بسم الله الرحمن الرحیم

لا تأخذوا القرآن من المصحفيين-حماد الراوية-روایت اختلاف رواة ناشی از جرید و أدم

فهرست مباحث علوم قرآنی
حماد الراوية بن سابور بن المبارك(95 - 155 هـ = 714 - 772 م)
روایت القرآن واحد نزل من عند واحد و لکن الاختلاف یجیء من قبل الرواة
القراءة سنة متبعة-رد حماد الراویة-ابن المقسم
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي-أول المقرئین بالمدينة-من شهداء أحد(000 - 3 هـ = 000 - 625 م)


حماد راویة، مصحف را فقط از روی رسم المصحف میخواند بدون سند


در روایت دهم از ۱۷ روایت مقدمه کتاب القراءات (التنزیل و التحریف) للسیاری که خواهد آمد، تعلیلی ذکر شده که شاید بتوان از آن یک نوع اختلاف راوة فهمید که میتوان نامش را اختلاف رواة بالوجادة گذاشت، یعنی قرائت از روی مصحف بدون اعراب و بدون سماع، و اگر این صحیح باشد کاشف از یک طیف وسیعی از قراءات شبیه نظر ابن المقسم، بلکه غلط از حیث عربیت نیز، در آن زمان است که فراتر از تلاوت به معنا است که حدیث سبعة احرف را به آن معنا میکردند، چون در این خواندن بدون سماع از مراعات معنا و مترادف و امثال اینها خبری نیست، بلکه میتواند ۱۸۰ درجه بر خلاف معنای مقصود باشد، شبیه نقل معروف که خواند من المشرکین و رسوله:

القراءات-أحمد بن محمد السياري ص۷
۱۰- الحسين بن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي بكر بن الربيع الأسدي، عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: على كم حرف نزل القرآن؟ فقال: على حرف واحد، قلت: من أين جاء هذا الاختلاف؟ قال:" من قبل الرواة، إن القرآن كان مكتوبا في الجريد والأدم وكان الناس يأتون فيأخذون منه.



تاريخ الإسلام ت بشار (4/ 39)
وقيل: إن حمادا قرأ القرآن من المصحف فصحف في نيف وثلاثين موضعا.


وفيات الأعيان (2/ 210)
وكان حماد المذكور قليل البضاعة من العربية، قيل إنه حفظ القرآن الكريم من المصحف، فصحف في نيف وثلاثين حرفاً، رحمه الله تعالى.



تصحيفات المحدثين (1/ 6)
المؤلف: أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل العسكري (المتوفى: 382هـ)
حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار [الوراق] أنبأنا عبد الله ابن أبي سعد [الوراق]] حدثنا] قعنب ابن محرر حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن سليمان بن موسى قال كان يقال لا تأخذوا القرآن من المصحفيين ولا العلم من الصحفيين
وأخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ حدثنا اسحق بن الضيف حدثنا أبو مسهر سمعت سعيد بن عبد العزيز التنوخي يقول كان يقال لا تحملوا العلم عن صحفي ولا تأخذوا القرآن من مصحفي


تصحيفات المحدثين (1/ 147)
أخبرنا محمد قال سمعت من يحكي أن حمادا الراوية قرأ يوما (والغاديات صبحا) وأن بشارا الأعمى الشاعر سعي به إلى عقبة بن سلم أنه يروي جل أشعار العرب ولا يحسن من القرآن غير أم الكتاب فامتحنه عقبة بتكليفه القراءة في المصحف فصحف فيه عدة آيات منها (ومن الشجر ومما تغرسون) وقوله (وما كان استغفار ابراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها أباه) و (ليكون لهم عدوا وحربا) و (ما يجحد بآياتنا إلا كل جبار كفور) (بل الذين كفرو في غرة وشقاق) (وتعززوه وتوقروه) (وهم أحسن أثاثا وزيا) و (عذابي أصيب به من أساء) و (يوم يحمى غليها) و (بادوا ولات حين مناص (ونبلوا أخياركم) و (صيغة الله ومن أحسن من الله صيغة) و (استعانه الذي من شيعته) و (سلام عليكم لا نتبع الجاهلين) و (أهليكم وكاسوتهم) و (أنا أول العائذين)



