بسم الله الرحمن الرحیم
القبسات، ص 3-4
القبس الاوّل فيه ذكر انواع الحدوث، و تقاسيم الوجود بحسبها، و تأسيس اساس الحكومة، و تحديد حريم النّزاع
ومضة
حاول فى ثانى سادسة إلهيّات الشّفاء، تعريف مفهوم الحدوث و تثليث تقسيمه الاوّلىّ المستوفى بحسب استيفاء اقسامه الثّلاثة الاوليّة، فقال بهذه الالفاظ: المعنى الذي يسمّى «ابداعا» عند الحكماء، هو تأييس الشّيء بعد ليس مطلق. فانّ للمعلول فى نفسه ان يكون ليس، و يكون له عن علّته ان يكون ايس. و الّذي يكون للشّىء فى نفسه اقدم عند الذهن بالذّات لا فى الزّمان، من الذي يكون له عن غيره. فيكون كلّ معلول ايسا بعد ليس بعديّة بالذّات. فان اطلق اسم «الحدث» على كلّ ماله ايس بعد ليس، كان كلّ معلول محدثا. و ان لم يكن يطلق، بل كان شرط المحدث ان يوجد زمان و وقت كان قبله فبطل لمجيئه بعده، اذ تكون بعديّته بعديّة لا تكون مع القبليّة موجودة، بل تكون ممايزة لها فى الوجود، لانّها زمانيّة، فلا يكون كلّ معلول محدثا، بل المعلول الذي سبق وجوده زمان و سبق وجوده لا محالة حركة و تغيّر، كما علمت. و نحن لا نناقش فى الاسماء. ثمّ المحدّث بالمعنى الّذي لا يستوجب الزّمان، لا يخلو امّا ان يكون وجوده بعد ليس مطلق، او يكون وجوده بعد ليس غير مطلق، بل بعد عدم مقابل خاصّ فى مادّة موجودة، على ما عرفته. فان كان وجوده بعد ليس مطلق، كان صدوره عن العلّة ذلك الصّدور ابداعا، و يكون افضل انحاء اعطاء الوجود، لان العدم يكون قد منع البتة، و سلّط عليه الوجود. و لو مكّن العدم تمكينا يسبق الوجود، كان تكوينه ممتنعا، الا عن مادّة، و كان سلطان الايجاد ضعيفا قصيرا مستأنفا. انتهى كلامه. و فى التعليقات ايضا اورده بهذه الألفاظ. و معنى اطلاق الليس هاهنا سذاجته و ارساله، بالقياس الى التقيّد بكونه لا مع الوجود بالفعل، بل مقابلا له، غير مجامع ايّاه فى نفس الأمر اصلا. فالحدوث بالمعنى الّذي لا يستوجب الزّمان، و هو وجود الشىء بعد صرف العدم البحت، على نوعين، لانّه لا يخلو امّا ان يكون هو وجود الشّىء بعد صرف ليسيّته المطلقة، بعديّة بالذّات، بان تكون مرتبة وجوده الحاصل بالفعل بعد مرتبة ليسيّته المطلقة، من حيث نفس ذاته الغير المنافية لفعليّة الذّات من تلقاء الجاعل، و تحقّق الوجود بالفعل بافاضة الفاعل ايّاه. و هذا النّوع هو المسمّى «حدوثا ذاتيا» و الافاضة على الدّوم على هذا السّبيل تسمّى عندهم «ابداعا» و لا تصادم بين الفعليّة و الوجود فى نفس الامر، من جهة الاستناد الى افاضة الفاعل، و البطلان و اللّيسيّة، بحسب نفس جوهر الماهيّة. أ ليس من المستبين انّ نفس الامر اوسع من مرتبة نفس الماهيّة بما هى هى؟ و امّا ان يكون هو مسبوقيّة الوجود بالعدم الصّريح المحض المقابل لحصول الوجود بالفعل فى متن الواقع، و هو الذي رامه بقوله «بعد ليس غير مطلق، بل بعد عدم مقابل خاص فى مادّة» لا مسبوقيّة بالذات، بل مسبوقيّة انسلاخيّة انفكاكيّة، غير زمانيّة و لا سيّالة، و لا متقدّرة و لا متكمّمة.
القبسات، ص 47-49
وميض أ لم نتل عليك؟ - ما اذا دقّقت التأمّل، استبان لك انّ مطلق ظرف التأصّل، اعنى حاقّ الاعيان، ليس هو بأوسع من المرتبة العقليّة الصادقة بحسب ذلك الظرف، على خلاف الامر فى مطلق نفس الامر بالقياس الى المرتبة العقليّة الواقعة لا بتعمّل العقل. أ ليست الذات الملزومة للوازمها الخارجيّة، اذا تقرّرت فى الخارج، صدرت عنها افاعيلها و احكامها، و غشيتها لوازمها و شؤونها بتّة. فنفس ذاتها المرسلة بما هى هى، مخلوطة فى الخارج بوجودها و لوازم وجودها، غير منسلخة و لا منحازة عنها اصلا. فاذن جوهر ذاتها المرسلة، من حيث هى هى، واقعة فى حاقّ الخارج. و لكنّ مرتبة نفسها المرسلة المنمازة عن مرتبة مخلوطيّتها بلوازمها التابعة لجوهر ذاتها، مرتبة عقليّة بحسب نفس الامر. و ليست هى مرتبة عينيّة بحسب متن الخارج. فمرتبة نفس الذات بما هى هى فى الخارج، و ان كانت هى وراء مرتبة اكتناف العوارض اللاّزمة ايّاها، الاّ انّ المرتبتين متخالطتان غير منحازة إحداهما عن الاخرى فى متن الاعيان، فاذن مرتبة نفس الذات من حيث هى هى فى الخارج، مرتبة عقليّة للذات العينيّة المتاصّلة، و لكن بما هى الذات العينيّة، لا مرتبة منمازة عينيّة. و كذلك الطبيعة المرسلة، لا بشرط شىء موجودة بحسب نفسها المرسلة فى متن الاعيان، و لكن على المخلوطيّة بالشيء الطبيعى، اى بفردها الذي هو الطبيعة بشرط شىء، اذا اتّفق ان صارت فى الوجود عين فردها، فمرتبة الطبيعة المرسلة الموجودة بحسب نفسها فى الأعيان، مرتبة عقلية للطبيعة الموجودة العينية، لا مرسلة منمازة عينيّة فى متن الأعيان.
