فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [5376] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

القرائة-70|1|سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ

70|1|سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ



تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (5/ 34)
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري، الإلبيري المعروف بابن أبي زَمَنِين المالكي (المتوفى: 399هـ)
قوله: {سأل سائل} العامة يهمزونها من باب السؤال، قال الحسن: إن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لمن هذا العذاب الذي تذكر أنه يكون في الآخرة؟ فقال الله: {سأل سائل بعذاب} أي: عن عذاب {واقع للكافرين} وكان بعضهم يقرؤها: (سال سيل) بغير همز من باب السيل، وقال هو واد من نار يسيل، {بعذاب واقع} للكافرين



تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (4/ 608)
ضمن سَأَلَ معنى دعا، فعدّى تعديته، كأنه قيل: دعا داع بِعَذابٍ واقِعٍ من قولك:
دعا بكذا. إذا استدعى وطلبه. ومنه قوله تعالى يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ وعن ابن عباس رضى الله عنهما: هو النضر بن الحرث: قال إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وقيل: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، استعجل بعذاب للكافرين. وقرئ. سال سائل، وهو على وجهين: إما أن يكون من السؤال وهي لغة قريش، يقولون: سلت تسأل، وهما يتسايلان، وأن يكون من السيلان. ويؤيده قراءة ابن عباس: سال سيل، والسيل: مصدر في معنى السائل، كالغور بمعنى الغائر. والمعنى: اندفع عليهم وادى عذاب فذهب بهم وأهلكهم. وعن قتادة: سأل سائل عن عذاب الله على من ينزل وبمن يقع؟ فنزلت، وسأل على هذا الوجه مضمن معنى: عنى واهتم. فإن قلت: بم يتصل قوله لِلْكافِرينَ؟ قلت: هو على القول الأوّل متصل بعذاب صفة له، أى: بعذاب واقع كائن للكافرين، أو بالفعل، أى: دعا للكافرين بعذاب واقع. أو بواقع، أى: بعذاب نازل لأجلهم، وعلى الثاني: هو كلام مبتدأ جواب للسائل، أى: هو للكافرين. فإن قلت:
فقوله مِنَ اللَّهِ بم يتصل؟ قلت: يتصل بواقع، أى واقع من عنده، أو بدافع، بمعنى:



تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (5/ 364)
قرأ جمهور السبعة: «سأل» بهمزة مخففة، قالوا والمعنى: دعا داع، والإشارة إلى من قال من قريش:
اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ [الأنفال: 32] . وروي أن قائل ذلك النضر بن الحارث، وإلى من قال: رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا [ص: 16] ، ونحو هذا، وقال بعضهم المعنى: بحث باحث، واستفهم مستفهم، قالوا والإشارة إلى قول قريش: متى هذا الوعد؟ وما جرى مجراه قاله الحسن وقتادة، فأما من قال استفهم مستفهم فالباء توصل توصيل عن، كأنه قال عن عذاب، وهذا كقول علقمة بن عبدة: [الطويل]
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب
وقرأ نافع بن عامر: «سال سائل» ساكنة الألف، واختلفت القراءة بها، فقال بعضهم: هي «سأل» المهموزة، إلا أن الهمزة سهلت كما قال لا هناك المرتع ونحو ذلك. وقال بعض هي لغة من يقول سلت أسأل، ويتساولون، وهي بلغة مشهورة حكاها سيبويه، فتجيء الألف منقلبة من الواو التي هي عين كقال وحاق، وأما قول الشاعر [حسان بن ثابت] : [البسيط]
سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلّت هذيل بما سالت ولم تصب
فإن سيبويه قال: هو على لغة تسهيل الهمزة. وقال غيره: هو على لغة من قال: سلت، وقال بعضهم في الآية: هو من سال يسيل: إذا جرى وليست من معنى السؤال، قال زيد بن ثابت: في جهنم واد يسمى سايلا، والاخبار هاهنا عنه.
قال القاضي أبو محمد: ويحتمل إن لم يصح أمر الوادي أن يكون الإخبار عن نفوذ القدر بذلك العذاب قد استعير له لفظ السيل لما عهد من نفوذ السيل وتصميمه، وقرأ ابن عباس: «سال سيل» بسكون الياء، وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود: «سال سال» مثل قال قال، ألقيت الياء من الخط تخفيفا، والمراد «سائل» . وسؤال الكفار عن العذاب حسب قراءة الجماعة إنما كان على أنه كذب. فوصفه الله تعالى بأنه واقِعٍ وعيدا لهم. وقوله تعالى: لِلْكافِرينَ. قال بعض النحويين: اللام توصل المعنى توصيل «على» . وروي أنه في مصحف أبي بن كعب: «على الكافرين» ، وقال قتادة والحسن المعنى: كأن قائلا قال لمن هذا العذاب الواقع؟ فقيل لِلْكافِرينَ.




