ان الله فرد یحب الوتر

جزء مقسوم


إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةِ الْقَدْرِ








الغارات (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 107
شريح لركبتيه «1» سأله فقال له علي ع: «أنت أقضى العرب» «2»

و عن الأصبغ بن نباتة «3»
: أن رجلا سأل عليا ع عن الروح قال: «ليس هو جبرئيل» قال علي ع: جبرئيل من الملائكة و الروح غير جبرئيل» و كان الرجل شاكا فكبر ذلك عليه فقال: لقد قلت شيئا عظيما و ما أحد من الناس يزعم أن الروح غير جبرئيل قال علي ع: «أنت ضال تروي عن أهل الضلال يقول الله لنبيه: أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه و تعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده «4» فالروح غير الملائكة و قال: ليلة القدر خير من ألف‏

__________________________________________________
(1) ظ «لركبته».

(2) لعله من باب الاستنكار أو أن القائل شريح و لفظة «علي عليه السلام» زائدة، و إلا فكيف يكون شريح أقضى العرب و علي «سيد العرب» و «اقضى الأمة» كما روى ذلك طائفة من المحدثين على اختلاف مذاهبهم، و في أسد الغابة 2/ 394 بترجمته:
«إنه أعلم الخلق بالقضاء، و قال له علي: (يا شريح أنت اقضى العرب) اه- و لا ادري كيف التطبيق بين قول علي عليه السلام هذا و بين قوله له في شي‏ء أخطأ فيه:
(اخطأ العبد الأبظر) و انظر تاج العروس 3/ 52 مادة (بظر).

(3) الأصبغ بن نباتة- بضم النون- المجاشعي الكوفي من كبار التابعين و من خواص اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و من شرطة الخميس، اخذ عن أمير المؤمنين كثيرا و قد سمع منه كثيرا و روى بعض كلامه و خطبه و عمر بعده (انظر مصادر نهج البلاغة و اسانيده 1/ 49) و قد نقل الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 271 مطاعن القوم فيه لأنه فتن بحب علي فأتى بالطامات بحسب ما يقولون! توفي رحمه الله في اوائل القرن الثاني.

(4) النحل 1 و 2.

الغارات (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 108
شهر تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم «1» و قال: يوم يقوم الروح و الملائكة صفا «2» و قال لآدم و جبرئيل يومئذ مع الملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين «3» فسجد جبرئيل مع الملائكة للروح و قال لمريم: فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا «4» و قال لمحمد ص: نزل به الروح الأمين على قلبك ثم قال «5»: لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين و إنه لفي زبر الأولين «6» و الزبر الذكر و الأولين رسول الله ص منهم فالروح واحدة و الصور شتى قال سعد «7»: فلم يفهم الشاك ما قاله «8» أمير المؤمنين ع غير أنه قال: الروح غير جبرئيل فسأله عن ليلة القدر فقال: إني أراك تذكر ليلة القدر و «9» تنزل الملائكة و الروح فيها
__________________________________________________
(1) القدر 3 و 4.
(2) النبأ/ 38.
(3) ص 71، 72.
(4) مريم/ 17.
(5) لا يخفى ان «ثم قال» من كلامه عليه السلام وقع في أثناء الآية الكريمة للتوضيح.
(6) الشعراء 193- 196.
(7) كذا في الأصلين و احتمل السيد المحدث رحمه الله أنه سعيد و يكون المراد منه ابن المسيب بقرينة روايته عن علي عليه السلام الأسئلة التي القيت إليه من الشاكين و ستأتي عن قريب.
(8) ظ «ما وصف له».
(9) حرف العطف ساقط من الأصلين و اضيف بقرينة المقام.
الغارات (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 109
قال له علي ع قد رفرشت «1» نزول الملائكة بمشفرة [على قدر فرشت‏] فإن عمي «2» عليك شرحه فسأعطيك ظاهرا منه تكون أعلم أهل بلادك بمعنى ليلة القدر ليلة القدر ليلة القدر» «3» قال: قد أنعمت علي إذا بنعمة قال له علي ع: «إن الله فرد يحب الوتر و فرد اصطفى الوتر «4» فأجرى جميع الأشياء على سبعة فقال عز و جل: خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن «5» و قال: خلق سبع سماوات طباقا «6» و قال جهنم لها سبعة أبواب «7» و قال: سبع سنبلات‏

