بسم الله الرحمن الرحیم

حجاج بن يوسف و مصحف

فهرست مباحث علوم قرآنی
زبانشناسی-زبان-الفبا-خط
حجاج بن یوسف ابن مسعود را رأس المنافقین میداند



فتوح مصر والمغرب (ص: 144)
المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، أبو القاسم المصري (المتوفى: 257هـ)
ومسجد العيثم بناه الحكم بن أبى بكر بن عبد العزيز بن مروان، فهو من الاصطبل، وكان الاصطبل للأزد فاشتراه منهم الحكم فبناه، وكان يجرى على الذي يقرأ فى المصحف الذي وضعوه فى المسجد الذي يقال له مصحف أسماء من كراه فى كل شهر ثلاثة دنانير، فلما حيزت أموالهم وضمّت إلى مال الله وحيز الاصطبل فيما حيز كتب بأمر المصحف إلى أمير المؤمنين أبى العبّاس، فكتب أن أقرّوا مصحفهم فى مسجدهم على حاله، وأجروا على الذي يقرأ فيه ثلاثة دنانير من مال الله فى كل شهر.
وكان سبب المصحف فيما حدثنا يحيى بن بكير وغيره يزيد بعضهم على بعض، أن الحجّاج بن يوسف كتب مصاحف وبعث بها إلى الأمصار، ووجّه بمصحف منها إلى مصر، فغضب عبد العزيز بن مروان من ذلك، وقال: يبعث إلى جند أنا به بمصحف، فأمر فكتب له هذا المصحف الذي فى المسجد الجامع اليوم، فلما فرغ منه قال: من وجد فيه حرف خطإ فله رأس أحمر وثلاثون دينارا، فتداوله القراء فأتى رجل من أهل الحمراء فنظر فيه ثم جاء إلى عبد العزيز فقال: قد وجدت فى المصحف حرف خطإ، قال:
مصحفى! قال: نعم. فنظروا فإذا فيه إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً «1»
فاذا هى مكتوبة نجعة، قد قدّمت الجيم قبل العين، فأمر بالمصحف فأصلح ما كان فيه ثم أمر له بثلاثين دينارا ورأس «2» أحمر.
ثم توفّى عبد العزيز فاشتراه فى ميراثه أبو بكر بن عبد العزيز بألف دينار. ثم توفّى أبو بكر فبيع فى ميراثه فاشترته أسماء ابنة أبى بكر بن عبد العزيز بسبعمائة دينار فأمكنت منه الناس وشهرته فنسب إليها. ثم توفّيت أسماء فاشتراه الحكم بن أبى بكر فجعله فى المسجد، وأجرى على الذي يقرأ فيه ثلاثة دنانير فى كل شهر من كراء الاصطبل، والحكم بن أبى بكر الذي بنى المسجد المعروف اليوم بقبّة سوق وردان.





صحيح مسلم (2/ 942)
306 - (1296) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي، أخبرنا ابن مسهر، عن الأعمش، قال: سمعت الحجاج بن يوسف، يقول: وهو يخطب على المنبر: ألفوا القرآن كما ألفه جبريل، السورة التي يذكر فيها البقرة والسورة التي يذكر فيها النساء، والسورة التي يذكر فيها آل عمران. قال: فلقيت إبراهيم فأخبرته بقوله، فسبه وقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد، أنه كان مع عبد الله بن مسعود، فأتى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي، فاستعرضها، فرماها من بطن الوادي بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، قال فقلت: يا أبا عبد الرحمن إن الناس يرمونها من فوقها فقال: هذا، والذي لا إله غيره، «مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة»
__________

[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (ألفوا القرآن) قال القاضي عياض إن كان الحجاج أراد بقوله كما ألفه جبريل - تأليف الآي في كل سورة ونظمها على ما هي عليه الآن في المصحف فهو إجماع المسلمين وأجمعوا أن ذلك تأليف النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان يريد تأليف السور بعضها في إثر بعض فهو قول بعض الفقهاء والقراء وخالفهم المحققون وقالوا بل هو اجتهاد من الأئمة وليس بتوقيف قال القاضي وتقديمه هنا النساء على آل عمران دليل على أنه لم يرد إلا نظم الآي لأن الحجاج إنما كان يتبع مصحف عثمان رضي الله عنه ولا يخالفه والظاهر أنه أراد ترتيب الآي لا ترتيب السور (فاستبطن الوادي) أي دخله (فاستعرضها) أي فأتى العقبة من جانبها عرضا فتكون مكة على يساره ومنى عن يمينه]




المدخل إلى علوم القرآن الكريم (ص: 175)
وتشير الروايات إلى أن التفكير في الأمر بدأ في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي خاف من أثر الاختلاط بين العرب والعجم على اللغة، فأمر الحجاج بن يوسف بأن يهتم بالأمر، ويقال بأن الحجاج أصلح الرسم القرآني في أحد عشر موضعا.