التنبيه على حدوث التصحيف (ص: 4)
المؤلف: حمزة بن الحسن الأصفهاني (280 - 360 هـ)
وزعمت أنك حضرت رجلاً من الكبراء وقد قرأ في المصحف {يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والديك} فخالف قول الله عز وجل {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} وأن عبد الله بن أحمد بن حنبل تقدم قومًا يصلي بهم فقرأ {اقرأ باسم ربك الذي خُلق} فقال له قائل: أبوك ضرب بالسياط على أن يقول كلام الله مخلوق، وقد جعلت خالق الأشياء مخلوقا! وأنه قرأ يومًا آخر {هو الله الخالق البارئ المصور}، وقرأ آخر {والماديات صبحا} كما قرأ آخر {وفرش مرقوعة} وقرأ آخر {وأخذ برأس أخيه يجزه إليه} كما قرأ آخر {فكذبوهما فعزرنا بثالث}.
وذكرتُ أن إبراهيم بن أرومة الأصبهاني حكى أن عثمان بن أبي شيبة قرأ {جعل السقاية في رجل أخيه}، وقرأ {وما علّمتم من الخوارج مكلبين} وقرأ {واتبعوا ما تبلو الشياطين على ملك}. وإن الوليد ابن عبد الله صلَّى بالناس وهو خليفة فقرأ في أم الكتاب {صراط الذين أنعمتُ عليهم} وقرأ يومًا آخر على المنبر {يا ليتها كانت القاصية} فسمعها عمر بن عبد العزيز فقال: يا ليتها كانت بك.
ثم قلت: ودع هؤلاء، هذا حماد الرواية سمى بشارُ الشاعر به إلى عقبة بن أسلم أمير البصرة أنه يروي جلّ أشعار العرب ولا يحسن من القرآن غير أم الكتاب فامتحنه الأمير بتكليفه القراءة في المصحف فصحَّف فيه عدَّة آياتٍ لم يبق على الحفظ منها إلا عدة وعشرون حرفًا وهي:
{وأوحى ربك إلى النخل أن اتخذي من الجبال بيوتًا} و {من الشجر ومما يفرشون} {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها أباه} و {ليكون لهم عدوًا وحربًا} و {ما يجحد بآياتنا إلا كل جبار كفور} و {بل الذين كفروا في غرّة وشقاق} و {فعززوه ونصروه} و {تُعزّزوه وتوقروه} و {لكل امرئ منهم يومئذ شأنٍ يغنيه} , {هم أحسن أثانًا وزيًا} و {قال عذابي أصيب به من أساء} و {يوم يحمى غليها في نار جهنم} و {فادوا ولات حين مناص} و {تبلوا أخبارهم} و {صيغة الله ومن أحسن من الله صيغة} و {فاستعانه الذي من شيعته على الذي من عدوه} و {سلام عليكم لا نتبع الجاهلين} , {لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها} و {أهليكم أو كأسوتهم} و {يا ويلنا من بلغتنا من مرقدنا هذا ... } و {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العائذين} ويروى العائدين.


الفهرست (ص: 216)
وحكى أبو حسين بن الراوندي قال: مررت بشيخ جالس وبيده مصحف وهو يقرأ: ولله ميزاب السموات والأرض فقلت: وما معنى ميزاب السموات والأرض؟ قال: هذا المطر الذي ترى. فقلت: ما يكون التصحيف إلا إذا كان مثلك يقرأ: يا هذا: إنما هو {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 1 فقال: اللهم غفرا، أنا من أربعين سنة أقراها وهي في مصحفي هكذا.



