بسم الله الرحمن الرحیم

شناسنامه حدیث-حدیث یونس بن ظبیان-عرف الاطباق السبعة

فهرست مباحث حدیث
فهرست شناسنامه حدیث
شناسنامه حدیث-حدیث یونس بن ظبیان-عرف الاطباق السبعة





نام كتاب: فضائل أمير المؤمنين عليه السلام‏
نويسنده: ابن عقده كوفى، احمد بن محمد
تاريخ وفات مؤلف: 332 ق‏
محقق / مصحح: حرز الدين، عبد الرزاق محمد حسين‏

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ص: 164
161- ابن عقدة، قال: حدثني الحميري، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن الحسين، عن ابن أخت شعيب العقرقوفي‏
عن خاله شعيب، قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل إليه يونس بن ضبيان، فقال: يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك و أصحابه فسمعت بعضهم يقول: إن الله له وجه كالوجوه، و بعضهم يقول: له يدان، و احتجوا بذلك قول الله تعالى:
بيدي أستكبرت «3» و بعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن رسول الله؟
قال: فكان متكئا فاستوى جالسا، و قال: اللهم عفوك عفوك. ثم قال: يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، و من زعم أن لله جوارحا كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه، و قوله: خلقت بيدي أستكبرت «1» فاليد القدرة كقوله: و أيدكم بنصره «2»، فمن زعم أن الله في شي‏ء أو على شي‏ء أو تحول من شي‏ء إلى شي‏ء أو يخلو منه شي‏ء أو يشغل به شي‏ء فقد وصفه بصفة المخلوقين، و الله خالق كل شي‏ء لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان، قريب في بعده بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله و أحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين، و من أحبه بغير هذه الصفة فالله منه بري‏ء و نحن منه براء.
ثم قال عليه السلام: إن اولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به و أسرع إليه اللطف، فإذا نزل منزلا صار من أهل الفوائد، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة، فإذا عمل به ما في القدرة عرف الأطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل منزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه و ورث الحكمة بغير ما ورثه، الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت، و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب، و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع، و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذا لم يرع حق الله و لم يعمل‏ بما أمر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته فلم يحبه حق محبته، فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فإنهم حمر مستنفرة.
ثم قال: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز و جل: فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون* «1»، فانا ورثنا و اوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب.
فقلت: يا ابن رسول الله و كل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السلام؟ فقال: ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر.
قلت: سمهم لي يا ابن رسول الله؟ فقال: أولهم علي بن أبي طالب، و بعده الحسن و الحسين، و بعده علي بن الحسين، و محمد بن علي، ثم أنا، و بعدي موسى ولدي، و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي محمد، و بعد محمد علي، و بعد علي الحسن، و بعد الحسن الحجة، اصطفانا الله و طهرنا و أوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين.
ثم قلت: يا ابن رسول الله، إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالأمس فسألك عما سألك فأجبته بخلاف هذا. فقال: يا يونس كل امرئ و ما يحتمله و لكل وقت حديثه، و إنك لأهل لما سألت فاكتمه إلا عن أهله. و السلام «2».
__________________________________________________
(2). كفاية الأثر: 255، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثني أبو العباس بن عقدة ....




كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر، ص: 255
باب ما جاء عن جعفر بن محمد ع مما يوافق هذه الأخبار و نصه على ابنه موسى ع‏
حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال حدثني محمد بن همام قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني عمر بن علي العبدي الرقي عن داود بن كثير عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق ع فقلت يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك و أصحابه فسمعت بعضهم يقول إن الله له [لله‏] وجها كالوجوه و بعضهم يقول له يدان‏ و احتجوا بذلك قول الله تعالى بيدي أستكبرت و بعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة فما عندك في هذا يا ابن رسول الله قال فكان متكئا فاستوى جالسا و قال اللهم عفوك عفوك ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك و من زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين فوجه الله أنبياؤه و قوله خلقت بيدي أستكبرت فاليد القدرة كقوله و أيدكم بنصره فمن زعم أن الله في شي‏ء أو على شي‏ء أو تحول من شي‏ء إلى شي‏ء أو يخلو منه شي‏ء أو يشغل به شي‏ء فقد وصفه بصفة المخلوقين و الله خالق كل شي‏ء لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا إله غيره فمن أراد الله و أحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين و من أحبه بغير هذه الصفة فالله منه بري‏ء و نحن منه برآء ثم قال ع إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به و أسرع إليه اللطف فإذا نزل منزلا صار من أهل الفوائد فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل به ما في القدرة عرف الأطباق السبعة فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه فإذا فعل ذلك نزل منزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب و إن الصديقين ورثوا الصدق‏ بالخشوع و طول العبادة فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذا لم يرع حق الله و لم يعمل بما أمر به فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته فلم يحبه حق محبته فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فإنهم حمر مستنفرة ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت فإنا ورثنا و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب فقلت يا ابن رسول الله و كل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي و فاطمة ع فقال ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر قلت سمهم لي يا ابن رسول الله فقال أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعده علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا و بعدي موسى ولدي و بعد موسى علي ابنه و بعد علي محمد و بعد محمد علي و بعد علي الحسن و بعد الحسن‏ الحجة اصطفانا الله و طهرنا و أوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين ثم قلت يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالأمس فسألك عما سألك فأجبته بخلاف هذا فقال يا يونس كل امرئ و ما يحتمله و لكل وقت حديثه و إنك لأهل لما سألت فاكتمه إلا عن أهله و السلام قال أبو محمد و حدثني أبو العباس بن عقدة قال حدثني الحميري قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن أحمد عن الحسين عن ابن أخت شعيب العقرقوفي عن خاله شعيب قال: كنت عند الصادق ع إذ دخل إليه يونس فسأله و ذكر الحديث إلا أنه يقول‏ في حديث شعيب عند قوله ليونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز و جل فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.







