القاسم بن فِيرُّه بن خلف الشاطبي(538 - 590 هـ = 1144 - 1194 م)

القاسم بن فِيرُّه بن خلف الشاطبي(538 - 590 هـ = 1144 - 1194 م)
متن عقيلة أتراب القصائد-للشاطبي


حرز الامانی و وجه التهانی-الشاطبیة
دروس و شروح شاطبیة

شرح حال علي بن محمد السخاوي(558 - 643 هـ = 1163 - 1245 م)
شرح حال عبد الرحمن بن إسماعيل شهاب الدين أبو شامة(599 - 665 هـ = 1202 - 1267 م)




الأعلام للزركلي (5/ 180)
الشَّاطِبي
(538 - 590 هـ = 1144 - 1194 م)
القاسم بن فِيرُّه بن خلف بن أحمد الرعينيّ، أبو محمد الشاطبي: اِمام القراء. كان ضريرا.
ولد بشاطبة (في الأندلس) وتوفي بمصر. وهو صاحب " حرز الأماني - ط " قصيدة في القراآت تعرف بالشاطبية. وكان عالما بالحديث والتفسير واللغة، قال ابن خلكان: كان إذا قرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ، تصحح النسخ من حفظه. والرعينيّ نسبة إلى ذي رعين أحد أقيال اليمن (2) .
__________
(2) نكت الهميان 228 والوفيات 1: 422 وفيه " فيره، بكسر الفاء وتشديد الراء وضمها، بلغة اللطيني، معناه بالعربي الحديد " قلت: الحديد في اللاتينية " Ferrum فيروم "، وبالفرنسية " Fre فير " وبالإسبانية " Hierro هييرو " فاسم أبي القاسم == مركب من اللفطين اللاتيني والإسباني. ونفح الطيب 1: 339 وشذرات 4: 301 ومفتاح السعادة 1: 387 وغاية النهاية 2: 20 وBrock 1: 520 (409) S 1: 725 وإرشاد الأريب 6: 184 وهو في وفيات ابن قنفذ 45 طبعة المطبعة الثعالبية: قاسم بن أحمد بن فيره. ووفاته فيه سنة 589.




الموسوعة الفقهية الكويتية (4/ 329)
الشاطبي (538 - 590هـ)
هو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد، أبو محمد، الشاطبي الرعيني الأندلسي. مقرئ، نحوي، مفسر، محدث، ناظم. ولد بشاطبة إحدى قرى شرقي الأندلس، وتوفي بالقاهرة.
من تصانيفه: " حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع "، و " عقيلة القصائد في أسنى المقاصد في نظم المقنع للداني "، و " ناظمة الزهر في أعداد آيات السور "، و " تتمة الحرز من قراء أئمة الكنز ".
[شذرات الذهب 4 / 301، ومعجم المؤلفين 8 / 110 والأعلام 6 / 14] .





غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 20)
2600- القاسم بن فيره بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء, ومعناه بلغة عجم الأندلس: الحديد, ابن خلف بن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير ولي الله الإمام العلامة, أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار،

ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على ابن هذيل، وسمع منه الحديث وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة صاحب أبي علي الحسين بن سكرة الصدفي وعن الشيخ أبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر صاحب أبي محمد البطليوسي وعن أبي محمد عبد الله بن أبي جعفر المرسي وعن أبي العباس بن طرازميل وعن أبي الحسن عليم بن هانئ العمري وأبي عبد الله محمد بن حميد أخذ عنه كتاب سيبويه والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة وغيرها, وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم وأبي الحسن بن النعمة صاحب كتاب ري الظمآن في تفسير القرآن وعن أبي القاسم حبيش1 صاحب عبد الحق بن عطية صاحب التفسير المشهور ورواه عنه، ثم رحل للحج فسمع من أبي طاهر السلفي بالإسكندرية وغيره,

ولما دخل مصر أكرمه القاضي الفاضل وعرف مقداره, وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخية داخل القاهرة وجعله شيخها وعظمه تعظيمًا كثيرًا، ونظم قصيدتيه اللامية والرائية بها، وجلس للإقراء فقصده الخلائق من الأقطار ثم إنه لما فتح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بيت المقدس توجه فزاره سنة تسع وثمانين وخمسمائة ثم رجع فأقام بالمدرسة الفاضلية يقرئ حتى توفي1،

