بسم الله الرحمن الرحیم

فهرست شناسنامه حدیث-حدیث «عجنت نطفته بعقله»

فهرست مباحث حدیث
فهرست شناسنامه حدیث
شناسنامه حدیث-لیتك تعلمت الفلسفة




روایات

                        الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 26
27- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن خالد عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله ع الرجل آتيه و أكلمه ببعض كلامي فيعرفه كله و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته و منهم من آتيه فأكلمه فيقول أعد علي فقال يا إسحاق و ما تدري لم هذا قلت لا قال الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله فذاك من عجنت نطفته بعقله و أما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه و أما الذي تكلمه بالكلام فيقول أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول لك أعد علي.

 

كافي (ط - دار الحديث)، ج1، ص: 59
27/ 27. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي،

__________________________________________________
 (1). «أعود»: أعظم عائدة، و هي المنفعة. يقال: هذا الشي‏ء أعود عليك من كذا، أي أنفع. انظر: الصحاح، ج 2، ص 514 (عود).
 (2). المحاسن، ص 16، كتاب القرائن، ضمن ح 47، بسنده عن السري بن خالد. الكافي، كتاب الروضة، ضمن ح 14819، بسند آخر؛ و في الفقيه، ج 4، ص 371، ح 5762؛ و التوحيد، ص 375، ضمن ح 20، بسند آخر؛ الأمالي للطوسي، ص 146، المجلس 5، ضمن ح 53، بسند آخر، في وصايا علي بن أبي طالب إلى الحسن عليهما السلام. الاختصاص، ص 246، مرسلا عن الصادق عليه السلام؛ تحف العقول، ص 6 و 10، عن النبي صلى الله عليه و آله و ص 92، عن أميرالمؤمنين عليه السلام؛ و في نهج البلاغه، ص 488، الحكمة 113 نحوه الوافي، ج 1، ص 171، ح 28؛ الوسائل، ج 15، ص 207، ح 20294.
 (3). في «بر، بس»:-/ «و جلالي».
 (4). في الكافي، ح 1 و المحاسن، ح 6 و الأمالي: «ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك و لا اكملك- في المحاسن و الأمالي: «أكملتك»- إلافيمن احب، أما إني» بدل «ما خلقت خلقا أحسن منك».
 (5). في الكافي، ح 1 و المحاسن، ح 6 و الأمالي: «إياك اعاقب، و إياك اثيب».
 (6). المحاسن، ص 192، كتاب مصابيح الظلم، ح 5، [و فيه: «عن أبي جعفر و أبي عبدالله عليهما السلام»]؛ وح 6؛ الكافي، كتاب العقل و الجهل، ح 1؛ الأمالي للصدوق، ص 418، المجلس 65، ح 5، و في كلها بسند آخر عن العلاء بن رزين، و في الثلاثة الأخيرة مع زيادة. و في المحاسن، ص 192، ح 4 و 7؛ و ص 196، ضمن ح 22، و الكافي، كتاب العقل و الجهل، ضمن ح 14 [و فيه إلى قوله: «ثم قال له: أدبر فأدبر»]؛ و علل الشرائع، ص 113، ضمن ح 10، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه السلام؛ المحاسن، ص 192، ح 8، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه و آله، مع زيادة في آخره؛ الفقيه، ج 4، ص 368 ضمن الحديث الطويل 5762، بسند آخر عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام الوافي، ج 1، ص 51، ح 2؛ الوسائل، ج 1، ص 39، ح 63؛ و ج 15، ص 204، ح 20286.


                        كافي (ط - دار الحديث)، ج‏1، ص: 60
عن الحسين بن خالد، عن إسحاق بن عمار، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل آتيه و أكلمه ببعض كلامي، فيعرفه كله؛ و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام، فيستوفي كلامي «1» كله، ثم يرده علي كما كلمته؛ و منهم من آتيه فأكلمه «2»، فيقول: أعد علي؟
فقال: «يا إسحاق، و ما تدري لم هذا؟» قلت: لا، قال «3»: «الذي تكلمه ببعض كلامك، فيعرفه كله، فذاك «4» من عجنت نطفته «5» بعقله؛ و أما الذي تكلمه، فيستوفي كلامك، ثم يجيبك «6» على كلامك، فذاك «7» الذي ركب عقله فيه «8» في بطن أمه؛ و أما الذي تكلمه بالكلام، فيقول: أعد علي، فذاك «9» الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر، فهو يقول لك: أعد علي» «10».
28/ 28. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بعض من رفعه:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة، كثير الصيام «11»، فلا تباهوا «12» به حتى تنظروا كيف عقله» «13».
__________________________________________________
 (1). في العلل:+/ «فيعرف».
 (2). في الوافي:+/ «بالكلام».
 (3). في «ف»:+/ «أما».
 (4). في الوافي: «فذلك».
 (5). في «ف»: «فطنته».
 (6). في حاشية «ج»: «يجيئك».
 (7). في «ج»: «فذلك».
 (8). في «بس» و العلل:-/ «فيه».
 (9). في «ج»: «فذلك».
 (10). علل الشرائع، ص 102، ح 1، بسنده عن الحسين بن خالد الوافي، ج 1، ص 117، ح 29.
 (11). في حاشية «ج، بس» و الوافي و شرح صدر المتألهين: «الصوم».
 (12). «فلاتباهوا»: أي فلا تفاخروا، من المباهاة بمعنى المفاخرة. و المحتمل الآخر عند ميرزا رفيعا و المازندراني و المجلسي: كونها «فلا تباهئوا» أي فلاتؤانسوا، من البهاء، بمعنى الانس، فحذفت الهمزة للتخفيف. انظر: حاشية ميرزا رفيعا، ص 77؛ شرح المازندراني، ج 1، ص 418؛ مرآة العقول، ج 1، ص 85؛ الصحاح، ج 6، ص 2288 (بهو)، و ج 1، ص 38 (بهأ).
 (13). راجع: ح 19 من هذا الكتاب الوافي، ج 1، ص 118، ح 30.