مختصر البصائر، ص: 327
[354/ 43] و من كتاب ابن البطريق «4»: روى علي بن الحسين «5»، قال: حدثنا هارون بن موسى، قال: حدثني محمد بن همام «6»، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير الرقي، عن يونس بن ظبيان، قال:

__________________________________________________
(4) و هو أبو الحسين الشيخ شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلي، من أفاضل علماء الامامية في زمانه، و من مصنفاته: العمدة و المناقب و الخصائص و تصفح الصحيحين في تحليل المتعتين، و اتفاق صحاح الأثر، و الرد على أهل النظر، و نهج العلوم، و عيون الأخبار، و رجال الشيعة. مات رحمه الله سنة ستمائة للهجرة. انظر الثقات العيون في سادس القرون: 337، و الكنى و الألقاب: 217.
(5) في نسخة «س و ض و ق»: علي بن الحسن.
(6) في نسخة «س و ض و ق»: محمد بن هشام.



مختصر البصائر، ص: 328
دخلت على الصادق جعفر بن محمد ع، فقلت: يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك «1» و عنده جماعة يتكلمون في الله، فسمعت بعضهم يقول: إن لله تبارك و تعالى وجها كالوجوه، و بعضهم يقول: له يدان، و احتجوا بقول الله سبحانه و تعالى بيدي أستكبرت أم كنت من العالين «2» و بعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن رسول الله؟.
قال: و كان متكئا فاستوى جالسا و قال: «اللهم عفوك عفوك».
ثم قال: «يا يونس من زعم أن له وجها كالوجوه فقد أشرك، و من زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته، و لا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، وجه الله أنبياؤه و أولياؤه.
و قوله تعالى خلقت بيدي «3» فاليد القدرة، و قوله تعالى هو الذي أيدك بنصره «4» فمن زعم أن الله في شي‏ء، أو على شي‏ء، أو يخلو منه شي‏ء، أو يشغل به شي‏ء، فقد وصفه بصفة المخلوقين، و الله خالق كل شي‏ء*، لا يقاس بالقياس، و لا يشبه بالناس، و لا يخلو منه مكان، و لا يشغل به مكان، قريب في بعده، بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله و أحبه و وصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين، و من وصفه بغير هذه الصفة فالله بري‏ء منه و نحن براء منه».
ثم قال ع: «إنما أولوا الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب‏
__________________________________________________
(1) الظاهر هو مالك بن أنس أحمد أئمة المذاهب الأربعة.
(2) سورة ص 38: 75.
(3) سورة ص 38: 75.
(4) الانفال 8: 62.



مختصر البصائر، ص: 329
الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء و أسرع إليه اللطف، فإذا نزل منزلة اللطف صار في أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة، فإذا عمل بها في القدرة عرف الأطباق السبعة، فإذا بلغ إلى هذه المنزلة صار يتقلب فكره بلطف و حكمة و بيان، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى، فعاين ربه في قلبه، و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء، و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء، و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون، إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت، و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب، و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة.
فمن أخذ بهذه الصفة إما أن يسفل أو يرفع، و أكثرهم يسفل و لا يرفع، إذ لم يرع حق الله، و لم يعمل بما أمر به، فهذه منزلة من لم يعرفه حق معرفته، و لم يحبه حق محبته، فلا تغرنك صلاتهم، و صيامهم، و رواياتهم، و كلامهم، و علومهم، فإنهم حمر مستنفرة» «1».
ثم قال: «يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه، و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب».
فقلت: يا ابن رسول الله فكل من كان من أهل البيت ورث ما ورث ولد علي و فاطمة عليهما السلام؟ فقال: «ما ورثه إلا الأئمة الاثني [الاثنا] عشر سلام الله عليهم» قلت: سمهم لي يا ابن رسول الله.
قال: «أولهم علي بن أبي طالب، و بعده الحسن و الحسين، و بعده علي بن الحسين، و بعده محمد بن علي، و بعده أنا، و بعدي موسى ولدي، و بعد موسى علي ابنه،
__________________________________________________
(1) حمر مستنفرة: أي عير مذعورة نافرة. انظر الصحاح 2: 636- حمر و 833- نفر.



مختصر البصائر، ص: 330
و بعد علي محمد، و بعد محمد علي، و بعد علي الحسن، و بعد الحسن الحجة، اصطفانا الله و طهرنا، و أوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين» «1».
__________________________________________________
(1) لم أعثر عليه في كتابي ابن البطريق العمدة و خصائص الوحي المبين، بل وجدته في كفاية الأثر للخزاز: 255، و عنه في البحار 3: 287/ 2- إلى قوله: نحن منه براء، و البحار 36:
403/ 15، كاملا، و بزيادة في ذيله من المصدر: ثم قلت: يابن رسول الله إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالأمس فسألك عما سألتك، فأجبته بخلاف هذا، فقال: يا يونس كل امرئ و ما يحتمله، و لكل وقت حديثه، و إنك لأهل لما سألت، فاكتمه إلا عن أهله و السلام.
و نقله الحر العاملي في الوسائل 28: 346/ 26- إلى قوله: كجوارح المخلوقين فهو كافر، و في الفصول المهمة في اصول الأئمة 1: 244/ 235- إلى قوله: اليد: القوة.





البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 684
9141/ «10»- و عنه، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثني محمد بن همام، قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير الرقي، عن يونس بن ظبيان، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، إني دخلت على مالك و أصحابه، فسمعت بعضهم يقول: إن لله وجها كالوجوه، و بعضهم يقول: له يدان، و احتجوا في ذلك بقوله تعالى: بيدي أستكبرت، و بعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا، يا ابن رسول الله؟! قال: و كان متكئا، فاستوى جالسا، و قال: «اللهم عفوك عفوك». ثم قال: «يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، و من زعم أن لله جوارحا كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته، و لا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه و أولياؤه، و قوله تعالى: خلقت بيدي أستكبرت فاليد القدرة، كقوله تعالى: و أيدكم بنصره «2» فمن زعم أن الله في شي‏ء، أو على شي‏ء، أو تحول من شي‏ء إلى شي‏ء، أو يخلو من شي‏ء، أو يشغل به شي‏ء، فقد وصفه بصفة المخلوقين، و الله خالق كل شي‏ء، لا يقاس بالمقياس «3»، و لا يشبه بالناس، و لا يخلو منه مكان، و لا يشغل به مكان، قريب في بعده، بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله و أحبه بهذه الصفة، فهو من الموحدين، و من أحبه بغير هذه الصفة فالله منه‏
__________________________________________________
(10)- كفاية الأثر: 255.
(1) تأويل الآيات 2: 508/ 11.
(2) الأنفال 8: 26.
(3) في المصدر: بالقياس.



البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 685
بري‏ء، و نحن منه برآء».
ثم قال (عليه السلام): «إن أولى الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به، و أسرع إليه اللطف، فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة، عمل بها في القدرة، فإذا عمل بها في القدرة، عمل في الأطباق «1» السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة، صار يتقلب في لطف و حكمة و بيان، فإذا بلغ هذه المنزلة، جعل شهوته و محبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى، فعاين ربه في قلبه، و ورث الحكمة بغير ما ورثته الحكماء، و ورث العلم بغير ما ورثته العلماء، و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون.
إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت، و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب، و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة، إما أن يسفل، و إما أن يرفع، و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذا لم يرع حق الله، و لم يعمل بما أمر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته، و لم يحبه حق محبته، فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم، فإنهم حمر مستنفرة».
ثم قال: «يا يونس، إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه، و أوتينا شرح «2» الحكمة، و فصل الخطاب».
فقلت: يا ابن رسول الله، و كل من كان من أهل البيت، ورث كما ورثتم من «3» علي و فاطمة (عليهما السلام)؟ فقال:
ما ورثه إلا الأئمة الإثنا عشر».
فقلت: سمهم يا ابن رسول الله؟ فقال: «أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن، و بعده الحسين، و بعده علي ابن الحسين، و بعده محمد بن علي، ثم أنا، و بعدي موسى ولدي، و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي محمد، و بعد محمد علي، و بعد علي الحسن، و بعد الحسن الحجة، اصطفانا الله و طهرنا و آتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين».
ثم قلت: يا ابن رسول الله، إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالأمس، فسألك عما سألتك، فأجبته بخلاف هذا؟! فقال: «يا يونس، كل امرى و ما يحتمله، و لكل وقت حديثه، و إنك لأهل لما سألت، فاكتمه إلا عن أهله، و السلام».
قوله تعالى:
أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين* قال فاخرج منها فإنك رجيم [76- 77]
__________________________________________________
(1) في المصدر: القدرة عرف الأطباق.
(2) في «ج» و المصدر: شرع.
(3) في المصدر زيادة: كان من ولد.




بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 403
15- نص، كفاية الأثر علي بن الحسين عن هارون بن موسى عن محمد بن همام عن الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود بن كثير الرقي عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد ع فقلت يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك و أصحابه و عنده جماعة يتكلمون في الله فسمعت بعضهم يقول إن لله وجها كالوجوه و بعضهم يقول له يدان و احتجوا لذلك بقول الله تبارك و تعالى بيدي أستكبرت «2» و بعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة فما عندك في هذا يا ابن رسول الله قال و كان متكئا فاستوى جالسا و قال اللهم عفوك عفوك ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك و من زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله و لا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين فوجه الله أنبياؤه و أولياؤه و قوله خلقت بيدي أستكبرت فاليد القدرة كقوله تعالى و أيدكم بنصره «3» فمن زعم أن الله في شي‏ء أو على شي‏ء أو يحول من شي‏ء إلى شي‏ء أو يخلو منه شي‏ء أو يشغل به شي‏ء فقد وصفه بصفة المخلوقين و الله خالق كل شي‏ء لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس- لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا إله غيره فمن أراد الله و أحبه و وصفه بهذه الصفة «4» فهو من الموحدين و من أحبه و وصفه بغير هذه الصفة فالله منه بري‏ء و نحن منه برآء ثم قال ع إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب و استضاء به أسرع إليه اللطف فإذا نزل [منزلة] اللطف «5» صار من‏
__________________________________________________
(1) رجال الكشي: 263.
(2) سورة ص: 75.
(3) سورة الأنفال 26.
(4) في المصدر و (د) فمن أراد الله و أحبه بهذه الصفة.
(5) في المصدر: فان حب الله إذا ورثه القلب استضاء به و أسرع إليه اللطف، فإذا نزل اللطف اه.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 404
أهل الفوائد فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة فصار صاحب فطنة «1» فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكره «2» بلطف و حكمة و بيان فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى فعاين «3» ربه في قلبه و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع «4» إذ لم يرع حق الله و لم يعمل بما أمر به فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته و لم يحبه حق محبته فلا يغرنك «5» صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فإنهم حمر مستنفرة ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت فإنا ورثناه «6» و أوتينا شرح الحكمة و فصل الخطاب فقلت يا ابن رسول الله و كل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتهم من كان من ولد علي و فاطمة ع فقال ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر قلت سمهم لي يا ابن رسول الله قال أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعده علي بن الحسين و بعده محمد بن علي الباقر ثم أنا و بعدي موسى ولدي و بعد موسى علي ابنه و بعد علي محمد ابنه «7» و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه‏
__________________________________________________
(1) في المصدر: فاذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة.
(2) كذا في (ك) و (ت) و في غيره من النسخ و كذا المصدر: فى ذكر.
(3) في المصدر: تعاين.
(4) في المصدر: و لم يرفع.
(5) في المصدر: فلا تغرنك.
(6) في المصدر فانا ورثنا.
(7) في المصدر ابنه محمد.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 405
و بعد الحسن الحجة صلوات الله عليهم اصطفانا الله و طهرنا و آتانا «1» ما لم يؤت أحدا من العالمين ثم قلت يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالأمس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا فقال يا يونس كل امرئ و ما يحتمله و لكل وقت حديثه «2» و إنك لأهل لما سألت فاكتمه إلا عن أهله و السلام.
قال أبو محمد و حدثني أبو العباس بن عقدة عن الحميري عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن أحمد عن الحسن بن علي عن ابن أخت شعيب العقرقوفي عن خاله شعيب قال: كنت عند الصادق إذ دخل عليه يونس فسأله و ذكر الحديث إلا أنه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذكر الذي قال الله تعالى- فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون «3».
بيان: قوله فمن أخذه بهذه السيرة و في بعض النسخ فمن أخذه بهذه المسيرة فالضمير راجع إلى الله أو إلى كل واحد من الحكمة و العلم و الصدق و المراد بهذه السيرة أو المسيرة طلب الحكمة بالصمت و العلم بالطلب و الصدق بالعبادة و لا يبعد أن يكون في الأصل فمن أخذ هذه المسيرة و لعل حاصل المعنى أن الإنسان إذا عمل الطاعات مع التفكر و أعمل فكرته في خالقه و فيما خلق له و فيما يجب عليه تحصيله و في السبيل الذي ينبغي له أن يحصل ذلك منه و في الباب الذي يجب أن يأتي الله منه و في العمل الذي يوجب قربه و يورث نجاته فيعمل بعد ذلك خالصا على يقين فذلك يوصله إلى درجة المحبة و يفتح الله عليه به أبواب الحكمة و يفيض على قلبه من ألطافه الخاصة و أما إذا طلب الحكمة بمحض الصمت و العلم بمحض الطلب من غير أن يتفكر فيمن يطلب منه العلم و الصدق بالعبادة من غير أن يتفكر فيما ينجيه منها فمثل هذا قد يتفق له سبيل النجاة
__________________________________________________
(1) كذا في (ك) و في غيره من النسخ و كذا المصدر: و اوتينا.
(2) في المصدر: و لكل وقت جريته.
(3) كفاية الاثر: 34 و 35. و الآية في سورة النحل: 43 و الأنبياء: 7.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏36، ص: 406
فيرفع إلى بعض السعادات و قد يتفق له طريق الهلاك فيتحير في الجهالات و لا يزيده كثرة السير إلا بعدا عن الكمالات و هذا الأخير إليه أقرب من الأول و لتحقيق ذلك مقام آخر و هذا الخبر مشتمل على كثير من الحقائق الربانية و الأسرار الإلهية ينتفع بها من نور الله قلبه بنور الإيمان و الله الموفق و عليه التكلان.






