بسم الله الرحمن الرحیم

روایت عمر بن یزید-إن أهل بطن‏ نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام

فهرست علوم
فهرست فقه
كتاب الصوم
مباحث رؤیت هلال-كتاب الصوم
یسألونک عن الشهر الحرام قتال فیه


عبارات قابل تأمل

متن روایت

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏8، ص: 331
509- حميد بن زياد عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان «1» عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن صباح بن سيابة عن المعلى بن خنيس قال:...

الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏8 ؛ ص332
517- أبان عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله ع إن المغيرية «2» يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث‏ «3» رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام.
______________________________
(2) أي أتباع المغيرة بن سعيد البجلي.
(3) إشارة إلى ما ذكره المؤرخون أن النبي بعث عبد الله بن جحش معه ثمانية رهط من المهاجرين و قيل: اثنى عشر و أمره أن ينزل نخلة بين مكة و الطائف فيرصد قريشا و يعلم أخبارهم فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمى في غير تجارة قريش في آخر يوم جمادى الآخرة و كانوا يرون أنه من جمادى و هو رجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم: هذه غرة من عدو و غنم رزقتموه فلا ندرى أ من شهر الحرام هذا اليوم أم لا فقال قائل منهم: لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام و لا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه، فشدوا على ابن الحضرمى فقتلوه و غنموه عيره فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي صلى الله عليه و آله فقالوا أ يحل القتال في الشهر الحرام؟ فأنزل الله تعالى: «يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه‏- الآية-» و يظهر من بعض السير أنهم انما فعلوا ذلك بعد علمهم كونه من شهر رجب بان رأوا الهلال و استشهاده عليه السلام بان أصحابه حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب فالليل السابق على النهار و يحسب معه يوما. (آت)


بررسی سندی

در مصابیح بحر العلوم «بسند ضعیف» -- در مرءاة «موثق» -- در آلاء الرحمن «في الصحیح» -- نرم افزار درایة النور «موثق»



اقوال مختلف در ماجرای بطن نخلة

تفسير القرطبي (3/ 41)
قال أبو عمر- في كتاب الدرر له-: .... فتشاور المسلمون وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن نحن قاتلناهم هتكنا حرمة الشهر الحرام: وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم اتفقوا على لقائهم، فرمى واقد... وذكر ابن إسحاق أن قتل عمرو بن الحضرمي كان في آخر يوم من رجب، على ما تقدم. وذكر الطبري عن السدي وغيره أن ذلك كان في آخر يوم من جمادى الآخرة، والأول أشهر، على أن ابن عباس قد ورد عنه أن ذلك كان في أول ليلة من رجب، والمسلمون يظنونها من جمادى.


تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (2/ 413)
قال أبو جعفر: وخالف في بعض هذه القصة محمد بن إسحاق والواقدي جميعا السدي، حدثني... یاتی فی الذیل





****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 15/3/2022 - 11:2

در کتب روایی

شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏12، ص: 447
 517- أبان، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة: فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا: قد دخل الشهر الحرام.
__________________________________________________
قوله (ان المغيرة) المغيرة اسم فاعل من التغيير و لعل المراد ان الفرقة المغيرة لاحكام الله تعالى يعنى العامة (يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة) قيل قال الصادق عليه السلام انهم غيروا كل شي‏ء من أحكام الدين الا استقبال الكعبة فى الصلاة و فى بعض النسخ «المغيرية» و هم الفرقة المنسوبة الى المغيرة بن سعيد الملقب بالابتر، و البترية بالضم من الزيدية تنسب إليه و كان بناء هذا الزعم على أن النهار مقدم على الليل (فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية) يمكن التمسك به على تقدم الليل على البهار، ثم أشار الى وضوح ذلك عند الناس‏
قوله (ان أهل بطن نخلة) و هو موضع بين مكة و الطائف (حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام) أشار به الى ما ذكره المفسرون فى تفسير قوله تعالى يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه- الآية» من أن النبي صلى الله عليه و آله بعث سرية قبل بدر بشهرين و أمر عليهم ابن عمته عبد الله بن جحش- الاسدى الى عير قريش فيهم عمرو بن عبد الله الحضرمى و غيرهم فوجدوا العير فى بطن نخلة فى آخر يوم من جمادى الآخرة و قد طلبوا الهلال فى الليلة الماضية فلم يروه فظنوه أنه من جمادى الآخرة فشدوا على ابن الحضرمى فقتلوه و ساقوا العير و أخذوا أموالهم فقالوا أهل بطن نخلة انا قدر أينا الهلال و شنعوا على المسلمين بأنهم استحلوا القتال فى الشهر الحرام و فى قبول هذه الغنيمة وردها اختلاف ففى معالم التنزيل ان النبي صلى الله عليه و آله أخذ تلك الغنيمة و أخرج منها الخمس و قسم الباقى بين أصحاب السرية، و مثله روى عن ابن عباس و قيل ردها الى أهلها و الله أعلم،

                        الوافي، ج‏11، ص: 159

10602- 1 الكافي، 8/ 332/ 517/ 1 أبان عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية أن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام.
بيان‏
بطن نخلة موضع بين مكة و طائف‏

 

 

وسائل الشیعه، ج ١٠، ص ٢٨٠

13416- 7- «3» و عن حميد بن زياد عن عبيد الله بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله ع إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة «4» فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة «5» حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام.

 

 

البرهان فی تفسیر القرآن، ج ١، ص ۴۵۴

1114/ «3»- محمد بن يعقوب: بإسناده عن أبان، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن المغيرية «2» يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة.
فقال: «كذبوا، هذا اليوم لليلة الماضية؛ لأن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال، قالوا: قد دخل الشهر الحرام».

 

 

                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏26، ص: 485
 [تبعية اليوم لليلة الماضية]
 [الحديث 517]
517 أبان عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله ع إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام.

______________________________________
الحديث السابع عشر و الخمسمائة: موثق.
قوله:" إن المغيرية" أي أتباع مغيرة بن سعيد البجلي.
قوله عليه السلام:" إن أهل بطن نخلة" إشارة إلى ما ذكره المفسرون و المؤرخون إن النبي صلى الله عليه و آله بعث عبد الله بن جحش معه ثمانية رهط من المهاجرين، و قيل اثني عشر و أمره أن ينزل نخلة بين مكة و الطائف فيرصد قريشا و يعلم أخبارهم فانطلقوا حتى هبطوا نخلة، فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي عير تجارة قريش في آخر يوم جمادى الآخرة و كانوا يرون أنه من جمادى، و هو رجب، فاختصم المسلمون، فقال: قائل منهم هذه غرة من غدر و غنم رزقتموه، فلا ندري أ من الشهر الحرام هذا اليوم أم لا؟
فقال قائل منهم: لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام، و لا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه و غنموا عيره، فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي فقالوا: أ يحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى" يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه" الآية «1» و يظهر من هذا الخبر كما يظهر من بعض السير أنهم إنما فعلوا ذلك بعد علمهم بكونه من شهر رجب بأن رأوا الهلال و استشهاده عليه السلام بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب، فالليل سابق على النهار، و يحسب معه يوما «2».

 

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 16

الفائدة الثالثة لا ريب في أن الليل بحسب الشرع مقدم على اليوم فما ورد في ليلة الجمعة مثلا إنما هي الليلة المتقدمة لا المتأخرة و ما يعتبره المنجمون و بعض العرب من تأخير الليلة فهو محض اصطلاح منهم و لا يبتني عليه شي‏ء من أحكام الشريعة و مما يدل عليه ما رواه‏
الكليني في الروضة بسند موثق عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله ع إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام «1».
و توضيحه أن المغيرية هم أتباع المغيرة بن سعد البجلي و هو من المذمومين المطعونين و قد روى الكشي أخبارا كثيرة في أنه كان من الكذابين على أبي جعفر ع و روي أنه كان يدعو الناس إلى محمد بن عبد الله بن الحسن و كان من الزيدية التبرية و في بعض النسخ المغيرة أي الذين غيروا دين الله من المخالفين و قصة بطن نخلة هي ما ذكره المفسرون و المؤرخون أن النبي ص بعث عبد الله بن جحش و معه ثمانية رهط من المهاجرين و قيل اثنا عشر و أمره أن ينزل نخلة بين مكة و الطائف فيرصد قريشا و يعلم أخبارهم فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة قريش في آخر يوم من جمادى الآخرة و كانوا يرون أنه من جمادى و هو رجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم هذه غرة من عدو و غنم «2» رزقتموه فلا ندري أ من‏
__________________________________________________
 (1) روضة الكافي: 332.
 (2) الغرة: الغفلة، و الغنم كالقفل الغنيمة.
                       

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏56، ص: 17
الشهر الحرام هذا اليوم أم لا فقال قائل منهم لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام و لا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه و غنموا عيره فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي ص فقالوا أ يحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية «1» و يظهر من هذا الخبر كما ورد في بعض السير أيضا أنهم إنما فعلوا ذلك بعد رؤية هلال رجب و علمهم بكونه منه و استشهاده عليه السلام بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب فالليل سابق على النهار و محسوب مع اليوم الذي بعده يوما و ما سبق من تقدم خلق النهار على الليل لا ينافي ذلك كما لا يخفى.

 


********************

در تفاسیر

آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 192
في الكافي في الصحيح عن عمر بن يزيد عن الصادق (ع) في ان اليوم يتبع الليلة الماضية لا الآتية قال (ع) لأن اهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام انتهى‏
و الرواية تشير إلى القصة. و المعنى يسألك المشركون على سبيل الإنكار او المسلمون على سبيل الاستفهام عن



تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 184)
المؤلف: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (المتوفى: 150هـ)
بعث عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب على سرية في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس ستة عشر شهرا بعد ... وأفلتهم نوفل بن عبد الله بن المغيرة [35 ب] المخزومي على فرس له جواد أنثى فقدم مكة من الغد وأخبر الخبر مشركي مكة، وكرهوا الطلب، لأنه أول يوم من رجب وسار المسلمون بالأسارى والغنيمة حتى قدموا المدينة. فقالوا: يا نبي الله، أصبنا القوم نهارا فلما أمسينا رأينا هلال رجب، فما ندري أصبناهم فى رجب أو في آخر يوم من جمادى الآخرة وأقبل مشركو مكة ... وقال عبد الله ابن جحش وأصحابه أصبنا القوم في رجب فنرجو أن يكون لنا أجر المجاهدين في سبيل الله...



تفسير الإمام الشافعي (1/ 327)
الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي (المتوفى: 204هـ)
وكانت وقعتهم في آخر يوم من الشهر الحرام، فوقفوا فيما صنعوا، حتى نزلت: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه) الآية.


تفسير عبد الرزاق (1/ 339)
المؤلف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ)
عبد الرزاق قال:
254 - نا معمر , عن الزهري , وعن عثمان الجزري , عن مقسم مولى ابن عباس قال: لقي واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من رجب , وهو يرى أنه في جمادى , فقتله , وهو أول قتيل من المشركين , فعير المشركون المسلمين قالوا: أتقتلون في الشهر الحرام؟ فأنزل الله {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير , وصد عن سبيل الله وكفر به} [البقرة: 217] يقول: وكفر بالله , {والمسجد الحرام} [البقرة: 217] يقول: " وصد عن المسجد الحرام , {وإخراج أهله منه أكبر} [البقرة: 217] من قتلكم عمرو بن الحضرمي , {والفتنة} [البقرة: 217] يقول: " والشرك الذي أنتم فيه {أكبر} [البقرة: 217] من ذلك أيضا " قال الزهري: وكان فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام , ثم أحل له بعد



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 303)
ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش (3) فيها منهم عمرو بن الحضرمي، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وأخوه نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزوميان، والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم، وقد نزلوا قريبا منهم، فأشرف لهم عكاشة بن محصن، وقد كان حلق رأسه، فلما رأوه أمنوا وقالوا: عمار! فلا بأس علينا منهم. (4) وتشاور القوم فيهم، وذلك في آخر يوم من جمادى، (5) فقال القوم: والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام! فتردد القوم فهابوا الإقدام عليهم، ثم شجعوا عليهم، وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم، وأخذ ما معهم. فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان بن عبد الله، والحكم بن كيسان، وأفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم.


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 303)
وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، فسفكوا فيه الدم، وأخذوا فيه الأموال وأسروا. [فيه الرجال] (6) فقال من يرد ذلك عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في جمادى! (7) وقالت يهود -تتفاءل بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم-: عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله! " عمرو"، عمرت الحرب! و"الحضرمي"، حضرت الحرب! " وواقد بن عبد الله"، وقدت الحرب! فجعل الله عليهم ذلك وبهم.



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 306)
فلما رجعوا إلى المدينة بالأسيرين وما غنموا من الأموال، أراد أهل مكة أن يفادوا بالأسيرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حتى ننظر ما فعل صاحبانا! فلما رجع سعد وصاحبه فادى بالأسيرين، ففجر عليه المشركون وقالوا: محمد يزعم أنه يتبع طاعة الله، وهو أول من استحل الشهر الحرام، وقتل صاحبنا في رجب! فقال المسلمون: إنما قتلناه في جمادى! - وقيل: في أول ليلة من رجب، وآخر ليلة من جمادى - وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل رجب. فأنزل الله جل وعز يعير أهل مكة:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 308)
4086 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري وعثمان الجزري، وعن مقسم مولى ابن عباس قال: لقي واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من رجب، وهو يرى أنه من جمادى، فقتله، وهو أول قتيل من المشركين.



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 308)
4087 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"، وذلك أن المشركين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وردوه عن المسجد الحرام في شهر حرام، ففتح الله على نبيه في شهر حرام من العام المقبل. فعاب المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال في شهر حرام، فقال الله جل وعز:" وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله" من القتل فيه = وأن محمدا بعث سرية، فلقوا عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف آخر ليلة من جمادى، وأول ليلة من رجب = وأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يظنون أن تلك الليلة من جمادى، وكانت أول رجب ولم يشعروا، فقتله رجل منهم واحد = وأن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك فقال الله جل وعز:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير" وغير ذلك أكبر منه،" صد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه" إخراج أهل المسجد الحرام أكبر من الذي أصاب محمد، والشرك بالله أشد.


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 311)
وبمثل الذي قلنا من التأويل في ذلك روي عن ابن عباس:
4096 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبى قال، حدثني عمي قال، ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: لما قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الحضرمي في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب، أرسل المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيرونه بذلك، فقال:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"، وغير ذلك أكبر منه:" صد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر" من الذي أصاب محمد صلى الله عليه وسلم.



تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (2/ 410)
. سريه عبد الله بن جحش
قال أبو جعفر الطبري: ولما رجع رسول الله ص من طلب كرز بن جابر الفهري إلى المدينة، وذلك في جمادى الآخرة، ... وقالوا: عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور القوم فيهم، وذلك في آخر يوم من رجب، فقال القوم: والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم، فليمتنعن به منكم، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم، وهابوا الإقدام عليهم، ... فقال من يرد ذلك عليهم من المسلمين ممن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان


تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (2/ 412)
وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، فسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال، وأسروا فيه الرجال فقال من يرد ذلك عليهم من المسلمين ممن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان


تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (2/ 413)
قال أبو جعفر: وخالف في بعض هذه القصة محمد بن إسحاق والواقدي جميعا السدي، حدثني ...وقالوا: محمد يزعم أنه يتبع طاعة الله، وهو أول من استحل الشهر الحرام، وقتل صاحبنا في رجب! فقال المسلمون: إنما قتلناه في جمادى- وقيل في أول ليلة من رجب وآخر ليلة من جمادى- وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل رجب ... قال أبو جعفر: وقد قيل إن النبي ص كان انتدب لهذا المسير أبا عبيدة بن الجراح، ثم بدا له فيه، فندب له عبد الله بن جحش... فقتلوه، ولم يدروا ذلك اليوم من رجب أو من جمادى! فقال المشركون للمسلمين: فعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام!




تفسير ابن أبي حاتم - محققا (2/ 384)
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)
2022 - حدثنا أبي، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه حدثني الحضرمي، عن أبي السوار، عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة ابن الجراح أو عبيدة بن الحارث، فلما ذهب ينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس. فبعث عليهم مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره ألا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا، فقال: لا تكرهن أحدا على السير معك من أصحابك. فلما قرأ الكتاب، استرجع، وقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله. فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه. ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو من جمادى؟ فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل الله تعالى: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير

2023 - حدثنا الحسن بن أبي الربيع، أنبأ عبد الرزاق «1» أنبأ معمر، عن الزهري وعثمان الجزري، عن مقسم مولى ابن عباس لقي واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من رجب، وهو يرى أنه في جمادى، فقتله. وهو أول قتيل قتل من المشركين، فعير المشركون المسلمين، فقال: أتقتلون في الشهر الحرام، فأنزل الله: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه
قال الزهري «2» : كان النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام، ثم أحل له بعد ذلك.



تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (2/ 139)
وكان ذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة وكانوا يرون أنه من جمادى وهو من رجب، فتشاور القوم بينهم وقالوا: لئن تركتموهم هذه الليلة لتدخلن الحرم فليمنعن منكم فأجمعوا أمركم



تفسير الماوردي = النكت والعيون (1/ 274)
فلقوا عمرو بن الحضرمي فرماه واقد بن عبد الله التميمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان , وغنمت العير , وكان ذلك في آخر ليلة من جمادى الآخرة أو أول ليلة من رجب , فعيرت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وقدم عبد الله بن جحش فلامه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولامه المسلمون حتى أنزل الله فيه هذه الآية.




تفسير القرطبي (3/ 41)
قال أبو عمر- في كتاب الدرر له-: .... فتشاور المسلمون وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن نحن قاتلناهم هتكنا حرمة الشهر الحرام: وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم اتفقوا على لقائهم، فرمى واقد... وذكر ابن إسحاق أن قتل عمرو بن الحضرمي كان في آخر يوم من رجب، على ما تقدم. وذكر الطبري عن السدي وغيره أن ذلك كان في آخر يوم من جمادى الآخرة، والأول أشهر، على أن ابن عباس قد ورد عنه أن ذلك كان في أول ليلة من رجب، والمسلمون يظنونها من جمادى.



الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 600)
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في سننه بسند صحيح عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة بن الحرث فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وبعث مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال: لا تكرهن أحدا على السير معك من أصحابك فلما قرأ الكتاب استرجع وقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية


الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 601)
وأن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب وأن أصحاب محمد كانوا يظنون أن تلك الليلة من جمادى وكانت أول رجب ولم يشعروا فقتله رجل منهم وأخذوا ما كان معه وأن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك فقال الله {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير}


الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 602)
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال أن رجلا من بني تميم أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فمر بابن الحضرمي يحمل خمرا من الطائف إلى مكة فرماه بسهم فقتله وكان بين قريش ومحمد فقتله في آخر يوم من جمادى الآخرة وأول يوم من رجب


الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 602)
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك الغفاري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش فلقي ناسا من المشركين ببطن نخلة والمسلمون يحسبون أنه آخر يوم من جمادى وهو أول يوم من رجب فقتل المسلمون ابن الحضرمي


الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 602)
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق الزهري عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية من المسلمين وأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش في يوم بقي من الشهر الحرام فاختصم المسلمون فقال قائل منهم: هذه غرة من عدو وغنم رزقتموه ولا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا وقال قائل: لا نعلم اليوم إلا من الشهر الحرام ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفقتم عليه فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره


الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 603)
وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري ومقسم قالا لقي واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي أول ليلة من رجب وهو يرى أنه من جمادى فقتله فأنزل الله {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية
قال الزهري: فكان النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام ثم أحل بعد


الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 603)
وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق يزيد بن رومان عن عروة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى نخلة فقال له: كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام وكتب له كتابا .... فلما رأوه حليقا قال عمار: ليس عليكم منهم بأس وائتمر القوم بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخر يوم من جمادى فقالوا: لئن قتلتوهم إنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام ولئن تركتموهم ليدخلن في هذه الليلة حرم مكة فيمتنعن منكم



الكامل في التاريخ (2/ 10)
ذكر سرية عبد الله بن جحش
أمر رسول الله أبا عبيدة بن الجراح أن يتجهز للغزو، فتجهز، فلما أراد المسير بكى صبابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث مكانه عبد الله بن جحش في جمادى الآخرة، معه ثمانية رهط من المهاجرين، وقيل اثنا عشر رجلا، وكتب له كتابا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به، ولا يكره أحدا من أصحابه، ففعل ذلك، ثم قرأ الكتاب وفيه يأمره بنزول نخلة بين مكة والطائف فيرصد قريشا ويعلم أخبارهم، فأعلم أصحابه، فساروا معه.
وأضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما يعتقبانه، فتخلفا في طلبه، ومضى عبد الله ونزل بنخلة، فمرت عير لقريش تحمل زبيبا وغيره فيها عمرو بن الحضرمي، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وأخوه نوفل، والحكم بن كيسان، فأشرف لهم عكاشة بن محصن، وقد حلق رأسه. فلما رأوه قالوا: عمار لا بأس عليكم منهم، وذلك آخر يوم من رجب، فرمى واقد بن عبد الله التيمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان والحكم، وهرب نوفل، وغنم المسلمون ما معهم، فقال عبد الله بن جحش: إن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس ما غنمتم، وذلك قبل أن يفرض الخمس، وكانت أول غنيمة غنمها المسلمون، وأول خمس في الإسلام.
وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسرى إلى المدينة. فلما قدموا قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام» ، فوقف العير والأسيرين، فسقط في أيديهم، وعنفهم المسلمون، وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام. وقالت اليهود: تفاءل بذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم: عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله؛ " عمرو ": عمرت الحرب، و " الحضرمي ": حضرت الحرب، و " واقد ": وقدت الحرب. فأنزل الله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} [البقرة: 217] الآية. فلما نزل القرآن وفرج الله عن المسلمين قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العير، وكانت أول غنيمة أصابوها، وفدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسيرين. فأما الحكم فأقام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل يوم بئر معونة.
وقيل: كان قتلهم عمرو بن الحضرمي، وأخذ العير آخر يوم من جمادى، وأول ليلة من رجب.






 

 

******************

در تفاسیر




تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 184)
المؤلف: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (المتوفى: 150هـ)
يسئلونك عن الشهر الحرام «4» وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- بعث عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب على سرية في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس ستة عشر شهرا بعد قدوم النبي- صلى الله عليه وسلم- المدينة فلما ودع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاضت عيناه ووجد من فراق النبي- صلى الله عليه وسلم- بعد أن عقد له اللواء «5» فلما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- وجده بعث مكانه عبد الله بن جحش الأسدي من بني غنم ابن دودان وأمه عمة النبي- صلى الله عليه وسلم-: أميمة بنت عبد المطلب وهو حليف لبني عبد شمس وكتب له كتابا وأمره أن يتوجه قبل مكة
__________
(1) فى أ: يصدقوا.
(2) المراد بآية الصدقات قوله- تعالى-: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم.
سورة التوبة: 60.
(3) فى أسباب النزول للسيوطي. وفى أسباب الواحدي. آثار فى سبب نزول الآية.
(4) أورد الواحدي والسيوطي آثار فى أسباب نزول الآية.
(5) فى أ: لواء.


تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 185)
ولا يقرأ الكتاب حتى يسير ليلتين فلما سار عبد الله ليلتين قرأ «1» الكتاب فإذا فيه:
سر باسم الله إلى بطن نخلة على اسم الله وبركته، ولا تكرهن أحد من أصحابك على السير، وامض لأمري ومن اتبعك منهم، فترصد بها عير قريش. فلما قرأ الكتاب استرجع عبد الله، واتبع استرجاعه بسمع وطاعة لله- عز وجل- ولرسوله- صلى الله عليه وسلم. ثم قال عبد الله لأصحابه: من أحب منكم أن يسير معي فليسر ومن أحب أن يرجع فليرجع وهم ثمانية رهط من المهاجرين «2» عبد الله بن جحش الأسدي، وسعد بنى أبي وقاص الزهري، وعتبة بن غزوان المزني حليف لقريش، وأبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وسهل «3» بن بيضاء القرشي ويقال سهل من بني الحارث بن فهد، وعامر بن ربيعة القرشي من بني عدي بن كعب، وواقد بن عبد الله التميمي. فرجع من القوم سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان وسار عبد الله ومعه خمسة نفر وهو سادسهم «4» فلما قدموا لبطن نخلة بين مكة والطائف حملوا على أهل العير فقتلوا عمر بن الحضرمي القرشي قتله واقد بن عبد الله التميمي رماه بسهم فكان أول قتيل في الإسلام من المشركين وأسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة، والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة المخزومي فغديا بعد ذلك في المدينة، وأفلتهم نوفل بن عبد الله بن المغيرة [35 ب] المخزومي على فرس له جواد أنثى فقدم مكة من الغد وأخبر الخبر مشركي مكة، وكرهوا الطلب، لأنه أول يوم من رجب وسار المسلمون بالأسارى والغنيمة حتى قدموا المدينة.
__________
(1) هذه القصة بطولها فى أسباب النزول للواحدي: 38.
(2) فى أ: وهم سبعة نفر. ولم يذكر واقد بن عبد الله فيهم. ثم ذكر فى أثناء القصة ... أن واقد ابن عبد الله التميمي رمى عمرو بن الحضرمي القرشي بسهم فقتله (تصحيح هذه الواقعة من أسباب النزول للواحدي) .
(3) فى الواحدي: سبيل.
(4) فى أ: معه أربعة نفر وهو خامسهم.


تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 186)
فقالوا: يا نبي الله، أصبنا القوم نهارا فلما أمسينا رأينا هلال رجب، فما ندري أصبناهم فى رجب أو في آخر يوم من جمادى الآخرة وأقبل مشركو مكة على مسلميهم فقالوا: يا معشر الصباة، ألا ترون أن إخوانكم استحلوا القتال في الشهر الحرام وأخذوا أسارانا وأموالنا وأنتم تزعمون أنكم على دين الله، أفوجدتم «1» هذا في دين الله حيث أمن الخائف، وربطت الخيل، ووضعت الأسنة، وبدأ الناس لمعاشهم.
فقال المسلمون: الله ورسوله أعلم. وكتب «2» مسلمو مكة إلى عبد الله بن جحش أن المشركين عابونا في القتال وأخذ الأسرى والأموال في الشهر الحرام فاسأل «3» رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ألنا «4» في ذلك متكلم، أو أنزل الله بذلك قرآنا. فدفع عبد الله بن جحش الأسدي الكتاب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله- عز وجل- يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ولم يرخص فيه القتال، ثم قال: وصد عن سبيل الله يعني دين الإسلام وكفر به «5» أي وكفر بالله وصد عن المسجد الحرام وإخراج أهله منه من عند المسجد الحرام فذلك صدهم، وذلك أنهم أخرجوا النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من مكة أكبر عند الله فهذا أكبر عند الله من القتل «6» والأسر وأخذ الأموال. ثم قال- سبحانه-:



تفسير الإمام الشافعي (1/ 327)
الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي (المتوفى: 204هـ)
قال الله عز وجل: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير)
الأم: كتاب سير الأوزاعي:
قال الشافعي رحمه الله تعالى: - روى - الكلبي من حديث رفعه إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث عبد الله بن جحش - في سرية - إلى بطن نخلة، فأصاب هنالك عمرو بن الحضرمي، وأصاب أسيرا أو اثنين، وأصاب ما كان معهم من أدم وزيت وتجارة (من تجارة أهل الطائف) ، فقدم بذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولم يقسم ذلك عبد الله بن جحش - رضي الله عنه - حتى قدم المدينة، وأنزل الله - عز وجل - في ذلك:
(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير)
حتى فرغ من الآية - فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغنم وخمسه.
قال الشافعي رحمه الله تعالى: وأما ما احتج به من وقعة عبد الله بن
جحش، وابن الحضرمي، فذلك قبل بدر، وقبل نزول الآية، وكانت وقعتهم في آخر يوم من الشهر الحرام، فوقفوا فيما صنعوا، حتى نزلت: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه) الآية.
وليس مما خالفه فيه الأوزاعي بسبيل.



يسئلونك عن الشهر الحرام‏
 «4» و ذلك أن النبي- صلى الله عليه و سلم- بعث عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب على سرية فى جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس ستة عشر شهرا بعد قدوم النبي- صلى الله عليه و سلم- المدينة فلما ودع رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فاضت عيناه و وجد من فراق النبي- صلى الله عليه و سلم- بعد أن عقد له اللواء «5» فلما رأى النبي- صلى الله عليه و سلم- وجده بعث مكانه عبد الله بن جحش الأسدى من بنى غنم ابن دودان و أمه عمة النبي- صلى الله عليه و سلم-: أميمة بنت عبد المطلب و هو حليف لبنى عبد شمس و كتب له كتابا و أمره أن يتوجه قبل مكة
__________________________________________________
 (1) فى أ: يصدقوا.
 (2) المراد بآية الصدقات قوله- تعالى-: إنما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل فريضة من الله و الله عليم حكيم.
سورة التوبة: 60.
 (3) فى أسباب النزول للسيوطي. و فى أسباب الواحدي. آثار فى سبب نزول الآية.
 (4) أورد الواحدي و السيوطي آثار فى أسباب نزول الآية.
 (5) فى أ: لواء.
                       

 

 و لا خلاف بين أهل التأويل جميعا أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبب قتل ابن الحضرمي و قاتله. ذكر الرواية عمن قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: ثني الزهري، و يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن جحش في رجب مقفله من بدر الأولى، و بعث معه بثمانية رهط من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، و كتب له كتابا، و أمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره، و لا يستكره من أصحابه عبد الله بن جحش أحدا. و كان أصحاب عبد الله بن جحش من المهاجرين من بني عبد شمس أبو حذيفة بن ربيعة و من بني أمية ابن عبد شمس، ثم من حلفائهم عبد الله بن جحش بن رياب، و هو أمير القوم، و عكاشة بن محصن بن حرثان أحد بني أسد بن خزيمة، و من بني نوفل بن عبد مناف عتبة بن غزوان حليف لهم، و من بني زهرة بن كلاب: سعد بن أبي و قاص، و من بني عدي بن كعب عامر بن ربيعة حليف لهم، و واقد بن عبد الله بن مناة بن عويم بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة، و خالد بن البكير أحد بني سعد بن ليث حليف لهم، و من بني الحرث بن فهر سهيل بن بيضاء. فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب و نظر فيه، فإذا فيه: و إذا نظرت إلى كتابي هذا، فسر حتى تنزل نخلة بين مكة و الطائف، فترصد بها قريشا، و تعلم لنا من أخبارهم. فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال: سمعا و طاعة ثم قال لأصحابه عبد الله بن جحش: قد أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أمضي إلى نخلة فأرصد بها قريشا حتى آتيه منهم بخبر، و قد نهاني أن أستكره أحدا منكم، فمن كان منكم يريد الشهادة و يرغب فيها فلينطلق و من كره ذلك فليرجع، فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فمضى و مضى أصحابه عبد الله بن جحش معه، فلم يتخلف عنه أحد، و سلك على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران، أضل سعد بن أبي و قاص، و عتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا عليه يعتقبانه، فتخلفا عليه في طلبه، و مضى عبد الله بن جحش و بقية أصحابه عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا و أدما و تجارة من تجارة قريش فيها منهم عمرو بن الحضرمي، و عثمان بن عبد الله بن المغيرة، و أخوه نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزوميان، و الحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم، و قد نزلوا قريبا منهم، فأشرف لهم عكاشة بن محصن، و قد كان حلق رأسه؛ فلما رأوه أمنوا و قالوا: عمار لا بأس علينا منهم و تشاور القوم فيهم، و ذلك في آخر يوم من جمادي، فقال القوم: و الله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم‏
، و لئن قتلتموهم لنقتلنهم‏
                        جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 203
في الشهر الحرام. فتردد القوم فهابوا الإقدام عليهم، ثم شجعوا عليهم، و اجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم، و أخذ ما معهم؛ فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، و استأسر عثمان بن عبد الله، و الحكم بن كيسان، و أفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم. و قدم عبد الله بن جحش و أصحابه بالعير و الأسيرين، حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة و قد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله بن جحش قال لأصحابه عبد الله بن جحش إن لرسول الله صلى الله عليه و سلم مما غنمتم الخمس؛ و ذلك قبل أن يفرض الخمس من الغنائم. فعزل لرسول الله صلى الله عليه و سلم خمس العير، و قسم سائرها على أصحابه عبد الله بن جحش فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام"، فوقف العير و الأسيرين، و أبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك، سقط في أيدي القوم، و ظنوا أحدهم قد هلكوا، و عنفهم المسلمون فيما صنعوا، و قالوا لهم:
صنعتم ما لم تؤمروا به و قاتلتم في الشهر الحرام و لم تؤمروا بقتال؛ و قالت قريش: قد استحل محمد و أصحابه رسول الله صلى الله عليه و سلم الشهر الحرام، فسفكوا فيه الدم، و أخذوا فيه الأموال و أسروا. فقال من يرد ذلك عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في جمادي؛ و قالت يهود تتفاءل بذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم: عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله، عمرو: عمرت الحرب، و الحضرمي: حضرت الحرب، و واقد بن عبد الله: وقدت الحرب فجعل الله عليهم ذلك و بهم. فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله جل و عز على رسوله: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه أي عن قتال فيه قل قتال فيه كبير إلى قوله و الفتنة أكبر من القتل أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به، و عن المسجد الحرام، و إخراجكم عنه، إذ أنتم أهله و ولاته، أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم و الفتنة أكبر من القتل أي قد كانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه و ذلك أكبر عند الله من القتل، و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا أي هم مقيمون على أخبث ذلك و أعظمه، غير تائبين و لا نازعين فلما نزل القرآن بهذا من الأمر، و فرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق، قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم العير و الأسيرين. حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية و كانوا سبعة نفر، و أمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، و فيهم عمار بن ياسر، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و سعد بن أبي و قاص، و عتبة بن غزوان السلمي حليف لبني نوفل، و سهيل بن بيضاء، و عامر بن فهيرة، و واقد بن عبد الله اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب و كتب مع ابن جحش كتابا و أمره أن لا يقرأه حتى ينزل ملل، فلما نزل ببطن ملل فتح الكتاب، فإذا فيه: أن سر حتى تنزل بطن نخلة. فقال لأصحابه عبد الله بن جحش: من كان يريد الموت فليمض و ليوص، فإني موص و ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فساو و تخلف عنه سعد بن أبي و قاص و عتبة بن غزوان أضلا راحلة لهما، فأتيا نجران يطلبانها، و سار ابن جحش إلى بطن نخلة، فإذاهم بالحكم بن كيسان، و عبد الله بن المغيرة، و المغيرة بن عثمان، و عمرو بن الحضرمي. فاقتتلوا، فأسروا الحكم بن كيسان و عبد الله بن المغيرة، و انفلت المغيرة، و قتل عمرو بن الحضرمي، قتله واقد بن عبد الله، فكانت أول غنيمة غنمها أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فلما رجعوا إلى المدينة بالأسيرين و ما غنموا من الأموال أراد أهل مكة أن يفادوا بالأسيرين، فقال النبي صلى الله عليه و سلم:" حتى ننظر ما فعل صاحبانا"؛ فلما رجع سعد و صاحبه صاحب سعد عتبة بن غزوان فادى بالأسيرين، ففجر عليه المشركون و قالوا: محمد يزعم أنه يتبع طاعة الله، و هو أول من استحل الشهر الحرام و قتل صاحبنا في رجب، فقال المسلمون: إنما قتلناه في جمادي، و قيل في أول ليلة من رجب، و اخر ليلة من جمادي و غمد المسلمون سيوفهم حين دخل رجب، فأنزل الله جل و عز يعير أهل مكة: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير لا يحل، و ما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام، حين كفرتم بالله، و صددتم عنه محمدا أصحابه محمد صلى الله عليه و سلم، و إخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمدا، أكبر من القتل عند الله، و الفتنة هي الشرك أعظم عند الله من القتل في الشهر الحرام، فذلك قوله: و صد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام و إخراج‏
                        جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 204
أهله منه أكبر عند الله و الفتنة أكبر من القتل حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: ثنا المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه أنه حدثه رجل، عن أبي السوار يحدثه، عن جندب بن عبد الله: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه بعث رهطا، فبعث عليهم أبا عبيدة؛ فلما آخذ لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فبعث رجلا مكانه يقال له عبد الله بن جحش، و كتب له كتابا، و أمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ كذا و كذا، و لا تكرهن أحدا من أصحابك عبد الله بن جحش على السير معك. فلما قرأ الكتاب استرجع و قال: سمعا و طاعة لأمر الله و رسوله. فخبرهم الخبر، و قرأ عليهم الكتاب. فرجع رجلان و مضى بقيتهم. فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه، و لم يدروا ذلك اليوم من رجب أو من جمادي؟ فقال المشركون للمسلمين: فعلتم كذا و كذا في الشهر الحرام فأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فحدثوه الحديث، فأنزل الله عز وجل: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله و الفتنة أكبر من القتل و الفتنة:
هي الشرك. و قال بعض الذين أظنه قال: كانوا في السرية: و الله ما قتله إلا واحد، فقال: إن يكن خيرا فقد وليت.
و إن يكن ذنبا فقد عملت. محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قال: أن رجلا من بني تميم أرسله النبي صلى الله عليه و سلم في سرية، فمر بابن الحضرمي يحمل خمرا من الطائف إلى مكة، فرماه بسهم فقتله و كان بين قريش و محمد عقد، فقتله في آخر يوم من جمادي الآخرة، و أول يوم من رجب، فقالت قريش: في الشهر الحرام و لنا عهد؟ فأنزل الله جل و عز: قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله و كفر به و صد عن المسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله من قتل ابن الحضرمي، و الفتنة كفر بالله، و عبادة الأوثان أكبر من هذا كله. حدثنا الحسن بن يحيى، قال، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، و عثمان الجزري، عن مقسم مولى ابن عباس، قال: لقي واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من رجب، و هو يرى أنه من جمادي فقتله، و هو أول قتيل من المشركين، فعير المشركون المسلمين فقالوا: أ تقتلون في الشهر الحرام؟ فأنزل الله يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام يقول: و صد عن سبيل الله، و كفر بالله و المسجد الحرام، و صد عن المسجد الحرام؛ و إخراج أهله منه أكبر عند الله من قتل عمرو بن الحضرمي؛ و الفتنة: يقول: الشرك الذي أنتم فيه أكبر من ذلك أيضا. قال الزهري: و كان النبي صلى الله عليه و سلم فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام ثم أحل بعد. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه أب جد سعد، عن ابن عباس قوله يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و ذلك أن المشركين صدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم، و ردوه عن المسجد الحرام في شهر حرام، ففتح الله على نبيه في شهر حرام من العام المقبل، فعاب المشركون على رسول الله صلى الله عليه و سلم القتال في شهر حرام، فقال الله جل و عز: و صد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله من القتل فيه و إن محمدا صلى الله عليه و سلم بعث سرية، فلقوا عمرو بن الحضرمي و هو مقبل من الطائف آخر ليلة من جمادي و أول ليلة من رجب؛ و إن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كانوا يظنون أن تلك الليلة من جمادي و كانت أول رجب و لم يشعروا، فقتله رجل منهم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم واحد. و إن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك، فقال الله جل و عز: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و غير ذلك أكبر منه صد عن سبيل الله، و كفر به، و المسجد الحرام، و إخراج أهله منه، إخراج أهل المسجد الحرام أكبر من الذي أصاب محمد و الشرك بالله أشد. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن حصين، عن أبي مالك، قال: لما نزلت: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير إلى قوله: و الفتنة أكبر من القتل استكبروه، فقال: و الفتنة: الشرك الذي أنتم عليه مقيمون أكبر مما استكبرتم. حدثنا عن عمار بن الحسن، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن حصين، عن أبي مالك الغفاري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن جحش في جيش، فلقي ناسا من المشركين ببطن نخلة، و المسلمون يحسبون أنه آخر
                        جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 205
يوم من جمادي، و هو أول يوم من رجب، فقتل المسلمون ابن الحضرمي، فقال المشركون: أ لستم تزعمون أنكم تحرمون الشهر الحرام و البلد الحرام؟ و قد قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل الله: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير إلى قوله أكبر عند الله من الذي استكبرتم من قتل ابن الحضرمي و الفتنة التي أنتم عليها مقيمون، يعني الشرك أكبر من القتل. حدثنا عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه أبو جعفر، عن قتادة، قال: و كان يسميها، يقول: لقي واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة فقتله. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء قوله: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه فيمن نزلت؟ قال:
لا أدري، قال ابن جريج: قال عكرمة و مجاهد: في عمرو بن الحضرمي، قال ابن جريج: و أخبرنا ابن أبي حسين عن الزهري ذلك أيضا. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد:
قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام قال يقول: صد عن المسجد الحرام و إخراج أهله منه، فعل هذا أكبر من قتل ابن الحضرمي، و الفتنة أكبر من القتل كفر بالله و عبادة الأوثان أكبر من هذا كله. حدثت عن الحسين بن الفرح، قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان الباهلي، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قتلوا ابن الحضرمي في الشهر الحرام، فعير المشركون المسلمين بذلك، فقال الله: قتال في الشهر الحرام كبير، و أكبر من ذلك صد عن سبيل الله و كفر به، و إخراج أهل المسجد الحرام من المسجد الحرام.
و هذان الخبران اللذان ذكرناهما عن مجاهد و الضحاك، ينبئان عن صحة ما قلنا في رفع" الصد" به، و إن رافعه" أكبر عند الله"، و هما يؤكدان صحة ما روينا في ذلك عن ابن عباس، و يدلان على خطأ من زعم أنه مرفوع على العطف على الكبير. و قول من زعم أن معناه: و كبير صد عن سبيل الله، و زعم أن قوله:" و إخراج أهله منه أكبر عند الله" خبر منقطع عما قبله مبتدأ. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم، عن الشعبي في قوله: و الفتنة أكبر من القتل قال: يعني به الكفر. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: و إخراج أهله منه أكبر عند الله من ذلك. ثم عير المشركين بأعمالهم أعمال السوء فقال: و الفتنة أكبر من القتل أي الشرك بالله أكبر من القتل. و بمثل الذي قلنا من التأويل في ذلك روي عن ابن عباس.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبى قال: ثني عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه أب جد سعد، عن ابن عباس قال: لما قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن الحضرمي في آخر ليلة من جمادى و أول ليلة من رجب، أرسل المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يعيرونه بذلك، فقال: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و غير ذلك أكبر منه: صد عن سبيل الله، و كفر به، و المسجد الحرام، و إخراج أهله منه أكبر من الذي أصاب محمد صلى الله عليه و سلم‏

 

 


مجمع البيان في تفسير القرآن - ج‏2 - 551
[1]النزول‏
قال المفسرون بعث رسول الله سرية من المسلمين و أمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي و هو ابن عمة النبي ص و ذلك قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش في آخر يوم من جمادى الآخرة و كانوا يرون أنه من جمادى و هو رجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم هذه غرة من عدو و غنم رزقتموه و لا ندري أ من الشهر الحرام هذا اليوم أم لا و قال قائل منهم لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام و لا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فغلب على الأمر الذي يريدون عرض الحياة الدنيا فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه و غنموا عيره فبلغ ذلك كفار قريش و كان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المشركين و المسلمين و ذلك أول في‏ء أصابه المسلمون فركب وفد كفار قريش حتى قدموا على النبي ص فقالوا أ يحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله هذه الآية.[2]


ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 7/5/2023 - 10:36

                        تفسير القمي، ج‏1، ص: 71

و أما قوله يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه- قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله- و كفر به- و المسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله و الفتنة أكبر من القتل فإنه كان سبب نزولها
أنه لما هاجر رسول الله ص إلى المدينة بعث السرايا إلى الطرقات التي تدخل مكة تتعرض لعير قريش، حتى بعث عبد الله بن جحش في نفر من أصحابه إلى نخلة، و هي بستان بني عامر ليأخذوا عير قريش حين أقبلت من الطائف عليها الزبيب و الأدم و الطعام، فوافوها و قد نزلت العير- و فيهم عمر بن عبد الله الحضرمي و كان حليفا لعتبة بن ربيعة، فلما نظر الحضرمي إلى عبد الله بن جحش و أصحابه- فزعوا و تهيئوا للحرب و قالوا هؤلاء أصحاب محمد، فأمر عبد الله بن جحش أصحابه- أن ينزلوا و يحلقوا رءوسهم، فنزلوا فحلقوا رءوسهم- فقال ابن الحضرمي هؤلاء قوم عباد ليس علينا منهم بأس، فلما                 

 

تفسير القمي، ج‏1، ص: 72
اطمأنوا و وضعوا السلاح- حمل عليهم عبد الله بن جحش فقتل ابن الحضرمي و أفلت أصحابه و أخذوا العير بما فيها- و ساقوها إلى المدينة و كان ذلك في أول يوم من رجب من الأشهر الحرم، فعزلوا العير و ما كان عليها و لم ينالوا منها شيئا، فكتبت قريش إلى رسول الله ص أنك استحللت الشهر الحرام و سفكت فيه الدم- و أخذت المال و كثر القول في هذا، و جاء أصحاب رسول الله ص فقالوا يا رسول الله أ يحل القتل في الشهر الحرام فأنزل الله «يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه- قل قتال فيه كبير ... إلخ» قال القتال في الشهر الحرام عظيم- و لكن الذي فعلت قريش بك يا محمد ص من الصد عن المسجد الحرام و الكفر بالله و إخراجك منها هو أكبر عند الله و الفتنة يعني الكفر بالله أكبر من القتلثم أنزلت «الشهر الحرام بالشهر الحرام و الحرمات قصاص- فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» «1

 

 

اسباب نزول القرآن، ص: 71

 قال المفسرون: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم، عبد الله بن جحش و هو ابن عمة النبي صلى الله عليه و سلم، في جمادى الآخرة، قبل قتال بدر بشهرين، على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة، و بعث معه ثمانية رهط من المهاجرين: سعد بن أبي وقاص الزهري، و عكاشة بن محصن الأسدي، و عتبة بن غزوان السلمي، و أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و سهيل بن بيضاء، و عامر بن ربيعة، و واقد بن عبد الله، و خالد بن بكير، و كتب لأميرهم عبد الله بن جحش كتابا و قال: سر على اسم الله، و لا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين، فإذا نزلت منزلين فافتح الكتاب و اقرأه على أصحابك، ثم امض لما أمرتك، و لا تستكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك، فسار عبد الله يومين، ثم نزل و فتح الكتاب فإذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فسر على بركة الله بمن تبعك من أصحابك حتى تنزل بطن نخلة، فترصد بها عير قريش لعلك أن تأتينا منه بخبر» فلما نظر عبد الله في الكتاب قال: سمعا و طاعة، ثم قال لأصحابه ذلك و قال: إنه قد نهاني أن أستكره أحدا منكم، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع، و قد أضل سعد بن أبي وقاص و عتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه، فاستأذنا أن يتخلفا في طلب بعيرهما، فأذن لهما، فتخلفا في طلبه، و مضى عبد الله ببقية أصحابه حتى وصلوا بطن نخلة بين مكة و الطائف، فبيناهم كذلك إذ مرت بهم عير لقريش تحمل زبيبا و أدما و تجارة من تجارة الطائف، فيهم عمرو بن الحضرمي، و الحكم بن كيسان، و عثمان بن عبد الله بن المغيرة، و نوفل بن عبد الله، المخزوميان. فلما رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، هابوهم، فقال عبد الله بن جحش: إن القوم قد ذعروا منكم، فاحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم، فإذا رأوه محلوقا أمنوا و قالوا: قوم عمار، فحلقوا رأس عكاشة، ثم أشرف عليهم فقالوا: قوم عمار لا بأس عليكم. فأمنوهم، و كان ذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة، و كانوا يرون أنه من جمادى أو هو رجب، فتشاور القوم فيهم و قالوا: لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم، فأجمعوا أمرهم في مواقعة القوم، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، فكان أول قتيل من المشركين، و استأسر الحكم‏
__________________________________________________
 (131) يتفق مع الحديث السابق.
                       

اسباب نزول القرآن، ص: 72
و عثمان، فكانا أول أسيرين في الإسلام. و أفلت نوفل و أعجزهم. و استاق المؤمنون العير و الأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، بالمدينة فقالت قريش:
قد استحل محمد الشهر الحرام، شهرا يأمن فيه الخائف و يبذعر الناس لمعاشهم، فسفك فيه الدماء و أخذ فيه الحرائب، و عير بذلك أهل مكة من كان بها من المسلمين فقالوا: يا معشر الصباة، استحللتم الشهر الحرام فقاتلتم فيه. و تفاءلت اليهود بذلك و قالوا واقد: وقدت الحرب و عمرو: عمرت الحرب و الحضرمي:
حضرت الحرب، و بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال لابن جحش و أصحابه: ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، و وقف العير و الأسيرين، و أبى أن يأخذ من ذلك شيئا، فعظم ذلك على أصحاب السرية، و ظنوا أن قد هلكوا، و سقط في أيديهم، و قالوا: يا رسول الله، إنا قتلنا ابن الحضرمي ثم أمسينا فنظرنا إلى هلال رجب، فلا ندري أ في رجب أصبناه أو في جمادى؟ و أكثر الناس في ذلك، فأنزل الله تعالى:
يسئلونك عن الشهر الحرام الآية. فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم العير فعزل منها الخمس، فكان أول خمس في الإسلام، و قسم الباقي بين أصحاب السرية فكان أول غنيمة في الإسلام. و بعث أهل مكة في فداء أسيريهم فقال: بل نقفهما حتى يقدم سعد و عتبة، فإن لم يقدما قتلناهما بهما. فلما قدما فاداهما.
و أما الحكم بن كيسان فأسلم و أقام مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة فقتل يوم بئر معونة شهيدا.
و أما عثمان بن عبد الله فرجع إلى مكة فمات بها كافرا.
و أما نوفل فضرب بطن فرسه يوم الأحزاب ليدخل الخندق على المسلمين فوقع في الخندق مع فرسه فتحطما جميعا. فقتله الله تعالى و طلب المشركون جيفته بالثمن، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: خذوه فإنه خبيث الجيفة، خبيث الدية.

 

 



****************

در کلام فقهاء

ارسال شده توسط:
میم. دال
Saturday - 6/5/2023 - 22:18

صاحب ذخیره و حمل روایت بطن نخله بر رویت قبل از زوال

ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد؛ ج‌2، ص: 533

الخامس المشهور بين الأصحاب أنّه لا اعتبار برؤية الهلال يوم الثلاثين قبل الزوال و عن المرتضى ره أنه قال في بعض مسائله إذا رئي الهلال قبل الزوال فهو لليلة الماضية بل الكلام المنقول عنه يشعر بكون ذلك مذهب الأصحاب ..و يؤيده أيضا ما رواه الكليني عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لهذه الليلة الماضية أن أهل بطن نخلة فما رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام

الرسائل الفقهية (للخواجوئي)؛ ج‌2، ص: 354

فصل [الاختلاف فى زمان دخول الشهر]

زمان دخول الشهر يختلف باختلاف الاعتبار، فمن اعتبر أن اليوم بليلته من غروب الشمس الى غروبها كأهل الشرع. و كأنه لان الظلمة أصل و النور طار، فزمان دخوله عنده من حين غروبها باستتار القرص، أو ذهاب الحمرة المشرقية، على اختلاف الروايتين.و من اعتبر أنه من طلوعها الى طلوعها كالروم و الفرس، و لعله لان النور وجودي و الظلمة عدمية، فزمان دخوله عنده من حين طلوعها.و من قال: انه من زوالها الى زوالها كالمنجمين و أهل الحساب، لاختلاف المطالع و المغارب بحسب اختلاف المساكن بالنسبة الى الافاق دون انصاف النهار، فانها في جميع المساكن افق من آفاق خط الاستواء، و لا خلاف فيما بينهما، فزمان دخوله عنده من حين زوالها.فعلى ما عليه أهل الشرع هذا اليوم لهذه الليلة الماضية على عكس ما عليه الروم و الفرس، فان هذا اليوم على مذهبهم لهذه الليلة المستقبلة، كما زعمه المغيرية.و أما على مذهب المنجمين و أهل الحساب، فصدر النهار. أعني النصف الاول منه لهذه الليلة الماضية، و النصف الاخر منه لهذه الليلة المستقبلة.

و ما رواه الكليني عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال قلت له: ان المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة، فقال: كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية، ان أهل بطن نخلة لما رأوا الهلال قالوا: قد دخل الشهر الحرام محمول على الاعتبار الاول، فان أهل بطن نخلة و هو موضع بين مكة و طائف لما غربت الشمس و رأوا الهلال و كانوا قد تبعوا في ذلك الشرع «1»، قالوا:

قد دخل الشهر الحرام، فاليوم الذي يأتي بعد هذه الليلة يوم لهذه الليلة الماضية.

و منه يظهر كذب المغيرية و عدم تأييد هذا الخبر لاعتبار رؤية الهلال قبل الزوال، كما ظنه صاحب الذخيرة قدس سره، و هو منه غريب، فانه تأيد بهذا الخبر و لا تأييد فيه،

 

الرسائل الفقهية (للخواجوئي)؛ ج‌2، ص: 360

اني بعد ما فرغت من تسويد هذه الرسالة الهلالية، و أنا العبد الضعيف النحيف المذنب الجاني الفاني محمد بن الحسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المشتهر باسماعيل المازندراني.

بلغني أن للفاضل التنكابني المشتهر بملا محمد الملقب بالسراب «1» طوبى له و حسن مآب، رسالة في هذا الباب، ألفها للرد على الفاضل السبزواري صاحب الذخيرة قدس سره، القائل باعتبار رؤية الهلال قبل الزوال.

فبعد ما حصلتها و نظرت فيها، ألفيتها مؤيدة لما حررته في هذا الباب مؤكدة لما قررته في بعض مواضع الكتاب، فشكرت له ذلك و صرت به مسرورا، و لقد كان سعيه هذا جزاه اللّه الخير مشكورا.

فنقلت رسالته هذه بعباراته الشافية الكافية و كلماته الموجزة الوافية، و ان كان مورثا لتطويل المقال و تكثير الجدال، و في بعض المواضع موجبا لتكرير القيل و تجديد القال، لانها تتضمن نكت زوائد و غرر فرائد، سمح بها في هذه الرسالة الشريفة ذهنه الثاقب و فكره الصائب.

قال قدس سره بعد نقل صحيحة محمد بن قيس السابقة: و استدل صاحب‌ الذخيرة بها على اعتبار رؤية الهلال قبل الزوال بقوله: وجه الدلالة أن لفظة الوسط يحتمل أن يكون المراد منها منتصف ما بين الحدين، لكن قوله «أو آخره» شاهد على الثاني، فيكون الخبر بمفهومه دالا على قول السيد انتهى كلامه رفع اللّه تعالى مقامه المتعلق بهذه الرواية..

 

الرسائل الفقهية (للخواجوئي)؛ ج‌2، ص: 375

و قال (قائل صاحب ذخیره است که مرحوم تنکابنی از ایشان نقل می کنند)قدس اللّه نفسه: و يؤيده أيضا ما رواه الكليني عن عمر بن يزيد، قال قلت لابي عبد اللّه عليه السّلام: ان المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة، فقال: كذبوا هذا اليوم لهذه الليلة الماضية، ان أهل بطن نخلة لما رأوا الهلال قالوا: قد دخل الشهر الحرام «1».

أقول:( کلام مرحوم تنکابنی) لعل مراده رحمه اللّه أن تصويبه عليه السّلام أهل بطن نخلة في حكمهم بدخول الشهر بمحض الرؤية، كما يدل عليه السياق، انما يناسب كون الرؤية قبل الزوال لظهور عدم صحة الحكم بدخول الشهر بمحض الرؤية برؤية الهلال بعد الزوال.

و فيه أن قوله عليه السّلام «ان أهل بطن نخلة» حينئذ لا يدل على كذب المغيرية، لجواز صدق الحكم بدخول الشهر برؤية الهلال قبل الزوال، مع كون ليلة هذا اليوم هي الليلة المستقبلة.

أقول: ( کلام ملا اسماعیل خواجوئی) قد عرفت أن اليوم بليلته عند الروم و الفرس من طلوع الشمس الى طلوعها، فزمان دخول الشهر عندهم من حين طلوعها، و حينئذ يصدق الحكم بدخول الشهر برؤية الهلال قبل الزوال مع كون ليلة هذا اليوم هي الليلة المستقبلة كما زعمته المغيرية. و على هذا فقوله عليه السّلام «ان أهل بطن نخلة» يدل على صدق المغيرية لا على كذبهم، فالظاهر حمل الرؤية على ما عليه أهل الشرع من أن اليوم بليلته من غروب الشمس الى غروبها، فزمان دخول الشهر عندهم من حين غروبها، فاليوم الذي يأتي بعد هذه الليلة يوم لهذه الليلة الماضية، و منه يظهر كذب المغيرية، و عدم تأييد هذا الخبر لاعتبار رؤية الهلال قبل الزوال.

فالظاهر حمل الرؤية على رؤية الهلال في الليل، أو قرب دخوله كما يكون في الاكثر كذلك، فعلى الاول انطباقه على المطلوب الذي هو تكذيب المغيرية ظاهر. و على الثاني قول أهل بطن نخلة بدخول الشهر بمحض الرؤية انما هو بعنوان المجاز الذي مصححه قرب دخول الليل، فينطبق حينئذ أيضا على المطلوب و ان نوقش هذا فليحمل على الاول، لان هذا متعلق بواقعة خاصة، فيجب حمله على ما يناسب و يصح.

أقول: قد عرفت وجه هذا الخبر في صدر الفصل التاسع( عبارت ایشان را آوردیم) من رسالتنا هذه، و عدم تأييده لاعتبار رؤية الهلال قبل الزوال فلا نعيده.





****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 7/5/2023 - 10:43

وادي نخلة

هو أحد أودية مكة المكرمة، ويفصل بين مكة والطائف من جهة السيل الكبير. هذا الوادي له مجريان أحدهما جنوبي يسمى وادي نخلة اليمانية والآخر شمالي يسمى وادي نخلة الشامية، ويتصل هذا الوادي بالهدا في الطائف من وادي يسمى الكفو الذي يصب في وادي نخلة اليمانية.
السكان
سكان وادي نخلة اليمانية اليوم قبيلة صليم من هذيل وهم المعطاني والسعيدي والضمياني والسويهري والعقيلي والشفيعي من هذيل وتسكن وادي نخلة الشامية قبيلة الحكمان والمساعيد والمطارفة والمساعيد من هذيل وقبيلة الحرث والقواسم
نبذة تاريخية
سكنت الوادي قديماً قبائل عديدة ولكن أشهر وأبرز من سكنه من القبائل قبيلة هذيل، وهو إلى اليوم من ديارهم، وبنو سعد من قبيلة كنانة والحرث.

الموسوعة الحرة

 

 

 موقع اکتشف العالم

وادي نخلة
 


التعريف التاريخي:
نخلة: على لفظ واحدة النّخل: موضع على ليلة من مكّة، وهى التي يُنسب إليها بطن نخلة، وهى التي ورَد فيها الحديث ليلة الجنّ. وقال ابن ولَّاد: هما نخلة الشامية، ونخلة اليمانية؛ فالشامية: وادٍ ينصبُّ من الغمير، واليمانية: وادٍ ينصبُّ من بطن قرن المنازل، وهو طريق اليمن إلى مكَّة، فإذا اجتَمَعا فكانَا واديًا واحدًا، فهو المسدّ، ثم يضمُّها بطن مرّ.
وهي وادٍ يقع بين مكة والطائف، وهما واديانِ على ليلة من مكة من بلاد هذيل، وتسمَّى الآن: "السيل"، وفى هذا الوادي عسكرت هوازن يوم حنين.

المصادر
"معجم ما استعجم" للبكري

به همراه تصویر و نقشه

 

 

 

سایت عکاظ

الزیمة...اسلام الجن

على بعد 30 كم من مكة المكرمة شرقا، تقع قرية الزيمة، التي اشتهرت خلال العقود الماضية بأنها منزلة الحجاج، والمسافرين، الذين يستريحون بجوارها، فيهب أهل الزيمة لضيافة ضيوف الرحمن.

حيث أعد الأهالي وخصصوا مجالس استقبال الحجاج والمسافرين، كما يطلق على الزيمة «وادي نخلة»، لما بها من نخيل و أشجار الموز التي اشتهرت بزراعتها المنطقة.أوضح الدكتور مساعد بن مساعد الصوفي الباحث في التاريخ الإسلامي (من أهل القرية)، أن الزيمة ذكرت في الإسلام وعند المؤرخين، حيث كتب الرحالة وذكروها بمسميات عدة منها: وادي نخلة، و بستان ابن عامر، والزيمة، واعتبر مسمى وادي نخلة من أشهر المسميات في كتب المؤرخين، مبينا أن مساحته غير محددة، إذ يمتد هذا الوادي من قرن المنازل (السيل الكبير) إولى قرية الزيمة، وجاء ذلك عند ابن بطوطة وغيره.
وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم، مكث في وادي نخلة أياما بعد عودته من الطائف، ولم تحدد مصادر التاريخ المكان الذي أقام فيه الحبيب المصطفى، كما ورد في الحديث عن الخاص عن وادي نخلة وهو حديث الليلة التي اجتمع فيها الجن مع رسول الله يستمعون إليه وهو يقرأ القرآن بعد أن عاد من الطائف ولقى منهم ما لقى حيث تقول الرواية، انه لما نزل صلى الله عليه وسلم، تلك الليلة في وادي نخلة، وهو واد ما يبن مكة و الطائف، وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله سبحانه وتعالى توضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن، يستأنس به في وحشته، وفي سفره.
وجاء إلى الوادي جن نصيبين من اليمن في تلك الليلة، واللحظة، حتى ملأوا وادي نخلة يستمعون القرآن، فأخذ صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بكلام الله عز وجل: ((ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا)). وكان من أدبهم أن كان سيدهم يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: ((أنصتوا)) فكانوا ينصتون، وكان بعضهم يركب بعضا، حتى يقتربوا من الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: ((وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا)). قال سبحانه: ((قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا))، ((إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا * وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا * وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا * وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا)).
فلما وصلوا إلى هذا قالوا: ((وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا)).
فأما جن نصيبين: فهم الذين وفقوا، ووجدوا السر، ووجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في وادي نخلة، فعرفوا أن هذا هو السر.
فلما ان انتهى صلى الله عليه وسلم من الصلاة تفرقوا، وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى: لا إله إلا الله.
وقال سبحانه: ((وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين))، أتوا في ليلة واحدة، ورجعوا يدعون إلى التوحيد: توحيد الله عز وجل.
وعاد صلى الله عليه وسلم، ومعنوياته مرتفعة، ونفسه مرفرفة بالتوحيد، يوم أوجد الله لدعوته قبولا صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الدكتور الصوفي «أما بستان عامر فهو موضع محدد في وادي نخلة إذ يقصد بها قرية الزيمة لشهرة البستان بأشجار، النخيل و الموز و ماءها العذب الذي يجري من عين فيها، وقد جاء ذلك عند اليعقوبي في كتاب البلدان، والبلاذرين وابن خرداذبه، وسبب تسميته بستان ابن عامر، نسبة إلى عبد الله بن عامر بن كريز، وأم عامر بنت عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهي أروى بنت كريز بن ربيعه، وأمها أم حكيم بنت عبد المطلب، وقد ذكر ذلك البكري في كتابة معجم ما استعجم، وفي تسميته محل خلاف عند المؤرخين، وحدد صاحب مصنف المسالك و الممالك بستان ابن عامر عند موضع الصخرات، بجانب قرية سبوحة، وهذه دلالة على أن موضع بستان ابن عامر هي قرية الزيمة.
وقال الدكتور الصوفي «كانت قرية الزيمة محطة للمسافرين و الزائرين لما تشتهر بها من مزارع ومناظر خلابة، إذ يكسوا بساتينها أشجار الموز، والنخيل وغيرها من الأشجار، وشريان الحياة، فيها مائها المتدفق العذب المسمى (عين الزيمة)، لذا أصبحت الزيمة من القرى المشهورة في مكة المكرمة، والمتنفس لأهلها قبل عدة سنوات حتى نضب ماء العين».

 

 





****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 8/5/2023 - 13:44

عبارات قابل تأمل

آخر لیلة من جمادی و اول لیلة من رجب

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 306)
فلما رجعوا إلى المدينة بالأسيرين وما غنموا من الأموال، أراد أهل مكة أن يفادوا بالأسيرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حتى ننظر ما فعل صاحبانا! فلما رجع سعد وصاحبه فادى بالأسيرين، ففجر عليه المشركون وقالوا: محمد يزعم أنه يتبع طاعة الله، وهو أول من استحل الشهر الحرام، وقتل صاحبنا في رجب! فقال المسلمون: إنما قتلناه في جمادى! - وقيل: في أول ليلة من رجب، وآخر ليلة من جمادى - وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل رجب. فأنزل الله جل وعز يعير أهل مكة:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"
 

 


تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 308)
4087 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"، وذلك أن المشركين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وردوه عن المسجد الحرام في شهر حرام، ففتح الله على نبيه في شهر حرام من العام المقبل. فعاب المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال في شهر حرام، فقال الله جل وعز:" وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله" من القتل فيه = وأن محمدا بعث سرية، فلقوا عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف آخر ليلة من جمادى، وأول ليلة من رجب = وأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يظنون أن تلك الليلة من جمادى، وكانت أول رجب ولم يشعروا، فقتله رجل منهم واحد = وأن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك فقال الله جل وعز:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير" وغير ذلك أكبر منه،" صد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه" إخراج أهل المسجد الحرام أكبر من الذي أصاب محمد، والشرك بالله أشد.

 

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (4/ 311)
وبمثل الذي قلنا من التأويل في ذلك روي عن ابن عباس:
4096 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبى قال، حدثني عمي قال، ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: لما قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الحضرمي في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب، أرسل المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيرونه بذلك، فقال:" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"، وغير ذلك أكبر منه:" صد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر" من الذي أصاب محمد صلى الله عليه وسلم.

 

تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (2/ 413)
قال أبو جعفر: وخالف في بعض هذه القصة محمد بن إسحاق والواقدي جميعا السدي، حدثني ...وقالوا: محمد يزعم أنه يتبع طاعة الله، وهو أول من استحل الشهر الحرام، وقتل صاحبنا في رجب! فقال المسلمون: إنما قتلناه في جمادى- وقيل في أول ليلة من رجب وآخر ليلة من جمادى- وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل رجب ... قال أبو جعفر: وقد قيل إن النبي ص كان انتدب لهذا المسير أبا عبيدة بن الجراح، ثم بدا له فيه، فندب له عبد الله بن جحش... فقتلوه، ولم يدروا ذلك اليوم من رجب أو من جمادى! فقال المشركون للمسلمين: فعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام!

 

 

الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 601)
وأن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب وأن أصحاب محمد كانوا يظنون أن تلك الليلة من جمادى وكانت أول رجب ولم يشعروا فقتله رجل منهم وأخذوا ما كان معه وأن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك فقال الله {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير}

 

 

البدایة و النهایة، ج ٣، ص ٢۵٢

و سار هو و أصحابه حتى نزل بطن نخلة فإذا هو بالحكم بن كيسان و المغيرة بن عثمان و عبد اللّٰه بن المغيرة. فذكر قتل واقد لعمرو بن الحضرميّ و رجعوا بالغنيمة و الأسيرين فكانت أول غنيمة غنمها المسلمون. و قال المشركون إن محمدا يزعم أنه يتبع طاعة اللّٰه و هو أول من استحل الشهر الحرام و قتل صاحبنا في رجب. و قال المسلمون إنما قتلناه في جمادى. قال السدي و كان قتلهم له في أول ليلة من رجب و آخر ليلة من جمادى الآخرة. قلت: لعل جمادى كان ناقصا فاعتقدوا بقاء الشهر ليلة الثلاثين، و قد كان الهلال رئي تلك الليلة فاللّٰه أعلم. و هكذا روى العوفيّ عن ابن عباس أن ذلك كان في آخر ليلة من جمادى، و كانت أول ليلة من رجب و لم يشعروا و كذا تقدم في حديث جندب الّذي رواه ابن أبى حاتم. و قد تقدم في سياق ابن إسحاق أن ذلك كان في آخر ليلة من رجب و خافوا إن لم يتداركوا هذه الغنيمة و ينتهزوا هذه الفرصة دخل أولئك في الحرم فيتعذر عليهم ذلك فاقدموا عليهم عالمين بذلك و كذا قال الزهري عن عروة رواه البيهقي فاللّٰه أعلم أي ذلك كان. قال الزهري عن عروة فبلغنا أن رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلّم عقل ابن الحضرميّ و حرم الشهر الحرام كما كان يحرمه حتى أنزل اللّٰه براءة رواه البيهقي

 

او اول لیلة من رجب

تفسير الماوردي = النكت والعيون (1/ 274)
فلقوا عمرو بن الحضرمي فرماه واقد بن عبد الله التميمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان , وغنمت العير , وكان ذلك في آخر ليلة من جمادى الآخرة أو أول ليلة من رجب , فعيرت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وقدم عبد الله بن جحش فلامه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولامه المسلمون حتى أنزل الله فيه هذه الآية.
 

 

آخر يوم من جمادی

الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 602)
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال أن رجلا من بني تميم أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فمر بابن الحضرمي يحمل خمرا من الطائف إلى مكة فرماه بسهم فقتله وكان بين قريش ومحمد فقتله في آخر يوم من جمادى الآخرة وأول يوم من رجب

 

 

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 204
 حدثنا مح محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قال: أن رجلا من بني تميم أرسله النبي صلى الله عليه و سلم في سرية، فمر بابن الحضرمي يحمل خمرا من الطائف إلى مكة، فرماه بسهم فقتله و كان بين قريش و محمد عقد، فقتله في آخر يوم من جمادي الآخرة، و أول يوم من رجب،

 

و اول لیلة من رجب

الکامل فی التاریخ، ج ٢، ص ١١۴

و قيل: كان قتلهم عمرو بن الحضرميّ و أخذ العير آخر يوم من جمادى و أوّل ليلة من رجب

 

 

آخر یوم من جمادی علی ظنهم

6553 - حدثنا علي بن حميد، ثنا أسلم بن سهل الواسطي‌، ثنا وهب بن بقية‌، ثنا خالد بن عبد الله‌، عن أبي سعد البقال‌، عن عكرمة‌، عن ابن عباس‌: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله [البقرة: 217]: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن جحش في سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة‌، فتناول عمرو بن الحضرمي رسول الله صلى الله عليه و سلم‌، و في أصحاب عبد الله بن جحش رجل يقال له‌: واقد بن عبد الله‌، فوضع سهما في كبد قوسه‌، فرمى عمرا فقتله‌. فكتبوا إلى أهل مكة أن محمدا و أصحابه ينهون عن القتال في الشهر الحرام‌، و هم‌ يقتلون فيه‌، و كان المسلمون يرون أنه آخر يوم من جمادى الآخرة‌، و كان أول يوم من رجب‌، فأنزل الله عز و جل‌: يسئلونك عن الشهر الحرام [البقرة: 217] الآية، فأحل الله القتال فيه فقاتلوها.

 

 

                        البحر المحيط فى التفسير، ج‏2، ص: 381
يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه؟ طول المفسرون في ذكر سبب نزول هذه الآية في عدة أوراق، و ملخصها و أشهرها: أنها نزلت في قصة عبد الله بن جحش الأسدي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثمانية معه: سعد بن أبي وقاص، و عكاشة بن محيصن، و عقبة بن غزوان، و أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و سهيل بن بيضاء، و عامر بن ربيعة، و وافد بن عبد الله، و خالد بن بكير، و أميرهم عبد الله يترصدون عير قريش ببطن نخلة، فوصلوها، و مرت العير فيها عمرو بن الحضرمي، و الحكم بن كيسان، و عثمان بن عبد الله بن المغيرة، و نوفل بن عبد الله، و كان ذلك في آخر يوم من جمادى على ظنهم، و هو أول يوم من رجب، فرمى وافد عمرا بسهم فقتله، و كان أول قتيل من المشركين، و أسروا الحكم، و عثمان، و كانا أول أسيرين في الإسلام، و أفلت نوفل، و قدموا بالعير المدينة، فقالت قريش:
استحل محمد الشهر الحرام، و أكثر الناس في ذلك،

 

البحر المحیط، ج ٢، ص ٣٨٢

 و قتلوا عمرو بن الحضرمي آخر يوم من جمادى الآخرة، فاشتبه بأول رجب، فعيرهم أهل مكة باستحلاله.

 

 

                        الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقايق الخفية، ج‏1، ص: 259
المشركين و قتلوا ابن الحضرمي آخر يوم من جمادى الآخرة و التبس عليهم برجب فعيرهم عمه حمزة و أمره على ثلاثين رجلا من المهاجرين و قيل من الأنصار فخرجوا يعترضون عيرا لقريش الخ، ثم سرية عبيدة بن الحرث إلى بطن رابغ في شوال على رأس ثمانية في ستين رجلا يلقى أبا سفيان ابن حرب، و كان على المشركين الخ، ثم قال: سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار واد بالحجاز يصب في الجحفة، و كان ذلك في ذي القعدة على رأس تسعة أشهر في عشرين رجلا يعترض عيرا لقريش، ثم قال: ثم غزوة و دان و هما الابواء و هي أول مغازيه في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمة المدينة يريد قريشا في ستين رجلا الخ، ثم غزوة بواط بفتح الموحدة و قد تضم و هي الثانية غزاها صلى الله عليه و سلم في شهر ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من الهجرة في مائتين من أصحابه يعترض عيرا لقريش الخ، ثم غزوة العشيرة بالشين المعجمة و التصغير و هو موضع لبني مدلج بينبع و خرج إليها صلى الله عليه و سلم في جمادى الأولى و قيل الأخرى على رأس ستة عشر شهرا من الهجرة في خمسين و مائة رجل، و قيل مائتين، و معهم ثلاثون بعيرا يتعاقبونها يريد عير قريش التي صدرت من مكة إلى الشام الخ إلى أن قال:
ثم غزوة بدر الأولى. قال ابن حزم: و كانت بعد العشيرة بعشرة أيام الخ. ثم قال: ثم سرية أمير المؤمنين عبد الله بن جحش في رجب على رأس سبعة عشر شهرا و كان معه ثمانية و قيل اثنا عشر من المهاجرين إلى نخلة على ليلة من مكة يترصد قريشا الخ اه. و في القاموس: السرية من خمسة إلى ثلاثمائة و قيل إلى أربعمائة اه.
قوله: (أول سراياه) أي السرية التي هي أول سراياه، فأول مؤنث في المعنى و كان ارسالها في جمادى الآخر قبل بدر بشهرين لأن غزوة بدر كانت في رمضان، و كانت هذه السرية ثمانية رجال و قوله و عليها أي و أمر عليها عبد الله أو هو مبتدأ و خبر فأرسلهم النبي صلى الله عليه و سلم و أمرهم أن يقعدوا في بطن نخلة يترصدون قريشا و يتعلمون أخبارهم، فوصلوا إلى ذلك المكان فمرت بهم عير لقريش و كانت جائية من الطائف و معها أربعة رجال و هي تحمل زبيبا و أدما و تجارة لقريش، فقتل أهل السرية أحد الأربعة و هو عمرو بن الحضرمي و أسروا اثنين و هرب واحد و غنموا العير و ما عليها، و هذا القتل أول قتل من المسلمين للكفار وقع في الإسلام، و كذلك الأسر و الغنم، و قوله آخر يوم الخ أي في ظنهم و إلا فهو في الواقع أول يوم من رجب، و قوله: و التبس عليهم الخ و ذلك لأنهم رأوا الهلال في الليلة التي بعد القتل، فالتبس عليهم هل هو ابن ليلة أو ليلتين، و قوله ليلتين

 

                        حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏1، ص: 132
إلى ما يأمركم به و أرسل النبي صلى الله عليه و سلم أول سراياه و عليها عبد الله بن جحش فقاتلوا المشركين و قتلوا ابن الحضرمي آخر يوم من جمادى الآخرة و التبس عليهم برجب فعيرهم الكفار باستحلاله فنزل يسئلونك عن الشهر الحرام المحرم قتال فيه بدل اشتمال قل لهم قتال فيه كبير عظيم وزرا، مبتدأ و خبر و صد مبتدأ منع للناس عن سبيل الله دينه و كفر به بالله و صد عن المسجد الحرام أي مكة و إخراج أهله منه و هم النبي صلى الله عليه و سلم و المؤمنون و خبر المبتدأ أكبر أعظم وزرا عند الله من القتال فيه و الفتنة الشرك منكم أكبر من القتل لكم فيه و لا يزالون أي الكفار يقاتلونكم أيها المؤمنون حتى كي يردوكم عن دينكم إلى‏
__________________________________________________

. قوله: (و التبس عليهم برجب) أي حيث رأوا الهلال كبيرا فالتبس عليهم هل هو ابن ليلة أو ليلتين