بسم الله الرحمن الرحیم

شناسنامه حدیث-حدیث عنوان بصري

فهرست مباحث حدیث
فهرست شناسنامه حدیث
شناسنامه حدیث-حدیث عنوان بصري







مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 326
عن عنوان البصري و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سنة قال كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين فلما حضر جعفر الصادق ع المدينة اختلفت إليه و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت من مالك‏ فقال لي يوما إني رجل مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار فلا تشغلني عن وردي فخذ عن مالك و اختلف إليه كما كنت تختلف إليه
فاغتممت من ذلك و خرجت من عنده و قلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه و الأخذ عنه فدخلت مسجد الرسول و سلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة و صليت فيها ركعتين و قلت أسألك يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم و رجعت إلى داري مغتما حزينا و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري
فلما ضاق صدري تنعلت و ترديت و قصدت جعفرا و كان بعد ما صليت العصر فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال ما حاجتك فقلت السلام على الشريف- فقال هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم له قال ادخل على بركة الله
فدخلت و سلمت عليه فرد علي السلام- و قال اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه و قال أبو من- قلت أبو عبد الله قال ثبت الله كنيتك و وفقك لمرضاته قلت في نفسي لو لم يكن لي من زيارته و التسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيرا ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه
فقال يا أبا عبد الله ما حاجتك قلت سألت الله أن يعطف قلبك علي و يرزقني من علمك و أرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته فقال يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يبديه
فإن أردت العلم فاطلب أولا من نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك
قلت‏ يا شريف فقال قل يا أبا عبد الله قلت يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية-
قال ثلاثة أشياء أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله إليه ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله تعالى به- و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا و جملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به و نهاه عنه
فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه و إذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا و إذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى و نهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء و المباهاة مع الناس فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا و إبليس و الخلق و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا و لا يطلب عند الناس عزا و علوا و لا يدع أيامه باطلا فهذا أول درجة المتقين قال الله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين
قلت يا أبا عبد الله أوصني فقال أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عز و جل و الله أسأل أن يوفقك لاستعماله
ثلاثة منها في رياضة النفس و ثلاثة منها في الحلم و ثلاثة منها في العلم- فاحفظها و إياك و التهاون بها قال عنوان ففرغت قلبي له
فقال أما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة و البله و لا تأكل إلا عند الجوع و إذا أكلت فكل حلالا و سم الله و اذكر حديث الرسول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان لا بد فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه
و أما اللواتي في الحلم فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا- فقل إن قلت عشرا لم تسمع واحدة و من شتمك فقل إن كنت صادقا فيما تقول- فالله أسأل أن يغفرها لي و إن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لك- و من وعدك بالجفاء فعده بالنصيحة و الدعاء
و أما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت و إياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و إياك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للناس جسرا قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك و لا تفسد علي وردي فإني امرئ [امرؤ] ضنين بنفسي و السلام‏




منية المريد، ص: 149
و في حديث عنوان البصري الطويل عن الصادق ع‏
ليس العلم بكثرة التعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله أن يهديه فإذا أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم‏ الله يفهمك



وسائل الشيعة، ج‏27، ص: 172
33524- 61- «8» و وجدت بخط الشهيد محمد بن مكي قدس سره حديثا طويلا عن عنوان البصري عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع يقول فيه سل العلماء ما جهلت و إياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و إياك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك عتبة للناس.
__________________________________________________
(8)- لم نعثر على المصدر.




بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 224
17- أقول وجدت بخط شيخنا البهائي قدس الله روحه ما هذا لفظه قال الشيخ شمس الدين محمد بن مكي نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني رحمه الله عن عنوان البصري و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سنة قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين فلما قدم جعفر الصادق ع المدينة اختلفت إليه و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك فقال لي يوما إني رجل مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار فلا تشغلني عن وردي و خذ عن مالك و اختلف‏ إليه كما كنت تختلف إليه فاغتممت من ذلك و خرجت من عنده و قلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه و الأخذ عنه فدخلت مسجد الرسول ص و سلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة و صليت فيها ركعتين و قلت أسألك يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم و رجعت إلى داري مغتما و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري «1» فلما ضاق صدري تنعلت و ترديت و قصدت جعفرا و كان بعد ما صليت العصر فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال ما حاجتك فقلت السلام على الشريف فقال هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم فقال ادخل على بركة الله فدخلت و سلمت عليه فرد السلام و قال اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه و قال أبو من قلت أبو عبد الله قال ثبت الله كنيتك و وفقك يا أبا عبد الله ما مسألتك فقلت في نفسي لو لم يكن لي من زيارته و التسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا ثم رفع رأسه ثم قال ما مسألتك فقلت سألت الله أن يعطف قلبك علي و يرزقني من علمك و أرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته فقال يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يهديه فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك قلت يا شريف فقال قل يا أبا عبد الله قلت يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية قال ثلاثة أشياء أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا و جملة اشتغاله فيما أمره تعالى به و نهاه عنه فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه و إذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا و إذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى و نهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء و المباهاة مع الناس فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان‏ عليه الدنيا و إبليس و الخلق و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا و لا يطلب ما عند الناس عزا و علوا و لا يدع أيامه باطلا فهذا أول درجة التقى قال الله تبارك و تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين قلت يا أبا عبد الله أوصني قال أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى و الله أسأل أن يوفقك لاستعماله ثلاثة منها في رياضة النفس «1» و ثلاثة منها في الحلم و ثلاثة منها في العلم فاحفظها و إياك و التهاون بها قال عنوان ففرغت قلبي له فقال أما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة و البله و لا تأكل إلا عند الجوع و إذا أكلت فكل حلالا و سم الله و اذكر حديث الرسول ص ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان و لا بد فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه و أما اللواتي في الحلم فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل إن قلت عشرا لم تسمع واحدة و من شتمك فقل له إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي و إن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك و من وعدك بالخنا «2» فعده بالنصيحة و الرعاء و أما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت و إياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و إياك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للناس جسرا قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك و لا تفسد علي وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي و السلام على من اتبع الهدى.






عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد، ج‏20-قسم-2-الصادق‏ع، ص: 658
(10) باب موعظته عليه السلام لعنوان البصري‏
(1) مشكاة الأنوار: عن عنوان البصري- و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سنة- قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين؛
فلما حضر جعفر الصادق عليه السلام المدينة اختلفت إليه، و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوما:
إني رجل مطلوب، و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار، فلا تشغلني عن وردي، فخذ عن مالك، و اختلف إليه، كما كنت تختلف إليه؛
فاغتممت من ذلك، و خرجت من عنده، و قلت في نفسي: لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه، و الأخذ عنه، فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم و سلمت عليه، ثم رجعت من الغد إلى الروضة، و صليت فيها ركعتين، و قلت: أسألك يا الله يا الله، أن تعطف علي قلب جعفر، و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم.
و رجعت إلى داري مغتما حزينا، و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما اشرب قلبي من حب جعفر، فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل «1» صبري، فلما ضاق صدري، تنعلت و ترديت، و قصدت جعفرا، و كان بعد ما صليت العصر، فلما حضرت باب داره، استأذنت عليه، فخرج خادم له؛
فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السلام على الشريف. فقال: هو قائم في مصلاه.
فجلست بحذاء بابه، فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم له، فقال: ادخل على بركة الله، فدخلت و سلمت عليه، فرد علي السلام، و قال: اجلس غفر الله لك؛
فجلست، فأطرق مليا، ثم رفع رأسه و قال: أبو من؟ قلت: أبو عبد الله.
قال: ثبت الله كنيتك و وفقك لمرضاته. قلت في نفسي:
لو لم يكن لي من زيارته و التسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيرا.
ثم أطرق مليا، ثم رفع رأسه، فقال: يا أبا عبد الله، ما حاجتك؟
قلت: سألت الله أن يعطف قلبك علي، و يرزقني من علمك، و أرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته. فقال: يا أبا عبد الله، ليس العلم بالتعلم، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أولا من نفسك حقيقة العبودية، و اطلب العلم باستعماله، و استفهم الله يفهمك.
قلت: يا شريف، فقال: قل: يا أبا عبد الله؛
قلت: يا أبا عبد الله، ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء:
أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله إليه ملكا، لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله تعالى، و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، و جملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به و نهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا، هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه؛
و إذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره، هان عليه مصائب الدنيا، و إذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى و نهاه، لا يتفرغ منهما إلى المراء و المباهاة مع الناس،
فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث، هان عليه الدنيا، و إبليس، و الخلق، و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا، و لا يطلب [ما] عند الناس عزا و علوا، و لا يدع أيامه باطلا؛
فهذا أول درجة المتقين قال الله تعالى: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين «1»
قلت: يا أبا عبد الله، أوصني؟
فقال: أوصيك بتسعة أشياء، فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عز و جل،
و الله أسأل أن يوفقك لاستعمالها: ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في الحلم، و ثلاثة منها في العلم، فاحفظها، و إياك و التهاون بها؛
قال عنوان: ففرغت قلبي له، فقال عليه السلام:
أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه، فإنه يورث الحماقة و البله؛
و لا تأكل إلا عند الجوع، و إذا أكلت فكل حلالا، و سم الله، و اذكر حديث الرسول صلى الله عليه و سلم «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه؛
فإن كان لا بد، فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه».
و أما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا؛
فقل: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل: إن كنت صادقا فيما تقول، فالله أسأل أن يغفرها لي، و إن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لك؛
و من وعدك بالجفاء، فعده بالنصيحة و الدعاء.
و أما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، و إياك أن تسألهم تعنتا و تجربة؛
و إياك أن تعمل برأيك شيئا، و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا؛
و اهرب من الفتيا هربك من الأسد، و لا تجعل رقبتك للناس جسرا.
قم عني يا أبا عبد الله، فقد نصحت لك، و لا تفسد علي وردي؛
فإني امرؤ ضنين بنفسي، و السلام [على من اتبع الهدى‏]. «1»
__________________________________________________
(1) عيل صبره: غلب.
(1) 325. و أخرجه في البحار: 1/ 224 ح 17، قال: وجدت بخط شيخنا البهائي قدس الله روحه ما هذا لفظه: قال الشيخ شمس الدين محمد بن مكي: نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني رحمه الله، عن عنوان البصري، و كان شيخا، و ذكر (مثله).






مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج‏11، ص: 290
13054- «14» الشيخ البهائي في الكشكول، (عن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي قال نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني) « (1)» عن عنوان البصري عن أبي عبد الله ع في حديث قال: قلت يا أبا عبد الله أوصني قال أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله و الله أسأل أن يوفقك لاستعماله ثلاثة منها في رياضة النفس و ثلاثة منها في الحلم و ثلاثة منها في العلم فاحفظها و إياك و التهاون بها قال عنوان ففرغت قلبي له إلى أن قال قال ع و أما اللواتي في الحلم فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا (فقل له) « (2)» إن قلت عشرا لم تسمع واحدة و من شتمك فقل إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي و إن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك و من وعدك بالخنا فعده بالنصيحة و الرعاء « (3)» الخبر
__________________________________________________
14- الكشكول ج 2 ص 166.
(1) ورد في المصدر بدل ما بين القوسين: من خط س.
(2) في الطبعة الحجرية: فقلت، و ما أثبتناه من المصدر.
(3) الارعاء و المراعاة: المحافظة و الإبقاء على الشي‏ء، و الرفق به و الرحمة له، و تخفيف الأثقال عنه. (لسان العرب ج 14 ص 329). و في المصدر: و الدعاء.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج‏16، ص: 210
19620- «5» ولده الفاضل في مشكاة الأنوار، عن عنوان البصري عن جعفر بن محمد ع في حديث طويل: قال في ما أوصى إليه في رياضة النفس و اذكر حديث الرسول ص ما ملأ الآدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان و لا بد فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه‏



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج‏17، ص: 322
21474- «3» سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار، عن عنوان البصري عن أبي عبد الله ع أنه قال في حديث: و أما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت و إياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و إياك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للناس جسرا الخبر




مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏1، ص: 328
و أغلب أخبار المشكاة منقولة من كتب المحاسن، و كان عنده تمامها، أو أغلبها، و يعرف اعتباره من اعتباره، و في أواخره حديث عنوان البصري المعروف، عن الصادق عليه السلام «4»، الذي نقله في البحار «5» عن خط الشيخ البهائي، منقولا عن خط الشهيد الأول، و غفل عن نقله عنه.




مكاتيب الأئمة عليهم السلام، ج‏4، ص: 230
77 وصيته عليه السلام لعنوان البصري في أن العلم لا يأتي إلا بعد العبودية
عنوان «4» البصري «5»- و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سنة- قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلما حضر جعفر الصادق عليه السلام المدينة اختلفت إليه و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت من مالك، فقال لي يوما:
إني رجل مطلوب ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل والنهار فلا تشغلني عن وردي، فخذ عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف إليه.
فاغتممت من ذلك و خرجت من عنده، و قلت في نفسي: لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه و الأخذ عنه، فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه و آله و سلمت عليه، ثم رجعت من القبر إلى الروضة و صليت فيها ركعتين، و قلت: أسألك يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر، و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم.
__________________________________________________
(4). و في نسخة: «عفان» بدل «عنوان».
(5). لم نجد للرجل ترجمة في المصادر الرجالية بهذا العنوان.



مكاتيب الأئمة عليهم السلام، ج‏4، ص: 231
و رجعت إلى داري مغتما حزينا و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما اشرب قلبي من حب جعفر، فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري، فلما ضاق صدري تنعلت و ترديت و قصدت جعفرا- و كان بعد ما صليت العصر- فلما حضرت باب داره استأذنت عليه، فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟
فقلت: السلام «1» على الشريف.
فقال: هو قائم في مصلاه، فجلست بحذاء بابه، فما لبثت إلا يسيرا، إذ خرج خادم له قال: ادخل على بركة الله، فدخلت و سلمت عليه، فرد علي السلام.
و قال:
اجلس غفر الله لك.
فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه و قال:
أبو من؟
قلت: أبو عبد الله. قال:
ثبت الله كنيتك ووفقك لمرضاته، يا أبا عبد الله ما مسألتك؟.
قلت في نفسي: لو لم يكن لي من زيارته و التسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيرا. ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال:
يا أبا عبد الله، ما حاجتك؟
قلت: سألت الله أن يعطف قلبك علي و يرزقني من علمك، و أرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته. فقال:
يا أبا عبد الله، ليس العلم بالتعلم، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أولا من نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله يفهمك.
قلت: يا شريف. فقال:
قل: يا أبا عبد الله.
قلت: يا أبا عبد الله، ما حقيقة العبودية؟ قال:
ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله إليه ملكا؛ لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله تعالى‏
__________________________________________________
(1). و في نسخة: «أسلم» بدل «السلام».



مكاتيب الأئمة عليهم السلام، ج‏4، ص: 232
به، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، وجملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرغ منها إلى المراء والمباهاة مع الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا وإبليس والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثرا وتفاخرا، ولا يطلب عند الناس عزا وعلوا، ولا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة المتقين، قال الله تعالى: «تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض ولا فسادا و العاقبة للمتقين» «1».
قلت: يا أبا عبد الله أوصني. فقال:
أوصيك بتسعة أشياء، فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عز و جل، والله أسأل أن يوفقك لاستعماله:
ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإياك والتهاون بها.
قال عنوان «2»: ففرغت قلبي له. فقال:
أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن تأكل ما لاتشتهيه، فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلاعند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالا وسم الله، واذكر حديث الرسول صلى الله عليه و آله: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، فإن كان لابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.
أما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا، فقل: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، ومن شتمك فقل: إن كنت صادقا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لي، وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لك، ومن وعدك بالجفاء فعده بالنصيحة والدعاء «3».
__________________________________________________
(1). القصص: 83.
(2). و في نسخة: «عفان» بدل «عنوان».
(3). في بحار الأنوار: «الرعاء» بدل «الدعاء».



مكاتيب الأئمة عليهم السلام، ج‏4، ص: 233
وأما اللواتي في العلم: فأسأل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة، وإياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا، قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك، ولا تفسد علي وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي، والسلام. «1»
__________________________________________________
(1). مشكاة الأنوار: ص 562 ح 1901، بحار الأنوار: ج 1 ص 224 ح 17.





منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج‏19، ص: 339
و أما الثانية فقد نقلها العلامة الشيخ البهائي قدس سره في أول المجلد الثالث من كتابه القيم النفيس المسمى بالكشكول (ص 245 من طبع نجم الدولة) حيث قال: من خط س «1» عن عنوان البصري و كان شيخا قد أتى عليه أربع و تسعون سنة، قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين فلما قدم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام اختلفت إليه و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال يوما لي: إني رجل مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار فلا تشغلني عن وردي و خذ عن مالك، و اختلف إليه كما كنت تختلف.
فاغتممت من ذلك، و خرجت من عنده، و قلت في نفسي: لو تفرس لي خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه و الأخذ عنه، فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه و آله و سلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة، و صليت فيها ركعتين و قلت: أسألك يا الله يا الله، أن تعطف على قلب جعفر و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم، و رجعت إلى داري مغتما و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما اشرب في قلبي من حب جعفر عليه السلام فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري، فلما ضاق صدرى تنعلت و ترديت و قصدت جعفرا عليه السلام و كان بعد ما صليت العصر، فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السلام على الشريف، فقال: هو قائم في مصلاه، فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذا خرج خادم فقال: ادخل على بركة الله.
فدخلت و سلمت عليه فرد على السلام، و قال: اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا، ثم رفع رأسه فقال: أبو من؟ قلت: أبو عبد الله، قال: ثبت الله‏
__________________________________________________
(1) هكذا فى ذلك الطبع بالسين المهملة فى الاول و الاخر، و فى طبع قم بالشين المعجمة و قال صديقنا الفاضل محمد صادق النصيرى زاده الله تعالى نصرا فى تعاليقه على الكشكول، كلمة شين المعجمة اشارة الى مجموعة الشهيد الثاني- ره-، منه.



منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج‏19، ص: 340
كنيتك و وفقك يا أبا عبد الله ما مسئلتك؟ فقلت في نفسي: لو لم يكن لي في زيارته و التسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيرا.
ثم رفع رأسه فقال: ما مسئلتك؟ قلت: سألت الله أن يعطف على قلبك و يرزقني من علمك و أرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته.
فقال: يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم و إنما هو نور يقع على قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله، و استفهم الله يفهمك.
قلت: يا شريف، قال: يا أبا عبد الله، قلت: يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية؟
قال: ثلاثة أشياء أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به، و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا و جعل اشتغاله فيما أمره الله تعالى به و نهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه و إذا فوض العبد تدبير نفسه إلى مدبره هان عليه مصائب الدنيا، و إذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى و نهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء و المباهاة مع الناس، و إذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا و إبليس و الخلق، و لا يطلب الدنيا تكاثرا أو تفاخرا و لا يطلب ما عند الناس عزا و علوا و لا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة التقى، قال الله تعالى: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين».
قلت: يا أبا عبد الله أوصني، فقال: اوصيك بتسعة أشياء فانها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى، و الله أسأل أن يوفقك لاستعماله:
ثلاثة منها في رياضة النفس، و ثلاثة منها في الحلم، و ثلاثة منها في العلم فاحفظها، و إياك و التهاون بها، قال عنوان: ففرغت قلبي له.
قال: أما اللواتي في الرياضة: فاياك أن تأكل ما لا تشتهيه فانه يورث الحماقة و البله، و لا تأكل إلا عند الجوع، و إذا أكلت فكل حلالا، و سم الله‏



منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج‏19، ص: 341
و ذكر حديث الرسول صلى الله عليه و آله: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان و لا بد فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه.
فأما اللواتي في الحلم: فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل له إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، و من شتمك فقل إن كنت صادقا فيما تقول فأسئل الله أن يغفر لي، و إن كنت كاذبا فيما تقول فأسئل الله أن يغفر لك، و من وعدك بالخنى فعده بالنصيحة و الدعاء.
و أما اللواتي في العلم: فاسئل العلماء ما جهلت، و إياك أن تسئلهم تعنتا و تجربة، و إياك أن تعمل برأيك شيئا، و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا، و اهرب من الفتيا هربك من الأسد، و لا تجعل رقبتك في الناس جسرا قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك و لا تفسد على وردى فإني امرؤ ضنين بنفسي و السلام على من اتبع الهدى، منقول كله من خط س. انتهى ما أتى به الشيخ- ره- في الكشكول.
قلت: تأمل يا باغى السداد و طالب الرشاد و سالك الطريق إلى رب العباد في هذه الصحيفة المكرمة التي كتبت بقلم الولاية و انتقشت بما كله نور و هداية.
و اخاطب نفسي الخاطئة فأقول لها: أيتها الهالكة ما غرك بربك الكريم تعمل عنده الأعمال الفاضحة، قومى و سافرى إلى من خلقك فسواك فعدلك في أى صورة ما شاء ركبك، ألا ترى أن ما سواه معتكف ببابه و مالك لا تطير إلى جنابه، صرفت العمر في قيل و قال، و ضيعته في الجواب و السئوال، قومى فاغتنمى الفرصة، و اخلصى من الغصة، إياك و التسويف فإنه مبير الوضيع و الشريف، عليك بالحضور عند ربك الغفور فإن الحضور يورث النور بل النور على النور و الله نور السموات و الأرض و جمالهما جل جلاله و عم نواله، أما قرأت الكتاب الحكيم القرآن العظيم يقول قائله عز اسمه و له الأسماء الحسنى: من جاهد فينا لنهدينهم سبلنا، ألا رأيت كلام إمامك كشاف الحقائق أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق: ليس العلم بالتعلم و إنما هو نور يقع على قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يهديه.



الكشكول (2/ 3)
من خط س عن عنوان البصري وكان شيخا فد أتى عليه أربع وتسعون سنة قال:
كنت أختلف إلى مالك بن أنس، فلما قدم جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام اختلفت إليه وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوما، إني رجل مطلوب، ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة في آناء الليل وأطراف النهار، فلا تشغلني عن وردي، وخذ عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف، فاغتممت من ذلك وخرجت من عنده وقلت في نفسي: لو تفرس في خيرا ما زجرني عن الاختلاف إليه والأخذ عنه، فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وسلمت عليه، ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها ركعتين وقلت: أسألك يالله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر، وترزقني من عليه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم، ورجعت إلى داري مغتما، ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر، فما خرجت من داري إلا للصلاة المكتوبة، حتى عيل صبري فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصدت جعفراً رضي الله عنه وكان بعد ما صليت العصر فلما حضرت باب داره استأذنت عليه، فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السلام على الشريف، فقال: هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه، فما لبثت إلا يسيراً إذا خرج خادم فقال: ادخل على بركة الله فدخلت وسلمت عليه، فرد علي السلام وقال: إجلس غفر الله لك فجلست فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال: أبو من؟ قلت: أبو عبد الله، قال: ثبت الله كنيتك وفقك يا أبا عبد الله ما مسألتك؟ فقلت في نفسي: لو لم يكن في زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيراً، ثم رفع رأسه فقال: ما مسألتك؟ قلت: سألت الله أن يعطف علي قلبك ويرزقني من علمك وأرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته.
فقال: يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم وإنما هو نور يقع على قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أولاً في نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله يفهمك.
قلت: يا شريف: قال: قل: يا أبا عبد الله، قلت: يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكاً، لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يورن المال مال الله يضعونه حيث أمر الله به، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيراً، وجعل اشتغاله فيما أمر الله تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله ملكاً هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوض العبد تدبير نفسه إلى مدبره هان عليه مصايب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس وإذ أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا، وإبليس، والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثراً أو تفاخراً ولا يطلب ما عند الناس عزاً وعلواً ولا يدع أيامه باطلاً فهذا أول درجة التقى.
قال الله تعالى: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين "
قلت يا أبا عبد الله أوصني فقال: أوصيك بتسعة أشياء: فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى والله أسأل أن يوفقك لاستعماله، ثلاثة، منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإياك والتهاون بها.
قال عنوان: ففرغت قلبي له قال: أما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالاً، وسم الله، وذكر حديث الرسول: ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، فإن كان ولابد، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه.
فأما اللواتي في الحلم، فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشراً، فقل له: إن قلت عشراً لم تسمع واحدة. ومن شتمك فقل: إن كنت صادقاً فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي وإن كنت كاذباً فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لك، ومن وعدك بالخنا فعده بالنصيحة والدعاء.
وأما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتاً وتجربة وإياك أن تعمل برأيك شيئاً وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلاً، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ولا تجعل رقبتك في الناس جسراً: قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي، والسلام على من اتبع الهدى منقولة كله من خط س.



الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي (ص: 149)
ومن رضا الإمام عن التلميذ كان " الصادق " يشير بإتيان حلقة مالك. روى عنوان البصري أنه كان يختلف إلى الإمام جعفر يتعلم عليه فغاب الإمام عن المدينة فاختلف إلى مالك سنتين ثم عاد الصادق فعاد عنوان إلى مجلسه. فنصحه أن يجلس إلى مالك. ولقد يدخل الإمام المسجد - فيقدم إليه تلميذ من تلاميذه ابن أبى ليلى (1) (148) قاضى الكوفة. فيقول الإمام: أنت ابن أبى ليلى القاضى ؟ ويجيب: نعم. فينبهه الإمام على جلال خطر القضاء بقوله:



فرائد الأصول (2/ 75)
ومنها: ما عن خط الشهيد - في حديث طويل - عن عنوان البصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول فيه: " سل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة، وإياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ الاحتياط في جميع امورك ما تجد إليه سبيلا، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك عتبة للناس " (2).



المحكم في أصول الفقه - السيد محمد سعيد الحكيم (5/ 61)
وأما خبر عنوان البصري فهو - مع ضعف سنده - ظاهر في وجوب الاحتياط في كل شئ، ولا ريب في عدم كون القضية المذكورة شرعية تعبدية إلزامية، فلابد من حملها على الارشاد إلى لزوم الضبط والاتقان في مقام تحصيل الواقع الذي يهتم بتحصيله وعدم التفريط فيه، وهو متفرع على فرض الاهتمام بالواقع، ولا ينهض بإثبات اهتمام الشارع بالاحكام الواقعية غير الواصلة بنحو يقتضي لزوم الاحتياط فيها مع عدم قيام الحجة عليها، بل يحتاج إلى دليل آخر، نظير ما تقدم.




المنهج الرجالي (ص: 207)
بسم الله الرحمن الرحيم
يا حجةَ الإسلام ، دامت بركاتكم :اكشفوا لنا المشكلاتِ الواقعة في الأحاديث التالية :
السؤالُ الاوّل :
روى شيخ الطائفة محمّد بن الحسن، عن أحمد بن علّوَيْه، عن المُفيد، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن جعفر بن قُولَوَيْه، عن محمّد بن يعقوب الكُلَيْنيّ،
عن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علاء بن رَزِين، عن عاصم بن عبد الحميد ،عن يونس بن عبد الرحمن :
عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : < العلمُ ليس بكثرة التعلُّم، بل هو نور يقذفه الرحمنُ في قلب مَنْ يشاء >(42)
من الواضح أنّ العلمَ إنّما يحصل بالتعلُّم والدرس، وليس أمراً يُوهَب، مع أنّ العلم الموجود لدى العالم غير العامل، كيف يكون نوراً، قد وُهِبَ من اللّه تعالى ?
فما هو المقصود من هذا الحديث ?
الجواب :
إنّ الإجابة على هذا الحديث، وسائر الأحاديث الواردة في الأسئلة هو: أنّ أسانيدها كلّها معلولة، وتحتوي على اختلاف كثير، ولا يكون معرفة اختلافاتها
الهامش
(42) أرسله بهذا اللفظ الشهيد في منية المريد (ص 167) إلاّ أَنَّ فيه <وإنّما هو> وفي آخره < في قلب
من يريدُ اللّه أنْ يهديه>
================================= ص256
بحاجةٍ إلى الإيضاح، لمن يعرف أمرَ طبقات الرواة، ويعلم أنّ كلّ طبقةٍ لابُدّ أن ترويَ عمّا فوقها، ولا تروي عن الطبقة النازلة عنها، ولا الطبقة البعيدة عنها بطبقتين .
ولذا فإنّي أذكرُ وجهَ الخَلَل في الأسانيد المذكورة، في بداية الإجابة عنها، ثمّ أُجيب على المشكلات التي طرحتموها حول المتون .
أمّا هذا الحديث الأوّل، ففي سنده :
أوّلاً: أنّ شيخ الطائفة محمّد بن الحسن بن علي الطوسيّ، هو تلميذ <المُفيد> ويروي عنه بلا واسطة أحدٍ، وكذلك المفيد مع <جعفر بن محمّد بن قولويه>. فتوسّط <احمد بن علّويه> بين الشيخ الطوسيّ وبين المفيد , وكذلك توسّط< محمد بن خالد > بين المفيد وابن قولويه، خطأ.
وثانياً: أنّ >أحمد بن علّويه> من الطبقة الثامنة، فتوسّطه بين شيخ الطائفة الذي هومن الطبقة الثانية عشرة، والمفيد الذي هو من الطبقة الحادية عشرة، ليس صحيحاً .
وكذلك < محمد بن خالد > الذي هو من كبار الطبقة السابعة، فتوسّطه بين المفيد،وابن قولويه الذي هو من الطبقة العاشرة، لا وجهَ له .
وثالثاً: أنّ ابن قُولويه هو: جعفر بن محمّد، لا < محمّد بن جعفر>.
ورابعاً: انّ < إبراهيم بن هاشم > هو من الطبقة السابعة، و<العلاء بن رَزِيْن> من الطبقة الخامسة، فرواية <إبراهيم> عن < العلاء > لا تصحّ، إلاّ على نحو الإرسال .
وخامساً: <عاصم بن عبد الحميد> وَهْم، وإنّما هو: عاصم بن حُمَيْد .
وسادساً: أنّ < عاصماً > من الطبقة الخامسة، و < يونس بن عبد الرحمن > من الطبقة فرواية (عاصم ) عن (يونس)
وَهْمٌ.
وسابعاً: أنّ (يونس) لم يروِ الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام إلا على وجه الإرسال , نعم، لقد رأى الإمام عليه السلام في أوائل أمره، مرّةً بين الصفا و المروة ، ولكنّه لم يأخذ الحديثَ منه عليه السلام (43)
وثامناً: أنّ < محمد بن يعقوب الكُلَيْنيّ > من الطبقة التاسعة، و <إبراهيم بن هاشم> من الطبقة السابعة، ولا يروي الكُلَيْنيّ عنه إلاّ بتوسّط ابنه عليّ .
الهامش
(43) رجال النجاشي (ص 446) رقم(1208)
=====================ص257
وتاسعاً: أنّ والد إبراهيم وهو (هاشم) لم يكن من رواة الحديث .
وكأنَّ السائل قصد ذكر < علي بن إبراهيم بن هاشم > فيكون قد سقط اسم <علي> من القلم سهواً .
وأمّا متن الحديث :
فإنّ المجلسيّ رحمه اللّه قد حكى عن خطّ الشيخ البهائيّ رحمه اللّه، انّه نقله عن خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّي رحمه اللّه، انّه روى مرسلاً: إنّ عُنْوانَ البصريّ وهو العاميّ المتنسّك الذي كان من تلامذة مالك بن أنس، حضرَ عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السلام ، وكان ممّا قال الإمامُ له تلك العبارة، باختلاف يسير، ونصّها: ليس العلمُ بالتعلُّم، إنّما هو نورٌ يقعُ في قلب مَنْ يُريد اللّهُ أنْ يهديهُ (44).
وفي (الإثنا عشرية) للمكّي، هكذا: .... إنّما هو نورٌ يضعه اللّه في قلب مَنْ يريد أنْ يهديه (45 .)
وكيف كان، فليس من البعيد أن يكون المراد: أنّ انكشاف حقائق الأشياء، وتمام
الملاك له، ليس هو كثرةُ التعلم، حتّى يدور مداره وجوداً وعدماً، بل ذلك منوط
بإفاضة اللّه تعالى نوراً هو ملاكُ انكشاف الحقائق، فيتنوّر القلبُ بذلك النور، سواء كان هناك كثرةُ التعلم ام لم يكن ?




شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل (ص: 2)
مكالمته مع عنوان البصري وموعظته له
رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم : صفحه 366

فمنهم الفاضل المعاصر محمد عبد الله الخطيب في " مفاهيم تربوية " ( ج 2 ص 183
ط 2 دار النار الحديثة ، مصر ) قال :
ذهب الإمام جعفر إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما إن سمع الناس
بمجيئه حتى هرعوا إليه ابتغاء التعلم والاقتداء . وكان فيمن ذهب إليه رجل مسن اسمه
عنوان ، من أولئك الرجال الذين يحيون لطلب المعرفة ومرضاة الله جل شأنه ، وكان
شيخا قد بلغ الرابعة والتسعين من عمره .
فنسمع إلى عنوان يقص علينا نبأه مع جعفر الصادق ، قال : كنت أختلف إلى مالك
ابن أنس سنين .
فلما قدم جعفر بن محمد الصادق ، رضي الله عنهما ، اختلفت إليه وأحببت أن آخذ....






أرشيف منتدى الألوكة - 1 (ص: 0)
حديث عنوان البصرى

ـ[خالد المرسى]•---------------------------------•[04 - Nov-2008, صباحاً 09:27]ـ
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 1 ص 224:

17 - أقول: وجدت بخط شيخنا البهائي قدس الله روحه ما هذا لفظه: قال الشيخ شمس الدين محمد بن مكي: نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني رحمه الله، عن عنوان البصري - وكان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع وتسعون سنة - قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلما قدم جعفر الصادق (عليه السلام) المدينة اختلفت إليه، وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوما: إني رجل مطلوب ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل والنهار، فلا تشغلني عن وردي، وخذ عن مالك، واختلف إليه كما كنت تختلف إليه، فاغتممت من ذلك، وخرجت من عنده وقلت في نفسي: لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه والاخذ عنه، فدخلت مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلمت عليه، ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها ركعتين، وقلت: اسألك يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم، ورجعت إلى داري مغتما ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر، فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري، فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصدت جعفرا وكان بعد ما صليت العصر، فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السلام على الشريف. فقال: هو قائم في مصلاه. فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم فقال: ادخل على بركة الله. فدخلت وسلمت عليه، فرد السلام وقال: اجلس غفر الله لك، فجلست فأطرق مليا، ثم رفع رأسه، وقال: أبو من؟ قلت أبو عبد الله، قال: ثبت الله كنيتك و وفقك، يا أبا عبد الله ما مسألتك؟ فقلت في نفسي: لو لم يكن لي من زيارته والتسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا، ثم رفع رأسه، ثم قال: ما مسألتك؟ فقلت: سألت الله أن يعطف قلبك علي ويرزقني من علمك، وأرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته، فقال: يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله يفهمك.
قلت: يا شريف. فقال: قل يا أبا عبد الله.
قلت: يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا، لان العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، وجملة اشتغاله فيما أمره تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الانفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا، وإبليس، والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثرا وتفاخرا، ولا يطلب ما عند الناس عزا وعلوا، ولا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة التقى، قال الله تبارك وتعالى: تلك الدار الآخرة نجعله للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين.
قلت: يا أبا عبد الله أوصني، قال: أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى، والله أسأل أن يوفقك لاستعماله، ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإياك والتهاون بها.

قال عنوان: ففرغت قلبي له. فقال: أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالا وسم الله، واذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وآله): ما ملا آدمي وعاءا شرا من بطنه فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. وأما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، ومن شتمك فقل له: إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي، وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك، ومن وعدك بالخنى فعده بالنصيحة والرعاء. وأما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتا و تجربة وإياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا، و اهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا. قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي وردي، فإني امرئ ضنين بنفسي، والسلام على من اتبع الهدى.

ـ[خالد المرسى]•---------------------------------•[04 - Nov-2008, صباحاً 09:31]ـ
لو يعلم احدكم معلومات عن هذا الحديث فليكتبها
أنا رأيت كتاب من سلسلة معالى الغزالى اسمه) قلت لنفسى * حمع الدكتور متولى محمد متولى
جمع خواطر الشيخ الغزالى فى هذا الحديث ولا ادرى هل الكتاب كله عن ذا الحديث فقط ام ثم خواطر اخرى



أرشيف منتدى الألوكة - 4 (ص: 0)
كتاب قلت لنفسى (من سلسلة معالى الغزالى)

ـ[خالد المرسى]•---------------------------------•[29 - Nov-2008, مساء 11:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الكرام أما بعد
رأيت كتاب من سلسلة معالى الغزالى اسمه (قلت لنفسى) حمع الدكتور متولى محمد متولى (200) صفحة طبعة دار غراس ويقول جامعه بأن له جزء ثان عبارة عن خواطر وتأملات الشيخ محمد الغزالى أقول ان لم أكن واهما ان ما قرأته الى الان وهو نصف الكتاب تسبب بفضل الله ابتدائى لمرحلة جديدة على طريق الايمان
واليكم فهرس الكتاب
مقدمة
وصية جعقر الصادق لأحد مريديه
الغزو الثقافى الحاقد على الاسلام
الله أكبر
وماقدروا الله حق قدره
حقيقة وشريعة
الايمان الضرير
قدرة الاسلام وعجز الأمة
أمجاد الألوهية
أين يذهب بنا الخلاف؟!
مسارنا الفكرى يحتاج الى مراجعة
فى علم الكلام
توضيح الصورة ومنع الغش
شرود عن الصواب
محنة عبادة الذات
مكتبة الاسكندرية والغزو الثقافى
شعاع م عظمة الله
ليس الذى يبنى كمن شأنه الهدم
الخلاف الفقهى ليس معصية
أغلفة تغطى الحقيقة العظمى
عقل يجب تغييره
دعوات تائهة فى أمة مهددة بالضياع

أما لهذا الحقد من حد
ماذا تفعل نساؤنا؟
مصدر الاعتقاد الحق
ذكريات من الريف
رقيق الأرض كيف يموت؟
على أعتاب الشهداء
منطق الحقد
الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا
شغل رجال لاحفظ أطفال؟
رأس السنة ومستنقعات الشهوة
دروس لزعمائنا
وعظ فى الهواء وقرءان للبيع
النظر المؤمن
لماذ؟ لهذا!!
العلم بوابة الايمان
الشهود الالهى
أين نحن فى ملك الله؟
الميزان الضلبطللعبادة
الاحساس بالحقيقة
من أستار القدرة


أرشيف منتدى الألوكة - 2 (ص: 0)
02 كتاب قلت لنفسى) ضمن سلسلة معالى الغزالى وهو عبارة عن خواطر وتأملات الشيخ العلامة محمد الغزالى طبعة دارغراس جمع الدكتور متولى محمد متولى كل الكتاب يحوم حول عظمة الله ووحدانيته وبالأخص الخاطرة المعنونة ب (لماذ ... ؟ لهذا ... !!) والخاطرة المعنونة ب (العلم بوابة الايمان) كلها مناقشة للملحدين تقع فى عشر صفحات