الوافي بالوفيات (11/ 239)
وحكى أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف أن الناس غبروا يقرأون القرآن في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه نيفا وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهات علامات فيقال إن نصر بن عاصم قام بذلك فوضع النقط أفرادا وأزواجا وخالف بين أماكنها فغبر الناس بذلك زمانا لا يكتبون إلا منقوطا وكان مع استعمال النقط يقع التصحيف فأحدثوا الإعجام فكانوا يتبعون النقط والإعجام فإذا أغفل الاستقصاء عن الكلمة لم توف حقوقها إعترى التصحيف فالتمسوا حيلة فلم يقدروا فيها إلا على الأخذ من أفواه الرجال بالتلقين


المصاحف لابن أبي داود (ص: 272)
ما غير الحجاج في مصحف عثمان
قال أبو بكر كان في كتاب أبي: حدثنا رجل، فسألت أبي: من هو؟ فقال: حدثنا عباد بن صهيب، عن عوف بن أبي جميلة، أن الحجاج بن يوسف، غير في مصحف عثمان أحد عشر حرفا قال: كانت في البقرة (لم يتسن وانظر) فغيرها {لم يتسنه} [البقرة: 259] بالهاء، وكانت في المائدة (شريعة ومنهاجا) فغيره {شرعة ومنهاجا} [المائدة: 48] ، وكانت في يونس (هو الذي ينشركم) فغيره {يسيركم} [يونس: 22] ، وكانت في يوسف أنا آتيكم بتأويله فغيرها {أنا أنبئكم بتأويله} [يوسف: 45] ، وكانت في المؤمنين (سيقولون لله لله لله) ثلاثتهن، فجعل الآخرين (الله الله) ، وكان في الشعراء في قصة نوح (من المخرجين) ، وفي قصة لوط (من المرجومين) ، فغير قصة نوح {من المرجومين} [الشعراء: 116] ، وقصة لوط {من المخرجين} [الشعراء: 167] ، وكانت في الزخرف (نحن قسمنا بينهم معائشهم) فغيرها {معيشتهم} [الزخرف: 32] ، وكانت في الذين كفروا (من ماء غير يسن) فغيرها {من ماء غير آسن} [محمد: 15] ، وكانت في الحديد (فالذين آمنوا منكم واتقوا لهم أجر كبير) فغيرها {منكم وأنفقوا} [الحديد: 7] ، وكانت في إذا الشمس كورت (وما هو على الغيب بظنين) فغيرها {بضنين} [التكوير: 24] "




المصاحف لابن أبي داود (ص: 156)
باب ما كتب الحجاج بن يوسف في المصحف
حدثنا عبد الله حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثنا عباد بن صهيب، عن عوف بن أبي جميلة، أن الحجاج بن يوسف غير في مصحف عثمان أحد عشر حرفا قال: كانت في البقرة (لم يتسن وانظر) بغير هاء فغيرها {لم يتسنه} [البقرة: 259] بالهاء، وكانت في المائدة (شريعة ومنهاجا) فغيرها {شرعة ومنهاجا} [المائدة: 48] ، وكانت في يونس (هو الذي ينشركم) فغيره {يسيركم} [يونس: 22] ، وكانت في يوسف (أنا آتيكم بتأويله) فغيرها {أنا أنبئكم بتأويله} [يوسف: 45] ، وكانت في المؤمنين [ص:158] (

