بسم الله الرحمن الرحیم

روایت ابن راشد در یوم الشک بغداد-الاربعاء و الخمیس-لا الا للرؤیة-غاب بعد الشفق

فهرست علوم
فهرست فقه
كتاب الصوم
مباحث رؤیت هلال-كتاب الصوم
روایت قد يكون الهلال لليلة و ثلث-تطوق-غاب بعد الشفق




رؤيت هلال؛ ج‌5، ص: 3711
63/ 2. الطوسي: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى، قال: حدّثني أبو عليّ بن راشد، قال:
كتبت إلي أبي الحسن العسكري عليه السّلام كتابا و أرّخته يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان- و ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين- و كان يوم الأربعاء يوم شكّ، و صام أهل بغداد يوم الخميس، و أخبروني أنّهم رأوا الهلال ليلة الخميس و لم يغب إلّا بعد الشفق بزمان طويل، قال: فاعتقدت أنّ الصوم يوم الخميس و أنّ الشهر «4» كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء، قال: فكتب إليّ: «زادك الله توفيقا فقد صمت بصيامنا» قال: ثمّ لقيته بعد ذلك فسألته عمّا كتبت به إليه، فقال لي: «أولم أكتب إليك إنّما صمت الخميس؟ و لا تصم «5» إلّا للرؤية» «6».
و رواه عنه الفيض «7» و الحرّ العاملي «8».
______________________________
(1). منتقى الجمان، ج 2، ص 481.
(2). ملاذ الأخيار، ج 6، ص 483.
(3). النجعة، ج 4، ص 277.
(4). في الوافي: «الشكّ» بدل «الشهر».
(5). في الوافي: «و لا تصمه» بدل: «لا تصم».
(6). تهذيب الأحكام، ج 4، ص 167، ح 475، باب علامة أوّل شهر رمضان و ...، ح 47، و ط. الغفّاري: ج 4، ص 224- 225.
(7). الوافي، ج 11، ص 112- 113، باب صيام يوم الشكّ، ح 15.
(8). وسائل الشيعة، ج 10، ص 281، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 9، ح 1، و ص 259، الباب 3، ح 25.



رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3712‌
بيان:
أ) ما أثبتناه موافق للتهذيب طبع الغفّاري، و لكن في الوافي و الوسائل و التهذيب ط. النجف: «كتب إليّ أبو الحسن ... و أرّخه» بدل: «كتبت إلى أبي الحسن ... و أرّخته». و الظاهر أنّ ما أثبتناه هو الصواب بقرينة قول الراوي: «فسألته عمّا كتبت به إليه».
و قال العلّامة المجلسي:
و في بعض النسخ: «كتب إليّ أبو الحسن» و هو الأصوب.
و حاصل الخبر: أنّه لما رأى عليّ بن راشد أنّه عليه السّلام أرّخ الكتاب يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان، علم أنّه عدّ عليه السّلام الأربعاء من شعبان، فقوله «فاعتقدت أنّ الصوم يوم الخميس» يحتمل وجهين:
الأوّل: أنّ المعنى أنّي علمت بكتابته عليه السّلام أنّ أوّل رمضان يوم الخميس، لكن كان أهل بغداد يعتقدون أنّ أوّل الشهر كان يوم الأربعاء، لغيبوبة الهلال بعد الشفق، فالمراد بقوله «عندنا» عند أهل بلدنا.
و الثاني: أنّ المراد أنّي اعتقدت أنّه كان في بلد الإمام عليه السّلام أوّل الشهر يوم الخميس و في بلدنا يوم الأربعاء.
و على التقديرين كتب في ذلك إليه عليه السّلام كتابا فأجابه عليه السّلام: «فقد صمت بصيامنا» و ذكر الكتاب مطوي يدلّ عليه قوله «فسألته عما كتبت إلى أبي الحسن» فقوله «أرّخه» إمّا تصحيف «أرّخته» أو هو كلام محمّد بن عيسى.
و في بعض النسخ: «كتبت إلى أبي الحسن» فيكون «كتب» أيضا كلام محمّد بن عيسى.
و على التقديرين حاصل الخبر: إنّي كتبت إليه عليه السّلام كتابا و أرّخته على احتمال تمام الشهر هكذا، ثمّ بعد ما أخبروا بغيبوبة الهلال بعد الشفق، اعتقدت أنّ أوّل الهلال كان يوم الأربعاء.
فمتعلّق الاعتقاد السانح بعد ذلك هو كونه يوم الأربعاء، و صوم يوم الخميس إنّما ذكر لبيان ما جرى على خلاف الواقع، فكتب عليه السّلام على وجه الإعجاز إليه: إنّك لم تكن أخطأت في ابتداء الصوم يوم الخميس، بل صمنا أيضا هكذا و الله يعلم «1».
ب) قال العلّامة الشعراني في حاشية الوافي:
و استخرجنا من الزيج غرّة شهر رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين و كانت بحسب‌
______________________________
(1). ملاذ الأخيار، ج 6، ص 468.



رؤيت هلال، ج‌5، ص: 3713‌
الأمر الأوسط يوم الأربعاء و كان يوم الشكّ بحسب الرؤية على ما في هذا الحديث، و كان أوّل الشهر يوما بعده و هو الخميس، فمضمون هذا الحديث موافق للحساب.
أقول: و انظر ما ذكرناه في رؤيت هلال، ج 1، ص 82- 83، الباب الثالث من المقدّمة.
________________________________________
مختارى، رضا و صادقى، محسن، رؤيت هلال، 5 جلد، انتشارات دفتر تبليغات اسلامى حوزه علميه قم، قم - ايران، اول، 1426 ه‍ ق





ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد؛ ج‌2، ص: 533
الرابع المشهور بين الأصحاب أنه لا اعتبار بغيبوبة الهلال بعد الشفق و عن الصدوق في المقنع و اعلم أن الهلال إذا غاب قبل الشفق فهو لليلة و إن غابت بعد الشفق لليلتين و إن رأى فيه ظل الرأس فهو لثلاث ليال و رواه ابن بابويه فيمن لا يحضره الفقيه قال في المختلف و رواه أبو علي في رسالته و مستند الأول الإطلاقات السّابقة و قد يستند بما رواه الشيخ عن أبي علي بن راشد بإسناد فيه توقف قال كتبت إلى أبي الحسن العسكري ع كتابا و أرخه يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان و ذلك في سنة اثنتين و ثلثين و مائتين و كان يوم الأربعاء يوم الشك و صام أهل بغداد يوم الخميس و أخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس و لم يغب إلا بعد الشفق بزمان طويل قال فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس و أن الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء قال فكتب إلي زادك اللّٰه توفيقا فقد صمت بصيامنا قال ثم لقيته بعد ذلك فسألته عما كتبت به إليه فقال لي أ و لم أكتب إليك إنما صمت الخميس و لا تصم إلا للرؤية و لا دلالة في هذا الخبر يظهر ذلك بالتأمل التام‌
________________________________________
سبزوارى، محقق، محمد باقر بن محمد مؤمن، ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد، 2 جلد، مؤسسه آل البيت عليهم السلام، قم - ايران، اول، 1247 ه‍ ق




تكميل مشارق الشموس في شرح الدروس؛ ص: 469
و يؤيد القول المشهور أيضا ما رواه الشيخ في التهذيب عن أبي علي بن راشد بإسناد لا تأمل فيها إلا باعتبار محمد بن عيسى قال كتب إلي أبو الحسن العسكري عليه السلام كتابا و أرخه يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان و ذلك في سنة اثنين و ثلاثين و مائتين و كان يوم الأربعاء يوم شك و صام أهل بغداد يوم الخميس و أخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس و لم يغب إلى بعد الشفق بزمان طويل قال فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس و أن الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء قال فكتب إلي زادك اللّٰه توفيقا فقد صمت بصيامنا قال ثم لقيته بعد ذلك فسألته عما كتبت إليه فقال لي أ و لم أكتب إليك إنما صمت الخميس فلا تصم إلا للرؤية ثم في بعض نسخ التهذيب أول الحديث هكذا قال كتبت إلى أبي الحسن العسكري عليه السلام كتابا و لعله أظهر و على النسخة الأولى فالظاهر من السياق أن الراوي ترك ذكر كتاب آخر كتبه إليه عليه السلام بعد ما اعتقد أن‌
تكميل مشارق الشموس في شرح الدروس، ص: 470‌
الصوم يوم الخميس و سأله عن ذلك و ما كتبه عليه السلام إليه من قوله زادك اللّٰه توفيقا إلى آخره كان جواب كتابه و حاصل الخبر أن الراوي ظن من غيبوبة الهلال ليلة الخميس بعد الشفق بزمان طويل أن أول الشهر كان في الواقع يوم الأربعاء و الصوم وقع في الخميس باعتبار خفاء الهلال ليلة الأربعاء لغيم أو قتام فسأل الإمام عليه السلام عن ذلك فأجابه بأن صيامنا أيضا كان يوم الخميس و لا صوم إلا للرؤية و لا عبرة بالغيبوبة و دلالته على القول المشهور واضحة و حكم خالي بعدم دلالة هذا الخبر على المشهور و وجهه غير ظاهر كما ترى و لا عبرة على ال
________________________________________
خوانسارى، رضى الدين بن آقا حسين بن محمد، تكميل مشارق الشموس في شرح الدروس، در يك جلد، مؤسسه آل البيت عليهم السلام، قم - ايران، اول، 1311 ه‍ ق






الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة؛ ج‌13، ص: 282
و رابعا- خصوص‌
ما رواه الشيخ بسند معتبر عن ابى علي بن راشد «4» قال:
«كتب الى أبو الحسن العسكري عليه السلام كتابا و أرخه يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان و ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين و كان يوم الأربعاء يوم شك و صام أهل بغداد يوم الخميس و أخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس و لم يغب إلا بعد الشفق بزمان طويل، قال فاعتقدت ان الصوم يوم الخميس و ان الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء، قال فكتب الى: زادك الله توفيقا فقد صمت بصيامنا. قال ثم لقيته بعد ذلك فسألته عن ما كتبت به اليه فقال لي: أو لم أكتب إليك إنما صمت الخميس و لا تصمه إلا للرؤية».
و رواه في الوافي «5» بلفظ «و ان الشك كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء»‌
______________________________
(1) راجع ص 264 الى 272.
(2) ص 241 و 272.
(3) الوسائل الباب 3 من أحكام شهر رمضان.
(4) الوسائل الباب 9 من أحكام شهر رمضان.
(5) باب صيام يوم الشك.



الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، ج‌13، ص: 283‌
عوض «و ان الشهر» و هو الظاهر، و كأن ذلك اجتهاد منه (قدس سره) فان الخبر في التهذيب «1» انما هو بلفظ الشهر و التحريف من الشيخ في أمثال ذلك غير بعيد، فان المعنى إنما يستقيم على ما ذكره في الوافي دون نسخة الشهر كما لا يخفى.
و التقريب في هذا الخبر انه و ان كان ما كتبه الى الامام عليه السلام غير مصرح به في الخبر إلا ان ظاهر السياق يدل على انه كتب اليه بما ذكره هنا من وقوع الشك في بغداد يوم الأربعاء. إلى آخر ما هو مذكور في الخبر من حكاية تلك الحال.
ثم انه مع قطع النظر عن معلومية ما كتب اليه و ان المسؤول عنه ما هو فان أخباره في صدر الخبر بكونه عليه السلام كتب اليه كتابا أرخه بذلك التأريخ المشعر بكون يوم الأربعاء من شهر شعبان المؤذن بكون أول شهر رمضان هو يوم الخميس- و كذا جوابه عليه السلام «صمت بصيامنا» و كان صيامه عليه السلام إنما هو يوم الخميس كما يدل عليه قوله عليه السلام «أو لم أكتب إليك إنما صمت الخميس؟» مع اخبار أبى على بن راشد ان الهلال ليلة الخميس لم يغب إلا بعد الشفق بزمان طويل- ظاهر الدلالة في أن مغيب الهلال بعد الشفق لا يستلزم أن يكون لليلتين كما ادعوه بل يجوز أن يكون في أول ليلة أيضا كذلك.
و بذلك يظهر ما في كلام الفاضل الخراساني في الذخيرة من قوله بعد نقل رواية أبى على بن راشد دليلا للقول المشهور: و لا دلالة في هذا الخبر يظهر ذلك بالتأمل التام. انتهى. فهو من جملة تشكيكاته الركيكة.
و يظهر منه الميل الى هذا القول حيث قال: و ظاهر بعض المتأخرين العمل بمدلول الخبرين و لا بأس به.
و كأنه غفل عن معارضة هذين الخبرين بالأخبار المستفيضة التي أشرنا إليها آنفا إذ لا ريب في رجحانها على الخبرين المذكورين.
________________________________________
بحرانى، آل عصفور، يوسف بن احمد بن ابراهيم، الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، 25 جلد، دفتر انتشارات اسلامى وابسته به جامعه مدرسين حوزه علميه قم، قم - ايران، اول، 1405 ه‍ ق




الوافي ؛ ج‏11 ؛ ص112
[15]
10513- 15 التهذيب، 4/ 167/ 47/ 1 أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن الصفار عن محمد بن عيسى عن أبي علي بن راشد قال‏ كتب إلي أبو الحسن العسكري ع كتابا و أرخه يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان و ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين و كان يوم الأربعاء يوم شك و صام أهل بغداد يوم الخميس و أخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس و لم يغب إلا بعد الشفق بزمان طويل قال فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس و أن الشك كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء «1» قال فكتب إلي‏
______________________________
(1). و استخرجنا من الزيج غرة شهر رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين و كانت بحسب الأمر الأوسط يوم الأربعاء و كان يوم الشك بحسب الرؤية على ما في هذا الحديث و كان أول الشهر حقيقة يوما بعده و هو-




الوافي، ج‏11، ص: 113
زادك الله توفيقا فقد صمت بصيامنا قال ثم لقيته بعد ذلك فسألته عما كتبت به إليه فقال لي أ و لم أكتب إليك إنما صمت الخميس و لا تصمه إلا للرؤية
[16]
10514- 16 الفقيه، 2/ 128/ 1929 عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن سهل بن سعد «1» قال سمعت الرضا ع يقول‏ الصوم للرؤية و الفطر للرؤية و ليس منا من صام قبل الرؤية للرؤية و أفطر قبل الرؤية للرؤية قال قلت له يا ابن رسول الله فما ترى في صوم يوم الشك فقال حدثني أبي عن جدي عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من شهر رمضان‏
بيان‏
قال صاحب الفقيه هذا حديث غريب‏ «2» لا أعرفه إلا من طريق عبد العظيم بن عبد الله الحسني المدفون بالري في مقابر الشجرة و كان مرضيا رضي الله عنه.
أقول كأنه طاب ثراه أراد بالغرابة ما ذكره بقوله لا أعرفه إلا من طريق عبد العظيم و معنى قوله ع للرؤية في الموضعين أن من صام أو أفطر لعد
______________________________
- الخميس فمضمون هذا الحديث موافق للحساب «ش».
(1). الرجل هو المذكور في ج 1 ص 394 جامع الرواة و قد أشار إلى هذا الحديث عنه و في المطبوع من الفقيه سهل بن سعيد مكان سع
________________________________________
فيض كاشانى، محمد محسن بن شاه مرتضى، الوافي، 26جلد، كتابخانه امام أمير المؤمنين على عليه السلام - اصفهان، چاپ: اول، 1406 ق.




ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ؛ ج‏6 ؛ ص467
[الحديث 47]
47 أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى قال حدثني أبو علي بن راشد قال‏ كتب إلي أبو الحسن العسكري ع كتابا و أرخه يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان و ذلك في سنة اثنين و ثلاثين و مائتين- و كان يوم الأربعاء يوم شك و صام أهل بغداد يوم‏
______________________________
قال" ز" رحمه الله: هذا الحديث يحتمل أن يكون معلقا عن معمر بن خلاد و منتزعا من كتابه، و أن يكون انتزاعه من كتب أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود، فقد مر له طريق عنه، و قد سبق للشيخ كثيرا نقل الطرق على ما هي عليه في كتب الرواة.
قوله عليه السلام: نعم‏ يظهر منه أن الإفطار بعد الزوال مرجوح مع الدعوة أيضا.
الحديث السادس و الأربعون: مجهول.
الحديث السابع و الأربعون: صحيح.



ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، ج‏6، ص: 468
الخميس و أخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس و لم يغب إلا بعد الشفق بزمان‏
______________________________
و في بعض النسخ" كتب إلى أبو الحسن" «1» و هو الأصوب.
و حاصل الخبر: أنه لما رأي علي بن راشد أنه عليه السلام أرخ الكتاب يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان، علم أنه عد عليه السلام الأربعاء من شعبان، فقوله" فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس" يحتمل وجهين:
الأول: أن المعنى أني علمت بكتابته عليه السلام أن أول رمضان يوم الخميس، لكن كان أهل بغداد يعتقدون أن أول الشهر كان يوم الأربعاء، لغيبوبة الهلال بعد الشفق، فالمراد بقوله" عندنا" عند أهل بلدنا.
و الثاني: أن المراد أني اعتقدت أنه كان في بلد الإمام عليه السلام أول الشهر يوم الخميس و في بلدنا يوم الأربعاء.
و على التقديرين كتب في ذلك إليه عليه السلام كتابا فأجابه عليه السلام" فقد صمت بصيامنا" و ذكر الكتاب مطوي يدل عليه قوله" فسألته عما كتبت إلى أبي الحسن" فقوله" أرخه" إما تصحيف" أرخته" أو هو كلام محمد بن عيسى.
و في بعض النسخ" كتبت إلى أبي الحسن" فيكون" كتب" أيضا كلام محمد ابن عيسى.
و على التقديرين حاصل الخبر: إني كتبت إليه عليه السلام كتابا و أرخته على احتمال تمام الشهر هكذا: ثم بعد ما أخبروا بغيبوبة الهلال بعد الشفق، اعتقدت أن أول الهلال كان يوم الأربعاء.
فمتعلق الاعتقاد السانح بعد ذلك هو كونه يوم الأربعاء، و صوم يوم الخميس إنما ذكر لبيان ما جرى على خلاف الواقع، فكتب عليه السلام على وجه الإعجاز إليه: إنك لم تكن أخطأت في ابتداء الصوم يوم الخميس، بل صمنا أيضا هكذا،
______________________________
(1) كما في المطبوع من المتن.



ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، ج‏6، ص: 469
طويل قال فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس و أن الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء قال فكتب إلي زادك الله توفيقا فقد صمت بصيامنا قال ثم لقيته بعد ذلك فسألته عما كتبت به إليه فقال لي أ و لم أكتب إليك أنما صمت الخميس و لا تصم إلا للرؤية.
[الحديث 48]
______________________________
و الله يعلم.
________________________________________
مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، 16جلد، كتابخانه آيه الله مرعشي نجفي - قم، چاپ: اول، 1406 ق.