بسم الله الرحمن الرحیم

ازاله الریب فی علم النبی و الائمه بالغیب

الفهرست العام
علم غیب انبیاء و اوصیاء و اولیاء علیهم السلام
گروه فقه




بسم الله الرحمن الرحیم

یا امیرالمومنین علیه السلام

علی ای همای رحمت، تو چه آیتی خدا را؟

که به ماسوی فکندی، همه سایه هما را

دل اگر خداشناسی، همه در رخ علی بین

به علی شناختم من،به خدا قسم خدا را

به جز از علی که آرد پسری ابوالعجائب

که علم کند به عالم،شهدای کربلا را

ازاله الریب فی علم النبی و الائمه بالغیب

الاول:ما معنی الغیب؟

الغیب له معنی واضح.فالغیبه مقابل الحضور و الغائب هو ما یغیب عن الانسان.

ففی مقائیس اللغه ان الغیب يدلُّ على تستُّر الشى‌ء عن العُيون (معجم مقائيس اللغة؛ ج‌4، ص: 403

فاذا غاب شیئ عن حواس الانسان یصدق علیه الغیب لغهً.غاب عن بصره او سمعه. و يُقال: سمعت صوتاً من وراء الغَيْب أَي من موضع لا أَراه.(لسان العرب؛ ج‌1، ص: 654

هذا هو المعنی اللغوی للکلمه و لا خفاء فی معنی العلم بالغیب علی هذا القیاس.فاذا علم الانسان بامر غائب عن الآخر فهو علم بالغیب فی حق العالم.فالغیب بهذا المعنی مختلف عن الرجل الی الآخر بل بالنسبه الی رجل واحد من ساعه الی اخری.فهو نسبی تماماً.

نعم هذا الاستعمال خاصه عندما یکون متعلقاً للعلم، استخدام غیر شائع فی الالسنه.فهم یستخدمون الاسلوب عاده بالنسبه الی نوع البشر حیث لا طریق عادی الی معرفه المسئله.و مثل هذا الاستعمال ایضاً مختلف من فتره زمانیه الی اختها.فلو اطلع القاطنین فی الجزیره احد علی ما یجری فی قاره امریکا و ما یقاربها لعدوا کلامه من الاطلاع علی الغیب فهو غائب عن حواسهم و لا سبیل عادی الیهم.اما الآن اذا حدث مثل المسئله من عالم یجری اتصالا هاتفیا بتلک القاره و یخبر الآخرین فلا یعدً ذلک من العلم بالغیب.نعم یجری نفس الاستخدام علی نفس الرجل اذا اخبرهم من تلقاء نفسهم من دون استعمال سبب عادی.

الی هنا قد اتضح المعنی اللغوی و العرفی للغیب و العلم به.

لکن کلامنا فی الغیب المستخدم فی النصوص الدینیه.هل هناک اختلاف بین الاسلوب العرفی الذی عالجناه و الاسالیب القرآنیه و الروائیه.

قل لا یعلم من فی السماوات و الارض الغیب الا الله.

نعم هناک عنصر آخر غیر مطلق الغیبه عن الحس حیث کان مقتضی الاطلاق اللغوی و غیر الاسباب حیث کان مقتضی الاطلاق العرفی و هو المنشأ للعلم.هل العلم والاحاطه ذاتی بالنسبه الی العالم یعلمه من تلقاء نفسه او انه عرضی بتعلیم الغیر.ففی الآیه الشریفه المعنی واضح لا غبار علیه.لا یعلم الغیب و التاکید علی العلم و علی حقیقته (فان العلم بالغیر لیس حقیقه علم بل هو اعطاء من الغیر و علم بالتبع)الا الله فهو خالقه و هو المحیط به علماً و قدره.

نعم لا باس اذا اراد الله تبارک و تعالی ان یطلع العباد او بعضهم علی بعض الغیب او کله الا اذا کان الغیب مما اختص بالله علی نحو لا یطلع علیه الا من کان شانه الخالقیه فلا یمکن ان یطلع علیه المخلوقین.ففی ما عدا ذلک لا باس بالنسبه الی الاعطاء

عالم الغیب فلا یظهر علی غیبه احدا الا من ارتضی من رسول

دققوا فی التعبیر فان فیه لطفا.یقول الله تبارک و تعالی هو عالم الغیب و لا یشرکه فی علم الغیب بمعنی الاحاطه الذاتیه احدا و لکنه یظهر من ارتضاه و المناط هو الارتضاء و الرسول بیان للمرتضی و لیس المورد مخصصاً کما لا یخفی علی غیبه و لیس معنی الاظهار المشارکه فی العلم الذاتی بل هو مجرد تعلیم الجاهل ذاتاً و جعله عالماً بتعلیمه.

و هذا الکلام کله او جله موضع الوفاق بین المسلمین فی مختلف الفرق.

رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب (ص: 99)

وينبغي أن يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب من عند نفسه، بل علمه به من قبل ربه، وفيما هو مصلحة للدعوة، وتأمل قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } الجن آية: (26- 28) .

والواقع الذي تشهد له النصوص أن الخضر كان على علم علمه الله إياه وهذا العلم جاءه من طريق علام الغيوب سبحانه، ولولا ذلك ما عرف شيئا،

تفسير القرطبي (14/ 82)

 ثم إن الأنبياء يعلمون كثيرا من الغيب بتعريف الله تعالى إياهم.

النبوات لابن تيمية (1/ 174)

والنبي قد علمه الله من الغيب الذي عصمه فيه عن الخطأ ما لم يعلمه إلا نبي مثله.

قلت: هذا غير وارد بحمد الله- تعالى- فإن محمدا لم يدع أنه يعلم الغيب كله ولا أنه يعلم ما علم منه بنفسه، بل بإخبار الله له بذلك، كما قال الله سبحانه: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27) «7».

و اوضح ما فی الباب کلام الالبانی حیث یقول:

موسوعة الألباني في العقيدة (3/ 839)

الغيب كما لا يخفى على جميع الحاضرين إذا أطلق فالمقصود به الغيب الذاتي، أي الذي يعرفه الإنسان بذاته، يعني بعلمه الذاتي دون أن يتخذ وسيلة من الوسائل التي خلقها الله عز وجل ليصل بها إلى معرفة ما غاب عن بعض الناس، هذا الغيب هو الذي اختص الله عز وجل به دون الناس، نحن مثلا نعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخبرنا بكثير من المغيبات، ولكن هذا العلم الذي حدثنا به الرسول عليه السلام لم يكن علما ذاتيا به، وإنما أخبره الله عز وجل بواسطة الوحي، كما قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسول} (الجن:27)، فالله عز وجل إذا ارتضى رسولا فينبئه ببعض المغيبات، هذا الرسول المنبأ لا يوصف بأنه عالم بالغيب، وإنما هو منبأ بالغيب كما جاء في صحيح البخاري: «أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مر ذات يوم بجارية من الأنصار، وهي تغني تضرب على دف وتقول: وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال عليه السلام: لا يعلم الغيب إلا الله، دعي هذا وقولي ما كنت تقولين».

دعي قولك: وفينا نبي يعلم ما في غد؛ لأنه هو لا يعلم الغيب بواسطة ذاته، وإنما بواسطة إعلام ربه إياه على بعض المغيبات، إذا عرفنا هذه الحقيقة وخلاصة ذلك أن العلم بالغيب إما أن يكون ذاتيا، وإما أن يكون بالواسطة، فالذي اختص الله به هو القسم الأول، أما القسم الآخر فقد يتحقق به بعض الناس،

و قد تعرفت و لا سیما فی الکلام الاخیر علی العلم الذاتی و العلم التعلیمی من قبل الله تبارک و تعالی و هذا هو المائز الحقیقی.و لا اعرف احداً من الامامیه یقولون خلاف ذلک بل هم قد صرّحوا بمثل ذلک و قد نادی بذلک الاخبار الکثیره و تصریحات علمائهم فی الکتب.

نعم هناک اختلاف فی کمیه العلم الموجود و سوف نطرح الکلام فیه الا انا لا بد ان نوکد علی موضع الوفاق کی لا یشتبه الامر علی من لا معرفه له بکلمات العلماء.

فالیک کلام المفید فی القمام

تذييل قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب المسائل أقول إن الأئمة من آل محمد ع قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد و يعرفون ما يكون قبل كونه و ليس ذلك بواجب في صفاتهم و لا شرطا في إمامتهم و إنما أكرمهم الله تعالى به و أعلمهم إياه للطف في طاعتهم و التسجيل بإمامتهم و ليس ذلك بواجب عقلا و لكنه وجب لهم من جهة السماع فأما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين الفساد لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد و هذا لا يكون إلا الله عز و جل و على قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة و من انتمى إليهم من الغلاة.[1]

و کذلک الطبرسی فی مجمع البیان ره یقول ذیل الآیه قل لا اقول لکم عندی خزائن الله و لا اعلم الغیب

و لا أعلم الغيب الذي يختص الله بعلمه و إنما أعلم قدر ما يعلمني الله تعالى من أمر البعث و النشور و الجنة و النار و غير ذلك

و المجلسی ره

تحقيق قد عرفت مرارا أن نفي علم الغيب عنهم معناه أنهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام و إلا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبياء و الأوصياء ع من هذا القبيل و أحد وجوه إعجاز القرآن أيضا اشتماله على الإخبار بالمغيبات و نحن أيضا نعلم كثيرا من المغيبات بإخبار الله تعالى و رسوله و الأئمة ع كالقيامة و أحوالها و الجنة و النار و الرجعة و قيام القائم ع و نزول عيسى ع و غير ذلك من أشراط الساعة و العرش و الكرسي و الملائكة.

و هناک الاخبار الکثیره الوارده عن الائمه علیهم السلام تنادی بمثل ذلک

1- فس، تفسير القمي إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 102

قال الصادق ع هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب و لا نبي مرسل و هي من صفات الله عز و جل[2].

2- ل، الخصال ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن عبد الرحمن بن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال: قال لي أبي أ لا أخبرك بخمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه قلت بلى قال إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير[3].

3- ير، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إن لله علمين علم استأثر به في غيبه فلم يطلع عليه نبيا من أنبيائه و لا ملكا من ملائكته و ذلك قول الله تعالى إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت و له علم قد أطلع عليه ملائكته فما أطلع عليه ملائكته فقد أطلع عليه محمدا و آله و ما أطلع عليه محمدا و آله فقد أطلعني عليه يعلمه الكبير منا و الصغير إلى أن تقوم الساعة[4].

4- شي، تفسير العياشي عن خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال: إن الله يقول في كتابه و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء يعني الفقر[5].

5- جا، المجالس للمفيد الحسين بن أحمد بن المغيرة عن حيدر بن محمد السمرقندي عن محمد بن عمر الكشي عن حمدويه بن نصير عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي المغيرة قال: كنت أنا و يحيى بن عبد الله بن الحسن عند أبي الحسن ع فقال له يحيى جعلت

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 103

فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب فقال سبحان الله ضع يدك على رأسي فو الله ما بقيت شعرة فيه و لا في جسدي إلا قامت ثم قال لا و الله ما هي إلا وراثة عن رسول الله ص[6].

6- نهج، نهج البلاغة لما أخبر ع بأخبار الترك و بعض الأخبار الآتية قال له بعض أصحابه لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك و قال للرجل و كان كلبيا يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب و إنما هو تعلم من ذي علم و إنما علم الغيب علم الساعة و ما عدده الله سبحانه بقوله إن الله عنده علم الساعة الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى أو قبيح أو جميل أو سخي أو بخيل أو شقي أو سعيد و من يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله و ما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه و دعا لي بأن يعيه صدري و تضطم عليه جوانحي[7].

و من المعجب الموافقه بین اخبارنا و الخبار مخالفینا فی هذا المقام حیث یدل علی نقطه واحده و لا بد من الجد فی فهم المعنی من خلال هذه النصوص المتحده الفاظاً.

و دقق فی العباره الاخیره حیث ساله الکلبی عن علم الغیب فصرح الامام بانه لیس بعلم غیب و انما هو تعلم.فالفارق الجوهری بین العلم بالغیب المنفی عن الائمه و غیرهم و الثابت لهم هو الذاتیه و التعلم.

هذا کلام جمیع علماء الامامیه لا یشذ عنهم واحد.

لکن هناک التهم موجهاً الی الشیعه منذ القرون السابقه انهم یزعمون لائمتهم علم الغیب.فان کان المراد به العلم الذاتی فحاشا و کلّا.و الامر کله بید الله لا یعلم الغیب الا هو.به صرح ائمتهم

5- جا، المجالس للمفيد الحسين بن أحمد بن المغيرة عن حيدر بن محمد السمرقندي عن محمد بن عمر الكشي عن حمدويه بن نصير عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي المغيرة قال: كنت أنا و يحيى بن عبد الله بن الحسن عند أبي الحسن ع فقال له يحيى جعلت

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 103

فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب فقال سبحان الله ضع يدك على رأسي فو الله ما بقيت شعرة فيه و لا في جسدي إلا قامت ثم قال لا و الله ما هي إلا وراثة عن رسول الله ص[8].

و علماوهم و قد مر علیک الخبر.

و ان کان المراد انهم یعلمون ما یعلمون بواسطه التعلیم و الوراثه عن رسول الله و علم الرسول من علم الله تعالی فهذا هو الحق نقول به و شتان بین القولین.

و ما شأننا و المفوّضه و الغلاه خرجوا عن الاسلام الی الکفر و عن موالاه الائمه الی المغالاه.لیسو هم منا و لا من الاسلام فی شیئ.لعنهم ائمتنا و علماونا.

و ما بالکم لا تقبلون کلام علماء الامامیه و تصریحاتهم و کلماتهم فی هذا المقام یقولون بان کلامنا واحد ثم تسندون الی کلام مشتبه ذو وجهین او الی کلام من غال تبرأ منه العلماء و الائمه و تملأون الآفاق من التهم لا اساس لها فانی توفکون.

و لیس هذا بحدیث.فانه کان جاریا منذ القرون الاوائل.لاحظ کلام الشیخ الطبرسی فی المجال:

و قال رحمه الله في قوله تعالى و لله غيب السماوات و الأرض معناه و لله علم ما غاب في السماوات و الأرض لا يخفى عليه شيء منه ثم قال وجدت بعض المشايخ ممن يتسم بالعدل و التشيع قد ظلم الشيعة الإمامية في هذا الموضع من تفسيره فقال هذا يدل على أن الله تعالى يختص بعلم الغيب خلافا لما تقول الرافضة إن الأئمة ع يعلمون الغيب و لا شك أنه عنى بذلك من يقول بإمامة الاثني عشر و يدين بأنهم أفضل الأنام بعد النبي ص فإن هذا دأبه و ديدنه فيهم يشنع في مواضع كثيرة من كتابه عليهم و ينسب القبائح و الفضائح إليهم و لا نعلم أحد منهم استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق و إنما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات لا بعلم مستفاد و هذا صفة القديم سبحانه العالم لذاته لا يشركه فيه أحد من المخلوقين و من اعتقد أن غير الله يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة الإسلام.

و أما ما نقل عن أمير المؤمنين ع و رواه عنه الخاص و العام من الإخبار بالغائبات في خطب الملاحم و غيرها كإخباره عن صاحب الزنج و عن ولاية مروان بن الحكم و أولاده و ما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدى ع فإن جميع ذلك متلقى من النبي ص مما أطلعه الله عليه فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الأخبار المشهورة إلى أنه يعتقد كونهم عالمين بالغيب و هل هذا إلا سب قبيح و تضليل لهم بل تكفير و لا يرتضيه من هو بالمذاهب خبير و الله يحكم بينه و بينهم و إليه المصير[9].

و قد مر علیک فی کلام المفید ان هذا کلام المفوضه.فراجع.

مدی علم الرسول

مقدار علم حضرات تا چه مقدار است؟

بیایید به این مسئله نگاه دو ارزشی نداشته باشیم.اساساً قاعده در مثل چنین مسائلی بر فهم دو ارزشی نیست.سوال:

آیا دامنه علم حضرت رسول صلوات الله علیه وآله با دیگر افراد بشر تفاوتی دارد یا خیر؟

در صورتی که پاسخ منفی باشد،پس تفاوت رسول خدا به عنوان پیامبر از جانب حضرت حق چگونه خواهد بود؟

آیا رسالت و نبوت از جانب خداوند اقتضا ندارد که این شخصیت با دیگر افراد بشر تفاوت داشته باشد؟

در میان امتیازات افراد بشر، کدام یک به صورت روشن و ملموس برای همگان قابل فهم است به گونه ای که با یک معاشرت ساده می توان به آن دست پیدا کرد؟

زاویه ای دیگر

هدف از ارسال انبیا و از جمله نبی خاتم چیست؟

آیا هدف آن ها غیر از ابلاغ شریعت الهی است و آیا شریعت الهی بر مردمان به صورت طبیعی پوشیده نیست و الا اگر تمامی اجزای شریعت اعم از احکام دینی و واجبات و مستحبات تا خصوصیات و حالات روز قیامت و احوال آن پوشیده نبود چه نیازی به ارسال رسل بود؟

آیا کسی که از جانب خداوند برای ابلاغ شریعت ارسال می شود خود نباید عالم و مطلع به اصل شریعت و نکاتی که به صورت معمولی از مردم پوشیده است باشد؟

زاویه سوم

شاخصه یک نبی چیست؟

مردم به صورت ارتکازی و ناخودآگاه د رهنگام مواجهه با کسی که مدعی نبوت از او چه خواسته دارند؟

پاسخ روشن است.معجزه.هر آن چه که به آن ها قدرت ماورایی و علم ماورایی دارنده را نشان دهد.علم و قدرتی از جانب حق.

به نظر می رسد با مجموعه سوالات مطرح شده این معنا به صورت مسلم بین تمام کسانی که صیغه اسلام را دارند می تواند مشترکاً مطرح باشد که در میان مردم انبیا علومی دارند که دیگران از آن بی بهره اند و این علوم از جانب حضرت حق است.

با توجه به مقدماتی که در زمینه اطلاق لغوی و عرفی این کلمه مطرح شد،جای ابهام نیست که این علوم چون از دسترس عموم بشر خارج هستند و به صورت طبیعی راهی به سوی آن ندارند می توانند علم به غیب نامگذاری شوند و این تعبیر تعبیری است درست.و این تعبیر ارتکازی در تعابیر حتی علمای عامه هم به چشم می خورد.همانان که بر شیعه خرده می گیرند که به حضرات علم غیب نسبت می دهد در حالی که علم غیب تنها از آن خداست.

ابن تیمیه در این باره می گوید:

وكذلك مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليريه الرب من آياته فخاصة الرسول ليست مجرد قطع هذه المسافة، بل قطعها ليريه الرب من الآيات الغائبة ما يخبر به. فهذا لا يقدر عليه الجن، وهو نفسه لم يحتج بالمسرى على نبوته، بل جعله مما يؤمن به؛ فأخبرهم به ليؤمنوا به.

النبوات لابن تيمية (1/ 148)

والمقصود إيمانهم بما أخبرهم من الغيب الذي رآه تلك الليلة.

آیا می شود کسی که اخبار از غیب می دهد عالم به غیب نباشد؟

شواهد مختلف علم به غیب

اساس ایمان ، ایمان به غیب است.لازمه ایمان به غیب اطلاع داشتن از آن هست

داستان انبیا از جمله غیوب است که در قرآن به آن تصریح شده است تلک من انباء الغیب

آیا می توان مومن بود و علم غیب رسول خدا را باور نداشت؟

بسم الله الرحمن الرحیم

در بسیاری از فضاهای عمومی،بیان یک جمله برای شناخت یک شخص،گروه و یک مجموعه کافی است.نیازی نیست که انسان توضیح بیشتری بدهد.

وقتی کسی به خواستگاری فرزند شما می آید و درصدد تحقیق برمی آیید با یک جمله مواجه می شوید که آقای خواستگار معتاد است.گزاره دوم در ذهن شما به صورت روشن وجود دارد و فاصله طی شدن مسیر از ف تا فرحزاد کوتاه است.

در فضاهای سیاسی،اجتماعی هم از این دست مثال ها زیاد است.ناک اوت کردن طرف مقابل تنها با یک کلمه.بدون هیچ گونه استدلال زحمت خاصه در فضاهای امروزی که دنیای مجازی است و هشتگ.کافی است که با ترند کردن یک هشتگ یک شخصیت از قاموس فرهنگ و سیاست یک جامعه خداحافظی کند.برچسب زدن روی شخصیت رویه ای است مرسوم.فلانی تندروست یا کندرو.

در این میان اما داستان برای جویندگان حقیقت متفاوت است.

نکته ای که باید فارغ از هیاهو و قیل و قال به آن توجه کنیم این است.

به عبارت طلبگی اثبات صغری و کبری.

به عبارت ساده تر،باید دید اولا آیا این برچسب که به طرف مقابل زده شده است درست است یا نادرست و ثانیا بر فرض صحت آیا این برچسب ایراد دارد و به تعبیر باز هم دقیق تر،آیا همیشه و در همه مواقع حکم یکسانی دارد یا خیر.

معمولا در فضای جار و جنجال افراد همراه می شوند بدون این که خود بدانند مقصد کجاست.

فارغ از قضاوت،داستانی که در مورد مخالفت با فلسفه نقل زبان هاست خالی از لطف نیست که می گویند عالمی فردی را دید که لعن ملاصدرا می کند از او پرسید از علتش.پاسخ شنید که مگر نمی دانی؟قائل است به وحدت واجب الوجود(وحدت وجود اصطلاحی است فلسفی و قائلین به آن در بوته نقد تفکیر و ایمانند اما وحدت واجب الوجود یعنی یکی بودن خداوند و این جزو معتقدات واضح همه مسلمین است)عالم گفت مرا هم لعن کن که قائلم.

برویم سراغ اصل مطلب.

خطوط کلی بحث

فارغ از هیاهو باید بررسی کرد اتهام علم غیب نزد شیعه

آن ها می گویند این جزو بدعت های شیعه است

مفهوم بدعت امری است نو که سابقه نداشته است.

با تحلیل مفهومی هر یک از عناصر می توان نتیجه گرفت

مفهوم علم ومفهوم غیب

سوال اول:آیا غیب از اموری است که در شریعت نبوده است.

اشاره به آیات مختلف قرآنی در مورد غیب

عنوان: قرآن - غيب

البقرة ، الجزء 1، الصفحة: 2، الآية: 3

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3

آلعمران ، الجزء 3، الصفحة: 55، الآية: 44

ذٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ مَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ مَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿44

مشخص می شود که غیب مفهوم ناشناخته ای نیست

بلکه بالاتر از آن مفهومی است که لازمه ایمان و تدین است.

سوال دوم: آیا می شود بدون علم ایمان داشت؟

آیا لازم نیست که شخصی به ما از غیب خبر دهد؟

اساس دینداری و فارق بین ادیان و مائز بین مدعی و غیرمدعی در نبوت چیست؟

این جا پای عنصر دوم یعنی علم به وسط می آید.

آلعمران ، الجزء 4، الصفحة: 73، الآية: 179

مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَ لٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿179

پس تا به این جا اصل غیب از عناصر تقوا

علم به آن لازمه دین و مسئله نبوت شمرده شد

و مشخص شد که اصل اطلاع از غیب می تواند وجود داشته باشد.

بلکه بالاتر از آن اصلا باید وجود داشته باشد تا نبی نبی باشد.

هود ، الجزء 12، الصفحة: 227، الآية: 49

تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَ لاَ قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هٰذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿49

الجن ، الجزء 29، الصفحة: 573، الآية: 26

عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ﴿26

الا من ارتضی من رسول

پس یک مفهوم نو در دین نیست.

ممکن است گفته شود با این مشکل نداریم.

مشکل در این است که شما مقصودتان از علم غیب علم غیب استقلالی است

اتفاقا این همان مطلبی است که ما درصدد اثباتیم.

اولا

التوضيح لشرح الجامع الصحيح (33/ 202)

قولها: (من حدثك أن محمدا يعلم الغيب فقد كذب).

قال الداودي: ما أظنه محفوظا، وإنما المحفوظ: من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب (3)، وإنما قالت ذلك؛ لأن الرافضة كانت تقول: إنه - عليه السلام - خص عليا بعلم لم يعلمه غيره، وأما علم الغيب فما أحد يدعي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعلم منه إلا ما علمه الله تعالى.

ثانیا پس با این حساب دیگر این کلمه از ماهیت کاربری سابق خودمی افتد.

علم غیب استقلالی

علم غیب غیر استقلالی.

در این که مورد دوم به نحو فی الجمله اشکالی ندارد شبهه ای نیست و تصریحات مختلف علمای اهل سنت شاهد این مطلب است.

النبوات لابن تيمية (1/ 148)

والمقصود إيمانهم بما أخبرهم من الغيب الذي رآه تلك الليلة، وإلا فهم كانوا يعرفون المسجد الأقصى، ولهذا قال: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} 1.

قال ابن عباس [رضي الله عنه] 2: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به3. وهذا كما قال في الآية: {ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى} 4.

وكذلك ما يخبر به الرسول من أنباء الغيب؛ قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} 5. فهذا غيب الرب الذي اختص به؛ مثل علمه بما سيكون من تفصيل الأمور الكبار على وجه الصدق، فإن هذا لا يقدر عليه إلا الله.

در مقام مواجهه با شیعه(انسان وقتی که در مقام دفاع قرار می گیرد ناخوداگاه به اموری اعتراف می کند)

الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية (ص: 31)

صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو قطعي الدلالة، كالآيات والأحاديث الصحيحة في خلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما صح صدوره عنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. والذي يقارن بين ما نسبوه لأئمتهم، وبين ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الغيبيات يتبين له أن ما ثبت من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن والأحاديث المتواترة والصحيحة لا يبلغ جزءاً يسيراً مما زعمته الشيعة للأئمة الاثني عشر من علم الغيب بعد انقطاع الوحي الإلهي عن الأرض وجميع رواة الغيبيات عن الأئمة الاثني عشر معروفون عند علماء الجرح والتعديل، من أهل السنة بأنهم كانوا كذبة، لكن أتباعهم من الشيعة لا يأبهون لذلك، ويصدقونهم فيما رووه من الغيبيات عن الأئمة، في حين أن مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب وقاضي محكمتهم الشرعية العليا في لبنان ومجتهدهم (محمد حسن الأشتباني) يصفقون ويهللون لدعوى عدم وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأمور الغيبية ويريدون أن يحصروا مهمة الرسالة المحمدية في مسائل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس وأشباهها من الفروع الفقهية

إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان (ص: 10)

ومما جاء في الآيتين والأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان، وما قاله ابن عباس وأبو هريرة وغيرهما من السلف في تفسير الآيتين من سورة النساء وسورة الزخرف يعلم أن نزول عيسى عليه الصلاة والسلام حق، والحق لا يتنافى مع الإسلام، ومن زعم أن نزوله يتنافى مع الإسلام فهو ممن يشك في إسلامه، لأنه لم يحقق الشهادة بأن محمدا رسول الله، إذ لابد في تحقيقها من التصديق بكل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمور الغيب مما كان فيما مضى، وما سيكون في المستقبل.

و 20 ص موارد دیگر

اگر علم به غیب ولوغیراستقلالی مفهومی نداشته باشد با مفاهیمی نظیر فراست، خواب و الهام برای اولیا چه کنیم

مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود (3/ 1099)

 وقال (اخسأ فلن تعدو قدرك) يريد أنَّ ذلك شيء اطّلع عليه الشيطان، فألقاه إليه وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبل الوحي السماوي إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين يوحى إليهم علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون العلم ويصيبون بنور قلوبهم، وإنَّما كانت له تارات يصيب في بعض ويخطئ في بعض وذلك معنى قوله: (يأتيني صادق وكاذب) فقال له عند ذلك: (قد خلط عليك).

. وذلك أن الرؤيا لا تكون من أجزاء النبوة إلا إذا وقعت من مسلم صادق صالح، وهو الذي يناسب حاله حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء، وهو الاطلاع على شيء من علم الغيب،

پس این علم غیب لابد منه است.

اما اگر علم غیب استقلالی مراد باشد این ملازم است با شرک.

پس نسبت به صغرای قیاس مشخص شد که دو نوع علم غیب داریم و دیدیم که خود علمای عامه هم استفاده کرده اند از اصطلاح علم غیب و مطابق ارتکاز است این استفاده.

اما شیعه چه می گویند؟

رویه عقلائی در مواجهه با یک اتهام چیست

مراجعه به کلمات خودشان.

و در روایات هم به صورت صریح نقطه ای وجود دارد که مشخص می کند غلات بودند که چنین عقیده ای داشتند

این رایج است که تفکر غلات به جای تفکر امامیه گذاشته می شود.

سوال ما از اهل سنت این است

مگر شما داعیه دار اسلام توحید نیستید

مگر به دنبال این نیستید که اسلام از آلودگی های شرک آلود رافضه به اصطلاح خود شما عاری شود

خوب ما هم رسما می گوییم این ها را قبول نداریم.

بسیار خوب اسلام از آلودگی خالی شد.

چرا ادامه می دهید و دوباره ما را به چوب غلات می رانید.

این کلام علمای امامیه است.

این عنوان مجلسی است

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 98

باب 4 أنهم ع لا يعلمون الغيب و معناه

این روایت ماست

6- نهج، نهج البلاغة لما أخبر ع بأخبار الترك و بعض الأخبار الآتية قال له بعض أصحابه لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك و قال للرجل و كان كلبيا يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب و إنما هو تعلم من ذي علم و إنما علم الغيب علم الساعة و ما عدده الله سبحانه بقوله إن الله عنده علم الساعة الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى أو قبيح أو جميل أو سخي أو بخيل أو شقي أو سعيد و من يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله و ما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه و دعا لي بأن يعيه صدري و تضطم عليه جوانحي[1].

این کلام مجلسی است

تحقيق قد عرفت مرارا أن نفي علم الغيب عنهم معناه أنهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام و إلا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبياء و الأوصياء ع من هذا القبيل و أحد وجوه إعجاز القرآن أيضا اشتماله على الإخبار بالمغيبات و نحن أيضا نعلم كثيرا من المغيبات بإخبار الله تعالى و رسوله و الأئمة ع كالقيامة و أحوالها و الجنة و النار و الرجعة و قيام القائم ع و نزول عيسى ع و غير ذلك من أشراط الساعة و العرش و الكرسي و الملائكة.

این کلام مفید ره است

تذييل قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب المسائل أقول إن الأئمة من آل محمد ع قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد و يعرفون ما يكون قبل كونه و ليس ذلك بواجب في صفاتهم و لا شرطا في إمامتهم و إنما أكرمهم الله تعالى به و أعلمهم إياه للطف في طاعتهم و التسجيل بإمامتهم و ليس ذلك بواجب عقلا و لكنه وجب لهم من جهة السماع فأما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين الفساد لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد و هذا لا يكون إلا الله عز و جل و على قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة و من انتمى إليهم من الغلاة.[2]

نکته دیگر :

امامیه در این زمینه متفرد نیست کسان دیگری هم هستند که ادعایی چون ادعای امامیه دارند ولی عامیند. موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (8/ 390، بترقيم الشاملة آليا)

وقال: إن علم اللوح وعلم القلم وعلم ما كان وما يكون جزءا واحدا من علوم النبي صلى الله عليه وسلم" (4).و "إن علومه "أي النبي صلى الله عليه وسلم" تتنوع إلى الجزئيات والكليات وحقائق ودقائق وعوارض ومعارف تتعلق بالذات والصفات، وعلم اللوح والقلم إنما يكون سطرا من سطور علمه ونهرا من بحور حلمه، ثم مع هذا ببركة وجوده صلى الله عليه وسلم، هو وسع العالمين علما وحلما" (5).

كما قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم عليم بجميع الأشياء من شئونات الإلهية وأحكام صفات الحق والأسماء والأفعال والآثار وأحاط بجميع العلوم الظاهرة والباطنة والأولى والآخرة" (6).

وقال الآخر من طائفته: ولم يحجب عن روح النبي صلى الله عليه وسلم شيء من العالم، فهو مطلع على عرشه وعلوه وسفله ودنياه وآخرته وناره وجنته، لأن جميع ذلك خلق لأجله صلى الله عليه وسلم" (7).وقال: إن علم النبي صلى الله عليه وسلم محيط بجميع المعلومات الغيبية الملكوتية" (8).

سوال عمده می ماند در مورد مقدار علم نبی

اصل علم به ایه سوره جن ثابت شد

مقدار آن

اولا با استثنای مقدار ماثور علم که در روایات به ان تصریح شد هاست

دیگر مشکلی ندارد.علم استقلالی مشکل دارد هیچ جای آیه هم تصریح به بعض علم غیب برای پیامبر نشده است

بعد از اثبات علم حضرت رسول سوال بعدی این است

آیا شان رسول خدا تعلیم است یا تعلیم از امور جانبی است

هرجایی وصف رسول خدا با آمده است با اوصافی نظیر تعلیم و انذار و تبشیر همراه است

سوال انذار و امثال آن با چه اسبابی فراهم می شود.

مگر خود اهل سنت روایت ندارند که حضرت مطلبی که می دانستند کتمان نمی کردند

پس قاعده این مطالب به بعدی ها رسیده است

حال استبعادی دارد علم حضرات معصومین به واسطه رسول مکرم؟

در مورد صحابه مگر خود آن ها ندارد که علم غیب داشتند

یا ملهم بودند؟

مقالات الإسلاميين ت ريتر (ص: 4)

منه إلا خرجت قال: بلى قال: فما المخرج مما نزل قال له عمرو بن العاص: فلي عليك أن لا تخرج مصر من يدي ما

بقيت قال: لك ذلك ولك به عهد الله وميثاقه قال: فأمر بالمصاحف فترفع ثم يقول أهل الشام لأهل العراق: يا أهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم البقية البقية فإنه إن أجابك إلى ما تريده خالفه أصحابه وإن خالفك خالفه أصحابه وكان عمرو بن العاص في رأيه الذي أشار به كأنه ينظر إلى الغيب من وراء حجاب رقيق فأمر معاوية أصحابه برفع المصاحف وبما أشار به عليه عمرو بن العاص ففعلوا ذلك فاضطرب أهل العراق على علي رضوان الله عليه

إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة (ص: 8)

ولكن ابن عباس رضي الله عنهما نظر الى الغيب من ستر رقيق اذ قال ذلك فكان هو المطابق للحال الموافق للواقع, انتهى المقصود من كلامه. وفيه ثلاثة أخطاء.

و ناهیک فی هذا الباب کلام الشوکانی

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 504)

 

قال: وفيه دلالة على جواز اطلاع الولي على المغيبات باطلاع الله تعالى وإياه، ولا يمنع من ذلك ظاهر قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} فإنه لا يمنع دخول بعض أتباعه معه بالتبعية لصدق قولنا: ما دخل على الملك اليوم إلا الوزير. ومن المعلوم أنه دخل معه بعض خدمه.

