النصيحة الذهبية

محمد بن أحمد الذهبي شمس الدين(673 هـ - 748هـ، 1275م - 1347م)
شرح حال محمد بن أحمد الذهبي شمس الدين(673 هـ - 748هـ، 1275م - 1347م)
کتاب زغل العلم
نسخه‌ها و چاپ‌های کتاب زغل العلم
لا تصح نسبة رسالة "بيان زغل العلم والطلب" إلى الإمام الذهبي--سایت اهل الحدیث
ما هذا الكلام الذى يقوله الإمام الذهبى عن شيخ الإسلام--سایت اهل الحدیث
زغل العلم للإمام الذهبي--سایت اهل الحدیث



النصيحة الذهبية
الاقوال في النصيحة الذهبية
أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي-النصيحة الذهبية-القونوي



قدح عظيم ذهبي در ابن تيميه---منصفانه‌ترين نقد ابن تيميه در طول تاريخ--تاپیك حسین در سایت انجمن اینترنتی مسلمان








تمام کتاب أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي-النصيحة الذهبية-القونوي

أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي (ص: 59)


نَصُّ الرسالة

) هذا ما وجد بخط ابن قاضي شهبة): «رسالةٌ كَتَبَ بها الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي، إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية، كتبتُها من خط قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة رحمه الله، وكتبها هو من خط الشيخ الحافظ أبي سعيد بن العلائي، وهو كتبها من خط مرسلها الشيخ شمس الدين(1):
الحمد لله على ذلتي(1) يا رب ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ علي إيماني. واحزناه على قلة حزني، واأسفاه على السنة وذهاب أهلها، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم، وأهل التقوى، وكنوز الخيرات، آه على وجود درهم حلال، وأخ مؤنس(1).
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتباً لمن شغلته عيوب الناس عن عيبه، إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك، وتذم العلماء، وتتبع عورات الناس ؟ مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا»(1).
بلى أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام، ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد(1).
بلى والله عرفوا خيراً كثيراً مما إذا عمل به العبد فاز، وجهلوا شيئاً كثيراً مما لا يعنيهم و«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». يا رجل بالله عليك كفَّ عنا، فإنك محجاج، عليم اللسان لا تقر ولا تنام(1).
إياكم والأغلوطات في الدين، كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها، ونهى عن كثرة السؤال وقال:«إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان».
وكثرة الكلام بغير دليل تقسّي القلب إذا كان في الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة، وتلك الكفريات التي تعمي القلوب(1).
والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية، لنرد عليها بعقولنا ؟ يا رجل قد بلعت (سموم)(1) الفلاسفة وتصانيفاتهم مرات، وبكثرة استعمال السموم، يُدمن عليها الجسم، وتكمن والله في البدن(1).
واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبّر، وخشية بتذكّر، وصمت بتفكّر. واهاً لمجلس يذكر فيه الأبرار، فعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة، لا عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة. كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما(1).
بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس(1) وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال قد صارت هي محض السنة، وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفره فهو أكفر من فرعون(1).