__________________________________________________
(1) كذا في الاصلين قال السيد المحدث رحمه الله: فكأن كلمة «رفرشت» محرفة عن رفشت، ففي لسان العرب: الرفش: الدق و الهرش، يقال للذي يجيد أكل الطعام إنه ليرفش الطعام رفشا و يهرشه هرشا، و رفش لحيته رفشا إذا سرحها» قال:
«و الرفش- اي بالفتح و الضم- و المرشفة ما رفش به و يقال للمجرف الرفش» قال:
«و من المحتمل أن تكون كلمة «المشفرة» محرفة عن المرشفة، و يشبه أن تكون العبارة مثلا من أمثال العرب بهذا الوجه «قد رفشت بمرفشة» و يكون نزول الملائكة من كلام علي عليه السلام مدرجا بين جزئيه لكونه محثوثا عنه و موردا للسؤال لكني لم أجده فيما عندي من كتب الأمثال فتدبر» اه، و الذي في نسخة الظاهرية «قال له:
على قدر فرشت نزول الروح بمشفرة» فلعل «مشفرة» محرفة عن «شفرة» و هي السكين فيكون المعنى قد بسطت لك قدرا منها و شرحته لك بشفرة كناية عن توضيحه، و يؤيده «فان عمي عليك شرحه» اي التبس «فاعطيك ظاهرا منه» خصوصا و أنه لا يوجد في الظاهرية كلمة «عليه السلام».

(2) ظ «فإذا عمي».

(3) كذا في الاصلين ثلاث مرات و في البحار م 20/ 100 مرة واحدة.

(4) ظ «الفرد».

(5) الطلاق 12 و الآية ساقطة من م.

(6) الملك 3.

(7) الحجر 44.

الغارات (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 110
خضر و أخر يابسات «1» و قال: سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف «2» و قال: حبة أنبتت سبع سنابل «3» و قال سبعا من المثاني و القرآن العظيم «4» فأبلغ حديثي أصحابك لعل الله يكون قد جعل فيهم نجيبا إذا هو سمع حديثنا نفر «5» قلبه إلى مودتنا و يعلم فضل علمنا و ما نضرب من الأمثال التي لا يعلمها إلا العالمون بفضلنا قال السائل: بينها في أي ليلة أقصدها؟ قال: «اطلبها في السبع الأواخر و الله لئن عرفت آخر السبعة لقد عرفت أولهن و لئن عرفت أولهن لقد أصبت ليلة القدر» قال: ما أفقه ما تقول قال: «إن الله طبع على قلوب قوم فقال: إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا «6» فأما إذا أبيت و أبى عليك أن تفهم فانظر فإذا مضت ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان فاطلبها في أربع و عشرين و هي ليلة السابع و معرفة «7» السبعة فإن من فاز بالسبعة كمل الدين كله و هن الرحمة للعباد و العذاب عليهم و هم «8» الأبواب التي قال تعالى-: لكل باب منهم جزء مقسوم «9» يهلك عند كل باب جزء و عند الولاية كل باب»
__________________________________________________
(1) يوسف/ 43.
(2) يوسف/ 43.
(3) البقرة/ 261.
(4) الحجر/ 87.
(5) ظ «يفر».
(6) الكهف/ 57.
(7) ظ «السابعة بمعرفة».
(8) «و هم» ساقطة من ظ.
(9) الحجر 44.






الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 183
و عن الأصبغ بن نباتة «3»
أن رجلا سأل عليا- عليه السلام- عن الروح قال: ليس‏
__________________________________________________
(1)- نقله المجلسي (رحمه الله) في رابع البحار في باب ما تفضل على (ع) به على الناس بقوله: «سلوني» (س 120، س 19) و أيضا في المجلد الرابع عشر من البحار في باب نادر بعد باب المعادن (ص 335، س 5).
(2)- هذا الحديث لا أعلم موضعه في البحار، و ببالي أنى رأيته فيه الا أنى لما لم أقيد موضعه في ذلك الوقت حتى لا يفوتني، ففاتني، و من ثم قيل و نعم ما قيل: كل ما حفظ فر و كل ما كتب قر الا
أن ابن عساكر نقله في تأريخه في موضعين من ترجمة شريح (ففي ص 304 من المجلد السادس): «روى الخطيب أن شريحا من بنى الرائس، و سائرهم بهجر و حضرموت و لم يقدم الكوفة منهم غير شريح و كان أحد الائمة و كان على يقول له:

أنت أقضى العرب. و قال له بعد ذلك في شي‏ء خطأه فيه: أخطأ العبد الابطر» (و في ص 306)، «و قال على يوما لأصحابه: أجمعوا لي القراء، فاجتمعوا في رحبة المسجد، فقال لهم: انى أوشك أن أفارقكم ثم جعل يسألهم و يقول لهم: ما تقولون في كذا؟- و يقولون له: يا أمير المؤمنين ما كذا و كذا؟- فيخبرهم حتى ارتفع النهار و تصدعوا و نفد ما عندهم، و شريح جاث على ركبتيه لا يسأله عن شي‏ء الا قال: كذا و كذا، و لا يسأل شريح عليا عن شي‏ء الا قال: كذا و كذا، ثم قال لشريح: أنت أقضى العرب».
(3)- قال الساروى في توضيح الاشتباه: «أصبغ بفتح الهمزة و سكون الصاد و فتح الباء الموحدة و آخره غين معجمة ابن نباتة بتقديم النون المضمومة على الباء الموحدة و آخره غين معجمة ابن نباتة بتقديم النون المضمومة على الباء الموحدة التميمي الحنظلي المجاشعي بضم الميم، كان من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام و عمر بعده و هو مشكور».
أقول: هو من خصيصى أمير المؤمنين (ع) و أجلاء أصحابه، و ترجمته مذكورة في كتب الفريقين و هو غنى عن الترجمة لشهرته و وضوح حاله فمن أراد البسط في ترجمته‏
الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 184
هو جبرئيل؟
قال علي- عليه السلام-:
جبرئيل من الملائكة، و الروح غير جبرئيل، و كان الرجل شاكا فكبر ذلك عليه فقال: لقد قلت عظيما، ما أحد من الناس يزعم أن الروح غير جبرئيل، قال علي- عليه السلام-: أنت ضال تروى عن أهل الضلال، يقول الله لنبيه: أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه و تعالى عما يشركون «1»* ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده «2» فالروح غير الملائكة، و قال: ليلة القدر خير من ألف شهر «3»* تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم «4» و قال: يوم يقوم الروح و الملائكة صفا «5» و قال لآدم و جبرئيل يومئذ مع الملائكة: إني خالق بشرا من طين «6»* فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين «7»* فسجد جبرئيل مع الملائكة للروح. و قال لمريم:
__________________________________________________
- فليراجع تنقيح المقال لكن نذكر هنا ما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال حتى يعتبر به أولو الابصار و نص عبارته: «أصبغ بن نباتة الحنظلي المجاشعي الكوفي عن على و عمار، و عنه ثابت البناني و الأجلح الكندي و فطر بن خليفة و طائفة. قال أبو بكر بن عياش: كذاب، و قال ابن معين:
ليس بثقة، و قال مرة: ليس بشي‏ء، و قال النسائي و ابن حبان: متروك، و قال ابن عدي:
بين الضعف، و قال أبو حاتم: لين الحديث، و قال العقيلي: كان يقول بالرجعة، و قال ابن حبان: فتن بحب على فأتى بالطامات فاستحق من أجلها الترك، و
عن على بن حزور عن الأصبغ بن نباتة عن أبى أيوب عن النبي (ص) أنه أمرنا بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين. قلت:

يا رسول الله مع من؟ قال: مع على بن أبى طالب،.
ابن الحزور هالك (الى آخر ما قال)».
(1 و 2)- آيتا 1 و 2 من سورة النحل، و ذيل الثانية: «أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون».

(3 و 4)- آيتا 3 و 4 من سورة القدر، و ذيل الثانية: «من كل أمر».

(5)- آية 38 سورة النبأ.
(6)- ذيل آية 71 سورة ص و صدرها: «إذ قال ربك للملائكة».

