هو اسم مكني مشار إلى غائب

فهرست مباحث علوم قرآنی
رسم المصحف
نقط المصحف


96|4|الذي علم بالقلم
2|255|الله لا إله إلا هو الح





التوحيد (للصدوق)، ص: 88
4 باب تفسير قل هو الله أحد إلى آخرها
1- حدثنا أبو محمد بن جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الإيلاقي رضي الله عنه قال حدثني أبو سعيد عبدان بن الفضل قال حدثني أبو الحسن محمد بن يعقوب بن محمد بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بمدينة خجندة قال حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن شجاع الفرغاني قال حدثني أبو الحسن محمد بن حماد العنبري بمصر قال حدثني إسماعيل بن عبد الجليل البرقي عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي الباقر ع في قول الله تبارك و تعالى قل هو الله أحد قال قل أي أظهر ما أوحينا إليك و نبأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها لك ليهتدي بها من ألقى السمع و هو شهيد و هو اسم مكني مشار إلى غائب فالهاء تنبيه على معنى ثابت و الواو إشارة إلى الغائب عن الحواس كما أن قولك هذا إشارة إلى الشاهد عند الحواس «1» و ذلك أن الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف إشارة الشاهد المدرك «2» فقالوا هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالأبصار فأشر أنت يا محمد إلى إلهك الذي تدعو إليه حتى نراه و ندركه و لا نأله فيه فأنزل الله تبارك و تعالى قل هو الله أحد فالهاء تثبيت للثابت «3» و الواو إشارة إلى الغائب عن درك الأبصار و لمس الحواس و أنه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الأبصار و مبدع الحواس.
__________________________________________________
(1). في نسخة (ج) «المشاهد» بصيغة المفعول من باب المفاعلة، و هو الأصح، و كذا فيما يأتي على الاحتمال الأول فيه.
(2). يحتمل أن يكون إشارة مضافا الى الشاهد المدرك و يكون مفعول نبهوا محذوفا و يحتمل أن يقرأ بالتنوين و يكون الشاهد المدرك مفعول نبهوا فالمدرك على الاحتمال الأول بصيغة المفعول و على الثاني بصيغة الفاعل.
(3). نظير هذا يوجد في أحاديثهم عليهم السلام كتفسير الحروف المقطعة في أوائل السور و هذا منهم لا أنه وضع لغوى.



التوحيد (للصدوق)، ص: 91
فكتب إليهم- بسم الله الرحمن الرحيم* أما بعد فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه و لا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله ص يقول من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار و إن الله سبحانه قد فسر الصمد فقال الله أحد الله الصمد ثم فسره فقال لم يلد و لم يولد. و لم يكن له كفوا أحد لم يلد لم يخرج منه شي‏ء كثيف كالولد...


التوحيد (للصدوق)، ص: 92
6- قال وهب بن وهب القرشي سمعت الصادق ع يقول قدم وفد من أهل فلسطين على الباقر ع فسألوه عن مسائل فأجابهم ثم سألوه عن الصمد فقال تفسيره فيه الصمد خمسة أحرف فالألف دليل على إنيته و هو قوله عز و جل شهد الله أنه لا إله إلا هو «1» و ذلك تنبيه و إشارة إلى الغائب عن درك الحواس و اللام دليل على إلهيته بأنه هو الله و الألف و اللام مدغمان لا يظهران على اللسان «2» و لا يقعان في السمع و يظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيته بلطفه خافية لا تدرك بالحواس و لا تقع في لسان واصف و لا أذن سامع لأن تفسير الإله هو الذي أله الخلق عن درك ماهيته و كيفيته بحس أو بوهم لا بل هو مبدع الأوهام و خالق الحواس و إنما يظهر ذلك عند الكتابة دليل على أن الله سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق و تركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه كما أن لام الصمد لا تتبين و لا تدخل في حاسة من الحواس الخمس فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي و لطف فمتى تفكر العبد في ماهية البارئ و كيفيته أله فيه و تحير و لم تحط فكرته بشي‏ء يتصور له لأنه عز و جل خالق الصور فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه عز و جل خالقهم و مركب أرواحهم في أجسادهم و أما الصاد فدليل على أنه عز و جل صادق و قوله صدق و كلامه صدق و دعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق و وعد بالصدق دار الصدق و أما الميم فدليل على ملكه و أنه الملك الحق لم يزل و لا يزال و لا يزول ملكه و أما الدال فدليل على دوام ملكه و أنه عز و جل دائم تعالى عن الكون و الزوال بل هو عز و جل يكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن ثم قال ع لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز و جل حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الإيمان و الدين و الشرائع من الصمد و كيف لي بذلك و لم يجد جدي أمير المؤمنين ع حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء و يقول على المنبر سلوني قبل أن تفقدوني-فإن بين الجوانح مني علما جما هاه هاه ألا لا أجد من يحمله ألا و إني عليكم من الله الحجة البالغة ف لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ثم قال الباقر ع الحمد لله الذي من علينا و وفقنا لعبادته الأحد الصمد «1» الذي لم يلد و لم يولد. و لم يكن له كفوا أحد و جنبنا عبادة الأوثان حمدا سرمدا و شكرا واصبا و قوله عز و جل لم يلد و لم يولد يقول لم يلد عز و جل فيكون له ولد يرثه «2» و لم يولد فيكون له والد يشركه في ربوبيته و ملكه- و لم يكن له كفوا أحد فيعاونه في سلطانه «3».