بسم الله الرحمن الرحیم

لزوم اخفاء مطاعن صحابه و محو تشاجر آنها-کلام ذهبی در وجوب محو

فهرست مباحث صحابة


السابقون الاولون
لزوم اخفاء مطاعن صحابه و محو تشاجر آنها-کلام ذهبی در وجوب محو




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (10/ 92)
قلت: كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية، لا يلتفت إليه، بل يطوى، ولا يروى، كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة، وقتالهم - رضي الله عنهم أجمعين - وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين، والكتب، والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع، وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه، لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامة، وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف، العري من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم، كما علمنا الله -تعالى- حيث يقول: {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا} [الحشر: 10] .
فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع منهم، وجهاد محاء، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة، نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض، ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الأمة.
ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة، وحمزة، وجعفر، ومعاذ، وزيد، وأمهات المؤمنين، وبنات نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأهل بدر، مع كونهم على مراتب.
ثم الأفضل بعدهم مثل أبي الدرداء، وسلمان الفارسي، وابن عمر، وسائر أهل بيعة الرضوان، الذين رضي الله عنهم بنص آية سورة الفتح (1) .
ثم عموم المهاجرين والأنصار، كخالد بن الوليد، والعباس، وعبد الله بن عمرو، وهذه الحلبة.
ثم سائر من صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاهد معه، أو حج معه، أو سمع منه - رضي الله عنهم أجمعين - وعن جميع صواحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المهاجرات، والمدنيات، وأم الفضل، وأم هانئ الهاشمية، وسائر الصحابيات.
فأما ما تنقله الرافضة، وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا نعرج عليه، ولا كرامة، فأكثره باطل، وكذب، وافتراء، فدأب الروافض رواية الأباطيل، أو رد ما في الصحاح والمسانيد، ومتى إفاقة من به سكران؟!
ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض، وتحاربوا، وجرت أمور لا يمكن شرحها، فلا فائدة في بثها، ووقع في كتب التواريخ، وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة، والعاقل خصم نفسه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، ولحوم العلماء مسمومة، وما نقل من ذلك لتبيين غلط العالم، وكثرة وهمه، أو نقص حفظه، فليس من هذا النمط، بل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن، والحسن من الضعيف.
وإمامنا فبحمد الله ثبت في الحديث، حافظ لما وعى، عديم الغلط، موصوف بالإتقان، متين الديانة، فمن نال منه بجهل وهوى، ممن علم أنه منافس له، فقد ظلم نفسه، ومقتته العلماء، ولاح لكل حافظ تحامله، وجر الناس برجله، ومن أثنى عليه، واعترف بإمامته وإتقانه، وهم أهل العقد والحل، قديما وحديثا، فقد أصابوا، وأجملوا، وهدوا ووفقوا.
وأما أئمتنا اليوم، وحكامنا، فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى، فقد يقال: أحسنوا، ووفقوا، وطاعتهم في ذلك مفترضة، لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر.
وبكل حال فالجهال والضلال، قد تكلموا في خيار الصحابة، وفي الحديث الثابت، لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدا، وإنه ليرزقهم ويعافيهم (1) .
وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الإمام -رحمه الله- فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض إلى الإمام، ولله الحمد.
__________
(1) أخرجه البخاري 10 / 426 في الأدب: باب الصبر في الأذى، ومسلم (2804) في صفات المنافقين: باب لا أحد أصبر على أذى من الله عزوجل من طرق عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري..وهو في " المسند " 4 / 395، و401 و405.