قلت: الوصف المستثنى للرسول هنا إن كان فيما يتعلق بخصوص كونه رسولا فلا مشاركة لأحد من أتباعه فيه إلا منه، وإلا فيحتمل ما قال، والعلم عند الله عز وجل " انتهى.

أقول: أما قوله: في هذا الحديث عظم قدر الولي فلا شك في ذلك لأن الله سبحانه قد أحبه وكان سمعه وبصره ويده ورجله، ووعده بأنه إذا سأله أعطاه، وإذا استعاذه أعاذه.

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 506)

وأما قوله: " ولا يمنع من ذلك ظاهر قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} فإنه لا يمنع أحدا من دخول بعض أتباعه معه بالتبعية الخ.

فأقول: هذا صحيح، فإن الله سبحانه قد أطلع على ما يشاء من غيبه من يرتضيه من رسله كما تفيده هذه الآية: ولم يمنع الرسول من إظهار ما أطلعه عليه على بعض خواصه من أتباعه:

وقد وقع منه [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم ذلك في غير قضية كاطلاعه حذيفة

 

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 507)

على أهل النفاق ومعرفته بهم. واطلاعه له أيضا على بعض الأمور المستقبلة خصوصا أمور الفتن التي حدثت بعد رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم، فإنه كان بها خبيرا، وكان يسأل عنها فيجيب كسؤال عمر له الثابت في الصحيح، وإخباره له بأن بينه وبينها بابا، فقال عمر له: أيكسر أم يفتح؟ فقال: بلى يكسر، ففهم عمر رضي الله عنه أنه الباب وأنه يقتل.

فهذا وأمثاله هو من عند الله سبحانه. ومن ذلك: قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في صحيح مسلم وغيره: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ". ومن ذلك قضية المخدج الذي قتل من الخوارج في يوم النهروان وأمرهم علي أن

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 508)

يبحثوا عنه فلم يجدوه، فقام فوجده فقال له أبو عبيدة السلماني آلله إنه لعهد النبي إليك قال: نعم.

بل ثبت في الصحيح " أن النبي [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم قام مقاما فما ترك شيئا من الأمور المستقبلة حتى أخبرهم به حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه ". وذكر كل قائد من قواد الفتن، وأخبر جماعة من الصحابة كأبي ذر، وأبي هريرة وغيرهما بشيء من الأمور المستقبلة، كما ذكره أهل الحديث والسير والتاريخ.

وكما قال لعبد الله بن عباس، لما وصل إليه بابنه علي ليبرك عليه: خذ إليك أبا الأملاك، فكان أول من ملك من أولاده السفاح عبد الله بن محمد

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 509)

ابن علي بن عبد الله بن العباس، ثم ملك بعده أخوه المنصور، ثم أولاده من خلفاء بني العباس، وكانت لهم تلك الدولة الطويلة. بل كان لدى أولاد علي بن أبي طالب من الأخبار المتعلقة بالدول ما هو معروف، وكان الإمام الباقر والإمام الصادق يخبران خواصهم بالوقت الذي تنتقل فيه الدولة من بني أمية إلى بني هاشم. بل كان عند بني أمية من دولتهم أخبار منقولة في كتب التاريخ، وكان العارف بها مسلمة بن عبد الملك بن مروان.

ومن أعجب ما روى عنه أنهم اجتمعوا في أيام دولتهم في مسجد من المساجد الخاصة بهم، فصار مسلمة بن عبد الملك يحدثهم بالأمور التي يكون بها زوال دولتهم، وبينما هو يذكر لهم قيام أبي مسلم بظهور الدولة الهاشمية بخراسان، صادف في ذلك الوقت دخول رجل غريب عليهم ووقف يسمع الحديث ومسلمة يحدثهم عن الجيش الذي يقدم من خراسان ويصل إلى العراق، وتظهر دولة بني العباسية فسماه باسمه، وقال: هو رجل اسمه قحطبة ابن شبيب صفته كذا، ثم وقعت عينه على ذلك الغريب، فقال كأنه هذا أو

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 510)

يشبه هذا، واستمر في حديثه حتى قال: ثم يهلك بعد وصوله هو وجيشه إلى العراق في دجلة أو الفرات، الشك مني.

وكان ذلك الرجل الغريب الداخل عليهم هو قحطبة بن شبيب، فلما سمع الحديث انخنس من بينهم وقصد خراسان، وكان هو الأمير الذي أرسله أبو مسلم إلى العراق، وطوى الممالك ما بين خراسان إلى العراق. ولما وصلوا إلى النهر الذي لا يجاز معه إلى العراق إلا من القنطرة أمر الجيش أن يتوقفوا إلى الليل ويجوزوا القنطرة، ثم جمع خواص الجيش وكبارهم وطلب منهم أنهم يعقدون الإمارة بعده لابنه حميد بن قحطبة إذا عرض له الموت ففعلوا وهو قد ظن أنه يكون هلاكه بالقتل فدخل في غمار الجيش كواحد منهم وأخفى نفسه، وركب فرسا من غرض الأفراس ومشى بها في الجسر، فازدحمت الخيل حتى رمت به إلى النهر فهلك، وكان في تدبيره تدميره.

ومن عجائب ما ألقى من هذا العلم على لسان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم أنه اجتمع بنو هاشم من آل علي وآل العباس في بعض الأوقات في أيام بني أمية، فبايعوا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 512)

في الصحيحين، وهذا هو نوع من أنواع علم الغيب. وكذلك ذكرنا حديث " اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله " وهو حديث حسن كما بينا فيما سلف.

ومن أغرب ما نحكيه فيما يتعلق بهذا الحديث أن السرى السقطي شيخ الجنيد أمره بأن يخرج يتكلم على الناس فاعتذر منه بما في لسانه من العجمة، وبعدم صلاحيته لذلك، فعزم عليه أن يخرج صبح تلك الليلة يتكلم على الناس في الجامع، فكأنه نادى [مناد] في الناس: بأن الجنيد سيتكلم على الناس عقب صلاة الفجرة في الجامع، فجاءوا إليه أفواجا.

وكان هذا أول كرامة للجنيد، لأنه لم يطلع على ما دار بينه وبين شيخه أحد، فخرج ووجد الجامع [غاصا] بأهله فلما قعد وأقبلوا إليه بأجمعهم، فبرز رجل وسأله عن معنى حديث: " اتقوا فراسة المؤمن " فأطرق قليلا ثم قال له: أسلم فقد آن لك أن تسلم، فقام وجثا بين يديه وأسلم، وانكشف أن ذلك الرجل من النصارى لما سمع أخبار الناس بأن الجنيد سيتكلم في ذلك المحل في ذلك الوقت لبس لبس المسلمين ودخل معهم مختبرا للإسلام وأهله، فكان في ذلك سعادته الأبدية.

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 513)

وبهذا تعرف أنه لا حاجة إلى ما قاله الشيخ أبو الفضل في آخر كلامه من قوله: " لصدق قولنا ما دخل على الملك إلا الوزير، ومن المعلوم أنه قد دخل معه بعض خدمه ". لأن مثل هذا التشغيل لا يؤكل به الكتف، ولا ينفع في مقام النزاع. ومراده أن بعض أتباع الرسل قد يدخل معه كما دخل أتباع الوزير معه فيطلعهم الله على الغيب كما أطلع عليه من ارتضى من رسول.

وهذا إلحاق مع فارق أوضح من الشمس، وهو كونه رسولا، وكون الله ارتضاه، ولا يوجد ذلك في غير رسول.

وليس النزاع في دخول أتباع الرسول [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم في قوله: " إلا من ارتضى من رسول "، فمعلوم أنه لا دخول لهم في ذلك، لكن النزاع في أن الرسول هل له أن يطلع غيره من أتباعه على ما أطلعه الله عليه من علم الغيب أم لا؟ فنحن نقول: لا نسلم قول من قال إنه لا يجوز له، ونسند هذا المنع بما قدمنا ذكره وبأمثاله ما لم نذكره.

وإذا تبرعنا بالاستدلال على جواز إطلاعه لبعض أتباعه على ما أطلعه الله عليه من علم الغيب، فنقول: عموم قوله: " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ". ولهذا يقول الله عز وجل: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} وتقول عائشة: " من زعم أن محمدا كتم شيئا مما أوحاه الله إليه فقد أعظم على الله الفرية " وهو في الصحيح.

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 514)

ولو سلمنا تخصيص ذلك بما يحتاجه الناس من علم الشريعة، وهذا لا يحتاجونه لكان ما قدمنا ذكره من الواقعات منه [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم من إطلاع بعض أتباعه على شيء من علم الغيب دليلا على أن ذلك جائز.

وأما قول ابن حجر مستدركا على أبي الفضل بقوله: " قلت: الوصف المستثنى للرسول هنا إن كان فيما يتعلق بخصوص كونه رسولا فلا مشاركة لأحد من أتباعه فيه إلا منه، وإلا فيحتمل ما قال والعلم عند الله " انتهى.

فأقول: ليس المراد إلا الشق الأول، فإنه قال: لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فلو لم يكن ذلك الوصف المستثنى متعلقا بخصوص كونه رسولا لكفى قوله: {إلا من ارتضى} بدون قوله: " من رسول " فلا يتم ما قاله في الشق الثاني من قوله. وإلا فيحتمل ما قال.

نعم اقتصار الشيخ أبو الفضل على مجرد ذلك المثال، وموافقة ابن حجر له بقوله، وإلا فيحتمل ما قال إن [أراد] أن ذلك المثال. وهذا الاحتمال في الآية القرآنية. فقد عرفت اندفاع ذلك من الأصل، ولكن كان ينبغي لهما أن يحتجا لدخول بعض أولياء الله وصلحاء عباده في الظفر بشيء من الغيب الذي استأثر الله بعمله بما قدمنا من قوله: " كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به الخ ".

ولو فرضنا أن دلالة هذا مخصوصة بقوله: لا يظهر على غيبه أحدا إلا

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 515)

من ارتضى من رسول} فإن هذا النفي والاستثناء مشعران أتم إشعار باختصاص ذلك بمن جمع بين وصف كونه ممن ارتضاه الله، ووصف كونه رسولا. والولي وإن كان ممن ارتضاه الله، فإن وصف المحبة له يفيد كونه مرتضى لله لكنه ليس برسول.

نعم ما قدمنا من حديث المحدثين، وأن في هذه الأمة منهم، وأن منهم عمر رضي الله [عنه] يفيد أعظم إفادة بأن وصف كونه من المحدثين طريق إلى تلقي شيء من علم الغيب ووصوله إليهم، والحديث في الصحيحين.

وانظر إلى قول عمر رضي الله عنه: " يا سارية الجبل " مع كونه في المدينة يخطب في منبرها وسارية ومن معه من المسلمين في أقاصي بلاد العجم فأطلعه الله على الحرب الذي هم فيه حتى كأنه مشاهد لهم، وأسمعهم الله صوته فنفعهم به وسلموا من معرة الكفار مع أن ذهنه في تلك الحالة كان مشغولا بالخطابة التي هي محتاجة إلى جمع الفهم عليها، وإفراغ الذهن لها، وعدم الاشتغال بغيرها، لكون ذلك في مجمع الصحابة رضي الله عنهم وهم أهل الفصاحة التامة والبلاغة الفائقة.

فانظر إلى ما منح الله هذا الرجل من المواهب العظيمة من كل باب: جعله خليفة المسلمين وإمامهم ثم فتح الله له أقطار الأرض، وكانت دولته مثلا مضروبا لكل دولة جامعة بين كمال الحزم والورع، والعمل بالشريعة الواضحة

 

ابطال النشرات الجویه لکونه ادعاء لعلم الغیب

ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق (ص: 39)

هذه الأخبار النشرات الجوية، وهي من تعاطي علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه قال الله تعالى {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} وقال تعالى {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} الآية.

 

ابن حجر یقول بجواز المدح و المرثیه للنبی

فتح الباري لابن حجر (9/ 203)

 فقال دعي هذه أي اتركي ما يتعلق بمدحي الذي فيه الإطراء المنهي عنه زاد في رواية حماد بن سلمة لا يعلم ما في غد إلا الله فأشار إلى علة المنع قوله وقولي بالذي كنت تقولين فيه إشارة إلى جواز سماع المدح والمرئية مما ليس فيه مبالغة تفضي إلى الغلو

 

مقالات الإسلاميين ت ريتر (ص: 4)

منه إلا خرجت قال: بلى قال: فما المخرج مما نزل قال له عمرو بن العاص: فلي عليك أن لا تخرج مصر من يدي ما

بقيت قال: لك ذلك ولك به عهد الله وميثاقه قال: فأمر بالمصاحف فترفع ثم يقول أهل الشام لأهل العراق: يا أهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم البقية البقية فإنه إن أجابك إلى ما تريده خالفه أصحابه وإن خالفك خالفه أصحابه وكان عمرو بن العاص في رأيه الذي أشار به كأنه ينظر إلى الغيب من وراء حجاب رقيق فأمر معاوية أصحابه برفع المصاحف وبما أشار به عليه عمرو بن العاص ففعلوا ذلك فاضطرب أهل العراق على علي رضوان الله عليه

إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة (ص: 8)

ولكن ابن عباس رضي الله عنهما نظر الى الغيب من ستر رقيق اذ قال ذلك فكان هو المطابق للحال الموافق للواقع, انتهى المقصود من كلامه. وفيه ثلاثة أخطاء.

 

اثبات علم الغیب للصحابه فی کلام العامه

شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (7/ 118)

(مفاتح الغيب) بوزن مساجد أي خزائن الغيب (خمس) لا يعلمها إلا الله فمن ادعى علم شيء منها فقد كفر بالقرآن العظيم وذكر خمسا، وإن كان الغيب لا يتناهى لأن العدد لا ينفي زائدا عليه أو لأن هذه الخمس هي التي كانوا يدعون علمها ({إن الله عنده علم الساعة}) أي علم قيامها فلا يعلم ذلك نبي مرسل ولا ملك مقرب لا يجلبها لوقتها إلا هو ومن ثم أنكر الداودي على الطبري دعواه أنه بقي من الدنيا من هجرة المصطفى نصف يوم وهو خمسمائة عام قال: وتقوم الساعة لأن دعواه مخالفة لصريح القرآن والسنة ويكفي في الرد عليه أن الأمر وقع بخلاف ما قال فقد مضت خمسمائة سنة ثم ثلاثمائة وزيادة لكن الطبري تمسك بحديث أبي ثعلبة رفعه: "لن تعجز هذه الأمة أن يؤخرها الله نصف يوم". الحديث ... أخرجه أبو داود وغيره لكنه ليس صريحا في أنها لا تؤخر أكثر من ذلك ({وينزل الغيث}) فلا يعلم وقت إنزاله من غير تقديم ولا تأخير وفي بلد لا يجاوز به إلا هو لكن إذا أمر به علمته ملائكته الموكلون به ومن شاء الله من خلقه ({ويعلم ما في الأرحام}) مما يريد أن يخلقه أذكر أم أنثى أتام أم ناقص لا أحد سواه لكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى أو شقيا أو سعيدا علمه الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه ({وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) في دنياها أو أخراها من خير أو شر ({وما تدري نفس بأي أرض تموت}) أفي بلدها أم في غيرها فليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أفي بحر أو بر سهل أو جبل ({إن الله عليم خبير}) [لقمان: 34]. والاستدراك من نفي علم غير البارئ تعالى بوقت إنزال المطر قولنا لكن إذا أمر به علمته ملائكته الموكلون به الخ ... مستفاد من قوله: علم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول الآية. ومقتضاه إطلاع الرسول على بعض المغيب والولي تابع للرسول يأخذ عنه،

 

اخبار العامه فی علم النبی

المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي (1/ 57)

كتاب العلم

باب: في علم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

57 - حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: سمعت عبد الله، يقول: قد أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء إلا مفاتيح الخمس {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} [لقمان: 34] الآية.

58 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الهروي، حدثنا هشيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت فواتح الكلم وخواتمه» .

قلنا: يا رسول الله علمنا مما علمك الله فعلمنا.

المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي (1/ 58)

59 - (كـ) حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، حدثنا علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيس، عن خالد بن عرفطة، قال: كنت جالسا عند عمر فذكر حكاية طويلة إلى أن قال: فقالت الأنصار: أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم، السلاح، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يأيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي الكلام اختصارا» .

فذكره.

 

باب: في ما بثه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم

60 - حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا يحيى، عن فطر بن خليفة، عن عطاء، قال: قال أبو الدرداء: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء طير يطير بجناحيه إلا ذكرنا منه علما.

 

اخبار العلم بالغیب عند العامه

الزهد لأبي داود (ص: 398)

496 - حدثنا أبو داود قال: نا حسين بن عيسى البسطامي، قال: نا سفيان، عن ثور، عن خالد بن معدان، قال: ما من عبد إلا وله أربع أعين، عينان في وجهه يبصر بهما أمر دنياه، وعينان في قلبه يبصر بهما ما وعد الله بالغيب، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب، وهما غيب، فأبصر الغيب بالغيب، وإذا أراد الله بعبد سوى ذلك ترك القلب على ما فيه، وقرأ: {أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24] ، وما من إنسان إلا له شيطان متبطن فقار ظهره، لاوي عنقه على عاتقه، فاغر فاه على قلبه.

المجالسة وجواهر العلم (1/ 319)

28 - حدثنا إبراهيم بن حبيب الهمذاني: نا إسماعيل بن أبي أويس؛ قال: كنا عند سفيان بن عيينة في آخر عمره بمكة؛ فحدثنا عن يحيى بن عبيد الله التيمي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال [ص:319]: «قال الله تبارك وتعالى للملائكة: إذا هم عبدي بحسنة؛ فاكتبوها واحدة، فإن عملها؛ فاكتبوها عشرا، وإذا هم عبدي بسيئة؛ فلا تكتبوها، فإن عملها؛ فاكتبوها واحدة» . فقام رجل عليه قلنسوة سوداء وقباء ملجم، فقال: يا أبا محمد! الملكان يعلمان الغيب؟ فضج الناس وجعل سفيان يسكتهم بيده، فلما سكتوا؛ قال: الملكان لا يعلمان الغيب، ولكن إذا هم العبد بحسنة فاح منه رائحة المسك، فيعلمان أنه قد هم بالحسنة، فإذا هم بالسيئة فاح منه رائحة النتن؛ فيعلمان أنه قد هم بالسيئة. قال إسماعيل بن أبي أويس: فسألت من في المجلس: من هذا الذي سأل سفيان بن عيينة؟ قالوا: أبو نواس الشاعر.

المجالسة وجواهر العلم (2/ 415)

599 - حدثنا أحمد، نا أبو سعيد السكري، نا محمد بن الحارث؛ قال: سمعت المدائني يقول: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في عبد الله بن عباس رحمة الله عليه: [ص:416] إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق؛ لعقله وفطنته بالأمور

__________

[إسناده ضعيف] .

المعجم الكبير للطبراني (7/ 18)

6245 - وبإسناده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء، إذ جاءه رجل على فرس عقوق يتبعها مهره، فقال: من أنت؟ قال: «أنا رسول الله» قال: متى الساعة؟ قال: «غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله» قال: فمتى نمطر؟ قال: «غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله» قال: فما في بطن فرسي؟ قال: «غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله» قال: فأعطني سيفك؟ قال: «ها» فأخذه، فسله ثم هذه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك لن تستطيع الذي أردت» ، ثم قال: «إن هذا أقبل، فقال آتيه فأسأله , ثم آخذ سيفي فأقتله» فغمد السيف

بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص: 101)

وقال صلى الله عليه وسلم: «ومن ورثه الله تعالى هذا العلم، فهو الذي شرح الله صدره للإسلام» ، فهو على نور من ربه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «النور إذا دخل القلب انشرح وانفتح» ، فقيل: وما علامة ذلك؟ فقال: «التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل دخوله، ومن تجافى عن الدنيا كشف عن سره الحجب، فصار الغيب له شهودا» قال حارثة رضي الله عنه: عزفت نفسي عن الدنيا، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي، فكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا،

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5/ 213)

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن يونس الكديمي، وحدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، ثنا عمران بن عبد الرحيم قالا: ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: " ما من عبد إلا وله أربع أعين، عينان في وجهه يبصر بهما أمور الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمور الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه فيبصر بهما ما وعد بالغيب، وهما غيب فأمن الغيب بالغيب، وإذا أراد [ص:213] بعبد غير ذلك تركه على ما هو عليه، ثم قرأ: {أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24] حدثنا أبو علي محمد بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ح. وحدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن عمران، ثنا محمد بن أبي عمر قالا: ثنا سفيان بن عيينة، ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان مثله

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (10/ 169)

حدثنا محمد بن الحسين بن موسى قال: سمعت محمد بن علي بن الخليل يقول: سمعت محمد بن جعفر بن سوار يقول: سمعت عبد الله بن خبيق يقول: " لا يستغني حال من الأحوال عن الصدق , والصدق مستغن عن الأحوال كلها , ولو صدق عبد فيما بينه وبين الله حقيقة الصدق لاطلع على خزائن من خزائن الغيب ولكان أمينا في السماوات والأرض. قال عبد الله: وحشة العباد عن الحق أوحش منهم القلوب ولو أنسوا بربهم ولزموا الحق لاستأنس بهم كل أحد , وسئل عبد الله: بماذا ألزم الحق في أحوالي؟ قال: بإنصاف الناس من نفسك وقبول الحق ممن هو دونك وقال عبد الله: طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب ومن أراد أن يعيش حيا في حياته فليزل الطمع عن قلبه "

شعب الإيمان (6/ 433)

4445 - أخبرنا مجالد بن عبد الله بن مجالد البجلي، بالكوفة، نا مسلم بن محمد التميمي، نا الحضرمي، نا سعيد الأشعثي، أنا سفيان، عن هشام بن حسان، قال: كنت مع ابن سيرين في السوق فجاءه رجل، فقال: إني رأيت في المنام كأن عنقي ضربت، فقال: " أنت عبد تعتق؟ " قال: ثم أعدته، قال: " يموت مولاك "، قال: فبلغ ذلك مولاه، فقال: يا عجبا لابن سيرين هذا يتكلف علم الغيب، قال: فلم يلبث أن عتق العبد، ومات المولى. قال: وجاءه رجل، فقال: إني رأيت في المنام كأن على رأسي تاجا من الذهب، فقال: " أبوك في أرض غربة قد ذهب بصره "، قال: فما افترقنا حتى أخرج كتابا من أبيه أنه قد ذهب بصره قال الشيخ: " الأخبار والحكايات في المنام كثيرة، فاقتصرنا على ذكر ما يبين به المقصود بالباب "

 

اخبار النبی بما یکون الی القیامه عند العامه

جامع معمر بن راشد (11/ 383)

20808 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أشعث بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: صعد الذئب على تل فأقعى واستقر، وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته، ثم انتزعته مني؟ قال الرجل: تالله لئن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم، قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخيلات بين الحرثين، يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم، قال: وكان الرجل يهوديا، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنها [ص:384] أمارة من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده»

مسند أبي داود الطيالسي (1/ 347)

434 - حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة، قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة» إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة

التفسير من سنن سعيد بن منصور - مخرجا (5/ 166)

968 - حدثنا سعيد قال: نا عبد العزيز بن محمد، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن شيبة بن نصاح، قال: سألت سعيد بن المسيب، عن العزل، فقال: «إن الله عز وجل لما خلق آدم أكرمه كرامة لم يكرمها أحدا من خلقه، أراه من هو كائن من صلبه إلى يوم القيامة، وإن يكن مما أراه الله إياه يكن فلا عليك أن لا تفعله»

الفتن لنعيم بن حماد (1/ 27)

1 - حدثنا نعيم بن حماد المروزي، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، وابن عيينة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر نهارا، ثم خطب إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئا هو كائن إلى يوم القيامة إلا حدثنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه»

الفتن لنعيم بن حماد (1/ 27)

2 - حدثنا الحكم بن نافع، عن سعيد بن سنان، قال حدثنا أبو الزاهرية، عن كثير بن مرة أبي شجرة الحضرمي، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفي هذه، جيلان من الله جلاه لنبيه كما جلا للنبيين قبله»             

الفتن لنعيم بن حماد (1/ 28)

3 - حدثنا نعيم قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه قال: «أنا أعلم الناس بكل فتنة هي كائنة إلى يوم القيامة، وما بي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدث به غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث مجلسا أنا فيه عن الفتن التي تكون منها صغار، ومنها كبار، فذهب أولئك الرهط كلهم غيري»

مصنف ابن أبي شيبة (7/ 159)

34968 - وكيع، عن العلاء بن عبد الكريم، سمعه من ابن سابط: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} [الزخرف: 4] قال: في أم الكتاب كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة

مسند أحمد ت شاكر (1/ 172)

15 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطلقاني قال: حدثني النضر بن

مسند أحمد ت شاكر (1/ 172)

(15) إسناده صحيح، أبو نعامة: هو عمرو بن عيسي بن سويد، وهو ثقة، أبو هنيدة العدوي: قال ابن سعد: كان معروفا قليل الحديث، والان العدوي هو والان بن بيهس أو ابن قرفة. قال في لسان الميزان روي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق حديث الشفاعة مطولا، قال الدارقطني في العلل ليس بمشهور، والحديث غير ثابت. كذا قال، وقد قال يحيى بن معين: بصري ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات أو أخرج حديثه في صحيحه، قلت: وكذا أخرجه أبو عوانة، وهو من زياداته على مسلم، أقول: وقد أشار البخاري إلى حديثه هذا في التاريخ الكبير4/ 2/ 185فذكره عن ابن المديني عن روح بن عبادة عن عمرو بن عيسى عن=

مسند أحمد ت شاكر (1/ 173)

شميل المازني قال: حدثنا أبو نعامة قال: حدثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس، حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب، كل ذلك لا يتكلم، حتى صلى العشاء الأخرة، ثم قام إلى أهله، فقال الناس لأبي بكر: ألا تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شأنه؟ صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط، قال: فسأله، فقال: "نعم، عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد، ففزع الناس يذلك، حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يلجمهم، فقالوا: يا آدم أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله عز وجل، اشفع لنا إلى ربك، فقال: لقد لقيت مثل الذي لقيتم، انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح، إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالين، قال: فينطلقون إلى نوح عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين ديار،، فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم عليه السلام، فإن الله عز وجل اتخذه خليلا، فينطلقون إلى إبراهيم، فيقول: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى موسى عليه السلام، فإن الله عز وجل كلمه تكليما، فيقول موسى عليه السلام: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم، فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا

__________

= البراء بن نوفل عن والان. ورواه أيضا الدولابي في الكنى 2/ 155 - 156 من طريق النضر بن شميل عن أبي نعامة، وانظر حديث ابن عباس في نحو هذا المعنى 2546.

مسند أحمد ط الرسالة (1/ 195)

(3) إسناده حسن، أبو نعامة: هو عمرو بن عيسى بن سويد العدوي، وثقه ابن معين =

مسند أحمد ط الرسالة (1/ 196)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= والنسائي وابن حبان، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال أحمد: ثقة إلا أنه اختلط قبل موته، وقال الذهبي في " الكاشف ": ثقة، قيل: تغير بأخرة، واحتج به مسلم وابن ماجه، وأبو هنيدة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في " الثقات " 7 / 668، وثقه ابن معين كما في " الجرح والتعديل " 2 / 40، وقال ابن سعد في " الطبقات " 7 / 226: كان معروفا قليل الحديث، ووالان العدوي: هو والان بن بيهس أو ابن قرفة، قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " رقم (1150) : قال ابن معين: والان بن قرفة بصري ثقة، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5 / 497، وقول الدارقطني عنه في " العلل " 1 / 190 - 191: ليس بمشهور إلا في هذا الحديث، والحديث غير ثابت، متعقب بما في " لسان الميزان " 6 / 216: كذا قال، وقد قال يحيى بن معين: بصري ثقة، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وأخرج حديثه في " صحيحه "، وكذا أخرجه أبو عوانة وهو من زياداته على مسلم.

وأخرجه الدارمي في " الرد على الجهمية " 57 و88، وابن أبي عاصم في " السنة " (751) و (812) ، والمروزي (15) ، والبزار (76) ، وأبو يعلى (56) و (57) ، والدولابي في " الكنى والأسماء " 2 / 155، وأبو عوانة 1 / 175، وابن حبان (6476) من طرق عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (6476) من طريق علي بن المديني، عن روح بن عبادة، عن أبي نعامة، به. ونقل عن إسحاق بن راهويه في آخر الحديث قوله: هذا من أشرف الحديث، وقد روى هذا الحديث عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، منهم: حذيفة وابن مسعود وأبو هريرة وغيرهم.

قوله: " ففظع الناس بذلك "، أي: اشتد عليهم وهابوه.

الأكمه: الأعمى.

وقوله: " بضبعيه "، الضبع وسط العضد، وقيل: هو ما تحت الإبط.

وقوله: " اسمحوا لعبدي "، يقال: سمح وأسمح، إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء.

وقوله: " حتى انطلقوا إلى آدم "، قال السندي: قيل: الحكمة في أن الله تعالى ألهمهم سؤال آدم ومن بعده من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ابتداء ولم يلهمهم سؤال =

مسند أحمد ط الرسالة (17/ 227)

11143 - حدثنا يزيد بن هارون، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس، حفظها منا من حفظها، ونسيها من نسي فحمد الله - قال عفان، وقال حماد: وأكثر حفظي أنه قال: بما هو كائن إلى يوم القيامة - فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، منهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا،

مسند أحمد ط الرسالة (17/ 228)

(3) إسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو نضرة: هو المنذر بن =

مسند أحمد ط الرسالة (37/ 525)

22888 - حدثنا أبو عاصم، حدثنا عزرة بن ثابت، حدثنا علباء بن أحمر اليشكري، حدثنا أبو زيد الأنصاري قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلى الظهر، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى العصر، فصعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس، فحدثنا بما كان وما هو كائن " فأعلمنا أحفظنا (2)

مسند أحمد ط الرسالة (37/ 525)

(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علباء ابن أحمر، فمن رجال مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد. =

مسند أحمد ط الرسالة (37/ 526)

= وأخرجه مسلم (2892) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2183) ، وأبو يعلى (6845) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 12/443، وابن حبان (6638) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (46) ، والحاكم 4/487، والمزي في ترجمة علباء بن الأحمر من "تهذيب الكمال" 20/294 من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18224) .

وانظر تتمة شواهده هناك.

مسند أحمد ط الرسالة (38/ 315)

23281 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة أنه قال: " أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة "، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة (1)

مسند أحمد ط الرسالة (38/ 315)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عدي بن ثابت: هوالأنصاري الكوفي، وعبد الله بن يزيد: هو الأنصاري الخطمي صحابي صغير.

وأخرجه مسلم (2891) (24) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (433) ، ومن طريقه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/256، وأخرجه مسلم (2891) (24) ، والبزار في "مسنده" (2795) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/312 من طريق وهب بن جرير، كلاهما (الطيالسي ووهب) عن شعبة، به. =

مسند أحمد ط الرسالة (38/ 327)

23291 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح يعني ابن كيسان، عن ابن شهاب قال: قال أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني، سمعت حذيفة بن اليمان يقول: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما ذلك أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني من ذلك شيئا أسره إلي لم يكن حدث به غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه، سئل عن الفتن وهو يعد: " الفتن فيهن ثلاث لا يذرن شيئا منهن كرياح الصيف، منها صغار، ومنها كبار "، قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري، (1)

__________

= قال السندي: قوله: "فيختلجون دوني" على بناء المفعول، أي: يسلبون قدامي.

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" (4185) ، والحاكم 4/471 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال الأخير: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قلنا: بل أخرجه مسلم.

وأخرجه مسلم (2891) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/405 من طريق يونس بن يزيد، وابن حبان (6637) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (23292) و (23460) .

ولقصة تحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة انظر ما سلف برقم (23274) .

صحيح مسلم (4/ 2217)

24 - (2891) وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، ح وحدثني أبو بكر بن نافع، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة، أنه قال: «أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة» فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟

صحيح مسلم (4/ 2217)

25 - (2892) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وحجاج بن الشاعر، جميعا عن أبي عاصم، قال حجاج: حدثنا أبو عاصم، أخبرنا عزرة بن ثابت، أخبرنا علباء بن أحمر، حدثني أبو زيد يعني عمرو بن أخطب، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن» فأعلمنا أحفظنا

سنن الترمذي ت بشار (4/ 53)

26 - باب ما جاء ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة

سنن الترمذي ت بشار (4/ 53)

2191 - حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر بنهار ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء وكان فيما قال: ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه قال: فبكى أبو سعيد وقال: قد والله رأينا أشياء فهبنا، فكان فيما قال: ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة يركز لواؤه عند استه فكان فيما حفظنا يومئذ: ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا،

سنن الترمذي ت بشار (4/ 54)

 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه: وفي الباب عن حذيفة، وأبي مريم، وأبي زيد بن أخطب، والمغيرة بن شعبة وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ..

السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني (2/ 381)

812 - ثنا هدبة بن عبد الوهاب أبو صالح ثقة حدثنا النضر بن شميل حدثنا أبو نعامة العدوي ثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس مكانه حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط؟ قال: نعم فسأله فقال: "عرض علي ما هو كائن إلى يوم القيامة من أمر الدنيا والآخرة يجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد يفظع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم والعرق يكاد أن يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله اشفع لنا إلى ربك فقال قد لقيت مثل ما لقيتم فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم: نوح. {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} فينطلقون إلى نوح فيقولون: يا نوح اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول: ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى موسى فإن الله تعالى كلمه تكليما فيقول موسى: ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى عيسى بن مريم فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فيقول عيسى ليس ذاكم عندي ولكن

السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني (2/ 382)

انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة فانطلقوا إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم" قال: "فأنطلق فيأتي جبريل عليه السلام ربه تبارك وتعالى فيقول ائذن له وبشره بالجنة فأنطلق فأخر ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله عز وجل ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع قال: فأذهب لأقع ساجدا قال فأخذ جبريل بضبعيه" قال: "فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر فأقول أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر من ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون ثم يقال: ادعوا الأنبياء 1 فيجيء النبي معه العصابة والنبي معه الخمسة والستة والنبي ليس معه أحد حتى يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله تبارك وتعالى أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا قال فيدخلون الجنة" 2.

