرض، فرجعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته، فقال: يا أبا محمد، أ تعرفه؟
قلت: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم.
قال: هو الخضر (عليه السلام) «1».
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله و سلم تسليما.
__________________________________________________
 (1) المحاسن 2: 332/ 99 نحوه، الكافي 1: 44/ 1، الإمامة و التبصرة: 106/ 93، غيبة النعماني: 58/ 2، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 65/ 35، كمال الدين و تمام النعمة: 313/ 1، علل الشرائع: 96/ 6، غيبة الطوسي: 154/ 114، إعلام الورى: 404.

 

 

                       

الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 154
ذرية نبيها و هم مني و أما منزل نبينا ص في الجنة فهو أفضلها و أشرفها جنة ع‏دن و أما من معه في منزله منها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته و أمهم و جدتهم أم أمهم و ذراريهم لا يشركهم فيها أحد «1».
و بهذا الإسناد عن محمد بن يعقوب «2» عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع و معه الحسن بن علي ع و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد ع فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم قد ركبوا من أمرك ما قضي عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل يشبه ولده الأعمام و الإخوان فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن ع فقال يا أبا محمد أجبه فأجابه الحسن ع‏
__________________________________________________
 (1) عنه البحار: 36/ 380 ح 8 و العوالم: 15 الجزء 3/ 248 ح 3 و عن إعلام الورى: 367 عن محمد بن يعقوب، و ذيله في إثبات الهداة: 1/ 458 ح 78 عن كتابنا هذا و عن الكافي: 1/ 531 ح 8.
و أخرجه في كشف الغمة: 2/ 506 عن إعلام الورى.
 (2) الكافي: 1/ 525 ح 1.
                       

الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 155
فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيه و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد اتبعه انظر أين يقصد فخرج الحسن ع فقال له «1» ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه فقلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال ع هو الخضر ع «2».
__________________________________________________
 (1) ليس في نسخ «أ، ف، م».
 (2) عنه البحار: 36/ 414 ح 1 و العوالم: 15 الجزء 3/ 310 ح 2 و عن كمال الدين: 313 ح 1-.
                       

 

                       

إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - القديمة)، النص، ص: 404
قال و حدثنا أبي و محمد بن الحسن قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس جميعا قالوا حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني قال: أقبل أمير المؤمنين ع ذات يوم و معه الحسن بن علي و سلمان الفارسي و أمير المؤمنين ع متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمومين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء
                       

إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - القديمة)، النص، ص: 405
فقال له أمير المؤمنين سلني عما بدا لك فقال أسألك عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن فقال يا أبا محمد أجبه فقال أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك على صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما ذكرت من الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي و إن لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق و أظلم القلب و نسي الرجل و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فأسكنت بذلك تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إذا أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام يشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله و القائم‏
                       

إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - القديمة)، النص، ص: 406
بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن بن علي و أشهد أن الحسين بن علي أخاك وصي أبيك و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين من بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى و لا يسمى حتى إنه يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا أنه القائم بأمر الحسن بن علي و السلام عليكم أيها المؤمنون و رحمة الله و بركاته ثم قام و مضى فقال أمير المؤمنين يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع على أثره قال فما كان إلا وضع رجله خارج المسجد فما رأيت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه فقلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر ع.

 

                       

الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏1، ص: 266
جواب مسائل الخضر ع للحسن بن علي بن أبي طالب ع بحضرة أبيه ع‏
عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري «1» عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ذات يوم و معه الحسن بن علي ع و سلمان الفارسي ره و أمير المؤمنين ع متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس فأقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أفضى إليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن يكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين ع إلى أبي محمد الحسن بن علي ع فقال يا أبا محمد أجبه فقال ع أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت فسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروح على صاحبها جذبت الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان- فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى‏
__________________________________________________
 (1) أبو هاشم الجعفري: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم البغدادي:
و كان ثقة، جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام، و قد شاهد منهم: الرضا و الجواد و الهادي و العسكري و صاحب الأمر صلوات الله عليهم أجمعين، و كان منقطعا إليهم، و قد روى عنهم كلهم، و له أخبار و مسائل، و له شعر جيد فيهم (ع) منه قوله في أبي الحسن الهادي (ع) و قد اعتل:
         مادت الأرض بي و أدت فؤادي             و اعترتني موارد العرواء
             حين قيل الامام نضو عليل             قلت نفسي فدته كل الفداء
             مرض الدين لاعتلالك و اعتل             و غارت له نجوم السماء
             عجبا أن منيت بالداء و السقم             و أنت الامام حسم الداء
             أنت آسي الأدواء في الدين             و الدنيا و محيي الأموات و الأحياء
 و كان مقدما عند السلطان، و كان ورعا زاهدا ناسكا عالما عاملا، و لم يكن أحد في آل أبي طالب (ع) مثله في زمانه في علو النسب، و ذكر السيد ابن طاوس رحمه الله: أنه من وكلاء الناحية الذين لا تختلف الشيعة فيهم، توفي في ج 1 سنة (261) عن الكنى و الألقاب للقمي ج 1.
                       

الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏1، ص: 267
الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي و إن لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة جوف الرحم- خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي ع أنه القائم بأمر علي بن الحسين بعده و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي بعده و أشهد على موسى بن جعفر- أنه القائم بأمر جعفر بن محمد بعده و أشهد على علي بن موسى الرضا بأنه القائم بأمر موسى بن جعفر بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين للحسن ع- يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج في أثره فقال فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال ع يا أبا محمد أ تعرفه؟ قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم قال هو الخضر ع.

 

 

                       

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 400
 [سؤال الخضر ع عن ثلاث مسائل‏]
قيل أقبل ذات يوم رجل حسن الهيئة فسلم على أمير المؤمنين ع و جلس و قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أجبتني علمت أن القوم تركوا من أمرك ما قضى الله عليهم و أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن كانت الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال أمير المؤمنين و إمام الموحدين ع سلني عما بدا لك فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين إلى ولده الإمام الممتحن أبي محمد الحسن ع فقال يا أبا محمد أجبه فقال ع أما ما ذكرت من أمر الرجل ينام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله عز و جل برد الروح جذبت تلك الروح الريح و جذبت الريح الهواء فرجعت الروح و سكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد الروح جذب الهواء الريح و جذبت الرياح تلك الروح فلم ترد على صاحبها و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك‏
                       

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 401
الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي و إن هو لم يصل أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره و أما ما سألته في أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذ أتى أهله و جامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب سكنت النطفة في جوف الرحم فخرج المولود يشبه أباه و إن أتاها بقلب غير ساكن اضطربت النطفة فوقفت على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل عند ذلك السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ع لولده فانظره أين يقصد فخرج في أثره فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما علمت أين أخذ من أرض الله عز و جل فأعلمت أمير المؤمنين ع فقال لي يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال ع إنه هو الخضر ع.
                       

 

  لذريعة إلى حافظ الشريعة (شرح أصول الكافي جيلانى)، ج‏2، ص: 179 

باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام)

قوله: (إذا نام). [ح 1/ 1388]
هذا الخبر رواه الشيخ أبو علي الطبرسي رحمه الله في كتاب الاحتجاج عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، وذكر فيه أجوبة أبي محمد الحسن عليه السلام، قال:
 «أما ما سألت من أمر الإنسان إذا نام أين يذهب روحه؟ فإن روحه متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها للتيقظ، فإن أذن الله- عز وجل- برد تلك الروح إلى صاحبها، جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهواء، فرجعت، فسكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله- عز وجل- رد تلك الروح إلى صاحبها، جذبت الهواء الريح، فجذبت الريح الروح، فلم يرد على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأما ما ذكرت من الذكر والنسيان، فإن قلب الرجل في حق وعلى الحق طبق، فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق، فذكر الرجل ما كان نسيه، وإن لم يصل على محمد وآل محمد أونقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق، فأظلم القلب، ونسي الرجل ما ذكره.
وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فإن الرجل إذا أتى أهله، فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب، فاسكنت تلك النطفة جوف‏
__________________________________________________
 (1). تاريخ روضة الصفا، ج 3، ص 503.
 (2). القاموس المحيط، ج 2، ص 200 (برس).
                       

الذريعة إلى حافظ الشريعة (شرح أصول الكافي جيلانى)، ج‏2، ص: 180
الرحم، خرج الولد يشبه أباه وأمه، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب، اضطربت النطفة، فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام، أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عروق الأخوال، أشبه الولد أخواله».
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاالله؛ الحديث «1».

