بسم الله الرحمن الرحیم

تعيين ليلة القدر‌- مولى اسماعيل خواجوئى

فهرست فقه
كتاب الصوم
مباحث رؤیت هلال-كتاب الصوم
مباحث مربوط به ليلة القدر


رؤيت هلال؛ ج‌1، ص: 417

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 417‌

(10) تعيين ليلة القدر

تأليف مولى اسماعيل خواجوئى قدّس سرّه (م 1173)

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 419‌

مقدّمه

مؤلّف

مؤلّف اين رساله، مولى اسماعيل خواجوئى مازندرانى قدّس سرّه نويسندۀ رسالۀ پيشين است كه سرگذشت كوتاه و منابع سرگذشت وى در مقدمۀ آن رساله گذشت.

رسالۀ حاضر- همچنان كه از نام آن پيداست- دربارۀ تعيين ليلة القدر است و با توجه به اينكه در سراسر كرۀ زمين در وقتى واحد، هلال رؤيت نمى‌شود و شروع ماه مبارك رمضان در يك زمان نيست، اين سؤال پيش مى‌آيد كه شب قدر چه شبى است؟ و رؤيت هلال در چه نقطه‌اى ملاك تعيين شب قدر است و آيا ممكن است در مجموع كرۀ زمين دو شب، شب قدر باشد يا نه؟ مؤلّف در مجلسى ارتجالا به اين سؤالها پاسخ داده و سپس با مراجعه به ادلّه همان پاسخ را صواب يافته و مشروحا در اين رساله ياد كرده است.

در بخش چهارم اين مجموعه نيز مقاله‌اى در اين زمينه با عنوان «شب و روز»، كه حاوى ديدگاهى غير از ديدگاه خواجوئى است، درج خواهد شد.

اين رساله پيشتر در مجموعۀ الرسائل الاعتقادية خواجوئى چاپ شده و ما آن را بر اساس نسخۀ 13/ 5565 كتابخانۀ مرحوم آية الله مرعشى قدّس سرّه- كه به سال 1136 نوشته شده و بنا به آن چه در فهرست كتابخانه (ج 14، ص 331) آمده به خط مؤلّف است- تصحيح كرده‌ايم. هر چند در پايان رساله اشاره‌اى به تاريخ تأليف آن نشده؛ ولى از آغاز آن بر مى‌آيد كه وى رساله را پس از ماه صفر 1136 تأليف كرده است.

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 421‌

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ الحمد للّه الذي جعل ليلة من السنة خيرا من ألف شهر، و الصلاة على محمّد و آله الذين تنزّل الملائكة و الروح عليهم ليلة القدر بإذن ربّهم من كلّ أمر، سلام هي حتّى مطلع الفجر.

و بعد، فإنّي كنت- و أنا العبد الضعيف النحيف الفاني، محمّد بن الحسين المشتهر بإسماعيل المازندراني- في الليلة الثانية من الشهر الثالث من شهور السنة الثلاثة و الستّين و المائة فوق الألف من الهجرة النبويّة المصطفويّة (عليه و على آله ألف سلام و ألف تحيّة)، في دار ضيافة لنا في صحبة جمع مع الأصحاب.

فسألني خلال الصحبة و الاختلاط بعض الأحباب عن اختلاف ليلة القدر بالنسبة إلى سكّان المساكن الشرقيّة و الغربيّة، و قال:

في أيّة ليلة منها تنزّل الملائكة و الروح على الإمام عليه السلام؟ و أيّتها يكون العمل الصالح فيها خيرا من ألف شهر؟

فأجبته على الفور بإلهام من الله (تبارك و تعالى) بما سنذكره في تلك العجالة، فبعد ما تأمّلت فيه ألفيته مطابقا للأمر نفسه، فأردت إيراده في هذه الرسالة؛ ليكون تذكرة له (دام عزّه) و تبصرة لغيره.

فأقول:- و بالله التوفيق- ظاهر أكثر الأخبار «1» الواردة في طريقنا يفيد أنّ ليلة القدر‌

______________________________
(1). «إنّما قال أكثر الأخبار؛ لأنّ بعضها يفيد انحصارها في ليلتين إحدى و عشرين أو ثلاث و عشرين، بل يفيد بعضها انحصارها في ليلة ثلاث و عشرين، و إنّ فيها أنزل القرآن، و لا شكّ أنّ نزوله كان في ليلة القدر؛ لقوله: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» (منه رحمه اللّه).

