بسم الله الرحمن الرحیم
صالح الحسن ع معاوية
تاريخ اليعقوبي ج2/ص215 فلما رأى الحسن أن لا قوة به وأن أصحابه قد افترقوا عنه فلم يقوموا له صالح معاوية وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وقد سالمت معاوية وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين
نهاية الأرب في فنون الأدب - النويري (5 / 385، بترقيم الشاملة آليا) :
قال أبو عمر: ولا خلاف بين العلماء أن الحسن إنما سلم الخلافة لمعاوية حياتة، لا غير، ثم تكون له من بعده، وعلى ذلك انعقد بينهما ما انعقد في ذلك الوقت، ورأى الحسن ذلك خيراً من إراقة الدماء في طلبها، وإن كان عند نفسه أحق بها.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (75 / 287، بترقيم الشاملة آليا) :
قال أبو جعفر: قال لي الصادق عليه السلام: إن الله عزوجل عير أقواما في القرآن بالاذاعة فقلت له: جعلت فداك أين قال؟ قال: قوله: " وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به (1) " ثم قال: المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا، رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه. والله إني لاعلم بشراركم من البيطار بالدواب، شراركم الذين لا يقرؤون القرآن إلا هجرا، ولا يأتون الصلاة إلا دبرا، ولا يحفظون ألسنتهم (2) . إعلم أن الحسن بن علي عليهما السلام لما طعن واختلف الناس عليه سلم الامر لمعاوية فسلمت عليه الشيعة " عليك السلام يا مذل المؤمنين "، فقال عليه السلام: " ما أنا بمذل المؤمنين ولكني معز المؤمنين، إني لما رأيتكم ليس بكم عليهم قوة سلمت الامر لابقى أنا وأنتم بين أظهرهم، كما عاب العالم السفينة لتبقى لاصحابها وكذلك نفسي وأنتم لنبقى بينهم ".
أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع (ص: 85) :
الجهة الثانية: داخلية، حيث إن قرار الإمام بالصلح مع معاوية، والذي فرضته عليه الظروف، ورعاية مصلحة الأمة، أثار مشاعر بعض المحيطين بالإمام، ونظروا إلى الصلح على أنه موقف ذل وخنوع واستسلام، فراحوا يوجهّون لومهم العنيف، وعتابهم الشديد، وبعبارات مسيئة وغير لائقة.
فهذا حجر بن عدي الصحابي الجليل يخاطبه قائلاً: ((أما واللَّه لوددت أنك مت في ذلك اليوم ومتنا معك)) . وعدي بن حاتم يقول: ((أخرجتنا من العدل إلى الجور)) . وبشير الهمداني وسليمان بن صرد الخزاعي يدخل كل منهما عليه هاتفاً: ((السلام عليك يا مذل المؤمنين)) . وخاطبه بعض أصحابه قائلاً: ((يابن رسول اللَّه أذللت رقابنا بتسليمك الأمر إلى هذا الطاغية)) () .
وجاء في (الإصابة) : ((كان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار أمير المؤمنين. فيقول: العار خير من النار)) () .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (44 / 57، بترقيم الشاملة آليا) :
وقال المسيب بن نجبة الفزاري وسليمان بن صرد الخزاغي للحسن بن علي عليهما السلام: ما ينقضي تعحبنا منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز فقال الحسن عليه السلام: قد كان ذلك، فما ترى الآن فقال: والله أرى أن ترجع لأنه نقض [العهد] ، فقال: يا مسيب إن الغدر لا خير فيه ولو اردت لما فعلت وقال حجر بن عدي: أما والله لوددت أنك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم، فانا رجعنا راغمين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا. فلما خلا به الحسن عليه السلام قال: يا حجر قد سمعت كلامك، في مجلس معاوية وليس كل إنسان يحب ما تحب، ولا رأيه كرأيك، وإني لم أفعل ما فعلت إلا إبقاء عليكم، والله تعالى كل يوم هو في شأن،
المستدرك بتعليق الذهبي (3 / 192) :
4812 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الأسود بن عامر شاذان ثنا زهير بن معاوية ثنا أبو روق الهمداني ثنا أبو العريف قال: كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا تقطر أسيافنا من الحدة على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرة طه فلما أتانا صلح الحسن بن علي ومعاوية كأنما كسرت ظهورنا من الحرد والغيظ فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قام إليه رجل منا يكنى أبا عامر سفيان بن الليل فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال الحسن: لا تقل ذاك يا أبا عامر لم أذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك
تعليق الذهبي قي التلخيص: سكت عنه الذهبي في التلخيص
كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (13 / 588) :
37514- عن السرى بن إسماعيل عن الشعبي قال حدثني سفيان بن الليل قال: لما قدم الحسن بن علي المدينة من الكوفة أتيته فقلت له: يا مذل المؤمنين! قال: لا تقل ذلك فإني سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل وهو معاوية، والله ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بعدما سمعت هذا الحديث أن لا أكون رجعت في المدينة. "سمويه، ورواه نعيم"
مصنف ابن أبي شيبة (15 / 93) :
38512- حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو روق الهمداني، قال: حدثنا أبو الغريف قال: كنا مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر سيوفنا من الجد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرطة، قال: فلما أتانا صلح الحسن بن علي ومعاوية كأنما كسرت ظهورنا من الحزن والغيظ، قال: فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قام إليه رجل منا يكنى أبا عامر، فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: لا تقل ذاك يا أبا عامر، ولكني كرهت أن أقتلهم طلب الملك، أو على الملك.
موسوعة التخريج (ص: 30841) :
* 192002 -) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو روق الهمذاني قال حدثنا أبو الغريف قال كنا مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر سيوفنا من الجد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرو قال فلما أتانا صلح الحسن بن علي ومعاوية كأنما كسرت ظهورنا من الحزن والغيظ قال فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قام إليه رجل منا يكنى أبا عامر فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال لا تقل ذاك يا أبا عامر ولكني كرهت أن اقتلهم طلب الملك أو على الملك
عبد الرزاق في مصنفه ج 7/ ص 476 حديث رقم: 37357
* 192003 -) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الأسود بن عامر شاذان ثنا زهير بن معاوية ثنا أبو روق الهمداني ثنا أبو العريف قال كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا تقطر أسيافنا من الحدة على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمر طه فلما أتانا صلح الحسن بن علي ومعاوية كأنما كسرت ظهورنا من الحرد والغيظ فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قام إليه رجل منا يكنى أبا عامر سفيان بن الليل فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال الحسن لا تقل ذاك يا أبا عامر لم أذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك
الحاكم في مستدركه ج 3/ ص 192 حديث رقم: 4812
المعرفة والتاريخ (3 / 326) :
حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا أسود بن عامر حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو روق الهمداني حدثنا أبو الغريف قال كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافا من الجد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرطة فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ فلما قدم الحسن بن علي على الكوفة قال له رجل منا يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى وقال ابن الفضيل سفيان بن الليل السلام عليك يا مذل المؤمنين قال فقال لا نقل ذاك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك
سير أعلام النبلاء (3 / 272) :
القاسم بن الفضل الحداني: عن يوسف بن مازن، قال: عرض للحسن رجل، فقال: يا مسود وجوه المؤمنين!.
قال: لا تعذلني، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أريهم يثبون على منبره رجلا رجلا، فأنزل الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال: ألف شهر يملكونه بعدي، يعني: بني أمية.
سمعه منه أبو سلمة التبوذكي وفيه انقطاع (2) .
وعن فضيل بن مرزوق، قال أتى مالك بن ضمرة الحسن (3) ، فقال: السلام عليك يا مسخم وجوه المؤمنين، فقال: لا تقل هذا، وذكر كلاما يعتذر به، رضي الله عنه.
وقال له آخر: يا مذل المؤمنين! فقال: لا، ولكن كرهت أن أقتلكم على الملك (4) .
^^^^^^
الاختصاص (24 / 1) :
حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن وجماعة من مشايخنا، عن محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل من اصحاب الحسن عليه السلام يقال له: سفيان بن ليلى وهو على راحلة له فدخل على الحسن عليه السلام وهو محتب (2) في فناء داره فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال له الحسن: أنزل ولا تعجل، فنزل فعقل راحلته في الدار، ثم أقبل يمشي حتى انتهى إليه قال: فقال له الحسن عليه السلام: ما قلت؟ قال قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الامة فحللته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله، قال: فقال الحسن عليه السلام: ساخبرك لم فعلت ذلك سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لن تذهب الايام والليالي حتى يلي على امتي رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فلذلك فعلت ما جاء بك، قال: حبك؟ قال: الله، قال: الله، قال: فقال الحسن عليه السلام: والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا بالديلم إلا نفعه الله بحبنا وإن حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر (3) .
^^^^^^^
^^^^^^^^
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (44 / 23، بترقيم الشاملة آليا) :
7 - كش: روي عن علي بن الحسن الطويل، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له: سفيان بن ليلى (1) وهو على راحلة له، فدخل على الحسن وهو ---
--------------
(1) اختلف في اسمه بين سفيان بن ليلى، وسفيان بن ابى ليلى، وسفيان بن ياليل وعلى أي عده بعض الرجاليين في حوارى الامام الحسن السبط، وبعضهم نظر في ذلك كابن داود قال: سفيان بن [ابي] ليلى الهمداني من أصحاب الحسن عليه السلام عنونه الكشى وقال: ممدوح من أصحابه عليه السلام، عاتب الحسن بقوله " يا مذل المؤمنين " واعتذر له بأنه قال ذلك محبة، وفيه نظر. أقول: روى المفيد في الاختصاص ص 61 والكشى ص 73، في حديث ضعيف عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام انه قال: ثم ينادى المنادى اين حوارى الحسن بن على؟ فيقوم سفيان بن أبى ليلى الهمداني وحذيفة بن اسيد الغفاري. ولكن قال في تذكرة الخواص: وفي رواية ابن عبد البر المالكى في كتاب الاستيعاب ان سفيان بن ياليل وقيل ابن ليلى وكنيته أبو عامر، ناداه يا مذل المؤمنين، وفى رواية هشام، ومسود وجوه المؤمنين، فقال له: ويحك ايها الخارجي لا تعنفى، فان الذى أحوجنى الى ما فعلت: قتلكم أبي، وطعنكم اياي، وانتهابكم متاعي: وانكم لما سرتم الى صفين كان دينكم أمام دنياكم، وقد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم. -
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (44 / 24، بترقيم الشاملة آليا) :
محتب (1) في فناء داره فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال له الحسن: انزل ولا تعجل، فنزل فعقل راحلته في الدار، وأقبل يمشي حتى انتهى إليه قال فقال له الحسن: ما قلت؟ قال: قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الامة، فخلعته من عنقك، وقلدته هذا الطاغية، يحكم بغير ما أنزل الله، قال: فقال له الحسن عليه السلام: سأخبرك لم فعلت ذلك. قال: سمعت أبي عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي أمر هذه الامة رجل واسع البلعوم، رحب الصدر (2) يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فلذلك فعلت. ما جاء بك؟ قال: حبك، قال: الله؟ قال: الله، فقال الحسن عليه السلام: والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم إلا نفعه حبنا، وإن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر. ختص: جعفر بن الحسين المؤمن وجماعة مشايخنا عن محمد بن الحسين بن --- ويحك أيها الخارجي! انى رأيت أهل الكوفة قوما لا يوثق بهم، وما اغتر بهم الا من ذل، ليس [راى] أحد منهم يوافق رأى الاخر، ولقد لقى أبي منهم امورا صبعة وشدائد مرة، وهى أسرع البلاد خرابا، وأهلها هم الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. وفى رواية: ان الخارجي لما قال له: يا مذل المؤمنين! قال: ما اذللتهم، ولكن كرهت أن أفنيهم واستأصل شافتهم لاجل الدنيا. والظاهر أن الرجل كان مع محبته لاهل البيت خصوصا الحسن السبط، على رأى الخوارج، ولذلك عنفه وعابه بمصالحته مع معاوية، فتحرر. (1) أي كان محتبيا: جمع بين ظهره وساقيه بيديه أو بازاره. (2) رحب الصدر: اي واسع الصدر، وانما يريد به معناه اللغوي، لا الكنائي الذي هو مدح، وسيجئ القصة عن ابن ابي الحديد نقلا عن مقاتل أبى الفرج، وفيه بدل " رحب الصدر ": " واسع السرم " والسرم: هو مخرج الثقل وهو طرف المعى المستقيم وهو المناسب المقابل لقوله " واسع البلعوم
^^^^^^^^
^^^^^^^^
مقاتل الطالبيين - الأصبهاني (ص: 18، بترقيم الشاملة آليا) :
فحدثني محمد بن الحسين الأشناني، وعلي بن العباس المقانعي قالا: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن الحسن بن حكم، عن عدي بن ثابت، عن سفيان بن الليل. وحدثني محمد بن أحمد أبو عبيد، قال: حدثنا الفضل بن الحسن المصري قال: حدثنا محمد بن عمروية قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن سفيان بن الليل، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، وأكثر اللفظ أبي عبيد، قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية، فوجدته بفناء داره، وعنده رهط، فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: عليك السلام يا سفيان إنزل فنزلت، فعلقت راحلتي، ثم أتيته، فجلست إليه، فقال: كيف قلت يا سفيان بن الليل؟ فقلت: السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين. فقال: ما جر هذا منك إلينا؟.
