و المتحيرة من الكواكب السبعة السيارة: ما عدا النيرين- و هي: زحل و المشتري و المريخ و الزهرة و عطارد- لأن لكل واحد منها استقامة ثم وقوفا ثم رجوعا ثم وقوفا ثانيا ثم عودا إلى الاستقامة، و لا يكون للنيرين- و هما الشمس، و القمر- سوى الاستقامة.
الطراز الاول،ج 7،ص 347
و لقد خلقنا فوقکم سبع طرائق
أباء سبعه
الكافي (ط - الإسلامية)، ج1، ص: 481
5- علي بن إبراهيم و أحمد بن مهران جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال: كنت عند أبي إبراهيم ع و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان و معه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار فقال له إذا كان غدا فأت بهما عند بئر أم خير قال فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا فأمر بخصفة بواري ثم جلس و جلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها و سألها أبو إبراهيم ع عن أشياء لم يكن عندها فيه شيء ثم أسلمت ثم أقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله فقال الراهب قد كنت قويا على ديني و ما خلفت أحدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم و لقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدس في يوم و ليلة ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند فسألت عنه بأي أرض هو فقيل لي إنه بسبذان «3» و سألت الذي أخبرني فقال هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبإ و هو الذي ذكره الله لكم في كتابكم و لنا معشر الأديان في كتبنا فقال له أبو إبراهيم ع فكم لله من اسم لا يرد فقال الراهب الأسماء كثيرة فأما المحتوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة فقال له أبو الحسن ع فأخبرني عما تحفظ منها قال الراهب لا و الله الذي أنزل التوراة على موسى و جعل عيسى عبرة للعالمين و فتنة لشكر أولي
__________________________________________________
(1) الطروق: الضراب.
(2) يعني إلى بغداد بامر الخليفة.
(3) في بعض النسخ [بسندان] و كذا فيما يأتي.
الكافي (ط - الإسلامية)، ج1، ص: 482
الألباب و جعل محمدا بركة و رحمة و جعل عليا ع عبرة و بصيرة و جعل الأوصياء من نسله و نسل محمد ما أدري و لو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك و لا جئتك و لا سألتك فقال له أبو إبراهيم ع عد إلى حديث الهندي فقال له الراهب سمعت بهذه الأسماء و لا أدري ما بطانتها و لا شرائحها و لا أدري ما هي و لا كيف هي و لا بدعائها
شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج3، ص: 375
تحصيل كمالهم و تكميل نظامهم في الدنيا و الآخرة (و حجب منها واحدا و هو الاسم المكنون المخزون) «1» الذي لا يعلمه إلا هو و لا ينطق به الخلق أبدا حتى الأنبياء عليهم السلام و قد استأثره الله تعالى في علم الغيب و لم يأذن لاحد الاطلاع عليه،
__________________________________________________
(1) قوله «و هو الاسم المكنون المخزون» قال العلامة المجلسى (ره) فى وجه تربيع الاجزاء و كون واحد مخزونا عنده و الثلاثة الباقية «ظاهر الاسم الجامع هو الاسم الذي يدل على الذات مع جميع الصفات الكمالية و لما كانت اسماؤه تعالى ترجع الى أربعة لانها اما أن تدل على الذات او الصفات الثبوتية الكمالية أو السلبية التنزيهية أو صفات الافعال فجزى ذلك الاسم الجامع الى أربعة أسماء جامعة واحد منهما للذات فقط فلما ذكرنا سابقا استبد تعالى به و لم يعطه خلقه و ثلاثة منها متعلقة بالانواع الثلاثة من الصفات فأعطاها خلقه ليعرفوه بها بوجه من الوجوه فهذه الثلاثة حجب و وسائط بين الخلق و بين هذا الاسم المكنون اذ بها يتوسلون الى الذات و الى الاسم المختص بها» انتهى كلامه. و هو مقتبس من كلام والده قدس سره كما يظهر من مطاوى كلامه، و قال صدر المتألهين (قدس سره) و اما كونه على أربعة أجزاء ليس منها واحد قبل الاخر فاعلم ان تلك الاجزاء ليست أجزاء خارجية و لا مقدارية و لا حدية بل انما هى معان و اعتبارات و مفهومات أسماء و صفات فيمكن أن يقال بوجه أن المراد منها صفة الحياة و العلم و الإرادة و القدرة فان أول الصوادر سواء اعتبر عقلا أو وجودا منبسطا يصدق عليه انه فى عالم مريد قادر فهذه الاربعة هى امهات الاسماء الالهية و ما سواها كلها مندرجة تحت هذه الاربعة ثلاثة منها مضافة الى الخلق لان العلم و الإرادة و القدرة من الصفات الاضافية فهى طالبة لمعلوم و مراد و مقدور و واحد منها ليس كذلك و إليه اشار بقوله (ع) «فأظهر منها ثلاثة لفاقة الخلق إليها و حجب منها واحدة» انتهى. و هذا أبين من كلام والد المجلسى (ره) فانه بين أن فاقة الخلق انما هى فى الصفات الاضافية ثم ان الاسم الدال على الذات بغير اعتبار صفة لا يسمى فى الاصطلاح اسما و على كلاهما مؤاخذة هو أن واحدا من الاسماء مكنون مخزون لا يعلمه أحد و كذلك الاسم الجامع المشتمل على الاربعة فلا يصح التصريح بأن المكنون هو اسم الحى او لفظة «هو» كما صرح به المجلسى- ره- بعد ذلك.
و لعله يمكن تأويل كلامهما بوجه صحيح و قد صرحا- رحمهما الله- بأن ما يذكران فى تفسير هذا الحديث ليس على وجه الحكومة و التسجيل و فى بعض أدعية عرفة «و أسألك باسمك المخزون فى خزائنك الذي استأثرت به فى علم الغيب عندك لم يظهر عليه أحد من خلقك لا ملك مقرب و لا نبى مرسل و لا عبد مصطفى.» (ش).
شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج3، ص: 376
و هذا الاسم من جملة الاسم الأعظم الذي لا يرد سائله و الاسم الأعظم كثير ففي حديث الراهب المذكور في مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه سبعة و في باب ما أعطى الائمة عليه السلام من اسم الله الأعظم أنه ثلاثة و سبعون اسما قال أبو عبد الله عليه السلام: «إن اسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا اعطي محمد رسول الله صلى الله عليه و آله اثنين و سبعين حرفا و حجب عنه واحد». و قال أبو الحسن العسكري عليه السلام: «اسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبا فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا و حرف عند الله مستأثر به في علم الغيب» أقول:
المراد بالحرف الاسم و إطلاقه عليه شايع و المراد بهذا الاسم المكنون هو هذا الحرف الذي عند الله تعالى مستأثر به في علم الغيب و قد سكت الناظرون في هذا الحديث و هم محقون في السكوت عن أمثال هذه الغوامض إلا أنهم أخطئوا في تعيين هذا الاسم المكنون فقال بعضهم إنه الهاء و قال بعضهم إنه اللام و قال بعضهم إنه الألف كذا نقل عنهم بعض الأفاضل و لا أدري ما يعنون بذلك