بسم الله الرحمن الرحیم

القرائة-2|106|مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا

2|106|مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا





تفسير عبد الرزاق (1/ 285)
عبد الرزاق قال:
106 - نا هشيم , قال: أخبرني يعلى بن عطاء , قال: حدثني القاسم بن ربيعة بن قايف الثقفي , قال: سمعت سعد بن أبي وقاص , يقول: «ما ننسخ من آية أو ننساها» قال: فقلت: إن سعيد بن المسيب يقرؤها: «أو تنسها» , قال: فقال سعد: «إن القرآن لم ينزل على ابن المسيب , ولا على آل المسيب» قال الله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} , وقال: {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24]




تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (2/ 473)
القول في تأويل قوله تعالى: {أو ننسها}
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قوله ذلك. فقرأها أهل المدينة والكوفة: (أو ننسها) . ولقراءة من قرأ ذلك وجهان من التأويل.
أحدهما: أن يكون تأويله: ما ننسخ يا محمد من آية فنغير حكمها أو ننسها. وقد ذكر أنها في مصحف عبد الله: (ما ننسك من آية أو ننسخها نجيء بمثلها) ، فذلك تأويل:"النسيان". وبهذا التأويل قال جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
1751 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) ، كان ينسخ الآية بالآية بعدها، ويقرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم الآية أو أكثر من ذلك، ثم تنسى وترفع.
1752 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها) ، قال: كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء، وينسخ ما شاء.
1753 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: كان عبيد بن عمير يقول: (ننسها) ، نرفعها من عندكم.
1754 - حدثنا سوار بن عبد الله قال، حدثنا خالد بن الحارث قال، حدثنا عوف، عن الحسن أنه قال في قوله: (أو ننسها) ، قال: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا، ثم نسيه.
* * *
وكذلك كان سعد بن أبي وقاص يتأول الآية، إلا أنه كان يقرؤها: (أو تنسها) بمعنى الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه عنى أو تنسها أنت يا محمد * ذكر الأخبار بذلك:
1755 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن القاسم [بن ربيعة] قال، سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: (ما ننسخ من آية أو تنسها) ، قلت له: فإن سعيد بن المسيب يقرؤها: (أو تنسها) ، (1) قال: فقال سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب! قال الله: (سنقرئك فلا تنسى) [الأعلى: 6] (واذكر ربك إذا نسيت) (2) [سورة الكهف: 24] .
1756 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا هشيم قال، حدثنا يعلى بن عطاء قال، حدثنا القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي قال، سمعت ابن أبي وقاص يذكر نحوه. (3)
1757 - حدثنا محمد بن المثنى وآدم العسقلاني قالا جميعا، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء قال، سمعت القاسم بن ربيعة الثقفي يقول: قلت لسعد بن أبي وقاص: إني سمعت ابن المسيب يقرأ: (ما ننسخ من آية أو تنسها) فقال سعد: إن الله لم ينزل القرآن على المسيب ولا على ابنه! إنما هي: (ما ننسخ من آية أو تنسها) يا محمد. ثم قرأ: (سنقرئك فلا تنسى) و (واذكر ربك إذا نسيت) . (4)
1758 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها) ، يقول:"ننسها": نرفعها. وكان الله تبارك وتعالى أنزل أمورا من القرآن ثم رفعها.
* * *
والوجه الآخر منهما، أن يكون بمعنى"الترك"، من قول الله جل ثناؤه: (نسوا الله فنسيهم) [التوبة: 67] ، يعني به: تركوا الله فتركهم. فيكون تأويل الآية حينئذ على هذا التأويل: ما ننسخ من آية فنغير حكمها ونبدل فرضها، نأت بخير من التي نسخناها أو مثلها. وعلى هذا التأويل تأول جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
1759 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: (أو ننسها) ، يقول: أو نتركها لا نبدلها.