وتعدُّ النصارى مثلنا(1) ؟ والله في القلوب شكوك، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد. يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، لاسيما إذا كان قليل العلم والدين باطولياً شهوانياً،لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه، وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط،خفيف العقل أو عامي كذاب،بليد الذهن أو غريب واجم قوي المكر أو ناشف صالح، عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل(1).
يا مسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك. إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار ؟ إلى كم تصادقها وتزدري بالأبرار ؟ إلى كم تعظمها وتصغر العباد ؟ إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد ؟(1).
إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها ـ والله ـ أحاديث الصحيحين ؟ يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك، بل في كل وقت تُغير عليها بالتضعيف والإهدار أو التأويل والإنكار(1).
أما آن لك أن ترعوي ؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب؟ أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل(1) ؟ بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت(1)، فما أظنك تقبل على قولي، ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول: والبتة سكت(1).
فإذا كان هذا حالك عندي، وأنا الشفوق المحب الوادِّ(1)، فكيف يكون حالك عند أعدائك ؟ وأعداؤك ـ والله ـ فيهم صلحاء وأخيار، وعقلاء وفضلاء، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة، وجهلة وبطلة وعور وبقر!!
قد رضيت منك بأن تسبني علانية، وتنتفع بمقالتي سراً (رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي)، فإني كثير العيوب، غزير الذنوب، والويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علام الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبين وعلى آلة وصحبه أجمعين.
آخر الرسالة الذهبية نصيحة منه لابن تيمية»
________________
(1) تقدم رأيي في الاحتمالات التي أدت بأحد هؤلاء الأعلام أو بهم جميعاً إلى وهمهم هذا.
(1) لا يقول إمام كالذهبي هذه الكلمة وقد سمع ووعى قول الله تعالى: {ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه»، أما الصوفي ابن السَّرَّاج، المتأثر بكلام الملامية فإنها كلمة تعبّر عن بعض مذهبه.
(1) هذه كلمات من أمضَّه البعد عن دمشق ـ بلده ـ وعاش أكثر من أربعين سنة نائياً عنها، وتسامع بهُلك أمثاله في دمشق، ومدن الشام وغيرها، من صوفية وقلندرية ذكرهم في (التشويق) و(التفاح)، وإلا فهذا التحسُّر لا يصدر من إمام في السنة، كالذهبي يعيش في بلد فيه ابن تيمية والمزي وابن القيم وأمثالهم.
(1) هذا ما يراه غلاة الصوفية والأشاعرة في جهاد شيخ الإسلام ابن تيمية ودعوته الإصلاحية يرون علماً جماً، وتحقيقاً نادراً، وعبقرية فيتهمونه بمدح نفسه، ويرونه محذراً من بدع المبتدعة، وخطأ العلماء فيعدونه متتبعاً لعورات الناس، وإنما هي النصيحة للمسلمين. ثم إن إماماً للجرح والتعديل كالذهبي لا يفهم فهم ابن السَّرَّاج من هذا الحديث الذي ساقه.
(1) لا يمكن أن يصف شيخ الإسلام، العلماء بالشريعة، الذين خالفهم، بأنهم ما شَمُّوا رائحة الإسلام، ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وإنما قصده بذاك الوصف الوجودية وأضراب القلندرية، الذين سُلط عليهم كما قال الصفدي، وهو الأمر الذي أغاظ ابن السَّرَّاج كما ترى.
(1) هنا طلبٌ من ابن السَّرَّاج إلى صديق قديم هو ابن تيمية، يناشده الكف عن جهاد الرفاعية البطائحية، الذين ينتسب إليهم ابن السَّرَّاج، وعن بقية الفقراء القلندرية. ولا مناسبة قطعاً بين هذا الكلام وبين الذهبي، فأي شيء كان ابن تيمية يفعله لم يرق الذهبي حتى يناشده الكف عنه؟ ثم إن الذهبي لا يسفل مهما خالف ابن تيمية فيصفه بأنه عليم اللسان.
