بسم الله الرحمن الرحیم

وقف المراقبة-المعانقة-التعانق-المتعانق

فهرست مباحث علوم قرآنی
اصول و فروع و فرش و اصطلاحات قرائت
اصطلاحات قرائت و تلاوت
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار العجلي الرازي أبو الفضل(370 - 454 هـ = 980 - 1062 م)
کلمات ابوالفضل الرازي در باره قراءات
ابوالفضل رازي-اگر لایحصی افراد امت، مختار قرائت داشته باشند، همه را سبعة احرف سامان میدهد





النشر في القراءات العشر (1/ 237)
(ثامنها) قد يجيزون الوقف على حرف، ويجيز آخرون الوقف على آخر ويكون بين الوقفين مراقبة على التضاد، فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف الآخر كمن أجاز الوقف على لا ريب فإنه لا يجيزه على فيه والذي يجيزه على فيه لا يجيزه على لا ريب وكالوقف على (مثلا) يراقب الوقف على (ما) من قوله (مثلا ما بعوضة) وكالوقف على (ما إذا) يراقب (مثلا) وكالوقف على ولا يأب كاتب أن يكتب فإن بينه وبين كما علمه الله مراقبة وكالوقف على وقود النار فإن بينه وبين كدأب آل فرعون، وكذا الوقف على وما يعلم تأويله إلا الله بينه وبين والراسخون في العلم مراقبة، وكالوقف على محرمة عليهم فإنه يراقب أربعين سنة، وكذا الوقف على من النادمين يراقب من أجل ذلك وأول من نبه على المراقبة في الوقف الإمام الأستاذ أبو الفضل الرازي أخذه من المراقبة في العروض.






شرح طيبة النشر للنويري (1/ 271)
المؤلف: محمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم، محب الدين النُّوَيْري (المتوفى: 857هـ)
الخامس: قد يجيز بعض الوقف على حرف (1) وبعض الوقف على آخر، ويكون بين الوقفين مراقبة على التضاد، فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، كمن أجاز الوقف على لا رَيْبَ [البقرة: 2] فإنه لا يجيزه على فِيهِ [2]، وكذا العكس، وكذا (2) الوقف على مَثَلًا [26] مع ما [26] وعلى أَنْ يَكْتُبَ [282] مع عَلَّمَهُ اللَّهُ [282] وك وَقُودُ النَّارِ [آل عمران: 10] مع كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ [11]، وكذا وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران: 7] مع فِي الْعِلْمِ [7]، وكذا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ [المائدة: 26]، مع سَنَةً [المائدة: 26]، وكذا النَّادِمِينَ [32] مع مِنْ أَجْلِ ذلِكَ [31] وأول من نبه على المراقبة الإمام أبو الفضل الرازى، أخذه من المراقبة فى العروض.



الإتقان في علوم القرآن (1/ 296)
الرابع: قد يجيزون الوقف على حرف ويجيز آخرون الوقف على آخر ويكون بين الوقفين مراقبة على التضاد فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر كمن أجاز الوقف على: {لا ريب} فإنه لا يجيزه على: {فيه} والذي يجيزه على: {فيه} لا يجيزه على: {لا ريب} .
وكالوقف على: {ولا يأب كاتب أن يكتب} فإن بينه وبين: {كما علمه الله} مراقبة والوقف على: {وما يعلم تأويله إلا الله} فإن بينه وبين: {والراسخون في العلم} مراقبة.
قال ابن الجزري وأول من نبه على المراقبة في الوقف أبو الفضل الرازي أخذه من المراقبة في العروض.





الميزان في أحكام تجويد القرآن (ص: 215)
المؤلف: فريال زكريا العبد
وقف المراقبة
ويسمى أيضا وقف «المعانقة» أو «التعانق» وعلامته بالمصحف «» بحيث تكون كل ثلاث نقاط أعلى يسار الكلمة المراد الوقف عليها أو عدم الوقف عليها ويكون ذلك إذا تعانق وقفان في موضعين متقاربين أو متتاليين في آية واحدة فلا يصح للقارئ أن يقف على كل منهما، ولكن إذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر لئلا يختل المعنى كمن أجاز الوقف في أوائل سورة البقرة على قوله تعالى «لا ريب» فإنه لا يجيز الوقف على قوله «فيه» والذي يجيز الوقف على «فيه» لا يجيزه على «لا ريب» لما يسببه اجتماع الوقفين من خلل في المعنى. وفي سورة البقرة أربعة مواضع لوقف المعانقة. وهو في عموم القرآن كله «خمسة وثلاثون» موضعا فمن أرادها مفصلة فعلية بكتب الوقف والابتداء كالأشموني والسجاوندي وأول من نبه على وقف المراقبة الإمام أبو الفضل الرازي.




لقاءات ملتقى أهل الحديث بالعلماء (13/ 16، بترقيم الشاملة آليا)
- وأما وقف التعانق أو المعانقة المرموز له بالنقاط الثلاث، فقد كان يسمى عند المتقدمين وقف المراقبة، وأول من نبه عليه أبو الفضل الرازي (ت: 454) (1).
وعرَّفه أبو العلاء الهمذاني (ت: 569)، فقال: «المراقبة بين الوقفين: أن لا يثبتا معًا، ولا يسقطا معًا، بل يُوقف على أحدهما» (2).
وقد أشار إلى هذا الوقف السجاوندي (ت: 560) في قوله تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ - مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ... }] المائدة: 31 ـ 32 [.
_________
(1) النشر، لابن الجزري (1: 238).
(2) الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي (رسالة علمية لم تطبع) (ص: 55).



لقاءات ملتقى أهل الحديث بالعلماء (13/ 17، بترقيم الشاملة آليا)
قال: « ... {النادمين} ج. {من أجل ذلك} ج، كذلك؛ أي هما جائزان على سبيل البدل، لا على سبيل الاجتماع؛ لأن تعلُّق {من أجل} يصلح بقوله: {فأصبح}، ويصلح بقوله: {كتبنا}، وعلى {أجل ذلك} أجوز؛ لأن ندمه ـ من أجل أنه لم يوارِ ـ أظهر».
وهذه الوقوف لا ينبغي التهييج عليها لانتشارها بين المسلمين في مصاحفهم، وليس فيها ما يوجب الخطأ المحض، إذ هي اجتهادات اجتهد فيها علماء أفذاذ، واتباعها أولى من تركها.
كما أنَّ من كان له اجتهاد وخالفهم في أماكن الوقف أو في مصطلحاته فإنه لا يشنَّع عليه أيضًا.
لكن لا تُجعل اجتهادات الآخرين في الوقوف سبيلاً إلى التشنيع على وقوف المصحف، ولو ظهرت صحتها؛ لأنَّ في ذلك استطالة على جلالة المصحف، وجعل العمل فيه عرضة للتغير، وذلك ما لا ينبغي.
لكن لو عمل الإنسان لنفسه وقوفًا خاصة به لرأي رآه، واجتهاد اجتهده، فإنه لا يثرَّب عليه أيضًا؛ لأن أصل المسألة كله مبناه الاجتهاد.




كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (2/ 1506)
المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)
المراقبة:
[في الانكليزية] Surveillance ،control ،observation
[ في الفرنسية] Surveillance ،controle ،observation
هي عند أهل السلوك محافظة القلب عن الرّديّة. وقيل المراقبة أن تعلم أنّ الله تعالى على كلّ شيء قدير. وقيل حقيقة المراقبة أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك كما جاء في الحديث في باب الصلاة. وقال بعض أهل الإشارات: المراقبة على ضربين: مراقبة العام ومراقبة الخاص. فمراقبة العام من الله تعالى خوف ومراقبة الخاص من الله رجاء. سئل ابن عطاء ما أفضل الطاعات؟ قال مراقبة الحقّ على دوام الأوقات. وقيل علامة المراقبة إيثار ما آثره الله وتعظيم ما عظّمه وتصغير ما صغّره الله كذا في خلاصة السلوك. وفي أسرار الفاتحة المراقبة عبارة عن مراعاة السّرّ بملاحظة الحقّ. وقال الخواص هي خلوص السّر والعلانية لله تعالى.
وقال بعضهم هي خروج النّفس عن حولها وقوتها متعرّضا لنفحات لطفه ورضاه معترضا عمّا سواه مستغرقا في بحر هواه مشتاقا إلى لقاه، وبدايتها صيانة الأعضاء والجوارح من المخالفات ونهايتها هي مراقبة الرقيب الحقيقي بالمشاهدات. وقال الواسطي أفضل الطاعات حفظ الأوقات وهو أن لا يطالع العبد غير حدّه ولا يراقب غير ربّه ولا يقارن غير وقته. ومراقبة الخواطر عندهم قد سبقت في المقدمة في بيان علم السلوك. والمراقبة عند أهل العروض هي كون الحرفين بحيث لا يجوز ثبوتهما معا ولا سقوطهما معا، بل يجب أن تسقط إحداهما وتثبت الأخرى، وذلك تقع بين ساكني سببين حفيفين هما بين وتدين، أولهما مقرون وثانيهما مفروق هكذا في عنوان الشرف وبعض الرسائل [في] «1» العروض العربي. وفي جامع الصنائع:
المراقبة اجتماع سببين من شأنهما أن يسقط أحدهما البتة. وعند القرّاء كون الكلمتين بحيث يوقف على أحدهما فحسب. قال صاحب الإتقان: قد يجيزون الوقف على حرف وعلى غيره ويكون بين الوقفين مراقبة على التضاد، فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، كمن أجاز الوقف على لا ريب، فإنّه لا يجيزه على فيه، والذي يجيزه على فيه لا يجيزه على لا ريب؛ وكالوقف على وما يعلم تأويله إلّا الله، بينه وبين الراسخون في العلم مراقبة.
قال ابن الجزري: وأوّل من نبّه على المراقبة في الوقف أبو الفضل الرازي «2» أخذه من المراقبة في العروض انتهى. والبعض يسمّيها معانقة أيضا.




أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
سؤال موجه إلى فضيلة الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار

ـ[ garti] •---------------------------------•[22 Nov 2005, 07:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أثني على جهودك المتميزة في خدمة الدراسات القرءانية، وأرجو أن تفيدني في ضبط وإحصاء مواضع الوقف المتعانق في القرءان الكريم، فقد اطلعت في أحد المواقع على موضوع أطروحة علمية حول الوقف القرءاني أنجزتها للحصول على درجة الدكتوراه، ولك مني الشيخ الفاضل اسمى عبارات التقدير والاحترام.

ـ[مساعد الطيار]•---------------------------------•[25 Nov 2005, 10:09 م]ـ
أخي الكريم
أشكر لكم حسن ظنكم بي، وأسأل الله لي ولكم العون والتسديد.
أخي الكريم
الوقف المتعانق إنما هو في مصاحف المشارقة، وهي على قسمين:
الأول: من تبع وقوف السجاوندي بحذافيرها، وزاد عليها زيادات مستخرجة من كلامه على الوقوف.
الثاني: من جعلها أصلاً له، لكنه زاد عليها ونقص من جهة المواضع أو من جهة رموز الوقف.
وهذه المصاحف فيها خلاف في مواطن الوقف المتعانق، فمصحف المدينة النبوية لا يوجد فيه سوى ستة مواضع، والمصحف المصري يزيد عليه، وكذا المصحف الباكستاني الذي اعتمد وقوف السجاوندي بحذافيرها، وزاد عليها قليلاً.
وليس عندي جمع لها إلا في مصحف المدينة النبوية الذي كان جزءًا من دراستي لوقوف هذا المصحف، وهذه مواطنها:
البقرة، آية 2.
البقرة، آية 195.
المائدة، آية 26.
المائدة، آية: 41.
الأعراف، آية 172.
إبراهيم، آية 9.
ولعل كتاب (كنوز ألطاف البرهان في معرفة رموز أوقاف القرآن، لمحمد الصادق الهندي، يعود إليَّ بعد إعارته، فأذكر لك ما قيده من وقوف التعانق، وهي كثيرة.

ـ[ garti] •---------------------------------•[29 Nov 2005, 06:19 م]ـ
الشيخ الفاضل الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك كثيرا على عنايتك بسؤالي، وكانت رغبتي الاستفادة من تخصصكم في هذا الفن بمعرفة الفروق بين اختلاف المصاحف في الاعتداد بهذا النوع من الوقوف، لأني أشتغل على بحث صغير عبارة عن مقارنة بين الوقف في مصحف المدينة والوقف في المصاحف المغربية الوقف المتعانق نموذجا، وسأمدكم بنسخة منه حين الانتهاء من غنجازه أن شاء الله تعالى.

ـ[مساعد الطيار]•---------------------------------•[29 Nov 2005, 09:19 م]ـ
اخي الكريم
أمدكم الله بعون من عنده.
الذي أعلمه أن مصاحف أهل المغرب تعتمد وقوف الهبطي، وله رمز واحد فقط، وهو يكتب هكذا (ص) أو هكذا (صه)، وليس عندهم وقف التعانق.
ووقوف التعانق من قسم الوقف الجائز، لكنه يتميز عنه بالمراقبة في الوقف، بحيث يكون في جملة التعانق احتمال أكثر من معنى، ولا يظهر المعنى إلا بالوقف على الموضع الأول مرة، وعلى الموضع الثاني مرة.
والذي يظهر لي أن وقوف الهبطي لا تحتمل غير الوقف الجائز فقط؛ لأن المراد من وقوفه بيان المواطن التي يصلح عليها الوقف فحسب، وليس عنده نوع آخر من الوقوف، وقد بدا لي أن المغاربة تبعوا شيخهم في القراءة نافع، حيث لم يكن عنده إلا وقف واحد، وهو التمام، وليس التمام عنده قبيل الكافي والحسن، بل مراده ما يصلح الوقف عليه فحسب، وهذا ظاهر باستقراء وقوفاته من خلال كتاب النحاس (القطع والائتناف)، وههنا بحث موازنة، وهو تتبع وقوف نافع والهبطي لمعرفة الموافقة والمخالفة بين وقوف المغاربة ووقف نافع.
وإن كانت بقية مواضع وقوف التعانق في المصاحف الأخرى تعنيك، فلعلي أرسلها لك إن شاء الله تعالى.
أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد.

ـ[خالد الشبل]•---------------------------------•[30 Nov 2005, 09:59 ص]ـ
الشيخ الموقر أبا عبد الملك:

يبدو أن كتب المتقدمين في الوقف، أو مَن يشير إليه في مصنفه - حسب المتيسر عندي - لا تذكر لفظة (التعانق) وكأني فهمت من كلام ابن الجزري في النشر1/ 331 أنهم يعبِّرون عنه بالمراقبة على التضاد، وقد أشار هو إلى أن اول من نبّه على المراقبة الإمام الأستاذ أبو الفضل الرازي. قال: أخذه من المراقبة في العَروض.
والمراقبة في العروض أشار إليها المتقدمون، فنقل أبو منصورالأزهري (ت 370 هـ) في التهذيب 9/ 130 عن الليث: أن " المراقبة في أجزاء الشعر عند التجزئة بين حرفين، هو أن يسقط أحدُهما ويثبت الآخر، ولا يسقطان جميعًا ولا يثبتان جميعًا، وهو في (مفاعيلن) التي للمضارع لا يجوز أن يتم، وإنما هو مفاعيلُ أو مَفاعِلُنْ".
وقال الضياء الخزرجي في مقصورته الرامزة:
ومَنْعُكَ للضدّينِ مَبْدَأ شطرِ لم ** بأربعِها كلٌّ مراقبةً دعاقال البدر الدماميني في العيون الغامزة 93:
"المراقبة: هي ألا يزاحف السببان المجتمعان ولا يسلمان من الزحاف، بل لابد من مزاحفة أحدهما وسلامة الآخر، وهو مراد الناظم، وذلك أن الضدين هما مزاحفة السببين جميعًا، وسلامتهما جميعًا، فإذا امتنعا لزم مزاحفة أحدهما وسلامة الآخر".
وفي تفعيلة المقتضب (مَفْعُوْلات) يدخها إما الخَبْنُ (حذف الثاني الساكن) وإما الطَّيُّ (حذف الرابع الساكن) فيكون في الخبن: مَعُولات، وتُحوّل إلى: فَعُولات. وفي الطي: مَفْعُلات، فتحوّل إلى: فاعلات.

فمن أول من سمى مثل هذا الوقف المتعانق أو التعانق؟ وهل ذكره المتقدمون بهذا اللفظ؟

وفقكم الله، ونفع بكم.

(يُتْبَعُ)

أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
ـ[مساعد الطيار]•---------------------------------•[30 Nov 2005, 01:20 م]ـ
أخي الكريم المفيد خالد
لقد قرأت ما كتبته، فنبهتني إلى أمر قد يُوهم، وهو قولهم (مراقبة التضاد)، وليس معناه أن المعنيين الناشئين عن الوقف متضادان، وإنما معناه امتناع الوقف على أحدهما إذا وُقف على الآخر؛ لأنه يكون فيه قطع لجملة من الآية فلا تكون متعلقة بما قبلها أو ما بعدها مع شدة تعلقها بأحدهما، وهذه صورتها:
(ذلك الكتاب لا ريب) وقفه.
(فيه) وقفه.
(هدى للمتقين) وقفه.
وبهذا تكون جملة التعانق أو لفظته منقطعة عما قبلها وما بعدها، وهي لا يمكن أن تكون كذلك.
والصورة الصحيحة كما تعلم:
(ذلك الكتاب لا ريب فيه) (هدى للمتقين)، أو (ذلك الكتاب لا ريب) (فيه هدى للمتقين).
أما أول من سماه وقف المعانقة، فلا أدري الآن، ولعلي أبحث عن ذلك، فكتبي في الوقف معارة، وليس عندي منها ما يشفي ويكفي، ولعلها تعود سريعًا، فأدلك إن كان فيها شيء، والله الموفق.



أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
وقوف المصاحف (من إجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)

ـ[عبدالرحمن الشهري]•---------------------------------•[19 Jun 2003, 01:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

قال السائل: ما رأيكم بالعلامات الموجودة في المصاحف الآن ,وهل يجب أن يلتزم بها القارئ للقرآن؟
الجواب:
إن الأصل في وقوف القرآن أنَّها مبنية على الاجتهاد، وليس هناك وقف يحرم أو يجب إلا بسببٍ.
ومبنى الوقوف على المعنى، لذا يعاب على من لم يحرر المعاني في الوقوف، لكنه لا يصل بعمله هذه إلى الحرمة.
والحرمة والوجوب تحتاج إلى دليل شرعي؛ إذ أنها تدل على فعل شيء يخالف الشريعة، وليس ذلك في الوقوف القبيحة التي حكم العلماء عليها بالقبح.
وتعمد الوقف على ما لا يحسن الوقف عليه فعل قبيح بلا إشكال، لكنه لا يصل إلى حدِّ الحرمة إلا إذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح، وإذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح فإنه آثم سواءً أكان في حال قراءة أم كان في غيرها.
فمن وقف على قوله: (يد الله مغلولة)، وهو يعتقد هذا المعنى ويريده، فهو آثم باعتقاده قبل وقفه، والله أعلم.
أما التزام القارئ بها من أجل تحسين الأداء وتبيين المعاني، فإنها إنما جُعلت لهذا الغرض، وإذا كان هذا هو الغرض منها فالتزامها أولى من تركها، مع مراعاة أن تركها ليس فيه إثمٌ.
وهذه العلامات الموجودة في المصاحف مأخوذة من وقوف السِّجاوندي (ت: 560) من كتابه الكبير (علل الوقوف)، ووقوفه هي: الوقف اللازم، وعلامته (م)، والوقف المطلق، وعلامته (ط)، والوقف الجائز، وعلامته (ج)، والوقف المجوز لوجه، وعلامته (ز)، والمرخص ضرورةً، وعلامته (ص)، وما لا يوقف عليه، وعلامته (لا).
وقد بقيت هذه الوقوف إلى هذا العصر، وهي المعمول بها في مصاحف الأتراك والقارة الهندية.
أما المصحف المصري وما انبثق عنه كمصحف المدينة النبوية المطبوع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فإنه استفاد من وقوف السجاوندي وإن كان خالفه في بعض مواطن الوقف أو في الزيادة عليه في المصطلحات التي هي في الحقيقة نابعة منه، ووقوف هذه المصاحف هي: الوقف اللازم، وعلامته (م)، والوقف الجائز، وعلامته (ج)، والوقف الأولى، وعلامته (قلى)، والوصل الأولى، وعلامته (صلى)، ووقف المعانقة، وعلامته ( .. .. ) ثلاث نقاط على جملة المعانقة أو كلمتها، والوقف الممنوع، وعلامته (لا).
ولعلك تلاحظ أنه لا يوجد فيها الوقف المطلق والوقف المرخص ضرورة والوقف المجوز لوجه التي هي من وقوف السجاوندي. كما تجد في المصحف المصري ومن تبعه وقف المعانقة والوقف الأولى والوصل الأولى، وهذه لم ينص عليها السجاوندي، لكن بالنظر إلى أنواع الوقف الجائز عنده وباستقراء علله تجد أنها موجودة عنده، وإن لم ينصَّ عليها.
وباستقراء تطبيقات الوقف الجائز عند السجاوندي (ت: 560) ظهر أنه على مراتب ثلاثٍ:
1 ـ ما يستوي فيه موجب الوقف وموجب الوصل، وهو الذي اصطلح عليه بأنه (الجائزُ).
2 ـ ما يكون الوصل فيه أولى من الوقف، وهو الذي اصطلح عليه بأنه (المجوز لوجه).
والوقف المجوز لوجه عنده: ما تكون علة الوصل فيه أقوى من علة الوقف، لكن يجوز الوقف لأجل هذه العلة المرجوحة.
3 ـ ما يكون الوقف فيه أَولى من الوصل، وهذا القسم لم يذكر له مصطلحاً كالسابقين، غير أنه ظهر عنده في تطبيقاته، حيث ينصُّ في بعض مواطن الوقوف على جواز الوصل والوقف، ويرجح الوقف على الوصل.
ومن أمثلة ذلك الوقف على لفظ (أزواجًا) الثاني من قوله تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجا يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) حيث حكم عليه بالجواز، وقال في عِلَّةِ ذلك الوقف الجائز: (لأن الضمير: (فيه) قد يعود إلى الأزواج الذي هو مدلول قوله: (أزواجًا)، والأصح أنه ضمير الرَّحِم، وإن لم يسبق ذكره، فكان الوقف أوجه).

* وأما وقف التعانق أو المعانقة المرموز له بالنقاط الثلاث، فقد كان يسمى عند المتقدمين وقف المراقبة، وأول من نبه عليه أبو الفضل الرازي (ت: 454). [النشر لابن الجزري 1/ 238].
وعرَّفه أبو العلاء الهمذاني (ت: 569)، فقال: (المراقبة بين الوقفين: أن لا يثبتا معًا، ولا يسقطا معًا، بل يُوقف على أحدهما). [الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي (رسالة علمية لم تطبع) (ص: 55)].
وقد أشار إلى هذا الوقف السجاوندي (ت: 560) في قوله تعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ * مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ... ) [المائدة: 31 ـ 32].
قال: ( ... (النادمين) ج. (من أجل ذلك) ج، كذلك؛ أي هما جائزان على سبيل البدل، لا على سبيل الاجتماع؛ لأن تعلُّق (من أجل) يصلح بقوله: (فأصبح)، ويصلح بقوله: (كتبنا)، وعلى (أجل ذلك) أجوز؛ لأن ندمه ـ من أجل أنه لم يوارِ ـ أظهر).
وهذه الوقوف لا ينبغي التهييج عليها لانتشارها بين المسلمين في مصاحفهم، وليس فيها ما يوجب الخطأ المحض، إذ هي اجتهادات اجتهد فيها علماء أفذاذ، واتباعها أولى من تركها.
كما أنَّ من كان له اجتهاد وخالفهم في أماكن الوقف أو في مصطلحاته فإنه لا يشنَّع عليه أيضًا.
لكن لا تُجعل اجتهادات الآخرين في الوقوف سبيلاً إلى التشنيع على وقوف المصحف، ولو ظهرت صحتها؛ لأنَّ في ذلك استطالة على جلالة المصحف، وجعل العمل فيه عرضة للتغير، وذلك ما لا ينبغي.
لكن لو عمل الإنسان لنفسه وقوفًا خاصة به لرأي رآه، واجتهاد اجتهده، فإنه لا يثرَّب عليه أيضًا؛ لأن أصل المسألة كله مبناه الاجتهاد.

(يُتْبَعُ)



أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
ويبدو أنه قد سقط منها أيضاً ظهر الورقة الأخيرة؛ حيث إن الكتاب به نظام التعقيبة، وقد وضع في أسفل وجه الورقة كلمة (عنهم)؛ دلالة على أول كلمة من ظهر الورقة.
وعن هذه النسخة مصورة ميكرو فيلمية في:
مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، تحت رقم: (885). فهرس علوم القرآن 2/ 33.
وأخرى في جامعة الكويت مكتبة جابر الأحمد الصباح المركزية، تحت رقم: (1343).
منهج مؤلفه فيه:
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة مختصرة، تحدث فيها عن (ما لا يجوز الوقف عليه)، ثم شرع في فرش حروف القرآن الكريم سورة سورة؛ من الفاتحة وحتى آخر سورة الناس، مقتصراً على ذكر الكلمة القرآنية موضع الوقف، متبعاً ذلك بعلامة رسمها الناسخ على شكل دائرة في وسطها نقطة سوداء، ولعلها كانت علامة الوقف ورمزه، أو أن المؤلف اقتصر على ذكر موضع الوقف فقط، دون أن ينص على نوعه من التمام والكفاية والحسن، وإن كان قد خالف ذلك في كثير من الأحيان بالتصريح بنوع الوقف.
ـــ أنواع الوقوف عنده ثلاثة، وهي: التمام، والكفاية، والحسن. كما يذكر وقف البيان، والمراقبة.

وكأني بمصنف هذا الكتاب قد صنف كتابه هذا لما رأى بعض معاصريه، ولعلهم من تلاميذ أبي الفضل الرازي، أو تلاميذهم معجباً بكتابه " جامع الوقوف "، فأراد من خلال تصنيفه لهذا الكتاب أن يستدرك عليه، ويظهر للمعجب به وبكتابه أنه لم يكن ذاك الرجل؛ حيث نجد هذه العبارات تتردد في كتابه:
((ولم يوضح لك الرازي هذا الإيضاح)) كتاب الوقف والابتداء ل 6 ب.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي ما ذكرناه من الأوقف الخمسة)) السابق ل 8 أ.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي إلا الأخيرة)) السابق ل 35 ب.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي هذه العلة)) السابق ل 40 أ.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي فيه شيئاً)) السابق ل 102 أ - ب.
وقوله: ((ولم يذكر لك الرازي هذا، إنما ذكر قبح الوقف)) السابق ل 117 ب.
وقوله: ((ولا يلتفت إلى تطويل الرزي .... ولولا التطويل لأريناك مقعد الضُّرَباء من العَيُّوق)) السابق ل 156 أ.
وقوله: ((لم يذكره الرازي، وظن أن ... )) السابق ل 157 أ.
وقوله: ((ولا التفات إلى تعسف الرازي؛ من إجازته ... )) السابق ل 164 ب.
وقوله: ((وحكاه الرازي، ولم يتكلم فيه)) السابق ل 176 ب.
وقوله: ((وهذا التطويل الذي تراه عن [لعلها: عند] (صاحب التصنيف) في قوله: ? إِرَمَ ? إنما هو ليبين أن ? إِرَمَ ? لقب، لزيد بعلة [كذا، ولعلها: وليس بلدة]، ولولا أني أتجنب التطويل لأريتك غفلة هذا الرجل عن " كتاب أبي إسحاق " كيف.
وقد أعلمتك سهوه في قوله: ? مَن كَفَرَ بِاللهِ ? [النحل/ 106]، وقوله: ? وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدِيهِ ? [الأحقاف/ 17]، وقوله تعالى: ? مَن خَشِي الرَّحْمَنَ ? [ق/ 33]، وقوله تعالى: ? لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ? [الممتحنة/ 1]، وقوله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً ? [الطلاق/ 10]، ? وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ? [الجن/ 3]، ودونك قصيراً عن التطويل، لا طائل تحته)) السابق ل 214 أ - ب.

ـ[الجكني]•---------------------------------•[11 Feb 2010, 06:24 م]ـ
أهمية هذا الكتاب:
تتمثل أهمية هذا الكتاب في الأمور التالية:
ـــ هو عاشر كتاب يتناول وقوف القرآن سورة سورة يصل إلينا، بعد كتب: ابن سعدان، وابن الأنباري، وابن أوس، والنحاس، والخزاعي، والداني، والعماني، وأبي الحسن الغزال، ومؤلف " منازل القرآن في الوقوف ".
ـــ احتفظ لنا بالكثير من نصوص كتاب " جامع الوقوف " لأبي الفضل الرازي، بعد فقدان أصوله؛ حيث لم يصل إلينا بعد، وهو بذلك يعطينا مع " كتاب منازل القرآن في الوقوف " صورة شبه متكاملة عن كتاب أبي الفضل الرازي.
ـــ الكتاب هو أهم المصادر التي وصلت إلينا في مواضع وقف المراقبة في القرآن الكريم، الذي كان أول من نبه عليه هو أبو الفضل الرازي؛ حيث نص على وقف المراقبة في نحو مائتي موضع.

(يُتْبَعُ)




أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
بحث حول (وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم للدكتور عبدالعزيز الحربي

ـ[عبدالرحمن الشهري]•---------------------------------•[21 Apr 2006, 03:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن مكتبة ودار ابن حزم بالرياض، بحث قيم للدكتور الكريم عبدالعزيز بن علي الحربي الأستاذ المشاركة بجامعة أم القرى بعنوان: (وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم). وأظنه في الأصل بحث منشور في إحدى الدوريات العلمية المحكمة. ويقع الكتاب في 74 صفحة من القطع الصغير.

http://www.tafsir.net/images/taanog.jpg

وقد اشتمل البحث على مقدمة، وفصلين وخاتمة.
الفصل الأول: في الوقف والابتداء وعناية العلماء به. وتحته أربعة مباحث:
المبحث الأول: تعريف الوقف والابتداء.
المبحث الثاني: مكانة الوقف وعناية العلماء به.
المبحث الثالث: أقسام الوقف والفرق بينه وبين القطع والسكت.
المبحث الرابع: وقف التعانق.
الفصل الثاني: المواضع التي يثبت لها وقف المعانقة في القرآن الكريم.
وقد أورد عشرين موضعاً لهذا النوع من أنواع الوقف، يبين في كل آية موضع التعانق، والاختيار والترجيح الذي يراه.
ثم ختم الباحث بتنبيهين قال فيهما:

الأول: جميع ما ورد في هذا الباب من وقف التجاذب يسوغ ترك الوقف عليه في الموضعين، ومنها ما يستحسن الوصل فيه ويُرجَّح على الوقف على أي منهما كما بين ذلك في موضعه.
الثاني: هناك مواضع لم يترجح لدي إدراجها ضمن موضوع التعانق لبعد التعانق فيه، أو ضعفه، أو لأنه لا يصح إلا مع قراءة أخرى. ومن ذلك:

قوله تعالى: {واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا} [البقرة/286].
فإن لفظ: {أنت} يحتمل احتمالاً بعيداً، أن يكون تابعاً لما قبله، بأن يكون توكيداً للضمير المحذوف وجوباً تقديره: أنت. وحينئذٍ يجوز الوقف عليه .. ولكن الظاهر الجاري عليه سنن الكلام: أنه مبتدأ ... الخ).

شكر الله للدكتور عبدالعزيز الحربي هذا البحث الجيد، ونفعنا وإياه بعلم كتابه.

ـ[يسرى خلف]•---------------------------------•[21 Apr 2006, 04:02 م]ـ
نسأل الله أن ينفع به وأن يطرح له القبول ... وجزى الله الدكتور خيرا
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل لحرصكم على إفادتنا بكل ما هو جديد ونافع وأسأل الله لكم التوفيق والسداد على جهودكم المبذولة

ـ[عرفات محمد]•---------------------------------•[21 Apr 2006, 07:49 م]ـ
من طرائف وقف المعانقة أن الإشارة إليه في المصحف بثلاث نقاط لأن كلمة (عانق) فيها ثلاث نقاط، فما ادرى هل أشار إليها الدكتور الفاضل في بحثه أم لا.

ـ[عبدالرحمن الشهري]•---------------------------------•[23 Apr 2006, 09:15 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ عرفات وفقه الله: فكرة علاقة رمز وقف التعانق بكلمة عانق طريفة حقاً، ولم يشر لها الباحث في بحثه حسب علمي فقد قرأت البحث ولم أجدها.

ـ[محمود الشنقيطي]•---------------------------------•[23 Apr 2006, 04:03 م]ـ
حدثني الشيخ المقرئ إبراهيم الأخضر بأن الوقف المسمى بالمعانقة لا أصل له وأنه يعتقد أنه من وضع كتاب المصاحف القرآنية ..
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم

ـ[د. أنمار]•---------------------------------•[23 Apr 2006, 08:06 م]ـ
وهل ذكر الدكتور تاريخ وقف المعانقة، أقصد أول من ذكره.

وحقيقة أبحاث الدكتور ممتعة واليوم اشتريت كتابه سكتات حفص وقرأته وهو بحث قصير ممتع.

ـ[عبدالرحمن الشهري]•---------------------------------•[23 Apr 2006, 09:08 م]ـ
أخي الكريم الدكتور المقرئ أنمار حفظه الله
ذكر الدكتور عبدالعزيز قول ابن الجزري: إن أول من نبَّه على وقف التعانق هو المقرئ عبدالرحمن بن أحمد، أبو الفضل الرازي، مؤلف كتاب (جامع الوقوف)، وقال: إنه أخذه من المراقبة في العروض.
انظر: البحث ص 15 - 16، غاية النهاية لابن الجزري 1/ 361، النشر له 1/ 238

قلتُ: والمراقبة في العروض هي المراقبة بين الحرفين، فلا يثبتان معاً، ولا يذهبان معاً، كأن كل واحدٍ منهما يراقب صاحبه، وهو من متعلقات الزحاف، وله تفاصيل محلها كتب العروض، وانظر منها إن شئت: معجم مصطلحات العروض والقافية للدكتورين: محمد الشوابكة، وأنور أبو سويلم 259 - 260 ففيه تفصيل جيد.

ـ[د. أنمار]•---------------------------------•[24 Apr 2006, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا وهذه الفائدة ترد على ما نسب الشيخ الأخضر.
فأبو الفضل الرازي لا يوصف بأقل من "الإمام المقرئ شيخ الإسلام الثقة الورع الكامل ... "

(يُتْبَعُ)

قال السمعاني: "مقرئا فاضلا كثير التصانيف، حسن السيرة متعبدا حسن العيش منفردا قانعا باليسير يقرئ أكثر أوقاته ويروي الحديث"
وقال عبد الغفار الفارسي:"ثقة جوالا إماما في القراءات والروايات عالما بالأدب والنحو، أكبر من أن يدل عليه مثلي وهو أشهر من الشمس وأضوء من القمر ذو فنون من العلم."
ولد سنة 371 وتوفي سنة 454 هجرية.
اهـ
غاية النهاية من الموضع الذي أشرتم إليه حفظكم الله.

ـ[مساعد الطيار]•---------------------------------•[24 Apr 2006, 07:41 ص]ـ
وقف التعانق أو المعانقة يسمى عند علماء الوقف المتقدمين وقف المراقبة، وأول من نبَه عليه الإمام أبو الفضل الرازي.
وسماه ابن الجزري مراقبة التضاد، وعرفه بأنه: إذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر.
وقد أشار إليه السجاوندي عند تعليقه على قوله تعالى: (فأصبح من النادمين * من أجل ذلك)، حيث قال: (النادمين) ج. (من أجل ذلك) ج، كذلك؛ أي: هما جائزان على سبيل البدل لا على سبيل الاجتماع؛ لأن تعلق (من أجل) يصلح بقوله: (فأصبح)، ويصلح بقوله: (كتبنا)، وعلى (أجل ذلك) أجوز؛ لأن ندمه من أجل أنه لم يوار أظهر ".
وعرَّفه الهمذاني فقال: المراقبة بين الوقفين ألا يثبتا معاً، ولا يسقطا معاً بل يوقف على أحدهما ".
وعرَّفه صاحب (المستوفى في النحو) فقال: " المراقبة: أن يكون الكلام له مقطعان على البدل كل واحد منهما إذا فُرِضَ فيه الوقف وجب الوصل في الآخر، وإذا فُرِضَ فيه الوصل وجب الوقف في الآخر ".
وفي كنوز ألطاف البرهان (طبع عام 1290): " رموز (مع، ومعانقة) هذه ثلاث رموزات (ه) باتحاد المعنى مع ترادف العلامات، أعني: هذه الرموز الثلاثة علامة للمعانقة، أي إذا تعانق الوقفان، أي إذا اجتمعا في محل واحد فوقف القارئ على أحدهما ولا وقف على الآخر بل وصله فلم يختل المعنى فحينئذ صح له الوقف على أحدهما شاء ... فلا يصح الوقف عليهما من غير وصل أحدهما وكذلك لا يصح الوصل فيهما من غير وقف على أحدهما.

ـ[محمود الشنقيطي]•---------------------------------•[25 Apr 2006, 12:01 م]ـ
جزى الله خيرا شيخنا أبا عبد الملك على ما تفضل به ولكن:
أشكل علي الجمع بين حديث أم سلمة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية"
وبين ما ذهب إليه السجاوندي بقوله:
وعلى"أجل ذلك" أجوز لأن ندمه من أجل أنه لم يوار أظهر"
وقوله "نادمين " رأس آية.
وجزاكم الله خيراً.

ـ[محمود الشنقيطي]•---------------------------------•[25 Apr 2006, 12:17 م]ـ
د. أنمار] جزاك الله خيرا وهذه الفائدة ترد على ما نسب الشيخ الأخضر.

لم أفهم أخي الكريم:د. أنمار قولكم
وهذه الفائدة لما نسب للشيخ الأخضر.
فلا زال الجميع متفقا على أقدم تاريخ لظهور التنبيه على هذا النوع من الوقوف وهو في القرن الرابع.
وقوله "لا أصل له" لا يتضمن استنقاصا لمن استحسن هذا الاجتهاد من علمائنا كالرازي وغيره.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى في النشر عن الوقوف جميعها "وأكثر ما ذكر الناس في أقسامه غير منحصر ولا منضبط"ج:1ص:178

ـ[د. أنمار]•---------------------------------•[25 Apr 2006, 07:04 م]ـ
الوقف المسمى بالمعانقة لا أصل له وأنه يعتقد أنه من وضع كتاب المصاحف القرآنية.

ما نسب للشيخ من قوله كتاب المصاحف، لم يتبين لي وجهه. فهل يقصد العلماء أنفسهم؟ فإن كانوا كذلك فهم من قعدوا هذا العلم، وما علمنا أن السلف من الصحابة والتابعين ذكروا صلي وقلي وج ووو
فإن قبلنا من العلماء ذلك وقبلنا الوقف الكافي والتام والجائز والحسن فلا حرج في قبول وقف التجاذب، بدون استنكار.

أما إن قصد غير علماء القراءات فيرد عليه بأن ما ظهر بالبحث أن أبا الفضل الرازي هو أول من نسبت إليه.

ـ[محمود الشنقيطي]•---------------------------------•[26 Apr 2006, 10:00 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خيرا
ما دمت كما قلت (لم يتبين لك وجه ما نسب للشيخ)
إذاً كان الأحسن والأولى بك أن لا تستنكرحتى يتبين لك وجه ما استشكلته.
فأنا لم أستفصل في مقصده وهو لم يبينه وعلى كل حال سأوافيك بالجواب قريبا وشكر الله لك.

ـ[معاذ صفوت محمود]•---------------------------------•[29 Apr 2006, 12:26 م]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل ألا يحولوا مسار الموضوع إلى ردود على بعضهم البعض، لأن هذا يذهب ببركة العلم، وجزاكم الله خيرا، والموضوع شيق ومفيد.

ـ[سلطان الفقيه]•---------------------------------•[29 Apr 2006, 04:41 م]ـ

(يُتْبَعُ)

الدكتور أنمارـ حفظه الله ـ قولك ( ... وما علمنا أن السلف من الصحابة والتابعين ذكروا صلي وقلي وج ووو) هل صلي وقلي وج ... الخ ذكرها السلف من الصحابة والتابعين بهذه الألفاظ أم بمعناها كالجائز أو مجوَز أو الكافي أو ... الخ، لأن الذي أعرفه أن صلي وقلي ذكره المتأخرون بمعنى ما ذكره المتقدمون. بارك الله فيكم وفي علمكم.

ـ[محمود الشنقيطي]•---------------------------------•[29 Apr 2006, 05:30 م]ـ
الأخ الموفق د/أنمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما العلماء رحمنا الله وإياهم الذين تخاف أن قول الشيخ إبراهيم يشملهم وربما ظننتَ أن في ذلك استنقاصا أو حطًّا من أقدارهم العالية - وحاشا -الشيخ إبراهيم أو غيره أن يقصد ذلك.
فالمراد من الكلام أنه لم ينقل أنهم كتبوا المصاحف بأيديهم بطريقة النساخ الذين وضعوا فيها تلك العلامة وغيرها بل كانت كتابة العلماء للمصاحف مجردة مما عدا القرآن ولو كنتَ وقفت على ذلك فنرجو ألا تحرمنا الفائدة. وكون الرازي هو أول من نبه للتعانق لا يعني ذلك سوى استحسانه له واجتهاده في ذلك كما سبق
فالوقف والابتداء وغيره من العلوم وكيفيات الأداء لا يمكن العلم بها بمطالعة المصاحف وهذا غير خافٍ على مثلك.
ووجدتُّ لابن تيمية رحمه الله كلاما فيما يتعلق بكتابة المصاحف فأحببت إحالتكم إليه علكم تجدون فيه جوابا شافياً قال رحمه الله في الفتاوى (ولهذا أمر الصحابة والعلماء بتجريد القرآن وألاَّ يُكتب في المصحف غير القرآن فلا يكتب أسماء السور ولا التخميس والتعشيرولا آمين ولاغير ذلك والمصاحف القديمة كتبها أهل العلم على هذه الصفة.
وفي المصاحف من قد كتب ناسخها أسماء السور والتخميس والتعشير والوقف والابتداء وكتب في آخر المصحف تصديقه ودعا وكتب اسمه ونحو ذلك وليس هذا من القرآن) 13/ 105
وهاك بعض كلام السلف الدالَّ على عنايتهم بتجريد المصاحف مما عدا القرآن وأن ما ورد من غير القرآن ولو كان مستحسنا لديهم فهو من وضع كتاب المصاحف ولو كانوا مستحسنين له أو كارهين.
قال الإمام النسفي رحمه الله في معرض الحديث عن إثبات أن البسملة آية وخلاف الفقهاء في ذلك (وعليه الشافعي وأصحابه رحمهم الله ولذا يجهرون بها في الصلاة وقالوا قد أثبتها السلف في المصاحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه) 1/ 4
ويقول السرخسي رحمه الله في المبسوط وهو يسوق أدلة الشافعية في عد البسملة آية (ولأنها مكتوبة في المصاحف بقلم الوحي لمبدأ الفاتحة وكل سورة وقدأمرنا بتجريد القرآن في المصاحف من النقط والتعاشير ... ) 1/ 14
وعلامة التعانق ليست إلا النقط المأمور بتجريد المصحف منه.
وجاء في كتاب توجيه النظر لطاهر الجزائري بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة (روي عن النخعي أنه أتي بمصحف فيه سورة كذا وهي كذا فقال: امحُ هذا فإن ابن مسعود كان يكرهه, وروي عن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم, وروي عنه وعن الحسن أنهما قالا لا بأس بنقط المصاحف) 2/ 854
فالذي يظهر من هذه النصوص وغيرها أن علماء السلف الذين كتبوا المصاحف لم يضيفوا إليها غير القرآن.
وهذا يحتمل أن ابتداء وقف التعانق كان من لدن الكتاب ثم استحسنه ونبه عليه الإمام الرازي وغيره, كما يحتمل غير ذلك ...
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم

ـ[د. أنمار]•---------------------------------•[01 May 2006, 11:04 ص]ـ
أستاذ محمود الشنقيطي حفظه الله ووقاه من كل مكروه:

ما نفتقره هنا هو نص عن أحد المتقدمين أن الكتاب هم من وضع ما زعمه الشيخ الأخضر سدده الله.

فكيف نترك نصا واضحا لاحتمال مظنون لا يستند إلى نص.

بل وما نقلته من الفتاوي يستدل به على عكس ما تظن، فالنساخ حين ينقلون أسماء السور والناسخ والمنسوخ والوقف والابتداء، فالمتبادر أنهم ينقلون ما كتبه العلماء في مؤلفاتهم فينزلونها أماكنها في المصحف الشريف لا انهم يخترعونها، فهم نساخ وحسب، بارك الله فيكم.

فالظاهر أنهم نقلوها من أمثال أبي الفضل الرازي، أما من حيث اختلاف العلماء ومن قبلهم الصحابة في جواز كتابتها في المصحف أو حاشيته فهي قضية أخرى.

وسلمكم الله من كل مكروه.