 

 

                       

روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة)، ج‏8، ص: 601
.........
__________________________________________________
و في الصحيح بتسع طرق، عن أبي هاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد عليهما السلام قال أقبل أمير المؤمنين ذات يوم و معه الحسن بن علي عليهما السلام و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام و جلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين عليه السلام سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال يا أبا محمد أجبه.
فقال عليه السلام: (أما) ما سألت عنه من أمر الإنسان (أو الرجل) إذا نام أين تذهب روحه؟ فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها، لليقظة فإن أذن الله تعالى برد تلك الروح على صاحبها، جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله تعالى برد تلك الروح على صاحبها جذبت الهواء الريح فجذبت الريح الروح و لم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
                       

روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة)، ج‏8، ص: 602
.........
__________________________________________________
 (و أما) ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق «1» و على الحق طبق، فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق على ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي، و إن لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره.
 (و أما) ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادية (أي غير مضطربة) و بدن غير مضطرب و استكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الرجل يشبه أباه و أمه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادية و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عروق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك، و أشهد أنك وصي رسوله و القائم بحجته، و أشار إلى أمير المؤمنين عليه السلام و لم أزل أشهد- و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته، و أشار إلى الحسن عليه السلام، و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك (أو أبيه) و القائم بحجته بعدك، و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين بعده، و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على الحسن‏
__________________________________________________
 (1) الحقة بالضم وعاء من خشب ج حق و حقوق و حقق و احقاق و حقاق (القاموس).
                       

روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة)، ج‏8، ص: 603
باب العقيقة و التحنيك و التسمية و الكنى و حلق رأس المولود و ثقب أذنيه و الختان‏
4710 روى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول كل امرئ‏

__________________________________________________
بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي «1» لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر في الأرض أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا، القائم بأمر الحسن بن علي، و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا با محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن عليه السلام في أثره قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله عز و جل فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته فقال:
يا أبا محمد أ تعرفه؟ فقلت: الله تعالى و رسوله و أمير المؤمنين أعلم، فقال هو الخضر عليه السلام «2».

 

 

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 356
 (باب) ما جاء في الاثنى عشر و النص عليهم عليهم السلام «1»

 [الحديث الأول‏]
1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين و معه الحسن بن علي عليهما السلام و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين، فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسي؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأحوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن فقال: يا أبا محمد أجبه، قال: فأجابه الحسن عليه السلام فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا
__________________________________________________
 (قوله): قال: فأجابه الحسن «ع») فقال اما ما سألت عن أن الانسان اذا نام أين تذهب روحه فان روحه متعلقة بالريح و ريحه متعلقة بالهواء الى وقت ما يتحرك صاحبها للتيقظ فان أذن الله عز و جل برد تلك الروح الى صاحبها جذبت تلك الروح الريح، و جذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح في بدنه و ان لم يأذن برد تلك الروح الى صاحبها جذب الهواء الريح، و جذبت الريح الروح فلم ترد الى صاحبها الى يوم يبعث.
__________________________________________________

 (1) قوله «ما جاء في الاثنى عشر» اما الاثنا عشر بغير تعيين الاسم فوارد في الروايات المتفق عليها بين الشيعة و أهل السنة فلا يضر ضعف اسناد ما روى في هذا الباب فقد روى البخارى و مسلم و ابو داود في صحاحهم و أحمد بن حنبل في المسند عن رسول الله «ص» بألفاظ مختلفة و معنى واحد أن الائمة بعده اثنى عشر و لا يزال الاسلام عزيزا ما داموا خليفة، و هذا من أقوى حجج الامامية القائلين باثنى عشر إماما و البخارى و مسلم و أحمد بن حنبل رووا هذه الروايات و أدرجوها في كتبهم قبل ان يشتهر الامامية بالاثنى عشرية فانهم كانوا في عهد الرضا و الجواد و الهادى عليهم السلام و كان تأليفهم قبل ولادة صاحب الامر عجل الله فرجه فلا يحتمل أن يكون مجعولة مع ان ذكر الاثنى عشر وارد في كتاب سليم بن قيس الهلالى كما يأتى و أن كان نسبة الكتاب الى سليم غير ثابتة بل ثابت العدم لكن لا ريب في وجود هذا الكتاب في عهد الصادق «ع» و المتهم بوضعه أبان بن أبى عياش كان قبل عصره «ع» فلا ريب في شهرة كون الائمة اثنى عشر بين الرواة. (ش).
                       

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 357
الله و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك، و أشهد أنك وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و القائم بحجته- و أشار إلى أمير المؤمنين- و لم أزل أشهد بها و
__________________________________________________
أقول لعل المراد بالروح النفس الناطقة المجردة. فان الروح الحيوانى تبقى في البدن في حالة النوم، و بالريح القوة القدسية التي من شأنها إمالة النفس الى عالم القدس أو القوة الشريرة التى من شأنها إمالتها الى الهاوية و تعلق النفس بها كتعلق الموصوف بالصفة، و اطلاق الريح على القوة شائع لغة و عرفا. و الهواء ان كان مقصورا و ان لم يوافقه رسم الخط فالمراد به الحب و الميل الى الجهة العالية او الهاوية، و تعلق الريح به كتعلق السبب بالمسبب و المعنى أن الانسان اذا نام و فارق النفس البدن فان أذن الله تعالى برد تلك الروح الى البدن جذبت تلك الروح من حيث هى أو من جهة القوة الشهوية أو العاملة الريح يعنى القوة المذكورة، و غلبت عليها في التجاذب، و جذبت تلك الريح الهواء فلا يتحقق أمره فرجعت الروح الى البدن و سكنت فيه، و أن لم يأذن به صار الامر بالعكس فيلحق أما بأهل الجنة أو باهل النار، و ان كان ممدودا فالمراد به الفضاء بين الارض و السماء. و المراد بتعلق الريح به كونها فيه و بجذبها اياه. مفارقتها عنه الى البدن، و بجذبه اياها كونها فيه كما كان. هذا الذي ذكرناه على سبيل الاحتمال، و الله أعلم بحقيقة الحال.
و قال «ع» و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فان قلب الرجل في حق و على الحق طبق فان صلى عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب فذكر الرجل ما كان نسيه، و ان لم يصل على محمد و آل محمد و نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فاظلم الحق و نسى الرجل ما كان ذكره.
أقول: الحق- بالضم- جمع الحقة و هى معروفة، و فتح الحاء أيضا محتمل و الطبق الغطاء، و فيه دلالة: على ان الصلوات على النبي و آله صلوات الله عليهم و التوسل بهم سبب لادراك الحق و انكشافه على‏
                       

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 358
أشهد أنك وصيه و القائم بحجته- و أشار إلى الحسن عليه السلام- و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده، و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر
__________________________________________________
القلب و تركها سبب لعدم ادراكه و نسيانه، و في الاخبار تصريح بأن العلوم الحقة كلها من جهة حضرته المقدسة. و قال «ع» و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فان الرجل اذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن. و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فاسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه اباه و أمه، و ان هو أتاه بقلب غير ساكن، و عروق غير هادئة، و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة و وقعت في وقت اضطرابها على بعض العروق. فان وقعت في عرق من عروق الاعمام أشبه الولد أعمامه و ان وقعت على عرق من عروق الاخوال أشبه الرجل أخواله. أقول: الظاهر ان عروق الاعمام في الأب و عروق الاخوال فى الام و أن السكون و الاضطراب يوجد ان في الام أيضا كما يوجدان في الأب و انما الظاهر ذلك لاحتمال أن يكون كلا العرقين في الام، و من طريق العامة أن ماء الرجل غليظ أبيض، و ماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه. و من طريقهم الاخر: اذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله و اذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه. و من طريق آخر سأل النبي «ص» حبر من أحبار اليهود عن الولد فقال «ع» ماء الرجل أبيض، و ماء المرأة منى الرجل انث باذن الله تعالى. قال بعضهم معنى العلو الغلبة على الاخر و معنى السبق الخروج أولا، و زعم بعضهم أن العلو علة شبه الاعمام و الاخوال، و السبق علة للاذكار و الايناث و رد ذلك التفصيل بأنه جعل في حديث الحبر العلو علة الاذكار و الايناث و أجاب عنه الابى بأن العلو في حديث الحبر بمعنى السبق الى الرحم لان ما علا سبق و يتعين تفسيره بذلك فانه في حديث المرأة جعل العلو علة شبه الاعمام و الاخوال و جعله في حديث الحبر علة الاذكار و الايناث فلو ابقينا العلو في حديث الحبر على بابه لزم مقتضى الحديث أن يكون العلو علة فى شبه الاعمام و الاخوال، و في الاذكار و الايناث و لا يصح لان الحس يكذبه لانا نشاهد الولد ذكرا و يشبه الاخوال، و وجه الجمع بين أحاديث الباب أن يكون الشبه المذكور فى هذا الحديث يعنى به الشبه الاعم من كونه في التذكير و التأنيث و شبه الاعمام و الاخوال و السبق الى الرحم علة التذكير و التأنيث، و يخرج من مجموع ذلك ان الاقسام أربعة ان سبق ماء الرجل و علا اذكر و أشبه الولد أعمامه و ان سبق ماء المرأة و علا انث و أشبه الولد أخواله، و ان سبق ماء الرجل و علا ماءها أذكر و أشبه الولد أخواله و ان سبق ماء المرأة و علا ماءه أنث و أشبه الولد أعمامه.
                       