التنبيه على حدوث التصحيف (ص: 154)
المؤلف: حمزة بن الحسن الأصفهاني (280 - 360 هـ)
الباب الرابع: في ذكر اختلافات من القرآن احتمل هجاؤها لفظين فمن أجل أنه قرئ بهما صارتا قراءتين
قال الله سبحانه:
{هنالك نبلو كل نفس} و {تبلو كل نفس}.
و{إن جاءكم فاسق بنيأ فتبينوا} و {فتثبتوا}.
و{الذين ينفقون أموالهم أبتغاء مرضات الله وتثبيتا} و {تبيينا}.
و{ألم يئن للذين آمنوا} و {يتبين}.
و{إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك} و {ليسيئوك.}.
و {تقاسموا بالله لتبيننه} و {لنبيننه}.
و{لنبوئنهم من الجنه} و {لنثوينهم من الجنة}.
و{إذ جعلنا البيت مثابة للناس} و {منابة}.
و{العنهم لعنا كثيرا} و {كبيرا}.
و{قل فيهما إثم كبير} و {كبيرا}.
و{قل فيهما إثم كبير} و {كثير}.
و{ابتغوا ما كتب الله لكم} و {اتبعوا}.
و{جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا}
و{عبد الرحمن}.
و{هو الذي أرسل الرياح بشرا} و {بشرى}.
و{انظر إلى العظام كيف ننشزها} و {ننشرها}.
و {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} و {فأعشيناهم}.
و{قد شغفها حبا} و {شعفها}.
و{لا تجسسوا} و {لا تحسسوا}.
و{فمن خاف من موص جنفا} و {حيفا}.
و{إن لك في النهار سبحا} و {سبخا} أي خفا.
و{هو الذي يسيركم في البر} و {ينشركم}.
و{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}
و{بين إخوتكم}.
و{حتى إذا فزع عن قلوبهم} و {فرغ}.
و {أصبح فؤاد أم موسى فارغا} و {فزعا}.
و{ضللنا في الأرض} و {ضلنا} أي تغيرنا.
و{فقبضت قبضة من أثر الرسول} و {قبصت قبصة}.
و{تالله لأ كيدن أضنامكم} و {بالله لأكيدن}.
و{إن كان مكرهم لتزول منه} و {وإن كاد مكرهم}.
و{فاذكروا أسم الله عليها صواف} و {صوافي}
أي خالصة.
وفي قراءة ابن عباس {حتى يلج في اسم الخياط}
وفي قراءة غيره {حتى يلح} وقال: الجمل هو قلس من قلوس السفن.
و {قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} و {وصى ربك} في قراءة ابن عباس.
وقال {إن يدعون من دونه إلا إناثا} و {إلا أوثانا} في قراءة عائشة.

فأما ما أصيب في هجائه ولم يصب في معناه فهو:
{ليبلغ فاه وما هو ببالغه}.
و{يا نوح لتكوين من المرحومين}.
و{فإذا هي ثعبان متين}.
و{لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم}.
و {إن يسألكموهما يتحفكم تبخلوا}.
و{إذ تلقونه بألسنتكم}.
و{أم خشيتم أن تدخلوا الجنة}.
وألزم المتوكل عبادة في يوم من أيام رمضان أن يقرأ في المصحف فصحف ما شاء الله حتى بلغ قوله سبحانه {وبشر المخبتين} فصحفه إلى {وبشر المخنثين} فأمر به فسحب على وجهه.