زاد المسير في علم التفسير (4/ 335)
قوله عز وجل: سأل سائل، قال المفسرون:
(1486) نزلت في النضر بن الحارث حين قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء «1» ، وهذا مذهب الجمهور، منهم ابن عباس، ومجاهد. وقال الربيع بن أنس: هو أبو جهل. قرأ أبو جعفر، ونافع، وابن عامر: «سال» بغير همز. والباقون: بالهمز. فمن قرأ:
«سأل» بالهمز ففيه ثلاثة أقوال: أحدها: دعا داع على نفسه بعذاب واقع. والثاني: سأل سائل عن عذاب واقع لمن هو؟ وعلى من ينزل؟ ومتى يكون؟ وذلك على سبيل الاستهزاء، فتكون الباء بمعنى «عن» ، وأنشدوا:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب «2»
والثالث: سأل سائل عذابا واقعا، والباء زائدة.
ومن قرأ بلا همز ففيه قولان: أحدهما: أنه من السؤال أيضا، وإنما لين الهمزة، يقال: سأل، وسال، وأنشد الفراء:
تعالوا فسالوا يعلم الناس أينا ... لصاحبه في أول الدهر نافع
والثاني: المعنى: سال واد في جهنم بالعذاب للكافرين، وهذا قول زيد بن ثابت، وزيد بن أسلم، وابنه عبد الرحمن. وكان ابن عباس في آخرين يقرءون «سال سيل» بفتح السين، وسكون الياء من غير ألف ولا همز. وإذا قلنا: إنه من السؤال، فقوله عز وجل: «للكافرين» جواب للسؤال، كأنه لما سأل: لمن هذا العذاب؟ قيل: للكافرين. والواقع: الكائن. والمعنى: أن العذاب الذي سأله هذا الكافر كائن لا محالة في الآخرة للكافرين ليس له دافع قال الزجاج: المعنى: ذلك العذاب واقع من الله للكافرين.




تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (30/ 637)
اعلم أن قوله تعالى: سأل فيه قراءتان منهم من قرأه بالهمزة، ومنهم من قرأه بغير همزة، أما الأولون وهم الجمهور فهذه القراءة تحتمل وجوها من التفسير: الأول: أن النضر بن الحرث لما قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال: 32] فأنزل الله تعالى هذه الآية ومعنى قوله: سأل سائل أي دعا داع بعذاب واقع من قولك دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه، ومنه قوله تعالى: يدعون فيها بكل فاكهة آمنين [الدخان: 55] قال ابن الأنباري: وعلى هذا القول تقدير الباء الإسقاط، وتأويل الآية: سأل سائل عذابا واقعا، فأكد بالباء كقوله تعالى: وهزي إليك بجذع النخلة [مريم: 25] وقال صاحب الكشاف لما كان سأل معناه هاهنا دعا لا جرم عدي تعديته كأنه قال دعا داع بعذاب من الله الثاني: قال الحسن وقتادة لما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم وخوف المشركين بالعذاب قال المشركون:
بعضهم لبعض سلوا محمدا لمن هذا العذاب وبمن يقع فأخبره الله عنه بقوله: سأل سائل بعذاب واقع قال ابن الأنباري: والتأويل على هذا القول: سأل سائل عن عذاب والباء بمعنى عن، كقوله:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب
وقال تعالى: فسئل به خبيرا [الفرقان: 59] وقال صاحب «الكشاف» : سأل على هذا الوجه في تقدير عنى واهتم كأنه قيل: اهتم مهتم بعذاب واقع الثالث: قال بعضهم: هذا السائل هو رسول الله استعجل بعذاب الكافرين، فبين الله أن هذا العذاب واقع بهم، فلا دافع له قالوا: والذي يدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى في آخر الآية: فاصبر صبرا جميلا [المعارج: 5] وهذا يدل على أن ذلك السائل هو الذي أمره بالصبر الجميل، أما القراءة الثانية وهي (سال) بغير همز فلها وجهان: أحدهما: أنه أراد سأل بالهمزة فخفف وقلب قال:
/ سألت قريش رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما سألت ولم تصب
والوجه الثاني: أن يكون ذلك من السيلان ويؤيده قراءة ابن عباس سال سيل والسيل مصدر في معنى السائل، كالغور بمعنى الغائر، والمعنى اندفع عليهم واد بعذاب، وهذا قول زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن زيد قالا: سال واد من أودية جهنم بعذاب واقع. أما سائل، فقد اتفقوا على أنه لا يجوز فيه غير الهمز لأنه إن كان من سأل المهموز فهو بالهمز، وإن لم يكن من المهموز كان بالهمز أيضا نحو قائل وخائف إلا أنك إن شئت خففت الهمزة فجعلتها بين بين، وقوله تعالى: بعذاب واقع للكافرين فيه وجهان، وذلك لأنا إن فسرنا قوله:
سأل بما ذكرنا من أن النضر طلب العذاب، كان المعنى أنه طلب طالب عذابا هو واقع لا محالة سواء طلب أو لم يطلب، وذلك لأن ذلك العذاب نازل للكافرين في الآخرة واقع بهم لا يدفعه عنهم أحد، وقد وقع بالنضر في الدنيا لأنه قتل يوم بدر، وهو المراد من قوله: ليس له دافع وأما إذا فسرناه بالوجه الثاني وهو أنهم سألوا الرسول عليه السلام، أن هذا العذاب بمن ينزل فأجاب الله تعالى عنه بأنه واقع للكافرين، والقول الأول وهو السديد،