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 359
الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد، و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جورا، و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته، ثم قام فمضى، فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن بن علي عليهما السلام فقال: ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله؟ فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته. فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم، قال:
هو الخضر عليه السلام‏
__________________________________________________
 (قوله): قال هو الخضر «ع») هو حي موجود، و من امة نبينا «ع»، و كان نبيا و له شغل في هذا العالم، قال العياض: قد اضطرب العلماء في الخضر «ع» هل هو نبى أو ولى و احتج من قال بنبوته بكونه أعلم من موسى «ع» اذ يبعد أن يكون الولى أعلم من النبي، و بقوله تعالى «ما فعلته عن أمري» لانه اذا لم يفعله بأمره فقد فعله بالوحى، و هذه هى النبوة، و اجيب بأن ليس في الآية تعيين من بلغه ذلك عن الله تعالى فيحتمل أن يكون نبى غيره أمره بذلك، و قال المازرى القائل بأنه ولى القشيرى و كثير، و قال الشعبى هو نبى معمر محجوب عن أكثر الناس، و حكى الماوردى فيه قولا ثالثا أنه ملك، قيل: و القائلون بأنه نبى اختلفوا فى كونه مرسلا، فان قلت يضعف القول بنبوته بحديث «لا نبى بعدى» قلت: المعنى لا نبوة منشؤها بعدى و إلا لزم في عيسى «ع» حين ينزل فانه بعده أيضا هذا كلامه، و قال الثعلبى: قد اختلف فقيل كان في زمن ابراهيم «ع»، و قيل بعده بقليل، و قيل بعده بكثير و قيل انه لا يموت الا في آخر الزمان حين يرفع القرآن، و قال بعضهم جمهور العلماء الصالحين على أنه حي و حكايات اجتماعهم به في مواضع الخير و أخذهم منه و سؤالهم عنه و جوابه لهم لا تحصى كثرة، و شذ بعض المحدثين فأنكر حياته انتهى كلامه و قال الابى في كتاب اكمال الاكمال هو حي و حياته الطويلة جائزة، و فيه حكايات لا تحصى كثرة فمنها ما رواه مسلم أنه دخل على أم سلمة فقال لها النبي «ص»: ذلك الخضر، و رووا أن زوجيته إحداهما السوداء و الاخرى البيضاء و أنهما الليل و النهار، و نقل عن بعض من رآه أنه سأله‏
                       

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 360
 [الحديث الثاني‏]
2- و حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء.
قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال: فقال: لقد حدثني قبل الحيرة
__________________________________________________
هل لك زوجة؟ فقال لى: زوجتان سوداء و بيضاء، و لم يذكر الليل و النهار. و نقل غير ذلك من الحكايات.

 

 

                       

الوافي، ج‏2، ص: 299
 [2]
756- 2 الكافي، 1/ 525/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال أقبل أمير المؤمنين و معه الحسن بن علي ع و هو متك على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك‏
                       

الوافي، ج‏2، ص: 300
و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك- قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين يذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين إلى الحسن ع فقال يا أبا محمد أجبه قال فأجابه الحسن ع فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها- و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها- و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن على أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم قال هو الخضر ع.

 

 

                       

البرهان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 673
6782/ «34»- محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: «أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) و معه ابنه الحسن بن علي (عليهما السلام) و هو متكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلم على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل، إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم، و أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم، و إن تكن الاخرى، علمت أنك و هم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام، أين تذهب روحه؟
و عن الرجل، كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل، كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن، فقال: يا أبا محمد، أجبه. فأجابه الحسن (عليه السلام)، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول الله، و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و القائم بحجته- و أشار إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)- و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته- و أشار إلى الحسن (عليه السلام)- و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده، و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر
__________________________________________________
 (34)- الكافي 1: 441/ 1.
                       

البرهان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 674
علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد على رجل من ولد الحسن، لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جورا، و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته، ثم قام فمضى.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا محمد، اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن بن علي (عليهما السلام)، فقال:
ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد، فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين، فأعلمته، فقال: يا أبا محمد، أتعرفه؟ قلت: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم. قال: هو الخضر (عليه السلام)».

 

 

البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 712
يقولون لك: يا محمد اعفنا من علي، و يخوفونك أنهم يلحقون بالكفار.
قوله تعالى:
و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله [38]
9229/ «1»- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: حنفاء لله غير مشركين به «1»، قال: «الحنيفية من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، قال: فطرهم على المعرفة به».
قال زرارة: و سألته عن قول الله عز و جل: و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلى «2» الآية، قال: «أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذر، فعرفهم و أراهم نفسه، و لو لا ذلك لم يعرف أحد ربه».
و قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): كل مولود يولد على الفطرة، يعني المعرفة بأن الله عز و جل خالقه، كذلك قوله تعالى: و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله».
قوله تعالى:
الله يتوفى الأنفس حين موتها [42]
9230/ «2»- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام)، قال: «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في المسجد و عنده الحسن بن علي (عليهما السلام)، و أمير المؤمنين (عليه السلام) متكئ على يد سلمان، فأقبل رجل حسن اللباس، فسلم على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فرد عليه مثل سلامه و جلس، فقال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل، إن أخبرتني بها علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما ليس لهم، و خرجوا من دينهم، و صاروا بذلك غير مؤمنين في الدنيا، و لا خلاق لهم في الآخرة، و إن تكن الاخرى علمت أنك و هم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): سل عما بدا لك.
فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه. و عن الرجل كيف يذكر و ينسى، و عن الرجل يشبه ولده الأعمام‏
__________________________________________________
 (1)- الكافي 2: 10/ 4.
 (2)- تفسير القمي 2: 249.
 (1) الحج 22: 31.
 (2) الأعراف 7: 172.
                       

البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 713
و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن (عليه السلام) فقال: يا أبا محمد أجبه.
فقال: أما ما سألت عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ فإن الروح متعلقة بالريح، و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها، فإن أذن الله بالرد عليه جذبت تلك الروح تلك الريح، و جذبت تلك الريح ذلك الهواء، فأسكنت الروح في بدن صاحبها، و إن لم يأذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، و جذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث». و هذا الحديث فيه زيادة، و هو من مشاهير الأحاديث.
و رواه ابن بابويه، و الشيخ، و محمد بن إبراهيم النعماني «1»

 

 

                       

حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام، ج‏4، ص: 33
الباب السادس في علمه عليه السلام بغوامض العلم و جوابه السديد
1- ابن بابويه، قال: حدثنا أبي، و محمد بن الحسن رضي الله عنه، يعني ابن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار، و أحمد بن إدريس جميعا، قالوا: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن محمد ابن علي الثاني عليه السلام «1» قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم و معه الحسن بن علي عليهما السلام، و سلمان الفارسي رضي الله عنه، و أمير المؤمنين «2» متكئ على يد سلمان رضي الله عنه، فدخل المسجد الحرام، فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن‏
__________________________________________________
 (1) في العيون: محمد بن علي الباقر عليهما السلام، و هو سهو، فإن داود بن القاسم أبا هاشم الجعفري من أصحاب الجواد و العسكريين عليهم السلام، كما تقدم، و ما ولد إلا بعد زمان الباقر عليه السلام بسنين كثيرة، و الصواب كما في الكافي و العلل و البحار: عن محمد بن علي الثاني و هو الإمام الجواد عليه السلام.
 (2) في المصدر، و الكافي: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام و معه الحسن بن علي عليهما السلام و هو متكئ على يد سلمان.
                       

حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام، ج‏4، ص: 34
علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم «1» أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء «2».
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين الى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا أبا محمد أجبه.
فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان «3» إذا نام أين تذهب روحه؟
فإن روحه معلقة بالريح «4» و الريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإن أذن الله برد تلك الروح إلى صاحبها «5»، جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح، فأسكنت في بدن صاحبها، و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها «6» جذبت الهواء الريح، و جذبت الريح الروح، فلم ترد على صاحبها إلا إلى وقت ما يبعث.
و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق «7» و على الحق طبق، فإن صلى الرجل «8» عند ذلك على محمد و آل محمد انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق و ذكر الرجل ما كان نسي، و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد، أو
__________________________________________________
 (1) في الكافي: ما قضى عليهم.
 (2) الشرع (بكسر الشين المعجمة و سكون الراء المهملة، و بفتح الشين و الراء): المثل يقال: هما شرعان أي مثلان.
 (3) في العلل: من أمر الرجل.
 (4) في العيون و البحار: فإن روحه متعلقة بالريح متعلقة بالهواء.
 (5) في العلل و العيون و البحار: على صاحبها.
 (6) في العلل و العيون و البحار: على صاحبها.
 (7) الحق (بضم الحاء المهملة): الوعاء.
 (8) في العلل: فإن هو صلى على النبي صلاة تامة انكشف.
                       

حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام، ج‏4، ص: 35
نقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق، و أظلم القلب، و نسي الرجل ما كان ذكره، و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن، و عروق هادئة «1» و بدن غير مضطرب استكنت تلك النطفة في جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه و أمه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن، و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه، و القائم بحجته بعده، و أشار إلى أمير المؤمنين عليه السلام و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن ابنك هو القائم بحجتك بعدك، و أشار إلى الحسن عليه السلام، و أشهد أن الحسين بن علي، و هو ابنك، القائم بأمر الحسن بعده، بحجتك بعدك، و أشهد أن علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمد، أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يسمى و لا يكنى حتى يظهر «2» أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت‏
__________________________________________________
 (1) الهادئة: الساكنة.
 (2) في هذا الحديث دلالة على استمرار تحريم التسمية الى وقت ظهوره عليه السلام و به قال جمع من علمائنا المحدثين، و ذهب جماعة كصاحب كشف الغمة و نصير الدين الطوسي و الشيخ بهاء الدين‏
                       

حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام، ج‏4، ص: 36
جورا، و السلام عليكم يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته، ثم قام و مضى.
فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتبعه و انظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السلام في أثره، قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد، فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته، فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ فقلت: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم، فقال عليه السلام:
هو الخضر عليه السلام «1».

 

 

کلام علامه مجلسی

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 203
باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم ع‏
 [الحديث 1]
1 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع و معه الحسن بن علي ع و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين- فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضي عليهم و أن ليسوا

__________________________________________________
باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم من الله «1» عليهم السلام الحديث الأول: صحيح.
" أن القوم" أي أبا بكر و أعوانه و أصحابه" ما قضى عليهم" على بناء المجهول أي حكم عليهم بالبطلان، أو بأنهم أصحاب النار بسببه أو على بناء المعلوم، و الضمير للموصول توسعا، و في الإعلام ما أقضي عليهم أنهم ليسوا، و في إكمال الدين: ما قضى عليهم أنهم، و المراد بما ركبوا ادعاء الخلافة و منعه عليه السلام عن القيام بها، و في القاموس: الناس في هذا شرع، و يحرك أي سواء.
و في إكمال الدين بعد قوله: أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه؟ فإن روحه متعلقة بالريح، و ريحه متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدنه، و إن لم يأذن الله تعالى برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد إلى صاحبها إلى يوم يبعث، و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق، و على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب فذكر الرجل‏
__________________________________________________
 (1) جملة «من الله» ليست في المتن و كأنه من الشارح (ره).
                       

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 204
بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب‏
__________________________________________________
ما كان نسيه و إن لم يصل على محمد و آل محمد، أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره، و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فاستكنت تلك النطفة في جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه و أمه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله، فقال الرجل:. إلى آخر الخبر.
و قد أوردت الرواية بأسانيد جمة من كتب كثيرة في كتاب السماء و العالم من كتابنا الكبير، و المجلد التاسع و العشرين منه و غيرهما، و شرحناها هناك.
و جملة القول فيها أنه يمكن أن يكون المراد بالروح الروح الحيوانية و بالريح النفس الذي به حياة الحيوان، و بالهواء الهواء الخارج المنجذب بالتنفس أو يكون المراد بالروح النفس مجردة كانت أم مادية و بالريح الروح الحيوانية لشباهتها بالريح في لطافتها و تحركها و نفوذها في مجاري البدن و بالهواء التنفس و الطبق محركة غطاء كل شي‏ء، و لا يبعد أن يكون الكلام مبنيا على الاستعارة و التمثيل، فإن الصلاة على محمد و آل محمد لما كانت سببا للقرب من المبدأ و استعداد النفس لإفاضة العلوم عليها، فكأن الشواغل الجسمانية و الشهوات النفسانية الموجبة للبعد عن جناب الحق سبحانه طبق عليها، فتصير الصلاة سببا لكشفه و تنور القلب و استعداده لفيض الحق تعالى إما بإفاضة ثانية عند محو الصورة مطلقا، أو باستردادها عن الخزانة إذا كانت مخزونة فيها، كما قالوا في الفرق بين السهو و النسيان و يقال: هدأ كمنع هدأ و هدوءا: سكن.
                       

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 205
روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن فقال يا أبا محمد أجبه قال فأجابه الحسن ع فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله ص و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد و أشهد على موسى أنه‏
__________________________________________________
و يحتمل أن يكون المراد أنه إذا لم تضطرب النطفة تحصل المشابهة التامة لأن المني يخرج من جميع البدن فيقع كل جزء موقعه فتكمل المشابهة، و إذا اضطرب وقع بعض الأجزاء موقعه و بعضها في غير موقعه فتحصل المشابهة الناقصة فيشبه الأعمام إن كان الأغلب مني الأب لأنهم أيضا يشبهون الأب مشابهة ناقصة، و إن كانت الغالب مني الأم أشبه الأخوال كذلك، و يمكن أن يكون بعض العروق في بدن الأب منسوبا إلى الأعمام، و في بدن الأم منسوبا إلى الأخوال، ففي حالة الاضطراب يعلو المني الخارج من ذلك العرق، فالمراد بالعرق المني الخارج من العرق، و فيه بعد.
و روى الصدوق (ره) في العلل بإسناده عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له: إن الرجل ربما أشبه أخواله و ربما أشبه عمومته؟ فقال: إن نطفة الرجل بيضاء غليظة، و نطفة المرأة صفراء رقيقة، فإن غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة أشبه الرجل أباه و عمومته، و إن غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله.
و قال النبي صلى الله عليه و آله في حديث ابن صوريا: أيهما علا ماؤه ماء صاحبه كان أشبه له، و في حديث ابن سلام: إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إليه و تفصيل القول في جميع ذلك موكول إلى كتابنا الكبير.
" أشهد أن لا إله" قيل: أن مخففة من المثقلة، و ضمير الشأن مقدر أو مفسرة لتضمن أشهد معنى أقول" و لم أزل أشهد بها" الضمير للشهادة بمعنى المشهود به،
                       

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 206
القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم قال هو الخضر ع‏
__________________________________________________
أو لهذه الكلمة" من ولد الحسن" كان من للبيان فإنه لم يكن له عليه السلام ولد غير القائم، و الولد بالضم و التحريك يكون مفردا و جمعا" ما كان" ما نافية، و كان تامة أي ما كان شي‏ء صادر عن الرجل بعد الخروج عن المسجد" إلا أن وضع" أن مصدرية و المصدر مستثنى مفرغ فاعل كان.
و الخضر، المشهور بيننا أنه عليه السلام كان نبيا و الآن من أمة نبينا صلى الله عليه و آله و يبقى إلى نفخ الصور لأنه شرب الماء الحياة و هو مؤنس للقائم صلوات الله عليه، و قال عياض من علماء العامة: قد اضطرب العلماء في الخضر عليه السلام هل هو نبي أو ولي، و احتج من قال بنبوته بكونه أعلم من موسى عليه السلام إذ يبعد أن يكون الولي أعلم من النبي عليه السلام، و بقوله تعالى:" ما فعلته عن أمري «1»" لأنه إذا لم يفعله بأمره فقد فعله بالوحي، فهذه هي النبوة، و أجيب بأنه ليس في الآية تعيين من بلغه ذلك عن الله تعالى، فيحتمل أن يكون نبي غيره أمره بذلك.
__________________________________________________
 (1) سورة الكهف: 82.
                       

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 207
 [الحديث 2]
2 و حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن يا أبا جعفر

__________________________________________________
و قال المازري: القائل بأنه ولي القشيري و كثير، و قال الشعبي: هو نبي معمر محجوب عن أكثر الناس، و حكى الماوردي فيه قولا ثالثا أنه ملك.
و القائلون بأنه نبي اختلفوا في كونه مرسلا، فإن قلت: يضعف القول بنبوته لحديث: لا نبي بعدي، قلت: المعنى لا نبوة منشأها بعدي، و إلا لزم في عيسى حين ينزل فإنه بعده أيضا، انتهى.
و قال الثعلبي: قد اختلف فقيل: كان في زمن إبراهيم عليه السلام، و قيل: بعده بقليل و قيل: بعده بكثير، و حكايات اجتماعهم به في مواضع الخير و أخذهم منه و سؤالهم له و جوابه لهم لا تحصى كثرة، و شذ بعض المحدثين فأنكر حياته، انتهى.

