فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [113] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

2|106|مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

القرائة-2|106|مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا













النسخ و البداء
کاربرد لفظ بدا در صحیح بخاری و غیر آن و درماندگی علماء
تاثیر صدقه و صله رحم در تغییر قضاء
والنسخ للقرآن بالإجماع فيه اختلاف، فلذلك تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف خط المصحف "مما ثبت نقله







الميزان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 249
[سورة البقرة (2): الآيات 106 الى 107]
ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ (106) أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ (107)
(بيان) [النسخ.]
الآيتان في النسخ و من المعلوم أن النسخ بالمعنى المعروف عند الفقهاء و هو الإبانة عن انتهاء أمد الحكم و انقضاء أجله اصطلاح متفرع على الآية مأخوذ منها و من مصاديق ما يتحصل من الآية في معنى النسخ على ما هو ظاهر إطلاق الآية.
قوله تعالى: ما نَنْسَخْ، النسخ هو الإزالة، يقال: نسخت الشمس الظل إذا الميزان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 250
أزالته و ذهبت به، قال تعالى: «وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ»: الحج- 51، و منه أيضا قولهم: نسخت الكتاب إذا نقل من نسخة إلى أخرى فكأن الكتاب أذهب به و أبدل مكانه و لذلك بدل لفظ النسخ من التبديل في قوله تعالى: «وَ إِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ»: النحل- 101، و كيف كان فالنسخ لا يوجب زوال نفس الآية من الوجود و بطلان تحققها بل الحكم حيث علق بالوصف و هو الآية و العلامة مع ما يلحق بها من التعليل في الآية بقوله تعالى: أَ لَمْ تَعْلَمْ، إلخ أفاد ذلك أن المراد بالنسخ هو إذهاب أثر الآية من حيث إنها آية، أعني إذهاب كون الشي‏ء آية و علامة مع حفظ أصله فبالنسخ يزول أثره من تكليف أو غيره مع بقاء أصله و هذا هو المستفاد من اقتران قوله: نُنْسِها بقوله: ما نَنْسَخْ، و الإنساء إفعال من النسيان و هو الإذهاب عن العلم كما أن النسخ هو الإذهاب عن العين فيكون المعنى ما نذهب بآية عن العين أو عن العلم نأت بخير منها أو مثلها.
ثم إن كون الشي‏ء آية يختلف باختلاف الأشياء و الحيثيات و الجهات، فالبعض من القرآن آية لله سبحانه باعتبار عجز البشر عن إتيان مثله، و الأحكام و التكاليف الإلهية آيات له تعالى باعتبار حصول التقوى و القرب بها منه تعالى، و الموجودات العينية آيات له تعالى باعتبار كشفها بوجودها عن وجود صانعها و بخصوصيات وجودها عن خصوصيات صفاته و أسمائه سبحانه، و أنبياء الله و أولياؤه تعالى آيات له تعالى باعتبار دعوتهم إليه بالقول و الفعل و هكذا، و لذلك كانت الآية تقبل الشدة و الضعف قال الله تعالى: «لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‏»: النجم- 18.
و من جهة أخرى الآية ربما كانت في أنها آية ذات جهة واحدة و ربما كانت ذات جهات كثيرة، و نسخها و إزالتها كما يتصور بجهته الواحدة كإهلاكها كذلك يتصور ببعض جهاتها دون بعض إذا كانت ذات جهات كثيرة، كالآية من القرآن تنسخ من حيث حكمها الشرعي و تبقى من حيث بلاغتها و إعجازها و نحو ذلك.
و هذا الذي استظهرناه من عموم معنى النسخ هو الذي يفيده عموم التعليل المستفاد من قوله تعالى: أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏
، و ذلك أن الإنكار المتوهم في المقام أو الإنكار الواقع من اليهود على ما نقل في شأن نزول الآية بالنسبة إلى معنى النسخ يتعلق به من وجهين:
أحدهما: من جهة أن الآية إذا كانت من عند الله تعالى كانت حافظة لمصلحة من المصالح الحقيقية لا تحفظها شي‏ء دونها، فلو زالت الآية فاتت المصلحة و لن تقوم مقامها شي‏ء تحفظ به تلك المصلحة، و يستدرك به ما فات منها من فائدة الخلقة و مصلحة العباد، و ليس شأنه تعالى كشأن عباده و لا علمه كعلمهم بحيث يتغير بتغير العوامل الخارجية فيتعلق يوما علمه بمصلحة فيحكم بحكم ثم يتغير علمه غدا و يتعلق بمصلحة أخرى فاتت عنه بالأمس، فيتغير الحكم، و يقضي ببطلان ما حكم سابقا، و إتيان آخر لاحقا، فيطلع كل يوم حكم، و يظهر لون بعد لون، كما هو شأن العباد غير المحيطين بجهات الصلاح في الأشياء، فكانت أحكامهم و أوضاعهم تتغير بتغير العلوم بالمصالح و المفاسد زيادة و نقيصة و حدوثا و بقاء، و مرجع هذا الوجه إلى نفي عموم القدرة و إطلاقها.
و ثانيهما: أن القدرة و إن كانت مطلقة إلا أن تحقق الإيجاد و فعلية الوجود يستحيل معه التغير، فإن الشي‏ء لا يتغير عما وقع عليه بالضرورة و هذا مثل الإنسان في فعله الاختياري فإن الفعل اختياري للإنسان ما لم يصدر عنه فإذا صدر كان ضروري الثبوت غير اختياري له، و مرجع هذا الوجه إلى نفي إطلاق الملكية و عدم جواز بعض التصرفات بعد خروج الزمام ببعض آخر كما قالت اليهود: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ: فأشار سبحانه إلى الجواب عن الأول بقوله: أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ أي فلا يعجز عن إقامة ما هو خير من الفائت أو إقامة ما هو مثل الفائت مقامه و أشار إلى الجواب عن الثاني بقوله: أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ، أي أن ملك السموات و الأرض لله سبحانه فله أن يتصرف في ملكه كيف يشاء و ليس لغيره شي‏ء من الملك حتى يوجب ذلك انسداد باب من أبواب تصرفه سبحانه، أو يكون مانعا دون تصرف من تصرفاته، فلا يملك شي‏ء شيئا، لا ابتداء و لا بتمليكه تعالى، فإن التمليك الذي يملكه غيره ليس كتمليك بعضنا بعضا شيئا بنحو يبطل ملك الأول و يحصل ملك الثاني، بل هو مالك في عين ما يملك غيره ما يملك، فإذا نظرنا إلى حقيقة الأمر كان الملك المطلق و التصرف المطلق له وحدة، و إذا نظرنا إلى ما ملكنا بملكه من دون استقلال كان هو الولي لنا و إذا نظرنا إلى ما تفضل علينا من ظاهر الاستقلال- و هو في الحقيقة فقر في صورة الغنى، و تبعية في صورة الاستقلال- لم يمكن لنا أيضا أن ندبر أمورنا من دون إعانته و نصره كان هو النصير لنا.
و هذا الذي ذكرناه هو الذي يقتضيه الحصر الظاهر من قوله تعالى: «أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فقوله تعالى: أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»، مرتب على ترتيب ما يتوهم من الاعتراضين، و من الشاهد على كونهما اعتراضين اثنين الفصل بين الجملتين من غير وصل، و قوله تعالى: وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ، مشتمل على أمرين هما كالمتممين للجواب أي و إن لم تنظروا إلى ملكه المطلق بل نظرتم إلى ما عندكم من الملك الموهوب فحيث كان ملكا موهوبا من غير انفصال و استقلال فهو وحده وليكم، فله أن يتصرف فيكم و في ما عندكم ما شاء من التصرف، و إن لم تنظروا إلى عدم استقلالكم في الملك بل نظرتم إلى ظاهر ما عندكم من الملك و الاستقلال و انجمدتم على ذلك فحسب، فإنكم ترون أن ما عندكم من القدرة و الملك و الاستقلال لا تتم وحدها، و لا تجعل مقاصدكم مطيعة لكم خاضعة لقصودكم و إرادتكم وحدها بل لا بد معها من إعانة الله و نصره فهو النصير لكم فله أن يتصرف من هذا الطريق فله سبحانه التصرف في أمركم من أي سبيل سلكتم هذا، و قوله: وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، جي‏ء فيه بالظاهر موضع المضمر نظرا إلى كون الجملة بمنزلة المستقل من الكلام لتمامية الجواب دونه.
فقد ظهر مما مر: أولا، أن النسخ لا يختص بالأحكام الشرعية بل يعم التكوينيات أيضا.
و ثانيا: أن النسخ لا يتحقق من غير طرفين ناسخ و منسوخ.
و ثالثا: أن الناسخ يشتمل على ما في المنسوخ من كمال أو مصلحة.
و رابعا: أن الناسخ ينافي المنسوخ بحسب صورته و إنما يرتفع التناقض بينهما من جهة اشتمال كليهما على المصلحة المشتركة فإذا توفي نبي و بعث نبي آخر و هما آيتان من آيات الله تعالى أحدهما ناسخ للآخر كان ذلك جريانا على ما يقتضيه ناموس الطبيعة من الحياة و الموت و الرزق و الأجل و ما يقتضيه اختلاف مصالح العباد بحسب اختلاف الأعصار و تكامل الأفراد من الإنسان، و إذا نسخ حكم ديني بحكم ديني كان الجميع مشتملا على مصلحة الدين و كل من الحكمين أطبق على مصلحة الوقت، أصلح لحال المؤمنين كحكم العفو في أول الدعوة و ليس للمسلمين بعد عدة و لا عدة. و حكم الجهاد بعد ذلك حينما قوي الإسلام و أعد فيهم ما استطاعوا من قوة و ركز الرعب في قلوب الكفار و المشركين. و الآيات المنسوخة مع ذلك لا تخلو من إيماء و تلويح إلى النسخ كما في قوله تعالى «فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ»: البقرة- 109، المنسوخ بآية القتال و قوله تعالى: «فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا»: النساء- 14 المنسوخ بآية الجلد فقوله: حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ و قوله: «أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا» لا يخلو عن إشعار بأن الحكم موقت مؤجل سيلحقه نسخ.
و خامسا: أن النسبة التي بين الناسخ و المنسوخ غير النسبة التي بين العام و الخاص و بين المطلق و المقيد و بين المجمل و المبين، فإن الرافع للتنافي بين الناسخ و المنسوخ بعد استقراره بينهما بحسب الظهور اللفظي هو الحكمة و المصلحة الموجودة بينهما، بخلاف الرافع للتنافي بين العام و الخاص و المطلق و المقيد و المجمل و المبين فإنه قوة الظهور اللفظي الموجود في الخاص و المقيد و المبين، المفسر للعام بالتخصيص، و للمطلق بالتقييد، و للمجمل بالتبيين على ما بين في فن أصول الفقه، و كذلك في المحكم و المتشابه على ما سيجي‏ء في قوله: «مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ»: آل عمران- 7.
قوله تعالى: أَوْ نُنْسِها، قرئ بضم النون و كسر السين من الإنساء بمعنى الإذهاب عن العلم و الذكر و قد مر توضيحه، و هو كلام مطلق أو عام غير مختص برسول الله ص بل غير شامل له أصلا لقوله تعالى: «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى‏ إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ»: الأعلى- 7، و هي آية مكية و آية النسخ مدنية فلا يجوز عليه النسيان بعد قوله تعالى: فَلا تَنْسى‏ و أما اشتماله على الاستثناء بقوله: إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ فهو على حد الاستثناء الواقع في قوله تعالى: «خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ»: هود- 109، جي‏ء بها لإثبات بقاء القدرة مع الفعل على تغيير الأمر، و لو كان الاستثناء مسوقا لبيان الوقوع في الخارج لم يكن للامتنان بقوله: فَلا تَنْسى‏ معنى، إذ كل ذي ذكر و حفظ من الإنسان و سائر الحيوان كذلك يذكر و ينسى و ذكره و نسيانه كلاهما منه تعالى و بمشيته، و قد كان رسول الله ص كذلك قبل هذا الإقراء الامتناني الموعود بقوله: سَنُقْرِئُكَ يذكر بمشية الله و ينسى بمشية الله تعالى فليس معنى الاستثناء إلا إثبات إطلاق القدرة أي سنقرئك فلا تنسى أبدا و الله مع ذلك قادر على إنسائك هذا. و قرئ قوله: ننساها بفتح النون و الهمزة من نسي‏ء نسيئا إذا أخر تأخيرا فيكون المعنى على هذا: ما ننسخ من آية بإزالتها أو نؤخرها بتأخير إظهارها نأت بخير منها أو مثلها و لا يوجب التصرف الإلهي بالتقديم و التأخير في آياته فوت كمال أو مصلحة، و الدليل على أن المراد بيان أن التصرف الإلهي يكون دائما على الكمال و المصلحة هو قوله: بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها فإن الخيرية إنما يكون في كمال شي‏ء موجود أو مصلحة حكم مجعول ففي ذلك يكون موجود مماثلا لآخر في الخيرية أو أزيد منه في ذلك فافهم.
(بحث روائي)