87 - سيقولون لله لله لله) ثلاثتهن، فجعل الأخريين (الله الله) ، وكانت في الشعراء في قصة نوح (من المخرجين) ، وفي قصة لوط (من المرجومين) فغير قصة نوح {من المرجومين} [الشعراء: 116] وقصة لوط {من المخرجين} [الشعراء: 167] ، وكانت الزخرف (نحن قسمنا بينهم معايشهم) فغيرها {معيشتهم} [الزخرف: 32] ، وكانت في الذين كفروا (من ماء غير ياسن) فغيرها {من ماء غير آسن} [محمد: 15] ، وكانت في الحديد (فالذين آمنوا منكم واتقوا لهم أجر كبير) ، فغيرها {وأنفقوا} [البقرة: 195] ، وكانت في إذا الشمس كورت (وما هو على الغيب بظنين) فغيرها {بضنين} [التكوير: 24] "




المصاحف لابن أبي داود (ص: 270)
ما كتب في المصاحف على غير الخط قال ابن أبي داود: ولم يذكر محمد بن عيسى حروفا من خطوط المصاحف كتبت على غير الخط، منها {إبراهيم} [البقرة: 124] ، كتبوه في القرآن كله «هـ ي ميم» ، وكتبوه في سورة البقرة {إبراهم} ليس فيها ياء، وكتبوا {لئن نجيتنا} موصولة بغير ألف، وكتبوا في المؤمن {من واقي} بالياء، وكتبوا في المصاحف {نشؤا} مكان {نشاء} [الأنعام: 83] ، وقد كتبوها أيضا في بعض السور بالألف، وكتبوا {ليسؤا} بواو واحدة، وكتبوا {برءؤا منكم} بواو واحدة وبألف واحدة، وكتبوا {باءو} بواو واحدة، وكتبوا {جاءو} بواو واحدة، وكتبوا {الموءدة} بواو واحدة، وكتبوا {ورأو العذاب} بغير ألف في آخرها، وكتبوا {وإذا الرسل أقتت} [المرسلات: 11] بألف بغير واو
قال أبو حاتم السجستاني: قد كتب في القرآن حروف على غير هجاء، مثل «العلماء» ومثل برءؤا لأن نظير العلماء العلماع، ونظير البروا البراع قال أبو حاتم: ومما يكتب في المصحف على غير القياس في الهجاء {نشا} ، كتب بعضها بالواو، وفي هود {نشؤا} . قال أبو بكر: الهجاء في الخط هو الهجاه بالهاء، من أن يهجا الرجل في الشعر فهو بلا هاء
المصاحف لابن أبي داود (ص: 271)
وقال يحيى بن حكيم: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله بن فيروز قال: حدثني يزيد الفارسي قال: زاد عبيد الله بن زياد في المصحف ألفي حرف، فلما قدم الحجاج بن يوسف بلغه ذلك، فقال: " من ولي ذلك لعبيد الله؟ قالوا: ولي ذاك له يزيد الفارسي، فأرسل إلي، فانطلقت إليه وأنا لا أشك أن سيقتلني، فلما دخلت عليه قال: ما بال ابن زياد زاد في المصحف ألفي حرف؟ قال: قلت: أصلح الله الأمير، إنه ولد بكلاء البصرة فتوالت تلك عني قال: صدقت، فخلا عني، وكان الذي زاد عبيد الله في المصحف كان مكانه في المصحف: «قالوا» قاف لام، و «كانوا» كاف نون واو، فجعلها عبيد الله: «قالوا» قاف ألف لام واو






تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (10/ 61)
کتاب معتضد:
هذا الى ما كان من بنى مروان من تبديل كتاب الله وتعطيل احكامه، واتخاذ مال الله دولا بينهم، وهدم بيته، واستحلال حرامه، ونصبهم المجانيق عليه، ورميهم اياه بالنيران، لا يألون له إحراقا











التمهيد في علوم القرآن، ج‏2، ص: 129
فلم يكن مقياس «موافقة المصحف» هو المصحف الامام، بل جميع المصاحف العثمانية- الخمسة او السبعة- المبعوثة الى الآفاق.
و لكن كيف الحصول على موافقتها؟ و لم يعد لها وجود، قبل ان ينتهى القرن الاول، اذ لم يمض على حياتها اقل من نصف قرن إلا و قد أكل عليها الزمان و شرب و لم يبق لها أثر على صفحة الوجود.
و ذلك منذ أن تحول الخط (خط المصحف بالخصوص) من حالته البدائية الاولى الى مراحل جديدة، ايام ولاية الحجاج بن يوسف الثقفى على العراق، ابتداء من سنة 74 ه فما بعد. فقد أخذت المصاحف فى تطور و تحسن فى خطها و نقطها و تشكيلها و سائر المحسنات.
و قد بعث الحجاج بمصاحف- من الطراز الحديث- الى الآفاق، و أمر بجمع سائر المصاحف، و منها المصاحف العثمانية الاولى، و حتى ان المصحف الامام- و كان محتفظا به فى وعاء فى المسجد النبوى- صلّى اللّه عليه و آله- أخفاه آل عثمان ضنا به.
حكى ابو احمد العسكرى- فى كتاب «التصحيف»-: ان الناس غبروا يقرءون فى مصحف عثمان بن عفان نيفا و اربعين سنة، الى ايام عبد الملك بن مروان، ثم كثر التصحيف و انتشر بالعراق، ففزع الحجاج ابن يوسف الى كتابه و سألهم ان يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات ... «1».
__________________________________________________
(1) التصحيف ص 13. راجع: ابن خلكان- فى ترجمة الحجاج- ج 2 ص 32.










تقسيم به اجزاء و احزاب







أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (54/ 257)
ـ[نضال مشهود]•---------------------------------•[29 - 04 - 07, 04:49 ص]ـ
جزا الله تعالى الخطاط عثمان طه على ما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.

وأنا أتساءل: لماذا يقلد في المصحف المدني طريقة التحزيب بالأحرف؟
مع أنها طريقة محدثة مضرة، تقطع سلسلات الآيات في السورة الواحدة وتوقف القصص قبل انتهاء حلقاتها.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله في إحدى فتاواه المباركة:

قد علم أن أول ما جزىء القرآن بالحروف تجزئة ثمانية وعشرين وثلاثين وستين هذه التى تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب فى أثناء السورة وأثناء القصة ونحو ذلك كان فى زمن الحجاج وما بعده وروى أن الحجاج أمر بذلك ومن العراق فشا ذلك ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك








رسم المصحف 602 غانم القدوری
أولا: ما نسب إلى الحجاج من تغيير أحد عشر حرفا في المصحف: ..... ص : 602
أولا: ما نسب إلى الحجاج من تغيير أحد عشر حرفا في المصحف:
أورد ابن أبي داود في كتابه (المصاحف) هذه الرواية: «حدّثنا أبو حاتم السجستاني، حدّثنا عبّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أنّ الحجّاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفا، قال:
1- كانت في البقرة (2/ 259) لم يتسنّ و انظر بغير هاء، فغيّرها لَمْ يَتَسَنَّهْ‏ بهاء.
2- و كانت في المائدة (5/ 48) شريعة و منهاجا فغيّرها شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً.
3- و كانت في يونس (10/ 22) هو الّذي ينشركم فغيّره‏ يُسَيِّرُكُمْ‏.
4- و كانت في يوسف (12/ 45) أنا آتيكم بتأويله فغيّرها أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ‏.
رسم المصحف، ص: 603
5- و كانت في المؤمنون (23/ 85 و 87 و 89) سيقولون للّه للّه للّه ثلاثتهن، فجعل الأخريين‏ اللَّهِ اللَّهُ‏.
6- و كانت في الشعراء في قصة نوح (26/ 116) مِنَ الْمُخْرَجِينَ‏.
7- و في قصة لوط (26/ 167) مِنَ الْمَرْجُومِينَ‏. فغيّر قصة نوح‏ مِنَ الْمَرْجُومِينَ‏ و قصة لوط مِنَ الْمُخْرَجِينَ‏.
8- و كانت في الزخرف (43/ 32) نحن قسمنا بينهم معايشهم فغيّرها مَعِيشَتَهُمْ‏.
9- و كانت في الذين كفروا (47/ 15) من ماء غير ياسن فغيّرها مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ‏.
10- و كانت في الحديد (57/ 7) فالّذين آمنوا منكم و اتّقوا لهم أجر كبير فغيّرها وَ أَنْفِقُوا*.
11- و كانت في إذا الشّمس كوّرت (81/ 24) و ما هو على الغيب بظنين فغيّرها بِضَنِينٍ‏ .
و نقل ابن أبي داود هذه الرواية في موضع آخر من كتاب المصاحف عن أبيه (قال أبو بكر كان في كتاب أبي حدّثنا رجل فسألت أبي من هو؟ فقال: حدّثنا عبّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أنّ الحجّاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفا .. «فذكر ما جاء في الرواية التي سبقت» ، و ذكر الباقلّاني بعضا من هذه المواضع في الانتصار .
و ظاهر ألفاظ هذه الرواية يشير إلى أن الحجاج غيّر تلك الحروف، و قد فهم بعض الباحثين منها ذلك المعنى، و راح يورد الحجج لإبطالها وردها ، و لكن تأمل هذه‏
______________________________
(1) كتاب المصاحف، (49- 50).
(2) كتاب المصاحف، ص (117- 118).
(3) انظر: نكت الانتصار، ص 399.
(4) انظر د. عبد العال سالم مكرم: ص (32- 33).



رسم المصحف، ص: 604
الرواية و الكلمات التي تضمنتها يكشف عن حقيقة ربما تغيب عن الناظر فيها لأول وهلة، و قبل أن أشير إلى ما في الرواية نفسها من حقائق أورد بعض الأخبار التي تكشف عن دور الحجاج في خدمة المصحف و المحافظة عليه، و قد سبق أن إعجام خط المصاحف، تم تحت إشراف الحجاج و بأمر من عنده، و قد أورد ابن قتيبة في كتابه (تأويل مشكل القرآن) هذا الخبر و هو يتحدث عن عاصم الجحدري: «و كان الحجاج وكّل عاصما هذا، و ناجية بن رمح، و عليّ بن أصمع بتتبع المصاحف، و أمرهم أن يقطعوا كل مصحف وجدوه مخالفا لمصحف عثمان، و يعطوا صاحبه ستين درهما، خبّرني بذلك أبو حاتم عن الأصمعي، قال و في ذلك يقول الشاعر:
و إلا رسوم الدار قفرا كأنه‏ كتاب محاه الباهليّ ابن أصمعا»

و أورد أبو الطيب اللغوي في أخبار الأصمعي قوله «و كان علي بن أصمع جدّ أبي الأصمعي يتولى محو المصاحف المخالفة لمصحف عثمان من قبل الحجاج. و إياه عنى الشاعر بقوله: «إلا رسوم الدار ..» .
و تشير هذه الرواية التي أوردها ابن قتيبة و أبو الطيب إلى أن الحجاج كان حريصا على المحافظة على هجاء الكلمات في المصاحف كما هو عليه في المصاحف الأئمة، و لما كانت الكوفة منزل عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- في العراق، و ما كان من رفضه و أصحابه تسليم مصاحفهم أو حرقها- أول الأمر- بعد توحيد المصاحف فمن المحتمل أن تكون بعض الحروف قد تسللت إلى المصاحف العثمانية في الكوفة من مصاحف ابن مسعود و أصحابه القديمة، و من ثم فإن حرص الحجاج على أن تبقى المصاحف موحدة في هجائها جعله يكل الأمر إلى جماعة من العلماء في عصره لينظروا في المصاحف و يقطعوا أو يمحوا ما كان مخالفا للمصحف العثماني و يعطوا صاحبه من المال ما يستطيع به أن يحوز على نسخة من المصحف العثماني، و من ثم فإن هناك احتمالا قويا أن يكون أولئك الجماعة قد وجدوا بعض المصاحف لا تخالف المصحف العثماني إلا في حروف يسيرة فرأوا تغييرها فقط دون إتلاف المصحف بكامله، و لعل جزءا مما قاموا به ارتبط باسم الحجاج لأنه الآمر به و جاءت الرواية تقول إن الحجاج‏
______________________________
(1) تأويل مشكل القرآن، ص 37.
(2) مراتب النحويين، ص 105، (ط 2).



رسم المصحف، ص: 605
غير في المصحف أحد عشر حرفا بناء على أمره بتصحيح تلك المواضع.
و إذا نظرنا في نص الرواية نجد أنها تذكر لفظ (غيّر) أي بدّل، و لا يشترط أن يكون التغيير من الصواب إلى الخطأ بل قد يكون من الخطأ إلى الصواب، و يكون الخطأ دافعا للتغيير إلى الصواب، و الخطأ المتوقع في هذه الحالة هو أن بعض المصاحف كتبت فيها حروف على نحو ما يوجد في قراءة ابن مسعود مما يخالف المصحف العثماني، و يكون الصواب هنا تغييرها إلى مثل ما هي عليه في مصاحف الأمة.