فأما وعاء الحصول المعبّر عنه ب «نفس الأمر» فالامر فيه على نمط آخر، اذ الذات المرسلة الملزومة، للعقل ان يلحظها بما هى هى، من غير ان يدخل فى ذلك اللحاظ شىء من العوارض اللازمة المكتنفة ايّاها. فهى فى هذا اللحاظ بمعزل عن جميع العوارض التي من جملتها هذا اللحاظ. و اذ هذا اللحاظ نحو من انحاء الوجود، و ليس هو من اللحاظات التعمّلية، بل هو من مراتب نفس الامر، اذ الماهية من حيث هى، ليست إلا هي فى نفس الامر، فالذات المرسلة الملحوظة بما هى هى مخلوطة بهذا اللحاظ، بحسب حاق نفس الامر، و منسلخة عنه بحسب خصوص هذه المرتبة. فاذن، نفس الامر أوسع من هذه المرتبة، كما البلدة مثلا أوسع من دار من دورها. فنفس الامر بمنزلة المدينة، و هذه المرتبة بمنزلة دار من دورها. فاذن، نفس هذه المرتبة وعاء الخلط و التعرية باعتبارين. و كذلك للعقل ان يلحظ الطبيعة المرسلة، بما هى هى لا بشرط شىء، و يفصّلها عن الشىء الطبيعى الذي هو فرد ما من أفرادها، و ان هو الا الطبيعة بشرط شىء. ففى هذا اللحاظ، و هو نحو ما من انحاء تحقّق الشىء فى نفس الامر، تنماز الطبيعة بشرط شىء عن الطبيعة لا بشرط شىء، بحسب اعتبار التعيّن و الابهام. و هى تخالطها ايضا من حيث الحصول فى هذا اللحاظ، لأن وجود الطبيعة بشرط شىء فى اىّ ظرف كان، هو بعينه وجود الطبيعة لا بشرط شىء فى ذلك الظرف، بحسب نفس الامر بتة، فاذن، هذا اللحاظ بخصوصه من اللحاظات التي هى انحاء نفس الامر، ظرف التمايز و التخالط باعتبارين. فليتبصّر.
مصنفات مير داماد النص 354 [22] و هم و إزاحة ..... ص : 354
فيقال لك: هذا النظر و إن كان من أنحاء نفس الأمر، لكن تلك أوسع من هذا، و اللازم تحقيق للفرد دون الطبيعة في هذا، لا بحسب تلك، و الخرق في ارتكاب ذاك دون ذا؛ أو يقال: هذا إنّما يكون من أنحاء نفس الأمر من حيث إنّه وجود لا بتعمّل العقل اتفق أن صار [49 ظ] ذلك عينه، لا من حيث خصوصيّة الاعتبار، على ما سيقرع سمعك. و ذلك التّحقق فيه من حيث خصوص الاعتبار، لا بالاعتبار الأوّل.
مصنفات مير داماد النص 33 ( 6 ) قسطاس عقلى ..... ص : 33
قيل لك: ألست فى مندوحة من ذلك بلحاظ أنّ هذا النّظر و إن كان من أنحاء نفس الأمر، لكن تلك أوسع من هذا. و اللّازم تحقّق الفرد دون الطّبيعة فى هذا لا بحسب تلك، و الخرق فى ارتكاب ذاك دون ذا أو بتذكّر ما سلف.
مصنفات مير داماد النص 146 ( 4 ) هداية تنبيهية ..... ص : 145
و يذهلون عن أنّ نفس الأمر أوسع من لحاظة الذّات من حيث هى، و أنّ انتفاء شىء فى خصوص نحو من أنحاء نفس الأمر بخصوصه لا يستلزم انتفاءه فى نفس الأمر، فلم لا تكون حقيقة الإمكان اقتضاء ذات الممكن تساوي الطرفين بالنّظر إلى ذاته من حيث هى هى، لا اقتضاء الذّات تساوى الطرفين فى نفس الأمر، فيكون الّذى ينافى مقتضى الذّات الممكن ترجّح أحد الطرفين بالنّظر إلى ذاته من حيث هى، لا ترجّحه بالنّظر إليه فى نفس الأمر من جهة تأثير العلّة.
مصنفات مير داماد النص 150 ( 6 ) شكوك امتحانية و حلول برهانية ..... ص : 148
و أمّا التّفصّى بانسلاخ الماهيّة عن الإمكان من حيث هى هى لا يستلزم صحّة انسلاخها عنه فى نفس الأمر؛ لأنّها أوسع من هذه اللّحاظة على سياق ما يقال فى عامّة العرضيّات الثّبوتيّة المخلوط بها الشّىء فى نفس الأمر، لا بما هو هو، فكاد يكون ههنا قياسا بلا جامع.
شرح كتاب القبسات متن 141 القبس الأول ..... ص : 93
فاذا عرفت هذا فنقول: انّ هذه المرتبة العقلية، و كذا العقل و الخارج أوعية نفس الأمر، فيكون أوسع منها كالدهر، و تلك المرتبة و العقل و الخارج بمنزلة الموجودات في