يسري بالقرآن ليلا - لئن شئنا لنذهبن




المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 549)
8538 - حدثني أبو بكر بن محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، قال: سمعت شداد بن معقل، صاحب هذه الدار، يقول: سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يقول: «إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، وأن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع» ، قالوا: وكيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا؟ قال: «يسرى عليه ليلة فيذهب ما في قلوبكم وما في مصاحفكم» ، ثم قرأ: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} [الإسراء: 86] 
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
8538 - صحيح







إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (3/ 214)
باب
ما جاء في رفع القرآن
قد تقدم قريبا ما رواه الأزرقي في "تاريخ مكة" عن عثمان بن ساج؛ قال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «أول ما يرفع الركن والقرآن ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام» .
وعن حذيفة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة؛ فلا يبقى في الأرض منه آية» .... الحديث.
رواه: ابن ماجه في "سننه" بإسناد صحيح، والحاكم في "مستدركه"، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «يسرى على كتاب الله، فيرفع إلى السماء، فلا يبقى في الأرض منه آية» ..... الحديث.
رواه ابن حبان في "صحيحه".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع. قالوا: وكيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا؟! قال يسرى عليه في ليلة، فيذهب ما في قلوبكم وما في مصاحفكم، ثم قرأ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ".
رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وقد رواه الطبراني، ولفظه: "قال: لينزعن القرآن من بين أظهركم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟! قال: يسرى على القرآن ليلا، فيذهب من أجواف الرجال، فلا يبقى في الأرض منه شيء". وفي رواية قال: "يسرى على القرآن ليلا، فلا يبقى في قلب عبد ولا في مصحفه منه شيء، ويصبح الناس فقراء كالبهائم، ثم قرأ عبد الله: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} ".
قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح؛ غير شداد بن معقل، وهو ثقة".
وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "ليسرين على القرآن في ليلة، فلا تترك آية في مصحف أحد؛ إلا رفعت".
ذكره صاحب "كنز العمال"، وقال: "رواه ابن أبي داود ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قال: "يسرى على كتاب الله، فيرفع إلى السماء، فلا يصبح في الأرض آية من القرآن ولا من التوراة والإنجيل ولا الزبور، وينتزع من قلوب الرجال، فيصبحون ولا يدرون ما هو".
رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وهذه الآثار لها حكم المرفوعه؛ لأن مثلها لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن توقيف.
وعن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما: "يسرى على كتاب الله تعالى ليلا، فيصبح الناس ليس منه آية ولا حرف في جوف مسلم إلا نسخت".
ذكره صاحب "كنز العمال"، وقال: "رواه الديلمي ".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث جاء، فيكون له دوي حول العرش كدوي النحل، فيقول الرب عز وجل: ما لك؟ فيقول: منك خرجت وإليك أعود، أتلى فلا يعمل بي؛ فعند ذلك يرفع القرآن".
ذكره صاحب "كنز العمال"، وقال: "رواه الديلمي ".




