وكان إمامًا كبيرًا أعجوبة في الذكاء كثير الفنون آية من آيات الله تعالى غاية في القراءات حافظًا للحديث بصيرًا بالعربية إمامًا في اللغة رأسًا في الأدب مع الزهد والولاية والعبادة والانقطاع والكشف, شافعي المذهب مواظبًا على السنة, بلغنا أنه ولد أعمى, ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب وعظموه تعظيمًا بالغًا حتى أنشد الإمام الحافظ أبو شامة المقدسي -رحمه الله- من نظمه في ذلك:

رأيت جماعة فضلاء فازوا ... برؤية شيخ مصر الشاطبي
وكلهم يعظمه ويثني ... كتعظيم الصحابة للنبي

أخبرني بعض شيوخنا الثقات عن شيوخهم أن الشاطبي كان يصلي الصبح بغلس بالفاضلية ثم يجلس للإقراء, فكان الناس يتسابقون السير إليه ليلًا وكان إذا قعد لا يزيد على قوله: من جاء أولًا فليقرأ ثم يأخذ على الأسبق فالأسبق, فاتفق في بعض الأيام أن بعض أصحابه سبق أولًا, فلما استوى الشيخ قاعدًا قال: من جاء ثانيًا فليقرأ فشرع الثاني في القراءة وبقي الأول لا يدري حاله وأخذ يتفكر ما وقع منه بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمان الشيخ له, ففطن أنه أجنب تلك الليلة ولشدة حرصه على النوبة نسي ذلك لما انتبه فبادر إلى الشيخ, فأطلع الشيخ على ذلك, فأشار للثاني بالقراءة ثم إن ذلك الرجل بادر إلى حمام جوار المدرسة فاغتسل به ثم رجع قبل فراغ الثاني والشيخ قاعد أعمى على حاله, فلما فرغ الثاني قال الشيخ: من جاء أولًا فليقرأ فقرأ وهذا من أحسن ما نعلمه1 وقع لشيوخ هذه الطائفة بل لا أعلم2 مثله وقع في الدنيا،

قرأت بخط الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن سلمة الأنصاري الغرناطي ونقلت ما نصه: نقلت من خط الفقيه الأجلّ الحاج المحدث الخطيب أبي عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن رشيد الفهري السبتي ما نصه أبو محمد قاسم بن فيره الشاطبي المقرئ الضرير روى بالأندلس القراءة عن أبي الحسن بن هذيل وأبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي وأبي عبد الله بن سعادة وأبي محمد بن عاشر وأبي الحسن بن النعمة وأبي الحسن عليم, ورحل فاستوطن قاهرة مصر وأقرأ بها القرآن وبها ألف قصيدته هذه يعني: الشاطبية, وذكر أنه ابتدأ أولها بالأندلس إلى قوله: "جعلت أبا جاد" ثم أكملها بالقاهرة انتهى،

قلت: ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصًا اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها, فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها, ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول ما لا أعلمه لكتاب غيره في هذا الفن بل أكاد أن أقول: ولا في غير هذا الفن فإنني لا أحسب أن بلدا من بلاد الإسلام يخلو منه بل لا أظن أن بيت طالب علم يخلو3 من نسخة به، ولقد تنافس الناس فيها ورغبوا من اقتناء النسخ الصحاح بها إلى غاية حتى إنه كانت عندي نسخة باللامية والرائية بخط الحجيج صاحب السخاوي مجلدة فأعطيت بوزنها فضة فلم أقبل،

ولقد بالغ الناس في التغالي فيها وأخذ أقوالها مسلمة واعتبار ألفاظها منطوقًا ومفهومًا حتى خرجوا بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع, وأن ما عدا ذلك شاذ لا تجوز القراءة به،