812- إسناده كما تقدم بيانه برقم 751 وقد ساق المصنف هناك طرفا يسيرا منه ووعدت بتخريجه هنا فأقول:

أخرجه الإمام أحمد فقال 1/4-5 ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال حدثني النضر ابن شميل المازني به.

وأخرجه ابن خزيمة ص202-203 وأبو عوانة 1/175-178 وابن حبان 2589 من طرق أخرى عن النضر به. وقال ابن حبان:

قال إسحاق هو ابن راهويه الإمام: هذا من أشرف الحديث.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/374-375:

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجالهم ثقات.

__________

1- الأصل إلى الأنبياء والتصحيح من المسند وغيره من المصادر التي سبق عزو الحديث إليها.

2- سقطت من الأصل فاستدركتها من التوحيد وغيره.

سنن النسائي (1/ 297)

621 - أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن بريد بن أبي مريم، عن أبيه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأسرينا ليلة، فلما كان في وجه الصبح، نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام ونام الناس، فلم يستيقظ إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن، فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أمره فأقام فصلى بالناس، ثم حدثنا بما هو كائن حتى تقوم الساعة»

__________

[حكم الألباني] صحيح

صحيح ابن حبان - محققا (15/ 5)

باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث

ماترك شيئا يكون إلى أن تقوم الساعة إلا حدث به

...

10 - باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث

6636 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش عن شقيق"1"

عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك شيئا يكون في مقامه إلى أن تقوم الساعة إلا حدث به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون الرجل منه الشيء قد نسيه، فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه فإذا رآه عرفه"2". [3: 69]

__________

"1" تحرف في الأصل إلى: "سفيان"، والتصويب من التقاسيم "3/لوحة 350".

"2" إسناده صحيح على شرطهما. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي الكوفي.

وأخرجه مسلم "2891" "23" في الفتن وأشراط الساعة: باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة، عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأبو داود "4240" في الفتن: باب ذكر الفتن ودلائلها، عن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد "5/385و 389و 401"، والبخاري "6604" في القدر: باب {وكان أمر الله قدرا مقدورا} ، ومسلم "2891" "23"، والبغوي "4215" من طريق سفيان الثوري، والحاكم "4/487" من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه مختصرا الحاكم "4/472" من طريقين عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، وهذا سند حسن.

وأخرج أحمد "5/386"، والطيالسي "433"، ومسلم "2891" "24" من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن حذيفة قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟ هذا لفظ أحمد ومسلم.

ولفظ الطيالسي: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟

صحيح ابن حبان - محققا (15/ 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= المدني - مختلف فيه، وهو صدوق، كما قال الحافظ في التقريب، وذكره الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" "202"، وروى له مسلم في الشواهد، ثم هو متابع، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.

وأخرجه أحمد 5/388 من طريق صالح بن كيسان، و 5/507 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم "2891" "22" في الفتن: باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة، من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة بن اليمان، قال: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعد الفتن: "منهن ثلاث لا يكدن يدرن شيئا، ومنهن فتن كرياح الصيف، منها صغار، ومنها كبار" قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري.

قلت: ومن هؤلاء الرهط الذين أشار إليهم حذيفة: عمر بن الخطاب.

أخرج حديثه الطبراني في "مسند رقبة بن مصقلة" -كما في تغليق التعليق 3/487 - عن علي بن سعيد الرازي، عن محمد بن علي المروزي، عن إسحاق بن حمزة المروزي، عن عيسى بن موسى الغنجار، عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت عمر يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه.

وأخرجه الحافظ ابن منده في الجزء الخامس عشر من أماليه عن أبي علي الحسين بن إسماعيل الفارسي، حدثنا صالح بن محمد بن أبي الأشرس، حدثنا عمر بن محمد بن الحسين البخاري، قال: قرأت على جدي رجاء بن محمد -وكان ثقة - عن عيسى بن موسى، به. قال =

صحيح ابن حبان - محققا (15/ 8)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= ابن منده: هذا حديث صحيح غريب تفرد به عيسى بن موسى.

قلت: وقد تابعه علي بن الحسن بن شقيق - وهو ثقة حافظ - عند أبي نعيم في المستخرج عن محمد بن إبراهيم بن علي، عن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن علي بن الحسن بن شقيق والنضر بن سلمة شاذان، كلاهما عن أبي حمزة السكري، به. والنضر بن سلمة قال عنه الحافظ في التغليق: مذكور بسرقة الحديث. قلت: ولا يؤثر هنا في صحة الإسناد، فمتابعه علي بن الحسن ثقة حافظ كما قدمنا.

وعلقه البخاري "3192" في بدء الخلق: باب ما جاء في قول الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} ، فقال: وروى عيسى -هو ابن موسى غنجار - عن رقبة، فذكره بهذا الإسناد.

ومنهم أبو زيد عمرو بن أخطب، وهو عند المؤلف بإثر هذا الحديث.

ومنهم أبو سعيد الخدري، أخرجه أحمد 3/61 من طريق معمر، والترمذي "2191" في الفتن: باب ما جاء ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة، من طريق حماد بن زيد، والحاكم 4/505 من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ذات يوم بنهار، ثم قام يخطبنا إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئا مما يكون إلى يوم القيام إلا حدثناه، حفظ ذلك من حفظ، ونسي ذلك من نسي، وكان فيما قال ... " فذكر حديثا طويلا.

قلت: وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعف، وقد روى له مسلم مقرونا بثابت البناني، ولحديثه هذا شواهد يتقوى بها، ولذا قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان لم يحتجا بعلي بن زيد، وتعقبه الذهبي بقوله: ابن جدعان صالح الحديث!

ومنهم المغيرة بن شعبة، أخرج حديثه أحمد 4/254، والطبراني في الكبير "20/1077"، والعقيلي في الضعفاء "3/145 - 146" عن مكي بن إبراهيم، عن هاشم بن هاشم، عن عمر "في المطبوع من "المسند" والطبراني: عمرو، وهو خطأ" ابن إبراهيم بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن المغيرة بن شعبة أنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فأخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه، ونسيه من نسيه. قال الهيثمي في المجمع 8/264: رجاله رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان، قلت: وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال بعد أن ساق حديثه هذا: أما المتن، فقد روي بغير هذا الإسناد بأسانيد جياد، وقال الحافظ ابن حجر في المجلس الرابع والعشرين بعد المئة من أماليه: حسن غريب.

صحيح ابن حبان - محققا (15/ 6)

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

6637 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني

عن حذيفة قال: لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فحدثنا ما هو كائن بيننا وبين الساعة ما بي أقول لكم: إني"1" كنت وحدي لقد"2" كان معي غيري حفظ ذاك من حفظه ونسيه من نسيه"3". [3: 69]

__________

"1" في الأصل: "إن"، والمثبت من التقاسيم "3/لوحة 350".

"2" في الأصل: "وقد"، والمثبت من التقاسيم.

"3" إسناده جيد، عبد الرحمن بن إسحاق - وهو ابن عبد الله بن الحارث =

صحيح ابن حبان - محققا (15/ 9)

ذكر الأخبار عن وصف قدر ذاك المقام الذي قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ما قال

6638 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عزرة بن ثابت، حدثنا علباء بن أحمد اليشكري، قال:

حدثنا أبو زيد -اسمه عمرو بن أخطب - قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، ثم صعد المنبر، فخطب حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المبر فخطبنا حتى غابت الشمس، فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا"1". [3: 69]

__________

"1" إسناده صحيح، عمرو بن الضحاك بن مخلد ثقة روى له ابن ماجه، ومن فوقه ثقات على شرط الصحيح. وهو في مسند أبي يعلى ورقة 316/1.

وأخرجه الطبراني 17/46 عن الحسن بن علي المعمري، عن عمرو بن أبي عاصم الضحاك، بهذا الإسناد، وأخرجه أحمد 5/341، ومسلم "2892" في الفتن: باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة، والحاكم 4/487 من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 472)

8311 - أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمرو، ثنا أحمد بن محمد البرني، ثنا عبد الله بن محمد بن مسلمة، عن مالك، عن يونس بن يوسف بن حماس، عن عمه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لتتركن المدينة على خير ما كانت تأكلها الطير والسباع» هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فليعلم طالب هذا العلم أن حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، وقد يخفى علي إلا علم مجلس من العلم لبعض علة ذلك الجنس، وقد خفي على حذيفة الذي يخرج أهل المدينة من المدينة وعلمه غيره " وقد اتفق الشيخان رضي الله عنهما على حديث شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فما منه شيء إلا وقد سألته عنه، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة "

[التعليق - من تلخيص الذهبي] 8311 - على شرط مسلم

 

الالهام للاولیاء فی کلام العامه

مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود (3/ 1099)

 وقال (اخسأ فلن تعدو قدرك) يريد أنَّ ذلك شيء اطّلع عليه الشيطان، فألقاه إليه وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبل الوحي السماوي إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين يوحى إليهم علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون العلم ويصيبون بنور قلوبهم، وإنَّما كانت له تارات يصيب في بعض ويخطئ في بعض وذلك معنى قوله: (يأتيني صادق وكاذب) فقال له عند ذلك: (قد خلط عليك).

 

التصریح بعلم النبی للمغیبات فی اخبار العامه

مسند أحمد ت شاكر (3/ 375)

3201 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس قال: لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح (1)} علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قد نعيت إليه نفسه، فقيل {إذا جاء نصر الله والفتح (1)} السورة كلها.

مسند أحمد ت شاكر (3/ 375)

(3201) إسناده صحيح، أبو رزين: هو الأسدي مسعود بن مالك. والحديث مختصر 3127.

وذكره ابن كثير في التفسير 9: 315 عن هذا الموضع.

 


[1] مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوار (ط - بيروت) - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.

[2] ( 1) تفسير القمي: 51.

[3] ( 2) الخصال 1: 139.

[4] ( 3) بصائر الدرجات: 31.

[5] ( 4) تفسير العياشي 2: 43.

[6] ( 1) أمالي المفيد: 13 و 14.

[7] ( 2) نهج البلاغة 1: 245 و 246.

[8] ( 1) أمالي المفيد: 13 و 14.

[9] ( 2) مجمع البيان 3: 205.

التصریح بعلم غیب النبی

الشريعة للآجري (5/ 2352)

اعلموا يا معشر المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أنه ميت , وقد علم أنه يدفن في بيته بيت عائشة رضي الله عنها وقد علم أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يدفنان معه , والدليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» . وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيت عائشة ومنبري روضة من رياض الجنة» وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما قبض الله تبارك وتعالى نبيا إلا دفن حيث قبض» . فهذا يدل على أنه قد علم صلى الله عليه وسلم أنه يدفن في بيت عائشة رضي الله عنها وستأتي من الأخبار ما يدل على علم النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أنه يدفن في بيته بيت عائشة رضي الله عنها وأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يدفنان معه , وأول من تنشق عنه الأرض النبي صلى الله عليه وسلم , ثم عن أبي بكر ثم عن عمر رضي الله عنهما

رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب (ص: 97)

قد أكد الله تعالى دلالة نبوته بما كان من2 خاص آياته عليه السلام التي نقض3 بها عاداتهم كإطعامه الجماعة الكثيرة في المجاعة الشديدة من الطعام اليسير4، وسقيهم الماء في العطش الشديد من الماء اليسير، وهو ينبع من بين أصابعه حتى رووا ورويت مواشيهم5،

رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب (ص: 99)

السلام بما تجنه1 صدورهم، وما يغيبون2 به عنه من أخبارهم3، ثم دعاهم عليه السلام إلى معرفة الله عز وجل وإلى طاعته فيما كلف تبليغه إليهم بقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} 4، وعرفهم أمر الله تعالى بإبلاغه ذلك، وما ضمنه5 له من عصمته منهم بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} 6 فعصمه7 الله منهم مع كثرتهم وشدة

رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب (ص: 99)

3 كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره عما يغيب عنه من أخبار المنافقين، وقد دل على ذلك ما جاء في سورة التوبة. (انظر: تفسير الطبري 10/173) ، كما ثبت في الصحيح والسير قصة كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنه، وكذلك أخبر عن موت زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، ونعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه. (انظر: الاعتقاد للبيهقي ص151) .

وينبغي أن يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب من عند نفسه، بل علمه به من قبل ربه، وفيما هو مصلحة للدعوة، وتأمل قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } الجن آية: (26- 28) .

رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب (ص: 146)

5 الخضر عبد من عباد الله تعالى كان موجودا في زمن موسى بن عمران، وقد ذكر أبو حيان أنه كان نبيا، وقال: إن هذا رأي الجمهور. (انظر تفسير البحر المحيط 6/147) .

والذي يعنينا هنا في موضوع الخضر أن نناقش ما ذهب إليه المتصوفة من ادعاء أئمتهم معرفة علم الغيب استنادا إلى ما وقع من الخضر مع موسى، وقصتهما معروفة في القرآن، وكذلك سنتكلم عن حياته وهل هو حي أو مات؟.

والواقع الذي تشهد له النصوص أن الخضر كان على علم علمه الله إياه وهذا العلم جاءه من طريق علام الغيوب سبحانه، ولولا ذلك ما عرف شيئا، وعليه نقول: إنه لم يشاهد غيبا، ولم يطلع على اللوح المحفوظ، كما ذهب إليه من يقول بذلك، وقد ذكر الله عن الخضر قوله: {وما فعلته عن أمري} وهذا دليل في غاية الوضوح، كما أن موسى عليه السلام كان على علم من ربه لا يعلمه الخضر أيضا، فكل منهما كان يعلم علما من قبل الله عز وجل ليس عند الآخر، وقد قال الخضر نفسه لموسى عليه السلام "يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه، وأنت على علم من علمه علمكه لا أعلمه". (الحديث أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب 27 ج4/126، وكتاب التفسير 5/230) .

وبهذا يظهر أن الخضر وموسى اشتركا في أن كلا منهما على علم لا يعلمه الآخر، فما يقال في موسى يقال في الخضر ولا يزاد.

بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص: 116)

وذلك أن يوسف عليه السلام كان رسولا، فقد بعثه إلى القوم الذين هم هو بين أظهرهم، وكان يجب عليه الدعاء إلى الله تعالى، وقد دعا أهل السجن، قال الله تعالى {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} [يوسف: 39] الآية، دلهم على صدقه بالمعجزة عن الآية وهو علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ومن ارتضى من رسول، فقال {لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما} [يوسف: 37] الآية، ولم يكن له طريق إلى دعوة الملك إلى الله تعالى لكونه في السجن، فلما وجد السبيل إلى ذلك بإرسال الملك إليه أن يأتوه به تربص، وقدم عذر نفسه وبراءتها مما نسب إليه من إرادة السوء الذي رمته امرأة العزيز به إذ تقول

بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص: 149)

قال: حدثنا محمد بن أحمد البغدادي، قال: ح أبو عبد الله محمد بن خلف المروزي قال: ح كامل بن طلحة قال: ح عباد بن عبد الصمد، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «طبقات أمتي خمس طبقات، كل طبقة منها أربعون سنة، فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والإيمان، والطبقة الثانية إلى الثمانين أهل البر والتقوى، والطبقة الأخرى إلى العشرين ومائة أهل التراحم والتواصل، والطبقة الأخرى إلى ستين ومائة أهل التقاطع والتدابر، والطبقة الأخرى إلى المائتين أهل الهرج والهرب، ثم تربية جرو في ذلك الزمان خير من تربية ولد» قال الشيخ الإمام الزاهد المصنف رحمه الله: العلم تبين الشيء كما هو، والإيمان التيقن به، وهو التصديق له، فالعلم للقلب بمنزلة البصر للرأس، فما أدركه البصر سمي رؤية، وما أدركه القلب سمي علما، واليقين للفؤاد بمنزلة العلم للقلب، فما أدركه الفؤاد سمي يقينا، والفؤاد داخل القلب وباطنه، والقلب ظاهره، والصدر ساحة القلب، فيجوز أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والإيمان» أي: هم أرباب القلوب، وأصحاب المكاشفات والمشاهدات؛ لأن العلم بالشيء لا يقع إلا بعد كشوف ذلك المعلوم، فظهوره للقلب، كما أن الرؤية للبصر لا يقع للبصر إلا بعد ارتفاع الموانع والسواتير بينه وبين المرئي، إذ بعد شهود الفؤاد، كما أن المرئي تعرض فيه الشكوك والخواطر، واليقين شهود الفؤاد للشيء المعلوم، فقد يجوز أن يعلم الشيء ويعترضه فيه الشكوك والخواطر لبعده عن البصر، أو علة تحدث في البصر، وكأن المرئي محدود له كيفية، فإذا شهد الرأي المرئي شهود حضور ولم يحدث في البصر علة رأى الشيء كما هو، فاليقين للعلم بمنزلة الشهود للبصر، فإذا شهد القلب المعلوم، وأبصره بعين الفؤاد الذي هو اليقين زالت عنه العوارض والشكوك، فصدق به، فالعلم صفة للقلب السليم، والقلب السليم هو الذي ليس له [ص:150] إلى الخلق نظر، ولا للنفس عنده خطر، ولا للدنيا فيه أثر، قال الله تعالى {إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء: 89] ، واليقين صفة للفؤاد الشاهد، قال الله عز وجل {أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق: 37] ، قيل: شهيد الفؤاد أي: رأى له قال الله تعالى {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11] فوصف الفؤاد بالرؤية الحقيقية التي لا يشوبها خاطر شك، ولا عارض ريب، فالعلم والإيمان صفتان للقلوب السالمة، والأفئدة الشاهدة، فدل ذلك على قوله صلى الله عليه وسلم: «أهل العلم والإيمان» ، أنهم أرباب القلوب السليمة التي كشفت لها أستار الغيوب، حتى صار الغيب لهم شهودا، وأنهم أصحاب أفئدة الشاهدة الحاضرة لما كوشف لها، الموقنة بها، المصدق لها، كأنها لها حاضرة، وهي لها شاهدة. فقد قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا، فكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون، وإلى أهل النار يعذبون , وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إنا كنا نتراءى الله تعالى في ذلك المكان يعني في الطواف. وقال علي رضي الله عنه في ابن عباس رضي الله عنهما: كأنه ينظر إلى الغيب من دون ستر رقيق. فهذه أوصاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ليس من عاينهم، فما ظنك بالصديق الأكبر، والفاروق، وذي النورين الأنور، والعلي الأزهري؟ إلى سائر العشرة المشهود لهم، وأصحاب الشجرة المرضي عنهم رضوان الله عليهم أجمعين             

بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص: 281)

 وقوله صلى الله عليه وسلم: «وإن تولوها عليا ولن تفعلوا» يجوز أن يكون معناه: أن تولوها عليا حين تفضي الخلافة إليه وتصير له «ولن تفعلوا» ، أخبر عن الغيب الذي أطلعه الله عليه أنهم لا يفعلون، فكان كما أخبر، فتفرقوا فيه فرقا واختلفوا عليه أمما، فلم يهتدوا ولم يسلكوا الطريق المستقيم، بل تشتتوا فصاروا شيعا، فنكثت طائفة، وقسطت أخرى، ومرقت ثالثة، وعصيت رابعة، ولو ولوها إياه واجتمعوا عليه لوجدوه هاديا لهم إلى الطريق الواضح، والهدى البين، مهديا في نفسه لا يسلك من الطريق إلا أهداها ومن المناهج إلا أولاها، ويسلك بهم الطريق المستقيم الذي كان علي رضي الله عنه يسلكه ويهدي إليه ويستقيم فيه ويقيم عليه

تفسير القرطبي (14/ 82)

 ثم إن الأنبياء يعلمون كثيرا من الغيب بتعريف الله تعالى إياهم.

موسوعة الألباني في العقيدة (3/ 833)

[290] باب منه

[قال الإمام]:

الأمر عندنا معشر المسلمين ... أنه عليه السلام مميز على البشر بالوحي، ولذلك أمره الله-تبارك وتعالى-أن يبين هذه الحقيقة للناس فقال في آخر سورة الكهف: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} وعلى هذا كان لكلامه - صلى الله عليه وآله وسلم - صفة العصمة من الخطأ لأنه كما وصفه ربه عز وجل: {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى} وليس هذا الوحي محصورا بالأحكام الشرعية فقط، بل يشمل نواحي  أخرى من الشريعة منها الأمور الغيبية، فهو - صلى الله عليه وآله وسلم - وإن كان لا يعلم الغيب كما قال فيما حكاه الله عنه: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون} (الأعراف: 187) فإن الله تعالى يطلعه على بعض المغيبات وهذا صريح في قول الله تبارك وتعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسول} وقال: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}.

فالذي يجب اعتقاده أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يعلم الغيب بنفسه ولكن الله تعالى يعلمه ببعض الأمور المغيبة عنا، ثم هو - صلى الله عليه وآله وسلم - يظهرنا على ذلك بطريق الكتاب والسنة، وما نعلمه من تفصيلات أمور الآخرة من الحشر والجنة والنار ومن عالم الملائكة والجن وغير ذلك مما وراء المادة، وما كان وما سيكون، ليس هو إلا من

شرح الطحاوية - ط الأوقاف السعودية (ص: 507)

قوله: (ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم).

ش: فالمعجزة في اللغة تعم كل خارق للعادة، و [كذلك الكرامة] في عرف أئمة أهل العلم المتقدمين. ولكن كثير من المتأخرين يفرقون في اللفظ بينهما، فيجعلون المعجزة للنبي، والكرامة للولي. وجماعهما: الأمر الخارق للعادة.

والكمال يرجع إلى ثلاثة: العلم، والقدرة، والغنى. وهذه الثلاثة لا تصلح على الكمال إلا لله وحده، فإنه الذي أحاط بكل شيء علما، وهو على كل شيء قدير، وهو غني عن العالمين. ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة بقوله: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي} (1).

وكذلك قال نوح عليه السلام، فهذا أول أولي العزم، وأول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، وهذا خاتم الرسل، وخاتم أولي العزم، وكلاهما تبرأ من ذلك، وهذا لأنهم يطالبونهم تارة بعلم الغيب، كقوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} (2)، وتارة بالتأثير، كقوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} الآيات (3)، وتارة يعيبون عليهم الحاجة البشرية، كقوله تعالى: {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} (4) الآية.

فأمر الرسول أن يخبرهم بأنه لا يملك ذلك، وإنما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله، فيعلم ما علمه الله إياه، ويستغني عما

شرح الطحاوية - ط الأوقاف السعودية (ص: 508)

أغناه عنه، ويقدر على ما أقدره عليه من الأمور المخالفة للعادة المطردة، أو لعادة أغلب الناس. فجميع المعجزات والكرامات ما تخرج عن هذه الأنواع.

النبوات لابن تيمية (1/ 148)

والمقصود إيمانهم بما أخبرهم من الغيب الذي رآه تلك الليلة، وإلا فهم كانوا يعرفون المسجد الأقصى، ولهذا قال: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} 1.

قال ابن عباس [رضي الله عنه] 2: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به3. وهذا كما قال في الآية: {ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى} 4.

وكذلك ما يخبر به الرسول من أنباء الغيب؛ قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} 5. فهذا غيب الرب الذي اختص به؛ مثل علمه بما سيكون من تفصيل الأمور الكبار على وجه الصدق، فإن هذا لا يقدر عليه إلا الله.

النبوات لابن تيمية (1/ 150)

والمقصود أن ما يخبر به غير النبي من الغيب معتاد، معروف نظيره من الجن والإنس، فهو من غيب الله الذي قال فيه: {فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول} 1.

النبوات لابن تيمية (1/ 174)

والنبي قد علمه الله من الغيب الذي عصمه فيه عن الخطأ ما لم يعلمه إلا نبي مثله.

النبوات لابن تيمية (1/ 520)

فهذه الكتب معجزة لما فيها من أخبار الغيب الذي لا يعلمه إلا نبي،

النبوات لابن تيمية (2/ 1021)

وهذا يظهر الفرق بين أخبار الأنبياء عن الغيب ما لا سبيل لمخلوق إلى علمه إلا منه، كما قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} 4.

فقوله: {على غيبه} : هو غيبه الذي اختص به.

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية (2/ 716)

 

[الرد على زعم النصراني بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لا بد أن يعلم الغيب]

وذكر النصوص التي تضمنت أنه لا يعلم الغيب كقوله «7»: وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ... (9) «8» وقوله: ... ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ... (188) «9». الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية (2/ 717)

قال:" فأخبر أنه لو كان يعلم الغيب لاجتلب الخير، واجتنب الشر، واستعد لكل أمر بما ينبغي له. وكقوله «1»: ... لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ... (188) «2» وقوله: ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ... (31) «3»

وقوله: قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (21) «4» وقول عائشة:" من زعم أن محمدا يخبر بما يكون فقد أعظم الفرية على الله «5». والله يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ... (65) «6».

قلت: هذا غير وارد بحمد الله- تعالى- فإن محمدا لم يدع أنه يعلم الغيب كله ولا أنه يعلم ما علم منه بنفسه، بل بإخبار الله له بذلك، كما قال الله سبحانه: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27) «7».

الروح (ص: 238)

وأما الفراسة فأثنى على أهلها ومدحهم في قوله تعالى {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أي للمتفرسين وقال تعالى {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم} وقال تعالى ولو نشاء لأريناهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول فالفراسة الصادقة لقلب قد تطهر وتصفى وتنزه من الأدناس وقرب من الله فهو ينظر بنور الله الذي جعله في قلبه وفي الترمذي وغيره من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله وهذه الفراسة نشأت له من قربه من الله فإن القلب إذا قرب من الله انقطعت عنه معارضات السوء المانعة من معرفة الحق وإدراكه وكان تلقيه من مشكاة قريبة من الله بحسب قربه منه وأضاء له النور بقدر قربه فرأى في ذلك النور ما لم يره البعيد والمحجوب كما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي فيما يروى عن ربه عز وجل أنه قال ما تقرب إلى عبدي بمثل ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها في يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي فأخبر سبحانه أن تقرب عبده منه يفيده محبته له فإذا أحبه قرب من سمعه وبصره ويده ورجله فسمع به وأبصر به وبطش به ومشى به فصار قلبه كالمرآة الصافية تبدو فيها صور الحقائق على ما هي عليه فلا تكاد تخطىء له فراسة فإن العبد إذا أبصر بالله أبصر الأمر على ما هو عليه فإذا سمع بالله سمعه على ما هو عليه وليس هذا من علم الغيب بل علام الغيوب قذف الحق في قلب قريب مستبشر بنوره غير مشغول بنقوش الأباطيل والخيالات والوساوس التي تمنعه من حصول صورا الحقائق فيه وإذا غلب على القلب النور فاض على الأركان وبادر من القلب إلى العين فكشف بعين بصره بحسب ذلك النور وقد كان رسول الله يرى أصحابه في الصلاة وهم خلفه كما يراهم أمامه ورأى بيت المقدس عيانا وهو

 

 

 

الرویا باب الاطلاع علی الغیب

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 13)

قلت: القدر الذي اختلف الرواة فيه من هذا الحديث أمران:

أحدهما: من أضيفت الرؤيا إليه، فتارة سكت عنه، وأخرى قيل فيه: المسلم، وفي أخرى: المؤمن، وفي أخرى: الصالح. وهذا الأمر: الخلاف فيه أهون من الخلاف في الأمر الثاني، وذلك: أنه حيث سكت عنه لم يضر السكوت عنه، مع العلم بأن الرؤيا مضافة إلى راء ما، فإذا صرح به في موضع آخر فهو المعني، وأما حيث نطق به فالمراد به واحد وإن اختلفت الألفاظ. وذلك أن الرؤيا لا تكون من أجزاء النبوة إلا إذا وقعت من مسلم صادق صالح، وهو الذي يناسب حاله حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء، وهو الاطلاع على شيء من علم الغيب، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصادقة في النوم. يراها الرجل الصالح، أو ترى له (2)، فإن الكافر، والكاذب، والمخلط - وإن صدقت رؤياهم في بعض الأوقات - لا تكون من الوحي، ولا من النبوة، إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره ذلك نبوة. وقد قدمنا: أن الكاهن يخبر بكلمة الحق، وكذلك المنجم قد يحدس (3) فيصدق، لكن على الندور والقلة. وكذلك الكافر، والفاسق، والكاذب. وقد يرى المنام الحق، ويكون ذلك المنام سببا في شر يلحقه، أو أمر يناله. إلى غير ذلك من الوجوه المعتبرة

 

 

 

الغیب فی اللغه

معجم مقائيس اللغة؛ ج‌4، ص: 403

الغين و الياء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ على تستُّر الشى‌ء عن العُيون، ثم يقاس. من ذلك الغَيْب: ما غَابَ «1»، ممّا لا يعلمه إلا اللّٰه.

________________________________________
ابو الحسين، احمد بن فارس بن زكريا، معجم مقائيس اللغة، 6 جلد، انتشارات دفتر تبليغات اسلامى حوزه علميه قم، قم - ايران، اول، 1404 ه‍ ق

 

عنوان: لغتنامه - غيب

مفردات ألفاظ القرآن؛ ص: 616

مصدر غَابَتِ الشّمسُ و غيرها: إذا استترت عن العين، يقال: غَابَ عنّي كذا. قال تعالى: أَمْ كٰانَ مِنَ الْغٰائِبِينَ [النمل/ 20]، و استعمل في كلّ غَائِبٍ عن الحاسّة، و عمّا يَغِيبُ عن علم الإنسان بمعنى الغَائِبِ، قال: وَ مٰا مِنْ غٰائِبَةٍ فِي السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِلّٰا فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ [النمل/ 75]، و يقال للشي‌ء: غَيْبٌ و غَائِبٌ باعتباره بالناس لا باللّه تعالى، فإنه لا يغيب عنه شي‌ء، كما لٰا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقٰالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ لٰا فِي الْأَرْضِ. و قوله: عٰالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهٰادَةِ* [الأنعام/ 73]، أي: ما يغيب عنكم و ما تشهدونه، و الْغَيْب في قوله: يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [البقرة/ 3]، ما لا يقع تحت الحواسّ و لا‌

مفردات ألفاظ القرآن، ص: 617‌

تقتضيه بداية العقول، و إنما يعلم بخبر الأنبياء عليهم السلام، و بدفعه يقع على الإنسان اسم الإلحاد، و من قال: الغَيْبُ هو القرآن «1»، و من قال: هو القدر «2» فإشارة منهم إلى بعض ما يقتضيه لفظه. و قال بعضهم «3»: معناه يؤمنون إذا غَابُوا عنكم، و ليسوا كالمنافقين الذين قيل فيهم: وَ إِذٰا خَلَوْا إِلىٰ شَيٰاطِينِهِمْ قٰالُوا إِنّٰا مَعَكُمْ إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ [البقرة/ 14]، و على هذا قوله: الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ* [فاطر/ 18]، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمٰنَ بِالْغَيْبِ [ق/ 33]، وَ لِلّٰهِ غَيْبُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ* [النحل/ 77]، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ [مريم/ 78]، فَلٰا يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً [الجن/ 26]، لٰا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللّٰهُ [النمل/ 65]، ذٰلِكَ مِنْ أَنْبٰاءِ الْغَيْبِ* [آل عمران/ 44]، وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ [آل عمران/ 179]، إِنَّكَ أَنْتَ عَلّٰامُ الْغُيُوبِ* [المائدة/ 109]، إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلّٰامُ الْغُيُوبِ [سبأ/ 48]،

________________________________________
اصفهانى، حسين بن محمد راغب، مفردات ألفاظ القرآن، در يك جلد، دار العلم - الدار الشامية، لبنان - سوريه، اول، 1412 ه‍ ق

 

عنوان: لغتنامه - غيب

شمس العلوم و دواء كلام العرب من الكلوم؛ ج-8، ص: 5037

[الغَيْب]: ما غاب عنك، قال اللّٰه تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ «1»

________________________________________
حميرى، نشوان بن سعيد، شمس العلوم و دواء كلام العرب من الكلوم، 12 جلد، دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان، اول، 1420 ه‍ ق

 

عنوان: لغتنامه - غيب

النهاية في غريب الحديث و الأثر؛ ج‌3، ص: 399

و كذلك قد تكرر فيه ذكر «علم الغَيْب، و الإيمان بالغَيْب» و هو كل ما غَابَ عن العيون.

و سواء كان محصّلا في القلوب أو غير محصّل. تقول: غَابَ عنه غَيْباً و غَيْبَة.

________________________________________
جزرى، ابن اثير، مبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث و الأثر، 5 جلد، مؤسسه مطبوعاتى اسماعيليان، قم - ايران، اول، ه‍ ق

 

عنوان: لغتنامه - غيب

لسان العرب؛ ج‌1، ص: 654

غيب

: الغَيْبُ: الشَّكُّ، و جمعه غِيابٌ و غُيُوبٌ؛ قال:

أَنْتَ نَبيٌّ تَعْلَمُ الغِيابا،

 

لا قائلًا إِفْكاً و لا مُرْتابا

و الغَيْبُ: كلُّ ما غاب عنك. أَبو إِسحاق في قوله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ؛ أَي يؤمنون بما غابَ عنهم، مما أَخبرهم به النبيُّ، صلى اللّه عليه و سلم، من أَمرِ البَعْثِ و الجنةِ و النار. و كلُّ ما غابَ عنهم مما أَنبأَهم به، فهو غَيْبٌ؛ و قال ابن الأَعرابي: يؤمنون باللّه. قال: و الغَيْبُ أَيضاً ما غابَ عن العُيونِ، و إِن كان مُحَصَّلًا في القلوب. و يُقال: سمعت صوتاً من وراء الغَيْب أَي من موضع لا أَراه. و قد تكرر في الحديث ذكر الغيب، و هو كل ما غاب عن العيون، سواء كان مُحَصَّلًا في القلوب، أَو غير محصل. و غابَ عَنِّي الأَمْرُ غَيْباً، و غِياباً، و غَيْبَةً، و غَيْبُوبةً، و غُيُوباً، و مَغاباً، و مَغِيباً، و تَغَيَّب: بَطَنَ. و غَيَّبه هو، و غَيَّبه عنه. و‌

في الحديث: لما هَجا حَسَّانُ قريشاً، قالت: إِن هذا لَشَتْمٌ ما غابَ عنه ابنُ أَبي قُحافة

؛ أَرادوا: أَن أَبا بكر كان عالماً بالأَنْساب و الأَخبار، فهو الذي عَلَّم حَسَّانَ؛ و يدل عليه‌

قول النبي، صلى اللّه عليه و سلم، لحسَّانَ: سَلْ أَبا بكر عن مَعايِب القوم

؛ و كان نَسَّابةً عَلَّامة. و قولهم: غَيَّبه غَيَابُه أَي دُفِنَ في قَبْرِه. قال شمر: كلُّ مكان لا يُدْرَى ما فيه، فهو غَيْبٌ؛ و كذلك الموضع الذي لا يُدْرَى ما وراءه، و جمعه: غُيُوبٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

يَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَيْهِ، و مَطْرِفُه

 

مُغْضٍ، كما كَشَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ

________________________________________
ابن منظور، ابو الفضل، جمال الدين، محمد بن مكرم، لسان العرب، 15 جلد، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع - دار صادر، بيروت - لبنان، سوم، 1414 ه‍ ق

 

عنوان: لغتنامه - غيب

المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي؛ ج‌2، ص: 457

(الْغَيْبُ) كُلُّ مَا غَابَ عَنْكَ و جَمْعُهُ (غُيُوبٌ) وَ فِي التَّنْزِيلِ «عَلّٰامُ الْغُيُوبِ»*

________________________________________
فيومى، احمد بن محمد مقرى، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، در يك جلد، منشورات دار الرضي، قم - ايران، اول، ه‍ ق

 

 

القول بصحه خبر اوتیت مفاتیح کل شیئ عند العامه

جامع المسانيد لابن الجوزي (5/ 67)

(4024) الحديث السادس والعشرون: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى عن شعبة قال: حدثني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: قال عبد الله:

أوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس: (إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير) (3).