باب حب الله تعالی
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏67، ص: 25
26- نص، كفاية الأثر علي بن الحسين عن هارون بن موسى عن محمد بن همام عن الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود الرقي عن ابن ظبيان عن الصادق ع قال: إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب و استضاء به أسرع إليه اللطف فإذا نزل اللطف صار من أهل الفوائد فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة و إذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكر بلطف و حكمة و بيان فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة فمن أخذه بهذه المسيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذا لم يرع حق الله و لم يعمل بما أمر به فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته و لم يحبه حق محبته فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فإنهم حمر مستنفرة
أقول: تمامه في أبواب النصوص على الأئمة ع.





عوالم العلوم و المعارف والأحوال-الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام، النصوص، ص: 278
16- كفاية الأثر: علي بن الحسين، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن الحميري، عن عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير الرقي، عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت:
يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك و أصحابه [و عنده جماعة يتكلمون في الله‏] فسمعت بعضهم يقول: إن لله وجها كالوجوه، و بعضهم يقول: له يدان! و احتجوا بذلك بقول الله تعالى «بيدي أستكبرت» «1» و بعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء الثلاثين سنة! فما عندك [في‏] هذا يا ابن رسول الله؟
قال: و كان متكئا فاستوى جالسا و قال: اللهم عفوك عفوك.
ثم قال: يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك.
و من زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته، و لا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياءه و أولياءه.
و قوله «خلقت بيدي استكبرت» فاليد القدرة كقوله «و أيدكم بنصره» «2» فمن زعم أن الله في شي‏ء أو على شي‏ء أو تحول من شي‏ء إلى شي‏ء أو يخلو منه شي‏ء أو يشغل به شي‏ء فقد وصفه بصفة المخلوقين، و الله خالق كل شي‏ء، لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان، و لا يشغل به مكان، قريب في بعده، بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله و أحبه [و وصفه‏] بهذه الصفة فهو من الموحدين، و من أحبه [و وصفه‏] بغير هذه الصفة فالله منه بري‏ء، و نحن منه براء.
ثم قال عليه السلام: إن اولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب و استضاء به أسرع إليه اللطف، فإذا نزل اللطف صار من أهل الفوائد، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة، فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكره بلطف و حكمة و بيان، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه،
فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى، فعاين ربه في قلبه، و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء، و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء، و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون.
إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت، و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب، و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة «1» إما أن يسفل و إما أن يرفع، و أكثرهم الذي يسفل، و لا يرفع إذا لم يرع حق الله و لم يعمل بما امر به.
فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته و لم يحبه حق محبته، فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم، فإنهم حمر مستنفرة.
ثم قال: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه، و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب. فقلت: يا ابن رسول الله و كل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السلام؟
فقال: ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر. قلت: سمهم لي يا ابن رسول الله.
قال: أولهم علي بن أبي طالب، و بعده الحسن و الحسين، و بعده علي بن الحسين، و بعده محمد بن علي الباقر، ثم أنا، و بعدي موسى ولدي، و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي [محمد ابنه‏]، و بعد محمد علي [ابنه‏] و بعد علي الحسن [ابنه‏]، و بعد الحسن الحجة صلوات الله عليهم اصطفانا الله و طهرنا و اوتينا ما لم يؤت أحد من العالمين.
ثم قلت: يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالأمس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا.
فقال: يا يونس كل امرئ و ما يحتمله، و لكل وقت حديثه، و إنك لأهل لما سألت، فاكتمه إلا عن أهله، و السلام.
قال أبو محمد: و حدثني أبو العباس بن عقدة، عن الحميري، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن الحسن، عن ابن اخت شعيب العقرقوفي، عن خاله شعيب قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل عليه يونس فسأله و ذكر الحديث، إلا أنه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس: إذا أردت العلم الصحيح فعندنا، فنحن أهل الذكر الذي قال الله عز و جل «فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» «1».
__________________________________________________
(1)- «توضيح: قوله «فمن أخذه بهذه السيرة» و في بعض النسخ «فمن أخذه بهذه المسيرة» فالضمير راجع إلى الله أو إلى كل واحد من الحكمة و العلم و الصدق و المراد بهذه [السيرة أو] المسيرة طلب الحكمة بالصمت، و العلم بالطلب، و الصدق بالعبادة، و لا يبعد أن يكون في الأصل «فمن أخذ هذه المسيرة» و لعل حاصل المعنى أن الإنسان إذا عمل الطاعات مع التفكر و أعمل فكرته في خالقه و فيما خلق له و فيما يجب عليه تحصيله، و في السبيل الذي ينبغي له أن يحصل ذلك منه، و في الباب الذي يجب أن يأتي الله منه، و في العمل الذي يوجب قربه و يورث نجاته، فيعمل بعد ذلك خالصا على يقين، فذلك يوصله إلى درجة المحبة، و يفتح الله [عليه‏] به أبواب الحكمة، و يفيض على قلبه من ألطافه الخاصة.
و أما إذا طلب الحكمة بمحض الصمت، و العلم بمحض الطلب من غير أن يتفكر فيمن يطلب منه العلم، و الصدق بالعبادة من غير أن يتفكر فيما ينجيه منها فمثل هذا قد يتفق له سبيل النجاة، فيرفع إلى بعض السعادات، و قد يتفق له طريق الهلاك فيتحير في الجهالات، و لا يزيده كثرة السير إلا بعدا عن الكمالات، و هذا الأخير إليه أقرب من الأول، و لتحقيق ذلك مقام آخر، و هذا الخبر مشتمل على كثير من الحقائق الربانية و الأسرار الإلهية، ينتفع بها من نور الله قلبه بنور الإيمان، و الله الموفق و عليه التكلان.» منه قدس سره.
__________________________________________________
(1)- كفاية الأثر: 255، عنه البحار: 3/ 287 ح 2 و ج 36/ 403 ح 15 و ج 70/ 25 ح 26، و إثبات الهداة:
2/ 561 ح 584.
و أخرج قطعة منه في الوسائل: 16/ 294 ح 10.
و أورده في المختصر: 121 من كتاب ابن البطريق، عنه الوسائل: 18/ 562 ح 26 (قطعة).
و الآية: 43 من سورة النحل، و 7 من سورة الأنبياء.






مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏9، ص: 241
و قال الأستاذ في التعليقة: روى الثقة الجليل علي بن محمد الخزاز في كتابه الكفاية عنه النص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) عن الصادق (عليه السلام) «5». و يظهر منها مدح له و أنه حين الرواية لم يكن غاليا، ثم ذكر خبر التوحيد الذي أشرنا إليه، ثم قال: و يظهر من غير ذلك من الأخبار أيضا ما يدل على عدم غلوه فلاحظ، و مضى في صدر الرسالة هنا كلام‏
__________________________________________________
(1) في حاشية الأصل: المولى محمد صالح شارح الكافي.
(2) شرح الكافي للمازندراني 6: 163، 164.
(3) تكملة الرجال 2: 629.
(4) انظر الفقيه 2: 361 في ذيل الحديث 1615.
(5) كفاية الأثر: 255.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏9، ص: 242
يناسب المقام فراجع «1».
و أغرب أبو علي في رجاله فقال في مقام رد كلام أستاذه أقول: بعد إطباق المشايخ على ضعفه مضافا إلى ما ورد فيه من الحديث الصحيح لا مجال للتوقف أصلا.
و ما ذكره عن الكفاية إلى القدح أقرب من المدح لأنه (رحمه الله) صنف الكتاب المذكور في إثبات الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) من طريق المخالفين، و لذا تراه ينقل فيها عن العامة، و الزيدية، و الواقفية، و نظائرهم، على أن عدم غلوه حين رواية تلك الرواية لا يجدي نفعا أصلا، و كذا ما في التوحيد «2»، فإنه بعد سلامة سنده ربما يدل على سلامته وقتا ما. إلى آخره «3».
قلت: ما ذكره كذب صريح و افتراء محض، و الظاهر أنه ما رأى الكفاية في عمره و ما اطلع على غرض مؤلفه أصلا، و أراد إبطال حق بحدس أخطأ فيه، فإنه (رحمه الله) صنفه لضعفاء الشيعة، و جل مشايخه من شيوخ الشيعة، و قد يدخل في بعض الأسانيد بعض المخالفين ككثير من أحاديث كتب الصدوق و غيره.
قال (رحمه الله) في صدر الكتاب: أما بعد فإن الذي دعاني إلى جمع هذه الأخبار في النصوص على الأئمة الأبرار (عليهم السلام) اني وجدت قوما من ضعفاء الشيعة و متوسطيهم في العلم، متحيرين في ذلك و متعجزين،
__________________________________________________
(1) تعليقة الوحيد على منهج المقال: 377.
(2) التوحيد/ للصدوق: 99/ 7.
(3) منتهى المقال: 335.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏9، ص: 243
يشكون فرط اعتراض الشبهة «1» عليهم و زمرات المعتزلة تلبيسا و تمويها عاضدتهم عليه حتى آل الأمر بهم إلى أن جحدوا أمر النصوص عليهم من جهة يقطع العذر بها، و زعموا أن ورود هذه الأخبار من النصوص عليهم من جهة لا يقطع بمثلها العذر، حتى أفرط بعضهم و زعم: أن ليس لها من الصحابة أثر و لا عن أخبار العترة، فلما رأيت ذلك كذلك ألزمت نفسي الاستقصاء في هذا الباب. إلى آخره «2».
و مشايخه في هذا الكتاب: الصدوق، و قد أكثر من النقل عنه، و عن أخيه الحسين، و أبو المفضل الشيباني، و محمد بن وهبان، و ابن عياش أحمد بن محمد الجوهري، و أضرابهم.
و مع الغضائري كيف يكون الخبر أقرب إلى القدح؟! فإن يونس أما إمامي أو غال، و لم يحتمل أحد في حقه العامية.
و الخبر الصحيح معارض بصحيح البزنطي المقدم عليه من وجوه، و قد عرفت ما في إطباق المشايخ «3»، و عرفت أن مقتضى الخبرين كونه خطابيا في عهد أبي الخطاب، و قد قتل في أوائل الدولة العباسية، و بعض أخبار المدح في عهد المنصور؛ إذ الصادق (عليه السلام) لم يقدم إلى العراق إلا في عهده، و قد عرفت أنه عامل معه في الحيرة و النجف معاملته مع خواصه.
__________________________________________________
(1) في حاشية الأصل و فوق الكلمة في متن الحجرية: (السنة نسخة بدل)
(2) كفاية الأثر: 7.
(3) راجع كلام صاحب منتهى المقال المتقدم. و انظر أيضا مناقشة النوري (قدس سره) لكلامه.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏9، ص: 244
و كيف كان فلا بد لنا من نقل الخبر، فان فيه من الدلالة على علو مقام يونس ما لا يخفى على الناقد، مضافا إلى فوائد اخرى و إن خرجنا به عن وضع الكتاب.
قال (رحمه الله) في أول باب ما جاء عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) مما يوافق هذه الأخبار و نصه على ابنه موسى عليه السلام: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثني محمد بن همام، قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير الرقي، عن يونس بن ظبيان، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت: يا ابن رسول الله اني دخلت على مالك و أصحابه و عنده جماعة يتكلمون في الله عز و جل فسمعت بعضهم يقول: إن لله تعالى وجها كالوجوه، و بعضهم يقول: له يدان، و احتجوا بقول الله سبحانه بيدي أستكبرت «1» و بعضهم يقول: هو الشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا؟
قال: و كان متكئا فاستوى جالسا و قال: اللهم عفوك عفوك عفوك، ثم قال: يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، و من زعم أن لله جوارحا كالمخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه و أولياؤه، و قوله: خلقت بيدي أستكبرت «2»، فاليد القدرة كقوله‏
__________________________________________________
(1) ص الآية: 75.
(2) ص الآية: 75.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏9، ص: 245
تعالى: أيدك بنصره «1».
فمن زعم أن الله في شي‏ء أو على شي‏ء، أو يتحول من شي‏ء إلى شي‏ء، أو يخلو منه شي‏ء، أو يشغل به شي‏ء، فقد وصفه بصفة المخلوقين، و الله خالق كل شي‏ء، لا يقاس بالقياس، و لا يشبه بالناس، و لا يخلو منه مكان، و لا يستقل «2» به مكان، قريب في بعده، بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله و أحبه و وصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين، و من أحبه بغير هذه الصفة فالله منه بري‏ء و نحن من براء.
ثم قال (عليه السلام): إن أولي الألباب عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به القلب و أسرع إليه اللطف، فإذا نزل اللطف صار من أهل الفوائد، فإذا صار من «3» أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار من أهل الفطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة، فإذا عمل بها في القدرة عرف الإطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكر بلطف «4» و حكمة و بيان، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى، فعاين ربه في قلبه، و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء، و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء، و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون، إن الحكماء قد ورثوا الحكمة بالصمت، و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب، و إن‏
__________________________________________________
(1) الأنفال الآية: 62.
(2) في حاشية الأصل و فوق الكلمة في متن الحجرية: (يشغل نسخة بدل)
(3) في حاشية الأصل: «في» نسخة بدل في الموضعين. و فوق الكلمة في متن الحجرية (في الموضع الأول فقط): «في نسخة بدل».
(4) في حاشية الأصل و الحجرية: (فكره لطف نسخة بدل)