صحيح مسلم (2/ 726)
119 - (1050) حدثني سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن داود، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة، كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتها، غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة، كنا نشبهها بإحدى المسبحات، فأنسيتها، غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة "
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم) الأمد الغاية والمدة والقسوة غلظ القلب وفيه تلميح إلى قوله تعالى في سورة الحديد فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم (المسبحات) هي من السور ما افتتح بسبحان وسبح ويسبح وسبح اسم ربك]




شرح السيوطي على مسلم (3/ 129)
119 - (1050) حدثني سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن داود، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة، كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتها، غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة، كنا نشبهها بإحدى المسبحات، فأنسيتها، غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة "
__________
[1050] ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم أي لا تستطيبوا مدة البقاء في الدنيا فإن ذلك مفسد للقلوب بما يجره إليها من الحرص والقسوة حتى لا تلين لذكر الله ولا تنتفع بموعظة ولا زجر كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها هذا من المنسوخ تلاوة الذي أشير إليه بقوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها فكان الله ينسيه الناس بعد أن حفظوه ويمحوه من قلوبهم وذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة إذ لا نسخ بعده قال القرطبي ولا يتوهم من هذا أو شبهه أن القرآن ضاع منه شيء فإن ذلك باطل قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون غير أني حفظت منها لو كان لابن آدم واديان إلى آخره قلت ورد في حديث آخر أن هذا كان في آخر سورة لم يكن فأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمرني أن أقرأ عليكم القرآن فقرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب قال فقرأ فيها ولو أن بن آدم سأل واديا من المال فأعطيه لسأل ثانيا ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية والنصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفروه













نسخ تلاوت







طبق روایات حضور ابن مسعود در عرضه اخیره، هر چه از ابن مسعود نقل میشود نمیتواند مشمول نسخ تلاوت باشد، و همچنین طبق روایات جمع قران که حفاظ قرآن در جنگ یمامه کشته شدند و خلیفه ترسید قرآن از بین برود هر چه مربوط به این جمع است نمیتواند مشمول نسخ تلاوت شود کما هو واضح









جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام؛ ج‌2، ص: 319
نعم لا يجري الحكم فيما يكتب في القرائين من الاجزاء و الأحزاب و الأعشار و نحوها، لكونها ليست من القرآن قطعا و كذا أسماء السور ما لم تكن من القرآن، و لا فرق فيه بين منسوخ الحكم و عدمه إذا لم تنسخ التلاوة، و أما منسوخها فقد صرح بعضهم بعدم جريان الحكم فيه من غير فرق بين المنسوخة قبل آية التحريم و بعدها، و لقد أطال الأستاذ في كشف الغطاء في كثرة التفريع في المقام، من أراده فليراجعه، و كيف كان فقد بان لك أنه لا إشكال في انه يجوز له ان يمس ما عدا الكتابة للأصل و غيره.
________________________________________
نجفى، صاحب الجواهر، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، 43 جلد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، هفتم، 1404 ه‍ ق








فتح الباري لابن حجر (9/ 30)
فأمر عثمان بنسخه في المصاحف وجمع الناس عليه وأذهب ما سوى ذلك قطعا لمادة الخلاف فصار ما يخالف خط المصحف في حكم المنسوخ والمرفوع كسائر ما نسخ ورفع فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارج عن الرسم





صحيح البخاري (5/ 105)
4090 - حدثني عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رعلا، وذكوان، وعصية، وبني لحيان، استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار، كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم «فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل، وذكوان، وعصية، وبني لحيان» قال أنس: " فقرأنا فيهم قرآنا، ثم إن ذلك رفع: بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا "
__________  
[تعليق مصطفى البغا]
3862 (4/1500) -[  ش (استمدوا) طلبوا المدد منه وهو العون الذي يأتي ليقوي الجيش المقاتل. (فقرأنا فيهم قرآنا) أي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم قرآن قرآناه ثم نسخ. (رفع) نسخ]






صحيح البخاري (5/ 105)
4091 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «بعث خاله، أخ لأم سليم، في سبعين راكبا» وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل، خير بين ثلاث خصال، فقال: يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف؟ فطعن عامر في بيت أم فلان، فقال: غدة كغدة البكر، في بيت امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي، فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرام أخو أم سليم وهو رجل أعرج، ورجل من بني فلان، قال: كونا قريبا حتى آتيهم فإن آمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال: أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يحدثهم، وأومئوا إلى رجل، فأتاه من خلفه فطعنه، - قال همام أحسبه - حتى أنفذه بالرمح، قال: الله أكبر [ص:106]، فزت ورب الكعبة، فلحق الرجل، فقتلوا كلهم غير الأعرج، كان في رأس جبل، فأنزل الله علينا، ثم كان من المنسوخ: إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا «فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثلاثين صباحا، على رعل، وذكوان، وبني لحيان، وعصية، الذين عصوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم»
__________  
[تعليق مصطفى البغا]
3864 (4/1501) -[  ش (خير) أي خير عامر النبي صلى الله عليه وسلم. (خصال) أمور. (أهل السهل) البوادي. (أهل المدر) البلاد وسكان البيوت المبنية من الطين اللزج المتماسك. (فطعن) أصابه الطاعون. (كغدة البكر) خرجت له في أصل أذنه غدة كالغدة التي تطلع على البكر وهو الفتي من الإبل والغدة قطعة صلبة يركبها الشحم تكون في العنق وغيره. (رجل أعرج) هو كعب ابن زيد رضي الله عنه. (رجل من بني فلان) المنذر بن محمد بن عقبة رضي الله عنه. (أنفذه) أي جرحه ونفذ الجرح من جانب إلى جانب]



صحيح البخاري (5/ 107)
4095 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: «دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا يعني أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحا حين يدعو على رعل، ولحيان، وعصية عصت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم» قال أنس: " فأنزل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الذين قتلوا - أصحاب بئر معونة - قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد: بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه "
__________  
[رقم الحديث في طبعة البغا]
3869 (4/1503)





صحيح البخاري (6/ 29)
باب {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير} [البقرة: 234]
....
4530 - حدثني أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، عن حبيب، عن ابن أبي مليكة، قال: ابن الزبير قلت: لعثمان بن عفان {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} [البقرة: 234] قال: قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها؟ أو تدعها؟ قال: «يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4256 (4/1646) -[ ش (والذين يتوفون. .) ومراده التي تتمتها {وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزير حكيم. .} / البقرة 240 /. (نسختها) رفعت العمل بحكمها. (الآية الأخرى) وهي التي فيها {يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا. .} / البقرة 234 /. (تدعها) تتركها مكتوبة وكان ابن الزبير رضي الله عنهما يظن أن ما نسخ حكمه من القرآن لا يكتب لفظه. (لا أغير شيئا منه) أي مما كتب في القرآن. (من مكانه) الذي كتب فيه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (وصية) أي أوصوا لهن قبل الوفاة. (متاعا) نفقة سنة من طعام وكسوة وما تحتاج إليه. (غير إخراج) غير مخرجات من بيوتهن. (فإن خرجن) أي باختيارهن وقد كانت مخيرة أن تمكث حتى الحول في بيت زوجها ولها النفقة والسكنى وإن شاءت خرجت واعتدت حيث أحبت ولا نفقة لها ولا سكنى]
[4262]



صحيح البخاري (6/ 31)
باب {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} [البقرة: 234]
4536 - حدثني عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا حميد بن الأسود، ويزيد بن زريع، قالا: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة، قال: قال ابن الزبير: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} [البقرة: 234] إلى قوله {غير إخراج} [البقرة: 240] قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: «تدعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا منه من مكانه»، قال حميد: أو نحو هذا
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4262 (4/1649) -[ ر 4256]










مسند أحمد ط الرسالة (35/ 9)
مسند الأنصار

حديث أبي المنذر أبي بن كعب (1) " مما رواه عنه عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " "
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، فيمن شهد بدرا: أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار "
21084 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع كثيرا من لحن أبي "
وأبي، يقول: "سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أدعه لشيء، والله تبارك وتعالى يقول: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} (1) [البقرة: 106] "
21085 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني حبيب يعني ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع من قول أبي ". وأبي يقول: "أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدعه، والله يقول: {ما ننسخ من آية أو ننسها} (1) [البقرة: 106] "
21086 - حدثنا سويد بن سعيد، في سنة ست وعشرين ومائتين، حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خطبنا عمر، على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع من قول أبي شيئا، وإن أبيا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء وأبي، يقول: لا أدع ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نزل بعد أبي كتاب " (1)
__________
(1) هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني عمرو بن مالك بن النجار، من الخزرج، أبو المنذر الأنصاري، ويكنى أيضا أبا الطفيل، المقرىء، سيد المسلمين. شهد العقبة والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رأسا في العلم والعمل.
روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أقرأ هذه الأمة أبي بن كعب" سلف برقم (12904) ، وثبت في "الصحيح" أن عمر رضي الله عنه قال: أبي اقرؤنا. وفي الصحيح أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: "أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) [البقرة: 255] فضرب صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: "ليهنك العلم أبا المنذر". وأنه صلى الله عليه وسلم قال له: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن" وفي رواية "أمرني أن أقرئك القرآن" فقال أبي: الله سماني لك؟! قال: "نعم" قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟! قال: "نعم" فذرفت عيناه. وسيأتي في مسنده برقم (21112) أنه قال عن نفسه: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو
رطب.
كان أحد الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأحد الذين يلونه صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وأوصاه صلى الله عليه وسلم أن يلقنه إن فاته من قراءته شيء. وأوكل إليه عمر رضي الله عنه الصلاة بالناس في قيام رمضان يوم أن جمعهم عليه، فكان يصلي بهم عشرين ركعة.
وسلف في "المسند" برقم (11183) أنه دعا على نفسه ألا يفارقه الوعك حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة. فأصابته الحمى، فما مسه إنسان إلا وجد حره حتى مات. قال الذهبي: ملازمة الحمى له حرفت خلقه يسيرا، ومن ثم يقول زر بن حبيش: كان أبي فيه شراسة.
اختلف في وفاته رضي الله عنه على أقوال، ونرجح أنه توفي سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان، لما روي عن عبد الرحمن بن أبزى: قلت لأبي لما وقع الناس في أمر عثمان: أبا المنذر ما المخرج؟ قال: كتاب الله، ما استبان لك فاعمل به، وما اشتبه عليك فكله إلى عالمه. أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/89، والحاكم 3/303. وإسناده حسن. وقد ذكر زر بن حبيش فيما سيأتي
برقم (21200) أنه قدم في عهد عثمان بن عفان، فلزم أبيا وعبد الرحمن بن عوف.
انظر ترجمته في "طبقات ابن سعد" 3/498 - 502، و"سير أعلام النبلاء" 1/389 - 402، و"تهذيب الكمال" 2/262 - 273.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.
وأخرجه الحاكم 3/305، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (754) ، وفي "الحلية" 1/65 من طريق قبيصة بن عقبة، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/155 من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ووقع عند الحاكم: (ما ننسخ من آية أو ننسأها) بدل (أو ننسها) واقتصر أبو نعيم في "الحلية" على قوله: "علي أقضانا، وأبي اقرؤنا".== وسيأتي الحديث عن يحيى، عن سفيان الثوري في الحديث الآتي بعده.
وسيأتي برقم (21086) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وأخرجه ابن سعد 2/339 من طريق عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، و2/339-340 من طريق عكرمة، كلاهما عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنهما: علي أقضانا، وأبي أقرؤنا. وزاد في الموضع الثاني: وإنا لنرغب عن كثير من لحن أبي.
وأخرجه ابن سعد 2/341، والطبراني في "الأوسط" (7717) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن أبي فروة مسلم بن سالم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، سمعت عمر يقول: أقضانا علي، وأبي أقرؤنا. واقتصر ابن سعد على قوله: وأبي أقرؤنا.
وأخرجه ابن سعد 2/340 من طريق سعيد بن جبير وعطاء، أن عمر كان يقول: علي أقضانا للقضاء، وأبي أقرؤنا للقرآن.
وأخرجه ابن سعد 2/339 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا.
وأخرج ابن سعد 2/339، والبزار (1616) ، والحاكم 3/135 عن عبد الله ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب. ووقع في "مسند البزار": "أفضل" بدل "أقضى"، والظاهر أنه تحريف؛ فإن ابن حجر نسبه إلى البزار في "الفتح" 8/167، وفيه: "أقضى".
وقوله: "وأبي أقرؤنا" سلف مرفوعا ضمن حديث عن أنس بن مالك برقم (12904) وقد استوفينا تخريجه هناك.
وقوله: "علي أقضانا" ورد مرفوعا عن أنس بن مالك أيضا عند ابن ماجه (154) ، وإسناده صحيح.
وقوله: "من لحن أبي" قال السندي: أي: خطئه؛ حيث ظنه ثابتا وهو منسوخ، وقيل: أراد به طريقه وروايته، وقيل: لغته، وهذا غير ظاهر، والأقرب منه أن يراد فهمه.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.
وأخرجه البخاري (4481) ، والنسائي في "الكبرى" (10995) عن عمرو ابن علي، والبخاري (5005) عن صدقة بن الفضل، كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
وقوله تعالى: (ننسها) بضم النون وكسر السين بغير همز، كذا وقع في الأصول الخطية التي بين أيدينا من "مسند أحمد"، وفي سائر مصادر تخريج الأثر: (ننسأها) بفتح النون والسين وبالهمز، والذي يؤيد أن الرواية في هذا الأثر كذلك: ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (1070) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: خطبنا عمر، فقال: يقول الله: (ما ننسخ من آية أو ننسأها) ، أي: نؤخرها. لكن في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف الحديث.
و (ننسأها) بفتح النون الأولى والسين وبالهمز، من التأخير، وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير.
و (ننسها) بضم النون الأولى وكسر السين من غير همز، من النسيان، هي قراءة الباقين. "انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع" 1/258-259، و"حجة القراءات" ص109-110، و"النشر في القراءات العشر" 2/220.










الفصول في الأصول (2/ 253)
[باب في نسخ التلاوة مع بقاء الحكم]
 اختلف الناس في نسخ (رسم) القرآن وتلاوته مع بقاء حكمه. فقال قوم: لا يكون رفع حكمه إلا برفع رسمه وتلاوته فيرتفع الحكم بارتفاعها.
وقال آخرون: يجوز رفع أحدهما مع بقاء الآخر أيهما كان من تلاوة أو حكم. وقال طائفة: لا يجوز نسخ القرآن وتلاوته ولكن يجوز نسخ الحكم مع بقاء التلاوة. قال أبو بكر - رحمه الله -: أما جواز نسخ الحكم فلا خلاف فيه بين الأمة إلا فرقة شذت عنها، وقد حكينا فيما تقدم قولها.
وأما نسخ الرسم والتلاوة فإنما يكون بأن ينسيهم الله تعالى إياه ويرفعه من أوهامهم (أو يأمرهم) بالإعراض عن تلاوته وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه في قوله تعالى: {إن هذا لفي الصحف الأولى} [الأعلى: 18] {صحف إبراهيم وموسى} [الأعلى: 19] ولا نعرف اليوم منها شيئا، ثم لا يخلو ذلك من أن يكون في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا توفي لا يكون متلوا من القرآن، أو يموت وهو متلو موجود بالرسم ثم ينسيه الله الناس ويرفعه من أوهامهم.
وغير جائز عندنا نسخ شيء من القرآن بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا رسمه ولا حكمه، ولا خلاف بين الأمة أن نسخ القرآن وسائر الأحكام لا يكون بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا قوم ملحدة يستهزئون بإظهار الإسلام ويقصدون إفساد الشريعة بتجويز نسخ الأحكام بعد موت النبي - عليه السلام -.
وأما نسخ رسم القرآن دون حكمه في حياة النبي - عليه السلام -، فإن في مذهب أصحابنا ما يدل على تجويزهم نسخ التلاوة قبل وفاة النبي - عليه السلام - مع بقاء الحكم، وأما بعد وفاته - عليه السلام - فغير جائز.
والذي يدل على مذهب أصحابنا على ما ذكرنا: إيجابهم التتابع في صوم كفارة اليمين، لما ذكروا أن في حرف عبد الله بن مسعود " فصيام ثلاثة أيام متتابعات " ومعلوم أن ذلك ليس في القرآن اليوم ولا يجوز تلاوته فيه ولا القطع بأنه منه، وقد كان حرف عبد الله مستفيضا عندهم في ذلك العصر.
ومعلوم أن النسخ غير جائز وقوعه بعد موت النبي - عليه السلام -، لأنه لو جاز بعد موته لم نأمن من أن تكون الشريعة كانت عند وفاة النبي - عليه السلام - أضعاف ما في أيدينا اليوم فرفعها الله من أوهام الأمة، ولو جاز ذلك لجاز ألا يكون شيء مما في أيدينا من الشريعة مما كان موجودا في عصر النبي - عليه السلام -، بأن يكون أنسى الأمة جميع ما أتى به النبي - عليه السلام -، ورفعه من أوهامهم ثم ألف بين قلوبهم وألهمهم هذه الشريعة التي في أيدينا (اليوم) .
وفي القول بهذا خروج عن الملة، فثبت امتناع جواز النسخ بعد وفاة النبي - عليه السلام -، وإذا ثبت ذلك وجب أن يكون ما ذكروه من شرط التتابع في كفارة اليمين في حرف عبد الله بن مسعود منسوخ التلاوة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يكون قد أمروا بألا يقرءوه من القرآن ولا يكتبوه في الصحف، فلذلك لم ينقل إلينا من الطريق التي نقل القرآن، ويكون معنى قولهم أنه في حرف عبد الله (أن ذلك كان من القرآن في حرف عبد الله) ثم نسخت التلاوة وبقي الحكم، لأنه لو كان المراد أنه ثابت في حرف عبد الله بعد وفاة الرسول - عليه السلام -، لما جاز أن يكون نقله إلينا إلا من الوجه الذي نقل إلينا منه سائر القرآن، وهو التواتر والاستفاضة، حتى لا يشك أحد في كونه منه، فلما لم يرد نقله على هذا الوجه دل ذلك على أن مرادهم أنه مما كان في حرف عبد الله وأن تلاوته منسوخة.




انكار نسخ تلاوت




تفسير المنار (1/ 341)
(ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) .
(الأستاذ الإمام) : للمفسرين في تفسير هذه الآية طريقان:
أحدهما: أنها على حد قوله - تعالى -: (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر) (16: 101) ، فالنسخ هنا بمعنى التبديل، أي إذا جعلنا آية بدلا من آية، فإننا نجعل هذا البدل خيرا من المبدل منه أو مثله على الأقل، فالآية عند هؤلاء في نسخ التلاوة، وقالوا: إن المراد بالنسيان هو أن يأمر الله - تعالى - بعدم تلاوة الآية فتنسى بالمرة. (قال) : وهذا بمعنى التبديل، فما هي الفائدة في عطفه عليه ب (أو) ؟ وهل هو إلا تكرار يجل كلام الله عنه؟ .
وثانيهما: أن المراد نسخ حكم الآية، وهو عام يشمل نسخ الحكم وحده ونسخه مع التلاوة، وهذا هو القول المختار للجمهور، وقالوا في توجيهه: إنه لا معنى لنسخ الآية في ذاتها ولا حاجة إليه. وإنما الأحكام تختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال، فإذا شرع حكم في وقت لشدة الحاجة إليه، ثم زالت الحاجة في وقت آخر، فمن الحكمة أن ينسخ الحكم ويبدل بما يوافق الوقت الآخر، فيكون خيرا من الأول أو مثله في فائدته من حيث قيام المصلحة به. وقالوا: إن المراد بالإنساء إزالة الآية من ذاكرة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد اختلف في هذا: أيكون بعد التبليغ أم قبله؟ فقيل: بعده كما ورد في أصحاب بئر معونة وقيل:
قبله حتى أن السيوطي روى في أسباب النزول أن الآية كانت تنزل على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليلا فينساها نهارا، فحزن لذلك فنزلت الآية. قال الأستاذ الإمام: ولا شك عندي في أن هذه الرواية مكذوبة وأن مثل هذا النسيان محال على الأنبياء - عليهم السلام -؛ لأنهم معصومون في التبليغ، والآيات الكريمة ناطقة بذلك كقوله - تعالى -: (إن علينا جمعه وقرآنه) (75: 17) وقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (15: 9) وقد قال المحدثون والأصوليون: إن من علامة وضع الحديث مخالفته للدليل القاطع عقليا كان أو نقليا، كأصول الاعتقاد وهذه المسألة منها، فإن هذا النسيان ينافي العصمة المجمع عليها.











التحرير والتنوير (1/ 663)
وقد قسموا نسخ أدلة الأحكام ومدلولاتها إلى أقسام: نسخ التلاوة والحكم معا وهو الأصل ومثلوه بما روي عن أبي بكر كان فيما أنزل لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ونسخ الحكم وبقاء التلاوة وهذا واقع لأن إبقاء التلاوة يقصد منه بقاء الإعجاز ببلاغة الآية ومثاله آية: إن يكن منكم عشرون صابرون [الأنفال: 65] إلى آخر الآيات. ونسخ التلاوة وبقاء الحكم ومثلوه بما روي عن عمر: كان فيما يتلى الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما وعندي أنه لا فائدة في نسخ التلاوة وبقاء الحكم وقد تأولوا قول عمر كان فيما يتلى أنه كان يتلى بين الناس تشهيرا بحكمه. وقد كان كثير من الصحابة يرى أن الآية إذا نسخ حكمها لا تبقى كتابتها في المصحف ففي البخاري في التفسير قال ابن الزبير قلت لعثمان: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا [البقرة: 234] نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه.







أوضح التفاسير (1/ 20)
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) 

{مَا نَنسَخْ} نبدل {أَوْ نُنسِهَا} من النسيان. وقرىء «أو ننسأها» أي نؤخرها {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} أي نأت بآية جديدة حاوية لحكم جديد، خير من الحكم المنسوخ. وقد ذهب كثير من العلماء والمفسرين إلى تقسيم المنسوخ إلى أقسام: منها ما نسخ حكمه ونسخت تلاوته، ومنها ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته، ومنها ما نسخت تلاوته وبقي حكمه. فإذا ما استساغ العقل منسوخ الحكم والتلاوة، ومنسوخ الحكم باقي التلاوة؛ فإن القسم الأخير لا يستساغ عقلاً؛ إذ كيف تنسخ التلاوة مع بقاء الحكم؟
ومن ذلك زعمهم أن القنوت في الصلاة من القرآن المنسوخ؛ في حين أن القنوت ورد بألفاظ شتى، وعبارات متباينة، وقد أخذ كل واحد من الأئمة بصيغة تخالف ما أخذه غيره.
كما زعموا أيضاً أن «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم» من القرآن المنسوخ تلاوة الباقي حكماً.
هذا مع أن الرجم لم ينزل به قرآن البتة؛ بل هو عن الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وتشريع الرسول واجب حتماً كتشريع القرآن؛ لقوله تعالى: {أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} وقوله جل شأنه: {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ} وقوله عز وجل: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.
وأفحش هذه المزاعم: روايتهم عن عائشة رضي الله تعالى عنها: كان فيما يقرأ من القرآن «عشر رضعات معلومات يحرمن» وأن ذلك قد نسخ بقوله تعالى «خمس رضعات معلومات يحرمن» وأن النبي توفي وهي فيما يقرأ من القرآن. وأن الدواجن أكلتها بعد موت الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه
وهذا الزعم يشهد بفساده وبطلانه: وعد القدير العظيم، بحفظ كتابه العزيز الكريم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وقد حفظه تعالى من شياطين الإنس والجن؛ فكيف بالدواجن، وضعاف الطير؟ {وَلِيُّ} محب يلي أموركم