جامع المسانيد لابن الجوزي (5/ 67)

(3) المسند 6/ 172 (3659). ومن طريق عمرو بن مرة أخرجه أبو يعلى 9/ 86 (5153). قال الهيثمي في المجمع 8/ 266 رجالهما رجال الصحيح. وعبد الله بن سلمة ليس من رجال الصحيح، لكنه من رجال السنن. وقد حسن المحققون إسناده.

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 263)

[باب فيما أوتي من العلم صلى الله عليه وسلم]

13968 - عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34]»، قلت: لابن عمر في الصحيح: " «مفاتيح الغيب خمس» "، رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.

13969 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: «أوتي نبيكم - صلى الله عليه وسلم - مفاتيح كل شيء غير الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34]».

رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح.

13970 - وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «أوتيت فواتح الكلم وخواتمه "، قلنا: يا رسول الله، علمنا مما علمك الله، فعلمنا [التشهد]».

رواه أبو يعلى، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف.

13971 - «وعن أبي ذر قال: لقد تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علما»، رواه أحمد، والطبراني وزاد: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «ما بقي شيء يقرب من الجنة

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 264)

ويباعد من النار إلا وقد بين لكم». ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو ثقة، وفي إسناد أحمد من لم يسم.

13972 - وعن المغيرة بن شعبة أنه قال: «قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاما خبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه ونسيه من نسيه».

رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان.

13973 - وعن أبي الدرداء قال: «لقد تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما في السماء طائر يطير بجناحيه إلا ذكرنا منه علما».

رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

13974 - «وعن عمرو بن العاص قال: عقلت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألف مثل».

رواه أحمد وإسناده حسن.

13975 - وعن عمران بن حصين قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا عامة ليله عن بني إسرائيل، لا يقوم إلا إلى عظم صلاة».

13976 - وفي رواية: يعني: الفريضة المكتوبة، رواه أحمد وإسناده حسن.

إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 128)

55- باب فيما أعطاه الله تعالى من العلم

6507 / 1 - قال أبو داود الطيالسي: ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة سمع عبد الله بن سلمة سمع عبد الله بن مسعود يقول: قال: " قلت: سمعته منه قال: نعم. أكثر من خمسين مرة قال: أعطي نبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس {إن الله عنده علم الساعة} إلى آخر الآية ".

6507 / 2 - رواه الحميدي: ثنا سفيان عن مسعر عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "من كل شيء قد أوتي نبيكم علمه إلا خمس {إن الله عنده علم الساعة} أو الآية ".

إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 129)

6507 / 3 - ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر ... فذكره.

6507 / 4 - ورواه أحمد بن منيع: ثنا الحسين بن محمد ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة ... فذكره.

6507 / 5 - وهكذا رواه أبو يعلى الموصلي: ثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة ... فذكره.

6507 / 6 - ورواه أحمد بن حنبل: ثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة ... فذكره.

6507 / 7 - قال: وثنا وكيع ثنا مسعر ... فذكره إلا أنه قال: " مفاتيح الغيب الخمس ".

وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة ورواه البخاري من حديث ابن عمر وأحمد بن حنبل في مسنده من حديث بريدة وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده من حديث ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر وتقدم في كتاب الأدب في باب صفة الاستئذان والحارث بن أبي أسامة من حديث علي بن أبي طالب وتقدم في كتاب الطب في باب النظر في النجوم.

6508 / 1 - وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف عن ميمون حدثني البراء بن عازب- رضي الله عنه- قال: " لما كان حيث أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحفر الخندق عرض لنا في بعض الجبل صخرة عظيمة شديدة لا تدخل فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآها ألقى ثوبه وأخذ المعول فقال: بسم الله. ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة. ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض. ثم ضرب الثالثة

إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 130)

وقال: بسم الله. فقطع بقية الحجر وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء ".

6508 / 2 - قلت: رواه النسائي في السير عن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر عن عوف به.

أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (10/ 41)

28 - (4822) قال الحافظ: وجاء عن ابن مسعود قال: أوتي نبيكم -صلى الله عليه وسلم- علم كل شيء سوى هذه الخمس" وعن ابن عمر مرفوعاً نحوه أخرجهما أحمد" (1)

صحيح

وحديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 85 - 86) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمداً يحدث عن ابن عمر رفعه: "أوتيت مفاتيح

أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (10/ 42)

كل شيء إلا الخمس {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير (34)} [لقمان: 34] ".

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13344) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

ورواه ابن وهب عن عمر بن محمد بلفظ: "مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: فذكر الآية.

أخرجه البخاري (فتح 10/ 132)

وقد روي عن ابن عمر قوله.

قال الطيالسي (ص 249): ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: أتي لنبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس ثم تلا هذه الآية: {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34] إلى آخرها.

وإسناده صحيح.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (18/ 231)

 (قلت) وفى الباب عند الامام احمد والبخارى عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله (إن الله عنده علم الساعة الخ السورة (وللامام احمد أيضًا) قال حدثنا يحيى عن شعبة حدثنى عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال قال عبد الله (يعنى ابن مسعود) أوتى نبيكم مفاتيح كل شئ غير خمس (إن الله عنده علم الساعة الخ السورة وكذا رواه عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة وزاد فى آخره قال قلت له أنت سمعته من عبد الله؟ قال نعم أكثر من خمسين مرة (ورواه أيضًا) عن وكيع عن مسعر عم عمرو بن مرة به، قال الحافظ ابن كثير وهذا اسناد حسن على شرط السنن ولم يخرجوه (قلت) وروى الامام احمد أيضًا عن غندر عن شعبة عن عمرو بن محمد انه سمع أباه يحدث عن ابن عمر عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: ان الله عنده علم الساعة الخ السورة والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدّثنا زيد بن الحباب حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل الخ (غريبه)

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (22/ 40)

ابن أبي زياد) عن مقسم عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده لهيثمي وقال رواه (حم بز طب) وقال ورجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث (1) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى (يعني الأشعري الخ) (غريبه) (2) يعني بنحو الحديث المتقدم (تخريجه) (طب) وسنده صحيح ورجاله كلهم ثقات (3) (عن عمرو بن شعيب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تبشير النبي صلى الله عليه وسلم وهم بتبوك بفتح فارس والروم في الجزء الحادي والعشرين ص 200 رقم 429 فارجع إليه (4) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (5) أي غير الخمس المذكورة في كتاب الله عز وجل فإنه لا يعلمها إلا الله: أولها أن الله عنده علم الساعة وتقدم تفسير هذه الآية إلى آخر السورة في باب إن الله عنده علم الساعة من سورة لقمان في الجزء الثامن عشر ص 130 رقم 231 (تخريجه) (طل) وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وقال هذا إسناد حسن على شرط السنن ولم يخرجوه، وأورده أيضًا الحافظ الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح

 

القول بعلم الغیب للرسول صلوات الله علیه وآله عند العامه

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (8/ 390، بترقيم الشاملة آليا)

المطلب الرابع: مسألة علم الغيب

ومن أهم المعتقدات التي يعتقد بها البريلويون خلاف أهل السنة هي عقيدتهم بأن الأنبياء ورسل الله والصالحين من عباده والأولياء يعلمون الغيب، غيب السموات والأرض، مخالفين النصوص الصريحة من الكتاب والسنة وحتى الفقه الحنفي أيضا مع انتسابهم إلى الحنفية، فالله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه:

قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله [النمل: 65]

وقال: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور [فاطر: 38]

وقال جل وعلا:

إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون [الحجرات: 18]

وولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله [هود: 123]

وأمر لنبيه أن يقول:

إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين [يونس: 20].

وقال تبارك وتعالى:

وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين [الأنعام: 59].

وقال وهو أصدق القائلين:

إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير [لقمان: 34]

هذا ومثل هذا فإنه لكثير، وبمثل هذا ورد في الأحاديث الشريفة التي يأتي بيان بعضها أثناء الكلام، ولكن البريلويين يقولون عكس ذلك: إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعلمون، بل يرون ويشاهدون جميع ما كان وما يكون من أول يوم إلى آخره (1).و "أن الأنبياء يعلمون الغذيب منذ ولادتهم" (2).هذا وأما النبي صلى الله عليه وسلم، فحصل له جميع العلوم الجزئية والكلية وأحاط بها" (3).

وقال: إن علم اللوح وعلم القلم وعلم ما كان وما يكون جزءا واحدا من علوم النبي صلى الله عليه وسلم" (4).و "إن علومه "أي النبي صلى الله عليه وسلم" تتنوع إلى الجزئيات والكليات وحقائق ودقائق وعوارض ومعارف تتعلق بالذات والصفات، وعلم اللوح والقلم إنما يكون سطرا من سطور علمه ونهرا من بحور حلمه، ثم مع هذا ببركة وجوده صلى الله عليه وسلم، هو وسع العالمين علما وحلما" (5).

كما قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم عليم بجميع الأشياء من شئونات الإلهية وأحكام صفات الحق والأسماء والأفعال والآثار وأحاط بجميع العلوم الظاهرة والباطنة والأولى والآخرة" (6).

وقال الآخر من طائفته: ولم يحجب عن روح النبي صلى الله عليه وسلم شيء من العالم، فهو مطلع على عرشه وعلوه وسفله ودنياه وآخرته وناره وجنته، لأن جميع ذلك خلق لأجله صلى الله عليه وسلم" (7).وقال: إن علم النبي صلى الله عليه وسلم محيط بجميع المعلومات الغيبية الملكوتية" (8).

_________

(1) نص ما قاله البريلوي أحمد رضا في رسالته ((الدولة المكية بالمادة الغيبة)) (58) ط لاهور باكستان.

(2) ((مواعظ نعيمية)) لأحمد يار البريلوي (192).

(3) ((الدولة المكية)) (230).

(4) ((خالص الاعتقاد)) للبريلوي (38).

(5) ((خالص الاعتقاد)) للبريلوي (38).

(6) ((الدولة المكية)) (210).

(7) ((الكلمة العليا لإعلاء علم المصطفى)) لنعيم الدين المراد آبادي (14).

(8) ((الكلمة العليا لإعلاء علم المصطفى)) لنعيم الدين المراد آبادي (56).

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (8/ 391، بترقيم الشاملة آليا)

وقال الآخر: إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم جميع المخلوقات والموجودات وجميع أحوالهم تماما وكمالا من ماضيهم وحالهم ومستقبلهم، ولا يخفى عليه خافية، كما أنه يعلم خالقهم وبارئهم" (1)

وآخر أراد أن يسبق هذا فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعلم أحوال قلوب الجمادات والحيوانات ألا يعلم أحوال قلوب عشاقه ومحبيه" (2).و "إن النبي صلى الله عليه وسلم لو وضع قدمه على حيوان لعلم الحاضر والغائب، فالوي الذي يضع عليه النبي صلى الله عليه وسلم يده كيف لا يصير عالما للشاهد والغائب" (3).و "أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جازمون بإطلاعه على الغيب" (4).

وأكثر من ذلك "أن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم الغيوب الخمسة التي هي مخصوصة بذات الله تبارك وتعالى، والتي قال عنها الرب جل مجده:

إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير [لقمان: 34]

الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال [الرعد: 8 - 9]

وقال جل مجده:

إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى [طه: 15]

وقال عز وجل مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم:

يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون [الأعراف: 187]

وأيضا قال الله عز وجل:

يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله [الأحزاب: 63]

وقال عز وجل: هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون [الأنعام: 2]

وغير ذلك من الآيات الكثيرة مثل وعنده علم الساعة وإليه ترجعون [الزخرف: 85].

ووعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو [الأنعام: 59]

والرسول عليه الصلاة والسلام نفسه نفى هذه الغيوب عنه وعن غيره وبين أنها مختصة بالرب جل مجده لا يشاركه أحد في العلم بها، كما ورد في حديث جبرئيل المشهور ((أنه قال في جواب سائل سأله: متى الساعة؟ قال "عليه الصلاة والسلام": ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة إبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عنده علم الساعة .. [لقمان: 34])) (5).

وقال عليه السلام: ((مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غدا إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله)) (6).

_________

(1) ((تسكين الخواطر في مسألة الحاضر والناظر)) لأحمد سعيد الكاظمي البريلوي (65) ط سكر، باكستان.

(2) ((مواعظ نعيمية)) لاقتدار.

(3) ((مواعظ نعيمية)) لاقتدار (364،365).

(4) ((خالص الاعتقاد)) (28).

(5) رواه البخاري (50)، ومسلم (9). من حديث أبي هريرة واللفظ للبخاري.

(6) رواه البخاري (7379)، من حديث عبدالله ابن عمر.

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (8/ 392، بترقيم الشاملة آليا)

وأيضا ما رواه جابر رضي الله عنه أنه قال: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله)) (1).

وعن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خمس لا يعلمهن إلا الله، عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)) (2).

هذا ومثل هذه الروايات كثيرة جدا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن القوم يقولون عكس ذلك تماما، فها هو البريلوي يقول: لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن أعلمه الله تعالى بهذه الغيوب الخمس" (3).و "إنه صلى الله عليه وسلم أوتي علم الخمس في آخر الأمر لكنه أمر فيها بالكتمان" (4).

وقال الآخر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم غيوب الماضي والمستقبل ويعلم أكثر ما في اللوح المحفوظ ويعلم علم الساعة" (5).

وينقل عن أمثاله: يعلم محمد عليه السلام ما بين أيديهم من الأمور الأوليات قبل الخلائق وما خلفهم من أحوال القيامة وفزع الخلق وغضب الرب .... وهو شاهد على أحوالهم، ويعلم ما بين أيديهم من سيرهم ومعاملاتهم وقصصهم وما خلفهم من أمر الآخرة وأحوال أهل الجنة والنار وهم لا يعلمون شيئا من معلوماته إلا بما شاء من معلوماته، وعلم الأنبياء من الأولياء بمنزلة قطرة من سبعة أبحر، وعلم نبيا من الأنبياء بهذا المنزلة" (6).

ثم يقول: لا فرق بين موته وحياته صلى الله عليه وسلم في مشاهدته لأمته ومعرفته بأحوالهم ونياتهم وعزائمهم" (7).

ويقال آخر: إن رسول الله يشاهد من المدينة العالم كله" (8).

وكذب الآخر على نبي الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((علمي بعد وفاتي كعلمي في حياتي يا أهل الهدى وأولى الفضل والتقى)) (9) (10).

وليس هذا فحسب، بل قال البريلوي: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم هذه الغيوب الخمسة فحسب، بل كان يعطى هذه العلوم من شاء من خدمه" (11).

وقال الآخر: إن المراد من قول الله عز وجل وهو بكل شيء عليم [الحديد: 3] هو النبي صلى الله عليه وسلم" (12).

_________

(1) رواه مسلم (2538).

(2) رواه أحمد (5/ 353) (23036). قال ابن كثير في ((تفسيره)) (6/ 355): إسناده صحيح، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 92): رجال أحمد رجال الصحيح. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3255).

(3) ((خالص الاعتقاد)) للبريلوي (53).

(4) ((خالص الاعتقاد)) للبريلوي (56)، أيضا ((الدولة المكية بالمادة الغيبية)) (144).

(5) ((جاء الحق)) (43).

(6) ((جاء الحق)) (50،51).

(7) ((خالص الاعتقاد)) (39) أيضا ((جاء الحق)) (151).

(8) ((مواعظ نعيمية)) لأحمد يار (326).

(9) موضوع, انظر ((السلسلة الضعيفة)) (5875).

(10) ((رسول الكلام لبيان المولد والقيام)) لديدرا علي (1).

(11) ((خالص الاعتقاد)) للبريلوي (14).

(12) ((تسكين الخواطر)) للكاظمي البريلوي (52،53).

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (8/ 393، بترقيم الشاملة آليا)

ثم وهذه الغيوب الخمسة لم يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل يعلمها كثير من الناس، كما صرح بذلك البريلوي حيث قال ناقلا عن أمثاله: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه شيء من الخمس المذكورة في الآية الشريفة، وكيف يخفى عليه ذلك والأقطاب السبعة من أمته الشريفة يعلمونها وهم دون الغوث؟ فكيف بسيد الأولين والآخرين، الذي هو سبب كل شيء ومنه كل شيء" (1).وأيضا "وكيف يخفى أمر الخمس عليه صلى الله عليه وسلم والواحد من أهل التصرف من أمته الشريفة لا يمكنه التصرف إلا بمعرفة هذه الخمس فاسمعوا هذا يا منكرين ولا تكونوا لأولياء الله مكذبين، فإن تكذيبهم خراب للدين وسينتقم الله من الجاحدين وأعاذنا الله بعباده العارفين" (2).

وقبل ذلك أثبت أيضا في كتابه: رأينا جماعة علموا متى يموتون وعلموا ما في الأرحام حال حمل المرأة وقبله" (3).وقال واحد منهم: كثيرا ما سمعت من الأولياء يمطر السماء غدا أو ليلا فحصل كما قال .... وسمعت أيضا من بعض أولياء الله أنه أخبر ما في الرحم من ذكر وأنثى ورأيت بعيني ما أخبر وسمعت واقعة غد قبل المجيء" (4). ومنهم الشيخ المكارم.

فقد أدرج البريلوي هذه الحكايات الوضعية الباطلة في كتابه لإثبات الغيوب الخمسة وغيرها من الغيوب له مخالفا آيات القرآن الكريم وتصريحات الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم فيقول بعربيته:

إن أبا المجد يقول: كنت عند الشيخ مكارم رضي الله تعالى عنه بداره على نهر الخالص، فخطر في نفس لو رأيت شيا من كراماته فالتفت إلى مبتسما وقال: سيدخل علينا خمسة أنفار أحدهم عجمي أبيض اللون أحمر، نجده الأيمن شامة بقى من عمره تسعة أشهر، ثم يفترسه أسد في البطائح ومن ثم يبعثه الله تعالى.

والآخر عراقي أبيض أشقر بعينه برجله عرج يمرض عندنا شهرا ثم يموت.

والآخر مصري أسمر، في كفه الأيسر ست أصابع، وبفخذه الأيسر طعنة رمح أصيب بها منذ ثلاثين سنة يموت بأرض الهند تاجرا بعد عشرين سنة.

والآخر شامي آدمي اللون، شئن الأصابع، يموت بأرض الحريم على باب دارك بعد سبع سنين وثلاثة أشهر وسبعة أيام.

والآخر من أرض اليمن، أبيض اللون، هو نصراني وتحت ثيابه زنار، خرج من بلاده منذ ثلاث سنين ولم يعلم به أحد ليمتحن المسلمين من يكشف منهم حاله، وقد اشتهى العراقي أوزة بارز، واشتهى المصري عسلا بسمن، واشتهى الشامي تفاحا من فاكهة الشام، واشتهى اليمني بيضا مسلوقا، ولم يجد أحد بشهوة الآخر، وستأتينا أرزاقهم وشهواتهم رغدا من كل مكان والحمد لله رب العالمين.

_________

(1) ((خالص الاعتقاد)) (53،54).

(2) ((خالص الاعتقاد)) (54) و ((الدولة المكية)) (48).

(3) ((خالص الاعتقاد)) للبريلوي (53) أيضا ((الكلمة العليا)) للمرادآبادي (35).

(4) ((الكلمة العليا)) (94،95).

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (8/ 394، بترقيم الشاملة آليا)

قال أبو الحمد رحمه الله تعالى: فوالله لم نلبث إلا يسيرا حتى دخلوا خمسة كما وصف الشيخ رضي الله تعالى عنه لم يخل من أوصافهم بشيء، فسألت المصري عن طعنة فخذه، فتعجب من سؤالي، فقال: هذه طعنة أصبت بها منذ ثلاثين سنة، ثم جاء رجل ومعه تلك الأصناف التي اشتهوها فوضعها بين يدي الشيخ رضي الله تعالى عنه، فأمره فوضع بين يدي كل واحد منهم شهوته وقال لهم: كلوا ما اشتهيتهم، فأغمى عليهم، فلما أفاقوا قال قال اليمني للشيخ: يا سيدي ما وصف الرجل المطلع على أسرار الخلق، قال: أن يعلم أنك نصراني وتحت ثيابك زنار، فصرخ الرجل وقام إلى الشيخ وأسلم فقال له: يا بني كل من رآك من المشايخ فقد عرف حالك ولكن عرفوا عن إسلامك على يدي فامسكوا عن كلامك. قال: ولقد جرت الحال في وفاتهم كما أخبر الشيخ رضي الله تعالى عنه في الوقت الذي ذكره والمكان الذي عينه من غير تقديم ولا تأخير، ومات العراقي عند الشيخ في الزاوية بعد أن مرض شهرا، وكننت ممن صلى عليه، ومات الشامي عندنا بالحريم على باب طريح ونودي له فخرجت فإذا هو صاحبنا الشامي وبين موته وبين الوقت الذي اجتمعت به عند الشيخ رضي الله تعالى عنه سبع سنين وثلاثة أشهر وسبعة أيام رحمة الله تعالى، فانظر إلى هذا الذي هو خادم من خدم خدام محمد رسول الله قد أخبر في نفس واحدة باثنين وسبعين غيبا فيها ما في الصدور وأمكنة الموت وأزمنة الموت وأسباب الموت، وما يكسب غدا إلى غير ذلك" (1).

هذا ولقد كذبوا على الشيخ الجيلاني أنه كان يقول: ما تطلع الشمس حتى تسلم على، وتجيء السنة إلى وتسلم على وتخبرني بما يجري فيها، ويجيء الشهر ويسلم على ويخبرني بما يجري فيه، ويجيء اليوم ويسلم على ويخبرني بما يجري فيه، وعزة ربي، إن السعداء والأشقياء ليعرضون على، عيني في اللوح المحفوظ، أنا غائض في بحار علم الله ومشاهدته، أنا حجة الله عليكم جميعا، أنا نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووارثه في الأرض" (2).

ومن أكاذيبهم عليه أيضا: لولا لجام الشريعة على لساني لأخبركم بما تأكلون وما تدخرون، أنتم بين يدي كالقوارير أرى ما في بواطنكم" (3).

ويقول أحد البريلويين مناديا إياه: أيها الغوث الأعظم أنت مطلع على الصغير والكبير، وأنت تعلم ما يختلج في الصدور" (4).

ولما فتح هذا الباب للبعض فلم لا يفتح للآخرين؟ ففعلا فتحوه على مصراعيه.

فقالوا: لا يكمل الرجل حتى يعلم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب وهو نطفة من يوم ألست بربكم إلى استقراره في الجنة أو في النار" (5).

وقال البريلوي: الكامل قلبه مرآه الوجود العلوي والسفلي كله على التفصيل" (6).

ونقل أيضا: ليس الرجل من يقيده العرش وما حواه من الأفلاك والجنة والنار، وإنما الرجل من نفذ بصره إلى خارج هذا الموجود كله" (7).و "ما السموات السبع والأرضون السبع في نظر العبد المؤمن إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض" (8).

ويقول الآخر: يتطلع العبد إلى حقائق الأشياء ويتجلى له الغيب وغيب الغيب" (9).

_________

(1) ((الدولة المكية)) (162) وما بعد.

(2) ((الأمن والعلى)) للبريلوي (109)، أيضا ((الكلمة العليا)) للمرادآبادي (67)، ((خالص الاعتقاد)) للبريلوي (49).

(3) ((خالص الاعتقاد)) (49).

(4) ((باغ فردوس)) لأيوب رضوي البريلوي (40).

(5) ((الكلمة العليا)) للمراد آبادي (69)، ((تسكين الخواطر)) للكاظمي (146)، ((جاء الحق)) (87).

(6) ((خالص الاعتقاد)) (51).

(7) ((خالص الاعتقاد)) (51).

(8) ((خالص الاعتقاد)) (51).

(9) ((جاء الحق)) (85).

 

 

 

آیه الا من ارتضی فی تفاسیر العامه

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 671)

وقوله: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) يعني بعالم الغيب: عالم ما غاب عن أبصار خلقه، فلم يروه فلا يظهر على غيبه أحدا، فيعلمه أو يريه إياه إلا من ارتضى من رسول، فإنه يظهره على ما شاء من ذلك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: (فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) فأعلم الله سبحانه الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه بما أوحي إليهم من غيبه، وما يحكم الله، فإنه لا يعلم ذلك غيره.

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 671)

وقوله: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) يعني بعالم الغيب: عالم ما غاب عن أبصار خلقه، فلم يروه فلا يظهر على غيبه أحدا، فيعلمه أو يريه إياه إلا من ارتضى من رسول، فإنه يظهره على ما شاء من ذلك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: (فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) فأعلم الله سبحانه الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه بما أوحي إليهم من غيبه، وما يحكم الله، فإنه لا يعلم ذلك غيره.

تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (10/ 264)

وقوله عز وجل: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول) الأصل فيما غيب الله تعالى عن الخلق أنه على منازل ثلاثة:

أحدها: ما قد أعجز الخلق عن احتمال الوقوف عليه بالخلقة، نحو الكيانات التي هي أصول الأشياء، لو أراد أحد أن يعرف المعنى الذي به صلح أن يكون كيانا، لم يقف عليه، ونحو الماء جعل حياة لكل شيء، ولو أراد أحد أن يتعرف المعنى الذي به صلح أن يجعل حياة، لم يقف عليه، وكذلك هذا في كل ما جعل كيانا موجودا.

تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (10/ 264)

وقوله عز وجل: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول) الأصل فيما غيب الله تعالى عن الخلق أنه على منازل ثلاثة:

أحدها: ما قد أعجز الخلق عن احتمال الوقوف عليه بالخلقة، نحو الكيانات التي هي أصول الأشياء، لو أراد أحد أن يعرف المعنى الذي به صلح أن يكون كيانا، لم يقف عليه، ونحو الماء جعل حياة لكل شيء، ولو أراد أحد أن يتعرف المعنى الذي به صلح أن يجعل حياة، لم يقف عليه، وكذلك هذا في كل ما جعل كيانا موجودا.

 

تسمیه ال«علم بتعلیم الله» بعلم الغیب فی کلام العامه

اثبات علم غیب ذیل عنوان فراست

(برخی مفاهیم قرآنی است که تردیدی در آن نیست و روایات هم ذیل آن وجوددارد در مقام شرح آن از علم به غیب استفاده شده است.این ها ظاهرا اختصاصی هم به رسول مکرم ندارد.)

شرح الطحاوية - ط الأوقاف السعودية (ص: 512)

ومما ينبغي التنبيه عليه هاهنا: أن الفراسة ثلاثة أنواع:

إيمانية، وسببها نور يقذفه الله في قلب عبده، وحقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب، يثب عليه كوثوب الأسد على الفريسة، ومنها اشتقاقها (1)، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا أخذ فراسته. قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب، وهي من مقامات الإيمان. انتهى.

در مقابل شبهات نصرانی ها

النبوات لابن تيمية (1/ 147)

الحكمة من مسرى النبي صلى الله عليه وسلم

وكذلك مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليريه الرب من آياته5. فخاصة الرسول ليست مجرد قطع هذه المسافة، بل قطعها ليريه الرب من الآيات الغائبة ما يخبر به. فهذا لا يقدر عليه الجن، وهو نفسه لم يحتج بالمسرى على نبوته، بل جعله مما يؤمن به؛ فأخبرهم به ليؤمنوا به.

النبوات لابن تيمية (1/ 148)

والمقصود إيمانهم بما أخبرهم من الغيب الذي رآه تلك الليلة، وإلا فهم كانوا يعرفون المسجد الأقصى، ولهذا قال: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} 1.

قال ابن عباس [رضي الله عنه] 2: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به3. وهذا كما قال في الآية: {ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى} 4.

وكذلك ما يخبر به الرسول من أنباء الغيب؛ قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} 5. فهذا غيب الرب الذي اختص به؛ مثل علمه بما سيكون من تفصيل الأمور الكبار على وجه الصدق، فإن هذا لا يقدر عليه إلا الله.

در مقام مواجهه با شیعه(انسان وقتی که در مقام دفاع قرار می گیرد ناخوداگاه به اموری اعتراف می کند)

الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية (ص: 31)

صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو قطعي الدلالة، كالآيات والأحاديث الصحيحة في خلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما صح صدوره عنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. والذي يقارن بين ما نسبوه لأئمتهم، وبين ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الغيبيات يتبين له أن ما ثبت من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن والأحاديث المتواترة والصحيحة لا يبلغ جزءاً يسيراً مما زعمته الشيعة للأئمة الاثني عشر من علم الغيب بعد انقطاع الوحي الإلهي عن الأرض وجميع رواة الغيبيات عن الأئمة الاثني عشر معروفون عند علماء الجرح والتعديل، من أهل السنة بأنهم كانوا كذبة، لكن أتباعهم من الشيعة لا يأبهون لذلك، ويصدقونهم فيما رووه من الغيبيات عن الأئمة، في حين أن مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب وقاضي محكمتهم الشرعية العليا في لبنان ومجتهدهم (محمد حسن الأشتباني) يصفقون ويهللون لدعوى عدم وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأمور الغيبية ويريدون أن يحصروا مهمة الرسالة المحمدية في مسائل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس وأشباهها من الفروع الفقهية

إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان (ص: 10)

ومما جاء في الآيتين والأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان، وما قاله ابن عباس وأبو هريرة وغيرهما من السلف في تفسير الآيتين من سورة النساء وسورة الزخرف يعلم أن نزول عيسى عليه الصلاة والسلام حق، والحق لا يتنافى مع الإسلام، ومن زعم أن نزوله يتنافى مع الإسلام فهو ممن يشك في إسلامه، لأنه لم يحقق الشهادة بأن محمدا رسول الله، إذ لابد في تحقيقها من التصديق بكل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمور الغيب مما كان فيما مضى، وما سيكون في المستقبل.

إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة (ص: 8)

ولكن ابن عباس رضي الله عنهما نظر الى الغيب من ستر رقيق اذ قال ذلك فكان هو المطابق للحال الموافق للواقع, انتهى المقصود من كلامه. وفيه ثلاثة أخطاء.

السراج الوهاج لمحو أباطيل الشلبي عن الإسراء والمعراج (ص: 33)

ومن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - الإيمان بجميع ما أخبر به من أمور الغيب لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يقول إلا الحق كما أخبر الله عنه بقوله:

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (7/ 495، بترقيم الشاملة آليا)

والآية التي نريد أن نستدل بها على أن علم الغيب خاص بالله تعالى وأنه لا يمكن لأحد أن يطلع على الغيب إطلاقا باستثناء الرسل عليهم الصلاة والسلام فإن الله سبحانه وتعالى يطلعهم على بعض غيبه تأييدا لهم حتى يكون ذلك مساعدا لهم لإقناع أقوامهم بما يدعونهم إليه هي قوله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا [الجن:26 - 28]

وإليك أقوال بعض المفسرين الأعلام في هذه الأمة حتى نستطيع التوصل إلى الحكم الصحيح في كل من يدعي علم الغيب.

فقد قال القرطبي:

(والغيب ما غاب عن العباد فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يظهره على ما يشاء من غيبه لأن الرسل مؤيدون بالمعجزات ومنها الإخبار عن بعض الغائبات ... ) ثم قال: (والأولى أن يكون المعنى: أي لا يظهر على غيبه إلا من ارتضى أي اصطفى للنبوة فإنه يطلعه على ما يشاء من غيبه ليكون ذلك دالا على نبوته) (1).

ثم قال القرطبي: (قال العلماء رحمة الله عليهم: لما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى وينظر في الكتب ويزاجر الطير ممن ارتضاه من رسول فيطلعه على ما يشاء من غيبه بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه) (2).

وقال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية في المجلد الثاني عشر:

(يعني بالعالم الغيب عالم ما غاب عن أبصار خلقه فلم يروه فلا يظهر على غيبه أحدا فيعلمه أو يريه إياه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يظهره على ما يشاء من ذلك).

ونقل عن ابن عباس أنه قال في تفسيرها:

(أعلم الله سبحانه الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه بما أوحى إليهم من غيبه وما يحكم الله فإنه لا يعلم ذلك غيره).

ونقل عن قتادة أنه قال في تفسير هذه الآية: (فإنه يصطفيهم على ما يشاء من الغيب).ونقل عن ابن جرير أنه قال تفسيرها: (ينزل من غيبه من ما يشاء على الأنبياء أنزل على رسول الله الغيب القرآن قال: (وحدثنا فيه بالغيب بما يكون يوم القيامة) (3).وقال عبدالرحمن بن ناصر السعدي في كتابه (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن): (فلا يظهر على غيبه أحدا من الخلق بل انفرد بعلم الضمائر والأسرار والغيوب إلا من ارتضى من رسول أي فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به وذلك لأن الرسل ليسوا كغيرهم فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحدا من الخلق وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته من غير أن تقربه الشياطين فيزيدوا فيه أو ينقصوا منه) (4).

فالأقوال التي أوردتها عن هؤلاء العلماء الأجلاء الذين سبق ذكرهم كلها اتفقت على نفي علم الغيب على جميع ما في هذا الكون ومن هنا نقول إن باب علم الغيب مسدود نهائيا وكل من يحاول أن يعلم الغيب إنما يسعى لكي يضله الله عز وجل وإلا فما الداعي لإنسان يؤمن بأن القرآن كلام الله أن يسعى للاطلاع على علم الغيب بعد أن أخبر الله عز وجل في كتابه بأن الغيب خاص به سبحانه وأنه لا يطلع عليه أحدا إلا رسله فإنه يطلعهم على جزء من غيبه حتى يكون لهم معجزة فيساعدهم في إيمان أقوامهم أو إقناعهم وحتى الوحي الذي يوحيه إليهم يعتبر غيبا وقد قال بعض المفسرين بهذا كما سبق.

