بسم الله الرحمن الرحیم

دوران الارض في فتاوی الوهابیین

علم هیئت و نجوم
کرویت زمین در حدیث و فقه
کرویت زمین در هیئت قدیم





فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (26/ 414)

الفتوى رقم (15255)

س: أنا مدرس في إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة الرياض لمادة الجغرافيا، وحيث إنه قد ورد إلي موضوع يتعلق بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، وحيث إنه قد سبق وأن قرأت كتابا لسماحتكم بعنوان: (الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب، وعلى جريان الشمس والقمر وسكون الأرض) حيث كان هنالك تعارض بين ما ذكرتموه سماحتكم وبين الكتاب المدرسي؛ لذا أرجو من سماحتكم إفادتي عن هذا الموضوع. وجزاكم الله عني كل خير.

ج: يجب على مدرس الجغرافيا إذا عرض على الطلاب نظرية الجغرافيين حول ثبوت الشمس ودوران الأرض عليها - أن يبين أن هذه النظرية تتعارض مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأن الواجب الأخذ بما دل عليه القرآن والسنة، ورفض ما خالف ذلك، ولا بأس بعرض نظرية الجغرافيين من أجل معرفتها والرد عليها كسائر المذاهب المخالفة، لا من أجل تصديقها والأخذ بها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس

عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز



فتاوى إسلامية (4/ 88)

معنى قوله تعالى {رب المشرقين وربن المغربين} وقوله {ذلك تقدير العزيز العليم}

س - ما تفسير الآية الكريمة {رب المشرقين ورب المغربين} والآية الأخرى {ذلك تقدير العزيز العليم} ؟

ج- يخبر الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى عن نفسه بأنه رب المشرقين ورب المغربين، والمراد بهما مشرقا الصيف والشتاء، مشرق الصيف حيث تكون الشمس في أقصى مدار لها نحو الشمال ومشرق الشتاء حيث تكون الشمس في أقصى مدار لها نحو الجنوب، ونص الله على تمام قدرة الله سبحانه وتعالى وكمال رحمته وحكمته إذ لا أحد يقدر على أن يصرف الشمس من مشرق إلى مشرق ومن مغرب إلى مغرب إلا الله - عز وجل - ولهذا قال {رب المشرقين ورب المغربين، فبأي آلاء تكذبان} سورة الرحمن الآية 17 فأشار في تعقيبه بهذه الآية السابقة إلى أن هذا من آلاء الله ونعمه العظيمة على عباده.

إذن فالمراد بالمشرقين والمغربين مشرقا الشمس في الصيف والشتاء ومغرباها في الصيف والشتاء.

وقد قال تعالى في آية أخرى {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} سورة المعارج الآية 40 فجمع المشرق والمغرب.

وقال تعالى في آية ثالثة {رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً} سورة المزمل الآية 9 ولا تناقض بين هذه الآيات الكريمة.

فالمراد بآية التثنية من أسلفناه، والمراد بآية الجمع إما مشارق الشمس ومغاربها باعتبار مشرقها ومغربها كل يوم. لأن كل يوم لها مشرق ومغرب غير مشرقها ومغربها بالأمس..، أو أن المشارق والمغارب مشارق النجوم والكواكب والشمس والقمر.

وأما قوله تعالى {رب المشرق والمغرب} فالمراد بها الناحية أي أنه مالك كل شيء ورب كل شيء، سواء كان ذلك لشيء في المشرق أو في المغرب، وليعلم أن كتاب الله وما صح من سنة رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لا يمكن أن يكون فيه تناقض لا في ما بين النصوص ولا فيما بينها وبين الواقع توهم التناقض والتعارض فذلك إما لقصور في علمه أو نقص في فهمه أو تقصير في تدبره وتأمله وإلا فإن الحقيقة الواقعة أنه ليس بين نصوص الكتاب والسنة تناقض ولا بينها وبين المنافع أيضاً.

وأما قوله تعالى {والشمس تجري لمستقر لها} سورة يس الآية 38 وهو الشطر الثاني من السؤال فمعناه أن هذه الشمس تجري بإذن الله أي تسير لمستقر لها أي لغاية حددها الله سبحانه وتعالى بعلمه، ولهذا قال {ذلك تقدير العزيز العليم} فهو لعزته تبارك وتعالى وقهره خلق هذه الشمس العظيمة وسخرها تجري بأمره وبمقتضى علمه وحكمته إلى حيث أراد الله عز وجل والمستقر هو مستقرها تحت العرش حيث أنها تذهب كل يوم إذا غربت وتسجد تحت العرش، عرش الرحمن جل وعلا وتستأذن فإن أذن لها وإلا رجعت من حيث جاءت وخرجت من مغربها وهذا هو ما يشير إليه قوله تعالى {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً} سورة الأنعام، الآية 158 فإن الناس إذا رأوها خرجت من المغرب آمنوا أجمعون ولكن لا ينفع نفساً إيمانهم لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.

كذلك تجري لمستقر آخر وهو منتهاها يوم القيامة الدال عليه قوله تعالى {إذا الشمس كروت} سورة التكوير، الآية 1 وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن الشمس تدور على الأرض وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن وهو الذي نعتقده وندين الله به حتى يأتينا دليل محسوس ظاهر يسوغ لنا أن نؤول ظاهر الآية إلى ما يقال الآن بأن اختلاف الليل والنهار وطلوع الشمس وغروبها إنما هو بسبب دوران الأرض فإنه لا يحل لأحد أن يعدل عن ظاهر الكتاب والسنة إلا بدليل يكون حجة له أمام الله عز وجل يوم القيامة، يسوغ له أن يصرف ظاهر القرآن والسنة إلى ما يطابق ذلك الشيء المدعى.

وما دمنا لم نر شيئاً محسوساً تطمئن إليه نفوسنا ونراه مسوغاً لنا جواز صرف القرآن عن ظاهره فإن الواجب علينا معشر المؤمنين أن نؤمن بظاهر القرآن والسنة وألا نلتفت إلى قول أحد خالفهما كائناً من كان.

وإلى الآن لم يتبين لي صحة ما ذهب إليه هؤلاء من أن اختلاف الليل والنهار في الشروق والغروب كان بسبب دوران الأرض. وعليه فإن عقيدتي التي أدين الله بها أن الشمس هي التي يحصل بها اختلاف الليل والنهار وهي التي تدور على الأرض والله على كل شيء قدير، ألم تر إلى قوله تعالى {وترى الشمس إذا طلعت تزوار عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} سورة الكهف الآية 17، وقوله تعالى {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب} سورة ص، الآية 32.

وقوله تعالى {حتى إذا بلغ مغرب الشمس} .

ففي هذه الآيات المتعددة إضافة الطلوع والغروب وإضافة التزاور وإضافة المغرب إلى الشمس وإضافة التواري إلى الشمس.

فما بالنا نصرف هذه الأفعال المسندة إلى الشمس عن ظاهرها إلى قول لم يتبين لنا أنه واقع حساً. إن هذا لا يجوز أبداً.

فيجب علينا أن نعقتد ما دل عليه ظاهر الكتاب والسنة إلا بدليل محسوس يستطيع الإنسان أن يواجه الله به يوم القيامة، ويقول يا رب إني رأيت الأمر المحسوس يخالف ظاهر ما خاطبنتنا به وأنت أعلم وأحكم وكتابك منزّه عن أن يناقض الواقع المحسوس، فإذا تبين بالحس الواضح أن اختلاف الليل والنهار ثبت بدوران الأرض فإن فهمي يكون خطئاً، وأما ما دام الأمر هكذا مجرد أقاويل فإني أعتقد أنه لا يجوز لأحد أن يخالف ظاهر الكتاب والسنة في مثل هذه الأمور.