(7)- آية 29 سورة الحجر و 72 سورة ص.
الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 185
فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا «1»، و قال لمحمد- صلى الله عليه و آله و سلم-: نزل به الروح الأمين على قلبك [ثم قال «2»] لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين* و إنه لفي زبر الأولين «3» و الزبر الذكر «4» و الأولين رسول الله- صلى الله عليه و آله و سلم- منهم، فالروح واحدة و الصور شتى.
قال سعد «5»: فلم يفهم الشاك ما قاله أمير المؤمنين- عليه السلام- غير أنه قال:
الروح غير جبرئيل.
فسأله عن ليلة القدر فقال:
انى أراك تذكر ليلة القدر [و «6»] تنزل الملائكة و الروح فيها؟
قال له علي عليه السلام: قد رفرشت نزول الملائكة بمشفرة «7» فان عمى عليك «8» شرحه‏
__________________________________________________
(1)- ذيل آية 17 من سورة مريم و صدرها: «فاتخذت من دونهم حجابا».
(2)- كذا في الأصل فقط.
(3)- اربع آيات متواليات من سورة الشعراء (من 193- 196).
(4)- في البحار: «و الذكر».
(5)- كذا في الأصل صريحا لكن من المحتمل أن تكون الكلمة «سعيد» و يكون- المراد منه ابن المسيب بقرينة روايته عن على (ع) الأسئلة التي ألقيت اليه (ع) من الشاكين و ستأتي عن قريب.
(6)- حرف العطف مما أضفناه بقرينة المقام.
(7)- هذه الجملة في الأصل فقط فكأن كلمة «رفرشت» محرفة عن «رفشت» ففي لسان العرب: «الرفش الدق و الهرش يقال للذي يجيد أكل الطعام: انه ليرفش الطعام رفشا و يهرشه هرشا، و رفش فلان لحيته ترفيشا إذا سرحها فكأنها رفش و هو المجرف و يقال للذي يهيل بمجرفه الطعام الى يد الكيال: رفاش، و رفش البر يرفشه رفشا جرفه، و الرفش و الرفش (أي بالفتح و الضم) و المرفشة ما رفش به و يقال للمجرف الرفش، [قال‏] الليث: الرفش و الرفش لغتان سوادية و هي المجرفة يرفش بها البر رفشا، قال: و بعضهم يسميها المرفشة» و من المحتمل ان تكون كلمة المشفرة في المتن محرفة عن «المرفشة» و يشبه أن تكون العبارة مثلا من أمثال العرب بهذا الوجه: «قد رفشت بمرفشة»
الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 186
فسأعطيك ظاهرا منه تكون أعلم أهل بلادك بمعنى ليلة القدر، ليلة القدر، ليلة القدر، «1» قال: قد أنعمت علي إذا بنعمة.
قال له علي- عليه السلام-:
ان الله فرد يحب الوتر، و فرد اصطفى الوتر، فأجرى جميع الأشياء على سبعة، فقال عز و جل: [خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن «2»] و قال: خلق سبع سماوات طباقا «3»، و قال: جهنم لها سبعة أبواب «4» و قال: سبع سنبلات خضر و أخر يابسات «5» و قال: سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف «6» و قال: حبة أنبتت سبع سنابل «7»، و قال: سبعا من المثاني و القرآن العظيم، «8» فأبلغ حديثي أصحابك لعل الله يكون قد جعل فيهم نجيبا إذا هو سمع حديثنا نفر قلبه الى مودتنا، و يعلم فضل‏
__________________________________________________
و يكون «نزول الملائكة» من كلام على (ع) مدرجا بين جزأيه لكونه مبحوثا عنه و موردا للسؤال لكنى لم أجده فيما عندي من كتب الأمثال فتدبر.
-
في البحار: «قال له على (ع): ان غمي [بالغين المعجمة كما أن الأصل أيضا كذلك‏] عليك».

و
في المستدرك: «قال له على عليه السلام: فان عمى عليك».

ففي الصحاح: «عمى عليه الأمر إذا التبس و منه قوله تعالى: فعميت عليهم الأنباء يومئذ»