التفسير الحديث (5/ 181)
وهناك من ينكر النسخ في القرآن استنادا إلى آية سورة فصلت هذه: لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) ولا يرى الذين يسوغون النسخ في هذه الآية حجة على عدم سواغه ويقولون إنه ليس في النسخ باطلا وكل أمره هو تبديل أمر موقت بأمر آخر كلاهما حقّ في ظرفيهما. وكلاهما في علم الله تعالى «1» .
ونحن نأخذ برأي القائلين بسواغ النسخ ونرى وجهة نظرهما أقوى وما يسوقونه على المنكرين هو الأصوب. ونعتقد أن الآية التي نحن في صددها وآية سورة البقرة [106] ثم آية سورة الرعد هذه: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (39) من المؤيدات. وأنه ليس هناك ما يمنع وجاهة النسخ مبدئيا سواء أكان ذلك نسخ الحكم مع بقاء التلاوة أم نسخ الحكم والتلاوة. ولقد كان الوحي القرآني متصلا بأحداث السيرة النبوية وظروفها وكانت هذه الأحداث والظروف تتطور وتتبدل فليس مما ينافي العقل أن يكون الوحي القرآني مماشيا لذلك. ولقد رأينا السيد رشيد رضا يذكر اعتراض الشيخ محمد عبده على احتمال نسيان النبي لبعض الآيات في صدد النسخ وتأويل آية سورة البقرة وبالتالي احتمال النسخ نسيانا من النبي. والآية إنما تنسب الإنساء إلى الله سواء أكان في معنى التأخير والإهمال أم في معنى النسيان فليس والحالة هذه من محل للاعتراض أو القول بأن ذلك مناف للعصمة النبوية. غير أننا نستثني من ذلك: الرأي القائل بنسخ التلاوة مع بقاء الحكم، لأننا لا نرى لذلك حكمة مفهومة والمثل الذي يورد على ذلك وهو آية الرجم خطير رغم الحديث الذي رواه أصحاب الصحاح.
وسنعود إلى بحث هذا الأمر في مناسبته الموضوعية في سورة النور والله تعالى أعلم.




















انا لندع من قول ابي


صحيح البخاري (6/ 19)
4481 - حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: " أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي، وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وقد قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} [البقرة: 106]
__________  
[تعليق مصطفى البغا]
4211 (4/1628) -[  ش (أقرؤنا) أجودنا قراءة للقرآن) (أقضانا) أعلمنا بالقضاء. (لندع) لنترك. (من قول أبي) شيئا من قرائته أو آرائه وذلك أن أبيا رضي الله عنه كان يقول لم ينسخ شيء من القرآن فرد عمر رضي الله عنه قوله واحتج عليه بقوله تعالى {ما ننسخ} التي تثبت النسخ في بعض كتاب الله عز وجل والنسخ في اللغة الإزالة والنقل والرفع ونسخ الآية إزالتها بإبدال أخرى مكانها أو رفعها بعدم قراءتها بالكلية والنسخ في اصطلاح الأصوليين رفع حكم خطاب سابق بخطاب لاحق وقد يكون النسخ للحكم دون التلاوة وقد يكون للتلاوة دون الحكم وقد يكون لهما معا. (ننسها) نذهب حفظها من قلب النبي صلى الله عليه وسلم. / البقرة 106 /]
[4719]




صحيح البخاري (6/ 187)
5005 - حدثنا صدقة بن الفضل، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر: أبي أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: «أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء»، قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} [البقرة: 106]
__________  
[تعليق مصطفى البغا]
4719 (4/1913) -[  ش (لحن أبي) قوله]
[ر 4211]




تفسير القرآن من الجامع لابن وهب (1/ 27)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري القرشي (المتوفى: 197هـ)
60 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: قرأ رجل [ص:28] من الأنصار فقال: {السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان}، فقال عمر: والذين اتبعوهم بإحسان، من أقرأك، وتواعده، فقال: رجل من الأنصار، فقال: ائتني به، فجاءه فسأله، فقال: نعم، فقال: من أقرأكها، فقال: أبي بن كعب، فانطلق به إلى أبي، فقال له عمر: إن هذا يزعم أنك أقرأته هذه الآية، فقال أبي: نعم، سمعتها من رسول الله، فقال له عمر: فما منعك أن تخبرني، فقال: فرقت منك، قال عمر: ذلك أجدر ألا تكون من شهداء الله.


تفسير عبد الرزاق (3/ 32)
نا عبد الرزاق

2317 - عن ابن جريج , عن عمرو بن دينار , عن بجالة التميمي , قال مر عمر بغلام وهو يقرأ: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم» فقال: احككها يا غلام قال: أقرأنيها أبي بن كعب فأرسل إلى أبي بن كعب فجاءنا , قال: فرفع صوته عليه فقال إني: كان يشغلني القرآن إذ كان يشغلك الصفق في الأسواق , فسكت عمر "



مصنف عبد الرزاق الصنعاني (10/ 181)
18748 - أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن جريج , عن عمرو بن دينار , قال: سمعت بجالة التميمي , قال: وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر غلام في المسجد فيه: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبوهم» , فقال: «احككها يا غلام» , فقال: والله لا أحكها وهي في مصحف أبي بن كعب فانطلق إلى أبي فقال له: «إني شغلني القرآن , وشغلك الصفق بالأسواق إذ تعرض رداءك على عنقك بباب ابن العجماء»




تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 708)
المؤلف: عمر بن شبة (واسمه زيد) بن عبيدة بن ريطة النميري البصري، أبو زيد (المتوفى: 262هـ)
حدثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن بجالة قال: مر عمر رضي الله عنه بغلام معه مصحف وهو يقرأ {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] (وهو أب لهم) فقال عمر رضي الله عنه: يا غلام حكها، فقال: هذا مصحف أبي بن كعب، فذهب إلى أبي فقال: ما هذا؟ فنادى أبي بأعلى صوته، أن كان يشغلني القرآن، وكان يشغلك الصفق بالأسواق، فمضى عمر رضي الله عنه "



الدر المنثور في التفسير بالمأثور (6/ 567)
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور واسحق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) فقال: يا غلام حكها فقال: هذا مصحف أبي فذهب إليه فسأله فقال: إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق





السنن الكبرى للبيهقي (7/ 110)
المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)
13419 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان، عن عمرو، عن بجالة، أو غيره قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] وهو أب لهم، فقال: " يا غلام حكها " قال: هذا مصحف أبي فذهب إليه، فسأله، [ص:111] فقال: " إنه كان يلهيني القرآن، ويلهيك الصفق بالأسواق "



إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 254)
المؤلف: أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي (المتوفى: 840هـ)
26- سورة الأحزاب
5787 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن بجالة التميمي قال: "وجد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مصحفا في حجر غلام له فيه: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم" فقال: احككها يا غلام. فقال: والله لا أحكها، وهي في مصحف أبي بن كعب. فانطلق عمر إلى أبي بن كعب قال: شغلني القرآن وشغلك الصفق في الأسواق إذ يعرض رحاك على عنقك بباب ابن العجماء".
هذا إسناد صحيح على شرط البخاري.







المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (15/ 118)
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) 
3683 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن بجالة التميمي قال: وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مصحفا في حجر غلام له، فيه: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} - وهو أب لهم - {وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم} فقال: احككها يا غلام. فقال: والله لا أحكها وهي في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه. فانطلق عمر رضي الله عنه إلى أبي بن كعب رضي الله عنه. فقال: شغلني القرآن، وشغلك الصفق بالأسواق. إذ تعرض رحاك على عنقك بباب ابن العجماء.
هذا إسناد صحيح على شرط البخاري.




دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (2/ 803)
ووجد عمر رضي الله عنه مصحفاً في حجر غلام له، فيه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ أبٌ لَهُمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهاتُهُمْ} 4، فقال: أحككها يا غلام، فقال: والله لا أحكها، وهي في مصحف أبي بن كعب، فانطلق عمر إلى أبي بن كعب، فقال كعب: شغلني القرآن وشغلك الصفق بالأسواق1.
وروي أن أبي بن كعب رضي الله عنه كان يقرأ: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهتهم وأولو الأرحام} 2 فبلغ ذلك عمر، فأغلظ له، فقال: إنك لتعلم إني كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمني مما علمه الله، فقال عمر: بل أنت رجل عندك علم وقرآن، فاقرأ وعلم مما علمك الله ورسوله3.
وروي أن عمر رضي الله عنه سمع كثير بن الصلت4 يقرأ: لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. فقال عمر: ما هذا؟ قال في التنزيل، فقال عمر: من يعلم ذاك؟ والله لتأتين بمن يعلم ذاك أو لأفعلن كذا وكذا، قال أبي بن كعب، فانطلق إلى أبي، فقال: ما يقول هذا؟ قال: ما يقول؟ قال: فقرأ عليه، فقال: صدق، قد كان هذا فيما قرأ، قال: أكتبها في المصحف، قال: لا أنهاك، قال: أتركها؟ قال: لا آمرك1.
____________________
1 رواه عبد الرزاق / المصنف 10/181،التفسير 2/112، إسحاق بن راهويه / إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري 5/93، ابن شبة / تاريخ المدينة 2/273. صحيح من طريق إسحاق. قال: أنبأ عبد الرزاق أنبأ ابن جريج أخبرني عمرو ابن دينار عن بجالة التميمي قال: وجد عمر ... الأثر.
2 سورة الفتح الآية (26) .
3 رواه ابن شبة / تاريخ المدينة 2/274، النسائي / السنن الكبرى 6/463، 464، ابن أبي داود / المصاحف ص 174، ومداره على أبي إدريس الخولاني ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وسمع كبار الصحابة. تق 289، وقد اختلف في سماعه من عمر رضي الله عنه، فقيل إن روايته عنه مرسلة، وقال البخاري لم يسمع من عمر. العلائي / جامع التحصيل ص 205، وبقية رجاله عند النسائي ثقات.



عمدة القاري شرح صحيح البخاري (18/ 91)
 وذلك إشارة إلى قول عمرو: إنا لندع. قوله: (أن أبيا يقول) ، أي: أن أبيا يقول: (لا أدع شيئا) أي: لا أترك شيئا (سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، وكان لا يقول أبي بنسخ شيء من القرآن، فرد عمر رضي الله عنه ذلك بقوله: وقد قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية} فإنه يدل على ثبوت النسخ في البعض، وهذه الجملة، وإن كانت شرطية، إلا أنها لا تدل على وقوع الشرط، فالسياق هنا يدل عليه لأنها نزلت بعد وقوعه وإنكارهم عليه، ويمنع عدم دلالتها في مثل هذا لأنها ليست شرطية محضة.






عمدة القاري شرح صحيح البخاري (20/ 28)
(وأبي يقول) جملة حالية. قوله: (لشيء) أي: لناسخ، وكان أبي لا يسلم نسح بعض القرآن، وقال: لا أترك القرآن الذي أخذته من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل ناسخ، واستدل عمر، رضي الله تعالى عنه، بالآية الدالة على النسخ.







شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (7/ 13)
(وإنّا لندع) أي نترك (من قول أبي وذاك) بألف من غير لام (أن أبيًّا يقول لا أدع شيئًا سمعته) ولأبي ذر سمعت (من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) كان لا يقول بنسخ تلاوة شيء من القرآن لكونه لم يبلغه النسخ فردّ عليه عمر بقوله: (وقد قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننأسها}) فإنه يدل على ثبوت النسخ في البعض ولأبي ذر: أو ننسها بضم أوّله وكسر ثالثه.









تقسیم بندی طحاوی نسخ را با ذکر شواهد:


http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة



الكتاب: شرح مشكل الآثار
المؤلف: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى: 321هـ)
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى - 1415 هـ، 1494 م
عدد الأجزاء: 16 (15 وجزء للفهارس)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج]


باب بيان مشكل قول الله عز وجل: (ما ننسخ من آية أو ننسأها) الآية , بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يستدل به على ذلك قال أبو جعفر: قال أهل العلم بالتأويل: إن النسخ وجهان , أحدهما: نسخ العمل بما في الآي المنسوخة , وإن كانت الآي المنسوخة قرآنا كما هي. والآخر: إخراجها من القرآن وهي محفوظة في القلوب أو خارجة من القلوب غير محفوظة , وهذان الوجهان موجودان في الآثار المروية في هذا الباب. فأما المنسوخ من القرآن مما نسخ العمل به , وبقي قرآنا هو , فمثل
(5/270)
************
قول الله عز وجل في سورة الأنفال: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا} ثم نسخ الله ذلك بقوله: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين} ومثل ذلك قوله عز وجل في سورة المزمل: {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 2] ثم نسخ ذلك بقوله: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه} فهذا المنسوخ العمل به , الباقي قرآنا كما كان قبل ذلك. وأما المنسوخ الذي يخرج من القرآن فينقسم قسمين: أحدهما: يخرج من قلوب المؤمنين حتى لا يبقى فيها منه شيء , ومن ذلك ما قد
(5/271)
************
2034 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد , عن ابن شهاب قال: حدثني أبو أمامة بن سهل , ونحن في مجلس سعيد بن المسيب - لا ينكر ذلك - أن رجلا كانت معه سورة , فقام من الليل فقرأ بها فلم يقدر عليها , وقام الآخر فقرأ بها فلم يقدر عليها , وقام الآخر فقرأ بها فلم يقدر عليها , فأصبحوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاجتمعوا عنده , فقال بعضهم: يا رسول الله , قمت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر [ص:272] عليها , وقال الآخر: ما جئت إلا لذلك , وقال الآخر: وأنا يا رسول الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها نسخت البارحة ". هكذا حدثنا يونس بهذا الحديث فلم يتجاوز به أبا أمامة وأصحاب الحديث يدخلون هذا في المسند؛ لأن أبا أمامة ممن ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ويقول أهله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان سماه أسعد باسم أبي أمامة: أسعد بن زرارة , وقد روى هذا الحديث شعيب بن أبي حمزة , عن الزهري فأدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أبي أمامة رهطا من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(5/271)
************
2035 - كما حدثنا فهد بن سليمان , والليث بن عبدة , قالا: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة , عن الزهري قال: حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف , أن رهطا من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أنه قام رجل منهم في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة قد كان وعاها , فلم يقدر منها على شيء إلا: بسم الله الرحمن الرحيم , فأتى باب النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح , يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك , ثم جاء آخر , وآخر حتى اجتمعوا , فسأل بعضهم بعضا: ما جمعهم؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة , ثم أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم , فأخبروه خبرهم , وسألوه عن السورة , فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا , ثم [ص:273] قال: " نسخت البارحة " فنسخت من صدورهم , ومن كل شيء كانت فيه والقسم الآخر أن يخرج من القرآن ويبقى في صدور المؤمنين على أنه غير قرآن
(5/272)
************
ومن ذلك ما قد حدثنا يوسف بن يزيد قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد قال: حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الرحمن بن عوف: " ألم نجد فيما أنزل الله علينا: جاهدوا كما جاهدتم أول مرة؟ " قال: " بلى ". قال: " فإنا لا نجدها " , قال: " أسقطت فيما أسقط من القرآن " قال: " أتخشى أن يرجع الناس كفارا؟ " قال: " ما شاء الله " قال: " لئن رجع الناس كفارا ليكونن أمراؤهم بني فلان ووزراؤهم بني فلان ". وما قد حدثنا يوسف قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا سفيان , [ص:274] عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال: عمر لعبد الرحمن , ثم ذكر مثله إلا أنه قال: ليكونن أمراؤهم بني أمية ووزراؤهم بني المغيرة
(5/273)
************
ومن ذلك ما قد حدثنا أبو أمية قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا داود , يعني ابن أبي هند , عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي , عن أبيه , عن أبي موسى الأشعري قال: " نزلت سورة فرفعت , وحفظ منها: " لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثا , ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب , ويتوب الله على من تاب ". [ص:275] حدثنا أبو أمية قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا علي بن زيد , عن أبي حرب بن أبي الأسود , عن أبيه , عن أبي موسى قال: " نزلت , كأنه يعني سورة مثل براءة , ثم رفعت , فحفظ منها: " إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم , ولو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثا " ثم ذكر بقية الحديث الأول. وما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا عفان ثم ذكر بإسناده مثله. وما قد حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: حدثنا آدم بن أبي إياس قال: أخبرنا حماد بن سلمة ثم ذكر بإسناده مثله
(5/274)
************
حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء قال: حدثنا علي بن مسهر , عن داود بن أبي هند , عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي , عن أبيه قال: بعث أبو موسى إلى قراء البصرة فدخل عليه منهم ثلاث مائة قد قرءوا القرآن , قال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم , فاقرءوه , ولا [ص:276] يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم , وإنا كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيناها , غير أني قد حفظت منها: " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى إليهما ثالثا , ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب " , وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات , فأنسيناها غير أني قد حفظت منها: " يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة "
(5/275)
************
2036 - وما قد حدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا عمرو بن سعيد الثقفي البصري قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي , عن أبي العلاء , عن عبد الله بن بريدة , عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة: " لو أن لابن آدم واديا من ذهب لتمنى واديا ثانيا , ولو أعطي ثانيا لتمنى واديا ثالثا , ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب "
(5/276)
************
وما قد حدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا حماد بن سلمة , عن ثابت البناني , عن أنس بن مالك رضي الله عنه , عن أبي بن كعب قال: كنا نرى أن هذا الحرف من القرآن: " لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب " ثم نزلت هذه السورة ألهاكم التكاثر إلى آخرها
(5/277)
************
2037 - وما قد حدثنا فهد قال: حدثنا القعنبي قال: قرأت على مالك , عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة , عن أنس قال: دعا نبي الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة , يدعو على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله. قال أنس: أنزل الله عز وجل في الذين قتلوا أصحاب بئر معونة قرآنا نسخ بعد: " بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه "
(5/278)
************
وما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا عمر بن يونس قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثنا إسحاق يعني ابن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني أنس بن مالك أن الله أنزل فيهم يعني أهل بئر معونة قرآنا: " بلغوا قومنا عنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه " ثم نسخت فرفعت بعد ما قرأناه زمانا , وأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [آل عمران: 169][ص:279] قال أبو جعفر: فهذا هو المنسوخ من كتاب الله عز وجل , ينقسم على الأقسام التي ذكرنا انقسامه عليها في هذا الباب , وفيما ذكرنا من ذلك ما قد حقق ما ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب , من احتمال قول علي رضي الله عنه: إن المجوس كانوا أهل كتاب أن يكون ذلك الكتاب رفع فأخرج من كتب الله عز وجل , كما أخرجت الآي المذكورات في هذه الآثار التي رويناها في هذا الباب من القرآن , فصارت كما لم تكن قرآنا قط , والله سبحانه وتعالى نسأله التوفيق
(5/278)
************
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره زيد بن ثابت أن يتعلم السريانية , وقوله مع ذلك: " إني لا آمن يهودا على كتبي "
(5/280)
************