محاضرات في علوم القرآن - غانم قدورى (ص: 140)
وفي قصة حماد الراوية (ت 155 هـ) (1)، الذي كان مشغولا برواية الشعر عن تعلم قراءة القرآن، فلما أراد أن يحفظ القرآن قرأه في الصحف، قال أبو أحمد العسكري: «روى الكوفيون أن حمادا الراوية كان حفظ القرآن من المصحف، فكان يصحّف نيفا وثلاثين حرفا» (2).
وقد تناقلت كتب التصحيف وغيرها أمثلة مما صحّفه حماد على سبيل التمثيل والحذير من الوقوع فيما وقع فيه، فمن ذلك أنه قرأ (3): وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ (68) [النحل] فصحفها إلى: النخل، بالخاء. وبَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2) [ص] صحفها إلى: غرة، بالراء. ولِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) [عبس] صحفها إلى: يعنيه بالعين.
ويدل موقف العلماء من حماد الراوية أن القراءات الصحيحة التي اشتهر القراء السبعة وغيرهم ليست ناشئة عن الخط، وإلّا لكان حماد أحد القراء المشهورين، بدل أن كان مثالا لسوء التدبير وعدم اتباع منهج علماء القراءة بتعليم القرآن مشافهة من العلماء بالقراءة.
وتعبر عن هذه القضية كلمة قالها الناس في الزمن الأول، وهي: «لا تأخذوا القرآن من مصحفيّ، ولا العلم عن صحفيّ» (4). فالمصحفي هو «من لم يقرأ القرآن على القراء ويتعلم من ألفاظهم» (5). وإنما اعتمد على القراءة في المصحف فقط، وأما الصحفي فهو الذي يروي العلم من الصحف فيخطئ في قراءة الصحف لاشتباه الحروف (6).
__________
(1) ينظر عنه: الزركلي: الأعلام 2/ 271.
(2) شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص 12.
(3) ينظر: حمزة الأصفهاني: التنبيه ص 38 (ط بغداد)، والعسكري: تصحيفات المحدثين ص 33.
(4) العسكري: شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص 13.
(5) العطار؛ التمهيد 127 و.
(6) الخليل: العين 3/ 120.




رسم المصحف 615 ثانيا: الشبهة التي أثيرت حول أثر الرسم في تعدد وجوه القراءات: ..... ص : 607
و هذه الملاحظة تنقلنا إلى الحديث عن أصل هذه القراءات التي ينقلها عن حماد الراوية، و عن ظاهرة التصحيف في الكتابة العربية، ذلك أن تاريخ اللغة العربية حافل يذكر كثير من التصحيفات التي وقعت من علماء مشهورين حتى ألفت في ذلك كتب مستقلة فقد ألف أبو أحمد العسكري اللغوي كتابين في ذلك الأول خاص بما هو من علم أصحاب اللغة و الشعر و أهل النسب و الثاني خاص بما يحتاج إليه أصحاب الحديث و رواة الأخبار. و من تلك المؤلفات كتاب حمزة الأصفهاني (التنبيه على حدوث التصحيف).



رسم المصحف 615 ثانيا: الشبهة التي أثيرت حول أثر الرسم في تعدد وجوه القراءات: ..... ص : 607
إن القراءة التي ينسبها جولدتسيهر إلى حماد الراوية ما هي بقراءة و لكنها من تصحيفات حماد في القرآن، فقد ذكر أبو أحمد العسكري و حمزة الأصفهاني أن حمادا الراوية قرأ يوما (و الغاديات صبحا) و أن بشارا الأعمى سعى به إلى عقبة بن مسلم، أمير البصرة، أنه يروي جل أشعار العرب و لا يحسن من القرآن غير أم الكتاب، فامتحنه عقبة بتكليفه القراءة في المصحف، فصحّف فيه عدة تصحيفات، و قد ذكر العسكري في كتابه (شرح ما يقع فيه التصحيف) أن الكوفيين يروون أن حمادا الراوية كان حفظ القرآن من المصحف فكان يصحف نيّفا و ثلاثين حرفا. و أورد في كتابه الآخر سبعة عشر موضعا من تصحيفات حماد، بينما يذكر الأصفهاني واحدا و عشرين موضعا، و هذه أمثلة مما ذكراه:



رسم المصحف 629 أهم نتائج البحث: ..... ص : 627
و القراءات و بحكمة تلك الوجوه، أو أنه ضال ذو غرض يتبع هواه، و ليس فيما يروى عن حماد الراوية، أو عمّن سواه ممن لا صلة له بنقل القرآن، من أنه صحّف بعض الكلمات حينما قرأ في المصحف- حجة في ذلك إطلاقا.



محاضرات في علوم القرآن(لغانم قدورى) 140 2 - موافقة خط المصحف: ..... ص : 137
و في قصة حماد الراوية (ت 155 ه)، الذي كان مشغولا برواية الشعر عن تعلم قراءة القرآن، فلما أراد أن يحفظ القرآن قرأه في الصحف، قال أبو أحمد العسكري: «روى الكوفيون أن حمادا الراوية كان حفظ القرآن من المصحف، فكان يصحّف نيفا و ثلاثين حرفا».

محاضرات في علوم القرآن(لغانم قدورى) 140 2 - موافقة خط المصحف: ..... ص : 137
و يدل موقف العلماء من حماد الراوية أن القراءات الصحيحة التي اشتهر القراء السبعة و غيرهم ليست ناشئة عن الخط، و إلّا لكان حماد أحد القراء المشهورين، بدل أن كان مثالا لسوء التدبير و عدم اتباع منهج علماء القراءة بتعليم القرآن مشافهة من العلماء بالقراءة.



من الدراسات القرآنية 165 الرسم و القراءات القرآنية: ..... ص : 164
و الذى يدل على بطلان ما ذهب إليه المستشرق أنه لو كان ما ذهب إليه صحيحا لصحت قراءة حماد الراوية: «و ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها أباه» بالباء الموحدة.






تاريخ القرآن(شاهين)، ص: 231
وجوه التصحيف:
و النوع الأول: و هو صور التصحيف، يتميز بأنه من قبيل النوادر و الملح، لا يؤدى إلى معنى قرآنى، بل إلى معنى طريف، أو سوقى مبتذل، و أحيانا يكون ضد المعنى القرآنى.
و قد حفلت كتب الأخبار، و المؤلفات المتخصصة فى التصحيف، بالكثير من الوجوه المصحفة، التى كان الرسم أساس نشوئها، و من ذلك ما ذكره حمزة الأصفهانى من أنه حضر رجلا من الكبراء، و قد قرأ فى المصحف: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ، وَ عَلى‏ والديك، فخالف قول الله عز و جل: إِنَّ مَثَلَ عِيسى‏ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ. و أن عبد الله بن أحمد بن حنبل تقدم قوما يصلى بهم، فقرأ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. فقال له قائل: «أبوك ضرب بالسياط على أن يقول (كلام الله مخلوق)، و قد جعلت خالق الأشياء مخلوقا» «2».
فهذا التصحيف أدى- فيما رأينا- إلى معنى غير معقول، و هو يضاد المعنى القرآنى، و لذا يسهل الحكم عليه. و المهم أنه لا يقع إلا من جاهل بالقرآن، غير حافظ لآياته، و غير فاهم لمعانيه، و قد كان السبب فيه احتمال الرسم للنطق الصحيح، و النطق الخاطئ المصحف.
و قد حاول حمزة الأصفهانى أن يقدم لنا فى كتابه (التنبيه على حدوث التصحيف) صورتين متقابلتين لاحتمالات الرسم، الصورة الأولى: حين يشتمل الرسم المصحفى للكلمة وجهين أو وجوها فى القراءة، كلها مروية.
__________________________________________________
(2) كتاب التنبيه على حدوث التصحيف لحمزة الأصفهانى- مخطوطة مكتبة البرلمان بطهران، رقم 282، ورقة/ 4.



