بسم الله الرحمن الرحیم
توقیتین در سبعین و مأة و اربعین
سامانه بينش شيعي
شواهد کبروي و صغروي برای مدل وظیفه در زمان غیبت
توقیتین در سبعین و مأة و اربعین
الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج1 ؛ ص368
1- علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا ثابت إن الله تبارك و تعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر «1» و لم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله ع فقال قد كان كذلك.
الغيبة( للنعماني) ؛ النص ؛ ص292
8- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري و سعدان بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسين بن عبد الملك و محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا حدثنا الحسن بن محبوب الزراد عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد كان لهذا الأمر وقت «3» و كان في سنة أربعين و مائة «4» فحدثتم به و أذعتموه فأخره الله عز و جل.
9- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الإسناد عن الحسن بن محبوب عن
______________________________
(1). في بعض النسخ «و قد ضرب الله مثلهم في كتابه».
(2). يونس: 24.
(3). «لهذا الامر» أي للفرج و هو يوم رجوع الحق الى أهله. و قوله «وقت» أي وقت معين معلوم عندنا.
(4). و هو زمان امامته عليه السلام فان أباه (ع) توفي سنة 114، و توفى هو (ع) سنة 148، و سيأتي بيان الخبر عن العلامة المجلسي (ره).
الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 293
إسحاق بن عمار قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا إسحاق إن هذا الأمر قد أخر مرتين «1».
10- حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الأمر في سنة السبعين «2» فلما قتل الحسين ع اشتد غضب الله «3» فأخره إلى أربعين و مائة فحدثناكم بذلك فأذعتم و كشفتم قناع الستر فلم يجعل الله لهذا الأمر بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله الصادق ع فقال قد كان ذلك «4».
______________________________
(1). يأتي بيان المرتين في الحديث الآتي.
(2). كذا، و في رواية التي رواها الشيخ في الغيبة عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) «ان الله تعالى كان وقت هذا الامر الى السبعين» و لا يخفى اختلاف المفهومين، فان المبدأ في أحدهما غير معلوم، و عندي أن كلمة «سنة» فى هذا الحديث و الذي تقدم تحت رقم 8 من زيادات النساخ كما أنها ليست في الكافي مع أنه يروى الخبر عن الكليني (ره).
(3). كذا، و زاد هنا في الكافي «تعالى على أهل الأرض».
(4). قال العلامة المجلسي (ره): «قيل: السبعون إشارة الى خروج الحسين (ع) و المائة و الأربعون الى خروج الرضا عليه السلام- ثم قال- أقول: هذا لا يستقيم على التواريخ المشهورة، اذ كانت شهادة الحسين عليه السلام في أول سنة احدى و ستين، و خروج الرضا عليه السلام في سنة مائتين من الهجرة. و الذي يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة، و كان ابتداء إرادة الحسين عليه السلام للخروج و مباديه قبل فوت معاوية بسنتين فان أهل الكوفة- خذلهم الله- كانوا يراسلونه في تلك الايام، و كان عليه السلام على الناس في المواسم، و يكون الثاني إشارة الى خروج زيد بن علي فانه كان في سنة اثنتين و عشرين و مائة من الهجرة فإذا انضم ما بين البعثة و الهجرة إليها يقرب مما في الخبر، أو الى انقراض دولة بني أمية أو ضعفهم و استيلاء أبى مسلم على خراسان، و قد كتب الى الصادق عليه السلام كتبا-
الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 294
11- و أخبرنا محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون و هلك المستعجلون و نجا المسلمون.
12- أخبرنا محمد بن يعقوب عن عدة من شيوخه عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سألته عن القائم ع فقال كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت ثم قال أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين.
13- أخبرنا محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال: قلت له لهذا الأمر وقت فقال كذب الوقاتون كذب الوقاتون إن موسى ع لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم بحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا صدق الله و إذا حدثناكم
______________________________
- يدعوه الى الخروج، و لم يقبل عليه السلام لمصالح، و قد كان خروج أبى مسلم في سنة ثمان و عشرين و مائة، فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة. و على تقدير كون التاريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فانه كان قتله سنة سبع و ستين، و الثاني لظهور أمر الصادق عليه السلام في هذا الزمان و انتشار شيعته في الآفاق، مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء الى هذه التكلفات» ا ه. أقول: هذا البيان مبنى على معلومية مبدإ التاريخ في الخبر و ليس بمعلوم- على ما عرفت من زيادة لفظة «سنة» من النساخ حيث لا تكون في أصله الكافي، و يحتمل أن يكون المبدأ يوم غيبته عليه السلام كما احتمله بعض الأكابر، و المعنى أن الله سبحانه و تعالى قرره أولا بشرط أن لا يقتل الحسين عليه السلام بعد السبعين من الغيبة المهدوية عليه السلام فبعد أن قتل (ع) أخره الى المائة و الأربعين بشرط عدم الإذاعة لسرهم، فقال عليه السلام بعد أن أذعتم السر و كشفتم قناع الستر، ستر عنا علمه، أو لم يأذن لنا في الاخبار به.
الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 295
بحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين «1».
14- و أخبرنا محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري «2» عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع يا علي الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة «3» قال «4» و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن يعني أمر بني العباس «5» فقال له علي إن الذي قيل لكم و لنا كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر وقته فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني «6» فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا
______________________________
(1). انما يجىء على خلاف ما حدثوا به لاطلاعهم عليه في كتاب المحو و الاثبات قبل اثبات المحو و محو الاثبات، و انما يؤجرون مرتين لايمانهم بصدقهم أولا و ثباتهم عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانيا. (الوافي).
(2). هو أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبى محمد عليه السلام و يعرف بالسيارى و كان ضعيفا فاسد المذهب، مجفو الرواية كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ، و رجال النجاشي.
(3). «تربى بالامانى» على بناء المفعول من باب التفعيل من التربية، أي تصلح أحوالهم و تثبت قلوبهم على الحق بالامانى بأن يقال لهم: الفرج ما أقربه و ما أعجله، فان كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى: «اقتربت الساعة» و الامانى جمع الامنية و هو رجاء المحبوب أو الوعد به. (المرآة) و قوله «منذ مائتي سنة» أي منذ القرنين فلا إشكال بان يكون زمانه عليه السلام كان أنقص من المائتين بكثير لان قواعد أهل الحساب اتمام الكسور اذا كانت أزيد من النصف و اسقاطها إذا كانت أقل منه.
(4). يعني قال السيارى، أو الحسين بن علي بن يقطين.
(5). قوله «يعنى» من كلام المؤلف و ليس في الكافي.
(6). كان يقطين من شيعة بني العباس، و ابنه على كان من شيعة أهل البيت عليهم السلام، و حاصل كلام يقطين ان أئمتكم قالوا في خلافة بني العباس و أخبروا عن كونها قبل كونها-
الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 296
إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام «1» و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
15- أخبرنا محمد بن يعقوب قال حدثني الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال: ذكرنا عنده ملوك آل فلان «2» فقال إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر «3» إن الله لا يعجل لعجلة العباد إن لهذا الأمر «4» غاية ينتهى إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة و لم يستأخروا.
باب 17 ما جاء فيما يلقى القائم ع و يستقبل من جاهلية الناس و ما يلقاه قبل قيامه من أهل بيته
1- أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال حدثنا محمد بن
______________________________
- فكانت كما قالوا، و قالوا لكم في الفرج و قربه و ظهور الحق فلم يقع كما قالوا. و حاصل جواب ابنه أن كليهما من مخرج واحد الا أن ما قالوا فيكم حضر وقته و ما قالوا لنا لم يحضر وقته فاخبروكم بمحضه أي من غير ابهام و اجمال، و أخبرونا مجملا بدون تعيين الوقت. «فعللنا» على بناء المجهول من قولهم «علل الصبى بطعام أو غيره» اذا شغله به. و هذا الجواب متين أخذه على عن موسى بن جعفر عليهما السلام كما رواه الصدوق في العلل بإسناده عن علي بن يقطين قال: قلت لابى الحسن موسى عليه السلام: «ما بال ما روى فيكم من الملاحم ليس كما روى؟ و ما روى في أعاديكم قد صح؟ فقال عليه السلام: ان الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل، و أنتم عللتم بالامانى فخرج اليكم كما خرج».
(1). كذا في الكافي، و في بعض النسخ «لو قيل لنا ان هذا الامر لا يكون الا الى مائتي سنة و ثلاثمائة سنة ليئست القلوب و قست و رجعت عامة الناس عن الايمان الى الإسلام».
(2). أي آل عباس و دولتهم و قدرتهم، و هل يمكن ازالته، أو كنا نرجو أن يكون انقراض دولة بني أمية متصلا بدولتكم و لم يكن كذلك، و هذا أوفق بالجواب.
(3). يعني الذين يريدون إزالة دولة الباطل قبل انقضاء مدتها أمثال زيد و بنى الحسن عليه السلام و أضرابهم.
(4). أي دولة الحق و ظهور الفرج، أو زوال الملك عن الجبابرة و غلبة الحق عليهم.
الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 297
المفضل بن إبراهيم قال حدثني محمد بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله ص من جهال الجاهلية قلت و كيف ذاك قال إن رسول الله ص أتى الناس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان «1» و الخشب المنحوتة و إن قائمنا إذا قام أتى الناس و كلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به ثم قال أما و الله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر و القر «2».
2- أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس مثل ما لقي رسول الله ص و أكثر.
3- أخبرنا محمد بن همام قال حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي عن محمد بن أبي حمزة «3» عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول القائم ع يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله ص إن رسول الله ص أتاهم و هم يعبدون حجارة منقورة «4» و خشبا منحوتة و إن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله و يقاتلونه عليه «5».
______________________________
(1). العيدان جمع العود- بالضم- و هو الخشب، و المراد الأصنام المنحوتة منه.
(2). القر- بضم القاف و ش
________________________________________
ابن أبي زينب، محمد بن ابراهيم، الغيبة( للنعماني)، 1جلد، نشر صدوق - تهران، چاپ: اول، 1397ق.
الخرائج و الجرائح ؛ ج1 ؛ ص178
11- و منها:
ما روي عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عمرو بن الحمق قال دخلت على علي ع حين ضرب الضربة بالكوفة فقلت ليس عليك بأس إنما هو خدش قال لعمري إني لمفارقكم ثم قال لي إلى السبعين بلاء قالها ثلاثا قلت فهل بعد البلاء رخاء فلم يجبني و أغمي عليه فبكت أم كلثوم فلما أفاق قال لا تؤذيني يا أم كلثوم فإنك لو ترين ما أرى لم تبك إن الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض و النبيين يقولون لي انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه فقلت يا أمير المؤمنين إنك قلت إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء قال نعم و إن بعد البلاء رخاء يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب «3» قال أبو حمزة قلت لأبي جعفر ع إن عليا ع قال إلى السبعين بلاء و كان يقول بعد السبعين رخاء و قد مضت السبعون و لم نر رخاء فقال أبو جعفر ع يا ثابت إن الله قد كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما
الخرائج و الجرائح، ج1، ص: 179
قتل الحسين ع اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره الله إلى الأربعين و مائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم القناع قناع السر «1» فأخره الله و لم يجعل له بعد ذلك وقتا «2» يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة قلت لأبي عبد الله ع ذلك فقال قد كان ذلك و كذلك قال أحدهم ع كذب الوقاتون «3». «4»
______________________________
(1) «و كشفتم قناع الستر» ط، ه.
(2) أضاف في م، ه «عند الله».
(3) من حاشية نسخة م.
(4) رواه العياشي في تفسيره: 2/ 217 ح 68، و ص 218 ح 69، عنه البحار: 4/ 119 ح 60، و ص 120 ح 61، و الكليني في الكافي: 1/ 368 ح 1 ذيله، و النعماني في غيبته: 293 ح 10 ذيله، و المسعودي في اثبات الوصية: 151 صدره، و الطوسي في غيبته: 263 ح 10 ذيله، عنه البحار: 4/ 114 ح 39، و ج 52/ 105 ح 11، و المستدرك:
12/ 300 ح 34 ذيله، بأسانيدهم عن عمر بن الحمق.
و رواه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة: 4/ 38 نحوه، و البدخشى في مفتاح النجاة 90 «مخطوط»، و الامر تسرى في أرجح المطالب: 655، و الحنفي الترمذي في كتابه المناقب المرتضوية: 494، و روى الحديث نقلا عن فتوحات القدس لكنه ذكر اسم الراوي حبيب بن عمرو، عنهم إحقاق الحق: 8/ 796.
________________________________________
قطب الدين راوندى، سعيد بن هبة الله، الخرائج و الجرائح، 3جلد، مؤسسه امام مهدى عجل الله تعالى فرجه الشريف - قم، چاپ: اول، 1409 ق.
شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني) ؛ ج6 ؛ ص314
______________________________
(باب كراهية التوقيت) اى كراهية تعيين الوقت لظهور هذا الامر و صاحبه و حمل الكراهة على الظاهر ظاهر و على التحريم محتمل.
قوله (قد كان وقت هذا الامر فى السبعين) توقيت ظهور هذا الامر فى السبعين من الغيبة على الظاهر أو من الهجرة على احتمال بعيد- حتى يرجع الخلق الى دين واحد- توقيت بدائى فلذلك جرى فيه البداء. أو غير السبعون الى ضعفه و هو مائة و أربعون ثم غير ضعفه الى ما شاء الله.
قوله (فكشفتم قناع السر) القناع و المقنع و المقنعة بالكسر فى الجميع ما تقنع به المرأة رأسها ألا أن القناع اوسع. و السر واحد الاسرار و هو ما يكتم، و اضافة القناع إليه لامية و فيه مكنية و تخييلية و ترشيح.
قوله (و لم يجعل الله) عطف على محذوف دل عليه ظاهر الحال بل ظاهر المقال أى فحدثناكم حديثا ينبغى كتمانه فاذعتم الحديث كما فتشتموه فكشفتم قناع السر فاخره الله عن الاربعين و مائة و لم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا أى لم يجعل لنا توقيته بعد ذلك، و لا يجوز لنا اظهار وقته و يحتمل أن يكون المراد أنه لم يجعل لنا علما بوقته بعد ذلك.
قوله (و يمحوا الله ما يشاء) أى يمحو الله ما يشاء محوه كالسبعين و ضعفه و يثبت ما يشاء اثباته كما زاد عليهما. و عنده أم الكتاب و هو اللوح المحفوظ على أشهر الاقوال و قد كتب فيه جميع ذلك.
الوافي ؛ ج2 ؛ ص426
934- 1 الكافي، 1/ 368/ 1/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل و محمد عن ابن عيسى جميعا عن السراد عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما أن قتل الحسين ع اشتد غضب الله عز و جل على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر «1» و لم يجعل الله عز و جل له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله ع فقال قد كان كذلك
بيان
في السبعين يعني من الهجرة النبوية أو الغيبة المهدوية و التأخير إنما يكون بالبداء و المحو و الإثبات كما مضى تحقيقه و يؤيد كون ابتداء المدة من الهجرة طلب أبي عبد الله الحسين ع حقه بحوالي السبعين من الهجرة و استشراف ظهور أمر أبي الحسن الرضا ع فيما بعد أربعين و مائة بقليل
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج4 ؛ ص170
باب كراهية التوقيت
[الحديث 1]
1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا ثابت إن الله تبارك و تعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين
______________________________
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى محمد و آله خيرة الورى، أما بعد فهذا هو المجلد الثالث من كتاب مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول صلى الله عليه و عليهم أجمعين من كتاب الكافي.
باب كراهية التوقيت أي لظهور القائم عليه السلام و كان المراد بالكراهية الحرمة إن كان من غير علم الحديث الأول: صحيح.
و في كتاب الغيبة للشيخ و إكمال الدين للصدوق هكذا: قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن عليا عليه السلام كان يقول: إلى السبعين بلاء، و كان يقول: بعد البلاء رخاء، و قد مضت السبعون و لم نر رخاء؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت إن الله تعالى كان وقت، إلى آخر الخبر.
" وقت هذا الأمر" أي ظهور الحق و غلبته على الباطل بيد إمام من الأئمة، لا ظهور الإمام الثاني عشر" في السبعين" أي من الهجرة النبوية أو الغيبة المهدوية
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج4، ص: 171
فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض فأخره إلى
______________________________
و الأول أظهر، و هذه من الأمور البدائية كما مر تحقيقها مرارا.
قيل: و يؤيد كون ابتداء المدة من الهجرة طلب أبي عبد الله الحسين عليه السلام حقه بحوالي السبعين و ظهور أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام فيما بعد أربعين و مائة بقليل، انتهى.
أقول: ما ذكره لا يستقيم بحساب التواريخ المشهورة إذا كانت شهادة الحسين عليه السلام في سنة إحدى و ستين، و خروج الرضا عليه السلام إلى خراسان في سنة مائتين، و يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة، و كان ابتداء خروج الحسين عليه السلام قبل فوت معاوية بسنين، فإن أهل الكوفة خذلهم الله كانوا يراسلونه عليه السلام في تلك الأيام، و يكون الثاني إشارة إلى خروج زيد بن علي في سنة اثنتين و عشرين و مائة، فمن ابتداء البعثة مائة و خمس و ثلاثون، و هو قريب مما في الخبر و قد مر أنه كان يدعو إلى الرضا من آل محمد، و أنه كان لو ظفر لوفى.
و الأظهر على هذا أن يكون إشارة إلى انقراض دولة بني أمية أو ضعفهم و استيلاء أبي مسلم على خراسان، و قد كتب إلى الصادق عليه السلام كتبا يريد البيعة له عليه السلام فلم يقبل لمصالح كثيرة، فقد تسببت أسباب رجوع الأمر إليهم عليهم السلام لكن بسبب تقصير من كتمان الأمر و المتابعة الكاملة تأخر الأمر، و قد كانت بيعة السفاح في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و كان دخول أبي مسلم المرو و أخذ البيعة بها في سنة ثلاثين و مائة، و خروج أبي مسلم إلى خراسان في سنة ثمان و عشرين و مائة، كل ذلك من الهجرة، فإذا انضم ما بين الهجرة و البعثة إليها يوافق ما في الخبر موافقة تامة.
و يمكن أن يكون ابتداؤه من الهجرة كما هو المشهور، و يكون السبعون إشارة إلى ظهور أمر المختار، فإنه كان مظنة استيصال بني أمية و عود الحق إلى أهله و إن لم يكن مختار غرضه صحيحا، و كان قتله في سنة سبع و ستين، و يكون الثاني لظهور أمر الصادق عليه السلام في هذا التاريخ و انتشار شيعته في المشارق و المغارب، و خروج
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج4، ص: 172
أربعين و مائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر و لم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله ع فقال قد كان كذلك
[الحديث 2]
2 محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون
______________________________
جماعة من أقاربه على الخلفاء مع أنه لا ضرورة في تصحيح هذا الخبر إلى ظهور أمر يدل على ذلك، و لا موافقة السبعين لشهادة الحسين عليه السلام فإنه بيان للتقديرات المكتوبة في كتاب المحو و الإثبات، و التغييرات الواقعة فيها و إن لم يعلم بكيفيتها و جهتها.
و قيل: هذا من الاستعارة التمثيلية و المقصود أنه لو لا علم الله تعالى الأزلي بقتل الحسين عليه السلام في وقت كذا لجعل هذا الأمر في السبعين من الهجرة، و لو لا علمه تعالى بإذاعة الشيعة الأسرار لجعله في ضعف ذلك، انتهى.
و لا يخفى عليك ما فيه بعد ما أحطت خبرا بما ذكرنا في تحقيق البداء.
" فحدثناكم" أي بالأوقات البدائية أو بغيرها من الأمور الآتية، كظهور بني العباس و امتداد دولتهم و أشباه ذلك، فصار سببا لطمعهم" وقتا عندنا" أي لا نعلمه أو لا نخبر به و لم يؤذن لنا في الإخبار بالأمور البدائية فيه.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج4 ؛ ص114
39- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر ع إن عليا ع كان يقول إلى السبعين بلاء و كان يقول بعد البلاء رخاء و قد مضت السبعون و لم نر رخاء فقال أبو جعفر ع يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم قناع السر فأخره الله و لم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة و قلت ذلك لأبي عبد الله ع فقال قد كان ذلك.
40 غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن أبي يحيى التمتام «1» السلمي عن عثمان النواء «2» قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان هذا الأمر في فأخره الله و يفعل بعد في ذريتي ما يشاء.
أقول قال الشيخ بعد نقل هذه الأخبار الوجه في هذه الأخبار أن نقول إن صحت أنه لا يمتنع أن يكون الله تعالى قد وقت هذا الأمر في الأوقات التي ذكرت فلما تجدد ما تجدد تغيرت المصلحة و اقتضت تأخيره إلى وقت آخر و كذلك فيما بعد و يكون الوقت الأول و كل وقت يجوز أن يؤخر مشروطا بأن لا يتجدد ما تقتضي المصلحة تأخيره إلى أن يجيء الوقت الذي لا يغيره شيء فيكون محتوما و على هذا يتأول ما روي في تأخير الأعمار عن أوقاتها و الزيادة فيها عند الدعاء و صلة الأرحام و ما روي في تنقيص الأعمار عن أوقاتها إلى ما قبله عند فعل الظلم و قطع الرحم و غير ذلك و هو تعالى و إن كان عالما بالأمرين «3» فلا يمتنع أن يكون أحدهما معلوما بشرط و الآخر بلا شرط و هذه الجملة لا خلاف فيها بين أهل العدل و على هذا يتأول أيضا ما روي من أخبارنا المتضمنة للفظ البداء و يبين أن معناها النسخ على ما يريده جميع أهل العدل فيما يجوز فيه النسخ أو تغير شروطها إن كان طريقها الخبر عن الكائنات لأن البداء في اللغة هو الظهور فلا يمتنع أن يظهر لنا من أفعال الله تعالى ما كنا نظن خلافه أو نعلم و لا نعلم شرطه.
______________________________
(1) و في نسخة: عن أبي يحيى القمقام.
(2) مجهول كسابقه.
(3) و في نسخة: و هو أنه و ان كان عالما بالامرين.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج4، ص: 115
فمن ذلك
ما رواه سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال علي بن الحسين و علي بن أبي طالب قبله و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع كيف لنا بالحديث مع هذه الآية يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب فأما من قال بأن الله تعالى لا يعلم الشيء إلا بعد كونه فقد كفر و خرج عن التوحيد.
و قد روى سعد بن عبد الله عن أبي هاشم الجعفري قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد العسكري ع عن قول الله عز و جل يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب فقال أبو محمد و هل يمحو إلا ما كان و يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم إنه لا يعلم الشيء حتى يكون فنظر إلي أبو محمد فقال تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها.
و الحديث مختصر و الوجه في هذه الأخبار ما قدمنا ذكره من تغير المصلحة فيه و اقتضائها تأخير الأمر إلى وقت آخر على ما بيناه دون ظهور الأمر له تعالى فإنا لا نقول به و لا نجوزه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فإن قيل هذا يؤدي إلى أن لا نثق بشيء من أخبار الله تعالى قلنا الأخبار على ضربين ضرب لا يجوز فيه التغير في مخبراته فإنا نقطع عليها لعلمنا بأنه لا يجوز أن يتغير المخبر في نفسه كالإخبار عن صفات الله و عن الكائنات فيما مضى و كالإخبار بأنه يثيب المؤمنين و الضرب الآخر هو ما يجوز تغيره في نفسه لتغير المصلحة عند تغير شروطه فإنا نجوز جميع ذلك كالإخبار عن الحوادث في المستقبل إلا أن يرد الخبر على وجه يعلم أن مخبره لا يتغير فحينئذ نقطع بكونه و لأجل ذلك قرن الحتم بكثير من المخبرات فأعلمنا أنه مما لا يتغير أصلا فعند ذلك نقطع به.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج42 ؛ ص223
32- يج، الخرائج و الجرائح روي عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على علي ع حين ضرب ضربة بالكوفة فقلت ليس عليك بأس إنما هو خدش قال لعمري إني لمفارقكم ثم قال إلى السبعين بلاء قالها ثلاثا قلت فهل بعد البلاء رخاء فلم يجبني و أغمي عليه فبكت أم كلثوم فلما أفاق قال لا تؤذيني يا أم كلثوم فإنك لو ترين ما أرى لم تبكي إن الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض و النبيون يقولون انطلق يا علي- فما أمامك خير لك مما أنت فيه فقلت يا أمير المؤمنين إنك قلت إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء قال نعم و إن بعد البلاء رخاء يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة قلت لأبي جعفر ع- إن عليا قال إلى السبعين بلاء و كان يقول بعد السبعين رخاء و قد مضت السبعون و لم نر رخاء فقال أبو جعفر ع يا ثابت إن الله كان قد وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين ع غضب الله على أهل الأرض فأخره الله إلى الأربعين و مائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم القناع قناع السر فأخره الله و لم يجعل له بعد ذلك وقتا عند الله يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة قد قلت لأبي عبد الله ع ذلك فقال قد كان ذلك «2».
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج52 ؛ ص105
11- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال قلت لأبي جعفر ع إن عليا ع كان يقول إلى السبعين بلاء و كان يقول بعد البلاء رخاء و قد مضت السبعون و لم نر رخاء فقال أبو جعفر ع يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم قناع الستر فأخره الله و لم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة و قلت ذلك لأبي عبد الله ع فقال قد كان ذاك.
ني، الغيبة للنعماني الكليني عن علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن الله تعالى قد كان وقت إلى آخر الخبر «1» بيان قيل السبعون إشارة إلى خروج الحسين ع و المائة و الأربعون إلى خروج الرضا ع إلى خراسان.
أقول هذا لا يستقيم على التواريخ المشهورة إذ كانت شهادة الحسين ع في أول سنة إحدى و ستين و خروج الرضا ع في سنة مائتين من الهجرة.
و الذي يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التأريخ من البعثة و كان ابتداء إرادة الحسين ع للخروج و مباديه قبل فوت معاوية بسنتين فإن أهل الكوفة خذلهم الله كانوا يراسلونه في تلك الأيام و كان ع على الناس في المواسم كما مر و يكون الثاني إشارة إلى خروج زيد فإنه كان في سنة اثنتين و عشرين و مائة من الهجرة فإذا انضم ما بين البعثة و الهجرة إليها يقرب مما في الخبر أو إلى انقراض دولة بني أمية أو ضعفهم و استيلاء أبي مسلم إلى خراسان و قد كتب إلى الصادق ع كتبا يدعوه إلى الخروج و لم يقبله ع لمصالح و قد كان خروج أبي مسلم إلى خراسان في سنة ثمان و عشرين و مائة من الهجرة فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة.
و على تقدير كون التأريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فإنه كان قتله سنة سبع و ستين و الثاني لظهور أمر الصادق ع في هذا الزمان و انتشار شيعته في الآفاق مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء إلى هذه التكلفات.
12- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن أبي يحيى التمتام السلمي عن عثمان النواء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان هذا الأمر في فأخره الله و يفعل بعد في ذريتي ما يشاء.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج52 ؛ ص106
12- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن أبي يحيى التمتام السلمي عن عثمان النواء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان هذا الأمر في فأخره الله و يفعل بعد في ذريتي ما يشاء.
الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج5 ؛ ص19
2- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن مسكين عن عبد الملك بن عمرو قال: قال لي أبو عبد الله ع يا عبد الملك ما لي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك قال قلت و أين فقال جدة و عبادان و المصيصة و قزوين «2» فقلت انتظارا لأمركم و الاقتداء بكم فقال إي و الله لو كان خيرا ما سبقونا إليه قال قلت له فإن الزيدية يقولون ليس بيننا و بين جعفر خلاف إلا أنه لا يرى الجهاد فقال أنا لا أراه بلى و الله إني لأراه و لكن أكره أن أدع علمي إلى جهلهم.
______________________________
(2) قال عبد العزيز البكرى الاندلسى في المعجم: جدة- بضم اولها-: ساحل مكة معروفة سميت بذلك لأنها حاضرة البحر. و الجدة من البحر و النحر: ما ولى البر و أصل الجدة الطريق الممتدة. و قال: عبادان- بفتح اوله و تشديد ثانيه و بدال مهملة على وزن فعالان بقرب البصرة، قال الخليل: هو حصن منسوب الى عباد الخبطى انتهى. و قال الحموى في المراصد: عبادان- بتشديد ثانيه «بقية الحاشية في الصفحة الآتية»
الكافي (ط - الإسلامية) ج1 369 باب كراهية التوقيت ..... ص : 368
6- محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن ع الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة:" قال و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن قال فقال له علي إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
الغيبة( للنعماني) ؛ النص ؛ ص295
14- و أخبرنا محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري «2» عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع يا علي الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة «3» قال «4» و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن يعني أمر بني العباس «5» فقال له علي إن الذي قيل لكم و لنا كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر وقته فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني «6» فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام «1» و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
______________________________
(2). هو أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبى محمد عليه السلام و يعرف بالسيارى و كان ضعيفا فاسد المذهب، مجفو الرواية كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ، و رجال النجاشي.
(3). «تربى بالامانى» على بناء المفعول من باب التفعيل من التربية، أي تصلح أحوالهم و تثبت قلوبهم على الحق بالامانى بأن يقال لهم: الفرج ما أقربه و ما أعجله، فان كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى: «اقتربت الساعة» و الامانى جمع الامنية و هو رجاء المحبوب أو الوعد به. (المرآة) و قوله «منذ مائتي سنة» أي منذ القرنين فلا إشكال بان يكون زمانه عليه السلام كان أنقص من المائتين بكثير لان قواعد أهل الحساب اتمام الكسور اذا كانت أزيد من النصف و اسقاطها إذا كانت أقل منه.
(4). يعني قال السيارى، أو الحسين بن علي بن يقطين.
(5). قوله «يعنى» من كلام المؤلف و ليس في الكافي.
(6). كان يقطين من شيعة بني العباس، و ابنه على كان من شيعة أهل البيت عليهم السلام، و حاصل كلام يقطين ان أئمتكم قالوا في خلافة بني العباس و أخبروا عن كونها قبل كونها فكانت كما قالوا، و قالوا لكم في الفرج و قربه و ظهور الحق فلم يقع كما قالوا. و حاصل جواب ابنه أن كليهما من مخرج واحد الا أن ما قالوا فيكم حضر وقته و ما قالوا لنا لم يحضر وقته فاخبروكم بمحضه أي من غير ابهام و اجمال، و أخبرونا مجملا بدون تعيين الوقت. «فعللنا» على بناء المجهول من قولهم «علل الصبى بطعام أو غيره» اذا شغله به. و هذا الجواب متين أخذه على عن موسى بن جعفر عليهما السلام كما رواه الصدوق في العلل بإسناده عن علي بن يقطين قال: قلت لابى الحسن موسى عليه السلام: «ما بال ما روى فيكم من الملاحم ليس كما روى؟ و ما روى في أعاديكم قد صح؟ فقال عليه السلام: ان الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل، و أنتم عللتم بالامانى فخرج اليكم كما خرج».
(1). كذا في الكافي، و في بعض النسخ «لو قيل لنا ان هذا الامر لا يكون الا الى مائتي سنة و ثلاثمائة سنة ليئست القلوب و قست و رجعت عامة الناس عن الايمان الى الإسلام».
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 342
و قد روي [عن] «7» علي بن يقطين قال قال لي أبو الحسن ع يا علي [إن] «8» الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة «9».
و قال يقطين «1» لابنه علي ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن فقال له علي إن الذي قيل لكم و لنا من مخرج واحد غير أن أمركم حضركم فأعطيتم محضه و كان «2» كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني.
و لو قيل [لنا] «3» إن هذا الأمر لا يكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجعت «4» عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
______________________________
(7، 8) ليس في نسخ «أ، ف، م».
(9) قوله: «تربى بالأماني منذ مائتي سنة» أي يربيهم و يصلحهم أئمتهم عليهم السلام بأن يمنوهم تعجيل الفرج، و قرب ظهور الحق لئلا يرتدوا و ييأسوا.- - و المائتان مبني على ما هو المقرر عند المنجمين و المحاسبين من إتمام الكسور- إن كانت أكثر من النصف- و إسقاطها- إن كانت أقل منه- و إنما قلنا ذلك لأن صدور الخبر إن كان في أواخر حياة الكاظم عليه السلام كان أنقص من المائتين بكثير إذ وفاته عليه السلام كانت في سنة ثلاث و ثمانين و مائة، فكيف إذا كان قبل ذلك فذكر المائتين بعد المائة المكسورة صحيحة لتجاوز النصف، كذا خطر بالبال.
و بدا لي وجه آخر أيضا و هو أن يكون ابتداؤهما من أول البعثة فإن من هذا الزمان شرع بالإخبار بالأئمة عليهم السلام و مدة ظهورهم و خفائهم، فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين، و لو كان كسر قليل في العشر الأخير يتم على القاعدة السالفة.
و وجه ثالث و هو أن يكون المراد التربية في الزمان السابق و اللاحق معا، و لذا أتى بالمضارع، و يكون الابتداء من الهجرة، فينتهي إلى ظهور أمر الرضا عليه السلام و ولاية عهده، و ضرب الدنانير باسمه، فإنها كانت في سنة المائتين.
و وجه رابع و هو أن يكون «تربى» على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي و الآتي، لكن يكون ابتداء التربية بعد شهادة الحسين عليه السلام، فإنها كانت الطامة الكبرى، و عندها احتاجت الشيعة إلى أن تربى، لئلا يزلوا فيها، و انتهاء المائتين أول إمامة القائم عليه السلام و هذا مطابق للمائتين بلا كسر.
و إنما وقتت التربية و التنمية بذلك، لأنهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم.
و أيضا بعد علمهم بوجود المهدي عليه السلام يقوى رجاؤهم، فهم مترقبون بظهوره لئلا يحتاجون إلى التنمية، و لعل هذا أحسن الوجوه التي خطر جميعها بالبال، و الله أعلم بحقيقة الحال.
(1) يقطين كان من أتباع بني العباس، فقال لابنه علي- الذي كان من خواص الكاظم عليه السلام- ما بالنا و عدنا دولة بني العباس على لسان الرسول و الأئمة صلوات الله عليهم فظهر ما قالوا، و وعدوا و أخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم يحصل؟ و الجواب متين ظاهر مأخوذ عن الإمام عليه السلام.
(2) في نسخ «أ، ف، م» فكان.
(3) من البحار و نسخ «أ، ف، م».
(4) في نسخة «ف» و لرجع و كذا في نسختي «أ، م».
الوافي ؛ ج2 ؛ ص428
بيان
تربى من التربية يعني ينتظرون دولة الحق و يتمنونه و يرتقبون الفرج مما هم فيه من الشدة و يعيشون به و كان ما قيل ليقطين كان الإخبار بدولة أهل الباطل و ما قيل لابنه الإخبار بدولة أهل الحق أو ما قيل ليقطين كان الإخبار بالإمام المستتر بعد الإمام المستتر و ما قيل لابنه الإخبار بالإمام الظاهر بعد الإمام المستتر كما يستفاد من الجواب.
و يؤيد المعنى الأول
ما رواه الصدوق رحمه الله عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بإسناده يرفعه إلى علي بن يقطين قال قلت لأبي الحسن موسى ع ما بال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي و ما روي في أعاديكم قد صح فقال ع إن الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل و أنتم عللتم بالأماني- فخرج إليكم كما خرج
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ج2 133 الحديث 1 ..... ص : 123
و كما روي في فرج أهل البيت عليهم السلام و غلبتهم عليهم السلام، لأنهم عليهم السلام لو كانوا أخبروا الشيعة في أول ابتلائهم باستيلاء المخالفين و شدة محنتهم أنه ليس فرجهم إلا بعد ألف سنة أو ألفي سنة ليئسوا و رجعوا عن الدين، و لكنهم أخبروا شيعتهم بتعجيل الفرج، و ربما أخبروهم بأنه يمكن أن يحصل الفرج في بعض الأزمنة القريبة ليثبتوا على الدين و يثابوا بانتظار الفرج كما سيأتي في باب كراهية التوقيت من كتاب الحجة عن علي بن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة، قال: و قال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان، و قيل لكم فلم يكن؟ قال: فقال له علي: إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج4 ؛ ص176
الحديث السادس: ضعيف.
" تربى" على بناء المفعول من التفعيل من التربية، أي تصلح أحوالهم و تثبت قلوبهم على الحق بالأماني بأن يقال لهم الفرج ما أقربه و ما أعجله فإن كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى:" اقتربت الساعة" أو بأن يخبروا بالأخبار البدائية لئلا ييأسوا و يرجعوا عن الحق، و الأماني جمع الأمنية و هو رجاء المحبوب أو الوعد به.
" منذ" مبنيا على الضم حرف جر بمعنى من، و فيه إشكال و هو أن صدور
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج4، ص: 177
..........
______________________________
الخبر لو كان في أواخر زمان الكاظم عليه السلام كان أنقص من المائتين بكثير، إذ وفاته عليه السلام كان في سنة ثلاث و ثمانين و مائة فكيف إذا كان قبل ذلك.
و يمكن أن يجاب عنه بوجوه:
الأول: أن يكون مبنيا على ما ذكرنا سابقا من أن قواعد أهل الحساب إتمام الكسور إن كانت أزيد من النصف، و إسقاطها إن كانت أقل منه، فلما كانت المائة الثانية تجاوزت عن النصف عدت كاملة.
الثاني: أن يكون ابتداؤهما من أول البعثة فإنه من هذا الزمان شرع بالأخبار بالأئمة عليهم السلام و مدة ظهورهم و خفائهم، فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين و لو كان كسر في العشر الأخير يستقيم على القاعدة السابقة.
الثالث: أن يكون المراد التربية في الزمان السابق و اللاحق معا، و لذا أتى بالمضارع، و يكون الابتداء من الهجرة فينتهي إلى ظهور أمر الرضا عليه السلام، و ولاية عهده، و ضرب الدنانير باسمه الشريف، فإنها كانت في سنة المائتين، بأن يكونوا و عدوهم الفرج في ذلك الزمان، فإنه قد حصلت لهم رفاهية عظيمة فيه أو وعدوهم الفرج الكامل فبدا لله فيه كما مر.
الرابع: أن يكون تربى على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي و الآتي، لكن يكون ابتداء التربية بعد شهادة الحسين صلوات الله عليه، فإنها كانت البلية العظمى و الطامة الكبرى، و عندها كانت الشيعة يحتاجون إلى التسلية و الأمنية لئلا يزالوا، و انتهاء المائتين أول إمامة القائم عليه السلام، و هذا مطابق للمأتين بلا كسر إذ كانت شهادة الحسين عليه السلام في أول سنة إحدى و ستين، و إمامة القائم عليه السلام و ابتداء غيبته الصغرى لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستين و مائتين.
و إنما جعل هذا غاية التمنية و التربية لوجهين:
الأول: أنهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج4، ص: 178
بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن قال فقال له علي إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا إن هذا
______________________________
و الثاني: أنهم بعد علمهم بوجود المهدي عليه السلام يقوى رجاؤهم، فهم ينتظرون ظهوره و يرجون قيامه صباحا و مساء، فهذا وجه متين خطر بالبال مع الوجهين الأولين فخذها و كن من الشاكرين، و قل من تعرض للإشكال و حله من الناظرين.
" قال و قال" ضمير قال أولا لحسين بن علي، و يقطين كان من شيعة بني العباس و ابنه علي كان من شيعة أهل البيت عليهم السلام، فقوله: قيل لنا، أي قال أئمتكم في خلافة بني العباس و أخبروا عنها، فكان و وقع، و قالوا لكم في قرب الفرج و ظهور إمام الحق فلم يقع، فحمل القرب على القرب القريب، و لم يكن أرادوا عليهم السلام ذلك، بل أرادوا تحقق وقوعه مع أن القرب أمر إضافي فكل بعيد قريب بالنسبة إلى ما هو أبعد منه.
و يحتمل أن يكون مراده ما صدر عنهم من الأخبار البدائية فتخلف ظاهرا، و الأول أوفق بالجواب.
و قيل: ما قيل ليقطين إنما كان الإخبار بالإمام المستتر بعد الإمام المستتر، و ما قيل لابنه إنما كان الإخبار بالإمام الظاهر بعد الإمام المستتر كما يستفاد من الجواب، انتهى و لا يخفى ما فيه.
" من مخرج واحد" أي إنما ذكروه مما استنبطوه من القرآن و وصل إليهم من الرسول، و ألقى إليهم روح القدس، و بالجملة كلها من عند الله تعالى" غير أن أمركم" أي أمر خلافة بني العباس حضر وقته، فأخبروكم بمحضه أي خالصة بتعيين الوقت و المدة من غير إبهام و إجمال" و إن أمرنا لم يحضر" وقته" فعللنا" على بناء المفعول من التفعيل من قولهم علل الصبي بطعام أو غيره إذا شغله به، و كونه من
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج4، ص: 179
الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج
______________________________
العل بعد النهل أي الشرب بعد الشرب كناية عن التكرار كما توهم بعيد.
و قوله: عن الإسلام، إشارة إلى شرك المخالفين" و تقريبا للفرج" أي حدا للفرج قريبا، و هذا الذي ذكره على وجه متين أخذه منهم عليهم السلام، كما روى الصدوق في كتاب العلل بإسناده عن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: ما بال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي؟ و ما روي في أعاديكم قد صح؟ فقال عليه السلام:
إن الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل، و أنتم عللتم بالأماني فخرج إليكم كما خرج.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج4 ؛ ص132
و روى الكليني عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن ع الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة.
قال و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن قال فقال له علي إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضة فكان كما قيل لكم و أن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تأليفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج و قوله قيل لنا أي في خلافة العباسية و كان من شيعتهم أو في دولة آل يقطين و قيل لكم أي في أمر القائم و ظهور فرج الشيعة.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج52 ؛ ص102
4- غط، الغيبة للشيخ الطوسي روي عن علي بن يقطين قال قال لي أبو الحسن ع يا علي إن الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة و قال يقطين لابنه علي ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن فقال له علي إن الذي قيل لكم و لنا من مخرج واحد غير أن أمركم حضركم فأعطيتم محضه و كان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني و لو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجعت عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
ني، الغيبة للنعماني الكليني عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري عن الحسن بن علي عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين مثله «2»
بيان قوله تربى بالأماني أي يربيهم و يصلحهم أئمتهم بأن يمنوهم تعجيل الفرج و قرب ظهور الحق لئلا يرتدوا و ييأسوا.
و المائتان مبني على ما هو المقرر عند المنجمين و المحاسبين من إتمام الكسور إن كانت أكثر من النصف و إسقاطها إن كانت أقل منه و إنما قلنا ذلك لأن صدور الخبر إن كان في أواخر حياة الكاظم ع كان أنقص من المائتين بكثير إذ وفاته ع كان في سنة ثلاث و ثمانين و مائة فكيف إذا كان قبل ذلك فذكر المائتين بعد المائة المكسورة صحيحة لتجاوز النصف كذا خطر بالبال.
و بدا لي وجه آخر أيضا و هو أن يكون ابتداؤهما من أول البعثة فإن من هذا الزمان شرع بالإخبار بالأئمة ع و مدة ظهورهم و خفائهم فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين و لو كان كسر قليل في العشر الأخير يتم على القاعدة السالفة.
______________________________
(1) الزؤان- مثلثة-: ما يخالط البر من الحبوب، الواحدة زؤانة، قال في أقرب الموارد: و هو في المشهور يختص بنبات حبه كحب الحنطة الا انه صغير، اذا اكل يحدث استرخاء يجلب النوم و هو ينبت غالبا بين الحنطة.
(2) الكافي ج 1 ص 369، غيبة الشيخ ص 221، غيبة النعماني ص 158.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج52، ص: 103
و وجه ثالث و هو أن يكون المراد التربية في الزمان السابق و اللاحق معا و لذا أتى بالمضارع و يكون الابتداء من الهجرة فينتهي إلى ظهور أمر الرضا ع و ولاية عهده و ضرب الدنانير باسمه فإنها كانت في سنة المائتين.
و رابع و هو أن يكون تربى على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي و الآتي لكن يكون ابتداء التربية بعد شهادة الحسين ع فإنها كانت الطامة الكبرى و عندها احتاجت الشيعة إلى أن تربى لئلا يزلوا فيها و انتهاء المائتين أول إمامة القائم ع و هذا مطابق للمائتين بلا كسر.
و إنما وقتت التربية و التنمية بذلك لأنهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم و أيضا بعد علمهم بوجود المهدي ع يقوى رجاؤهم فهم مترقبون بظهوره لئلا يحتاجون إلى التنمية و لعل هذا أحسن الوجوه التي خطر بالبال و الله أعلم بحقيقة الحال.
و يقطين كان من أتباع بني العباس فقال لابنه علي الذي كان من خواص الكاظم ع ما بالنا وعدنا دولة بني العباس على لسان الرسول و الأئمة صلوات الله عليهم فظهر ما قالوا و وعدوا و أخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم يحصل و الجواب متين ظاهر مأخوذ عن الإمام كما سيأتي.