(2:106:1:1) maA COND STEM|POS:COND|LEM:maA -3164-@@@@(2:106:2:1) nansaxo V STEM|POS:V|IMPF|LEM:yansaxu|ROOT:nsx|1P|MOOD:JUS -3165-@@@@(2:106:3:1) mino P STEM|POS:P|LEM:min -3166-@@@@(2:106:4:1) 'aAyapK N STEM|POS:N|LEM:'aAyap|ROOT:Ayy|FS|INDEF|GEN -3167-@@@@(2:106:5:1) >awo CONJ STEM|POS:CONJ|LEM:>aw -3168-@@@@(2:106:6:1) nunsi V STEM|POS:V|IMPF|(IV)|LEM:>ansaY`|ROOT:nsy|1P|MOOD:JUS -3169-@@@@(2:106:6:2) haA PRON SUFFIX|PRON:3FS -3170-@@@@(2:106:7:1) na>oti V STEM|POS:V|IMPF|LEM:>ataY|ROOT:Aty|1P|MOOD:JUS -3171-@@@@(2:106:8:1) bi P PREFIX|bi+ -3172-@@@@(2:106:8:2) xayorK N STEM|POS:N|LEM:xayor|ROOT:xyr|MS|INDEF|GEN -3173-@@@@(2:106:9:1) m~ino P STEM|POS:P|LEM:min -3174-@@@@(2:106:9:2) haA^ PRON SUFFIX|PRON:3FS -3175-@@@@(2:106:10:1) >awo CONJ STEM|POS:CONJ|LEM:>aw -3176-@@@@(2:106:11:1) mivoli N STEM|POS:N|LEM:mivol|ROOT:mvl|M|GEN -3177-@@@@(2:106:11:2) haA^ PRON SUFFIX|PRON:3FS -3178-@@@@(2:106:12:1) >a INTG PREFIX|A:INTG+ -3179-@@@@(2:106:12:2) lamo NEG STEM|POS:NEG|LEM:lam -3180-@@@@(2:106:13:1) taEolamo V STEM|POS:V|IMPF|LEM:Ealima|ROOT:Elm|2MS|MOOD:JUS -3181-@@@@(2:106:14:1) >an~a ACC STEM|POS:ACC|LEM:>an~|SP:





دیتای صرفی-کامپیوتر نور
<Word entry="مَا" sureh="2" aye="107" id="2117">
<Subword subEntry="مَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="نَنْسَخْ" root="نسخ" sureh="2" aye="107" id="2118">
<Subword subEntry="نَنْسَخْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مِنْ" sureh="2" aye="107" id="2119">
<Subword subEntry="مِنْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="آيَةٍ" root="ءوي/ءيي" sureh="2" aye="107" id="2120">
<Subword subEntry="آيَةٍ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="أَوْ" sureh="2" aye="107" id="2121">
<Subword subEntry="أَوْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="نُنْسِهَا" root="نسي" sureh="2" aye="107" id="2122">
<Subword subEntry="نُنْسِ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="هَا" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="نَأْتِ" root="ءتي" sureh="2" aye="107" id="2123">
<Subword subEntry="نَأْتِ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="بِخَيْرٍ" root="خير" sureh="2" aye="107" id="2124">
<Subword subEntry="بِ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="خَيْرٍ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مِنْهَا" sureh="2" aye="107" id="2125">
<Subword subEntry="مِنْ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="هَا" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="أَوْ" sureh="2" aye="107" id="2126">
<Subword subEntry="أَوْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مِثْلِهَا" root="مثل" sureh="2" aye="107" id="2127">
<Subword subEntry="مِثْلِ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="هَا" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="أَ" sureh="2" aye="107" id="2128">
<Subword subEntry="أَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="لَمْ" sureh="2" aye="107" id="2129">
<Subword subEntry="لَمْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="تَعْلَمْ" root="علم" sureh="2" aye="107" id="2130">
<Subword subEntry="تَعْلَمْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="أَنَّ" sureh="2" aye="107" id="2131">
<Subword subEntry="أَنَّ" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="اللَّهَ" root="ءله" sureh="2" aye="107" id="2132">
<Subword subEntry="اللَّهَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="عَلَىٰ" sureh="2" aye="107" id="2133">
<Subword subEntry="عَلَى" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="كُلِّ" root="كلل" sureh="2" aye="107" id="2134">
<Subword subEntry="كُلِّ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="شَيْءٍ" root="شيء" sureh="2" aye="107" id="2135">
<Subword subEntry="شَيْءٍ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="قَدِيرٌ" root="قدر" sureh="2" aye="107" id="2136">
<Subword subEntry="قَدِيرٌ" IsBase="1" /></Word>













آية بعدالفهرستآية قبل









****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 23/1/2024 - 14:9

لینک کتاب مرویات نسخ التلاوة ریاض حسین البغدادی