و
في مجمع البحرين: «فعميت عليكم‏


[آية 28 سورة هود] أي خفيت، يقال: عميت علينا الأمور أي اشتبهت و التبست، و منه قوله تعالى: فعميت عليهم الأنباء يومئذ [آية 66 سورة القصص‏] قرئ بالتشديد من قولهم: «عميت معنى البيت تعمية» فقراءة الكلمة بالغين المعجمة لا حاجة اليها، فان أبيت فالتغمية بمعنى الستر و التغطية.
(1)- كذا في الأصل و المستدرك ثلاث مرات لكن في البحار مرة واحدة.
(2)- من آية 12 سورة الطلاق، و الآية غير موجودة في الأصل و البحار و مذكورة في المستدرك.
(3)- من آية 3 سورة الملك.
(4)- من آية 44 سورة الحجر.
(5 و 6)- من آية 43 و 46 سورة يوسف.
(7)- من آية 261 سورة البقرة.
(8)- من آية 87 سورة الحجر.
الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 187
علمنا، و ما نضرب من الأمثال التي لا يعلمها الا العالمون بفضلنا «1».
قال السائل: بينها في أي ليلة أقصدها؟- قال: اطلبها في السبع الأواخر «2» و الله لئن عرفت آخر السبعة لقد عرفت أولهن، و لئن عرفت أولهن لقد أصبت ليلة القدر، قال: ما أفقه ما تقول، قال: ان الله طبع على قلوب قوم، فقال: ان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا «3» فأما إذ أبيت «4» و أبى عليك أن تفهم فانظر، فإذا مضت ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان فاطلبها في أربع و عشرين و هي ليلة السابع و معرفة السبعة فان من فاز بالسبعة كمل الدين كله، و هي الرحمة للعباد و العذاب عليهم، و هم الأبواب التي قال تعالى: لكل باب منهم جزء مقسوم «5» يهلك عند كل باب جزء و عند الولاية كل باب «6».
__________________________________________________
(1)- في البحار: «بفضلها».
(2)- كذا في الأصل و البحار.
(3)- من آية 57 سورة الكهف.
(4)- في المستدرك: «فأما إذا أبيت».
(5)- من آية 44 سورة الحجر.
(6)- نقله المجلسي (رحمه الله) في المجلد العشرين من البحار في باب ليلة القدر و فضلها (ص 100- 101) و نقله المحدث النوري (رحمه الله) في المستدرك في باب تعيين ليلة القدر من كتاب الصيام (ج 1، ص 583- 584».
(7)- في الأصل: «فسأله».
(8)- في البحار: «بالطين»








بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (94/ 5، بترقيم الشاملة آليا)
7 - كتاب الغارات: لابراهيم بن محمد الثقفي رفعه، عن الاصبغ بن نباتة أن جلا سأل عليا عليه السلام عن الروح قال: ليس هو جبرئيل قال علي: جبرئيل من الملائكة والروح غير جبرئيل وكان الرجل شاكا فكبر ذلك عليه، فقال: لقد قلت عظيما، ما أحد من الناس يزعم أن الروح غير جبرئيل، قال عليه السلام: أنت ضال تروي عن أهل الضلال يقول الله لنبيه " أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون * ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده " (1) فالروح غير الملائكة وقال: " ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم " (1) وقال: " يوم يقول الروح والملئكة صفا " (2) وقال لادم وجبرئيل يومئذ مع الملائكة " إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (3) فسجد جبرئيل مع الملائكة للروح وقال لمريم: " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا " (4) وقال لمحمد صلى الله عليه واله: " نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين * وإنه لفي زبر الاولين " (5) والزبر: الذكر، والاولين رسول الله صلى الله عليه واله منهم، فالروح واحدة والصور شتى. قال سعد: فلم يفهم الشاك ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام غير أنه قال: الروح غير جبرئيل، فسأله عن ليلة القدر فقال: إني أراك تذكر ليلة القدر تنزل الملائكة والروح فيها، قال له علي عليه السلام: إن عمي عليك شرحه فساعطيك ظاهرا منه تكون أعلم أهل بلادك بمعنى ليلة القدر قال: قد أنعمت على إذا بنعمة قال له علي عليه السلام: إن الله فرد يحب الوتر، وفرد اصطفى الوتر، فأجرى جميع الاشياء على سبعة فقال عزوجل " خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن " (6) وقال: " خلق سبع سموات طباقا " (7) وقال في جهنم: " لها سبعة أبواب " (8) وقال: " سبع سنبلات خضر واخر يابسات " (9) وقال: " سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف " (10) وقال: " حبة أنبتت سبع سنابل " (11) وقال: " سبعا من المثاني والقرآن العظيم " (12) فأبلغ حديثي أصحابك لعل الله يكون قد جعل فيهم نجيبا إذا هو سمع حديثنا نفر قلبه إلى مودتنا، ويعلم فضل علمنا، وما نضرب من الامثال التي لا يعلمها إلا العالمون بفضلنا. قال السائل: بينها في أي ليلة أقصدها ؟ قال: اطلبها في سبع الاواخر، والله لئن عرفت آخر السبعة لقد عرفت أولهن، ولئن عرفت أولهن لقد أصبت ليلة القدر، قال: ما أفقه ما تقول، قال: إن الله طبع على قلوب قوم فقال: " إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا " (1) فأما إذا أبيت وأبى عليك أن تفهم فانظر فإذا مضت ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان فاطلبها في أربع وعشرين، وهي ليلة السابع، ومعرفة السبعة، فان من فاز بالسبعة كمل الدين كله، وهي الرحمة للعباد والعذاب عليهم، وهم الابواب التي قال الله تعالى " لكل باب منهم جزء مقسوم " (2) يهلك عند كل باب جزء، وعند الولاية كل باب.