ومن أعجب ما اتفق للشاطبية في عصرنا هذا أن به من بينه وبين الشاطبي باتصال التلاوة والقراءة رجلين مع أن للشاطبي يوم تبييض هذه الترجمة مائتي سنة, وهذا لا أعلم أنه اتفق في عصر من الأعصار للقراءات السبع وإن كان اتفق في بعض القراءات وقتًا ما, وما ذلك إلا لشدة اعتناء الناس بها ومن الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة, فإن من أصحاب القاضي بدر الدين بن جماعة اليوم جماعة ولا أعلم كتابًا حفظ وعرض في مجلس واحد وتسلسل بالعرض إلى مصنفه كذلك إلا هو. عرض عليه القراءات أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وهو أجلّ أصحابه وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي والسديد عيسى بن مكي ومرتضى بن جماعة بن عباد1 والكمال علي بن شجاع الضرير صهره والزين محمد بن عمر الكردي وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي شيخا الفاسي ويوسف بن أبي جعفر الأنصاري وعلي بن محمد بن موسى التجيبي وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وهؤلاء كملوا عليه القراءات وقرءوا عليه القصيد, وقرأ عليه بعض القراءات, وسمع عليه القصيد الإمام أبو عمرو عثمان بن عمر بن الحاجب والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي وأبو بكر محمد بن وضاح اللخمي وعبد الله بن محمد بن عبد الوارث بن الأزرق وهو آخر أصحابه موتًا وولده الجمال أبو عبد الله محمد بن القاسم وجد سماعه بالقصيد إلى سورة "ص" فرواها كذلك،

وقد بارك الله له في تصنيفه وأصحابه فلا نعلم أحدًا أخذ عنه إلا قد أنجب، توفي -رحمه الله تعالى- في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة بالقاهرة, ودفن بالقرافة بين مصر والقاهرة بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة, وقد زرته مرات وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة -رحمه الله ورضي عنه.
__________
1 خبيس ك.
__________
1 في ع هنا حاشية نصها: "وكان يعتل بالعلل الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوه, وإذا سئل عن حاله قال: العافية, لا يزيد على ذلك, ولعله كان يفعل ذلك لما ذكره بعض العلماء أن كثرة الشكوى تدل على ضعف اليقين وتشعر بالسخط لقضاء رب العالمين مع ما فيه من شماتة الأعداء والحايدين" ولعل صواب الكلمة الأخيرة "والحاقدين".
__________
1 نعلمه: لا ك وزيد بعده في ع بخط غير كاتب النسخة "ولا أعلم أنه".
2 بل لا أعلم ق بل لا نعلمه اعلم ك بل اعلم ع ثم زاد غير كاتب النسخة بين الكلمتين "لا".
3 نخلو ق ك.
__________
1 عباد ق ك عياد ع.




متن الشاطبية = حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع (ص: 0)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الكتاب: مَتْنُ الشَّاطِبِيَّةِ المعروف بـ (حِرْز الْأَمَانِي وَوَجْه التَّهانِي)
في القراءات السبع للإمام الشاطبي