تفسير القرطبي (18/ 278)
قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع) قرأ نافع وابن عامر سأل سائل بغير همزة. الباقون بالهمز. فمن همز فهو من السؤال. والباء يجوز أن تكون زائدة، ويجوز أن تكون بمعنى عن. والسؤال بمعنى الدعاء، أي دعا داع بعذاب، عن ابن عباس وغيره. يقال: دعا على فلان بالويل، ودعا عليه بالعذاب. ويقال: دعوت زيدا، أي

تفسير القرطبي (18/ 279)
قال أبو علي وغيره: وإذا كان من السؤال فأصله أن يتعدى إلى مفعولين ويجوز الاقتصار على أحدهما. وإذا اقتصر على أحدهما جاز أن يتعدى إليه بحرف جر، فيكون التقدير سأل سائل النبي صلى الله عليه وسلم أو المسلمين بعذاب أو عن عذاب. ومن قرأ بغير همز فله وجهان: أحدهما: أنه لغة في السؤال وهي لغة قريش، تقول العرب: سال يسال، مثل نال ينال وخاف يخاف. والثاني أن يكون من السيلان، ويؤيده قراءة ابن عباس" سال سيل". قال عبد الرحمن بن زيد: سال واد من أودية جهنم يقال له: سائل، وهو قول زيد بن ثابت. قال الثعلبي: والأول أحسن، كقول الأعشى «1» في تخفيف الهمزة:
سالتاني الطلاق إذ رأتاني ... قل مالي قد جئتماني بنكر
وفي الصحاح: قال الأخفش: يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان. وقد تخفف همزته فيقال: سال يسال. وقال:
ومرهق سال إمتاعا بأصدته ... لم يستعن وحوامي الموت تغشاه «2»
المرهق: الذي أدرك ليقتل. والأصدة بالضم: قميص صغير يلبس تحت الثوب. المهدوي: من قرأ" سال" جاز أن يكون خفف الهمزة بإبدالها ألفا، وهو البدل على غير قياس. وجاز أن تكون الألف منقلبة عن واو على لغة من قال: سلت أسال، كخفت أخاف. النحاس: حكى سيبويه سلت أسال، مثل خفت أخاف، بمعنى سألت. وأنشد:
سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما سالت ولم تصب «3»
ويقال: هما يتساولان. المهدوي: وجاز أن تكون مبدلة من ياء، من سال يسيل. ويكون سائل واديا في جهنم، فهمزه سائل على القول الأول أصلية، وعلى الثاني بدل من واو، وعلى الثالث بدل من ياء. القشيري: وسائل مهموز، لأنه إن كان من سأل بالهمز فهو مهموز، وإن كان من غير الهمز كان مهموزا أيضا، نحو قائل وخائف، لأن العين اعتل في الفعل واعتل في اسم الفاعل أيضا. ولم يكن الاعتلال بالحذف لخوف الالتباس، فكان بالقلب إلى الهمزة، ولك تخفيف الهمزة حتى تكون بين بين. واقع أي يقع بالكفار بين