(1) قد تعجب لإيراده اليونسية، هنا وهم من أصحابه القلندرية، ولكن يذهب عنك ذلك العجب إن عرفت أنه يرى أن هناك دخلاء على الفقراء، ومتشبهين بهم، وقد صرح بوجودهم في اليونسية، وأنهم «كالجن والشياطين، فقد يخلط التبن والتبر، ويشترك الباع والشبر، ويتشبه الجني بالملك، ومن تعدى بغير عدة فقد هلك» انظر (التفاح) الورقة 102.
(1) قال الكوثري: (السياق يدل على سقوط هذه الكلمة من الأصل).
(1) هذا ظن الجهلاء، بمبلغ شيخ الإسلام من العلوم الشرعية والعقلية، من أمثال ابن السَّرَّاج الحاسد الحاقد، وقد علم أعداء ابن تيمية قبل أودائه أنه لم يقرأ الفلسفة حباً بها، بل لينقدها بعلم، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، ثم هو قد تحصن بعلم الشريعة، وليس كمن دخل بطون الفلسفة ضعيف السلاح فما خرج منها سالماً.
(1) كن على ذكر من أنه يعني بالأبرار والصالحين زمر القلندرية وشيوخها، فهؤلاء يزدريهم كل مؤمن.
(1) أنى يكون الذهبي قائل هذا؟ وهو الذي ألَّف كتاب (تشبيه الخسيس بأهل الخميس) وحذَّر من بدع النصارى فيه.
(1) هذا الكلام المجمل في ذم البدعة يقوله أهل البدعة أيضاً ومنهم ابن السَّرَّاج، لكنهم يفتضحون عند طلب الأمثلة.
(1) يشير هنا إلى انتقاد شيخ الإسلام غلاة الصوفية والقلندرية في تعظيمهم لشيوخهم وأنهم في ذلك كالنصارى، فقوله: «مثلنا» يرجع فيه الضمير إلى الرفاعية والصوفية بعامة.
(1) ما أشبه معنى هذا الكلام والذي يأتي بعد، وفيه الكذب المبين، من قوله عن أولياء وأصحاب ابن تيمية بأن فيهم فجرة وكذبة، وجهلة وبطلة، وعور وبقر، ما أشبه هذا الفجور بما قاله في (التشويق): «... وكنا لا نكاتبه (يعني ابن تيمية) بذلك لما علمنا من حال جماعة من السفهاء والغوغاء والأطراف حوله يوجسون خاطره، ويقيمون الفتن بينه وبين الناس يقولون: يا سيدي أنت يقول لك فلان كيت وكيت ؟وهل يقال لمثل مولانا ذلك؟ إلى فنون من هذا الجنون، ولنا بهم خبرة وما نعلم أكثر بلاياه إلا هؤلاء الجهلة الحمقى».
(1) هؤلاء الأخيار والأبرار، والعباد والزهاد، الذين وصفهم هم أكثر الذين عدهم في (التشويق) و(التفاح) رموز القلندرية والصوفية المبتدعة، فَطَبعي أن يعاديهم ابن تيمية ويزدريهم،ويصغّرهم، ويمقتهم، وذلك لله وفي الله عزَّ وجل.
(1) ينتظر هذا الحكم الجائر من غوي كابن السَّرَّاج، ولكن تأمل شهادة الذهبي (المُتَّهم خطأ بإرسال هذه الرسالة) في ابن تيمية: «وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم، وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث، وبالعالي والنازل، وبالصحيح والسقيم، مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضاره، واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة، والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث. ولكن الإحاطة لله، غير أنه يغترف فيه من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي».
(1) على هذا يكون تاريخ الرسالة بين سنة 722 هـ وسنة 728 هـ.
(1) انظر كتاب (الرد الوافر) لابن ناصر الدين الدمشقي، و(الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية) المطبوع حديثاً، فلن تجد فيها إلا ذكر تقوى ابن تيمية وزهده وعبادته وذكره الآخرة وفضائل أخرى تكذب كلام ابن السَّرَّاج.
(1) قارن بين هذا، وما حكاه من حلم رآه بدمشق، فيه ذم لابن تيمية، فأراد أن يعلمه بما تحلَّمه: «... لكن تحققت أنه لا يفيد فيه القول، بل يحمله على المبالغة في الأذى، والتحيل على قلب الرؤيا، وردها على الناصح، وجعلها من تلبيس إبليس..» وأمثالها من كلماته الظالمة.
(1) قد مرَّ بك كلام ابن السَّرَّاج في زعمه الشفقة والمحبة لأبي العباس رحمة الله عليه










خزانة التراث - فهرس مخطوطات (37/ 669، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 36386
الفن: وعظ وارشاد
عنوان المخطوط: النصيحه الذهبيه
اسم المؤلف: احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام, ابن تيميه
اسم الشهرة: ابن تيميه
تاريخ الوفاة: 728هـ
قرن الوفاة: 8هـ


















http://www.alsunna.org/maktaba/nasi7a_dhahabiya.htm

النصيحة الذهبي لابن تيمية


قال الذهبي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ذلتي، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ عليَّ إيماني، واحزناه على قلة حزني، واأسفاه على السنة وذهاب أهلها، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات، ءاه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس.

طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتَبًّا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا"، بلى أعرفُ إنك تقول لي لتنصُرَ نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شمّوا رائحة الإسلام ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد، بلى والله عرفوا خيرًا مما إذا عمل به العبد فقد فاز، وجهلوا شيئًا كثيرًا مما لا يعنيهم و: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

يا رجل بالله عليك كفَّ عنَّا فإنك مِحجاجٌ عليم اللسان لا تقرّ ولا تنام، إياكم والأغلوطات في الدين، كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: "إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان"، وكثرة الكلام بغير دليل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام فكيف إذا كان في العبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب؟ والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبشُ دقائق الكفريات الفلسفية لنردَّ عليها بعقولنا، يا رجل قد بلعتَ سموم الفلاسفة ومصنفاتهم مرات، وبكثرة استعمال السموم يُدمن عليها الجسم وتكمن والله في البدن. واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبر، وخشية بتذكر، وصمت بتفكر، واهًا لمجلس يُذكرُ فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، لا عند ذكر الصالحين يُذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخَيتَهما، بالله خلُّونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأسًا من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفّر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك إن سَلِمَ لكَ إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد.

يا خيبة من اتبعك فإنه مُعَرَّضٌ للزندقة والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليًّا شهوانيًّا لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيدٌ مربوط خفيف العقل، أو عامي كذّاب بليد الذهن، أو غريب واجم قوي المكر، أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل.

يا مسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟ إلى كم تصدقها وتزدري بالأبرار، إلى كم تعظمها وتصغر العباد، إلى متى تُخاللها وتمقت الزهاد، إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها والله أحاديث الصحيحين، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تُغيرُ عليها بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار.

أما ءان لك أن ترعوي؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب، أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل. بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أظنك تقبل على قولي ولا تُصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول لكَ: والبتة سكتت.

فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحبُّ الواد، فكيف يكون حالك عند أعدائك، وأعداؤك والله فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر.

قد رضيتُ منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرًّا :"رحم الله امرءًا أهدى إلي عيوبي"، فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علاّم الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى ءاله وصحبه أجمعين.

***

وقد قال الحافظ السخاوي في الإعلان والتوبيخ لمن ذم  التاريخ: وقد وقفت للذهبي على رسالة مجيدة وجهها إلى ابن
تيمية يردعه فيها عن غوايته.

***

al-Nasihah al-Dhahabia li ibn Taymiyya
Letter from al-Dhahabi to his former sheikh, Ibn Taymiyya
(Sincere Advice to Ibn Taymiyya, Maktab al-Misria 18863)

In the Name of Allah Most Merciful and Compassionate.
Praise be to Allah for my lowliness. O Lord, have mercy on me, diminish my mistakes, and preserve my Iman for me. What sadness at my lack of sadness; what sorrow over the sunna and the departure of its people; what longing for believing brothers to share with me in weeping; what grief over the loss of people who were light-giving lamps of Sacred Knowledge, men of taqwa, and treasure-troves of every good; alas for not finding a dirhem that is halaal or a brother who is loving.


Great good tidings to him whose own faults divert him from those of others, and woe to whom the faults of others divert him from his own.
How long will you see the speck in your brother's eye and forget the log in your own? How long will you praise yourself, your prattle, your style, while blaming religious scholars and searching out people's shameful points, knowing as you do that the Prophet (Allah bless him and give him peace) forbade it saying:
"Mention not your dead save with good, for they have gone onto what they have sent ahead."
Of course, I realise that you will defend yourself by telling me the attacks are only for those who've never smelled the scent of Islam and don't know what Muhammad (Allah bless him and give him peace) brought and that is your jihad. Not so, by Allah those who you attack know what is even better than the amount that suffices if the servant acts on it to make him succeed. Moreover, they are ignorant of a great deal that does not concern them. And "the excellence of a person's Islam includes leaving what does not concern him." By Allah man! Give us respite from you, for you are an eloquent polemicist who neither rests nor sleeps. Beware of doubt-creating, problematic religious questions. Our Prophet (Allah bless him and give him peace) was offended by too many questions, found fault with them, and forbade excessive asking. He also said:
"The thing I fear most for my people is the eloquent hypocrite."