 

                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 414
علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا و الخميس ابني الحسن و الجمعة ابن ابني و إليه يجتمع «1» عصابة الحق و هو الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و هذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال ع ودع فلا آمن عليك «2».
بيان: قال الجزري فيه إن ابن مسعود سلم عليه و هو يصلي و لم يرد عليه قال فأخذني ما قدم و ما حدث أي الحزن و الكأبة يريد أنه عاودته أحزانه القديمة و اتصلت بالحديثة و قيل معناه غلب علي التفكر في أحوالي القديمة و الحديثة أيها كان سببا لترك رده السلام علي انتهى «3» و الوحي الإشارة.
أقول وجدنا كثيرا من الأخبار العامية تعرض على الأئمة ع و هم لا يصرحون بكونها موضوعة تقية بل يؤولونها على ما يوافق الحق و يمكن أن يكون هذا الخبر أيضا كذلك مع أن لأخبارهم أيضا ظهرا و بطنا كالقرآن و الله يعلم.
باب 48 نص الخضر عليه السلام عليهم صلوات الله عليهم و بعض النوادر
1- ك، إكمال الدين ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أبي و ابن الوليد معا عن سعد و الحميري و محمد العطار و أحمد بن إدريس جميعا عن البرقي عن داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني «4» قال: أقبل أمير المؤمنين ذات يوم و معه الحسن بن علي ع و سلمان الفارسي رحمه الله‏
__________________________________________________
 (1) في المصدر: تجمع.
 (2) كفاية الاثر: 38.
 (3) النهاية 3: 235.
 (4) في العيون: محمد بن على الباقر. و هو سهو فان داود بن القاسم من أصحاب الجواد و العسكريين عليهم السلام، راجع جامع الرواة 1: 307.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 415
و أمير المؤمنين ع متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى أبي محمد الحسن بن علي ع فقال يا با محمد أجبه فقال ع أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الريح الروح «1» و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح و أسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد صلاة تامة انكشفت [انكشف‏] ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة «2» و بدن غير مضطرب فاستكنت «3» تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق‏
__________________________________________________
 (1) في كمال الدين: جذبت تلك الروح الريح.
 (2) أي ساكنة.
 (3) في كمال الدين: و انسكبت. أى انصبت.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 416
غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله «1» و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى أبي محمد الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي ع وصي أبيك و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين ع «2» أنه القائم بأمر الحسين ع بعده و أشهد على محمد بن علي ع أنه القائم بأمر علي بن الحسين «3» و أشهد على جعفر بن محمد ع أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر ع أنه القائم بأمر جعفر بن محمد ع و أشهد على علي بن موسى ع أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي ع أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي ع- لا يسمى و لا يكنى «4» حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا أنه القائم بأمر الحسن بن علي و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ع يا با محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع في أثره قال فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد «5» فما دريت أين أخذ من أرض الله عز و جل فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا با محمد أ تعرفه فقلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر ع «6».
__________________________________________________
 (1) في العيون و (د): وصى رسوله.
 (2) في العيون و (د): و أشهد أن علي بن الحسين عليه السلام.
 (3) في العيون و (د): بأمر علي بن الحسين بعده.
 (4) في العيون و (د): لا يكنى و لا يسمى.
 (5) في العيون: خارجا من المسجد.
 (6) كمال الدين: 181- 183. عيون الأخبار: 39 و 40.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 417
غط، الغيبة للشيخ الطوسي جماعة عن عدة من أصحابنا عن الكليني عن عدة من أصحابه عن البرقي مثله «1».
ع، علل الشرائع أبي عن سعد عن البرقي عن داود بن القاسم مثله «2».
ج، الإحتجاج داود بن القاسم مثله «3».
سن، المحاسن أبي عن داود بن القاسم مثله «4».
ني، الغيبة للنعماني عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي عن محمد بن جعفر عن البرقي مثله «5».
فس، تفسير القمي أبي عن سعد عن البرقي مرسلا مثله بأدنى تغيير فقد أوردته في باب النفس و أحوالها مع شرحه «6».

 

 

                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 36
8 العلل، و العيون، عن أبيه و محمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع ذات يوم و معه الحسن بن علي ع و سلمان الفارسي رحمه الله و أمير المؤمنين متكئ على يد سلمان و دخل مسجد الحرام «1» إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا مأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى أبي محمد الحسن بن علي ع فقال يا أبا محمد أجبه فقال ع أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة «2» بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فاستكنت «3» في بدن صاحبها فإن لم يأذن الله عز
__________________________________________________
 (1) في العلل و الاحتجاج: فجلس.
 (2) في العلل «معلقة» فى الموضعين.
 (3) في العيون «فاسكنت» و في الاحتجاج «فسكنت».
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 37
و جل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد- أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره و أما ما ذكرت من أمر المولود «1» الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فاستكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة «2» فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها أشهد أن محمدا عبده «3» و رسوله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسوله و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن‏
__________________________________________________
 (1) في العلل: الرجل الذي يشبه ولده اعمامه.
 (2) في العلل: اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم فوقعت على عرق من العروق فان.
 (3) في المصادر الثلاثة: رسول الله.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 38
موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن «1» بن علي لا يسمى و لا يكنى حتى يظهر أمره فيملؤها «2» عدلا كما ملئت جورا أنه القائم بأمر الحسن بن علي و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام و مضى فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع في أثره قال فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله عز و جل فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر «3».
الإحتجاج، مرسلا مثله «4»- المحاسن، عن أبيه عن داود بن القاسم مثله «5» بيان فإن روحه متعلقة بالريح يحتمل أن يكون المراد بالروح الروح الحيوانية و بالريح النفس و بالهواء الهواء الخارج المنجذب بالنفس و أن يكون المراد بالروح النفس مجردة كانت أم مادية و بالريح الروح الحيوانية لشباهتها بالريح في لطافتها و تحركها و نفوذها في مجاري البدن و بالهواء النفس و الحق جمع حقة بالضم فيهما و هي وعاء من خشب و لعل الجمعية هنا لاشتمال القلب الصنوبري على تجاويف و أغشية أو لاشتمال محله عليها أو هي باعتبار الإفراط و الحق مخفف حقة و الطبق محركة غطاء كل شي‏ء و لا يبعد أن يكون الكلام مبنيا على الاستعارة و التمثيل فإن الصلاة على محمد و آل محمد لما كانت سببا للقرب من المبدإ و استعداد النفس لإفاضة العلوم عليها فكان الشواغل النفسانية الموجبة للبعد عن الحق‏
__________________________________________________
 (1) في العلل: الحسين.
 (2) في الاحتجاج: فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
 (3) علل الشرائع: ج 1، ص 90- 92، العيون: ج 1، 65- 68.
 (4) الاحتجاج: 142- 143.
 (5) المحاسن: 332.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 39
تعالى طبق عليها فتصير الصلاة سببا لكشفه و تنور القلب و استعداده لفيض الحق إما بإفاضة الصورة ثانية أو باستردادها من الخزانة.
9- تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال: أقبل أمير المؤمنين ع يوما و يده على عاتق سلمان معه الحسن ع حتى دخل المسجد فلما جلس جاء رجل عليه برد حسن فسلم و جلس بين يدي أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن مسائل فإن أنت أجبت «1» منها علمت أن القوم نالوا منك و أنت أحق بهذا الأمر من غيرك و إن لم تجبني «2» عنها علمت أنك و القوم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سل ابني هذا يعني الحسن فأقبل الرجل بوجهه على الحسن ع فقال له يا بني أخبرني عن الرجل إذا نام أين يكون روحه و عن الرجل يسمع الشي‏ء فيذكره دهرا ثم ينساه في وقت الحاجة إليه كيف هذا و أخبرني عن الرجل يلد له الأولاد منهم من يشبه أباه و عمومته و منهم من يشبه أمه و أخواله فكيف هذا فقال له الحسن ع نعم أما الرجل إذا نام فإن روحه يخرج مثل شعاع الشمس فيتعلق بالريح و الريح بالهواء فإذا أراد الله أن ترجع جذب الهواء الريح و جذب الريح الروح فرجعت إلى البدن فإذا أراد الله أن يقبضها جذب الهواء الريح و جذب الريح الروح فقبضها «3» و أما الرجل الذي ينسى الشي‏ء ثم يذكره فما من أحد إلا على رأس فؤاده حقة مفتوحة الرأس فإذا سمع الشي‏ء وقع فيها فإذا أراد الله أن ينساها طبق عليها و إذا أراد أن يذكره فتحها و هذا دليل الإلهية و أما الرجل الذي يلد له الأولاد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فإن الولد يشبه أباه و عمومته و إذا سبق ماء المرأة ماء الرجل يشبه أمه و أخواله «4» فالتفت الرجل إلى أمير المؤمنين ع فقال أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أقولها و أشهد
__________________________________________________
 (1) في المصدر: خرجت.
 (2) فيه: لم تخرج منها.
 (3) في المصدر: فيقبضها إليه.
 (4) فيه: خئولته.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 40
أن محمدا رسول الله «1» و لم أزل أقولها و أشهد أنك وصي محمد و خليفته في أمته و أمير المؤمنين حقا و أن الحسن القائم بأمرك و أن الحسين القائم من بعده بأمره و أن علي بن الحسين القائم بأمره من بعده و أن محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و وصي الحسن بن علي القائم بالقسط المنتظر الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا ثم قام و خرج من باب المسجد فقال أمير المؤمنين ع للحسن هذا أخي الخضر «2».
بيان و هذا دليل الإلهية أي كون الذكر و النسيان بيد الله و من قبله دليل على وجود الصانع كما قال أمير المؤمنين ع عرفت الله بفسخ العزائم و في بعض النسخ الإلهامية أي العلوم الإلهامية فإنه إذا كان الذكر من قبله تعالى فالعلوم كلها منه و يجوز أن يلهم من يشاء من عباده ما يشاء و الأول أظهر.

 

 

الهواء

                        تفسير القمي، ج‏1، ص: 321
 و قوله و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها يقول يكفل بأرزاق الخلق- قوله و يعلم مستقرها يقول حيث يأوي بالليل و مستودعها حيث يموت و قوله و هو الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام- و كان عرشه على الماء و ذلك في مبتدإ الخلق، إن الرب تبارك و تعالى خلق الهواء- ثم خلق القلم فأمره أن يجري- فقال يا رب بما
                       

تفسير القمي، ج‏1، ص: 322
أجري فقال بما هو كائن ثم خلق الظلمة من الهواء و خلق النور من الهواء- و خلق الماء من الهواء- و خلق العرش من الهواء و خلق العقيم من الهواء و هو الريح الشديد- و خلق النار من الهواء- و خلق الخلق كلهم من هذه الستة- التي خلقت من الهواء- فسلط العقيم على الماء فضربته- فأكثرت الموج و الزبد- و جعل يثور دخانه في الهواء- فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد اجمد فجمد و قال للموج اجمد فجمد- فجعل الزبد أرضا- و جعل الموج جبالا رواسي للأرض- فلما أجمدها قال للروح و القدرة سويا عرشي إلى السماء- فسويا عرشه إلى السماء- و قال للدخان اجمد فجمد ثم قال له ازفر فزفر «1» فناداها و الأرض جميعا ائتيا طوعا أو كرها- قالتا أتينا طائعين- فقضاهن سبع سماوات في يومين و من الأرض مثلهن، فلما أخذ في رزق خلقه خلق السماء و جناتها- و الملائكة يوم الخميس و خلق الأرض يوم الأحد و خلق دواب البحر و البر يوم الإثنين و هما اليومان اللذان يقول الله إنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين و خلق الشجر و نبات الأرض- و أنهارها و ما فيها و الهوام في يوم الثلاثاء و خلق الجان و هو أبو الجن في يوم السبت و خلق الطير يوم الأربعاء و خلق آدم في ست ساعات من يوم الجمعة فهذه الستة الأيام- خلق الله السماوات و الأرض و ما بينهما.
قال علي بن إبراهيم في قوله ليبلوكم أيكم أحسن عملا معطوف على قوله «الر كتاب أحكمت آياته- ثم فصلت من لدن حكيم خبير ليبلوكم أيكم أحسن عملا» و قوله و لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة قال إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم فنردهم و نعذبهم ليقولن ما يحبسه أي يقولون‏
__________________________________________________
 (1). زفر زفيرا: أخرج نفسه و المراد هنا إخراج الصوت من أعماق النفس. ج. ز

 

                       

حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام، ج‏1، ص: 13
2- محمد بن خالد الطيالسي «1»، و محمد بن عيسى بن عبيد «2»، بإسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي «3»، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: كان الله و لا شي‏ء غيره، و لا معلوم و لا مجهول، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا صلى الله عليه و آله و سلم، و خلقنا أهل البيت‏
__________________________________________________
- مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرسين ص 254- 256- الباب (23) الحديث (4)- و علل الشرائع ط النجف الأشرف ص 5- 7- الباب (7)- الحديث (1) و أخرجه في البحار ج 26/ 335 ح 1 و ج 60/ 303 ح 16 عن العيون و الاكمال و العلل، و أخرجه القندوزي في الينابيع: 485.
و لا يخفى أن هذا الحديث بعين السند و المتن يأتي في المنهج الثاني في الباب (45) تحت عنوان أن أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السلام أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
 (1) محمد بن خالد الطيالسي أبو عبد الله التميمي الكوفي توفي سنة (259) و هو ابن (97) سنة و عده الشيخ الطوسي تارة من أصحاب الكاظم عليه السلام، و أخرى ممن لم يرو عنهم، و قال في «الفهرست» له كتاب رويناه عن الحسين بن عبد الله ... الخ.
 (2) محمد بن عيسى بن عبيد: بن يقطين أبو جعفر العبيدي اليقطيني، قال النجاشي في «الرجال» ص 235: جليل في أصحابنا، ثقة عين كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام مكاتبة و مشافهة، و قال الكشي: كان الفضل بن شاذان يحب العبيدي و يثني عليه و يمدحه و يميل إليه و يقول: ليس في أقرانه مثله.
و قال التستري في «القاموس» ج 8 ص 332: لم نقف على ما قاله النجاشي من روايته عن الجواد عليه السلام لا مكاتبة و لا مشافهة و إنما وجد روايته مكاتبة عن الهادي عليه السلام و نقل عن الكشي أنه قال: العبيدي أصغر من أن يروي عن ابن محبوب. مع أن الحسن بن محبوب مات في آخر سنة (224) و المشهور أن وفاة الامام الجواد عليه السلام في سنة (220) فكيف يروي عنه عليه السلام.
و قال التستري أيضا: أول من ضعف العبيدي ابن الوليد و تبعه ابن بابويه لحسن ظنه به و تبع ابن بابويه الشيخ الطوسي لحسن ظنه به و حينئذ فكأن المضعف منحصر بابن الوليد و أما من تقدم عليه أو من عاصره أو من تأخر عنه غير تابعيه فمجمعون على جلاله و يكفي في فضله ثناء مثل الفضل عليه.
 (3) جابر بن يزيد الجعفي: أبو عبد الله لقي الامامين الهمامين الصادقين أبا جعفر و أبا عبد الله عليهما السلام، و روي أنه روى عن الباقر عليه السلام سبعين ألف حديث- و روى الكشي و غيره أحاديث كثيرة تدل على مدحه و توثيقه- و روى فيه ذم يصلح الجواب عنه بما روي في زرارة، توفي بالكوفة سنة (128).
                       

حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السلام، ج‏1، ص: 14
معه من نور عظمته، فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه، لا سماء «1»، و لا أرض، و لا مكان، و لا ليل، و لا نهار، و لا شمس، و لا قمر، يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس، نسبح الله تعالى و نقدسه، و نحمده و نعبده حق عبادته، ثم بدا لله تعالى أن يخلق المكان فخلقه، و كتب على المكان: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين وصيه، به أيدته، و به نصرته.
ثم خلق الله العرش، فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك.
ثم خلق السموات، فكتب على أطرافها مثل ذلك، ثم خلق الجنة و النار، فكتب عليهما مثل ذلك، ثم خلق الله الملائكة و أسكنهم السمآء، ثم «2» تراءى لهم الله تعالى، و أخذ منهم الميثاق له بربوبيته، و لمحمد صلى الله عليه و آله و سلم بالنبوة، و لعلي عليه السلام بالولاية، فاضطربت فرائص «3» الملائكة، فسخط الله تعالى على الملائكة، و احتجب عنهم، فلاذوا بالعرش سبع سنين، يستجيرون الله من سخطه، و يقرون بما أخذ عليهم، و يسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما أقروا بذلك، فأسكنهم بذلك الإقرار السماء، و اختصهم لنفسه، و اختارهم لعبادته.
ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبح فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا، و لو لا تسبيح أنوارنا ما دروا كيف يسبحون الله، و لا كيف يقدسونه.
ثم إن الله خلق الهواء فكتب عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين وصيه، به أيدته، و به نصرته.
ثم الله تعالى خلق الجن، فأسكنهم الهواء، و أخذ الميثاق منهم له‏

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 341
8- شرح النهج، شرح نهج البلاغة لمحمد بن الحسين الكيدري و لابن ميثم رحمة الله عليهما قالا روي أن زرارة و هشاما اختلفا في الهواء أ هو مخلوق أم لا فرفع إلى الصادق ع بعض مواليه و قال إني متحير فإني أرى أصحابنا يختلفون فقال ليس هذا بخلاف يؤدي إلى الكفر و الضلال.
بيان يدل على أن الخطاء في أمثال تلك الأمور التي لا تعلق لها بأصول الدين و لا فروعه لا يوجب ضلالا و وبالا بل يومئ إلى أن العلم بها ليس مما يورث للإنسان فضلا و كمالا ثم إنه يحتمل أن يكون اختلافهما في وجود الهواء بمعنى الخلإ و البعد الذي هو مكان عند المتكلمين كما ذكره ابن ميثم و قد تقدم كلامه في ذلك في الباب الأول و يحتمل أن يراد به الهواء الذي هو أحد العناصر.

 

                       

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏25، ص: 223
و قال بعضهم الروح فقال أبو جعفر ع ما قالوا شيئا- أخبرك أن الله تبارك و تعالى كان و لا شي‏ء غيره و كان عزيزا و لا أحد كان قبل عزه و ذلك قوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون «1» و كان الخالق قبل المخلوق و لو كان أول ما خلق من خلقه الشي‏ء من الشي‏ء إذا لم يكن له انقطاع أبدا و لم يزل الله إذا و معه شي‏ء ليس هو يتقدمه و لكنه كان إذ لا شي‏ء غيره و خلق الشي‏ء الذي جميع الأشياء منه و هو الماء الذي خلق الأشياء منه فجعل نسب كل شي‏ء إلى الماء و لم يجعل للماء نسبا يضاف إليه و خلق الريح من الماء

__________________________________________________
الماء، و منه أنواع الجواهر كلها من السماء و الأرض و ما بينهما، و ذكر أن من جمود الماء تكونت الأرض، و من انحلاله تكون الهواء، و من صفوته تكونت النار و من الدخان و الأبخرة تكونت السماء، و قيل: جوهر تكون منه الماء كما نقل أنه جاء في السفر الأول من التوراة أن مبدأ الخلق جوهر خلقه الله تعالى، ثم نظر إليه نظر الهيبة فذابت أجزاؤه فصارت ماء فثار من الماء بخار كالدخان، فخلق منه السماوات، و ظهر على وجه الماء مثل زبد البحر، فخلق منه الأرض، ثم أرساها بالجبال.
و ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره «2» قوله تعالى:" و كان عرشه على الماء «3»" قال:
و ذلك في مبدء الخلق إن الرب تعالى خلق الهواء، ثم خلق القلم، فأمره أن يجري فقال: يا رب بما أجري فقال: بما هو كائن ثم خلق الظلمة من الهواء، و خلق النور من الهواء، و خلق الماء من الهواء، و خلق العرش من الهواء، و خلق العقيم من الهواء و هو الريح الشديد، و خلق النار من الهواء، و خلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء. و الظاهر أنه أخذه من خبر، لكن لا يعارض الأخبار المسندة، و على تقدير صحته يمكن الجمع بحمل أولية الماء على التقدم الإضافي بالنسبة إلى الأجسام المشاهدة المحسوسة التي يدركها جميع الخلق، فإن الهواء ليس منها، و لذلك أنكر طائفة وجوده.
__________________________________________________
 (1) سورة الصافات: 180.
 (2) تفسير القمي: ج 1 ص 321- 322.
 (3) سورة هود: 7.
                       

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏25، ص: 224
ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع و لا ثقب و لا صعود و لا هبوط و لا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع و لا ثقب و ذلك قوله- السماء بناها رفع سمكها فسواها و أغطش ليلها و أخرج ضحاها «1» قال و لا شمس و لا قمر و لا نجوم و لا سحاب ثم طواها

__________________________________________________
و يدل على تقدم خلق الماء على الهواء و على المخلوقات طرا سوى العرش، و الملائكة ما رواه الصدوق «2» بإسناده عن أبي الصلت الهروي" قال: سأل المأمون أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز و جل:" و هو الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام و كان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا «3»" فقال: إن الله تبارك و تعالى خلق العرش و الماء و الملائكة قبل خلق السماوات و الأرض، و كانت الملائكة تستدل بأنفسها، و بالعرش و الماء على الله عز و جل ثم جعل عرشه على الماء، ليظهر بذلك قدرته للملائكة، فتعلم أنه على كل شي‏ء قدير، ثم رفع العرش بقدرته و نقله فجعله فوق السماوات السبع، ثم خلق السماوات و الأرض في ستة أيام، و هو مستولي على عرشه، و كان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين، و لكنه عز و جل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شي‏ء، فتستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره". و روى الصدوق «4» في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام بإسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام" قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال يا أمير المؤمنين: إني أسألك عن أشياء فقال:
أخبرني عن أول ما خلق الله؟ فقال: النور، و روي في بعض الأخبار «5» عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: أول ما خلق الله نوري، و في بعضها: أول ما خلق الله روحي، و روى الكليني و غيره بأسانيدهم عن أبي عبد الله أنه قال: إن الله خلق العقل، و هو أول خلق من‏
__________________________________________________
 (1) سورة النازعات: 27- 29.
 (2) التوحيد للصدوق (ره): ص 236.
 (3) سورة هود: 7.
 (4) عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 241.
 (5) بحار الأنوار: ج 57 ص 198 ح 145 و 175 ح 133. و الحديث مروي عن علي عليه السلام.
                       

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏25، ص: 225
..........
__________________________________________________
الروحانيين عن يمين العرش من نوره «1»، فالخبر الأخير لا يدل على تقدم العقل على جميع الموجودات، بل على خلق الروحانيين، و يمكن أن يكون خلقها متأخرا عن خلق الماء و الهواء، و أما الخبران الآخران فيمكن حملهما على الأولية الإضافية و الجمع بينهما ظاهر، لجواز اتحادهما و يمكن حمل أخبار الماء على الأولية الإضافية أيضا بأن يكون خلق الروحانيين مقدما على خلق الماء، و الأول أظهر و يؤيده ما سننقله من خبر الأبرش و قد فصلنا الكلام في هذا المراد في كتاب بحار الأنوار في كتاب العقل و كتاب السماء و العالم «2». قوله:" فإن بعض من سألته قال القدر" لعل هذا القائل زعم أن تقديره تعالى جوهر، و يحتمل أن يكون مراده بالقدر اللوح المثبت فيه تقديرات الأمور، و في توحيد الصدوق «3»" القدرة" و هو مبني على قول من قال بزيادة صفاته تعالى و أنها مخلوقة له.

 

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏54، ص: 169
علي و من فاطمة الحسن و الحسين فدعاهما فأطاعاه ثم خلق من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية أو أرضا مدحية أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا و كنا بعلمه أنوارا نسبحه و نسمع له و نطيع الخبر.
الإختصاص، بإسناده إلى سلمان مثله.
111 كتاب رياض الجنان، لفضل الله الفارسي بإسناده عن أنس قال قال رسول الله ص خلقنا الله نحن حيث لا سماء مبنية و لا أرض مدحية و لا عرش و لا جنة و لا نار كنا نسبحه الخبر.
112 و بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال قال: يا جابر كان الله و لا شي‏ء غيره و لا معلوم و لا مجهول فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا ص و خلقنا أهل البيت معه من نور عظمته فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء و لا أرض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله و نقدسه و نحمده و نعبده حق عبادته ثم بدا لله أن يخلق المكان فخلقه «1» و كتب على المكان لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين و وصيه به أيدته و نصرته ثم خلق الله العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك ثم خلق الله السماوات فكتب على أطرافها مثل ذلك ثم خلق الجنة و النار فكتب عليهما مثل ذلك ثم خلق الملائكة فأسكنهم «2» السماء ثم خلق الهواء فكتب عليه مثل ذلك ثم خلق الجن فأسكنهم الهواء ثم خلق الأرض فكتب على أطرافها مثل ذلك فبذلك يا جابر قامت السماوات بغير عمد و ثبتت الأرض ثم خلق الله آدم من أديم الأرض ثم ساق الحديث الطويل إلى قوله فنحن أول خلق الله و أول خلق عبد الله و سبحه و نحن سبب الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الآدميين تمام الخبر.