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 422‌

النازل فيها الملائكة على الإمام عليه السلام في بقعة هو فيها غير خارجة عن إحدى تلك الليالي الثلاث، ليلة تسع عشرة، ليلة إحدى و عشرين، ليلة ثلاث و عشرين. و إنّما وردت مبهمة غير معيّنة عندنا- و إن كانت معيّنة عنده عليه السلام. كما يدلّ عليه ما في بصائر الدرجات عن أبي الهذيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: «يا أبا الهذيل إنّا لا يخفى علينا ليلة القدر، إنّ الملائكة يطوفون بنا فيها» «1»- لضرب من المصلحة، كساعة الإجابة و اسم الأعظم و نحوهما، و لكن تلك الليلة الواحدة بناء على ما ثبت من كرّية الأرض و عليه فقهاؤنا تتعدّد في سنة واحدة بتعدّد البلدان و البقاع شرقيّة و غربيّة، كما أنّ رؤية الهلال و العيد و غير ذلك أيضا كذلك.

لذلك قال الفاضل العلّامة في التذكرة:

إنّ الأرض كرة، فجاز أن يرى الهلال في بلد و لا يظهر في آخر؛ لأنّ حدبة الأرض مانعة من رؤيته، و قد رصد ذلك أهل المعرفة، و شوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب الغربيّة لمن جدّ في السير نحو المشرق و بالعكس «2».

أقول: فتختلف بذلك، أي: باختلاف البلدان في طلوع الكواكب و غروبها ليلة القدر فيها، فربّ بلدة تكون ليلة القدر فيها مثلا ليلة الجمعة، و هي في بلد آخر إنّما تكون في ليلة الخميس و هكذا، و تكون كلّ ليلة من تلك الليالي ليلة القدر شرعا، و يكون العمل الصالح فيها من الصلاة و الزكاة و أنواع الخير في تلك البقاع خيرا من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، إلى غير ذلك من أحكام تلك الليلة المباركة، فمن أحياها في أيّة بقعة من تلك البقاع، و عمل فيها أعمالها، فقد أدركها و فاز بما وعده الشارع.

و يمكن أن يتّفق لشخص أن يدركها في سنة واحدة في بقعتين أو أكثر و يفوز بثوابها، و ذلك مثل العيد فإنّه أيضا يتعدّد بتعدّد البلدان شرقا و غربا، و يكون كلّ عيد من تلك الأعياد عيدا شرعيّا، يترتّب على الأعمال الواقعة فيها ليلا أو نهارا ثوابها.

و بالجملة ليلة القدر النازل فيها الملائكة على الإمام عليه السلام في أرض هو فيها و إن كانت في كلّ سنة واحدة بالعدد، إلّا أنّ ليلة القدر التي يكون العمل الصالح فيها خيرا من العمل في ألف شهر بالنظر إلى سكّان تلك البقاع الشرقيّة و الغربيّة متعدّدة بتعدّد تلك البقاع‌

______________________________
(1). بصائر الدرجات، ص 221، ح 5.

(2). تذكرة الفقهاء، ج 6، ص 123، المسألة 76.

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 423‌

التي يرى الهلال في بعضها دون بعض.

فكلّ بلد غربيّ بعد عن الشرقي بألف ميل يتأخّر غروبه عن غروب الشرقي بساعة، فرؤية الهلال في أحدهما دون الآخر لا مانع منه، و عليه يتفرّع تعدّد ليلة القدر و اختلافها بالنسبة إلى المساكن الشرقيّة و الغربيّة، و كلّها ليلة القدر الشرعيّة؛ لأنّ تخصيصها ببلد دون بلد غير معلوم و لا مفهوم من الأخبار، بل الظاهر منها خلافه.

إلّا أنّ نزول الملائكة على الإمام عليه السلام في واحدة منها، و يمكن أن يكون في كلّ منها، بأن يكون عليه السلام في كلّ ليلة من تلك الليالي في بقعة من تلك البقاع بطيّ الأرض و نحوه؛ ليدرك ثواب عمل تلك الليلة، فتتعدّد عليه ليلة القدر في سنة واحدة.