والخلاصة أن غلو المتصوفة في مشايخهم واعتقادهم بأنهم يعلمون الغيب يعتبر اعتقادا فاسدا وأن الواجب عليهم التراجع عن هذا الغلو الذي صار سببا في ضلالهم كما ضل بسببه كثير ممن كان قبلهم من الأمم الماضية ومعروف أن أول شرك حصل في الأرض كان سببه الغلو في رجال صالحين.

 

المصدر: مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية لإدريس محمود إدريس - 1/ 137

_________

(1) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (19/ 27).

(2) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (19/ 28).

(3) ((تفسير ابن جرير الطبري)) (29/ 76).

(4) ((تفسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)) (8/ 182).

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (8/ 395، بترقيم الشاملة آليا)

ولقد حكى القوم حكايات باردة طويلة عريضة في هذا الموضوع، وأثبتوا أن جميع الأولياء فضلا عن الأنبياء والرسل يعلمون الغيب وحتى العامة وحتى حيواناتهم، ونسجوا أساطير كثيرة في ذلك أعاذنا الله منهم ومنها.

فهذه هي عقيدة القوم في علم الغيب الذي يثبتونه لغير الله وذلك ما قال الله عز وجل وقال رسوله صلوات الله وسلامه عليه:

ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير [النحل: 77]

وله غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع [الكهف: 26]

وإن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور [فاطر: 38]

ويعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما [طه: 110]

وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول:

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون [الأعراف: 188]

وقل لا أقول لكم عندي خزآئن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون [الأنعام: 50]

وقال جل وعلا منبها إياه ومخبرا الخلق أنه لا يعلم الغيب:

يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم [التحريم: 1].

ونفى عنه الغيب في قوله:

ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم [التوبة: 101]

وقال جل وعلا:

عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين [التوبة: 43]

كما نفى الغيب عن الرسل قاطبة حيث قال:

يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب [المائدة: 109]

كما نفى الغيب عن ملائكته بقوله:

قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم [البقرة: 32]

والوقائع والشواهد في هذا كثيرة لا تحصى في الكتاب والسنة من الأنبياء والمرسلين من آدم إلى نوح ومن الخليل إلى الكليم ومنه إلى خاتم الأنبياء وسيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

والسيرة النبوية وأحوالها مليئة بالأمور التي تقطع جازما بأنه لم يكن يعلم الغيب وإلا فلم يحدث تلك الحوادث التي حدثت كشهادة القراء في بئر معونة وبيعة الرضوان ووقعة الإفك وتأبير النخل وحادثة العرنيين وغيرها من الوقائع والحوادث الكثيرة الكثيرة، ولكن القوم يصرون على أن الأنبياء والأولياء ليعلمون الغيب وحتى البريلوي حيث قالوا: إن أحمد رضا البريلوي كان يعرف يوم موته ووقت موته بالتحديد" (1).ولم يفعلوا هذا إلا لأن يؤلهوا البشر ويرفعوه إلى حد ليس له أن يرفع إليه، لأجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((لا أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله)) (2).

وقال: لا تطروني كما اطرأت النصارى عيسى بن مريم" (3). ((ولما قالت جارية في المدينة: وفينا نبي يعلم ما في غد: أنكر عليها وقال صلى الله عليه وسلم: دعي هذا، وقولي ما كنت تقولين، لا يعلم ما في غد إلا الله)) (4).صدق الله جل وعلا وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذب من قال خلاف ذلك كما قالت الصديقة بنت الصديق زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عاشرته، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (من حدثك أنه "صلى الله عليه وسلم" يعلم الغيب فقد كذب وهو يقول لا يعلم الغيب إلا الله) (5).

_________

(1) انظر لذلك ((وصايا البريلوي)) (7).

(2) رواه أحمد (3/ 153) (12573) من حديث أنس رضي الله عنه, قال محمد بن عبد الهادي في ((الصارم المنكي)) (459): إسناده صحيح على شرط مسلم. وقال أحمد شاكر في ((عمدة التفسير)) (1/ 611): إسناده صحيح. وقال الحكمي في ((معارج القبول)) (2/ 532): إسناده جيد. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1097): إسناده صحيح على شرط مسلم.

(3) رواه البخاري (3445) من حديث عمر بن الخطاب.

(4) رواه البخاري (5147) من حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء

(5) رواه البخاري (7830) من حديث عائشة رضي الله عنهما.

شرح صحيح البخارى لابن بطال (8/ 283)

عمر: (إن أترك فقد ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) يعنى ترك التصريح والإعلان بتعيين شخص ما وعقد الأمر له، وأما قول عمر: (اسمعوا لخليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) فمعناه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استخلف عليهم أبا بكر بالأدلة التى نصبها لأمته أنه الخليفة من بعده، فكان أبو بكر خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ لقيام الدليل على استخلافه، ولما كان قد أعلمه الله أنه لا يكون غيره ولذلك قال: (يأبى الله ويدفع المؤمنون) ومن أبين الدليل فى استخلاف أبى بكر قول المرأة للنبى: إن لم أجدك حيا إلى من الملجأ بالحكم؟ فقال (صلى الله عليه وسلم) : (ائت أبا بكر) ولم يكن لبشر من علم الغيب ما كان للنبى (صلى الله عليه وسلم) فى ذلك، فرأى أن الاستخلاف أضبط لأمر المسلمين، وإن لم يوقف الأمر على رجل بعينه؛ لكن جعله لمعينين لا يخرج عنهم إلى سواهم فكان نوعا من أنواع الاستخلاف والعقد، وإنما فعل هذا عمر وتوسط حالة بين حالتين خشية الفتنة بعده، كما خشيت بعد النبى (صلى الله عليه وسلم) وقت قول الأنصار ما قالوا، فلذلك جعل عمر الأمر معقودا موقوفا على الستة؛ لئلا يترك الاقتداء بالنبى (صلى الله عليه وسلم) فى ترك الأمر إلى الشورى مع ما قام من الدليل على فضل أبى بكر وأخذ من فعل أبى بكر طرفا آخر وهو العقد لأحد الستة ليجمع لنفسه فضل السنتين. وأما قول عمر حين أثنوا عليه: (راغب وراهب، وودت أنى نجوت منها كفافا) فيحتمل معنيين: أحدهما: راغب فى ثنائه فى حسن رأيى وتقريبى له، وراهب من إظهار ما بنفسه من كراهية. والثانى قوله: راغب يعنى: أن الناس فى هذا الأمر راغب فيه، يعنى فى الخلافة، وراهب منها، فإن وليت الراغب فيها خشيت ألا يعان عليها

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 201)

 ويجوز أن يكون جعل الله لهما إلى علم ذلك سبيلا كما جعل لكثير من أنبيائه السبيل إلى كثير من علم الغيب، وقد أخبر الله عن عيسى ابن مريم أنه قال لبنى إسرائيل: (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم) [آل عمران: 49] ، وقد أخبر نبينا (صلى الله عليه وسلم) بكثير من علم الغيب،

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (13/ 202)

7 - وحدثني عن مالك، عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنه قال: «نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة»

 

حديث ثالث لمسلم بن أبي مريم مالك عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة قال أبو عمر هكذا روى هذا الحديث يحيى موقوفا من قول أبي هريرة وكذلك هو في الموطأ عند جميع رواته إلا ابن نافع فإنه رواه عن مالك بإسناده هذا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن هذا لا يمكن أن يكون من رأي أبي هريرة لأن مثل هذا لا يدرك بالرأي ومحال أن يقول أبو هريرة من رأيه لا يدخلن الجنة ويوجد ريح الجنة من مسيرة كذا ومثل هذا لا يعلم رأيا وإنما يكون توقيفا ممن لا يدفع عن علم الغيب صلى الله عليه وسلم

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (23/ 40)

وفيه أن خير الأيام يوم الجمعة وهذا على الإطلاق والعموم وفي ذلك دليل على أن الأيام بعضها أفضل من بعض ولكن الفضائل في ذلك لا تعلم إلا بتوقيف ولا تدرك بقياس

وذكر موسى بن معاوية عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن ضمرة عن كعب الأحبار قال الصدقة يوم الجمعة تضاعف

قال حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن هلال بن يساف عن كعب الأحبار أنه قال في يوم الجمعة إنه لتفزع فيه الخلائق كلها إلا الجن والإنس وإنه لتضعف فيه الحسنة وإنه يوم القيامة

وفيه الخبر عن خلق آدم وهبوطه إلى الأرض وإنه قد تيب عليه من خطيئته وذلك والحمد لله ثابت بنص التنزيل الذي لا يجوز عليه التحريف والتبديل ولكن ليس في القرآن أن ذلك كان يوم الجمعة

وفيه دليل على إباحة الحديث عما يأتي ويكون وهذا من علم الغيب فما كان منه عن الأنبياء الذين يجوز عليهم إدراك بعضه من جهة الرسالة أو عمن أضاف إلى الله ذلك بخبر كتبه أو رسله فذلك جائز وقيام الساعة من الغيب الذي لم يطلع عليه أحد على حقيقة ونحن وإن علمنا أنها تقوم يوم جمعة بهذا الحديث فلسنا ندري

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (24/ 122)

وقد روى عن سعيد بن أبي مريم في هذا الحديث يونس بن يوسف حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن جعفر وعبد الله ابن عمر بن إسحاق قالا حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا مالك عن يونس بن يوسف بن حماس عن عمه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب فيغذي على بعض سواري المسجد أو على المنبر قالوا يا رسول الله فلمن تكون الثمار ذلك الزمان قال للعوافي الطير والسباع وقال القعنبي في هذا الحديث مالك أنه بلغه عن أبي هريرة لم يذكر اسم أحد وجعل الحديث بلاغا عن أبي هريرة وهذا الاضطراب يدل على أن ذلك جاء من قبل مالك والله أعلم

ورواية يحيى في ذلك حسنة لأنه سلم من التخليط في الاسم وأظن أن مالكا لما اضطرب حفظه في اسم هذا الرجل رجع إلى إسقاط اسمه وقال عن ابن حماس

ويحيى من آخر من عرض عليه الموطأ وشهد وفاته ويقال إن القعنبي شهد وفاته أيضا ولذلك انصرف إلى العراق

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (24/ 123)

وفي قوله صلى الله عليه وسلم لتتركن المدينة أحسن ما كانت دليل على علم الغيب بما كان ينبأ به ويطلع عليه من الوحي وفي ذلك علم واضح من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم

المنتقى شرح الموطإ (1/ 256)

(فصل) :

وقوله ثم غرفوا من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء يريد أنهم جمعوا من ماء العين بأيديهم ما أمكنهم إلى أن اجتمع منه قدر ما غسل منه وجهه ويديه وهذا نهاية في القلة وقوله ثم أعاده فيه فجرت العين إخبار عن المعجز العظيم وعما أظهر الله من بركة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توبيخا وتقريعا للمنافقين وتصديقا لما عليه المؤمنون.

(فصل) :

وقوله فاستغنى الناس أيضا عن كثرة الماء أن يستقي منه الناس وهم أهل الجيش على كثرة عدده في تلك الغزوة ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا إخبار لمعاذ بما أوحي إليه من علم الغيب الذي لا طريق لأحد إلى معرفته، وإخباره بذلك لمعاذ أن معاذا كان ممن استوطن الشام من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومات بها دليل على أنه إنما خصه بالإخبار عن ذلك لما علم بالوحي أنه يرى ذلك الموضع وقد ملئ جنانا ولعله - صلى الله عليه وسلم - قد أشار إلى أنه سيمتلئ جنانا بماء تلك العين ببركة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي هذا الخبر من المعجزات الظاهرة والدلالة البينة على نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم - ما لو لم تكن له معجزة غيرها لظهرت حجته وتبين صدقه.

 

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (ص: 874)

 فقال: {وما كان الله ليطلعكم علي الغيب} (2)، وألقى إلينا ما شاء منه للحكمة التي علم ومن فضله المتقدم فقال: {ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء} (3) معناه فيطلعهم على الغيب فيعلمونكم به وفي هذا إشارة إلى أنه لا يعلم شيء من علم الغيب إلا من قبل الرسل فلا يلحقهم في ذلك ريب

إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 54)

وفى هذا الحديث من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم وإعلامه بما يكون من علم الغيب أربعة أعلام: أولها: صفة أمته فى الآخرة، الثانى: تبديل بعضهم بعده، كما كان، الثالث: ما لهم فى الآخرة وتفريق الحكم فيهم، الرابع: أن له حوضا فى الآخرة، وسيأتى ذكره فى موضعه.

إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 228)

فيه الحض على علم الرؤيا والتهمم بها وشرف علمها وصحته. ويحتمل أن أمره لهم بذلك إما لتعلمهم علمها أو تعرفهم مسراتها، ويدخل المسرات على المسلمين بسببها، أو ليزداد علما من علم الغيب وأسرار الكائنات بما يطلع علمه منها؛ إذ هى أحد أجزاء النبوة. وفيه أنه لا يعبر الرؤيا كل أحد، ولا يعبرها إلا العالم بها.

الشافي في شرح مسند الشافعي (5/ 386)

وقال بعض العلماء: أنه لما يخله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أطلقه؛ ورده إلى دار الكفر بعد أن قال: إني مسلم، فإنه يتأول على أنه قد كان أطلعه الله -تعالى- على كذبه؛ وأعلم أنه تكلم بالإسلام على سبيل التقية دون الإخلاص، ألا تراه قال له: "هذه حاجتك" حين قال: إني جائع فأطعمني، وظمآن فاسقني، وليس هذا لأحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمتى قال الكافر: إني مسلم، قبل منه إسلامه ظاهرًا؛ ووكلت سريرته إلى الله -تعالى- لانقطاع الوحي؛ واستداد باب علم الغيب.

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 13)

قلت: القدر الذي اختلف الرواة فيه من هذا الحديث أمران:

أحدهما: من أضيفت الرؤيا إليه، فتارة سكت عنه، وأخرى قيل فيه: المسلم، وفي أخرى: المؤمن، وفي أخرى: الصالح. وهذا الأمر: الخلاف فيه أهون من الخلاف في الأمر الثاني، وذلك: أنه حيث سكت عنه لم يضر السكوت عنه، مع العلم بأن الرؤيا مضافة إلى راء ما، فإذا صرح به في موضع آخر فهو المعني، وأما حيث نطق به فالمراد به واحد وإن اختلفت الألفاظ. وذلك أن الرؤيا لا تكون من أجزاء النبوة إلا إذا وقعت من مسلم صادق صالح، وهو الذي يناسب حاله حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء، وهو الاطلاع على شيء من علم الغيب، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصادقة في النوم. يراها الرجل الصالح، أو ترى له (2)، فإن الكافر، والكاذب، والمخلط - وإن صدقت رؤياهم في بعض الأوقات - لا تكون من الوحي، ولا من النبوة، إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره ذلك نبوة. وقد قدمنا: أن الكاهن يخبر بكلمة الحق، وكذلك المنجم قد يحدس (3) فيصدق، لكن على الندور والقلة. وكذلك الكافر، والفاسق، والكاذب. وقد يرى المنام الحق، ويكون ذلك المنام سببا في شر يلحقه، أو أمر يناله. إلى غير ذلك من الوجوه المعتبرة

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 29)

و(قوله: هل رأى منكم أحد البارحة رؤيا؟ ) إنما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألهم عن ذلك لما كانوا عليه من الصلاح، والصدق، فكان قد علم أن رؤياهم صحيحة، وأنها يستفاد منها الاطلاع على كثير من علم الغيب، وليبين لهم بالفعل الاعتناء بالرؤيا، والتشوف لفوائدها، وليعلمهم كيفية التعبير، وليستكثر من الاطلاع على علم الغيب.

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 57)

 

وقد اشتمل هذا الحديث على معجزتين عظيمتين، إحداهما: نبع الماء المذكور. والثانية: تعريفه بكثير من علم الغيب، فإن تبوك من ذلك الوقت سكنت لأجل ذلك الماء، وغرست بساتين، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 58)

أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله. وانطلقنا حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم فيها أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله، فهبت ريح شديدة فقام رجل، فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ، وجاء رسول ابن العلماء صاحب أيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - في رواية: ببحرهم - وأهدى له بردا، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى،

---------------------------------

و(قوله: ستهب عليكم ريح شديدة) من المعجزات الغيبية، وهي من الكثرة بحيث لا تحصى، يحصل بمجموعها العلم القطعي بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعلم كثيرا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، أو من ارتضاه من الرسل فأطلعه الله عليه، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أطلعه الله عليه، فهو رسول من أفضل الرسل.

شرح النووي على مسلم (18/ 48)

بخلاف الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فإنهم يوحي الله تعالى إليهم من علم الغيب ما يوحي فيكون واضحا كاملا وبخلاف ما يلهمه الله الأولياء من الكرامات والله أعلم قوله صلى الله عليه وسلم

شرح النووي على مسلم (18/ 48)

بخلاف الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فإنهم يوحي الله تعالى إليهم من علم الغيب ما يوحي فيكون واضحا كاملا وبخلاف ما يلهمه الله الأولياء من الكرامات والله أعلم قوله صلى الله عليه وسلم

المفاتيح في شرح المصابيح (1/ 38)

"فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم".

ورواه أبو هريرة - رضي الله عنه -، وفي روايته: "وأن ترى الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض في خمس لا يعلمهن إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث} الآية".

قوله: "بينما ... " إلى آخره، (بين): كلمة معناه: الوسط، يقال: جلس بين القوم؛ أي: في وسطهم، وتشبع فتحة النون حتى يتولد منها ألف، فيقال: (بينا)، ويزاد عليه (ما)، فيقال: (بينما)، ومعنى ثلاثتها واحد، وثلاثتها ظرف، فقد يكون ظرف مكان كقولك: جلس بين القوم وبين الدار، وقد يكون ظرف زمان كما ها هنا، وحقيقته: بين الزمان الذي "نحن" كنا "جالسين عند رسول الله عليه السلام، طلع"؛ أي: ظهر ودخل "علينا رجل" ثيابه بيض على غاية البياض، وشعره أسود على غاية السواد، وظهور جبريل - عليه السلام - على هذه الهيئة يدل على أشياء:

أحدها: أن الملك ممكن خروجه بصورة البشر بأمر الله تعالى، وليس ذلك باختياره وقوله، بل بتصييره الله إياه على أي شكل شاء الله.

فإن قيل: هل يمكن لجميع الملائكة الخروج بصورة البشر أم لا؟

قلنا: هذا من علم الغيب، لا يعلمه أحد إلا بطريق الوحي، وصاحب الوحي نبينا - عليه السلام - أخبر عن نزول الملائكة على صورة البشر راكبين على الأفراس يوم البدر، ويوم حنين، وفي غزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، فما وجدنا فيه نصا نعتقده ونتحدث به، وما لم نجد فيه نصا نكل علمه إلى الله تعالى وإلى الرسول، ولا نتكلم به، ولا عبرة بأقوال الحكماء وأصحاب المعقول، فإن الدين سمعي عن صاحب الشريعة، وليس فيها للعقل استقلال واهتداء بنفسه دون إخبار صاحب الشريعة.

والثاني: أن النظافة وبياض الثوب سنة مرضية لله تعالى؛ لأنه لو لم يكن

المفاتيح في شرح المصابيح (1/ 56)

يعني: أن الله عليم بهذه الخمس، ولا يعلم واحدا منها غير الله تعالى، ومن ادعى علم واحد منها، فهو كافر، إلا أن يقول أحد: علمني الله وقت ولادة فلانة، أو أنها تلد ذكرا أو أنثى، أو موت فلان وما أشبه ذلك في النوم، أو هتف بي هاتف، أو قال نبي: أوحى لي ربي بشيء من هذه الأشياء، فإن كل ذلك يجوز؛ لأن النبي - عليه السلام - قد أخبر بكثير من علم الغيب، وجاء عن أولياء الله أنهم أخبروا عن موت أنفسهم، أو موت غيرهم.

المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 64)

قيل: لأن علم الغيب اختص بالله سبحانه {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} [الأنعام: 59]، فلا يطلع عليه أحد إلا بإطلاع الله إياه،

التوضيح لشرح الجامع الصحيح (20/ 426)

مستفاد من باب المعرفة بفضائلهم، وأما القطع بالجنة فهو من علم الغيب لا يتوصل إليه بأخبار الآحاد؛ لأنها إنما تفيد علم الظاهر، والعلم المغيب لا يتوصل إليه إلا بكتاب ناطق أو بخبر متواتر (1).

التوضيح لشرح الجامع الصحيح (33/ 202)

قولها: (من حدثك أن محمدا يعلم الغيب فقد كذب).

قال الداودي: ما أظنه محفوظا، وإنما المحفوظ: من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب (3)، وإنما قالت ذلك؛ لأن الرافضة كانت تقول: إنه - عليه السلام - خص عليا بعلم لم يعلمه غيره، وأما علم الغيب فما أحد يدعي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعلم منه إلا ما علمه الله تعالى.

فتح الباري لابن حجر (9/ 203)

وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنساء من الأنصار في عرس لهن وهن يغنين وأهدى لها كبشا تنحنح في المربد وزوجك في البادي وتعلم ما في غد فقال لا يعلم ما في غد إلا الله قال المهلب في هذا الحديث إعلان النكاح بالدف وبالغناء المباح وفيه إقبال الإمام إلى العرس وإن كان فيه لهو ما لم يخرج عن حد المباح وفيه جواز مدح الرجل في وجهه ما لم يخرج إلى ما ليس فيه وأغرب بن التين فقال إنما نهاها لأن مدحه حق والمطلوب في النكاح اللهو فلما أدخلت الجد في اللهو منعها كذا قال وتمام الخبر الذي أشرت إليه يرد عليه وسياق القصة يشعر بأنهما لو استمرتا على المرائي لم ينههما وغالب حسن المرائي جد لا لهو وإنما أنكر عليها ما ذكر من الإطراء حيث أطلق علم الغيب له وهو صفة تختص بالله تعالى كما قال تعالى قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله وقوله لنبيه قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وسائر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر به من الغيوب بإعلام الله تعالى إياه لا أنه يستقل بعلم ذلك كما قال تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (7/ 145)

 (قالت جارية: وفينا رسول الله يعلم ما في غد، فنهى عن ذلك وقال: لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين) لأن ذلك علم الغيب مخصوص به تعالى وإن كان يجوز تأويله لقوله تعالى: {فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول} [الجن: 26، 27].

قوت المغتذي على جامع الترمذي (2/ 636)

 ولكنه سهل على من يسره الله؛ لأن معرفة العمل الذي يدخل الرجل الجنة من علم الغيب، وعلم الغيب لا يعلمه أحد إلا الله تعالى، ومن علمه الله".

عون المعبود وحاشية ابن القيم (11/ 205)

وهذا جهل من هؤلاء لأن علم الغيب مختص بالله تعالى وما وقع منه على لسان رسول الله فمن الله بوحي والشاهد لهذا قوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول أي ليكون معجزة له

فكل ما ورد عنه من الأنباء المنبئة عن الغيوب ليس هو إلا من إعلام الله له به إعلاما على ثبوت نبوته ودليلا على صدق رسالته

قال على القارىء في شرح الفقه الأكبر إن الأنبياء لم يعلموا المغيبات من الأشياء إلا ما

عون المعبود وحاشية ابن القيم (11/ 206)

4243 - حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا ابن فروخ، أخبرني أسامة بن زيد، أخبرني ابن لقبيصة بن ذؤيب، عن أبيه، قال: قال حذيفة بن اليمان: والله ما أدري أنسي أصحابي، أم تناسوا؟ «والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة، إلى أن تنقضي الدنيا، يبلغ من معه ثلاث مائة فصاعدا، إلا قد سماه لنا باسمه، واسم أبيه، واسم قبيلته»

__________

 

[حكم الألباني] : ضعيف

 

أعلمهم الله أحيانا وذكر الحنفية تصريحا بالتكفير باعتقاد أن النبي يعلم الغيب لمعارضة قوله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله كذا في المسائرة

وقال بعض الأعلام في إبطال الباطل من ضروريات الدين أن علم الغيب مخصوص بالله تعالى والنصوص في ذلك كثيرة وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر الآية وإن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث الآية فلا يصح لغير الله تعالى أن يقال له إنه يعلم الغيب ولهذا لما قيل عند رسول الله في الرجز وفينا نبي يعلم ما في غد أنكر على قائله وقال دع هذا وقل غير هذا

وبالجملة لا يجوز أن يقال لأحد إنه يعلم الغيب

نعم الإخبار بالغيب بتعليم الله تعالى جائز وطريق هذا التعليم إما الوحي أو الإلهام عند من يجعله طريقا إلى علم الغيب

انتهى

وفي البحر الرائق لو تزوج بشهادة الله ورسوله لا ينعقد النكاح ويكفر لاعتقاده أن النبي يعلم الغيب

انتهى

قال المزي في الأطراف وأخرجه البخاري في القدر وأخرجه مسلم وأبو داود الفتن

إنتهى

 


[1] ( 2) نهج البلاغة 1: 245 و 246.

[2] مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوار (ط - بيروت) - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.

تکفیر من یقول بعلم الغیب

البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة (ص: 350)

ولا ريب أن من ادعى الولاية، واستدل بإخباره ببعض المغيبات؛ فهو من أولياء الشيطان، لا من أولياء الرحمن؛ إذ الكرامة أمر يجريه الله على يد عبده المؤمن التقي، إما بدعاء، أو أعمال صالحة، لا صنع للولي فيها، ولا قدرة له عليها، بخلاف من يدعي أنه ولي لله، ويقول للناس: اعلموا أني أعلم المغيبات.

فإن مثل هذه الأمور قد تحصل بما ذكرنا من الأسباب، وإن كانت أسبابا محرمة كاذبة (1).

ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصف الكهان: (فيكذبون معها مئة كذبة) (2).

إلى أن قال: بل مجرد دعوى علم الغيب كفر، فكيف يكون المدعي لذلك وليا لله؟ !

 

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (9/ 20، بترقيم الشاملة آليا)

المبحث الحادي عشر: الرد على اعتقاد علم النبي والأولياء للغيب

يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين إجابة على سؤال وجه إليه، وإليك نص السؤال والجواب:

سئل فضيلة الشيخ: عن حكم من يدعي علم الغيب؟

"فأجاب بقوله: الحكم فيمن يدعي علم الغيب أنه كافر؛ لأنه مكذب لله عز وجل -قال الله- تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون [النمل:65]، وإذا كان الله - عز وجل- يأمر نبيه محمدا، صلى الله عليه وسلم، أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله، فإن من ادعى علم الغيب فقد كذب الله - عز وجل- في هذا الخبر. ونقول لهؤلاء كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي، صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب؟؛ هل أنتم أشرف أم الرسول، صلى الله عليه وسلم؟! فإن قالوا نحن أشرف من الرسول. كفروا بهذا القول، وإن قالوا هو أشرف فنقول لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم تعلمونه؟! وقد قال الله عز وجل عن نفسه: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا [الجن:26 - 27]. وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب، وقد أمر الله - تعالى- نبيه، صلى الله عليه وسلم، أن يعلن للملأ بقوله: قل لا أقول لكم عندي خزآئن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي [الأنعام:50].

هذا، وسئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين- حفظه الله- عن حكم من ادعى الغيب، وما هي أنواع الغيب، التي يتشوق الإنسان إلى معرفتها؟

فأجاب:

"من ادعى علم الغيب فهو كاهن أو ساحر أو طاغوت، فإن الغيب لا يعلمه إلا الله، لقوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو [الأنعام:59] والمراد بالغيب علم ما يكون في الأزمنة القادمة وعلم الآجال والأعمار، ونحو ذلك".

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة الأسئلة والأجوبة التالية:

السؤال: هل النبي صلى الله عليه وسلم حاضر وناظر "أي يعلم الغيب فالحاضر عنده والغائب سواء"؟

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (9/ 21، بترقيم الشاملة آليا)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد: الجواب: الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها، قال الله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين [الأنعام:59]، وقال تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون [النمل:65]، لكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب قال الله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا [الجن:26 - 27] وقال تعالى: قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين [الأحقاف:9]، وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاء أنها قالت: "لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما يدريك أن الله أكرمه فقلت لا أدرى بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما هو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي فقلت: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا)) رواه أحمد (1) وأخرجه البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه (2)، وفي رواية له ((ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به)) (3) وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة، وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند البخاري ومسلم أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة فقال: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) (4). ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات وأخبر به عند الحاجة".

ومما جاء في فتاوى اللجنة:

_________

(1) رواه أحمد في ((المسند)) (6/ 436) (27497)

(2) رواه البخاري (1243).

(3) رواه البخاري (7004).

(4) رواه البخاري (50) ومسلم (9) من حديث أبي هريرة، وهو عند مسلم (8) من حديث عمر.

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (9/ 22، بترقيم الشاملة آليا)

"السؤال: أقسام الغيب، وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، وهل كان علمه له كليا أو جزئيا. الجواب: من الغيب ما استأثر الله بعلمه فلم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا كتحديد الوقت الذي يقوم فيه الخلق لله رب العالمين للحساب، فإنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، قال تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون [الأعراف:187]، وقال تعالى: يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا [الأحزاب:63]، وقال تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها [النازعات:42 - 45]، وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما الحديث الطويل المشهور أن جبريل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ((متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) (1) ثم أخبره بأماراتها.

ومن الغيب ما أعلمه الله بعض عباده كالأمور المستقبلية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت معجزة له وآية من آيات الله خص الله بها رسوله وهي داخلة في قوله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول [الجن:27]، وفي قوله: وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء [عمران:179]، وبهذا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب علما كليا وإنما كان يعلمه علما جزئيا في حدود ما أطلعه الله عليه، شأنه في ذلك شأن إخوانه النبيين، والمقصود الإيضاح بالمثال لا للاستقصاء".

وجاء في الفتاوى أيضا:

"السؤال: إذا قلنا لإخواننا هنا إن علم الغيب خاص بالله تعالى فلا يعلم الغيب رسول ولا ملك قالوا لنا إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب وهذا القرآن الذي جاء به هو غيب و ... و ... و ... ويستدلون أيضا بقوله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا [الجن:26 - 27] والرسول ممن ارتضاه الله يعلم الغيب. فما رد فضيلتكم في هذا وهل يجوز القول بأن الرسول يعلم الغيب استنادا إلى هذه الآية. الرجاء من معاليكم الرد على هذا السؤال.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:

_________

(1)  رواه البخاري (4777) ومسلم (10) من حديث أبي هريرة.

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (9/ 23، بترقيم الشاملة آليا)

الجواب: علم الغيب خاص بالله تعالى لقوله تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله [النمل:65] وقوله: قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء [الأعراف:188] لكنه سبحانه يطلع من يشاء من عباده كالملائكة والأنبياء والمرسلين على ما شاء من غيبه لقوله تعالى:: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا [الجن:26 - 27] ومن ذلك ما أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الوحي ومنه القرآن، وكذلك شأن الله مع أنبيائه ورسله السابقين غير أن علمهم ذلك ليس لهم من أنفسهم بل بإعلام الله إياهم ثم إن هذه النصوص لا تدل على أن الله تعالى علمهم كل غيب وإنما تدل على أنه علمهم ما شاء منه".

وجاء أيضا:

"السؤال: ما حكم زيارة المرابطين الذين يزعمون علم الغيب ما حكم الشرع فيهم ومن سكت عنهم ومن زارهم؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:

الجواب: علم الغيب من اختصاص الله جل وعلا، ومن ادعى علم الغيب من الناس فقد ادعى لنفسه ما هو من اختصاص الله جل وعلا وجعل نفسه شريكا له في ذلك وقد يظهر الله ما شاء من الغيب لمن ارتضاه من رسله، قال تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو [الأنعام:59] وقال تعالى قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله [النمل:65] وقال تعالى:: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا [الجن:26 - 27] فقد دلت هذه الآيات على أنه جل وعلا منفرد بالغيب دون خلقه ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله لهم ودلالة صادقة على ثبوتهم، وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب الحصى وينظر في الكتب ويزجر الطير ويدعي علم الغيب ممن ارتضاه من الرسل فيطلعه على ما يشاء من غيبه بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه.

وبهذا يعلم أن زيارتهم محرمة وأنهم كفار ولا يجوز السكوت عنهم ولا عمن زارهم بل الواجب بيان الحق للكل أداء للأمانة وبراءة للذمة ونصحا للأمة".

وجاء أيضا في الفتاوى إجابة على سؤال ما يلي:

"إن الله سبحانه حكم بأن علم الأمور الغيبية خاص به فقال: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله [النمل:65] ولم يستثن من ذلك إلا من ارتضى من رسله فيظهره على ما شاء من الغيب قال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا [الجن:26 - 27].

فمن ادعى من أمم الأنبياء والمرسلين أنه يعلم الغيب فهو كاذب، ومن زعم أن أحدا من الأولياء والصالحين أتباع الرسل عقيدة وعملا يعلم الغيب فهو مخطئ كاذب لمخالفته ما نزل من آيات القرآن وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الدالة على اختصاص الله تعالى بعلم المغيبات".

 

المصدرالديوبندية لأبي أسامة سيد طالب الرحمن - ص 172 180

العرف الشذي شرح سنن الترمذي (1/ 283)

 واعلم أنه عليه الصلاة والسلام من قال: السلام عليك وهو يزعم أنه عليه الصلاة والسلام يعلم كلامه فارتكب الأمر غير الجائز، وعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - اطلاعي لا كلي فإن علم الله تعالى غير متناه وعلمه متناه، كما يدل كثير من الآيات والأحاديث على هذا، وأكفر الفقهاء من قال: علم الغيب لغير الله تعالى.

 

توجیه روایه و فینا نبی یعلم ما فی غد فی کلام العامه

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (7/ 145)

 (قالت جارية: وفينا رسول الله يعلم ما في غد، فنهى عن ذلك وقال: لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين) لأن ذلك علم الغيب مخصوص به تعالى وإن كان يجوز تأويله لقوله تعالى: {فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول} [الجن: 26، 27].