تفسير البيضاوي = أنوار التنزيل وأسرار التأويل (5/ 244)
وقرأ نافع وابن عامر سَأَلَ وهو إما من السؤال على لغة قريش قال:
سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما سالت ولم تصب
أو من السيلان ويؤيده أنه قرئ «سال سيل» على أن السيل مصدر بمعنى السائل كالغور والمعنى سال واد بعذاب ومضى الفعل لتحقق وقوعه إما في الدنيا وهو قتل بدر أو في الآخرة وهو عذاب النار.






تفسير الثعالبي = الجواهر الحسان في تفسير القرآن (5/ 481)
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل سائل بعذاب واقع (1) للكافرين ليس له دافع (2) من الله ذي المعارج (3)
قوله عز وجل: سأل سائل بعذاب قرأ جمهور السبعة: سأل بهمزة محققة، قالوا: والمعنى دعا داع، والإشارة إلى من قال من قريش: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ... [الأنفال: 32] الآية، وقولهم: عجل لنا قطنا [ص: 16] ونحو ذلك، وقال بعضهم: المعنى بحث باحث واستفهم مستفهم، قالوا: والإشارة إلى قول قريش: متى هذا الوعد [الملك: 25] وما جرى مجراه قاله الحسن وقتادة، والباء على هذا التأويل في قوله: بعذاب بمعنى «عن» وقرأ نافع وابن عامر «1» : «سال سائل» ساكنة الألف، واختلف القراء بها/ فقال بعضهم: هي «سأل» المهموزة إلا أن الهمزة سهلت، وقال بعضهم هي لغة من يقول: سلت أسال ويتساولان، وهي لغة مشهورة، وقال بعضهم في الآية: هي من سال يسيل إذا جرى، وليست من معنى السؤال، قال زيد بن ثابت وغيره: في جهنم واد يسمى سائلا «2» والإخبار هنا عنه، وقرأ ابن عباس «3» : «سال سيل» - بسكون الياء- وسؤال الكفار عن العذاب- حسب قراءة الجماعة- إنما كان على أنه كذب، فوصفه الله تعالى بأنه واقع وعيدا لهم.
وقوله: للكافرين قال بعض النحاة: اللام بمعنى «على» ، وروي: أنه كذلك في مصحف «1» أبي: «على الكافرين» والمعارج في اللغة الدرج في الأجرام، وهي هنا مستعارة في الرتب والفضائل، والصفات الحميدة قاله ابن عباس وقتادة «2» ، وقال الحسن: هي المراقي في السماء «3» ، قال عياض، في «مشارق الأنوار» : قوله صلى الله عليه وسلم «فعرج بي إلى السماء» ، أي: ارتقى بي، والمعراج الدرج وقيل: سلم تعرج فيه الأرواح، وقيل: هو أحسن شيء لا تتمالك النفس إذا رأته أن تخرج، وإليه يشخص بصر الميت من حسنه، وقيل: هو الذي تصعد فيه الأعمال، وقيل: قوله: ذي المعارج معارج الملائكة، وقيل: ذي الفواضل، انتهى.
__________
(1) ينظر: «السبعة» (650) ، و «الحجة» (6/ 317) ، و «إعراب القراءات» (2/ 389) ، و «حجة القراءات» (720) ، و «معاني القراءات» (3/ 88) ، و «شرح الطيبة» (6/ 68) ، و «العنوان» (197) ، و «شرح شعلة» (608) . و «إتحاف» (2/ 560) .
(2) ذكره ابن عطية (5/ 364) .
(3) قال أبو الفتح: السيل هنا: الماء السائل، وأصله المصدر، من قولك: سال الماء سيلا، إلا أنه أوقع على الفاعل، كقوله: إن أصبح ماؤكم غورا [الملك: 30] ، أي: غائرا.
ينظر: «المحتسب» (2/ 330) ، و «مختصر الشواذ» ص: (162) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 365) . [.....]
__________
(1) ينظر: «المحرر الوجيز» (5/ 365) .
(2) أخرجه الطبري (6/ 226) ، رقم: (34853- 34854) بنحوه، وذكره ابن عطية (5/ 365) ، وابن كثير (4/ 418) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 416) ، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وعزاه أيضا لعبد بن حميد.
(3) ذكره ابن عطية (5/ 365) .






البحر المحيط في التفسير (10/ 270)
وقرأ الجمهور: سأل بالهمز: أي دعا داع، من قولهم: دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه، فالباء على أصلها. وقيل: المعنى بحث باحث واستفهم. قيل: فالباء بمعنى عن.
وقرأ نافع وابن عامر: سال بألف، فيجوز أن يكون قد أبدلت همزته ألفا، وهو بدل على غير قياس، وإنما قياس هذا بين بين، ويجوز أن يكون على لغة من قال: سلت أسال، حكاها سيبويه. وقال الزمخشري: هي لغة قريش، يقولون: سلت تسال وهما يتسايلان. انتهى.
وينبغي أن يتثبت في قوله إنها لغة قريش. لأن ما جاء في القرآن من باب السؤال هو مهموز أو أصله الهمز، كقراءة من قرأ: وسلوا الله من فضله، إذ لا يجوز أن يكون من سال التي عينها واو، إذ كان يكون ذلك وسلوا الله مثل خافوا الأمر، فيبعد أن يجيء ذلك كله على لغة غير قريش، وهم الذين نزل القرآن بلغتهم إلا يسيرا فيه لغة غيرهم. ثم جاء في كلام الزمخشري: وهما يتسايلان بالياء، وأظنه من الناسخ، وإنما هو يتساولان بالواو. فإن توافقت النسخ بالياء، فيكون التحريف من الزمخشري وعلى تقدير أنه من السؤال، فسائل اسم فاعل منه، وتقدم ذكر الخلاف في السائل من هو.
وقيل: سال من السيلان، ويؤيده قراءة ابن عباس: سال سايل. وقال زيد بن ثابت: في جهنم واد يسمى سايلا وأخبر هنا عنه. قال ابن عطية: ويحتمل إن لم يصح أمر الوادي أن يكون الإخبار عن نفوذ القدر بذلك العذاب قد استعير له السيل لما عهد من نفوذ السيل وتصميمه. وقال الزمخشري: والسيل مصدر في معنى السائل، كالغور بمعنى الغائر، والمعنى: اندفع عليهم وادي عذاب، فذهب بهم وأهلكهم. انتهى. وإذا كان السائل هم الكفار، فسؤالهم إنما كان على أنه كذب عندهم، فأخبر تعالى أنه واقع وعيدا لهم. وقرأ أبي وعبد الله: سال سال مثل مال بإلقاء صورة الهمزة وهي الياء من الخط تخفيفا. قيل: والمراد سائل. انتهى. ولم يحك هل قرأ بالهمز أو بإسقاطها البتة. فإن قرأ بالهمز فظاهر، وإن قرأ بحذفها فهو مثل شاك شايك، حذفت عينه واللام جرى فيها الإعراب، والظاهر تعلق بعذاب بسال.
وقال أبو عبد الله الرازي: يتعلق بمصدر دل عليه فعله، كأنه قيل: ما سؤاله؟ فقيل: سؤاله بعذاب، والظاهر اتصال الكافرين بواقع فيكون متعلقا به، واللام للعلة، أي نازل بهم لأجلهم، أي لأجل كفرهم، أو على أن اللام بمعنى على، قاله بعض النحاة، ويؤيده قراءة أبي: على الكافرين، أو على أنه في موضع، أي واقع كائن للكافرين. وقال قتادة والحسن: المعنى: كأن قائلا قال: لمن هذا العذاب الواقع؟ فقيل: للكافرين. وقال الزمخشري: أو بالفعل، أي دعاء للكافرين، ثم قال: وعلى الثاني، وهو ثاني ما ذكر من توجيهه في الكافرين. قال هو كلام مبتدأ جواب للسائل، أي هو للكافرين، وكان قد قرر أن سال ضمن معنى دعا، فعدي تعديته كأنه قال: دعا داع بعذاب من قولك: دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه، ومنه قوله تعالى: يدعون فيها بكل فاكهة آمنين «1» . انتهى. فعلى ما قرره أنه متعلق بدعا، يعني بسال، فكيف يكون كلاما مبتدأ جوابا للسائل أي هو للكافرين؟ هذا لا يصح. فقد أخذ قول قتادة والحسن وأفسده، والأجود أن يكون من الله متعلقا بقوله: واقع. وليس له دافع: جملة اعتراض بين العامل والمعمول. وقيل: يتعلق بدافع، أي من جهته إذا جاء وقته.