بل نقول: لا بعد في أن تكون ليلة قدره عليه السلام أيضا واحدة، و لكن يكون نزول الملائكة عليه في كلّ ليلة من تلك الليالي القدر، بأن يعرضوا عليه في كلّ ليلة ما يتعلّق بأحوال سكّان البلدة التي تلك الليلة ليلة قدرهم، فإنّ نزول الملائكة عليه في ليلة القدر أعمّ من أن تكون ليلة قدره أو ليلة قدرهم، كما يستفاد من الآية، فإنّ المفهوم منها أنّ الملائكة و الروح تتنزّل في ليلة القدر على إمام الزمان، و هو يعمّ الليلتين معا و لا يخفى.

و على هذا فكلّ من تلك الليالي مصداق ليلة القدر النازل فيها الملائكة على الإمام عليه السلام بما يكون من السنة إلى السنة، فتأمّل.

نعم، ليلة القدر التي نزل فيها القرآن جملة إلى السماء الدنيا- كما هو ظاهر إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و قد وردت فيه عدّة أخبار- واحدة بالعدد لا تعدّد فيها، و لكنّها لا يعلم أنّها كانت ليلة قدر سكّان أيّة بلدة. و على هذا فلا بدّ من الاستخدام في ضمير فِيهٰا في قوله:

تَنَزَّلُ الْمَلٰائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهٰا. فتدبّر.

و الحاصل أنّ تعدّد ليلة القدر في سنة واحدة بالنسبة إلى أهل المساكن الشرقيّة و الغربيّة، و نزول الملائكة في كلّ منها على الإمام بأحكام أهل تلك المساكن، و كون العمل الصالح في كلّ منها خيرا من العمل في ألف شهر، ممّا لا مانع منه لا عقلا و لا نقلا.

بل الواقع كذلك؛ لأنّ من ضروريات مذهب أهل البيت عليهم السلام بقاء ليلة القدر إلى يوم القيامة، و لا شكّ في اختلافها باختلاف البلدان، و قد سبق أنّ تخصيصها ببعضها دون بعض لا وجه له، إذ لا دليل عليه، و خاصّة بالإضافة إلى الأعمال، فإنّهم عليهم السلام قد رغّبوا الناس‌

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 424‌

بالاشتغال فيها بالصلاة و الدعاء و المسألة ليدركوا فضلها و ما أعدّ للعمل فيها، و لم يخصّوها في شي‌ء من الأخبار فيما علمناه ببلد دون بلد، و ترك التخصيص و التفصيل دليل العموم و هو ظاهر.

ثمّ إنّي بعد ما أجبته (زاد الله عمره الشريف) في ذلك المجلس المنيف بما سبق من الجواب، رجعت إلى كتب الأصحاب، فوجدت فيها بعد التصفّح و التتبّع ما يشيّد أركان ما قلناه. قال بعض الأفاضل المتأخّرين ناقلا عن مجمع البيان «1»:

اختلفوا في تحقيق استمرارها و عدمه، فذهب قوم إلى أنّها كانت على عهد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله ثمّ رفعت، و قال آخرون: لم ترفع، بل هي إلى يوم القيامة- إلى أن قال:- و جمهور العلماء على أنّها في شهر رمضان في كلّ سنة. انتهى.

و هذا هو الحقّ يعلم ذلك من مذهب أهل البيت عليهم السلام بالضرورة.

ثمّ قال:

و لا خلاف بين أصحابنا في انحصارها في ليلة تسعة عشرة منه و إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين، إلّا من الشيخ رحمه اللّه فإنّه نقل الإجماع عنه في التبيان «2» على أنّها في فرادى العشر الأواخر منه تتنزّل الملائكة و الروح فيها بإذن ربّهم على إمام الزمان، فيعرضون عليه كلّ ما قدّر في كلّ تلك السنة يسلّمون عليه و على أوليائه من أوّل الليل إلى مطلع الفجر، و الأخبار مستفيضة بذلك.

ثمّ قال:

بقي هنا إشكال، هو أنّه ربما تختلف باختلاف الأهلّة المختلفة باختلاف الأقاليم، فلا تعرف.

