الشجرة الملعونة



فهرست مطالب بني أمیة
الشجرة الملعونة

إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةِ الْقَدْرِ
إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرينَ الدخان 3





فتح الباري لابن حجر (7/ 71)
قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك أنه تأخر ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة ردا على من خالفه فكان الناس طائفتين لكن المبتدعة قليلة جدا ثم كان من أمر علي ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه مضموما ذلك منهم إلى عثمان فصار الناس في حق علي ثلاثة أهل السنة والمبتدعة من الخوارج والمحاربين له من بني أمية وأتباعهم فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله فكثر الناقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك وإلا فالذي في نفس الأمر أن لكل من الأربعة من الفضائل إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلا







تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (17/ 483)
وقال آخرون ممن قال: هي رؤيا منام: إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه قوما يعلون منبره.
* ذكر من قال ذلك: حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة، قال: ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، قال: ثني أبي، عن جدي، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا (1) حتى مات، قال: وأنزل الله عز وجل في ذلك (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) .... الآية.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: عنى به رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلة أسري به، وقد ذكرنا بعض ذلك في أول هذه السورة.





تفسير ابن كثير ت سلامة (5/ 92)
وأما "الشجرة الملعونة"، فهي شجرة الزقوم، كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل لعنه الله (6) [بقوله] (7) هاتوا لنا تمرا وزبدا، وجعل يأكل هذا بهذا ويقول: تزقموا، فلا نعلم الزقوم غير هذا.
حكى ذلك ابن عباس، ومسروق، وأبو مالك، والحسن البصري، وغير واحد، وكل من قال: إنها ليلة الإسراء، فسره كذلك (8) بشجرة الزقوم.
وقد قيل: المراد بالشجرة الملعونة: بنو أمية. وهو غريب ضعيف.
قال ابن جرير: حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة، حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، حدثني أبي عن جدي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود (9) فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى مات. قال: وأنزل (10) الله في ذلك: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} الآية (11) .
وهذا السند ضعيف جدا؛ فإن "محمد بن الحسن بن زبالة" متروك، وشيخه أيضا ضعيف بالكلية. ولهذا اختار ابن جرير: أن المراد بذلك ليلة الإسراء، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم، قال: لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، أي: في الرؤيا والشجرة.






الدر المنثور في التفسير بالمأثور (5/ 309)
وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد رضي الله عنه - قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى كات وأنزل الله {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة} يعني الحكم وولده
وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت بني أمية على منابر الأرض وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك: فأنزل الله {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}
وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم فقيل: مالك يا رسول الله فقال: إني رأيت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا فقيل: يا رسول الله لا تهتهم فإنها دنيا تنالهم
فأنزل الله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله إليه: إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهي قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} يعني بلاء للناس
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لأبيك وجدك إنكم الشجرة الملعونة في القرآن








التحرير والتنوير (15/ 148)
ويوجد في بعض التفاسير أن ابن عباس قال: في الشجرة الملعونة بنو أمية. وهذا من الأخبار المختلفة عن ابن عباس، ولا أخالها إلا مما وضعه الوضاعون في زمن الدعوة العباسية لإكثار المنفرات من بني أمية، وأن وصف الشجرة بأنها الملعونة في القرآن صريح في وجود آيات في القرآن ذكرت فيها شجرة ملعونة وهي شجرة الزقوم كما علمت. ومثل هذا الاختلاق خروج عن وصايا القرآن في قوله: ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان [الحجرات: 11] .










تفسير الألوسي = روح المعاني (8/ 102)
وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال: رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات عليه الصلاة والسلام وأنزل الله تعالى هذه الآية وما جعلنا الرؤيا إلخ.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله تعالى إليه إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وذلك قوله تعالى: وما جعلنا إلخ.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت بني أمية على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم عليه الصلاة والسلام لذلك فأنزل الله سبحانه وما جعلنا الآية»
وأخرج عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله تعالى في ذلك وما جعلنا إلخ والشجرة الملعونة الحكم وولده»
وفي عبارة بعض المفسرين هي بنو أمية.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت لمروان بن الحكم: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك: إنكم الشجرة الملعونة في القرآن»
فعلى هذا معنى إحاطته تعالى بالناس إحاطة أقداره بهم، والكلام على ما قيل على حذف مضاف أي وما جعلنا تعبير الرؤيا أو الرؤيا فيه مجاز عن تعبيرها، ومعنى جعل ذلك فتنة للناس جعله بلاء لهم ومختبرا وبذلك فسره ابن المسيب، وكان هذا بالنسبة إلى خلفائهم الذين فعلوا ما فعلوا وعدلوا عن سنن الحق وما عدلوا وما بعده بالنسبة إلى ما عدا خلفاءهم منهم ممن كان عندهم عاملا وللخبائث عاملا أو ممن كان من أعوانهم كيفما كان، ويحتمل أن يكون المراد ما جعلنا خلافتهم وما جعلناهم أنفسهم إلا فتنة، وفيه من المبالغة في ذمهم ما فيه، وجعل ضمير نخوفهم على هذا لما كان له أولا أو للشجرة باعتبار أن المراد بها بنو أمية ولعنهم لما صدر منهم من استباحة الدماء المعصومة والفروج المحصنة وأخذ الأموال من غير حلها ومنع الحقوق عن أهلها وتبديل الأحكام والحكم بغير ما أنزل الله على نبيه عليه الصلاة والسلام إلى غير ذلك من القبائح العظام والمخازي الجسام التي لا تكاد تنسى ما دامت الليالي والأيام، وجاء لعنهم في القرآن إما على الخصوص كما زعمته الشيعة أو على العموم كما نقول فقد قال سبحانه وتعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة [الأحزاب:
57] وقال عز وجل فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم [محمد: 22، 23] إلى آيات أخر ودخولهم في عموم ذلك يكاد يكون دخولا أوليا لكن لا يخفى أن هذا لا يسوغ عند أكثر أهل السنة لعن واحد منهم بخصوصه فقد صرحوا أنه لا يجوز لعن كافر بخصوصه ما لم








التوضيح لشرح الجامع الصحيح (22/ 548)
وروى ابن مردويه من حديث عبد الرزاق عن أبيه عن مناء (6) مولى عبد الرحمن بن عوف أن عائشة رضي الله عنها قالت لمروان: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ولأبيك ولجدك: "إنكم الشجرة الملعونة في القرآن"،






عمدة القاري شرح صحيح البخاري (19/ 30)
وروى ابن مردويه عن عبد الرزاق عن أبيه عن مينا، مولى عبد الرحمن بن عوف: أن عائشة رضي الله عنها، قالت لمروان: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لك ولأبيك ولجدك: إنكم الشجرة الملعونة في القرآن، وروى ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو: أن الشجرة الملعونة في القرآن الحكم بن أبي العاص وولده.






تاريخ دمشق لابن عساكر (57/ 272)
قال ابن عساكر فأما ما روي في تفسير الشجرة الملعونة أنها بنو أمية فلم يصح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد (2) الجنزرودي أنا أبو الحسن علي






البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 219)
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا ابن مسلم، عن عمار قال: سمعت أم سلمة قالت: سمعت الجن يبكين على الحسين وسمعت الجن تنوح على الحسين.
ورواه الحسين بن إدريس عن هاشم بن هاشم عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت الجن ينحن على الحسين وهن يقلن: أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم * ونبي ومرسل وقبيل قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل وقد روي من طريق أخرى عن أم سلمة بشعر غير هذا فالله أعلم.
وقال الخطيب: أنبأنا أحمد بن عثمان بن ساج السكري، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا محمد بن شداد المسمعي، ثنا أبو نعيم، ثنا عبيد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قال: " أوحى الله تعالى إلى محمد إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وأنا قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا ".
هذا حديث غريب جدا، وقد رواه الحاكم في مستدركه.
وقد ذكر الطبراني ههنا آثارا غريبة جدا، ولقد بالغ الشيعة في يوم عاشوراء، فوضعوا أحاديث كثيرة كذبا فاحشا، من كون الشمس كسفت يومئذ حتى بدت النجوم وما رفع يومئذ حجر إلا وجد تحته دم، وأن أرجاء السماء احمرت، وأن الشمس كانت تطلع









تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (5/ 467)
قال هشام: حدثني بعض أصحابنا، عن عمرو بن أبي المقدام، قال:
حدثني عمرو بن عكرمة، قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة، فإذا مولى لنا يحدثنا، قال: سمعت البارحة مناديا ينادي وهو يقول:
أيها القاتلون جهلا حسينا ... أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم ... من نبي وملاك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود ... وموسى وحامل الإنجيل
قال هشام: حدثني عمر بن حيزوم الكلبي، عن أبيه، قال: سمعت هذا الصوت.











صحيح البخاري (4/ 199)
3604 - حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أبو أسامة، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يهلك الناس هذا الحي من قريش» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «لو أن الناس اعتزلوهم» قال: محمود، حدثنا أبو داود، أخبرنا شعبة، عن أبي التياح، سمعت أبا زرعة
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3409 (3/1319) -[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل. . رقم 2917. (يهلك الناس) أي بسبب طلبهم للملك من أهله تقع الفتن والحروب بينهم ويتخبط الناس وتضطرب أحوالهم. (هذا الحي) أي الغلمان المذكورون في الحديث بعده وهم بعض قريش لا كلهم. (اعتزلوهم) فلا تداخلوهم ولا تقاتلوا معهم]






صحيح البخاري (4/ 198)
3596 - حدثني سعيد بن شرحبيل، حدثنا ليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: «إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3401 (3/1317) -[ ر 1279]






صحيح مسلم (4/ 2007)
25 - باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم، أو سبه، أو دعا عليه، وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة
88 - (2600) حدثنا زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء، لا أدري ما هو فأغضباه، فلعنهما، وسبهما، فلما خرجا، قلت: يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا، ما أصابه هذان، قال: «وما ذاك» قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته، أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا "
...
صحيح مسلم (4/ 2010)
96 - (2604) حدثنا محمد بن المثنى العنزي، ح وحدثنا ابن بشار، - واللفظ لابن المثنى - قالا: حدثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، قال فجاء فحطأني حطأة، وقال: «اذهب وادع لي معاوية» قال: فجئت فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي: «اذهب فادع لي معاوية» قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: «لا أشبع الله بطنه» قال ابن المثنى: قلت لأمية: ما حطأني؟ قال: قفدني قفدة
__________

[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (فحطأني حطأة) فسر الرواي حطأني أي قفدني وهو الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين]



صحيح البخاري (4/ 199)
3605 - حدثنا أحمد بن محمد المكي، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده، قال: كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة، يقول: سمعت الصادق المصدوق، يقول «هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش»، فقال مروان: غلمة؟ قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان، وبني فلان
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3410 (3/1319) -[ ش (الصادق) بنفسه. (المصدوق) من عند الله تعالى والمصدق من عند الناس. (غلمة) جمع قلة غلام وهو هنا من طر شاربه والمراد أنهم لم يخبروا الأمور بعد فيكون منهم سفاهة وطيش وإضرار بالأمة. (أسميهم) أذكرهم بأسمائهم]
[6649]




صحيح البخاري (9/ 47)
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء»
7058 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد، قال: أخبرني جدي، قال: كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ومعنا مروان، قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق يقول: «هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش» فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة. فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول: بني فلان، وبني فلان، لفعلت. فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشأم، فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا [ص:48]: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم؟ قلنا: أنت أعلم
__________
[تعليق مصطفى البغا]
6649 (6/2589) -[ ر 3409]




فتح الباري لابن حجر (13/ 10)
وفي رواية بن أبي شيبة أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين وهو كذلك فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها وبقي إلى سنة أربع وستين فمات ثم ولي ولده معاوية ومات بعد أشهر وهذه الرواية تخصص رواية أبي زرعة عن أبي هريرة الماضية في علامات النبوة بلفظ يهلك الناس هذا الحي من قريش وإن المراد بعض قريش وهم الأحداث منهم لا كلهم والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن وقد وقع الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم وأما قوله لو أن الناس اعتزلوهم محذوف الجواب وتقديره لكان أولى بهم والمراد باعتزالهم أن لا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم ويفروا بدينهم من الفتن ويحتمل أن يكون لو للتمني فلا يحتاج إلى تقدير جواب




فتح الباري لابن حجر (13/ 11)
تنبيه يتعجب من لعن مروان الغلمة المذكورين مع أن الظاهر أنهم من ولده فكأن الله تعالى أجرى ذلك على لسانه ليكون أشد في الحجة عليهم لعلهم يتعظون وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد ولعل المراد تخصيص الغلمة المذكورين بذلك










تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (4/ 223)
فقال: يا بن عباس، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد؟ فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني، فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة، فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت فقلت: يا أمير المؤمنين، إن تأذن لي في الكلام، وتمط عني الغضب تكلمت.
فقال: تكلم يا بن عباس، فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين: اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود وأما قولك: إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال: «ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم» .
فقال عمر: هيهات والله يا بن عباس! قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أفرك عنها، فتزيل منزلتك مني، فقلت: وما هي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك، وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه، فقال عمر: بلغني أنك تقول: إنما صرفوها عنا حسدا وظلما! فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين: ظلما، فقد تبين للجاهل والحليم، وأما قولك: حسدا، فإن إبليس حسد آدم، فنحن ولده المحسودون، فقال عمر: هيهات! أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا ما يحول، وضغنا وغشا ما يزول فقلت: مهلا يا أمير المؤمنين، لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش، فإن قلب رسول الله ص من قلوب بني هاشم فقال عمر: إليك عنى يا بن عباس، فقلت: أفعل، فلما ذهبت لأقوم استحيا منى فقال: يا بن عباس، مكانك، فو الله إني لراع لحقك، محب لما سرك، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن لي عليك حقا وعلى كل مسلم، فمن حفظه فحفظه أصاب، ومن أضاعه فحظه أخطأ.
ثم قام فمضى.




تاريخ ابن خلدون (3/ 215)
حتى لقد ذهب كثير من الشيعة إلى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أوصى في مرضه ذلك لعليّ، ولم يصح ذلك من وجه يعوّل عليه. وقد أنكرت هذه الوصية عائشة وكفى بإنكارها. وبقي ذلك معروفا من أهل البيت وأشياعهم. وفيما نقله أهل الآثار أنّ عمر قال يوما لابن العبّاس: إنّ قومكم يعني قريشا ما أرادوا أن يجمعوا لكم، يعني بني هاشم بين النبوّة والخلافة فتحموا عليهم، وأنّ ابن عبّاس نكر ذلك، وطلب من عمر إذنه في الكلام فتكلّم بما عصب له. وظهر من محاورتهما أنهم كانوا يعلمون أنّ في نفوس أهل البيت شيئا من أمر الخلافة والعدول عنهم بها. وفي قصّة الشورى: أنّ جماعة من الصحابة كانوا يتشيعون لعليّ ويرون استحقاقه على غيره، ولما عدل به إلى سواه تأفّفوا من ذلك وأسفوا له مثل الزبير ومعه عمّار بن ياسر والمقداد بن الأسود وغيرهم. إلا أنّ القوم لرسوخ قدمهم في الدين وحرصهم على الألفة، لم يزيدوا في ذلك على النجوى بالتأفّف والأسف.










منهاج السنة النبوية (8/ 239)
وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان: أحدهما: تكلمهم في علي، والثاني: تأخير الصلاة عن وقتها.
ولهذا رئي عمر بن مرة الجملي بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بمحافظتي على الصلوات في مواقيتها، وحبي (1) علي بن أبي طالب. فهذا حافظ على هاتين السنتين (2) حين ظهر خلافهما ; فغفر الله له بذلك. وهكذا شأن من تمسك (* بالسنة إذا ظهرت بدعة، مثل من تمسك *) (3) بحب الخلفاء الثلاثة ; حيث يظهر خلاف ذلك وما أشبهه.