Too much talking, if free of mistakes, hardens the heart when it concerns the halaal and haraam. So how should it be when it concerns the words of the Yunusiyya, the philosophers, and expressions of kufr, which make hearts go blind? By Allah, we've become a laughing stock in existence. How long will you disinter the details of philosophical expressions of kufr for us to refute with our minds? You've swallowed, man, the poison of the philosophers and of their works more than once; and by too much using of a poison one's constitution gets addicted. It collects, by Allah, in the body.


O, what longing for a group among whom the Qur'an is recited with reflection, where awe is experienced through its meditation, where there is silence from its contemplation. O, what longing for an assembly where the pious are mentioned, for mercy descends where the righteous people are remembered, not where the righteous are spoken of with contempt and curses. The sword of al-Hajjaj and the tongue of Ibn Hazm were brothers [ie no Muslims was safe from them], and now you have joined the family. By Allah, give us a break from talking about "the bid`a of Thursday", and "eating the grains", and rather make a serious effort to remember the bid`as we used to consider the source of all misguidance, which have now become the "genuine sunna" and the "basis of tawhid", and whoever doesn't know them is a Kafir, or a donkey, and whoever doesn't call him a Kafir is a bigger Kafir than Pharaoh. You consider the very Christians like us.


By Allah, there are misgivings in hearts. You are fortunate if your faith in the two shahadahs has remained unscathed. Oh the disappointment of him who follows you, for he is exposed to corruption in basic beliefs and to dissolution. Particularly if he is short of learning and religion, a self-indulgent idler who does well for you by fighting on your behalf with his hand and tongue, while he is actually your enemy in his being and heart. What are your followers but hidebound do-nothings of little intelligence, common liars with dull minds, silent outlanders strong in guile, or dryly righteous without understanding? If you don't believe it, just look at them and honestly assess them.


The donkey of your lusts, O Muslim, has stepped forward to applaud your self. How long will you dote on your ego and attack the finest people? How long will you credit it, and disdain the pious? How long will you exalt it, and despise the devotees? How long will you be its closest friend, and detest the abstinent? How long will you praise your own words in a manner you do not even use for the Sahihs of Bukhari and Muslim? Would that the hadiths of the two Sahihs were safe from you, as you continually attack them, by suggesting weakness, considering them fair game, or with figurative explanations and denial. Hasn't the time come to give up? Is it not it time to repent and atone? Aren't you at that tenth of a man's life when he reaches seventy years and the final departure has drawn near? Indeed, By Allah, I don't recall that you remember death much. You sneer at whoever remembers death. So I don't think you'll take to my words or hear my exhortation. You will, instead, probably show great energy and concern to demolish this piece of paper with weighty volumes, snipping off the ends of my sentences for me until you gain the upper hand and can close the argument with a triumphant "...at all. And he was silent."


If this is how you stand in my eyes, and I am someone sympathetic to you, fond and affectionate, how do you think you stand with your enemies? By Allah among your enemies, there are the righteous and intelligent men and virtuous ones, just as among your friends there are the wicked, liars, ignoramuses, layabouts, the vile, and cattle.
I can accept that you should publicly disparage me, while secretly benefiting from what I have said. "May Allah have mercy on the man who shows me my faults" [words attributed to `Umar (Allah be pleased with him)]. For I have many faults and sins, and woe to me if I myself do not repent, and how enormous my disgrace from Him who knows the Hidden. The sole remedy for me is the forgiveness of Allah and His clemency, His giving success and His guidance.


Praise be to Allah, Lord of the worlds. Allah bless our lieglord Muhammad, the Last of the Prophets, his folk and companions one and all.
 

تم بحمد الله