أقول: عدم كونها معروفة لا يدلّ على عدمها، مع أنّها معروفة للإمام الذي تنزّل عليه الملائكة و الروح فيها، نعم يرد الإشكال على العمل فيها مع عدم الجزم بها، و لكن سيأتي ما يدلّ على جواز العمل المعيّن لوقت من غير جزم بوجوده، فيجوز مثلا أن يغتسل بنيّة ليلة القدر مع عدم جزمه بوجودها، و هكذا في سائر الأعمال المتعلّقة بتلك الليلة، فلا يشترط‌

______________________________
(1). مجمع البيان، ج 10، ص 518، ذيل الآية 1 من سورة القدر (97).

(2). التبيان، ج 10، ص 385 ذيل الآية 1 من سورة القدر (97).

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 425‌

الجزم في النيّة؛ و لهذا جاز الترديد فيها ليلة الشكّ.

و أمّا الثواب الموعود من الشارع لذلك العمل، فهو يترتّب عليه؛ لأنّه وعده عليه ذلك الثواب، و لم يعيّن له الوقت على وجه يتمكّن من الجزم به، فإذا عمل ذلك العمل المعيّن لوقت من غير جزم بوجوده يجب عليه أن يثيبه، و إلّا لكان ظالما؛ لأنّه بذل جهده في تحصيل العلم بذلك و الوقت و لم يحصل، و مع ذلك فهو مخاطب بالعمل فيه، فإذا عمل وجبت إثابته.

و إليه أشار المستشكل بقوله: و أجيب عنه بأجوبة، منها: أن يكون المدار على بلد الإمام في نزول الملائكة و الروح، و يكون للآخرين ثواب عبادة ليلة القدر إذا عبدوا الليلة الأخرى.

أقول: فإن قلت: لو كانت عبادة الليلة الأخرى و إن لم تكن ليلة القدر قائمة مقام عبادة ليلة القدر في بلد الإمام، فأيّ وجه للأمر بعبادة ثلاث ليال متفرّقة؟

قلت: الوجه فيه هو الوجه في عبادة ثلاث ليال في بلد الإمام، و هو عالم بها بعينها، كما سيأتي إن شاء الله العزيز.

ثمّ قال:

و منها: أن يكون الإمام في كلّ ليلة في إقليم، فتنزّل الملائكة في الليلتين معا. الثالث: أن يكون الإمام في بلدة لكن تنزّل عليه الملائكة في كلّ ليلة بأحوال أصحاب البلدة التي تلك الليلة ليلة قدرهم. انتهى.

أقول: اختلاف الأقاليم لا مدخل له في اختلاف الأهلّة؛ لأنّه باعتبار عرضها و اختلاف الأهلّة إنّما هو باعتبار طولها كما أومأنا إليه، و طول كلّ إقليم من المغرب إلى المشرق، فالبلد المغربي جاز أن يرى فيه الهلال، و لا يرى في البلد المشرقي؛ لأنّ حدبة الأرض مانعة لرؤيته؛ و لأنّ غروبه في الأوّل بعد غروبه في الثاني بساعة مثلا، فيخرج بقدرها عن تحت الشعاع، فيكون ممكن الرؤية في هذا البلد دون ذاك، فكلّما كان البلد أغرب كانت رؤية الهلال فيه أمكن و أقرب.

و بالجملة اختلاف الأهلّة إنّا هو باختلاف البلدان شرقيّة و غربيّة، فكلّ بلد غربي بعد عن بلد آخر شرقي بألف ميل يتأخّر غروبه عن غروب الشرقي بساعة فيتحقّق بذلك اختلاف المطالع. كما أشار إليه فخر المحقّقين في الإيضاح بقوله:

الأقرب أنّ الأرض كرويّة؛ لأنّ الكواكب تطلع في المساكن الشرقيّة قبل طلوعها في‌

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 426‌

المساكن الغربيّة، و كذا في الغروب. فكلّ بلد غربي بعد عن الشرقي بألف ميل يتأخّر غروبه عن غروب الشرقي بساعة واحدة.

و إنّما عرفنا ذلك بإرصاد الكسوفات القمريّة، حيث ابتدأت في ساعات أقلّ من ساعات بلدنا في المساكن الغربيّة و أكثر من ساعات بلدنا في المساكن الشرقيّة، فعرفنا أنّ غروب الشمس في المساكن الشرقيّة قبل غروبها في بلدنا، و غروبها في المساكن الغربيّة بعد غروبها في بلدنا.