1760 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله: (أو ننسها) ، نتركها لا ننسخها.
1761 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها) ، قال: الناسخ والمنسوخ.
* * *
قال أبو جعفر: وكان عبد الرحمن بن زيد يقول في ذلك ما:-
1762 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (ننسها) ، نمحها.
* * *
وقرأ ذلك آخرون: (أو ننسأها) بفتح النون وهمزة بعد السين، بمعنى نؤخرها، من قولك:"نسأت هذا الأمر أنسؤه نسأ ونساء"، إذا أخرته، وهو من قولهم:"بعته بنساء، يعني بتأخير، ومن ذلك قول طرفة بن العبد:
لعمرك إن الموت ما أنسأ الفتى ... لكالطول المرخى وثنياه باليد
يعني بقوله"أنسأ"، أخر.
وممن قرأ ذلك جماعة من الصحابة والتابعين، وقرأه جماعة من قراء الكوفيين والبصريين، وتأوله كذلك جماع من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
1763 - حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا هشيم قال، أخبرنا عبد الملك، عن عطاء في قوله: (ما ننسخ من آية أو ننسأها) ، قال: نؤخرها.
1764 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى قال، سمعت ابن أبي نجيح يقول في قول الله: (أو ننسأها) ، قال: نرجئها.
1765 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (أو ننسأها) ، نرجئها ونؤخرها.
1766 - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، حدثنا فضيل، عن عطية: (أو ننسأها) ، قال: نؤخرها فلا ننسخها.
1767 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال، أخبرني عبد الله بن كثير، عن عبيد الأزدي، عن عبيد بن عمير (أو ننسأها) ، إرجاؤها وتأخيرها.
هكذا حدثنا القاسم، عن عبد الله بن كثير،"عن عبيد الأزدي"، وإنما هو عن"علي الأزدي".
1768 - حدثني أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير أنه قرأها: (ننسأها) .
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل من قرأ ذلك كذلك: ما نبدل من آية أنزلناها إليك يا محمد، فنبطل حكمها ونثبت خطها، أو نؤخرها فنرجئها ونقرها فلا نغيرها ولا نبطل حكمها، نأت بخير منها أو مثلها.
* * *
وقد قرأ بعضهم ذلك: (ما ننسخ من آية أو تنسها) . وتأويل هذه القراءة نظير تأويل قراءة من قرأ: (أو ننسها) ، إلا أن معنى (أو تنسها) ، أنت يا محمد.
* * *
وقد قرأ بعضهم: (ما ننسخ من آية) ، بضم النون وكسر السين، بمعنى: ما ننسخك يا محمد نحن من آية - من"أنسختك فأنا أنسخك". وذلك خطأ من القراءة عندنا، لخروجه عما جاءت به الحجة من القرأة بالنقل المستفيض. وكذلك قراءة من قرأ (تنسها) أو (تنسها) لشذوذها وخروجها عن القراءة التي جاءت بها الحجة من قراء الأمة.
وأولى القراءات في قوله: (أو ننسها) بالصواب، من قرأ: (أو ننسها) بمعنى: نتركها. لأن الله جل ثناؤه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه مهما بدل حكما أو غيره، أو لم يبدله ولم يغيره، فهو آتيه بخير منه أو بمثله. فالذي هو أولى بالآية، إذ كان ذلك معناها، أن يكون - إذ قدم الخبر عما هو صانع إذا هو غير وبدل حكم آية أن يعقب ذلك بالخبر عما هو صانع، إذا هو لم يبدل ذلك ولم يغير. فالخبر الذي يجب أن يكون عقيب قوله: (ما ننسخ من آية) . قوله: أو نترك نسخها، إذ كان ذلك المعروف الجاري في كلام الناس. مع أن ذلك إذا قرئ كذلك بالمعنى الذي وصفت، فهو يشتمل على معنى"الإنساء" الذي هو بمعنى الترك، (1) ومعنى "النساء" الذي هو بمعنى التأخير. إذ كان كل متروك فمؤخر على حال ما هو متروك.
* * *
وقد أنكر قوم قراءة من قرأ: (أو ننسها) ، إذا عني به النسيان، وقالوا: غير جائز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نسي من القرآن شيئا مما لم ينسخ، إلا أن يكون نسي منه شيئا، ثم ذكره. قالوا: وبعد، فإنه لو نسي منه شيئا لم يكن الذين قرءوه وحفظوه من أصحابه، بجائز على جميعهم أن ينسوه. قالوا: وفي قول الله جل ثناؤه: (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) [الإسراء: 86] ، ما ينبئ عن أن الله تعالى ذكره لم ينس نبيه شيئا مما آتاه من العلم.
* * *