مستدرك الوسائل - النوري الطبرسي (7/ 463، بترقيم الشاملة آليا)
23 - (باب تعيين ليلة القدر، وأنها في كل سنة، وتأكد استحباب الغسل فيها، واحيائها بالعبادة، فإن اشتبه الهلال، استحب العمل في الليالي المشتبهة كلها)
[ 8666 ] 1 - ابراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارت: عن الاصبغ بن نباتة: أن رجلا سأل عليا (عليه السلام)، عن الروح، قال: " ليس هو جبرئيل، فإن (1) جبرئيل من الملائكة، والروح غير جبرئيل " وكان الرجل شاكا، فكبر ذلك عليه، فقال: لقد قلت عظيما، ما أجد (2) من الناس من يزعم أن الروح غير جبرئيل، قال علي (عليه السلام): " أنت ضال تروي عن أهل الضلال، يقول الله تعالى لنبيه: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكه بالروح من أمره على من يشاء من عباده) (3) فالروح غير الملائكة، وقال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم) (4) وقال تعالى: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا " (5) وقال لآدم، وجبرئيل يومئذ مع الملائكة: (إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) (6) فسجد جبرئيل مع الملائكة للروح، وقال تعالى لمريم: (فأرسلنا الهيا روحنا فتمثل لها بشرا سويا) (7) وقال تعالى لمحمد (صلى الله عليه وآله): (نزل به الروح الامين على قلبك) (8) - ثم قال -: (لتكون من المنذرين.
بلسان عربي مبين.
وأنه لفي زبر الاولين) (9) والزبر: الذكر، والاولين: رسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم، فالروح واحدة والصور شتى " قال سعد: فلم يفهم الشاك ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام)، غير أنه قال: الروح غير جبرئيل، فسأله عن ليلة القدر فقال: إني أراك تذكر ليلة القدر، تنزل الملائكة والروح فيها، قال له علي (عليه السلام): " (10) فإن عمى عليك شرحه، فسأعطيك ظاهرا منه، تكون أعلم أهل بلادك بمعنى ليلة القدر، ليلة القدر ليلة القدر "، قال: قد أنعمت علي [ إذا ] (11) بنعمة، قال له علي (عليه السلام): " إن الله فرد يحب الوتر، وفرد اصطفى الوتر، فأجرى جميع الاشياء على سبعة، فقال عزوجل: (خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن) (12) وقال: (خلق سبع سماوات طباقا) (13) وقال جهنم: (لها سبعة أبواب) (14) وقال: (سبع سنبلات خضر وأخر يابسات) (15) وقال: (سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) (16) وقال: (حبة أنبتت سبع سابل) (17) وقال: (سبعا من المثاني والقرآن العظيم) (18) فابلغ حديثي أصحابك، لعل الله يجعل (19) فيهم نجيبا، إذا هو سمع حديثنا، نفر قلبه إلى مودتنا، ويعلم فضل علمنا، وما نضرب من الامثال، التي لا يعلمها إلا العالمون بفضلنا " قال السائل: بينها في أي ليلة أقصدها ؟ قال: " اطلبها في السبع الاواخر، والله لئن عرفت آخر السبعة، لقد عرفت أولهن، ولئن عرفت أولهن، لقد أصبت ليلة القدر " قال: ما أفقه ما تقول، قال: " إن الله طبع على قلوب قوم، فقال: (ان تدعهم إلى الهدى فلن يهتدو إذا ابدا) (20) فأما إذا أبيت، وأبى عليك أن تفهم، فانظر فإذا مضت ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، فاطلبها في أربع وعشرين، وهي ليلة السابع، ومعرفة السبعة، فإن من فاز بالسبعة، كمل الدين كله، وهي الرحمة للعباد، والعذاب عليهم، وهم الابواب التي قال الله تعالى: (لكل باب منهم جزء مقسوم) (21) يهلك عند كل باب جزء، وعند الولاية كل باب ".