 

حدیث اوتی نبیکم مفاتیح کل شیئ

مسند أبي داود الطيالسي (3/ 351)

1918 - حدثنا أبو داود قال: حدثنا ابن سعد، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: " أتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب إلا الخمس، ثم تلا هذه الآية: {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34] إلى آخرها

مسند الحميدي (1/ 220)

124 - حدثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة [ص:221]، عن عبد الله بن مسعود قال «من كل شيء قد أوتي نبيكم علمه إلا من خمس إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة»

مسند ابن أبي شيبة (1/ 221)

327 - نا محمد بن بشر، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: قال عبد الله: " كل شيء أوتي نبيكم إلا مفاتيح الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} [لقمان: 34] " - يعني الآية كلها

مصنف ابن أبي شيبة (6/ 317)

31727 - حدثنا محمد بن بشر قال: ثنا مسعر قال: ثنا عمرو بن مرة قال: حدثنا عبد الله بن سلمة قال: قال عبد الله: " كل شيء أوتي نبيكم إلا مفاتيح الخمس {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت} [لقمان: 34] الآية

مسند أحمد مخرجا (6/ 172)

3659 - حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة، قال [ص:173]: قال عبد الله: " أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس: {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] "

مسند أحمد ت شاكر (3/ 533)

3659 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: قال عبد الله: أوتي نبيكم - صلى الله عليه وسلم - مفاتيح كل شيء غير خمس {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.

مسند أحمد ت شاكر (3/ 533)

(3659) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 6: 474 عن هذا الموضع، 3 قال: "وكذا رواه عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة، به، وزاد في آخره: قال: قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟، قال: نعم، أكثر من خمسين مرة، ورواه أيضا عن =

مسند أحمد ت شاكر (3/ 534)

= وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة، به. وهذا إسناد حسن على شرط السنن، ولم يخرجوه". وهو أيضا في مجمع الزوائد 8: 263 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2926 م.

مسند أحمد ط الرسالة (6/ 172)

3659 - حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة، قال:قال عبد الله: " أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس: {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] " (1)

__________

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد يحتمل التحسين، وحسنه ابن كثير في "التفسير"، عبد الله بن سلمة: هو المرادي الكوفي، روى له أصحاب السنن، ووثقه العجلي ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/12، وقال: يخطئ، وقال شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا، فتعرف وتنكر، كان قد كبر، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/99: لا يتابع على حديثه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي.

وأخرجه الطيالسي (385) ، والشاشي (887) ، من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (5153) ، والطبري في "التفسير" 21/89 من طريقين عن عمرو بن مرة، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/263، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح!

وسيأتي برقم (4167) و (4253) .

وله شاهد مرفوع بإسناد صحيح على شرط الشيخين من حديث ابن عمر سيأتي 2/85-86.

قوله: "مفاتيح كل شيء": قال السندي: يريد علم كل شيء، والظاهر أن المراد به الخصوص، وإن كان مقتضى الاستثناء العموم، وإلا للزم أن يكون علمه صلى الله عليه وسلم غير متناه، وأن يكون عالما بالغيب، وقد قال تعالى: (قل لا يعلم من في=

مسند أحمد ط الرسالة (6/ 174)

= السموات والأرض الغيب إلا الله) ، فليتأمل، والظاهر أن للموقوف في مثله حكم الرفع.

مسند أحمد مخرجا (7/ 232)

4167 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة، يقول: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: " أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] " قال: قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟ قال: «نعم، أكثر من خمسين مرة»

مسند أحمد مخرجا (7/ 286)

4253 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: «أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء إلا مفاتيح الغيب الخمس» : {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34]

مسند أبي يعلى الموصلي (9/ 86)

5153 - حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: سمعت عبد الله يقول: " من كل شيء قد أوتي نبيكم، إلا مفاتيح الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} [لقمان: 34] الآية كلها

[حكم حسين سليم أسد] : إسناده حسن

المسند للشاشي (2/ 307)

886 - حدثنا الحسن بن علي بن عفان، نا محمد بن عبيد، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: قال عبد الله: «أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء إلا مفاتيح الخمس» ، ثم قرأ {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} [لقمان: 34]

المسند للشاشي (2/ 307)

887 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا أبو الوليد، نا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة، يقول: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: " أوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} [لقمان: 34] إلى قوله {إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] ، قال: فقلت: أنت سمعته من عبد الله؟ قال: نعم أكثر من خمسين مرة

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5/ 97)

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: ثنا بشر بن موسى نا خلاد بن يحيى نا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «كل شيء أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم غير خمس» {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام} [لقمان: 34] الآية رواه شعبة، عن عمرو مثله

المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة (1/ 106)

الجزء الثالث من فوائد أبي علي الصواف - 80 % مخطوط (ص: 12)

32- حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا جعفر بن الحارث، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: كل شيء قد أوتي نبيكم غير مفاتيح الخمس، ثم قرأ عبد الله هذه الآية: {إن الله عنده علم الساعة} إلى آخر الآية.

فوائد ابن أخي ميمي الدقاق (ص: 273)

597 - حدثنا أحمد بن إسحاق: حدثنا يوسف بن موسى القطان: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبدالله بن سلمة: سمعت عبدالله يقول:

من كل شيء قد أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا مفاتيح الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34].

تفرد الرب - عز وجل - بمعرفة الغيب

1 - حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر " , (خ) 1039

 

- حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " {مفاتح الغيب} [الأنعام: 59] خمس: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) " , (خ) 4627

 

- حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا معن، قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " , (خ) 4697

 

- حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، أن أباه حدثه، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34] " , (خ) 4778

 

- حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " , (خ) 7379

 

- حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله": {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] (حم) 4766

 

- حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مفاتيح الغيب في خمس، لا يعلمهن إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم نزول الغيث إلا الله، ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله، ولا يعلم الساعة إلا الله، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت " (حم) 5133

 

- حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله": {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] (حم) 5226

 

- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمر بن محمد بن زيد، أنه سمع أباه محمدا يحدث، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس": {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] (حم) 5579

 

- حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، ويعقوب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مفاتيح الغيب خمس": {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث} [لقمان: 34] ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير. (حم) 6043

 

- أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، مولى ثقيف، حدثنا أبو عمر الدوري حفص بن عمر، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس: لا يعلم ما تضع الأرحام أحد إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة". , (حب) 70 [قال الألباني]: صحيح - "الصحيحة" (2903): خ.

 

- أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا يحيى بن أيوب المقابري، حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: وأخبرني عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله، ولا ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد إلا الله". , (حب) 71 [قال الألباني]: صحيح: خ - انظر ما قبله.

 

- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي، قال: أخبرنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتح العلم خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد إلا الله" (رقم طبعة با وزير: 6101) , (حب) 6134 [قال الألباني]: صحيح: خ - مضى برقم (70).

_____________________

- حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حسين بن واقد، حدثني عبد الله قال: سمعت أبي بريدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خمس لا يعلمهن إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] " (حم) 22986

_____________________

- حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة، قال: قال عبد الله: " أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس: {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] " (حم) 3659

 

- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة، يقول: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: " أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان: 34] " قال: قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟ قال: "نعم، أكثر من خمسين مرة" (حم) 4167

 

- حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: "أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء إلا مفاتيح الغيب الخمس": {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34] (حم) 4253

_____________________

- قال عبد الله بن أحمد، كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري، كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عني، قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، قال: حدثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي، من بني عمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثنيه أبي الأسود، عن عاصم بن لقيط، أن لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيبا، فقال: " أيها الناس، ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، ألا لأسمعنكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه؟ فقالوا: اعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال، ألا إني مسئول، هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا " قال: فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده، وبصره، قلت: يا رسول الله، ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله، وهز رأسه، وعلم أني أبتغي لسقطه، فقال: «ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب، لا يعلمها إلا الله»، وأشار بيده، قلت: وما هي؟ قال: «علم المنية، قد علم متى منية أحدكم، ولا تعلمونه، وعلم المني حين يكون في الرحم قد علمه، ولا تعلمونه، وعلم ما في غد، قد علم ما أنت طاعم غدا، ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث، يشرف عليكم آزلين آزلين مشفقين، فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قرب» قال لقيط قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرا، وعلم يوم الساعة، قلت: يا رسول الله، علمنا مما تعلم الناس، وما تعلم، فإنا من قبيل لا يصدق تصديقنا أحد من مذحج التي تربأ علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها، قال: " تلبثون ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك، ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، فأصبح ربك عز وجل يطوف في الأرض، وخلت عليه البلاد، فأرسل ربك عز وجل السماء تهضب من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل، ولا مدفن ميت، إلا شقت القبر عنه، حتى تجعله من عند رأسه، فيستوي جالسا، فيقول ربك: مهيم لما كان فيه، يقول: يا رب، أمس، اليوم، ولعهده بالحياة يحسبه، حديثا بأهله "، فقلت: يا رسول الله، كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى، والسباع؟، قال: " أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الأرض أشرفت عليها، وهي مدرة بالية، فقلت: لا تحيا أبدا، ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء، فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها، وهي شربة واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فيخرجون من الأصواء، ومن مصارعهم فتنظرون إليه، وينظر إليكم " قال: قلت: يا رسول الله، كيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه وينظر إلينا؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله عز وجل، الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم، ساعة واحدة لا تضارون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم، وترونه من أن ترونهما، ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما» قلت: يا رسول الله، فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه؟ قال: " تعرضون عليه بادية له صفحاتكم، لا يخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبيلكم بها، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحدكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه مثل الحميم الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفترق على إثره الصالحون، فيسلكون جسرا من النار، فيطأ أحدكم الجمر، فيقول: حس يقول ربك عز وجل: أوانه، ألا فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة عليها قط، ما رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده، إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف، والبول، والأذى، وتحبس الشمس والقمر، ولا ترون منهما واحدا " قال: قلت: يا رسول الله، فبما نبصر؟ قال: «بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض، واجهت به الجبال» قال: قلت: يا رسول الله، فبما نجزى من سيئاتنا وحسناتنا؟ قال: «الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، إلا أن يعفو» قال: قلت: يا رسول الله، إما الجنة، إما النار قال: «لعمر إلهك إن للنار لسبعة أبواب، ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما، وإن للجنة لثمانية أبواب ما منهما بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما» قلت: يا رسول الله، فعلى ما نطلع من الجنة؟ قال: «على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع، ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون، وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة» قلت: يا رسول الله، أولنا فيها أزواج، أو منهن مصلحات؟ قال: «الصالحات للصالحين، تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم غير أن لا توالد» قال لقيط: فقلت: أقصي ما نحن بالغون، ومنتهون إليه؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله، ما أبايعك؟ قال: فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده، وقال: «على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزيال المشرك، وأن لا تشرك بالله إلها غيره» قلت: وإن لنا ما بين المشرق، والمغرب؟ فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، وظن أني مشترط شيئا لا يعطينيه، قال: قلت: نحل منها حيث شئنا، ولا يجني امرؤ إلا على نفسه، فبسط يده، وقال: «ذلك لك تحل حيث شئت، ولا يجني عليك إلا نفسك» قال: فانصرفنا عنه، ثم قال: «إن هذين لعمر إلهك من أتقى الناس في الأولى، والآخرة» فقال له كعب ابن الخدارية أحد بني بكر بن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: «بنو المنتفق أهل ذلك» قال: فانصرفنا، وأقبلت عليه، فقلت: يا رسول الله، هل لأحد ممن مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: قال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار، قال: فلكأنه وقع حر بين جلدي ووجهي ولحمي مما قال لأبي على رءوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟ ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت: يا رسول الله، وأهلك؟ قال: " وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري، أو قرشي من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد، فأبشرك بما يسوءك، تجر على وجهك، وبطنك في النار " قال: قلت: يا رسول الله، ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه؟ وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: «ذلك لأن الله عز وجل بعث في آخر كل سبع أمم - يعني - نبيا، فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين» (حم) 16206 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف جدا.

أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب - ت الجوابرة (ص: 37)

[مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا اللَّه]

6 - وعن ابن عمر - رضي اللَّه عنهما- أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم قال:

«مفاتِيح الغيبِ خمس لا يعلَمها إِلا اللَّه: لا يعلم ما في غدٍ إِلا اللَّه، ولا يعلم ما تَغِيض الأرحام إلا اللَّه، ولا يعلم متى يأتي المطر أَحد إلا اللَّه، ولا تدري نفس بأَيِّ أرضٍ تموت إلا اللَّه، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا اللَّه تبارك وتعالى» .

رواه البخاريّ ومسلم.

---------------------------------

6 - رواه البخاري كتاب الإستسقاء (2 / 524) (رقم: 1039) ، والتفسير (8 / 375) (رقم: 4697) ، والتوحيد (13 / 361) (رقم: 7379) ، ولم أجد الحديث من مسند ابن عمر عند مسلم، وقد أخرج مسلم (1 / 39) (رقم: 9) نحوه عن أبي هريرة.

شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف رد على من يدَّعي علم الغيب من الكهنة والسحرة.

قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (8 / 514) : قال الشيخ أبو محمد بن أبي جَمرَة:

" عبَّر بالمفاتيح لتقريب الأمر على السامع لأن كل شيِء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيّب عنك، والتوصل إِلى معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق الباب احتيج إِلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب" اهـ ملخصا.

قال ابن كثير في تفسير سورة لقمان (3 / 455) :

" قال قتادة: أشياء استأثر اللَّه بهن فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا.

فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة أَو في أي شهر أو ليل أو نهار، فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلا أو نهارا، ولا يعلم أحد ما في الأرحام ذكر أم أنثى أحمر أو أسود، وما هو؟ ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غدا لعلك المصاب غدا اهـ.

قلت: أما من يدَّعي بأن هناك أجهزة تكشف عن الجنين في بطن أمه هل هو ذكر أم أنثى؟ فهذا لا يدخل في علم الغيب لأن التوصل إِلى ذلك كان بواسطة أجهزة فلو قال قائل: أنا أعلم ما في بطن الأم ثم شق بطنها فعلم ما فيه هل نقول: إِنه علم الغيب، ثم إِن هذه الأجهزة ليست دقيقة تماما، بل كثيرا ما تخطئ، فكم من حامل قيل لها: إن ما في بطنك ولد فإِذا هو أنثى!!

حدیث اوتی نبیکم فی تفاسیر العامه

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (20/ 162)

حدثني أبو شرحبيل، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا إسماعيل، عن جعفر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: كل شيء قد أوتي نبيكم غير مفاتح الغيب الخمس، ثم قرأ هذه الآية (إن الله عنده علم الساعة ... ) إلى آخرها.

تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (4/ 154)

وقال ابن مسعود: أوتي نبيكم علم كل شيء إلا مفاتيح الغيب ويعلم ما في البر والبحر.

درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (3/ 1388)

وعن ابن مسعود قال: "من كل شيء أوتي نبيكم علمًا إلا من خمس، قول الله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} " (3).

تفسير البغوي - إحياء التراث (2/ 129)

وقال ابن مسعود: أوتي نبيكم علم كل شيء إلا علم مفاتيح [2] الغيب.

زاد المسير في علم التفسير (2/ 37)

(527) قال ابن مسعود: أوتي نبيكم علم كل شيء إلا مفاتيح الغيب.

تفسير القرطبي (14/ 82)

وقال عبد الله بن مسعود: كل شي أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم غير خمس:

تفسير الخازن لباب التأويل في معاني التنزيل (2/ 119)

وقال ابن مسعود: أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء إلا مفاتح الغيب.

البحر المحيط في التفسير (4/ 534)

وقال أبو مسعود: أوتي نبيكم كل شيء إلا مفاتح الغيب.

تفسير ابن كثير ت سلامة (6/ 353)

حدثنا يحيى بن سليمان، حدثنا ابن وهب، حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: أن أباه حدثه أن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس". ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} انفرد به أيضا (2) .

ورواه الإمام أحمد عن غندر، عن شعبة، عن عمر بن محمد؛ أنه سمع أباه يحدث، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} (3) .

[حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: قال عبد الله (4) : أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} ] (5) (6) .

وكذا رواه عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، به. وزاد في آخره: قال: قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟ قال: نعم. أكثر من خمسين مرة (7) .

ورواه أيضا عن وكيع، عن مسعر، عن عمرو بن مرة به (8) .

وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن ولم يخرجوه.

الدر المنثور في التفسير بالمأثور (6/ 532)

وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس {إن الله عنده علم الساعة}

وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس {إن الله عنده علم الساعة}

السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير (3/ 200)

وعن ابن مسعود قال أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس: إنّ الله عنده علم الساعة الآية، وعن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لم يعم على نبيكم إلا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية في آخر لقمان: إنّ الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة، وعن ربعي قال حدّثني رجل من بني عامر أنه قال: يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه؟ فقال: «لقد علمني الله خيراً وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله الخمس إن الله عنده علم الساعة الآية» .

فتح البيان في مقاصد القرآن (4/ 155)

قال ابن مسعود: أوتي نبيكم كل شيء إلا مفاتيح الغيب.

تفسير القاسمي = محاسن التأويل (4/ 381)

قال ابن مسعود: أوتي نبيكم كل شيء إلا مفاتيح الغيب.

الأساس في التفسير (8/ 4343)

وروى الإمام أحمد ...

عن عبد الله بن سلمة قال: قال عبد الله بن مسعود: أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شئ غير خمس: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير.

التفسير الوسيط لطنطاوي (5/ 89)

قال ابن مسعود «أوتى نبيكم كل شيء إلا مفاتيح الغيب» .

تفسير القرآن الكريم - المقدم (53/ 2، بترقيم الشاملة آليا)

 

أما قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) فقد قال ابن مسعود: أوتي نبيكم كل شيء إلا مفاتيح الغيب.

شرح حدیث اوتیت مفاتیح کل شیئ عند العامه

فتح المنعم شرح صحيح مسلم (1/ 24)

(في خمس) خبر مبتدأ محذوف والتقدير: علم وقت الساعة داخل في جملة خمس وليس في الحديث ما يفيد حصر الغيب في هذه الخمس، اللهم إلا أن يقال: إن الاقتصار في مقام البيان يشعر بالحصر، يعزز هذا ما جاء عن ابن مسعود قال: أوتي نبيكم علم كل شيء سوى هذه الخمس، وما أخرجه حميد بن زنجويه عن الصحابة أنه ذكر العلم بوقت الكسوف قبل ظهوره فأنكر عليه، فقال: إنما الغيب خمس وتلا هذه الآية، وقال ما عدا ذلك غيب يعلمه قوم ويجهله قوم، والتحقيق أن هناك غيبا غير هذه الخمس لا يعلمه إلا الله، وفي اللوح المحفوظ كثير من تفصيل ما كان وما يكون لا يعلمه أحد من المخلوقات ويحمل ما جاء عن ابن مسعود على العلم الإجمالي.

المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي (1/ 182)

418 - حدثنا أبو كريب، حدثنا حفص، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص.

ب - السجود في إذا السماء انشقت

419 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا بكر بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حميد بن أبي عبد الله، عن أبي سلمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيته يسجد في إذا السماء انشقت.

 

باب: لا حسد إلا في اثنتين

420 - حدثنا عثمان، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا يزيد بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل.

ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ".

التنوير شرح الجامع الصغير (4/ 303)

 

2761 - "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: {إن الله عنده علم الساعة ...} الآية.". (طب) عن ابن عمر.

(أوتيت مفاتيح كل شيء) من العلوم والأمور المغيبة (إلا الخمس {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34] أي: وقتها المعين ووقت إنزال الغيث وعلم ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ودراية ما تكسب النفس عنه ودراية بأي أرض موتها فإن الله تعالى استأثر بعلمها ولم يطلع عليها أحدا وفيه أنه يحسن من العالم الحبر الإخبار بجهله لبعض ما لم يعلمه وأن يقول لما لا يعلم لا أعلم وقوله: (الآية) منصوب بمقدر أي اقرأوا واتلوا الآية ويحتمل الرفع أي هذه الآية نحوه. (طب) (3) عن ابن عمر).

 

 

 

 

 

حکم العامه بشذوذ الخبر الموجود فی البخاری

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 30)

ومن الشذوذ: أن يخالف ما علم بالضرورة من الدين.

مثاله: في صحيح البخاري رواية "أنه يبقى في النار فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشىء الله لها أقواما فيدخلهم النار" 2.

فهذا الحديث وإن كان متصل السند فهو شاذ؛ لأنه مخالف لما علم بالضرورة من الدين، وهو أن الله تعالى لا يظلم أحدا، وهذه الرواية - في الحقيقة - قد انقلبت على الراوي، والصواب أنه يبقي في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشىء الله أقواما فيدخلهم الجنة، وهذا فضل ليس فيه ظلم، أما الأول ففيه ظلم.

على كل حال فلابد لصحة الحديث ألا يكون شاذا.

 

ذکر بعض الغلاه فی کلام العامه

الملل والنحل (1/ 152)

"جـ" البيانية:

أتباع بيان بن سمعان التميمي، قالوا بانتقال الإمامة من أبي هاشم إليه، وهو من الغلاة القائلين بإلهية أميرالمؤمنين علي رضي الله عنه، قال: حل في علي جزء إلهي، واتحد بجسده، فيه كان يعلم الغيب، إذ أخبر عن الملاحم وصح الخبر، وبه كان يحارب الكفار وله النصرة والظفر، وبه قلع باب خيبر، وعن هذا قال: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، ولا بحركة غذائية، ولكن قلعته بقوة رحمانية ملكوتية، بنور ربها مضيئة. فالقوة الملكوتية في نفسه كالمصباح في المشكاة، والنور الإلهي كالنور في المصباح. قال: وربما يظهر على في بعض الأزمان. وقال في تفسير قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} 2 أراد به عليا فهو الذي يأتي في الظلل، والرع صوته، والبرق تبسمه.

ثم ادعى بيان أنه قد انتقل إليه الجزء الإلهي بنوع من التناسخ، ولذلك استحق أنه

الملل والنحل (1/ 152)

"جـ" البيانية:

أتباع بيان بن سمعان التميمي، قالوا بانتقال الإمامة من أبي هاشم إليه، وهو من الغلاة القائلين بإلهية أميرالمؤمنين علي رضي الله عنه، قال: حل في علي جزء إلهي، واتحد بجسده، فيه كان يعلم الغيب، إذ أخبر عن الملاحم وصح الخبر، وبه كان يحارب الكفار وله النصرة والظفر، وبه قلع باب خيبر، وعن هذا قال: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، ولا بحركة غذائية، ولكن قلعته بقوة رحمانية ملكوتية، بنور ربها مضيئة. فالقوة الملكوتية في نفسه كالمصباح في المشكاة، والنور الإلهي كالنور في المصباح. قال: وربما يظهر على في بعض الأزمان. وقال في تفسير قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} 2 أراد به عليا فهو الذي يأتي في الظلل، والرع صوته، والبرق تبسمه.

ثم ادعى بيان أنه قد انتقل إليه الجزء الإلهي بنوع من التناسخ، ولذلك استحق أنه

 

رد العامه علی الشیعه لقولهم بعلم الغیب للائمه

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (6/ 60، بترقيم الشاملة آليا)

المطلب السابع: تشابه الشيعة واليهود في غلوهم بأئمتهم وحاخاماتهم:

ونبدأ باليهود حيث عُلم عنهم غلوهم في حاخاماتهم , والحاخام هو: مسمى لعلماء اليهود , ومن هذه النصوص ما صرحوا به في تلمودهم من اعتبارهم أن كتاب (التلمود) الذي يمثل أراء الحاخامات أفضل من التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام حيث جاء في التلمود صفحة (45) ما نصه: " التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى " انتهى.

وجاء في التلمود أيضاً ما نصه: " اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء, وزيادة على ذلك يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة, لأن أقوالهم هي قول الله الحي فإذا قال لك الحاخام: أن يدك اليمنى هي اليسرى وبالعكس فصدق قوله ولا تجادله, فما بالك إذا قال لك: إن اليمنى هي اليمنى واليسرى هي اليسرى " انتهى.

وهكذا أحبابي في الله فإن اليهود يرون أن أقوال الحاخامات هي أقوال الله , ويجب أن تؤخذ أقوال الحاخامات دون أي جدال, حتى ولو كانت خاطئة, جاء في التلمود ما نصه: " من يجادل حاخامه أو معلمه فقد أخطأ وكأنما جادل العزة الإلهية ".

وقد بلغ من غلوهم في الحاخامات أنْ زعموا: أن الله تعالى -عياذاً بالله تعالى- يستشير الحاخامات في حل بعض المشاكل كما جاء في التلمود ما نصه: " إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء ".

وكذلك فإن اليهود يعتقدون بعصمة الحاخامات , يقول الحاخام روسكي , وهو أحد كتبة التلمود معلقاً على خلاف وقع بين حاخامين , يقول: " إن الحاخامين المذكورين قالا الحق لأن الله جعل الحاخامات معصومين من الخطأ ".

أما إذا انتقلنا إخواني في الله إلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وإلى غلوهم في أئمتهم فإن الشيعة قد غالوا في أئمتهم حتى رفعوهم فوق البشر، وأطلقوا عليهم من الصفات التي لا تليق لأحد من البشر، بل هي مما اختص به رب العالمين دون سائر المخلوقين سبحانه وتعالى، ومن هذه الصفات التي يطلقونها على أئمتهم ادعاؤهم أنهم يعلمون الغيب، وأنهم لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض، وأنهم يعلمون ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر-.

فقد جاء في كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي المجلد السادس والعشرين صفحة (27) عن الصادق عليه السلام أنه قال: " والله لقد أُعطينا علم الأولين والآخرين - يعني الأئمة - فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب فقال له ويحك إني لا أعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء ويحكم وسعوا صدوركم، ولتبصر أعينكم، ولتعي قلوبكم، فنحن حجة الله تعالى في خلقه " انتهى من كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي المجلد السادس والعشرين صفحة (27).

وجاء كذلك في كتاب (الكافي) للكليني المجلد (1) صفحة (261) وأيضاً في كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي المجلد (26) صفحة (28) عن عبدالله بن بشر عن أبي عبد الله أنه قال: " إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون " انتهى -عياذاً بالله تعالى-.

هذا ما يعتقده الشيعة في أئمتهم فهم يعتقدون أنهم يعلمون الغيب , بل ويعلمون ما في أصلاب الرجال وما في أرحام النساء , ويعلمون ما في السماوات وما في الأرض, بل ويعلمون ما في الجنة وما في النار -عياذاً بالله تعالى-.

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (6/ 121، بترقيم الشاملة آليا)

خامسا: اعتقاد الرافضة الاثني عشرية أن أئمتهم يعلمون الغيب:

وكذلك تعتقد الشيعة إخواني في الله، بأن أئمتهم يعلمون الغيب حيث أقر هذه العقيدة، شيخهم الكليني، إذ بوب في كتابه (الكافي) (1/ 258) بابا بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم)، وكذلك بوب في كتابه (الكافي) (1/ 260) بابا بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء)، وكذلك روى إمامهم المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) (26/ 27 - 28) عن الصادق عليه السلام كذبا وزورا أنه قال: "والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء".

الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية (ص: 30)

الغيب للأئمة!!

وبينما يدّعون لأئمتهم الاثني عشر ما لا يدعيه هؤلاء الأئمة لأنفسهم من علم الغيب، وأنهم فوق البشرية فإنهم -أي الشيعة- ينكرون على النبي صلى الله عليه وسلم ما أوحى الله به إليه من أمر الغيب، كخلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار. وقد سجلت ذلك مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب في القاهرة إذ نشرت في عددها الرابع من السنة الرابعة صفحة 368 بقلم رئيس المحكمة العليا الشرعية الشيعية في لبنان، ويعدونه من ألمع علمائهم العصريين، مقالاً عنوانه: (من اجتهادات الشيعة الإمامية) نقل فيه عن مجتهدهم الشيخ محمد حسن الأشتياني أنه قال في كتابه (بحر الفوائد) ج1 ص267: أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخبر عن الأحكام الشرعية أي مثل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس -يجب تصديقه والعمل بما أخبر به وإذا أخبر عن الأمور الغيبية مثل خلق السماوات والأرض والحور والقصور فلا يجب التدين به بعد العلم به (أي بعد العلم بصحة صدوره عن الرسول صلى الله عليه وسلم) فضلاً عن الظن به.

فيا لله العجب!! يكذبون على الأئمة فينسبون إليهم علم الغيب ويؤمنون بذلك، مع أن نسبة ذلك إلى الأئمة ليست قطعية الثبوت، ويستبيحون لأنفسهم عدم وجوب التدين بأخبار الغيب التي

الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية (ص: 31)

صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو قطعي الدلالة، كالآيات والأحاديث الصحيحة في خلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما صح صدوره عنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. والذي يقارن بين ما نسبوه لأئمتهم، وبين ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الغيبيات يتبين له أن ما ثبت من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن والأحاديث المتواترة والصحيحة لا يبلغ جزءاً يسيراً مما زعمته الشيعة للأئمة الاثني عشر من علم الغيب بعد انقطاع الوحي الإلهي عن الأرض وجميع رواة الغيبيات عن الأئمة الاثني عشر معروفون عند علماء الجرح والتعديل، من أهل السنة بأنهم كانوا كذبة، لكن أتباعهم من الشيعة لا يأبهون لذلك، ويصدقونهم فيما رووه من الغيبيات عن الأئمة، في حين أن مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب وقاضي محكمتهم الشرعية العليا في لبنان ومجتهدهم (محمد حسن الأشتباني) يصفقون ويهللون لدعوى عدم وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأمور الغيبية ويريدون أن يحصروا مهمة الرسالة المحمدية في مسائل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس وأشباهها من الفروع الفقهية

 

رویه النبی الجنه و النار

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (4/ 294)

 ( «بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أصحابه شيء فخطب فقال: عرضت عليّ الجنة والنار) قال القاضي عياض: قال العلماء: يحتمل أنه رآهما رؤية عين كشف الله تعالى عنهما وأزال الحجاب بينه وبينهما كما خرج له عن بيت المقدس حين وصفه، ويحتمل أن يكون عرض وحي، وعلم من أمورهما تفصيلاً ما لم يعلمه قبل ذلك ومن عظم شأنهما ما زاده علماً بأمرهما وخشية وتحذيراً ودوام ذكر فلذا قال: لو تعلمون الخ. قال القاضي: والتأويل الأول أولى والتنبيه بألفاظ الحديث لما جاء في الأحاديث مما يؤيده كتناوله العنقود وتأخره مخافة أن تلحقه النار. وفيه أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان اليوم وهو مذهب أهل السنة خلافاً للمعتزلة

 

 

 

عبدالله بن سلمه فی بعض تراجم العامه

الكواكب النيرات (ص: 479)

23 - عبد الله بن سلمة - بكسر اللام - المرادي الكوفي أبوم العالية روى عن معاذ وابن مسعود وسلمان الفارسي وغيرهم من الصحابة

وعنه أبو اسحاق السبيعي وعمرو بن مرة

قال البخاري قال أبو داود عن شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله يحدثنا فنعرف وننكر وكان قد كبر لا يتابع في حديثه وقال النسائي يروى عنه عمرو بن مرة يعرف وينكر

__________

 

[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]

قال المحقق: الملحق الأول وفيه تراجم ثمان وثلاثين من المختلطين الثقات الذين لم يذكرهم المؤلف

الكواكب النيرات (ص: 479)

23 - عبد الله بن سلمة - بكسر اللام - المرادي الكوفي أبوم العالية روى عن معاذ وابن مسعود وسلمان الفارسي وغيرهم من الصحابة

وعنه أبو اسحاق السبيعي وعمرو بن مرة

قال البخاري قال أبو داود عن شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله يحدثنا فنعرف وننكر وكان قد كبر لا يتابع في حديثه وقال النسائي يروى عنه عمرو بن مرة يعرف وينكر

__________

 

[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]

قال المحقق: الملحق الأول وفيه تراجم ثمان وثلاثين من المختلطين الثقات الذين لم يذكرهم المؤلف

الغیب فی القرآن الکریم

عنوان: قرآن - غيب

البقرة ، الجزء 1، الصفحة: 2، الآية: 3

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3

 

عنوان: قرآن - غيب

آلعمران ، الجزء 3، الصفحة: 55، الآية: 44

ذٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ مَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ مَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿44

 

عنوان: قرآن - غيب

آلعمران ، الجزء 4، الصفحة: 73، الآية: 179

مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَ لٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿179

 

عنوان: قرآن - غيب

المائدة ، الجزء 7، الصفحة: 126، الآية: 109

يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَا ذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ﴿109

 

عنوان: قرآن - غيب

المائدة ، الجزء 7، الصفحة: 127، الآية: 116

وَ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَ لاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ﴿116

 

عنوان: قرآن - غيب

الأنعام ، الجزء 7، الصفحة: 133، الآية: 50

قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَ لاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَ الْبَصِيرُ أَ فَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴿50

 

عنوان: قرآن - غيب

الأنعام ، الجزء 7، الصفحة: 134، الآية: 59

وَ عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ مَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَ لاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَ لاَ رَطْبٍ وَ لاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿59

 

عنوان: قرآن - غيب

الأنعام ، الجزء 7، الصفحة: 136، الآية: 73

وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ يَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿73

 

عنوان: قرآن - غيب

الأعراف ، الجزء 9، الصفحة: 175، الآية: 188

قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ مَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿188

 

عنوان: قرآن - غيب

يونس ، الجزء 11، الصفحة: 210، الآية: 20

وَ يَقُولُونَ لَوْ لاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴿20

 

عنوان: قرآن - غيب

هود ، الجزء 12، الصفحة: 227، الآية: 49

تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَ لاَ قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هٰذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿49

 

عنوان: قرآن - غيب

يوسف ، الجزء 13، الصفحة: 247، الآية: 102

ذٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ مَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَ هُمْ يَمْكُرُونَ ﴿102

 

عنوان: قرآن - غيب

النمل ، الجزء 20، الصفحة: 383، الآية: 65

قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَ مَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿65

 

عنوان: قرآن - غيب

الجن ، الجزء 29، الصفحة: 573، الآية: 26

عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ﴿26

 

عنوان: قرآن - غيب

التكوير ، الجزء 30، الصفحة: 586، الآية: 24

وَ مَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿24

 

 

قول العامه بانه لا احد یدعی علم الغیب من المسلمین

التوضيح لشرح الجامع الصحيح (33/ 202)

قولها: (من حدثك أن محمدا يعلم الغيب فقد كذب).

قال الداودي: ما أظنه محفوظا، وإنما المحفوظ: من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب (3)، وإنما قالت ذلك؛ لأن الرافضة كانت تقول: إنه - عليه السلام - خص عليا بعلم لم يعلمه غيره، وأما علم الغيب فما أحد يدعي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعلم منه إلا ما علمه الله تعالى.

 

قول بعض العامه بکون النبی عالما بمفاتیح الغیب

الاستغاثة في الرد على البكري (ص: 207)

وقد حدثني بعض الثقات عن هذا الشخص (1) أنه كان يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم مفاتيح الغيب التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - (2): "خمس لا يعلمها إلا الله: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت" (3)، وأظنه ذكر عنه أنه قال: "علمها بعد أن أخبر أنه لا يعلمها إلا الله".

وآخر من جنسه يباشر التدريس وينسب إليه الفتيا كان يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم ما يعلمه الله (4)، ويقدر علي ما يقدر عليه الله، وأن السر انتقل بعده إلى

__________

(1) أي البكري.

(2) في هامش (د) في نسخه "تكذيبا لقوله ولقول غيره وردا عليهم".

(3) أخرجه البخاري في (كتاب الاستسقاء، باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله) 1/ 310 رقم 1039، ومسلم في (كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان) 1/ 39 رقم 9 واللفظ له. وهو قطعة من حديث جبريل عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وأوله: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بارزا يوما للناس ... " الحديث.

(4) يدعي زنادقة الصوفية هذه الدعوى ليس حبا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو تعظيما له كما يدعون، بل ليثبتوا بها أمرا آخر خاصا بهم، يقول الشعراني: اعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطي القرآن مجملا قبل جبريل من غير تفصيل الآيات والسور، فقيل له: لا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل فنلقيه على الأمة مجملا فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله {وقل رب زدني علما} أي بتفصيل ما أجمل من المعاني في التوحيد والأحكام ... ويقول: ما بقي للأولياء إلا وحي الإلهام على لسان ملك مغيب لا يشاهد فيعلمهم بصحة حديث قيل بتضعيفه أو عكسه من طريق الإلهام من غير شهود للملك إذ لا يجمع بين شهود الملك والجاحدين. أ. هـ. الكبريت الأحمر بهامش اليواقيت والجواهر لعبد الوهاب الشعراني ص 6 طبعة 1378 هـ, الناشر شركة ومكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي.

وقال: وقد أخبرنا - صلى الله عليه وسلم - بأنه أوتي علم الأولين والآخرين، ونحن الآخرين بلا شك، وقد عمم محمد - صلى الله عليه وسلم - الحكم في العلم الذي أوتيه فيشمل كل علم منقول ومعقول ومفهوم وموهوب. أ. هـ. اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر لعبد الوهاب الشعراني 2/ 39 طبعة 1378 هـ, الناشر شركة ومكتبة ومطبعة مصطفى البايي الحلبي وبهامشه الكبريت الأحمر.

قلت: كذب الشعراني لم يخبر - صلى الله عليه وسلم - بشيء من ذلك، هذا كلام الصوفية من كتبهم التي ذكر مؤلفها أنها في عقائدهم.

 

کلام الالبانی فی حدیث اوتیت مفاتیح کل شیئ

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (7/ 348)

3335 - (أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: (إن الله عنده علم الساعة، مينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير)) .

شاذ أوله

أخرجه أحمد (2/ 86) : حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمداً يحدث عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 198/ 2) من طريق الإمام أحمد.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري في تفسير لقمان (8/ 395-فتح) من طريق ابن وهب: حدثني عمر بن محمد بن زيد أن أباه حدثه به بلفظ:

"خمس لا يعلمهن إلا الله.."، دون قوله: "أوتيت". وقال الحافظ:

"هكذا قال ابن وهب (يعني في الإسناد) ، وخالفه أبو عاصم فقال: عن عمر بن محمد بن زيد عن ابن عمر. أخرجه الإسماعيلي، فإن كان محفوظاً احتمل أن يكون لعمر بن محمد فيه شيخان: أبوه وعم أبيه".

قلت: وخالفهما شعبة فقال - كما تقدم -: عن عمر بن محمد بن زيد: أنه سمع أباه محمداً ... كما في رواية أحمد هذه ولم يقف الحافظ عليها، ولعلها أصح من رواية الاثنين؛ فإنها من جهة توافق رواية أبي عاصم في قوله: "عمر بن محمد بن زيد"، فباجتماعهما تترجح على رواية ابن وهب، ومن جهة أخرى

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (7/ 349)

تخالفها في قوله: "عن سالم" بدل: "عن أبيه". والله أعلم.

ولرواية سالم أصل كما يأتي، فقد رواه ابن شهاب عنه عن أبيه مرفوعاً به دون "أوتيت".

أخرجه البخاري أيضاً (8/ 219) ، وأحمد (2/ 122) ، والطبراني (3/ 194/ 2) .

وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1809) : حدثنا ابن سعد عن الزهري به بلفظ:

"أتي نبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس، ثم تلا هذه الآية ... ".

وهذا إسناد صحيح أيضاً، لكن قال الحافظ:

"وأظنه دخل له متن في متن؛ فإن هذا اللفظ أخرجه ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة عن ابن مسعود نحوه".

قلت: وأخرجه أيضاً أحمد (1/ 386و438و445) ، والطبري في "تفسيره" (11/ 401/ 13305) ، وأبو يعلى (5153) ، والحميدي (124) من هذا الوجه، وفيه ضعف؛ لأن عبد الله بن سلمة قال الحافظ:

"صدوق تغير حفظه".

وللحديث طريق أخرى عن ابن عمر مرفوعاً به دون الزيادة؛ أخرجه البخاري (2/ 435) ، وأحمد (2/ 24و52و58) من طريق سفيان عن عبد الله بن دينار عنه.

وجملة القول؛ أن هذه الزيادة "أوتيت"، لم يطمئن القلب لثبوتها، وإن كان إسنادها صحيحاً كما تقدم؛ لتفرد الراوي بها دون سائر الطرق، ولعدم وجود الشاهد المعتبر لها، فهي شاذة. وخفي هذا على المعلق على "مسند أبي يعلى"،

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (7/ 350)

فجعل حديث ابن عمر من رواية الطيالسي والبخاري الأخيرة شاهداً لحديث ابن مسعود الذي فيه الزيادة المنكرة. وكثيراً ما يقع له مثل هذا الخلط، وهو مما يدل على حداثته في هذا العلم.

ضعيف الجامع الصغير وزيادته (ص: 308)

2110 - أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: {إن الله عنده علم الساعة} الآية

(طب) عن ابن عمر.

__________

 

[حكم الألباني]  (ضعيف)

اقول و لله الحمد و علیه التکلان

یا مرتضی علی

لنبدا مما بدأ به الالبانی حیث ذکر فی التعلیق علی الاسناد انه اسناد صحیح و رجاله رجال الشیخین.فحسبنا هذا الکلام فی اسناد الخبر.

ثم یصل الدور الی خبر الطیالسی و هو اسناد آخر بنفس الزیاده و یحکم الالبانی علیه ایضا بالصحه.

الی هاهنا قد وصل الینا الخبر بزیادته باسنادین صحیحین رواهما الثقات.لکن ما هی المشکله تعرض فی اثناء الامر.عباره الحافظ و اظنه دخل له متن فی متن.

هل مجرد الظن من الحافظ بملاحظه الاختلاف فی العبارتین یضعّف الاسناد بالمره؟او هذا مجرد ادعاء لا بد ان یثبت.کیف و قد ثبت له شاهد فی ما سبق من اسناد شعبه الی ابن عمر.

ثم ان الکلام یتواصل و یصرح الالبانی بذکر الخبر عن ابن مسعود من طرق عده الا انه یقول بان فیها ضعفاً لعبدالله بن سلمه.مع انه قد صرح العجلی و غیره بانه ثقه و قد روی له اصحاب السنن فی سننهم.و ذکر الذهبی انه مقبول و قد ذکر ابن کثیر هذا الاسناد فی تفسیره فحسّنه و قال علی شرط السنن و لم یخرجوه.

وجملة القول؛ أن هذه الزيادة "أوتيت"، لم يطمئن القلب لثبوتها، وإن كان إسنادها صحيحاً كما تقدم؛ لتفرد الراوي بها دون سائر الطرق، ولعدم وجود الشاهد المعتبر لها، فهي شاذة. وخفي هذا على المعلق على "مسند أبي يعلى"،

نصل الی النقطه الاخیره و هی الرئیسه.فالاسناد صحیح و لم یتفرد الراوی به علی حد قوله و لا یکون قول الحافظ رادعاً عن الطریق الثانی.غایه الامر نتنزل عن الکلام الاول.لا اقل من کون الطرق المتعدده المذکوره شواهد للاسناد الاول.فانها معتبره علی ما مر.

و فی نهایه المطاف یورد الاشکال علی محقق مسند ابی یعلی و یتهمه بقله الدقه و التحقیق.هب ان الامر کذلک بالنسبه الی ذاک المحقق فما کلامک فی هولاء العلماء وهم علماء الحدیث عندکم و لیسوا من الامامیه کی توجهوا التهم الیهم قد صرحوا اما بصحه الحدیث او حسنه.هذا ابن کثیر یقول:

وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن ولم يخرجوه.

و هل تجتری المصنف علی ان یقول هذا دلیل علی حداثته فی هذا العلم

و ذاک دکتر شاکر فی تصحیح مسند احمد صرح بصحه السند و هذا ارنووط و امره فی الشده فی انکار الاحادیث لا یخفی علی الملاحظین ینص علی حسن السند و صحته لغیره.و یقبل الشواهد المطروحه.

فما یقول الالبانی؟هل کل هولاء حدیثوا عهد بهذا العلم؟

 

 

کلام الامامیه فی علم الغیب

بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج26 ؛ ص98

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 98

باب 4 أنهم ع لا يعلمون الغيب و معناه

الآيات آل عمران و ما كان الله ليطلعكم على الغيب و لكن الله يجتبي من رسله من يشاء الأنعام 51 قل لا أقول لكم عندي خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي و قال تعالى و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو الأعراف و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء يونس فقل إنما الغيب لله هود حاكيا عن نوح ع و لا أقول لكم عندي خزائن الله و لا أعلم الغيب و قال سبحانه و لله غيب السماوات و الأرض النحل و لله غيب السماوات و الأرض النمل قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله لقمان إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير سبأ قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب الجن 26 عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 99

فإنه يسلك من بين يديه و من خلفه[1] رصدا تفسير الاستدراك في الآية الأولى يدل على أن الله تعالى يطلع من يجتبي من رسله على بعض الغيوب قال البيضاوي أي ما كان الله ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع على ما في القلوب من كفر و إيمان و لكنه يجتبي لرسالته من يشاء فيوحي إليه و يخبره ببعض المغيبات أو ينصب له ما يدل عليها[2].

و أما الآية الثانية فقال الطبرسي رحمه الله و لا أعلم الغيب الذي يختص الله بعلمه و إنما أعلم قدر ما يعلمني الله تعالى من أمر البعث و النشور و الجنة و النار و غير ذلك إن أتبع إلا ما يوحى إلي يريد ما أخبركم إلا بما أنزله الله إلي عن ابن عباس و قال الزجاج أي ما أنبأتكم به من غيب فيما مضى و فيما سيكون فهو بوحي من الله عز و جل[3].

و قال في قوله تعالى و عنده مفاتح الغيب معناه خزائن الغيب الذي فيه علم العذاب المستعجل و غير ذلك لا يعلمها أحد إلا هو أو من أعلمه به و علمه إياه و قيل معناه و عنده مقدورات الغيب يفتح بها على من يشاء من عباده بإعلامه به و تعليمه إياه و تيسيره السبيل إليه و نصبه الأدلة له و يغلق عمن يشاء و لا ينصب الأدلة له.

و قال الزجاج يريد عنده الوصلة إلى علم الغيب و قيل مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعة الآية و تأويل الآية أن الله عالم بكل شيء من مبتدءات الأمور و عواقبها فهو يعجل ما تعجيله أصوب و أصلح و يؤخر ما تأخيره أصلح و أصوب و أنه الذي يفتح باب العلم لمن يريد من الأنبياء و الأولياء لأنه لا يعلم الغيب

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 100

سواه و لا يقدر أن يفتح باب العلم به للعباد إلا الله[4].

و قال رحمه الله في قوله تعالى و لله غيب السماوات و الأرض معناه و لله علم ما غاب في السماوات و الأرض لا يخفى عليه شيء منه ثم قال وجدت بعض المشايخ ممن يتسم بالعدل و التشيع قد ظلم الشيعة الإمامية في هذا الموضع من تفسيره فقال هذا يدل على أن الله تعالى يختص بعلم الغيب خلافا لما تقول الرافضة إن الأئمة ع يعلمون الغيب و لا شك أنه عنى بذلك من يقول بإمامة الاثني عشر و يدين بأنهم أفضل الأنام بعد النبي ص فإن هذا دأبه و ديدنه فيهم يشنع في مواضع كثيرة من كتابه عليهم و ينسب القبائح و الفضائح إليهم و لا نعلم أحد منهم استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق و إنما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات لا بعلم مستفاد و هذا صفة القديم سبحانه العالم لذاته لا يشركه فيه أحد من المخلوقين و من اعتقد أن غير الله يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة الإسلام.

و أما ما نقل عن أمير المؤمنين ع و رواه عنه الخاص و العام من الإخبار بالغائبات في خطب الملاحم و غيرها كإخباره عن صاحب الزنج و عن ولاية مروان بن الحكم و أولاده و ما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدى ع فإن جميع ذلك متلقى من النبي ص مما أطلعه الله عليه فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الأخبار المشهورة إلى أنه يعتقد كونهم عالمين بالغيب و هل هذا إلا سب قبيح و تضليل لهم بل تكفير و لا يرتضيه من هو بالمذاهب خبير و الله يحكم بينه و بينهم و إليه المصير[5].

و قال رحمه الله في قوله قل لا يعلم من في السماوات و الأرض من الملائكة و الإنس و الجن الغيب و هو ما غاب علمه عن الخلق مما يكون في المستقبل إلا الله وحده أو من أعلمه الله[6].

و قال في قوله تعالى إن الله عنده علم الساعة أي استأثر الله سبحانه به و لم

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 101

يطلع عليه أحدا من خلقه فلا يعلم وقت قيام الساعة سواه و ينزل الغيث فيما يشاء من زمان و مكان و الصحيح أن معناه و يعلم نزول الغيث في زمانه و مكانه

كما جاء في الحديث أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و قرأ هذه الآية.

و يعلم ما في الأرحام أ ذكر أم أنثى أ صحيح أم سقيم واحد أم أكثر و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا أي ما ذا تعلم في المستقبل و قيل ما تعلم بقاءه غدا فكيف تعلم تصرفه و ما تدري نفس بأي أرض تموت أي في أي أرض يكون موته.

و قد روي عن أئمة الهدى أن هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل و التحقيق غيره تعالى[7].

و قال في قوله تعالى فلا يظهر على غيبه أحدا ثم استثنى فقال إلا من ارتضى من رسول يعني الرسل فإنه يستدل على نبوتهم بأن يخبروا بالغيب ليكون آية و معجزة لهم و معناه أن من ارتضاه و اختاره للنبوة و الرسالة فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه على حسب ما يراه من المصلحة و هو قوله فإنه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا و الرصد الطريق أي يجعل له إلى علم ما كان قبله من الأنبياء و السلف و علم ما يكون بعده طريقا.

و قيل معناه أنه يحفظ الذي يطلع عليه الرسول فيجعل بين يديه و خلفه رصدا من الملائكة يحفظون الوحي من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة و قيل رصدا من بين يديه و من خلفه و هم الحفظة من الملائكة يحرسونه عن شر الأعداء و كيدهم و قيل المراد به جبرئيل أي يجعل من بين يديه و من خلفه رصدا كالحجاب تعظيما لما يتحمله من الرسالة كما جرت عادة الملوك بأن يضموا إلى الرسول جماعة من خواصه تشريفا له[8].

1- فس، تفسير القمي إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 102

قال الصادق ع هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب و لا نبي مرسل و هي من صفات الله عز و جل[9].

2- ل، الخصال ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن عبد الرحمن بن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال: قال لي أبي أ لا أخبرك بخمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه قلت بلى قال إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير[10].

3- ير، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إن لله علمين علم استأثر به في غيبه فلم يطلع عليه نبيا من أنبيائه و لا ملكا من ملائكته و ذلك قول الله تعالى إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت و له علم قد أطلع عليه ملائكته فما أطلع عليه ملائكته فقد أطلع عليه محمدا و آله و ما أطلع عليه محمدا و آله فقد أطلعني عليه يعلمه الكبير منا و الصغير إلى أن تقوم الساعة[11].

4- شي، تفسير العياشي عن خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال: إن الله يقول في كتابه و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء يعني الفقر[12].

5- جا، المجالس للمفيد الحسين بن أحمد بن المغيرة عن حيدر بن محمد السمرقندي عن محمد بن عمر الكشي عن حمدويه بن نصير عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي المغيرة قال: كنت أنا و يحيى بن عبد الله بن الحسن عند أبي الحسن ع فقال له يحيى جعلت

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 103

فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب فقال سبحان الله ضع يدك على رأسي فو الله ما بقيت شعرة فيه و لا في جسدي إلا قامت ثم قال لا و الله ما هي إلا وراثة عن رسول الله ص[13].

6- نهج، نهج البلاغة لما أخبر ع بأخبار الترك و بعض الأخبار الآتية قال له بعض أصحابه لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك و قال للرجل و كان كلبيا يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب و إنما هو تعلم من ذي علم و إنما علم الغيب علم الساعة و ما عدده الله سبحانه بقوله إن الله عنده علم الساعة الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى أو قبيح أو جميل أو سخي أو بخيل أو شقي أو سعيد و من يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله و ما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه و دعا لي بأن يعيه صدري و تضطم عليه جوانحي[14].

تحقيق قد عرفت مرارا أن نفي علم الغيب عنهم معناه أنهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام و إلا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبياء و الأوصياء ع من هذا القبيل و أحد وجوه إعجاز القرآن أيضا اشتماله على الإخبار بالمغيبات و نحن أيضا نعلم كثيرا من المغيبات بإخبار الله تعالى و رسوله و الأئمة ع كالقيامة و أحوالها و الجنة و النار و الرجعة و قيام القائم ع و نزول عيسى ع و غير ذلك من أشراط الساعة و العرش و الكرسي و الملائكة.

و أما الخمسة التي وردت في الآية فتحتمل وجوها.

الأول أن يكون المراد أن تلك الأمور لا يعلمها على التعيين و الخصوص إلا الله تعالى فإنهم إذا أخبروا بموت شخص في اليوم الفلاني فيمكن أن لا يعلموا خصوص الدقيقة التي تفارق الروح الجسد فيها مثلا و يحتمل أن يكون ملك الموت أيضا لا يعلم ذلك.

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 104

الثاني أن يكون العلم الحتمي بها مختصا به تعالى و كل ما أخبر الله به من ذلك كان محتملا للبداء.

الثالث أن يكون المراد عدم علم غيره تعالى بها إلا من قبله فيكون كسائر الغيوب و يكون التخصيص بها لظهور الأمر فيها أو لغيره.

الرابع ما أومأنا إليه سابقا و هو أن الله تعالى لم يطلع على تلك الأمور كلية أحدا من الخلق على وجه الإبداء فيه بل يرسل علمها على وجه الحتم في زمان قريب من حصولها كليلة القدر أو أقرب من ذلك و هذا وجه قريب تدل عليه الأخبار الكثيرة إذ لا بد من علم ملك الموت بخصوص الوقت كما ورد في الأخبار و كذا ملائكة السحاب و المطر بوقت نزول المطر و كذا المدبرات من الملائكة بأوقات وقوع الحوادث.

تذييل قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب المسائل أقول إن الأئمة من آل محمد ع قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد و يعرفون ما يكون قبل كونه و ليس ذلك بواجب في صفاتهم و لا شرطا في إمامتهم و إنما أكرمهم الله تعالى به و أعلمهم إياه للطف في طاعتهم و التسجيل بإمامتهم و ليس ذلك بواجب عقلا و لكنه وجب لهم من جهة السماع فأما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين الفساد لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد و هذا لا يكون إلا الله عز و جل و على قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة و من انتمى إليهم من الغلاة.[15]

 

 

کلام الرازی فی آیه انک انت علام الغیوب

تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (12/ 456)

المسألة الثالثة: ظاهر قوله تعالى: قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب يدل على أن الأنبياء لا يشهدون لأممهم. والجمع بين هذا وبين قوله تعالى: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [النساء: 41] مشكل. وأيضا قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس

تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (12/ 457)

ويكون الرسول عليكم شهيدا

[البقرة: 143] فإذا كانت أمتنا تشهد لسائر الناس فالأنبياء أولى بأن يشهدوا لأممهم بذلك.

والجواب عنه من وجوه: الأول: قال جمع من المفسرين إن للقيامة زلازل وأهوالا بحيث/ تزول القلوب عن مواضعها عند مشاهدتها. فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند مشاهدة تلك الأهوال ينسون أكثر الأمور، فهنالك يقولون لا علم لنا، فإذا عادت قلوبهم إليهم فعند ذلك يشهدون للأمم. وهذا الجواب وإن ذهب إليه جمع عظيم من الأكابر فهو عندي ضعيف، لأنه تعالى قال في صفة أهل الثواب لا يحزنهم الفزع الأكبر [الأنبياء: 103] وقال أيضا وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة [عبس: 38، 39] بل إنه تعالى قال:

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون [البقرة: 62] فكيف يكون حال الأنبياء والرسل أقل من ذلك، ومعلوم أنهم لو خافوا لكانوا أقل منزلة من هؤلاء الذين أخبر الله تعالى عنهم أنهم لا يخافون البتة. والوجه الثاني: أن المراد منه المبالغة في تحقيق فضيحتهم كمن يقول لغيره ما تقول في فلان؟ فيقول: أنت أعلم به مني، كأنه قيل: لا يحتاج فيه إلى الشهادة لظهوره، وهذا أيضا ليس بقوي لأن السؤال إنما وقع عن كل الأمة وكل الأمة ما كانوا كافرين حتى تريد الرسل بالنفي تبكيتهم وفضيحتهم.

والوجه الثالث: في الجواب وهو الأصح وهو الذي اختاره ابن عباس أنهم إنما قالوا لا علم لنا لأنك تعلم ما أظهروا وما أضمروا ونحن لا نعلم إلا ما أظهروا فعلمك فيهم أنفذ من علمنا. فلهذا المعنى نفوا العلم عن أنفسهم لأن علمهم عند الله كلا علم.

والوجه الرابع: في الجواب أنهم قالوا: لا علم لنا، إلا أن علمنا جوابهم لنا وقت حياتنا، ولا نعلم ما كان منهم بعد وفاتنا. والجزاء والثواب إنما يحصلان على الخاتمة وذلك غير معلوم لنا. فلهذا المعنى قالوا لا علم لنا وقوله إنك أنت علام الغيوب يشهد بصحة هذين الجوابين.

الوجه الخامس: وهو الذي خطر ببالي وقت الكتابة، أنه قد ثبت في علم الأصول أن العلم غير والظن غير والحاصل عند كل أحد من حال الغير إنما هو الظن لا العلم، ولهذا

قال عليه الصلاة والسلام: «نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر»

وقال عليه الصلاة والسلام: «إنكم لتختصمون لدي ولعل بعضكم ألحن بحجته فمن حكمت له بغير حقه فكأنما قطعت له قطعة من النار»

أو لفظ هذا معناه. فالأنبياء قالوا: لا علم لنا البتة بأحوالهم، إنما الحاصل عندنا من أحوالهم هو الظن، والظن كان معتبرا في الدنيا، لأن الأحكام في الدنيا كانت مبنية على الظن، وأما الآخرة فلا التفات فيها إلى الظن لأن الأحكام في الآخرة مبنية على حقائق الأشياء، وبواطن الأمور. فلهذا السبب قالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا ولم يذكروا البتة ما معهم من الظن لأن الظن لا عبرة به في القيامة.

الوجه السادس: أنهم لما علموا أنه سبحانه وتعالى عالم لا يجهل، حكيم لا يسفه، عادل لا يظلم، / علموا أن قولهم لا يفيد خيرا، ولا يدفع شرا فرأوا أن الأدب في السكوت، وفي تفويض الأمر إلى عدل الحي القيوم الذي لا يموت.

 

کلام الشوکانی فی علم الغیب و فیه اثبات کثیر من معتقدات الامامیه

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 504)

 

قال: وفيه دلالة على جواز اطلاع الولي على المغيبات باطلاع الله تعالى وإياه، ولا يمنع من ذلك ظاهر قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} فإنه لا يمنع دخول بعض أتباعه معه بالتبعية لصدق قولنا: ما دخل على الملك اليوم إلا الوزير. ومن المعلوم أنه دخل معه بعض خدمه.

قلت: الوصف المستثنى للرسول هنا إن كان فيما يتعلق بخصوص كونه رسولا فلا مشاركة لأحد من أتباعه فيه إلا منه، وإلا فيحتمل ما قال، والعلم عند الله عز وجل " انتهى.

أقول: أما قوله: في هذا الحديث عظم قدر الولي فلا شك في ذلك لأن الله سبحانه قد أحبه وكان سمعه وبصره ويده ورجله، ووعده بأنه إذا سأله أعطاه، وإذا استعاذه أعاذه.

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 506)

وأما قوله: " ولا يمنع من ذلك ظاهر قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} فإنه لا يمنع أحدا من دخول بعض أتباعه معه بالتبعية الخ.

فأقول: هذا صحيح، فإن الله سبحانه قد أطلع على ما يشاء من غيبه من يرتضيه من رسله كما تفيده هذه الآية: ولم يمنع الرسول من إظهار ما أطلعه عليه على بعض خواصه من أتباعه:

وقد وقع منه [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم ذلك في غير قضية كاطلاعه حذيفة

 

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 507)

على أهل النفاق ومعرفته بهم. واطلاعه له أيضا على بعض الأمور المستقبلة خصوصا أمور الفتن التي حدثت بعد رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم، فإنه كان بها خبيرا، وكان يسأل عنها فيجيب كسؤال عمر له الثابت في الصحيح، وإخباره له بأن بينه وبينها بابا، فقال عمر له: أيكسر أم يفتح؟ فقال: بلى يكسر، ففهم عمر رضي الله عنه أنه الباب وأنه يقتل.

فهذا وأمثاله هو من عند الله سبحانه. ومن ذلك: قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في صحيح مسلم وغيره: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ". ومن ذلك قضية المخدج الذي قتل من الخوارج في يوم النهروان وأمرهم علي أن

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 508)

يبحثوا عنه فلم يجدوه، فقام فوجده فقال له أبو عبيدة السلماني آلله إنه لعهد النبي إليك قال: نعم.

بل ثبت في الصحيح " أن النبي [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم قام مقاما فما ترك شيئا من الأمور المستقبلة حتى أخبرهم به حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه ". وذكر كل قائد من قواد الفتن، وأخبر جماعة من الصحابة كأبي ذر، وأبي هريرة وغيرهما بشيء من الأمور المستقبلة، كما ذكره أهل الحديث والسير والتاريخ.

وكما قال لعبد الله بن عباس، لما وصل إليه بابنه علي ليبرك عليه: خذ إليك أبا الأملاك، فكان أول من ملك من أولاده السفاح عبد الله بن محمد

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 509)

ابن علي بن عبد الله بن العباس، ثم ملك بعده أخوه المنصور، ثم أولاده من خلفاء بني العباس، وكانت لهم تلك الدولة الطويلة. بل كان لدى أولاد علي بن أبي طالب من الأخبار المتعلقة بالدول ما هو معروف، وكان الإمام الباقر والإمام الصادق يخبران خواصهم بالوقت الذي تنتقل فيه الدولة من بني أمية إلى بني هاشم. بل كان عند بني أمية من دولتهم أخبار منقولة في كتب التاريخ، وكان العارف بها مسلمة بن عبد الملك بن مروان.

ومن أعجب ما روى عنه أنهم اجتمعوا في أيام دولتهم في مسجد من المساجد الخاصة بهم، فصار مسلمة بن عبد الملك يحدثهم بالأمور التي يكون بها زوال دولتهم، وبينما هو يذكر لهم قيام أبي مسلم بظهور الدولة الهاشمية بخراسان، صادف في ذلك الوقت دخول رجل غريب عليهم ووقف يسمع الحديث ومسلمة يحدثهم عن الجيش الذي يقدم من خراسان ويصل إلى العراق، وتظهر دولة بني العباسية فسماه باسمه، وقال: هو رجل اسمه قحطبة ابن شبيب صفته كذا، ثم وقعت عينه على ذلك الغريب، فقال كأنه هذا أو

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 510)

يشبه هذا، واستمر في حديثه حتى قال: ثم يهلك بعد وصوله هو وجيشه إلى العراق في دجلة أو الفرات، الشك مني.

وكان ذلك الرجل الغريب الداخل عليهم هو قحطبة بن شبيب، فلما سمع الحديث انخنس من بينهم وقصد خراسان، وكان هو الأمير الذي أرسله أبو مسلم إلى العراق، وطوى الممالك ما بين خراسان إلى العراق. ولما وصلوا إلى النهر الذي لا يجاز معه إلى العراق إلا من القنطرة أمر الجيش أن يتوقفوا إلى الليل ويجوزوا القنطرة، ثم جمع خواص الجيش وكبارهم وطلب منهم أنهم يعقدون الإمارة بعده لابنه حميد بن قحطبة إذا عرض له الموت ففعلوا وهو قد ظن أنه يكون هلاكه بالقتل فدخل في غمار الجيش كواحد منهم وأخفى نفسه، وركب فرسا من غرض الأفراس ومشى بها في الجسر، فازدحمت الخيل حتى رمت به إلى النهر فهلك، وكان في تدبيره تدميره.

ومن عجائب ما ألقى من هذا العلم على لسان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم أنه اجتمع بنو هاشم من آل علي وآل العباس في بعض الأوقات في أيام بني أمية، فبايعوا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 510)

يشبه هذا، واستمر في حديثه حتى قال: ثم يهلك بعد وصوله هو وجيشه إلى العراق في دجلة أو الفرات، الشك مني.

وكان ذلك الرجل الغريب الداخل عليهم هو قحطبة بن شبيب، فلما سمع الحديث انخنس من بينهم وقصد خراسان، وكان هو الأمير الذي أرسله أبو مسلم إلى العراق، وطوى الممالك ما بين خراسان إلى العراق. ولما وصلوا إلى النهر الذي لا يجاز معه إلى العراق إلا من القنطرة أمر الجيش أن يتوقفوا إلى الليل ويجوزوا القنطرة، ثم جمع خواص الجيش وكبارهم وطلب منهم أنهم يعقدون الإمارة بعده لابنه حميد بن قحطبة إذا عرض له الموت ففعلوا وهو قد ظن أنه يكون هلاكه بالقتل فدخل في غمار الجيش كواحد منهم وأخفى نفسه، وركب فرسا من غرض الأفراس ومشى بها في الجسر، فازدحمت الخيل حتى رمت به إلى النهر فهلك، وكان في تدبيره تدميره.

ومن عجائب ما ألقى من هذا العلم على لسان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم أنه اجتمع بنو هاشم من آل علي وآل العباس في بعض الأوقات في أيام بني أمية، فبايعوا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 512)

في الصحيحين، وهذا هو نوع من أنواع علم الغيب. وكذلك ذكرنا حديث " اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله " وهو حديث حسن كما بينا فيما سلف.

ومن أغرب ما نحكيه فيما يتعلق بهذا الحديث أن السرى السقطي شيخ الجنيد أمره بأن يخرج يتكلم على الناس فاعتذر منه بما في لسانه من العجمة، وبعدم صلاحيته لذلك، فعزم عليه أن يخرج صبح تلك الليلة يتكلم على الناس في الجامع، فكأنه نادى [مناد] في الناس: بأن الجنيد سيتكلم على الناس عقب صلاة الفجرة في الجامع، فجاءوا إليه أفواجا.

وكان هذا أول كرامة للجنيد، لأنه لم يطلع على ما دار بينه وبين شيخه أحد، فخرج ووجد الجامع [غاصا] بأهله فلما قعد وأقبلوا إليه بأجمعهم، فبرز رجل وسأله عن معنى حديث: " اتقوا فراسة المؤمن " فأطرق قليلا ثم قال له: أسلم فقد آن لك أن تسلم، فقام وجثا بين يديه وأسلم، وانكشف أن ذلك الرجل من النصارى لما سمع أخبار الناس بأن الجنيد سيتكلم في ذلك المحل في ذلك الوقت لبس لبس المسلمين ودخل معهم مختبرا للإسلام وأهله، فكان في ذلك سعادته الأبدية.

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 513)

وبهذا تعرف أنه لا حاجة إلى ما قاله الشيخ أبو الفضل في آخر كلامه من قوله: " لصدق قولنا ما دخل على الملك إلا الوزير، ومن المعلوم أنه قد دخل معه بعض خدمه ". لأن مثل هذا التشغيل لا يؤكل به الكتف، ولا ينفع في مقام النزاع. ومراده أن بعض أتباع الرسل قد يدخل معه كما دخل أتباع الوزير معه فيطلعهم الله على الغيب كما أطلع عليه من ارتضى من رسول.

وهذا إلحاق مع فارق أوضح من الشمس، وهو كونه رسولا، وكون الله ارتضاه، ولا يوجد ذلك في غير رسول.

وليس النزاع في دخول أتباع الرسول [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم في قوله: " إلا من ارتضى من رسول "، فمعلوم أنه لا دخول لهم في ذلك، لكن النزاع في أن الرسول هل له أن يطلع غيره من أتباعه على ما أطلعه الله عليه من علم الغيب أم لا؟ فنحن نقول: لا نسلم قول من قال إنه لا يجوز له، ونسند هذا المنع بما قدمنا ذكره وبأمثاله ما لم نذكره.

وإذا تبرعنا بالاستدلال على جواز إطلاعه لبعض أتباعه على ما أطلعه الله عليه من علم الغيب، فنقول: عموم قوله: " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ". ولهذا يقول الله عز وجل: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} وتقول عائشة: " من زعم أن محمدا كتم شيئا مما أوحاه الله إليه فقد أعظم على الله الفرية " وهو في الصحيح.

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 514)

ولو سلمنا تخصيص ذلك بما يحتاجه الناس من علم الشريعة، وهذا لا يحتاجونه لكان ما قدمنا ذكره من الواقعات منه [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم من إطلاع بعض أتباعه على شيء من علم الغيب دليلا على أن ذلك جائز.

وأما قول ابن حجر مستدركا على أبي الفضل بقوله: " قلت: الوصف المستثنى للرسول هنا إن كان فيما يتعلق بخصوص كونه رسولا فلا مشاركة لأحد من أتباعه فيه إلا منه، وإلا فيحتمل ما قال والعلم عند الله " انتهى.

فأقول: ليس المراد إلا الشق الأول، فإنه قال: لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فلو لم يكن ذلك الوصف المستثنى متعلقا بخصوص كونه رسولا لكفى قوله: {إلا من ارتضى} بدون قوله: " من رسول " فلا يتم ما قاله في الشق الثاني من قوله. وإلا فيحتمل ما قال.