قال أبو جعفر: وهذا قول يشهد على بطوله وفساده، الأخبار المتظاهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بنحو الذي قلنا.
1769 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، حدثنا أنس بن مالك: أن أولئك السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة، قرأنا بهم وفيهم كتابا:"بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا". ثم إن ذلك رفع. (2)
1770 - والذي ذكرنا عن أبي موسى الأشعري أنهم كانوا يقرءون:"لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى لهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب". ثم رفع.
وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول بإحصائها الكتاب.
وغير مستحيل في فطرة ذي عقل صحيح، ولا بحجة خبر أن ينسي الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعض ما قد كان أنزله إليه. فإذ كان ذلك غير مستحيل من أحد هذين الوجهين، فغير جائز لقائل أن يقول: ذلك غير جائز.
وأما قوله: (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) ، فإنه جل ثناؤه لم يخبر أنه لا يذهب بشيء منه، وإنما أخبر أنه لو شاء لذهب بجميعه، فلم يذهب به والحمد لله، بل إنما ذهب بما لا حاجة بهم إليه منه، وذلك أن ما نسخ منه فلا حاجة بالعباد إليه. وقد قال الله تعالى ذكره: (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) [الأعلى: 6-7] ، فأخبر أنه ينسي نبيه منه ما شاء. فالذي ذهب منه الذي استثناه الله.
فأما نحن، فإنما اخترنا ما اخترنا من التأويل طلب اتساق الكلام على نظام في المعنى، لا إنكار أن يكون الله تعالى ذكره قد كان أنسى نبيه بعض ما نسخ من وحيه إليه وتنزيله.
__________
(1) في المطبوعة: "أو ننسها". والصواب ما أثبت، وفي ابن كثير 1: 275"أو ننساها، ولكن أبا حيان نص في البحر المحيط 1: 334 على أن قراءة سعيد"أو تنساها" بغير همزة بضم التاء، وأما ابن خالوية فقد نص في شواذ القراآت: 9 قال: "أو تنسها" كذلك، إلا أنه لم يسم فاعله. سعيد بن المسيب". فأثبت هذا، لأنها هي رسم ما في نص الطبري. وانظر الآثار الآتية: 1756، 1757، والمستدرك للحاكم 2: 242.
(2) الأثر: 1755 - الزيادة بين القوسين من تفسير ابن كثير 1: 275. والقاسم بن ربيعة، هو القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن قانف الثقفي، وربما نسب إلى جده. وهو ابن ابن أخي ليلى بنت قانف الصحابية. روى عن سعد بن أبي وقاص في قوله: "ما ننسخ من آية"، وعنه يعلى بن عطاء العامري. ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: قرأت بخط الذهبي: ما حدث عنه سوى يعلى (تهذيب التهذيب 8: 320) . وانظر رقم: 1756، 1757.
(3) الأثر: 1756 - في المطبوعة: "بن قانف" وهو"قانف" بقاف ثم نون ثم فاء. هكذا نص عليه في الإصابة في ترجمة: "ليلى بنت قانف".
(4) الأثر 1757 - انظر الأثرين السالفين. وقال الحاكم في المستدرك 2: 242: "هذا حديث صحيح عى شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
__________
(1) قد رد أهل اللغة أن يكون الإنساء بمعنى الترك، وقالوا: إنما يقال نسيت: إذا تركت، لا يقال: أنسيت، تركت. وانظر ما جاء في ذلك في اللسان (نسي) ، وسائر كتب التفسير.
(2) الحديث: 1769 - يزيد بن زريع - بضم الزاي - العيشي: ثقة حافظ حجة، روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من الكبار. مترجم في التهذيب، والكبير 4/2/335، وابن سعد 7 / 2 / 44 وابن أبي حاتم 4/2/263 - 265. وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وهذا الحديث مختصر من حديث لأنس، في قصة القراء الذين قتلوا في بئر معونة. ورواه الأئمة عن أنس، من أوجه مختلفة.
فمن ذلك: أنه رواه البخاري 7: 297 (فتح الباري) ، عن عبد الأعلى بن حماد، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وفي آخره: "قال أنس: فقرأنا فيهم قرآنا، ثم إن ذلك رفع: بلغوا عنا قومنا، أنا قد لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا".
وروى مسلم 1: 187 - 188، من رواية مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. وانظر تفصيل ذلك في تاريخ ابن كثير4: 71 - 74.




تفسير ابن أبي حاتم - محققا (1/ 200)
قوله: أو ننسها
اختلف في تفسيرها على أوجه:
[الوجه الأول]
1058 - حدثنا أبي ثنا ابن نفيل محمد بن الزبير الحراني عن الحجاج الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم- الوحي بالليل وينساه بالنهار، فأنزل الله: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها.
1059 - حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا شبابة وعبد الوهاب بن عطاء والسياق لشبابة أنبأ شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت القاسم بن ربيعة- يعني- ابن عبد الله بن ربيعة بن قانف قال: قلت لسعد بن مالك: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها. فقال سعد: إن الله لم ينزل القرآن على سعيد ولا على أبيه فقرأ سعد ما ننسخ من آية أو ننسها.
1060 - وفي حديث عبد الوهاب: أو تنساها أي أنت يا محمد ثم قرأ:
سنقرئك فلا تنسى
وفي حديث شبابة زيادة: ثم قرأ واذكر ربك إذا نسيت وروى محمد بن كعب، وقتادة، وعكرمة نحو قول سعيد.



الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام - مخرجا (ص: 12)
أخبرنا علي، قال:

15 - حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقرأ: «ما ننسخ من آية أو تنسها». قال: فقلت له: إن سعيد بن المسيب يقرأ: «أو ننسها» أو {ننسها} [البقرة: 106] " - شك أبو عبيد - فقال: إن القرآن لم ينزل على آل المسيب، وقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه: {سنقرئك فلا تنسى}، {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24]



المصاحف لابن أبي داود (ص: 236)
حدثنا عبد الله حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، وزياد بن أيوب أبو هاشم قالا: حدثنا هشيم قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقرأ: " {ما ننسخ من آية أو ننسها} [البقرة: 106] قال زياد: (أو ننساها) ، فقلت: إن سعيد بن المسيب يقرأ {أو ننسها} [البقرة: 106] قال: إن القرآن لم ينزل على المسيب، ولا على آل المسيب قال الله: {سنقرئك فلا تنسى} و {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24] " قال الأذرمي: عن يعلى


المصاحف لابن أبي داود (ص: 237)
حدثنا عبد الله حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد، حدثنا شعبة، وحدثنا محمد بن الربيع، حدثنا يزيد قال: أخبرنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة بن عبد الله بن فائق قال: قلت لسعد بن مالك: إن سعيد بن المسيب يقرأ: {ما ننسخ من آية أو ننسها} [البقرة: 106] ، فقال سعد: " إن الله لم ينزل القرآن على المسيب، ولا على ابنه، ثم قرأ: (ما ننسخ من آية أو ننسأها) ، ثم قرأ {سنقرئك فلا تنسى} ، {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24] " هذا لفظ ابن الربيع، وأما بندار قبحه ولم يقمه


المصاحف لابن أبي داود (ص: 237)
حدثنا عبد الله حدثنا الحسن بن أحمد، حدثنا مسكين، عن هارون، عن شعبة بن الحجاج، عن يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة قال: قرأ سعيد بن المسيب: {ما ننسخ من آية أو ننسها} [البقرة: 106] ، فقال سعد بن أبي وقاص: «ما أنزل القرآن على المسيب، ولا على ابنه، إنما هي (ما ننسخ من آية أو ننساها يا محمد) ، وتصديق ذلك {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله} » حدثنا عبد الله حدثنا الحسن قال: قال مسكين: وقد سمعته من شعبة


المصاحف لابن أبي داود (ص: 238)
حدثنا عبد الله حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يحيى، حدثنا ابن إدريس، عن شعبة قال: " قرأها سعد بن مالك (ما ننسخ من آية أو ننسأها) وهمز، قال ابن إدريس: فقلت لشعبة: إني سألت الأعمش عنها، فقال: (ما ننسك من آية أو ننسخها) قال: ففكر فيها شعبة فأعجبته يقول: من النسيان



التفسير من سنن سعيد بن منصور - مخرجا (2/ 597)
208 - حدثنا سعيد قال: نا هشيم، قال: نا يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقرأ: ما ننسخ من آية أو ننساها، فقلت له: إن سعيد بن المسيب يقرأ: ما ننسخ من آية أو ننسيها، فقال: " إن القرآن لم ينزل على المسيب، ولا على آل المسيب، قال الله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} ، {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24] "


السنن الكبرى للنسائي (10/ 14)
10929 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النضر، أخبرنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة، قال: قلت لسعد بن مالك: " إن سعيد بن المسيب يقرأ ما ننسخ من آية أو تنسها قال: إن القرآن لم يقرأه الله على المسيب ولا على ابنه، وإنه إنما: ننسخ من آية أو ننساها يا محمد قال: {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24]



المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 264)
2952 - أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه، بالري، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، ثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، قال: سمعته يقول: سمعت القاسم بن ربيعة، يقول: سمعت سعدا، " يقرأ: «ما ننسخ من آية أو ننساها» ، قال: فقلت: إن سعيدا يقرؤها: {أو ننسها} [البقرة: 106] قال: فقال: " إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على ابنه. قال: وحفظي أنه قرأ: {سنقرئك فلا تنسى} {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24] «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
2952 - على شرط البخاري ومسلم



المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 567)
3924 - وحدثناه أبو الوليد، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا هشيم، أنبأ يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة، قال: كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال: " {سنقرئك فلا تنسى} قال: «يتذكر القرآن مخافة أن ينسى» قال: وسمعت سعدا يقرأ: {ما ننسخ من آية أو ننسها} [البقرة: 106] قلت: فإن سعيد بن المسيب يقرأ: أو ننساها فقال سعد: " إن القرآن لم ينزل على المسيب، ولا على آل المسيب قال الله عز وجل: {سنقرئك فلا تنسى} وقال: {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24] «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
3924 - على شرط البخاري ومسلم






تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 377)
خطبنا عمر، رضي الله عنه، فقال: يقول الله عز وجل: {ما ننسخ من آية أو ننسها} أي: نؤخرها.
وأما على قراءة: {أو ننسها} فقال عبد الرزاق، عن قتادة في قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها} قال: كان الله تعالى ينسي نبيه ما يشاء وينسخ ما يشاء.
وقال ابن جرير: حدثنا سواد (1) بن عبد الله، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عوف، عن الحسن أنه قال في قوله: {أو ننسها} (2) قال: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ثم نسيه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن نفيل، حدثنا محمد بن الزبير الحراني، عن الحجاج -يعني الجزري (3) -عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار، فأنزل الله، عز وجل: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}
قال أبو حاتم: قال لي أبو جعفر بن نفيل: ليس هو الحجاج بن أرطاة، هو شيخ لنا جزري.
وقال عبيد بن عمير: {أو ننسها} نرفعها من عندكم.
وقال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقرأ: " ما ننسخ من آية أو تنسها" قال: قلت له: فإن سعيد بن المسيب يقرأ: "أو تنسأها". قال: فقال (4) سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب، قال الله، جل ثناؤه: {سنقرئك فلا تنسى} [الأعلى: 6] {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24] . (5) .
وكذا رواه عبد الرزاق، عن هشيم (6) وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث أبي حاتم الرازي، عن آدم، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، به. وقال: على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
قال ابن أبي حاتم: وروي عن محمد بن كعب، وقتادة وعكرمة، نحو قول سعيد.
وقال الإمام أحمد: أخبرنا يحيى، حدثنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر: علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع بعض ما يقول أبي، وأبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فلن أدعه لشيء. والله يقول: {ما ننسخ من آية أو ننسئها نأت بخير منها أو مثلها} .
قال البخاري: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي، وذلك أن



الحجة للقراء السبعة (2/ 194)
ويدلك على أن ننسها من النسيان الذي هو خلاف الذكر من قولك: نسيت الشيء وأنسانيه غيري، قراءة من قرأ: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها «1». وقراءة من قرأ: أو ننسكها.
فأمّا قوله: تنسها فقراءة سعد بن أبي وقاص. روى هشيم «2» قال: أخبرني يعلى بن عطاء «3» عن القاسم بن ربيعة بن قائف الثقفي قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقرؤها: ما ننسخ من آية أو تنسها. قال: فقلت له: إنّ سعيد بن المسيب يقرأ: أو تنسها أو: ننساها «4» قال «5»: إنّ القرآن لم ينزل على آل «6» المسيّب، قال الله لنبيه: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى [الأعلى/ 6] وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ [الكهف/ 24]. وقرأ أيضاً تنسها أوّلها تاء مفتوحة من النسيان: سعد بن مالك، حكاها أبو حاتم «7».
__________
(1) في (ط): ننسها، كما أثبتنا وفي (م): تنسها.
(2) هو هشيم بن بشير أبو معاوية السّلمي، الواسطي الحافظ- انظر التاريخ الصغير للبخاري 2/ 230 - 231 - 233.
(3) هو يعلى بن عطاء العامري الطائفي أتى واسط وأقام بها في آخر سلطنة بني أمية وسمع منه شعبة وهشيم وأبو عوانة وأصحابهم. الطبقات الكبرى 5/ 520.
(4) في (ط): أفننساها. وكتب في هامشها: «في أخرى: أو فننسأها موضع أفننساها».
(5) في (ط): فقال.
(6) سقطت من (ط).
(7) قال ابن جني في المحتسب قرأ سعد بن أبي وقاص والحسن ويحيى بن يعمر: «أو تنسها» بتاء مفتوحة، وقراءة سعيد بن المسيب والضحاك: «تنسها» مضمومة التاء مفتوحة السين .. (انظر المحتسب 1/ 103).



فتح الباري لابن حجر (8/ 167)
وقد أخرج بن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال خطبنا عمر فقال إن الله يقول ما ننسخ من آية أو ننسأها أي نؤخرها وهذا يرجح رواية من قرأ بفتح أوله وبالهمز وأما قراءة من قرأ بض م أوله فمن النسيان وكذلك كان سعيد بن المسيب يقرؤها فأنكر عليه سعد بن أبي وقاص أخرجه النسائي وصححه الحاكم وكانت قراءة سعد أو تنساها بفتح المثناة خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم واستدل بقوله تعالى سنقرئك فلا تنسى وروى بن أبي حاتم من طريق عكرمة عن بن عباس قال ربما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل ونسيه بالنهار فنزلت واستدل بالآية المذكورة على وقوع النسخ خلافا لمن شذ فمنعه وتعقب بأنها قضية شرطية لا تستلزم الوقوع وأجيب بأن السياق وسبب