 

 

                        علل الشرائع، ج‏1، ص: 102
91 باب علة سرعة الفهم و إبطائه‏
1 أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله ع الرجل آتيه أكلمه ببعض كلامي فيعرف كله و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته و منهم من آتيه فأكلمه فيقول أعد علي فقال يا إسحاق أ و ما تدري لم هذا قلت لا قال الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرف كله فذاك من عجنت نطفته بعقله و أما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك‏
  

                      علل الشرائع، ج‏1، ص: 103
على كلامك فذلك الذي ركب عقله في بطن أمه و أما الذي تكلمه بالكلام فيقول أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول أعد علي.
2 حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال: دعامة الإنسان العقل و من العقل الفطنة و الفهم و الحفظ و العلم فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا ذكيا فطنا فهما و بالعقل يكمل و هو دليله و مبصره و مفتاح أمره‏

 

 

در بیانات

       الحاشية على أصول الكافي (استر آبادى)، ص: 89

ثم اعلم أنه يستفاد من الأحاديث أن المرتبة الكاملة من العقل التي قدرها الله تعالى لكل أحد إنما يفيضها عليه إذا كملت له ثمان عشرة «1» سنة. ويستفاد أيضا أن المرتبة الناقصة التي هي مناط تعلق التكاليف به إنما يفيضها عليه إذا كلمت له خمس عشرة «2» سنة. «ا م ن              
قوله: (من عجنت نطفته بعقله) إلخ [ح 27] يعني: من كان عاقلا في ظهر أبيه، ومن صار عاقلا في بطن امه، ومن اكتسب العقل من الناس. وقصده عليهم السلام أن يتكلم السائل على قدر عقله، والمقصود أن هذا يرجع إلى اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية وإليه ناظر قوله صلى الله عليه و آله: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام» «3» «ا م ن».

...

__________________________________________________
 (1). في النسخة: ثمانية عشر، وهو تصحيف.
 (2). هذا هو الصواب، وفي النسخة: خمسة عشر.
 (3). الكافي، ج 8، ص 177 (الرقم 197)؛ بحار الأنوار، ج 61، ص 65 (الرقم 51).

 

 

                        شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏1، ص: 576
الحديث السابع و العشرون‏
 «عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الهيثم بن ابى مسروق النهدى».، و اسم ابى مسروق عبد الله و كنيته ابو محمد قريب الامر «1»، قال الكشى: قال حمدويه: عن اصحابنا انه فاضل و قال قال حمدويه لابى مسروق: ابن يقال له الهيثم، سمعت اصحابنا يذكرونهما كلاهما فاضلان «صه» قال النجاشى: له كتاب روى عنه محمد بن على بن محبوب، «عن الحسين بن خالد».، من اصحاب الكاظم عليه السلام و فى بعض النسخ الصيرفى من اصحاب الرضا عليه السلام و يحتمل ان يكون الحسين بن خالد بن طهمان و هو ابن ابى العلاء الخفاف، و قال احمد بن الحسين هو مولى بنى عامر «2» و اخواه على و عبد الحميد، روى الجميع عن ابى عبد الله عليه السلام و كان الحسين اوجههم كذا قاله النجاشى له كتاب يعد فى الاصول روى عنه ابن ابى عمير و صفوان كذا فى الفهرست.
 «عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابى عبد الله عليه السلام الرجل آتيه و اكلمه ببعض كلامى فيعرفه كله و منهم من آتيه فاكلمه بالكلام فيستوفى كلامى كله ثم يرده على كما كلمته، و منهم من آتيه فاكلمه فيقول اعد على فقال: يا إسحاق و ما تدرى لم هذا؟ قلت:
__________________________________________________
 (1) قريب الامر، المراد به اما انه قريب العهد الى التشيع او يقرب امر قبول روايته او قريب المذهب إلينا او غير ذلك.
 (2) مولى فى اصطلاح اهل الرجال عن الشهيد الثانى رحمه الله انه يطلق على غير العربى الخالص و على المعتق و على الحليف، و الاكثر فى هذا الباب إرادة المعنى الاول.
          

              شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏1، ص: 577
لا قال: الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله فذاك من عجنت نطفته بعقله، و اما الذي تكلمه فيستوفى كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله فيه فى بطن أمه، و اما تكلمه بالكلام فيقول: اعد على فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول:
لك اعد على».
الشرح‏
لما ذكر إسحاق بن عمار عند ابى عبد الله عليه السلام تفاوت احوال المخاطبين فى استماع الكلام بان بعضهم كان بحيث اذا اتاه و كلمه ببعض كلامه فهم من ذلك البعض معنى الكلام كله، و منهم من اذا كلمه و سمع بعض الكلام يحتاج فى فهم المعنى الى ان يستوفى سماع الجميع حتى يفهم لكن اذا استمع الجميع فهم معناه و عرفه فيرده كما سمعه حافظا لالفاظه و معانيه، و منهم من اذا سمع الكلام لم يفهم اول سمعه بل يحتاج الى الاعادة و التكرير و كان غرضه الاستكشاف عن لمية هذا التفاوت فى افراد البشر، فأفاد عليه السلام علة ذلك و سره.
و اعلم ان الله تعالى خلق جواهر النفوس الانسانية مختلفة فى الصفاء و الكدورة و عقولها متفاوتة فى القوة و النورانية، فبعضها شريفة نورانية مائلة الى الخير مستعدة لقبول النور و العلم بادنى وسيلة كاستعداد الكبريت للاشتعال يكاد زيتها يضي‏ء و لو لم تمسسه نار.
و منها جاسية الجوهر كدرة الذات خسيسة ظلمانية فهى لخمود نور الفطرة و خمود ماء القريحة بحيث لا ينجع فيها التعليم و التهذيب اصلا.
و منها ما يتوسط بينهما و الى هذا التفاوت و الاختلاف اشير فى قوله تعالى: أ فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين (الزمر- 22).
ثم اعلم ان هذه النفوس كما هى مختلفة متفاوتة فى جواهرها و ذواتها و قبولها و استعدادها لافاضة العلوم و الانوار فكذلك أيضا موادها و ابدانها متفاوتة فى اللطافة
          

              شرح أصول الكافي (صدرا)، ج‏1، ص: 578
و الاعتدال، فاشرف النفوس لالطف الاجساد و اعدلها و ابعدها عن التضاد و اخسها لاكثفها و اخرجها عن التسوية و الاعتدال كما فى قوله: فإذا سويته و نفخت فيه من روحي* (الحجر- 29)، جعل نفخ الروح متوقفا على التسوية و التعديل، فاذا كانت المواد متفاوتة فى اللطافة و الاعتدال فكلما كانت المادة الطف و اجود كان تعلق النفس بها اقدم و اسرع.
فاذا تقرر ما ذكرناه فنقول: اشار عليه السلام الى منشأ تفاوت النفوس فى الفهم بتفاوتها فى الجوهر شرفا و خسة و نورانية و ظلمانية، و الى تفاوتها فى الجوهر بتفاوتها فى النطف و المواد، فبعض النفوس ممن عجنت مادة بدنه باثر نور العقل منذ كانت نطفة فتلك النفس فى الدرجة العليا من القبول، و بعضها ممن عجنت مادته بذلك عند كونه فى بطن أمه فهى فى الدرجة الوسطى، و بعضها ممن ركب فيه اثر العقل عند ما تولد بدنه و بلغ فنفسه فى الدرجة السفلى.
فالقسم الاول من افراد البشر من اذا تكلمه احد ببعض كلامه عرف الكل، و الثانى من اذا تكلمه احد فيستوفى كلامه جميعا عرف المعنى فيجيبه او يرده، و الثالث من اذا استمع كلاما و استوفى لم يفهم الكلام و لم يعرف معناه فيقول: اعد على كلامك حتى انظر الى معناه، فالاول سابق بالخيرات و الثانى مقتصد و الاخير ظالم لنفسه لظلمة جوهره. و الله اعلم بالصواب.

 

 

                        الكشف الوافي في شرح أصول الكافي (للشريف الشيرازي)، ص: 100
25. الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن السري بن خالد، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: «قال رسول‏الله صلى الله عليه و آله: يا علي، لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل».
26. محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «لما خلق الله العقل، قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، إياك آمر، و إياك أنهى، وإياك اثيب، وإياك اعاقب».
27. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن خالد، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: الرجل آتيه واكلمه ببعض كلامي، فيعرفه كله، ومنهم من آتيه فاكلمه بالكلام، فيستوفي كلامي كله، ثم يرده علي كما كلمته، ومنهم من آتيه فاكلمه، فيقول: أعد علي؟ فقال: «يا إسحاق، وما تدري لم هذا؟» قلت: لا، قال: «الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله، فذاك من عجنت نطفته بعقله؛
قوله صلى الله عليه و آله و سلم: (لا فقر أشد من الجهل)
المراد بالجهل هاهنا العقل الناقص.
وقوله صلى الله عليه و آله و سلم: (أعود) مشتق من العائدة وهي المنفعة، أي أنفع من العقل الكامل؛ لأنه يوجب تحصيل السعادات الدنيوية والاخروية.
قوله عليه السلام: (لما خلق الله العقل قال له) إلخ مضى شرحه في الحديث الأول.
قوله: (واكلمه ببعض كلامي فيعرفه كله)
أي ما ذكرت وما لم أذكر.
وقوله: (فيستوفي كلامي كله) أي يفهم بعد الإتمام.
وقوله: (ثم يرده علي كما كلمته) أي ثم يجيب على طبق ما كلمته بحيث يعلم أنه فهم الكلام من أوله إلى آخره. والاستفهام في قوله عليه السلام: (وما تدري) مقدر أي أو ما تدري.
وقوله عليه السلام: (من عجنت نطفته بعقله) كناية عن العقل بالمعنى الخامس في الدرجة العليا، أي عقله كامل بحسب الفطرة في المرتبة القصوى.
                       

الكشف الوافي في شرح أصول الكافي (للشريف الشيرازي)، ص: 101
وأما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك، فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن امه؛ وأما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد علي، فذاك الذي ركب عقله فيه بعدما كبر، فهو يقول لك: أعد علي».
28. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بعض من رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة، كثير الصيام، فلا تباهوا به حتى تنظروا كيف عقله؟».
29. بعض أصحابنا، رفعه، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: «يا مفضل، لايفلح من لايعقل، ولا يعقل من‏لايعلم، وسوف ينجب من‏يفهم، ويظفر من‏يحلم، والعلم‏
وقوله عليه السلام: (على كلامك) أي على طبق كلامك.
وقوله عليه السلام: (الذي ركب عقله فيه في بطن امه) كناية عن العقل بالمعنى الخامس في الدرجة الدنيا، أي عقله كامل بحسب الفطرة لكن مرتبته أدون من الأول، فقوله: «ركب» على صيغة المجهول.
وقوله عليه السلام: (فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر) كناية عن العقل بالمعنى السادس، أي عقله كامل بحسب الكسب فقط لا بحسب الفطرة.
وقوله عليه السلام: (فهو يقول: أعد علي) أي فلذلك هو يقول: أعد علي.

 

 

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏1، ص: 414
 [الحديث السابع و العشرون‏]
 «الاصل»
27- «عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي» «عن الحسين بن خالد، عن إسحاق بن عمار قال: قلت: لأبي عبد الله عليه السلام:» «الرجل آتيه و اكلمه ببعض كلامي فيعرفه كله و منهم من آتيه فاكلمه» «بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته، و منهم من آتيه» «فاكلمه فيقول: أعد علي؟ فقال: يا إسحاق و ما تدري لم هذا؟ قلت: لا، قال: الذي» «تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله فذاك من عجنت نطفته بعقله، و أما الذي» «تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله فيه» «في بطن أمه، و أما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد علي الذي فذاك ركب» «عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول لك: أعد علي.».
__________________________________________________
 «الشرح»
 (عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن خالد، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام الرجل آتيه و اكلمه ببعض كلامى فيعرفه كله) يعني ينتقل من البعض إلى الكل و يفهم معناه المقصود منه (و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام) على التمام (فيستوفي كلامي كله) و يسمعه من أوله إلى آخره و يفهم معناه بعد تمامه لا فبله (ثم يرد علي كما كلمته) من غير نقص و زيادة حافظا لألفاظه و معناه (و منهم من آتيه فاكلمه بالكلام كله) و يسمعه من أوله إلى آخره و لا يضبط لفظه و لا معناه (فيقول أعد علي) طالبا لتكريره لينتقل منه إلى المقصود، و الغرض من هذا السؤال الاستكشاف عن سبب تفاوتهم في العقل و الإدراك، و ينبغي أن يكون الكلام من نوع واحد في الدقة و الخفاء و إلا فقد يكون المحتاج إلى الإعادة أقوى إدراكا من الأولين (قال:
فقال: يا إسحاق و ما تدري لم هذا) الظاهر أنه استفهام على حقيقة أو للتقرير
                       

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏1، ص: 415
و الواو للعطف على محذوف أي أ تقول ذلك و ما تدري، و يحتمل أن يكون خبرا عطفا على كلام السائل و إظهارا لما هو المقصود من ذلك الكلام (قلت: لا) هذا على الأول تعيين لما هو المقصود من الاستفهام، أو إقرار للنفي، و على الأخير تصديق لقوله عليه السلام (قال الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله فذاك من عجنت نطفته بعقله، و أما الذي تكلمه فيستوفي كلامك، ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه، و أما الذي تكلمه في الكلام فيقول: أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول لك: أعد علي) المواد الإدراكية كلها موجودة في النطفة الإنسانية على سبيل الاستعداد و لكنها مختلفة في القوة و الضعف و اللطافة و الكثافة و النفوس الإنسانية العاقلة القابلة للإدراكات الكلية و الجزئية متفاوتة في الكدرة و الصفاء و الظلمة و الضياء و بحسب تفاوتها و تفاوت المواد يتفاوت التعلقات و الادراكات فكلما كانت النفس الناطقة أشرف و أنور كان تعلقها بالمواد التي هي ألطف و أقوى أقدم و أسرع، و كان إدراكها أتم و أكمل لتمام الاستعداد و المناسبة و كمال الصفاء و النورانية فيصل الجذب و الادراك بسهولة، فمن عجنت نطفته بزلال العقل و خمرت به و استضاءت موادها بنوره لغاية لطافتها و قوة استعدادها كان بعد انتهاء الاستعداد و حصول بقية شرائط الادراك بالفعل عاقلا فاضلا مدركا كاملا عارفا للآخر من الأول و الفرع من الاصل لأنه وقت كونه نطفة إلى أوان الادراك كان يمشق الادراك و يتمرن عليه و الفعل بعد المشق و التمرن في غاية السهولة و الكمال كما لا يخفى على المتدرب و لا يجوز أن ينكر تعلق العقل بالنطفة حين كونها نطفة باعتبار عدم حصول العلم بذلك التعلق و إلا لجاز أن ينكر تعلقه بعد تسوية البدن و تكميله لاشتراك العلة مع أنه قد يحصل لبعض العارفين المجردين عن العلائق الجسمية و العوائق البدنية الناظرين إلى جمال المطلوب بعين المشاهدة علم بتعلقات عقله في الأكوان البشرية و تصرفاته في المواد الجسمية بل ربما كان في آن تعلقه عالما كاملا فاضلا عارفا بالله و ملائكته و كتبه و رسله كما روي في شأن أئمتنا صلوات الله عليهم أجمعين و عدم حركة النطفة و
                       

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏1، ص: 416
انقلابها لا يوجب إنكار تعلقه بها كما يشاهد ذلك من النائم و أصحاب السكتة و قد ذهب جماعة إلى أن للأرض و الجبال و غيرهما من الجمادات نفوسا متعلقة بها مع أنها ساكنة على أن الحركة الإرادية في الماديات من خواص النفس الحيوانية و امتناع تعلق القوة العاقلة قبلها ممنوع «1».
و بالجملة تعلق العقل بالنطفة أمر ممكن عقلا و قد أخبر به الصادق عليه السلام فوجب الاعتراف به و من ركب عقله في بطن أمه فهو دون الأول في الإدراك لقلة تمرنه و تدربه و ضعف امتزاج مادته و تعجينها بخميرة العقل بالنسبة إلى الأول فله الدرجة الوسطى من الإدراك يفهم معنى الكلام بعد تمامه لا قبله مثل الأول و من ركب عقله فيه بعد الوضع إلى زمان التكليف و هذا هو المراد بقوله بعد ما كبر فهو دون الثاني في الادراك لقلة تمرنه قطعا و عدم امتزاج مادته بالعقل و ضعف استضاءة ساير قواه الادراكية بنوره و هو بمنزلة بيت وضع المصباح في خارجه فله الدرجة الأدنى من الفهم و المرتبة الدنيا من الادراك لا يفهم معنى الكلام بعد تمامه، بل يحتاج إلى تكريره فلذلك يقول أعد علي ثم هذه المراتب هي الامهات في مراتب الادراك و اختلافاتها و إلا فلكل درجة مراتب متفاوتة
__________________________________________________
 (1) ماهية التعلق ليست واحدة مثلا نعلق المعلول بالعلة نحو من التعلق لا يستحيل بين الممكن و الواجب و اثر هذا التعلق انعدام الممكن على فرض عدم تعلق الممكن به تعالى و تعلق النفس بالبدن تعلق بنحو آخر و أثره زوال الحياة بزوال التعلق و تعلق الملائكة بالموجودات بنحو التدبير و التصرف و تعلق العقل الفعال بالنفوس الناطقة على مذهب الحكماء او بجميع الموجودات في عالم الكون و الفساد نحو من التعلق معقول و تعلق النفوس الفلكية بالافلاك أيضا أمر معقول سواء كان واقعا أو لا و ليس في جميع الآثار نظير تعلق النفس الحيوانية بأبدانها و احتمال تعلق النفس بالارض و الجبال نظير تعلقها بالافلاك اذ لا يستلزم التعلق سمعا و بصرا و لمسا و عصبا و دماغا و غيره باعتبار استلزامه حركة ارادية في الافلاك و هكذا «ش».


                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏1، ص: 417
في القوة و الضعف يدل على ذلك ما رواه يحيى بن أبان عن شهاب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «لو علم الناس كيف خلق الله تعالى هذا الخلق لم يلم أحد أحدا فقلت: أصلحك الله و كيف ذلك؟ فقال: إن الله تبارك و تعالى خلق اجزاء بلغ بها تسعة و أربعين جزءا، ثم جعل الأجزاء أعشارا فجعل الجزء عشرة أعشار ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء و في آخر عشري جزء، حتى بلغ به جزءا تاما، و في آخر جزءا و عشر جزء و في آخر جزء و عشري جزء و آخر جزءا و ثلاثة أعشار جزء حتى بلغ به جزءين تامين ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة و اربعين جزءا، فمن لم يجعل فيه إلا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين، و كذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الثلاثة الاعشار، و كذلك من تم له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزءين، و لو علم الناس أن الله عز و جل خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا «1»» و يحتمل أن يكون قوله «من عجنت نطفته بعقله» معناه من خلقت نفسه قبل التعلق بالبدن على وصف كمالي مناسب للعقل و ارتباطها به ثم تعلقت بالبدن و قوله «فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه» معناه هو الذي اتصفت نفسه بالوصف الكمالي الموجب لقوة ارتباطها بالعقل بعد تعلقها بالبدن و قوله «فذلك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر» معناه هو الذي اتصفت نفسه بذلك الوصف و حصل لها ارتباط بالعقل بعد استعمال الحواس و حصول الضروريات التي هي مبادي النظريات و الله أعلم بحقايق الامور.

 

 

                        الشافي في شرح الكافي (للملا خليل القزويني)، ج‏1، ص: 272
السابع والعشرون:
 (عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم)؛ بفتح الهاء وسكون الخاتمة وفتح المثلثة. (بن أبي مسروق النهدي)؛ بفتح النون وسكون الهاء ومهملة، نسبة إلى قبيلة باليمن «1». (عن الحسين بن خالد، عن إسحاق بن عمار)؛ بفتح المهملة وشد الميم.
 (قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل). اللام للعهد الذهني، أي بعض الرجال.
 (آتيه وأكلمه ببعض كلامي، فيعرفه كله) أي ما ذكرت وما لم أذكر بعد من تتمة الكلام.
 (ومنهم من آتيه فأكلمه بالكلام، فيستوفي كلامي كله) أي يفهمه بعد الإتمام.
 (ثم يرده علي كما كلمته) أي يجاوبني على طبق ما كلمته بحيث يعلم منه أنه فهم الكلام من أوله إلى آخره، أو يقول: مضمون كلامك كذا وكذا، ويصيب.
 (ومنهم من آتيه فأكلمه، فيقول: أعد علي؟ فقال: يا إسحاق، وما تدري). الاستفهام مقدر و «ما» نافية.
 (لم هذا؟ قلت: لا، قال: الذي تكلمه ببعض كلامك، فيعرفه كله، فذاك). كرر لوقوع الفصل.
 (من عجنت نطفته بعقله؛ فأما «2» الذي تكلمه، فيستوفي كلامك، ثم يجيبك على كلامك). أي على طبقه. (فذاك الذي ركب)؛ بصيغة المجهول من باب التفعيل، أي حمل؛ شبه ذلك بتركيب الفص في الخاتم.
عقله فيه في بطن أمه؛ وأما الذي تكلمه بالكلام، فيقول: أعد علي، فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر) أي خرج من بطن امه إلى أن صار مراهقا أو بالغا مكلفا.
__________________________________________________
 (1). تاج العروس، ج 5، ص 288 (نهد).
 (2). في الكافي المطبوع: «وأما».


                        الشافي في شرح الكافي (للملا خليل القزويني)، ج‏1، ص: 273
 (فهو يقول لك: أعد علي). المقصود أن هذا التفاوت بينهم ليس باختيارهم، بل بفعل الله على حسب ما يعلمه من المصلحة، كما مر في الخامس عشر.

 

 

                        صافى در شرح كافى (ملا خليل قزوينى)، ج‏1، ص: 263
 [حديث‏] بيست و هفتم‏
اصل: [عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن خالد] عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل آتيه وأكلمه ببعض كلامي، فيعرفه كله؛ ومنهم من آتيه فأكلمه بالكلام، فيستوفي كلامي كله، ثم يرده علي كما كلمته؛ ومنهم من آتيه فأكلمه، فيقول: أعد علي؟
فقال: «يا إسحاق، وما تدري لم هذا؟» قلت: لا، قال: «الذي تكلمه ببعض كلامك، فيعرفه كله، فذاك من عجنت نطفته بعقله؛ وأما الذي تكلمه، فيستوفي كلامك، ثم يجيبك على كلامك، فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه؛ وأما الذي تكلمه بالكلام، فيقول: أعد علي، فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر، فهو يقول: أعد علي».
شرح: روايت است از اسحاق بن عمار گفت كه: گفتم امام جعفر صادق را عليه السلام كه:
مردى از مؤمنان، مى‏آيم نزد او و مى‏گويم با او بعض سخن خود را، پس تمام نكرده، همگى آن را مى‏فهمد. و بعض مؤمنان، كسى است كه مى‏آيم نزد او، پس با او مى‏گويم‏

                        صافى در شرح كافى (ملا خليل قزوينى)، ج‏1، ص: 264
تمام سخن خود را، پس همگى آن را مى‏فهمد و جواب مى‏گويد، چنانچه گفته‏ام با او.
و بعض مؤمنان، كسى است كه مى‏آيم نزد او، پس با او مى‏گويم تمام سخن خود را، پس چون نمى‏فهمد، مى‏گويد كه باز گو سخن خود را با من.
پس امام عليه السلام گفت كه: اى اسحاق! اين را نيز نمى‏دانى كه چراست اين؟
گفتم كه: نه.
گفت كه: آن كه سخن را تمام نكرده، مى‏فهمد، كسى است كه خمير كرده شده آب منى كه او از آن، حاصل شده با خردمندى‏اش در پشت پدر. و آن كه تمام سخن خود را با او مى‏گويى، پس همگى را مى‏فهمد، پس از آن، جواب مى‏گويد، چنانچه گفته توست، كسى است كه جا داده شده خردمندى او در او در شكم مادرش. و آن كه تمام سخن خود را با او مى‏گويى، پس مى‏گويد كه باز گو، كسى است كه جا داده شده خردمندى او در او بعد از بيرون آمدن از شكم مادر و بزرگ شدن، پس او مى‏گويد تو را كه باز گو با من.
مراد، اين است كه: اين تفاوت به اختيار غير الله تعالى نيست، موافق آنچه گذشت در شرح حديث پانزدهم.

 

 

                        الوافي، ج‏1، ص: 117
29- 29 الكافي، 1/ 26/ 27/ 1 العدة عن أحمد عن النهدي عن الحسين بن خالد عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع الرجل آتيه و أكلمه ببعض كلامي فيعرفه كله و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام فيقول أعد علي فقال يا إسحاق و ما تدري لم هذا قلت لا قال الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله فذلك من عجنت نطفته «1» بعقله و أما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه و أما الذي تكلمه بالكلام فيقول أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول لك أعد علي.
__________________________________________________
 (1). قوله: «من عجنت نطفته بعقله» أي خلقت النفس المتعلقة ببدنه المناسبة له على هيئة كمالية تناسب العقل فيشتد ارتباطها به و يقوى اشراقه عليها و يتصل به، ثم قال (عليه السلام) و أما الذي تكلمه بالكلام فيستوفي كلامك ثم يجيبك» أي يكلمك بكلام على طبق كلامك «فذلك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه» أي حصل لنفسه ذلك الارتباط و استحكم فيه بالاشراق بعد التعلق بالبدن بالقابلية الحاصلة لها باعتباره منضمة الى مالها في نفسها.
ثم قال أما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر أي استحكم فيه ذلك الارتباط بعد استعمال الحواس و حصول البديهيات و المبادئ فما للثالث يكون للثاني على الوجه الأتم مع زيادة و ما لهما يكون للأول على الوجه الأكمل مع زيادة رفيع. (رحمه الله).

                        الوافي، ج‏1، ص: 118
بيان‏
ثم يرده علي كما كلمته أي يرده كما سمعه حافظا لألفاظه و معانيه.
عجنت نطفته بعقله أي عجنت مادة بدنه بأثر نور العقل منذ كانت نطفة للطافتها و قربها من الاعتدال.
ركب عقله فيه أي أثر العقل في بطن أمه لتوسط مادة بدنه في اللطافة و الكثافة و الاعتدال و الخروج عنه.
بعد ما كبر لكثافة مادة بدنه و بعدها عن الاعتدال المانع من قبول أثر العقل على قرب‏

 

 

                        الهدايا لشيعة أئمة الهدى (شرح أصول الكافي للمجذوب التبريزي)، ج‏1، ص: 284
قال: «لما خلق الله العقل، قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، فقال له «1»: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أثيب، وإياك أعاقب».
قد سبق بيان نظيره مفصلا، وهو الأول في الباب.
                        الحديث السابع والعشرون «2»

روى في الكافي عن العدة: عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن خالد، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل آتيه وأكلمه ببعض كلامي، فيعرفه كله؛ ومنهم من آتيه فأكلمه بالكلام، فيستوفي كلامي كله، ثم يرده علي كما كلمته؛ ومنهم من آتيه فأكلمه بالكلام «3»، فيقول: أعد علي؟
فقال: «يا إسحاق، وما تدري لم هذا؟» قلت: لا، قال: «الذي تكلمه ببعض كلامك، فيعرفه كله، فذاك من عجنت نطفته بعقله؛ وأما الذي تكلمه، فيستوفي كلامك، ثم يجيبك على كلامك، فذاك الذي ركب عقله «4» في بطن أمه؛ وأما الذي تكلمه بالكلام، فيقول: أعد علي، فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر، فهو يقول لك: أعد علي».
                        هدية:

 «نهد» بفتح النون وسكون الهاء: قبيلة من اليمن.
 «ببعض كلامي» أي كلامي الحق، أو علم الكلام الحق. وغرض السائل السؤال عن لم التفاوت في مراتب عقول الخاصة وتذكرهم.
 «فيستوفي كلامي» أي أخذه فهما وحفظا كما سمع.
 «وما تدري» على الإخبار، واحتمال الاستفهام كما ترى. «عجنت المرأة» كنصر واعتجنت، بمعنى، أي أخذت عجينا.
__________________________________________________
 (1). في الكافي المطبوع:-/ «له».
 (2). في «الف»:-/ «الحديث السابع والعشرون».
 (3). في الكافي المطبوع:-/ «بالكلام».
 (4). في الكافي المطبوع:+/ «فيه».

                        الهدايا لشيعة أئمة الهدى (شرح أصول الكافي للمجذوب التبريزي)، ج‏1، ص: 285
 «كبر» الرجل كعلم كبرا كصغرا: سن.
قال برهان الفضلاء سلمه الله تعالى:
 «الرجل آتيه» من المؤمنين. و «الكلام» هنا أعم من اللغوي وغيره. «وما تدري» على الإخبار، أي هذا أيضا توبيخا له، وهو من الفطحية، إلاأنه لا كلام في ثقته. وله أصل معتمد عليه، وتفرد النجاشي بما قال فيه من: أن الأقوى التوقف فيما ينفرد به.
 «عجنت نطفته بعقله»، أي في صلب أبيه.
وقال الفاضل الاسترآبادي:
 «من عجنت» يعني من كان عاقلا في ظهر أبيه، ومن صار عاقلا في بطن امه، ومن اكتسب العقل من الناس.
وقصده عليه السلام أن يتكلم السائل على قدر عقله. والمقصود أن هذا يرجع إلى اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية، وإليه ناظر قوله صلى الله عليه و آله: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام» «1». «2» انتهى.
لا يخفى ما في قوله: «في الاستعدادات الذاتية». وستسمع جوابه في آخر هذه الهدية.
وقال السيد الأجل النائيني رحمه الله:
 «ببعض كلامي» الذي اريد أن اكلمه بكله فيعرف كله، ما كلمته به وما لم اكلمه به. ثم ذكر القسمين الآخرين، أي الذي يفهم ما كلمه به ويضبطه.
 «ثم يرده»، أي الكلام عليه ويجيبه.
 «كما كلمه»، أي على وفق كلامه عند المباحثة. أو المراد رد كلامه عليه، كما هو عند الإعلام والإفهام، والذي لا يفهم ما كلمه به، أو يفهم ولا يضبطه.
ومقصوده: إظهار خفاء سبب هذا الاختلاف بين الإفهام عليه والسؤال عنه، فأتى عليه السلام أولا بإظهار ما هو مقصوده بقوله: «وما تدري لم هذا» بالعاطف على كلامه، فصدقه السائل بقوله: «لا»، أي لا أدري لم هذا.
__________________________________________________
 (1). بحار الأنوار، ج 64، ص 121؛ كنزل العمال، ج 10، ص 149، ح 28761. وقريب منه في الكافي، ج 8، ص 177، ح 197.
 (2). الحاشية على اصول الكافي، ص 89.

                        الهدايا لشيعة أئمة الهدى (شرح أصول الكافي للمجذوب التبريزي)، ج‏1، ص: 286
ويحتمل أن يكون قوله: وما تدري استفهاما، أي أو ما تدري؟ لكن لا يحسن الواو حينئذ، فإنه لا وجه للعطف، ولا حسن للاستئناف.
ثم شرع عليه السلام في بيان سبب الاختلاف فقال: «الذي تكلمه»، وهو أول ذكره «1» السائل.
 «من عجنت نطفته بعقله»؛ أي خلقت النفس المتعلقة ببدنه المناسبة له على هيئة كمالية تناسب العقل، فيشتد ارتباطها به، ويقوى إشراقه عليها وتتصل به.
ثم قال عليه السلام: «وأما الذي تكلمه فيستوفي كلامك، ثم يجيبك على كلامك»؛ أي يكلمك بكلام على طبق كلامك.
 «فذاك الذي ركب عقله فيه «2» في بطن امه»، أي حصل لنفسه ذلك الارتباط، واستحكم فيه بالإشراق بعد التعلق بالبدن بالقابلية الحاصلة لها باعتباره، متضمنة إلى مالها في نفسها.
ثم قال: «وأما الذي يكلمه بالكلام فيقول: أعد علي، فذاك الذي ركب عقله فيه بعدما كبر»؛ أي استحكم فيه ذلك الارتباط بعد استكمال الحواس وحصول البديهيات والمبادئ، فما للثالث يكون للثاني على الوجه الأتم مع زيادة، ومالهما يكون للأول على الوجه الأكمل مع زيادة «3». انتهى.
قيل: «الواو» في مثل «أوما تدري» على الاستفهام من الزيادات للتأكيد.
ويستشم من سائر بيان السيد رحمه الله: ابتناؤه على أصل من اصول الفلاسفة من أن الآثار والارتباطات باقتضاء الطبائع وإيجاب الفاعل، إلاأنه صرح في مواضع من إفاداته ببطلان الإيجاب وثبوت اقتضاء الطبيعة، إن شاء الله وأذن.

 

 

                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏1، ص: 84
 [الحديث 24]
24 علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال: العقل دليل المؤمن.

 [الحديث 25]
25 الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن السري بن خالد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص يا علي لا فقر أشد من الجهل و لا مال أعود من العقل.

 [الحديث 26]
26 محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال: لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال و عزتي و جلالي ما خلقت خلقا أحسن منك إياك آمر و إياك أنهى و إياك أثيب و إياك أعاقب.

 [الحديث 27]
27 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن خالد عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله ع الرجل آتيه و أكلمه ببعض كلامي فيعرفه كله و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته و منهم من آتيه فأكلمه فيقول أعد علي فقال يا إسحاق و ما تدري لم هذا قلت لا قال الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله‏

__________________________________________________
الحديث الرابع و العشرون ضعيف.
الحديث الخامس و العشرون ضعيف على المشهور.
قوله عليه السلام: أعود، أي أنفع.
الحديث السادس و العشرون ضعيف في المشهور و قد مر الكلام فيه.
الحديث السابع و العشرون مجهول و في بعض النسخ الحسن بن خالد و هو أيضا مجهول و الظاهر الحسين كما في العلل.
قوله: ثم يرده علي: أي أصل الكلام كما سمعه أو يجيب على ما كلمته و الثاني أظهر.
قوله عليه السلام: و ما تدري لم هذا؟ قيل: إنما قال عليه السلام ذلك تتمة لسؤاله و لذا
                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏1، ص: 85
فذاك من عجنت نطفته بعقله و أما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه و أما الذي تكلمه بالكلام فيقول أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول لك أعد علي.

 [الحديث 28]
28 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن بعض من رفعه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة كثير الصيام فلا تباهوا به حتى تنظروا كيف عقله.

 [الحديث 29]
29 بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل‏

__________________________________________________
أتى بالعاطف فصدقه السائل بقوله" لا" أي لا أدري و يحتمل أن يكون قوله: و ما تدري استفهاما أي أو ما تدري لكن لا يحسن الواو فإنه لا وجه للعطف حينئذ و الأحسن الاستئناف" انتهى" ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون كلامه عليه السلام في الجواب جاريا على وجه المجاز، لبيان اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية أي كأنه عجنت نطفته بعقله مثلا،

و أن يكون المراد أن بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل و استعداد فهم الأشياء و إدراك الخير و الشر، عند كونه نطفة، و بعضهم عند كونه في البطن، و بعضهم بعد كبر الشخص و استعمال الحواس و حصول البديهيات و تجربة الأمور،

و أن يكون المراد الإشارة إلى أن اختلاف المواد البدنية له مدخل في اختلاف العقل.

 

 

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 97
10- ع، علل الشرائع أبي عن سعد عن ابن هاشم عن ابن معبد «1» عن الحسين بن خالد عن إسحاق قال: قلت لأبي عبد الله ع الرجل آتيه أكلمه ببعض كلامي فيعرف كله و منهم من آتيه فأكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته و منهم من آتيه فأكلمه فيقول أعد علي فقال يا إسحاق أ و ما تدري لم هذا قلت لا قال الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرف كله فذاك من عجنت نطفته بعقله و أما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله في بطن أمه و أما الذي تكلمه بالكلام فيقول أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر فهو يقول أعد علي.
بيان قوله ثم يرده علي أي أصل الكلام كما سمعه أو يجيب على وفق ما كلمته و الثاني أظهر ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون الكلام جاريا على وجه المجاز لبيان اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية أي كأنه عجنت نطفته بعقله مثلا و أن يكون المراد
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: عن ابن سعيد.

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 98
أن بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل و استعداد فهم الأشياء و إدراك الخير و الشر عند كونها نطفة و بعضها عند كونها في البطن و بعضها بعد كبر الشخص و استعمال الحواس و حصول البديهيات و تجربة الأمور و أن يكون المراد الإشارة إلى أن اختلاف المواد البدنية له مدخل في اختلاف العقل و الله يعلم‏

 



































فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است