فقلت: أنت والله - بأبي أنت وأمي - أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة، وسلمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكلة الأكباد، ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك. وقد جمع الله لك أمر الناس.
فقال: يا سفيان، إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به، وإني سمعت علياً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم، ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع، لا ينظر الله إليه، ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر، ولا في الأرض ناصر، وإنه لمعاوية، وإني عرفت أن الله بالغ أمره.
ثم أذن المؤذن، فقمنا على حالب يحلب ناقة، فتناول الإناء، فشرب قائماً ثم سقاني، فخرجنا نمشي إلى المسجد، فقال لي: ما جاءنا بك يا سفيان؟ قلت: حبكم، والذي بعث محمداً للهدى ودين الحق. قال: فأبشر يا سفيان، فإني سمعت علياً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يرد علي الحوض أهلي بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين، يعني السبابتين. ولو شئت لقلت هاتين يعني السبابة والوسطى، إحداهما تفضل على الأخرى، أبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هذا لفظ أبي عبيد.
وفي حديث محمد بن الحسين، وعلي بن العباس بعض هذا الكلام موقوفاً عن الحسن غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا في ذكر معاوية فقط.
النهاية في غريب الحديث والأثر - ابن الأثير (2 / 917، بترقيم الشاملة آليا) :
{سرم} (س) في حديث على [لا يذهب أمر هذه الأمة إلا على رجل واسع السرم ضخم البلعوم] السرم: الدبر والبلعوم: الحلق يريد رجلا عظيما شديدا
^^^^^^^
المقاصد الحسنة (ص: 451) :
673 - حَدِيث: الْعَارُ خَيْرٌ مِنَ النَّارِ، قاله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهما حين قال له أصحابه، لما أذعن لمعاوية، خوفا من قتل من لعله يموت من المسلمين بين الفريقين، بحيث انطبق ذلك مع قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابني هذا سيد، وسيصلح اللَّه به بين فئتين من المسلمين: يا عار المؤمنين، أخرجه أبو عمر ابن عبد البر في ترجمته من الاستيعاب، وفي لفظ عنده أيضا: أنه قيل له يا مذل المؤمنين، فقال: إني لم أذلهم، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
كشف الخفاء ومزيل الإلباس - العجلوني (2 / 52) :
1696 - العار خير من النار.
رواه ابن عبد البر في الاستيعاب من قول الحسن بن علي حين قال له أصحابه يا عار المؤمنين لما أذعن لمعاوية خوفا من قتل بعض المسلمين من الفريقين، وتصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم إبني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين.
وفي لفظ عنده أيضا قيل له يا مذل المؤمنين، فقال إني لم أذلهم، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
وقال القاري وأما قول بعض العامة
النار ولا العار فهو من كلام الكفار إلا أن يراد بها نار الدنيا على المبالغة، وإلا فقد ورد فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة - رواه الطبراني عن ابن عباس عن أخيه الفضل مرفوعا، بل هو في التنزيل: * (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) *، انتهى.
وأقول لا يظهر حمله المذكور فتأمله.
[أي لا يظهر معنى استثناء القاري: العار ولا نار الدنيا. دار الحديث]
كنز العمال (11 / 465) :
31708 - {من مسند الحسن بن علي بن أبي طالب} عن سفيان قال: أتيت حسن بن علي بعد رجوعه من الكوفة إلى المدينة فقلت له يا مذل المؤمنين فكان مما احتج علي أن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم (واسع السرم ضخم البلعوم: السرم: الدبر والبلعوم: الحلق يريد رجلا عظيما شديدا. النهاية (2 / 362) ب) ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع وهو معاوية فعلمت أن أمر الله واقع
(نعيم بن حماد في الفتن)
37514 - عن السرى بن إسماعيل عن الشعبي قال حدثني سفيان بن الليل قال: لما قدم الحسن بن علي المدينة من الكوفة أتيته فقلت له: يا مذل المؤمنين قال: لا تقل ذلك فإني سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل وهو معاوية والله ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بعدما سمعت هذا الحديث أن لا أكون رجعت في المدينة
سمويه ورواه نعيم بن حماد في الفتن (عق) بلفظ: والله ما أحب أن لي الدنيا وما فيها وأنه يهراق في محجمة من دم - وزاد: قال وسمعت أبي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكف يده فهو في الدرجة التي تلينا. قال (عق) : سفيان بن الليل كوفي ممن يغلو في الرفض لا يصح حديثه وقال في الميزان: تفرد بحديثه هذا السرى بن إسماعيل أحد الهلكى عن الشعبي وقال أبو الفتح الأزدي: سفيان بن الليل له حديث: لا تمضي الأمة حتى يليها رجل واسع البلعوم - وفي لفظ آخر: واسع السرم - يأكل ولا يشبع. قال: وسفيان مجهول والخبر منكر - انتهى
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - ابن عبد البر (1 / 114، بترقيم الشاملة آليا) :
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمره عن ابن شوذب قال لما قتل علي سار الحسن فيمن معه من أهل الحجاز والعراق وسار معاوية في أهل الشام فالتقوا فكره الحسن القتال وبايع معاوية على أن يجعل العهد للحسن من بعده قال فكان أصحاب الحسن يقولون له يا عار المؤمنين فيقول العار خير من النار.
حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الله بن عمر بن إسحاق بن معمر قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال حدثني عمرو إبن خالد مراراً قال حدثني زهير بن معاوية الجعفي قال حدثني أبو روق الهمداني أن أبا الغريف حدثهم قال كنا في مقدمة الحسن بن علي إثني عشر ألفاً بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد والحرص على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمر طه فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ والحزن فلما جاء الحسن الكوفة أتاه شيخ منا يكنى أبا عامر سفيان بن ليلى فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال لا تقل يا أبا عامر فإني لم أذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
تاريخ بغداد (10 / 305) :
5454 - عبيد الله بن خليفة أبو الغريف الهمداني سمع علي بن أبي طالب وصفوان بن عسال روى عنه أبو روق عطية بن الحارث وعامر بن السمط وهو كوفي ورد مسكن في أصحاب الحسن بن علي بن أبي طالب الذين ساروا لقتال أهل الشام كذلك أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن احمد بن إبراهيم الحكيمي حدثنا عباس بن محمد حدثنا أسود بن عامر وأخبرنا بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا أسود بن عامر حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو روق الهزاني حدثنا أبو الغريف قال كنا مقدمة الحسن بن علي اثنى عشر الفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرطي فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قال له رجل منا يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى وقال بن الفضل سفيان بن الليل السلام عليك يا مذل المؤمنين قال فقال لا تقل ذاك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك واللفظ لحديث الحكيمي أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع قيل له سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو الغريف عبيد الله بن خليفة الهمداني روى عنه أبو روق وعامر بن السمط
تهذيب الكمال - المزي (6 / 250) :
روق الهمداني، قال: حدثنا أبو الغريف (1) ، قال: كنا مقدمة الحسن بن علي اثنا عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الحد على قتال أهل الشام وعلينا أبوالعمرطة، فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الحسن ابن علي الكوفة، قال له رجل منا يقال له: أبو عامر سفيان بن الليل: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: لا تقل ذلك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين، ولكن كرهت أن أقتلهم على الملك.
السيرة الحلبية (3 / 359) :
وغص منه شيعته حتى قال له بعضهم يا عار المؤمنين سودت وجوه المؤمنين فقال العار خير من النار وقال له بعضهم السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال له لا تقل ذلك كرهت أن أقتلكم في طلب الملك
ذخائر العقبى - محب الطبري (ص: 139) :
وروى أنه قال كان ناس من أصحاب الحسن يقولون له لما صالح معاوية يا عار المؤمنين فيقول العار خير من النار.
وعن أبى العريف قال كنا في مقدمة الحسن ابن على اثنى عشر ألفا مستميتين حرصا على قتال أهل الشام فلما جاء الحسن
الكوفة أتاه شيخ منا يكنى أبا عمر وسفيان بن أبى ليلى فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين قال لا تقل يا أبا عمرو فانى لم أذل المؤمنين ولكن كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
خرجه أبو عمر.
البداية والنهاية - ابن كثير (8 / 21) :
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: ثنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكمي، ثنا عباس بن محمد، ثنا أسود بن عامر، ثنا زهير بن معاوية، ثنا أبو روق
الهمداني، ثنا أبو العريف قال: كنا في مقدمة الحسن بن علي اثنا عشر ألفا بمسكن (1) ، مستميتين من الجد على قتال أهل الشام، وعلينا أبو الغمر طه فلما جاءنا بصلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قال له رجل منا يقال له أبو عامر سعيد بن النتل (2) : السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال: لا تقل هذا يا عامر! لست بمذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك.
البداية والنهاية - ابن كثير (8 / 140) :
وقال نعيم بن حماد: حدثنا ابن فضيل عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، حدثني سفيان بن الليل قال: قلت للحسن بن علي لما قدم من الكوفة إلى المدينة: يا مذل المؤمنين، قال: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" لا تذهب الايام والليالي حتى يملك معاوية ".
فعلمت أن أمر الله واقع، فكرهت أن تهراق بيني وبينه دماء المسلمين.
شرح نهج البلاغة (16 / 44) :
واجتمع إلى الحسن عليه السلام وجوه الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام يلومونه، ويبكون إليه جزعا مما فعله (1) .
قال أبو الفرج: فحدثني محمد بن أحمد بن عبيد، قال: حدثنا الفضل بن الحسن البصري قال: حدثنا ابن عمرو، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا السرى بن اسماعيل، عن الشعبى، عن سفيان بن أبى ليلى.
قال أبو الفرج: وحدثني به أيضا محمد بن الحسين الاشناندانى، وعلى بن العباس المقانعى (2) ، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن الحسن بن الحكم، عن عدى بن ثابت، عن سفيان بن أبى ليلى، قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية، فوجدته بفناء داره، وعنده رهط، فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، قال: وعليك السلام يا سفيان، ونزلت فعقلت راحلتي، ثم أتيته فجلست إليه، فقال: كيف قلت يا سفيان؟ قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين! فقال: لم جرى هذا منك إلينا؟ قلت: أنت والله بأبي وأمي أذللت رقابنا حيث أعطيت هذا الطاغية البيعة، وسلمت الامر إلى اللعين ابن آكلة الاكباد، ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك، فقد جمع الله عليك أمر الناس.
فقال: يا سفيان، إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به، وإني سمعت عليا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " لا تذهب الليالي والايام حتى يجتمع أمر هذه الامة على رجل واسع السرم (3)
شرح نهج البلاغة (16 / 16) :
قال المدائني: ودخل عليه سفيان بن أبى ليلى النهدي، فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين! فقال الحسن: اجلس يرحمك الله، إن رسول الله صلى الله عليه وآله رفع له ملك بني أمية، فنظر إليهم يعلون منبره واحدا فواحدا، فشق ذلك عليه فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا قال له: (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) (1) .
وسمعت عليا أبي رحمه الله يقول: سيلي أمر هذه الامة رجل واسع البلعوم، كبير البطن، فسألته: من هو؟ فقال: معاوية.
وقال لي: إن القرآن قد نطق بملك بني أمية ومدتهم، قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) (2) ، قال أبى: هذه ملك بني أمية.
أنساب الأشراف - البلاذري (1 / 387، بترقيم الشاملة آليا) :
وقام سفيان بن ليل إلى الحسن فقال له: يا مذل المؤمنين، وعاتبه حجر ابن عدي الكندي وقال: سودت وجوه المؤمنين، فقال له الحسن: ما كل أحد يحب ما تحب، ولا رأيه كرأيك، وإنما فعلت ما فعلت إبقاء عليكم.
ويقال إنه قال له: سمعت أبي يقول: يلي هذا الأمر رجل واسع البلعوم كثير الطعم، وهو معاوية، ثم إن الحسن شخص إلى المدينة وشيعه معاوية إلى قنطرة الحيرة.
نقد الرجال - التفرشي (2 / 276) :
2296- سفيان بن أبي ليلى: الهمداني، من أصحاب الحسن عليه السلام، رجال الشيخ (9) .
وروى الكشي - بطريق ضعيف - إنه من حواري الحسن عليه السلام (1) . ثم قال الكشي: روي عن علي بن الحسن الطويل، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له: سفيان بن ليلى (2) ، وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام، فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال له الحسن عليه السلام: إنزل ولا تعجل، فنزل، فقال له الحسن عليه السلام: ما قلت؟ فقال: قلت يا مذل المؤمنين، قال: وما علمك بذلك؟ قال: عمدت الى أمر الامة فخلعته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله، قال: فقال الحسن عليه السلام: سأخبرك لم فعلت ذلك، قال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي أمر هذه (3) الأمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع، وهو معاوية، فلذلك فعلت، ما جاء بك؟ قال: حبك، قال: الله (4) ، فقال الحسن عليه السلام: والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم إلا نفعه الله بحبنا، وإن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما تساقط الريح الورق من الشجر (5) . 2297
الامامة والسياسة - تحقيق الشيري (1 / 185) :
إنكار سليمان بن صرد قال: وذكروا أنه لما تمت البيعة لمعاوية بالعراق، وانصرف راجعا إلى الشام، أتاه سليمان بن صرد، وكان غائبا عن الكوفة، وكان سيد أهل العراق ورأسهم. فدخل على الحسن، فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين (1) ، فقال الحسن: وعليك السلام، اجلس. لله أبوك، قال: فجلس سليمان، فقال: أما بعد،........ وأما قولك: يا مذل المؤمنين، فوالله لان تذلوا وتعافوا أحب إلي من أن تعزوا وتقتلوا، فإن رد الله علينا حقنا في عافية قبلنا، وسألنا الله العون على أمره، وإن صرفه عنا رضينا، وسألنا الله أن يبارك في صرفه عنا، فليكن كل رجل منكم حلسا من (1) أحلاس بيته، ما دام معاوية حيا
جمهرة خطب العرب (2 / 15) :
10 - خطبة سليمان بن صرد في استنكار الصلح
وذكروا أنه لما تمت البيعة لمعاوية بالعراق وانصرف راجعا إلى الشأم أتى سليمان ابن صرد وكان غائبا عن الكوفة وكان سيد أهل العراق ورأسهم فدخل على الحسن فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال وعليك السلام اجلس لله أبوك فجلس سليمان ثم قال أما بعد فإن تعجبنا لا ينقضي من بيعتك معاوية ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق وكلهم يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم سوي شيعتك من أهل البصرة وأهل الحجاز ثم لم تأخذ لنفسك بقية فى العهد ولا حظا من القضية فلو كنت إذ فعلت ما فعلت وأعطاك ما أعطاك بينك وبينه من العهد والميثاق كنت كتبت عليك بذلك كتابا وأشهدت عليه شهودا من أهل المشرق والمغرب أن هذا الأمر لك من بعده كان الأمير علينا أيسر ولكنه أعطاك هذا فرضيت به من قوله ثم قال وزعم على رءوس الناس ما قد سمعت إني كنت شرطت لقوم شروطا ووعدتهم عدات ومنيتهم أمانى إرادة إطفاء نار الحرب ومداراة لهذه الفتنة إذ جمع الله لنا كلمتنا وألفتنا فإن كل ما هنالك تحت قدمي هاتين ووالله ما عنى بذلك إلا نقض ما بينك وبينه فأعد الحرب جذعة وأذن لى أشخص إلى الكوفة فأخرج عامله منها وأظهر فيها خلعه وانبذ إليه على سواء إن الله لا يهدى كيد الخائنين
ثم سكت فتكلم كل من حضر مجلسه بمثل مقالته وكلهم يقول ابعث سليمان ابن صرد وابعثنا معه ثم الحقنا إذا علمت أنا قد أشخصنا عامله وأظهرنا خلعه
11 - خطبة الحسن يرد على مستنكري الصلح
فتكلم الحسن فحمد الله ثم قال أما بعد فإنكم شيعتنا وأهل مودتنا ومن نعرفه بالنصيحة والاستقامة لنا وقد فهمت ما ذكرتم ولو كنت بالحزم فى أمر الدنيا وللدنيا أعمل وأنصب ما كان معاوية بأبأس منى وأشد شكيمة ولكان رأيى غير ما رأيتم لكنى أشهد الله وإياكم أنى لم أرد بما رأيتم إلا حقن دمائكم وإصلاح ذات بينكم فاتقوا الله وارضوا بقضاء الله وسلموا لأمر الله والزموا بيوتكم وكفوا أيديكم حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر مع أن أبى كان يحدثني أن معاوية سيلي الأمر فوالله لو سرنا إليه بالجبال والشجر ما شككت أنه سيظهر إن الله لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه وأما قولك يا مذل المؤمنين فوالله لأن تذلوا وتعافوا أحب إلى من أن تعزوا وتقتلوا فإن رد الله علينا حقنا فى عافية قبلنا وسألنا الله العون على أمره وإن صرفه عنا رضينا وسألنا الله أن يبارك فى صرفه عنا فليكن كل رجل منكم حلسا من أحلاس بيته ما دام معاوية حيا فإن يهلك ونحن وأنتم أحياء سألنا الله العزيمة على رشدنا والمعونة على أمرنا وأن لا يكلنا إلى أنفسنا فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (44 / 57، بترقيم الشاملة آليا) :
وقال المسيب بن نجبة الفزاري وسليمان بن صرد الخزاغي للحسن بن علي عليهما السلام: ما ينقضي تعحبنا منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز فقال الحسن عليه السلام: قد كان ذلك، فما ترى الآن فقال: والله أرى أن ترجع لأنه نقض [العهد] ، فقال: يا مسيب إن الغدر لا خير فيه ولو اردت لما فعلت وقال حجر بن عدي: أما والله لوددت أنك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم، فانا رجعنا راغمين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا. فلما خلا به الحسن عليه السلام قال: يا حجر قد سمعت كلامك، في مجلس معاوية وليس كل إنسان يحب ما تحب، ولا رأيه كرأيك، وإني لم أفعل ما فعلت إلا إبقاء عليكم، والله تعالى كل يوم هو في شأن،
شرح نهج البلاغة (16 / 15) :
فالتفت حجر بن عدي إلى الحسن، فقال: لوددت أنك كنت مت قبل هذا اليوم، ولم يكن ما كان، إنا رجعنا راغمين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا.
فتغير وجه الحسن، وغمز الحسين عليه السلام حجرا، فسكت، فقال الحسن عليه السلام: يا حجر ليس كل الناس يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك، وما فعلت إلا إبقاء عليك، والله كل يوم في شأن.
الهداية الكبرى- الحسين بن حمدان الخصيبي (ص: 177) :
حتى دخل عليه حجر بن عدي الطائي، فقال له يا أمير المؤمنين كيف يسعك ترك معاوية؟ فغضب الحسن (عليه السلام) غضبا شديدا، حتى احمرت عيناه ودارت اوداجه وسكبت دموعه وقال: ويحك يا حجر تسميني بأمرة المؤمنين وما جعلها الله لي ولا لأخي الحسين ولا لأحد ممن مضى ولا لأحد ممن يأتي إلا لأمير المؤمنين خاصة؟ أو ما سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قد قال لأبي يا علي ان الله سماك بأمير المؤمنين ولم يشرك معك في هذا الاسم احدا فما تسمى به غيره الا وهو مأفون في عقله، مأبون في عقبه، فانصرف عنه وهو يستغفر الله فمكث أياما ثم عاد إليه، فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين فضحك في وجهه وقال والله يا حجر هذه الكلمة لأسهل علي واسر الى قلبي من كلمتك الأولى فما شأنك؟ أتريد أن تقول ان خيل معاوية قد اشرفت على الأنبار وسوادها وأتى في مائة ألف رجل في هذين المصرين يريد البصرة والكوفة، فقال حجر يا مولاي ما أردت أن أقول الا ما ذكرته، فقال: والله يا حجر لو أني في ألف رجل لا والله الا مائتي رجل لا والله إلا في سبع نفر لما وسعني تركه، ولقد علمتم أن أمير المؤمنين دخل عليه ثقاته حين بايع أبا بكر فقالوا له مثلما قلتم لي فقال لهم مثلما قلت لكم فقام سلمان والمقداد وابو الذر وعمار وحذيفة بن اليمان وخزيمة بن ثابت وابو الهيثم مالك بن التيهان فقالوا: نحن لك شيعة ومن قال بنا شيعة لك مصدقون الله في طاعتك فقال لهم حسبي بكم قالوا وما تأمرنا قال إذا كان غدا
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (44 / 57، بترقيم الشاملة آليا) :
وقال المسيب بن نجبة الفزاري وسليمان بن صرد الخزاغي للحسن بن علي عليهما السلام: ما ينقضي تعحبنا منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز فقال الحسن عليه السلام: قد كان ذلك، فما ترى الآن فقال: والله أرى أن ترجع لأنه نقض [العهد] ، فقال: يا مسيب إن الغدر لا خير فيه ولو اردت لما فعلت وقال حجر بن عدي: أما والله لوددت أنك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم، فانا رجعنا راغمين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا. فلما خلا به الحسن عليه السلام قال: يا حجر قد سمعت كلامك، في مجلس معاوية وليس كل إنسان يحب ما تحب، ولا رأيه كرأيك، وإني لم أفعل ما فعلت إلا إبقاء عليكم، والله تعالى كل يوم هو في شأن،