تفسير الألوسي = روح المعاني (15/ 62)
وقرأ نافع وابن عامر «سال» بألف كقال سايل بياء بعد الألف فقيل يجوز أن يكون قد أبدلت همزة الفعل ألفا وهو بدل على غير قياس وإنما قياس هذا بين بين ويجوز أن يكون على لغة من قال سلت أسال حكاها سيبويه وفي الكشاف هو من السؤال وهو لغة قريش يقولون سلت تسال وهما يتسايلان وأراد أنه من السؤال المهموز معنى لا اشتقاقا بدليل وهما يتسايلان وفيه دلالة على أنه أجوف يأتي وليس من تخفيف الهمزة في شيء. وقيل السؤال بالواو الصريحة مع ضم السين وكسرها وقوله يتسايلان صوابه يتساولان فتكون ألفه منقلبة عن واو كما في قال وخاف وهو الذي ذهب إليه أبو علي في الحجة وذكر فيها أن أبا عثمان حكى عن أبي زيد أنه سمع من العرب من يقول هما يتساولان ثم إن في دعوى كون سلت تسال لغة قريش ترددا والظاهر خلاف ذلك وأنشدوا لورود سال قول حسان يهجو هذيلا لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيح لهم الزنا:
سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما قالت ولم تصب
وقول آخر:
سالتاني الطلاق أن رأتاني ... قل مالي قد جئتماني بنكر
وجوز أن يكون سال من السيلان وأيد بقراءة ابن عباس «سال سيل» فقد قال ابن جني السيل هاهنا الماء السائل وأصله المصدر من قولك سال الماء سيلا إلا أنه أوقع على الفاعل كما في قوله تعالى إن أصبح ماؤكم غورا [الملك: 30] أي غائرا وقد تسومح في التعبير عن ذلك بالوادي فقيل: المعنى اندفع واد بعذاب واقع والتعبير بالماضي قيل للدلالة على تحقيق وقوع العذاب إما في الدنيا وهو عذاب يوم بدر وقد قتل يومئذ النضر وأبو جهل. وإما في الآخرة وهو عذاب النار وعن زيد بن ثابت أن سائلا اسم واد في جهنم وأخرج ابن المنذر وعبد بن حميد عن ابن عباس ما يحتمله للكافرين صفة أخرى لعذاب أي كائن للكافرين أو صلة لواقع واللام للتعليل أو بمعنى على ويؤيده قراءة أبي «على الكافرين» وإن صح ما روي عن الحسن وقتادة أن أهل مكة لما خوفهم النبي صلى الله عليه وسلم بعذاب سألوا عنه على ما ينزل وبمن يقع فنزلت كان هذا ابتداء كلام جوابا للسائل أي هو للكافرين...






البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (7/ 133)
المؤلف: أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الأنجري الفاسي الصوفي (المتوفى: 1224هـ)
سورة المعارج
يقول الحق جل جلاله: {سأل سائل} ، قرأ نافع والشامي بغير همز، إما من السؤال، على لغة قريش، فإنهم يسهلون الهمز، أو من السيلان، ويؤيده أنه قرىء " سال سيل " أي: سال واد {بعذاب واقع للكافرين} يوم القيامة، والتعبير بالماضي لتحقق وقوعه، أو في الدنيا، وهو عذاب يوم بدر، وقرأ الباقون بالهمز، من السؤال، أي: طلب طالب، وهو النضر بن الحارث، حيث قال استهزاء: {إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السمآء} [الأنفال: 32] وقيل: أبو جهل، حيث قال: {فأسقط علينا كسفا من السمآء} [الشعراء: 187] ، وقيل: هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، قال: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السمآء، فما لبث حتى رماه الله بحجر، فوقع على دماغه، فخرج من أسفله، فهلك من ساعته.




فتح القدير للشوكاني (5/ 344)
المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
قوله: سأل سائل بعذاب واقع قرأ الجمهور: سأل بالهمزة، وقرأ نافع وابن عامر بغير همزة، فمن همز فهو من السؤال، وهي اللغة الفاشية، وهو إما مضمن معنى الدعاء، فلذلك عدي بالباء، كما تقول: دعوت لكذا، والمعنى: دعا داع على نفسه بعذاب واقع، ويجوز أن يكون على أصله، والباء بمعنى عن، كقوله: فسئل به خبيرا «1» ومن لم يهمز، فهو إما من باب التخفيف بقلب الهمزة ألفا، فيكون معناها معنى قراءة من همز، أو يكون من السيلان، والمعنى: سال: واد في جهنم يقال له سائل، كما قال زيد بن ثابت. ويؤيده قراءة ابن عباس: سال سيل وقيل: إن سال بمعنى التمس، والمعنى: التمس ملتمس عذابا للكفار، فتكون الباء زائدة، كقوله: تنبت بالدهن والوجه الأول هو الظاهر. وقال الأخفش:
يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان. قال أبو علي الفارسي: وإذا كان من السؤال فأصله أن يتعدى إلى مفعولين، ويجوز الاقتصار على أحدهما ويتعدى إليه بحرف الجر، وهذا السائل هو النضر بن الحارث حين قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم «2» وهو ممن قتل يوم بدر صبرا، وقيل: هو أبو جهل، وقيل: هو الحارث بن النعمان الفهري. والأول أولى لما سيأتي. وقرأ أبي وابن مسعود سال سال مثل مال مال على أن الأصل سائل، فحذفت العين تخفيفا، كما قيل: شاك في: شائك السلاح. وقيل: السائل هو نوح عليه السلام، سأل العذاب للكافرين، وقيل:
__________
(1) . الفرقان: 59.
(2) . الأنفال: 32.





مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد (2/ 561)
المؤلف: محمد بن عمر نووي الجاوي البنتني إقليما، التناري بلدا (المتوفى: 1316هـ)
سورة المعارج
وتسمى سورة سأل سائل، مكية، أربع وأربعون آية، مائتان وست عشرة كلمة، ثمانمائة وأحد وستون حرفا
.....قال أبو السعود: ولعل هذا القول أقرب وقرأ نافع وابن عامر «سال» بألف محضة. وقرأ ابن عباس: «سال سيل بعذاب واقع للكافرين» أي اندفع عليهم واد من أودية جهنم بعذاب واقع،
__________
(1) رواه أحمد في (م 1/ ص 84، 118) ، وابن ماجة في المقدّمة، باب: في فضائل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.








سأل سائل در کافی-سال سیل در غیبة نعمانی

مصادیق تعدد قرائات در کافی شریف و جمع آن با حدیث حرف واحد

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 422
47- علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تعالى- سأل سائل‏ بعذاب واقع. للكافرين‏ بولاية علي‏ ليس له دافع‏ «1» ثم قال هكذا و الله نزل بها جبرئيل ع على محمد ص.


الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏8 ؛ ص57
18- عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال: بينا رسول الله ص ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين ع فقال له رسول الله ص إن فيك .... فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة «4» فرضخت هامته ثم أتى الوحي إلى النبي ص فقال‏ سأل سائل بعذاب واقع‏ للكافرين‏ بولاية علي‏ «5» ليس له دافع‏ من الله‏ ذي المعارج‏ «1» قال قلت جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا فقال هكذا و الله نزل بها جبرئيل على محمد ص و هكذا هو و الله مثبت في مصحف فاطمة ع فقال رسول الله ص لمن حوله من المنافقين انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به قال الله عز و جل- و استفتحوا و خاب كل جبار عنيد «2».



الغيبة( للنعماني) ؛ النص ؛ ص272
49- حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قال أبو جعفر ع كيف تقرءون هذه السورة قلت و أية سورة قال سورة سأل سائل بعذاب واقع‏ فقال ليس هو سأل سائل بعذاب واقع‏ إنما هو سال سيل و هي نار تقع في الثوية ثم تمضي إلى كناسة بني أسد «3» ثم تمضي إلى‏ ثقيف فلا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته‏ «1».

ظاهرا جواب جابر در نسخه مصدر ساقط شده که در تفسیر برهان آمده:

البرهان في تفسير القرآن ؛ ج‏5 ؛ ص485
11066/ «11»- محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب (الغيبة)، قال: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «كيف تقرءون هذه السورة؟» قال: قلت: و أي سورة؟ قال: سأل سائل بعذاب واقع‏. قلت: سأل سائل بعذاب واقع‏ فقال: «ليس هو سأل سائل بعذاب واقع‏ و إنما هو (سال سيل بعذاب واقع) و هي نار تقع بالثوية، ثم تمضي إلى كناسة، بني أسد، ثم تمضي إلى ثقيف، فلا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته».