بسم الله الرحمن الرحیم
الأمالي (للطوسي)، النص، ص: 489
1072- 41- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: أخبرنا علي بن محمد بن الحسن بن كاس القاضي النخعي بالرملة، قال: حدثني جدي سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري، قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان، عن أبي خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام)، في قوله (تعالى):
«و لقد كرمنا بني آدم» يقول: فضلنا بني آدم على سائر الخلق «و حملناهم في البر و البحر» يقول: على الرطب و اليابس «و رزقناهم من الطيبات» يقول: من طيبات الثمار كلها «و فضلناهم» «1» يقول: ليس من دابة و لا طائر إلا هي تأكل و تشرب بفيها، لا ترفع بيدها إلى فيها طعاما و لا شرابا غير ابن آدم فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل.
1073- 42- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا حجاج بن تميم، قال: حدثنا ميمون بن مهران، عن ابن عباس (رحمه الله)، في قوله (عز و جل):
«و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا» «2» قال: ليس من دابة إلا و هي تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بيده.
1074- 43- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي، قال: حدثنا يحيى بن السري الضرير، قال: حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير، قال: دخلت على هارون الرشيد، قيل لي: و كانت
__________________________________________________
(1) سورة الإسراء 17: 70.
(2) سورة الإسراء 17: 70.
الأمالي (للطوسي)، النص، ص: 490
بين يديه المائدة، فسألني عن تفسير هذه الآية «و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات» الآية. فقلت: يا أمير المؤمنين، قد تأولها جدك عبد الله بن عباس: أخبرني الحجاج بن إبراهيم الجزري، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس في هذه الآية «و لقد كرمنا بني آدم» الآية، قال: كل دابة تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بالأصابع.
قال أبو معاوية: فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضة و تناول من الطعام بأصابعه.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج57، ص: 270
و لقد كرمنا بني آدم قال الرازي اعلم أن الإنسان جوهر مركب من النفس و البدن فالنفس الإنسانية أشرف النفوس الموجودة في العالم السفلى لأن النفس النباتية قواها الأصلية ثلاثة و هي الاغتذاء و النمو و التوليد و النفس الحيوانية لها قوتان أخريان الحاسة و المحركة بالاختيار ثم إن النفس الإنسانية مختصة بقوة أخرى و هي القوة العاقلة المدركة لحقائق الأشياء كما هي و هي التي يتجلى
__________________________________________________
(1) العلق: 1- 5.
(2) حين (خ).
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج57، ص: 271
فيها نور معرفة الله و يشرق فيها ضوء كبريائه و هو الذي يطلع على أسرار عالمي الخلق و الأمر و يحيط بأقسام مخلوقات الله من الأرواح و الأجسام كما هي و هذه القوة من سنخ الجواهر القدسية و الأرواح المجردة الإلهية فهذه القوة لا نسبة لها في الشرف و الفضل إلى تلك القوى الخمسة النباتية و الحيوانية و إذا كان الأمر كذلك ظهر أن النفس الإنسانية أشرف النفوس الموجودة في هذا العالم و أما بيان أن البدن الإنساني أشرف أجسام هذا العالم فالمفسرون ذكروا أشياء.
أحدها
روى ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله و لقد كرمنا بني آدم قال كل شيء يأكل بفيه إلا ابن آدم فإنه يأكل بيديه.
عن الرشيد أنه أحضرت الأطعمة عنده فدعا بالملاعق و عنده أبو يوسف فقال له جاء في تفسير «1» قوله تعالى و لقد كرمنا بني آدم و جعلنا لهم أصابع يأكلون بها فأحضرت الملاعق فردها و أكل بأصابعه.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج57، ص: 298
2- مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن علي بن محمد بن الحسن النخعي عن جده سليم بن إبراهيم بن عبيد عن نصر بن مزاحم المنقري عن إبراهيم بن الزبرقان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه ع في قوله تعالى و لقد كرمنا بني آدم يقول فضلنا بني آدم على سائر الخلق و حملناهم في البر و البحر يقول على الرطب و اليابس و رزقناهم من الطيبات يقول من طيبات الثمار كلها و فضلناهم يقول ليس من دابة و لا طائر إلا هي تأكل و تشرب بفيها لا ترفع بيدها إلى فيها طعاما و لا شرابا غير ابن آدم فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه فهذا من التفضيل.
بيان لعله أراد بالرطب الحيوانات المتحركة النامية و باليابس الأخشاب اليابسة التي تعمل منها السفن و يحتمل كون النشر على خلاف ترتيب اللف فالرطب البحر و اليابس البر.
3- مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن الحسن بن هارون عن يحيى بن السري الضرير عن محمد بن حازم أبي معاوية الضرير قال: دخلت على هارون الرشيد قيل لي و كانت بين يديه المائدة فسألني عن تفسير هذه الآية و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات
__________________________________________________
(1) الاحتجاج: 191.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج57، ص: 299
الآية فقلت يا أمير المؤمنين قد تأولها جدك عبد الله بن عباس أخبرني الحجاج بن إبراهيم الخوزي عن ميمون بن مهران- عن ابن عباس في هذه الآية و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات قال كل دابة تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بالأصابع قال أبو معاوية فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضة و تناول من الطعام بإصبعه.
4- و منه، عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن حجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله تعالى عز و جل و لقد كرمنا بني آدم إلى قوله تفضيلا قال ليس من دابة إلا و هي تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بيده.