سير أعلام النبلاء ط الحديث (8/ 276)
قلت: كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة، وقتالهم -رضي الله عنهم- أجمعين وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين، والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف، العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى حيث يقول: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا} [الحشر: 10] ، فالقوم لهم سوابق، وأعمال مكفرة لما وقع منهم وجهاد محاء وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم ولا ندعي فيهم العصمة نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الأمة. ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة وحمزة وجعفر، ومعاذ وزيد، وأمهات المؤمنين وبنات نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأهل بدر، مع كونهم على مراتب. ثم الأفضل بعدهم مثل أبي الدرداء، وسلمان الفارسي وابن عمر، وسائر أهل بيعة الرضوان الذين -رضي الله عنهم- بنص آية سورة الفتح. ثم عموم المهاجرين والأنصار، كخالد بن الوليد والعباس، وعبد الله بن عمرو وهذه الحلبة. ثم سائر من صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاهد معه أو حج معه، أو سمع منه -رضي الله عنهم- أجمعين وعن جميع صواحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المهاجرات والمدنيات، وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية، وسائر الصحابيات فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا نعرج عليه ولا كرامة فأكثره باطل وكذب، وافتراء فدأب الروافض رواية الأباطيل أو رد ما في الصحاح والمسانيد، ومتى إفاقة من به سكران؟!
ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض، وتحاربوا وجرت أمور لا يمكن شرحها فلا فائدة في بثها ووقع في كتب التواريخ، وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة والعاقل خصم نفسه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ولحوم العلماء مسمومة، وما نقل من ذلك لتبيين غلط العالم، وكثرة وهمه أو نقص حفظه، فليس من هذا النمط يل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن والحسن من الضعيف.
وإمامنا فبحمد الله ثبت في الحديث حافظ لما وعى عديم الغلط موصوف بالإتقان متين الديانة، فمن نال منه بجهل وهوى، ممن علم أنه منافس له فقد ظلم نفسه ومقتته العلماء ولاح لكل حافظ تحامله، وجر الناس برجله ومن أثنى عليه، واعترف بإمامته وإتقانه وهم أهل العقد والحل قديما وحديثا فقد أصابوا، وأجملوا وهدوا ووفقوا.
وأما أئمتنا اليوم وحكامنا، فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى فقد يقال: أحسنوا ووفقوا، وطاعتهم في ذلك مفترضة لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر.
وبكل حال فالجهال والضلال قد تكلموا في خيار الصحابة، وفي الحديث الثابت: "لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله إنهم ليدعون له ولدا، وإنه ليرزقهم ويعافيهم" 1.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "6099"، ومسلم "2804" من طرق عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري، به.










سير أعلام النبلاء ط الحديث (8/ 245)
وقال صالح جزرة: سمعت الربيع يقول: قال الشافعي: يا ربيع! اقبل مني ثلاثة: لا تخوضن في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن خصمك النبي -صلى الله عليه وسلم- غدا، ولا تشتغل بالكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل. وزاد المزني: ولا تشتغل بالنجوم.



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (10/ 28)
وقال صالح جزرة: سمعت الربيع يقول: قال الشافعي: يا ربيع! اقبل مني ثلاثة: لا تخوضن في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن خصمك النبي -صلى الله عليه وسلم- غدا.
ولا تشتغل بالكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل.
وزاد المزني: ولا تشتغل بالنجوم (4) .
وعن حسين الكرابيسي، قال: سئل الشافعي عن شيء من الكلام،
__________
(4) " توالي التأسيس ": 73، ولفظه فيه: لا تخض في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ولا تشتغل بالكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على أمر عظيم، ولا تشتغل بالنجوم، فإنه يجر إلى التعطيل.






محمد بن إدريس الشافعي(150 - 204 هـ = 767 - 820 م)
نسبت دادن شافعي به رفض

العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (8/ 115)
وحسبك أن يحيى بن معينٍ وأبا عبيد رويا التشيع عن الإمام الشافعي، ذكره الذهبي في ترجمة الشافعي من " النبلاء " (1).
__________
(1) 10/ 58 وفيه: قيل لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله، كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه -يشير إلى التشيع-، وأنهما نسباه إلى ذلك، فقال أحمد بن حنبل: ما ندري ما يقولان، والله ما رأينا إلاَّ خيراً، وزاد البيهقي في " مناقب الشافعي " 2/ 259: ثم قال أحمد لمن حوله: اعلموا رحمكم الله تعالى أن الرجل من أهل العلم، إذا منحه الله شيئاً من العلم، وحُرِمَه قرناؤه وأشكاله، حسدوه، فَرَمَوْهُ بما ليس فيه وبئست الخصلة في أهل العلم.
وقال الذهبي بعد إيراده الخبر: من زعم أن الشافعي يتشيع، فهو مفترٍ، لا يدري ما يقول.



قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث (ص: 187)
المؤلف: محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي (المتوفى: 1332هـ)
الباب الخامس: في الجرح والتعديل وفيه مسائل
1- بيان طبقات السلف في ذلك:
قال الحافظ الذهبي الدمشقي رحمه الله تعالى في جزء جمعه في الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ما نصه: "وأما الصحابة -رضي الله عنهم- فبساطهم مطوي وإن جرى ما جرى وإن غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات فما يكاد يسلم من الغلط أحد لكنه غلط نادر لا يضر أبدًا إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوا العمل وبه ندين الله تعالى، وأما التابعون فيكاد يعدم فيهم من يكذب عمدًا لكن لهم غلط وأوهام فما ندر غلطه في جنب ما قد حمل احتمل ومن تعدد غلطه وكان من أوعية العلم اغتفر له أيضًا ونقل حديثه وعمل به على تردد بين الأئمة الأثبات في الاحتجاج بمن هذا نعته كالحادث الأعور وعاصم بن ضمره وصالح مولى التوءمة وعطاء بن السائب ونحوهم، ومن فحش خطؤه وكثر تفرده لم يحتج بحديثه، ولا يكاد يقع ذلك في التابعين الأولين، ولو وجد ذلك في صغار التابعين فمن بعدهم، وأما أصحاب التابعين كمالك والأوزاعي وهذا الضرب فعلى المراتب المذكورة ووجد في عصرهم من يتعمد الكذب أو من كثر غلطة فترك حديثه هذا مالك هو النجم الهادي بين الأمة، وما سلم من الكلام فيه، ولو قال قائل عند الاحتجاج بمالك فقد تكلم فيهن لعزر وأهين وكذا الأوزاعي ثقة حجة وربما انفرد ووهم وحديثه عن الزهري فيه شيء ما، وقد قال فيه أحمد بن حنبل: "رأي ضعيف وحديث ضعيف، وقد تكلف لمعنى هذه اللفظة وكذا تكلم من لا يفهم في الزهري لكونه خضب بالسواد، ولبس زي الجند، وخدم هشام بن عبد الملك. وهذا باب واسع، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث؛ والمؤمن إذا رجحت حسناته وقلت سيئاته فهو من المفلحين. هذا أن لو كان ما قيل في الثقة الرضي مؤثرًا فكيف وهو لا تأثير له؟ " انتهى كلام الذهبي.






دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد (ص: 503)
المؤلف: د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن
وقد انتقد ابن الصلاح (ت - 642هـ) رحمه الله ابن عبد البر (ت - 463هـ) رحمه الله إيراده ما شجر بين الصحابة، فحين أثنى على كتابه (الاستيعاب) قال بعد ذلك: (لولا ما شانه به من إيراده كثيراً مما شجر بين الصحابة) (1) .




عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي (2/ 739)
17- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في صدد عرضه لعقيدة أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة: "ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون"2.أ. هـ





شرح لامية ابن تيمية (7/ 4، بترقيم الشاملة آليا)
المؤلف : عمر بن سعود بن فهد العيد
كلام أئمة أهل العلم فيما شجر بين الصحابة
ننقل عن كبار أئمة السلف رحمهم الله تعالى ما قالوه حول ما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.






تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه - شخصيته وعصره (ص: 305)
المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي
وقد ذهب الإمام الذهبي -رحمه الله- في هذا مذهبا آخر، فهو يدعو إلى إحراق هذه الكتب التي فيها هذا الكذب والتشويه لمقام الصحابة، قال رحمه الله: كما تقرر الكف عن كثير مما وقع بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فينبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه؛ لتصفو القلوب وتتوافر على حب الصحابة والترضي عنهم (3). وقد أفادنا الذهبي في كلامه فائدة كبيرة، وهو تصريحه بكون أكثر ما ينقل من ذلك في الكتب والدواوين كذبا وزورا وافتراء على مقام الصحابة رضي الله عنهم، إلا أن اقتراح الذهبي بحرق تلك المؤلفات لم يعد ممكنا؛ فقد انتشرت هذه الكتب، وتولت طباعتها كثير من دور النشر، وكثير من ذوي النيات السيئة فلم يبق إلا وضعها موضع الدراسة وبيان ما فيها من عوار وخطأ وكذب؛ حفظا لأجيال المسلمين من انحراف السلوك والعقيدة (4).




أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 (28/ 326)
نقد كتاب " الخلافات السياسية بين الصحابة " للشنقيطي (1) مقدمة

ـ[سليمان الخراشي]•---------------------------------•[10 - 10 - 04, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أمابعد:
فقد أصدر الأستاذ محمد بن المختار الشنقيطي رسالة بعنوان " الخلافات السياسية بين الصحابة - قراءة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ)، قال في أولها (ص 25): (وليست هذه الرسالة سردًا للخلافات السياسية بين الصحابة أو خوضًا في تفاصيلها، بل هي جملة قواعد منهجية مقترحة للتعاطي مع تلك الخلافات؛ بما يعين على استخلاص العبرة منها لمستقبل أمة الإسلام).
وقد صدق في كون رسالته لم تخض في تفاصيل الخلافات السياسية بين الصحابة رضي الله عنه؛ ولكن - رغم ذلك - احتوت " قواعده المنهجية " تلك على تجاوزات عديدة، وميل عن منهج أهل السنة في مثل هذه القضايا الحساسة؛ إضافة إلى تخطئته الخاطئة لبعض العلماء الكبار؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره؛ ممن أساء الظن بهم - متابعة منه لأهل البدع أو المغرضين الحاقدين في هذا العصر. ونظرًا لتأثر البعض برسالته الآنفة؛ مغترين بما جاء فيها من ادعاءات عريضة من الأستاذ - هداه الله - أنه يسير فيها على منهج " المحدثين " و" أهل الجرح والتعديل "! فقد أحببتُ أن أنصح له ولغيره من الخائضين فيما جرى بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بنقد ما جاء في رسالته من تجاوزات قد يكررها غيره ممن يتابعه دون تحقيق أو تدقيق. وتبيين مخالفته الواضحة لدعاواه السابقة؛ مما أدى به إلى الاعتماد على روايات وأخبار ضعيفة، حوت كثيرًا من التحامل تجاه بعض الصحابة الكرام - كما سيأتي إن شاء الله -.
وسوف أنشر - بإذن الله - ذلك كله على حلقات في " ملتقى أهل الحديث " مستفيدًا من ملاحظات إخواني من طلبة العلم، قبل نشر الانتقادات على هيئة رسالة متكاملة.
وأبدأ - بعد الاستعانة بالله - بذكر ترجمة موجزة للأستاذ، ثم ذكرعقيدة أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم.
منبهًا الجميع أنني منتفع في محتويات رسالتي هذه من العلماء والباحثين الذين سبقوني إلى تحقيق كثير من المسائل؛ كما سيأتي إن شاء الله، مشيرًا إلى من استفدتُ منهم في خاتمة كل مبحث.
سائلا الله أن ينفع بهذه الرسالة المختصرة إخواني المسلمين؛ وأن يضع لها القبول بينهم. والله الموفق:

ترجمة موجزة للأستاذ الشنقيطي:

- هو الأستاذ / محمد بن المختار الشنقيطي، ولد عام 1966 في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
- باحث مهتم بالفقه السياسي والأدب الإسلامي، والعلاقات بين العالم الإسلامي والغرب. نشر عشرات البحوث والدراسات والتحليلات في مجلات ومواقع ألكترونية مشهورة، منها موقع "الجزيرة نت"، ومجلة "العصر" و"المنار الجديد" و"نوافذ". وهو يحرر "مجلة الفقه السياسي" الألكترونية: www.fiqhsyasi.com ويرأس "المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان" www.almarsad.org .