تعريف بالناظم - رحمه الله -
هو القاسم بن فِيرُّه - بكسر الفاء، بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة، ثم راء مشددة مضمومة، بعدها هاء؛ ومعناه بلغة عجم الأندلس: الحديد - ابن خلف بن أحمد أبو القاسم، وأبو محمد الشاطبي الرعيني، الضرير، وليُّ الله الإمام العلاَّمة، أحد الأعلام الكبار المشتهرين في الأقطار.
ولد في آخر سنة / 538 / هجرية، بشاطبة، من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات، وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي.
ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده، فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على الإمام ابن هذيل، وسمع منه الحديث، وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة، صاحب أبي علي الحسين بن سكرة الصدفي؛
وعن الشيخ أبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر، صاحب أبي محمد البطليوسي؛ وعن أبي محمد عبد الله بن أبي جعفر المرسي؛ وعن أبي العباس بن طرازميل؛ وعن أبي الحسن عليم بن هاني العمري، وأبي عبد الله محمد بن حميد، أخذ عنه «كتاب سيبويه» و «الكامل» لابن المبرد و «أدب الكاتب» لابن قتيبة وغيرها؛
وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم، وأبي الحسن ابن النعمة صاحب كتاب: «ريّ الظمآن في تفسير القرآن» ، وعن أبي القاسم حبيش صاحب عبد الحق بن عطية، صاحب التفسير المشهور، ورواه عنه.
ثم رحل للحج؛ فسمع من أبي طاهر السِلَفي بالإسكندرية وغيره. ولما دخل مصر، أكرمه القاضي الفاضل وعرف مقداره، وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخيا داخل القاهرة، وجعله شيخها، وعظمه تعظيماً كثيراً، فجلس بها للإقراء، وقصده الخلائق من الأقطار، وبها أتم نظَم هذا المتن المبارك.
ونظم - أيضاً - قصيدته الرائية المسماة: «عقيلة أتراب القصائد، في أسنى المقاصد» في علم الرسم، وقصيدة أخرى تسمى «ناظمة الزهر» في علم عدد الآي. وقصيدة دالية خمسمائة بيت لخَّصَ فيها «التمهيد» لابن عبد البر.
ثم إنه لما فتح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بيت المقدس، توجه فزاره سنة /589 هـ/، ثم رجع فأقام بالمدرسة الفاضلية يُقرئ حتى تُوفي.
وكان إماماً كبيراً، أعجوبة في الذكاء، كثير الفنون، آية من آيات الله تعالى، غاية في القراءات، حافظاً للحديث، بصيراً بالعربية، إماماً في اللغة، رأساً في الأدب، مع الزهد والولاية، والعبادة، والإنقطاع والكشف، شافعي المذهب، مواظباً على السُّنَّة؛
قال ابن خلكان رحمه الله تعالى: «كان إذا قُرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ، تُصحح النسخ من حفظه» .
بلغنا أنه وُلد أعمى. ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائباً! وعظموه تعظيماً بالغاً، حتى أنشده الإمام الحافظ أبو شامة الدمشقي - رحمه الله - من نظمه في ذلك:

رَأَيْتُ جَمَاعَةً فُضَلاَءَ فَازُوا برُؤْيَةِ شَيْخِ مِصْرَ الشَّاطِبيِّ
وَكُلُّهُمْ يُعَظِّمُهُ وَيُثْنِي كَتَعْظِيمِ الصَّحَابَةِ للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
وذكر بعضهم: أن الشاطبي كان يُصلي الصبح بالفاضلية، ثم يجلس للإقراء، فكان الناس يتسابقون إليه، وكان إذا قعد لا يزيد على قوله: من جاء أوَّلاً فليقرأ؛ ثم يأخذ على الأسبق فالأسبق؛
فاتُّفق في بعض الأيام، أن بعض أصحابه سبق أولاً، فلما استوى الشيخ قاعداً قال: من جاء ثانياً فليقرأ! فشرع الثاني في القراءة، وبقي الأول لا يدري حاله! وأخذ يتفكر ما وقع منه بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمان الشيخ له؟ ففطن أنه أجنب تلك الليلة، ولشدة حرصه على النَّوْبة، نسي ذلك لما انتبه، فبادر إلى الشيخ، فاطَّلع الشيخ على ذلك! فأشار للثاني بالقراءة!
ثم إن ذلك الرجل، بادر إلى حمام جوار المدرسة، فاغتسل به، ثم رجع قبل فراغ الثاني، والشيخ قاعد على حاله، وكان ضريراً، فلما فرغ الثاني قال الشيخ: من جاء أولاً فليقرأ! فقرأ. وهذا من أحسن ما نعلمه، وقع لشيوخ هذه الطائفة.
وذكر العلاَّمة الشيخ علي القاري من كراماته: أنه كان يسمع الأذان من غير المؤذن، وكان لا يظهر منه لذكاءه وفطنته، ما يظهر من الأعمى في حركاته!
وكان لا يتكلم إلاََّ بما تدعو الضرورة إليه.
ولا يجلس للإقراء إلاَّ على طهارة، في هيئة حسنة وخضوع واستكانة، ويمنع جلساءه من الخوض إلاَّ في العلم والقرآن؛
وكان يعتل العلة الشديدة ولا يشتكي، ولا يتأوَّه؛ وإذا سُئل عن حاله قال: العافية؛ لا يزيد على ذلك. اهـ.
وممن قرأ عليه هذا النظم المبارك، وعرض عليه ما تضمنه من القراءات: الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي، وهو أجلُّ أصحابه؛ والإمام أبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي، والسديد عيسى بن مكي، ومرتضى بن جماعة، والكمال علي بن شجاع الضرير، وهو صهره؛ والزَّيْن محمد بن عمر الكردي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي، وعلي بن محمد بن موسى النجيبي وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي.
وممن سمع عليه، وقرأ عليه بعض القراءات: الإمام أبو عمرو عثمان بن عمر بن الحاجب، والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي، وأبو بكر محمد بن وضَّاح اللخمي، وعبد الله بن عبد الوارث بن الأزرق، وهو آخر أصحابه موتاً.
وقد بارك الله له في تصنيفه، لا سيما هذا النظم المبارك، فلقد رُزق من القبول والشهرة، ما لا نعلمه لكتاب غيره في هذا الفن، حتى صارت جميع بلاد الإسلام لا تخلو منه، ولقد بالغ أكثر الناس في التغالي فيه، وأخذ أقواله مسلَّمة، واعتبار ألفاظه منطوقاً ومفهوماً، حتى خرجوا بذلك عن حدِّ أن تكون لغير معصوم، وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع، وأن ما عدا ذلك لا تجوز القراءة به!
وقد شرحه كثير من الأئمة المعتبرين، منهم: برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري، وشمس الدين الكوراني، وشمس الدين الفناري، وعلم الدين علي بن محمد السخاوي المصري، وأبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل النحوي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد - المعروف بشعلة الموصلي - وعلاء الدين بن عثمان المعروف بابن القاصح البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد الفاسي، وعماد الدين علي بن يعقوب الموصلي، وجمال الدين بن علي الحصني، وأبو العباس أحمد بن محمد القسطلاّني المصري، وأبو العباس أحمد بن علي الموصلي، وتقي الدين عبد الرحمن بن أحمد الواسطي، وتقي الدين يعقوب بن بدران الجرايدي، وشهاب الدين أحمد بن يوسف السمين الحلبي، وشهاب الدين أحمد بن محمد بن جبارة المقدسي، وشمس الدين محمد بن أحمد الأندلسي، ومحب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي، وأبو بكر بن ايدغدي الشهير بابن الجندي، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الرحيم البارزي، ويوسف بن أبي بكر المعروف بابن الخطيب، وعلم الدين قاسم بن أحمد اللورقي، وبدر الدين المعروف بابن أم قاسم المرادي، وأبو عبد الله المغربي النحوي، والسيد عبد الله بن محمد الحسيني، وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، ونور الدين علي بن سلطان القاري، ومنتجب الدين الهمداني، وشهاب الدين أحمد بن عبد الحق السنباطي، وعلي بن محمد الضبَّاع، له عليه شرحان: «إرشاد المريد إلى مقصود القصيد» و «إنشاد الشريد من معاني القصيد» .
ونقل الإمام القرطبي: أن الإمام الشاطبي رحمة الله تعالى لما فرغ من تصنيفه طاف به حول الكعبة اثنا عشر ألف أسبوع، كلما جاء في أماكن الدعاء، قال: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب هذا البيت العظيم، انفع بها كل من قرأها - يعني: هذا المتن، باعتبار أنه قصيدة -.
وروي عنه - أيضاً - أنه رأي النبي في المنام، فقام بين يديه وسلم عليه، وقدم القصيدة إليه وقال: يا سيدي يا رسول الله! انظر هذه القصيدة! فتناولها النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده المباركة وقال: «هي مباركة، من حفظها دخل الجنة» زاد القرطبي: بل من مات وهي في بيته دخل الجنة.
وفاته:
توفي الإمام الشاطبي - رحمه الله تعالى - يوم الأحد، بعد صلاة العصر، وهو اليوم الثامن والعشرون من جمادى الآخرة، سنة: /590 هـ/، ودفن يوم الإثنين بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني، بالقرافة الصغرى، بالقرب من سفح الجبل المقطم بمصر، وقبره مشهور معروف؛ رحمه الله تعالى.






الشاطبية (ص: 1، بترقيم الشاملة آليا)
الشاطبية
المسمى
حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع
تأليف
القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد
الرعيني الشاطبي الأندلسي
المتوفي سنة 590 هجرية
ترجمة الناظم رحمه الله تعالي
هو القاسم بنُ فِيرُّه بكسر الفاء بعدها ياء مثناة تحية ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة أهل الأندلس "الحديد" ابن خلف بن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرُّعيني الضرير ولى الله الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار المشتهرين في الأقطار ولد في آخر سنة 538هـ بشاطبة من الأندلس وقرأ ببلده القراءات وأتقنها علي أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفري ثم رحل إلي بلنسية بالقرب من بلده فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات علي الإمام ابن هذيل وسمع منه الحديث وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة صاحب أبي على الحسين بن سكرة الصدفي وعن الشيخ أبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر صاحب أبي محمد البطليوسي وعن أبي محمد عبد الله بن أبي جعفر المرسي وعن أبي العباس بن طرازميل وعن أبي الحسن عليم بن هاني العمري وأبي عبد الله محمد بن حميد الذي أخذ عنه كتاب سيبويه والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة وغيرها وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم وأبي الحسن بن النعمة صاحب كتاب " ري الظمآن في تفسير القرآن " وعن أبي القاسم حبيش صاحب عبد الحق بن عطية صاحب التفسير المشهور ورواه عنه ثم رحل للحج فسمع من أبي طاهر السِّلفي بالإسكندرية وغيره ولما دخل مصر أكرمه القاضي الفاضل وعرف مقداره وأنزله بمدرسته التى بناها بدرب الملوخيَّا داخل القاهرة وجعله شيخها فجلس بها للإقراء وبها أتم نظم هذا المتن المبارك ونظم أيضاً قصيدته الرائية المسماة " عقيلة أتراب القصائد في أسني المقاصد " في علم الرسم وقصيدة " ناظمة الزهر" في علم عدد الآي وقصيدة دالية خمسمائة بيت لخص فيها التمهيد لابن عبد البر ثم إنه لما فتح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بيت المقدس توجه فزاره سنة 589 هـ ثم رجع فأقام بالمدرسة الفاضلية يقرئ حتي توفي.
وتوفي الإمام الشاطبي رحمه الله تعالي يوم الأحد بعد صلاة العصر وهو اليوم الثامن والعشرون من جمادي الآخرة سنة 590 هـ ودفن يوم الاثنين بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني بالقرافة الصغري بالقرب من سفح جبل المقطم بمصر.
جدول رموز القراء السبعة فرادى ومجتمعينذكر الإمام الشاطبي القراء في ثنايا نظمه وقد رمز إليهم برموز وهي عبارة عن حروف أو كلمة مجتمعة وقد عبر عن ذلك بقوله في النظم.
جَعَلْتُ أَبَا جَادٍ عَلَى كُلِّ قَارِئٍ ... دَلِيلاً عَلَى المَنْظُومِ أَوَّلَ أَوَّلاَ
وَمِنْ بَعْدِ ذِكْرِى الْحَرْفَ أُسْمِي رِجَالَهُ ... مَتَى تَنْقَضِي آتِيكَ بِالْوَاوِ فَيْصَلاَ
سِوَى أَحْرُفٍ لاَ رِيبَةٌ فِي اتِّصَالِهَا ... وَبالَّلفْظِ أَسْتَغْنِي عَنِ الْقَيْدِ إِنْ جَلاَ
وَرُبَّ مَكاَنٍ كَرَّرَ الْحَرْفَ قَبْلَهَا ... لِمَا عَارِضٍ وَالأَمْرُ لَيْسَ مُهَوِّلاَ
وَمِنْهُنَّ لِلْكُوفِيِّ ثَاءٌ مُثَلَّثٌ ... وَسِتَّتُهُمْ بِالْخَاءِ لَيْسَ بِأَغْفَلاَ
عَنَيْتُ الأُلَى أَثْبَتُّهُمْ بَعْدَ نَافِعٍ ... وَكُوفٍ وَشَامٍ دَالُهُمْ لَيْسَ مُغْفَلاَ
وَكُوفٍ مَعَ المَكِّيِّ بِالظَّاءِ مُعْجَما ... وَكُوفٍ وَبَصْرٍ غَيْنُهُمْ لَيْسَ مُهْمَلاَ
وَذُو النَّقْطِ شِينٌ لِلْكِسَائِي وَحَمْزَةٍ ... وَقُلْ فِيهِمَا مَعْ شُعْبَةٍ صُحْبَةٌ تَلاَ
صِحَابٌ هَمَا مَعْ حَفْصِهِمْ عَمَّ نَافِعٌ ... وَشَامٍ سَمَا فِي نَافِعٍ وَفَتَى الْعَلاَ
وَمَكٍّ وَحَقٌّ فِيهِ وَابْنِ الْعَلاَءِ قُلْ ... وَقُلْ فِيهِمَا وَالْيَحْصُبِي نَفَرٌ حَلاَ
وَحِرْمِيٌّ الْمَكِّيُّ فِيهِ وَنَافِعٍ ... وَحِصْنٌ عَنِ الْكُوفِي وَنَافِعِهِمْ عَلاَ
رموز الانفراد
أبج
ا
نافع
ب
قالون
ج
ورش
دهز
د
ابن كثير
هـ
البزي
ز
قنبل
حطي
ح
أبو عمرو
ط
الدوري
ى
السوسي
كلم
ك
ابن عامر
ل
هشام
م
ابن ذكوان
نصع
ن
عاصم
ص
شعبة
ع
حفص
فضق
ف
حمزة
ض
خلف
ق
خلاد
رست
ر
الكسائي
س
أبو الحارث
ت
الدوري
رموز الاجتماع
ث ... الكوفيون ( عاصم وحمزة والكسائي )
خ ... القراء السبعة ماعدا نافعًا
ذ ... الكوفيون وابن عامر
ظ ... الكوفيون وابن كثير
غ ... الكوفيون وأبو عمرو
ش ... حمزة والكسائي
صحبة ... حمزة والكسائي وشعبة
صحاب ... حمزة والكسائي وحفص
عم ... نافع وابن عامر
سما ... نافع وابن كثير وأبو عمرو
حق ... ابن كثير وأبو عمرو
نفر ... ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر
حرمي ... نافع وابن كثير
حصن ... الكوفيون ونافع
بسم الله الرحمن الرحيم
تَبَارَكَ رَحْمَانًا رَحِيمًا وَمَوْئِلاَ ... بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ ... 1
مُحَمَّدٍ الْمُهْدى إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ ... وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا ... 2














الغدير فى الكتاب و السنه و الادب، ج‏11، ص: 232
76- الشاطبي يعلم جنابة الجنب
قال الجزري: أخبرني بعض شيوخنا الثقات عن شيوخهم أنّ الشاطبي القاسم ابن فيرة الضرير «2» كان يصلّي الصبح بالفاضليّة بغلس ثم يجلس للإقراء فكان الناس يتسابقون السرى إليه ليلًا، و كان إذا قعد لا يزيد على قوله: من جاء أولًا فليقرأ. ثم يأخذ على الأسبق فالأسبق، فاتّفق أن قال يوماً: من جاء ثانياً فليقرأ، و بقي الأوّل و كان من أصحابه لا يدري ما الذنب الذي أوجب حرمانه، ففطن أنّه أجنب تلك الليلة، و لشدّة حرصه على النوبة نسي ذلك، فبادر إلى حمّام جوار المدرسة فاغتسل و رجع قبل فراغ الثاني و الشيخ قاعدٌ أعمى، فلمّا فرغ الثاني قال الشيخ: من جاء أوّلًا فليقرأ. و هذا من أحسن ما وقع لشيوخ هذه الطائفة بل لا أعلم مثله وقع في الدنيا.
مفتاح السعادة «1» (1/388).
قال الأميني: ليس الأمر كما حسبه الجزري من أنَّ هذه الحالة من خاصّة الشاطبي و ما وقع مثلها في الدنيا، و قد أسلفنا ذكر جماعة حسبوا أنّهم كانوا يخبرون عن الضمائر و يعلمون المغيّب، و كأنّ القوم اتّخذوا المغيّبات أُلعوبة يطلُّ عليها كلُّ أعمى أو بصير، أو أنَّ الغلوَّ في الفضائل أسفَّ بهم إلى هذه الهوّة.





و در مقدمه شاطبیه هم آمده:
http://shamela.ws/browse.php/book-7754#page-3
















المد و القصر-شرح الشاطبیة-ایجاد شده توسط: حسن خ


باب الهمزتین من کلمه-ایجاد شده توسط: حسن خ