بسم الله الرحمن الرحیم
فهرست علومشرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام، ج3، ص: 310
[الفطحية]
و قال فريق من الشيعة بإمامة عبد الله بن جعفر [الافطح] «1» بعد أبيه جعفر بن محمد. و مات عبد الله بعد أبيه جعفر عليه السلام سبعين يوما، و لم يدع ولدا و لا عقب له. و انقرض الذين كانوا يقولون بامامته، فليس يقول أحد بذلك.
كمال الدين و تمام النعمة، ج1، ص: 101
ثم قال صاحب الكتاب و هذه الشمطية تدعي إمامة عبد الله بن جعفر بن محمد من أبيه «5» بالوراثة و الوصية و هذه الفطحية تدعي إمامة إسماعيل بن جعفر «6» عن
__________________________________________________
(1). في بعض النسخ «و الإمامية».
(2). يعني على جعفر بن محمد عليهما السلام.
(3). يعني كل ما قلتم في رد السبائية فنحن عارضنا كم بمثله.
(4). كذا. و في هامش بعض النسخ: الظاهر «و لم يخص بالثلاثة». أقول: و يمكن أن يكون «الا» فى قوله «الا ثلاثة» زائدا من سهو النساخ.
(5). كذا. و في فرق الشيعة للنوبختى «السمطية هم الذين جعلوا الإمامة في محمد ابن جعفر و ولده من بعده و هذه الفرقة تسمى «السمطية» نسبة الى رئيس لهم يقال له يحيى ابن أبي السميط» انتهى. و في المحكى عن المقريزى يحيى بن شميط الاحمسى و يذكر انه كان قائدا من قواد مختار بن أبي عبيدة الثقفى» و الظاهر التعدد لتقدم المختار عن محمد بتسعين سنة.
(6). كذا. و في كتاب النوبختى الفطحية فرقة يقولون بامامة عبد الله بن جعفر و سموا-
كمال الدين و تمام النعمة، ج1، ص: 102
أبيه بالوراثة و الوصية و قبل ذلك إنما قالوا بإمامة عبد الله بن جعفر و يسمون اليوم إسماعيلية لأنه لم يبق للقائلين بإمامة عبد الله بن جعفر خلف و لا بقية و فرقة من الفطحية يقال لهم القرامطة «1» قالوا بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر بالوراثة و الوصية و هذه الواقفة على موسى بن جعفر تدعي الإمامة لموسى و ترتقب لرجعته.
و أقول الفرق بيننا و بين هؤلاء سهل واضح قريب أما الفطحية فالحجة عليها أوضح من أن تخفى لأن إسماعيل مات قبل أبي عبد الله ع و الميت لا يكون خليفة الحي و إنما يكون الحي خليفة الميت و لكن القوم عملوا على تقليد الرؤساء و أعرضوا عن الحجة و ما في بابها و هذا أمر لا يحتاج فيه على إكثار لأنه ظاهر الفساد بين الانتقاد
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج2، ص: 210
[في ذكر عبد الله بن الإمام الصادق ع الملقب بالأفطح]
(فصل)
و كان عبد الله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل و لم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام و كان متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد و يقال إنه كان يخالط الحشوية «2» و يميل إلى مذاهب
__________________________________________________
(1) حكاه الطبرسي في إعلام الورى: 284، و نقله العلامة المجلسي في البحار 47: 242.
(2) الحشوية: هم القائلون ان عليا و طلحة و الزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم و أن المصيبين هم الذين قعدوا عنهم، و أنهم يتولونهم جميعا و يتبرءون من حربهم و يردون امرهم إلى الله عز و جل.
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج2، ص: 211
المرجئة «1» و ادعى بعد أبيه الإمامة و احتج بأنه أكبر إخوته الباقين فاتبعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبد الله ع ثم رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القول بإمامة أخيه موسى ع لما تبينوا ضعف دعواه و قوة أمر أبي الحسن ع و دلالة حقه و براهين إمامته و أقام نفر يسير منهم على أمرهم و دانوا بإمامة عبد الله و هم الطائفة الملقبة بالفطحية و إنما لزمهم هذا اللقب لقولهم بإمامة عبد الله و كان أفطح الرجلين و يقال إنهم لقبوا بذلك لأن داعيتهم إلى إمامة عبد الله كان يقال له عبد الله بن أفطح.
الفصول المختارة، ص: 306
بن جعفر و القرامطة أخلاف المباركية و المباركية سلفهم.
[الإسماعيلية]
و قال فريق من هؤلاء إن الذي نص على محمد بن إسماعيل هو الصادق ع دون إسماعيل و كان ذلك الواجب عليه لأنه أحق بالأمر بعد أبيه من غيره و لأن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن و الحسين ع و هؤلاء الفرق الثلاث هم الإسماعيلية و إنما سموا بذلك لإدعائهم إمامة إسماعيل. و أما علتهم في النص على إسماعيل فهي أن قالوا كان إسماعيل أكبر ولد جعفر و ليس يجوز أن ينص على غير الأكبر قالوا و قد أجمع من خالفنا على أن أبا عبد الله ع نص على إسماعيل غير أنهم ادعوا أنه بدا لله فيه و هذا قول لا نقبله منهم.
[الشمطية]
و قالت فرقة أخرى إن أبا عبد الله توفي و كان الإمام بعده محمد بن جعفر و اعتلوا في ذلك بحديث تعلقوا به و هو
إن أبا عبد الله ع على ما زعموا كان في داره جالسا فدخل عليه محمد و هو صبي صغير فعدا إليه فكبا في قميصه و وقع لوجهه فقام إليه أبو عبد الله ع فقبله و مسح التراب عن وجهه و ضمه إلى صدره و قال سمعت أبي يقول إذا ولد لك ولد يشبهني فسمه باسمي و هذا الولد شبيهي و شبيه رسول الله ص و على سنته و شبيه علي ع.
و هذه الفرقة تسمى الشمطية بنسبتها إلى رجل يقال له يحيى بن أبي الشمط.
[الفطحية]
و قالت فرقة أخرى إن الإمام بعد أبي عبد الله ع ابنه عبد الله بن جعفر و اعتلوا في ذلك بأنه كان أكبر ولد أبي عبد الله ع
قالت و إن أبا عبد الله ع قال: الإمامة لا تكون إلا في الأكبر من ولد الإمام.
و هذه الفرقة تسمى الفطحية و إنما سميت بذلك لأن رئيسا لها يقال له عبد الله بن أفطح و يقال إنه كان أفطح الرجلين و يقال بل كان أفطح الرأس و يقال إن عبد الله كان هو
الفصول المختارة، ص: 307
الأفطح.
الفصول المختارة، ص: 312
[الرد على الفطحية]
(فصل) و أما الفطحية فإن أمرها أيضا واضح و فساد قولها غير خاف و لا مستور عمن تأمله و ذلك أنهم لم يدعوا نصا من أبي عبد الله ع على عبد الله و إنما عملوا على ما رووه من أن الإمامة تكون في الأكبر و هذا حديث لم يرو قط إلا مشروطا و هو أنه قد ورد أن الإمامة تكون في الأكبر ما لم تكن به عاهة و أهل الإمامة القائلون بإمامة موسى ع متواترون بأن عبد الله كان به عاهة في الدين لأنه كان يذهب إلى مذاهب المرجئة الذين يقعون في علي ع و عثمان
و أن أبا عبد الله ع قال: و قد خرج من عنده عبد الله هذا مرجئ كبير.
و أنه دخل عليه عبد الله يوما و هو يحدث أصحابه فلما رآه سكت حتى خرج فسئل عن ذلك فقال أ و ما علمتم أنه من المرجئة.
هذا مع أنه لم يكن له من العلم ما يتخصص به من العامة و لا روي عنه شيء من الحلال و الحرام و لا كان بمنزلة من يستفتي في الأحكام و قد ادعى الإمامة بعد أبيه فامتحن بمسائل صغار فلم يجب عنها و لا تأتي للجواب فأي علة أكبر مما ذكرناه تمنع من إمامة هذا الرجل.
مع أنه لو لم تكن علة تمنع من إمامته لما جاز من أبيه صرف النص عنه و لو لم يكن قد صرفه عنه لأظهره فيه و لو أظهره لنقل و كان معروفا في أصحابه و في عجز القوم عن التعلق بالنص عليه دليل على بطلان ما ذهبوا إليه
فطحی واقف بر عبدالله تا زمان امام هادی علیه السلام
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 416
380/ 13- و حدثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى، المعروف بابن الخياط القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش، قال: حدثني أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري، قال: حدثني عبد الله بن عامر الطائي، قال: حدثنا جماعة ممن حضر العسكر بسرمنرأى، قالوا: شهدنا هذا الحديث.
قال أبو طالب: هو ما حدثني به مقبل الديلمي قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد، فقال له صاحب له كان يميل إلى ناحيتنا و يقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبد الله، فإنه باطل، و قل بالحق.
قال: و ما الحق حتى أتبعه؟
قال: إمامة «4» موسى بن جعفر (عليهما السلام) و من بعده.
قال له الفطحي «5»: و من الإمام اليوم منهم؟
قال: علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام).
قال: فهل من دليل أستدل به على ما قلت؟.
__________________________________________________
(1) (فدخل) ليس في «ع، م».
(2) في «م» نسخة بدل: النياح.
(3) بصائر الدرجات: 487/ 2، إثبات الوصية: 194، مدينة المعاجز: 543/ 26.
(4) في «ع، م»: الإمامة في.
(5) الفطحية: فرقة بائدة من الشيعة، قالوا إن الإمام بعد جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) هو ابنه عبد الله الأفطح، و سمي بالافطح لأنه عريض الرأس، و قيل لأنه أفطح الرجلين. معجم الفرق الإسلامية: 186.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 417
قال: نعم، قال: و ما هو؟
قال: أضمر في نفسك ما تشاء، و القه بسرمنرأى فإنه يخبرك به. فقال: نعم.
فخرجا إلى العسكر و قصدا شارع أبي أحمد، فأخبرا أن أبا الحسن علي بن محمد مولانا ركب إلى «1» دار المتوكل، فجلسا ينتظران عودته، فقال الفطحي لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فإنه حين يرجع و يراني يعلم ما قصدته، فيخبرني به من غير أن أسأله «2». قال: فوقفا إلى أن عاد أبو الحسن (عليه السلام) من موكب المتوكل و بين يديه الشاكرية، و من ورائه الركبة «3» يشيعونه إلى داره قال: فلما بلغ إلى الموضع الذي فيه الرجلان، التفت إلى الرجل الفطحي فتفل بشيء من فيه في صدر الفطحي، كأنه غرقئ «4» البيض، فالتصق في صدر الرجل كمثل دارة الدرهم، و فيه سطر مكتوب بخضرة: «ما كان عبد الله هناك، و لا كذلك «5»».
فقرأه الناس، و قالوا له: ما هذا؟ فأخبرهم و صاحبه بقصتهما، فأخذ التراب من الأرض فوضعه على رأسه و قال: تبا لما كنت عليه قبل يومي هذا، و الحمد لله على حسن هدايته. و قال بإمامته «6».
الفوائد الرجالية (للسيد بحر العلوم)؛ ج3، ص: 291
و كيف كان فينبغي القطع بقبول روايته و عدم خروجها عن الاقسام الثلاثة المعتبرة، و ان كان الاقرب كونها من الموثق القريب من الصحيح لوجود التوثيق المعتبر مع ظهور الاتحاد، و اعتضاده بسائر أمارات القبول و الاعتماد. مع احتمال سلامة المذهب كما يحتمل في محمد بن الوليد و معاوية ابن عمار و غيرهما من الفطحية. فان الغالب فيهم الرجوع الى الحق «1».
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 12
و قال ابن طاوس في رجاله كما في التحرير الطاووسي: و رأيت في بعض النسخ رواية مروك، عن أبي الحسن (عليه السلام) بلا واسطة «1»، و عليه فالخبر قوي جدا و حيث ان الضعف الذي رمي به عمار في بعض الكلمات منحصر سببه في فطحيته و الخبر يدل على خروجه منهم حكما فلا نقص ينسب اليه من هذه الجهة، و لاتفاق الكلمة على فقهه و عدالته و علمه و درايته لا بد و ان يعد من أجلاء أصحابنا.
قال الشيخ البهائي في شرح الفقيه: و عمار الساباطي و ان كان فطحيا الا انه كان ثقة جليلا من أصحاب الصادق و الكاظم (عليهما السلام) و حديثه يجري مجرى الصحاح، و قد ذكر الشيخ في العدة: ان الطائفة لم تزل تعمل بما يرويه عمار، و قول الكاظم (عليه السلام): اني استوهبت عمارا من ربي، فوهبه لي، مشهور. و سؤاله الصادق (عليه السلام) ان يعلمه الاسم الأعظم و قوله (عليه السلام): انك لا تقوى على ذلك، و إظهار بعض علامات ذلك عليه يدل على كمال قربه و اختصاصه، فقد ثبت بنقل الشيخ و تقرير هؤلاء الفضلاء له فيكون المخالف مسبوقا بالإجماع «2»، انتهى.
و أغرب صاحب التكملة حيث قال- بعد نقل هذا الكلام-: و اما ما ذكر من اقترانه بالقرائن كخبر الكشي عن الكاظم (عليه السلام)، فانا في عجب من ذلك، فإنك تحققت انه فطحي الى ان مات، فكيف يستوهبه الكاظم (عليه السلام) من الله، و يوهبه له، و هو فطحي ملعون من الكلاب الممطورة؟!، و لو كان من الصادق (عليه السلام) لكان له وجه، فالأولى
__________________________________________________
(1) التحرير الطاووسي: 190/ 269.
(2) شرح الفقيه للبهائي: لم يقع بأيدينا.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 13
الطرح لذلك و لضعف السند أو حمل عمار على غير الساباطي، و ان كان نقل المصنف لفظ الساباطي «1»، انتهى.
قلت: اعلم أولا ان الفطحية أقرب المذاهب الباطلة إلى مذهب الإمامية و ليس فيهم معاندة و إنكار للحق و تكذيب لأحد من الأئمة الاثنى عشر (عليهم السلام) بل لا فرق بينهم و بين الإمامية أصولا و فروعا أصلا، إلا في اعتقادهم امامة امام بين الصادق و الكاظم (عليهما السلام) في سبعين يوما، لم تكن له راية فيحضروا تحتها، و لا بيعة لزمهم الوفاء بها، و لا أحكام في حلال و حرام، و تكاليف في فرائض و سنن و آداب كانوا يتلقونها، و لا غير ذلك من اللوازم الباطلة، و الآثار الفاسدة الخارجية المريبة غالبا على امامة الأئمة الذين يدعون الى النار، سوى الاعتقاد المحض الخالي عن الآثار، الناشئ عن شبهة حصلت لهم عن بعض الاخبار، و انما كان مدار مذهبهم على ما أخذوه من الأئمة السابقة و اللاحقة صلوات الله عليهم كالإمامية.
و من هنا تعرف وجه عدم ورود لعن و ذم فيهم، و عدم أمرهم (عليهم السلام) بمجانبتهم كما ورد ذم الزيدية و الواقفة و أمثالهما و لعنهم، بل في الكشي أخبار كثيرة، و فيها انهما و النصاب عندهم (عليهم السلام) بمنزلة سواء، و أن الواقف عاند عن الحق و مقيم السيئة، و أن الواقفة كفار زنادقة مشركون، و نهوا (عليهم السلام) عن مجالستهم و انهم داخلون في قوله تعالى و قد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم «2» قال: يعني الآيات الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة و آل أمرهم الى ان أذنوا (عليهم السلام) في الدعاء عليهم في القنوت، و لشدة عنادهم و تعصبهم لقبوا بالكلاب الممطورة، و الممطورة كما مر
__________________________________________________
(1) التكملة 2: 215/ 216.
(2) النساء 4: 140.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 14
في (قمد) «1» في ترجمة سماعة.
هذا و لم نعثر الى الآن على ورود ذم في الفطحية، بل كانت معاملتهم (عليهم السلام) معهم في الظاهر كمعاملتهم مع الإمامية، و قد أمروا بأخذ ما رووه بنو فضال و هم عمدهم، و رواياتهم لا تحصى كثرة.
و روى الصدوق في العيون، و العلل، و معاني الاخبار، عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن احمد بن زياد الهمداني «2»، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت له: لم كني النبي (صلى الله عليه و آله) بابي القاسم؟ فقال: لانه كان له ابن يقال له: قاسم، فكني به، قال: فقلت: يا ابن رسول الله، فهل تراني أهلا للزيادة؟ فقال:
نعم، اما علمت ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: انا و علي أبوا هذه الأمة؟ قلت: بلى، قال: اما علمت ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) أب لجميع أمته، و علي (عليه السلام) منهم؟ قلت: نعم، قال: اما علمت أن عليا (عليه السلام) قاسم الجنة و النار؟ قلت: بلى، قال: فقيل له: أبو القاسم، لانه أبو قاسم الجنة و النار، الخبر «3».
و اما سند ما ادعيناه ففي الكشي: الفطحية هم القائلون بإمامة عبد الله ابن جعفر بن محمد (عليهما السلام) و سموا بذلك، لانه قيل: انه كان افطح الرأس، و قال بعضهم: كان افطح الرجلين، و قال بعضهم: انهم نسبوا الى
__________________________________________________
(1) تقدم برقم: 144.
(2) في العيون، و العلل: احمد بن محمد بن سعيد الكوفي و في معاني الأخبار: أحمد بن محمد بن يوسف بن سعيد الكوفي بدل الهمداني المذكور.
و الصواب ما في العيون و العلل بقرينة ما موجود في ترجمته في سائر كتب الرجال، و هو ابن عقدة الحافظ الجارودي المشهور.
(3) انظر: عيون اخبار الرضا عليه السلام 2: 85/ 29 و علل الشرائع 127/ 2 و معاني الاخبار 52/ 3، و فيها اختلاف يسير مع الأصل.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 15
رئيس من أهل الكوفة، يقال له: عبد الله بن فطيح، و الذين قالوا بإمامته عامة مشايخ العصابة و فقهائها، مالوا الى هذه المقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما روي عنهم (عليهم السلام)، انهم قالوا: الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا مضى.
ثم منهم من رجع عن القول بإمامته لما امتحنه بمسائل من الحلال و الحرام لم يكن عنده فيها جواب، و لما ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي ان تظهر من الامام «1».
ثم ان عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما، فرجع الباقون إلا شذاذ منهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى (عليه السلام) و رجعوا الى الخبر الذي روي: أن الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن و الحسين (عليهما السلام) و بقي شذاذ منهم على القول بإمامته، و بعد ان مات، قالوا بامامة أبي الحسن موسى (عليه السلام).
و روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال لموسى (عليه السلام):
يا بني ان أخاك يجلس مجلسي و يدعي الإمامة بعدي فلا تنازعه بكلمة فإنه أول أهلي لحوقا بي «2»، انتهى.
و قال الشيخ الجليل الأقدم أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي في كتاب فرق المذاهب، في ذكر فرق الشيعة بعد أبي عبد الله (عليه السلام):
و الفرقة الخامسة منهم قالت: الإمامة بعد جعفر (عليه السلام) في ابنه عبد الله ابن جعفر (عليه السلام) «3» و ذلك انه كان- عند مضي جعفر (عليه السلام)- أكبر ولده سنا، و جلس مجلس أبيه، و ادعى الإمامة و وصية أبيه.
__________________________________________________
(1) رجال الكشي 2: 524/ 472.
(2) انظر رجال الكشي 2: 525/ 472.
(3) في المصدر: الافطح بدل (عليه السلام).
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 16
و اعتلوا بحديث يروونه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال: الإمامة في الأكبر من ولد الامام.
فمال الى عبد الله و القول بإمامته جل من قال بامامة جعفر بن محمد (عليهما السلام) أبيه «1» غير نفر يسير عرفوا الحق، فامتحنوا عبد الله بمسائل في الحلال و الحرام من الصلاة و الزكاة و غير ذلك، فلم يجدوا عنده علما، و هذه الفرقة القائلة بامامة عبد الله بن جعفر (عليه السلام) هي الفطحية.
و سموا بذلك لان عبد الله كان افطح الرأس، و قال بعضهم: كان افطح الرجلين، و قال بعض الرواة: نسبوا إلى رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح «2».
و مال الى هذه الفرقة جل مشايخ الشيعة و فقهائها، و لم يشكوا [في] ان الإمامة في عبد الله بن جعفر [و] في ولده من بعده، فمات عبد الله و لم يخلف ذكرا، فرجع [عامة] الفطحية عن القول بإمامته- سوى قليل منهم- الى القول بامامة موسى بن جعفر (عليهما السلام).
و قد كان رجع جماعة منهم في حياة عبد الله الى موسى بن جعفر (عليهما السلام) ثم رجع عامتهم بعد وفاته عن القول به، و بقي بعضهم على القول بإمامته ثم امامة موسى بن جعفر (عليهما السلام) من بعده «3»، انتهى.
فانقدح من كلام هذين الشيخين الجليلين ما ادعيناه من عدم الفرق بين الإمامية و الفطحية إلا في اعتقادهم امامة عبد الله في سبعين يوما لمجرد الشبهة لا للعناد و جلب الخصام و إنكار الحق و تكذيبه.
__________________________________________________
(1) موقع (أبيه) في المصدر بعد قوله: (بامامة) و هو الأصوب.
(2) في هامش المصدر- و هو من تعليق السيد محمد صادق بحر العلوم- ما صورته: عبد الله بن افطح- خ ل-. فلاحظ.
(3) فرق الشيعة: 77- 78 و ما بين المعقوفات منه.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 17
إذا عرفت ذلك: فاعلم ثانيا ان الزائد فيهم (عليهم السلام) كالناقص منهم (عليهم السلام) واحدا في أصل ثبوت الكفر الحقيقي الباطني، و اشتراك كل من كان على خلاف الحق في الضلالة و البطلان، و لكن المتأمل في آيات كثيرة و الاخبار المتظافرة، يجد ان العذاب الموعود، و العقاب المعهود، لمن أنكر و جحد، و تولى و عند، و كذب و أصر، و أدبر و استكبر، و ان من عرفهم (عليهم السلام) و أقر بهم و صدقهم، أو جهلهم أو بعضهم، من غير إنكار و تكذيب و عداوة يرجى له الرحمة و المغفرة و ان تولى غير مواليه.
و في تفسير علي بن إبراهيم في الصحيح: عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال، قلت: جعلت فداك، ما حال الموحدين المقرين بنبوة رسول الله (صلى الله عليه و آله) من المسلمين المذنبين الذين يموتون و ليس لهم امام و لا يعرفون ولايتكم؟ فقال (عليه السلام): أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها، فمن كان له عمل صالح لم تظهر منه عداوة فإنه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله تعالى بالمغرب فيدخل عليه الروح في حفرته الى يوم القيامة حتى يلقى الله فيحاسبه بحسناته و سيآته، فإما الى الجنة و اما الى النار، فهؤلاء من الموقوفين لا مر الله.
قال (عليه السلام): و كذلك يفعل بالمستضعفين، و البله، و الأطفال، و أولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، و أما النصاب من أهل القبلة، فإنهم يخد لهم خدا الى النار التي خلقها الله بالمشرق تدخل عليهم منها اللهب، و الشرر، و الدخان، و فورة الجحيم الى يوم القيامة، ثم بعد ذلك مصيرهم الى الجحيم،. ثم في النار يسجرون. ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون. من دون الله. «1» اي اين إمامكم الذي اتخذتموه دون الإمام الذي جعله الله
__________________________________________________
(1) غافر 40: 72- 74.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 18
للناس اماما «1».
و إذا كان هذا حال من لا يعرفهم و لا يعاديهم، فمن عرفهم و تولاهم، و لكن تولى وليجة دونهم من غير تكذيب لهم، فهو أقرب الى العفو و الرحمة.
و من هنا يعلم: ان الذين قتلوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحروب الثلاثة كانوا شهداء و فيهم كثير ممن كانوا يتولونهما «2».
ثم نقول ثالثا: أن الذي يظهر من مطاوي الأخبار، أن الجنة محرمة على المشركين و الكفار الجاحدين، و اما من هو في حكمهم في بعض الآثار، فلا يظهر من تلك الاخبار شمولها له مع ان عدم الدخول في الجنة المعهودة غير مستلزم للدخول في النار، فان لله تعالى ان يعفو عن بعضهم و يخلق لهم ما يتنعمون فيه غير الجنة.
و في الكافي عن الصادق (عليه السلام): أن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به، فهرب منه الى دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله، و أرفقه، و اضافه، فلما حضره الموت اوحى الله عز و جل اليه: (و عزتي و جلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها و لكنها محرمة على من مات بي مشركا، و لكن: يا نار هيديه «3» و لا تؤذيه) و يؤتي برزقه طرفي النهار، قلت: من الجنة، قال: من حيث يشاء الله عز و جل «4».
و في ثواب الأعمال بإسناده عن علي بن يقطين، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): انه كان في بني إسرائيل رجل مؤمن، و كان له جار كافر، و كان يرفق بالمؤمن و يوليه المعروف في الدنيا، فلما أن مات الكافر،
__________________________________________________
(1) تفسير القمي 2: 260.
(2) أي: ممن كانوا يتولون الخليفتين: الأول، و الثاني كما يظهر من السياق المتقدم.
(3) يقال: هاده، اي: اقلقه و أزعجه، و هيديه هنا. بمعنى: «ازعجيه و خوفيه، و لا تؤذيه بحرق».
(4) أصول الكافي 2: 151/ 3.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 19
بني الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها و يأتيه الرزق من غيرها، و قيل له: هذا ما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق و توليه المعروف في الدنيا «1».
و في آخر كتاب أبي جعفر محمد بن المثنى أبي القاسم الحضرمي: مما رواه الشيخ أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، و الحقه به عن ابن همام، عن حميد بن زياد و محمد بن جعفر الرزاز القرشي، عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي، قال: حدثنا محمد بن احمد بن هارون الحرار «2» عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر، عن جابر الجعفي، عن رجل، عن جابر بن عبد الله، قال: كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) صاحب يهودي، قال: و كان كثيرا ما يألفه، و ان كانت له حاجة اسعفه فيها، فمات اليهودي فحزن عليه و استبدت وحشة له، قال: فالتفت إليه النبي (صلى الله عليه و آله) و هو ضاحك، فقال له: يا با الحسن، ما فعل صاحبك اليهودي؟ قال: قلت:
مات، قال: اغتممت به و استبدت وحشتك عليه؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فتحب ان تراه محبورا؟ قال: قلت: نعم، بأبي أنت و أمي، قال: ارفع رأسك، و كشط له عن السماء الرابعة فإذا هو بقبة من زبرجد خضراء معلقة بالقدرة.
فقال له: يا با الحسن، هذا لمن يحبك من أهل الذمة من اليهود و النصارى و المجوس، و شيعتك المؤمنون معي و معك غدا في الجنة «3».
__________________________________________________
(1) ثواب الاعمال 202- 203/ 1.
(2) لم نقف على لقبه هذا في كتب التراجم، و فيها: محمد بن أحمد- أو محمد- بن الحسين بن هارون الكندي الكوفي، كما في رجال الشيخ 508/ 93 و جامع الرواة 2: 59/ 456 و تنقيح المقال 2: 69/ 10309، 3: 179/ 11325، فلاحظ.
(3) الأصول الستة عشر، أصل الحضرمي: 95- 96.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 20
و هذا باب واسع لو أردنا استقصاء الكلام فيه لخرجنا عن وضع الكتاب، و فيما ذكرناه كفاية في تبين فساد ما في التكملة من جهات عديدة:
الأولى: قوله: كيف يستوهبه الكاظم (عليه السلام)؟
قلت: يستوهب مواليا له و لآبائه و لأبنائه الغر (عليهم السلام) و هو معتقد لامامتهم و ناشر لمآثرهم مخطئ في اعتقاد امامة رجل ما رتب عليه أثرا، كما استوهبوا جعفر الكذاب الجاحد المعاند المنكر المدعي الإمامة لنفسه المرتكب لموبقات كثيرة، أعظمها إيذاء آل الله بالضرب و السعي و الحبس و نهب المال، فأيهما أحق بالأمن و الأمان و الشفاعة عند المالك الديان؟! الثانية: قوله: و يوهبه له.
قلت: يهب رب رحيم غفور تنزه عن عقوبة الضعفاء بشفاعة وليه عبدا مطيعا مواليا لأوليائه معاديا لأعدائهم لزلة صدرت منه بشبهة في فهم بعض الاخبار من غير فساد و علو و استكبار، ليت شعري أي قبح تصور في هذا العفو فاستعجب من طلبه؟! فيه ظلم عليه أو على احد، أو حيف أو خلف لوعد، أو غير ذلك مما يجب تنزيه فعله تعالى عنه؟! و في الاحتجاج عن الصادق، عن أمير المؤمنين (عليهما السلام) انه قال في حديث: و الذي بعث محمدا (صلى الله عليه و آله) بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم «1»، الخبر، تأمل فيه يفتح لك أبوابا.
الثالثة: قوله: من الكلاب الممطورة.
اشتباه لا ينبغي صدوره من مثله فان البقر تشابه عليه، و الكلاب الممطورة: من ألقاب الواقفة الجاحدين المكذبين لا الفطحية، و بينهما بعد
__________________________________________________
(1) الاحتجاج 1: 130.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج5، ص: 21
المشرقين.
الرابعة: قوله: و لو كان من الصادق (عليه السلام). إلى آخره.
فان مورد هذا الكلام في متعارف التحاور في مقام [صدرت منه] «1» من أحد زلة عظيمة قلبية أو جوارحية استحق بها الشفاعة من شافع جليل، و لم يكن عمار في عصره (عليه السلام) الا كسائر الإمامية، و لم يعهد منه ارتكاب بعض المآثم كشرب النبيذ و أمثاله، كما قد ينقل عن بعض الرواة، مما دعاه (عليه السلام) الى الاستيهاب ثم الاخبار عنه و اختصاصه به.
******************
المقالات و الفرق النص 87 خطبة
163- و الفرقة الخامسة منهم قالت الامامة بعد جعفر في ابنه عبد اللّه بن جعفر «2»، و ذلك انّه كان عند مضىّ جعفر أكبر ولده سنا و جلس مجلس أبيه بعده، و ادّعا الامامة و وصية أبيه و اعتلّوا في ذلك باخبار رويت عن جعفر و عن أبيه انهما قالا: الامامة في الأكبر من ولد الامام إذا نصب، فمال إلى عبد اللّه و إمامته جلّ من قال بامامة أبيه و أكابر أصحابه، إلّا نفرا يسيرا عرفوا الحقّ، و امتحنوا عبد اللّه بالمسائل في الحلال و الحرام و الصلاة و الزكاة و الحجّ فلم [a 47 F[ يجدوا عنده علما و هذه الفرقة القائلة بامامة عبد اللّه بن جعفر، هم المسمون بالفطحية سمّوا بذلك لأنّ عبد اللّه كان افطح الرأس و قال بعضهم كان افطح الرجلين. و قال بعض الرواة أنّهم نصبوا إلى رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له عبد اللّه بن فطيح، و مال عند وفاة جعفر إلى هذه الفرقة و القول بامامة عبد اللّه عامة مشايخ الشيعة و فقهاؤها و لم يشكّوا إلّا أنّ الامامة في عبد اللّه و في ولده من بعده.
164- فلمّا مات عبد اللّه و لم يخلّف ذكرا ارتاب القوم و اضطربوا و أنكروا ذلك للروايات الكثيرة الّتي رووها عن عليّ بن الحسين و محمّد بن علي و جعفر بن محمّد: انّ الإمامة لا تكون في اخوين بعد الحسنين، و لا تكون إلّا في الأعقاب و أعقاب الأعقاب، إلى انقضاء الدنيا، فرجع عامة الفطحية عن القول بامامة [b 47 F[ عبد اللّه الا القليل عنهم إلى القول بامامة موسى بن جعفر، و قد كانت جماعة منهم أنابوا و رجعوا في حياة عبد اللّه لروايات وقفوا عليها رووها عن جعفر انّه قال: ان الامامة بعدي في ابني موسى، و انّه دلّ عليه و أشار إليه، و اعلمهم في عبد اللّه امورا لا يجوز أن تكون في الامام، و لا يصلح من كانت فيه للامامة، و رووا بعضهم انّه قال
______________________________
(1) السميطة (النوبختى ص 77).
(2) جعفر الافطح (النوبختى ص 77).
المقالات و الفرق، النص، ص: 88
لموسى: يا بني ان أخاك سيجلس مجلسي و يدعى الامامة بعدي فلا تنازعه و لا تتكلّمن فانّه أوّل أهلي لحاقا بي.
فلمّا توفّى رجعوا عن القول به، و ثبتت طائفة منهم على القول بامامته، ثمّ إمامة موسى بن جعفر بعده، و عاش عبد اللّه بعد أبيه سبعين يوما أو نحوها.
165- و قالت فرقة من أصحابه بعد وفاته انّ الامامة انقطعت بعد موته فلا إمام بعده.
166- و شذّت منهم فرقة [a 57 F[ بعد وفاة موسى بن جعفر فادّعت أنّ لعبد اللّه بن جعفر ابنا ولد له من جارية، و انّه كان وجهه إلى اليمن فنشأ هنا لك يقال له محمّد، و انّه تحول بعد موت أبيه إلى خراسان فهو مقيم بها و انه حيّ إلى اليوم و انّه الامام بعد أبيه و هو القائم المنتظر، و اعتلّوا في ذلك بقول النبيّ صلى اللّه عليه و آله: انّ القائم اسمه اسمى و اسم أبيه اسم أبى، و اعتلّوا بالاخبار المروية عن جعفر بن محمّد انّ الامام لا يموت و لا عقب له من صلبه، فلا يجوز ان يموت و هو الامام و لا ولد له، و هذه الفرقة قليلة منهم قوم بناحية العراق و ناحية اليمن و أكثرهم بخراسان.
167- و منهم شرذمة تدّعى انّ الامامة في ولد عبد اللّه إلى يوم القيامة، و انّ ابنه توفّى و له ولد فهي في ولده.
168- و قالت الفرقة السادسة انّ الامام موسى بن جعفر بعد أبيه و أنكروا إمامة عبد اللّه و خطئوه في «1» جلوسه مجلس أبيه[b 57 F[. و ادّعائه الامامة، و كان فيهم من وجوه أصحاب جعفر بن محمّد مثل: هشام بن سالم الجواليقي، و عبد اللّه أبي يعفور، و عمر «2» بن يزيد بياع السابرى، و محمّد بن نعمان أبي جعفر الأحول مؤمن الطاق، و عبيد بن زرارة بن أعين، و جميل بن درّاج، و أبان بن تغلب، و هشام بن الحكم، و غيرهم من وجوه شيعته «3» و أهل العلم منهم و الفقه و النظر، و هم الّذين
______________________________
(1) فى فعله و جلوسه (النوبختى ص 78).
(2) كذا فى منهج المقال ص 251 و لكن فى النوبختى طبع ريتر ص 66 عمرو.
(3) من وجوه الشيعة (النوبختى ص 79).
المقالات و الفرق، النص، ص: 89
قالوا بامامة موسى بن جعفر عند وفاة أبيه، إلى أن رجع إليهم عامة أصحاب جعفر عند وفاة عبد اللّه، فاجتمعوا جميعا على إمامة موسى «1»، إلّا نفرا منهم فانّهم ثبتوا على إمامة عبد اللّه، ثمّ إمامة موسى بعده و أجازوها في اخوين بعد ان لم يجز ذلك عندهم إلى ان مضى جعفر فيهم، مثل عبد اللّه بن بكير بن أعين، و عمار بن موسى الساباطى، و جماعة معهم. ثم [a 67 F[ انّ جماعة من المؤتمّين بموسى بن جعفر اختلفوا في أمره و شكّوا في إمامته عند حبسه «2» في المرّة الثانية الّتي مات فيها في حبس هارون الرشيد، فصاروا خمس فرق
الحور العين النص 164 الفطحية ..... ص : 163
قال أبو القاسم البلخى: و الفطحية أعظم فرق الجعفرية، و أكثرهم جمعا؛
الحور العين النص 164 الزرارية ..... ص : 164
[الزرارية]
قال: و قد مال إلى العمارية خلق كثير من الزرارية
و الزرارية أكثر الشيعة فقها و حديثا، قال: و الفطحية يزعمون أن زرارة ابن أعين كان [على] مقالتهم «1» و إنه لم يرجع عنها، و زعم بعضهم أنه رجع عنها حين سأل عبد اللّه بن جعفر عن مسائل فلم يجد عنده جوابها، فتركه و قال بإمامة «2» موسى بن جعفر
و قال بعضهم: لم يأتم به، و لكنه أشار إلى المصحف و قال: هذا إمامى ثم ان الفطحية بعد موت عبد اللّه بن جعفر قالوا بإمامة «3» أخيه موسى بن جعفر، و قالوا: هو الإمام من بعد عبد اللّه بن جعفر، و دخلوا فى القطعية
شبهات و ردود ج4 19 قال النوبختي في فرق الشيعة: ..... ص : 15
و قالت الفرقة الثالثة عشرة: مثل مقالة الفطحية الفقهاء منهم و اهل الورع و العبادة مثل (عبد الله بن بكير بن اعين) و نظرائه فزعموا ان
شبهات و ردود، ج4، ص: 20
) الحسن بن علي) توفي و انه كان الامام بعد ابيه و ان (جعفر بن علي) الامام بعده ... فهؤلاء (الفطحية الخلص) الذي يجيزون الامامة في اخوين اذا لم يكن للاكبر منهما خلف ولدا» «1».
معاني الأخبار، النص، ص: 65
و سمي الصادق صادقا ليتميز من المدعي للإمامة بغير حقها و هو جعفر بن علي إمام الفطحية الثانية
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 81
و أما من خالف من الفرق الباقية الذين قالوا بإمامة غيره كالمحمدية الذين
__________________________________________________
(1) في نسخة «ف» قصد.
(2) في نسخ «أ، ف، م» فبطل.
(3) من نسخ «أ، ف، م».
(4) من البحار و نسخ «أ، ف، م».
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 82
قالوا بإمامة محمد بن علي بن محمد بن علي الرضا ع و الفطحية القائلة بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد الصادق ع و في هذا الوقت بإمامة جعفر بن علي.
[و] «1» كالفرقة القائلة أن صاحب الزمان حمل لم يولد بعد.
و كالذين قالوا أنه مات ثم يعيش.
و كالذين قالوا بإمامة الحسن ع و قالوا هو اليقين و لم يصح لنا ولادة ولده فنحن في فترة.
فقولهم ظاهر البطلان من وجوه.
أحدها انقراضهم فإنه لم يبق قائل يقول بشيء من هذه المقالات و لو كان حقا لما انقرض.
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 84
و أما القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر «4» من الفطحية و جعفر بن علي «5»
__________________________________________________
(1) في نسخ «أ، ف، م»: فبطل.
(2) يأتي في ح 403 و ح 489.
(3) كما صرح بذلك في كمال الدين: 378 ح 3 و معاني الأخبار: 65 و الخرائج: 3/ 1172.
(4) هو عبد الله بن جعفر بن محمد عليه السلام.
قال الكشي بعد ترجمة عمار بن موسى الساباطي: الفطحية هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر و سمي بالأفطح لأنه قيل: كان أفطح الرأس، و قال بعضهم: كان أفطح الرجلين و ذكر شرح حاله أيضا في ترجمة هشام بن سالم.
و كذا ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد في باب ذكر طرف من دلائل أبي الحسن عليه السلام و في باب ذكر أولاد أبي عبد الله عليه السلام.
و الشيخ الطوسي في تلخيص الشافي و النوبختي في فرق الشيعة و غيرهم .....
(5) هو الذي يلقب بجعفر الكذاب لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن بن علي العسكري عليهما السلام،-.
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 85
فقولهم باطل بما دللنا عليه من وجوب عصمة الإمام و هما لم يكونا معصومين و أفعالهما الظاهر التي تنافي العصمة معروفة نقلها العلماء و هي موجودة في الكتب فلا نطول بذكرها الكتاب.
على أن المشهور الذي لا مرية فيه بين الطائفة أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن و الحسين ع «1» فالقول بإمامة جعفر بعد أخيه الحسن يبطل بذلك.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة)، ج14، ص: 395
علي بن الحسن الطاطري الكوفي كان واقفيا شديد العناد في مذهبه صعب العصبية على من خالفه من الإمامية و له كتب كثيرة في نصرة مذهبه و له كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم عن الصادق عليه السلام فلأجل ذلك ذكرناها، و قيل إنها أكثر من ثلاثين كتابا أخبرنا برواياته كلها أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن، و أحمد بن عمر بن كيسبة (الفهرست).
و اعلم أن الفطحية كانوا أقرب إلى الحق من الواقفية و هم أبعد من الحق عن الفطحية لأن الفطحية لا ينكرون بقية الأئمة عليهم السلام و كانوا يقولون بإمامتهم و لهذا شبهوا بالحمير بخلاف الواقفة فإنهم بالكلاب الممطورة، و الشيخ ذكر الواقفية في كتاب الغيبة و أبطل مذهبهم بالأخبار التي نقلوها و غيرهم في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام و هي تبطل جميع المذاهب الباطلة كما أشير إليه سابقا.
المقالات و الفرق، صفحه: ۱۱۰-١١٢
209 - و قالت الفرقة السابعة انّ الحسن بن على توفّى و لا عقب له و الامام بعده جعفر بن على أخوه [ F97a ] و إليه أوصى الحسن و منه قبل جعفر الوصيّة و عنه صارت إليه الامامة ، و ذهبوا في ذلك إلى بعض مذاهب الفطحية في عبد اللّه و موسى ابنى جعفر، و زعموا ان هذا من طريق البداء كما بدا للّه في إسماعيل بن جعفر فاماته و جعلها في عبد اللّه و موسى ، فكذلك جعلها في الحسن ثمّ بدا له أن يكون في عقبه فجعلها في أخيه جعفر، فجعفر الامام من بعد الحسن بن علي .[3]
210 - قالت الفرقة الثامنة انّ الإمام جعفر بن على و ان إمامته أفضت إليه من قبل ابيه على بن محمّد و إن القول بامامة الحسن كان غلطا و خطأ، وجب علينا الرجوع عنه الى إمامة جعفر، كما وجب على القائلين بامامة عبد اللّه بن جعفر لما مضى عبد اللّه الرجوع عنها إلى إمامة موسى بن جعفر لما مضى عبد اللّه، و لا عقب له لانهم تأوّلوا الرواية ان الامامة [ F97b ] في الاكبر من ولد الإمام الماضي، فلمّا مضى الحسن و لا ولد له علموا انّهم قد أخطئوا في مقالتهم بامامته، و ان الامامة لا يجوز
ان تكون فيمن لا خلف له، و لا يجوز أن تكون محمّد و قد مات في حياة أبيه، و هذا من اعظم المحال ان تثبت إمامته و يخطأ عنه، و قد مات و ابوه و هو الامام حىّ قام و طاعته فرض، و اشارته و وصيته تثبت إمامة من يكون بعده، و الحسن قد توفى و لا عقب له فقد صح عندنا انّه ادعى باطلا، لان الامام باجماعنا جميعا لا يموت إلاّ عن خلف ظاهر معروف يوصى إليه و يقيمه مقامه بالامامة، فالامامة لا ترجع في اخوين بعد حسن و حسين، فالامام لا محالة جعفر بوصيّة أبيه إليه.
211 - و قالت الفرقة التاسعة بمثل مقال الفطحية الفقهاء منهم و أهل النظر ان الحسن بن على توفّى [ F98a ] و هو إمام بوصيّة أبيه إليه، و إن الامامة لا تكون الا في الاكبر من ولد الامام، ممن بقى منهم بعد أبيه، لا ممّن مات في حياة أبيه و لا في ولده و لو اشار أبوه إليه، لان من ثبتت إمامته لا يموت أبدا، و لا خلف له من صلبه، و الامام لا يوصى إلى ابن ابن، و لا يجوز ذلك، فالامام بعد الحسن بن على جعفر أخوه لا يجوز غيره، إذ لا ولد للحسن معروف و لا اخ الا جعفر في وصية ابيه، كما أوصى جعفر بن محمّد إلى عبد اللّه لمكان الأكبر، إذ لم يجز ان يزال عن الاكبر، إذ السنّة كذلك و الاخبار قائمة به، و إذ الاشارة من جعفر بن محمّد و ثبتت بالآثار الكثيرة الصحيحة إلى عبد اللّه ثمّ جعلها من بعد عبد اللّه لموسى أخيه، إذ كان قد علم انّه لا يكون لعبد اللّه ابنه عقب يصلح للامامة، و قالوا انّ الاخبار الّتي رويت في انّ - الامامة [ F98b ] لا تكون في أخوين بعد الحسن و الحسين فصحيحة غير مردودة، فإنّما ذلك إذا كان للاخ الماضى ولد ذكر فامّا إذا لم يكن له ولد ذكر فهي راجعة إلى الاخ الآخر لا محالة اضطرارا إذا لم يكن هناك اخ غيره، فان كان هناك اخ غيره او كانوا اخوة رجع الامر إلى الاكبر منهم، و كان ذلك باشارة من أبيه
إليه مع أخيه الأكبر، فإذا كان واحد استغنى عن الإشارة و وجهت له الامامة، و كذلك قالوا في الاحاديث الّتي رويت ان الامام لا يغسله الا إمام ، إنّها صحيحة و ان جعفر بن محمّد غسله موسى بأمر عبد اللّه لانّه كان الامام بعد عبد اللّه فلذلك جاز أن يغسله موسى فهذه الاخبار بانّ الإمام لا يغسله الإمام صحيحة جائزة على هذا الوجه.
(3) و كان رئيسهم و الداعى لهم إلى ذلك رجل من أهل الكوفة من المتكلمين يقال له «على بن الطاحى الخزاز» و كان مشهورا فى الفطحية و هو ممن قوى إمامة جعفر و امال الناس إليه و كان متكلما محجاجا و اعانته على ذلك «اخت الفارس بن حاتم بن ماهوية القزوينى «غير ان هذه انكرت إمامة الحسن بن على و قالت ان جعفرا اوصى ابوه إليه لا الحسن (النوبختى ص 99)
فرق الشیعة، صفحه: ۹۸
[الفرقة الثالثة]
و قالت الفرقة الثالثة: أن «الحسن بن علي» توفي و الامام بعده اخوه «جعفر» و إليه اوصى الحسن و منه قبل الامامة و عنه صارت إليه، فلما قيل لهم أن الحسن و جعفرا ما زالا متهاجرين متصارمين متعاديين طول زمانهما و قد وقفتم على صنايع جعفر و مخلفي الحسن و سوء
معاشرته له في حياته و لهم من بعد وفاته في اقتسام مواريثه قالوا: إنما ذلك بينهما في الظاهر فأما في الباطن فكانا متراضيين متصافيين لا خلاف بينهما و لم يزل جعفر مطيعا له سامعا منه فاذا ظهر منه شيء من خلافه فعن أمر الحسن فجعفر وصي الحسن و عنه افضت إليه الامامة، و رجعوا إلى بعض قول الفطحية و زعموا أن موسى بن جعفر إنما كان إماما بوصية اخيه عبد اللّه إليه و عن عبد اللّه صارت إليه الامامة لا عن ابيه و اقروا بامامة «عبد اللّه بن جعفر» و ثبتوها بعد إنكارهم لها و جحودهم إياها و اوجبوا فرضها على انفسهم ليصححوا بذلك مذهبهم، و كان رئيسهم و الداعي لهم إلى ذلك رجل من اهل الكوفة من المتكلمين يقال له «علي بن الطاحي الخزاز» و كان مشهورا في الفطحية و هو ممن قوى إمامة «جعفر» و أمال الناس إليه و كان متكلما محجاجا و أعانته على ذلك «اخت الفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني» غير أن هذه انكرت إمامة الحسن بن علي
عليه السلام و قالت أن جعفرا اوصى ابوه إليه لا الحسن
فرق الشیعة، صفحه: ۱۱۲
[الفرقة الثالثة عشرة]
و قالت الفرقة الثالثة عشرة مثل مقالة الفطحية الفقهاء منهم و اهل الورع و العبادة مثل «عبد اللّه بن بكير بن اعين» و نظرائه فزعموا أن «الحسن بن علي» توفي و أنه كان الامام بعد ابيه و أن «جعفر بن علي» الامام بعده كما كان موسى بن جعفر إماما بعد عبد اللّه بن جعفر للخبر الذي روي أن الامامة في الأكبر من ولد الامام إذا مضى و أن الخبر الذي روي عن الصادق عليه السلام أن الامامة لا تكون في اخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السلام صحيح لا يجوز غيره و إنما ذلك إذا كان للماضي خلف من صلبه فانها لا تخرج منه إلى أخيه بل تثبت في خلفه و إذا توفي و لا خلف له رجعت إلى اخيه ضرورة لأن هذا معنى الحديث عندهم، و كذلك قالوا في الحديث الذي روي أن الامام لا يغسله إلا إمام و إن هذا عندهم صحيح لا يجوز غيره و أقروا أن جعفر بن محمد عليه السلام غسله موسى و ادعوا أن «عبد اللّه» أمره بذلك لأنه كان الامام من بعده و إن جاز أن ما يغسله موسى لأنه إمام صامت في حضرة عبد اللّه، فهؤلاء «الفطحية الخلص» الذين يجيزون الامامة في أخوين إذا لم يكن الأكبر منهما خلف ولدا و الامام عندهم «جعفر بن علي» على هذا التأويل ضرورة و على هذه الأخبار و المعاني التي وصفناها...
گرایشها و مذاهب اسلامی در سه قرن نخست هجری(ترجمه كتاب الزینة لابی حاتم الرازی)، صفحه: ۲۳۵
متوفای ۳۲۲
الطاحنية
و انما قيل الطاحنية لانهم نسبوا الى رئيس لهم كان يقال له على بن فلان الطاحن وكان من أهل الكلام و هو الذى قوى سبب جعفر و أمال الناس اليه و أعانه فارس بن حاتم بن باهويه و اخت لفارس. فهذه الفرقة قالت بامامة جعفر في حياة الحسن و قالوا قد امتحنا الحسن و لم نجد عنده علما ولقبوا من اتبع الحسن و قال بامامته الحمارية و قالوا انما تبعوا الحسن على غير علم و لا معرفة و مرقوا من جعفر بعد موت الحسن و احتجوا بأن الحسن بلا خلف و قالوا انما بطلت امامته وبطل قول من قال به لأنه لم يعقب و الامام لايكون الا و له خلف و عقب. و حاز جعفر ميراث الحسن بعد دعاوى ادعاها من قال بامامة الحسن من حل في جواره و منع من قسمة ميراثه حتى بطلعت دعاويهم و انكشف أمرهم عند السلطان و الرعية و خواص الناس و عوامهم و تشتت كلمة من قال بامامة الحسن و تفرقو افرقا كثيرة، فثبتت هذه الفرقة على القول بامامة جعفر و رجع اليه قوم كثيرون ممن كان يقول بامامة الحسن منهم الحسن بن على بن فضال و هو من أجلة أصحابهما و من فقهائهم و رواة الحديث مقدما فيهم.
دوّن كثيرا «من» الحديث و الفقه ثم قالوا بعد جعفر بعلى بن جعفر و فاطمة، ثم اختلفوا بعد موت على و فاطمة اختلافا كثيرا و منهم قوم غلوا في القول غلوا كبيرا و قالوا في الأئمة مثل قول أبي الخطاب و أصحابه
الملل و النحل، ج 1، ص 199
فاعلم أن من الشيعة من قال بإمامة: أحمد [3] بن موسى بن جعفر دون أخيه عليّ [4] الرضا، و من قال بعلي: شك أولا في محمد بن عليّ، إذ مات أبوه و هو صغير غير مستحق للإمامة [5] و لا علم عنده بمناهجها، و ثبت قوم على إمامته و اختلفوا بعد موته أيضا، فقال قوم بإمامة موسى بن محمد، و قال قوم آخرون بإمامة عليّ بن محمد، و يقولون هو العسكري، و اختلفوا بعد موته أيضا، فقال قوم بإمامة جعفر بن علي، و قال قوم بإمامة محمد بن عليّ، و قال قوم بإمامة الحسن بن علي، و كان لهم رئيس يقال له علي بن فلان الطاحن [6]، و كان من أهل الكلام، قوّى أسباب جعفر بن علي، و أمال الناس إليه، و أعانه فارس [7] بن حاتم بن ماهويه؛
[1] اسم مدينة بخراسان قريبة من نيسابور بها قبر هارون الرشيد و قبر علي بن موسى الرضا. (معجم البلدان 4: 49).
[2] سر من رأى: سامراء بالعراق و بها السرداب المشهور.
[3] أحمد بن موسى بن جعفر: كان كريما. أعتق ألف مملوك كان في عصر المأمون. (فرق الشيعة ص 87).
[4] علي الرضا بن موسى الكاظم ولد سنة 153 ه و أمه أم ولد و سمّيت بالطاهرة. كان المأمون يعظمه و يجلّه و زوّجه ابنته.
[5] توفي أبو الحسن الرضا و ابنه محمد ابن سبع سنين. (فرق الشيعة ص 88).
[6] قيل الطاحي و قيل الطاجني و هو من متكلمي أهل الكوفة كان متكلما محجاجا. (فرق الشيعة ص 99).
[7] قال في فرق الشيعة (ص 99): و أعانته على ذلك أخت الفارس بن حاتم بن ماهويه. القزويني غير أن هذه أنكرت إمامة الحسن بن علي و كان فارس هذا فتّانا يفتن الناس و يدعوهم إلى البدعة.
الملل و النحل، ج ۱، ص ۲۰۰
و ذلك أن عليا قد مات، و خلف الحسن العسكري، قالوا: امتحنا الحسن فلم نجد عنده علما، و لقبوا من قال بإمامة الحسن الحمارية، و قووا أمر جعفر بعد موت الحسن و احتجوا بأن الحسن مات بلا خلف فبطلت إمامته، و لأنه لم يعقب، و الإمام لا يموت إلا و يكون له خلف و عقب.
و حاز جعفر ميراث الحسن بعد دعاوى ادعاها عليه أنه فعل ذلك من حبل في جواريه و غيرهم، و انكشف أمره عند السلطان و الرعية و خواص الناس و عوامهم، و تشتت كلمة من قال بإمامة الحسن و تفرقوا أصنافا كثيرة، فثبتت هذه الفرقة على إمامة جعفر، و رجع إليهم كثير ممن قال بإمامة الحسن، منهم: الحسن [1] بن علي بن فضال، و هو من أجلّ أصحابهم و فقهائهم، كثير الفقه و الحديث، ثم قالوا بعد جعفر بعلي بن جعفر و فاطمة بنت علي أخت جعفر، و قال قوم بإمامة علي بن جعفر دون فاطمة السيدة ثم اختلفوا بعد موت علي و فاطمة اختلافا كثيرا، و غلا بعضهم في الإمامة غلوا كأبي الخطاب الأسدي [2].
فرموده امام عسکری علیه السلام در مورد کتب بنی فضال-خذوا بما رووا و ذروا ما رأوا
رجال النجاشي، ص: 257
676 علي بن الحسن بن علي
بن فضال بن عمر بن أيمن مولى عكرمة بن ربعي الفياض أبو الحسن، كان فقيه أصحابنا بالكوفة، و وجههم، و ثقتهم، و عارفهم بالحديث، و المسموع قوله فيه. سمع منه شيئا كثيرا، و لم يعثر له على زلة فيه و لا ما يشينه، و قل ما روى عن
رجال النجاشي، ص: 258
ضعيف و كان فطحيا، و لم يرو عن أبيه شيئا و قال: كنت أقابله و سني ثمان عشرة سنة بكتبه و لا أفهم إذ ذاك الروايات و لا أستحل أن أرويها عنه. و روى عن أخويه عن أبيهما. و ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله أنه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابويه و قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا [عليه السلام]، و لا يعرف الكوفيون هذه النسخة و لا رويت من غير هذا الطريق. و قد صنف كتبا كثيرة منها ما وقع إلينا: كتاب الوضوء، كتاب الحيض و النفاس، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة و الخمس، كتاب الصيام، كتاب مناسك الحج، كتاب الطلاق، كتاب النكاح، كتاب المعرفة، كتاب التنزيل من القرآن و التحريف، كتاب الزهد، كتاب الأنبياء، كتاب الدلائل، كتاب الجنائز، كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب المتعة، كتاب الغيبة، كتاب الكوفة، كتاب الملاحم، كتاب المواعظ، كتاب البشارات، كتاب الطب، كتاب إثبات إمامة عبد الله، كتاب أسماء آلات رسول الله صلى الله عليه و آله و أسماء سلاحه، كتاب العلل، كتاب وفاة النبي [صلى الله عليه و آله]، كتاب عجائب بني إسرائيل، كتاب الرجال، كتاب ما روي في الحمام، كتاب التفسير، كتاب الجنة و النار، كتاب الدعاء، كتاب المثالب، كتاب العقيقة. و رأيت جماعة من شيوخنا يذكرون الكتاب المنسوب إلى علي بن الحسن بن فضال المعروف ب أصفياء أمير المؤمنين عليه السلام. و يقولون إنه موضوع عليه، لا أصل له، و الله أعلم قالوا: و هذا الكتاب ألصق روايته إلى أبي العباس بن عقدة و ابن الزبير، و لم نر أحدا ممن روى عن هذين الرجلين يقول قرأته على الشيخ، غير أنه يضاف إلى كل رجل منهما بالإجازة حسب. قرأ أحمد بن الحسين كتاب الصلاة، و الزكاة،
رجال النجاشي، ص: 259
و مناسك الحج، و الصيام، و الطلاق، و النكاح، و الزهد، و الجنائز، و المواعظ، و الوصايا، و الفرائض، و المتعة، و الرجال على أحمد بن عبد الواحد في مدة سمعتها معه، و قرأت أنا كتاب الصيام عليه في مشهد العتيقة عن ابن الزبير عن علي بن الحسن، و أخبرنا بسائر كتب ابن فضال بهذا الطريق. و أخبرنا محمد بن جعفر في آخرين عن أحمد بن محمد بن سعيد عن علي بن الحسن بكتبه.
رجال الكشي - اختيار معرفة الرجال (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي) ؛ ج1 ؛ ص33
هو علي بن الحسن الفضال الفطحى الثقة الجليل القدر المختلط بأصحابنا جدا.
392 - علي بن الحسن بن فضال
فطحي المذهب ثقة كوفي كثير العلم واسع الأخبار جيد التصانيف غير معاند و كان قريب الأمر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثني عشر.
رجالالكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/1014530 - قال أبو عمرو: سألت أبا النضر محمد بن مسعود عن جميع هؤلاء؟ فقال أما علي بن الحسن بن علي بن فضال: فما رأيت فيمن لقيت بالعراق و ناحية خراسان أفقه و لا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة و لم يكن كتاب عن الأئمة عليهم السلام من كل صنف إلا و قد كان عنده و كان أحفظ الناس غير أنه كان فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر ثم بأبي الحسن موسى (ع) و كان من الثقات و ذكر: أن أحمد بن الحسن كان فطحيا أيضا.
رجالالكشي/الجزءالأول/الجزءالخامس/763406 - علي بن محمد قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي عن مروك قال قال لي أبو الحسن الأول (ع) إني استوهبت عمار الساباطي من ربي فوهبه لي.
1098 - معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الدهني
ثقة جليل في أصحاب الرضا عليه السلام. قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله: سمعت شيوخنا يقولون: روى معاوية بن حكيم أربعة و عشرين أصلا لم يرو غيرها. و له كتب منها: كتاب الطلاق و كتاب الحيض و كتاب الفرائض و كتاب النكاح و كتاب الحدود و كتاب الديات و له نوادر. أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عنه بكتبه.
فهرستالطوسي/بابالميم/بابمعاوية/462
رجال النجاشي/باب الياء/1207446 - يونس بن يعقوب بن قيس أبو علي الجلاب البجلي الدهني
أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار. اختص بأبي عبد الله و أبي الحسن عليهما السلام و كان يتوكل لأبي الحسن عليه السلام و مات بالمدينة في أيام الرضا عليه السلام فتولى أمره. و كان حظيا عندهم موثقا. و كان قد قال بعبد الله و رجع
720 - حدثني حمدويه ذكره عن بعض أصحابنا أن يونس بن يعقوب فطحي كوفي مات بالمدينة و كفنه الرضا (ع) و إنما سمي فطحيا لأن عبد الله بن جعفر كان أفطح الرأس و قد قيل إنه كان أفطح الرجلين و قيل إنهم نسبوا إلى رجل يقال له عبد الله بن فطيح.
رجالالكشي/الجزءالأول/الجزءالخامس/721386 - علي بن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب قال دخلت على أبي الحسن موسى (ع) قال فقلت له جعلت فداك إن أباك كان يرق علي و يرحمني فإن رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت قال فقال لي: يا يونس إني دخلت على أبي و بين يديه حيس أو هريسة فقال ادن يا بني فكل من هذا هذا بعث به إلينا يونس أنه من شيعتنا القدماء فنحن لك حافظون.
رجالالكشي/الجزءالأول/الجزءالخامس/724387 - علي بن محمد قال حدثني محمد بن أحمد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب قال قال لي يونس ذكر لي أبو عبد الله (ع) أو أبو الحسن شيئا اشتريته قال فقال لي: لا و الله ما أنت عندنا متهم إنما أنت رجل منا أهل البيت فجعلك الله مع رسوله و أهل بيته و الله فاعل ذلك إن شاء الله. و ذكر أنه قال انظروا إلى ما ختم الله به ليونس قبضه مجاورا لرسوله (صلى الله عليه و آله).
رجالالكشي/الجزءالأول/الجزءالخامس/725388 - علي بن محمد قال حدثني محمد بن أحمد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب قال كتبت إلى أبي الحسن (ع) في شيء كتبت إليه فيه يا سيدي فقال للرسول: قل له إنك أخي.
رجالالكشي/الجزءالأول/الجزءالخامس/727388 - و روى عن أبي سعيد الآدمي قال حدثني محمد بن الوليد قال: حضرت جنازة معاوية بن عمار و يونس بن يعقوب حاضر فصلى بأصحابنا و أذن و أقام هذا.
الدهني
اختلف علماؤنا فيه. فقال الشيخ الطوسي رحمه الله: إنه ثقة مولى شهد له و عد له في عدة مواضع و قال النجاشي: إنه اختص بأبي عبد الله عليه السلام و أبي الحسن عليه السلام و كان يتوكل لأبي الحسن عليه السلام و مات في المدينة قريبا من الرضا عليه السلام فتولى أمره و كان حظيا عندهم موثقا و كان قد قال بعبد الله ثم رجع. و قال أبو جعفر بن بابويه: إنه فطحي هو و أخوه يوسف. قال الكشي حدثني حمدويه عن بعض أصحابنا أن يونس بن يعقوب فطحي كوفي مات بالمدينة و كفنه الرضا عليه السلام. و روى الكشي أحاديث حسنة تدل على صحة عقيدة هذا الرجل و الذي أعتمد عليه قبول روايته.
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 385
في يونس بن يعقوب
720 حدثني حمدويه، ذكره عن بعض أصحابنا، أن يونس بن يعقوب فطحي كوفي، مات بالمدينة و كفنه الرضا (ع)، و إنما سمي فطحيا لأن عبد الله بن جعفر كان أفطح الرأس، و قد قيل إنه كان أفطح الرجلين، و قيل إنهم نسبوا إلى رجل يقال له عبد الله بن فطيح.
721 علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال حدثنا محمد بن الوليد،
__________________________________________________
(1)- و في الترتيب: و يثلثه و ينصفه و يبعضه.
(2)- في النسخة و ب: مالى- خ.
(3)- شعر رأسك- خ.
(4)- و قد سبق هذه الرواية في 616.
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 386
عن يونس بن يعقوب، قال: دخلت على أبي الحسن موسى (ع)، قال، فقلت له جعلت فداك إن أباك كان يرق علي و يرحمني، فإن رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت! قال، فقال لي: يا يونس إني دخلت على أبي و بين يديه حيس «1» أو هريسة، فقال ادن يا بني فكل من هذا! هذا بعث به إلينا يونس أنه من شيعتنا القدماء، فنحن لك حافظون.
قال أبو النضر: سمعت علي بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة، فبعث إليه أبو الحسن الرضا (ع) بحنوطه و كفنه و جميع ما يحتاج إليه، و أمر مواليه و موالي أبيه و جده أن يحصروا جنازته، و قال لهم: هذا مولى لأبي عبد الله (ع) كان يسكن العراق «2»، و قال لهم احفروا له في البقيع، فإن قال لكم أهل المدينة إنه عراقي و لا ندفنه في البقيع: فقولوا لهم هذا مولى لأبي عبد الله (ع) و كان يسكن العراق، فإن منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع، و وجه أبو الحسن علي بن موسى (ع) إلى زميله «3» محمد بن الحباب و كان رجلا من أهل الكوفة: صل عليه أنت.
722 علي بن الحسن، قال حدثني محمد بن الوليد، قال:، رءاني صاحب المقبرة و أنا عند القبر بعد ذلك، فقال لي من هذا الرجل صاحب القبر فإن أبا الحسن علي بن موسى (ع) أوصاني به، و أمرني أن أرش قبره أربعين
__________________________________________________
(1)- الحيس بالفتح: طعام مركب من تمر و سمن و سويق. و الهريسة: طعام يعمل من الحب المدقوق و اللحم.
(2)- و كان يسكن بالعراق- خ.
(3)- الرفيق و الرديف.
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 387
شهرا «1» أو أربعين يوما في كل يوم، قال أبو الحسن «2» الشك مني، قال، و قال لي صاحب المقبرة إن السرير عندي يعني سرير النبي (ص)، فإذا مات رجل من بني هاشم صر السرير، فأقول أيهم مات حتى أعلم بالغداة، فصر السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل، فقلت لا أعرف أحدا منهم مريضا فمن الذي «3» مات! فلما كان من الغد جاءوا فأخذوا مني السرير، و قالوا لي مولى «4» لأبي عبد الله (ع) كان يسكن العراق. و قال علي بن الحسن: كانت أمه أخت معاوية بن عمار و كانت تدخل على أبي عبد الله (ع)، و امرأته كانت مضرية و كانت تدخل على أبي عبد الله (عليه السلام).
. 723 علي بن الحسن، قال حدثني محمد بن الوليد، عن صفوان بن يحيى، قال:، قلت لأبي الحسن الرضا (ع) جعلت فداك سرني ما فعلت بيونس! قال، فقال لي أ ليس مما صنع الله ليونس أن نقله من العراق إلى جوار نبيه (صلى الله عليه و آله).
724 علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب «5»، قال، قال لي يونس ذكر لي أبو عبد الله (ع)
__________________________________________________
(1)- في د و ه و المطبوع: قبره شهرا.
(2)- المراد هو علي بن الحسن بن الفضال، يقول ان الترديد بين الشهر و اليوم من جانبى.
(3)- ذا الذي- خ.
(4)- و قالوا مولى- خ.
(5)- ان قال محمد بن عبد الحميد، و كذلك في الجملة الآتية: انه قال انظروا.
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 388
أو أبو الحسن شيئا اشتريته «1»، قال، فقال لي: لا و الله ما أنت عندنا متهم، إنما أنت رجل منا أهل البيت، فجعلك الله مع رسوله و أهل بيته، و الله فاعل ذلك إن شاء الله. و ذكر أنه قال انظروا إلى ما ختم الله به ليونس قبضه مجاورا لرسوله (صلى الله عليه و آله).
725 علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، قال:، كتبت إلى أبي الحسن (ع) في شيء كتبت إليه فيه يا سيدي! فقال للرسول: قل له إنك أخي.
. 726 علي بن الحسن، عن عباس بن عامر، عن يونس بن يعقوب، قال:، كتبت إلى أبي عبد الله (ع) أسأله أن يدعو الله لي أن يجعلني ممن ينتصر به لدينه! فلم يجبني، فاغتممت لذلك، قال يونس: فأخبرني بعض أصحابنا، أنه كتب إليه بمثل ما كتبت، فأجابه و كتب في أسفل كتابه: يرحمك الله إنما ينتصر الله لدينه بشر خلقه.
. 727 و روي عن أبي سعيد الآدمي، قال حدثني محمد بن الوليد، قال:
حضرت جنازة معاوية بن عمار و يونس بن يعقوب حاضر، فصلى بأصحابنا و أذن و أقام هذا.
728 حمدويه، قال حدثني أيوب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي أبو عبد الله (ع) يا يونس قل لهم يا مؤلفة قد رأيت ما تصنعون، إذا سمعتم الأذان أخذتم نعالكم و خرجتم من المسجد.
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال ؛ النص ؛ ص345
مَا رُوِيَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ
639 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفَطَحِيَّةِ هُمْ فُقَهَاءُ أَصْحَابِنَا، مِنْهُمُ ابْنُ بُكَيْرٍ وَ ابْنُ فَضَّالٍ يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَ عَمَّارٌ السَّابَاطِيُّ وَ عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ وَ بَنُو الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَلِيٌّ وَ أَخَوَاهُ وَ يُونُسُ بْنُ يَعْقُوبَ وَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَكِيمٍ، وَ عَدَّ عِدَّةً مِنْ أَجِلَّةِ الْعُلَمَاءِ.
تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله (ع)
705 - أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء و تصديقهم لما يقولون و أقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم و سميناهم ستة نفر: جميل بن دراج و عبد الله بن مسكان و عبد الله بن بكير و حماد بن عيسى و حماد بن عثمان و أبان بن عثمان قالوا و زعم أبو إسحاق الفقيه يعني ثعلبة بن ميمون: أن أفقه هؤلاء جميل بن دراج و هم أحداث أصحاب أبي عبد الله (ع).
رجالابنداود 1 12 6 - أبان بن عثمان الأحمر .....
لم [كش] من الستة الذين أجمعت العصابة على تقديمهم و هم: جميل بن دراج عبد الله بن مسكان عبد الله بن بكير حماد بن عيسى حماد بن عثمان أبان بن عثمان. و جميل بن دراج أفقههم و قد ذكر أصحابنا أنه كان ناووسيا فهو بالضعفاء أجدر لكن ذكرته هنا لثناء الكشي [عليه] و أحالته على الإجماع المذكور.
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 253
في عمار بن موسى الساباطي
471 كان فطحيا، و
روي عن أبي الحسن موسى (ع) أنه قال استوهبت عمارا من ربي تعالى فوهبه لي «4».
نصر بن الصباح، قال حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة، قال حدثني قاسم الصحاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمار الساباطي، قال:، قلت لأبي عبد الله (ع) جعلت فداك أحب أن تخبرني
__________________________________________________
(1)- في الجامع- خ.
(2)- يقولون- خ.
(3)- او بمودتكم،. و مودتكم- خ.
(4)- يأتي هذا الحديث مسندا في 763،.
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 254
باسم الله تعالى الأعظم فقال لي: إنك لن تقوى «1» على ذلك، قال، فلما ألححت قال: فمكانك إذا ثم قام فدخل البيت هنيهة، ثم صاح بي ادخل! فدخلت، فقال لي: ما ذلك فقلت أخبرني به جعلت فداك! قال فوضع يده على الأرض فنظرت إلى البيت يدور بي و أخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحكت «2»، فقلت: جعلت فداك حسبي لا أريد ذا.
الفطحية
472 هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد، و سموا بذلك:
لأنه قيل إنه كان أفطح الرأس، و قال بعضهم كان أفطح الرجلين، و قال بعضهم إنهم نسبوا إلى رئيس من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح، و الذين قالوا بإمامته عامة مشايخ العصابة، و فقهاؤها مالوا إلى هذه المقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما
روى عنهم (ع) أنهم قالوا الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا مضى.
، ثم منهم من رجع عن القول بإمامته لما امتحنه بمسائل من الحلال و الحرام لم يكن عنده فيها جواب، و لما ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي أن يظهر من الإمام، ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما فرجع الباقون إلا شذاذا منهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى (ع) و رجعوا إلى الخبر الذي
روي أن الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن و الحسين (ع).
و بقي شذاذ منهم على القول بإمامته،
__________________________________________________
(1)- لا تقوى- خ.
(2)- فضحك- خ.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 263
194/ 30- و روى عمار بن موسى الساباطي، قال: كنت لا أعرف شيئا من هذا الأمر، و كان من عرفه عندنا رافضيا، فخرجت حاجا، فإذا أنا بجماعة من الرافضة، فقالوا: يا عمار، أقبل علينا «2».
فقلت: ما يريد مني هؤلاء، فما في إتيانهم خير و لا ثواب، و لكني أصير «3» إليهم فأنظر ما يريدون.
فأقبلت إليهم، فقالوا: يا عمار، خذ هذه الدنانير فادفعها إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد. فقلت: إني أخشى أن يقطع على دنانيركم.
__________________________________________________
(1) كذا في النسخ، و في الخرائج: مدرجة، أي مطوية، انظر «لسان العرب- درج- 2: 269».
الهداية الكبرى: 252، الخرائج و الجرائح 2: 636/ 37، كشف الغمة 2: 190، إثبات الهداة 5: 451/ 222، مدينة المعاجز: 393/ 122.
(2) في «ع»: إلينا.
(3) في «ط»: أصبو.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 264
فقالوا: خذها و لا تخش أن يقطع عليك.
فقلت: لأجربن القوم، فقلت: هاتوها، و أخذتها في يدي. فلما صرت إلى بعض الطريق قطع علينا، فما ترك معنا شيء إلا أخذ، فاستقبلنا غلام أبيض مشرب حمرة، عليه ذؤابتان، فقال: عمار! قطع عليك؟
قلت: نعم.
فقال: اتبعوني معشر القافلة. فتبعناه حتى جاء إلى حي من أحياء العرب، فصاح بهم: ردوا إلى «1» القوم متاعهم. فلقد رأيتهم يبادرون من الخيم حتى ردوا جميع ما أخذ منا، لم يدعوا منه شيئا.
فقلت عند ذلك: لأسبق الناس إلى المدينة حتى أستمكن من قبر رسول الله (صلى الله عليه و آله) فسبقت الناس، فقمت أصلي عند قبر النبي، فصليت ثمان ركعات، و إذا بمناد ينادي: يا عمار، رددنا عليكم متاعكم، فلم لا ترد دنانيرنا؟ فالتفت فلم أر أحدا، فقلت: هذا عمل الشيطان.
ثم قمت أصلي، فصليت أربع ركعات، فإذا برجل قد وكزني و أمعض «2» قفاي «3»، ثم قال: يا عمار، رددنا عليكم متاعكم، و لا ترد دنانيرنا!
فالتفت و إذا بالغلام الأبيض المشرب الحمرة، فقادني كما يقاد البعير، و ما أقدر أن أمتنع عليه حتى أدخلني إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: يا أبا الحسن، معه سبحة مائة دينار.
فقلت في نفسي: هؤلاء محدثين، و الله ما سبقني رسول و لا كتاب، فمن أين علم أن معي مائة دينار؟!
__________________________________________________
(1) في «ع»: على.
(2) الوكز: الدفع و الضرب و الطعن، و قيل: الوكز بجميع اليد، أو بالعصا. انظر «لسان العرب- وكز- 5:
430».
و أمعضه: أوجعه «أقرب الموارد 2: 1225.
(3) في «م»: لفقاري.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 265
فقال: لا تزيد حبة و لا تنقص حبة. فحسبتها «1»، فو الله ما زادت و لا نقصت.
ثم قال: يا عمار، سلم علينا.
قلت: السلام عليك «2» و رحمة الله و بركاته.
فقال: ليس هكذا يا عمار.
فقلت: السلام عليك يا ابن عم رسول الله.
فقال: ليس هكذا يا عمار.
قلت: السلام عليك يا ابن رسول الله.
فقال: ليس هكذا يا عمار.
فقلت: السلام عليك يا وصي رسول الله. قال: صدقت يا عمار.
ثم وضع يده على صدري و قال: ما حان لك أن تؤمن؟!
فو الله ما خرجت من عنده حتى توليت وليه، و تبرأت من عدوه «3».