بسم الله الرحمن الرحیم

شناسنامه حدیث-قد أحیی عقله و أمات نفسه

فهرست مباحث حدیث
فهرست شناسنامه حدیث

شناسنامه حدیث-قد أحیی عقله و أمات نفسه



نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 337
220 و من كلام له ع في وصف السالك الطريق إلى الله سبحانه‏
قد أحيا عقله و أمات نفسه حتى دق جليله و لطف غليظه و برق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق و سلك به السبيل و تدافعته الأبواب إلى باب السلامة و دار الإقامة و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الراحة بما استعمل قلبه و أرضى ربه‏



تمام نهج البلاغة ج ۲ ص ۲۷۷
عنوان: ‌تمام نهج البلاغة (طبع جدید) موضوع: اسناد و مستدرکات نهج البلاغه پدیدآور اصلی: گردآورنده: شریف الرضی، محمد بن حسین قرن: 5 تاریخ وفات: 406 ه.ق. سایر پدید آورندگان: نويسنده: علی بن ابی طالب (ع)، امام اول مصحح: سید، فرید گردآورنده: عساف، محمد محقق: موسوی، صادق ناشر: السید صادق الموسوی محل نشر: بیروت - لبنان سال نشر: 1426 ه.ق. تعدادجلد: ۸ زبان: عربی

[* بيان مدى تزكية المتقين لأنفسهم *]
*قد أحيا عقله، و أمات شهوته، و أطاع ربّه، و عصى نفسه؛ حتّى دقّ جليله، و لطف غليظه. و برق له لامع كثير البرق، فأبان له الطّريق، و سلك به السّبيل؛ و تدافعته الأبواب إلى باب السّلامة، و دار الإقامة؛ و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الرّاحة، بما استعمل قلبه، و أرضى ربّه.
----------------------
(*) من: قد أحيا. إلى: أرضى ربّه. ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 220. (*) من: يعمل الأعمال الصّالحة (الموجود في الهامش). إلى: و الرّحمة. ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 193. - 417. من كتاب المطالب العالية. مرسلا. و في الإعتبار و سلوة العارفين ص 555. مرسلا عن جعفر الصادق، عن علي عليهما السّلام. و مطالب السؤول ص 192 و 197. مرسلا. و في دستور معالم الحكم ص 129. مرسلا عن زيد بن أسلم، عن علي عليه السّلام. و في الإبانة ج 1 ص 270 الحديث 861. عن أبي علي محمد ابن احمد بن إسحاق الصواف، عن أبي علي بشر بن موسى، عن أبي محمد الحسين بن عاصم الرازي، عن الأشعث الإصبهاني، عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن علي عليه السّلام. باختلاف بين المصادر. و ورد في نسخ النهج (*) يعمل الأعمال الصّالحة و هو منها على وجل بدل الفقرة الأخيرة. (1) - ورد في غرر الحكم ج 1 ص 240 الحديث 203. و ج 2 ص 532 الحديث 95. باختلاف. (2) - تثبّتت. ورد في نسخة الجيلاني الموجودة في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام. (3) - لطمأنينة. ورد في الحقائق ص 11. مرسلا. و في قرة العيون ص 439. مرسلا. و الظاهر أنها عن نسخة للنهج، و لكننا لم نجده في نسخة فكتبناها بالخط الأبيض.




شرح نهج البلاغه-ابن میثم-ج۴ ص۵۲
عنه . 211 - و من كلام له عليه السّلام قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ وَ أَمَاتَ نَفْسَهُ حَتَّى دَقَّ جَلِيلُهُ - وَ لَطُفَ غَلِيظُهُ وَ بَرَقَ لَهُ لاَمِعٌ كَثِيرُ الْبَرْقِ - فَأَبَانَ لَهُ الطَّرِيقَ وَ سَلَكَ بِهِ السَّبِيلَ - وَ تَدَافَعَتْهُ الْأَبْوَابُ إِلَى بَابِ السَّلاَمَةِ وَ دَارِ الْإِقَامَةِ - وَ ثَبَتَتْ رِجْلاَهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ الْأَمْنِ وَ الرَّاحَةِ - بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ وَ أَرْضَى رَبَّهُ

أقول: هذا الفصل من أجلّ كلام له في وصف السالك المحقّق إلى اللّه، و في كيفيّة سلوكه المحقّق و أفضل اموره . فأشار بإحياء عقله إلى صرف همّته في تحصيل الكمالات العقليّة من العلوم و الأخلاق و إحياء عقله النظري و العملى بها بعد الرياضة بالزهد و العبادة، و أشار بإماتة نفسه إلى قهر نفسه الأمّارة بالسوء، و تطويعها بالعبادة للنفس المطمئنّة بحيث لا يكون لها تصرّف على حدّ طباعها إلاّ بإرسال العقل و باعثه فكانت في حكم الميّت عن الشهوات و الميول الطبيعيّة الّذي لا تصرّف له من نفسه.

و قوله: حتّى دقّ جليله . أى حتّى انتهت به إماتته لنفسه الشهويّة إلى أن دقّ جليله، و كنّى بجليله عن بدنه فإنّه أعظم ما يرى منه ، و لطف غليظه إشارة إلى لطف بدنه أيضا، و يحتمل أن يشير به إلى لطف قواه النفسانيّة بتلك الرياضة و كسر الشهوة فإنّ إعطاء القوّة الشهويّة مقتضى طباعها من الانهماك في المآكل و المشارب ممّا يثقل البدن و يكدّر الحواسّ، و لذلك قيل: البطنة تذهب الفطنة و تورث القسوة و الغلظة. فإذا قصرت على حدّ العقل لطفت الحواسّ عن قلّة الأبخرة المتولّدة عن التملّؤ بالطعام و الشراب، و لطف بلطف ذلك ما غلظ من جوهر النفس بالهيئات البدنيّة المكتسبة من متابعة النفس الأمّارة بالسوء كلطف المرآة بالصقال حتّى يصير ذلك اللطف مسبّبا لاتّصالها بعالمها و استشراقها بأنوار من الملأ الأعلى.

و قوله: و برق له لا مع كثير البرق . أشار باللامع إلى ما يعرض للسالك عند بلوغ الإرادة بالرياضة به حدّا ما من الخلسات إلى الجناب الأعلى فيظهر له أنوار إلهيّة لذيذة شبيهة بالبرق في سرعة لمعانه و اختفائه، و تلك اللوامع مسمّاة بالأوقات عند أهل الطريقة، و كلّ وقت فإنّه محفوف بوجد إليه قبله و وجد عليه بعده لأنّه لمّا ذاق تلك اللذّة ثمّ فارقها وصل فيه حنين و أنين إلى ما فات منها.

ثمّ إنّ هذه اللوامع في مبدء الأمر تعرض له قليلا فإذا أمعن في الارتياض كثرت، فأشار باللامع إلى نفس ذلك النور، و بكثرة برقه إلى كثرة عروضه بعد الإمعان في الرياضة. و يحتمل أن يكون قد استعار لفظ اللامع للعقل الفعّال، و لمعانه ظهوره للعقل الإنسانىّ، و كثرة بروقه إشارة إلى كثرة فيضان تلك الأنوار الشبيهة بالبروق عند الإمعان في الرياضة،

و قوله : فأبان له الطريق. أى ظهر له بسبب ذلك أنّ الطريق الحقّ إلى اللّه هى ما هو عليه من الرياضة، و سلك به السبيل: أى كان سببا لسلوكه في سبيل اللّه إليه. و قوله: و تدافعته الأبواب. أى أبواب الرياضة، و هى أبواب الجنّة أعنى تطويع النفس الأمّارة، و الزهد الحقيقىّ، و الأسباب الموصلة إليهما كالعبادات و ترك الدنيا فإنّ كلّ تلك أبواب يسير منها السالك حتّى ينتهى إلى باب السلامة و هو الباب الّذى إذا دخله السالك تيقّن فيه السلامة من الانحراف عن سلوك سبيل اللّه بمعرفته أنّ تلك هى الطريق و ذلك الباب هو الوقت الّذي أشرنا إليه، و هو أوّل منزل من منازل الجنّة العقليّة.

و قوله: و ثبتت رجلاه. إلى قوله: و الراحة. ففى قرار الأمن متعلّق ثبتت، و هو إشارة إلى الطور الثاني للسالك بعد طور الوقت و يسمّى طمأنينة و ذلك أنّ السالك ما دام في مرتبة الوقت فإنّه يعرض لبدنه عند لمعان تلك البروق في سرّه اضطراب و قلق يحسّ بها خلسة لأنّ النفس إذا فاجأها أمر عظيم اضطربت و تقلقلت فإذا كثرت تلك الغواشى ألفتها بحيث لا تنزعج عنها و لا تضطرب لورودها عليها بل تسكن و تطمئنّ لثبوت قدم عقله في درجة أعلى من درجات الجنّة الّتى هى قرار الأمن و الراحة من عذاب اللّه. و قوله: بما استعمل. إلى آخره. فالجار و المجرور متعلّق بثبتت أيضا: أى و ثبتت رجلاه بسبب استعمال قلبه و نفسه في طاعة اللّه و إرضائه بذلك الاستعمال، و باللّه التوفيق.



ابن ابی الحدید از ص ۱۲۷ تا ص ۱۴۱ شرح کرده:

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏11، ص: 127
214 و من كلام له ع‏
قد أحيا عقله و أمات نفسه حتى دق جليله و لطف غليظه و برق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق و سلك به السبيل و تدافعته الأبواب إلى باب السلامة و دار الإقامة و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الراحة بما استعمل قلبه و أرضى ربه يصف العارف يقول قد أحيا قلبه بمعرفة الحق سبحانه و أمات نفسه بالمجاهدة و رياضة القوة البدنية بالجوع و العطش و السهر و الصبر على مشاق السفر و السياحة.
حتى دق جليله أي حتى نحل بدنه الكثيف.
و لطف غليظه تلطفت أخلاقه و صفت نفسه فإن كدر النفس في الأكثر إنما يكون من كدر الجسد و البطنة كما قيل تذهب الفطنة
[فصل في مجاهدة النفوس و ما ورد في ذلك من الآثار]
و تقول أرباب هذه الطريقة من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمة.

....


شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏11، ص: 137
[كلام للفلاسفة و الحكماء في المكاشفات الناشئة عن الرياضة]
و اعلم أن قوله ع و برق له لامع كثير البرق هو حقيقة مذهب الحكماء و حقيقة قول الصوفية أصحاب الطريقة و الحقيقة و قد صرح به الرئيس أبو علي بن سينا في كتاب الإشارات فقال في ذكر السالك إلى مرتبة العرفان ثم إنه‏....



غرر الأخبار، ص: 121
نويسنده: ديلمى، حسن بن محمد
تاريخ وفات مؤلف: 841 ق‏
محقق / مصحح: ضيغم، اسماعيل‏
الفصل الحادي عشر في الجواهر من كلام أمير المؤمنين عليه السلام «1»
و من كلامه عليه السلام في صفة المؤمن: «قد أحيا قلبه، و أمات نفسه، حتى دق جليله، و لطف غليظه، و برق له لامع كثير البرق، فأبان له الطريق و سلك به السبيل، و تدافعت به الأبواب إلى باب السلامة و دار الإقامة، و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الراحة بما استعمل قلبه و بدنه و أرضى ربه» «3».




بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏66، ص: 316
34- نهج، نهج البلاغة من كلام له ع قد أحيا عقله و أمات نفسه حتى دق جليله و لطف غليظه و برق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق و سلك به السبيل و تدافعته الأبواب إلى باب السلامة و دار الإقامة و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الراحة بما استعمل قلبه و أرضى ربه «1».
بيان: إحياء العقل بتحصيل المعارف الربانية و تسليطه على الشيطان و النفس الأمارة و إماتة النفس بجعلها مقهورة للعقل بحيث لا يكون لها تصرف إلا بحكمه فكانت في حكم الميت في ارتفاع الشهوات النفسانية كما قيل موتوا قبل أن تموتوا و دق الشي‏ء صار دقيقا و هو ضد الغليظ و الجليل العظيم و لطف ككرم لطفا و لطافة بالفتح أي صغر و دق و كأن المراد بالجليل البدن و دقته بكثرة الصيام و القيام و الصبر على المشاق الواردة في الشريعة المقدسة و بالغليظ النفس الأمارة و القوى الشهوانية و يحتمل العكس و التأكيد أيضا.
و برق كنصر أي لمع أو جاء ببرق و برق النجم أي طلع و اللامع هداية الله بالأنوار الإلهية و النفحات القدسية و الألطاف الغيبية و كشف الأستار عن أسرار الكتاب و السنة.
و تدافع الأبواب يحتمل وجوها.
الأول أنه لم يزل ينتقل من منزله من منازل قربه سبحانه إلى ما هو فوقه حتى ينتهي إلى مقام إذا دخله كان مستيقنا للسلامة و هي درجة اليقين و منزلة أولياء الله المتقين الذين فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون الثاني أنه إذا أدركته التوفيقات الربانية شرع في طلب الحق و تردد في المذاهب فكلما تفكر في مذهب من المذاهب الباطلة دفعته العناية الإلهية عن الدخول فيه فإذا أصاب الحق قر فيه و سكن و اطمأن‏
كما روي عن الصادق ع إن القلب ليتجلجل «2» في الجوف يطلب الحق فإذا أصابه اطمأن و قر ثم تلا أبو عبد الله ع هذه الآية فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء «3»

و عنه‏ ع قال: إن الله خلق قلوب المؤمنين مبهمة على الإيمان فإذا أراد استنارة ما فيها نضحها بالحكمة و زرعها بالعلم و زارعها و القيم عليها رب العالمين «1».
و عنه ع قال: إن القلب ليرجج فيما بين الصدر و الحنجرة حتى يعقد على الإيمان فإذا عقد على الإيمان قر و ذلك قول الله و من يؤمن بالله يهد قلبه «2»

قال يسكن و سيأتي أمثالها إن شاء الله في باب القلب.
الثالث أن تكون الأبواب عبارة عن أسباب القرب من الطاعات و ترك اللذات فإن كلا منها باب من أبواب الجنة فينتقل منها حتى ينتهي إلى باب الجنة التي هي قرار الأمن و الراحة.
الرابع أن تكون الأبواب عبارة عن اللذات و المطالب النفسانية التي يريد الإنسان أن يدخلها بمقتضى طبعه فتمنعه العناية الإلهية و العقل السليم عن دخولها حتى ينتهي إلى باب السلامة و هو باب جنة الخلد في الآخرة أو الطاعات و العقائد الحقة التي توجب دخولها في الدنيا.
الخامس أن يكون المراد بالأبواب طرائق أرباب البدع و أبواب علماء السوء فيمنعه التوفيق الرباني عن اعتقاد ضلالاتهم و الدخول في جهالاتهم حتى يرد باب السلامة و هو اتباع أئمة الحق ص فإنهم أبواب الله إما بالوصول إلى خدمتهم أو إلى السالكين مسلكهم و الحافظين لآثارهم و رواة أخبارهم فتثبت رجلاه على الدين و الصراط المستقيم و لا يفتتن بشبه المغضوب عليهم و لا الضالين و هو قريب من بعض ما مر و هذا أظهر الوجوه.
و ثبات الرجلين ضد الزلق أو عبارة عن السكون و الطمأنينة بضم الطاء المهملة و فتح الميم و سكون الهمزة السكون يقال اطمأن اطمئنانا و طمأنينة قال الشيخ الرضي رضي الله عنه مصادر ما زيد فيه من الرباعي نحو تدحرج و احرنجام و اقشعرار و أما اقشعر قشعريرة و اطمأن طمأنينة فهما اسمان واقعان مقام‏ المصدر كما في أنبت نباتا و أعطى عطاء و القرار بالفتح ما قر فيه الشي‏ء أي سكن و يكون مصدرا و قرار الأمن و الراحة الجنة أو ما يوجبهما كما عرفت..



در قسمت ملحق دعای عرفه، فقد دفعتنی العوالم الیک، فراجع




از ص ۱۹۲ تا ص ۲۰۷ در منهاج:

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج‏14، ص: 192
و من كلام له عليه السلام و هو المأتان و الثامن عشر من المختار فى باب الخطب‏
قد أحيا عقله و أمات نفسه، حتى دق جليله، و لطف غليظه، و برق له لامع كثير البرق، فأبان له الطريق، و سلك به السبيل، و تدافعته الأبواب إلى باب السلامة، و دار الإقامة، و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الراحة، بما استعمل قلبه و أرضى ربه (51956- 51907).

اللغة
(دق) الشي‏ء يدق دقة من باب ضر خلاف غلظ فهو دقيق و غلظ الشي‏ء بالضم غلظا و زان عنب و الاسم الغلظة و هو غليظ و (أبان) و بين و تبين و استبان كلها بمعنى الوضوح و الانكشاف و جميعها يستعمل لازما و متعديا إلا بان الثلاثى فلا يستعمل إلا لازما قاله الفيومى.

الاعراب‏
جليله و غليظه مرفوعان على الفاعل للزوم فعليهما، و الباء فى قوله سلك به للتعدية، و فى قوله بطمأنينة بدنه للمصاحبة، و فى قوله بما استعمل للسببية، و كلتا الأخيرتين متعلقتان بقوله ثبتت.

المعنى‏
اعلم أن هذا الكلام على غاية و جازته جامع لجميع صفات العارف الكامل‏....

...

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج‏14، ص: 205
كنايه (و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الراحة) يعنى أنه بعد اندفاعه إلى باب السلامة و دار الاقامة التي هي مقر الأمن و الراحة استقر فيها، و ثبوت رجليه كناية عنه و حصل له برد اليقين الموجب للطمأنينة الكاملة و هو منتهى سير السالكين و غاية غايات المريدين و آخر مقامات العارفين، و أعلى درجات المقربين.
و هو الذى أشار إليه سيد الساجدين عليه السلام فيما قدمنا حكايته عنه عليه السلام قريبا بقوله في وصف العارفين: و طاب في مجلس الانس سرهم و أمن فى موطن المخافة سربهم و اطمأنت بالرجوع إلى رب الأرباب أنفسهم و تيقنت بالفوز و الفلاح أرواحهم و قرت بالنظر إلى محبوبهم أعينهم و استقر بادراك السؤل و نيل المأمول قرارهم قال الشارح البحرانى: قوله: و ثبتت رجلاه آه إشارة إلى الطور الثاني للسالك فانه ما دام في مرتبة الوقت يعرض لبدنه عند لمعان تلك البروق في سره اضطراب و قلق، لأن النفس إذا فاجاها أمر عظيم اضطربت و تقلقلت، فاذا كثرت تلك الغواشي ألقتها بحيث لا تنزعج عنها و لا يضطرب لورودها عليها البدن بل يسكن و يطمئن لثبوت قدم عقله في درجة أعلى من درجات الجنة التي هي قرار الأمن و الراحة من عذاب الله. انتهى.
و هو متفرع على ما قدمنا حكايته عن المتصوفة في شرح البروق اللامعة، و كلام السجاد عليه السلام غير خال عن الاشارة إليه.
و يجوز أن يراد بقرار الأمن و الراحة جنة الاخرة كما قال عليه السلام في الخطبة المأة و الثانية و التسعين في وصف المتقين: صبروا أياما قصيرة أعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة يسرها لهم ربهم.
و قال تعالى أولئك يجزون الغرفة بما صبروا و يلقون فيها تحية و سلاما. خالدين فيها حسنت مستقرا و مقاما و قال و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار و قال إن المتقين في جنات. و عيون. ادخلوها بسلام آمنين أى يقال لهم: ادخلوا الجنات بسلامة من الافات‏



منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج‏14، ص: 206
و براءة من المكاره و المضرات آمنين من الاخراج منها ساكنى النفس إلى انتفاء الضرر فيها قال الزجاج: السلام اسم جامع لكل خير لأنه يتضمن السلامة و قول الملائكة ادخلوها بسلام بشارة لهم بعظيم الثواب.
و ذلك كله (بما استعمل قلبه و أرضى ربه) أى حصول ذلك المقام العالى و نيل تلك الكرامات العظيمة له إنما هو بسبب استعمال قلبه في الذكر و التفكر في الله و إرضائه لربه بالمجاهدة و الرياضات و الملازمة على الطاعات و القربات، بل خلوه عن الارادات و المرادات في جميع الحالات و جعل رضاه تابعا لرضى مولاه لا يشاء شيئا إلا أن يشاء الله.
فينادى من عند رب العزة بنداء يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي و يدخل في حزب من قال تعالى فيهم إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشي ربه دعواهم فيها سبحانك اللهم و تحيتهم فيها سلام و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
الترجمة
از جمله كلام آن امام عاليمقام است عليه الصلاة و السلام در وصف عارف بحق مى‏فرمايد:
بتحقيق زنده كرده است او عقل خود را، و كشته است نفس خود را تا اين كه ضعيف و تحيف شده أعضاى بزرك او، و لطافت پيدا نموده اجزاى درشت او، و برق زده بقلب او نور ساطعى كه بغايت براقست، پس ظاهر گردانيده آن نور از براى او راه حق را، و راه رفته بروشنى او در راه حق، و دفع كرده او را درهاى فضل و كرامت بسوى در سلامت و خانه خلود و اقامت، و محكم شده پاهاى او با اطمينان و آرامى بدن او در قرارگاه ايمنى و استراحت بسبب استعمال قلب خود در تفكر و معرفت، و راضى نمودن پروردگار خود را با جهاد نفس و مواظبت‏ طاعت و عبادت.