الكافي (ط - الإسلامية) ج‏3 25 باب صفة الوضوء ..... ص : 24
4- علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال قال أبو جعفر ع أ لا أحكي لكم وضوء رسول الله ص فقلنا بلى فدعا بقعب فيه شي‏ء من ماء ثم وضعه بين يديه ثم حسر عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال هكذا إذا كانت الكف طاهرة ثم غرف فملأها ماء فوضعها على جبينه ثم قال بسم الله و سدله على أطراف لحيته ثم أمر يده على وجهه و ظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده اليسرى فغرف بها ملأها ثم وضعه على مرفقه اليمنى و أمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه ثم غرف بيمينه ملأها فوضعه على مرفقه اليسرى و أمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه و مسح مقدم رأسه و ظهر قدميه ببلة يساره و بقية بلة يمناه قال و قال أبو جعفر ع إن الله وتر يحب الوتر فقد يجزئك من الوضوء ثلاث غرفات واحدة للوجه و اثنتان للذراعين و تمسح ببلة يمناك ناصيتك و ما بقي من بلة يمينك ظهر قدمك اليمنى و تمسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليسرى قال زرارة قال أبو جعفر ع سأل رجل أمير المؤمنين ع عن وضوء رسول الله ص فحكى له مثل ذلك.




التوحيد (للصدوق) 219 29 باب أسماء الله تعالى و الفرق بين معانيها و بين معاني أسماء المخلوقين
11- حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الأسواري قال حدثنا مكي بن أحمد بن سعدويه البرذعي قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي بدمشق و أنا أسمع قال حدثنا أبو عامر موسى بن عامر المري قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال: إن لله تبارك و تعالى تسعة و تسعين اسما مائة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة.





علل الشرائع ج‏2 468 222 باب النوادر ..... ص : 460
27 حدثنا علي بن عبد الله الوراق و علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحكم قال حدثنا بشر بن غياث قال حدثنا أبو يوسف قال حدثنا ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله ص قال صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة إن الله تعالى يحب الوتر لأنه واحد










صحيح البخاري (8/ 87)
6410 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال: حفظناه من أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رواية، قال: «لله تسعة وتسعون اسما، مائة إلا واحدا، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
6047 (5/2354) -[ ش (رواية) أي عن النبي صلى الله عليه وسلم. (لا يحفظها) عن ظهر قلب وهذا يستلزم تكرارها وهو المقصود. وقيل حفظها الخضوع لمعانيها والعمل بما تقتضيه. (وتر) واحد لا شريك له. (يحب الوتر) أكثر قبولا لما كان وترا ولذلك جعله في كثير من العبادات والمخلوقات كالصلوات الخمس والطواف سبعا والسموات وغير ذلك وندب التثليث في كثير من الأعمال كالوضوء والغسل]
[ر 2585]



صحيح مسلم (4/ 2062)
5 - (2677) حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر، جميعا عن سفيان - واللفظ لعمرو - حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لله تسعة وتسعون اسما، من حفظها دخل الجنة، وإن الله وتر، يحب الوتر» وفي رواية ابن أبي عمر: «من أحصاها»
__________

[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (وإن الله وتر يحب الوتر) الوتر الفرد ومعناه في حق الله تعالى الواحد الذي لا شريك له ولا نظير ومعنى يحب الوتر تفضيل الوتر في الأعمال وكثير من الطاعات فجعل الصلاة خمسا والطهارة ثلاثا ثلاثا والطواف سبعا والسعي سبعا ورمي الجمار سبعا وأيام التشريق ثلاثا والاستنجاء ثلاثا وكذا الأكفان وفي الزكاة خمسة أوسق وخمس أواق من الورق ونصاب الإبل وغير ذلك وجعل كثيرا من عظيم مخلوقاته وترا منها السموات والأرضون والبحار وأيام الأسبوع وغير ذلك (من أحصاها) معناه حفظها وهذا هو الأظهر لأنه جاء مفسرا في الرواية الأخرى من حفظها وقيل أحصاها عدها في الدعاء بها وقيل أطاقها أي أحسن المراعاة لها والمحافظة على ما تقتضيه وصدق بمعانيها والصحيح الأول]