و لو كانت الأرض مسطّحة لكان الطلوع و الغروب في جميع المواضع في وقت واحد؛ و لأنّ السائر على خطّ من خطوط نصف النهار على الجانب الشمالي يزداد عليه ارتفاع القطب الشمالي و انخفاض الجنوبي و بالعكس «1». انتهى.

و ممّا حرّرناه ظهر أنّ قوله: «و منها أن يكون الإمام في كلّ ليلة في إقليم» ليس في محلّه، بل ينبغي أن يقال: إنّه يكون في كلّ ليلة من تلك الليالي في بلد من البلدان، فتنزّل عليه الملائكة بأحوال سكّان ذلك البلد، إذ ربّما تختلف ليلة القدر على أهل إقليم واحد باختلاف بلدانهم شرقيّة و غربيّة، فتختلف عليهم الأهلّة و يتبعه اختلاف ليلة القدر، فتأمّل.

فصل [في فائدة إخفاء ليلة القدر و انحصارها في ليلتين و ...]

فإن قلت: أهل البلد الذي فيه صاحب هذا العصر و الزمان مع علمه بليلة القدر بعينها هل يطلبونها في ثلاث ليال أم في ليلة واحدة لإعلامه إيّاهم بها؟

قلت: يحتمل الأمرين، و الظاهر هو الأوّل؛ لأنّ أئمّتنا السابقين (صلوات الله عليهم أجمعين) كانوا يعلمونها بعينها، كما سبق في حديث أبي الهذيل، و مع ذلك كانوا يأمرون أصحابهم بطلبها في ليلتين أو ثلاث ليال.

قال عبد الواحد بن المختار الأنصاري:

سألت أبا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر؟ قال: «في ليلتين: ليلة ثلاث و عشرين، و إحدى‌

______________________________
(1). إيضاح الفوائد، ج 1، ص 252.

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 427‌

و عشرين» فقلت: أفرد لي إحداهما، فقال: «و ما عليك أن تعمل في ليلتين هي إحداهما» «1».

و لعلّ الوجه في إخفائها ما أشار إليه في مجمع البيان بقوله:

و الفائدة في إخفاء هذه الليلة أن يجتهد الناس في العبادة و يحيوا جميع ليالي رمضان طمعا في إدراكها، كما أنّ الله سبحانه أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس و اسمه الأعظم في الأسماء و ساعة الإجابة في ساعات الجمعة «2».

و قال مولانا أحمد الأردبيلي رحمه اللّه في آيات أحكامه في ذيل كريمة حٰافِظُوا عَلَى الصَّلَوٰاتِ وَ الصَّلٰاةِ الْوُسْطىٰ:

قيل: هي مخفيّة مثل ليلة القدر و ساعة الإجابة و اسم الله الأعظم؛ لأن يهتمّوا بالكلّ غاية الاهتمام، و يدركوا الفضيلة في الكلّ، فهي تدلّ على جواز العمل المعيّن لوقت من غير جزم بوجوده، مثل عمل ليلة القدر و العيد و أوّل رجب و غيرها من عدم ثبوت الهلال، و قد صرّح بذلك في الأخبار، فلا يشترط الجزم في النيّة؛ و لهذا جاز الترديد فيها ليلة الشكّ، فافهم «3».

أقول: و لعلّه إشارة إلى أنّ الشكّ هنا في المنويّ لا في النيّة، أو إلى أنّ العمل الذي يتعلّق بوقت خاصّ لا يمكن الحكم بجواز فعله في وقت آخر، أ لا ترى أنّ صلاة العيد لا تجوز إلّا في يوم ثبت كونه عيدا شرعا.

و ما يظهر من عمل أربع ليال عند اشتباه ليلة القدر، لا يدلّ على عموم الحكم عند الاشتباه، إذ لا يلزم من تجويز أمر في مادّة أو موادّ مخصوصة لعلّة بخصوصها تجويز مثله في غير تلك المادّة إلّا بالقياس، و لا نقول به.

ثمّ لا يذهب عليك أنّ حديث الأنصاري صريح في انحصار ليلة القدر في تينك الليلتين:

ليلة ثلاث و عشرين و إحدى و عشرين، و أنّ من عمل فيهما في أيّة بقعة من تلك البقاع، فقد أدركها بحقيقتها الفاضلة لا بمجرّد ثواب عبادتها، إذ لا يفهم منه اختصاصها ببلد دون بلد.

______________________________
(1). وسائل الشيعة، ج 10، ص 360، أبواب أحكام شهر رمضان، الباب 32، ح 19.

(2). مجمع البيان، ج 10، ص 520، ذيل الآية 1 من سورة القدر (97).

(3). زبدة البيان، ص 82، ذيل الآية 238 من سورة البقرة (2).

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 428‌

فيستفاد منه ضعف الجواب الأوّل و قوّة الجوابين الأخيرين، فيكون الإمام عليه السلام في كلّ ليلة من تلك الليالي في بقعة من تلك البقاع، أو يأتيه الملائكة بأحوال أصحاب تلك البقعة في تلك الليلة.

و مثله ما في الكافي عن أبي حمزة الثمالي قال:

كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: «في إحدى و عشرين أو ثلاث و عشرين» قال: فإن لم أقو على كلتيهما؟

فقال: «ما أيسر ليلتين فيما تطلب».

قلت: فربّما رأينا الهلال عندنا، و جاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى، فقال:

«ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها»، قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث و عشرين ليلة الجهني، فقال: «إنّ ذلك ليقال».

فقلت: جعلت فداك إنّ سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاجّ، فقال لي:

«يا أبا محمّد، وفد الحاجّ يكتب في ليلة القدر و المنايا و البلايا و الأرزاق و ما يكون إلى مثلها في قابل، فاطلبها في ليلة إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين و صلّ في كلّ واحد منهما مائة ركعة، و أحيهما إن استطعت إلى النور، و اغتسل فيهما».

قال: قلت: فإن لم أقدر على ذلك و أنا قائم؟ قال: «فصلّ و أنت جالس» قلت: فإن لم أستطع، قال: «فعلى فراشك، لا عليك أن تكتحل أوّل الليل بشي‌ء من النوم، إنّ أبواب السماء تفتح في رمضان، و تصفّد الشياطين، و تقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان، كان يسمّى على عهد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله المرزوق» «1».

أقول: يستفاد من هذا الحديث أنّ من طلبها في أيّ بلد من تلك البلاد الشرقيّة و الغربيّة في ليلة إحدى و ثلاث يدركها بحقيقتها لا بمجرّد أن يكون له ثواب عبادتها، كما قيل و قد سبق، و إلّا فأيّة حاجة له إلى طلبها في أربع ليال عند الاشتباه و الاختلاف في رؤية الهلال لو لا أنّه يطلبها؛ ليدركها بحقيقتها الفاضلة.

فيستفاد منه أنّ الامام عليه السلام في كلّ ليلة من تلك الليالي في بلد من تلك البلاد فتنزّل عليه الملائكة بأحكامها، أو هو في بلدته و لكنّها تنزّل عليه في كلّ ليلة بأحوال سكّان بلدة تلك الليلة ليلة قدرهم.

______________________________
(1). الكافي، ج 4، ص 156- 157، باب في ليلة القدر، ح 2.

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 429‌

و على التقديرين، فأهل كلّ بلدة من تلك البلاد يدركونها بحقيقتها الفاضلة إذا طلبوها في ليلة إحدى و ثلاث و إذا فالمعتمد هو أحد الجوابين الأخيرين أو كلاهما، فتأمّل.

فصل في ما يدلّ على استمرارها إلى يوم القيامة

في مجمع البيان:

و ذكر عطاء عن ابن عبّاس قال: ذكر لرسول الله صلّى اللّه عليه و آله رجل من بني إسرائيل أنّه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر، فعجب من ذلك رسول الله صلّى اللّه عليه و آله عجبا شديدا و تمنّى أن يكون ذلك في أمّته.

فقال: «يا ربّ، جعلت أمّتي أقصر الناس أعمارا، و أقلّها أعمالا»، فأعطاه الله ليلة القدر، و قال: «ليلة القدر «1» خير من ألف شهر الذي حمل الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك و لأمّتك من بعدك إلى يوم القيامة» «2».

و فيه:

و جاءت الرواية عن أبي ذر إنّه قال: قلت: يا رسول الله ليلة القدر هي شي‌ء تكون على عهد الأنبياء ينزل فيها، فإذا قبضوا رفعت، قال: «لا، بل هي إلى يوم القيامة» «3».