وخلاصة القول أن معنى قوله تعالى {والشمس تجري لمستقر لها} أن الله يخبر بأن الشمس تسير بإذن الله - عز وجل - ولمستقر لها لغاية تنتهي إليها يومياً وهو سجودها تحت العرش كما صح عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من حديث أبي ذر الذي رواه البخاري وغيره.

الشيخ ابن عثيمين

* * * *




دروس للشيخ عبد العزيز بن باز (2/ 18، بترقيم الشاملة آليا)

القول المختار في دوران الشمس حول الأرض

السؤال

 لسماحة الشيخ/ عبد العزيز جزاه الله خيراً قول في دوران الأرض وجريان الشمس، وعدم إنارة القمر، فنأمل التوضيح؟

الجواب

 الأدلة التي لنا هي رد على من قال بدوران الأرض وحركاتها، ورسوخ الشمس وثبوتها، هذا كتبنا فيه ردوداً وجُمعت، وطُبعت، وتوزَّع وعنوانها: " الأدلة النقلية والحسية على سكون الأرض، وعلى جريان الشمس وعلى إمكان الصعود إلى الكواكب " هذا الذي نقلناه من كلام أهل العلم، أن الأرض ثابتة وساكنة، وأن الشمس والقمر دائران وسائران.

وأما عدم إنارة القمر فهذا لا أصل له، وما قلتُ هذا، القمر جعله الله نوراً بنص القرآن، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً} [يونس:5] فالقمر له نور، والشمس لها نور وضياء، هذا بنص القرآن وبالمشاهَدة، ومن نقل عني أني أقول بعدم إنارة القمر فهذا قول فاسد لا أصل له ولا أقول به، وكتابي موجود يوزع من المكتبة ومن المستودع، ومن أراده وجده، والأدلة التي ذكرناها عن أهل العلم واضحة في أن الشمس والقمر دائران، كما نص الرب على ذلك، قال تعالى: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً} [الرعد:2] .

وأما الأرض فهي ساكنة، وقد نقل القرطبي رحمه الله في تفسيره إجماع العلماء قال: وأهل الكتاب أيضاً على أن الأرض ساكنة وثابتة.

وقال عبد القاهر البغدادي في كتابه: الفَرْق بين الفِرَق قال: أجمع أهل السنة على أنها ساكنة وثابتة، هذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة.

أما ما يقوله الناس اليوم وينسبونه إلى الرياضيين أو الفلكيين من دوران الأرض فهذا قول لا أصل له، ولا دليل عليه، وإنما هي خرافة وظنون ليس لها دليل من الواقع ولا من الحس، ولا دليل من نقل، وإن زعموا وجود ذلك، فالأرض ثابتة ومستقرة في الهواء بإذن الله عزَّ وجلَّ، والشمس والقمر والكواكب دائرات من حولها في جوها وفي فلكها.










تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (3/ 277)

ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه

الفوائد:

تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (3/ 283)
13 - ومنها: الرد على علماء الهيئة الذين يقولون: إن إتيان الشمس ليس إتيانا لها بذاتها؛ ولكن الأرض تدور حتى تأتي هي على الشمس؛ ووجه الرد أن إبراهيم قال: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق} ؛ إذا الله أتى بها من المشرق؛ وهم يقولون: إن الله لم يأت بها من المشرق؛ ولكن الأرض بدورتها اطلعت عليها؛ ونحن نقول: إن الله لم يقل: إن الله يدير الأرض حتى ترى الشمس من المشرق؛ فأدرها حتى ترى من المغرب! ويجب علينا أن نأخذ في هذا الأمر بظاهر القرآن، وألا نلتفت لقول أحد مخالف لظاهر القرآن؛ لأننا متعبدون بما يدل عليه القرآن؛ هذا من جهة؛ ولأن الذي أنزل القرآن أعلم بما خلق: قال الله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [الملك: 14] ؛ فإذا كان يقول في كلامه إن الشمس: «تأتي» ، و «تطلع» ، و «تغرب» ، و «تزول» ، و «تتوارى» ؛ كل هذه الأفعال يضيفها إلى الشمس؛ لماذا نحن نجعلها على العكس من ذلك، ونضيفها إلى الأرض!!! ويوم القيامة سيقول الله لنا: {ماذا أجبتم المرسلين} [القصص: 65] ؛ لا يقول: ماذا أجبتم العالم الفلكي الفلاني؛ على أن علماء الفلك قديما، وحديثا مختلفون في هذا؛ لم يتفقوا على أن الأرض هي التي بدورانها يكون الليل، والنهار؛ وما دام الأمر موضع خلاف بين الفلكيين أنفسهم؛ فإننا نقول كما نقول لعلماء الشرع إذا اختلفوا: «إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول» ؛ بل نقول: لو جاء علماء الفلك بأجمعهم ما عدلنا عن ظاهر القرآن حتى يتبين لنا أمر محسوس؛ وحينئذ نقول لربنا إذا لاقيناه: إنك قلت - وقولك الحق: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} ، وقلت: {اتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] ؛ ونحن ما وسعنا إلا أن نقول: إن قولك: {وترى الشمس إذا طلعت} [الكهف: 17] أي إذا طلعت رأي العين؛ لا في حقيقة الواقع؛ لأننا علمنا بحسنا، وبصرنا بأن الذي يكون به تعاقب الليل، والنهار هو دوران الأرض؛ أما والحس لم يدل على هذا؛ ولكنه مجرد أقيسة ونظريات، فإنني أرى أنه لا يجوز لأحد أن يعدل عن كلام ربه الذي خلق، والذي أنزل القرآن تبيانا لكل شيء لمجرد قول هؤلاء.




تفسير العثيمين: الكهف (ص: 32)
وفي قوله تعالى: (إذا طلعت تزاور) (وإذا غربت تقرضهم) دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافا لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة، فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلا بدليل بين، فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين، أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبدا، علينا أن نقول: إن الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟ " (1) فأسند الذهاب إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه ولا نقبل حدسا ولا ظنا، ولكن لو تيقنا يقينا أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به.




شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 263)
أي الشمس (بالحجاب) أي بالأرض، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه حين غربت الشمس: أتدري أين تذهب؟ قال: الله ورسوله أعلم (2) فأضاف الذهاب إليها أي إلى الشمس.
أفبعد هذا يمكن أن نقول: إن الأرض هي التي تدور، ويكون في دورانها اختلاف الليل والنهار؟ لايمكن إلا إذا ثبت عندنا ثبوتا قطعيا نستطيع به أن نصرف ظاهر النصوص إلى معنى يطابق الواقع، فإذا ثبت فالقرآن والسنة لايخالف الواقع، ولكن كيف نتصرف مع هذه الأفعال التي ظاهرها أن الشمس هي التي تدور؟

نتصرف فنقول: تطلع في رأي العين، لأنك أنت مثلا واقف في السطح أو في البر ترى الشمس تطلع وترتفع في رأي العين، نقول هذا: إذا ثبت قطعا ثبوتا حسيا أن اختلاف الليل والنهار يكون بدوران الأرض، وهذا إلى الآن لم نصل إليه، فيجب إبقاء النص على ما هوعليه.

فإذا قال قائل: كيف يتصور الإنسان أن الكبير يدور على الصغير، لأنك إذا نسبت الأرض إلى الشمس فليست بشيء، أي صغيرة.

نقول: إن الذي أدار الكبير على الصغير هو الله عز وجل، وهو على كل شيء قدير، ولامانع.

فهذامانعتقده حول هذه المسألة، ومع ذلك لو قال قائل: هل الدلالة قطعية؟

فالجواب: الدلالةليست قطعية، بل ظنية، ونحن علينا أن نعمل بالدليل الظني الذي هو ظاهر النص حتى يعارض بدليل قطعي، ولايجوز أن نقول: إن دلالة الآية والحديث على دوران الشمس على الأرض قطعية، لأنه ربما يأتي الوقت الذي نقطع بأن اختلاف الليل والنهار بدوران الأرض، وحينئذ نقول بالمحال، لأن تعارض الدليلين القطعيين محال، إذ تعارضهما يقتضي انتفاء أحدهما، ومادمنا نقول إنهما قطعيان فلا يمكن أن ينتفيا.
وإذا تقرر بالدليل القطعي أن الأرض هي التي تدور فقد يستدل لذلك مستدل بقوله تعالى: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) (النحل: الآية15) تميد أي تضطرب، قالوا: وانتفاء الاضطراب يدل على وجود أصل الحركة، كما أن قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) (الأنعام: الآية103) يدل على ثبوت رؤية الله حيث نفى الأخص، ونفي الأخص يدل على ثبوت الأعم ولكن إلى الآن لم نصل إلى القطع بأن اختلاف الليل والنهار يكون بدوران الأرض لا بدوران الشمس.





لقاء الباب المفتوح (61/ 21، بترقيم الشاملة آليا)
دوران الأرض ودوران الشمس

السؤال
 فضيلة الشيخ! عندنا في مادة العلوم في الصف السادس الابتدائي درس عن دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، فهل ورد في كتاب أو سنة ما يثبت هذا؟ وما هو موقف المدرس من هذا الدرس؟

الجواب
 أما كون الأرض تدور أو لا تدور فهذا لا أعلم شيئا في القرآن أو السنة يؤيده أو يفنده، وقوله تعالى: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل:15] هذه دليل من يقول: إن الأرض لا تتحرك، ومن يقول: إن الأرض تتحرك، كيف هذا؟ {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل:15] قال الذين قالوا إن الأرض تتحرك: هذا دليل لنا، وقال الآخرون: هذا دليل لنا، حسنا الذين قالوا: إنها دليل لنا قالوا: إن الله قال: {ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل:15] إذا لا تتحرك، وقال الآخرون: {ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل:15] أي: أن تضطرب، وأن الاضطراب يدل على أصل الحركة.
وعلى كل حال أنا أتوقف في هذا ولا أستطيع أن أقول: إنها تتحرك أو تدور ولا أقول: إنها لا تدور؛ لأنه لم يثبت عندي في القرآن أو في السنة أن ذلك كائن أو غير كائن.
أما بالنسبة للشمس فالذي أعتقده إلى الآن أن الشمس هي التي تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار يكون بالشمس بجريانها حول الأرض، هذا الذي أعتقده؛ لأن هذا هو ظاهر كلام الله، والله عز وجل هو الذي خلق الشمس وهو الذي خلق الأرض وهو أعلم بها من غيره، قال الله تبارك وتعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم} [الكهف:17] فيها ضميران الآن، طلعت يعني: الشمس، تزاور أي: الشمس، ولو كان طلوع الشمس بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا طلعت عليها -أي: هي تطلع وتأتينا- إذا طلعت تزاور {وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} [الكهف:17] (إذا غربت) ضمير يعود على الشمس (تقرضهم) ضمير يعود على الشمس أيضا، وقال تعالى عن سليمان: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب} [ص:32] توارت الشمس بالحجاب، ولو كان ذلك بدوران الأرض لقال: حتى تورى عنها، أي: الشمس بالحجاب، وقال تعالى في ذي القرنين: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة} [الكهف:86] أي: في البحر، وقال النبي عليه الصلاة والسلام لـ أبي ذر حين غربت الشمس: (يا أبا ذر! أتدري أين تذهب؟ قال الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب فتسجد تحت العرش، فتستأذن الله عز وجل أتطلع أم لا، فإن أذن لها وإلا قيل: ارجعي من حيث جئتي، فترجع فتخرج من المغرب) كل هذه الضمائر تعود على الشمس، والذي قال ذلك هو الله عز وجل وهو أعلم بما خلق، ونحن تعجز عقولنا عن إدراك هذا، فمادمنا لم نر أمرا محسوسا نشهده كما نشهد الشمس على أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فإن الواجب علينا أن نأخذ بظاهر القرآن والسنة، هذا الواجب، وهو لا يجوز أن نأخذ بقول فلان وفلان إلا إذا رأينا هذا بأعيننا، أي: لو فرض أننا أيقنا مثل الشمس أن الليل والنهار يكون تعاقبهما بدوران الأرض لقلنا: إن الله تعالى خاطب الناس بما يفهمون في ذلك الوقت ويكون طلوع الشمس وغروبها وتزاورها بحسب رؤية الرائي لا باعتبار الواقع، هذا متى نقوله؟ إذا علمنا ذلك حسا بأعيننا؛ لأن القرآن لا يعارض الواقع.
أما مجرد أن قالوا: كذا، نقول: كذا، هم قالوا: إن المادة غير مستحدثة، وغير حادثة -سبحان الله- المادة عندهم لا تفنى ولا تستحدث، فمن الذي خلقها {إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} [الأنعام:116] كل الكون حادث مخلوق خلقه الله عز وجل من لا شيء، وأما فنائها فقد قال الله تعالى: {كل من عليها فان} [الرحمن:26] ونحن نشاهد الحطب خشبا، فإذا أحرق بالنار صار رمادا تذروه الرياح، هل الرماد هذا هو الذي كان خشبا تغير، ولهذا ذهب بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية إلى طهارة النجاسة بالإستحالة، وقال: إن النجاسة إذا تحولت إلى رماد فهي رماد وليست نجاسة.
فعلى كل حال هذه مسائل لا ينبغي لنا أن نتابع آراء من تكلم بها بمجرد أن يقول هكذا، وعندنا وحي منزل من الله عز وجل، إلا إذا تبين لنا رأي العين على وجه ممكن أن نتأول الآيات إلى معنى آخر فهذا شيء لا بأس به.





لقاء الباب المفتوح (103/ 13، بترقيم الشاملة آليا)
مسألة دوران الشمس حول الأرض

السؤال
 العلم الحديث يثبت أن الشمس ثابتة وأن الكواكب تدور حولها, فهل يجوز اعتقاد هذا, وهل ينافي الآية: {والشمس تجري لمستقر لها} [يس:38] ؟

الجواب
 أرى أن الإنسان يأخذ بظاهر القرآن؛ لأن القرآن تكلم به الخالق عز وجل, وهو أعلم بمخلوقاته, والشمس في مكان لا نصل إليه, ولا يصل إليه أحد, فإذا قال الله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها} [يس:38] ، وقال: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} [الكهف:17] فهذه أربعة أفعال كلها مضافة إلى الشمس: إذا طلعت تزاور, وإذا غربت تقرضهم, والأصل في إضافة الفعل إلى فاعله أنه قائم به, فترى الشمس هي التي تطلع, وهي التي تزاور, وهي التي تغرب, وهي التي تقرض, فعلينا أن نؤمن بهذا على ظاهره, وقال النبي صلى الله عليه وسلم لـ أبي ذر حينما غربت الشمس: (أتدري أين تذهب؟ قلت: الله ورسوله أعلم, قال: فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فإن أذن لها وإلا رجعت من حيث جاءت) قال: تذهب, وقال: تسجد, وقال: رجعت, فعلينا أن نؤمن بهذا الظاهر إلا إذا جاءنا أمر يقين مثل الشمس: أن الشمس ثابتة، وأن تعاقب الليل والنهار يكون بدوران الأرض فحينئذ نؤمن بهذا, ويمكن أن يؤول القرآن إلى أن معنى قوله: (إذا طلعت) أي: في رأي العين, لأن على من يقول: إن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض هل هي التي طلعت علينا، أم نحن الذين طلعنا عليها؟ نحن الذين طلعنا عليها؛ لأننا نحن الذين جئنا إليها, ما دام تعاقب الليل والنهار يكون بدوران الأرض معناه: نحن الذين جئنا إليها حتى رأيناها, وهي واقفة في مكان ثم دارت الأرض, نحن الذين جئنا ونحن الذين طلعنا عليها.
وعلى كل حال: نحن لا نعلم الغيب إلا ما علمنا الله عز وجل, فنؤمن بظاهر القرآن ونقول: إن الشمس والقمر يكون بسيرها تعاقب الليل والنهار, هذا هو الظاهر لنا, فلو قدرنا أننا علمنا علم اليقين بأن الأمر ليس على ظاهره، أمكن أن نصرف الآيات عن ظاهرها إلى معنى لا ينافيه.





مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (1/ 70)
(24) سئل فضيلة الشيخ: عن دوران الأرض؟ ودوران الشمس حول الأرض؟ وما توجيهكم لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟
فأجاب فضيلته بقوله: خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله - تعالى -: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} . ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجا بأن قوله: {أن تميد بكم} يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: {الله الذي جعل لكم الأرض قرارا} ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قرارا، وإن كانت تدور.
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دورانا يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها.
ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دورانا يحصل به تعاقب الليل والنهار، قوله - تعالى -: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} . فهذه أربعة أفعال أسندت إلى الشمس (طلعت) ، (تزاور) ، (غربت) ، (تقرضهم) . ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا تبين سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك، وثبت «عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ " فقال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب» «وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وأنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها ".» ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو ظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.
وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون، فإنه لم يصل عندنا إلى حد اليقين فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربنا وسنة نبينا.
ونقول لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار، إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟
فجوابه: أنا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة؛ لأن القرآن الكريم كلام الله - تعالى - الذي هو خالق الكون كله، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال، وحركة وسكون، وكلامه - تعالى - أصدق الكلام وأبينه، وهو - سبحانه - أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء، وأخبر - سبحانه - أنه يبين لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله - عز وجل - لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي. وفي ظني - والله أعلم - أنه سيجئ الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة داروين حول نشأة الإنسان.
(25) سئل فضيلة الشيخ: عن دوران الشمس حول الأرض؟
فأجاب بقوله: ظاهر الأدلة الشرعية تثبت أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وبدورتها يحصل تعاقب الليل والنهار على سطح الأرض وليس لنا أن نتجاوز ظاهر هذه الأدلة إلا بدليل أقوى من ذلك يسوغ لنا تأويلها عن ظاهرها. ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دورانا يحصل به تعاقب الليل والنهار ما يلي: 1- قال الله - تعالى - عن إبراهيم في محاجته لمن حاجه في ربه: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب} . فكون الشمس يؤتى بها من المشرق دليل ظاهر على أنها التي تدور على الأرض.
2 - وقال أيضا عن إبراهيم: {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني بريء مما تشركون} . فجعل الأفول من الشمس لا عنها ولو كانت الأرض التي تدور لقال: " فلما أفل عنها ".
3 - قال - تعالى -: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} . فجعل الازورار والقرض من الشمس وهو دليل على أن الحركة منها ولو كانت من الأرض لقال يزاور كهفهم عنها، كما أن إضافة الطلوع والغروب إلى الشمس يدل على أنها هي التي تدور وإن كانت دلالتها أقل من دلالة قوله: (تزاور) ، (تقرضهم) .
4 - وقال - تعالى -: {وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} . قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: يدورون في فلكة كفلكة المغزل. اشتهر ذلك عنه.
5 - وقال - تعالى -: {يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا} . فجعل الليل طالبا للنهار، والطالب مندفع لاحق، ومن المعلوم أن الليل والنهار تابعان للشمس.
6 - وقال - تعالى -: {خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار} . فقوله: {يكور الليل على النهار} أي يديره عليه ككور العمامة دليل على أن الدوران من الليل والنهار على الأرض، ولو كانت الأرض التي تدور عليهما لقال: " يكور الأرض على الليل والنهار ". وفي قوله: {كل يجري لأجل مسمى} المبين لما سبقه دليل على أن الشمس والقمر يجريان جريا حسيا مكانيا لأن تسخير المتحرك بحركته أظهر من تسخير الثابت الذي لا يتحرك.
7 - وقال - تعالى -: {والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها} . ومعنى (تلاها) أتى بعدها وهو دليل على سيرهما ودورانهما على الأرض، ولو كانت الأرض التي تدور عليهما لم يكن القمر تاليا للشمس بل كان تاليا لها أحيانا وتالية له أحيانا لأن الشمس أرفع منه والاستدلال بهذه الآية يحتاج إلى تأمل. 8 - وقال - تعالى -: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} . فإضافة الجريان إلى الشمس وجعله تقديرا من ذي عزة وعلم يدل على أنه جريان حقيقي بتقدير بالغ، بحيث يترتب عليه اختلاف الليل والنهار والفصول. وتقدير القمر منازل يدل على تنقله فيها ولو كانت الأرض التي تدور لكان تقدير المنازل لها من القمر لا للقمر. ونفي إدراك الشمس للقمر وسبق الليل للنهار يدل على حركة اندفاع من الشمس والقمر والليل والنهار.
9 - «وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لأبي ذر - رضي الله عنه - وقد غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، فيوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ".» أو كما قال، صلى الله عليه وسلم. متفق عليه. فقوله: «ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها» ظاهر جدا في أنها تدور على الأرض وبدورانها يحصل الطلوع والغروب.
10 - الأحاديث الكثيرة في إضافة الطلوع والغروب والزوال إلى الشمس فإنها ظاهرة في وقوع ذلك منها لا من الأرض عليها.
ولعل هناك أدلة أخرى لم تحضرني الآن ولكن فيما ذكرت فتح باب وهو كاف فيما أقصد. والله الموفق. 










فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (13/ 107)
(علم الجغرافيا وتدريسه)
(4454- كروية الأرض صحيح - ودورانها باطل)
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم علي العبد العزيز المشاري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
إجابة على كتابكم تاريخ 21/8/1374هـ نقول:
الحمد لله- إنما يدرس في المعاهد والمدارس بنجد والحجاز وما يتبعهما هذه السنوات مما يسمى بتقويم البلدان أو جعرافية الأرض هو من الجائز؛ لأنه ليس أكثر من معرفة الأقاليم والبحار والخلجان والقارات والجبال والأودية وغير ذلك مما اشتملت عليه الأرض؛ فإنه في الحقيقة فرع من فروع التاريخ، وفيه من الفائدة جنس ما في علم التاريخ.
نعم: في هذا الفن أبحث مثل كروية الأرض ودورانها والكلام في الشمس والقمر بالنسبة إلى بحث دوران الأرض فهذه غير مقررة ولا مدروسة في المعاهد والمدارس. والبحث في كروية الأرض وعدمها مفهوم معروف وعلماء الهيئة مجمعون على القول بكرويتها، ومن هؤلاء جماعة من محققي العلماء، والأمر في ذلك سهل، وأما دوران الأرض وبحثهم في الشمس والقمر المقررون بالبحث في دوران الأرض فباطل، لمخالفته لظواهر النصوص، والقائلون به ليس معهم حجة عقلية أصلا، كما أنه ليس معهم حجة سمعية أبدا، ولا يعرف بذلك قائل من قدماء الفلاسفة، ولا من ينتسب إلى الإسلام منهم، حتى نبغ في بعض القرون الوسطى -هجرياً- من قال بذلك من الفلاسفة وبعض علماء الملة فصيح بهم من كل جانب، وخمدت تلك المقالة، ونسيت. ثم إنه في القرون الأخيرة فاه بذلك من فاه من الفلاسفة واتبعه من اتبعه على هذا القول منهم ممن ينتسب للإسلام حتى فشا القول بذلك، وأقيمت عليه دلائل عقلية فيما يزعمون، وليست في الحقيقة إلا شبها واهية، وخيالات ساقطة، يعرف ذلك كل من وقف عليها ممن له تصور، وصلى الله على محمد.
(ص/م 17 في 7/9/1374هـ)






فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (13/ 107)
(علم الجغرافيا وتدريسه)
(4454- كروية الأرض صحيح - ودورانها باطل)
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم علي العبد العزيز المشاري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
إجابة على كتابكم تاريخ 21/8/1374هـ نقول:
الحمد لله- إنما يدرس في المعاهد والمدارس بنجد والحجاز وما يتبعهما هذه السنوات مما يسمى بتقويم البلدان أو جعرافية الأرض هو من الجائز؛ لأنه ليس أكثر من معرفة الأقاليم والبحار والخلجان والقارات والجبال والأودية وغير ذلك مما اشتملت عليه الأرض؛ فإنه في الحقيقة فرع من فروع التاريخ، وفيه من الفائدة جنس ما في علم التاريخ.
نعم: في هذا الفن أبحث مثل كروية الأرض ودورانها والكلام في الشمس والقمر بالنسبة إلى بحث دوران الأرض فهذه غير مقررة ولا مدروسة في المعاهد والمدارس. والبحث في كروية الأرض وعدمها مفهوم معروف وعلماء الهيئة مجمعون على القول بكرويتها، ومن هؤلاء جماعة من محققي العلماء، والأمر في ذلك سهل، وأما دوران الأرض وبحثهم في الشمس والقمر المقررون بالبحث في دوران الأرض فباطل، لمخالفته لظواهر النصوص، والقائلون به ليس معهم حجة عقلية أصلا، كما أنه ليس معهم حجة سمعية أبدا، ولا يعرف بذلك قائل من قدماء الفلاسفة، ولا من ينتسب إلى الإسلام منهم، حتى نبغ في بعض القرون الوسطى -هجرياً- من قال بذلك من الفلاسفة وبعض علماء الملة فصيح بهم من كل جانب، وخمدت تلك المقالة، ونسيت. ثم إنه في القرون الأخيرة فاه بذلك من فاه من الفلاسفة واتبعه من اتبعه على هذا القول منهم ممن ينتسب للإسلام حتى فشا القول بذلك، وأقيمت عليه دلائل عقلية فيما يزعمون، وليست في الحقيقة إلا شبها واهية، وخيالات ساقطة، يعرف ذلك كل من وقف عليها ممن له تصور، وصلى الله على محمد.
(ص/م 17 في 7/9/1374هـ)
(4455- ترك تدريس كروية الأرض وأوجه القمر)
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الأستاذ عبد البديع صقر المحترم. سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
ثم وصل إلي كتابكم المؤرخ في 25/9/1375هـ وعلمت ما ذكرتم حول اعتراض البعض على بعض النظريات التي أرتم وضعها في منهج الدراسة مثل: كروية الأرض، وأوجه القمر.
وأفيدكم أنني أرى ترك التعليم فيما يتعلق بكروية الأرض وأوجه القمر، لأمرين: الأول أن هذا لا منفعة فيه، الثاني: أن في ذلك من تشويش عقائد الناس وبالأخص النشء وبلبلة أفكار الجهال ما لا يخفى، وحسب المسلمين تعلم ما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(ص/م 2679 في 11/10/1375هـ)

(4456- والجهل بذلك لا مضرة فيه)
وأما "المسألتان" الثالثة، والرابعة - فهما من المسائل التي لا نفع فيها، ولا يضرك جهلها، لأنهما ليستا من المسائل المتعلقة بالأحكام الدينية، وما كان بهذه المثابة فلا ينبغي لطالب العلم اشغال وقته وأفكاره في البحث عنه، ولو فرض خطأ من تكلم بهذا أو صوابه فلا عليك من ذلك، فاعتن رحمك الله فيما هو أنفع لك، وتفقه في أمور دينك وما يعود عليك بالفائدة الشرعية، والله الموفق. والسلام.
مفتي الديار السعودية (ص/ف 3503/3 في 22/11/1382)
(4457- القول بأن الشمس واقفة من أبطل الباطل)
إلى حضرة فضيلة الشيخ المكرم المحترم المقام محمد بن إبراهيم آل الشيخ. أدام الله تأييده. وأجزل من كل خير يزيده.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فإشعار فضيلتكم والسؤال في ذلك وهو - بما أنه قد وضع هذه السنة تقرير الجغرافي في "دار التوحيد" ولما أن أصلها دين فقط فقد وضعوا لنا في قولهم الأرض تدور، ومن ذلك أن الشمس واقفة، وأدلة ليست من كتاب الله ولا من السنة المحمدية إنما بالرأي والتخمين، وكلام ضد ما في الكتاب من قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها (1) } . وغير ذلك مما هو لا يخفى على فضيلتكم، ولا سيما أننا نرى بعض الطلبة تميل عقولهم إلى ذلك، ومما لاشك فيه أنه نقص بالدين، وكذلك السحاب والأمطار هذه تجاريه وهذه عكسية، وهذه تمطر وهذه لا تمطر، وهذه دائماً مطرها، وهذا قليل مطرها، وليس الله في هذه تدبير ولا علم بمعنى مرادها، وغير ذلك مما لا فائدة في ذكره، وفعلا أن طالباً كتب على السبورة أمام الطلاب مما يخيل إليه عقله (أخبار هام أن الأرض تدور) أرجو إفادتي عن ذلك يصح أو ما يصح، وابذل معروفك في إزالته عنا إن كان فيه نقص بالدين كما ترى وفقك الله لقول الحق الصواب والعلم النافع وإيانا والله يحفظكم.
ابنكم بدار التوحيد/ ناصر بن صالح العوهلي (ص/م دوسيه 140/1)
أفيدكم أن ما يذكره أهل الجغرافيا أبطل الأباطل، ومناف للآية الكريمة التي ذكرتم في كتابكم، والحمد لله الذي وفقكم لإنكار مثل هذه الخيالات الباطلة، وإنني مسرور بذلك جداً، بارك الله فيكم.
(ص/م 11/5/1374) .
(4458- فتوى في الموضوعات المتقدمة)
الذي يقول أن الشمس لا تجري كافر كفر ينقل عن الملة لمخالفته القرآن.
وهنا من يقول: تجري في مكانها ولا نحس بها، وهذا دون الأول وهو يقرب منه؛ فإن العرب لا يطلقون تجري في محلها، لكن جريان الله أعلم بكيفيته.
ومن قال ليس جريانها كذا. قلنا له: خالفت القرآن، فإن هذا المقدار فهم، ليس منطوق القرآن بحسب فهمك، وهذا مما يضر الصغار إدخاله عليهم، كون الإفرنح ادخلوه عليهم ما لهم حاجه في هذا، فإن كونها تجري أو لا تجري ما تحته طائل، لكن لقصد تشكيكهم في دينهم.
ودوران الأرض قول باطل، فإنه لا يكاد يقوم عليه دليل يسلمه أحد، لكن أهل هذا الفن اتبعوا الفلاسفة في هذا، وهي أمور ظنية، حتى هم لا يجزمون، وهم عندهم أن لقائل أن يقول ما شاء سواء غلط أم لا، وليس الغلط عندهم عيباً ولو ألف مرة.
أما القول بكروية الأرض فهي كروية الشكل، ولا ينافي كونها بساطاً وسطحاً وأشباه ذلك، فإنها سطح بالنسبة إلى الساكن عليها فهي مستقر له وبساط كالسطح، والظاهر أن البساط ليس من كل وجه، يمكن أن يكون لفظ تحته تفاصيل وفروع، فهو لا ينافي كونها بساطاً، ألا ترى أن المقاطعة من الأرض فيها جبال ومرتفع وطامن وهي مع ذلك سطح، فكذا هي بالنسبة إلى الكروية، بل الكرة نفسها أعلاها سطح، وهذا أمر سهل، ولا فيه آية، ولا سنة، ولا إجماع، وهو علم فضولي. (تقرير) .









زوائد مسائل الجاهلية (ص: 36)

المؤلف: عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش (المتوفى: 1409هـ)

201 - القول بدوران الأرض، كقول بعض الفلاسفة فأتى الشرع بالأدلة على ثبوتها.

202- القول بثبوت الشمس، فرده الله بقوله {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} الآية.

_________

(201) (202) إشارة إلى آية الأنبياء رقم (32) ، وآية يس (37) قال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} حيث أثبت جريان الشمس وثبوت الأرض، وللاستفادة راجع المورد الزلال على أخطاء الظلال للمؤلف، وكذا النقول العلمية على ثبوت الأرض وجريان الشمس، لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، وكذا الرد على أهل الهيئة الجديدة للشيخ حمود التويجري حفظه الله.



شرح العقيدة السفارينية (1/ 463)

المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ)

نعم لو ثبت بطريق علمي لا إشكال فيه أن اختلاف الليل والنهار بدوران الأرض، فحينئذٍ نقول به، ونقول: إنه لا يعارض ظاهر القرآن لما سبق من أنه لا تعارض بين قطعيين، ولا بين قطعي وظني، وهو لا يعارض ظاهر القرآن لاحتمال أن يكون المراد بقوله: طلعت، في رؤية العين لا في حقيقة الواقع، ففي رؤية العين فهي التي تطلع، وهذا إذا ثبت قطعاً ثبوتاً يقينياً بأن الشمس لا تدور على الأرض، وان اختلاف الليل والنهار إنما هو بدوران الأرض فقط.

لكنه عندي - وأنا قاصر العلم في مسألة الفلك - أنه لم يثبت بعد.

والذين قالوا بذلك عللوا قولهم بأن الأرض جرم صغير، والكبير لا يدور على الصغير؛ لأن الصغير يكون تابعاً لا متبوعاً. لكن هذا يرد بأنها ليست تابعة للأرض، بل تدور من أفق بعيد جداً حول الأرض، والله سبحانه وتعالى سخرها لأجل مصلحة العباد، والمسألة ليست مسألة كبير وصغير حتى نقول لا سلطان للأرض على الشمس، أبدا، بل الكل مسخر بأمر الله، سخر الله هذه الشمس العظيمة أن تدور على الأرض من أجل مصلحة الخلق.

فإذا قال قائل: فما تفسير اختلاف الفصول من برد إلى حر إلى وسط؟

فالجواب: أن تفسير ذلك سهل، فإن نفس الشمس لها حركة تقرب من الشمال وتقرب من الجنوب، فإذا قربت من الشمال توسطت على الرؤوس، فاشتدت حرارتها؛ لأن الحرارة إذا كانت عمودية تكون أشد مما إذا كانت جانبية، والمسألة واضحة ولله الحمد.

لكن لو قال لنا علماء الفلك: إننا متيقنون من هذا، فإننا نقول: إن تيقنكم لكم، ولا نقول إنكم كفرتم بذلك؛ لأن المسألة مجرد ظاهر القرآن، فإذا كنتم متيقنين لهذا، فأنتم على يقينكم، ولا نقول: أزيلوا ذلك اليقين، فإن الإمام إذا كان في الصلاة وتيقن، وسبح به كل الذين وراءه، فلا يجوز أن يرجع إلى قولهم وهو يتيقن خلافه، فهؤلاء العلماء كذلك.






موضوعات صالحة للخطب والوعظ (ص: 63)
(1) قلت: وفرق بين القول «بكروية الأرض» وبين القول بدوران الأرض قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم- رحمه الله-: أما القول بكروية الأرض فهي كروية الشكل، ولا ينافي كونها «بساطا» و «سطحاً» وأشباه ذلك. و «دوران الأرض» قول باطل؛ فإنه لا يكاد يقوم عليه دليل يسلمه أحد، لكن أهل هذا الفن اتبعوا الفلاسفة في هذا، وهي أمور ظنية، حتى هم لا يجزمون.
والقول بأن «الشمس واقفة» من أبطل الباطل، ومناف للآية الكريمة: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38] .
وغلط أيضًا من يقول المراد تجري حول نفسها (فتاويه ورسائله) انرظ ج 13/107-
110.
ولسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز كتاب «الأدلة النقلية والحسية: على جريان
الشمس، وسكون الأرض، وإمكان الصعود إلى الكواكب» استقصى فيه الأدلة، ورد فيه على المعترض (من مطبوعات الجامعة الإسلامية 1395هـ) . ونقل فيه عن الكاتب الشهير
محمد فريد وجدي بعد ذكره اختلاف الفلكيين في كتابه «الإسلام في عصر العلم» ج (2/141) قوله: «ومن هنا ترى تأكيدهم أن الأرض تدور لا معنى له؛ لأنه لا يوجد ما يثبته بالتجربة» ونقل عنه أيضًا قوْله: «يرى من تضارب أفكار أكبر علماء الأرض- يعني الفلكيين والطبيعيين المتأخرين- إن دوران الأرض غير حاصل على ما يجعله من الأمور البديهية» إلى أن قال: «ولو كان المعلمون في أثناء تدريسهم للعلوم الطبيعية يسلكون مسلك العلماء في الإقرار بالجهل لأدوا إلى تلاميذهم أكبر خدمة» ؛ لأنهم بهذا يعودونهم على الأدب النفسي فتنشأ نفوسهم معتادة على التواضع أمام فخامة الكون وجلالته والسجود أمام مبدعه ومصوره، ولكن أكثرهم يدرسون لهم العلوم المشكوك فيها والفروض الطبيعية الظنية بصفة حقائق ثابتة، فيتذرع بها أولئك التلاميذ الأغرار متى كبروا إلى «الإلحاد، ونفي الروح والخلود» ولا يدرون أنهم يتمسكون بالظنون، وأن الظن لا يغني من الحق شيئًا. اهـ. قال سماحة الشيخ عبد العزيز: «وما أحسن ما قاله هذا العلامة في شأن المدرسين، وأن الواجب عليهم أن يوضحوا لتلاميذهم حقائق الأمور على ما هي عليه، ومدى علمهم بها، وأن يسلكوا مسلك العلماء في الاعتراف بالجهل بكثير من الأمور حتى يعتاد الطالب التوقف عما لا يعلم، والتثبت في الأمور، والتمييز بين المعلومات القطعية والظنية» اهـ.
أقول: وما ذكره محمد فريد وجدي من أن هذه النظريات المشكوك فيها عندهم سببت الإلحاد إلخ. هو كما قال؛ فقد فعلت في العقائد أكثر مما فعلته كتب المنطق والكلام. وكذلك قوله: «ولكن أكثر المعلمين يدرسون لهم هذه العلوم المشكوك فيها بصفة حقائق ثابتة» هو كما قال أيضًا، حتى ولا يذكرون ما جاء عن الله في القرآن من وصف السموات والأرض- ولو كقول آخر- فكأنه يراهم بهذه الطريقة مدلسين على التلاميذ.. فقد ذكر الله سبحانه خلقه للسموات والأرض والنجوم بل وآدم أبي البشر والملائكة والجن وصفاتها والمواد التي خلقها الله منها والمدة التي خلقها الله فيها؛ بل والعرش والكرسي والجنة والنار، وأن ذلك صادر عن علم وحكمة، وإرادة وقدرة؛ لا عن اتفاق وصدفة. وكذلك لا يذكرون في نظرياتهم رب العالمين وعظمته وصفاته التي وصف بها نفسه. وأنه هو «الأول» قبل كل شيء وأمره الذي افترضه على عباده، وأن ما سواه محدث كائن بعد أن لم يكن. فإهمالهم هذه الأشياء العظيمة وتركيزهم على تلك النظريات مما سبب الإلحاد الذي ذكره.
والقول بدوران الأرض حلقة من سلسلة هذه النظريات. و «الحلقة الثاني» قولهم: «إن الكرة الأرضية تكونت نتيجة تساقط ذرات دقيقة من المواد الصلبة في تجمع غير منتظم بحيث أدى تجمع الكثير منها إلى تكوين أجزاء يابسة مرتفعة، بينما تعرضت الأجزاء التي قل فيها تساقط الكويكبات إلى تكوين أحواض المحيطات، ويرجع سبب تكوين الكويكبات إلى حدوث تمدد انبعاجي في سطح الشمس بسبب مرور نجم آخر أكبر بجوارها، ونتيجة انفجارات عديدة في سطح الشمس تولدت التفاعلات الذرية، وظل تأثير النجم الآخر حتى أثر في دوران الأجزاء المنفصلة حول نفسها وحول الشمس إلخ. انظر في «جغرافية القارات» ص (69) ط (1417) نقلاً عن عبد العزيز طريح شرف في «الجغرافيا الطبيعية» ص (68، 69، 53) » .
«الحلق الثالثة» «نظرية الغاز الكوني الأول المتفق عليها عندهم» . قالوا: «اتفق العلماء على أصول هذه النظرية وهي تقول: نشأ العالم المادي من غاز كوني أول كان شديد التخلخل وساخنًا إلى حد مَّا وكان مالئًا للفضاء ومنتشرًا فيه بانتظام ومؤلفًا من دقائق تكونت منها أنواع المادة الثلاثة» ثم ذكر «نظرية السدم» أو المجرات.
(انظر معجزة القرآن في وصف الكائنات ص80) وذكر عنهم نظريات مشابهة.
قال صاحب المنجد- وهو أعلم بلغة قومه- «سُدُمْ» الضباب، أو الرقيق منه، بقع في الكرة السماوية ضعيفة النور: منها ما هو تجمع غازات مضيئة، ومنها يضم العديد من الكواكب. اهـ. {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف: 15] .
وذكر في معجزة القرآن قولهم: «فالأرض تلف حول نفسها في أربعة وعشرين ساعة بسرعة ألف ميل ونصف الميل في الساعة على طول محيطها، وتجري في فلكها حول الشمس بسرعة ثمانية عشر ميل ونصف ميل في الثانية» .
أقول: الطائرات تطير في كل اتجاه على مدار الساعة، فأيها الموافق لدورة الأرض اليومية، وأيها المخالف لدورتها، وما نتيجة التخالف في السرعة بالأميلا إذا كانت. وإن قيل: الهواء تابع للأرض فإن كان بحيث يمسك من صعد إليه فلم يغادر أحد ولم يقدم أحد.
وقولهم: إن الأرض تدور حول الشمس تسعمائة وأربعون مليون كيلو مترًا، بسرعة 76/29 كيلو متر في الثانية.
أقول: ليتصور أحدهم أنه في سيارة مكشوفة أو على جناح إحدى الطائرات وهي تسير بسرعة تسعة وعشرين كيلو متر في الثانية، كيف يكون حاله وتماسكه؟!
وماذا عليهم لو رسموا الأرض في الموضع الذي رسموا فيه الشمس «في أطلس العلوم الطبيعية» ص (120) ورسموا الشمس في المواضع التي رسموا فيها الأرض- إذا صحت هذه المسافات-. علمًا بأن الانتفاع بالشمس وتغير فصول السنة والأرض ساكنة هو، هو، وأن معرفة تنقل الشمس في بروجها الاثني عشر، القمر في منازله الثمانية والعشرين كافية، ولا فائدة تتوقف على القول بدوران الأرض.









أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (28/ 136)

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13-12-06, 10:58 ص]ـ
للفائدة
ابن باز رحمه الله يكفّر من يقول أن الأرض تدور والشمس ثابتة (صورة من كتاب)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=155965

دوران الأرض ودوران الشمس حول الأرض
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=407682

قصص مكذوبة على العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=40721

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)





أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (38/ 424)
دوران الأرض ودوران الشمس حول الأرض

ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[17-02-06, 04:28 م]ـ
سئل فضيلة الشيخ العثيمين: عن دوران الأرض؟ ودوران الشمس حول الأرض؟ وما توجيهكم لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟

فأجاب فضيلته بقوله: خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} . ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ} . يدل على أن للأرض 





أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (42/ 261)

لطيفة: ابن تيمية رحمه الله يشرح الرياضيات!! .

ـ[المسيطير]ــــــــ[28-12-05, 07:11 م]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى ج9/ 126 - 127 في كتاب المنطق مانصه:








أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (54/ 62)

هل صحيح أن هناك من يقول أن الأرض لا تدور وأنه من علوم الملاحدة

ـ[قاهر الفتن]ــــــــ[27-04-05, 05:47 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

//////

نُقِلَ لي أن

" الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد " يقول في كتابه " هداية الحيران في مسألة الدوران "

(مطبعة السفير - الرياض) .

يقول في ص 10

"فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان: دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام، من أعدائهم الدهرية المعطلة، ومزاحمتها لعلوم الدين، وهذه العلم قسمين

القسم الأول:

هو علوم مفضولة، زاحمت الشريعة وأضعفتها. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تُحرّم

علوم مفسدة للاعتقاد مثل: القول بدوران الأرض، وغيره من علوم الملاحدة "

" واعتقاد دوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير " ص 32

" كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل " ص33

ثم يقول تحت عنوان: ماذا يعني القول بدوران الأرض (ص36)

" هذا الاعتقاد ليس مقصوداً لذاته، وإنما هو مقصود لغيره، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه، ومُعتقِده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة، حيث يلتزم أن ما فوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له "

//////

أولاً من هو هذا الشيخ؟ وهل هذا النقل صحيح؟؟ وهل تراجع عن رأيه؟ وما الحكم فيه وفي رأيه؟


ـ[أبو علي]ــــــــ[27-04-05, 06:12 م]ـ

كلامه صحيحٌ

لأنَّ الكرة هي المركز، فكيف يدور المركز، ونقل الإجماع على ثبوتها القرطبيُّ في تفسيره فقال رحمه الله تعالى، عند قوله جلَّ وعلا في سورة الرَّعد (وهو الّذي مدّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارًا) : (والذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها ومدها، وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها.)

وقال قبلها: ("وجعل فيها رواسي" أي جبالا ثوابت؛ واحدها راسية؛ لأن الأرض ترسو بها، أي تثبت؛ والإرساء الثبوت؛ قال عنترة:

فصبرت عارفة لذلك حرة ترسوا إذا نفس الجبان تطلع

وقال جميل:

أحبها والذي أرسى قواعده حبا إذا ظهرت آياته بطنا)

وقوله: (ومدّها) فيه نظرٌ، وهو قول الأشاعرة القدماء، ويخالفهم المعاصرون.

وقال عبد القادر في (الفر بين الفِرَق) : (وأجمعوا على وقوف الأرض وسكونها، وأنَّ حركتها إنَّما تكون بعارضٍ يعرض لها من زلزلة ونحوها؛ بخلاف قول من زعم من الدّهريّة أن الأرض تهوي أبدًا)

وعليك أخي بعلوم المسلمين

والله أعلم


ـ[قاهر الفتن]ــــــــ[27-04-05, 06:27 م]ـ

أخي أبا علي

لقد درسنا (في مادة العلوم في السعودية) وأثبتت العلوم

أن الكرة الأرضية تدور حول نفسها وحول الشمس

ودورانها حول نفسها (يسبب تعاقب الليل والنهار) -24 ساعة-

ودورانها حول الشمس (يسبب تعاقب الفصول) -365 يوم-


ـ[أبو علي]ــــــــ[27-04-05, 07:51 م]ـ

وأنا درست ذلك أيضًا في السّعوديّة، وهذا خطأٌ يوجبُ نصح المسؤلين، وتبيين الخطأ بالعلم والحكمة

والله المستعان


ـ[قاهر الفتن]ــــــــ[27-04-05, 08:22 م]ـ

بسم الله

////////

لكنّك لم تأتي بدليل من القرآن أو السنّة تنفي دوران الأرض صراحةً,

ثنايًا من المعلوم أن القرآن والسنّة لا يتنافيان أبدًا مع ما أثبته العلم,

وما زال القرآن والسنة يثبتان أمورًا جاءت العلوم لتثبتها بعد قرون,

عمومًا

يستدل

هنا بسورة الشمس بقوله تعالى ((والأرض وما طحاها)) وقال إن

من معانى طحاها طوحها في كل الاتجاهات (لسان العرب

والوسيط) ولا يمكن أن تكون الحركة في كل الاتجاهات إلا

إذا كانت دائرية أى دوران الأرض

ودوران لأرض له تأثير عظيم على الحياة على سطح هذه الأرض، فلولا هذا الدوران المنتظم لفرغت البحار والمحيطات من مائها، ولو دارت الأرض أتسرع مما تدور لتأثرت المنازل وتفكك ما على الأرض، ولو دارت الأرض أبطأ مما لهلك من عليها من حر ومن برد.

والقرآن الكريم أشار إلى دوران الأرض بهذه الآية الكريمة ونبه الأنظار إلى دقة دورانها ((وترى الجبال تحسبها جامدة وتمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء)) النمل: 88.

صوّر الله في هذه الآية حركة الأرض ويدورانها بمرور الجبال التي هي أبرز ما على الأرض وهذا يستتبع دوران الكرة الأرضية لأن الجبال ملتصقة فيها.

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)












أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (64/ 483)
هل ثبت إنكار الشيخ بن باز لكروية الأرض؟

ـ[محي الدين]ــــــــ[14-07-04, 08:23 ص]ـ
سمعت أكثر من مرة بأن الشيخ بن باز يذهب إلى ان الأرض ليست كروية الشكل ويعتبرها مسطحة..

ولسعة انتشار هذه المقولة عن الشيخ رحمه الله واستغلالها كمطعن في العلماء وفي الدين نفسه.. أحببت ان أشاهد من الإخوة الكرام الحديث عن صحة هذه المقولة عن الشيخ؟؟ ..

ـ[الدرعمى]ــــــــ[14-07-04, 11:42 ص]ـ
http://www.binbaz.org.sa/RecDisplay.asp?f=n-04-1407-0300007.htm

ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[14-07-04, 12:47 م]ـ
جاء في كتاب الدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي:
" كوكبة من أئمة الهدى ومصابيح الدجى " ما يلي:
((الشيخ ابن باز وكروية الأرض:
يثبت الشيخ -رحمه الله- ويقرر كروية الأرض، كغيره من علماء الإسلام، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على ذلك في عدة كتب منها ((العرشية)) و ((درء تعارض النقل والعقل)) (6/339) وانظر رسالة في ((الهلال)) من ((مجموع الفتاوى)) (25/195) ، ونقل الإجماع ابن كثير في ((البداية والنهاية)) كما في ((آفاق الهداية)) (1/173) .
ومن العجب أنه افتري على الشيخ ابن باز - رحمه الله - في حياته، بأنه ينكر كروية الأرض. والشيخ موافق لعلماء الإسلام في هذه المسألة. ولقد سألته عام 1395هـ تقريباً أو 1394هـ عن هذه المسألة وأن له كتاباً زعمو أنه له باسم ((الباز المنقض على من قال بكروية الأرض)) فعجب من ذلك وسخر من هذا الافتراء.))

انتهى بنصه من الكتاب السابق









أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (67/ 60)
الأدلة القطعية من الكتاب والسنة لثبوت الأرض ودوران الشمس حولها

ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[17-05-04, 12:15 م]ـ
الرابط فيه الدليل ومن عنده المزيد يدلي بدلوه

http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&postid=5469#post5469









دروس للشيخ ابن جبرين (2/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
 ولعل بعضكم يذكر ما قاله الشيخ ابن باز رحمه الله في مسألة دوران الأرض، حيث نشر نشرةً، وذكر قول الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس:38] ، وقال: من أنكر جريان الشمس على ما ذكر الله، فإنه قد رد كلام الله، ويكون بذلك مرتداً، فرد عليه الشيخ المعروف بـ الصواف رداً طويلاً، وأخذ ينشره في الصحف، ولما نشر في ثلاثةِ أعدادٍ أمر الشيخ محمد رحمه الله بإيقافه، وعدم نشره لبقيةِ ما عنده، ولكنه نشر بعد ذلك كتابٍاً أو رسالةً سماها: (المسلمون وعلم الفلك) ، وهي التي رد عليها الشيخ حمود التويجري رحمه الله، وحاولوا أن يقنعوا الصواف بذلك، ولكنه أصر على عقيدته وعلى ما هو عليه في هذه المسألة.