تمام نهج البلاغة (ص: 2)
[ 8 ] قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ ، وَ أَمَاتَ شَهْوَتَهُ ، وَ أَطَاعَ رَبَّهُ ، وَ عَصى [ 2 ] نَفْسَهُ ، حَتَّى دَقَّ جَليلُهُ ، وَ لَطُفَ غَليظُهُ .
وَ بَرَقَ لَهُ لاَمِعٌ كَثيرُ الْبَرْقِ ، فَأَبَانَ لَهُ الطَّريقَ ، وَ سَلَكَ بِهِ السَّبيلَ ، وَ تَدَافَعَتْهُ الأَبْوَابُ إِلى بَابِ السَّلاَمَةِ ، وَ دَارِ الإِقَامَةِ ، وَ ثَبَتَتْ [ 3 ] رِجْلاَهُ بِطُمَأْنينَةِ بَدَنِهِ في قَرَارِ الأَمْنِ وَ الرَّاحَةِ ، بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ ،
وَ أَرْضى رَبَّهُ .



الكشكول (2/ 8)
من النهج قد أحيى عقله وأمات نفسه حتى دق جليله ولطف غليظه وبرق له لامع كثير البرق، فأبان له الطريق، وسلك به السبيل، وتدافعه الأبواب إلى باب السلامة ودار الإقامة، وثبت رجلاه لطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه، وأرضى ربه


معراج السعادة (3/ 13)
و در مكان ديگر مى فرمايد:
«قد احيى عقله، و امات نفسه، حتى دق جليله، و لطف غليظه، و برق له لامع كثير البرق، فابان له الطريق، و سلك به السبيل » . (49)
يعنى: «زنده كرد دل خود را و ميرانيد نفس خود را، تا آنكه ناهموارى و درشتى او لطيف و هموار شد. و درخشيد از براى او نورى درخشنده.پس ظاهر و هويدا كرد از براى او راه حق را، وبرد او را در راه، تا رسانيد او را به مطلوب » .


مجلة الرسالة (886/ 12، بترقيم الشاملة آليا)
أصدرها: أحمد حسن الزيات باشا (المتوفى: 1388هـ)
ولقد اتخذ كثير من رجال الإسلام الصوم والجوع واسطة لتهذيب النفس وقمع شهواتها.
فمن كلام لأمير المؤمنين الإمام علي (ع) يصف العارف أنه (قد أحيا عقله وأمات نفسه حتى دق جليله ولطف غليظه وبرق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة ودار الإقامة وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه وأرضى ربه) وقد قال في شرحه ابن أبي الحديد سنة 655هـ أنه عليه السلام يصف العارف يقول قد أحيا قلبه بمعرفة الحق سبحانه وأمات نفسه بالمجاهدة ورياضة القوة البدنية بالجوع والعطش والشهر والصبر على مشاق السفر والسياحة حتى دق جليله أي حتى نحل بدنه الكثيف ولطف غليظه أي تلطفت أخلاقه وصفت نفسه فإن كدر النفس في الأكثر إنما يكون من كدر الجسد والبطنة كما قيل تذهب الفطنة.
وقد رأيت الشيخ الرئيس ابن سينا في كتابه (الإشارات) في الفلسفة وقد درسته في النجف الأشرف - يدعو إلى رياضة النفس وقمع شهواتها توصلا بذلك إلى رقيها ورفعها إلى مستوى العارفين.



مجلة الرسالة (887/ 19، بترقيم الشاملة آليا)
أصدرها: أحمد حسن الزيات باشا (المتوفى: 1388هـ)
وأعلم أن الرياضة والجوع هي أمر يحتاج إليه المزيد الذي هو يعد في طريق السلوك إلى الله، فإن كان انقطاع الغذاء يسيراً وإلى حد ليس بمفرط لم يضر ذلك بالبدن كل الأضرار وكان ذلك غاية الرياضة التي أشار إليها أمير المؤمنين علي (ع) بقوله (حتى دق جليلة ولطف غليظه) وإن أفرط وقع الحيف والأحجاف وعطب البدن ووقع صاحبه في الدق والذبول وذلك منهي عنه لأنه قتل النفس، فهو كمن يقتل نفسه بالسيف والسكين) هذا ما شرح به عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي لكلام الأمام (ع) وقد زانته الثقافة الإسلامية في ذلك العهد أي آخر حكم العباسيين وقد شهد الشارح سقوط بغداد بيد التتار وكانت العلوم التي نقلت إلى العربية في صدر الدولة العباسية قلما ينعت وازدهرت ثمارها في أواخرها وذلك في عهد ابن أبي الحديد ومعاصره نصير الدين الطوسي