و في الكافي عن داود بن فرقد قال: حدّثني يعقوب قال:

سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر، فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كلّ عام؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: «لو رفعت ليلة القدر لرفع «4» القرآن» «5».

______________________________
(1). «و لليلة القدر شأن نزول آخر مشهور» (منه رحمه اللّه).

(2). مجمع البيان، ج 10، ص 520 ذيل الآية 3 من سورة القدر (97).

(3). مجمع البيان، ج 10، ص 518 ذيل الآية 1 من سورة القدر (97).

(4). «لأنّ رفعها برفع العترة الطاهرة إذ فيها تنزّل الملائكة و الروح على واحد منهم، و رفعهم يستلزم رفع القرآن؛ لأنّهما لن يفترقا حتّى يردا على رسول الله الحوض، فبقاؤها و استمرارها إلى يوم القيامة أدلّ دليل على أنّ في كلّ عصر من الأعصار لا بدّ من وجود واحد منهم حتّى تنزّل عليه الملائكة و الروح فيها؛ و لذلك أنكرها العامّة بعد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله كما سيشير إليه سيّد الساجدين (صلوات الله عليه و على آبائه و أبنائه المعصومين)» (منه رحمه اللّه).

(5). الكافي، ج 4، ص 158، باب في ليلة القدر، ح 7.

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 430‌

و فيه:

عن حمران أنّه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (عزّ و جلّ): إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ قال: «نعم، ليلة القدر، و هي في كلّ سنة في شهور رمضان في العشر الأواخر» «1» الحديث.

و فيه:

عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: «قال أبو عبد الله عليه السلام: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول:

إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ صدق الله (عزّ و جلّ) أنزل الله القرآن في ليلة القدر- إلى أن قال:- ثمّ قال في بعض كتابه: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لٰا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً «2» في إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.

و قال في بعض كتابه: وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلّٰا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّٰهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ «3».

يقول في الآية الأولى و إنّ محمّدا حين يموت، يقول أهل الخلاف لأمر الله (عزّ و جلّ):

مضت ليلة القدر مع رسول الله صلّى اللّه عليه و آله، فهذه فتنة أصابتهم خاصّة، و بها ارتدّوا على أعقابهم؛ لأنّهم إن قالوا لم تذهب، فلا بدّ أن يكون للّه (عزّ و جلّ) فيها أمر، و إذا أقرّوا بالأمر لم يكن له من صاحب بدّ» «4».

و الأخبار فيه أكثر من أن تعدّ.

فصل في نبذة من الأخبار التي أشار إليها الشيخ في التبيان

فمنها: ما في مجمع البيان:

عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه و آله يقول: «التمسوها في العشر الأواخر في تسع‌

______________________________
(1). الكافي، ج 4، ص 157، باب في ليلة القدر، ح 6.

(2). الأنفال (8): 25.

(3). آل عمران (3): 138.

(4). الكافي، ج 1، ص 248- 249، باب في شأن إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و تفسيرها، ح 4.

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 431‌

بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة» «1».

و روى مرفوعا عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان».

قال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله: «رأيت هذه الليلة ثمّ أنسيتها و رأيتني أسجد في ماء و طين، فالتمسوها في العشر الأواخر و التمسوها في كلّ وتر».

قال: فأبصرت عيناي رسول الله صلّى اللّه عليه و آله انصرف و على جبهته و أنفه أثر الماء و الطين من صبيحة إحدى و عشرين، أورده البخاري في الصحيح.

و عن عمر بن الخطّاب أنّه قال لأصحاب رسول الله: قد علمتم أنّ رسول الله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترا «2».

هذا ما ورد في طرقهم، و ظاهره يدلّ على بقائها بعد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله فتأمّل. و أمّا الواردة في طريقنا فمستفيضة كما قال الشيخ رحمه اللّه.

و يظهر من تلك الأخبار أنّ كلّ وتر من تلك الأوتار يحتمل أن يكون ليلة القدر، فينبغي- على ما ذهب إليه الشيخ في التبيان «3»- إحياؤها بالأعمال المقرّرة في ليلة القدر رجاء أن يدرك ثواب عبادتها. و الله المستعان و عليه التكلان.

فصل [في معنى ليلة القدر]

اختلف العلماء في معنى هذا الاسم، فقيل: سمّيت ليلة القدر؛ لأنّها الليلة التي يحكم الله فيها و يقضى بما يكون في السنة بأجمعها من كلّ أمر، و هي الليلة المباركة في قوله تعالى إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ لأنّ الله تعالى ينزّل فيها الخير و البركة و المغفرة.

أقول: و يدلّ على صحّة هذا القول «4» أخبار كثيرة، منها: ما في الكافي في حسنة حمران‌

______________________________
(1). مجمع البيان، ج 10، ص 520، ذيل الآية 1 من سورة القدر (97).

(2). مجمع البيان، ج 10، ص 518- 519، ذيل الآية 1 من سورة القدر (97).

(3). التبيان، ج 10، ص 385، ذيل الآية 3 من سورة القدر (97).

(4). «إشارة إلى ترجيح هذا الوجه من جملة وجوه التسمية» (منه رحمه اللّه).

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 432‌

أنّه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ قال:

نعم ليلة القدر، و هي في كلّ سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر، قال الله تعالى فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ «1» قال: يقدّر في ليلة القدر كلّ شي‌ء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل خير و شرّ و طاعة و معصية و مولود و أجل و رزق، فما قدّر في تلك الليلة فهو المحتوم و للّه تعالى فيه المشيئة «2». الحديث.

و في رواية أخرى:

و فيه- أي: في شهر رمضان- رأس السنة يقدّر فيها ما يكون في السنة من خير أو شرّ أو مضرّة أو منفعة أو رزق أو أجل، و لذلك سمّيت ليلة القدر.

و قيل: «لأنّ للطاعات فيها قدرا عظيما و ثوابا جزيلا».

و قيل: «سمّيت ليلة القدر؛ لأنّه أنزل فيها كتاب ذو قدر إلى رسول ذي قدر لأجل أمة ذات قدر على يدي ملك ذي قدر».

و قيل: «لأنّ الله قدّر فيها القرآن».

و قيل: «سمّيت بذلك؛ لأنّ الأرض تضيق فيها بالملائكة، من قوله فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ «3»» و هو منقول عن الخليل بن أحمد رحمه اللّه.

فصل في شرف ليلة القدر

روي عن ابن عبّاس عن النبي صلّى اللّه عليه و آله- في حديث طويل- و فيه:

فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله (تبارك و تعالى) جبرئيل عليه السلام فيهبط في كبكبة «4» من الملائكة و معهم لواء أخضر، فيركن اللواء على ظهر الكعبة و له ستّمائة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر.- قال:- فينشرهما في تلك الليلة، فيجاوزان‌

______________________________
(1). الدخان (44): 4.

(2). الكافي، ج 4، ص 157- 158، باب في ليلة القدر، ح 6.

(3). الفجر (89): 16.

(4). «الكبكبة بالكسر و بالضم: الجماعة» (منه رحمه اللّه).

رؤيت هلال، ج‌1، ص: 433‌

المشرق «1» و المغرب، و يبثّ جبرئيل الملائكة في هذه الأمّة، فيسلّمون على كلّ قاعد و قائم و مصلّ و ذاكر، و يصافحونهم و يؤمّنون على دعائهم حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل عليه السلام: «معشر الملائكة الرحيل الرحيل».

فيقولون: يا جبرئيل ما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله فيقول:

«إنّ الله (عزّ و جلّ) نظر إليهم هذه الليلة، فعفا عنهم و غفر لهم إلّا أربعة».

فقيل لرسول الله صلّى اللّه عليه و آله: من هذه الأربعة؟ قال: «رجل مات مدمن الخمر، و عاقّ لوالديه، و قاطع رحم، و مشاحن» «2»». قيل: يا رسول الله و ما المشاحن «3»؟ قال: «الصارم» «4».

______________________________
(1). «ذكر جلال الدين محمّد في شرح الهياكل في هيكل النبوات أنّ سيّدنا رسول الله صلّى اللّه عليه و آله رأى جبرئيل كثيرا و أخبر منه أنّه في صورته، و رآه كأنّه طبق في الخافقين» (منه رحمه اللّه).

(2). في المصدر: «و شاجن».

(3). في المصدر: «و ما الشاجن».

(4). نور الثقلين، ج 5، ص 614، ح 13، و فيه: «الصارمة».