سلم

فهرست علوم
صفحه اصلي مباحث لغت


مسلمة لا شیة فیها
الا من اتی الله بقلب سلیم

کلام حسن جبل در المعجم الاشتقاقی



                        كتاب العين، ج‏7، ص: 265
باب السين و اللام و الميم معهما
س ل م، س م ل، م س ل، م ل س، ل س م، ل م س كلهن مستعملات‏
سلم:
السلم: دلو مستطيل له عروة واحدة، و جمعه: سلام، قال:
         سلم ترى الدالح منه أزورا «261»


و السلم: لدغ الحية. و الملدوغ يقال له: مسلوم، و سليم. و سمي به تطيرا [من اللديغ‏]، لأنه يقال: سلمه الله. و رجل سليم، أي: سالم، و قد سلم سلامة. و السلام: الحجارة، لم أسمع واحدها، و لا سمعت أحدا يفردها، و ربما أنث على معنى الجماعة، و ربما ذكر، و قيل: واحدته: سلمة، قال:
         زمن الفطحل إذ السلام رطاب «262»


و السلام: ضرب من دق الشجر. و السلام يكون بمعنى السلامة. و قول الناس: السلام عليكم، أي: السلامة من الله عليكم. و قيل: هو اسم من أسماء الله، و قيل: السلام هو الله، فإذا قيل: السلام عليكم [فكأنه‏] يقول: الله فوقكم. و السلامى: عظام الأصابع و الأشاجع و الأكارع، و هي كعابر كأنها كعاب، و الجميع: السلاميات.
__________________________________________________
 (261) لم نهتد إلى الرجز و لا إلى الراجز.
 (262) اللسان (فطحل) غير منسوب أيضا.


                        كتاب العين، ج‏7، ص: 266
و يقال [إن‏] آخر ما يبقى [فيه‏] المخ .. في السلامى و في العين. و السلم: ضرب من الشجر، الواحدة بالهاء، و ورقه: القرظ، [يدبغ به، و يقال‏] للمدبوغ بالقرظ: مقروظ، و بقشر السلم: مسلوم. و الإسلام: الاستسلام لأمر الله تعالى، و هو الانقياد لطاعته، و القبول لأمره. و الاستلام للحجر: تناوله باليد، و بالقبلة، و مسحه بالكف. و يقال: أخذه سلما، أي: أسره. و السلم: ما أسلفت به. و قوله عز اسمه: أم لهم سلم يستمعون فيه‏
 «263» يقال: هي السلم، و هو السلم، أي: السبب و المرقاة، و الجميع: السلاليم. و السلم: ضد الحرب، و يقال: السلم و السلم واحد.

 

 

                        كتاب الجيم، ج‏2، ص: 99
 [سلم‏]
و قال: سلم فلان، أى قفز عدوا منهزما و مر مسلما.

 

                        كتاب الجيم، ج‏2، ص: 109
[سلم‏]
و قال [يقال‏] للزرع إذا خرج سنبله قد استلم «12».

 

                        الغريب المصنف، ج‏1، ص: 185
 [رجز]
         كأنه في جلد مرفل «12»


و المشاعل واحدها مشعل جلود ينبذ فيها. عن الكسائي «13»: نطع و نطع و نطع و نطع.
باب «1» دباغ الجلود
 [أبو عمرو] «2»: السبت كل جلد مدبوغ. الأصمعي: هو «3» المدبوغ بالقرظ خاصة. قال: و الصرف شي‏ء أحمر يدبغ به الأديم، قال ابن كلحبة، و هو أحد بني عرين بن ثعلبة بن يربوع «4»: [وافر]
         تسائلني بنو جشم بن بكر             أغراء العرادة أم بهيم؟
             كميت غير محلفة و لكن             كلون الصرف عل به الأديم‏

__________________________________________________
 (12) البيت في اللسان ج 4/ 98 و في الديوان ص 160 كالتالي:
         و كل رئبال خصيب الكلكل             كأنه في جلد مرفل‏


 (13) تأخر ذكر الكسائي في ت 2 إلى ما بعد: نطع. و في ز: يقال، مكان الكسائي.
 (1) سقطت في ت 2.
 (2) زيادة من ت 2 وز.
 (3) في ت 2 وز: قال هو.
 (4) في هامش ت 2: «و الشعر للكلحبة و اسمه هبيرة بن عبد مناف». و في اللسان ج 11/ 94: «إنه هبيرة بن عبد مناف و كلحبة إسم أمه فهو ابن كلحبة أحد بني عرين بن ثعلبة بن يربوع و يقال له: الكلحبة و هو لقب له».
                        الغريب المصنف، ج‏1، ص: 186
أي «5» أنها خالصة اللون لا يحلف عليها [أي‏] «6» أنها «7» ليست كذلك. و قال «8» الأحمر «9»: المنجوب الجلد المدبوغ بالنجب و هو لحاء الشجر. غيره: الجلد المقرنى المدبوغ بالقرنوة و هو نبت. و المأروط المدبوغ بالأرطى. و الجلد «10» أول ما يدبغ فهو منيئة مثال فعلية، ثم أفيق/ 43 و/ ثم يكون أديما «11» و يقال منه «12»: منأته و أفقته مثال فعلته «13».الأصمعي و الكسائي: المنيئة المدبغة. قال «14» أبو عمرو: الجلد «15» المسلوم المدبوغ بالسلم‏

 

                        الغريب المصنف، ج‏1، ص: 380
باب الحجارة و الصخور
الأصمعي: الرضام عظام أمثال الجزر واحدتها رضمة يقال «1»: بنى فلان داره فرضم فيها الحجارة رضما و منه قيل رضم البعير بنفسه إذا رمى بنفسه. و الرجمة دون الرضام. و الظران حجارة مدورة محددة واحدها ظرر، يقال منه: أرض مظرة. و الصوان الحجارة الصلبة واحدتها «2» صوانة. و النقل الحجارة كالأثافي. و الأفهار و الجراول الحجارة واحدتها جرولة، يقال منه: أرض جرلة و جمعها أجرال قال جرير: [كامل‏]
         من كل مشترف و إن بعد المدى             ضرم الرقاق مناقل الأجرال «3»

و الجلاميد مثل الجراول. و اللخاف واحدتها لخفة و هي حجارة فيها عرض و رقة. و المرو حجارة بيض براقة تكون فيها النار. و النشف حجارة الحرة و هي سود كأنها محترقة. و السلام الحجارة واحدتها سلمة.

 

                        الغريب المصنف، ج‏2، ص: 422
باب العضاه و سائر الشجر
الأصمعي: العضاه من الشجر كل شجر له شوك، و من أعرف ذلك الطلح، و السلم، و السيال، و العرفط، و السمر، و الشبهان. غيره: القتاد.

 

                        الغريب المصنف، ج‏2، ص: 462
يقال «204» إذا شددتهما على الدلو «205» عرقيت «206» الدلو عرقاة.
 [و العرقوة حكاهما بالفتح لا غير] «207». الأصمعي: السيور التي بين آذان الدلو. و العراقي هي الوذم، الكسائي: يقال منه أوذمت الدلو إذا شددتها.
الأصمعي: الكبن ما ثني من الجلد عند شفة الدلو، و العناج إن كان في دلو ثقيلة فهو حبل أو بطان يشد تحتها ثم يشد على «208» العراقي فيكون عونا للوذم. و إذا كانت الدلو خفيفة شد خيط في إحدى آذانها إلى العرقوة، الكسائي: يقال منه «209» عنجت الدلو عنجا و أكربتها من الكرب.
الأصمعي: الكرب أن يشد الحبل على العراقي ثم يثنى ثم يثلث، يقال منه: دلو مكربة. و الدرك حبل يوثق في طرف الحبل الكبير ليكون هو الذي يلي الماء، فلا يعفن الحبل./ 123 ظ/ فإذا خرزت الدلو أو الغرب فجاءت شفتها مائلة قيل: ذقنت تذقن ذقنا. و إذا ألقى الرجل دلوه ليستقي قيل: أدلى يدلي، فإذا جذبها ليخرجها قيل: دلا يدلو دلوا «210». أبو زيد في العناج و الكرب مثل قول الأصمعي أو نحوه. و قال «211» الأصمعي: أيضا الغرب «212» ذكر، و كذلك السلم و السجل، قال «213» و يقال: غرب ذأب، قال الأصمعي: و لا أراه إلا من تذؤب الريح و هو اختلافها، فشبه اختلاف البعير في المنحاة بها. و السلم الدلو التي‏
                        الغريب المصنف، ج‏2، ص: 463
لها «214» عروة واحدة يمشي بها الساقي مثل دلاء أصحاب الروايا. أبو عمرو: المسلوم منها «215» الذي فرغ «216» من عمله، يقال منه: سلمته أسلمه سلما، قال لبيد: [كامل‏]
         بمقابل سرب المخارز عدله             قلق المحالة جارن مسلوم‏

 

الغريب المصنف، ج‏2، ص: 562باب فعالى و فعالى‏
الأصمعي: زبادى، و شقارى، و خبازى كلهن نبت، و حوارى الطعام و هن مشددات «366». و أما المخففة: فشكاعى و خزامى، و رخامى، و حلاوى، كلهن نبت. و سمانى طائر، و حبارى و زبانى العقرب، و النعامى ريح «367» الجنوب. غيره: الذنابى للذنب «368». و جمادى، و سلامى عظام خف البعير

 

                        جمهرة اللغة، ج‏1، ص: 312

          [تداعين باسم الشيب في متثلم‏]             جوانبه من بصرة و سلام‏

السلام جمع سلمة، و هي الحجارة. و من هذا أخذ «استلمت الحجر». و السلمة، بالفتح: ضرب من الشجر، و الجمع سلم «6».

 

                        جمهرة اللغة، ج‏2، ص: 858

باب السين و اللام‏
مع ما بعدهما من الحروف‏
س ل م‏
سلم‏
السلم و السلم و السلم، و قد قرى‏ء على ثلاثة أوجه؛ و السلم: ضد الحرب، و منه اشتقاق السلامة.
و السليم: الملدوغ، سمي بذلك تفاؤلا بالسلامة، في قول بعض أهل اللغة «5».
و السلم: الدلو، مذكر، و هو الدلو الذي له عرقوة في وسطه، فإذا صرت إلى اسم الدلو فكل العرب تؤنثها.
و السلم مثل السلف في حب أو تمر أو غيره.
و السلام: مصدر المسالمة.
و السلام: الحجارة الرقاق، الواحدة سلمة. قال الشاعر (طويل) «6»:
          [تداعين باسم الشيب في متثلم‏]             جوانبه من بصرة و سلام‏

يصف حوضا.
و بنو سلمة: بطن من الأنصار، و ليس في العرب بنو سلمة غيرهم.
و السلم: ضرب من العضاه، الواحدة سلمة، بفتح اللام.
و السلامان: ضرب من الشجر، الواحدة سلامانة.
و سلمان: موضع. قال أبو زيد: و بسلمان مات نوفل بن عبد مناف. قال الشاعر (طويل) «7»:
         و مات على سلمان سلمى بن جندل «8»             و ذلك ميت لو علمت عظيم‏

و أبو سلمان: دويبة شبيهة بالجعل.
و سلمى و أجأ: جبلا طيئ. قال الراجز «9»:
         و إن تصل ليلى بسلمى أو أجا             أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا

و السلاميات: فصوص أعلى القدمين، و هي من الإبل في الأخفاف عظام صغار يجمعها عصب. قال الراجز «10»:
         لا يشتكين عملا ما أنقين             ما دام مخ في سلامى أو عين‏

__________________________________________________
 (1) لعله يعني أنه من فعل لا من أفعل، و النص مضطرب لأن «يوضع» مشتركة بين الصيغتين؛ و في اللسان: وضع و أوضع و وضع.
 (2) المخصص 9/ 28، و اللسان (وكس)، و عن ابن دريد في التاج (وكس).
 (3) ل: «مسهكة»!
 (4) في هامش ل: «الطوبى: الشي‏ء الطيب بعينه».
 (5) أضداد السجستاني 114، و أضداد الأنباري 106، و أضداد أبي الطيب 351.
 (6) البيت لذي الرمة، كما سبق ص 312.
 (7) أنشده أيضا في الاشتقاق 36، و سيأتي ص 1239 منسوبا للفرزدق، و ليس في ديوانه. و في زيادات المطبوعة أنه لعبد قيس بن خفاف البرجمي.
 (8) ط: «سلم بن جندل»! و الذي أثبتناه يوافق ل و الاشتقاق.
 (9) الرجز للعجاج في ديوانه 357- 358، و معجم البلدان (أجأ) 1/ 97؛ و فيهما:
         فإن تصر ليلى ....

 

 (10) البيتان منسوبان إلى أبي ميمون النضر بن سلمة، كما سبق ص 565.
                        جمهرة اللغة، ج‏2، ص: 859
و السلامى و العين آخر ما يبقى فيه الطرق «1» من ذوات الأربع. قال الشاعر (وافر) «2»:
         أرار الله مخك في السلامى             على من بالحنين تعولينا

و قوله أرار: جعله ريرا، أي رقيقا، و لا يستعمل إلا في المخ؛ يدعو على الحمامة.
و قد سمت العرب سالما و سلما و سليما، و هو أبو قبيلة منهم.
و في العرب بطون ينسبون إلى سلامان: بطن في الأزد، و بطن في قضاعة، و بطن في طيئ.
و سمت العرب أيضا: مسلما و سلمى، و هو أبو زهير بن أبي سلمى. قال أبو بكر: و ليس في العرب سلمى مثل فعلى غيره.
و بنو سليمة: بطن من الأزد، و بنو سليمة: بطن من عبد القيس «3»، و كذلك سليمى «4». فأما سلمي، بكسر الميم، فكثير. قال الشاعر (كامل) «5»:
         و أتيت سلميا فعذت بقبره             و أخو الزمانة عائذ بالأمنع‏

و السلم يذكر و يؤنث، و هو في التنزيل مذكر «6».
و أسلم: اسم، و هو أبو قبيلة.
و الأسلوم: بطون من اليمن.
و الأسيلم: عرق في اليد يقال إنه القيفال.
و سلامة: اسم.
و للسلام مواضع في التنزيل فذكر قوم أن السلام الله عز و جل، و هو في التنزيل: السلام المؤمن المهيمن‏
 «7».
و السلام: التحية، و أحسبها راجعة إلى ذلك.

 

                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 309
س ل م‏
سلم، سمل، لمس، لسم، ملس، مسل.
سلم:
قال الله جل و عز: لهم دار السلام عند ربهم‏
 [الأنعام: 127]، قال أبو إسحاق:
أي: للمؤمنين دار السلام. قال: و قال بعضهم: السلام ههنا اسم من أسماء الله تعالى، و دليله قوله: السلام المؤمن المهيمن‏
 [الحشر: 23].
قال: و يجوز أن تكون الجنة سميت دار السلام لأنها دار السلامة الدائمة التي لا تنقطع و لا تغنى.
و أنشد غيره:
         تحيا بالسلامة أم بكر             و هل لك بعد قومك من سلام‏

و قال بعضهم: قيل: لله السلام‏
 لأنه سلم مما يلحق الخلق من آفات الغير و الفناء، و أنه الباقي الدائم الذي يفني الخلق، و لا يفنى، و هو على كل شي‏ء قدير*.
و قال أبو إسحاق في قول الله جل و عز:
فقل سلام عليكم كتب ربكم‏
 [الأنعام:
54]، الآية، سمعت محمد بن يزيد يذكر أن السلام في لغة العرب أربعة أشياء فمنها: سلمت سلاما مصدر سلمت، و منها السلام جمع سلامة، و منها السلام اسم من أسماء الله تبارك و تعالى، و منها السلام شجر.
قال: و معنى السلام الذي هو مصدر سلمت أنه دعاء للإنسان بأن يسلم من الآفات في دينه و نفسه، و تأويله التخليص.
و قال: و السلام اسم الله، و تأويله و الله أعلم: إنه ذو السلام الذي يملك السلام، هو تخليص من المكروه. و أما السلام الشجر فهو شجر قوي عظيم أحسبه سمي سلاما لسلامته من الآفات.
قال: و السلام بكسر السين: الحجارة الصلبة، سميت سلاما لسلامتها من الرخاوة و أنشد غيره:
         تداعين باسم الشيب في متثلم             جوانبه من بصرة و سلام‏

و الواحدة سلمة.
و قال لبيد:
         * خلقا كما ضمن الوحي سلامها*


و أنشد أبو عبيدة في السلمة:
         ذاك خليلي و ذو يعاتبني             يرمي ورائي بأمسهم و امسلمه‏

أراد و السلمة، و هي من لغات حمير.
و قال أبو بكر بن الأنباري: سميت بغداد مدينة السلام لقربها من دجلة، و كانت دجلة تسمى نهر السلام.
و قال ابن شميل: السلام: جماعة الحجارة، الصغير منها و الكبير لا يوحدونها.
                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 310
و قال أبو خيرة: السلام: اسم جميع.
و قال غيره: هو اسم لكل حجر عريض.
و قال: سليمة و سليم مثل سلام، و قال رؤبة:
         * سالمه فوقك السليما*


روى ابن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الحمصي عن يحيى بن جابر أن أبا بكر قال: السلام: أمان الله في الأرض.
و عبد الله بن سلام- بتخفيف اللام- و كذلك سلام بن مشكم: رجل كان من اليهود- مخفف. و قال الشاعر:
         فلما تداعوا بأسيافهم             وحان الطعان دعونا سلاما

يعني: دعونا سلام بن مشكم، و أما القاسم بن سلام، و محمد بن سلام، فاللام فيها مشددة.
و قال ابن الأعرابي في قول الله جل و عز:
فسلام لك من أصحاب اليمين (91)
 [الواقعة:
91]، و قد بين ما لأصحاب اليمين في أول السورة، و معنى: فسلام لك‏
: أي:
إنك ترى فيهم ما تحب من السلامة، و قد علمت ما أعد لهم من الجزاء.
و أما قول الله جل و عز: قالوا سلاما قال سلام*
 [هود: 69]، و قرئت الأخيرة: (قال سليم).
قال الفراء: و سلم و سلام واحد.
و قال الزجاج: الأول منصوب على سلموا سلاما، و الثاني مرفوع على معنى أمري سلام.
و قال أبو الهيثم: السلام و التحية معناهما واحد، و معناهما السلامة من جميع الآفات و قوله جل و عز: و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
 [الفرقان: 63]، أي:
سدادا من القول و قصدا لا لغو فيه.
و روى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال:
السلامة و العافية، و السلامة شجرة.
الحراني عن ابن السكيت قال: السلم:
الدلو التي لها عروة واحدة، قال: و السلم و السلم: الصلح.
و قال الطرماح في السلم بمعنى الدلو:
         أخو قنص يهفو كأن سراته             و رجليه سلم بين حبلي مشاطن‏

قال: و السلم: شجرة من العضاه، الواحدة سلمة. و السلم: الاستسلام، و السلم: السلف، يقال: أسلم في كذا و كذا و أسلف فيه بمعنى واحد.
و قال أبو إسحاق في قول الله جل و عز:
و رجلا سلما لرجل‏
 [الزمر: 29]، و قرى‏ء:
 (و رجلا سالما لرجل)، و قرى‏ء (سلما) فمن قرأ (سالما) فهو اسم الفاعل على سلم فهو سالم، و من قرأ (سلما) و (سلما)
 فهما مصدران وصف بهما على معنى:
و رجلا ذا سلم لرجل و ذا سلم لرجل، و المعنى: أن من وحد الله مثله مثل‏
                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 311
السالم لرجل لا يشركه فيه غيره، و مثل الذي أشرك لله، مثل صاحب الشركاء المتشاكسين، قال: و قوله تعالى: ادخلوا في السلم كافة
 [البقرة: 208]، قال:
عني به الإسلام و شرائعه كلها، و السلم و السلم: الصلح، و أما قوله تعالى: و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا [النساء: 94]، و قرئت (السلام) بالألف، فأما السلام فيجوز أن يكون من التسليم، و يجوز أن يكون بمعنى السلم و هو الاستسلام و إلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين.
أبو عبيد عن أبي عمرو: المسلوم: من الدلاء الذي قد فرغ من عمله، يقال:
سلمته أسلمه فهو مسلوم، و أنشد بيت لبيد:
         بمقابل سرب المخارز عدله             قلق المقادة جارن مسلوم‏

قال: و قال الأصمعي: السلم: الدلو الذي له عروة واحدة يمشي بها الساقي مثل دلاء أصحاب الروايا.
و قال أبو عبيد: قال أبو عمرو: الجلد المسلوم: المدبوغ بالسلم.
و قال الليث: ورق السلم القرظ الذي يدبغ به الأدم.
و قال الزجاج: السلم: الذي يرتقى عليه سمي بهذا لأنه يسلمك إلى حيث تريد.
قال: و السلم: السبب إلى الشي‏ء، سمي بهذا لأنه يؤدي إلى غيره كما يؤدي السلم الذي يرتقى عليه.
و قال شمر: السلمة: شجرة ذات شوك يدبغ بورقها و قشرها، و يسمى ورقها القرظ، لها زهرة صفراء فيها حبة خضراء طيبة الريح تؤكل في الشتاء، و هي في الصيف تخضر.
و قال:
         كلي سلم الجرداء في كل صيفة             فإن سألوني عنك كل غريم‏
             إذا ما نجا منها غريم بخيبة             أتى معك بالدين غير سؤوم‏

الجرداء: بلد دون الفلج ببلاد بني جعدة، و إذا دبغ الأديم بورق السلم فهو مقروظ، و إذا دبغ بقشر السلم فهو مسلوم، و قال:
         إنك لن تروقها فاذهب ونم             إن لها ربا لمعصال السلم‏

و قال الليث: السلم: لدغ الحية، و الملدوغ مسلوم و سليم، و رجل سليم بمعنى سالم.
أبو عبيد عن الأصمعي: إنما سمي اللديغ سليما لأنهم تطيروا من اللديغ، فقلبوا المعنى، كما قالوا للحبشي: أبو البيضاء، و كما قالوا للفلاة: مفازة، تفاءلوا بالفوز و هي مهلكة.
و روى ابن جبلة عن ابن الأعرابي أنه‏
                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 312
قال: إنما قيل للديغ سليم لأنه أسلم لما به.
قلت: و أما قول الليث: السلم: اللدغ فهو من غدد الليث، و ما قاله غيره.
و
روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «على كل سلامى من أحدكم صدقة، و يجزى‏ء من ذلك ركعتان يصليهما من الضحى»
. قال أبو عبيد السلامى في الأصل عظم يكون في فرسن البعير، و يقال: إن آخر ما يبقى فيه المخ من البعير إذا عجف في السلامى و في العين، و أنشد:
         لا يشتكين عملا ما أنقين             ما دام مخ في سلامى أو عين‏

قال: فكأن معنى الحديث: إن على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة، و الركعتان تجزئان من تلك الصدقة.
و قال الليث: السلامى: عظام الأصابع و الأشاجع و الأكارع، و هي كعابر كأنها كعاب، و الجميع سلاميات.
و قال شمر: قال ابن شميل في القدم قصبها و سلامياتها. و قال: عظام القدم كلها سلاميات، و قصب عظام الأصابع أيضا سلاميات، و الواحدة سلامى. قال:
و في كل فرسن ست سلاميات و منسمان و أظل.
الحراني عن ابن السكيت: استلأمت الحجر بالهمز، و إنما هو من السلام من الحجارة، و كان الأصل استلمت. و قال غيره: استلام الحجر افتعال في التقدير، مأخوذ من السلام و هي الحجارة، واحدتها سلمة؛ تقول: استلمت الحجر:
إذا لمسته من السلمة، كما تقول:
اكتحلت من الكحل.
قلت: و هذا قول القتيبي، و الذي عندي في استلام الحجر أنه افتعال من السلام و هو التحية، و استلامه لمسه باليد تحريا لقبول السلام منه تبركا به؛ و هذا كما يقال: اقترأت منه السلام، و قد أملى علي أعرابي كتابا إلى بعض أهاليه فقال في آخره: اقترى‏ء مني السلام، و مما يدلك على صحة هذا القول أن أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا، معناه: أن الناس يحيونه بالسلام فافهمه.
و أما الإسلام فإن أبا بكر محمد بن بشار قال: يقال: فلان مسلم، و فيه قولان:
أحدهما: هو المستسلم لأمر الله، و الثاني: هو المخلص لله العبادة، من قولهم: سلم الشي‏ء لفلان، أي: خلصه، و سلم له الشي‏ء، أي: خلص له.
و
روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده».
قلت: فمعناه: أنه دخل في باب السلامة حتى يسلم المؤمنين من بوائقه، و
حدثنا عبد الله بن عروة قال: حدثنا زياد بن‏
                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 313
أيوب قال: حدثنا يعلى قال: حدثنا محمد- يعني ابن عون- عن نافع عن ابن عمر، قال: استقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم و آله الحجر فاستلمه، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، فالتفت فإذا هو بعمر يبكي فقال: «يا عمر! ههنا تسكب العبرات».
و
حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا أبو عاصم عن معروف بن خربوز قال:
حدثنا أبو الطفيل قال: «رأيت النبي صلى الله عليه و سلم و آله يطوف على راحلته يستلم بمحجنه و يقبل المحجن»
. و قال الليث: استلام الحجر: تناوله باليد و بالقبلة، و مسحه بالكف. قلت: و هذا صحيح. و أما قول الله جل و عز: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم‏
 [الحجرات:
14]، فإن هذا يحتاج الناس إلى تفهمه ليعلموا أين ينفصل المؤمن من المسلم، و أين يستويان.
فالإسلام: إظهار الخضوع و القبول لما أتى به الرسول عليه السلام، و به يحقن الدم، فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد و تصديق بالقلب فذاك الإيمان الذي هذه صفته، فأما من أظهر قبول الشريعة و استسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم و باطنه غير مصدق، فذلك الذي يقول: أسلمت، لأن الإيمان لا بد أن يكون صاحبه صديقا لأن الإيمان التصديق، فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر؛ و المسلم التام الإسلام مظهر الطاعة مؤمن بها، و المؤمن الذي أظهر الإسلام تعوذا غير مؤمن في الحقيقة، إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلمين.
و إنما قلت: إن المؤمن معناه المصدق لأن الإيمان مأخوذ من الأمانة، لأن الله جل و عز تولى علم السرائر و نيات العقد، و جعل ذلك أمانة ائتمن كل مسلم على تلك الأمانة، فمن صدق بقلبه ما أظهره لسانه فقد أدى الأمانة و استوجب كريم المآب إذا مات عليه، و من كان قلبه على خلاف ما أظهر بلسانه فقد حمل وزر الخيانة، و الله حسيبه.
و قيل: المصدق مؤمن، و قد آمن لأنه دخل في حد الأمانة التي ائتمنه الله عليها.
و كذلك سائر الأعمال التي تظهر من العبد و هو مؤتمن عليها.
و بالنية تنفصل الأعمال الزاكية من الأعمال البائرة ألا ترى أن النبي صلى الله عليه و سلم جعل الصلاة إيمانا، و الوضوء إيمانا.
و قال ابن بزرج: كنت راعي إبل فأسلمت عنها، أي: تركتها، و كل صنيعة أو شي‏ء تركته و قد كنت فيه فقد أسلمت عنه.
و قال الليث: الاستلام للحجر: تناوله باليد و بالقبلة و مسحه بالكف.
                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 314
و قال ابن السكيت: تقول العرب: لا بذي تسلم ما كان كذا و كذا، و للاثنين لا بذي تسلمان، و للجماعة لا بذي تسلمون، و للمؤنثة لا بذي تسلمين، و للجماعة لا بذي تسلمن، و التأويل: لا و الله الذي يسلمك ما كان كذا، و كذا. لا و سلامتك ما كان كذا و كذا.
و سلمى: اسم رجل و أبو سلمى: أبو زهير الشاعر المزني على فعلى، و سلم: من الأسماء.
و قال أبو العباس: سليمان تصغير سلمان.
و عبد الله بن سلام الحبر مخفف اللام.
و أما محمد بن سلام الجمحي فهو بتشديد اللام.
أبو العباس عن ابن الأعرابي: أبو سلمان كنية الجعل، و سلامان بن غنم: اسم قبيلة. و سلامان: ماء لبني شيبان، و قول الحطيئة:
         * جدلاء محكمة من صنع سلام*


أراد من صنع سليمان النبي عليه السلام، فجعله سلاما كما قال النابغة:
         * و نسج سليم كل قضاء ذائل*


أراد و نسج داود، فجعله سليمان، ثم غير الاسم فقال سليم، و مثل ذلك في أشعار العرب كثير.
و حكى اللحياني عن أبي جعفر الرؤاسي أنه قال: يقال: كان فلان يسمى محمدا ثم تمسلم، أي: تسمى بمسلم. قال:
و قال غيره: كان فلان كافرا ثم تسلم، أي: أسلم.
عمرو: السلام: ضرب من الشجر، الواحدة سلامة.
و سلمية: قرية. و ينسب إلى بني سلمة:
سلمي، و إلى بني سليم سلمي، و إلى سلامة: سلامي.
أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال: كذاب لا تساير خيلاه، أي: لا يصدق فيقبل منه. و الخيل إذا تسالمت و تسايرت لا يهيج بعضها بعضا. قال: و أنشدنا لرجل من محارب:
         و لا تساير خيلاه إذا التقيا             و لا يقرع عن باب إذا وردا

و يقال: لا يصدق أثره: يكذب من أين جاء. و قال الفراء: فلان لا يرد عن باب، و لا يعوج عنه.
و قال ابن دريد: سلامان: ضرب من الشجر. و هما بطنان: بطن في قضاء، و بطن في الأزد. و سلم: قبيلة.
و سلمية: قبيلة من الأزد. قال:
و الأسيلم: عرق في الجسد.
و مسلمة: اسم، مفعلة من السلم و سليم بن منصور: قبيلة.
و سلامان بن غنم: قبيلة. و سلامان: ماء لبني شيبان.

 

                        المحيط في اللغة، ج‏8، ص: 332
السين و اللام و الميم‏
سلم:
السلم: ضرب من الدلاء مستطيل لها عروة واحدة. و لدغ الحية، و الملدوغ: سليم و مسلوم.
و رجل سليم: سالم: سلم سلامة.
و قولهم: السلام عليكم: أي السلامة من الله عليكم.
و السلام «55»: السداد، من قوله عز و جل: و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
 «56» أي صوابا. و قيل: سلم من [274/ ب‏] العيب.
و قوله: و الله يدعوا إلى دار السلام‏
 «57»، السلام: الله، و داره: الجنة.
و قيل: هي السلامة.
__________________________________________________
 (54) زيادة من م.
 (55) في ك: و السلم.
 (56) سورة الفرقان، آية رقم: 63.
 (57) سورة يونس، آية رقم: 25.
                        المحيط في اللغة، ج‏8، ص: 333
و قرئ: و رجلا سالما لرجل «58» أي خالصا.
و المسلم: المخلص لله عبادته.
و السلام: الحجارة، و الواحدة سلمة.
و السلام: ضرب من دق الشجر.
و السلامي: عظام الأصابع و الأشاجع و الأكارع، و الجميع سلاميات. و هو آخر ما يبقى من المخ في السلامى و العين.
و السلم: ضرب من الشجر، الواحدة سلمة. و المسلوم: المدبوغ به.
و أرض مسلوماء: كثيرة السلم.
و الإسلام: الاستسلام لأمر الله و الانقياد لطاعته. و يقولون: سلمنا لله ربنا:
أي استسلمنا له و أسلمنا. و السلم- أيضا-: الإسلام. و المسلم: المستسلم.
و المساليم: جمع المسلم. و كان كافرا ثم تمسلم: أي أسلم.
و أسلمت فلانا: خذلته.
و أسلمت إليه ثوبا، و سلمت له و إليه.
و يقولون: المظلوم عندنا يسلم ظلامته: أي يعطى ظلامته «59».
و تسلمت حاجتي من فلان: أي نجزت و قضيت.
و لا يستلم على سخطه: أي لا يصطلح على ما يكرهه.
و كل تارك لشي‏ء فهو مسلم له.
و استلام الحجر: تناوله باليد أو بالقبلة.
و السلم [و السلم‏] «60» و السلم و السلام و المسالمة: واحد؛ و هو الصلح.
و أخذه سلما: أي أسره.
و إنه لحسن السلم: أي الإسلام و الدين.
و السلم- بفتحتين-: الأسر. و هو الأسير أيضا.
__________________________________________________
 (58) سورة الزمر، آية رقم: 29، و القراءة المتداولة: (سلما).
 (59) سقطت جملة (أي يعطى ظلامته) من ك.
 (60) زيادة من م، و روي التحريك في التاج عن الخطابي.
                        المحيط في اللغة، ج‏8، ص: 334
و أسلم الرجل بعد جنونه: إذا ترك ما كان عليه من جنون الشباب.
و يقولون للرجل الكاذب «61»: «ما تسالم خيلاه كذبا».
و كلمة سالمة العينين: أي حسنة.
و السلم: ما أسلفت فيه. و
في الحديث «62»
: «لا بأس بالسلم».
يقال:
أسلم فيه.
و السلم: السير، و المرقى، و الجميع السلاليم.
و السلم: كواكب أسفل «63» من العانة عن يمينها.
و السليم من حافر الفرس: بين الأمعر «64» و الصحن من باطنه.
و الأسيلم: عرق في اليد.
و الأسلوم: بطن من حمير.
و امرأة سلمة «65» و سلبة: إذا كانت لينة الأطراف ناعمتها.
و فلان مستلم القدمين: أي لينهما.
و استسلم ثكم الطريق: أخذه و لم يخطئه.
و أبو سلمان: أعظم الجعلان ذو رأس عظيم.
و أبو سلمى: هو الوزغ.
و السلامانة: مثل الألاءة، و تجمع على السلامان، و قد سمت العرب سلامان، و قيل: هو شجر أطول من الشيح. و السلام- أيضا-: شجر «66».

 

                        الصحاح، ج‏5، ص: 1950
و قد سقم بالكسر يسقم سقما فهو سقيم، و أسقمه الله عز و جل.
و المسقام: الكثير السقم.
و سقام: اسم واد. قال أبو خراش الهذلى:
         أمسى سقام خلاء لا أنيس به             إلا السباع و مر الريح بالغرف‏

و يروى‏
          «إلا الثمام» ...


قال أبو عبيدة عمرو:
الهذلى «1» يرفع إلا الثمام، و غيره ينصبه.
سلم‏
أبو عمرو: السلم: الدلو لها عروة واحدة «2»، نحو دلو السقائين.
و سلم: اسم رجل. و سلمى: اسم امرأة.
و سلمى: أحد جبلى طيئ. و سلمى: حى من دارم. و قال:
         تعيرنى سلمى و ليس بقضأة             و لو كنت من سلمى تفرعت دارما

و فى بنى قشير سلمتان: سلمة بن قشير، و هو سلمة الشر، و أمه لبينى «3» بنت كعب ابن كلاب؛ و سلمة بن قشير، و هو سلمة الخير.
و هو ابن القسرية «4».
و سليم: قبيلة من قيس عيلان، و هو سليم ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
و سليم أيضا: قبيلة فى جذام من اليمن.
و أبو سلمى، بضم السين: والد زهير بن أبى سلمى المزني الشاعر، و ليس فى العرب غيره، و اسمه ربيعة بن رباح من بنى مازن، من مزينة.
و سلمان: اسم جبل، و اسم رجل.
و سالم: اسم رجل.
و السلم، بالتحريك: السلف. و السلم:
الاستسلام. و السلم أيضا: شجر من العضاه، الواحدة سلمة.
و سلمة: اسم رجل:
و سلمة، بكسر اللام أيضا: اسم رجل.
و بنو سلمة: بطن من الأنصار، و ليس فى العرب سلمة غيرهم.
و السلمة أيضا: واحدة السلام، و هى‏
__________________________________________________
 (1) كذا. و فى اللسان: «و يروى إلا الثمام.
و أبو عمرو يرفع الثمام، و غيره ينصبه».
 (2) قال ابن برى: صوابه لها عرقوة، و ليس ثم دلو لها عروة واحدة. و الجمع أسلم و سلام، و فى التهذيب: له عروة واحدة يمشى بها الساقى، مثل دلاء أصحاب الروايا. و حكى اللحيانى فى جمعها أسالم، قال ابن سيده: و هذا نادر.
 (3) فى المخطوطات: «لبينة».
 (4) فى اللسان: «و هو ابن القشيرية».
                        الصحاح، ج‏5، ص: 1951
الحجارة. و قال «1»:
         ذاك خليلى و ذو يعاتبنى             يرمى ورائى بامسهم و امسلمه‏

يريد بالسهم و السلمة، و هى لغة لحمير.
و السلم: واحد السلاليم التى يرتقى عليها، و ربما سمى الغرز بذلك. قال أبو الربيس التغلبى يصف ناقته:
         مطارة قلب إن ثنى الرجل ربها             بسلم غرز فى مناخ تعاجله «2»

و سلام و سلامة بالتشديد، من أسماء الناس.
و السلم بالكسر: السلام. و قال:
         وقفنا فقلنا إيه سلم فسلمت             فما كان إلا ومؤها بالحواجب «3»

و قرأ أبو عمرو: ادخلوا في السلم كافة
 يذهب بمعناها إلى الإسلام.
و السلم: الصلح، يفتح و يكسر، و يذكر و يؤنث.
و السلم: المسالم. تقول: أنا سلم لمن سالمنى.
و السلام: السلامة. و السلام: الاستسلام.
و السلام: الاسم من التسليم. و السلام‏
: اسم من أسماء الله تعالى.
و السلام و السلام أيضا: شجر. قال بشر:
         * بصاحة فى أسرتها السلام «4»*


الواحدة سلامة.
و السلام: البراءة من العيوب فى قول أمية «5».
و قرئ: و رجلا سلما
.
و السلامان أيضا: شجر.
و السلاميات: عظام الأصابع. قال أبو عبيد:
السلامى فى الأصل عظم يكون فى فرسن البعير.
و يقال: إن آخر ما يبقى فيه المخ من البعير إذا عجف السلامى و العين، فإذا ذهب منهما لم يكن له بقية بعد. قال الراجز «6»:
__________________________________________________
 (1) قال ابن برى: هو لبجير بن عنمة الطائى قال: و صوابه:
         و إن مولاى ذو يعاتبنى             لا إحنة عنده و لا جرمه‏
             ينصرنى منك غير معتذر             يرمى ورائى بامسهم و امسلمه‏


 (2) فى اللسان: «يعالجه».
 (3) قال ابن برى: و الذى رواه القنانى:
         فقلنا السلام فاتقت من أسيرها             و ما كان إلا ومؤها بالحواجب‏


 (4) صدره:
         * تعرض جأبة المدرى خذول*

 

 (5) بيت أمية:
         سلامك ربنا فى كل فجر             بريئا ما تعنتك الذموم‏


 (6) هو أبو ميمون النضر بن سلمة العجلى.
                        الصحاح، ج‏5، ص: 1952
         لا يشتكين عملا ما أنقين             ما دام مخ فى سلامى أو عين‏

واحده و جمعه سواء، و قد جمع على سلاميات.
و يقال للجلدة التى بين العين و الأنف:
سالم. و قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فى ابنه سالم:
         يديروننى عن سالم و أريغه             و جلدة بين العين و الأنف سالم‏

و هذا المعنى أراد عبد الملك فى جوابه عن كتاب الحجاج: «أنت عندى كسالم».
و السلام و السليم: اللديغ، كأنهم تفاءلوا له بالسلامة. و يقال: أسلم لما به.
و قلب سليم، أى سالم.
قال ابن السكيت: تقول لا بذى تسلم ما كان كذا و كذا. و تثنى: لا بذى تسلمان، و للجماعة: لا بذى تسلمون، و للمؤنث: لا بذى تسلمين، و للجميع: لا بذى تسلمن. قال:
و التأويل لا و الله الذى يسلمك ما كان كذا و كذا.
و يقال: لا و سلامتك ما كان كذا.
و يقال: اذهب بذى تسلم يا فتى، و اذهبا بذى تسلمان، أى اذهب بسلامتك.
قال الأخفش: و قوله ذى مضاف إلى تسلم.
و كذلك قول الشاعر «1»:
         بآية يقدمون الخيل زورا             كأن على سنابكها مداما

أضاف آية إلى يقدمون، و هما نادران لأنه ليس شئ من الأسماء يضاف إلى الفعل غير أسماء الزمان، كقولك هذا يوم يفعل، أى يفعل فيه.
و تقول: سلم فلان من الآفات سلامة، و سلمه الله سبحانه منها.
و سلمت إليه الشئ فتسلمه، أى أخذه.
و التسليم: بذل الرضا بالحكم. و التسليم:
السلام.
و أسلم الرجل فى الطعام، أى أسلف فيه.
و أسلم أمره إلى الله، أى سلم. و أسلم، أى دخل فى السلم، و هو الاستسلام. و أسلم من الإسلام.
و أسلمه، أى خذله.
و التسالم: التصالح.
و المسالمة: المصالحة.
و استلم الحجر: لمسه إما بالقبلة أو باليد.
و لا يهمز لأنه مأخوذ من السلام و هو الحجر، كما تقول: استنوق الجمل. و بعضهم يهمزه.
و استسلم، أى انقاد «2».
__________________________________________________
 (1) الأعشى.
 (2) زيادة فى المخطوطة: و قول الحطيئة:
         فيه الرماح و فيه كل سابغة             جدلاء محكمة من صنع سلام‏


-
                        الصحاح، ج‏5، ص: 1953
و سلمت الجلد أسلمه بالكسر، إذا دبغته بالسلم. قال لبيد:
         بمقابل سرب المخارز عدله             قلق المحالة جارن مسلوم‏

و الأسيلم: عرق بين الخنصر و البنصر.
و السلام، بالكسر: ماء. قال بشر:
         كأن قتودى على أحقب             يريد نحوصا تؤم السلاما

 

                        الفروق في اللغة، ص: 50
و الكافر.
و من قبيل القول السلام و التحية
 (الفرق) بين السلام و التحية،
أن التحية أعم من السلام، و قال المبرد يدخل في التحية حياك الله و لك البشرى و لقيت الخير، و قال أبو هلال أيده الله تعالى و لا يقال لذلك سلام انما السلام قواك سلام عليك، و يكون السلام في غير هذا الوجه السلامة مثل الضلال و الضلالة و الجلال و الجلالة، و منه دار السلام* أي دار السلامة و قيل دار السلام* أي دار الله، و السلام اسم من أسماء الله، و التحية أيضا الملك و منه قولهم التحيات لله.

 

                        الفروق في اللغة، ص: 103
منه بغده من الصحة و عفاه يعفوه و اعتفاه يعتفيه اذا أتاه يسأله تاركا لغيره.
 (الفرق) بين الصحة و السلامة
أن السلامة نقيضة الهلاك و نقيض الصحة الآفة من المرض و الكسر و ما بسبيل ذلك ألا ترى أنه يقال سلم الرجل من علته اذا كان يخاف عليه الهلاك منها أو على شي‏ء من جسده، و اذا لم يكن يخاف عليه ذلك منها لم يقل سلم منها و قيل صح منها، هذا على أن السلامة نقيضة الهلاك و ليست الصحة كذلك و في هذا وقوع الفرق بينهما، ثم كثر استعمال السلامة حتى قيل للمتبرئ من العيب سالم من العيب، و السلامة عند المتكلمين زوال الموانع و الآفات عمن يجوز عليه ذلك و لا يقال لله سالم لأن الآفات غير جائزة عليه و لا يقال له صحيح لأن الصحة تقتضي منافاة المرض و الكسر و لا يجوزان على الله تعالى.

 

                        معجم مقاييس اللغه، ج‏3، ص: 90

باب السين و اللام و ما يثلثهما
سلم‏
السين و اللام و الميم معظم بابه من الصحة و العافية؛ و يكون فيه ما يشذ، و الشاذ عنه قليل. فالسلامة: أن يسلم الإنسان من العاهة و الأذى.
قال أهل العلم: الله جل ثناؤه هو السلام؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب و النقص و الفناء. قال الله جل جلاله: و الله يدعوا إلى دار السلام فالسلام الله جل ثناؤه، و داره الجنة. و من الباب أيضا الإسلام، و هو الانقياد؛ لأنه يسلم من الإباء و الامتناع. و السلام: المسالمة. و فعال تجى‏ء فى المفاعلة كثيرا نحو القتال و المقاتلة. و من باب الإصحاب و الانقياد: السلم الذى يسمى السلف، كأنه مال أسلم و لم يمتنع من إعطائه. و ممكن أن تكون الحجارة سميت سلاما لأنها أبعد
__________________________________________________
 (1) ديوان الشماخ 103. و هو فى اللسان (سكف 58) بدون نسبة.
                        معجم مقاييس اللغه، ج‏3، ص: 91
شى‏ء فى الأرض من الفناء و الذهاب؛ لشدتها و صلابتها. فأما السليم و هو اللديغ ففى تسميته قولان: أحدهما أنه أسلم لمابه. و القول الآخر أنهم تفاءلوا بالسلامة.
و قد يسمون الشى‏ء بأسماء فى التفاؤل و التطير. و السلم معروف، و هو من السلامة أيضا؛ لأن النازل عليه يرجى له السلامة. و السلامة: شجر، و جمعها سلام.
و الذى شذ عن الباب السلم: الدلو التى لها عروة واحدة. و السلم: شجر، واحدته سلمة. و السلامان: شجر «1»
و من الباب الأول السلم و هو الصلح، و قد بؤنث و يذكر. قال الله تعالى:
و إن جنحوا للسلم فاجنح لها
. و السلمة: الحجر، فيه يقول الشاعر:
         ذاك خليلى و ذو يعاتبنى             يرمى ورائى بالسهم و السلمه «2»

و بنو سلمة: بطن من الأنصار ليس فى العرب غيرهم. و من الأسماء سلمى:
امرأة. و سلمى: جبل. و أبو سلمى أبو زهير، بضم السين، ليس فى العرب غيره.

 

 

                        مفردات ألفاظ القرآن، ص: 421
  لسلم و السلامة: التعري من الآفات الظاهرة و الباطنة، قال: بقلب سليم*
 [الشعراء/ 89]، أي: متعر من الدغل، فهذا في الباطن، و قال تعالى: مسلمة لا شية فيها
 [البقرة/ 71]، فهذا في الظاهر، و قد سلم يسلم سلامة، و سلاما، و سلمه الله، قال تعالى: و لكن الله سلم‏
 [الأنفال/ 43]، و قال: ادخلوها بسلام آمنين‏
 [الحجر/ 46]، أي: سلامة، و كذا قوله: اهبط بسلام منا
 [هود/ 48].
و السلامة الحقيقية ليست إلا في الجنة، إذ فيها بقاء بلا فناء، و غنى بلا فقر، و عز بلا ذل، و صحة بلا سقم، كما قال تعالى: لهم دار السلام عند ربهم‏
 [الأنعام/ 127]، أي:
السلامة، قال: و الله يدعوا إلى دار السلام‏
 [يونس/ 25]، و قال تعالى: يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام‏
 [المائدة/ 16]، يجوز أن يكون كل ذلك من السلامة. و قيل:
__________________________________________________
 (1) البيت قاله مسيلمة لسجاح التي ادعت النبوة، و قبله:
         ألا قومي إلى النيك             فقد هيئ لك المضجع‏
             فإن شئت ففي البيت             و إن شئت ففي المخدع‏
             و إن شئت سلقناك             و إن شئت على أربع‏
             و إن شئت بثلثيه             و إن شئت به أجمع‏


انظر: غرر الخصائص الواضحة 172، و شرح مقامات الحريري للشريشي 2/ 164.
                        مفردات ألفاظ القرآن، ص: 422
السلام اسم من أسماء الله تعالى «1»، و كذا قيل في قوله: لهم دار السلام‏
 [الأنعام/ 127]، و السلام المؤمن المهيمن‏
 [الحشر/ 23]، قيل: وصف بذلك من حيث لا يلحقه العيوب و الآفات التي تلحق الخلق، و قوله: سلام قولا من رب رحيم‏
 [يس/ 58]، سلام عليكم بما صبرتم‏
 [الرعد/ 24]، سلام على آل ياسين «2» كل ذلك من الناس بالقول، و من الله تعالى بالفعل، و هو إعطاء ما تقدم ذكره مما يكون في الجنة من السلامة، و قوله: و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
 [الفرقان/ 63]، أي: نطلب منكم السلامة، فيكون قوله (سلاما) نصبا بإضمار فعل، و قيل: معناه: قالوا سلاما
، أي: سدادا من القول، فعلى هذا يكون صفة لمصدر محذوف. و قوله تعالى: إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام‏
 [الذاريات/ 25]، فإنما رفع الثاني، لأن الرفع في باب الدعاء أبلغ «3»، فكأنه تحرى في باب الأدب المأمور به في قوله: و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها [النساء/ 86]، و من قرأ سلم «4» فلأن السلام لما كان يقتضي السلم، و كان إبراهيم عليه السلام قد أوجس منهم خيفة، فلما رآهم مسلمين تصور من تسليمهم أنهم قد بذلوا له سلما، فقال في جوابهم: (سلم)، تنبيها أن ذلك من جهتي لكم كما حصل من جهتكم لي. و قوله تعالى: لا يسمعون فيها لغوا و لا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما
 [الواقعة/ 25- 26]، فهذا لا يكون لهم بالقول فقط، بل ذلك بالقول و الفعل جميعا. و على ذلك قوله تعالى: فسلام لك من أصحاب اليمين‏
 [الواقعة/ 91]، و قوله:
و قل سلام‏
 [الزخرف/ 89]، فهذا في الظاهر أن تسلم عليهم، و في الحقيقة سؤال الله السلامة منهم، و قوله تعالى: سلام على نوح في العالمين‏
 [الصافات/ 79]، سلام على موسى و هارون‏
 [الصافات/ 120]، سلام على إبراهيم‏
 [الصافات/ 109]، كل هذا تنبيه من الله تعالى أنه جعلهم بحيث يثنى‏
__________________________________________________
 (1) انظر: الأسماء و الصفات للبيهقي ص 53، و المقصد الأسنى للغزالي ص 47.
 (2) سورة الصافات: آية 130، و هي قراءة نافع و ابن عامر و يعقوب. انظر: الإتحاف ص 370.
 (3) قال ابن القيم: إن سلام الملائكة تضمن جملة فعلية، لأن نصب السلام يدل على: سلمنا عليك سلاما، و سلام إبراهيم تضمن جملة اسمية، لأن رفعه يدل على أن المعنى: سلام عليكم، و الجملة الاسمية تدل على الثبوت و التقرر، و الفعلية تدل على الحدوث و التجدد، فكان سلامه عليهم أكمل من سلامهم عليه. انظر: بدائع الفوائد 2/ 157.
 (4) و هي قراءة حمزة و الكسائي. انظر: الإتحاف ص 399.
                        مفردات ألفاظ القرآن، ص: 423
عليهم، و يدعى لهم. و قال تعالى: فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم‏
 [النور/ 61]، أي:
ليسلم بعضكم على بعض. و السلام و السلم و السلم: الصلح قال: و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا
 «1» [النساء/ 94]، و
قيل: نزلت فيمن قتل بعد إقراره بالإسلام و مطالبته بالصلح «2».
و قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة
 [البقرة/ 208]، و إن جنحوا للسلم [الأنفال/ 61]، و قرئ للسلم‏
 «3» بالفتح، و قرئ: و ألقوا إلى الله يومئذ السلم‏
 «4»، و قال: يدعون إلى السجود و هم سالمون‏
 [القلم/ 43]، أي:
مستسلمون، و قوله: و رجلا سالما لرجل «5» و قرئ سلما و (سلما)
 «6»، و هما مصدران، و ليسا بوصفين كحسن و نكد. يقول: سلم سلما و سلما، و ربح ربحا و ربحا. و قيل: السلم اسم بإزاء حرب، و الإسلام: الدخول في السلم، و هو أن يسلم كل واحد منهما أن يناله من ألم صاحبه، و مصدر أسلمت الشي‏ء إلى فلان: إذا أخرجته إليه، و منه: السلم في البيع. و الإسلام في الشرع على ضربين:
أحدهما: دون الإيمان، و هو الاعتراف باللسان، و به يحقن الدم، حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل، و إياه قصد بقوله: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا
 [الحجرات/ 14].
و الثاني: فوق الإيمان، و هو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، و وفاء بالفعل، و استسلام لله في جميع ما قضى و قدر، كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام في قوله: إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين‏
 [البقرة/ 131]، و قوله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام‏
 [آل عمران/ 19].
و قوله: توفني مسلما
 [يوسف/ 101]، أي: اجعلني ممن استسلم لرضاك، و يجوز أن يكون معناه: اجعلني سالما عن أسر الشيطان حيث قال: لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين* [الحجر/ 40]، و قوله: إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون*
 [النمل/ 81]، أي: منقادون للحق مذعنون له.
__________________________________________________
 (1) و هي قراءة نافع و ابن عامر و حمزة و أبي جعفر و خلف. الإتحاف 193.
 (2) راجع: الدر المنثور 2/ 632- 634.
 (3) و هي قراءة الجميع إلا شعبة. انظر: إرشاد المبتدي و تذكرة المنتهي ص 348.
 (4) سورة النحل: آية 87، و هي قراءة حفص.
 (5) سورة الزمر: آية 29، و هي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و يعقوب.
 (6) و قرأ الباقون سلما، أما قراءة (سلما) فهي شاذة، قرأ بها سعيد بن جبير. انظر: الإتحاف 375، و البحر المحيط 7/ 424.
                        مفردات ألفاظ القرآن، ص: 424
و قوله: يحكم بها النبيون الذين أسلموا
 [المائدة/ 44]، أي: الذين انقادوا من الأنبياء الذين ليسوا من العزم لأولي العزم الذين يهتدون بأمر الله، و يأتون بالشرائع. و السلم: ما يتوصل به إلى الأمكنة العالية، فيرجى به السلامة، ثم جعل اسما لكل ما يتوصل به إلى شي‏ء رفيع كالسبب، قال تعالى: أم لهم سلم يستمعون فيه‏
 [الطور/ 38]، و قال: أو سلما في السماء
 [الأنعام/ 35]، و قال الشاعر:
242-
         و لو نال أسباب السماء بسلم «1»


و السلم و السلام: شجر عظيم، كأنه سمي لاعتقادهم أنه سليم من الآفات، و السلام:
الحجارة الصلبة.

 

                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 512
* و رجل إلبيس: أحمق. و اللبسة: بقلة.
مقلوبه:
بلس‏
* أبلس الرجل: قطع به، عن ثعلب. و أبلس: سكت. و أبلس: يئس و ندم، و فى التنزيل يومئذ! يبلس المجرمون‏
 [الروم: 12].
* و إبليس لعنه الله، مشتق منه لأنه أبلس من رحمة الله أى أويس، و قال أبو إسحاق:
لم يصرف لأنه أعجمى معرفة.
* و البلاس: المسح، و الجمع بلس.
* و البلس: التين. و البلسان: شجر لحبه و دهن.
السين و اللام و الميم‏
سلم‏
* السلام، و السلامة: البراءة.
* و تسلم منه: تبرأ، و قوله تعالى: و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
 [الفرقان: 63] معناه تسلما و براءة لا خير بيننا و بينكم و لا شر، و ليس على السلام المستعمل فى التحية، لأن الآية مكية، و لم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين، هذا كله قول سيبويه، و زعم أن أبا ربيعة كان يقول: إذا لقيت فلانا فقل سلاما، أى: تسلما، قال: و منهم من يقول سلام، أى: أمرى و أمرك المبارأة و المتاركة. و قوله تعالى: سلام هي حتى مطلع الفجر
 [القدر: 5] أى لا داء فيها و لا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئا. و قد يجوز أن يكون السلام جمع سلامة.
* و السلام: التحية، قال ابن قتيبة: يجوز أن يكون السلام و السلامة لغتين كاللذاذ و اللذاذة، و أنشد:
         تحيا بالسلامة أم بكر             و هل لك بعد قومك من سلام «1»

قال: و يجوز أن يكون السلام جمع سلامة. و السلام: الله.
* و دار السلام*
: الجنة، لأنها دار الله عز و جل، فأضيفت إليه تفخيما لها، كما قيل للخليفة عبد الله؛ و قد سلم عليه.
* و سلم من الأمر سلامة: نجا. و قوله تعالى: و السلام على من اتبع الهدى‏
 [طه: 47]
__________________________________________________
 (1) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (سلم)؛ و المخصص (12/ 311)؛ و تاج العروس (سلم).
                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 513
معناه أن من اتبع هدى الله سلم من عذابه و سخطه، و الدليل على أنه ليس بسلام أنه ليس ابتداء لقاء و خطاب.
* و السالم فى العروض: كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه كسلامة الجزء من القبض و الكف و ما أشبهه. و السلام: من أسماء الله عز و جل لسلاميه من النقص و العيب و الفناء، حكاه ابن قتيبة. و قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم‏
 [الأنعام: 127] قال بعضهم: السلام: الله، و دليله: السلام المؤمن المهيمن‏
، و قال الزجاج: سميت الجنة دار السلام، لأنها دار السلامة الدائمة التى لا تنقطع.
* و رجل سليم: سالم، و الجمع سلماء. و قوله تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم‏
 [الشعراء: 89] أى سليم من الكفر.
* و سلمه الله من الأمر: وقاه إياه. و حكى سيبويه: لا أفعل ذلك بذى تسلم، قال:
أضيف فيه ذو إلى الفعل، و كذلك بذى تسلمان و بذى تسلمون، و المعنى: لا أفعل ذلك بذى سلامتك، و ذو هنا الأمر الذى يسلمك، و لا يضاف ذو إلا إلى تسلم، كما أن لد لا تنصب إلا غدوة.
* و أسلم إليه الشى‏ء: دفعه. و أسلم الرجل: خذله. و أسلمه لما به: تركه.
* و السلم: لدغ الحية.
* و السليم: اللديغ، فعيل من السلم، و الجمع سلمى، و قد قيل: هو من السلامة، و إنما ذلك على التفاؤل له بها خلافا لما يحذر عليه منه، و قيل: إنما سمى اللديغ سليما لأنه مسلم لما به، عن ابن الأعرابى، و قد يستعار السليم للجريح، أنشد ابن الأعرابى:
         و طيرى بمخراق أشم كأنه             سليم رماح لم تنله الزعانف «1»

و قيل: السليم: الجريح المشفى على الهلكة، أنشد ابن الأعرابى:
         يشكو إذا شد له حزامه             شكوى سليم ذربت كلامه «2»

و قد يكون السليم هنا اللديغ، و سمى موضع نهش الحية منه كلما على الاستعارة.
و السلم، و السلم: الصلح، فأما قول الأعشى:
__________________________________________________
 (1) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (طير)، (زعنف)، (خرق)، (سلم)؛ و تهذيب اللغة (3/ 343)؛ و تاج العروس (طير)، (زعنف)، (سلم).
 (2) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (سلم)، (كلم)؛ و تاج العروس (سلم)، (كلم).
                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 514
         أذاقتهم الحرب أنفاسها             و قد تكره الحرب بعد السلم «1»

فإنما هذا على أنه وقف، فألقى حركة الميم على اللام، و قد يجوز أن يكون أتبع الكسر الكسر، و لا يكون من باب إبل عند سيبويه، لأنه لم يأت عنده غير إبل. و السلم و السلام:
كالسلم. و قد سالمه مسالمة و سلاما، قال أبو كثير الهذلى:
         هاجوا لقومهم السلام كأنهم             لما أصيبوا أهل دين محتر «2»

* و قوم سلم و سلم: متسالمون، و كذلك امرأة سلم و سلم.
* و تسالموا: تصالحوا. و فلان لا تسالم خيلاه، أى لا يصدق فيقبل منه. و الخيل إذا تسالمت تسايرت لا يهيج بعضها بعضا.
* و الإسلام، و الاستسلام: الانقياد. و الإسلام من الشريعة: إظهار الخضوع و إظهار الشريعة و التزام ما أتى به النبى صلى الله عليه و سلم، و ذلك يحقن الدم و يستدفع المكروه، و ما أحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال: الإسلام باللسان و الإيمان بالقلب. و قوله تعالى: يحكم بها النبيون الذين أسلموا
 [المائدة: 44] فسره ثعلب فقال: كل نبى بعث بالإسلام غير أن الشرائع تختلف. و قوله تعالى: و اجعلنا مسلمين لك‏
 [البقرة: 128] أراد مخلصين لك، فعداه بالسلام إذ كان فى معناه و كان (فلان) كافرا ثم تسلم، أى أسلم، و كان كافرا ثم هو اليوم مسلمة يا هذا.
* و السلم: الإسلام. و السلم: الاستخذاء و الانقياد.
* و استسلم له: انقاد.
* و أخذه سلما: أسره من غير حرب، و حكى ابن الأعرابى: أخذه سلما، أى جاء به منقادا لم يمتنع و إن كان جريحا.
* و تسلمه منى: قبضه.
* و أسلم فى الشى‏ء و سلم: أسلف، و الاسم: السلم. و كان راعى غنم ثم أسلم، أى تركها، هكذا جاء أسلم هنا غير متعد.
* و السلم: الدلو لها عروة واحدة، مذكر، و الجمع أسلم و سلام، قال كثير عزة:
         تكفكف أعدادا من الدمع ركبت             سوانيها ثم اندفعن بأسلم «3»

__________________________________________________
 (1) البيت للأعشى فى ديوانه ص 89؛ و لسان العرب (حرم)، (سلم).
 (2) البيت لأبى كبير الهذلى فى لسان العرب (حتر)، (سلم)؛ و جمهرة اللغة ص 1263؛ و تاج العروس (حتر)؛ و بلا نسبة فى جمهرة اللغة ص 385.
 (3) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص 298؛ و لسان العرب (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 515
و أنشد ثعلب فى صفة إبل سقيت:
         قابلة ما جاء فى سلامها             برشف الذناب و التهامها «1»

و حكى اللحيانى فى جمعها أسالم، و هذا نادر.
* و سلم الدلو يسلمها سلما: فرغ من عملها و أحكمها، قال لبيد:
         بمقابل سرب المخارز عدله             قلق المحالة جارن مسلوم «2»

* و السلم: نوع من العضاه. و قال أبو حنيفة: السلم: سلب العيدان طولا، شبه القضبان، و ليس له خشب و إن عظم، و له شوك دقاق طوال حاد إذا أصاب رجل الإنسان، قال: و للسلم برمة صفراء، و هو أطيب البرم ريحا، و يدبغ بورقه، و عن ابن الأعرابى:
السلمة: زهرة صفراء فيها حبة خضراء طيبة الريح و فيها شى‏ء من مرارة و تجد بها الظباء وجدا شديدا، واحدته سلمة، و قد يجمع السلم على أسلام، قال رؤبة:
         كأنما هيج حين أطلقا             من ذات أسلام عصيا شققا «3»

* و أرض مسلوماء: كثيرة السلم.
* و أديم مسلوم: مدبوغ بالسلم.
* و السلام: شجر، قال أبو حنيفة: زعموا أن السلام أبدا أخضر لا يأكله شى‏ء، و الظباء تلزمه و تستظل به و لا تستكن فيه، و ليس من عظام الشجر و لا عضاهها، قال الطرماح يصف ظبية:
         حذرا و السرب أكنافها             مستظل فى أصول السلام «4»

واحدته سلامة.
* و السلامان: شجر سهلى، واحدته سلامانة.
__________________________________________________
 (1) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (رشف)، (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
 (2) البيت للبيد فى ديوانه ص 123؛ و لسان العرب (سلم)، (جرن)؛ و تهذيب اللغة (11/ 37، 12/ 449)، و تاج العروس (سلم)؛ و كتاب العين (6/ 105)؛ و بلا نسبة فى المخصص (4/ 106، 9/ 167).
 (3) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص 112؛ و تاج العروس (مشق)، (سلم)؛ و لسان العرب (سلم)؛ و بعده:
         من سيسبان أو قنا تمشقا

 

. (4) البيت للطرماح فى ديوانه ص 399؛ و لسان العرب (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 516
* و السلام و السلم: الحجارة، واحدتها سلمة.
* و استلم الحجر و استلأمه: قبله أو اعتنقه، و ليس أصله الهمز. و له نظائر قد أحصيتها فى الكتاب المخصص، قال سيبويه: استلم من السلام لا يدل على معنى الاتخاذ، و قول العجاج:
         بين الصفا و الكعبة المسلم «1»


قيل فى تفسيره: أراد المستلم كأنه بنى فعله على فعل.
* و سلامى: عظام أصابع اليد و القدم، و سلامى البعير: عظام فرسنه، قال ابن الأعرابى: السلامى: عظام صغار على طول الإصبع، أو قريب منها، فى كل يد و رجل أربع سلاميات أو ثلاث.
* و السليم من الفرس: ما بين الأشعر و بين الصحن من حافره.
* و الأسيلم: عرق فى اليد، لم يأت إلا مصغرا.
* السلم: الدرجة و المرفاة، يذكر و يؤنث، قال ابن مقبل:
         لا تحرز المرء أحجاء البلاد و لا             تبنى له فى السموات السلاليم «2»

احتاج فزاد الياء.
* و سلمى: أحد جبلى طيئ.
* و السلامى: الجنوب من الرياح، قال ابن هرمة:
         مرته السلامى فاستهل و لم تكن             لتنهض إلا بالنعامى حوامله «3»

* و أبو سلمان: ضرب من الوزغ و الجعلان.
* و سلامان: ماء لبنى شيبان. و بنو سلمة: بطن من الأنصار.
* و سلامان: بطن فى الأزد و قضاعة و طيئ و قيس عيلان.
* و بنو سليمة: بطن من الأزد.
* و بنو سليمة: من عبد القيس، قال سيبويه: النسب إلى سليمة سليمى، نادر.
* و سلوم: اسم مراد.
__________________________________________________
 (1) الرجز للعجاج فى ديوانه (1/ 455)؛ و لسان العرب (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
 (2) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص 273؛ و لسان العرب (سلم)، (حجا)، (عنا). و فيه: (لا تمنع) مكان (لا تحرز).
 (3) البيت لابن هرمة فى ديوانه ص 188؛ و لسان العرب (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 517
* و أسلم: أبو قبيلة فى مراد.
* و أبو سلمى: أبو زهير بن أبى سلمى و ليس فى سلمى غيره، ليس سلمى من الأسلم كالكبرى من الأكبر.
* و الأسلوم: من بطون اليمن. و سلمان و سلالم: موضعان.
* و السلام: موضع. و دارة السلام: موضع هنالك.
* و ذات السليم: موضع. قال ساعدة بن جؤية:
         تحملن من ذات السليم كأنها             سفائن يم تنتحيها دبورها «1»

* و سلمة، و مسلمة، و سلام، و سلامة، و سليمان، و سليم، و سلام، و مسلم، و سلمان:
أسماء.
* و سلمى: اسم امرأة و ربما سمى بها الرجال، قال ابن جنى: ليس سلمان من سلمى كسكران من سكرى، ألا ترى أن فعلان الذى يقابله فعلى إنما بابه الصفة كغضبان و غضبى، و عطشان و عطشى، و ليس سلمان و سلمى بصفتين و لا نكرتين، و إنما سلمان من سلمى كقحطان (من قحطى و ليلان) من ليلى، غير أنهما كانا من لفظ واحد فتلاقيا فى عرض اللغة من غير قصد و لا إيثار لتقاودهما، ألا ترى أنك لا تقول: هذا رجل سلمان، و لا هذه امرأة سلمى كما تقول هذا رجل سكران و هذه امرأة، و هذا رجل غضبان و هذه امرأة غضبى، و كذلك لو جاء فى العلم ليلان لكان من ليلى كسلمان من سلمى، و كذلك لو وجد فيه قحطى لكان من قحطان كسلمى من سلمان، و حكى الرواسى: كان (فلان) يسمى محمدا ثم تمسلم، أى تسمى مسلما.
* و السلمتان: سلمة الخير و سلمة الشر، و إنما قال الشاعر:
         يا قرة بن هبيرة بن قشير             يا سيد السلمان إنك تظلم «2»

لأنه عناهما و قومهما. و حكى أسلم اسم رجل، حكاه كراع و قال: سمى بجمع سلم، و لم يفسر أى سلم يعنى، و عندى أنه جمع السلم الذى هو الدلو العظيمة.
* و سلالم: اسم أرض، قال كعب بن زهير:
         طليح من التسعاء حتى كأنه             حديث بحمى أسأرتها سلالم «3»

__________________________________________________
 (1) البيت لساعدة بن جؤية فى لسان العرب (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
 (2) البيت لابن الخرع فى لسان العرب (سلا)؛ و بلا نسبة فى لسان العرب (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
 (3) البيت لكعب بن زهير فى ديوانه ص 146؛ و لسان العرب (سلم)؛ و تاج العروس (سلم).
                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 518
* و سلم: فرس زبان بن سيار.
مقلوبه:

 

                        أساس البلاغة، ص: 306
و جاء فلان انسلال السيل: لا يؤبه له. و هو سليله و هي سليلته. و سل فلان و به سل و سلال، و قد سله الداء.
و من المجاز: سل السخيمة من قلبه، و الهدايا تسل السخائم و تحل الشكائم. و هو سلالة طيبة. و خرجت سلة هذا الفرس على سائر الخيل و هي دفعته في جريه.
و استل النهر جدول إذا انشق منه؛ قال ذو الرمة:
         يستلها جدول كالسيف منصلت‏


و برق ذو سلاسل، و بدت سلاسل البرق، و قد تسلسل البرق: استطال في خفقانه. و تسلسل فرند السيف، و سيف مسلسل. و رمل ذو سلاسل. و ما أقوم سلاسل كتابه و هي سطوره؛ قال البعيث:
         لمن طلل بالسدرتين كأنه             كتاب زبور وحيه و سلاسله‏

و ثوب مسلسل: رق من البلى، و لبسته حتى تسلسل؛ قال ذو الرمة:
         قف العنس في أطلال مية فاسأل             رسوما كأخلاق الرداء المسلسل‏

سلم-
سلم من البلاء سلامة و سلاما، و سلم من المرض:
برئ، و سلمه الله. و سلم إليه الشي‏ء فتسلمه. و سالمت العدو مسالمة، و تسالموا، و خذوا بالسلم، و فلان سلم و سلم لفلان و حرب له. و عقد عقد السلم، و أسلم في كذا. و أسلم لأمر الله و سلم و استسلم. و أسلمه للهلكة.
و هو سلم في يد العدو: مسلم. و استلم الحجر، من السلام و هي الحجارة. و في مثل: «أكتم للسر من السلام».
و تقول: عصب سلمته و قرع سلمته. و فصد الأسيلم و هو عرق في ظاهر الكف. و «على كل سلامى من أحدكم صدقة» و هي عظام الأصابع اللينة.
و من المجاز: قول ذي الرمة:
         و لم يستطع إلف لإلف تحية             من الناس إلا أن يسلم حاجبه‏

و بات بليلة سليم و هو اللديغ. و سلمت له الضيعة:
خلصت، و منه (و رجلا سالما لرجل). و أسلم وجهه لله*
. و أسلم السلك الجمان؛ قال عمر بن أبي ربيعة:
         فقالا لها فارفض فيض دموعها             كما أسلم السلك الجمان المنظما

و اذهب بذي تسلم، و لا بذي تسلم ما كان كذا. و رجل مستلم القدمين: لينهما. و قد استلم الخف قدميه:
لينهما. و فلان «ما تسالم خيلاه كذبا» و «لا تساير خيلاه كذبا». و كلمة سالمة العينين: حسنة؛ قال:
         و عوراء من قيل امرئ قد دفعتها             بسالمة العينين طالبة عذرا

 

                        النهاية في غريب الحديث و الأثر، ج‏2، ص: 392

فى أسماء الله تعالى «السلام»
 قيل معناه سلامته مما يلحق الخلق من العيب و الفناء.
و السلام فى الأصل السلامة. يقال سلم يسلم سلامة و سلاما. و منه قيل للجنة دار السلام‏

، لأنها دار السلامة من الآفات.
 (س) و منه‏
الحديث «ثلاثة كلهم ضامن على الله، أحدهم من يدخل بيته بسلام»
أراد أن يلزم بيته طلبا للسلامة من الفتن و رغبة فى العزلة. و قيل أراد أنه إذا دخل بيته سلم.
و الأول الوجه.
                        النهاية في غريب الحديث و الأثر، ج‏2، ص: 393
 (س) و
فى حديث التسليم «قل السلام عليك، فإن عليك السلام تحية الموتى»
هذا إشارة إلى ما جرت به عادتهم فى المراثى، كانوا يقدمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله:
         عليك سلام من أمير و باركت             يد الله فى ذاك الأديم الممزق‏

و كقول الآخر:
         عليك سلام الله قيس بن عاصم             و رحمته ما شاء أن يترحما

و إنما فعلوا ذلك لأن المسلم على القوم يتوقع الجواب، و أن يقال له عليك السلام، فلما كان الميت لا يتوقع منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب. و قيل: أراد بالموتى كفار الجاهلية.
و هذا فى الدعاء بالخير و المدح، فأما فى الشر و الذم فيقدم الضمير كقوله تعالى «و إن عليك لعنتي» و قوله: «عليهم دائرة السوء»*.
و السنة لا تختلف فى تحية الأموات و الأحياء. و يشهد له‏
الحديث الصحيح أنه كان إذا دخل القبور قال: «سلام عليكم دار قوم مؤمنين».
و التسليم مشتق من السلام اسم الله تعالى لسلامته من العيب و النقص. و قيل معناه أن الله مطلع عليكم فلا تغفلوا. و قيل معناه اسم السلام عليك: أى اسم الله عليك، إذ كان اسم الله يذكر على الأعمال توقعا لاجتماع معانى الخيرات فيه و انتفاء عوارض الفساد عنه. و قيل معناه سلمت منى فاجعلنى أسلم منك، من السلامة بمعنى السلام.
و يقال السلام عليكم، و سلام عليكم، و سلام، بحذف عليكم، و لم يرد فى القرآن غالبا إلا منكرا كقوله تعالى سلام عليكم بما صبرتم‏
 فأما فى تشهد الصلاة فيقال فيه معرفا و منكرا، و الظاهر الأكثر من مذهب الشافعى رحمه الله أنه اختار التنكير، و أما فى السلام الذى يخرج به من الصلاة فروى الربيع عنه أنه لا يكفيه إلا معرفا، فإنه قال: أقل ما يكفيه أن يقول السلام عليكم، فإن نقص من هذا حرفا عاد فسلم. و وجهه أن يكون أراد بالسلام اسم الله تعالى، فلم يجز حذف الألف و اللام منه، و كانوا يستحسنون أن يقولوا فى الأول سلام عليكم، و فى الآخر السلام عليكم، و تكون الألف و اللام للعهد. يعنى السلام الأول.
                        النهاية في غريب الحديث و الأثر، ج‏2، ص: 394
و
فى حديث عمران بن حصين «كان يسلم على حتى اكتويت»
يعنى أن الملائكة كانت تسلم عليه، فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السلام عليه؛ لأن الكى يقدح فى التوكل و التسليم إلى الله و الصبر على ما يبتلى به العبد و طلب الشفاء من عنده، و ليس ذلك قادحا فى جواز الكى و لكنه قادح فى التوكل، و هى درجة عالية وراء مباشرة الأسباب.
 (س) و
فى حديث الحديبية «أنه أخذ ثمانين من أهل مكة سلما»
يروى بكسر السين و فتحها، و هما لغتان فى الصلح، و هو المراد فى الحديث على ما فسره الحميدى فى غريبه. و قال الخطابى: أنه السلم بفتح السين و اللام، يريد الاستسلام و الإذعان، كقوله تعالى و ألقوا إليكم السلم‏

 أى الانقياد، و هو مصدر يقع على الواحد و الاثنين و الجميع. و هذا هو الأشبه بالقضية؛ فإنهم لم يؤخذوا عن صلح. و إنما أخذوا قهرا و أسلموا أنفسهم عجزا، و للأول وجه، و ذلك أنهم لم تجر معهم حرب، و إنما لما عجزوا عن دفعهم أو النجاة منهم رضوا أن يؤخذوا أسرى و لا يقتلوا، فكأنهم قد صولحوا على ذلك فسمى الانقياد صلحا و هو السلم.
و منه‏
كتابه بين قريش و الأنصار «و إن سلم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن»
أى لا يصالح واحد دون أصحابه، و إنما يقع الصلح بينهم و بين عدوهم باجتماع ملئهم على ذلك.
 (ه) و من الأول‏
حديث أبى قتادة «لآتينك برجل سلم»
أى أسير لأنه استسلم و انقاد.
و
فيه «أسلم سالمها الله»
هو من المسالمة و ترك الحرب. و يحتمل أن يكون دعاء و إخبارا:
إما دعاء لها أن يسالمها الله و لا يأمر بحربها، أو أخبر أن الله قد سالمها و منع من حربها.
و
فيه «المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه»
يقال: أسلم فلان فلانا إذا ألقاه إلى الهلكة و لم يحمه من عدوه، و هو عام فى كل من أسلمته إلى شى‏ء، لكن دخله التخصيص، و غلب عليه الالقاء فى الهلكة.
و منه‏
الحديث «إنى وهبت لخالتى غلاما، فقلت لها لا تسلميه حجاما و لا صائغا و لا قصابا»
أى لا تعطيه لمن يعلمه إحدى هذه الصنائع، إنما كره الحجام و القصاب لأجل النجاسة التى يباشرانها مع تعذر الاحتراز، و أما الصائغ فلما يدخل صنعته من الغش، و لأنه يصوغ الذهب‏
                        النهاية في غريب الحديث و الأثر، ج‏2، ص: 395
و الفضة، و ربما كان من آنية أو حلى للرجال و هو حرام، و لكثرة الوعد و الكذب فى إنجاز ما يستعمل عنده.
 (س) و
فيه «ما من آدمى إلا و معه شيطان، قيل: و معك؟ قال: نعم، و لكن الله أعاننى عليه فأسلم» و فى رواية «حتى أسلم»
أى انقاد و كف عن وسوستى. و قيل دخل فى الإسلام فسلمت من شره. و قيل إنما هو فأسلم بضم الميم، على أنه فعل مستقبل: أى أسلم أنا منه و من شره.
و يشهد للأول:
 (س)
الحديث الآخر «كان شيطان آدم كافرا و شيطانى مسلما».
و
فى حديث ابن مسعود «أنا أول من أسلم»
يعنى من قومه، كقوله تعالى عن موسى عليه السلام «و أنا أول المؤمنين» يعنى مؤمنى زمانه، فإن ابن مسعود لم يكن أول من أسلم، و إن كان من السابقين الأولين.
 (ه) و
فيه «كان يقول إذا دخل شهر رمضان: اللهم سلمني من رمضان و سلم رمضان لى و سلمه منى»
قوله سلمني منه أى لا يصيبني فيه ما يحول بينى و بين صومه من مرض أو غيره. و قوله سلمه لى: هو أن لا يغم عليه الهلال فى أوله أو آخره فيلتبس عليه الصوم و الفطر. و قوله و سلمه منى: أى يعصمه من المعاصى فيه.
و
فى حديث الإفك «و كان علي مسلما فى شأنها»
أى سالما لم يبد بشى‏ء من أمرها.
و يروى بكسر اللام: أى مسلما للأمر، و الفتح أشبه: أى أنه لم يقل فيها سوءا.
 (ه س) و
فى حديث الطواف «أنه أتى الحجر فاستلمه»
هو افتعل من السلام: التحية.
و أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا: أى أن الناس يحيونه بالسلام. و قيل هو افتعل من السلام و هى الحجارة، واحدتها سلمة بكسر اللام. يقال استلم الحجر إذا لمسه و تناوله.
 (س) و
فى حديث جرير «بين سلم و أراك»
السلم شجر من العضاه واحدتها سلمة بفتح اللام، و ورقها القرظ الذى يدبغ به. و بها سمى الرجل سلمة، و تجمع على سلمات.
و منه‏
حديث ابن عمر «أنه كان يصلى عند سلمات فى طريق مكة».
و يجوز أن يكون بكسر اللام جمع سلمة و هى الحجر.
                        النهاية في غريب الحديث و الأثر، ج‏2، ص: 396
 (ه) و
فيه «على كل سلامى من أحدكم صدقة»
السلامى: جمع سلامية و هى الأنملة من أنامل الأصابع. و قيل واحده و جمعه سواء. و يجمع على سلاميات و هى التى بين كل مفصلين من أصابع الإنسان. و قيل السلامى: كل عظم مجوف من صغار العظام: المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. و قيل: إن آخر ما يبقى فيه المخ من البعير إذا عجف السلامى و العين. قال أبو عبيد:
هو عظم يكون فى فرسن البعير.
 (ه) و منه‏
حديث خزيمة فى ذكر السنة «حتى آل السلامى»
أى رجع إليه المخ.
و
فيه «من تسلم فى شى‏ء فلا يصرفه إلى غيره»
يقال أسلم و سلم إذا أسلف. و الاسم السلم، و هو أن تعطى ذهبا أو فضة فى سلعة معلومة إلى أمد معلوم، فكأنك قد أسلمت الثمن إلى صاحب السلعة و سلمته إليه. و معنى الحديث أن يسلف مثلا فى بر فيعطيه المستسلف غيره من جنس آخر، فلا يجوز له أن يأخذه. قال القتيبى: لم أسمع تفعل من السلم إذا دفع إلا فى هذا.
و منه‏
حديث ابن عمر «كان يكره أن يقال: السلم بمعنى السلف، و يقول الإسلام لله عز و جل»
كأنه ضن بالإسم الذى هو موضوع للطاعة و الانقياد لله عن أن يسمى به غيره، و أن يستعمله فى غير طاعة الله، و يذهب به إلى معنى السلف. و هذا من الإخلاص باب لطيف المسلك. و قد تكرر ذكر السلم فى الحديث.
 (س) و
فيه «أنهم مروا بماء فيه سليم، فقالوا: هل فيكم من راق»
السليم اللديغ. يقال سلمته الحية أى لدغته. و قيل إنما سمى سليما تفاؤلا بالسلامة، كما قيل للفلاة المهلكة مفازة.
و فى حديث خيبر ذكر «السلالم» هى بضم السين، و قيل بفتحها: حصن من حصون خيبر. و يقال فيه أيضا السلاليم.

 

                        لسان العرب، ج‏12، ص: 289
في ذات الله و مكابدة عن دينه، صلى الله عليه و سلم. و المسقام: كالسقيم، و قيل: هو الكثير السقم، و الأنثى مسقام أيضا؛ هذه عن اللحياني، و أسقمه الله و سقمه؛ قال ذو الرمة:
         هام الفؤاد بذكراها و خامرها،             منها على عدواء الدار، تسقيم‏

و أسقم الرجل: سقم أهله. و السقام و سقام: واد بالحجاز؛ قال أبو خراش الهذلي:
         أمسى سقام خلاء لا أنيس به             إلا السباع، و مر الريح بالغرف‏

و يروى:
         إلا الثمام ...


، و أبو عمرو يرفع إلا الثمام، و غيره ينصبه. و السوقم: شجر يشبه الخلاف و ليس به، و قال أبو حنيفة: السوقم شجر عظام مثل الأثأب سواء، غير أنه أطول طولا من الأثأب و أقل عرضا منه، و له ثمرة مثل التين، و إذا كان أخضر فإنما هو حجر صلابة، فإذا أدرك اصفر شيئا و لان و حلا حلاوة شديدة، و هو طيب الريح يتهادى.
سكم:
السكم: تقارب الخطو في ضعف، سكم يسكم سكما. و سيكم: اسم امرأة منه. التهذيب: ابن دريد السكم فعل ممات. و السيكم: الذي يقارب خطوه في ضعف.
سلم:
السلام و السلامة: البراءة. و تسلم منه: تبرأ. و قال ابن الأعرابي: السلامة العافية، و السلامة شجرة. و قوله تعالى: و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
، معناه تسلما و براءة لا خير بيننا و بينكم و لا شر، و ليس على السلام المستعمل في التحية لأن الآية مكية و لم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين، هذا كله قول سيبويه و زعم أن أبا ربيعة كان يقول: إذا لقيت فلانا فقل سلاما أي تسلما، قال: و منهم من يقول سلام أي أمري و أمرك المبارأة و المتاركة. قال ابن عرفة: قالوا سلاما أي قالوا قولا يتسلمون فيه ليس فيه تعد و لا مأثم، و كانت العرب في الجاهلية يحيون بأن يقول أحدهم لصاحبه أنعم صباحا، و أبيت اللعن، و يقولون: سلام عليكم، فكأنه علامة المسالمة و أنه لا حرب هنالك، ثم جاء الله بالإسلام فقصروا على السلام و أمروا بإفشائه، قال أبو منصور: نتسلم منكم سلاما و لا نجاهلكم، و قيل: قالوا سلاما أي سدادا من القول و قصدا لا لغو فيه. و قوله: قالوا سلاما
، قال: أي سلموا سلاما، و قال: سلام‏
 أي أمري سلام لا أريد غير السلامة، و قرئت الأخيرة: قال سلم، قال الفراء: و سلم و سلام‏
 واحد، و قال الزجاج: الأول منصوب على سلموا سلاما، و الثاني مرفوع على معنى أمري سلام. و قوله عز و جل: سلام هي حتى مطلع الفجر
، أي لا داء فيها و لا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئا و قد يجوز أن يكون السلام جمع سلامة. و السلام: التحية، قال ابن قتيبة: يجوز أن يكون السلام و السلامة لغتين كاللذاذ و اللذاذة، و أنشد:
         تحيي بالسلامة أم بكر،             و هل لك بعد قومك من سلام؟

قال: و يجوز أن يكون السلام جمع سلامة، و قال أبو الهيثم: السلام و التحية معناهما
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 290
واحد، و معناهما السلامة من جميع الآفات. الجوهري: و السلم، بالكسر، السلام، و قال:
         وقفنا فقلنا: إيه سلم! فسلمت،             فما كان إلا ومؤها بالحواجب‏

قال ابن بري: و الذي رواه القناني:
         فقلنا: السلام، فاتقت من أسيرها،             و ما كان إلا ومؤها بالحواجب‏

و
في حديث التسليم: قل السلام عليك فإن عليك السلام تحية الموتى.
قال: هذه إشارة إلى ما جرت به عادتهم في المراثي، كانوا يقدمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله:
         عليك سلام من أمير، و باركت             يد الله في ذاك الأديم الممزق‏

و كقول الآخر:
         عليك سلام الله، قيس بن عاصم،             و رحمته ما شاء أن يترحما

قال: و إنما فعلوا ذلك لأن المسلم على القوم يتوقع الجواب و أن يقال له عليك السلام، فلما كان الميت لا يتوقع منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب، و قيل: أراد بالموتى كفار الجاهلية، و هذا في الدعاء بالخير و المدح، و أما الشر و الذم فيقدم الضمير كقوله تعالى: و إن عليك لعنتي، و كقوله: عليهم دائرة السوء*. و السنة لا تختلف في تحية الأموات و الأحياء، و يشهد له‏
الحديث الصحيح: أنه كان إذا دخل القبور قال سلام عليكم دار قوم مؤمنين.
و التسليم: مشتق من السلام اسم الله تعالى لسلامته من العيب و النقص، و قيل: معناه أن الله مطلع عليكم فلا تغفلوا، و قيل: معناه اسم السلام عليك، إذ كان اسم الله تعالى يذكر على الأعمال توقعا لاجتماع معاني الخيرات فيه، و انتفاء عوارض الفساد عنه، و قيل: معناه سلمت مني فاجعلني أسلم منك من السلامة بمعنى السلام. و يقال: السلام عليكم، و سلام عليكم، و سلام، بحذف عليكم، و لم يرد في القرآن غالبا إلا منكرا كقوله تعالى: سلام عليكم بما صبرتم‏
، فأما في تشهد الصلاة فيقال فيه معرفا و منكرا، و الظاهر الأكثر من مذهب الشافعي أنه اختار التنكير، قال: و أما في السلام الذي يخرج به من الصلاة
فروى الربيع عنه أنه قال: لا يكفيه إلا معرفا، فإنه قال: أقل ما يكفيه أن يقول السلام عليكم.
فإن نقص من هذا حرفا عاد فسلم، و وجهه أن يكون أراد بالسلام اسم الله، فلم يجز حذف الألف و اللام منه، و كانوا يستحسنون أن يقولوا في الأول سلام عليكم و في الآخر السلام عليكم، و تكون الألف و اللام للعهد، يعني السلام الأول. و
في حديث عمران بن حصين: كان يسلم علي حتى اكتويت.
يعني أن الملائكة كانت تسلم عليه فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السلام عليه، لأن الكي يقدح في التوكل و التسليم إلى الله و الصبر على ما يبتلى به العبد و طلب الشفاء من عنده، و ليس ذلك قادحا في جواز الكي، و لكنه قادح في التوكل، و هي درجة عالية وراء مباشرة الأسباب. و السلام: السلامة. و السلام‏
: الله عز و جل، اسم من أسمائه لسلامته من النقص و العيب و الفناء، حكاه ابن قتيبة، و قيل: معناه أنه سلم مما يلحق الغير من آفات الغير و الفناء، و أنه الباقي الدائم الذي تفنى الخلق و لا يفنى، و هو على كل شي‏ء قدير*.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 291
و السلام في الأصل: السلامة، يقال: سلم يسلم سلاما و سلامة، و منه قيل للجنة: دار السلام*
 لأنها دار السلامة من الآفات. و
روى يحيى بن جابر أن أبا بكر قال: السلام أمان الله في الأرض.
و قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم‏
، قال بعضهم: السلام هاهنا الله و دليله السلام المؤمن المهيمن‏
، و قال الزجاج: سميت دار السلام لأنها دار السلامة الدائمة التي لا تنقطع و لا تفنى و هي دار السلامة من الموت و الهرم و الأسقام، و قال أبو إسحاق: أي للمؤمنين دار السلام، و قال: دار السلام الجنة لأنها دار الله عز و جل فأضيفت إليه تفخيما لها، كما قيل للخليفة عبد الله، و قد سلم عليه. و تقول: سلم فلان من الآفات سلامة و سلمه الله منها. و
في الحديث: ثلاثة كلهم ضامن على الله أحدهم من يدخل بيته بسلام.
قال ابن الأثير: أراد أن يلزم بيته طالبا للسلامة من الفتن و رغبة في العزلة، و قيل: أراد أنه إذا دخل سلم، قال: و الأول الوجه. و سلم من الأمر سلامة: نجا. و قوله عز و جل: و السلام على من اتبع الهدى‏
، معناه أن من اتبع هدى الله سلم من عذابه و سخطه، و الدليل على أنه ليس بسلام أنه ليس ابتداء لقاء و خطاب. و السلام: الاسم من التسليم. و قوله تعالى: فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة
 «2»، ذكر محمد بن يزيد أن السلام في لغة العرب أربعة أشياء: فمنها سلمت سلاما مصدر سلمت، و منها السلام جمع سلامة، و منها السلام اسم من أسماء الله تعالى، و منها السلام شجر، و معنى السلام الذي هو مصدر سلمت أنه دعاء للإنسان بأن يسلم من الآفات في دينه و نفسه، و تأويله التخليص، قال: و تأويل السلام اسم الله أنه ذو السلام الذي يملك السلام أي يخلص من المكروه. ابن الأعرابي: السلام الله، و السلام السلامة، و السلامة الدعاء. و دار السلام: دار الله عز و جل. و السالم في العروض: كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه كسلامة الجزء من القبض و الكف و ما أشبهه. و رجل سليم: سالم، و الجمع سلماء. و قوله تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم‏
، أي سليم من الكفر. و قال أبو إسحاق في قوله عز و جل و رجلا سلما لرجل‏
: و قرئ و رجلا سالما لرجل، فمن قرأ سالما فهو اسم الفاعل على سلم فهو سالم، و من قرأ سلما و سلما فهما مصدران وصف بهما على معنى و رجلا ذا سلم لرجل و ذا سلم لرجل، و المعنى أن من وحد الله مثله مثل السالم لرجل لا يشركه فيه غيره، و مثل الذي أشرك الله مثل صاحب الشركاء المتشاكسين، و السلام: البراءة من العيوب في قول أمية، و قرى‏ء: و رجلا سلما
، قال ابن بري يعني قول أمية:
         سلامك ربنا في كل فجر             بريئا ما تعنتك الذموم‏

الذموم: العيوب أي ما تلزق بك و لا تنتسب إليك. و سلمه الله من الأمر: وقاه إياه. ابن بزرج: يقال كنت راعي إبل فأسلمت عنها أي تركتها. و كل صنيعة أو شي‏ء تركته و قد كنت فيه فقد أسلمت عنه. و قال ابن السكيت: لا بذي تسلم ما كان كذا و كذا، و للاثنين: لا بذي تسلمان، و للجماعة: لا بذي تسلمون، و للمؤنث: لا بذي تسلمين، و للجماعة: لا بذي تسلمن، و التأويل: لا و الله الذي يسلمك ما كان كذا و كذا.
__________________________________________________
 (2). الآية.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 292
و يقال: لا و سلامتك ما كان كذا و كذا. و يقال: اذهب بذي تسلم يا فتى، و اذهبا بذي تسلمان، أي اذهب بسلامتك، قال الأخفش: و قوله ذي مضاف إلى تسلم، و كذلك قول الأعشى:
         بآية يقدمون الخيل زورا،             كأن على سنابكها مداما

أضاف آية إلى يقدمون، و هما نادران، لأنه ليس شي‏ء من الأسماء يضاف إلى الفعل غير أسماء الزمان كقولك هذا يوم يفعل أي يفعل فيه، و حكى سيبويه: لا أفعل ذلك بذي تسلم، قال: أضيف فيه ذو إلى الفعل، و كذلك بذي تسلمان و بذي تسلمون، و المعنى لا أفعل ذلك بذي سلامتك، و ذو هنا الأمر الذي يسلمك، و لا يضاف ذو إلا إلى تسلم، كما أن لدن لا تنصب إلا غدوة. و أسلم إليه الشي‏ء: دفعه. و أسلم الرجل: خذله. و قوله تعالى: فسلام لك من أصحاب اليمين‏
، قال: إنما وقعت سلامتهم من أجلك، و قال الزجاج: فسلام لك من أصحاب اليمين‏
، و قد بين ما لأصحاب اليمين في أول السورة، و معنى فسلام لك‏
 أي أنك ترى فيهم ما تحب من السلامة و قد علمت ما أعد لهم من الجزاء. و السلم: لدغ الحية. و السليم: اللديغ، فعيل من السلم، و الجمع سلمى، و قد قيل: هو من السلامة، و إنما ذلك على التفاؤل له بها خلافا لما يحذر عليه منه، و الملدوغ مسلوم و سليم. و رجل سليم: بمعنى سالم، و إنما سمي اللديغ سليما لأنهم تطيروا من اللديغ فقلبوا المعنى، كما قالوا للحبشي أبو البيضاء، و كما قالوا للفلاة مفازة، تفاءلوا بالفوز و هي مهلكة، فتفاءلوا له بالسلامة، و قيل: إنما سمي اللديغ سليما لأنه مسلم لما به أو أسلم لما به، عن ابن الأعرابي، قال الأزهري: قال الليث السلم اللدغ، قال: و هو من غدده و ما قاله غيره. و قول ابن الأعرابي: سليم بمعنى مسلم، كما قالوا منقع و نقيع و موتم و يتيم و مسخن و سخين، و قد يستعار السليم للجريح، أنشد ابن الأعرابي:
         و طيري بمخراق أشم كأنه             سليم رماح، لم تنله الزعانف‏

و قيل: السليم الجريح المشفي على الهلكة، أنشد ابن الأعرابي:
         يشكو، إذا شد له حزامه،             شكوى سليم ذربت كلامه‏

قال: و قد يكون السليم هنا اللديغ، و سمى موضع نهش الحية منه كلما، على الاستعارة. و
في الحديث: أنهم مروا بماء فيه سليم فقالوا: هل فيكم من راق.
؟ السليم: اللديغ. يقال: سلمته الحية أي لدغته. و السلم و السلم: الصلح، يفتح و يكسر و يذكر و يؤنث، فأما قول الأعشى:
         أذاقتهم الحرب أنفاسها،             و قد تكره الحرب بعد السلم‏

قال ابن سيدة: إنما هذا على أنه وقف فألقى حركة الميم على اللام، و قد يجوز أن يكون أتبع الكسر الكسر، و لا يكون من باب إبل عند سيبويه، لأنه لم يأت منه عنده غير إبل. و السلم و السلام: كالسلم، و قد سالمه مسالمة و سلاما، قال أبو كبير الهذلي:
         هاجوا لقومهم السلام كأنهم،             لما أصيبوا، أهل دين محتر

                        لسان العرب، ج‏12، ص: 293
و السلم: المسالم. تقول: أنا سلم لمن سالمني. و قوم سلم و سلم: مسالمون، و كذلك امرأة سلم و سلم. و تسالموا: تصالحوا. و فلان كذاب لا تساير خيلاه فلا تسالم خيلاه أي لا يصدق فيقبل منه، و الخيل إذا تسالمت تسايرت لا يهيج بعضها بعضا، و قال رجل من محارب:
         و لا تساير خيلاه، إذا التقيا،             و لا يقدع عن باب إذا وردا

و يقال: لا يصدق أثره يكذب من أين جاز. و قال الفراء: فلان لا يرد عن باب و لا يعوج عنه. و السلم: الاستسلام. و التسالم: التصالح. و المسالمة: المصالحة. و
في حديث الحديبية: أنه أخذ ثمانين من أهل مكة سلما [سلما].
قال ابن الأثير: يروى بكسر السين و فتحا، و هما لغتان للصلح، و هو المراد في الحديث على ما فسره الحميدي في غريبه، و قال الخطابي: إنه السلم، بفتح السين و اللام، يريد الاستسلام و الإذعان كقوله تعالى: و ألقوا إليكم السلم‏
، أي الانقياد، و هو مصدر يقع على الواحد و الاثنين و الجمع، قال: و هذا هو الأشبه بالقضية، فإنهم لم يؤخذوا عن صلح، و إنما أخذوا قهرا و أسلموا أنفسهم عجزا، و للأول وجه، و ذلك أنهم لم يجر معهم حرب، إنما لما عجزوا عن دفعهم أو النجاة منهم رضوا أن يؤخذوا أسرى و لا يقتلوا، فكأنهم قد صولحوا على ذلك، فسمي الانقياد صلحا، و هو السلم، و منه‏
كتابه بين قريش و الأنصار: و إن سلم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن.
أي لا يصالح واحد دون أصحابه، و إنما يقع الصلح بينهم و بين عدوهم باجتماع ملئهم على ذلك، قال: و من الأول‏
حديث أبي قتادة: «1» لآتينك برجل سلم.
أي أسير لأنه استسلم و انقاد. و استسلم أي انقاد «2». و منه‏
الحديث: أسلم سالمها الله.
هو من المسالمة و ترك الحرب، و يحتمل أن يكون دعاء و إخبارا، إما دعاء لها أن يسالمها الله و لا يأمر بحربها، أو أخبر أن الله قد سالمها و منع من حربها. و السلام: الاستسلام، و حكي السلم و السلم الاستسلام و ضد الحرب أيضا، قال:
         أ نائل، إنني سلم             لأهلك، فاقبلي سلمي!

و في التنزيل العزيز: و رجلا سلما لرجل‏
، و قلب سليم أي سالم. و الإسلام و الاستسلام: الانقياد. و الإسلام من الشريعة: إظهار الخضوع و إظهار الشريعة و التزام ما أتى به النبي، صلى الله عليه و سلم، و بذلك يحقن الدم و يستدفع المكروه، و ما أحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال: الإسلام باللسان و الإيمان بالقلب. التهذيب: و أما الإسلام فإن أبا بكر محمد بن بشار قال: يقال فلان مسلم و فيه قولان: أحدهما هو المستسلم لأمر الله، و الثاني هو المخلص لله العبادة، من قولهم سلم الشي‏ء لفلان أي خلصه، و سلم له الشي‏ء أي خلص له. و
روي عن النبي، صلى الله عليه و سلم، أنه قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده.
قال الأزهري: فمعناه‏
__________________________________________________
 (1). قوله" و من الأول حديث أبي قتادة إلخ" كذا هو بالأصل و النهاية و بهذا الضبط.
 (2). قوله" و استسلم أي انقاد" كذا بالأصل و هو ساقط من عبارة النهاية. و قوله" و منه الحديث أسلم إلخ" كذا بالأصل، و عبارة النهاية: و فيه أسلم إلخ.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 294
أنه دخل في باب السلامة حتى يسلم المؤمنون من بوائقه. و
في الحديث: المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه.
قال ابن الأثير: يقال أسلم فلان فلانا إذا ألقاه في الهلكة و لم يحمه من عدوه، و هو عام في كل من أسلم إلى شي‏ء، لكن دخله التخصيص و غلب عليه الإلقاء في الهلكة، و منه‏
الحديث: إني وهبت لخالتي غلاما فقلت لها: لا تسلميه حجاما و لا صائغا و لا قصابا.
أي لا تعطيه لمن يعلمه إحدى هذه الصنائع، قال ابن الأثير: إنما كره الحجام و القصاب لأجل النجاسة التي يباشرانها مع تعذر الاحتراز، و أما الصائغ فيما يدخل صنعته من الغش، و لأنه يصوغ الذهب و الفضة، و ربما كان عنده آنية أو حلي للرجال، و هو حرام، و لكثرة الوعد و الكذب في نجاز ما يستعمل عنده. و
في الحديث: ما من آدمي إلا و معه شيطان، قيل: و معك؟ قال: نعم و لكن الله أعانني عليه فأسلم، و في رواية: حتى أسلم.
أي انقاد و كف عن وسوستي، و قيل: دخل في الإسلام فسلمت من شره، و قيل: إنما هو فأسلم، بضم الميم، على أنه فعل مستقبل أي أسلم أنا منه و من شره، و يشهد للأول‏
الحديث الآخر: كان شيطان آدم كافرا و شيطاني مسلما.
و أما قوله تعالى: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا
، قال الأزهري: فإن هذا يحتاج الناس إلى تفهمه ليعلموا أين ينفصل المؤمن من المسلم و أين يستويان، فالإسلام إظهار الخضوع و القبول لما أتى به سيدنا رسول الله، صلى الله عليه و سلم، و به يحقن الدم، فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد و تصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي هذه صفته، فأما من أظهر قبول الشريعة و استسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم و باطنه غير مصدق، فذلك الذي يقول أسلمت، لأن الإيمان لا بد من أن يكون صاحبه صديقا، لأن الإيمان التصديق: فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر، و المسلم التام الإسلام مظهر للطاعة مؤمن بها، و المسلم الذي أظهر الإسلام تعوذا غير مؤمن في الحقيقة إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلم، قال: و إنما قلت إن المؤمن معناه المصدق لأن الإيمان مأخوذ من الأمانة، لأن الله تعالى تولى علم السرائر و ثبات العقد، و جعل ذلك أمانة ائتمن كل مسلم على تلك الأمانة، فمن صدق بقلبه ما أظهره لسانه فقد أدى الأمانة و استوجب كريم المآب إذا مات عليه، و من كان قلبه على خلاف ما أظهر بلسانه فقد حمل وزر الخيانة و الله حسبه، و إنما قيل للمصدق مؤمن و قد آمن لأنه دخل في حد الأمانة التي ائتمنه الله عليها، و بالنية تنفصل الأعمال الزاكية من الأعمال البائرة، أ لا ترى أن النبي، صلى الله عليه و سلم، جعل الصلاة إيمانا و الوضوء إيمانا؟ و
في حديث ابن مسعود: أنا أول من أسلم.
يعني من قومه كقوله تعالى عن موسى: و أنا أول المؤمنين، يعني مؤمني زمانه، فإن ابن مسعود لم يكن أول من أسلم و إن كان من السابقين. و
في الحديث: كان يقول إذا دخل شهر رمضان: اللهم سلمني من رمضان و سلم رمضان لي و سلمه مني.
قوله سلمني منه أي لا يصيبني فيه ما يحول بيني و بين صومه من مرض أو غيره، قال: و قوله و سلمه لي هو أن لا يغم عليه الهلال في أوله و آخره فيلتبس عليه الصوم و الفطر، و قوله و سلمه مني أي بالعصمة من المعاصي فيه. و
في حديث الإفك: و كان علي مسلما في شأنها.
أي سالما لم يبد بشي‏ء
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 295
منها، و
يروى: مسلما.
بكسر اللام، قال: و الفتح أشبه لأنه لم يقل فيها سوءا. و قوله تعالى: يحكم بها النبيون الذين أسلموا
، فسره ثعلب فقال: كل نبي بعث بالإسلام غير أن الشرائع تختلف، و قوله عز و جل: و اجعلنا مسلمين لك‏
، أراد مخلصين لك فعداه باللام إذ كان في معناه. و كان فلان كافرا ثم تسلم أي أسلم، و كان كافرا ثم هو اليوم مسلمة يا هذا. و قوله عز و جل: ادخلوا في السلم كافة، قال: عنى به الإسلام و شرائعه كلها، و قرأ أبو عمرو: ادخلوا في السلم كافة
، يذهب بمعناها إلى الإسلام. و السلم: الإسلام، 1 «3» قال الأحوص:
         فذادوا عدو السلم عن عقر دارهم،             و أرسوا عمود الدين بعد التمايل‏

و مثله قول إمرئ القيس بن عابس:
         فلست مبدلا بالله ربا،             و لا مستبدلا بالسلم دينا

و مثله قول أخي كندة:
         دعوت عشيرتي للسلم لما             رأيتهم تولوا مدبرينا

و السلم: الإسلام. و السلم: الاستخذاء و الانقياد و الاستسلام. و قوله تعالى: و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا، و قرئت: السلام، بالألف، فأما السلام فيجوز أن يكون من التسليم، و يجوز أن يكون بمعنى السلم، و هو الاستسلام و إلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين. و أخذه سلما: أسره من غير حرب. و حكى ابن الأعرابي: أخذه سلما أي جاء به منقادا لم يمتنع، و إن كان جريحا. و تسلمه مني: قبضه. و سلمت إليه الشي‏ء فتسلمه أي أخذه. و التسليم: بذل الرضا بالحكم. و التسليم: السلام. و السلم، بالتحريك: السلف، و أسلم في الشي‏ء و سلم و أسلف بمعنى واحد، و الاسم السلم. و كان راعي غنم ثم أسلم أي تركها، كذا جاء، أسلم هنا غير متعد. و
في حديث خزيمة: من تسلم في شي‏ء فلا يصرفه إلى غيره.
يقال: أسلم و سلم إذا أسلف و هو أن تعطي ذهبا و فضة في سلعة معلومة إلى أمد معلوم، فكأنك قد أسلمت الثمن إلى صاحب السلعة و سلمته إليه، و معنى الحديث أن يسلف مثلا في بر فيعطيه المستلف غيره من جنس آخر، فلا يجوز له أن يأخذه، قال القتيبي: لم أسمع تفعل من السلم، إذا دفع، إلا في هذا. و
في حديث ابن عمر: كان يكره أن يقال السلم بمعنى السلف و يقول الإسلام لله عز و جل.
كأنه ضن بالاسم 1 «4» الذي هو موضع الطاعة و الانقياد لله عز و جل عن أن يسمى به غيره، و أن يستعمل في غير طاعة و يذهب به إلى معنى السلف، قال ابن الأثير: و هذا من الإخلاص باب لطيف المسلك. الجوهري: أسلم الرجل في الطعام أي أسلف فيه، و أسلم أمره لله أي سلم، و أسلم أي دخل في السلم، و هو الاستسلام، و أسلم من الإسلام. و أسلمه أي خذله. و السلم: الدلو التي لها عروة واحدة، مذكر نحو دلو السقائين، قال ابن بري: صوابه لها عرقوة واحدة
__________________________________________________
 (3). قوله و السلم الإسلام أي بالفتح و الكسر كما في البيضاوي فالذي تحصل أنه بهما بمعنى الاستسلام و الصلح و الإسلام.
 (4). قوله [كأنه ضن بالاسم‏] أي الذي هو السلم و قوله الذي هو موضع الطاعة و الانقياد لأن السلم اسم من الإسلام بمعنى الإذعان والانقياد فكره أن يستعمل في غير طاعة الله و إن كان يذهب به مستعمله إلى معنى السلف الذي ليس من الاستسلام.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 296
كدلو السقائين، و ليس ثم دلو لها عروة واحدة، و الجمع أسلم و سلام، قال كثير عزة:
         تكفكف أعدادا من الدمع ركبت             سوانيها ثم اندفعن بأسلم «1»

و أنشد ثعلب في صفة إبل سقيت:
         قابلة ما جاء في سلامها             برشف الذناب و التهامها

و قال الطرماح:
         أخو قنص يهفو، كأن سراته             و رجليه سلم بين حبلي مشاطن‏

و في التهذيب: له عروة واحدة يمشي بها الساقي مثل دلاء أصحاب الروايا، و حكى اللحياني في جمعها أسالم، قال ابن سيدة: و هذا نادر. و سلم الدلو يسلمها سلما: فرغ من عملها و أحكمها، قال لبيد:
         بمقابل سرب المخارز عدله             قلق المحالة جارن مسلوم‏

و المسلوم من الدلاء: الذي قد فرغ من عمله. و يقال: سلمته أسلمه فهو مسلوم. و سلمت الجلد أسلمه، بالكسر، إذا دبغته بالسلم. و السلم: نوع من العضاه و قال أبو حنيفة: السلم سلب العيدان طولا، شبه القضبان، و ليس له خشب و إن عظم، و له شوك دقاق طوال حاد إذا أصاب رجل الإنسان، قال: و للسلم برمة صفراء فيها حبة خضراء «2» طيبة الريح، و فيها شي‏ء من مرارة و تجد بها الظباء وجدا شديدا، واحدته سلمة بفتح اللام، و قد يجمع السلم على أسلام، قال رؤبة:
         كأنما هيج، حين أطلقا             من ذات أسلام، عصيا شققا

و
في حديث جرير: بين سلم و أراك.
السلم: شجر من العضاه و ورقها القرظ الذي يدبغ به الأديم، و به سمي الرجل سلمة، و يجمع على سلمات. و
في حديث ابن عمر: أنه كان يصلي عند سلمات في طريق مكة.
قال: و يجوز أن يكون بكسر اللام جمع سلمة، و هي الحجر. أبو عمرو: السلام ضرب من الشجر، الواحدة سلامة. و السلام و السلام أيضا: شجر، قال بشر:
         تعرض جأبة المدرى خذول             بصاحة، في أسرتها السلام‏

و واحدته سلامة. و أرض مسلوماء: كثيرة السلم. و أديم مسلوم: مدبوغ بالسلم. و الجلد المسلوم: المدبوغ بالسلم. شمر: السلمة شجرة ذات شوك يدبغ بورقها و قشرها، و يسمى ورقها القرظ، لها زهرة صفراء فيها حبة خضراء طيبة الريح تؤكل في الشتاء، و هي في الصيف تخضر، و قال:
         كلي سلم الجرداء في كل صيفة،             فإن سألوني عنك كل غريم‏
             إذا ما نجا منها غريم بخيبة،             أتى معك بالدين غير سؤوم‏

الجرداء بلد دون الفلج ببلاد بني جعدة، و إذا
__________________________________________________
 (1). قوله" سوانيها" هكذا في الأصل، و الوزن مختل، إلا إذا شددت الياء، و لعل هذا من الجوازات الشعرية.
 (2). قوله" و للسلم برمة صفراء فيها حبة خضراء إلخ" هكذا في الأصل، و عبارة المحكم: و للسلم برمة صفراء و هو أطيب البرم ريحا و يدبغ بورقه، و عن ابن الأعرابي: السلمة زهرة صفراء فيها حبة إلخ.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 297
دبغ الأديم بورق السلم فهو مقروظ، و إذا دبغ بقشر السلم فهو مسلوم، و قال:
         إنك لن ترويها، فاذهب و نم،             إن لها ريا كمعصال السلم‏

و السلام: شجر، قال أبو حنيفة: زعموا أن السلام أبدا أخضر لا يأكله شي‏ء و الظباء تلزمه تستظل به و لا تستكن فيه، و ليس من عظام الشجر و لا عضاهها، قال الطرماح يصف ظبية:
         حذرا و السرب أكنافها             مستظل في أصول السلام‏

واحدته سلامة. ابن بري: السلم شجر، و جمعه سلام، و روي بيت بشر:
         بصاحة في أسرتها السلام‏


قال: من رواه السلام، بالكسر، فهو جمع سلمة كأكمة و إكام، و من رواه السلام، بفتح السين، فهو جمع سلامة، و هو نبت آخر غير السلمة، و أنشد بيت الطرماح، قال: و قال إمرؤ القيس:
         حور يعللن العبير روادعا             كمها الشقائق، أو ظباء سلام‏

و السلامان: شجر سهلي، واحدته سلامانة. ابن دريد: سلامان ضرب من الشجر. و السلام و السلم: الحجارة، واحدتها سلمة. و قال ابن شميل: السلام جماعة الحجارة الصغير منها و الكبير لا يوحدونها. و قال أبو خيرة: السلام اسم جمع، و قال غيره، هو اسم لكل حجر عريض، و قال: سليمة و سليم مثل سلام، قال رؤبة:
         سالمه فوقك السليما «1»


التهذيب: و من السلام الشجر فهو شجر عظيم، قال: أحسبه سمي سلاما لسلامته من الآفات. و السلام، بكسر السين: الحجارة الصلبة، سميت بهذا سلاما لسلامتها من الرخاوة، قال الشاعر:
         تداعين باسم الشيب في متثلم،             جوانبه من بصرة و سلام‏

و الواحدة سلمة، قال لبيد:
         خلقا كما ضمن الوحي سلامها «2»


و السلمة: واحدة السلم، و هي الحجارة، قال: و أنشد أبو عبيد في السلمة:
         ذاك خليلي و ذو يعاتبني،             يرمي ورائي بامسهم و امسلمه‏

أراد و السلمة، و هي من لغات حمير، قال ابن بري: هو لبجير بن عنمة الطائي، قال و صوابه:
         و إن مولاي ذو يعاتبني،             لا إحنة عنده و لا جرمه‏
             ينصرني منك غير معتذر،             يرمي ورائي بامسهم و امسلمه‏

و استلم الحجر و استلأمه: قبله أو اعتنقه، و ليس أصله الهمز، و له نظائر. قال سيبويه: استلم من السلام لا يدل على معنى الاتخاذ، و قول العجاج:
__________________________________________________
 (1). قوله" سالمه إلخ" كذا هو بالأصل.
 (2). قوله" خلقا كما إلخ" صدره:
         فمدافع الريان عرى رسمها

 

المدافع جمع مدفع: أماكن يندفع عنها الماء من الربى. و الريان: جبل. و الوحي: الكتاب و الجمع الوحى. و خلقا منصوب على الحال و العامل فيه عرى. و الضمير في سلامها للوحي، يعني: غيرت رسوم هذه الديار بالسيول و لم تنمح بطول الزمان فكأنه كتاب ضمن حجرا: شبه بقاء الآثار لقدم الأيام ببقاء الكتاب في الحجر، أفاده الزوزني.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 298
         بين الصفا و الكعبة المسلم‏


قيل في تفسيره أراد المستلم كأنه بنى فعله على فعل. ابن السكيت: استلأمت الحجر، و إنما هو من السلام، و هي الحجارة، و كأن الأصل استلمت. و قال غيره: استلام الحجر افتعال في التقدير مأخوذ من السلام، و هي الحجارة، تقول: استلمت الحجر إذا لمسته من السلام كما تقول اكتحلت من الكحل، قال الأزهري: و هذا قول القتيبي، قال: و الذي عندي في استلام الحجر أنه افتعال من السلام و هو التحية، و استلامه لمسه باليد تحريا لقبول السلام منه تبركا به، و هذا كما يقال: اقترأت منه السلام، قال: و قد أملى علي أعرابي كتابا إلى بعض أهاليه فقال في آخره: اقترى‏ء مني السلام، قال: و هذا يدل على صحة هذا القول أن أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا، معناه أن الناس يحيونه بالسلام، فافهمه. و
في حديث ابن عمر قال: استقبل رسول الله، صلى الله عليه و سلم، الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا فالتفت فإذا هو بعمر يبكي، فقال: يا عمر، هاهنا تسكب العبرات.
و
روى أبو الطفيل قال: رأيت رسول الله، صلى الله عليه و سلم، يطوف على راحلته يستلم بمحجنه و يقبل المحجن.
قال الليث: استلام الحجر تناوله باليد و بالقبلة و مسحه بالكف، قال الأزهري: و هذا صحيح. الجوهري: استلم الحجر لمسه إما بالقبلة أو باليد، لا يهمز لأنه مأخوذ من السلام، و هو الحجر، كما تقول استنوق الجمل، و بعضهم يهمزه. و السلامى: عظام الأصابع في اليد و القدم. و سلامى البعير: عظام فرسنه. قال ابن الأعرابي: السلامى عظام صغار على طول الإصبع أو قريب منها، في كل يد و رجل أربع سلاميات أو ثلاث. و
روي عن النبي، صلى الله عليه و سلم، أنه قال: على كل سلامى من أحدكم صدقة، و يجزئ في ذلك ركعتان يصليهما من الضحى.
قال ابن الأثير: السلامى جمع سلامية و هي الأنملة من الأصابع، و قيل: واحده و جمعه سواء، و تجمع على سلاميات، و هي التي بين كل مفصلين من أصابع الإنسان، و قيل: السلامى كل عظم مجوف من صغار العظام. و
في حديث خزيمة في ذكر السنة: حتى آل السلامى.
أي رجع إليه المخ، قال أبو عبيد: السلامى في الأصل عظم يكون في فرسن البعير، و يقال: إن آخر ما يبقى فيه المخ من البعير إذا عجف في السلامى و في العين، فإذا ذهب منهما لم يكن له بقية بعد، و أنشد لأبي ميمون النضر بن سلمة العجلي:
         لا يشتكين عملا ما أنقين،             ما دام مخ في سلامى أو عين‏

قال: و كأن معنى‏
قوله على كل سلامى من أحدكم صدقة.
أن على كل عظم من عظام ابن آدم صدقه، و الركعتان تجزيان من تلك الصدقة. و قال الليث: السلامى عظام الأصابع و الأشاجع و الأكارع، و هي كعابر كأنها كعاب، و الجمع سلاميات، قال ابن شميل: في القدم قصبها و سلامياتها، و قال: عظام القدم كلها سلاميات، و قصب عظام الأصابع أيضا سلاميات، الواحدة سلامى، و في كل فرسن ست سلاميات و منسمان و أظل. الجوهري: و يقال للجلدة التي بين العين و الأنف سالم، و
قال عبد الله بن عمر في ابنه سالم:
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 299
         يديرونني عن سالم و أريغه،             و جلدة بين العين و الأنف سالم.


قال: و هذا المعنى أراد عبد الملك في جوابه عن كتاب الحجاج أنه عندي كسالم و السلام، قال ابن بري: هذا وهم قبيح أي جعله سالما اسما للجلدة التي بين العين و الأنف، و إنما سالم ابن ابن عمر، فجعله لمحبته بمنزلة جلدة بين عينه و أنفه. و السليم من الفرس: ما بين الأشعر «1» و بين الصحن من حافره. و الأسيلم: عرق في اليد، لم يأت إلا مصغرا، و في التهذيب: عرق في الجسد. الجوهري: الأسيلم عرق بين الخنصر و البنصر. و السلم: واحد السلاليم التي يرتقى عليها، و في المحكم: السلم الدرجة و المرقاة، يذكر و يؤنث، قال ابن مقبل:
         لا تحرز المرء أحجاء البلاد، و لا             يبنى له في السماوات السلاليم‏

احتاج فزاد الياء، قال الزجاج: سمي السلم سلما لأنه يسلمك إلى حيث تريد. و السلم: السبب إلى الشي‏ء، سمي بهذا الإسم لأنه يؤدي إلى غيره كما يؤدي السلم الذي يرتقى عليه، قال الجوهري: و ربما سمي الغرز بذلك، قال أبو الربيس التغلبي:
         مطارة قلب إن ثنى الرجل ربها             بسلم غرز في مناخ يعاجله‏

و قال أبو بكر بن الأنباري: سميت بغداد مدينة السلام لقربها من دجلة، و كانت دجلة تسمى نهر السلام. و سلمى: أحد جبلي طي‏ء. و السلامى: الجنوب من الرياح، قال ابن هرمة:
         مرته السلامى فاستهل و لم تكن             لتنهض إلا بالنعامى حوامله‏

و أبو سلمان: ضرب من الوزغ و الجعلان. و قال ابن الأعرابي: أبو سلمان كنية الجعل، و قيل: هو أعظم الجعلان، و قيل: هو دويبة مثل الجعل له جناحان، و قال كراع: كنيته أبو جعران، بفتح الجيم. و سلمان: اسم جبل و اسم رجل. و سالم: اسم رجل. و سلامان: ماء لبني شيبان. و سلامان: بطنان بطن في قضاعة و بطن في الأزد، و في المحكم: سلامان بطن في الأزد و قضاعة و طي‏ء و قيس عيلان. و سلامان بن غنم قبيلة اسم غنم اسم قبيلة «2». و سليم قبيلة من قيس عيلان. و هو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. و سليم أيضا: قبيلة في جذام من اليمن. و بنو سليمة: بطن من الأزد. و بنو سليمة: من عبد القيس. قال سيبويه: النسب إلى سليمة سليمي، نادر. و سلوم: اسم مراد. و أسلم: أبو قبيلة في مراد. و بنو سلمة: بطن من الأنصار، و ليس في العرب سلمة غيرهم، بكسر اللام، و النسبة إليهم سلمي، و النسبة إلى بني سليم و إلى سلامة سلامي. و أبو سلمى، بضم السين: أبو زهير بن أبي سلمى، الشاعر المزني، على فعلى، و اسمه ربيعة بن رباح من بني مازن من مزينة، و ليس في العرب سلمى غيره، ليس سلمى من الأسلم كالكبرى من الأكبر. و عبد
__________________________________________________
 (1). قوله" الأشعر" كذا بالأصل، و الذي في خط الصاغاني: و السليم من الحافر بين الأمعر و الصحن من باطنه.
 (2). قوله" اسم غنم اسم قبيلة" هكذا بالأصل المعول عليه بأيدينا.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 300
الله بن سلام، بتخفيف اللام، و كذلك سلام بن مشكم: رجل كان من اليهود، مخفف، قال الشاعر:
         فلما تداعوا بأسيافهم،             و حان الطعان، دعونا سلاما

يعني دعونا سلام بن مشكم، و أما القاسم بن سلام و محمد بن سلام فاللام فيهما مشددة. و في حديث خيبر: ذكر السلالم، هي بضم السين، و قيل: بفتحها، حصن من حصون خيبر، و يقال فيه السلاليم أيضا. و الأسلوم: بطون من اليمن. و سلمان و سلالم: موضعان. و السلام: موضع. و دارة السلام: موضع هنا لك. و ذات السليم: موضع، قال ساعدة بن جؤية:
         تحملن من ذات السليم، كانها             سفائن يم تنتحيها دبورها

و سلمية: قرية. و سلمية: قبيلة من الأزد. و سليم بن منصور: قبيلة. و سلمة و مسلمة و سلام و سلامة و سليمان و سليم و سلم و سلام و سلامة، بالتشديد، و مسلم و سلمان: أسماء. و مسلمة: اسم مفعلة من السلم. و سلمة، بكسر اللام أيضا: اسم رجل و سلمى: اسم رجل. المحكم: و سلمى اسم امرأة، و ربما سمي بها الرجل. قال ابن جني: ليس سلمان من سلمى كسكران من سكرى، أ لا ترى أن فعلان الذي يقابله فعلى إنما بابه الصفة كغضبان و غضبى و عطشان و عطشى؟ و ليس سلمان و سلمى بصفتين و لا نكرتين، و إنما سلمان من سلمى كقحطان من قحطى، و ليلان من ليلى، غير أنهما كانا من لفظ واحد فتلاقيا في عرض اللغة من غير قصد و لا إيثار لتقاودهما، أ لا ترى أنك لا تقول هذا رجل سلمان و لا هذه امرأة سلمى كما تقول هذا رجل سكران و هذه امرأة سكرى، و هذا رجل غضبان و هذه امرأة غضبى، و كذلك لو جاء في العلم ليلان لكان من ليلى كسلمان من سلمى، و كذلك لو وجد فيه قحطى لكان من قحطان كسلمى من سلمان، و قال أبو العباس: سليمان تصغير سلمان، و قول الحطيئة:
         جدلاء محكمة من نسج سلام «3»


كما قال النابغة الذبياني:
         و نسج سليم كل قضاء ذائل‏


أراد نسج داود فجعله سليمان ثم غير الاسم فقال سلام و سليم، و مثل ذلك في أشعارهم كثير، قال ابن بري: و قالوا في سليمان اسم النبي، صلى الله عليه و سلم، سليم و سلام فغيروه ضرورة، و أنشد بيت النابغة الذبياني، و أنشد لآخر:
         مضاعفة تخيرها سليم،             كأن قتيرها حدق الجراد

و قال الأسود بن يعفر:
         و دعا بمحكمة أمين سكها،             من نسج داود أبي سلام‏

و حكى الرؤاسي: كان فلان يسمى محمدا ثم تمسلم أي تسمى مسلما، الجوهري: و سلمى حي من دارم، و قال:
         تعيرني سلمى، و ليس بقضأة،             و لو كنت من سلمى تفرعت دارما

__________________________________________________
 (3). قوله"
         جدلاء محكمة ...

 

إلخ" صدره: فيه الرماح و فيه كل سابغة.
                        لسان العرب، ج‏12، ص: 301
قال: و في بني قشير سلمتان سلمة بن قشير و هو سلمة الشر و أمه لبينى بنت كعب بن كلاب، و سلمة بن قشير و هو سلمة الخير و هو ابن القشيرية، قال ابن سيدة: و السلمتان سلمة الخير و سلمة الشر، و إنما قال الشاعر:
         يا قرة بن هبيرة بن قشير،             يا سيد السلمات، إنك تظلم‏

لأنه عناهما و قومهما. و حكي أسلم اسم رجل، حكاه كراع و قال: سمي بجمع سلم، و لم يفسر أي سلم يعني، قال: و عندي أنه جمع السلم الذي هو الدلو العظيمة. و سلالم: اسم أرض، قال كعب بن زهير:
         ظليم من التسعاء، حتى كأنه             حديث بحمى أسأرتها سلالم «1»

و سلم فرس زبان بن سيار. و السلام، بالكسر: ماء، قال بشر:
         كأن قتودي على أحقب             يريد نحوصا تؤم السلاما

قال ابن بري: المشهور في شعره‏
         ... تدق السلاما


، و السلام، على هذه الرواية: الحجارة.

 

 

المعجم الاشتقاقی

"السلم - بالتحريك: شجر من العضاه سلب العيدان طولا، شبه القضبان، وليس له خشب وإن عظم. والسلام - ككتاب: الحجارة/ كل حجر عريض .. صلب. والسلامى - كحبارى: عظام الأصابع في اليد والقدم. والسليم من الحافر: ما بين الأمعر والصحن (الأمعر من الحافر: الشعر الذي يسبغ عليه من مقدم الرسغ. والصحن باطن الحافر وكأن المراد بسليم الحافر هو كتلته العظمية).
--------
ج 2، ص1062 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - سلم - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1061#p5

° المعنى المحوري صحة جرم الشيء والتئام (ظاهره) في ذاته أي عدم تصدعه أو تفرع غيره منه: كعيدان السلم الموصوفة، وكالحجارة العريضة الصلبة، وكعظام الأصابع كل منها ملتئم في ذاته غير متصل بغيره، وكظاهر حجر الحافر المستوى. ومنه: "سلمت الدلو (ضرب): فرغت من عملها وأحكمتها " (أي هي تامة سليمة. والدلاء كانت تصنع من جلود تخرز وتلأم). ومنه "السلم المرقاة "لأنه أداة الصعود دون عطب. ومنه ما في [الأنعام: ٣٥: والطور: ٣٨] ومنه: "سلم (كفرح) سلامة وسلاما: بريء من (عيب) جسمي أو معنوي، فهو سالم وسليم ". فمن السلامة المادية أي عدم التصدع والعيوب {وهم سالمون} [القلم: ٤٣] وكذا ما في [البقرة: ٧١، هود: ٤٨، الأنبياء: ٦٩]. ومن السلامة المعنوية ما في [الأنفال: ٤٣، والصافات: ٨٤]. ومن هذه السلامة "السلم ضد الحرب "لأنه مسالمة [الأنفال: ٦١، محمد: ٣٥] {إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء: ٨٩] لم يقسمه الشك أو الشرك. [ينظر قر ١٣/ ١١٤]، {ورجلا سلما لرجل} [الزمر: ٢٩]. أي ذا سلم، أي خالصا [قر ١٥/ ٢٥٣].
ومن ذلك "أسلم الشيء إليه: دفعه إليه (كله أو سالما). وكذا سلمه - ض {إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف} [البقرة: ٢٣٣ وكذا ما في النساء: ٩٢]. وقريب منه معنى الانقياد لأنه تسليم نفس، ومنه تسليم النفس لله {وله أسلم من في السماوات والأرض} [آل عمران: ٨٣]: استسلم وانقاذ وهو معنى {إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران: ١٩]. وبهذا المعنى كل صيغة (أسلم) ماضيها ومضارعها وأمرها ومصدرها واسم الفاعل منها. ويضم إلى هذا ما في
--------
ص1063 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - سلم - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1062#p1

[البقرة: ٢٠٨]. وكذا "استسلم: انقاد " {بل هم اليوم مستسلمون} [الصافات: ٢٦]، {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم} [النحل: ٢٨]. أي الاستسلام أي أقروا بالربوبية وانقادوا عند الموت. [قر ١٠/ ٩٩] ومن الاستسلام ما في [النساء: ٦٥، الأحزاب: ٢٢، الصافات: ٢٦] وكذلك {السلم} [في النساء: ٩٠، ٩١، والنحل: ٢٨، ٨٧] ويجوز في [الصافات: ١٠٣].
و"السلام، من أسماء الله عز وجل، بمعنى: ذي السلام - صفة كمال له عز وجل " {السلام المؤمن} [الحشر: ٢٣] وإلى هذا يئول {سبل السلام} [المائدة: ١٦ وينظر قر ٦/ ١١٨]. {دار السلام} [الأنعام: ١٢٧] وهي الجنة [قر ٧/ ٨٣]. و "السلام: التحية "بمعنى السلامة {قالوا سلاما قال سلام} [هود: ٦٩]. وسلم عليه: قال له ذلك ودعا له به {حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} [النور: ٢٧]. وكل ما لم نذكره قبل الفقرة هذه الأخيرة من مفردات التركيب القرآنية فهو من السلام بمعنى التحية، وهو يرجع إلى السلامة. ولم يبق من مفردات التركيب في القرآن إلا اسم سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام {صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب: ٥٦].
"والسلم - بالتحريك: نوع من البيع "من إسلام الثمن ودفعه مقدما.
و"استلم الحجر: قبله "- افتعال من السلمة: الحجر، أي من مس سطح الحجر بالشفتين أو غيرهما. فالفعل للإصابة.
وأما "السليم: اللديغ "فهو على التفاؤل، أو لأنه أسلم لما به [ل].
° معنى الفصل المعجمي (سل): هو انسحاب الشيء ممتدا من أثناء أو فيها
--------
ص1064 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - £° معنى الفصل المعجمي سل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1063#p1

بطول ورفق: يتمثل ذلك في سل الشعر من العجين ونحوه - في (سلل)، وفي السمن حيث يتربى الشحم في أثناء البدن ممتدا مادة أو دواما - في (سلو/ ى)، وفي استرخاء أسفل السحاب والبطن والدلو الثقيلة إلى أسفل - في (سول)، وفي امتداد ماء السيل من مجمعه إلى أماكن بعيدة - في (سيل)، وفي امتداد الوصلة بين المتوسل والمتوسل إليه - في (وسل)، وكذا استلال الإبل من أماكنها إلى ما يريده اللص سرقة، وفي استخراج العطية والسؤل ممن يملكه - في (سأل)، وكذلك تجريد الشجر من قشره والقتيل من سلاحه وثيابه - في (سلب)، وفي امتداد جسم السيف ونحوه من السلاح، وخروج اللبن بغزارة من النوق - في (سلح)، وفي امتداد إهاب الناقة نزعا من بدنها - في (سلخ)، وفي خروج الزيت من حبه والدهن من السمسم بتوال عصرا مع تمدد مادتهما أو امتداد السلطة والقهر - في (سلط)، وفي جريان سلافة الخمر من العنب قبل اعتصاره - في (سلف)، وفي ذهاب غليظ باطن الشيء لحدة خالطت عمقه كالسلق المطمئن من الأرض - في (سلق)، وفي امتداد الخيط الذي يخاط به - في (سلك)، وفي امتداد عيدان شجر السلم وهي مستوية، والحجارة العريضة الصلبة أي غير المكسورة - في (سلم).
--------
ص1065 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - السين والميم وما يثلثهما - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1064#p1








فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است