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏9، ص: 246
الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة «1» إما أن يسفل و إما أن يرفع، و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذا لم يرع حق الله و لم يعمل بما أمر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته و لم يحبه حق محبته، فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و كلامهم و علومهم فإنهم حمر مستنفرة «2» «3».
ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب، فقلت: يا ابن رسول الله فكل من أهل البيت ورث ما ورثت «4» من كان من ولد علي و فاطمة (عليهما السلام)؟ فقال: ما ورثه إلا الأئمة الاثني عشر، قلت: سمهم لي يا ابن رسول الله؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و بعده الحسن و الحسين، و بعده علي بن الحسين، و بعده محمد بن علي، ثم أنا، و بعدي موسى ولدي، و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي محمد ابنه، و بعد محمد علي ابنه، و بعد علي الحسن ابنه، و بعد الحسن الحجة (عليهم السلام)، اصطفانا الله و طهرنا و أتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين.
ثم قلت: يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعيد دخل عليك بالأمس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا، فقال: يا يونس كل امرئ و ما يحتمله و لكل وقت حديثه و انك لأهل لما سألت، فاكتم هذا الأمر إلا عن‏
__________________________________________________
(1) في حاشية الأصل و فوق الكلمة في متن الحجرية: (المسيرة نسخة بدل)
(2) إشارة إلى الآية 50 من سورة المدثر.
(3) كفاية الأثر: 255 258.
(4) في حاشية الأصل و فوق الكلمة في متن الحجرية: (كما ورثتم نسخة بدل)



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏9، ص: 247
أهله و السلام «1».
قال أبو محمد «2»: و حدثني أبو العباس بن عقدة، قال: حدثني الحميري، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن الحسن «3» ابن «4» أخت شعيب العقرقوفي، عن خاله شعيب، قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ دخل يونس فسأله. و ذكر الحديث، إلا انه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس: إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز و جل: فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون «5» «6».
تأمل في هذا الخبر الذي رواه الأجلاء و ما فيه من جلالة قدر يونس، و ما في الكشي انه قال لبنت أبي الخطاب ما قال «7»؟! و إلى قول أبي علي: من أنه إلى القدح أقرب «8»؟!
__________________________________________________
(1) كفاية الأثر: 258 259.
(2) في حاشية الأصل: يعني التلعكبري.
(3) في المصدر: (الحسين) بدل (الحسن)
(4) في المصدر: (عن) بدل (ابن)
(5) النحل الآية 43.
(6) كفاية الأثر: 259 260.
(7) انظر رجال الكشي 2: 658/ 674.
(8) انظر منتهى المقال: 335.







****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 6/6/2022 - 5:43

یونس بن ظبیان در کلام وحید بهبهانی

منتهی المقال، ج ٧، ص ٨٩

منتهى المقال في أحوال الرجال ؛ ج‏7 ؛ ص89

و في‏ تعق: روى‏ الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزاز في كتابه الكفاية عنه النصّ على‏ الأئمّة الاثنى عشر عن الصادق (عليه السّلام)، و يظهر منها مدح له و أنّه حين الرواية لم يكن غالياً[1].

و في توحيد الصدوق (رحمه اللَّه) عنه قال: دخلت على‏ الصادق (عليه السّلام) فقلت: إنّ هشام بن الحكم يقول قولًا عظيماً إلّا أنّي أختصر لك منه أحرفاً، يزعم أنّ اللَّه جسم، إلى‏ أن قال: قلت: فما أقول؟ قال: لا جسم و لا صورة. الحديث‏[2].

و بالجملة: يظهر من غير ذلك من الأخبار أيضاً ما يدلّ على‏ عدم غلوّه، فلاحظ. و مضى‏ في صدر الرسالة ماله دخل‏[3].[4]

أقول: بعد إطباق المشايخ على‏ ضعفه مضافاً إلى‏ ما ورد فيه من الحديث الصحيح لا مجال للتوقّف أصلًا. و ما ذكره عن الكفاية إلى‏ القدح‏
__________________________________________________
 (3) ابن، لم ترد في نسخة «م».
 (4) رجال الكشّي: 364/ 675.
 (5) كفاية الأثر: 255.
 (1) التوحيد: 99/ 7.
 (2) تعليقة الوحيد البهبهاني: 377.
                       

 

منتهى المقال في أحوال الرجال، ج‏7، ص: 90
أقرب من المدح لأنّه (رحمه اللَّه) صنّف الكتاب المذكور في إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر (عليهم السّلام) من طرق المخالفين، و لذا تراه ينقل فيها عن العامّة و الزيديّة و الواقفيّة و نظائرهم (على‏ أنّ عدم غلوّه حين رواية تلك الرواية لا يجدي نفعاً أصلًا، و كذا) «1» ما في التوحيد فإنّه «2» بعد سلامة سنده ربما يدلّ على‏ سلامته في وقت ما. و ما ذكره سلّمه اللَّه في أول الكتاب من الطعن في طعن القمّيّين و القدماء لا يجري في المقام أصلًا.
هذا، و قال الفاضل عبد النبي الجزائري (رحمه اللَّه): في سرائر ابن إدريس في الأحاديث المنتزعة من جامع البزنطي ما لفظه: و عنه عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد اللَّه (عليه السّلام) عن يونس بن ظبيان فقال: (رحمه اللَّه) و بنى‏ اللَّه له بيتاً في الجنّة، كان و اللَّه مأموناً على‏ الحديث «3»، و الظاهر أنّ الضمير في قوله «عنه» يرجع إلى‏ سليمان بن خالد قبل هذا الحديث، و أحمد بن محمّد يروي عنه من غير واسطة فيكون الحيث على‏ ذلك صحيحاً، و لعلّه خرج مخرج التقيّة لمعارضة كلام المشايخ له «4»، انتهى‏ فتأمّل جدّاً.

[1] كفاية الأثر: 255.

[2] التوحيد: 99/ 7.

[3] تعليقة الوحيد البهبهاني: 377.

[4] مازندرانى حائرى، محمد بن اسماعيل، منتهى المقال في أحوال الرجال، 7جلد، موسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث - ايران - قم، چاپ: 1، 1416 ه.ق.

 

شیخ عبدالنبی کاظمی

قوله: يونس بن ظبيان:
قال الخليل: «بفتح المعجمة و سكون الموحدة و الخاتمة».
و اعلم أن هذا قد ضعفه أكثر أهل الرجال، و أورد الكشي أخبارا في مدحه و ذمه كلها ضعيفة إلّا واحدا صحيحا «3» إلّا أن فيه محمد بن عيسى عن يونس و قد مضى الكلام فيه «4».
__________________________________________________
 (1)- راجع: تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 2، طبع إيران سنة 1315 ه، و قد اختلف الأعلام في اعتبار هذا التفسير و نسبته إلى الإمام العسكري عليه السّلام، راجع في التحقيق عن ذلك الذريعة لشيخنا الإمام الطهراني- أدام اللّه وجوده-: ج 4، ص 285.
 (2)- راجع: ج 1، ص 395 من هذا الكتاب.
 (3)- راجع: الحديث الثاني الذي ذكره الكشي في رجاله: ص 309، المتضمن رواية محمد بن عيسى عن يونس.
 (4)- راجع: ما ذكره في ترجمة محمد بن عيسى بن عبيد (ص 449) من هذا الجزء.
                       

 

 

تكمله الرجال، ج‏2، ص: 627
و بخط المجلسي: «روى ابن إدريس في السرائر عن جامع البزنطي، عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن يونس بن ظبيان، فقال: رحمه اللّه، و بنى له بيتا في الجنة، و كان و اللّه مأمونا في الحديث» «1».
و هذا حديث صحيح لأن ابن إدريس أخذه عن جامع البزنطي «2» و هو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه.
و رواه الكشي بطريق مجهول إلى ابن أبي عمير عن هشام بن سالم «3» فكان‏
__________________________________________________
 (1)- راجع: ما ذكره ابن إدريس في مستطرفات السرائر مما نقله عن جامع البزنطي صاحب الرضا عليه السّلام.
 (2)- البزنطي- هذا- هو أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر، ترجم له الشيخ الطوسي في الفهرست: ص 43، و قال: «مات سنة 221 ه» كما أن النجاشي ترجم له: ص 58، و قال:
 «مات سنة 221 ه، بعد وفاة الحسن بن علي بن فضال بثمانية أشهر» و لكن ما ذكره هنا النجاشي في وفاة أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر في السنة المذكورة و أنها بعد وفاة ابن فضال بثمانية أشهر لا يجتمع مع ما ذكره في تاريخ وفاة الحسن بن علي بن فضال المذكور و أنها سنة 224 ه، فلا يصح أحد التاريخين قطعا لأن وفاة البزنطي قبل وفاة ابن فضال بثلاث سنين لا بعده بثمانية أشهر و لعل جملة «بعد وفاة الحسن بن علي بن فضال بثمانية أشهر» جاءت زيادتها سهوا من النجاشي.
و قال الميرزا محمد الاسترابادي في (منهج المقال) في ترجمة أحمد البزنطي- بعد أن ذكر كلام النجاشي المذكور- ما نصه: «و الظاهر أن هذه نسبة وفاة الحسن بن محبوب إلى وفاة ابن فضال ذكرت هاهنا سهوا» و لكن لا نعلم وجه استظهاره.
 (3)- راجع: (ص 310) من رجال الكشي، و قد جاء في طريق الرواية أبو محمد القاسم ابن الهروي، قال الكشي بعد روايته لها: «... ابن الهروي مجهول، و هذا الحديث غير صحيح مع ما قد روي في يونس بن ظبيان».
                        تكمله الرجال، ج‏2، ص: 628
خبر المدح أصح، و في الكافي حديث دال على مدحه أيضا لا يحضرني الآن «1».
قال الصالح: و فيه دلالة على حسن حال يونس بن ظبيان، و لكن علماء الرجال بالغوا في ذمه، و نسبوه إلى الكذب و الضعف، و التهمة، و الغلو، و وضع الحديث، و نقلوا عن الرضا عليه السّلام أنه لعنه، و قال: أما إن يونس بن ظبيان مع أبي الخطاب في أشد العذاب و روي بطريق ضعيف عن هشام بن سالم» و ساق رواية السرائر، انتهى «2». فلو خليت الأخبار و نفسها لحكمت بوثاقته، و لكن أخبار الذم مؤيدة بفتوى أساطين علماء الرجال، فلذا توقفت فيه، و اللّه العالم بالسرائر.

 

 

در کلام آیت الله بهجت

زمزم عرفان، ص ٣٣٨-٣٣٩

فرمودند: آنچه از حضرت رضا علیه‌السلام در طعن و قَدح «یونس بن ظبیان» نقل شده، با عنایت به مدح یونس توسّط امام [صادق علیه‌السلام]،[١] مصلحتی و برای حفظ جان او بوده، مانند سوراخ کردن کشتی توسّط مصاحب حضرت موسی علیه‌السلام. همچنین است روایاتی که در قدح زُراره وارد شده است.

[١] در متن یادداشت این جانب، « امام جواد علیه‌السلام» آمده است ؛ ولی ظاهراً « امام صادق علیه‌السلام» صحیح است ؛ زیرا از امام جواد علیه‌السلام روایتی در مدح یونس بم ظبیان، یافت نشد.

 

 

 

در کلام آیت الله شبیری

درس رجال آیت الله شبیری، جلسه ٣٣

سایت مدرسه فقاهت

بر این اساس در مورد یونس بن ذبیان که یکی از آن ده نفر است می گوییم: بعضی ضعف او را مسلم فرض کرده بودند. ما در سابق دو جواب از آن دادیم و جواب سوم این است که اصل ضعیف بودن او مشخص نیست. هرچند نجاشی و مانند آن او را تضعیف کرده اند ولی مدرک نجاشی، همان چیزی است که در رجال کشّی آمده است. در رجال کشّی روایاتی در بعضی از آنها صحیح السند است در ضعف او وارد شده است. اگر این روایات واقعا از یونس صادر شده باشد یقینا دلیل بر غالی بودن یونس است. ولی در مقابل، در سرائر، از جامع بزنطی روایت شده است که او از هشام بن سالم روایت می کند: قال سألت أبا عبد الله ع، عن يونس بن ظبيان فقال رحمه الله و بنى له بيتا في الجنة كان و الله مأمونا على الحديث.
آیت الله خوئی می فرماید: ما طریقی به جامع بزنطی نداریم و به روایت فوق نمی توانیم اعتماد کنیم.

می گوییم: جامع بزنطی از کتب معروف بوده است و علامه و محقق در کتب خود به روایات جامع استناد می کنند. هرچند این کتاب به دست ما نیامده است ولی به دست ابن ادریس رسیده است و از عبارات سرائر استفاده می شود که به نظر او این کتاب به بزنطی منسوب بوده است. کتاب بزنطی قبل از کافی از کتب مرجع شیعه بوده است. صاحب سرائر نیز به عبارتی مانند منسوب به بزنطی و امثال آن تعبیر نمی کند که نشان می دهد انتساب کتاب مزبور به بزنطی نزد او مسلم بوده است.

علامه و مانند آن که ساکن حله بودند و بعد از ابن ادریس بودند آنها نیز به کتاب مزبور اعتماد کرده اند. نمی توان گفت که جامع بزنطی یک کتابی ساختگی بوده و نسخه ای جعلی از آن به دست این افراد افتاده باشد.

بنا بر این روایت کشّی هرچند صحیح السند است ولی اولا متعارض به روایت سرائر است و حتی ابن ابی عمیر مشایخ خود را ثقه می داند و به وثاقت آنها شهادت می دهد. حتی اگر روایت کشّی با جامع بزنطی متعارض باشد روایت جامع را می توان مقدم دانست زیرا هم واسطه های موجود در روایت بزنطی کمتر است و هم نجاشی در مورد کشّی می گوید که کتاب او حاوی اغلاط کثیره ای بوده است. بسیار دیده شده است که او سهوا فرد دیگری را به جای کسی دیگر ذکر کرده است. ولی بزنطی بلا واسطه از هشام بن سالم که از اجلاء است روایتی از امام صادق علیه السلام نقل می کند بنا بر این روایت او مقدم می باشد.

مضافا بر اینکه از یونس بن ذبیان روایات بسیاری نقل شده است و اجلاء اصحاب از او روایت کرده اند بنا بر این بعید است آن روایتی که در کشّی است که حاوی کفریات عجیب و غریبی است واقعا به یونس بن ذبیان منسوب باشد. بنا بر این ضعف یونس بن ذبیان ثابت نمی باشد.

 

مقاله:

زمینه های تضعیف یونس بن ظبیان