تاريخ القرآن(شاهين)، ص: 232
و الثانية: حين يؤدى إلى وجوه مختلفة تشترك مع القراءة المروية فى الرموز و تخالفها فى المعنى. و قد خصص للصورة الأولى الباب الرابع من كتابه، بعنوان: (ذكر اختلاف حروف من القرآن، احتمل هجاؤها لفظين، فمن أجل أنه قرئ بهما، صارتا قراءتين)، فذكر أمثلة اخترنا منها هذه المجموعة، و قد حاولنا نسبتها، و قرأناها بقراءة حفص:
1- 10/ 30 «هنالك تبلو- تتلو» الثانية لابن مسعود (جفرى/ 46).
2- 49/ 6 «فتبينوا- فتثبتوا» الثانية لابن مسعود (جفرى/ 92).
3- 2/ 265 «تثبيتا- تبيينا» الثانية لمجاهد بن جبر (جفرى/ 77).
4- 13/ 31 «ييئس- يتبين» الثانية لابن مسعود (جفرى/ 51).
5- 29/ 58 «لنبوئنهم- لنثوينهم» الثانية لعلى بن أبى طالب (جفرى/ 188).
6- 2/ 125 «مثابة- منابة» الثانية لم نعثر على نسبتها فيما لدينا من المصادر.
7- 33/ 68 «لعنا كبيرا- كثيرا» الثانية لابن مسعود (جفرى/ 76).
8- 43/ 19 «الذين هم عبد الرحمن- عند الرحمن» الثانية لعمر بن الخطاب (جفرى/ 221).
9- 12/ 30 «قد شغفها- شعفها» «1» الثانية لعلى و جعفر الصادق (جفرى/ 333).
10- 21/ 57 «و تالله لأكيدن- و بالله» الثانية لمعاذ بن جبل (الكرمانى/ 158).
و يلاحظ فى هذه الصورة، إلى جانب أنها مروية- عدا السادسة- تناسب المعنى، و يتضح ذلك عند المقارنة بصور التصحيف التالية:
1- قرأ رجل قوله تعالى 100/ 1: «و العاديات ضبحا»: «و العاديات صبحا» «2» و رواها ابن الجوزى: «الغاديات صبحا» «3».
2- و قرأ آخر قوله تعالى 56/ 34: «و فرش مرفوعة»: «مرقوعة» «4».
3- و قرأ رجل قوله تعالى 7/ 150: «و أخذ برأس أخيه يجره إليه»: «يجزه» «5».
4- و قرأ رجل قوله تعالى 36/ 14: «فعزّزنا بثالث»: فغزونا بثالث «6».
5- و قرأ عثمان بن أبى شيبة قوله تعالى 12/ 70: «جعل السقاية فى رحل أخيه» «7». و رواها ابن الجوزى: «جعل السفينة فى رجل أخيه» «8».
6- و قرأ أيضا قوله تعالى 5/ 4: «و ما علمتم من الجوارح»: «من الخوارج» «9».
__________________________________________________
(1) جميع هذه الأمثلة من التنبيه على حدوث التصحيف ورقة/ 78.
(2) حدوث التصحيف ورقة/ 4.
(3) كتاب الحمقى و المغفلين/ 49.
(4) حدوث التصحيف ورقة/ 4.
(5) حدوث التصحيف السابق.
(6) السابق.
(7) السابق.
(8) الحمقى و المغفلين/ 46.
(9) حدوث التصحيف السابق.