نعم اقتصار الشيخ أبو الفضل على مجرد ذلك المثال، وموافقة ابن حجر له بقوله، وإلا فيحتمل ما قال إن [أراد] أن ذلك المثال. وهذا الاحتمال في الآية القرآنية. فقد عرفت اندفاع ذلك من الأصل، ولكن كان ينبغي لهما أن يحتجا لدخول بعض أولياء الله وصلحاء عباده في الظفر بشيء من الغيب الذي استأثر الله بعمله بما قدمنا من قوله: " كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به الخ ".

ولو فرضنا أن دلالة هذا مخصوصة بقوله: لا يظهر على غيبه أحدا إلا

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 515)

من ارتضى من رسول} فإن هذا النفي والاستثناء مشعران أتم إشعار باختصاص ذلك بمن جمع بين وصف كونه ممن ارتضاه الله، ووصف كونه رسولا. والولي وإن كان ممن ارتضاه الله، فإن وصف المحبة له يفيد كونه مرتضى لله لكنه ليس برسول.

نعم ما قدمنا من حديث المحدثين، وأن في هذه الأمة منهم، وأن منهم عمر رضي الله [عنه] يفيد أعظم إفادة بأن وصف كونه من المحدثين طريق إلى تلقي شيء من علم الغيب ووصوله إليهم، والحديث في الصحيحين.

وانظر إلى قول عمر رضي الله عنه: " يا سارية الجبل " مع كونه في المدينة يخطب في منبرها وسارية ومن معه من المسلمين في أقاصي بلاد العجم فأطلعه الله على الحرب الذي هم فيه حتى كأنه مشاهد لهم، وأسمعهم الله صوته فنفعهم به وسلموا من معرة الكفار مع أن ذهنه في تلك الحالة كان مشغولا بالخطابة التي هي محتاجة إلى جمع الفهم عليها، وإفراغ الذهن لها، وعدم الاشتغال بغيرها، لكون ذلك في مجمع الصحابة رضي الله عنهم وهم أهل الفصاحة التامة والبلاغة الفائقة.

فانظر إلى ما منح الله هذا الرجل من المواهب العظيمة من كل باب: جعله خليفة المسلمين وإمامهم ثم فتح الله له أقطار الأرض، وكانت دولته مثلا مضروبا لكل دولة جامعة بين كمال الحزم والورع، والعمل بالشريعة الواضحة

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 515)

من ارتضى من رسول} فإن هذا النفي والاستثناء مشعران أتم إشعار باختصاص ذلك بمن جمع بين وصف كونه ممن ارتضاه الله، ووصف كونه رسولا. والولي وإن كان ممن ارتضاه الله، فإن وصف المحبة له يفيد كونه مرتضى لله لكنه ليس برسول.

نعم ما قدمنا من حديث المحدثين، وأن في هذه الأمة منهم، وأن منهم عمر رضي الله [عنه] يفيد أعظم إفادة بأن وصف كونه من المحدثين طريق إلى تلقي شيء من علم الغيب ووصوله إليهم، والحديث في الصحيحين.

وانظر إلى قول عمر رضي الله عنه: " يا سارية الجبل " مع كونه في المدينة يخطب في منبرها وسارية ومن معه من المسلمين في أقاصي بلاد العجم فأطلعه الله على الحرب الذي هم فيه حتى كأنه مشاهد لهم، وأسمعهم الله صوته فنفعهم به وسلموا من معرة الكفار مع أن ذهنه في تلك الحالة كان مشغولا بالخطابة التي هي محتاجة إلى جمع الفهم عليها، وإفراغ الذهن لها، وعدم الاشتغال بغيرها، لكون ذلك في مجمع الصحابة رضي الله عنهم وهم أهل الفصاحة التامة والبلاغة الفائقة.

فانظر إلى ما منح الله هذا الرجل من المواهب العظيمة من كل باب: جعله خليفة المسلمين وإمامهم ثم فتح الله له أقطار الأرض، وكانت دولته مثلا مضروبا لكل دولة جامعة بين كمال الحزم والورع، والعمل بالشريعة الواضحة

 

لا یحکم بالشذوذ بمجرد توهم المخالفه

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 88)

ولا يحكم بالمخالفة بمجرد ما ينقدح في ذهنه أنه مخالف، بل يجب أن يتأمل ويفكر وينظر ويحاول الجمع، لأنك إذا حكمت بالمخالفة، ثم قلت عن الثاني إنه شاذ فمعناه أنه غير مقبول، لأن من شرط الصحيح المقبول ألا يكون معللا ولا شاذا، فإذا كان شاذا فإننا سنرده، فلا يجوز أن نرد الحديث المخالف بمجرد ما ينقدح في الذهن، فلابد من التأمل فإنه ربما يبدو مخالفا، ولكن عند التأمل لا يكون مخالفا فمثلا: حديث "اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته" 4، "إنك لا تخلف

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 89)

الميعاد" 1 بعض الناس قال إن زيادة "إنك لا تخلف الميعاد" شاذة، لأن أكثر الرواة رووه بدون هذه الزيادة، فتكون رواية من انفرد بها شاذة، لأنها مخالفة للثقات، وإن كان الراوي ثقة.

لكنه يمكن أن نقول: لا مخالفة هنا، لأن هذه الزيادة لا تنافي ما سبق، بحيث أنها لا تكذبه ولا تخصصه، وإنما تطبعه بطابع هو من دعاء المؤمنين كما قال الله عنهم {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} [آل عمران: 194] . وهنا تقول: وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، نظير قول الله تعالى: {ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} فحينئذ يحتاج إلى أن نتثبت في مسألة الزيادة هل هي مخالفة أو غير مخالفة، أي أننا لا نتسرع بالقول بالمخالفة. لأن المخالفة تعني أنه لا يمكن الجمع، أما إذا أمكن الجمع فلا مخالفة.

 

معنی الغیب فی کلمات العامه

كشف المشكل من حديث الصحيحين (2/ 573)

1181 - / 1415 - وفي الحديث الخامس: " مفاتيح الغيب خمس ". [15] قال ابن جرير: المفاتيح جمع مفتاح. والمفاتح جمع مفتح. [15] وأما الغيب فهو ما غاب عن الخلق، ولا غيب عند الله عز وجل.

 

معنی الشذوذ فی الحدیث و اقسامه

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 90)

اعلم أن معرفة علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب، وهي عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة فيه.

فالحديث المعلل هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته، مع أن ظاهره السلامة منها.

ويتطرق ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات، الجامع شروط الصحة من حيث الظاهر.

ويستعان على إدراكها بتفرد الراوي وبمخالفة غيره له، مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على إرسال في الموصول، أو وقف في المرفوع، أو دخول حديث في حديث، أو وهم واهم بغير ذلك، بحيث يغلب على ظنه ذلك، فيحكم به، أو يتردد فيتوقف فيه. وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وجد ذلك فيه.

وكثيرا ما يعللون الموصول بالمرسل مثل: أن يجيء الحديث بإسناد موصول، ويجيء أيضا بإسناد منقطع أقوى من إسناد الموصول، ولهذا اشتملت كتب علل الحديث على جمع طرقه.

قال الخطيب أبو بكر: " السبيل إلى معرفة علة الحديث أن

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 92)

ثم اعلم: أنه قد يطلق اسم العلة على غير ما ذكرناه من باقي

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 93)

الأسباب القادحة في الحديث المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف، المانعة من العمل به على ما هو مقتضى لفظ العلة في الأصل، ولذلك تجد في كتب علل الحديث الكثير من الجرح بالكذب، والغفلة، وسوء الحفظ، ونحو ذلك من أنواع الجرح.

وسمى الترمذي النسخ علة من علل الحديث.

ثم إن بعضهم أطلق اسم العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخلاف، نحو إرسال من أرسل الحديث الذي أسنده الثقة الضابط حتى قال: من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول، كما قال بعضهم: من الصحيح ما هو صحيح شاذ، والله أعلم.

التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح (ص: 61)

وقد سبقه إلى نحو ذلك الحافظ أبو عبد الله المواق فقال في كتابه بغية النقاد لم يخص الترمذي الحسن بصفة تميزه عن الصحيح فلا يكون صحيحا إلا وهو غير شاذ ولا يكون صحيحا حتى تكون رواته غير متهمين بل ثقات قال فظهر من هذا أن الحسن عند أبى عيسى صفة لا تخص هذا القسم بل قد يشركه فيها الصحيح قال كل صحيح عنده حسن وليس كل حسن صحيحا انتهى كلامه.

نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (4/ 722)

وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط، متصل السند، غير معلل ولا شاذ: هو الصحيح لذاته،

المختصر في علم الأثر (ص: 124)

والشاذ قد اختلف فيه فقال الشافعي هو ما رواه الثقة مخالفا لما رواه الناس وقال البعض هو ما ليس له إلا إسناد واحد يستند به شيخ ثقة كان أو غير ثقة كما قال الآخر هو ما انفرد به ثقة ليس لها ما يجبر تفرده به كحديث كلوا البلح بالتمر

ولأجل ذلك الاختلاف قيل الشاذ إما شاذ صحيح وإما شاذ حسن وإما شاذ منكر موجود

تنبيه يقرب من الشاذ زيادة الثقة كحديث جعلت لنا الأرض مسجدا أو جعلت تربتها لنا طهورا زيادة بها

النكت الوفية بما في شرح الألفية (1/ 291)

ولا تأخير، فالجملة الأولى (1) ادعى فيها أن الحكم على الحديث بأنه صحيح الإسناد دون الحكم عليه بأنه نفسه صحيح، فهذا كما ترى ظاهره القول منه باشتراكهما في الصحة، غير أن أحدهما أعلى؛ لطروقه احتمال كون المصنف أراد أن السند صحيح، وأن المتن شاذ، أو معلل.

والجملة الثانية من كلامه، وهي قوله: ((غير أن المصنف ... )) إلى آخره، كالتعليل لتصحيح الحديث الذي قيل فيه: ((صحيح الإسناد)) مع أنه قد قرر أنه لا ملازمة بين صحة المتن، وصحة السند.

قال شيخنا: ((والذي (2) لا أشك فيه أن الإمام منهم لا يعدل عن قوله: ((صحيح)) إلى قوله: ((صحيح الإسناد)) إلا لأمر ما)) (3).

قلت: وقد بان لك أن هذا مراد ابن الصلاح، والله أعلم.

قال: وأكثر من يستعمل ذلك / 85 أ / الحاكم في " مستدركه " فتارة يقول: ((صحيح على شرطهما))، وتارة: ((على شرط أحدهما))، وتارة يقول:

((صحيح الإسناد، ولا علة له))، وتارة: ((صحيح الإسناد)) ويسكت.

البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (2/ 684)

وقال ابن العربي في شرح الترمذي: "الصحيح من الحديث (5) على عشر مراتب! !

أولها: صحيح مطلق وهو الذي لا خلاف فيه، ولا كلام عليه، وهو قليل جدًا، عزيز في الباب.

الثاني: صحيح بنقل عدل واحد.

البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (2/ 685)

الثالث: صحيح شاذ بغير شواهد (1)، والقسم الثاني ينقسم إلى قسمين، (بنقل عدل واحد عن الصحابي) (2)، أو نقل عدل واحد عن التابعين، ويدخل عليهما ثالث، وهو حديث تفرد به واحد من الأئمة، فهذه خمسة أقسام ذكر جميعها الترمذي، واقتصر البخاري ومسلم على الأربعة دون الشاذ.

البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر (2/ 685)

__________

(1) الشاهد. قال الحافظ ابن حجر: "أن يروي متن الحديث من طريق صحابي آخر يشبهه في اللفظ والمعنى أو في المعنى فقط".

قال السيوطي:

وإن يكن متن بمعناه ورد ... فشاهد وفاقد ذين انفرد

انظر: نخبة الفكر مع شرح القاري (ص 92)، ومقدمة ابن الصلاح (ص 182)، وفتح المغيث (ص 204)، وألفية السيوطي بشرح أحمد شاكر (ص 51)، ومنهج ذوي النظر (ص 72).

مقدمة في أصول الحديث (ص: 76)

الغريب بمعنى الشاذ

والغريب قد يقع بمعنى الشاذ أي شذوذا هو من أقسام الطعن في الحديث

مقدمة في أصول الحديث (ص: 77)

وهذا هو المراد من قول صاحب المصابيح من قوله هذا حديث غريب لما قال بطريق الطعن

وبعض الناس يفسرون الشاذ بمفرد الراوي من غير اعتبار مخالفته للثقات كما سبق ويقولون صحيح شاذ وصحيح غير شاذ

فالشذوذ بهذا المعنى أيضا لا ينافي الصحة كالغرابة

والذي يذكر في مقام الطعن هو مخالف للثقات

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 38)

السابع: قولهم " هذا حديث صحيح الإسناد، أو حسن الإسناد " دون قولهم: " هذا حديث صحيح أو حديث حسن " لأنه قد يقال: " هذا حديث صحيح الإسناد "، ولا يصح، لكونه شاذا أو معللا.

غير أن المصنف المعتمد منهم إذا اقتصر على قوله: إنه صحيح الإسناد، ولم يذكر له علة، ولم يقدح فيه، فالظاهر منه الحكم له بأنه صحيح في نفسه؛ لأن عدم العلة والقادح هو الأصل والظاهر، والله أعلم.

الرفع والتكميل (ص: 187)

قولهم هذا حديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد دون قولهم هذا حديث صحيح او حسن لانه قد يقال هذا حديث صحيح الاسناد ولا يصح الحديث لكونه شاذ او

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 28)

الحديث الصحيح وشروطه

...

قال المؤلف رحمه الله:

3 - أولها الصحيح وهو ما اتصل ... إسناده ولم يشذ أو يعل

قوله: "أولها الصحيح" بدأ المؤلف بذكر أقسام الحديث وقدم الصحيح لأنه أشرف أقسام الحديث، ثم عرفه فقال: "وهو ما اتصل إسناده" يعني ما روي بإسناد متصل بحيث يأخذه كل راوي عمن فوقه، فيقول مثلا: حدثني رقم واحد "ولنجعلها بالأرقام" قال حدثني رقم اثنين، قال حدثني رقم ثلاثة، قال حدثني رقم أربعة، فهذا النوع يكون متصلا، لأنه يقول حدثني فكل واحد أخذ عمن روى عنه.

أما إن قال حدثني رقم واحد عن رقم ثلاثة لم يكن متصلا، لأنه سقط منه رقم اثنين فيكون منقطعا.

وقوله: "ولم يشذ أو يعل" يعني يشترط أن لا يكون شاذا ولا معللا.

والشاذ هو: الذي يرويه الثقة مخالفا لمن هو أرجح منه، إما في العدد، أو في الصدق، أو في العدالة.

فإذا جاء الحديث بسند متصل لكنه شاذ، بحيث يكون مخالفا لرواية أخرى، هي أرجح منه، إما في العدد، وإما في الصدق، وإما في العدالة؛ فإنه لا يقبل ولو كان الذي رواه عدلا، ولو كان السند متصلا، وذلك من أجل شذوذه.

والشذوذ: قد يكون في حديث واحد، وقد يكون في حديثين منفصلين، يعني أنه لا يشترط في الشذوذ أن يكون الرواة قد اختلفوا في

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 29)

حديث واحد، بل قد يكون الشاذ أتى في حديث آخر، مثاله: ما ورد في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصيام إذا انتصف شعبان1، والحديث لا بأس به من حيث السند، لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه" 2 فإذا أخذنا بالحديث الثاني الوارد في الصحيحين قلنا إن فيه دلالة على أن الصيام بعد منتصف شعبان جائز، وليس فيه شيء، لأن النهي حدد بما قبل رمضان بيوم أو يومين، وإذا أخذنا بالأول فنقول إن النهي يبدأ من منتصف شعبان، فأخذ الإمام أحمد بالحديث الوارد في الصحيحين وهو النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وقال إن هذا شاذ، يعني به حديث السنن، لأنه مخالف لمن هو أرجح منه إذ أن هذا في الصحيحين وذاك في السنن.

ومن ذلك ما ورد في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم السبت قال: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم" 3 فقد حكم بعض العلماء على هذا الحديث بالشذوذ، لأنه مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى نسائه حين وجدها صائمة يوم الجمعة، فقال: "هل صمت أمس"؟ فقالت: لا، قال: "أتصومين غدا"؟ قالت: لا، قال:

__________

1 أخرجه الإمام أحمد 2/325 وأبو داود كتاب الصوم باب: كراهية صوم النصف من شعبان 1990. والترمذي كتاب الصوم باب: كراهية الصوم 669. وابن ماجة كتاب الصيام باب ماجاء في النهي أن يتقدم 1641.

2 أخرجه البخاري كتاب باب: لايتقدم رمضان بصوم يوم يوم ولا يومين 1914 ومسلم كتاب الصيام باب: لاتقدموا رمضان..21, 1082.

3 أخرجه الإمام 17026 وأبو داود كتاب الصيام باب: النهي أن يخص يوم السبت بصوم 2412 والترمذي أبواب الصوم باب: ماجاء في صوم يوم السبت 744 وقال: حديث حسن.

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 30)

"فأفطري" 1. وهذا الحديث ثابت في الصحيح، وفيه دليل على أن صيام يوم السبت جائز ليس فيه بأس، وهنا قال بعض العلماء: إن حديث النهي عن صيام يوم السبت شاذ؛ لأنه مخالف لما هو أرجح منه، ومن العلماء من قال: لا مخالفة هنا، وذلك لإمكان الجمع، وإذا أمكن الجمع فلا مخالفة، والجمع بين الحديثين أن يقال: إن النهي كان عن إفراده، أي أنه نهي عن صوم يوم السبت مستقلا بمفرده، أما إذا صامه مع يوم الجمعة، أو مع يوم الأحد فلا بأس به حينئذ، ومن المعلوم أنه إذا أمكن الجمع فلا مخالفة ولا شذوذ.

ومن الشذوذ: أن يخالف ما علم بالضرورة من الدين.

مثاله: في صحيح البخاري رواية "أنه يبقى في النار فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشىء الله لها أقواما فيدخلهم النار" 2.

فهذا الحديث وإن كان متصل السند فهو شاذ؛ لأنه مخالف لما علم بالضرورة من الدين، وهو أن الله تعالى لا يظلم أحدا، وهذه الرواية - في الحقيقة - قد انقلبت على الراوي، والصواب أنه يبقي في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشىء الله أقواما فيدخلهم الجنة، وهذا فضل ليس فيه ظلم، أما الأول ففيه ظلم.

على كل حال فلابد لصحة الحديث ألا يكون شاذا.

ولو أن رجلا ثقة عدلا روى حديثا على وجه، ثم رواه رجلان مثله في العدالة على وجه مخالف للأول، فماذا نقول للأول؟

نقول: الحديث الأول شاذ، فلا يكون صحيحا وإن رواه العدل

__________

1 أخرجه البخاري كتاب الصوم باب صوم يوم الجمعة 1984.

2 أخرجه البخاري كتاب التوحيد باب قوله سبحانه: {وهو العزيز الحكيم} 7384.

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 31)

الثقة.

ولو روى إنسان حديثا على وجه، ورواه إنسان آخر على وجه يخالف الأول، وهذا الثاني أقوى في العدالة أو في الضبط، فيكون الأول شاذا.

وهذه قاعدة مفيدة تفيد الإنسان فيما لو عرض له حديث، فإذا نظر في سنده وجده متصلا، ووجد أن رجاله ثقات، ولكن إذا نظر إلى المتن وجده مخالفا كما سبق فحينئذ نقول له احكم بأن هذا ليس بصحيح، وليس في ذمتك شيء.

فإذا قال كيف أحكم عليه بأنه غير صحيح! وسنده متصل ورجاله ثقات عدول؟

فنقول له: لأن فيه علة توجب ضعفه وهي الشذوذ.

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 88)

ولا يحكم بالمخالفة بمجرد ما ينقدح في ذهنه أنه مخالف، بل يجب أن يتأمل ويفكر وينظر ويحاول الجمع، لأنك إذا حكمت بالمخالفة، ثم قلت عن الثاني إنه شاذ فمعناه أنه غير مقبول، لأن من شرط الصحيح المقبول ألا يكون معللا ولا شاذا، فإذا كان شاذا فإننا سنرده، فلا يجوز أن نرد الحديث المخالف بمجرد ما ينقدح في الذهن، فلابد من التأمل فإنه ربما يبدو مخالفا، ولكن عند التأمل لا يكون مخالفا فمثلا: حديث "اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته" 4، "إنك لا تخلف

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث (ص: 89)

الميعاد" 1 بعض الناس قال إن زيادة "إنك لا تخلف الميعاد" شاذة، لأن أكثر الرواة رووه بدون هذه الزيادة، فتكون رواية من انفرد بها شاذة، لأنها مخالفة للثقات، وإن كان الراوي ثقة.

لكنه يمكن أن نقول: لا مخالفة هنا، لأن هذه الزيادة لا تنافي ما سبق، بحيث أنها لا تكذبه ولا تخصصه، وإنما تطبعه بطابع هو من دعاء المؤمنين كما قال الله عنهم {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} [آل عمران: 194] . وهنا تقول: وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، نظير قول الله تعالى: {ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} فحينئذ يحتاج إلى أن نتثبت في مسألة الزيادة هل هي مخالفة أو غير مخالفة، أي أننا لا نتسرع بالقول بالمخالفة. لأن المخالفة تعني أنه لا يمكن الجمع، أما إذا أمكن الجمع فلا مخالفة.

الشرح المختصر لنخبة الفكر (ص: 25)

زيادة الثقة والشاذ:

قال الحافظ: -[(وزيادة راويهما مقبولة ما لم تقع منافية لمن هو أوثق، فإن خولف بأرجح فالراجح المحفوظ، ومقابله الشاذ)]-.

المقصود أن زيادة راوي الحديث المقبول - سواء أكان تام الضبط أم خفيف الضبط - مقبولة ما لم تقع منافية لمن هو أولى منه، أما إن خولف هذا الراوي بأرجح منه عددا أو صفة فالراجح يقال له المحفوظ، والمخالف يقال له شاذ.

قال الحافظ في "النزهة" (ص/82): (وزيادة راويهما، أي: الصحيح والحسن، مقبولة، ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة؛ لأن الزيادة: إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها؛ فهذه تقبل مطلقا؛ لأنها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره. وإما أن تكون منافية، بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى؛ فهذه التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها؛ فيقبل الراجح ويرد المرجوح.

واشتهر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقا، من غير تفصيل، ولا يتأتى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح أن لا يكون شاذا، ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة من هو أوثق منه.

والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين: كعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم، اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة ... فإن خولف بأرجح منه: لمزيد ضبط، أو كثرة عدد، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات، فالراجح يقال له: "المحفوظ". ومقابله، وهو المرجوح، يقال له: "الشاذ"

المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق (ص: 88)

وإطلاق الشذوذ على الحديث الصحيح أو الجمع بين وصفيّ الصحة والشذوذ يُحمَل على المعنى اللغوي كما ذكر ابن القيم (2)، وهو الانفراد أو التفرّد. المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق (ص: 77)

القيد الرابع: السلامة من الشذوذ (نفي الشذوذ) (1):

الشذوذ في اللغة: يأتي بمعنى: الانفراد والمفارقة. (2)

وقد اُختلف في تعريف الشاذ في الاصطلاح إلى ثلاث معانٍ رئيسية حسب ما ذكرها ابن الصلاح في مقدمته فنقل عن الشافعي قوله: "ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يروي غيره، إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس" (3).

ثم نقل تعريف الخليلي (4) للشاذ بأن "الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ ثقة كان أو غير ثقة. فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج به" (5).

وأتبعه بقول الحاكم: "أن الشاذ هو الحديث الذي يتفرد به ثقة من الثقات، وليس له أصل بمتابع لذلك الثقة" (6). وعقّب بتوضيح أكثر لمراد الحاكم بمعنى الشذوذ، والفرق بين الشاذ والمعلل فقال: "وذكر أنه يغاير المعلل من حيث إن المعلل وقف على علته الدالة على جهة الوهم فيه، والشاذ لم يوقف فيه على علته كذلك" (7).

_________

(1) سيأتي التفصيل في بيان معنى الحديث الشاذ بشكل أوسع وذلك في الفصل الخاص بالحديث الشاذ.

(2) ينظر مادة (شذّ): الفراهيدي، العين، 6/ 215، ابن فارس، المقاييس، 3/ 180.

(3) أخرجه ابن أبي حاتم في كتابه آداب الشافعي ومناقبه، والخطيب البغدادي في كتابه الكفاية. ينظر: ابن أبي حاتم، آداب الشافعي ومناقبه، 233، الخطيب البغدادي، الكفاية، 141.

(4) الخليل بن عبدالله بن أحمد القزويني الحافظ، أبو يعلى الخليلي. قاض من أئمة وحفاظ الحديث العارفين بعلله وبرجاله. له كتاب: (الإرشاد في معرفة المحدّثين). مات سنة 446 هـ. ينظر: السيوطي, طبقات الحفاظ, ,340. ابن العماد, الشذرات, , 5/ 199. الزركلي, الأعلام, ,2/ 319.

(5) ينظر: الخليلي، الإرشاد في معرفة علماء الحديث، 1/ 176 - 177.

(6) ينظر: الحاكم، علوم الحديث، 119.

(7) ابن الصلاح، علوم الحديث، 76 - 77.

المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق (ص: 78)

وبعد أن ذكر ابن الصلاح مذاهب العلماء في الحديث الشاذ- وتعقّب واستدرك-؛ خلص - رحمه الله- إلى أن جعل الشاذ على قسمين، فقال: "الشاذ المردود قسمان: أحدهما: الحديث الفرد المخالف.

والثاني: الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابراً لما يوجبه التفرد والشذوذ من النكارة والضعف." (1)

المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق (ص: 79)

وهذا ما أكده كلٌ من الزركشي وابن حجر - في تنكيتهما على كتاب ابن الصلاح- حين شرحا قيد نفي الشذوذ في حدّ الحديث الصحيح، فذكرا أن المراد بالشذوذ المنفي في حدّ الصحيح هو: المخالفة (1).

المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق (ص: 83)

أما الشذوذ عند الحاكم فهو في الغالب إذا أطلقه على الحديث أُريد به التفرّد الذي يُستغرب ويُستنكَر لغموضٍ في علته، وكان شذوذاً مردوداً، وإن قُرن وصف الشذوذ بالصحة أُريد

المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق (ص: 84)

به المعنى اللغوي للشذوذ، وهو: التفرّد والانفراد، يدل على ذلك الأحاديث التي وصفها بالشذوذ في كتبه. (1)

الجمع بین الشذوذ و الصحه فی کلام العامه

علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 565)

(2) وقال ابن خزيمة - بعد أن أخرج الحديث كما سبق -: «إن صح الخبر؛ فإن في النفس من هذا الإسناد!» . وقال الحاكم: «هذا حديث شاذ صحيح الإسناد» .

فيض القدير (2/ 87)

قال الحاكم خبر شاذ صحيح السند وأقره الذهبي

المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 412)

1027 - أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، ثنا الهيثم بن حميد، حدثني أبو معبد حفص بن غيلان، عن طاوس، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيأتها، ويبعث الجمعة زهراء منيرة، أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى كريمها تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضا، وريحهم يسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبا حتى يدخلون الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون» هذا حديث شاذ صحيح الإسناد «فإن أبا معيد من ثقات الشاميين الذين يجمع حديثهم، والهيثم بن حميد من أعيان أهل الشام غير أن الشيخان لم يخرجاه عنهما»

[التعليق - من تلخيص الذهبي] 1027 - خبر شاذ صحيح السند

المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 412)

1027 - أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، ثنا الهيثم بن حميد، حدثني أبو معبد حفص بن غيلان، عن طاوس، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيأتها، ويبعث الجمعة زهراء منيرة، أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى كريمها تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضا، وريحهم يسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبا حتى يدخلون الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون» هذا حديث شاذ صحيح الإسناد «فإن أبا معيد من ثقات الشاميين الذين يجمع حديثهم، والهيثم بن حميد من أعيان أهل الشام غير أن الشيخان لم يخرجاه عنهما»

[التعليق - من تلخيص الذهبي] 1027 - خبر شاذ صحيح السند

المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 189)

365 - أخبرني أبو بكر بن إسحاق الفقيه، من أصل كتابه، أنبأنا عبيد بن محمد بن حاتم الحافظ المعروف بالعجل، ثنا إبراهيم بن زياد سبلان، ثنا عباد بن عباد، ثنا يونس وهو ابن عبيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة يهلكون عند الحساب: جواد، وشجاع، وعالم «.» هذا حديث صحيح الإسناد على شرطهما وهو غريب شاذ إلا أنه مختصر من الحديث الأول شاهد له "

[التعليق - من تلخيص الذهبي] 365 - على شرطيهما وهو غريب شاذ

المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 289)

642 - حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، ثنا المفضل بن فضالة، قال: سألت يزيد بن أبي حبيب، عن المسح على الخفين، فقال: أخبرني عبد الله بن الحكم البلوي، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر أنه أخبره، أنه وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاما، قال عقبة: وعلي خفاف من تلك الخفاف الغلاظ، فقال لي عمر: «متى عهدك بلباسهما؟» فقلت: لبستهما يوم الجمعة، وهذا يوم الجمعة، فقال لي: «أصبت السنة» . وقد صحت الرواية عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان لا يوقت في المسح على الخفين وقتا. وقد روي هذا الحديث عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، «بإسناد صحيح رواته عن آخرهم ثقات إلا أنه شاذ بمرة»

المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 290)

643 - حدثناه أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ثنا المقدام بن داود بن تليد الرعيني، ثنا عبد الغفار بن داود الحراني، ثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن أبي بكر، وثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليصل فيهما، وليمسح عليها، ثم لا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة» . «هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وعبد الغفار بن داود ثقة غير أنه ليس عند أهل البصرة عن حماد»

[التعليق - من تلخيص الذهبي] 643 - على شرط مسلم تفرد به عبد الغفار وهو ثقة والحديث شاذ

 

الحدیث الشاذ عند العامه

المدخل إلى علم السنن للبيهقي ت عوامة (1/ 267)

577 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (2) قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال الشافعي رضي الله عنه: الإجماع أكثر من الخبر المنفرد، وليس الشاذُّ من الحديث أن يروي الثقة ما لا

المدخل إلى علم السنن للبيهقي ت عوامة (1/ 268)

يروي غيره، هذا ليس بشاذ، إنما الشاذُّ: أن يروي الثقة حديثًا يخالف ما يروي الناس، فهو الشاذ من الحديث (1).

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 76)

النوع الثالث عشر: معرفة الشاذ

روينا عن يونس بن عبد الأعلى قال: قال الشافعي رضي الله عنه: " ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يروي غيره، إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس ".

وحكى الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني نحو هذا عن الشافعي

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 77)

وجماعة من أهل الحجاز. ثم قال: " الذي عليه حفاظ الحديث أن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ ثقة كان أو غير ثقة. فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج به.

وذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ أن الشاذ هو الحديث الذي يتفرد به ثقة من الثقات، وليس له أصل بمتابع لذلك الثقة. وذكر أنه يغاير المعلل من حيث إن المعلل وقف على علته الدالة على جهة الوهم فيه، والشاذ لم يوقف فيه على علته كذلك.

قلت: أما ما حكم الشافعي عليه بالشذوذ فلا إشكال في أنه شاذ غير مقبول.

وأما ما حكيناه عن غيره فيشكل بما ينفرد به العدل الحافظ الضابط، كحديث: " إنما الأعمال بالنيات " فإنه حديث فرد تفرد به عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تفرد به عن عمر علقمة بن وقاص، ثم عن علقمة محمد بن إبراهيم، ثم عنه يحيى بن سعيد على ما هو الصحيح عند أهل الحديث.

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 78)

وأوضح من ذلك في ذلك: حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وهبته ".، تفرد به عبد الله بن دينار.

وحديث مالك، عن الزهري، عن أنس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر ". تفرد به مالك عن الزهري.

فكل هذه مخرجة في الصحيحين مع أنه ليس لها إلا إسناد واحد تفرد به ثقة. وفي غرائب الصحيح أشباه لذلك غير قليلة. وقد قال مسلم بن الحجاج: " للزهري نحو تسعين حرفا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يشاركه فيها أحد، بأسانيد جياد ". والله أعلم.

فهذا الذي ذكرناه وغيره من مذاهب أئمة الحديث يبين لك أنه ليس الأمر في ذلك على الإطلاق الذي أتى به الخليلي والحاكم، بل الأمر في ذلك على تفصيل نبينه فنقول:

مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 79)

إذا انفرد الراوي بشيء نظر فيه: فإن كان ما انفرد به مخالفا لما رواه من هو أولى منه بالحفظ لذلك، وأضبط كان ما انفرد به شاذا مردودا، وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره، وإنما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره، فينظر في هذا الراوي المنفرد: فإن كان عدلا حافظا موثوقا بإتقانه وضبطه قبل ما انفرد به، ولم يقدح الانفراد فيه، كما فيما سبق من الأمثلة، وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به كان انفراده به خارما له، مزحزحا له عن حيز الصحيح.

ثم هو بعد ذلك دائر بين مراتب متفاوتة بحسب الحال فيه، فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الحافظ الضابط المقبول تفرده استحسنا حديثه ذلك، ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف، وإن كان بعيدا من ذلك رددنا ما انفرد به، وكان من قبيل الشاذ المنكر.

فخرج من ذلك أن الشاذ المردود قسمان: أحدهما: الحديث الفرد المخالف، والثاني: الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابرا لما يوجبه التفرد والشذوذ من النكارة والضعف، والله أعلم.

 


[1] ( 1) و في سورة الكهف 18:\i له غيب السماوات و الأرض‏\E 26. و في المصحف الشريف آيات اخرى لم يذكرها المصنف اختصارا.

[2] ( 2) أنوار التنزيل.

[3] ( 3) مجمع البيان 2: 304.

[4] ( 1) مجمع البيان 2: 311.

[5] ( 2) مجمع البيان 3: 205.

[6] ( 3) مجمع البيان 4: 230.

[7] ( 1) مجمع البيان 4: 324.

[8] ( 2) مجمع البيان 5: 374.

[9] ( 1) تفسير القمي: 51.

[10] ( 2) الخصال 1: 139.

[11] ( 3) بصائر الدرجات: 31.

[12] ( 4) تفسير العياشي 2: 43.

[13] ( 1) أمالي المفيد: 13 و 14.

[14] ( 2) نهج البلاغة 1: 245 و 246.

[15] مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوار (ط - بيروت) - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق.







فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است