6 - (2677) حدثني محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة»، وزاد همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه وتر يحب الوتر»






تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 252)
المؤلف: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ)
وأخبرنا عبد الله بن حامد عن صالح بن محمد قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد عن مسلم الأعور عن مجاهد عن ابن عباس أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له: أخبرني برأيك في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، قال: فقلت: إن الله سبحانه وتر يحب الوتر، السماوات سبع، والأرضون سبع، وترزق من سبع، وتخرج من سبع، ولا أراها إلّا في سبع بقين من رمضان، فقال عمر: وافق رأيي رأيك، ثم ضرب منكبي وقال: ما أنت بأقل القوم علما.




الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 577)
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس رضي الله عنهما وكان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم وجدوا في أنفسهم فقال: لأريتكم اليوم منه شيئا تعرفون فضله فسألهم عن هذه السورة (إذا جاء نصر الله) (سورة النصر) فقالوا: أمر نبينا صلى الله عليه وسلم إذا رأى مسارعة الناس في الإسلام ودخولهم فيه أن يحمد الله ويستغفره فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا ابن عباس مالك لا تتكلم فقال: أعلمه متى يموت
قال: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فهي آيتك من الموت فقال عمر رضي الله عنه: صدق والذي نفس عمر بيده ما أعلم منها إلا ما علمت
قال: وسألهم عن ليلة القدر فأكثروا فيها فقالوا: كنا نرى أنها في العشر الأوسط ثم بلغنا أنها في العشر الأواخر فأكثروا فيها فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم: ثلاث وعشرين وقال بعضهم: سبع وعشرين
فقال له عمر رضي الله عنه مالك يا ابن عباس لا تتكلم قال: الله أعلم
قال: قد نعلم أن الله أعلم ولكني إنما أسألك عن علمك فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الله وتر يحب الوتر خلق سبع سموات وجعل عدد الأيام سبعا وجعل الطواف بالبيت سبعا والسعي بين الصفا والمروة سبعا ورمي الجمار سبعا وخلق الإنسان من سبع وجعل رزقه من سبع
قال: كيف خلق الإنسان من سبع وجعل رزقه من سبع فقد فهمت من هذا شيئا لم أفهمه قال: قول الله: (لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) إلى قوله: (فتبارك الله أحسن الخالقين) (سورة المؤمنين الآية 14) ثم ذكر رزقه فقال: (إنا صببنا الماء صبا) (سورة عبس الآية 26) إلى قوله: (وفاكهة وأبا) فالأب ما أنبتت الأرض للأنعام والسبعة رزق لبني آدم قال: لا أراها والله أعلم إلا لثلاث يمضين وسبع يبقين
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلس في رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين فذكروا ليلة القدر فتكلم منهم من سمع فيها بشيء مما سمع فتراجع القوم فيها الكلام فقال عمر رضي الله عنه مالك يا ابن عباس صامت لا تتكلم تكلم ولا يمنعك الحداثة
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فقلت يا أمير المؤمنين: إن الله تعالى وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا تدور على سبع وخلق الإنسان من سبع وجعل فوقنا سموات سبعا وخلق تحتنا أرضين سبعا وأعطى من المثاني سبعا ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع وقسم الميراث في كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة سبعا وبين الصفا والمروة سبعا ورمى الجمار سبع لإقامة ذكر الله في كتابه فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان والله أعلم قال: فتعب عمر رضي الله عنه وقال: وما وافقني فيها أحد إلا هذا الغلام الذي لم يسر شؤون رأسه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التمسوها في العشر الأواخر ثم قال: يا هؤلاء من يؤدي في هذا كأداء ابن عباس
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين
وأخرج ابن أبي شيبة عن زر رضي الله عنه أنه سئل عن ليلة القدر فقال: كان عمر وحذيفة وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون أنها ليلة سبع وعشرين وأخرج ابن نصر وابن جرير في تهذيبه عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة