كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء

فهرست مباحث صحابة

فهرست مباحث امامت
الأئمة الاثناعشر علیهم السلام
حدیث سفینة الخلافة ثلاثون
حدیث تفضیل-کنا نفضل



http://shamela.ws/browse.php/book-1681#page-5998

صحيح البخاري (4/ 169)
باب ما ذكر عن بني إسرائيل
....
3455 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فرات القزاز، قال: سمعت أبا حازم، قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3268 (3/1273) -[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول رقم 1842. (تسوسهم) تتولى أمورهم والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه. (فيكثرون) أي يكون أكثر من حاكم واحد للمسلمين في زمن واحد. (فوا) من الوفاء. (ببيعة الأول فالأول) أي إن الذي تولى الأمر وبويع قبل غيره هو صاحب البيعة الصحيحة التي يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة يحرم الوفاء بها مطلقا. (أعطوهم حقهم) أطيعوهم في غير معصية. (سائلهم) محاسبهم بالخير والشر عن حال رعيتهم]




http://shamela.ws/browse.php/book-1727#page-5602

صحيح مسلم (3/ 1471)
10 - باب الأمر بالوفاء ببيعة الخلفاء، الأول فالأول
44 - (1842) حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فرات القزاز، عن أبي حازم، قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول، فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم»،
(1842) - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد الأشعري، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الحسن بن فرات، عن أبيه، بهذا الإسناد مثله
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (تسوسهم الأنبياء) أي يتولون أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه
(كلما هلك نبي خلفه نبي) في هذا الحديث جواز قول هلك فلان إذا مات وقد كثرت الأحاديث به وجاء في القرآن العزيز قوله تعالى {حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا
(فوا ببيعة الأول فالأول) معنى هذا الحديث إذا بويع لخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة يحرم الوفاء بها ويحرم عليه طلبها وسواء عقدوا للثاني عالمين بعقد الأول أم جاهلين وسواء كانا في بلدين أو بلد أو أحدهما في بلد الإمام المنفصل والآخر في غيره]

******************

45 - (1843) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو الأحوص، ووكيع، ح وحدثني أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع، ح وحدثنا أبو كريب، وابن نمير، قالا: حدثنا أبو معاوية، ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس، كلهم عن الأعمش، ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، واللفظ له، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها»، قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها) هذا من معجزات النبوة وقد وقع الإخبار متكررا ووجد مخبره متكررا وفيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالما عسوفا فيعطى حقه من الطاعة ولا يخرج عليه ولا يخلع بل يتضرع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع شره وإصلاحه والمراد بالأثرة هنا استئثار الأمراء بأموال بيت المال]

************************

46 - (1844) حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال زهير: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم فجلست إليه، فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر "، فدنوت منه، فقلت له: أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه، وقلبه بيديه، وقال: «سمعته أذناي، ووعاه قلبي»، فقلت له: هذا ابن عمك معاوية، يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، ونقتل أنفسنا، والله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [النساء: 29] قال: فسكت ساعة، ثم قال: «أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله».
(1844) - وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج، قالوا: حدثنا وكيع، ح وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد نحوه،
47 - (1844) وحدثني محمد بن رافع، حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر، حدثنا يونس بن أبي إسحاق الهمداني، حدثنا عبد الله بن أبي السفر، عن عامر، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة الصائدي، قال: رأيت جماعة عند الكعبة، فذكر نحو حديث الأعمش
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (ومنا من ينتضل) هو من المناضلة وهي المراماة بالنشاب
(في جشره) هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها
(الصلاة جامعة) هي بنصب الصلاة على الإغراء ونصب جامعة على الحال
(فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة رويت على أوجه أحدها وهو الذي نقله القاضي عن جمهور الرواة يرقق أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا وقيل معناه يشبه بعضه بعضا وقيل يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء وقيل معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها والثاني فيرقق والثالث فيدقق أي يدفع ويصب والدفق هو الصب
(وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع حكمه وهذه قاعدة مهمة فينبغي الاعتناء بها وإن الإنسان يلزم أن لا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه]






مسند أبي داود الطيالسي (1/ 237)
المؤلف: أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصرى (المتوفى: 204هـ)
295 - حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت زيد بن وهب، يحدث عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» ، قلنا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: «أدوا إليهم حقهم الذي جعله لهم واسألوا الله حقكم»




مسند إسحاق بن راهويه (1/ 256)
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الحنظلي المروزي المعروف بـ ابن راهويه (المتوفى: 238هـ)
222 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يقول: نا محمد بن جحادة، عن الفرات القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء إذا مات نبي قام نبي مكانه، وإنه لا نبي بعدي» ، قالوا: فما يكون يا رسول الله قال: «خلفاء ويكثروا فأدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم» .

223 - أخبرنا المصعب بن المقدام، نا إسرائيل، نا فرات القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «لا نبي بعدي» ، قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: «يكون خلفاء، بعضهم على أثر بعض، فمن استقام منهم ففوا لهم بيعتهم، ومن لم يستقم فأدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم» .







مصنف ابن أبي شيبة (7/ 464)
المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)
حدثنا 37260 - عبد الله بن إدريس، عن حسن بن فرات، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم , كلما ذهب نبي خلفه نبي , وإنه ليس كائنا فيكم نبي بعدي» , قالوا: فما يكون يا رسول الله , قال: يكون خلفاء وتكثر , قالوا: فكيف نصنع؟ قال: «أوفوا بيعة الأول فالأول , أدوا الذي عليكم فسيسألهم الله عن الذي عليهم»



مسند إسحاق بن راهويه (1/ 256)
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الحنظلي المروزي المعروف بـ ابن راهويه (المتوفى: 238هـ)
222 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يقول: نا محمد بن جحادة، عن الفرات القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء إذا مات نبي قام نبي مكانه، وإنه لا نبي بعدي» ، قالوا: فما يكون يا رسول الله قال: «خلفاء ويكثروا فأدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم» .
223 - أخبرنا المصعب بن المقدام، نا إسرائيل، نا فرات القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «لا نبي بعدي» ، قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: «يكون خلفاء، بعضهم على أثر بعض، فمن استقام منهم ففوا لهم بيعتهم، ومن لم يستقم فأدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم» .





مسند أحمد ت شاكر (8/ 80)
7947 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن فُرات، سمعت أبا حازم، قال: قاعدتُ أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن بني إسرائيل كانت تسُوسُهمِ الأنبياء، كلما هلك نبي خَلف نبي، وإنه لا نبي بعدي، إنه سيكون خلفاءُ فَتكثُر"، قالوا: فما تأمرنا؟، قال: "فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم".
__________
(7947) إسناده صحيح، فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي، سبق توثيقه: 1832. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2/ 79. والحديث رواه البخاري 6: 359 - 360 (فتح)، عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد بن جعفر - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد، نحوه. وكذلك رواه مسلم 2: 87، عن محمَّد بن بشار، به. ورواه مسلم أيضاً 2: 87 - ولم يسق لفظه- وابن ماجة: 2187، كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس، عن حسن بن فرات، عن أبيه، به نحوه. وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن 7: 174، وأشار إلى روايات الشيخين وابن ماجة. قوله "تسوسهم الأنبياء"، قال ابن الأثير: "أي تتولى أمورهم، كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه". وقال الحافظ في الفتح: "أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد، بعث الله لهم نبيا يقيم لهم أمرهم، ويزيل ما غيروا من أحكام التوارة. وفيه إشارة إلى أنه لا بد للرعية من قائم بأمورها، يحملها على الطريق الحسنة، وينصف المظلوم من الظالم". وقوله "فوا"، قال == الحافظ: "فعل أمر بالوفاء. والمعنى: أنه إذا بويع لخليفة بعد خليفة، فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها، وبيعة الثاني باطلة". ثم قال: "وقال القرطبي: في هذا الحديث حكم بيعة الأول، وأنه يجب الوفاء بها، وسكت عن بيعة الثاني. وقد نص عليه في حديث عرفجة، في صحيح مسلم، حيث قال: فاضربوا عنق الآخر". وحديث عرفجة - الذي أشار إليه القرطبي - هو في صحيح مسلم 2: 90، ولكن لفظه: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه". وأما المعنى الذي يشير إليه القرطبي، فهو في حديث أبي سعيد الخدري، عند مسلم في ذاك الموضع - مرفوعاً: "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما".



مسند أحمد ط الرسالة (13/ 340)
7960 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فرات، سمعت أبا حازم، قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلف نبي، وإنه لا نبي بعدي، إنه سيكون خلفاء فتكثر " قالوا: فما تأمرنا؟ قال: " فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم " (2)
__________
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البخاري (3455) ، ومسلم (1842) ، والبيهقي 8/144، والبغوي (2464) من طريق محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1842) ، وابن ماجه (2871) من طريق حسن بن فرات، واسحاق بن راهويه (222) ، وابن حبان (4555) و (6249) من طريق محمد بن== جحادة، كلاهما عن فرات بن أبي عبد الرحمن، به.
قوله: "تسوسهم الأنبياء"، قال السندي: أي: تتولى أمورهم الأنبياء كالأمراء والولاة بالرعية، والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه.






سنن ابن ماجه (2/ 958)
المؤلف: ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ)
2871 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حسن بن فرات، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم، كلما ذهب نبي، خلفه نبي، وأنه ليس كائن بعدي، نبي فيكم» قالوا: فما يكون؟ يا رسول الله قال «تكون خلفاء، فتكثر» قالوا: فكيف نصنع؟ قال: «أوفوا ببيعة، الأول، فالأول، أدوا الذي عليكم، فسيسألهم الله عز وجل، عن الذي عليهم»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[2871 - ش - (تسوسهم الأنبياء) أي تتولى أمورهم كما يفعل الأمراء والولاة بالرعية. والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه
(أوفوا ببيعة الأول فالأول) أي يجب الوفاء ببعية من كان أولا في كل زمان. بيعة الثاني باطلة.]
[حكم الألباني]
صحيح





سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (4/ 126)
42 - باب الوفاء بالبيعة
..........
2871 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حسن بن فرات، عن أبيه، عن أبي حازم
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم، كلما ذهب نبي خلفه نبي، وإنه ليس كائن بعدي نبي فيكم" قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: "تكون خلفاء فتكثر، قالوا: فكيف نصنع؟ قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، أدوا الذي عليكم، فسيسألهم الله عز وجل عن الذي عليهم" (1).
__________
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حسن بن فرات، وقد توبع. فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز. وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البخاري (3455)، ومسلم (1842) من طريقين عن فرات القزاز، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (7960)، و"صحيح ابن حبان" (4555).
"تسوسهم الأنبياء" أي: تتولى أمورهم الأنبياء كالأمراء. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه.





السنة لابن أبي عاصم (2/ 512)
المؤلف: أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني (المتوفى: 287هـ)
1078 - ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا عبد الوارث بن سعيد، ثنا محمد بن جحادة، عن الفرات، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما مات نبي قام نبي، وإنه ليس نبي بعدي» . قال رجل: فما يكون بعدك يا رسول الله؟ قال: «تكون خلفاء، وتكثر» [ص:513]. قال: فما تأمرنا؟ قال: «أوفوا بيعة الأول فالأول، فأدوا إليهم الذي لهم، فإن الله سائلهم عن الذي لكم»





مسند أبي يعلى الموصلي (11/ 75)
المؤلف: أبو يعلى أحمد بن علي بن المثُنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي، الموصلي (المتوفى: 307هـ)
6211 - حدثنا أبو بكر، وعثمان قالا: حدثنا ابن إدريس، عن حسن بن فرات، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم، كلما ذهب نبي خلف نبي، وإنه ليس كائن فيكم - يعني نبيا -»، قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: «تكون خلفاء وتكثر»، قالوا: كيف نصنع؟ قال: «أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأدوا الذي عليكم، وسيسألهم الله عن الذي عليهم»، وفي حديث عثمان «يسوسهم الأنبياء»
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده صحيح





السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 77)
المؤلف: أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال البغدادي الحنبلي (المتوفى: 311هـ)
6 - وأخبرني محمد بن أبي هارون، قال: ثنا مثنى، قال: قرأت على أحمد، عن محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن فرات، قال: سمعت أبا حازم، قال أبو عبد الله: كوفي مولى عزة من أشجع [ص:78]، قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وإنه سيكون خلفاء فتكثر» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوالهم ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم» . قال أبو عبد الله: ما أحسن هذا الحديث، كأنه أعجبه، وهو قول أهل السنة، أو كما قال

7 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن فرات، قال: سمعت أبا حازم، قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وإنه سيكون خلفاء فتكثر» ، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوالهم ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعله الله عز وجل لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم»





مستخرج أبي عوانة (4/ 409)
المؤلف: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري الإسفراييني (المتوفى: 316هـ)
بيان الخبر الموجب على الرعية الوفاء ببيعة الإمام، وترك الامتناع من إعطاء حقهم الذي يجب لهم
7126 - حدثنا الصغاني، قال: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا غندر، عن شعبة، عن فرات القزاز، قال: سمعت أبا حازم، يقول: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، فكلما هلك نبي، قام نبي، وإنه لا نبي بعدي، وإنه ستكون بعدي خلفاء فتكثر» ، قالوا: فما تأمرنا يا نبي الله؟، قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم وسلوا الله حقكم، فإن الله عز وجل سائلهم» ،

7127 - حدثنا أبو قلابة، قال: نا عبد الله بن معمر، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، بإسناده مثله

7128 - حدثنا البرتي، قال: نا أبو معمر، قال: ثنا عبد الوارث، ح وحدثنا محمد بن يحيى، عن عبد الصمد، عن شعبة، وحدثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثنا أبي قال: ثنا محمد بن جحادة، عن الفرات يعني القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، إذا مات نبي قام نبي، وإنه ليس بعدي نبي» ، فقال رجل: وما يكون بعدك يا رسول الله؟، قال: «تكون خلفاء وتكثر» ، قال: فكيف نصنع؟، قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول، أدوا إليهم ما لهم فإن الله سائلهم عن الذي لكم "، واللفظ للبرتي [ص:410]،

7129 - حدثني جعفر بن هاشم، قثنا علي بن بحر، قال: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، وعمرو بن أبي قيس، عن فرات، بنحوه

7130 - حدثنا عيسى بن بشير الرازي الصيدلاني، وأبو زرعة الرازي، قالا: ثنا محمد هو ابن سعيد بن سابق، قال: نا عمرو بن أبي قيس، عن فرات القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت فيهم الأنبياء كلما ذهب نبي قام نبي بعده، ألا وإنه لا يكون بعدي نبي» ، قالوا: فما يكون بعدك يا نبي الله؟، قال: «تكون أمراء» ، قالوا: فكيف نصنع؟، قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، وأدوا الذي عليكم وسيسألهم الله عن الذي عليهم»

7131 - حدثنا أبو أمية، نا زكريا بن عدي، قال: ثنا ابن إدريس، عن حسن بن فرات القزاز، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما ذهب نبي خلف نبي، وإنه ليس كائن فيكم نبي بعدي» ، قال: فكيف يكون؟، قال: «تكون خلفاء وتكثر» ، قالوا: فكيف نصنع؟، قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، أدوا الذي عليكم فإن الله سيسألهم الذي عليهم»

7132 - حدثنا الحسن بن علي العامري، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا زائدة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون بعدي أثرة، وفتن، وأمور تنكرونها» ، قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك ذلك منا؟، قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم»







جزء علي بن محمد الحميري (ص: 62)
علي بن محمد بن هارون بن زياد بن عبد الرحمن الحِمْيَري (المتوفى: 323هـ)
14 - حدثنا علي، حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن فرات القزاز، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما ذهب نبي خلفه نبي، وإنه ليس بكائن بعدي نبي، قالوا: [ص:63] يا رسول الله، فما يكون؟، قال «يكون خلفاء ويكثروا» ، قالوا: يا رسول الله، فما نصنع؟، قال أوفوا بيعة الأول، فالأول، أدوا الذي عليكم، ويسألهم الله الذي عليهم "






معجم ابن الأعرابي (1/ 101)
المؤلف: أبو سعيد بن الأعرابي أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي (المتوفى: 340هـ)
156 - نا الترمذي، نا يحيى بن يعلى، نا غيلان، عن فرات، [ص:102] أن محمدا النضري، قال: نا أبو حازم الأشجعي قال سمعت أبا هريرة قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من كان قبلكم كانت تسوسهم الأنبياء كلما ذهب نبي خلف نبي، وليس كائن فيكم نبي بعدي» قال رجل من القوم: فماذا يكون يا رسول الله؟ قال: «يكون خلفاء فيكثرون» قالوا: فكيف نصنع؟ قال: «أوفوا لهم ببيعة الأول فالأول، أدوا إليهم الذي عليكم وسيسألهم الله عن الذي عليهم»







صحيح ابن حبان - محققا (10/ 418)
محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)
ذكر الإخبار عما يجب على المرء عند بيعة الأمراء والخلفاء
4555 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك قال: حدثنا عبد الوارث، عن محمد بن جحادة، قال: حدثني فرات القزاز، عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما مات نبي، قام نبي وأنه ليس بعدي نبي". فقال رجل: ما يكون بعدك يا رسول الله قال:
"خلفاء ويكثرون". قال: فكيف تأمرنا يا رسول الله؟ قال: "أدوا بيعة الأول فالأول، وأدوا إليهم ما لهم، فإن الله سائلهم عن الذي لكم"1.
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن مهران السباك فقد ذكره المؤلف في "الثقات" 8/160-161، وروى عنه جمع، وترجمه ابن أبي حاتم 2/491. عبد الوارث: هو عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه البخاري 3455 في أحاديث الأنبياء: باب ما ذكره عن بني إسرائيل، ومسلم 1842 في الإمارة: باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول، وأحمد 2/297، والبيهقي 8/144، والبغوي 2464 من طرق عن شعبة، عن فرات القزاز، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم 1842، وابن ماجة 2871 في الجهاد: باب الوفاء بالبيعة من طريق الحسن بن فرات، عن أبيه، به. وانظر "الفتح" 6/573-574.



صحيح ابن حبان - محققا (14/ 142)
ذكر البيان بأن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء
6249 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام، ببيروت، حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن جحادة، عن فرات القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما مات نبي قام نبي، وإنه ليس بعدي نبي» ، قالوا: فما يكون بعدك؟ قال: «أمراء ويكثرون» ، قالوا: ما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأدوا إليهم الذي لهم، فإن الله سائلهم عن الذي لكم» (1) . [3: 6]
__________
(1) إسناده صحيح، وقد تقدم تخريجه برقم (4555) .








السنن الكبرى للبيهقي (8/ 248)
أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)
باب لا يصلح إمامان في عصر واحد
16547 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا ابن أبي قماش، ثنا عمرو بن عون، عن خالد، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، [ص:249] أخبرني أبو بكر بن عبد الله، أنبأ الحسن بن سفيان، ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " رواه مسلم في الصحيح عن وهب بن بقية
16548 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا بندار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن فرات، قال: سمعت أبا حازم يحدث، قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين , فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء , كلما هلك نبي خلفه نبي , وإنه لا نبي بعدي , وستكون خلفاء يكثرون"، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: " فوا بيعة الأول فالأول , وأعطوهم حقهم , فإن الله سائلهم عمن استرعاهم".
رواه البخاري ومسلم جميعا في الصحيح عن بندار
وروينا في حديث السقيفة أن الأنصار حين قالوا: منا رجل ومنكم رجل، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومئذ: سيفان في غمد واحد إذا لا يصطلحان









مسند أحمد ط الرسالة (6/ 150)
3641 - سمعت يحيى، قال: سمعت سليمان، قال: سمعت زيد بن وهب، قال: سمعت عبد الله، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون بعدي أثرة، وأمورا تنكرونها " قال: قلنا: ما تأمرنا؟ قال: " أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم " (1)
__________
= ...قوله: "أثرة" بفتحتين: اسم من الاستئثار، أي: ترون تفضيل غيركم عليكم في الأمور.
أدوا: أي: أطيعوا واصبروا على ذلك، وأجركم على الله جل ذكره وثناؤه. قاله السندي.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان،=





صحيح البخاري (9/ 47)
7052 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب، سمعت عبد الله، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
6644 (6/2588) -[ ر 3408]




حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5/ 56)
حدثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا يونس بن حبيب قال: ثنا أبو داود قال: ثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعت زيد بن وهب، يحدث، عن عبد الله بن مسعود [ص:57] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» قلنا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: «أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم» صحيح متفق عليه من عوالي حديث الأعمش، رواه الثوري، وزائدة وأبو عوانة، وعبد العزيز بن مسلم، وعيسى بن يونس، وحفص، وجرير، ووكيع، وأبو معاوية في آخرين، عنه

















شرح النووي على مسلم (12/ 231)
(باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الأول فالأول قوله
[1842] صلى الله عليه وسلم (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي) أي يتولون أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه وفي هذا الحديث جواز قول هلك فلان إذا مات وقد كثرت الأحاديث به وجاء في القرآن العزيز قوله تعالى حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا
قوله صلى الله عليه وسلم (وتكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمرنا قال فوابيعة الأول فالأول) قوله فتكثر بالثاء المثلثة من الكثرة هذا هو الصواب المعروف قال القاضي وضبطه بعضهم فتكبر بالباء الموحدة كأنه من إكبار قبيح أفعالهم وهذا تصحيف وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى هذا الحديث إذا بويع لخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة يحرم الوفاء بها ويحرم عليه طلبها وسواء عقدوا للثاني عالمين بعقد الأول جاهلين وسواء كانا في بلدين أو بلد أو أحدهما في بلد الإمام المنفصل) والآخر في غيره
هذا هو الصواب الذي عليه أصحابنا وجماهير العلماء
وقيل تكون لمن عقدت له في بلد الإمام وقيل يقرع بينهم وهذان فاسدان واتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين في عصر واحد سواء اتسعت دار الإسلام أم لا
وقال إمام الحرمين في كتابه الإرشاد قال أصحابنا لا يجوز عقدها شخصين قال وعندي أنه لا يجوز عقدها لاثنين في صقع واحد وهذا مجمع عليه قال فإن بعد ما بين الإمامين وتخللت بينهما شسوع فللاحتمال فيه مجال قال وهو خارج من القواطع
وحكى المازري هذا القول عن بعض المتأخرين من أهل الأصل وأراد به إمام الحرمين وهو قول فاسد مخالف لما عليه السلف والخلف ولظواهر إطلاق الأحاديث والله أعلم

قوله صلى الله عليه وسلم
[1843] (ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم) هذا من معجزات النبوة وقد وقع هذا الإخبار متكررا ووجد مخبره متكررا وفيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالما عسوفا فيعطى حقه من الطاعة ولا يخرج عليه ولا يخلع بل يتضرع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع شره وإصلاحه وتقدم قريبا ذكر اللغات الثلاث في الأثرة وتفسيرها والمراد بها هنا استئثار الأمراء بأموال بيت المال والله أعلم

قوله [1844] (ومنا من ينتضل) هو من المناضلة وهي المراماة بالنشاب
قوله (ومنا من هو في جشره) هو بفتح الجيم والشين وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها
قوله (الصلاة جامعة) هو بنصب الصلاة على الإغراء وجامعة على الحال
قوله صلى الله عليه وسلم (وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة رويت على أوجه أحدها وهو الذي نقله القاضي عن جمهور الرواة يرقق بضم الياء وفتح الراء وبقافين أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا وقيل معناه يشبه بعضها بعضا وقيل يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء وقيل معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها والوجه الثاني فيرفق بفتح الياء وإسكان الراء وبعدها فاء مضمومة والثالث فيدفق بالدال المهملة الساكنة وبالفاء المكسورة أي يدفع ويصب والدفق الصب
قوله صلى الله عليه وسلم (وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه) هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع حكمه وهذه قاعدة مهمة فينبغي الاعتناء بها وأن الإنسان يلزم أن لا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه
قوله صلى الله عليه وسلم (فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) معناه ادفعوا الثاني فإنه خارج على الإمام فإن لم يندفع إلا بحرب وقتال فقاتلوه فإن دعت المقاتلة إلى قتله جاز قتله ولا ضمان فيه لأنه ظالم متعد في قتاله
قوله (فقلت له هذا بن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله تعالى يقول ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلى آخره) المقصود بهذا الكلام أن هذا القائل لما سمع كلام عبد الله بن عمرو بن العاص وذكر الحديث في تحريم منازعة الخليفة الأول وأن الثاني يقتل فاعتقد هذا القائل هذا الوصف في معاوية لمنازعته عليا رضي الله عنه وكانت قد سبقت بيعة علي فرأى هذا أن نفقة معاوية على أجناده وأتباعه في حرب علي ومنازعته ومقاتلته إياه من أكل المال بالباطل ومن قتل النفس لأنه قتال بغير حق فلا يستحق أحد مالا في مقاتلته
قوله (أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله) هذا فيه دليل لوجوب طاعة المتولين للإمامة بالقهر من غير إجماع ولا عهد
قوله (عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة الصائدي) هكذا هو في جميع النسخ بالصاد والدال المهملة وكذا نقله القاضي عياض عن جميع النسخ قال وهو غلط وصوابه العائذي بالعين والذال المعجمة قاله بن الحباب والنسابة هذا كلام القاضي وقد ذكره البخاري في تاريخه والسمعاني في الأنساب فقالا هو الصائدي ولم يذكرا غير ذلك فقد اجتمع مسلم والبخاري والسمعاني على الصائدي قال السمعاني هو منسوب إلى صائد بطن من همدان قال وصائد اسم كعب بن شرحبيل بن شراحبيل بن عمرو بن حشم بن حاسد بن حشيم بن حوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن سهلان بن سلمة بن ربيعة بن أحبار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ












فتح الباري لابن حجر (6/ 497)
[3455] قوله عن فرات القزاز بقاف وزايين معجمتين وهو فرات بضم الفاء وتخفيف الراء آخره مثناة بن عبد الرحمن وأبو حازم هو سلمان الأشجعي
قوله تسوسهم الأنبياء أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث الله لهم نبيا يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروا من أحكام التوراة وفيه إشارة إلى أنه لا بد للرعية من قائم بأمورها يحملها على الطريق الحسنة وينصف المظلوم من الظالم
قوله وإنه لا نبي بعدي أي فيفعل ما كان أولئك يفعلون
قوله وسيكون خلفاء أي بعدي
وقوله فيكثرون بالمثلثة وحكى عياض أن منهم من ضبطه بالموحدة وهو تصحيف ووجه بأن المراد إكبار قبيح فعلهم
قوله فوا فعل أمر بالوفاء والمعنى أنه إذا بويع الخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة
قال النووي سواء عقدوا للثاني عالمين بعقد الأول أم لا سواء كانوا في بلد واحد أو أكثر سواء كانوا في بلد الإمام المنفصل أم لا هذا هو الصواب الذي عليه الجمهور وقيل تكون لمن عقدت له في بلد الإمام دون غيره وقيل يقرع بينهما قال وهما قولان فاسدان
وقال القرطبي في هذا الحديث حكم بيعة الأول وأنه يجب الوفاء بها وسكت عن بيعة الثاني
وقد نص عليه في حديث عرفجة في صحيح مسلم حيث قال فاضربوا عنق الآخر
قوله أعطوهم حقهم أي أطيعوهم وعاشروهم بالسمع والطاعة فإن الله يحاسبهم على ما يفعلونه بكم وستأتي تتمة القول في ذلك في أوائل كتاب الفتن
قوله فإن الله سائلهم عما استرعاهم هو كحديث بن عمر المتقدم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وسيأتي شرحه في كتاب الأحكام إن شاء الله تعالى
وفي الحديث تقديم أمر الدين على أمر الدنيا لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بتوفية حق السلطان لما فيه من إعلاء كلمة الدين وكف الفتنة والشر وتأخير أمر المطالبة بحقه لا يسقطه وقد وعده الله أنه يخلصه ويوفيه إياه ولو في الدار الآخرة الحديث






فتح الباري لابن حجر (13/ 6)
7052 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب، سمعت عبد الله، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
6644 (6/2588) -[ ر 3408]

[7052] قوله حدثنا زيد بن وهب للأعمش فيه شيخ آخر أخرجه الطبراني في الأوسط من رواية يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة مثل رواية زيد بن وهب
قوله عبد الله هو بن مسعود وصرح به في رواية الثوري عن الأعمش في علامات النبوة
قوله إنكم سترون بعدي أثرة في رواية الثوري أثرة وتقدم ضبط الأثرة وشرحها في شرح الحديث الذي قبله وحاصلها الاختصاص بحظ دنيوي
قوله وأمورا تنكرونها يعني من أمور الدين وسقطت الواو من بعض الروايات فهذا بدل من أثرة وفي حديث أبي هريرة الماضي في ذكر بني إسرائيل عن منصور هنا زيادة في أوله قال كان بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما مات نبي قام بعده نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فيكثرون الحديث وفيه معنى ما في حديث بن مسعود
قوله قالوا فما تأمرنا أي أن نفعل إذا وقع ذلك
قوله أدوا إليهم أي إلى الأمراء حقهم أي الذي وجب لهم المطالبة به وقبضه سواء كان يختص بهم أو يعم ووقع في رواية الثوري تؤدون الحق الذي عليكم أي بذل المال الواجب في الزكاة والنفس في الخروج إلى الجهاد عند التعيين ونحو ذلك
قوله وسلوا الله حقكم في رواية الثوري وتسألون الله الذي لكم أي بأن يلهمهم إنصافكم أو يبدلكم خيرا منهم وهذا ظاهره العموم في المخاطبين
ونقل بن التين عن الداودي أنه خاص بالأنصار وكأنه أخذه من حديث عبد الله بن زيد الذي قبله ولا يلزم من مخاطبة الأنصار بذلك أن يختص بهم فإنه يختص بهم بالنسبة إلى المهاجرين ويختص ببعض المهاجرين دون بعض فالمستأثر من يلي الأمر ومن عداه هو الذي يستأثر عليه ولما كان الأمر يختص بقريش ولا حظ للأنصار فيه خوطب الأنصار بأنكم ستلقون أثرة وخوطب الجميع بالنسبة لمن يلي الأمر فقد ورد ما يدل على التعميم ففي حديث يزيد بن سلمة الجعفي عند الطبراني أنه قال يا رسول الله إن كان علينا أمراء يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعونا الحق الذي لنا أنقاتلهم قال لا عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
وأخرج مسلم من حديث أم سلمة مرفوعا سيكون أمراء فيعرفون وينكرون فمن كره بريء ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا ومن حديث عوف بن مالك رفعه في حديث في هذا المعنى قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا الصلاة وفي رواية له بالسيف وزاد وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة وفي حديث عمر في مسنده للإسماعيلي من طريق أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر رفعه قال أتاني جبريل فقال إن أمتك مفتتنة من بعدك فقلت من أين قال من قبل أمرائهم وقرائهم يمنع الأمراء الناس الحقوق فيطلبون حقوقهم فيفتنون ويتبع القراء هؤلاء الأمراء فيفتنون قلت فكيف يسلم من سلم منهم قال بالكف والصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه















[سلسلة الأحاديث الصحيحة - الألباني 1/ 458]

قلت: و هذا الجمع قوي جدا، و يؤيده لفظ أبي داود:

" خلافة النبوة ثلاثون سنة ... ".

فلا ينافي مجىء خلفاء آخرين من بعدهم لأنهم ليسوا خلفاء النبوة، فهؤلاء هم

المعنيون في الحديث لا غيرهم، كما هو واضح.

و يزيده وضوحا قول شيخ الإسلام في رسالته السابقة:

" و يجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء و إن كانوا ملوكا، و لم يكونوا

خلفاء الأنبياء بدليل ما رواه البخاري و مسلم في " صحيحيهما " عن أبي هريرة رضي

الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، و إنه لا نبي

بعدي، و ستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول

فالأول، و أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ".

فقوله: " فتكثر " دليل على من سوى الراشدين فإنهم لم يكونوا كثيرا.

و أيضا قوله " فوا ببيعة الأول فالأول " دل على أنهم يختلفون، " و الراشدون لم

يختلفوا

^^^^^^^^

^^^^^^^^

[موسوعة التخريج ص: 16282]

.......... * 63748 - ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حسن بن فرات عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم كلما ذهب نبي خلفه نبي وإنه ليس كائنا فيكم نبي بعدي قالوا فما يكون يا رسول الله قال يكون خلفاء وتكثر قالوا فكيف نصنع قال اوفوا ببيعة الأول فالأول أدوا الذي عليكم فسيسألهم الله عن الذي عليهم

عبد الرزاق في مصنفه ج 7/ ص 464 حديث رقم: 37260

^^^^^^^^





منهاج السنة النبوية [جزء 1 - صفحة 118]

وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمر قال فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم فقد أخبر أن بعده خلفاء كثيرين وأمر أن يوفى ببيعة الأول فالأول وأن يعطوهم حقهم

^^^^




منهاج السنة النبوية [جزء 5 - صفحة 501]

ومما يدل على كمال حال الصديق وأنه أفضل من كل من ولى الأمة بل وممن ولى غيرها من الأمم بعد الأنبياء أنه من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأولين والأخرين وأفضل من سائر الخلق من جميع العالمين

وقد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال كانت بنو اسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء ويكثرون قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال فوا بيعة الأول فالأول

ومن المعلوم أنه من تولى بعد الفاضل إذا كان فيه نقص كثير عن سياسة الأول ظهر ذلك النقص ظهورا بينا وهذا معلوم من حال الولاة إذا تولى ملك بعد ملك أو قاض بعد قاض أو شيخ بعد شيخ أو غير ذلك فإن الثاني إذا كان ناقص الولاية نقصا بينا ظهر ذلك فيه وتغيرت الأمور التي كان الأول قد نظمها وألفها ثم الصديق تولى بعد أكمل الخلق سياسة فلم يظهر في الإسلام نقص بوجه من الوجوه بل قاتل المرتدين حتى عاد الأمر إلى ما كان عليه وأدخل الناس في الباب الذي خرجوا منه ثم شرع في قتال الكفار من أهل الكتاب وعلم الأمة ما خفي عليهم وقواهم لما ضعفوا وشجعهم لما جبنوا وسار فيهم سيرة توجب صلاح دينهم ودنياهم فأصلح الله بسببه الأمة في علمهم وقدرتهم ودينهم وكان ذلك مما حفظ الله به على الأمة دينها وهذا مما يحقق أنه أحق الناس بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم

^^^^^^^^




[مجموع الفتاوى - ابن تيمية 19/ 117]

وولاة الأمور فينا هم خلفاء الرسول قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي قام نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء ويكثرون قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أوفوا بيعة الأول فالأول وأدوا لهم الذي لهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم} وقال أيضا: {العلماء ورثة الأنبياء} وروي عنه أنه قال: {وددت أني قد رأيت خلفائي قالوا: ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يحيون سنتي يعلمونها الناس} فهؤلاء هم ولاة الأمر بعده وهم الأمراء والعلماء وبذلك فسرها السلف ومن تبعهم من الأئمة كالإمام أحمد وغيره وهو ظاهر قد قررناه في غير هذا الموضع.




صحيح البخاري (5/ 12)
3689 - حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد، فإنه عمر» زاد زكرياء بن أبي زائدة، عن سعد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال، يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر» قال ابن عباس رضي الله عنهما: «من نبي ولا محدث»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3486 (3/1349) -[ر 3282]






معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين صلى الله عليه وسلم - كشف شبهات ورد مفتريات (ص: 98)
المؤلف: شحاتة محمد صقر
وقد بين رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنه ستكون خلافة نبوة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا ورحمة» (رواه أحمد والطيالسي والبزار، وصححه العراقي والألباني) (1).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: « ... فكانت نبوة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نبوة ورحمة، وكانت خلافة الخلفاء الراشدين خلافة نبوة ورحمة، وكانت إمارة معاوية ملكا ورحمة، وبعده وقع ملك عضوض» (2).
ويجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء وإن كانوا ملوكا، ولم يكونوا خلفاء الأنبياء بدليل قول النبى - صلى الله عليه وآله وسلم -: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبى خلفه نبى، وإنه لا نبى بعدى، وسيكون خلفاء فيكثرون».
قالوا: «فما تأمرنا؟».قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم» (رواه البخاري ومسلم). (3)
__________
(1) انظر السلسلة الصحيحة (رقم 3270).
(2) جامع المسائل (5/ 154).
(3) قال الحافظ ابن حجر: «قوله: (تسوسهم الأنبياء) أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث الله لهم نبيا لهم يقيم أمرهم ويزيل ما غيروا من أحكام التوراة، وفيه إشارة إلى أنه لا بد للرعية من قائم بأمورها يحملها على الطريق الحسنة وينصف المظلوم من الظالم».قوله: (وإنه لا نبي بعدي) أي فيفعل ما كان أولئك يفعلون.
قوله: (وسيكون خلفاء) أي بعدي. قوله: (فوا) فعل أمر بالوفاء. والمعنى أنه إذا بويع الخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة. (اهـ باختصار من فتح الباري).





سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 827)
ويزيده وضوحا قول شيخ الإسلام في رسالته السابقة: " ويجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء وإن كانوا ملوكا، ولم يكونوا خلفاء الأنبياء بدليل ما رواه البخاري ومسلم في " صحيحيهما " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ". فقوله: " فتكثر " دليل على من سوى الراشدين فإنهم لم يكونوا كثيرا. وأيضا قوله " فوا ببيعة الأول فالأول " دل على أنهم يختلفون، " والراشدون لم يختلفوا ".

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1/ 126)---- 523 - وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " «العلماء خلفاء الأنبياء» ". قلت: له في السنن: " «العلماء ورثة الأنبياء» ". رواه البزار، ورجاله موثقون. 524



مجموع فتاوى ابن باز (4/ 79)
أخلاق أهل العلم (1) .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فهذه كلمة أردت أن أوضح فيها أخلاق العلماء وما ينبغي أن يسيروا عليه تأسيا بإمامهم الأعظم وقدوتهم في كل خير وهو نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، رسول رب العالمين، وقائد الغر المحجلين وإمام الدعاة إلى سبيل الله أجمعين، ورأيت أن يكون عنوانها " أخلاق أهل العلم "، ولا يخفى على كل ذي مسكة من علم أن العلماء هم خلفاء الأنبياء؛ لأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم، والعلم هو ما دل عليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولهذا قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، قالت: «كان خلقه القرآن (2) » فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن، وعاب أهله وهي كلمة جامعة مختصرة عظيمة، فجدير بأهل العلم من الدعاة والمدرسين والطلبة، جدير بهم أن يعنوا بكتاب الله وأن يقبلوا عليه حتى يأخذوا منه الأخلاق التي يحبها الله عز وجل، وحتى يستقيموا عليها، وحتى تكون لهم خلقا ومنهجا يسيرون عليه أينما كانوا.
يقول عز وجل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (3) فهو الهادي إلى الطريقة التي هي أقوم الطرق وأهدى السبل، وهل هناك هدف للمؤمن أعظم من أن يكون على أهدى السبل وأقومها
__________
(1) محاضرة ألقاها سماحة الشيخ في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في شهر رجب عام 1409هـ.
(2) سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1601) ، سنن أبو داود الصلاة (1342) ، مسند أحمد بن حنبل (6/91) .
(3) سورة الإسراء الآية 9











تاريخ بغداد ت بشار (3/ 508)
1043 - محمد بن عبد الله بن الحسين أبو عبد الله الجعفي القاضي الكوفي المعروف بابن الهرواني سمع: علي بن محمد بن هارون الحميري، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، ونحوهما.
وقدم بغداد، وحدث بها.
وكان ثقة فاضلا جليلا، يقرئ القرآن، ويفتي في الفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان من عاصره من الكوفيين، يقول: لم يكن بالكوفة من زمن عبد الله بن مسعود إلى وقته أفقه منه.
حدثني عنه: أبو القاسم الأزهري، وغيره.
(728) -[3: 508] حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الهرواني الكوفي ببغداد، قال: حدثنا علي بن محمد بن هارون الحميري، قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الحسن بن فرات القزاز، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما ذهب نبي خلفه نبي، وإنه ليس كائن بعدي نبي، قالوا: يا رسول الله فما يكون؟ قال: يكون خلفاء ويكثرون، قالوا: يا رسول الله، فما نصنع؟ قال: أوفوا بيعة الأول فالأول، أدوا الذي عليكم، ويسألهم الله الذي عليهم " حدثنا العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، قالا: توفي القاضي أبو عبد الله الهرواني بالكوفة في سنة اثنتين وأربع مائة، قال العتيقي: في رجب، ثقة صالح على مذهب أبي حنيفة، ما رأيت بالكوفة مثله أخبرني أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، قال: توفي القاضي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي بالكوفة في رجب سنة اثنتين وأربع مائة، وكان مولده في سنة خمس وثلاث مائة، وشهد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة وقال لي أحمد بن علي ابن التوزي: توفي القاضي أبو عبد الله ابن الهرواني بالكوفة في ليلة الخميس الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربع مائة، وله خمس وتسعون سنة.







موسوعة الألباني في العقيدة (8/ 142)
[1274] باب من غير المعقول توفر عدد كبير من الأنبياء
في وقت واحد وبلد واحد
[روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]:
«يا أبا عبيدة! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مئة رجل واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف، ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعاً من آخر النهار في ذلك اليوم، وهم الذين ذكر الله عز وجل؛ يعني: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم}».
(ضعيف)
[قال الإمام]:
وأنكر من هذا الحديث: الأثر الذي ساقه ابن كثير عقب هذا من رواية [ابن] أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قتلت بنو إسرائيل ثلاث مئة نبي من أول النهار، وأقاموا سوق بقلهم من آخره. وقال في مكان آخر (1/ 102): "قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال: ... فذكره بلفظ: كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاث مئة نبي، ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار".
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ إن كان الطيالسي قد ثبت السند إليه به؛ فإنه ليس في "مسنده" المطبوع، وهو المفروض؛ لأنه ليس من شرطه؛ فإنه موقوف على ابن مسعود. فإن صح عنه؛ فهو من الإسرائيليات الباطلة التي يكذبها العقل والنقل: أما العقل؛ فإنه من غير المعقول أن يتوفر هذا العدد الكبير من الأنبياء في وقت واحد وبلد واحد، ويتمكن اليهود من ذبحهم ذبح النعاج قبل انتهاء النهار، وفي آخره يقيمون سوقهم! هذا من أبطل الباطل.
وأما النقل؛ فهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي ... " الحديث؛ متفق عليه، وهو مخرج في "الإرواء" (2473). فهذا صريح في أن أنبياء بني إسرائيل كان يخلف بعضهم بعضاً، ويأتي أحدهم بعد الآخر؛ كقوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا}]؛ أي: متواترين واحداً بعد واحد.
نعم؛ ذلك لا ينفي أن يرسل الله أكثر من رسول - بله نبي - واحد في وقت واحد لحكمة يعلمها؛ مثل هارون مع موسى، وقوله في أصحاب القرية: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُون}. وأما بعث مثل ذاك العدد الضخم من الأنبياء في زمن واحد؛ فليس من سنة الله تبارك وتعالى.
"الضعيفة" (11/ 2/812، 814).








سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 827)
ويزيده وضوحا قول شيخ الإسلام في رسالته السابقة:
" ويجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء وإن كانوا ملوكا، ولم يكونوا
خلفاء الأنبياء بدليل ما رواه البخاري ومسلم في " صحيحيهما " عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي
بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول
فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ".
فقوله: " فتكثر " دليل على من سوى الراشدين فإنهم لم يكونوا كثيرا.
وأيضا قوله " فوا ببيعة الأول فالأول " دل على أنهم يختلفون، " والراشدون لم
يختلفوا ".





سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (11/ 812)
5461 - (يا أبا عبيدة! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مئة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف، ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم، وهو الذين ذكر الله عز وجل؛ يعني: قوله تعالى: (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم) .
ضعيف
أخرجه ابن جرير (3/ 144-145) ، والبغوي في "تفسيره" (2/ 118 - المنار) ، وكذا ابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 355) - وغيرهم من طريق محمد بن حمير قال: حدثنا أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي عبيدة بن الجراح قال:
قلت: يا رسول الله! أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال:
"رجل قتل نبيا، أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف". ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ... ) ؛ إلى أن انتهى إلى: (وما لهم من ناصرين) . ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر حديث الترجمة.
قلت: سكت عنه ابن كثير، وهو حديث منكر عندي، وإسناده ضعيف مجهول؛ علته أبو الحسن هذا؛ فإنه مجهول؛ كما قال الذهبي في آخر "الميزان"، والحافظ ابن حجر في "اللسان".
وبه أعله الحافظ في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/ 24) .
وأنكر من هذا الحديث: الأثر الذي ساقه ابن كثير عقب هذا من رواية [ابن] أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
قتلت بنو إسرائيل ثلاث مئة نبي من أول النهار، وأقاموا سوق بقلهم من آخره. وقال في مكان آخر (1/ 102) :
"قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال: ... فذكره بلفظ:
كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاث مئة نبي، ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار".
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ إن كان الطيالسي قد ثبت السند إليه به؛ فإنه ليس في "مسنده" المطبوع، وهو المفروض؛ لأنه ليس من شرطه؛ فإنه موقوف على ابن مسعود.
فإن صح عنه؛ فهو من الإسرائيليات الباطلة التي يكذبها العقل والنقل:
أما العقل؛ فإنه من غير المعقول أن يتوفر هذا العدد الكبير من الأنبياء في وقت واحد وبلد واحد، ويتمكن اليهود من ذبحهم ذبح النعاج قبل انتهاء النهار، وفي آخره يقيمون سوقهم! هذا من أبطل الباطل.
وأما النقل؛ فهو قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي ... " الحديث؛ متفق عليه، وهو مخرج في "الإرواء" (2473) .
فهذا صريح في أن أنبياء بني إسرائيل كان يخلف بعضهم بعضا، ويأتي أحدهم بعد الآخر؛ كقوله تعالى: (ثم أرسلنا رسلنا تترى) ؛ أي: متواترين واحدا بعد واحد.
نعم؛ ذلك لا ينفي أن يرسل الله أكثر من رسول - بله نبي - واحد في وقت واحد لحكمة يعلمها؛ مثل هارون مع موسى، وقوله في أصحاب القرية: (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) .
وأما بعث مثل ذاك العدد الضخم من الأنبياء في زمن واحد؛ فليس من سنة الله تبارك وتعالى.
ولا بد من التنبيه هنا على موقفين متباينين تجاه هذا الأثر؛ من رجلين معاصرين:
الأول: الشيخ محمد علي الصابوني مختصر "تفسير الحافظ ابن كثير"؛ فإن............