 

*************

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏57، ص: 15
19- الاحتجاج، قال الصادق ع للزنديق الذي سأله مسائل الريح لو حبست أياما لفسدت الأشياء جميعا و تغيرت «3» و سأله عن جوهر الريح فقال الريح هواء إذا تحرك سمي ريحا فإذا سكن سمي هواء و به قوام الدنيا و لو كفت «4» الريح ثلاثة أيام لفسد كل شي‏ء على وجه الأرض و نتن و ذلك أن الريح بمنزلة المروحة تذب و تدفع الفساد عن كل شي‏ء و تطيبه فهي بمنزلة الروح إذا
__________________________________________________
 (1) الكافي: ج 8، ص 217.
 (2) في المصدر، أو.
 (3) الاحتجاج: 7، 1.
 (4) في المخطوطة: كثفت.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏57، ص: 16
خرج عن البدن نتن البدن و تغير فتبارك الله أحسن الخالقين «1»

 

 

                       

تفسير القمي، ج‏2، ص: 23
و أما قوله و من كان في هذه أعمى- فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا
فإنه حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر ع قال جاء رجل إلى أبي علي بن الحسين ع فقال إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت و في من نزلت فقال أبي ع سله فيمن نزلت «و من كان في هذه أعمى- فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا» و فيمن نزلت «لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم- إن كان الله يريد أن يغويكم» و فيمن نزلت «يا أيها الذين آمنوا- اصبروا و صابروا و رابطوا» فأتاه الرجل فسأله، فقال وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله عن العرش مم خلقه الله و متى خلق و كم هو و كيف هو فانصرف الرجل إلى أبي فقال أبي فهل أجابك بالآيات فقال لا. قال أبي: لكن أجيبك فيها بعلم- و نور غير مدع و لا منتحل- أما قوله: و من كان في هذه أعمى- فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا ففيه نزل و في أبيه- و أما قوله: و لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم ففي أبيه نزلت- و أما الأخرى «1» ففي أبيه [ابنه‏] نزلت و فينا، و لم يكن الرباط الذي أمرنا به- و سيكون ذلك من نسلنا المرابط- و من نسله المرابط، و أما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله. فإن الله خلقه أرباعا،
__________________________________________________
 (1). أي قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا إلخ‏
                       

تفسير القمي، ج‏2، ص: 24
لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء- الهواء و القلم و النور، ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة، و من ذلك النور نور أخضر- و منه اخضرت الخضرة- و نور أصفر منه اصفرت الصفرة، و نور أحمر منه احمرت الحمرة، و نور أبيض و هو نور الأنوار، و منه ضوء النهار- ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ- كل طبق لأول [كأول‏] العرش إلى أسفل السافلين- و ليس من ذلك طبق- إلا و يسبح بحمد ربه- و يقدسه بأصوات مختلفة- و ألسنة غير مشتبهة- لو أذن للسان واحد- فأسمع شيئا مما في تحته لهدم الجبال و المدائن- و الحصون و كشف البحار- و لهلك ما دونه، له ثمانية أركان- يحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم- إلا الله يسبحون الليل و النهار- لا يفترون و لو أحس حس [و لو أحسر] شي‏ء مما فوقه- ما قام لذلك طرفة عين، بينه و بين الإحساس الجبروت و الكبرياء- و العظمة و القدس و الرحمة و العلم- و ليس وراء هذا مقال- لقد طمع الحائر في غير مطمع- أما إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم فيخرجون أقواما من دين الله- و ستصبغ الأرض بدماء فراخ من أفراخ محمد تنهض تلك الفراخ في غير وقت- و تطلب غير مدرك و ترابط الذين آمنوا- و يصبرون و يصابرون حتى يحكم الله بيننا- و هو خير الحاكمين.

 

 

                        تفسير القمي، ج‏2، ص: 69
و أما قوله: أ و لم ير الذين كفروا- أن السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما
فإنه حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال خرج هشام بن عبد الملك حاجا و معه الأبرش الكلبي فلقيا أبا عبد الله ع في المسجد الحرام فقال هشام للأبرش تعرف هذا قال: لا، قال: هذا الذي تزعم الشيعة أنه نبي من كثرة علمه- فقال الأبرش لأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها- إلا نبي أو وصي نبي- فقال هشام وددت أنك فعلت ذلك، فلقي الأبرش أبا عبد الله ع: فقال يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله «أ و لم ير الذين كفروا- أن السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما» فبما كان رتقهما و بما كان فتقهما- فقال أبو عبد الله ع: يا أبرش هو كما وصف نفسه و كان عرشه على الماء و الماء على الهواء- و الهواء لا يحد و لم يكن يومئذ خلق غيرهما و الماء يومئذ عذب فرات- فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح- فضربت الماء حتى صار موجا- ثم أزبد فصار زبدا واحدا- فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد- ثم دحا الأرض من تحته فقال الله تبارك و تعالى «إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا» ثم مكث الرب تبارك و تعالى ما شاء- فلما أراد أن يخلق‏
                       

 

                        تفسير القمي، ج‏2، ص: 333
53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62
بسم الله الرحمن الرحيم و النجم إذا هوى قال: النجم رسول الله ص إذا هوى «2» لما أسري به إلى السماء و هو في الهواء- و هذا رد على من أنكر
__________________________________________________
 (1). يعني أقام رسول الله ص عليا ع خليفة له برأيه.
 (2). هوى الجبل: صعده و ارتفع فهو من لغات الأضداد و قيل «الهوي» بفتح الهاء للارتفاع و «الهوي» بضم الهاء للانحدار. ج. ز
                       

تفسير القمي، ج‏2، ص: 334
المعراج و هو قسم برسول الله ص و هو فضل له على الأنبياء- و جواب القسم ما ضل صاحبكم و ما غوى- و ما ينطق عن الهوى أي لا يتكلم بالهوى إن هو يعني القرآن إلا وحي يوحى- علمه شديد القوى يعني الله عز و جل ذو مرة فاستوى يعني رسول الله ص،

 

                       

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص: 88
5- حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي هاشم قال حدثني سلام بن أبي عمير عن عمارة قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين ع إذ أقبل رجل فسلم عليه ثم قال يا أمير المؤمنين و الله إني لأحبك فسأله ثم قال له إن الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام ثم أسكنت الهواء فما تعارف منها ثم ائتلف هاهنا و ما تناكر منها ثم اختلف هاهنا و إن روحي أنكر روحك.
































فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است



****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 11/11/2024 - 9:3

تفسير الصافي، ج‏4، ص: 323
العياشي عن الباقر عليه السلام قال ما من احد ينام الا عرجت نفسه الى السماء
                       

تفسير الصافي، ج‏4، ص: 324
و بقيت روحه في بدنه و صار بينهما سبب كشعاع الشمس فان أذن الله في قبض الأرواح أجابت الروح النفس و ان اذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح و هو قوله سبحانه الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية فما رأت في ملكوت السموات فهو مما له تأويل و ما رأت فيما بين السماء و الأرض فهو مما يخيله الشيطان و لا تأويل له و قد مضى الوجه في التوفيق بين نسبة التوفي تارة الى الله و اخرى الى ملك الموت و اخرى الى ملائكة اخر في سورة النساء إن في ذلك لآيات على كمال قدرته و حكمته و شمول رحمته لقوم يتفكرون.

 

                       

البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 713
و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن (عليه السلام) فقال: يا أبا محمد أجبه.
فقال: أما ما سألت عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ فإن الروح متعلقة بالريح، و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها، فإن أذن الله بالرد عليه جذبت تلك الروح تلك الريح، و جذبت تلك الريح ذلك الهواء، فأسكنت الروح في بدن صاحبها، و إن لم يأذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، و جذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث». و هذا الحديث فيه زيادة، و هو من مشاهير الأحاديث.
و رواه ابن بابويه، و الشيخ، و محمد بن إبراهيم النعماني «1».

9231/ «1»- الطبرسي: روى العياشي بالإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «ما من أحد «2» ينام إلا عرجت نفسه إلى السماء، و بقيت روحه في بدنه، و صار بينهما سبب كشعاع الشمس!، فإن أذن الله في قبض الأرواح أجابت الروح النفس، و إذا أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح، و هو قوله سبحانه: الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية، فمهما رأت في ملكوت السماوات فهو مما له تأويل، و ما رأته بين السماء و الأرض فهو مما يخيله الشيطان و لا تأويل له».
قوله تعالى:
أم اتخذوا من دون الله شفعاء [43] 9232/ «2»- علي بن إبراهيم: يعني الأصنام، ليشفعوا لهم يوم القيامة، و قالوا: إن فلانا و فلانا يشفعان لنا [عند الله‏] يوم القيامة.
قوله تعالى:
قل لله الشفاعة جميعا [44] 9233/ «3»- علي بن إبراهيم، قال: لا يشفع أحد إلا بإذن الله تعالى.
__________________________________________________
 (1)- مجمع البيان 8: 781.

 

 

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 27
ما رواه العياشي بالإسناد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفر ع قال: ما من أحد ينام إلا عرجت نفسه إلى السماء و بقيت روحه في بدنه و صار بينهما سبب كشعاع الشمس فإذا أذن الله في قبض الأرواح أجابت الروح و النفس «1» و إن أذن الله في رد الروح أجابت النفس و الروح و هو قوله سبحانه الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فمهما رأت في ملكوت السماوات فهو مما له تأويل و ما رأت فيما بين السماء و الأرض فهو مما يخيله الشيطان و لا تأويل له «2».