بسم الله الرحمن الرحیم

شهادت قلب به بطلان حدیث

فهرست مباحث حدیث
اسناد امر مستحدث است!
ظلم اهل جرح و تعدیل به محدثین
شهادت قلب ذهبی به بطلان حدیث
ابوهريرة-نقل حدیث-کشته شدن-قطع بلعوم-شج رأسي
آتش زدن ابوبكر احادیث را-پانصد حدیث

ذهبي: ابن حنبل حديث ضعيف را بر قياس مقدم ميداشت


تاريخ الإسلام ت بشار (12/ 1111)

قلت: ومع تبحر ابن الجوزي في العلوم، وكثرة اطلاعه، وسعة دائرته، لم يكن مبرزا في علم من العلوم، وذلك شأن كل من فرق نفسه في بحور العلم، ومع أنه كان مبرزا في التفسير، والوعظ، والتاريخ، ومتوسطا في المذهب، متوسطا في الحديث، له اطلاع تام على متونه، وأما الكلام على صحيحه وسقيمه، فما له فيه ذوق المحدثين، ولا نقد الحفاظ المبرزين، فإنه كثير الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة، مع كونه كثير السياق لتلك الأحاديث في الموضوعات، والتحقيق أنه لا ينبغي الاحتجاج بها، ولا ذكرها في الموضوعات، وربما ذكر في الموضوعات أحاديث حسانا قوية.

ونقلت من خط السيف أحمد ابن المجد، قال: صنف ابن الجوزي كتاب الموضوعات، فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل، ومما لم يصب فيه إطلاق الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها، كقوله: فلان ضعيف، أو ليس بالقوي، أو لين، وليس ذلك الحديثمما يشهد القلب ببطلانه، ولا فيه مخالفة ولا معارضة لكتاب ولا سنة ولا إجماع، ولا حجة بإنه موضوع، سوى كلام ذلك الرجل في راوية، وهذا عدوان ومجازفة، وقد كان أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على القياس. [ص:1112]





شهادت قلب ذهبی به بطلان حدیث






سير أعلام النبلاء ط الرسالة (17/ 175)
وسمعت المظفر بن حمزة بجرجان، سمعت أبا سعد الماليني يقول:
طالعت كتاب (المستدرك على الشيخين) ، الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره، فلم أر فيه حديثا على شرطهما (3) .
قلت: هذه مكابرة وغلو، وليست رتبة أبي سعد أن يحكم بهذا، بل في (المستدرك) شيء كثير على شرطهما، وشيء كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المائة يشهد القلب ببطلانها، كنت قد أفردت منها جزءا، وحديث الطير بالنسبة إليها سماء، وبكل حال فهو كتاب مفيد قد اختصرته، ويعوز عملا وتحريرا (1) .
قال ابن طاهر: قد سمعت أبا محمد بن السمرقندي يقول:
بلغني أن (مستدرك) الحاكم ذكر بين يدي الدارقطني، فقال:
نعم، يستدرك عليهما حديث الطير!
فبلغ ذلك الحاكم، فأخرج الحديث من الكتاب (2) .
قلت: هذه حكاية منقطعة، بل لم تقع فإن الحاكم إنما ألف (المستخرج) في أواخر عمره، بعد موت الدارقطني بمدة، وحديث الطير ففي الكتاب لم يحول منه، بل هو أيضا في (جامع) الترمذي.
قال ابن طاهر: ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم، فكتبته للتعجب (3) .
__________
(1) وهذا يدلك أيضا على أن الذهبي رحمه الله لم يعتن بالمختصر اعتناء تاما، بحيث لم يتتبع الأحاديث تتبعا دقيقا، وإنما تكلم فيه بحسب ما تيسر له، ولذا فقد فاته أن يتكلم على عدد غير قليل من الأحاديث صححها الحاكم وهي غير صحيحة، أو ذكر أنها على شرط الشيخين أو على شرط أحدهما وهي ليست كذلك، كما يتحقق ذلك من له خبرة بأسانيد الحاكم، وممارسة لها، ونظر فيها.
(2) انظر " طبقات " السبكي 4 / 163.
(3) " طبقات " السبكي 4 / 165.





سير أعلام النبلاء ط الرسالة (19/ 47)
وأخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا جعفر الهمداني، أخبرنا أبو طاهر السلفي: سألت شجاعا الذهلي عن ابن البطر، فقال: كان قريب الحال (5) ، لينا في الرواية، فراجعته في ذلك، وقلت: ما عرفنا مما (6) ذكرت شيئا، وما قرئ عليه شيء يشك فيه، وسماعاته كالشمس وضوحا، فقال: هو - لعمري - كما ذكرت، غير أني وجدت في بعض ما كان له به نسخة، سماعا يشهد القلب ببطلانه، ولم يحمل عنه من ذلك شيء (7) .
قال أبو المظفر في (مرآة الزمان (8)) :كان ابن البطر على دواليب
__________
(5) في " المستفاد ": كان قريب الامر.
(6) في الأصل: ما.
(7) الخبر في " المستفاد ": 241.
(8) وقد صور منه الجزء الثامن والاخير - وهو يبتدئ بحوادث سنة 495 هـ - في أمريكا سنة 1907 م.











ميزان الاعتدال (1/ 82)
294 - أحمد بن الأزهر [س ق] النيسابوري الحافظ.
اتهمه يحيى بن معين في رواية ذاك الحديث.
عن عبد الرزاق، ثم إنه عذره.
قال ابن عدي: هو بصورة أهل الصدق.
قلت: بل هو كما قال أبو حاتم صدوق.
وقال النسائي وغيره: لا بأس به.
وقد أدرك كبار مشيخة الكوفة عبد الله ابن نمير وطبقته، وحدث عنه جلة، ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبد الرزاق عن معمر حديثاً في فضائل على (1) ، يشهد القلب أنه باطل، وقال أبو حامد بن الشرقي السبب فيه أن معمرا كان له ابن أخت (2) رافضي، فأدخل هذا الحديث في كتبه.
وكان معمر مهيبا لا يقدر أحد على مراجعته فسمعه عبد الرزاق في الكتاب.
قلت: وكان عبد الرزاق يعرف الأمور، فما جسر يحدث بهذا إلا سرا لأحمد
ابن الأزهر ولغيره، فقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري، عن محمد بن علي بن سفيان النجار، عن عبد الرزاق، فبرئ أبو الأزهر من عهدته.
مات سنة إحدى وستين ومائتين.
295 - أحمد بن إسحاق، أخو يعقوب الحضرمي.
بصري ثقة.
روى عن حماد بن سلمة، ووهيب وجماعة.
وعنه أحمد بن أبي خيثمة، وعباس الدوري.
وثقة النسائي وغيره.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن به بأس، تركته من أجل ابن أكثم دخل له في شئ.
296 - أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط.
عن أبيه، عن جده بنسخة فيها بلايا.
ومن ذلك مرفوعاً: الجيزة روضة من الجنة.
ومنها: يا محمد لا أعذب بالنار من سمى باسمك.
ومنها: أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
ومنها: مصر خزائن الله في أرضه.
سمعناها من طريق أبي نعيم عن
__________
(1) من ذلك الحديث: عدوك يا على عدوى، وعدوى عدو الله (هامش خ) .
(2) في التهذيب: ابن أخ.
(*)





ميزان الاعتدال (3/ 180)
(4 [وفي مسند الهيثم الشاشى: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، حدثنا أبي، حدثنا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لما توفى أبو بكر ارتجت المدينة بالبكاء، وجاء على باكيا مسترجعا، ثم أثنى عليه، فساق أربعين سطرا يشهد القلب بوضع ذلك.
وأسيد مجهول] 4) .



مختصر تلخيص الذهبي (3/ 1416)
= دراسة الِإسناد:
الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله: "هذا وإن كان رواته ثقات، فهو منكر، ليس ببعيد من الموضع، وإلا لأي شيء حدث به عبد الرزاق سراً، ولم يجسر أن يتفوَّه به لأحمد، وابن معين، والخلق الذي رحلوا إليه؟! ".
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 133) بعد أن ذكر الحديث: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات، إلا أن في ترجمة أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري أن معمراً كان له ابن أخ رافضي، فأدخل هذا الحديث في كتبه، وكان معمر مهيباً، لا يراجع، وسمعه عبد الرزاق".
قلت: وإعلال الحديث بهذه العلة هو من أبي حامد الشرقي -رحمه الله- فإنه سئل عن حديث أبي الأزهر، عن عبد الرزاق، عن معمر، في فضائل علي، فقال أبو حامد: "هذا حديث باطل، والسبب فيه أن معمراً كان له ابن أخ رافضي، وكان معمر يمكِّنه من كتبه، فأدخل عليه هذا الحديث، وكان معمر رجلاً مهيباً، لا يقدر عليه أحد في السؤال، والمراجعة، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر"./ تاريخ بغداد (4/ 42).
وقال ابن الجوزي في العلل (1/ 219): "هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومعناه صحيح، فالويل لمن تكلف في وضعه، إذ لا فائدة في ذلك ... " وذكر كلام أبي حامد السابق.
وقال الذهبي في ترجمة أبي الأزهر في الميزان (1/ 82): "لم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبد الرزاق، عن معمر حديثاً في فضائل علي، يشهد القلب أنه باطل،، وذكر قول أبي حامد، ثم قال: "وكان عبد الرزاق يعرف الأمور، فما جسر يحدث بهذا إلا سراً لأحمد بن الأزهر، ولغيره، فقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري، عن محمد بن علي بن سفيان النجار، عن عبد الرزاق، فبرىء أبو الأزهر من عهدته". == وقال ابن عدي (1/ 196): "وأما هذا الحديث عن عبد الرزاق، (فعبد الرزاق) من أهل الصدق، وهو ينسب إلى التشيع، فلعله شُبِّه عليه، لأنه شيعي"./ وانظر التهذيب (1/ 13).
الحكم على الحديث:
الحديث رجاله ثقات كما تقدم عن الذهبي، والهيثمي، فلا مطعن في أحد منهم، لكن استنكره الأئمة، كابن معين، وغيره ممن تقدم ذكرهم، واستنبط أبو حامد الشرقي علته، فأظهرها كما سبق، فالحديث معلول بما ذكر أبو حامد، والله أعلم.





تاريخ الإسلام ت بشار (9/ 238)
145 - على بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد، أبو الحسن الهمذاني الصوفي، [المتوفى: 414 هـ]
نزيل مكة، ومصنف كتاب " بهجة الأسرار " في أخبار القوم.
حدث عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وأبي سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، وأحمد بن إبراهيم بن عطية الحداد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وعلي بن أبي العقب، وأبي بكر بن أبي دجانة، وأبي بكر الدقي، وجمح بن القاسم المؤذن، وطائفة.
روى عنه عبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن محمد الحنائي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وأبو علي الأهوازي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وخلق كثير من المغاربة والحجاج.
توفي بمكة.
قال أبو الفضل بن خيرون: تكلم فيه. قال: وقيل: إنه يكذب.
وقال شيرويه الديلمي: روى عنه أبو منصور بن عيسى، وأبو القاسم عبد الرحمن بن منده، وعبد الرحمن بن محمد بن شاذي؛ وحدثنا عنه بالإجازة، أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم ابن البصري، وأبو الفتح بن عبدوس.
قال: وكان ثقة صدوقا، عالما زاهدا، حسن المعاملة، مذكورا في البلدان، حسن المعرفة. وروى عنه أبو طالب محمد بن علي العشاري.
قرأت على الأبرقوهي: أخبركم أحمد بن مطيع إجازة وسماعا في غالب الظن أنه قرأ علي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، قال: أخبرنا هبة الله السقطي، قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي، قال: أخبرنا الحسين [ص:239] ابن عبد الكريم الجزري، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني، قال: أخبرنا علي بن محمد بن سعيد البصري، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا خلف بن عبد الله الصنعاني، عن حميد الطويل، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه السلام: " رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي " ثم ذكر فضل ليلة صلاة الرغائب، والحديث موضوع، ولا يعرف إلا من رواية ابن جهضم، وقد اتهموه بوضع هذا الحديث، وقد رواه عنه عبد العزيز بن بندار الشيرازي نزيل مكة، وغيره، ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببطلانها في كتاب: " بهجة الأسرار ".



تاريخ الإسلام ت بشار (10/ 763)
203 - نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر، أبو الخطاب البغدادي البزاز المقرئ. [المتوفى: 494 هـ]
سمع بإفادة أخيه من أبي محمد عبد الله ابن البيع، وعمر بن أحمد العكبري، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر المنقي، ومكي بن علي الحريري، وجماعة.
وتفرد في وقته، ورحل إليه؛ روى عنه أبو بكر الأنصاري، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، وسعد الخير الأندلسي، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وأبو الفتح ابن البطي، وأبو طاهر السلفي، ومحمد بن محمد بن السكن، وشهدة الكاتبة، وخطيب الموصل أبو الفضل الطوسي، وخلق سواهم، آخرهم موتا الطوسي.
قال صاحب المرآة: جرت له حكاية، كان على دواليب البقر مشرفا على علوفاتهم، فكتب إلى المستظهر بالله رقعة: العبد ابن البقر المشرف على البطر، فلما رآها الخليفة ضحك. وكان ذلك تغفلا منه.
قال أبو علي بن سكرة: شيخ مستور ثقة.
أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أبو الفضل الهمداني، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: سألت شجاعا الذهلي عن ابن البطر، فقال: كان قريب الأمر لينا في الرواية، فراجعته في ذلك وقلت: ما عرفنا مما ذكرت شيئا، وما [ص:764] قرئ عليه شيء يشك فيه، وسماعاته كالشمس وضوحا. فقال: هو لعمري كما ذكرت، غير أني وجدت في بعض ما كان له به نسخة سماعا، يشهد القلب ببطلانه، ولم يحمل عنه شيء من ذلك.
وقال السلفي: سألت ابن البطر عن مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وقد دخلت بغداد في الرابع والعشرين من شوال، فساعة دخولي لم يكن لي شغل إلا أن مضيت إلى ابن البطر، فدخلت عليه، وكان شيخا عسرا فقلت: قد وصلت من إصبهان لأجلك. فقال: اقرأ. وجعل موضع الراء من اقرأ غينا. فقرأت عليه وأنا متكئ لأجل دمامل في موضع جلوسي. فقال: أبصر ذا الكلب يقرأ وهو متكئ! فاعتذرت بالدماميل، وبكيت من كلامه. وقرأت عليه سبعة وعشرين حديثا، وقمت، ثم ترددت، وقرأت عليه نحو خمسة وعشرين جزءا، ولم يكن بذاك.
توفي ابن البطر في سادس عشر ربيع الأول.
وقد أخبرنا بلال المغيثي عن ابن رواج، عن السلفي، عنه، بجزء حديث الإفك، للآجري. وروى عنه هذا الجزء أبو الفتح بن شاتيل، وهو غلط من بعض الطلبة وجهل، فإن أبا الفتح لم يلحقه.
وقال السمعاني: كان أبو الخطاب يسكن باب الغربة عند المشرعة، مما يلي البدرية، وعمر حتى صارت إليه الرحلة من الأطراف، وتكاثر عليه الطلبة. وكان شيخا صالحا صدوقا، صحيح السماع؛ سمع ابن البيع، وابن رزقويه، وابن بشران، وهو آخر من حدث عنهم.




تاريخ الإسلام ت تدمري (42/ 300)
وربما ذكر في «الموضوعات» أحاديث حسانا قوية.
ونقلت من خط السيف أحمد بن المجد، قال: صنف ابن الجوزي كتاب «الموضوعات» ، فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل.
ومما لم يصب فيه إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها، كقوله: فلان ضعيف، أو ليس بالقوي، أو لين، وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه، ولا فيه مخالفة ولا معارضة لكتاب ولا سنة ولا إجماع، ولا حجة بأنه موضوع، سوى كلام ذلك الرجل في راويه، وهذا عدوان ومجازفة. وقد كان أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على القياس.



تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (21/ 181)
قال السلفي: راجعته في ذلك وقلت: ما عرفنا مما ذكرت شيئا، وما قرئ عليه شيء يشك فيه، وسماعاته كالشمس وضوحا، فقال: لعمري هو كما ذكرت، غير أني وجدت في بعض ما كان له به نسخة سماعا يشهد القلب ببطلانه، ولم يحمل عنه شيء من ذلك.





المغني في الضعفاء (2/ 384)
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
3608 - خ د س / عبد الرحمن بن غزوان قراد روى عنه الإمام أحمد والناس وكان يحفظ وله مناكير سئل أحمد بن صالح عن حديث لقراد عن الليث عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي مماليك أضربهم ... فقال هذا حديث موضوع وقال أبو أحمد الحاكم روى عن الليث حديثا منكرا قلت وروى عن يونس بن أبي اسحاق حديثا منكرا في سفر النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه إلى الشام يشهد القلب بوضعه




الأعلام للزركلي (4/ 304)
ابن جَهْضَم
(000 - 414 هـ = 000 - 1023 م)
علي بن عبد الله بن الحسين بن جهضم الهمذاني الشافعيّ، نور الدين، أبو الحسن: زاهد.
كان شيخ الصوفية بحرم مكة، ووفاته بها عن سن عالية. له كتاب " بهجة الأسرار " قال الذهبي:
" أتى فيه بمصائب يشهد القلب ببطلانها " (3) .
__________
(1) يتيمة الدهر 1: 8 - 22 والوفيات 1: 364 وزبدة الحلب 1: 111 - 152.
(2) وفيات الأعيان 1: 354 وإرشاد الأريب 5: 235 - 244 وسير النبلاء - خ. الطبقة العشرون. وفهرست الطوسي 89 ولسان الميزان 4: 238 وهو فيه " الناشئ الصغير ".
(3) لسان الميزان 4: 238 وشذرات الذهب 3: 200 والمنتظم 8: 14 ومخطوطات الظاهرية 281 وابن خير الإشبيلي في الفهرسة 295 وسمي كتابه " الأنوار وبهجة الأسرار " وقال: أربعون جزءا. قلت: كتاب " بهجة الاسرار " لابن جمهضم هذا، غير كتاب " بهجة الأسرار - ط " للشطنوفي " علي بن يوسف " المتوفى سنة 713 وقد جعلهما صاحب كشف الظنون، ص 256 شخصا واحدا، وبينهما ثلاثمئة عام، وتابعه




نثل النبال بمعجم الرجال (4/ 23)
بن أبي المجد: صنّف ابنُ الجوزي كتاب "الموضوعات" فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل، وما لم يُصب فيه: إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها، كقوله: "فلانٌ ضعيفٌ"، أو "ليس بالقوي"، أو "لينٌ"، وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه، ولا فيه مخالفةٌ، ولا معارضةٌ لكتابٍ ولا سنةٍ، ولا إجماعٍ، ولا حجة بأنه موضوع سوى كلام ذلك الرجل في راويه، وهذا عدوانٌ ومجازفةٌ".





شرف المصطفى (5/ 364)
2323- وعن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين، قلت: يا رسول الله فمحبونا؟ قال: من ورائكم.
(2323) - قوله: «من ورائكم» :
أورده المحب الطبري في الذخائر [/ 214] وقال: أخرجه أبو سعد- يعني:
المصنف- ولم يعزه لغيره وهو في مستدرك الحاكم [3/ 151] ، وتاريخ ابن عساكر [14/ 169] من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا الأجلح بن عبد الله الكندي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي في التلخيص بأن إسماعيل وشيخه وعصام ضعفوا، قال: والحديث منكر من القول، يشهد القلب بوضعه، كذا قال، وقد رواه إسماعيل بن عمرو أيضا، عن محمد بن يحيى، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين، عن علي قال:
شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس إياي، فقال: يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة ... فذكره، أخرجه ابن عساكر [14/ 169] .
وفي الباب عن أبي رافع، فأخرج الطبراني في معجمه الكبير [1/ 299] رقم 950 من حديث حرب بن الحسن الطحان، ثنا يحيى بن يعلى، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا.
قال الذهبي في الميزان: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعفوه، وحرب أيضا متكلم فيه، والحديث باطل بهذا الإسناد. اه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد [9/ 131] : حرب بن الحسن ويحيى بن يعلى كلاهما ضعيف.




سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (2/ 291)
الرابعة: علي بن جابر ومنصور الوراق لم أجد من ترجمهما. والحديث مع ضعف إسناده الشديد، فهو منكر بل باطل ظاهر البطلان، يشهد القلب بوضعه، ولعله من الإسرائيليات التي تلقها الكلبي من أهل الكتاب ثم دلسه عنه عطية العوفي، فإن من غير المعقول أن يثاب ذلك الرجل المجرم بعمل عمله لا يقصد به نفع الناس ولو قصده لم ينفعه حتى يبتغي به وجه الله، كما هو معلوم، مع أن العمل نفسه قد يمكن إدخاله في باب الإسراف وتضييع المال، فتأمل.
وإن مثل هذا الحديث ليفتح بابا كبيرا على الناس من التواكل والتكاسل عن القيام بما أمر الله به، والانتهاء عما نهى عنه، والاعتماد على الأعمال العادية التي لا يقصد بها التقرب إلى الله، متعللين بأنه عسى أن ينتفع بها بعض الناس فيغفر الله لنا!! .




سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (10/ 137)
(تنبيه) : أبو جعفر بن بابويه القمي؛ قال الخطيب:
"نزل بغداد، وحدث بها عن أبيه. وكان من شيوخ الشيعة ومشهوري الرافضة. حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي".
ثم ساق له هذا الحديث مشيرا إلى أنه مجهول، ولم يذكر له وفاة، ولا راويا غير النعالي. وكذلك صنع السمعاني في مادة "القمي".
وقد ساق له عبد الحسين الشيعي في "مراجعاته" (ص 210-217) أربعين حديثا في فضل علي رضي الله عنه، فيها - أو في جلها - التصريح بأنه الخليفة من بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -! يشهد القلب بأنها مصنوعة موضوعة، فهو المتهم بها إن سلم ممن فوقه، وما إخالها سالمة؛ فإن في بعضها الأصبغ بن نباتة؛ وهو متروك رمي بالرفض! انظر الحديث (5،13) .
وفي أحدها (رقم 14) عباية بن ربعي، وهو من رواة حديث: "علي قسيم النار"؛ وسيأتي برقم (4924) .




سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (10/ 524)
ثم رأيت الذهبي قد حكى ذلك عن أبي حامد الشرقي، وابن حجر أيضا؛ لكن في ترجمة أبي الأزهر، فقال الذهبي - بعد أن وثقه -:
"ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبد الرزاق عن معمر حديثا في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل، فقال أبو حامد (فذكر كلامه ملخصا ثم قال) . قلت: وكان عبد الرزاق يعرف الأمر، فما جسر يحدث بهذا الأثر إلا سرا؛ لأحمد بن الأزهر ولغيره؛ فقد رواه محمد بن حمدون عن ... فبرىء أبو الأزهر من عهدته".




سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 190)
وقال في ترجمة أحمد بن الأزهر بعد أن حكى توثيقه عن غير واحد:
" ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبد الرزاق عن معمر حديثا في فضل علي؛
يشهد القلب أنه باطل ".



سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 289)
وبالجملة؛ فهذه الطريق هي أخف ضعفا مما قبلها. ومع ذلك فالحديث؛ يشهد
القلب أن ابن اجوزي لم يبعد عن الصواب حين حكم عليه بالوضع، وأن السيوطي
لم يصنع شيئا حين قعقع عليه بهذه الطريق ومتابعة الهيثم بن جماز، وهو متهم
- كما سبق -، والمتن منكر، وعلامة الوضع والصنع عليه لائحة، والعجب من
الحافظ كيف سكت عليه في "الدراية" (1/ 160) ، وقد عزاه لـ "مسند ابن راهويه "
- تبعا لأصله "نصب الراية " (1/434) -! لكن هذا ساق إسناده؛ فبرئت عهدته
منه، بخلاف الحافظ؛ فكان عليه أن يبين علته حين حذف إسناده. ومثله إيراد




سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 431)
قلت: وهذا مما يشهد القلب بوضعه - منه، أو ممن دونه -؛ فإني لم أجد لهما
ذكرا في شيء من المصادر التي عندي. والله أعلم.