تاريخ القرآن(شاهين)، ص: 233
و قد روى هذا النوع من التصحيف فى القراءة عن بعض من لا يتوقع منه، مثل ما روى عن حماد الراوية «1». و الواقع أن السبب فى هذا التصحيف كان الرسم نفسه، و يحسن أن نورد فى ذلك حديث حمزة الأصفهانى، قال: «و أما سبب إحداث النقط فإن المصاحف الخمسة التى استكتبها عثمان رحمه الله، و فرقها على الأمصار، غبر الناس يقرءون فيها نيفا و أربعين سنة، و ذلك من زمان عثمان إلى أيام عبد الملك، فكثر التصحيف على ألسنتهم، و ذلك أنه لما جاءت الباء و التاء و الثاء أشباها فى الاتصال و الانفصال، و كانت الياء و النون تحكيانها فى الاتصال- تمكن التصحيف من الكتابة تمكنا تامّا، فلما انتشر التصحيف بالعراق فزع الحجاج إلى كتّابه، و سألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات، فوضعوا النقط، أفرادا و أزواجا، و خالفوا بين أماكنها، بتوقيع بعضها فوق بعض، و بعضها تحت الحروف، فغبر الناس بعد حدوث النقط زمانا طويلا، لا يكتبون دفترا و لا كتابا إلا منقوطا، فكان مع استعمالهم النقط يقع التصحيف، فأحدثوا الإعجام» «2».
الوجوه الجائزة:
و النوع الثانى هو الوجوه الجائزة، الموافقة للرسم، و قد حفلت كتب الشواذ بكثير منها، و بخاصة الكرمانى الذى اهتم بها أكثر من غيره، و هى فى الغالب وجوه يرضاها النحو، أو ترضاها لهجة من اللهجات. و أكثر من نقل عنهم الكرمانى هو الزجاج، و ينقل أيضا عن الفراء و أبى حاتم و ابن الأنبارى، و من أمثلة ذلك:
1- 2/ 41 «و لا تكونوا أول كافر به و اشتروا» أجازه القراء فى النحو «3».
2- 16/ 103 «لقد نعلم عنّهم يقولون» فى موضع «أنهم» لغة تميم و قيس و أسد «4».
3- 2/ 71 «لا شية فيها» بالرفع- جائزة «5»، و القراءة العامة بالفتح.
4- 2/ 85 «أسارى» بفتح الهمزة بدلا من الضم، على فعالى، ذكر الزجاج أنها جائزة فى العربية «6».
5- 2/ 196 «حتى يبلغ الهدى محله» بفتح الحاء بدل الكسر، قال أبو حيان: و لم يقرأ إلا بكسر الحاء فيما علمناه «7».
__________________________________________________
(1) حدوث التصحيف السابق.
(2) حدوث التصحيف ورقة/ 18. و سبق نقل مثل هذا النص على التصحيف و التحريف للعسكرى.
(3) أخ/ 4.
(4) الكرمانى/ 26.
(5) السابق/ 27.
(6) السابق/ 28.
(7) الكرمانى/ 37، و البحر 2/ 75.



تاريخ القرآن(شاهين)، ص: 234
6- 4/ 103 «فإذا اطبأننتم» بالباء بدل الميم، و هى لغة، قالها الزجاج «1».
7- 6/ 41 «بل إياه يدعون، فيكشف ما يدعون إليه إن شاء، و ينسون ما يشركون» بالياء فيهن بدل التاء، لو قرئ به لجاز «2».
8- 7/ 58 «إلا نكدا» بضم و سكون- قال الزجاج: جائزة «3».
9- 14/ 28 «نعمات» بكسر ففتح، قالها أبو حاتم «4».
10- 18/ 78 «فراق بينى و بينك» بالإضافة و فتح النون، قال ابن الأنبارى: جائزة «5».
مثل هذه الوجوه هى التى يمكن أن تسفر عنها احتمالات الرسم، خارج الرواية، و لكنها لم تكن معترفا بها لدى أى قارئ، تماما كصور التصحيف، و ذلك خلال الفترة من زمان عثمان حتى أيام عبد الملك، بل كان المروى من الوجوه متميزا تمام التميز عما هو نتيجة الافتراض أو العبث و الجهالة، و قد اهتم المحققون بتتبعها و التنبيه إليها، و قد كان هذا أمرا طبيعيّا ما دامت مناقشات النحو أو اللغة تدور حول النصوص، شعرا أو نثرا، و فى مقدمتها القرآن. و لسوف يجد القارئ أننا ذكرناها (أعنى الوجوه الجائزة) أحيانا مع الوجوه المروية للاسترشاد أو للقياس و حسب.
فإذا كانت هذه الوجوه الجائزة أو المصحفة هى التى يقصدها جولد تسيهر و بلاشير، فقد ظلما القراءات بنسبتها إليها، و إذا كانا يريدان بعض وجوه القراءة المروية عن النبى صلى اللّه عليه و سلم، و المتوافقة فى الرسم، فلا ريب أنهما تعمدا الإساءة إلى عملهما العلمى، قبل أن يسيئا إلى القراءات و التاريخ القرآنى.